Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫الوثائق المخفية‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الحمدهلل والصالة والسالم على رسول هللا وآله الطاهرين ‪ ،‬ولعنة هللا‬
‫على أعدائهم أجمعين ‪٠٠٠‬‬

‫بينما أنا اتجول في الكتب ‪ ،‬فلفت نظرتي وثائق قد نقلها بعض محققي‬
‫علماءنا عن مؤرخي وعلماء سنة قد دونوا فصول من التاريخ ‪ ،‬فيها‬
‫حوادث حصلت في الزمان الماضي يتعلق بمسيرة المسلمين‬
‫وتاريخهم وآثارهم ‪ ،‬فأخذني التطلع وحب االطالع على سيرتهم‬
‫وأحوالهم ‪٠‬‬

‫ولكن الذي قد يفاجئ الباحث حدث كبير حصل بعد رحيل خاتم‬
‫االنبياء محمد ( صلى هللا عليه وآله ) ‪ ،‬يدهش النفوس ويحير العقول‬
‫‪ ،‬ويجعل اإلنسان أن يعيد النظر في كثير من األمور ! ‪٠‬‬
‫فأخذني التلهف إلظهار هذا الحدث ‪ ،‬وهو قتل المحسن بن علي بن‬
‫ابي طالب عليه السالم ‪ ،‬عندما هجم القوم على داره واعتدوا على‬
‫فاطمة الزهراء عليها السالم ‪ ،‬وصرت أدون وثيقة وثيقة منقولة عن‬
‫علماء السنة لكي تتم الحجة على كل ذي عقل ‪٠‬‬

‫ولعل شخصا ً مسلما يقول في نفسه ‪:‬‬

‫فهل هذه الحوادث عندما أقرأها ستغير مسيرة حياتي ؟!!‬

‫وما هو موقفي منها وأنا مسلم ‪ ،‬أمؤمن بالقرآن الكريم وبنبوة النبي‬
‫محمد ( صلى هللا عليه وآله ) ؟!‬

‫وهل يصح أن اعتبرها مجرد كالم قصصي مسلي ‪ ،‬وحادثة عابرة ‪،‬‬
‫فيكون حالها حال القصص التي تقصها علينا جدتي أو أمي عندما‬
‫نجتمع للتسلية أو نريد النوم ؟!‬

‫إن المسلم إذا جال فكره في هذه التساؤالت ‪ ،‬فالجواب يأتيه من‬
‫ص ِه ْم ِعب َْرةٌ ُأِلولِي اَأْل ْل َبا ِ‬
‫ب ۗ ) آية ‪/‬‬ ‫القرآن الكريم ‪َ ( ،‬ل َق ْد َك َ‬
‫ان ِفي َق َ‬
‫ص ِ‬
‫‪ / ١١١‬يوسف ‪٠‬‬

‫بل يأخذه التأمل فيها ‪ ،‬ويقول ‪ :‬إن في قصص التاريخ إعتبار لذوي‬
‫العقول وينبغي على العاقل أن يتعض ويحدد موقفه ‪ ،‬هل هو إيجابي‬
‫أو سلبي ؟!‬
‫بل يأخذه التأمل كثيرا ‪ ,‬ويقول ‪ :‬لو سألني شخص وقال لي ‪ ،‬ماهو‬
‫موقفك من فرعون وهامان ونمرود ‪ ،‬وقوم لوط وقوم نوح وقوم عاد‬
‫وأصحاب السبت وغيرهم وأنت تقرأ القرآن ؟!‬

‫طبعا ً سيكون الجواب ‪:‬‬


‫إني أبرأ من هؤالء ‪ ،‬ألنهم حاربوا األنبياء وعصوا هللا تعالى‬
‫وارتكبوا الجرائم الكبرى وبيّن القرآن ذلك لكي نعتبر منهم وال نسير‬
‫بسيرتهم ونبرء منهم ومن فعالهم !‪٠‬‬

‫فهكذا ينبغي أن يكون جواب كل مسلم ‪٠‬‬

‫واآلن هلموا معي ‪ ،‬واعيد نفس التساؤل ‪:‬‬


‫ما هو موقف المسلم عندما يحقق في جريمة ترتكب في حق إنسان‬
‫بريئ ‪ ،‬أو حق إنسان شريف ‪ ،‬أو حق إنسان له قداسة ! ‪ ،‬فهل يكون‬
‫موقفه مؤيدا للمجرم أو مؤيدا للضحية ؟!‬

‫وفي الحقيقة ‪:‬‬


‫إن ما وجدته ‪ ،‬هو إن هناك جرائم موثقة في كتب علماء المسلمين‬
‫سيما القدماء ‪ ،‬تثبت لنا بوضوح قتل المحسن بن اإلمام علي بن ابي‬
‫طالب عليه السالم ‪ ،‬جراء اإلعتداء على داره ‪ ،‬وانتهاك حرمته‬
‫وحرمة ابنة رسول هللا فاطمة الزهراء عليها السالم !!‪٠‬‬

‫وال يسعني في المقام ‪ ،‬إال أن اكشف بعض أطراف هذه الجريمة التي‬
‫ينبغي للمسلم أن يحدد موقفه من النجاة ‪.‬‬
‫شبير‬
‫تنبيه فيه تذكير ‪:‬‬

‫فقد ورد عن رسول هللا ( صلى هللا عليه وآله ) أحاديث بين فيها‬
‫ظالمة أهل بيته من بعده من قبل ُأمته ‪ ،‬وأنا أذكر بعض هذه‬
‫األحاديث من كتب السنة فقط لكي يتنبه القارئ إلى كالم رسول هللا (‬
‫صلى هللا عليه وآله ) ‪٠‬‬

‫منها ‪ :‬ماجاء في كتاب كشف الغمة ج‪ : ٤١٦ /١‬قال ( صلى هللا عليه‬
‫وآله ) ‪ " :‬احفظوني في عترتي وذريتي ‪ ،‬فمن حفظني فيهم حفظه هللا‬
‫‪ ،‬أال لعنة هللا على من آذاني فيهم ‪ ، "٠٠‬يقولها ثالثا ‪٠‬‬

‫ومنها ‪ :‬ما جاء في كتاب ذخائر العقبى ص ‪ : ١٨‬قال ( صلى هللا‬


‫عليه وآله) ‪ ":‬استوصوا بأهل بيتي خيرا ‪ ،‬فإني أخاصمكم عنهم‬
‫غداً‪..‬ومن أكن خصمه أخصمه ‪ ،‬ومن أخصمه دخل النار " ‪٠‬‬

‫ومنها ‪ :‬ما جاء في المستدرك للحاكم النيسابوري ج ‪٤٨٧ ، ٤٦٦ / ٤‬‬


‫‪٠‬‬
‫قال رسول هللا ( صلى هللا عليه وآله ) ‪ " :‬سيلقى أهل بيتي من بعدي‬
‫تطريدا وتشريدا " ‪٠‬‬

‫ومنها ‪ :‬ما جاء في كتاب المناقب البن المغازلي ص‪ ٦٦ /‬و ‪٤٠٣‬‬


‫حديث ‪٠ ٩٤‬‬
‫قال رسول هللا ( صلى هللا عليه وآله )‪ " :‬الويل لظالمي أهل بيتي ‪،‬‬
‫عذابهم مع المنافقين في الدرك االسفل من النار " ‪٠‬‬

‫ومنها ‪ :‬ما جاء في دخائر العقبى ص‪ : ٢٠‬قال ( صلى هللا عليه‬


‫وآله ) ‪ ":‬إن هللا حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أغار‬
‫عليهم أو سبهم " ‪٠‬‬

‫ومنها ‪ :‬ما جاء في كنز العمال ‪ : ٩٣ /١٢ /‬قال ( صلى هللا عليه‬
‫وآله ) ‪ :‬اشتد غضب هللا على من آذاني في عترتي " ‪٠‬‬

‫وايضا في كنز العمال ‪ : ١٠٣ /١٢ /‬قال ( صلى هللا عليه وآله ) ‪" :‬‬
‫من آذاني في أهلي فقد آذى هللا " ‪٠‬‬

‫ومنها ‪ :‬ما جاء في المستدرك للحاكم النيسابوري ‪ : ٣٦ /١ /‬قال (‬


‫صلى هللا عليه وآله ) ‪ " :‬ستة لعنتهم ولعنهم هللا وكل نبي مجاب _‬
‫إلى أن قال _ والمستحل من عترتي ماحرم هللا ‪"٠٠٠‬‬

‫وأما حديث فاطمة بضعة مني ‪ ،‬يغضب هللا لغضبها ويرضى لرضاها‬
‫‪ ،‬أو يريبني مارابها ‪ ،‬فهو من األحاديث المعروفة والصحيحة عند‬
‫جميع المسلمين ‪ ,‬وهو واضح ‪٠‬‬
‫المحسن بن فاطمة الزهراء عليها السالم ‪:‬‬

‫فقد صرح جملة من علماء السنة بأن ألمير المؤمنين علي بن ابي‬
‫طالب عليه السالم إبن إسمه المحسن ‪٠‬‬

‫إليكم أسماء علماء السنة وعباراتهم ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬أبو إسحاق إبراهيم بن النظام ‪ ،‬المتوفي سنة ‪ ٢٣١‬هجري ‪،‬‬


‫وهو شيخ الجاحظ ‪ ،‬وهو من شيوخ المعتزلة ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫إن عمر ضرب بطن فاطمة ( عليها السالم ) يوم البيعة حتى ألقت‬
‫المحسن من بطنها ‪ ،‬وكان يصيح ‪ :‬أحرقوها بمن فيها ‪ ،‬وما كان في‬
‫الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين ‪٠‬‬

‫نقل هذه العبارة أيها اإلخوة الصفدي في الوافي في الوفيات‬


‫‪٠ ١٧ /٦ /‬‬

‫وأيضا نقلها ‪ ،‬الشهرستاني في كتاب الملل والنحل ‪٠ ٧٧ /١/‬‬


‫ثانيا ً ‪:‬‬

‫محمد بن محمد رفيع الملقب بملك الكتاب ‪ ،‬وهو علماء القرن الثالث‬
‫عشر الهجري ‪ ،‬قال في كتابه رياض األنساب ‪ ، ٧٨ /‬ما تعريبه ‪:‬‬
‫وولد آخر معدود في أوالده _ يعني علي عليه السالم _ كانت‬
‫الزهراء عليها السالم حامالً به ‪ ،‬فأسقطته قبل استكمال مدة الحمل ‪،‬‬
‫ألن قنفذا ضربها وزخمها خلف الباب ‪٠‬‬

‫أقول ‪:‬‬
‫قنفذ هذا هو إبن عم عمر بن الخطاب ‪ ،‬وهو عدوي وهو مولى ألبي‬
‫بكر ‪ ،‬وكان ممن شارك في الهجوم على بيت الزهراء عليها السالم‬
‫مع عمر ‪ ،‬فشاركة في الجريمة أيضا ‪٠‬‬

‫ثالثا ً ‪:‬‬
‫ماذكره المؤرخ الفارسي الشهير بسبهر في كتابه ناسخ التواريخ في‬
‫الجزء المختص بالزهراء عليها السالم ‪ ،‬صفحة ‪ ، ٦٠ /‬قال ماتعريبه‬
‫‪:‬‬

‫ذكر أن المحسن الذي سماه رسول هللا ( صلى هللا عليه وآله ) مات‬
‫سقطا ‪ ،‬ألن قنفذا والمغيرة بن شعبة مع غيرهما ضربوا الزهراء‬
‫فأسقطوا جنينها ‪٠‬‬
‫أقول ‪:‬‬
‫وهذا النص يثبت لنا شخص ثالث شارك في قتل المحسن وارتكاب‬
‫الجريمة ‪ ،‬وهو مغيرة بن شعبة ‪٠‬‬

‫رابعا ً ‪:‬‬

‫ذكر الحمويني المتوفي سنة ‪ ٧٣٠‬هجري بإسناده في فرائد السمطين ‪/‬‬


‫‪ ، ٣٥ _٣٤ / ٢‬حديثا عن ابن عباس ؛ إن رسول هللا ( صلى هللا‬
‫عليه وآله ) كان جالسا ً ذات يوم إذ أقبل الحسن ( عليه السالم ) فلما‬
‫رآه بكى ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬إلي إلي يابني ‪ ،‬فمازال يدنيه حتى أجلسه على‬
‫فخذه اليمنى ‪ ،‬ثم أقبل الحسين ( عليه السالم ) فلما رآه بكى ثم قال ‪:‬‬
‫إلي إلي يابني ‪ ،‬فمازال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى ‪،‬ثم‬
‫أقبلت فاطمة ( عليها السالم ) فلما رآها بكى ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬إلي إلي يابنية‬
‫‪ ،‬فأجلسها بين يديه ‪٠‬‬

‫ثم أقبل أمير المؤمنين علي ( عليه السالم ) فلما رآه بكى ثم قال ‪ :‬إلي‬
‫إلي يا أخي ‪ ،‬فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه األيمن ‪ ،‬فقال له‬
‫أصحابه ‪:‬‬
‫يارسول هللا ‪ ،‬ما ترى واحداً من هؤالء إال بكيت ‪ ،‬أو ما فيهم من‬
‫تسر برؤيته ؟‬
‫فقال ( صلى هللا عليه وآله ) ‪ :‬والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على‬
‫جميع البرية ‪ ،‬إني وإياهم ألكرم الخالئق على هللا عزوجل وما على‬
‫وجه االرض نسمة أحب إلي منهم ‪ ،‬أما علي بن ابي طالب ‪_٠٠٠٠‬‬
‫وذكر فضله وما خصه هللا تعالى به _ ‪٠٠‬الخ ‪٠‬‬
‫وأما أبنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من األولين واآلخرين ‪،‬‬
‫وهي بضعة مني وهي ‪ _٠٠٠‬إلى أن قال رسول هللا ‪ :‬وإني لما‬
‫رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ‪ ،‬كأني بها وقد دخل الذل بيتها‬
‫وانتهكت حرمتها ‪ ،‬وغصب حقها ‪ ،‬ومنعت إرثها ‪ ،‬وكسر جنبها‬
‫واسقطت جنينها‬

‫وهي تنادي يامحمداه ! ‪ ،‬فال تجاب ‪٠٠‬وتستغيث فال تغاث ‪ ،‬فال تزال‬
‫بعدي محزونة مكروبة باكية ‪ ،‬تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة ‪،‬‬
‫وتتذكر فراقي أخرى ‪٠٠‬‬
‫وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا‬
‫تهجدت بالقرآن ‪٠٠‬ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها‬
‫عزيزة ‪٠٠‬فعند ذلك يؤنسها هللا تعالى ذكره بالمالئكة فنادتها بما نادت‬
‫به مريم بنت عمران ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬
‫يافاطمة ‪ ،‬إن هللا اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ‪،‬‬
‫يا فاطمة ! ‪ ،‬اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ‪٠‬‬

‫‪٠٠‬ثم يبتدأ بها الوجع فتمرض ‪ ،‬فيبعث هللا عزوجل إليها مريم بنت‬
‫عمران تمرضها وتؤنسها في علتها ‪ ،‬فتقول عند ذلك ‪:‬‬
‫يارب ‪ ،‬إني سئمت الحياة وتبرمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي‬
‫‪٠٠‬فيلحقها هللا عزوجل بي ‪ ،‬فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي ‪،‬‬
‫فتقدم علي محزونة مكروبة مغصوبة مقتولة ‪٠٠‬فأقول عند ذلك ‪:‬‬

‫اللهم العن من ظلمها ‪ ،‬وعاقب من اذلها ‪ ،‬وخلد في نارك من ضرب‬


‫جنبيها حتى ألقت ولدها ‪ ٠٠‬فتقول المالئكة عند ذلك ‪ :‬آمين ‪ ،‬انتهى‪.‬‬

‫ونحن نقول أيضا ‪ :‬آمين ‪٠‬‬

‫خامسا ً ‪:‬‬

‫جاء في كتاب نسمات االسحار ‪ : ١٠٩ /‬قال ‪٠٠٠ :‬ومحسنا اسقطته‬


‫سقطا ‪٠‬‬

‫سادسا ً ‪:‬‬
‫وذكر أبو الحسن الملطي المتوفي سنة ‪ ٣٧٧ /‬هجري وهو من أعالم‬
‫القرن الرابع في كتابه التنبيه والرد صفحة ‪ ٢٦ _٢٥ /‬حكى عن‬
‫هشام ‪:‬‬
‫إن أبا بكر مر بفاطمة عليها السالم فرفس في بطنها ‪ ،‬فاسقطت ‪،‬‬
‫وكان سبب علتها ووفاتها ‪ ٠٠٠ ،‬وإنه غصبها فدكا ‪٠‬‬

‫أقول ‪ :‬إن هذا النص يشير إلى أمرين ‪:‬‬


‫األول ‪ :‬إن المشارك في الهجوم واالعتداء على الزهراء عليها السالم‬
‫أبا بكر أيضا ‪ ،‬وسيأتي مزيد توضيح إن شاء هللا تعالى ‪٠‬‬

‫والثاني ‪:‬‬
‫إن أبا بكر غصب حق فاطمة وهي أراضي فدك المعروفة وبساتينها‬
‫‪ ،‬وطرد عمالها ‪ ،‬وجاء في صحيح البخاري ‪: ١٣٩ / ٤ /‬‬
‫قال ‪ :‬إن فاطمة عليها السالم ابنة رسول هللا صلى هللا عليه وآله سألت‬
‫أبا بكر ‪٠٠‬ان يقسم ميراثها ‪ ٠٠‬فغضبت فاطمة بنت رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله فهجرت أبا بكر ‪ ،‬فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ‪.،٠٠٠‬‬

‫وفي باب غزوة خيبر من صحيح البخاري ‪ : ١٣٩ /٥ /‬قال ‪ :‬فوجدت‬


‫فاطمة على ابي بكر في ذلك فهجرته ‪ ،‬فلم تكلمه حتى توفيت ‪٠٠٠‬‬

‫والوجد ‪ :‬هو الغضب الشديد ‪٠‬‬

‫وفي كتاب الفرائض قال بخاري ‪ : ١٤٩ / ٨ /‬فهجرته فاطمة فلم‬


‫تكلمه حتى ماتت ‪٠٠‬‬

‫وهذا األحاديث رواها بخاري عن عائشة ‪ ،‬وهي تدل بوضوح على‬


‫غضب سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السالم على أبي بكر ‪ ،‬ومن‬
‫المعلوم أن غضب فاطمة غضب هللا تعالى ‪ ،‬كما دل الحديث الصحيح‬
‫عند السنة والشيعة ‪٠‬‬
‫سابعا ً ‪:‬‬

‫ما جاء في كتاب اإلمامة والسياسة ‪: ١٣ /١ /‬‬


‫قال ‪ :‬إن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم هللا وجهه‬
‫فبعث إليهم عمر ‪،‬فجاء فناداهم في دار علي ‪ ،‬فأبوا فدعا بالحطب ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو ألحرقنها على من فيها ‪،‬‬
‫فقيل له ‪:‬‬
‫يا أبا حفص إن في الدار فاطمة ؟!!‬
‫قال ‪ :‬وإن !!‪٠‬‬

‫أنظر وتمعن في هذه الجسارة على القداسة ! ‪٠‬‬

‫وهنا صار يبجح حافظ ابراهيم الشاعر المعروف بهذه الجسارة ‪،‬‬
‫وهو يشير إلى جريمة عمر بقوله ؛‬
‫وقولة لعلي قالها عمر‬

‫اكرم بسامعها أعظم بملقيها‬

‫حرقت دارك ال ابقي عليك بها‬

‫إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها‬

‫فلينظر الناظر إلى هذا ‪ ،‬ويشاهد نصب العداء ألهل البيت عليهم‬
‫السالم ‪ ،‬الذين قال هللا تعالى فيهم ( قُ ْل اَل َأسْ َألُ ُك ْم َع َل ْي ِه َأجْ رً ا ِإاَّل ْال َم َو َّد َة‬
‫ِفي ْالقُرْ َب ٰى ) ‪٠‬‬
‫ثامنا ً ‪:‬‬

‫ما جاء في جامع األحاديث الكبير ‪ ، ٥٠ / ١٣ /‬وكتاب المصنف ‪/‬‬


‫‪ ، ٢٦٧ / ١٤‬البن أبي شيبة ‪ ،‬وفي كتاب االكتفاء ‪، ٤٤٠ /١/‬‬
‫وغيرهم ‪:‬‬
‫عن اسلم ‪ :‬إنه حين بويع ألبي بكر _ بعد رسول هللا (صلى هللا عليه‬
‫وآله) _ كان علي والزبير يدخلون على فاطمة بنت رسول هللا (صلى‬
‫هللا عليه وآله) ويشاورونها ويرجعون في أمرهم ‪٠‬‬
‫وفي رواية ‪:‬‬
‫كان الزبير والمقداد يختلفان في جماعة من الناس إلى علي عليه‬
‫السالم وهو في بيت فاطمة عليها السالم فيتشاورون ويتراجعون‬
‫أمورهم ‪ ،‬فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة‬
‫فقال ‪:‬‬
‫يابنت رسول هللا ! ‪ ،‬ما من أحد أحب إلي من ابيك وما من أحد أحب‬
‫إلينا بعد أبيك منك ! ‪ ,٠٠٠‬وأيم هللا ‪ ،‬ماذاك بمانعي أن اجتمع هؤالء‬
‫النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم البيت ‪٠‬‬

‫فلما خرج عمر جاؤوها ؛ قالت ‪ :‬تعلمون أن عمر قد جاءني وقد‬


‫حلف باهلل لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت ؟ ‪ ،‬وأيم هللا ليمضين ما‬
‫حلف عليه ‪ ،‬فانصرفوا راشدين فتروا رأيكم والترجعوا إلي ‪،٠٠‬‬
‫فانصرفوا عنها ولم يرجعوا إليها حتى بايعوا ألبي بكر ‪٠٠٠‬‬
‫أقول ‪:‬‬

‫روى ذلك جملة من علماء السنة ‪ ،‬كأحمد بن عمرو بن الضحاك ابن‬


‫ابي عاصم الشيباني في كتاب المذكر والتذكير والذكر ‪ ، ٤١ /‬وأبو‬
‫بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقفية وفدك عن شرح‬
‫نهج البالغه البن أبي الحديد المعتزلي ‪٠ ٤٥ /٢ /‬‬
‫والسيوطي في مسند فاطمة ‪ ، ٢١ _ ٢٠ /‬والمتقي الهندي في كنز‬
‫العمال ‪ ، ٦٥١ /٥ /‬والدهلوي في كتاب قرة العينين ‪ ، ٧٨ /‬وكتاب‬
‫إزالة الخفاء ‪ ، ١٧٩ _ ٢٩ / ٢/‬ورواه احمد بن حنبل في فضائل‬
‫الصحابه ‪ ، ٣٦٤ /١ /‬وابن عبد البر في االستيعاب ‪, ٢٥٤ / ٢ /‬‬
‫والنويري في كتاب نهاية االرب ‪ ، ٤٠ /١٩‬والصفدي في الوافي‬
‫بالوفيات ‪ ، ٣١١ / ١٧ /‬وغيرها ‪٠‬‬

‫إن هذا النص أيضا يتضمن التهديد والجسارة العظمى ‪ ،‬ويثبت‬


‫الجريمة بحرق دار سيدة النساء فاطمة عليها السالم ‪ ،‬وذلك عندما‬
‫يضم إليه سائر النصوص األخرى المصرحه بالجريمة ‪٠‬‬
‫التاسع ‪:‬‬

‫ما جاء عن البالذري احمد بن يحيى في أنساب االشراف ‪٥٨٦ /١ /‬‬


‫ط دار الفكر ‪ ،‬بسند معتبر عن سليمان التيمي عن ابن عون ‪ :‬إن أبا‬
‫بكر أرسل إلى علي يريد البيعة ‪٠٠‬فلم يبايع ‪ ،‬فجاء عمر ومعه فتيلة‬
‫( قبس ) ‪ ،‬فتلقته فاطمة على الباب ‪ ،‬فقالت فاطمة ‪ :‬يابن الخطاب ‪،‬‬
‫أن أتراك محرقا علي بابي ؟! ‪٠‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬وذلك أقوى في ماجاء به أبوك ‪٠‬‬

‫وعن البالذري أيضا في كتابه أنساب االشراف ‪ ٥٨٧ /١/‬ط دار‬


‫الفكر ‪ ،‬فقد بسنده عن ابن عباس قال ‪ :‬بعث أبو بكر عمر بن الخطاب‬
‫إلى علي ( عليه السالم ) حين قعد عن بيعته ‪ ،‬وقال ‪ :‬ائتني به بأعنف‬
‫العنف ! ‪ ٠٠٠‬فلما أتاه ‪ ،‬جرى بينهما كالم ‪ ،‬فقال له ‪ :‬احلب حلبا لك‬
‫شطره ‪ ،‬وهللا ما حرصك على إمارته اليوم إال ليؤمرك غداً ‪٠ ٠٠‬‬

‫وهذا يدعو الى التأمل إلى كالم أبي بكر إلى عمر وأمره بالعنف‬
‫الشديد ‪ ،‬وفيه إشارة إلى هتك حرمت بيت علي وفاطمة بأمر ابي‬
‫بكر‪.‬‬
‫العاشر ‪:‬‬
‫وفي تاريخ الطبري لمحمد بن جرير الطبري ‪ ، ٢٠٢ /٣ /‬وأيضا‬
‫روى في كتاب تشييد المطاعن ‪ ٤٣٥ /١/‬بسنده عن زياد بن كليب‬
‫قال ‪ :‬أتى عمر بن الخطاب منزل علي عليه السالم وفيه طلحة ! ‪,‬‬
‫والزبير ورجال من المهاجرين ‪ ،‬فقال ‪ :‬وهللا ألحرقن عليكم أو‬
‫لتخرجن إلى البيعة ‪٠‬‬

‫وهنا عند مالحظة هذا النص نجد أن المؤرخ الطبري كأمثاله يحاول‬
‫أن يعتم على الجريمة بعدم ذكر ما جرى من إحراق ظنا منه أنها ال‬
‫تثبت ‪٠‬‬

‫وقد تفرد الطبري هذا بذكر هذه الرواية التي تذكر طلحة ‪ ،‬مع أن‬
‫طلحة لم يكن مع علي عليه السالم ليس متخلفا عن البيعة لعمه ابي‬
‫بكر ‪ ،‬بل من المسارعين لبيعة عمه أبي بكر ! ‪٠‬‬
‫الحادي عشر ‪:‬‬

‫مارواه أبو بكر الجوهري ‪،‬في كتاب السقيفة وفدك ‪ ،‬ونقله ابن أبي‬
‫الحديد المعتزلي في شرح نهج البالغة ‪: ٤٩ -٤٨ / ٦/ /‬‬

‫قال أبو بكر ( الجوهري ) ‪ :‬وأخبرني أبو بكر الباهلي عن إسماعيل‬


‫بن مجالد عن الشعبي قال ‪ ،‬قال ‪ :‬أبو بكر ؛ يا عمر ‪ ،‬أين خالد بن‬
‫الوليد ؟‬
‫قال ‪ :‬هو ذا ‪٠‬‬
‫فقال ‪ :‬انطلقا إليهما _ يعني عليا والزبير _ ‪ ،‬فأتياني بهما ‪ ،‬فأنطلقا ‪،‬‬
‫فدخل عمر ووقف خالد على الباب من الخارج ‪٠٠‬فقال عمر للزبير ‪:‬‬
‫ما هذا السيف ؟‬
‫قال ‪ :‬اعددته ألبايع عليا ‪ ،‬قال ‪ :‬وكان في البيت ناس كثير منهم‬
‫المقداد بن األسود وجمهور الهاشميين ‪ ،‬فأخترط عمر السيف فضرب‬
‫به صخرة في البيت فكسره ‪ ،‬ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ‪ ،‬ثم دفعه‬
‫فأخرجه ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا خالد دونك هذا ‪ ٠٠٠‬فأمسكه خالد _ وكان خارج‬
‫البيت مع خالد جمع كثير من الناس وأرسلهم أبو بكر ردءا لهما _ ثم‬
‫دخل عمر فقال لعلي ‪ :‬قم فبايع ‪ ٠٠‬فتلكأ ! ‪ ،‬واحتبس ‪ ،‬فأخذ بيده ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬قم ‪ ٠٠‬فأبى أن يقوم ‪ ،‬فحمله ودفعه كما دفع الزبير ‪ ،‬ثم‬
‫امسكهما خالد وساقهما عمر ومن معه سوقا عنيفا ‪ ،‬واجتمع الناس‬
‫ينظرون وامتألت شوراع المدينة بالرجال ‪ ،‬ورأت فاطمة ما صنع‬
‫عمر ‪ ،‬فصرخت وولوت واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات‬
‫وغيرهن ‪ ،‬فخرجت إلى باب حجرتها ونادت ‪ :‬يا أبا بكر ‪ ،‬ما أسرع‬
‫ما أغرتم على أهل بيت رسول هللا ‪ ٠٠‬وهللا ال اكلم عمر حتى ألقى‬
‫هللا ‪ ,٠٠٠‬انتهى ‪٠‬‬

‫وهنا هذا النص يطلعنا على جانب مهم من األحداث ‪ ،‬وهو التظاهر‬
‫الجماعي الذي هو إنقالب واضح على أهل البيت وسلب حقوقهم‬
‫واالعتداء عليهم ‪٠‬‬
‫وهذا المؤرخ عرض جانب منه ‪٠‬‬

‫وهناك بعض من زعم أن هذه الحادثة كيف حصلت والحال أن عليا‬


‫معروفا بالشجاعة ‪ ،‬وعمر أصحابه معروفون بالجبن والهزيمة ؟!‬

‫اقول ‪ :‬فقد جاءت نصوص كثيرة من علماء السنة أن عليا ً عليه السالم‬
‫كان ملكفا بعدم قتال القوم حتى يحصل له أنصار ‪ ،‬وكان هذا التكليف‬
‫من رسول هللا صلى هللا عليه وآله ‪ ،‬قبل وفاته ‪ ،‬وكان عمر وأبو بكر‬
‫وجماعتهم يعلمون بذلك ‪ ،‬وإال لما فكروا بالجسارة عليه ‪ ,‬وإليك هذا‬
‫النص الذي كلم به عمرو بن العاص معاوية يوم صفين ‪ ،‬فقد جاء في‬
‫كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم وهو من علماء السنة ‪ /‬ص‬
‫‪ : ١٨٢ _١٨١‬قال عمرو بن العاص ‪ :‬خل بينهم وبين الماء ‪٠٠٠‬‬
‫_ إلى أن قال لمعاوية _ وقد سمعته أنا ( أي عليا ) وأنت ‪،‬وهو يقول‬
‫‪:‬‬
‫لو استمكنت من أربعين رجال يوم فتش البيت ‪ ،‬يعني ‪ ،‬بيت فاطمة ‪٠‬‬

‫وهنا أشار ابن العاص وذكر معاوية بما سمعاه من علي عليه السالم ‪،‬‬
‫من أنه لم يكن له أنصار لقتال أولئك المتظاهرين على بيته المقدس ‪٠‬‬
‫وايضا أشار إلى ذلك المؤرخ المسعودي في كتابه إثبات الوصية ص‬
‫‪ ١٢٣‬قال ‪ :‬فأقام علي ومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله ‪٠٠٠‬الخ‬

‫والعهد هنا يعني أمير المؤمنين عليه السالم كان موصى بالسكوت من‬
‫رسول هللا مالم يجد أنصار ‪ ،‬فوجب عليه أن يحفظ الوصية ‪ ،‬وعمل‬
‫بتكليفه وهو الصبر على هذه النازلة ‪٠‬‬

‫وقد أشار األمير عليه السالم في خطبته المعروفة بالشقشقية في نهج‬


‫البالغه وهي الخطبة الثالثة ‪ ،‬أن قال عليه السالم فيها (صبرت وفي‬
‫العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهبا ) !‪٠‬‬

‫الثاني عشر ‪:‬‬

‫وهي النصوص ذكرها ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج‬


‫البالغة في مواضع متعددة من كتابه الكبير عن مشايخ الحديث‬
‫والتاريخ ‪٠‬‬

‫واليك النصوص بالترتيب التالي ‪:‬‬


‫أوال ‪:‬‬
‫ما ذكره في ج ‪ ٥٠ /٢‬و ج ‪ ، ٤٧ /٦‬قال ابن أبي الحديد المعتزلي ‪:‬‬
‫أخبرنا أبو زيد عمر بن شبه قال حدثنا إبراهيم بن المنذر عن ابن‬
‫وهب عن ابي لهيعه عن األسود قال ‪:‬‬

‫غضب علي ( عليه السالم ) والزبير فدخال بيت فاطمة (عليها‬


‫السالم) معهما السالح ‪ ،‬فجاء عمر في عصابة منهم اسيد بن حضير‬
‫وسلمة بن سالمة بن وقش وهما من بني عبد االشهل ‪ ،‬فصاحت‬
‫فاطمة ( عليها السالم ) وناشدتهم هللا ! ‪٠‬‬
‫فأخذوا سيفي علي والزبير فضربوا بهما الجدار حتى كسروهما ‪ ،‬ثم‬
‫اخرجهما عمر يسوقهما حتى بايعا ‪ ،‬ثم قام أبو بكر فخطب الناس‬
‫واعتذر إليهم وقال ‪ :‬إن بيعتي كانت فلته وقى هللا شرها !‪,٠٠٠٠٠‬‬
‫انتهى ‪٠‬‬

‫ثانيا ً ‪:‬‬
‫وذكر في ج ‪ ٤٨ / ٦‬عن ابن شبه عن رجاله ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء عمر إلى‬
‫بيت فاطمة ( عليها السالم ) في رجال من األنصار ونفر قليل من‬
‫المهاجرين فقال ‪:‬‬
‫والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو ألحرقن البيت عليكم‬
‫!‪ ,٠٠٠٠‬انتهى ‪٠‬‬
‫وثالثا ‪:‬‬
‫وفي ج ‪ ٥٦ /٢‬روى ‪ :‬إن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيت‬
‫فاطمة ( عليها السالم ) والمقداد بن األسود أيضا ‪ _٠٠٠٠‬إلى أن‬
‫قال‪ :‬فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت فخرج إليه الزبير بالسيف‬
‫وخرجت فاطمة ( عليها السالم ) تبكي وتصيح فنهنهت من الناس‬
‫‪٠٠٠‬الخ ‪٠‬‬

‫ومقارب هذا النص رواه ابن أبي الحديد أيضا في ج ‪٠ ٥٦ /٢‬‬

‫ورابعا ‪:‬‬
‫ذكر في ج‪ ١٩٨ / ٩‬عن أستاذه أبي جعفر يحيي بن ابي زيد العلوي‬
‫النقيب المتوفي سنة ‪ ٦٤٤‬هجري أنه قال ‪:‬‬
‫إذا كان رسول هللا ( صلى هللا عليه وآله ) أباح دم هبار بن األسود‬
‫ألنه روع زينب فألقت ذات بطنها ‪ ،‬فظهر الحال أنه لوكان حيا ألباح‬
‫دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها ‪٠‬‬
‫فقلت ‪ :‬أروي عنك مايقوله قوم ‪ :‬إن فاطمة روعت فألقت المحسن ؟‬

‫فقال ‪ :‬ال تروه عني والترو عني بطالنه ‪٠٠٠‬الخ‬

‫وهنا أدعوا القارئ إلى التأمل لهؤالء المشايخ كيف يتعاملون مع خبر‬
‫الظالمة بعد إثبات واقرار منهم !‪٠‬‬
‫وهنا أود التنبيه ‪ :‬أن إبن أبي الحديد المعتزلي اشترط على نفسه على‬
‫أن اليروي عن رجال الشيعة وكتبهم شيئا ً ‪ ،‬وقد ذكر ذلك في ج‪/ ١٦‬‬
‫‪ ، ٢١٠‬فالحظ ‪٠‬‬

‫الثالث عشر ‪:‬‬

‫ماذكره الحافظ الذهبي في ميزان االعتدال ‪ ١٣٩ /١‬وسير أعالم‬


‫النبالء ‪٠ ٥٧٨ /١٥‬‬

‫قال عند ذكر احمد بن محمد بن السري بن يحيى المعروف بأن ابي‬
‫دارم ‪ _٠٠٠٠‬إلى أن قال ‪ :‬حضرته ورجل يقرأ عليه ‪ :‬إن عمر‬
‫رفس فاطمة حتى اسقطت بمحسن ‪٠‬‬

‫وذكر ذلك أيضا إبن حجر العسقالني في لسان الميزان ‪٠ ٢٦٨ /١‬‬

‫الرابع عشر ‪:‬‬

‫مارواه أبو الوليد محمد بن شحنة في كتابه روضة المناظر في أخبار‬


‫األوائل واألواخر ( هامش الكامل في التاريخ ) ‪ ١١٣ /١١ :‬ط‬
‫الحلبي ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ثم إن عمر جاء إلى بيت علي من فيه فلقيته فاطمة ( عليها السالم )‬
‫فقال ‪ :‬ادخلوا ما دخلت فيه األمة ‪٠٠٠‬‬

‫وفي صفحة ‪ ١٠٧ _ ١٠٦ :‬من الكتاب المذكور يذكر أبيات األفضل‬
‫الذي دخل على اإلمام الناصر ‪ ،‬وفي االبيات والمساجلة التي حدثت‬
‫بينهما يدلك على اعترافهم بإغتصاب الحق من علي وظلمه من ابي‬
‫بكر وأصحابه ‪ ،‬فراجع ‪٠‬‬

‫الخامس عشر ‪:‬‬


‫وقفة مع علماء وباحثي السنة ‪ ،‬منهم ‪:‬‬

‫االستاذ توفيق أبو علم ‪ ،‬قال في كتابه أهل البيت ‪ : ٢٣٨ /‬وفي‬
‫رواية أخرى ‪ :‬إن عمر قال لعلي ( عليه السالم ) ‪ :‬إن لم تبايع أبا‬
‫بكر ألحرقن دارك !‪٠‬‬
‫قال علي ( عليه السالم ) ‪ :‬أو تحرقها ‪٠٠‬وفيها ابنة رسول هللا (‬
‫صلى هللا عليه وآله ) ؟!‬

‫قال ‪ :‬أحرقها وفيها ابنة رسول هللا ( صلى هللا عليه وآله ) ‪٠ ،٠٠٠‬‬
‫ثم ذكر هذا األستاذ أبيات حافظ ابراهيم الشاعر المعروف التي يفتخر‬
‫بذلك وقد تقدمت ‪٠‬‬
‫ومنهم ‪:‬‬

‫الدكتور عبد العزيز سالم في كتابه التاريخ السياسي والحضاري ص‬


‫‪ ، ١٧٧‬قال ‪:‬‬
‫وحاول الصحابة إكراه علي ( عليه السالم ) على مبايعة ابي بكر ‪،‬‬
‫فبكت فاطمة ( عليها السالم ) وزجرت أبا بكر واعلنت سخطها عليه‬
‫وعلى عمر ‪٠٠٠ ،‬الخ ‪٠‬‬

‫ومنهم ‪ ،‬بنت الشاطئ في كتابها موسوعة آل النبي ‪ ٦١٤ /‬إلى تظلم‬


‫الزهراء عليها السالم ‪ ,‬وأيضا أشارت إلى اقتحام عمر لبيت الزهراء‬
‫عليها السالم في ص‪ ، ٦٤٢‬وراجع فيه تراجم سيدات بيت النبوة ص‬
‫‪٠ ٦١٤‬‬
‫ومنهم عبد الوهاب النجار في كتابه الخلفاء الراشدون ص ‪٠ ٣٣‬‬

‫ومحمد حسين هيكل في كتابه الصديق ص ‪٠ ٦٥ _ ٦٣‬‬


‫ومنهم جالل السيد في كتابه علي بن ابي طالب عليه السالم ص ‪١٣٨‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫وروى المؤرخون أن نزوة ظهرت على لسان عمر فطلب حرق الدار‬
‫التي يقيم علي ( عليه السالم ) بمن فيها ‪٠‬‬

‫وهؤالء الكتاب والباحثين استندوا في اإلشارة إلى هذه الحادثة لما‬


‫اطلعوا عليه وإن حاولوا تخريجها وتأويلها ‪ ،‬إال أن هذا اعتراف منهم‬
‫بهذه الرزية وإقرار ‪٠‬‬
‫وبعد هذا ‪ ،‬نجد جملة من علماء الجمهور يرمون الروايات الصحيحة‬
‫التي جاءت عن كتب السنة في هذه الرزية إلى الشيعة ‪ ،‬لكي‬
‫يتخلصوا من نسبة الجريمة إلى صاحبها ! ‪٠‬‬

‫وبعد هذا ال يسعني أن ال اثقل على القارئ فيما كتبته في هذه الحلقة‬
‫األولى من الوثائق المخفية ‪٠‬‬
‫كما أنني أحيل القارئ إلى بعض الكتب التي نقلت منها ككتاب الهجوم‬
‫على بيت فاطمة للمؤلف عبد الزهراء مهدي ‪ ،‬فإنه استوعب كل‬
‫أطراف الحادثة ونقلها عن مؤرخي السنة والشيعة ومحديثيهم ‪ ،‬فلله‬
‫درة ‪٠‬‬

‫كما أحيل القارئ إلى كتاب محسن السبط للسيد محمد مهدي الخرسان‬
‫‪ ،‬فقد وفق وسدد في التتبع الدقيق والتحقيق ‪ ،‬جزاه هللا خيرا ‪٠‬‬

‫وآخر دعواي أن الحمد هلل رب العالمين والصاله والسالم على رسول‬


‫هللا وآله الطاهرين ‪٠‬‬

You might also like