تفسير سورة الأحزاب

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 28

‫تفسير سورة األحزاب‬

‫واجب حقوق اإلنسان‬


‫‪431‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫سورة األحزاب هي السورة الثالثة والثالثون في ترتيب المصحف وهي من السور‬ ‫‪-1‬‬

‫المدنية‪ ،‬وكان نزولها بعد سورة آل عمران‪ ،‬أى‪ :‬أنها من أوائل السور المدنية‪ ،‬إذ لم‬

‫يسبقها في النزول بعد الهجرة سوى سور‪ :‬البقرة واألنفال وآل عمران‪.‬‬

‫ويبدو‪ :‬أن نزولها كان في الفترة التي أعقبت غزوة بدر‪ ،‬إلى ما قبل صلح الحديبية‪ .‬وعدد‬

‫آياتها ثالث وسبعون آية‪.‬‬

‫وقد افتتحت سورة األحزاب بنداء من هللا‪ -‬تعالى‪ -‬لنبيه صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬نهته فيه‬ ‫‪-2‬‬

‫عن طاعة المنافقين والكافرين‪ ،‬وأمرته بالمداومة على طاعة هللا‪ -‬تعالى‪ -‬وحده‪،‬‬

‫وباتباع أمره‪ ،‬وبالتوكل عليه‪ -‬سبحانه‪.-‬‬

‫ين َو ْال ُمنافِقِ َ‬


‫ين إِ َّن هَّللا َ َ‬
‫كان َعلِيما ً َح ِكيما ً‪َ .‬واتَّبِ ْع‬ ‫ق هَّللا َ َوال تُ ِط ِع ْالكافِ ِر َ‬
‫قال‪ -‬تعالى‪ :-‬يا أَيُّهَا النَّبِ ُّي اتَّ ِ‬
‫ون َخبِيراً َوتَ َو َّكلْ َعلَى هَّللا ِ َو َكفى بِاهَّلل ِ َو ِكياًل‪.‬‬ ‫ك إِ َّن هَّللا َ َ‬
‫كان بِما تَ ْع َملُ َ‬ ‫ما يُوحى إِلَ ْي َ‬
‫ك ِم ْن َربِّ َ‬

‫‪ -3‬ثم انتقلت السورة الكريمة إلى بيان حكم هللا‪ -‬تعالى‪ -‬في بعض التقاليد واألوضاع‬

‫االجتماعية التي كانت سائدة في المجتمع‪ Z‬في ذلك الوقت‪ ،‬فأبطلت التبني‪ ،‬كما أبطلت ما كان‬

‫سائدا في المجتمع من عادة الظهار‪ ،‬وهو أن يقول الرجل لزوجته‪ :‬أنت على كظهر أمى‪،‬‬

‫فتصير محرمة عليه حرمة مؤبدة‪.‬‬


‫قال‪ -‬تعالى‪ :-‬ما َج َع َل هَّللا ُ لِ َرج ٍُل ِم ْن قَ ْلبَي ِْن فِي َج ْوفِ ِه‪َ ،‬وما َج َع َل أَ ْزوا َج ُك ُم الاَّل ئِي تُظا ِهر َ‬
‫ُون ِم ْنه َُّن‬
‫أُ َّمهاتِ ُك ْم‪َ ،‬وما َج َع َل أَ ْد ِعيا َء ُك ْم أَبْنا َء ُك ْم‪ ،‬ذلِ ُك ْم قَ ْولُ ُك ْم بِأ َ ْفوا ِه ُك ْم‪َ ،‬وهَّللا ُ يَقُو ُل ْال َح َّ‬
‫ق‪َ ،‬وهُ َو يَ ْه ِدي‬

‫ال َّسبِي َل‪ .‬ا ْد ُعوهُ ْم آِل بائِ ِه ْم هُ َو أَ ْق َسطُ ِع ْن َد هَّللا ِ‪.‬‬

‫‪ -4‬ثم بين‪ -‬سبحانه‪ -‬بعد ذلك بعض األحكام التشريعية األخرى‪ ،‬كوجوب طاعة الرسول صلى‬

‫هللا عليه وسلم طاعة تفوق طاعتهم ألنفسهم‪ ،‬ولوجوب تعظيم المسلمين لزوجاته صلى هللا عليه‬

‫وسلم كتعظيم أمهاتهم‪ ،‬وكوجوب التوارث بين األقارب بالطريقة التي بينها‬

‫سبحانه‪ -‬في آيات أخرى‪ ،‬وإبطال التوارث عن طريق المؤاخاة التي تمت بعد الهجرة بين‬

‫المهاجرين واألنصار‪.‬‬

‫ين ِم ْن أَ ْنفُ ِس ِه ْم‪َ ،‬وأَ ْزوا ُجهُ أُ َّمهاتُهُ ْم‪َ ،‬وأُولُوا‪ Z‬اأْل َرْ ِ‬
‫حام بَ ْع ُ‬
‫ضهُ ْم‬ ‫قال‪ -‬تعالى‪ :-‬النَّبِ ُّي أَ ْولى بِ ْال ُم ْؤ ِمنِ َ‬

‫ين‪ ،‬إِاَّل أَ ْن تَ ْف َعلُوا إِلى أَ ْولِيائِ ُك ْم َم ْعرُوفاً‪َ ،‬‬


‫كان‬ ‫ين َو ْال ُم ِ‬
‫هاج ِر َ‬ ‫ب هَّللا ِ ِم َن ْال ُم ْؤ ِمنِ َ‬ ‫أَ ْولى بِبَع ٍ‬
‫ْض فِي ِكتا ِ‬

‫ك فِي ْال ِكتا ِ‬


‫ب َم ْسطُوراً‪.‬‬ ‫ذلِ َ‬

‫‪ -5‬ثم وجه‪ -‬سبحانه‪ -‬نداء إلى المؤمنين‪ ،‬ذكرهم فيه بجانب من نعمه عليهم‪ ،‬حيث دفع عنهم‬

‫جيوش األحزاب‪ ،‬وأرسل على تلك الجيوش جنودا من عنده لم يروها‪ ،‬وكشف عن رذائل‬

‫المنافقين التي ارتكبوها في تلك الغزوة‪ ،‬ومدح المؤمنين الصادقين على وفائهم بعهودهم‪،‬‬

‫وكافأهم على ذلك بأن أورثهم أرض أعدائهم وديارهم‪.‬‬


‫ين ْالقِتا َل‪َ .‬و َ‬
‫كان هَّللا ُ‬ ‫ين َكفَرُوا بِ َغي ِْظ ِه ْم لَ ْم يَنالُوا َخيْراً‪َ ،‬و َكفَى هَّللا ُ ْال ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫قال‪ -‬تعالى‪َ :-‬و َر َّد هَّللا ُ الَّ ِذ َ‬
‫ب‪،‬‬‫ف فِي قُلُوبِ ِه ُم الرُّ ْع َ‬
‫ياصي ِه ْم‪َ .‬وقَ َذ َ‬
‫ص ِ‬ ‫ب ِم ْن َ‬ ‫ين ظاهَرُوهُ ْم ِم ْن أَ ْه ِل ْال ِكتا ِ‬ ‫قَ ِويًّا َع ِزيزاً‪َ .‬وأَ ْن َز َل الَّ ِذ َ‬

‫ضهُ ْم َو ِديا َرهُ ْم َوأَ ْموالَهُ ْم َوأَرْ ضا ً لَ ْم تَطَ ُؤها َو َ‬


‫كان هَّللا ُ‬ ‫ون َوتَأْ ِسر َ‬
‫ُون فَ ِريقا ً‪َ .‬وأَ ْو َرثَ ُك ْم أَرْ َ‬ ‫فَ ِريقا ً تَ ْقتُلُ َ‬
‫َعلى ُكلِّ َش ْي ٍء قَ ِديراً‪.‬‬

‫وبعد هذا الحديث المفصل عن غزوة األحزاب‪ ،‬والذي استغرق ما يقرب من عشرين آية‪،‬‬

‫انتقلت السورة الكريمة إلى الحديث عن أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم فأمرت النبي صلى‬

‫هللا عليه وسلم أن يخيرهن بين التسريح بإحسان‪ ،‬وبين الصبر على شظف العيش‪ ،‬ليظفرن‬

‫برضا هللا‪ -‬تعالى‪ -‬كما وجهت نداء إليهن أمرتهن فيه‪ ،‬بالتزام اآلداب الدينية التي تليق بهن‪.‬‬

‫ألنهن في مكان القدوة لسائر النساء‪.‬‬

‫كما أمرتهن بالبقاء في بيوتهن‪ ،‬فال يخرجن لغير حاجة مشروعة‪ .‬ومثلهن في ذلك مثل سائر‬

‫نساء المسلمين‪ .‬حتى يتفرغن لرعاية شئون بيوتهن التي هي من خصائصهن وليست من‬

‫خصائص الرجال‪.‬‬

‫ثم ختم‪ -‬سبحانه‪ -‬تلك التوجيهات الحكيمة ببيان الثواب الجزيل الذي أعده للمؤمنين‬

‫ت‪َ .‬و ْالقانِتِ َ‬


‫ين‬ ‫ين َو ْال ُم ْؤ ِمنا ِ‬
‫ت‪َ .‬و ْال ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫ين َو ْال ُم ْسلِما ِ‬
‫والمؤمنات‪ ،‬فقال‪ -‬تعالى ‪ :-‬إِ َّن ْال ُم ْسلِ ِم َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ين َو ْال ِ‬
‫خاشعا ِ‬ ‫ت َو ْال ِ‬
‫خاش ِع َ‬ ‫ين َوالصَّابِرا ِ‬
‫ت‪َ ،‬والصَّابِ ِر َ‬
‫ين َوالصَّا ِدقا ِ‬ ‫َو ْالقانِتا ِ‬
‫ت َوالصَّا ِدقِ َ‬

‫ين فُرُو َجهُ ْم َو ْالحافِظا ِ‬


‫ت‪.‬‬ ‫ت َو ْالحافِ ِظ َ‬
‫ين َوالصَّائِما ِ‬
‫ت َوالصَّائِ ِم َ‬ ‫ين َو ْال ُمتَ َ‬
‫صدِّقا ِ‬ ‫َو ْال ُمتَ َ‬
‫ص ِّدقِ َ‬
‫ت‪ .‬أَ َع َّد هَّللا ُ لَهُ ْم َم ْغفِ َرةً َوأَجْ راً َع ِظيما ً‪.‬‬
‫ين هَّللا َ َكثِيراً َوال َّذا ِكرا ِ‬
‫َوال َّذا ِك ِر َ‬
‫‪ -7‬ثم أشارت السورة بعد ذلك إلى قصة زواج النبي صلّى هللا عليه وسلم بالسيدة زينب بنت‬

‫جحش‪ .‬وإلى الحكمة من ذلك‪ .‬وإلى تطليق زيد بن حارثة لها‪ .‬وإلى أن ما فعله‬
‫رسول صلّى هللا عليه وسلّم بالنسبة لهذه الحادثة‪ .‬كان بأمر هللا‪ -‬تعالى‪ -‬وإذنه‪.‬‬

‫ض هَّللا ُ لَهُ‪ُ ،‬سنَّةَ هَّللا ِ فِي الَّ ِذ َ‬


‫ين َخلَ ْوا ِم ْن قَ ْب ُل‪.‬‬ ‫كان َعلَى النَّبِ ِّي ِم ْن َح َر ٍ‬
‫ج فِيما فَ َر َ‬ ‫قال‪ -‬تعالى‪ :-‬ما َ‬
‫ت هَّللا ِ َويَ ْخ َش ْونَهُ َوال يَ ْخ َش ْو َن أَ َحداً إِاَّل هَّللا َ َو َكفى‬ ‫كان أَ ْم ُر هَّللا ِ قَ َدراً َم ْق ُدوراً الَّ ِذ َ‬
‫ين يُبَلِّ ُغ َ‬
‫ون ِرساال ِ‬ ‫َو َ‬
‫كان هَّللا ُ بِ ُكلِّ‬ ‫كان ُم َح َّم ٌد أَبا أَ َح ٍد ِم ْن ِرجالِ ُك ْم‪َ ،‬ول ِك ْن َرسُو َل هَّللا ِ َوخاتَ َم النَّبِي َ‬
‫ِّين‪َ ،‬و َ‬ ‫بِاهَّلل ِ َح ِسيبا ً‪ .‬ما َ‬
‫َش ْي ٍء َعلِيما ً ثم وجهت السورة الكريمة نداء إلى المؤمنين أمرتهم فيه باإلكثار من ذكر هللا‪-‬‬

‫تعالى‪ -‬ومن تسبيحه وتنزيهه‪ .‬كما وجهت نداء إلى النبي صلّى هللا عليه وسلّم بينت له فيه‬

‫وظيفته‪ ،‬قال‪ -‬تعالى‪:-‬‬

‫ين آ َمنُوا ْاذ ُكرُوا هَّللا َ ِذ ْكراً َكثِيراً‪َ .‬و َسبِّحُوهُ بُ ْك َرةً َوأَ ِ‬
‫صياًل‪ .‬هُ َو الَّ ِذي يُ َ‬
‫صلِّي َعلَ ْي ُك ْم‬ ‫يا أَيُّهَا الَّ ِذ َ‬
‫ين َر ِحيما ً‪ .‬تَ ِحيَّتُهُ ْم يَ ْو َم يَ ْلقَ ْونَهُ‪َ Z‬سال ٌم‪،‬‬
‫كان بِ ْال ُم ْؤ ِمنِ َ‬ ‫َو َمالئِ َكتُهُ لِي ُْخ ِر َج ُك ْم ِم َن ُّ‬
‫الظلُما ِ‬
‫ت إِلَى النُّ ِ‬
‫ور َو َ‬
‫ك شا ِهداً َو ُمبَ ِّشراً َونَ ِذيراً‪َ .‬ودا ِعيا ً إِلَى هَّللا ِ بِإ ِ ْذنِ ِه‬
‫َوأَ َع َّد لَهُ ْم أَجْ راً َك ِريماً‪ ،‬يا أَيُّهَا النَّبِ ُّي إِنَّا أَرْ َس ْلنا َ‬
‫ين بِأ َ َّن لَهُ ْم ِم َن هَّللا ِ فَضْ اًل َكبِيراً‪.‬‬
‫َو ِسراجا ً ُمنِيراً‪َ .‬وبَ ِّش ِر ْال ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫‪ -9‬ثم تحدثت السورة بعد ذلك بشيء من التفصيل عن بعض األحكام التي تتعلق بأزواج النبي‬

‫صلّى هللا عليه وسلّم وبعالقته صلّى هللا عليه وسلّم بهن من حيث القسم وغيره‪ ،‬ومن حيث‬

‫الزواج بغيرهن‪.‬‬

‫كما تحدثت عن اآلداب التي يجب على المؤمنين أن يلتزموها عند دخولهم بيوت النبي صلّى‬

‫هللا عليه وسلّم بدعوة منه‪ .‬ألجل تناول طعام‪ ،‬أو ألجل أمر من األمور األخرى التي تتعلق‬

‫بدينهم أو دنياهم‪.‬‬

‫ين‬ ‫ك َونِسا ِء ْال ُم ْؤ ِمنِ َ‬


‫ين يُ ْدنِ َ‬ ‫ك َوبَناتِ َ‬ ‫ثم ختمت هذه اآليات بقوله‪ -‬تعالى‪ -‬يا أَيُّهَا النَّبِ ُّي قُلْ أِل َ ْز ِ‬
‫واج َ‬

‫ك أَ ْدنى أَ ْن يُ ْع َر ْف َن فَال ي ُْؤ َذي َْن َو َ‬


‫كان هَّللا ُ َغفُوراً َر ِحيما ً‪.‬‬ ‫َعلَ ْي ِه َّن ِم ْن َجاَل بِيبِ ِه َّن‪ ،‬ذلِ َ‬
‫‪ -10‬وبعد هذا البيان المفصل لكثير من األحكام واآلداب‪ ،‬أخذت السورة الكريمة في أواخرها‪،‬‬

‫في تهديد المنافقين الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا‪ ،‬وفي بيان أن سنن هللا في‬

‫خلقه ال تتخلف‪ ،‬وأن علم وقت قيام الساعة إلى هللا‪ -‬تعالى‪ -‬وحده‪ ،‬وأن اإلصرار على الكفر‬

‫يؤدى إلى سوء العاقبة‪ ،‬وأن السير على طريق الحق‪ .‬يؤدى إلى مغفرة الذنوب‪.‬‬

‫وأن اإلنسان قد ارتضى حمل األمانة‪ .‬التي عجزت عن حملها السموات واألرض والجبال‪.‬‬

‫بال فَأَبَي َْن أَ ْن يَحْ ِم ْلنَها َوأَ ْشفَ ْق َن‬


‫ض َو ْال ِج ِ‬
‫ت َواأْل َرْ ِ‬
‫قال‪ -‬تعالى‪ :-‬إِنَّا َع َرضْ نَا اأْل َمانَةَ َعلَى السَّماوا ِ‬
‫ت‪َ ،‬و ْال ُم ْش ِر ِك َ‬
‫ين‬ ‫ين َو ْال ُمنافِقا ِ‬
‫ب هَّللا ُ ْال ُمنافِقِ َ‬
‫ظلُوما ً َجهُواًل‪ .‬لِيُ َع ِّذ َ‬
‫كان َ‬ ‫ِم ْنها َو َح َملَهَا اإْل ِ ْن ُ‬
‫سان إِنَّهُ َ‬
‫كان هَّللا ُ َغفُوراً َر ِحيما ً‪.‬‬ ‫ين َو ْال ُم ْؤ ِمنا ِ‬
‫ت‪َ ،‬و َ‬ ‫وب هَّللا ُ َعلَى ْال ُم ْؤ ِمنِ َ‬ ‫َو ْال ُم ْش ِركا ِ‬
‫ت‪َ ،‬ويَتُ َ‬
‫‪ -11‬ومن هذا العرض المجمل آليات سورة األحزاب‪ ،‬نرى أنها قد اهتمت بموضوعات من‬

‫أبرزها ما يلي‪:‬‬

‫كثرة التوجيهات واإلرشادات‪ ،‬من هللا‪ -‬تعالى لنبيه صلّى هللا عليه وسلّم إلى أفضل‬ ‫(أ)‬

‫األحكام‪ ،‬وأقوم اآلداب‪ ،‬وأهدى السبل‪.‬‬

‫وهذه التوجيهات واإلرشادات‪ .‬نراها في كثير من آيات سورة األحزاب ال سيما التي نادت‬

‫الرسول صلّى هللا عليه وسلّم بوصف النبوة‪.‬‬

‫ين َو ْال ُمنافِقِ َ‬


‫ين‪.‬‬ ‫ق هَّللا َ َوال تُ ِط ِع ْالكافِ ِر َ‬ ‫ومن ذلك قوله‪ -‬تعالى‪ :-‬يا أَيُّهَا النَّبِ ُّي اتَّ ِ‬
‫ك إِ ْن ُك ْنتُ َّن تُ ِر ْد َن ْال َحياةَ ال ُّد ْنيا َو ِزينَتَها‪.‬‬ ‫وقوله‪ -‬سبحانه‪ -‬يا أَيُّهَا النَّبِ ُّي قُلْ أِل َ ْز ِ‬
‫واج َ‬

‫وقوله‪ -‬عز وجل‪ :-‬يا أَيُّهَا النَّبِ ُّي إِنَّا أَرْ َس ْلنا َ‬
‫ك شا ِهداً َو ُمبَ ِّشراً َونَ ِذيراً‪.‬‬

‫ْت أُجُو َرهُ َّن‪.‬‬ ‫ك أَ ْزوا َج َ‬


‫ك الاَّل تِي آتَي َ‬ ‫وقوله‪ -‬تعالى‪ :-‬يا أَيُّهَا النَّبِ ُّي إِنَّا أَحْ لَ ْلنا لَ َ‬
‫ين َعلَ ْي ِه َّن ِم ْن َجاَل بِيبِ ِه َّن‪.‬‬ ‫ك َونِسا ِء ْال ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫ين يُ ْدنِ َ‬ ‫ك َوبَناتِ َ‬ ‫وقوله‪ -‬سبحانه‪ :-‬يا أَيُّهَا النَّبِ ُّي قُلْ أِل َ ْز ِ‬
‫واج َ‬
‫ب‪ -‬أمر المؤمنين بطاعة هللا‪ -‬تعالى‪ ،-‬وبطاعة رسوله صلّى هللا عليه وسلم‪ ،‬ونهيهم عن كل‬

‫مأمن شأنه أن يتعارض مع تشريعات اإلسالم ومع آدابه‪.‬‬

‫وهذه األوامر والنواهي‪ ،‬نراها في كثير من آيات هذه السورة الكريمة‪.‬‬

‫ين آ َمنُوا ْاذ ُكرُوا نِ ْع َمةَ هَّللا ِ َعلَ ْي ُك ْم‪ ،‬إِ ْذ جا َء ْت ُك ْم ُجنُو ٌد فَأَرْ َس ْلنا‬
‫ومن ذلك قوله‪ -‬تعالى‪ :-‬يا أَيُّهَا الَّ ِذ َ‬
‫َعلَ ْي ِه ْم ِريحا ً َو ُجنُوداً لَ ْم تَ َر ْوها‪.‬‬

‫ين آ َمنُوا ْاذ ُكرُوا هَّللا َ ِذ ْكراً َكثِيراً‪َ ،‬و َسبِّحُوهُ بُ ْك َرةً َوأَ ِ‬
‫صياًل‪.‬‬ ‫وقوله‪ -‬سبحانه‪ :-‬يا أَيُّهَا الَّ ِذ َ‬
‫ت ثُ َّم طَلَّ ْقتُ ُموهُ َّن ِم ْن قَب ِْل أَ ْن تَ َمسُّوهُ َّن‪،‬‬
‫ين آ َمنُوا إِذا نَ َكحْ تُ ُم ْال ُم ْؤ ِمنا ِ‬
‫وقوله‪ -‬عز وجل‪ :-‬يا أَيُّهَا الَّ ِذ َ‬
‫فَما لَ ُك ْم َعلَ ْي ِه َّن ِم ْن ِع َّد ٍة تَ ْعتَ ُّدونَها‪....‬‬

‫ين آ َذ ْوا ُموسى‪ ،‬فَبَرَّأَهُ هَّللا ُ ِم َّما قالُوا‪.‬‬ ‫وقوله‪ -‬تعالى‪ :-‬يا أَيُّهَا الَّ ِذ َ‬
‫ين آ َمنُوا ال تَ ُكونُوا َكالَّ ِذ َ‬

‫وقوله‪ -‬سبحانه‪ :-‬يا أَيُّهَا الَّ ِذ َ‬


‫ين آ َمنُوا اتَّقُوا‪ Z‬هَّللا َ َوقُولُوا‪ Z‬قَ ْواًل َس ِديداً‪.‬‬

‫(ج) هذه السورة الكريمة تعتبر على رأس السور القرآنية التي اهتمت ببيان فضل نساء النبي‬

‫صلّى هللا عليه وسلّم وحقوقهن‪ ،‬وواجباتهن وخصائصهن‪.‬‬

‫ومن اآليات التي وردت في هذا المعنى قوله‪ -‬تعالى‪ :-‬يا نِسا َء النَّبِ ِّي َم ْن يَأْ ِ‬
‫ت ِم ْن ُك َّن بِ ِ‬
‫فاح َش ٍة‬

‫ف لَهَا ْال َعذابُ ِ‬


‫ض ْعفَي ِْن‪....‬‬ ‫ُمبَيِّنَ ٍة يُضا َع ْ‬

‫ضع َْن بِ ْالقَ ْو ِل‪....‬‬


‫وقوله‪ -‬سبحانه‪ :-‬يا نِسا َء النَّبِ ِّي لَ ْستُ َّن َكأ َ َح ٍد ِم َن النِّسا ِء إِ ِن اتَّقَ ْيتُ َّن‪ ،‬فَال تَ ْخ َ‬
‫وقوله‪ -‬عز وجل‪َ :-‬وقَرْ َن فِي بُيُوتِ ُك َّن َوال تَبَرَّجْ َن تَبَرُّ َج ْالجا ِهلِيَّ ِة اأْل ُولى‪َ ،‬وأَقِ ْم َن الصَّالةَ‪َ ،‬وآتِ َ‬
‫ين‬

‫ال َّزكاةَ َوأَ ِطع َْن هَّللا َ َو َرسُولَهُ‪....‬‬

‫واج‪َ ،‬ولَ ْو أَ ْع َجبَ َ‬


‫ك ُح ْسنُه َُّن‬ ‫ك النِّسا ُء ِم ْن بَ ْع ُد َوال أَ ْن تَبَ َّد َل بِ ِه َّن ِم ْن أَ ْز ٍ‬
‫وقوله‪ -‬سبحانه ‪:-‬ال يَ ِحلُّ لَ َ‬
‫إِاَّل ما َملَ َك ْ‬
‫ت يَ ِمينُ َ‬
‫ك ‪...‬‬
‫كان لَ ُك ْم أَ ْن تُ ْؤ ُذوا َرسُو َل هَّللا ِ َوال أَ ْن تَ ْن ِكحُوا أَ ْزوا َجهُ ِم ْن بَ ْع ِد ِه أَبَداً ‪...‬‬
‫وقوله‪ -‬تعالى‪َ ... :-‬وما َ‬
‫ين ِم ْن أَ ْنفُ ِس ِه ْم َوأَ ْزوا ُجهُ أُ َّمهاتُهُ ْم ‪...‬‬
‫وقوله‪ -‬عز وجل‪ :-‬النَّبِ ُّي أَ ْولى بِ ْال ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫(د) هذه السورة تعتبر من أجمع السور القرآنية التي تعرضت لكثير من األحكام الشرعية‪،‬‬

‫واآلداب االجتماعية‪ ،‬التي ال تتغير بتغير الزمان أو المكان‪.‬‬

‫ومن ذلك حديثها عن الظهار‪ ،‬وعن التبني‪ .‬وعن التوارث بين األقارب دون غيرهم‪ ،‬وعن‬

‫وجوب تقديم طاعة الرسول صلّى هللا عليه وسلّم على طاعة اإلنسان لنفسه‪ ،‬وعن وجوب‬

‫التأسى به‪ ،‬وعن وجوب االبتعاد عن كل ما يؤذيه أو يجرح شعوره‪ ،‬وعن وجوب الخضوع‬

‫لحكم هللا‪ -‬تعالى‪ -‬ولحكم رسوله صلّى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫ون لَهُ ُم ْال ِخيَ َرةُ ِم ْن‬


‫ضى هَّللا ُ َو َرسُولُهُ أَ ْمراً أَ ْن يَ ُك َ‬
‫كان لِ ُم ْؤ ِم ٍن َوال ُم ْؤ ِمنَ ٍة إِذا قَ َ‬
‫قال‪ -‬تعالى‪َ :-‬وما َ‬
‫ضالاًل ُمبِينا ً‪.‬‬
‫ض َّل َ‬ ‫أَ ْم ِر ِه ْم‪َ ،‬و َم ْن يَع ِ‬
‫ْص هَّللا َ َو َرسُولَهُ فَقَ ْد َ‬
‫(هـ) السورة الكريمة فصلت الحديث عن غزوة األحزاب‪ ،‬التي وقعت في السنة الخامسة من‬

‫الهجرة بين المسلمين وأعدائهم‪.‬‬

‫فبدأت حديثها عن تلك الغزوة بتذكير المؤمنين بفضل هللا‪ -‬تعالى‪ -‬عليهم في هذه الغزوة‪ ،‬ثم‬

‫صورت أحوالهم عند إحاطة جيوش األحزاب بالمدينة المنورة‪.‬‬


‫ين آ َمنُوا ْاذ ُكرُوا نِ ْع َمةَ هَّللا ِ َعلَ ْي ُك ْم‪ ،‬إِ ْذ جا َء ْت ُك ْم ُجنُو ٌد فَأَرْ َس ْلنا َعلَ ْي ِه ْم ِريحا ً‬
‫قال‪ -‬تعالى‪ :-‬يا أَيُّهَا الَّ ِذ َ‬
‫صيراً‪ .‬إِ ْذ جا ُؤ ُك ْم ِم ْن فَ ْوقِ ُك ْم َو ِم ْن أَ ْسفَ َل ِم ْن ُك ْم‪َ ،‬وإِ ْذ‬ ‫كان هَّللا ُ بِما تَ ْع َملُ َ‬
‫ون بَ ِ‬ ‫َو ُجنُوداً لَ ْم تَ َر ْوها‪َ ،‬و َ‬
‫ون بِاهَّلل ِ ُّ‬
‫الظنُونَا‪.‬‬ ‫ت ْالقُلُوبُ ْال َح ِ‬
‫ناج َر‪َ ،‬وتَظُنُّ َ‬ ‫ت اأْل َبْصا ُر َوبَلَ َغ ِ‬
‫زا َغ ِ‬
‫ثم حكت أقوال المنافقين القبيحة‪ ،‬وأفعالهم الذميمة‪ ،‬وردت عليهم بما يفضحهم‪ ،‬وبما يكشف‬

‫عن سوء أخالقهم‪.‬‬

‫ك تَ ُدو ُر أَ ْعيُنُهُ ْم َكالَّ ِذي يُ ْغشى‬ ‫ف َرأَ ْيتَهُ ْم يَ ْنظُر َ‬


‫ُون إِلَ ْي َ‬ ‫قال‪ -‬تعالى ‪:-‬أَ ِش َّحةً َعلَ ْي ُك ْم فَإِذا جا َء ْال َخ ْو ُ‬

‫ف َسلَقُو ُك ْم بِأ َ ْل ِسنَ ٍة ِحدا ٍد أَ ِش َّحةً َعلَى ْال َخي ِْر أُولئِ َ‬
‫ك لَ ْم ي ُْؤ ِمنُوا‬ ‫ب ْال َخ ْو ُ‬ ‫َعلَ ْي ِه ِم َن ْال َم ْو ِ‬
‫ت‪ ،‬فَإِذا َذهَ َ‬
‫ك َعلَى هَّللا ِ يَ ِسيراً‪.‬‬ ‫فَأَحْ بَطَ هَّللا ُ أَ ْعمالَهُ ْم‪َ ،‬و َ‬
‫كان ذلِ َ‬
‫ثم مدحت المؤمنين الصادقين لوفائهم بعهودهم‪ ،‬ولشجاعتهم في مواجهة أعدائهم‪.‬‬

‫ق هَّللا ُ‬ ‫ون اأْل َحْ َ‬


‫زاب قالُوا‪ :‬هذا ما َو َع َدنَا هَّللا ُ َو َرسُولُهُ‪َ ،‬و َ‬
‫ص َد َ‬ ‫قال‪ -‬سبحانه‪َ :-‬ولَ َّما َرأَ ْال ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫ص َدقُوا ما عاهَ ُدوا هَّللا َ َعلَ ْي ِه فَ ِم ْنهُ ْم‬ ‫َو َرسُولُهُ‪َ ،‬وما زا َدهُ ْم إِاَّل إِيمانا ً َوتَ ْسلِيما ً‪ِ .‬م َن ْال ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫ين ِرجا ٌل َ‬
‫َم ْن قَضى نَحْ بَهُ‪َ ،‬و ِم ْنهُ ْم َم ْن يَ ْنتَ ِظرُ‪َ ،‬وما بَ َّدلُوا تَ ْب ِدياًل‪.‬‬

‫وكما بدأت السورة حديثها عن غزوة األحزاب بتذكير المؤمنين بنعم هللا عليهم‪ -‬ختمته‪ -‬أيضا‪-‬‬

‫بهذا التذكير‪ ،‬لكي يزدادوا شكرا له‪ -‬عز وجل‪.-‬‬

‫ين ْالقِتا َل‪َ ،‬و َ‬


‫كان هَّللا ُ‬ ‫ين َكفَرُوا بِ َغي ِْظ ِه ْم لَ ْم يَنالُوا َخيْراً‪َ ،‬و َكفَى هَّللا ُ ْال ُم ْؤ ِمنِ َ‬
‫قال‪ -‬تعالى‪َ :-‬و َر َّد هَّللا ُ الَّ ِذ َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ف فِي قُلُوبِ ِه ُم الرُّ ْع َ‬
‫ياصي ِه ْم‪َ ،‬وقَ َذ َ‬
‫ص ِ‬ ‫ب ِم ْن َ‬ ‫ين ظاهَرُوهُ ْم ِم ْن أَ ْه ِل ْال ِكتا ِ‬ ‫قَ ِويًّا َع ِزيزاً‪َ .‬وأَ ْن َز َل الَّ ِذ َ‬

‫ضهُ ْم َو ِديا َرهُ ْم َوأَ ْموالَهُ ْم َوأَرْ ضا ً لَ ْم تَطَ ُؤها‪َ ،‬و َ‬


‫كان هَّللا ُ‬ ‫ون َوتَأْ ِسر َ‬
‫ُون فَ ِريقا ً‪َ .‬وأَ ْو َرثَ ُك ْم أَرْ َ‬ ‫فَ ِريقا ً تَ ْقتُلُ َ‬
‫َعلى ُكلِّ َش ْي ٍء قَ ِديراً‪.‬‬

‫(و) والخالصة أن المتأمل في سورة األحزاب‪ ،‬يراها زاخرة باألحكام الشرعية‪ ،‬وباآلداب‬

‫االجتماعية‪ ،‬وبالتوجيهات الربانية‪ ،‬تارة من هللا‪ -‬تعالى‪ -‬لرسوله صلّى هللا عليه وسلم وتارة‬

‫ألزواجه صلّى هللا عليه وسلم‪ ،‬وتارة للمؤمنين‪.‬‬


‫كما يراها تهتم اهتماما واضحا بتنظيم المجتمع‪ Z‬اإلسالمى تنظيما حكيما‪ ،‬من شأنه أن يأخذ بيد‬

‫المتبعين له إلى السعادة الدنيوية واألخروية ‪.‬‬


‫سورة األحزاب ‪ -‬تفسير السعدي‬

‫" يا أيها النبي اتق هللا وال تطع الكافرين والمنافقين إن هللا كان عليما حكيما "‬
‫ي‪44‬ا أيه‪44‬ا الن‪44‬بي دم على نق‪44‬وى هللا بالعم‪44‬ل ب‪44‬أوامره واجتن‪44‬اب محارم‪44‬ه‪ ,‬وليقت‪44‬د ب‪44‬ك‬
‫المؤمن‪444‬ون; ألنهم أح‪444‬وج إلى ذل‪444‬ك من‪444‬ك‪ ,‬وال تط‪444‬ع الك‪444‬افرين وأه‪444‬ل النف‪444‬اق‪.‬‬
‫إن هللا كان عليما بكل شيء‪ ,‬حكيما في خلقه وأمره وتدبيره‪.‬‬
‫" واتبع ما يوحى إليك من ربك إن هللا كان بما تعملون خبيرا "‬
‫واتبع ما ي‪44‬وحى إلي‪44‬ك من رب‪44‬ك من ف‪44‬رآن وس‪44‬نة‪ ,‬إن هللا مطل‪44‬ع على ك‪44‬ل م‪44‬ا تعمل‪44‬ون‬
‫ومجازيكم به‪ ,‬ال يخفى عليه شيء من ذلك‪.‬‬
‫" وتوكل على هللا وكفى باهلل وكيال "‬
‫واعتمد على ربك‪ ,‬وفوض جميع أم‪44‬ورك إلي‪44‬ه‪ ,‬وحس‪44‬بك ب‪44‬ه حافظ‪44‬ا لمن توك‪44‬ل علي‪44‬ه‬
‫وأناب إليه‪.‬‬
‫" ما جعل هللا لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم الالئي تظاهرون منهن‬
‫أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم وهللا يقول الحق وهو يهدي‬
‫السبيل "‬
‫ما جعل هللا ألحد من البشر من قلبين في صدره‪ ,‬وما جعل زوجاتكم الالتي تظاهرون‬
‫منهن (في الحرمة) كحرم‪44‬ة أمه‪44‬اتكم (والظه‪44‬ار أن يق‪44‬ول الرج‪44‬ل المرأت‪44‬ه‪ :‬أنت علي‬
‫كظهر أمي‪ ,‬وقد كان هذا طالقا في الجاهلية‪ ,‬فبين هللا أن الزوجة ال تصير أما بح‪44‬ال)‬
‫وما جعل هللا األوالد المتبنين أبناء في الشرع‪ ,‬بل إن الظهار والتبني ال حقيق‪44‬ة لهم‪44‬ا‬
‫في التح‪44‬ريم األب‪44‬دي‪ ,‬فال تك‪44‬ون الزوج‪44‬ة المظ‪44‬اهر منه‪44‬ا ك‪44‬األم في الحرم‪44‬ة‪ ,‬وال يثبت‬
‫النسب بالتبني من قول الشخص للذعي؟ هذا ابني‪ ,‬فهو كالم ب‪44‬الفم ال حقيق‪44‬ة ل‪44‬ه‪ ,‬وال‬
‫يعتد به‪ ,‬وهللا سبحانه يقول الحق ويبين لعباده سبيله‪ ,‬ويرشدهم إلى طريق الرشاد‪.‬‬
‫" ادعوهم آلبائهم هو أقسط عند هللا فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين‬
‫ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان هللا غفورا‬
‫رحيما "‬
‫انسبوا أدعياءكم آلبائهم‪ ,‬هو أعدل وأقوم عند هللا‪ ,‬فإن لم تعلم‪44‬وا آب‪44‬اءهم الحقيق‪44‬يين‬
‫فادعوهم إذأ بأخوة الدين التي تجمعكم بهم‪ ,‬فإنهم إخوانكم في ال‪44‬دين وم‪44‬واليكم في‪44‬ه‪,‬‬
‫وليس عليكم إثم فيما وقعتم فيه من خطأ لم تتعمدوه‪ ,‬وإنم‪44‬ا يؤاخ‪44‬ذكم هللا إذا تعم‪44‬دتم‬
‫ذل‪444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444‬ك‪.‬‬
‫وكان هللا غفورا لمن أخطأ‪ ,‬رحيما لمن تاب من ذنبه‪.‬‬
‫" النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو األرحام بعضهم أولى‬
‫ببعض في كتاب هللا من المؤمنين والمهاجرين إال أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا‬
‫كان ذلك في الكتاب مسطورا "‬
‫النبي محمد صلى هللا عليه وسلم أولى بالمؤمنين‪ ,‬وأقرب لهم من أنفس‪44‬هم في أم‪44‬ور‬
‫الدين والدنيا‪ ,‬وحرمة أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم على أمته كحرم‪44‬ة أمه‪44‬اتهم‪,‬‬
‫فال يج‪44444‬وز نك‪44444‬اح زوج‪44444‬ات الرس‪44444‬ول ص‪44444‬لى هللا علي‪44444‬ه وس‪44444‬لم من بع‪44444‬ده‪.‬‬
‫وذوو القراب‪44‬ة من المس‪44‬لمين بعض‪44‬هم أح‪44‬ق بم‪44‬يراث بعض في حكم هللا وش‪44‬رعه من‬
‫اإلرث باإليم‪44‬ان والهج‪44‬رة (وك‪44‬ان المس‪44‬لمون في أول اإلس‪44‬الم يتوارث‪44‬ون ب‪44‬الهجرة‬
‫واإليمان دون الرحم‪ ,‬ثم نسخ ذلك بآي‪44‬ه الم‪44‬واريث) إال أن تفعل‪44‬وا ‪-‬أيه‪44‬ا المس‪44‬لمون‪-‬‬
‫إلى غير الورثة معروفا بالنصر والبر والصلة واإلحسان والوص‪44‬ية‪ ,‬ك‪44‬ان ه‪44‬ذا الحكم‬
‫الم‪44444‬ذكور مق‪44444‬درا مكتوب‪44444‬ا في الل‪44444‬وح المحف‪44444‬وظ‪ ,‬فيجب عليكم العم‪44444‬ل ب‪44444‬ه‪.‬‬
‫وفي اآلية وجوب كون النبي صلى هللا عليه وسلم أحب إلى العبد من نفسه‪ ,‬ووجوب‬
‫كمال االنقياد له‪ ,‬وفيه‪44‬ا وج‪44‬وب اح‪44‬ترام أمه‪44‬ات المؤم‪44‬نين‪ ,‬زوجات‪44‬ه ص‪44‬لى هللا علي‪44‬ه‬
‫وسلم‪ ,‬وأن من سبهن فقد باء بالخسران‪.‬‬
‫" وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن‬
‫مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا "‬
‫واذكر ‪-‬يا محمد‪ -‬حين أخذنا من النبيين العهد المؤكد بتبليغ الرسالة‪ ,‬وأخذنا الميثاق‬
‫منك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم‪ ,‬وأخذنا منهم عهدا مؤكدا بتبليغ‬
‫الرسالة وأداء األمانة‪ ,‬وأن يصدق بعضهم بعضا‪.‬‬
‫" ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما "‬
‫(أخ‪44‬ذ هللا ذل‪44‬ك العه‪44‬د من أولئ‪44‬ك الرس‪44‬ل) ليس‪44‬أل المرس‪44‬لين عم‪44‬ا أج‪44‬ابتهم ب‪44‬ه أممهم‪,‬‬
‫فيجزي هللا المؤمنين الجنة‪ ,‬وأعد للكافرين يوم القيامة عذابا شديدا في جهنم‪.‬‬
‫" يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة هللا عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا‬
‫وجنودا لم تروها وكان هللا بما تعملون بصيرا "‬
‫يا معشر المؤمنين اذكروا نعمة هللا تعالى التي أنعمها عليكم في (المدينة) أيام غزوة‬
‫األحزاب ‪-‬وهي غزوة الخندق‪ ,-‬حين اجتمع عليكم المشركون من خ‪44‬ارج (المدين‪44‬ه)‪,‬‬
‫واليهود والمنافقون من (المدينة) وما حولها‪ ,‬فأح‪44‬اطوا بكم‪ ,‬فأرس‪44‬لنا على األح‪44‬زاب‬
‫ريحا شدبدة اقتلعت خيامهم ورمت قدورهم‪ ,‬وأرسلنا مالئك‪44‬ة من الس‪44‬ماء لم تروه‪44‬ا‪,‬‬
‫فوق‪44444444444444444444444444444444‬ع ال‪44444444444444444444444444444444‬رعب في قل‪44444444444444444444444444444444‬وبهم‪.‬‬
‫وكان هللا بما تعملون بصيرا‪ ,‬ال يخفى عليه من ذلك شيء‪.‬‬
‫" إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت األبصار وبلغت القلوب الحناجر‬
‫وتظنون باهلل الظنون "‬
‫اذكروا إذ جاؤوكم من فوقكم من أعلى ال‪44‬وادي من جه‪44‬ة المش‪44‬رق‪ ,‬ومن أس‪44‬فل منكم‬
‫من بطن الوادي من جهه المغرب‪ ,‬وإذ شخصت األبصار من شدة الح‪44‬يرة والدهش‪44‬ة‪,‬‬
‫وبلغت القلوب الحناجر من شدة الرعب‪ ,‬وغلب الي‪44‬أس المن‪44‬افقين‪ ,‬وك‪44‬ثرت األقاوي‪4‬ل‪,‬‬
‫وتظنون باهلل الظنون السيئة أنه ال ينصر دينه‪ ,‬وال يعلي كلمته‪.‬‬
‫" هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزاال شديدا "‬
‫في ذلك الموقف العصيب اختبر إيمان المؤمنين ومحص القوم‪ ,‬وع‪44‬رف الم‪44‬ؤمن من‬
‫المنافق‪ ,‬واضطربوا اضطرابا شديدا بالخوف والقلق; ليتبين إيمانهم ويزيد يقينهم‪.‬‬
‫" وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا هللا ورسوله إال غرورا "‬
‫وإذ يق‪44‬ول المن‪44‬افقون وال‪44‬ذين في قل‪44‬وبهم ش‪44‬ك‪ ,‬وهم ض‪4‬عفاء اإليم‪44‬ان‪ :‬م‪44‬ا وع‪44‬دنا هللا‬
‫ورسوله من النصر والتمكين إال باطال من القول وغرورا‪ ,‬فال تصدقوه‪.‬‬
‫" وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب ال مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي‬
‫يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إال فرارا "‬
‫واذكر ‪-‬يا محمد‪ -‬قول طائفة من المنافقين منادين المؤم‪44‬نين من أه‪44‬ل (المدين‪44‬ة)‪ :‬ي‪44‬ا‬
‫أهل (يثرب) (وهو االسم القديم (للمدينة)) ال إقامة لكم في معركة خاس‪44‬رة‪ ,‬ف‪44‬ارجعوا‬
‫إلى منازلكم داخل (المدينة)‪ ,‬ويس‪44‬تأذن فري‪44‬ق آخ‪44‬ر من المن‪44‬افقين الرس‪44‬ول ص‪44‬لى هللا‬
‫عليه وسلم بالعودة إلى منازلهم بحجة أنها غ‪4‬ير محص‪4‬نة‪ ,‬فيخش‪4‬ون عليه‪4‬ا‪ ,‬والح‪4‬ق‬
‫أنها ليست كذلك‪ ,‬وما قصدوا بذلك إال الفرار من القتال‪.‬‬
‫" ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة آلتوها وما تلبثوا بها إال يسيرا "‬
‫ولو دخل جيش األحزاب (المدين‪44‬ة) من جوانبه‪44‬ا‪ ,‬ثم س‪44‬ئل ه‪44‬ؤالء المن‪44‬افقون الش‪44‬رك‬
‫باهلل والرجوع‪ 4‬عن اإلسالم‪ ,‬ألج‪44‬ابوا إلى ذل‪44‬ك مب‪44‬ادرين‪ ,‬وم‪44‬ا ت‪44‬أخروا عن الش‪44‬رك إال‬
‫يسيرا‪.‬‬
‫" ولقد كانوا عاهدوا هللا من قبل ال يولون األدبار وكان عهد هللا مسئوال "‬
‫ولقد كان هؤالء المن‪44‬افقون عاه‪44‬دوا هللا على ي‪44‬د رس‪44‬وله من قب‪44‬ل غ‪44‬زوة الخن‪44‬دق‪ ,‬ال‬
‫يفرون إن شهدوا الحرب‪ ,,‬ال يتأخرون إذا دعوا إلى الجهاد‪ ,‬ولكنهم خ‪44‬انوا عه‪44‬دهم‪,‬‬
‫وسيحاسبهم هللا على ذلك‪ ,‬ويسألهم عن ذل‪44‬ك العه‪44‬د‪ ,‬وك‪44‬ان عه‪44‬د هللا مس‪44‬ؤوال عن‪44‬ه‪,‬‬
‫محاسبيا عليه‪.‬‬
‫" قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا ال تمتعون إال قليال "‬
‫قل ‪-‬يا محمد‪ -‬لهؤالء المنافقين‪ :‬لن ينفعكم الف‪44‬رار من المعرك‪44‬ة خوف‪44‬ا من الم‪44‬وت أو‬
‫القت‪44‬ل; ف‪44‬إن ذل‪44‬ك ال ي‪44‬ؤخر آج‪44‬الكم‪ ,‬وإن ق‪44‬ررتم فلن تتمتع‪44‬وا في ه‪44‬ذه ال‪44‬دنيا إال بق‪44‬در‬
‫أعماركم المحدودة‪ ,‬وهو زمن يسير جدا بالنسبة إلى اآلخرة‬
‫" قل من ذا الذي يعصمكم من هللا إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة وال يجدون‬
‫لهم من دون هللا وليا وال نصيرا "‬
‫قل ‪-‬ي‪44‬ا محم‪44‬د‪ -‬لهم‪ :‬من ذا ال‪44‬ذي يمنعكم من هللا‪ ,‬أو يج‪44‬يركم من عذاب‪44‬ه‪ ,‬إن أراد بكم‬
‫س‪44‬وءا‪ ,‬أو أراد بكم رحم‪44‬ة‪ ,‬فإن‪44‬ه المعطي الم‪44‬انع الض‪44‬ار الن‪44‬افع؟ وال يج‪44‬د ه‪44‬ؤالء‬
‫المنافقون لهم من دون هللا وليا يواليهم‪ ,‬وال نصيرا ينصرهم‪.‬‬
‫" قد يعلم هللا المعوقين منكم والقائلين إلخوانهم هلم إلينا وال يأتون البأس إال قليال‬
‫"‬
‫إن هللا يعلم المثبطين عن الجهاد في سبيل هللا‪ ,‬والقائلين إلخوانهم‪ :‬تعالوا وانض‪44‬موا‬
‫إلينا‪ ,‬واتركوا محمدا‪ ,‬فال تشهدوا معه قت‪44‬اال; فإن‪44‬ا نخ‪44‬اف عليكم الهالك بهالك‪44‬ه‪ ,‬وهم‬
‫مع تخذيلهم هذا ال يأتون القتال إال نادرا‪ ,‬رياء وسمعة وخوف الفضيحة‪.‬‬
‫" أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى‬
‫عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم‬
‫يؤمنوا فأحبط هللا أعمالهم وكان ذلك على هللا يسيرا "‬
‫بخالء عليكم ‪-‬أيها المؤمنون‪ -‬بالمال والنفس والجهد والم‪44‬ودة لم‪44‬ا في نفوس‪44‬هم من‬
‫الع‪44‬داوة والحق‪44‬د; حب‪44‬ا في الحي‪44‬اة وكراه‪44‬ة للم‪44‬وت‪ ,‬ف‪44‬إذا حض‪44‬ر القت‪44‬ال خ‪44‬افوا الهالك‬
‫ورأيتهم ينظرون إليك‪ ,‬ت‪44‬دور أعينهم ل‪44‬ذهاب عق‪44‬ولهم; خوف‪44‬ا من القت‪44‬ل وف‪44‬رارا من‪44‬ه‬
‫كدوران عين من حضره الم‪44‬وت‪ ,‬ف‪44‬إذا انتهت الح‪44‬رب وذهب ال‪44‬رعب رم‪44‬وكم بألس‪44‬نة‬
‫حداد مؤذية‪ ,‬وتراهم عند قس‪44‬مة الغن‪44‬ائم بخالء وحس‪44‬دة‪ ,‬أولئ‪44‬ك لم يؤمن‪44‬وا بقل‪44‬وبهم‪,‬‬
‫فأذهب هللا ثواب أعمالهم‪ ,‬وكان ذلك على هللا يسيرا‪.‬‬
‫" يحسبون األحزاب لم يذهبوا وإن يأت األحزاب يودوا لو أنهم بادون في األعراب‬
‫يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إال قليال "‬
‫يظن المنافقون أن األحزاب الذين هزمهم هللا تعالى ش‪44‬ر هزيم‪44‬ة لم ي‪44‬ذهبوا‪ ,‬ذل‪44‬ك من‬
‫شدة الخوف والجبن‪ ,‬ولو عاد األحزاب إلى (المدينة)‪ ,‬لتم‪44‬ني أولئ‪44‬ك المن‪44‬افقون أنهم‬
‫كانوا غائبين عن (المدينة) بين أعراب البادي‪44‬ة‪ ,‬يتجسس‪44‬ون أخب‪44‬اركم من بعي‪44‬د‪ ,‬ول‪44‬و‬
‫كانوا فيكم ما قاتلوا معكم إال قليال; لكثرة جبنهم وذلتهم وضعف يقينهم‪.‬‬
‫" لقد كان لكم في رسول هللا أسوة حسنة لمن كان يرجو هللا واليوم اآلخر وذكر هللا‬
‫كثيرا "‬
‫لقد ك‪44‬ان لكم ‪-‬أيه‪44‬ا المؤمن‪44‬ون‪ -‬في أق‪44‬وال رس‪44‬ول هللا ص‪44‬لى هللا علي‪44‬ه وس‪44‬لم وأفعال‪44‬ه‬
‫وأحواله قدوة حسنة تتأسون بها‪ ,‬فالزموا سنته‪ ,‬فإنما يسلكها ويتأسى به‪44‬ا من ك‪44‬ان‬
‫يرجو هللا واليوم اآلخر‪ ,‬وأكثر من ذكر هللا واستغفاره‪ ,‬وشكره في كل حال‪.‬‬
‫" ولما رأى المؤمنون األحزاب قالوا هذا ما وعدنا هللا ورسوله وصدق هللا ورسوله‬
‫وما زادهم إال إيمانا وتسليما "‬
‫ولما شاهد المؤمنون األحزاب الذين تحزبوا حول (المدينة) وأحاطوا بها‪ ,‬تذكروا أن‬
‫موع‪4‬د النص‪4‬ر ق‪4‬د ق‪44‬رب‪ ,‬فق‪4‬الوا‪ :‬ه‪4‬ذا م‪44‬ا وع‪4‬دنا هللا ورس‪44‬وله‪ ,‬من االبتالء والمحن‪4‬ة‬
‫والنص‪44‬ر‪ ,‬ف‪44‬أنجز هللا وع‪44‬ده‪ ,‬وص‪44‬دق رس‪44‬وله فيم‪44‬ا بش‪44‬ر ب‪44‬ه‪ ,‬وم‪44‬ا زادهم النظ‪44‬ر إلى‬
‫األحزاب إال إيمانا باهلل وتسليما لقضائه وانقيادا ألمره‪.‬‬
‫" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا هللا عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من‬
‫ينتظر وما بدلوا تبديال "‬
‫من المؤمنين رجال أوفوا بعهودهم مع هللا تع‪44‬الى‪ ,‬وص‪44‬بروا على البأس‪44‬اء والض‪44‬راء‬
‫وحين البأس‪ :‬فمنهم من وفى بنذره فاستشهد في سبيل هللا‪ ,‬ومنهم من ينتظر إح‪44‬دى‬
‫الحسنيين‪ :‬النصر أو الشهادة‪ ,‬وما غيروا عهد هللا‪ ,‬وال نقضوه وال بدلوه‪ ,‬كم‪44‬ا غ‪44‬ير‬
‫المنافقون‪.‬‬
‫" ليجزي هللا الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن هللا‬
‫كان غفورا رحيما "‬
‫ليثيب هللا أهل الصدق بسبب ص‪44‬دقهم وبالئهم وهم المؤمن‪44‬ون‪ ,‬ويع‪44‬ذب المن‪44‬افقين إن‬
‫ش‪44‬اء تع‪44‬ذيبهم‪ ,‬ب‪44‬أن ال ي‪44‬وفقهم للتوب‪44‬ة النص‪44‬وح قب‪44‬ل الم‪44‬وت‪ ,‬فيموت‪44‬وا على الكف‪44‬ر‪,‬‬
‫فيستوجبوا النار‪ ,‬أو يت‪44‬وب عليهم ب‪44‬أن ي‪44‬وفقهم للتوب‪44‬ة واإلناب‪44‬ة‪ ,‬إن هللا ك‪44‬ان غف‪44‬ورا‬
‫لذنوب المسرفين على أنفسهم إذا تابوا‪ ,‬رحيما بهم; حيث وفقهم للتوبة النصوح‪.‬‬
‫" ورد هللا الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى هللا المؤمنين القتال وكان هللا‬
‫قويا عزيزا "‬
‫ورد هللا أحزاب الكفر عن (المدين‪44‬ة) خ‪44‬ائبين خاس‪44‬رين مغت‪44‬اظين‪ ,‬لم ين‪44‬الوا خ‪44‬يرا في‬
‫ال‪444‬دنيا وال في اآلخ‪444‬ز وكفى هللا المؤم‪444‬نين القت‪444‬ال بم‪444‬ا أي‪444‬دهم ب‪444‬ه من األس‪444‬باب‪.‬‬
‫وكان هللا قويا ال يغالب‪ ,‬عزيزا في ملكه وسلطانه‪.‬‬
‫" وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب‬
‫فريقا تقتلون وتأسرون فريقا "‬
‫وأنزل هللا يهود ب‪44‬ني قريظ‪44‬ة من حص‪44‬ونهم; إلع‪44‬انتهم األح‪44‬زاب في قت‪44‬ال المس‪44‬لمين‪,‬‬
‫وألقى في قلوبهم الخوف فهزموا‪ ,‬تقتلون منهم فريقا‪ ,‬وتأسرون فريقا آخر‪.‬‬
‫" وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان هللا على كل شيء‬
‫قديرا "‬
‫وملككم هللا ‪-‬أيها المؤمنون‪ -‬أرضهم ومساكنهم وأموالهم المنقولة كالحلي والس‪44‬الح‬
‫والمواشي‪ ,‬وغير المنقولة كالمزارع والبيوت والحصون المنيعة‪ ,‬وأورثكم أرض‪44‬ا لم‬
‫تتمكن‪4444444‬وا من وطئه‪4444444‬ا من قب‪4444444‬ل; لمنعته‪4444444‬ا وعزته‪4444444‬ا عن‪4444444‬د أهله‪4444444‬ا‪.‬‬
‫وكان هللا على كل شيء قديرا‪ ,‬ال يعجزه شيء‪.‬‬
‫" يا أيها النبي قل ألزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن‬
‫وأسرحكن سراحا جميال "‬
‫يا أيها النبي قل ألزواج‪44‬ك الالتي اجتمعن علي‪44‬ك‪ ,‬يطلبن من‪44‬ك زي‪44‬ادة النفق‪44‬ة‪ :‬إن كنتن‬
‫تردن الحياة الدنيا وزينتها فأقبلن أمتعكن شيئا مما عندي من الدنيا‪ ,‬وأف‪44‬ارقكن دون‬
‫ضرر أو إيذاء‪.‬‬
‫" وإن كنتن تردن هللا ورسوله والدار اآلخرة فإن هللا أعد للمحسنات منكن أجرا‬
‫عظيما "‬
‫وإن كنتن تردن رضا هللا ورضا رسوله وما أعد هللا لكن من الدار اآلخ‪44‬رة‪ ,‬فاص‪44‬برن‬
‫على ما أنتن عليه‪ ,‬وأطعن هللا ورسوله‪ ,‬فإن هللا أعد للمحسنات منكن ثوابا عظيم‪44‬ا‪.‬‬
‫(وقد اخترن هللا ورسوله‪ ,‬وما أعد هللا لهن في الدار اآلخرة)‪.‬‬
‫" يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك‬
‫على هللا يسيرا "‬
‫ي‪44‬ا نس‪44‬اء الن‪44‬بي من ي‪44‬أت منكن بمعص‪44‬ية ظ‪44‬اهرة يض‪44‬اعف له‪44‬ا الع‪44‬ذاب م‪44‬رتين‪.‬‬
‫فلما كانت مكانتهن رفيعة ناسب أن يجع‪44‬ل هللا ال‪44‬ذنب الواق‪44‬ع منهن عقوبت‪44‬ه مغلظ‪44‬ة;‬
‫ص‪4444444‬يانة لجن‪4444444‬ابهن وجن‪4444444‬اب رس‪4444444‬ول هللا ص‪4444444‬لى هللا علي‪4444444‬ه وس‪4444444‬لم‪.‬‬
‫وكان ذلك العقاب على هللا يسيرا‪.‬‬
‫" ومن يقنت منكن هلل ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا‬
‫كريما "‬
‫ومن تطع منكن هللا ورسوله‪ ,‬وتعمل بما أمر هللا به‪ ,‬نعطها ثواب عمله‪44‬ا مثلي ث‪44‬واب‬
‫عمل غيرها من سائر النساء‪ ,‬وأعددنا لها رزقا كريما‪ ,‬وهو الجنة‪.‬‬
‫" يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فال تخضعن بالقول فيطمع الذي‬
‫في قلبه مرض وقلن قوال معروفا "‬
‫يا نساء النبي ‪-‬محمد‪ -‬لستن في الفضل والمنزل‪44‬ة كغ‪44‬يركن من النس‪44‬اء‪ ,‬إن خفتن هللا‬
‫فال تتحدثن مع األجانب بص‪44‬وت لين يطم‪44‬ع ال‪44‬ذي في قلب‪44‬ه فج‪44‬ور ومي‪44‬ل إلى النس‪44‬اء‪,‬‬
‫وه‪44‬ذا أدب واجب على ك‪44‬ل ام‪44‬رأة ت‪44‬ؤمن باهلل والي‪44‬وم اآلخ‪44‬ر‪ ,‬وقلن ق‪44‬وال بعي‪44‬دا عن‬
‫الريبة‪ ,‬ال تنكره الشريعة‪.‬‬
‫" وقرن في بيوتكن وال تبرجن تبرج الجاهلية األولى وأقمن الصالة وآتين الزكاة‬
‫وأطعن هللا ورسوله إنما يريد هللا ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا‬
‫"‬
‫والزمن بيوتكن‪ ,‬وال تخرجن منها إال لحاجة‪ ,‬وال تظهرن محاس‪44‬نكن‪ ,‬كم‪44‬ا ك‪44‬ان يفع‪44‬ل‬
‫نساء الجاهلية األولى في األزمنة السابقة على اإلسالم‪ ,‬وكما يفعله كثير من النس‪44‬اء‬
‫في ه‪4444444‬ذا العص‪4444444‬ر‪ :‬الكاس‪4444444‬يات العاري‪4444444‬ات‪ ,‬المتبرج‪4444444‬ات المتبخ‪4444444‬ترات‪.‬‬
‫وادين الصالة كاملة في أوقاتها‪ ,‬وأعطين الزكاة كما ش‪44‬رع هللا‪ ,‬وأطعن هللا ورس‪44‬وله‬
‫في أمرهما ونهيهما‪ ,‬إنما أوصاكن هللا به‪44‬ذا; ل‪44‬يزكيكن‪ ,‬ويبع‪44‬د عنكن األذى والس‪44‬وء‬
‫والشر يا أهل بيت الن‪44‬بي ‪-‬ومنهم زوجات‪44‬ه وذريت‪4‬ه علي‪44‬ه الص‪44‬الة والس‪44‬الم‪ ,-‬ويطه‪44‬ر‬
‫نفوسكم غاية الطهارة‪.‬‬
‫" واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات هللا والحكمة إن هللا كان لطيفا خبيرا "‬
‫واذك‪44‬رن م‪44‬ا يتلى في بي‪44‬وتكن من الق‪44‬رآن وح‪44‬ديث الرس‪44‬ول ص‪44‬لى هللا علي‪44‬ه وس‪44‬لم‪,‬‬
‫واعملن به‪ ,‬واقدرنه ح‪44‬ق ق‪44‬دره‪ ,‬فه‪44‬و من نعم هللا عليكن‪ ,‬إن هللا ك‪44‬ان لطيف‪44‬ا بكن; إذ‬
‫جعلكن في البيوت التي تتلى فيها آيات هللا والسنة‪ ,‬خب‪44‬يرا بكن إذ اخت‪44‬اركن لرس‪44‬وله‬
‫أزواجا‪.‬‬
‫" إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين‬
‫والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين‬
‫والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين هللا‬
‫كثيرا والذاكرات أعد هللا لهم مغفرة وأجرا عظيما "‬
‫إن المنق‪444‬ادين ألوام‪444‬ر هللا والمنق‪444‬ادات‪ ,‬والمص‪444‬دقين والمص‪444‬دقات والمطيعين هلل‬
‫ورسوله والمطيعات‪ ,‬والصادقين في أقوالهم والصادقات‪ ,‬والصابرين عن الش‪44‬هوات‬
‫وعلى الطاع‪4444‬ات وعلى المك‪4444‬اره والص‪4444‬ابرات‪ ,‬والخ‪4444‬ائفين‪ 4‬من هللا والخائف‪4444‬ات‪4,‬‬
‫والمتص‪444‬دقين ب‪444‬الفرض رالنف‪444‬ل والمتص‪444‬دقات‪ ,‬والص‪444‬ائمين في الف‪444‬رض والنف‪444‬ل‬
‫والص‪44‬ائمات‪ ,‬والح‪44‬افظين ف‪44‬روجهم عن ال‪44‬زنى ومقدمات‪44‬ه‪ ,‬وعن كش‪44‬ف الع‪44‬ورات‬
‫والحافظ‪44‬ات‪ ,‬وال‪44‬ذاكرين هللا كث‪44‬يرا بقل‪44‬وبهم وألس‪44‬نتهم وال‪44‬ذاكرات‪ ,‬أع‪44‬د هللا له‪44‬ؤالء‬
‫مغفرة لذنوبهم وثوابا عظيما‪ ,‬وهو الجنة‪.‬‬
‫" وما كان لمؤمن وال مؤمنة إذا قضى هللا ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من‬
‫أمرهم ومن يعص هللا ورسوله فقد ضل ضالال مبينا "‬
‫وال ينبغي لم‪44‬ؤمن وال مؤمن‪44‬ة إذا حكم هللا ورس‪44‬وله فيهم حكم‪44‬ا أن يخ‪44‬الفوه‪ ,‬ب‪44‬أن‬
‫يخت‪4444444444444444444444‬اروا غ‪4444444444444444444444‬ير ال‪4444444444444444444444‬ذي قض‪4444444444444444444444‬ى فيهم‪.‬‬
‫رمن يعص هللا ورسوله فقد بعد عن طريق الصواب بعدا ظاهرا‪.‬‬
‫" وإذ تقول للذي أنعم هللا عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق هللا وتخفي‬
‫في نفسك ما هللا مبديه وتخشى الناس وهللا أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها‬
‫وطرا زوجناكها لكي ال يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا‬
‫منهن وطرا وكان أمر هللا مفعوال "‬
‫واذ تقول ‪-‬يا محمد‪ -‬للذي أنعم هللا عليه باإلسالم ‪-‬وه‪44‬و زي‪44‬د بن حارث‪44‬ة ال‪44‬ذي أعتق‪44‬ه‬
‫وتبناه الن‪44‬بي ص‪44‬لى هللا علي‪44‬ه وس‪44‬لم‪ -‬وأنعمت علي‪44‬ه ب‪44‬العتق‪ :‬أب‪44‬ق زوج‪44‬ك زينب بنت‬
‫جحش وال تطلقها‪ ,‬واتق هللا يا زي‪44‬د‪ ,‬وتخفي ‪-‬ي‪44‬ا محم‪44‬د‪ -‬في نفس‪44‬ك م‪44‬ا أوحى هللا ب‪44‬ه‬
‫إلي‪44‬ك من طالق زي‪44‬د لزوج‪44‬ه وزواج‪44‬ك منه‪44‬ا‪ ,‬وهللا تع‪44‬الى مظه‪44‬ر م‪44‬ا أخفيت‪ ,‬وتخ‪44‬اف‬
‫المنافقين أن يقولوا‪ :‬تزوج محم‪44‬د مطلق‪44‬ة متبن‪44‬اه‪ ,‬وهللا تع‪44‬الى أح‪44‬ق أن تخاف‪44‬ه‪ ,‬فلم‪44‬ا‬
‫قضى زيد منها حاجته‪ ,‬وطلقها‪ ,‬وانقضت عدتها‪ ,‬زوجناكها; لتكون أس‪44‬وة في إبط‪44‬ال‬
‫عادة تحريم الزواج بزوجة المتبنى بعد طالقه‪44‬ا‪ ,‬وال يك‪44‬ون على المؤم‪44‬نين إثم وذنب‬
‫في أن ي‪444‬تزوجوا من زوج‪444‬ات من ك‪444‬انوا يتبن‪444‬ونهم بع‪444‬د طالقهن إذا قض‪444‬وا منهن‬
‫ح‪44444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444‬اجتهم‪.‬‬
‫وكان أمر هللا مفعوال‪ ,‬ال عائق له وال مانع‪.‬‬
‫" ما كان على النبي من حرج فيما فرض هللا له سنة هللا في الذين خلوا من قبل‬
‫وكان أمر هللا قدرا مقدورا "‬
‫ما كان على النبي محمد ص‪44‬لى هللا علي‪44‬ه وس‪44‬لم من ذنب فيم‪44‬ا أح‪44‬ل هللا ل‪44‬ه من زواج‬
‫امرأة من تبناه بعد طالقها‪ ,‬كما أباحه لألنبياء قبله‪ ,‬سنة هللا في الذين خلوا من قب‪44‬ل‪,‬‬
‫وكان أمر هللا قدرا مقدورا ال بد من وقوعه‪.‬‬
‫" الذين يبلغون رساالت هللا ويخشونه وال يخشون أحدا إال هللا وكفى باهلل حسيبا "‬
‫الذين يبلغون رساالت هللا إلى الناس‪ ,‬ويخافون هللا وحده‪ ,‬وال يخ‪44‬افون أح‪44‬دا س‪44‬واه‪.‬‬
‫وكفى باهلل محاسبا عباده على جميع أعمالهم ومراقبا لها‪.‬‬
‫" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول هللا وخاتم النبيين وكان هللا بكل‬
‫شيء عليما "‬
‫ما كان محمد أبا ألحد من رجالكم‪ ,‬ولكنه رسول هللا وخاتم النبيين‪ ,‬فال نبوة بعده إلى‬
‫ي‪444444444444444444444444444444444444444444444444444444444‬وم القيام‪444444444444444444444444444444444444444444444444444444444‬ة‪.‬‬
‫وكان هللا بكل شيء من أعمالكم عليما‪ ,‬ال يخفى عليه شيء‪.‬‬
‫" يا أيها الذين آمنوا اذكروا هللا ذكرا كثيرا "‬
‫يا أيها الذين صدقوا هللا واتبعوا رس‪44‬وله‪ ,‬اذك‪44‬روا هللا بقل‪44‬وبكم وألس‪44‬نتكم وج‪44‬وارحكم‬
‫ذكرا كثيرا‪,‬‬
‫" وسبحوه بكرة وأصيال "‬
‫واش‪444‬غلوا أوق‪444‬اتكم ب‪444‬ذكر هللا تع‪444‬الى عن‪444‬د الص‪444‬باح والمس‪444‬اء‪ ,‬وأدب‪444‬ار الص‪444‬لوات‬
‫المفروضات‪ ,‬وعند العوارض واألسباب‪ ,‬فإن ذلك عبادة مشروعة‪ ,‬ت‪44‬دعو إلى محب‪44‬ة‬
‫هللا‪ ,‬وكف اللسان عن اآلثام‪ ,‬وتعين على كل خير‪.‬‬
‫" هو الذي يصلي عليكم ومالئكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين‬
‫رحيما "‬
‫هو ال‪44‬ذي ي‪44‬رحمكم ويث‪44‬ني عليكم وت‪44‬دعو لكم مالئكت‪44‬ه; ليخ‪44‬رجكم من ظلم‪44‬ات الجه‪44‬ل‬
‫والضالل إلى نور اإلسالم‪ ,‬وكان بالمؤمنين رحيما في الدنيا واآلخ‪44‬رة‪ ,‬ال يع‪44‬ذبهم م‪44‬ا‬
‫داموا مطيعين مخلصين له‪.‬‬
‫" تحيتهم يوم يلقونه سالم وأعد لهم أجرا كريما "‬
‫تحية هؤالء المؤمنين من هللا في الجنة يوم يلقونه سالم‪ ,‬وأم‪44‬ان لهم من ع‪44‬ذاب هللا‪,‬‬
‫وقد أعد لهم ثوابا حسنا‪ ,‬وهو الجنة‪.‬‬
‫" يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا "‬
‫يا أيها النبي إن‪4‬ا أرس‪4‬لناك ش‪4‬اهدا على أمن‪4‬ك ب‪4‬إبالغهم الرس‪44‬الة‪ ,‬ومبش‪44‬را المؤم‪44‬نين‬
‫منهم بالرحمة والجنة‪ ,‬ونذيرا للعصاة والمكذبين من النار‪,‬‬
‫" وداعيا إلى هللا بإذنه وسراجا منيرا "‬
‫وداعيا إلى توحيد هللا وعبادته وح‪44‬ده ي‪44‬أمره إي‪44‬اك‪ ,‬وس‪44‬راجا من‪44‬يرا لمن اس‪44‬تنار ب‪44‬ك‪,‬‬
‫فأمرك ظاهر فيما جئت به من الحق كالشمس في إشراقها وإضاءتها‪ ,‬ال يجح‪44‬دها إال‬
‫معاند‪.‬‬
‫" وبشر المؤمنين بأن لهم من هللا فضال كبيرا "‬
‫وبشر ‪-‬يا محمد‪ -‬أهل اإليمان بأن لهم من هللا ثوابا عظيما‪ ,‬وهو روضات الجنات‪.‬‬
‫" وال تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على هللا وكفى باهلل وكيال "‬
‫وال تط‪44‬ع ‪-‬ي‪44‬ا محم‪44‬د‪ -‬ق‪44‬ول ك‪44‬افر أو من‪44‬افق وات‪44‬رك أذاهم‪ ,‬وال يمنع‪44‬ك ذل‪44‬ك من تبلي‪44‬غ‬
‫الرسالة‪ ,‬وثق باهلل في كل أمورك واعتمد عليه; فإنه يكفي‪4‬ك م‪4‬ا أهم‪4‬ك من ك‪4‬ل أم‪4‬ور‬
‫الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫" يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم‬
‫عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميال "‬
‫يا أيها الذين صدقوا هللا ورسوله وعملوا بشرعه‪ ,‬إذا عقدتم على النساء ولم تدخلوا‬
‫بهن ثم طلقتم‪444‬وهن‪ 4‬من قب‪444‬ل أن تج‪444‬امعوهن‪ ,‬فم‪444‬ا لكم عليهن من ع‪444‬دة تحص‪444‬ونها‬
‫عليهن‪ ,‬فأعطوهن‪ 4‬من أموالكم متع‪44‬ة يتمتعن به‪44‬ا بحس‪44‬ب الوس‪44‬ع ج‪44‬برا لخ‪44‬واطرهن‪,‬‬
‫وخلوا سبيلهن مع الستر الجميل‪ ,‬دون أذى أو ضرر‪.‬‬
‫" يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك الالتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء‬
‫هللا عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خاالتك الالتي هاجرن معك‬
‫وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من‬
‫دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيال يكون‬
‫عليك حرج وكان هللا غفورا رحيما "‬
‫يا أيها النبي إنا أبحن‪4‬ا ل‪44‬ك أزواج‪44‬ك الالتي أعطيتهن مه‪4‬ورهن‪ ,‬وأبحن‪44‬ا ل‪44‬ك م‪44‬ا ملكت‬
‫يمينك من اإلماء‪ ,‬مما أنعم هللا به علي‪44‬ك‪ ,‬وأبحن‪44‬ا ل‪44‬ك ال‪44‬زواج من بن‪44‬ات عم‪44‬ك وبن‪44‬ات‬
‫عماتك وبن‪4‬ات خال‪4‬ك وبن‪4‬ات خاالت‪4‬ك الالتي ه‪4‬اجرن مع‪4‬ك‪ ,‬وأبحن‪4‬ا ل‪4‬ك ام‪4‬رأة مؤمن‪4‬ة‬
‫منحت نفسها لك من غير مهر‪ ,‬إن كنت تريد الزواج منها خالصة ل‪44‬ك‪ ,‬وليس لغ‪44‬يرك‬
‫أن ي‪44444444444444444444444444444444‬تزوج ام‪44444444444444444444444444444444‬رأة بالهب‪44444444444444444444444444444444‬ة‪.‬‬
‫قد علمنا ما أوجبنا على المؤمنين في أزواجهم وإمائهم بأال يتزوجوا إال أربع نسوة‪,‬‬
‫وما شاؤوا من اإلماء‪ ,‬واشتراط الولي والمه‪44‬ر والش‪44‬هود عليهم‪ ,‬ولكن‪44‬ا رحص‪44‬نا ل‪44‬ك‬
‫في ذل‪44‬ك‪ ,‬ووس‪44‬عنا علي‪44‬ك م‪44‬ا لم يوس‪44‬ع على غ‪44‬يرك; لئال يفي‪44‬ق ص‪44‬درك في نك‪44‬اح من‬
‫نكحت من ه‪444444444444444444444444444444444444444444444‬ؤالء األص‪444444444444444444444444444444444444444444444‬ناف‪.‬‬
‫وكان هللا غفورا لذنوب عباده المؤمنين‪ ,‬رحيما بالتوسعة عليهم‪.‬‬
‫" ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فال جناح‬
‫عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن وال يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن وهللا يعلم ما في‬
‫قلوبكم وكان هللا عليما حليما "‬
‫تؤخر من تشاء من نسائك في القسم في المبيت‪ ,‬وتض‪44‬م إلي‪4‬ك من تش‪44‬اء منهن‪ ,‬ومن‬
‫طلبت ممن أخرت قسمها‪ ,‬فال إثم عليك في ه‪44‬ذا‪ ,‬ذل‪44‬ك التخي‪44‬ير أق‪44‬رب إلى أن يف‪44‬رحن‬
‫وال يحزن‪ ,‬ويرضين كلهن بما قسمت لهن‪ ,‬وهللا يعلم ما في قلوب الرج‪44‬ال من ميله‪44‬ا‬
‫إلى بعض النس‪444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444‬اء دون بعض‪.‬‬
‫وكان هللا عليما بما في القلوب‪ ,‬حليما ال يعجل بالعقوبة على من عصاه‪.‬‬
‫" ال يحل لك النساء من بعد وال أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إال ما‬
‫ملكت يمينك وكان هللا على كل شيء رقيبا "‬
‫ال يباح ل‪4‬ك النس‪4‬اء من بع‪4‬د نس‪4‬انك الالتي فى عص‪4‬متك‪ ,‬والالتي أبحن‪4‬اهن ل‪4‬ك (وهن‬
‫المذكورات في اآلية السابقة رقم [‪ ]50‬من ه‪44‬ذه الس‪44‬ورة)‪ ,‬ومن ك‪44‬انت في عص‪44‬متك‬
‫من النساء المذكورات ال يحل لك أن تطلقها مستقبال وت‪44‬أتي بغيره‪44‬ا ب‪4‬دال منه‪44‬ا‪ ,‬ول‪44‬و‬
‫أعجبك جمالها‪ ,‬وأما الزيادة على زوجاتك من غير تطليق إح‪44‬داهن فال ح‪44‬رج علي‪44‬ك‪,‬‬
‫وأم‪4444444‬ا م‪4444444‬ا ملكت يمين‪4444444‬ك من اإلم‪4444444‬اء‪ ,‬فحالل ل‪4444444‬ك منهن من ش‪4444444‬ئت‪.‬‬
‫وكان هللا على كل شيء رقيبا‪ ,‬ال يغيب عنه علم شيء‪.‬‬
‫" يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوت النبي إال أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين‬
‫إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا وال مستأنسين لحديث إن ذلكم كان‬
‫يؤذي النبي فيستحيي منكم وهللا ال يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا‬
‫فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا‬
‫رسول هللا وال أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند هللا عظيما "‬
‫يا أيها الذين صدقوا هللا ورسوله وأط‪44‬اعوه ال ت‪44‬دخلوا بي‪44‬وت الن‪44‬بي إال بإذن‪44‬ه لتن‪44‬اول‬
‫طع‪44‬ام غ‪44‬ير منتظ‪44‬رين نض‪44‬جه‪ ,‬ولكن إذا دعيتم ف‪44‬ادخلوا‪ ,‬ف‪44‬إذا أكلتم فانص‪44‬رفوا غ‪44‬ير‬
‫مستأنس‪44‬ين لح‪44‬ديث بينكم; ف‪44‬إن انتظ‪44‬اركم واستئناس‪44‬كم ي‪44‬ؤذي الن‪44‬بي‪ ,‬فيس‪44‬تحيي من‬
‫إخراجكم من البيوت مع أن ذلك حق له‪ ,‬وهللا ال يستحيي من بي‪44‬ان الح‪44‬ق وإظه‪44‬اره‪.‬‬
‫وإذا سألتم نساء رس‪44‬ول هللا ص‪44‬لى هللا علي‪44‬ه وس‪44‬لم حاج‪44‬ة من أواني ال‪44‬بيت ونحوه‪44‬ا‬
‫فاسألوهن‪ 4‬من وراء ستر; ذلكم أطهر لقل‪44‬وبكم وقل‪44‬وبهن من الخ‪44‬واطر ال‪44‬تي تع‪44‬رض‬
‫للرجال في أمر النساء‪ ,‬وللنساء في أمر الرج‪44‬ال; فالرؤي‪44‬ة س‪44‬بب الفتن‪44‬ة‪ ,‬وم‪44‬ا ينبغي‬
‫لكم أن تؤذوا رسول هللا‪ ,‬وال أن تتزوجوا أزواجه من بعد موته أبدا; ألنهن أمه‪44‬اتكم‪,‬‬
‫وال يحل للرجل أن يتزوج أم‪44‬ه‪ ,‬إن أذاكم رس‪44‬ول هللا ص‪44‬لى هللا علي‪44‬ه وس‪44‬لم ونك‪44‬احكم‬
‫أزواج‪44444444444444444444444444‬ه من بع‪44444444444444444444444444‬ده إثم عظيم عن‪44444444444444444444444444‬د هللا‪.‬‬
‫(وقد امتثلت هذه األمة هذا األمر‪ ,‬واجتنبت ما نهى هللا عنه منه)‪.‬‬
‫" إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن هللا كان بكل شيء عليما "‬
‫إن تظهروا شيئا على ألسنتكم ‪-‬أيها الناس‪ -‬مما يؤذي رسول هللا مما نهاكم هللا عنه‪,‬‬
‫أو تخفوه في نفوسكم‪ ,‬فإن هللا تعالى يعلم ما في قلوبكم وما أظهرتموه‪ ,‬وس‪44‬يجازيكم‬
‫على ذلك‪.‬‬
‫" ال جناح عليهن في آبائهن وال أبنائهن وال إخوانهن وال أبناء إخوانهن وال أبناء‬
‫أخواتهن وال نسائهن وال ما ملكت أيمانهن واتقين هللا إن هللا كان على كل شيء‬
‫شهيدا "‬
‫ال إثم على النس‪444‬اء في ع‪444‬دم االحتج‪444‬اب من أب‪444‬ائهن وأبن‪444‬ائهن وإخ‪444‬وانهن وأبن‪444‬اء‬
‫إخوانهن وأبناء أخواتهن والنساء المؤمنات والعبيد الممل‪44‬وكين لهن; لش‪44‬دة الحاج‪44‬ة‬
‫اليهم في الخدم‪4444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444‬ة‪.‬‬
‫وخفن هللا ‪-‬أيتها النساء‪ -‬أن تتعدين ما ح‪44‬د لكن‪ ,‬فتب‪44‬دين من زينتكن م‪44‬ا ليس لكن أن‬
‫تبدين‪444444‬ه‪ ,‬أو ت‪444444‬تركن الحج‪444444‬اب أم‪444444‬ام من يجب عليكن االحتج‪444444‬اب من‪444444‬ه‪.‬‬
‫إن هللا كان على كل شيء شهيدا‪ ,‬يشهد أعمال العباد ظاهره ‪4‬ا‪ 4‬وباطنه‪44‬ا‪ ,‬وس‪44‬يجزيهم‬
‫عليها‪.‬‬
‫" إن هللا ومالئكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما‬
‫"‬
‫إن هللا تعالى يثني على النبي صلى هللا عليه وسلم عند المالئكة المقربين‪ ,‬ومالئكت‪44‬ه‬
‫يثنون على النبي ويدعون له‪ ,‬يا أيها ال‪44‬ذين ص‪44‬دقوا هللا ورس‪44‬وله وعمل‪44‬وا بش‪44‬رعه‪,‬‬
‫ص‪4444444‬لوا على رس‪4444444‬ول هلل‪ ,‬وس‪4444444‬لموا تس‪4444444‬ليما‪ ,‬تحي‪4444444‬ة وتعظيم‪4444444‬ا ل‪4444444‬ه‪.‬‬
‫وصفة الصالة على النبي ص‪44‬لى هللا علي‪4‬ه وس‪4‬لم ثبتت في الس‪44‬نة على أن‪44‬واع‪ ,‬منه‪44‬ا‪:‬‬
‫(اللهم صل على محمد وعلى آل محمد‪ ,‬كما صليت على آل إبراهيم‪ ,‬إنك حميد مجيد‪,‬‬
‫اللهم ب‪44‬ارك على محم‪44‬د وعلى آل محم‪44‬د‪ ,‬كم‪44‬ا ب‪44‬اركت على آل إب‪44‬راهيم‪ ,‬إن‪44‬ك حمي‪44‬د‬
‫مجيد)‪.‬‬
‫" إن الذين يؤذون هللا ورسوله لعنهم هللا في الدنيا واآلخرة وأعد لهم عذابا مهينا‬
‫"‬
‫إن الذين يؤذون هللا بالشرك أو غيره من المعاص‪44‬ي‪ ,‬وي‪44‬ؤذن رس‪44‬ول هللا ب‪44‬األقوال أو‬
‫األفعال‪ ,‬أبعدهم هللا وطردهم من ك‪44‬ل خ‪44‬ير في ال‪44‬دنيا واآلخ‪44‬رة‪ ,‬وأع‪44‬د لهم في اآلخ‪44‬رة‬
‫عذابا يذلهم ويهينهم‪.‬‬
‫" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما‬
‫مبينا "‬
‫والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بقول أو فعل من غير ذنب عملوه‪ ,‬فق‪44‬د ارتكب‪44‬وا‬
‫أفحش الكذب والزور‪ ,‬وأتوا ذنبا ظاهر القبح مؤديا للعذاب في األخرة‪.‬‬
‫" يا أيها النبي قل ألزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جالبيبهن‬
‫ذلك أدنى أن يعرفن فال يؤذين وكان هللا غفورا رحيما "‬
‫يا أيها النبي قل ألزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يرخين على رؤوسهن ووجوههن‬
‫من أرديتهن ومالحفهن; لس‪44‬تر وج‪44‬وههن وص‪44‬دورهن ورؤوس‪44‬هن; ذل‪44‬ك أق‪44‬رب أن‬
‫يم‪44444444‬يزن بالس‪44444444‬تر والص‪44444444‬يانة‪ ,‬فال يتع‪44444444‬رض لهن بمك‪44444444‬روه أو أذى‪.‬‬
‫وكان هللا غفورا رحيما حيث غفر لكم ما س‪44‬لف‪ ,‬ورحمكم بم‪44‬ا أوض‪44‬ح لكم من الحالل‬
‫والحرام‪.‬‬
‫" لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك‬
‫بهم ثم ال يجاورونك فيها إال قليال "‬
‫لئن لم يكف هذين يضمرون الكفر ويظهرون اإليمان والذين في قلوبهم شك وريب‪44‬ة‪,‬‬
‫والذين ينشرون األخبار الكاذبة في مدينة الرسول صلى هللا عليه وسلم عن قبائحهم‬
‫وشرورهم‪ ,‬لنسلطنك عليهم‪ ,‬ثم ال يسكنون معك فيها إال زمنا قليال‪.‬‬
‫" ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيال "‬
‫مطرودين من رحم‪44‬ة هللا‪ ,‬في أي مك‪44‬ان وج‪44‬دوا في‪44‬ه أس‪44‬روا وقتل‪44‬وا تق‪44‬تيال م‪44‬ا دام‪44‬وا‬
‫مقيمين على النفاق ونشر األخبار الكاذبة بين المسلمين بغرض الفتنة والفساد‪.‬‬
‫" سنة هللا في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة هللا تبديال "‬
‫سنة هللا وطريقته في منافقي األم السابقة أن يؤسروا ويقتلوا أينما ك‪44‬انوا‪ ,‬ولن تج‪44‬د‬
‫‪-‬يا محمد‪ -‬لطريقة هللا تحويال وال تغييرا‪.‬‬
‫" يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند هللا وما يدريك لعل الساعة تكون‬
‫قريبا "‬
‫يس‪44‬ألك الن‪44‬اس ‪-‬ي‪44‬ا محم‪44‬د‪ -‬عن وقت القيام‪44‬ة اس‪44‬تبعادا وتك‪44‬ذيبا‪ ,‬ق‪44‬ل لهم‪ :‬إنم‪44‬ا علم‬
‫الساعة عند هللا‪ ,‬وما يدريك ‪-‬يا محمد‪ -‬لعل زمانها قريب؟ فكل أت قريب‪.‬‬
‫" إن هللا لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا "‬
‫إن هللا طرد الكافرين من رحمته في الدنيا واآلخرة‪ ,‬وأعد لهم في اآلخرة نارا موق‪44‬دة‬
‫شديدة الحرارة‪,‬‬
‫" خالدين فيها أبدا ال يجدون وليا وال نصيرا "‬
‫م‪44‬اكثين فيه‪44‬ا أب‪44‬دا‪ ,‬ال يج‪44‬دون ولي‪44‬ا يت‪44‬والهم وي‪44‬دافع عنهم‪ ,‬وال نص‪44‬يرا ينص‪44‬رهم‪,‬‬
‫فيخرجهم من النار‪.‬‬
‫" يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا هللا وأطعنا الرسول "‬
‫ي‪44‬وم تقلب وج‪44‬وه الك‪44‬افرين في الن‪44‬ار يقول‪44‬ون ن‪44‬ادمين متح‪44‬يرين‪ :‬ي‪44‬ا ليتن‪44‬ا أطعن‪44‬ا هللا‬
‫وأطعنا رسوله في الدنيا‪ ,‬فكنا من أهل الجنة‪.‬‬
‫" وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل "‬
‫وقال الكافرون يوم القيامة‪ :‬ربنا إنا أطعن‪44‬ا أئمتن‪44‬ا في الض‪44‬الل وكبراءن‪44‬ا في الش‪44‬رك‪,‬‬
‫فأزالونا عن طريق الهدى واإليمان‪.‬‬
‫" ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا "‬
‫ربنا ع‪44‬ذبهم من الع‪44‬ذاب مثلي ع‪44‬ذابنا ال‪44‬ذي تع‪44‬ذبنا ب‪44‬ه‪ ,‬واط‪44‬ردهم من رحمت‪44‬ك ط‪44‬ردا‬
‫ش‪44444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444‬ديدا‪.‬‬
‫وفي هذا دليل على أن طاعة غير هللا في مخالفة أمره وأمر رس‪44‬وله‪ ,‬موجب‪44‬ة لس‪44‬خط‬
‫هللا وعقابه‪ ,‬وأن التابع والمتبوع في العذاب مشتركون‪ ,‬فليحذر المسلم ذلك‪.‬‬
‫" يا أيها الذين آمنوا ال تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه هللا مما قالوا وكان عند هللا‬
‫وجيها "‬
‫يا أيها الذين صدقوا هللا واتبعوا رسوله ال تؤذوا رسول هللا بقول أو فعل‪ ,‬وال تكونوا‬
‫أمثال الذين آذوا نبي هللا موسى‪ ,‬فبرأه هللا مم‪44‬ا ق‪44‬الوا في‪44‬ه من الك‪44‬ذب وال‪44‬زور‪ ,,‬ك‪44‬ان‬
‫عند هللا عظيم القدر والجاه‪.‬‬
‫" يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وقولوا قوال سديدا "‬
‫ي‪44‬ا أيه‪44‬ا ال‪44‬ذين ص‪44‬دقوا هللا واتبع‪44‬وا رس‪44‬وله‪ ,‬خ‪44‬افوا هللا أن تعص‪44‬وه‪ ,‬فتس‪44‬تحقوا ب‪4‬ذلك‬
‫العقاب‪ ,‬وقولوا في جميع احوالكم وشؤونكم قوال مستقيما موافقا للصواب خالي‪44‬ا من‬
‫الكذب والباطل‪.‬‬
‫" يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع هللا ورسوله فقد فاز فوزا عظيما‬
‫"‬
‫إذا اتقيتم هللا وقلتم ق‪44444‬وال س‪44444‬ديدا أص‪44444‬لح هللا لكم أعم‪44444‬الكم‪ ,‬وغف‪44444‬ر ذن‪44444‬وبكم‪.‬‬
‫ومن يطع هللا ورسوله فيما أمر ونهى فقد فاز بالكرامة العظمى في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫" إنا عرضنا األمانة على السماوات واألرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن‬
‫منها وحملها اإلنسان إنه كان ظلوما جهوال "‬
‫إن‪44‬ا عرض‪44‬نا األمان‪44‬ة ‪-‬ال‪44‬تي ائتمن هللا عليه‪44‬ا المكلفين من امتث‪44‬ال األوام‪44‬ر واجتن‪44‬اب‬
‫الن‪44‬واهي‪ -‬على الس‪44‬موات واألرض والجب‪44‬ال‪ ,‬ف‪44‬أبين أن يحملنه‪44‬ا‪ ,‬وخفن أن ال يقمن‬
‫بأدائها‪ ,‬وحملها اإلنسان والتزم بها على ضعفه‪ ,‬إنه كان شديد الظلم والجهل لنفسه‪.‬‬
‫" ليعذب هللا المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب هللا على‬
‫المؤمنين والمؤمنات وكان هللا غفورا رحيما "‬
‫(وحمل اإلنسان األمانة) ليعذب هللا المنافقين الذين يظهرون اإلسالم ويخفون‪ 4‬الكف‪44‬ر‪,‬‬
‫والمنافقات‪ ,‬والمشركين في عبادة هللا غيره‪ ,‬والمشركات‪ ,‬ويتوب هللا على المؤمنين‬
‫والمؤمن‪44444444444444‬ات بس‪44444444444444‬تر ذن‪44444444444444‬وبهم وت‪44444444444444‬رك عق‪44444444444444‬ابهم‪.‬‬
‫وكان هللا غفورا للتائبين من عباده‪ ,‬رحيما بهم‪.‬‬

‫‪ :‬المراجع‬
‫كتاب البطاقات لياسر راضي‬
‫تفسير السعدي‬
‫‪ .‬كتاب تفسير الوسيط لسيد طنطاوي‬

You might also like