Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫االحتباس الحراري‬

‫يحتوي الجو حاليا على ‪ 380‬جزءا بالمليون من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر الغاز األساسي المسبب لظاهرة‬
‫االحتباس الحراري مقارنة بنسبة الـ ‪ 275‬جز ًء بالمليون التي كانت موجودة في الجو قبل الثورة الصناعية‬
‫‪ ‬‬
‫*‬

‫مدونة آفاق علمية‬


‫أبتكر مصطلح "االحتباس الحراري" العالم الكيماوي السويدي‪،‬سفانتى أرينيوس‪ ،‬عام‪1896‬م‪ ،‬وقد أطلق أرينيوس‬
‫نظرية أن الوقود الحفري المحترق سيزيد من كميات ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي وأنه سيؤدي إلى زيادة‬
‫درجات حرارة األرض‪.‬ولقد استنتج أنه في حالة تضاعف تركزات ثاني أكسيد الكربون فـي الغالف الجوي فأننا‬
‫سنشـهد ارتفاعا بمعدل ‪ 4‬إلى ‪ 5‬درجة سلسيوس في درجة حرارة الكرة األرضية‪،‬ويقترب ذلك على نـحو مـلفت‬
‫للنظر من توقعـات اليوم‪.‬‬
‫ومن المعروف أن آثر االحتباس الحراري ولماليين السنين قد دعم الحياة على هذا الكوكب‪ .‬وفي مثل ما يحدث في‬
‫درجة البيت الزجاجي فإن أشعة الشمس تتغلغل وتسخن الداخل إال أن الزجاج يمنعها من الرجوع إلى الهواء المعتدل‬
‫البرودة في الخارج‪ .‬والنتيجة أن درجة الحرارة في البيت الزجاجي هي أكبر من درجات الحرارة الخارجية‪.‬كذلك‬
‫األمر بالنسبة ألثر االحتباس الحراري فهو يجعل درجة حرارة كوكبنا أكبر من درجة حرارة الفضاء الخارجي‪ .‬ومن‬
‫المعروف كذلك أن كميات صغيرة من غازات االحترار المتواجدة في الجو تلتقط حرارة الشمس لتسخن األراضي‬
‫والهواء والمياه مما يبعث الحياة على األرض‪.‬‬

‫ما هي ظاهرة اإلحتباس الحراري؟‬


‫ظاهرة االحتباس الحراري‪ :‬هي االرتفاع التدريجي في درجة حرارة الطبقة السفلى القريبة من سطح األرض من‬
‫الغالف الجوي المحيط باألرض‪ .‬وسبب هذا االرتفاع هو زيادة انبعاث ‪ green house gases.‬الغازات الدفيئة أو‬
‫غازات الصوبة الخضراء " ‪ ،‬وأهم هذه الغازات ‪ ،‬الميثان الذي يتكون من تفاعالت ميكروبية في حقول األرز‬
‫وتربية الحيوانات المجترة ومن حرق الكتلة الحيوية (األشجار والنباتات ومخلفات الحيوانات)‪ ،‬كما ينتج من مياه‬
‫المستنقعات اآلسنة‪ .‬وباإلضافة إلى الميثان هناك غاز أكسيد النيروز (يتكون أيضا من تفاعالت ميكروبية تحدث في‬
‫المياه والتربة ) ومجموعة غازات الكلوروفلوروكربون (التي تتسبب في تآكل طبقة األوزون ) وأخيرا غاز األوزون‬
‫الذي يتكون في طبقات الجو السفلي‪.‬‬

‫مفهوم العلماء لالحتباس الحراري‬


‫االحتباس الحراري‪ :‬هي ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في تدفق الطاقة الحرارية من البيئة و‬
‫إليها‪ .‬و عادة ما يطلق هذا االسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة األرض في معدلها‪ .‬و عن مسببات هذه الظاهرة‬
‫على المستوى األرضي أي عن سبب ظاهرة إرتفاع حرارة كوكب األرض ينقسم العلماء إال من يقول أن هذه‬
‫الظاهرة طبيعية و أن مناخ األرض يشهد طبيعيا فترات ساخنة و فترت باردة مستشهدين بذلك عن طريق فترة‬
‫جليدية أو باردة نوعا ما بين القرن ‪ 17‬و ‪ 18‬في أوروبا‪ ،‬وفريق آخر يعزون تلك الظاهرة إلى تراكم غازات الدفيئة‬
‫في الغالف الجوي‪.‬‬

‫أسباب انبعاث الملوثات إلى الجو هي‪:‬‬


‫أوال‪ :‬أٍسباب طبيعية وهي‪:‬‬
‫ج‪ -‬الملوثات العضوية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬حرائق الغابات‬ ‫البراكين‬ ‫أ‌‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب صناعية‪:‬‬


‫أي ناتجة عن نشاطات اإلنسان وخاصة احتراق الوقود االحفوري "نفط‪ ,‬فحم‪ ,‬غاز طبيعي"‪.‬‬
‫أسباب التغيرات المناخية‬
‫أوال‪ :‬طبيعية‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬التغيرات التي تحدث لمدار األرض حول الشمس وما ينتج عنها من تغير في كمية اإلشعاع الشمسي الذي يصل‬
‫إلى األرض‪ .‬وهذا عامل مهم جدا في التغيرات المناخية ويحدث عبر التاريخ‪ .‬وهذا يقود إلى أن أي تغيير في‬
‫اإلشعاع سيؤثر على المناخ‪.‬‬
‫ج‪ -‬التغير في مكونات الغالف الجوي‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬االنفجارات البركانية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬غير طبيعية‪:‬‬


‫وهي ناتجة من النشاطات اإلنسانية المختلفة مثل‪:‬‬
‫ب‪ -‬استعمال اإلنسان للطاقة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬قطع األعشاب وإزالة الغابات‪.‬‬
‫ج‪ -‬استعمال اإلنسان للوقود االحفوري "نفط‪ ,‬فحم‪ ,‬غاز" وهذا يؤدي إلى زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في‬
‫الجو ‪ ،‬مما ينجم عنه زيادة درجة حرارة الجو‪.‬‬
‫في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين ظهر اختالل في مكونات الغالف الجوي نتيجة النشاطات اإلنسانية‬
‫ومنها تقدم الصناعة ووسائل المواصالت‪ ,‬ومنذ الثورة الصناعية وحتى اآلن ونتيجة العتمادها على الوقود‬
‫االحفوري " فحم‪ ،‬بترول‪ ،‬غاز طبيعي " كمصدر أساسي ورئيس للطاقة واستخدام غازات الكلوروفلوروكاربون في‬
‫الصناعات بشكل كبير‪ ،‬أدى ذلك حسب رأي العلماء على زيادة الدفء على سطح الكرة األرضية وحدوث ما يسمى‬
‫بـ‬
‫" ظاهرة االحتباس الحراري ‪ " Global Warning‬وهذا ناتج عن زيادة الغازات الدفيئة‪.‬‬

‫الغازات الدفيئة‬
‫تعد المركبات الكيميائية التالية أهم غازات الدفيئة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬بخار الماء‬
‫‪ -2‬ثاني أكسيد الكربون‪CO2‬‬
‫‪ -3‬أكسيد النيتروز (‪)N2O‬‬
‫‪-4‬الميثان ‪CH4‬‬
‫‪ -5‬األوزون ‪O3‬‬
‫‪ -6‬الكلورفلوركربون ‪))FCs‬‬

‫دور الغازات الدفيئة‪:‬‬


‫الطاقة الحرارية التي تصل األرض من الشمس تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وكذلك تعمل على تبخير المياه‬
‫وحركة الهواء أفقيا وعموديا؛ وفي الوقت نفسه تفقد األرض طاقتها الحرارية نتيجة اإلشعاع األرضي الذي ينبعث‬
‫على شكل إشعاعات طويلة " تحت الحمراء "‪ ,‬بحيث يكون معدل ما تكتسب األرض من طاقة شمسية مساويا لما‬
‫تفقده باإلشعاع األرضي إلى الفضاء‪ .‬وهذا االتزان الحراري يؤدي إلى ثبوت معدل درجة حرارة سطح األرض عند‬
‫مقدار معين وهو ‪°15‬س ‪.‬‬
‫والغازات الدفيئة " تلعب دورا حيويا ومهما في اعتدال درجة حرارة سطح األرض " حيث‪:‬‬

‫‪ -‬تمتص األرض الطاقة المنبعثة من اإلشعاعات الشمسية وتعكس جزء من هذه اإلشعاعات إلى الفضاء الخارجي‪,‬‬
‫وجزء من هذه الطاقة أو اإلشعاعات يمتص من خالل بعض الغازات الموجودة في الغالف الجوي‪ .‬وهذه الغازات‬
‫هي الغازات الدفيئة التي تلعب دورا حيويا ورئيسا في تدفئة سطح األرض للمستوى الذي تجعل الحياة ممكنة على‬
‫سطح األرض‪.‬‬
‫‪ -‬حيث تقوم هذه الغازات الطبيعية على امتصاص جزء من األشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح األرض‬
‫وتحتفظ بها في الغالف الجوي لتحافظ على درجة حرارة سطح األرض ثابتة وبمعدلها الطبيعي " أي بحدود ‪°15‬س‬
‫"‪ .‬ولوال هذه الغازات لوصلت درجة حرارة سطح األرض إلى ‪°18‬س تحت الصفر‪.‬‬
‫مما تقدم ونتيجة النشاطات اإلنسانية المتزايدة وخاصة الصناعية منها أصبحنا نالحظ اآلن‪ :‬إن زيادة الغازات الدفيئة‬
‫لدرجة أصبح مقدارها يفوق ما يحتاجه الغالف الجوي للحفاظ على درجة حرارة سطح األرض ثابتة وعند مقدار‬
‫معين‪ .‬فوجود كميات إضافية من الغازات الدفيئة وتراكم وجودها في الغالف الجوي يؤدي إلى االحتفاظ بكمية أكبر‬
‫من الطاقة الحرارية في الغالف الجوي وبالتالي تبدأ درجة حرارة سطح األرض باالرتفاع‪.‬‬

‫مؤشرات لبداية حدوث هذه الظاهرة‬


‫‪ -1‬يحتوي الجو حاليا على ‪ 380‬جزءا بالمليون من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر الغاز األساسي المسبب‬
‫لظاهرة االحتباس الحراري مقارنة بنسبة الـ ‪ 275‬جز ًء بالمليون التي كانت موجودة في الجو قبل الثورة الصناعية‪.‬‬
‫ومن هنا نالحظ ان مقدار تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي أصبح أعلى بحوالي ‪ %30‬عما كان عليه‬
‫تركيزه قبل الثورة الصناعية‪.‬‬
‫‪ -2‬ان مقدار تركيز الميثان ازداد إلى ضعف مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية‪.‬‬
‫‪ -3‬الكلوروفلوركاربون يزداد بمقدار ‪ %4‬سنويا عن النسب الحالية‪.‬‬
‫‪ -4‬أكسيد النيتروز أصبح أعلى بحوالي ‪ %18‬من مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية (حسب آخر البيانات‬
‫الصحفية لمنظمة األرصاد العالمية )‪.‬‬
‫من نجد أن تلك المتغيرات المناخية قد أدت إلى‪:‬‬
‫ارتفع مستوى المياه في البحار من ‪ 0.7-0.3‬قدم خالل القرن الماضي‪.‬‬ ‫أ‌‪-‬‬
‫ب‌‪ -‬ارتفعت درجة الحرارة ما بين ‪°0.8 – 0.4‬س خالل القرن الماضي حسب تقرير اللجنة الدولية المعنية‬
‫بالتغيرات المناخية التابعة لألمم المتحدة‪.‬‬

‫االحتباس الحراري "يغير العالم فعال"‬


‫من المقرر أن يعلن تقرير لألمم المتحدة أن التغير المناخي يترك بالفعل تأثيرات ضخمة على طبيعة العالم وبيئته‪.‬‬
‫ويعتقد تقرير منتدى التغير المناخي الخاص بالتنسيق ما بين الحكومات‪ ،‬إن ثمة تأثيرا يمكن مالحظته على‬
‫المجتمعات البشرية‪ ،‬وإن كان التأثير على البشر أقل وضوحا من التأثير على الطبيعة‪.‬‬
‫وتحذر مسودة التقرير التي اطلعت عليها بي بي سي من الصعوبات التي ستواجه المجتمعات البشرية في التكيف مع‬
‫كافة التغيرات المناخية المحتملة‪.‬‬
‫وسيتضمن التقرير إن ارتفاع درجات حرارة الكوكب بمقدار ‪ 1.5‬درجة مئوية عن مستويات عام ‪ 1990‬سيجعل‬
‫نحو ثلث األنواع الحيوانية والنباتية معرضة لخطر االنقراض‪.‬‬
‫ويضيف أن أكثر من مليار شخص سيكونون عرضة بشكل أكثر لنقص المياه‪ ،‬ويرجع ذلك باألساس إلى ذوبان‬
‫الثلوج الجبلية والمساحات الجليدية التي تعمل كخزان طبيعي للمياه العذبة‪.‬‬
‫ومن المتوقع أن يؤدي تنازع األطراف المختلفة حول صياغة التقرير قبل صدوره في مدى قطعية اللغة التي سيصدر‬
‫بها‪ ،‬وإن لم يؤثر في توجهه العام‪.‬‬
‫ويعقد علماء ومسؤولون بحكومات الدول مفاوضات مكثفة في بروكسل قبل صدور التقرير‪.‬‬
‫ويستجوب مسؤولون من الواليات المتحدة‪ ،‬والصين والهند العلماء حول صياغة التقرير الذي قد يحذر من "آثار‬
‫مدمرة" على ماليين األشخاص" خاصة في البقاع األفقر من العالم‪.‬‬
‫ويعزي كثير من العلماء ارتفاع حرارة األرض إلى ما يعرف بغازات الدفيئة‪ ،‬مثل ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬التي تبثها‬
‫صناعات الدول الثقيلة وحرق الوقود الحفري في أجواء الكوكب‪.‬‬
‫ويشمل التقرير أكثر من ‪ 29‬ألفا من البيانات العلمية حول أشكال التغير في المناحي الفيزيائية والبيولوجية من العالم‬
‫الطبيعي‪.‬‬
‫ويقول التقرير إن ‪ %85‬من تلك البيانات تشير إلى ارتفاع حرارة الكوكب‪.‬‬

‫دراسات عن ظاهرة اإلحتباس الحراري‪.‬‬


‫أفادت دراسة نشرتها المجلة العلمية الشهيرة ساينس ‪ ، SCIENCE‬ان ظاهرة االحتباس الحراري والتي تعاني‬
‫منها األرض ستزيد من مخاطر انتشار األوبئة بين الحيوانات والنباتات البرية والبحرية مع زيادة مخاطر انتقال هذه‬
‫األمراض إلى البشر ‪.‬‬
‫يقول العالم (( درو هارفيل )) من جامعة ( كورنل ) ورئيس فريق البحث العلمي (( إن ما يثير الدهشة واالستغراب‬
‫إن األوبئة الشديدة التأثر بالمناخ تظهر عبر أنواع مختلفة جدا من مولدات المرض من فيروسات وجراثيم‬
‫وطفيليات ‪ ،‬وتصيب مجموعة متنوعة للغاية من الكائنات ‪ ،‬منها المرجان والمحار والنباتات البرية والعصافير‬
‫والبشر )) ‪.‬‬
‫لقد كرس الباحثون دراستهم طوال سنتين حول العالقة بين التغير في درجة الحرارة ونمو الفيروسات والجراثيم‬
‫وغيرها من عوامل األمراض ‪ ،‬مع دراسة عوامل نشر بعض األمراض مثل القوارض والبعوض والذباب ‪ ،‬وقد‬
‫وجد انه مع ارتفاع درجة الحرارة ‪ ،‬يزداد نشاط ناقالت األمراض ‪ -‬حشرات وقوارض – فتصيب عدد أكبر من‬
‫البشر والحيوانات ‪ ،‬وقد وجد أن فصول الشتاء المتعاقبة والمعتدلة حراريا فقدت دورها الطبيعي في الحد من‬
‫مجموعة الجراثيم والفيروسات وناقالت المرض ‪ ،‬كذلك فقد لوحظ أن فصول الصيف في العقد األخير من القرن‬
‫الماضي زادت حرارة وطوال ‪ ،‬مما زاد من المدة التي يمكن لألمراض أن تنتقل خاللها إلى األجناس الحية الشديدة‬
‫التأثر بالتغييرات الحرارية وخصوصا في البحار والمحيطات ‪.‬‬
‫يقول الباحث (( ريتشارد اوستفيلد )) من معهد دراسة األنظمة البيئية في نيويورك (( أن المسألة ال تقتصر على‬
‫مشكلة مرجان أبيض وفقد لونه كما يقول حماة البيئة ‪ ،‬أو بعض حاالت المالريا المتفرقة التي يمكن السيطرة عليها ‪،‬‬
‫األمر له أوجه كثيرة ومتفرقة ونحن قلقون )) ‪.‬‬
‫لقد تناولت الدراسة حياة الكثير من الطيور والحيوانات التي تأثرت بفعل ارتفاع الحرارة ‪ ،‬ويذكر الباحثون على‬
‫سبيل المثال طيور ( األكيبا ) في هاواي ‪ ،‬حيث تعيش هذه الطيور على ارتفاع يبلغ ‪ 700‬متر في جبال جزيرة‬
‫( ماوي ) ‪ ،‬محتمية بالبرودة على هذا االرتفاع من البعوض والحشرات التي تدمر حياتها ‪ ،‬غير إن ارتفاع الحرارة‬
‫جعل البعوض يصل إلى مثل هذا االرتفاع جالبا معه جراثيم المالريا التي أصابت أعـداد كبيرة من هذه الطيور‬
‫وفتكت بها ولم تترك منها إال عددا ضئيال ‪.‬‬

‫الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي‬


‫أدركت دول العالم أهمية التعاون فيما بينها من أجل مكافحة التغير المناخي وذلك باستخدام وسائل تكنولوجية حديثة‬
‫تحد من انبعاث الغازات الدفيئة‪.‬وقد عقدت في سبيل ذلك عددا من المؤتمرات الدولية كان آخرها مؤتمر كييتو الذي‬
‫عقد في اليابان في عام ‪.1997‬وقد كان مؤتمر المناخ العالمي الثاني الذي عقد في جينيف في الفترة من ‪ 29‬أكتوبر‬
‫إلى ‪ 7‬نوفمبر ‪،1990‬دق ناقوس الخطر منذراً بالعواقب الجسيمة للتغير المناخي المتوقع‪ .‬وقد عقد ذلك المؤتمر‬
‫برعاية المنظمة العالمية لألرصاد الجوية‪،‬وبرنامج األمم المتحدة للبيئة ‪ ،‬ومنظمة اليونسكو ‪ ،‬وغيرها من المنظمات‬
‫الدولية‪ ،‬وشارك فيه أكثر من ‪ 700‬عالم من ‪ 100‬بلد‪ .‬وقد جاء البيان العلمي والفني الصادر عن ذلك المؤتمر أن‬
‫"معدل الزيادة المتوقعة لدرجة الحرارة خالل القرن القادم‪-‬إذا لم يتم الحد من الزيادة المطردة للغازات الدفيئة ستكون‬
‫زيادة غير مسبوقة‪،‬ولم يحدث لها نظير خالل العشرة آالف سنة السابقة‪ ،‬وأنها ستؤدي إلى تغيرات في المناخ تشكل‬
‫تهديدا بيئيا خطيرا يمكن أن يعرض التنمية االجتماعية واالقتصادية في كثير من مناطق العالم للخطر‪.‬بل يمكن أن‬
‫يهدد البقاء في بعض الجزر الصغيرة كجزر المالديف وغيرها‪،‬وفي المناطق الساحلية المنخفضة‪،‬والمناطق القاحلة‬
‫وشبه القاحلة"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والن دول العالم كانت تدرك منذ ذلك الوقت‪ ،‬إن مكافحة من ظاهرة التغير المناخي تتطلب جهدا كبيرا ونفقات‬
‫باهظة‪ ،‬للحد من انبعاث الغازات الدفيئة‪ ،‬وأن ذلك يتطلب نفقات باهظة لتطوير التكنولوجيا الحديثة الستغالل الطاقة‪،‬‬
‫أو إيجاد تكنولوجيا بديلة تكون أقل تلويثا للبيئة‪،‬فإن المؤتمر الدولي لألرض الذي عقد في مدينة ريوديجانيرو عام‬
‫‪ ، 1995‬وبحضور عدد كبير من رؤساء الدول‪،‬قد دعي مختلف الدول خاصة الدول الصناعية إللى خفض انبعاث‬
‫الغازات الدفيئة‪،‬إال أنه قد جعل تنفيذ الدول لتلك التوصيات اختياريا ولهذا معظم الدول لم تنفذ تلك التوصية ولم‬
‫تخفض الدول الصناعية نسبة انبعاث الغازات الدفيئة‪،‬مما أدى استفحال األمر ‪،‬وأصبح يهدد بخطر جسيم‪،‬ولذا‪،‬فقد‬
‫تداعت‪ 160‬دولة إلى مؤتمر كييتو الذي عقد في ديسمبر عام ‪ 1997‬في اليابان‪،‬التخاذ خطوات جادة ‪ ،‬واالتفاق على‬
‫إجراءات إلزامية تتقيد بموجبها مختلف دول العالم بخفض انبعاث الغازات الدفيئة بنسب محددة‪.‬وقد تم االتفاق خالل‬
‫ذلك المؤتمر على أن تقوم الواليات المتحدة بخفض انبعاث الغازات الدفيئة التي تصدر عنها بنسبة‪،%7‬واليابان‬
‫بنسبة ‪،%6‬ودول اإلتحاد األوروبي بنسبة ‪ %8‬كما تم االتفاق على عدد من اإلجراءات التنفيذية الخاصة بخفض‬
‫انبعاث الغازات في العالم بنسبة متوسطها ‪ ، %5‬وذلك مقارنة بنسبة انبعاث تلك الغازات عام ‪ ،1990‬على أن يتم‬
‫الخفض خالل الفترة ‪ 2012-2008‬م ‪.‬‬
‫ومما الشك فيه أن خفض نسبة الغازات الدفيئة يمكن إن يتم بوسائل متعددة منها استخدام مصادر بديلة للطاقة ال‬
‫تلوث البيئة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها‪.‬والحد من استخدام وسائل النقل الخاصة واالعتماد بشكل متزايد‬
‫على وسائل النقل العام وتطوير السيارات التي تسير على الطاقة الكهربائية ‪ ،‬وغيـــرها‪.‬‬

‫‪ /‬دائرة األرصاد الجوية ‪.‬‬

‫ماهية تأثيرات التغير المناخي وتقلبية المناخ في التطور االجتماعي االقتصادي(‬

‫التزال التقديرات المتوافرة للتأثيرات االقتصادية للتغير المناخي في بداياتها األولى؛ ألن هناك العديد من المشكالت‬
‫التي تؤثر في تقييم هذه التأثيرات في القطاعات الخاصة من االقتصاد‪ ،‬ومن بينها الصعوبات‪ ،‬ال سيما في البلدان‬
‫النامية‪ ،‬التي تعترض قياس القيمة االقتصادية لهذه التأثيرات‪.‬‬

‫وبحسب الفريق الدولي الحكومي المعني بتغير المناخ‪ ،‬فإن الخسائر التي سوف تنجم عن تسخين للكرة األرضية‬
‫مقداره ‪ 2.5‬درجة سيلزية تراوح بين واحد و‪ 1.5‬في المئة من الناتج القومي اإلجمالي ‪ GDP‬سنويا في الدول‬
‫المتقدمة‪ ،‬وما بين ‪ 2‬و‪ 9‬في المئة في الدول النامية‪ .‬والتسخين المشار إليه هو مقدار قريب من منتصف‬
‫التقديرات الخاصة بميزان التسخين الشامل للكرة األرضية المصحوب بمضاعفة التركيزات المعادلة في ثنائي‬
‫أكسيد الكربون في عالم يشبه عالم اليوم‪ .‬وقد بنيت تقديرات الخسائر المتوقعة على عدد كبير من االفتراضات‬
‫وهي عرضة لبعض التحفظات؛ ألن التطبيق العملي لهذه التقديرات على التغير المناخي هو أمر صعب‪ ،‬ليس‬
‫لعدم التثبت من التقديرات بحد ذاتها فحسب بل أيضا بسبب الطبيعة العالمية لهذه المشكلة وتعدد أجناس البشر‬
‫الذين لهم عالقة بها‪ .‬فقد تستفيد بعض النظم في بعض المناطق من التغير المناخي لفترة من الزمن‪ ،‬في حين أن‬
‫هذا التغير ستكون له تأثيرات ضارة في العديد من المناطق األخرى‪ .‬وهكذا ستكون التأثيرات موزعة في العالم‬
‫بشكل غير متساو‪.‬‬

‫وفيما يلي‪ ،‬عرض موجز لبعض التأثيرات األساسية بالنسبة إلى التطور االجتماعي االقتصادي‪:‬‬

‫الترابط بين التغير المناخي والمصادر الطبيعية‬


‫إن مكونات المصادر الطبيعية التي سنستعرضها في هذه الفقرة هي المياه العذبة والغابات والمنظومات البيئية‬
‫األخرى على اليابسة وفي المياه‪ ،‬إضافة إلى صحة اإلنسان والوقود الكربوني‪ .‬والتغير المناخي يمكن أن يشكل‬
‫إجهادا ‪ stress‬يضاف إلى اإلجهادات األخرى مثل الزيادة السكانية وتدهور البيئة والعولمة االقتصادية‪.‬‬

‫المياه العذبة‬
‫إن المياه المتوافرة في منطقة ما هي من االعتبارات التي يتضمنها تصنيف مناخها‪ .‬ويتوقف مقدار المياه‬
‫المتوافرة بدوره على كمية الهطل (المطري والثلجي)‪ ،‬وعلى الجريان السطحي ‪ ،runoff‬والتبخر من سطح‬
‫التربة ومن األجسام المائية والنتح من النباتات ‪ .evapotranspiration‬وتتوقف نوعية المياه على قربها أو‬
‫بعدها عن مصادر التلوث فضال عن السياسات واإلجراءات المعمول بها لتقليل التلوث‪ .‬وفي مسألة التغير‬
‫المناخي‪ ،‬يمكن أن تتأثر نوعية المياه إذا ما ازداد تكرر حاالت الطقس المتطرف مثل الجفاف والفيضانات‪.‬‬

‫من المنتظر أن يزداد الهطل حول العالم مع ازدياد درجة حرارة الكرة األرضية‪ ،‬إال أن توزعه اإلقليمي ليس‬
‫واضحا‪ .‬فعلى سبيل المثال تُظْهِر النماذج الحاسوبية‪ ،‬التي أَخَذت بعين االعتبار وجود غازات االحتباس الحراري‬
‫والهباء الجوي‪ ،‬تناقصا في األمطار في منطقة الرياح الموسمية في آسيا؛ في حين تُظْهر نماذج أخرى‪ ،‬ال تأخذ‬
‫بعين االعتبار سوى غازات االحتباس الحراري‪ ،‬زيادة في أمطار هذه المنطقة‪ .‬ومن شأن شدة الهطل أن تؤثر في‬
‫كل من الجريان السطحي وإعادة تغذية المياه الجوفية‪ .‬أما ارتفاع درجة الحرارة فمن شأنه أن يؤدي إلى زيادة‬
‫التبخر وجعل التربة أكثر جفافا‪ ،‬كما من شأنه أن يؤدي إلى زيادة في الجريان السطحي في الشتاء نتيجة لذوبان‬
‫الثلوج‪ ،‬وإلى نقص في جريان المياه في فصل الربيع‪ .‬فضال عن ذلك فإن ارتفاع درجة الحرارة سيؤدي إلى‬
‫ذوبان أكثر للمجلدات في وقت مبكر من فترة التسخين إلى أن يتم استنفاد الجليد كله عندما تتوقف تراكمات الثلج‬
‫والجليد القديمة على أن تكون مصدرا للمياه‪ .‬ولما كانت منظومة المياه كاألنهار والبحيرات تتجاوز الحدود بين‬
‫الدول وأن ثلثي األحواض الضخمة لتجميع مياه األنهار في العالم هي مناطق مشتركة بين بلدين أو أكثر‪ ،‬فمن‬
‫المحتمل أن تزداد التوترات اإلقليمية بين الدول نتيجة لتغير المناخ‪.‬‬

‫وال شك في أن توافر المياه أمر حيوي بالنسبة إلى الزراعة وال سيما في المناطق التي تعتمد عليها كمورد‬
‫للرزق‪ .‬وفي حين أن من المنتظر أن يبقى إنتاج العالم الكلي من الحبوب على ما هو عليه تقريبا في السيناريو‬
‫الذي تبلغ فيه كمية ثنائي أكسيد الكربون في الجو ضعف ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية‪ ،‬فإن من المحتمل أن‬
‫يتغير التوزع اإلقليمي إلنتاج الحبوب‪ .‬وجفاف التربة نتيجة لزيادة التبخر والنتح من شأنه أن يزيد من انجرافها‪،‬‬
‫وهو أثر غير عكوس من آثار تغير المناخ‪ .‬كما أن ارتفاع درجة الحرارة قد يؤدي أيضا إلى انتشار األعشاب‬
‫الضارة واآلفات‪.‬‬

‫ومع أنه من غير المحتمل أن يتأثر إنتاج المحاصيل في العالم نتيجة لتضاعف تركيزات ثنائي أكسيد الكربون في‬
‫الجو عن المستوى الذي كانت عليه قبل الثورة الصناعية‪ ،‬إال أن التوزع اإلقليمي للمحاصيل قد يتغير كثيرا‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل المثال توحي دراسات غالل األرز في الصين بحدوث نقص يراوح بين نحو ‪ 10‬في المئة و‪ 30‬في المئة‪.‬‬
‫أما في جمهورية كوريا فإن كمية الغالل قد تراوح بين نقص مقداره نحو ‪ 20‬في المئة وزيادة تربو على ‪ 10‬في‬
‫المئة‪ ،‬وذلك اعتمادا على سيناريوهات المناخ والمؤثرات الجغرافية‪ .‬كما تظهر الدراسات المتعلقة بتأثير التغير‬
‫المناخي في إنتاج المحاصيل في العالم أن غلة القمح في األرجنتين سوف تتراجع‪ ،‬في حين أنها ستحقق زيادة‬
‫كبيرة في أستراليا (تصل إلى ‪ 65‬في المئة في بعض المناطق)‪.‬‬

‫الحِراجة‬
‫النظام البيئي للغابات حساس بشكل خاص لمسألة المياه سواء بالنسبة إلى ندرتها أو إلى زيادتها زيادة مفرطة‪.‬‬
‫وفي سيناريو تضاعف كمية ثنائي أكسيد الكربون في الجو ستحدث تغيرات رئيسية في أنماط الكساء الخضري‬
‫في نحو ثلث مناطق الغابات في العالم‪ .‬وسيحدث التغير األكبر في مساحة المناطق الغابية أو في نوعية نباتاتها‬
‫في مناطق العروض (خطوط العرض) العليا‪ ،‬مما سيكون له مضاعفات كبيرة على التنوع األحيائي‪.‬‬

‫وسوف تنزاح المناطق المناخية نحو ‪ 150‬كيلومترا نحو القطبين و‪/‬أو ‪ 150‬مترا إلى األعلى‪ ،‬وذلك مقابل كل‬
‫درجة سيلزية تزدادها درجة الحرارة‪ .‬وبالنسبة إلى السيناريوهات التي تتوقع زيادة في الحرارة تراوح بين درجة‬
‫واحدة و‪ 3.5‬درجة سيلزية نتيجة النبعاثات غازات االحتباس الحراري‪ ،‬فإنها قد تعني تقدما للمناطق المناخية‬
‫نحو القطبين يراوح بين ‪ 150‬و‪ 550‬كيلومترا و‪/‬أو ارتفاعا إلى األعلى يراوح ما بين ‪ 150‬و‪ 550‬مترا‪ .‬وتشير‬
‫الدراسات إلى أن معدل هجرة أنواع األشجار في الماضي كان يراوح بين ‪ 4‬و‪ 200‬كيلومتر في القرن الواحد‬
‫حسب النوع‪ .‬وهكذا فإنه في عالم أكثر دفئا قد تختفي غابات بأكملها عن وجه األرض أو قد تظهر نظم بيئية‬
‫جديدة‪.‬‬

‫وحتى لو افترضنا استهالكا ثابتا من الخشب لكل فرد‪ ،‬فإن من المتوقع أن يتجاوز الطلب السنوي على األخشاب‬
‫الزيادة السنوية الحالية التي هي بمعدل ‪ 2‬في المئة حتى عام ‪ .2050‬ولسوف تساعد تأثيرات التسميد بالكربون‬
‫على زيادة التشجير في حين يقلل التشجير اختفاء الغابات‪.‬‬

‫التأثيرات األخرى للتغير المناخي في التطور االجتماعي‬


‫االقتصادي(‪ )10‬المناخ والكوارث الطبيعية‬
‫بإمكان تغير بسيط في المناخ العادي والوسطي أو في التقلبية المناخية أن يؤدي إلى تغيرات كبيرة في شدة و‪/‬أو‬
‫تواتر حاالت الطقس العنيف والكوارث الطبيعية‪ .‬ومع أنه ليس هناك حتى اآلن دليل علمي محدد على احتمال‬
‫حدوث تغيرات في العواصف أو األعاصير المدارية في مناطق خطوط العرض المتوسطة إذا ما ازدادت‬
‫تركيزات ثنائي أكسيد الكربون في الجو‪ ،‬إال أنه من الجدير بالمالحظة أن الخسائر التي يُمنى بها العالم نتيجة‬
‫للكوارث المرتبطة بتغير المناخ قد ازدادت نحو ثالثة أضعاف الزيادة في معدل الكوارث التي سببتها الهزات‬
‫األرضية في السنوات األخيرة‪.‬‬
‫ما الذي نستطيع أن نفعله حيال التغير المناخي؟(‪)11‬‬
‫لقد أبرز مؤتمر األمم المتحدة حول البيئة والتنمية (‪ ،)UNCED‬الذي عقد عام ‪ 1992‬في ريودي جانيرو‬
‫بالبرازيل‪ ،‬حقيقة أن حماية الغالف الجوي هو مسعى واسع النطاق ومتعدد األبعاد يشمل قطاعات مختلفة من‬
‫األنشطة االقتصادية‪ .‬وأوصى المؤتمر بأن على البشر أن يسعوا إلى الحصول على احتياجاتهم المستقبلية من‬
‫الطاقة والطعام والمياه من دون أن يؤثر ذلك في المناخ تأثيرا خطيرا‪ ،‬وهذا يعني أن عليهم أن يطوروا‬
‫استراتيجيات من شأنها أن تلبي احتياجاتهم الحالية والمستقبلية من الطاقة والطعام من دون أن يتسبب ذلك في‬
‫زيادة مستمرة في غازات االحتباس الحراري في الجو‪ .‬ومثل هذه االستراتيجيات يمكن أن تشتمل على ما يلي‪:‬‬

‫‪ a‬ـ ترويج الممارسات االجتماعية واالقتصادية التي ليس من شأنها أن تسبب مزيدا من األذى للبيئة‪ ،‬وتنفيذ‬
‫االتفاقيات الدولية التي تهدف إلى التقليل من أو عكس االتجاهات نحو األسوأ التي ينحدر إليها المناخ‪ ،‬ومن بين‬
‫هذه االتفاقيات اتفاقية إطار األمم المتحدة حول التغير المناخي (‪ )UNFCCC‬وپروتوكول كيوتو الملحق بها‪،‬‬
‫واتفاقية األمم المتحدة حول التنوع األحيائي (‪ ،)UNCB‬واتفاقية األمم المتحدة الخاصة بمحاربة التصحر (‬
‫‪ ،)UNCCD‬واالتفاقية الخاصة بحماية طبقة األوزون‪ .‬ويدعو پروتوكول كيوتو الدول المتقدمة بشكل خاص إلى‬
‫العمل على تخفيض إطالقها لستة من غازات االحتباس الحراري الرئيسية بنسبة ال تقل عن ‪ 5‬في المئة عن‬
‫المستوى الذي كانت عليه عام ‪ ،1990‬وذلك بين عامي ‪ 2008‬و‪.2012‬‬
‫‪ b‬ـ اعتماد استراتيجيات فعالة وصديقة للبيئة في عمليات التطوير االقتصادي‪ ،‬بما في ذلك زيادة االعتماد على‬
‫المصادر النظيفة والمتجددة لتوليد الطاقة مثل الرياح واألشعة الشمسية والطاقة المائية التي قد تقلل من انبعاث‬
‫غازات االحتباس الحراري‪.‬‬
‫‪ c‬ـ استخدام استراتيجيات من شأنها تلبية احتياجات العالم من الطعام والتقليل من تلويث مصادر المياه العذبة‬
‫بفعل األنشطة الزراعية‪ ،‬والحفاظ على الغابات باعتبارها ممتصا حيويا لغاز ثنائي أكسيد الكربون‪ .‬ولما كان من‬
‫المنتظر أن يزداد عدد سكان العالم من عددهم الحالي‪ ،‬وهو ستة باليين نسمة‪ ،‬إلى ثمانية باليين بحلول عام‬
‫‪ 2025‬و‪ 10‬باليين بحلول عام ‪ ،2050‬فسيكون هناك ضغط هائل على األراضي الصالحة للزراعة وعلى إنتاج‬
‫الطعام‪.‬‬
‫‪ d‬ـ الحاجة إلى تحسين وسائل جمع المعلومات الخاصة بمصادر الطاقة ونشر هذه المعلومات وتطبيقها ورفع‬
‫مستوى الوعي والفهم لدى الجمهور وأصحاب القرار لألخطار المحتملة للتغير المناخي وإلى ضرورة اتخاذ‬
‫اإلجراءات الكفيلة بالتصدي لهذه األخطار‪ .‬وفي هذا الصدد هناك دور حاسم منوط بالمنظمات غير الحكومية‬
‫والقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ e‬ـ الحاجة إلى مراقبة التعقيدات التي يمكن أن تُعزى إلى سيرورات التغير المناخي وفهمها وتحريها والتنبؤ‬
‫بها‪.‬‬

‫كيف تتصدى منظمة األرصاد الجوية العالمية‬


‫لمسألة التغير المناخي؟(‪)12‬‬
‫يعود تاريخ الجهود المنسقة دوليا حول قضايا المناخ بما فيها التغير المناخي إلى القسم األخير من القرن التاسع‬
‫عشر‪ .‬وقد شاركت في هذه الجهود المنظمة التي سبقت منظمة األرصاد الجوية العالمية ‪ ،WMO‬وهي المنظمة‬
‫الدولية لألرصاد الجوية ‪ IMO‬التي تأسست عام ‪ .1873‬ففي عام ‪ 1926‬أنشأت المنظمة ‪ IMO‬لجنة لعلوم‬
‫المناخ تضم عددا من الخبراء لدراسة مناخ الكرة األرضية‪ .‬وتقوم المنظمة ‪ WMO‬حاليا‪ ،‬باعتبارها وكالة‬
‫متخصصة من وكاالت األمم المتحدة‪ ،‬بتنسيق التعاون الدولي في مجال األرصاد الجوية والهدرولوجيا والعلوم‬
‫المساندة‪ ،‬مما أسفر عن تحقيق معلومات علمية موثوق بها حول المناخ وتقلبيته وتغيّره‪ .‬وفي واقع األمر أصدرت‬
‫المنظمة ‪ WMO‬أول بيان رئيسي لها حول التغير المناخي عام ‪ ،1976‬وعملت من ثم على عقد مؤتمرين‬
‫عالميين حول المناخ عامي ‪ 1979‬و‪ .1990‬كما أنشأت المنظمة ‪ WMO‬برنامج المناخ العالمي ‪ WCP‬في عام‬
‫‪ ،1979‬وأنشأت بالتعاون مع ‪ UNEP‬الفريق الدولي الحكومي المعني بتغير المناخ ‪ IPCC‬عام ‪ 1988‬لمتابعة‬
‫تقييم النواحي العلمية للتغير المناخي‪ ،‬بما فيها آثاره والتكيف معه والتخفيف من أضراره وتحديد أبعاده االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬

‫وقد وجهت المنظمة ‪ WMO‬جهدا رئيسيا نحو تعزيز المراقبات واألبحاث الخاصة بتحسين فهمنا لجميع مكونات‬
‫وعناصر نظام المناخ العالمي من أجل الحد من االرتياب الذي يكتنف التنبؤات المناخية‪ .‬وتشمل الجهود األخرى‬
‫لهذه المنظمة المساعدة على تطبيق المعلومات عن المناخ وتقديم الخدمات الداعمة لتطور اجتماعي واقتصادي‬
‫مستدام‪ .‬كما أنشأت برنامج «مراقبة الغالف الجوي» ‪ GAW‬لمراقبة تراكم كميات غازات االحتباس الحراري في‬
‫الجو‪ .‬وللبرنامج حاليا ‪ 350‬محطة موزّعة حول العالم تصدر معلومات دورية عن غازات االحتباس الحراري‬
‫وعن األوزون وغيرها من ملوثات الغالف الجوي‪ .‬إضافة إلى ذلك أنشأت المنظمة ‪ WMO‬بالتعاون مع شركاء‬
‫آخرين هيئة سميت «منظومة مراقبة المناخ العالمي» ‪ ،GCOS‬كما تقوم بدعم هيئات متعددة منها‪ :‬منظومة‬
‫مراقبة المحيطات (‪ )GOOS‬ومنظومة مراقبة الدورة المائية العالمية (‪ )WHYCOS‬ومنظومة المراقبة األرضية‬
‫العالمية (‪ .)GTOS‬وتواصل المنظمة ‪ WMO‬عملية التزويد بمعايير وتطبيقات تعتبر حيوية في مجال نظم قياس‬
‫الرصد الجوي والهدرولوجي‪ ،‬والدراسات المتعلقة بالتغير المناخي وتقييم تأثيراته‪ .‬كما تقوم المنظمة بتقديم الدعم‬
‫العلمي والتقاني للفريق الدولي الحكومي المعني بتغير المناخ (‪ ،)IPCC‬وللجهاز المتفرع عن االتفاقية‬
‫‪ ،UNFCCC‬المسمى «الهيئة الفرعية لتقديم النصح العلمي والتقني» ‪ .SBSTA‬وهناك مشروعات للمنظمة تُجرى‬
‫حاليا الستبيان التغير المناخي وتحديد أسبابه‪.‬‬

‫وستواصل المنظمة ‪ WMO‬العمل على تعزيز التعاون الدولي في حقل األبحاث الخاصة بالنظام المناخي في‬
‫نطاق برنامج أبحاث المناخ العالمي ‪ .WCRP‬ولديها برامج أخرى لبناء القدرات التقنية المناسبة ونقلها إلى‬
‫البلدان النامية من أجل دعم جهودها في الحصول على تقنيات حديثة وصديقة للبيئة تلبية الحتياجاتها في مجال‬
‫التطور االجتماعي واالقتصادي ومواجهة ما يرافق ذلك من تحديات مناخية على النطاق المحلي‪ ،‬بما في ذلك‬
‫مراقبة األحوال الجوية والهدرولوجية المتطرفة والتنبؤ بها‪ ،‬مثل األعاصير المدارية والزوابع والفيضانات‬
‫والجفاف‪ .‬وقد أنشأت المنظمة ‪ WMO‬مركز خدمات المعلومات والتنبؤات المناخية (‪ )CLIPS‬لتعزيز تطبيق‬
‫خدمات المعلومات الخاصة بالمناخ والتنبؤ بتغيراته‪.‬‬

‫ما الذي ينبغي للبلدان النامية أن تفعله؟(‪)13‬‬


‫بهدف تمكين البلدان النامية من التصدي بفعالية ألخطار التغير المناخي المحتملة فإنه من الضروري تقوية‬
‫خدماتها في مجال الرصد الجوي والهدرولوجي وتعزيز المراكز الوطنية األكاديمية والبحثية ومراكز رسم‬
‫السياسات‪ .‬وهناك حاجة بشكل خاص إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ a‬ـ تحسين شبكة األرصاد الجوية والهدرولوجية واإلسهام في تقوية منظومة مراقبة المناخ العالمي‪.‬‬
‫‪ b‬ـ تقوية أو تحديث التسهيالت الخاصة بتحليل المعلومات وتلك الخاصة باالتصاالت‪ ،‬لكي تتمكن الجهات‬
‫المسؤولة عن الخدمات الوطنية لألرصاد الجوية والهدرولوجية ‪ NMHSs‬من تبادل المعلومات وتلقي التنبؤات‬
‫من مراكز الرصد الجوي اإلقليمية والعالمية المتخصصة وتحليلها‪.‬‬
‫‪ c‬ـ تعزيز القدرات البحثية والتقانية للعاملين في مجالي المناخ والرصد الجوي بغية تمكينهم من تحليل‬
‫المعلومات المتعلقة بالتغير المناخي تحليال مناسبا‪ ،‬وشرحها وتعميمها على الجمهور والمسؤولين في الوقت‬
‫المناسب‪.‬‬
‫‪ d‬ـ تعزيز قدرات العاملين في مجالي المناخ والرصد الجوي على اإلسهام في تثقيف الجمهور وزيادة وعيه‪.‬‬
‫‪ e‬ـ تحسين قدرات العاملين في مجالي المناخ والرصد الجوي على اتخاذ المبادرات على المستوى الوطني في‬
‫القضايا المتعلقة بالتغير المناخي؛ بغية ضمان وصول المعلومات العلمية المناسبة إلى الجهات المسؤولة عن رسم‬
‫السياسات واتخاذ القرارات‪ .‬وهذا األمر ضروري من أجل أن تتمكن البلدان النامية من تطوير سياسات مناسبة‬
‫واإلسهام بفعالية في المفاوضات الخاصة بالقضايا المتعلقة بالتغير المناخي‪.‬‬
‫‪ f‬ـ التعاون مع الجهات المعنية بالخدمات الوطنية لألرصاد الجوية والهدرولوجية وغيرها من المؤسسات ذات‬
‫الصلة من أجل تبادل الخبرات في التعامل مع مشكالت التغير المناخي‪.‬‬

‫وبشكل خاص‪ ،‬يجب على الهيئات األكاديمية أن تتعاون أيضا بشكل وثيق فيما بينها ومع الجهات المسؤولة عن‬
‫الخدمات الوطنية لألرصاد الجوية والهدرولوجية‪ ،‬على المستويات الوطنية والدولية في القضايا التالية‪:‬‬

‫‪ a‬ـ ترقية األبحاث المتعددة التخصصات‪ ،‬والتي من شأنها أن توضح بشكل ال لبس فيه السيرورات التي أدت‬
‫إلى التغيرات المناخية السابقة والحالية وتطوير القدرات على التنبؤ بأنماط المناخ المستقبلية‪.‬‬

‫‪ b‬ـ تعزيز األبحاث الخاصة بتشخيص المناخ والنهوض بالقدرات على النمذجة ‪ modelling‬المناخية‪ ،‬وال‬
‫سيما ما يتعلق منها بالتنبؤ بالتغيرات في التقلبية المناخية على المستويين المحلي واإلقليمي‪.‬‬
‫‪ c‬ـ ترقية تنسيق قوي بين األنشطة العلمية في حقل المناخ على المستويات المحلية واإلقليمية والدولية وتطوير‬
‫الجهود الرامية إلى تقليل االزدواجية في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ d‬ـ لما كان العلم يمارس من قبل قلة من المحترفين المتخصصين‪ ،‬فيجب إعادة تقييم األدوار الخاصة بكل من‬
‫الجامعات والمراكز البحثية والتطبيقية والجماعة المستخدمة لدراسات تغير المناخ‪ ،‬ألن التحديات البحثية الحالية‬
‫والمستقبلية في هذا المجال ذات طبيعة متعددة التخصصات‪.‬‬

You might also like