Professional Documents
Culture Documents
تفسير سورة الأحزاب
تفسير سورة الأحزاب
تفسير سورة الأحزاب
سورة األحزاب هي السورة الثالثة والثالثون في ترتيب المصحف وهي من السور -1
المدنية ،وكان نزولها بعد سورة آل عمران ،أى :أنها من أوائل السور المدنية ،إذ لم
يسبقها في النزول بعد الهجرة سوى سور :البقرة واألنفال وآل عمران.
ويبدو :أن نزولها كان في الفترة التي أعقبت غزوة بدر ،إلى ما قبل صلح الحديبية .وعدد
وقد افتتحت سورة األحزاب بنداء من هللا -تعالى -لنبيه صلى هللا عليه وسلم ،نهته فيه -2
عن طاعة المنافقين والكافرين ،وأمرته بالمداومة على طاعة هللا -تعالى -وحده،
-3ثم انتقلت السورة الكريمة إلى بيان حكم هللا -تعالى -في بعض التقاليد واألوضاع
االجتماعية التي كانت سائدة في المجتمع Zفي ذلك الوقت ،فأبطلت التبني ،كما أبطلت ما كان
سائدا في المجتمع من عادة الظهار ،وهو أن يقول الرجل لزوجته :أنت على كظهر أمى،
ال َّسبِي َل .ا ْد ُعوهُ ْم آِل بائِ ِه ْم هُ َو أَ ْق َسطُ ِع ْن َد هَّللا ِ.
-4ثم بين -سبحانه -بعد ذلك بعض األحكام التشريعية األخرى ،كوجوب طاعة الرسول صلى
هللا عليه وسلم طاعة تفوق طاعتهم ألنفسهم ،ولوجوب تعظيم المسلمين لزوجاته صلى هللا عليه
وسلم كتعظيم أمهاتهم ،وكوجوب التوارث بين األقارب بالطريقة التي بينها
سبحانه -في آيات أخرى ،وإبطال التوارث عن طريق المؤاخاة التي تمت بعد الهجرة بين
المهاجرين واألنصار.
ين ِم ْن أَ ْنفُ ِس ِه ْمَ ،وأَ ْزوا ُجهُ أُ َّمهاتُهُ ْمَ ،وأُولُوا Zاأْل َرْ ِ
حام بَ ْع ُ
ضهُ ْم قال -تعالى :-النَّبِ ُّي أَ ْولى بِ ْال ُم ْؤ ِمنِ َ
-5ثم وجه -سبحانه -نداء إلى المؤمنين ،ذكرهم فيه بجانب من نعمه عليهم ،حيث دفع عنهم
جيوش األحزاب ،وأرسل على تلك الجيوش جنودا من عنده لم يروها ،وكشف عن رذائل
المنافقين التي ارتكبوها في تلك الغزوة ،ومدح المؤمنين الصادقين على وفائهم بعهودهم،
وبعد هذا الحديث المفصل عن غزوة األحزاب ،والذي استغرق ما يقرب من عشرين آية،
انتقلت السورة الكريمة إلى الحديث عن أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم فأمرت النبي صلى
هللا عليه وسلم أن يخيرهن بين التسريح بإحسان ،وبين الصبر على شظف العيش ،ليظفرن
برضا هللا -تعالى -كما وجهت نداء إليهن أمرتهن فيه ،بالتزام اآلداب الدينية التي تليق بهن.
كما أمرتهن بالبقاء في بيوتهن ،فال يخرجن لغير حاجة مشروعة .ومثلهن في ذلك مثل سائر
نساء المسلمين .حتى يتفرغن لرعاية شئون بيوتهن التي هي من خصائصهن وليست من
خصائص الرجال.
ثم ختم -سبحانه -تلك التوجيهات الحكيمة ببيان الثواب الجزيل الذي أعده للمؤمنين
جحش .وإلى الحكمة من ذلك .وإلى تطليق زيد بن حارثة لها .وإلى أن ما فعله
رسول صلّى هللا عليه وسلّم بالنسبة لهذه الحادثة .كان بأمر هللا -تعالى -وإذنه.
تعالى -ومن تسبيحه وتنزيهه .كما وجهت نداء إلى النبي صلّى هللا عليه وسلّم بينت له فيه
ين آ َمنُوا ْاذ ُكرُوا هَّللا َ ِذ ْكراً َكثِيراًَ .و َسبِّحُوهُ بُ ْك َرةً َوأَ ِ
صياًل .هُ َو الَّ ِذي يُ َ
صلِّي َعلَ ْي ُك ْم يا أَيُّهَا الَّ ِذ َ
ين َر ِحيما ً .تَ ِحيَّتُهُ ْم يَ ْو َم يَ ْلقَ ْونَهَُ Zسال ٌم،
كان بِ ْال ُم ْؤ ِمنِ َ َو َمالئِ َكتُهُ لِي ُْخ ِر َج ُك ْم ِم َن ُّ
الظلُما ِ
ت إِلَى النُّ ِ
ور َو َ
ك شا ِهداً َو ُمبَ ِّشراً َونَ ِذيراًَ .ودا ِعيا ً إِلَى هَّللا ِ بِإ ِ ْذنِ ِه
َوأَ َع َّد لَهُ ْم أَجْ راً َك ِريماً ،يا أَيُّهَا النَّبِ ُّي إِنَّا أَرْ َس ْلنا َ
ين بِأ َ َّن لَهُ ْم ِم َن هَّللا ِ فَضْ اًل َكبِيراً.
َو ِسراجا ً ُمنِيراًَ .وبَ ِّش ِر ْال ُم ْؤ ِمنِ َ
-9ثم تحدثت السورة بعد ذلك بشيء من التفصيل عن بعض األحكام التي تتعلق بأزواج النبي
صلّى هللا عليه وسلّم وبعالقته صلّى هللا عليه وسلّم بهن من حيث القسم وغيره ،ومن حيث
الزواج بغيرهن.
كما تحدثت عن اآلداب التي يجب على المؤمنين أن يلتزموها عند دخولهم بيوت النبي صلّى
هللا عليه وسلّم بدعوة منه .ألجل تناول طعام ،أو ألجل أمر من األمور األخرى التي تتعلق
بدينهم أو دنياهم.
في تهديد المنافقين الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ،وفي بيان أن سنن هللا في
خلقه ال تتخلف ،وأن علم وقت قيام الساعة إلى هللا -تعالى -وحده ،وأن اإلصرار على الكفر
يؤدى إلى سوء العاقبة ،وأن السير على طريق الحق .يؤدى إلى مغفرة الذنوب.
وأن اإلنسان قد ارتضى حمل األمانة .التي عجزت عن حملها السموات واألرض والجبال.
أبرزها ما يلي:
كثرة التوجيهات واإلرشادات ،من هللا -تعالى لنبيه صلّى هللا عليه وسلّم إلى أفضل (أ)
وهذه التوجيهات واإلرشادات .نراها في كثير من آيات سورة األحزاب ال سيما التي نادت
وقوله -عز وجل :-يا أَيُّهَا النَّبِ ُّي إِنَّا أَرْ َس ْلنا َ
ك شا ِهداً َو ُمبَ ِّشراً َونَ ِذيراً.
ين آ َمنُوا ْاذ ُكرُوا نِ ْع َمةَ هَّللا ِ َعلَ ْي ُك ْم ،إِ ْذ جا َء ْت ُك ْم ُجنُو ٌد فَأَرْ َس ْلنا
ومن ذلك قوله -تعالى :-يا أَيُّهَا الَّ ِذ َ
َعلَ ْي ِه ْم ِريحا ً َو ُجنُوداً لَ ْم تَ َر ْوها.
ين آ َمنُوا ْاذ ُكرُوا هَّللا َ ِذ ْكراً َكثِيراًَ ،و َسبِّحُوهُ بُ ْك َرةً َوأَ ِ
صياًل. وقوله -سبحانه :-يا أَيُّهَا الَّ ِذ َ
ت ثُ َّم طَلَّ ْقتُ ُموهُ َّن ِم ْن قَب ِْل أَ ْن تَ َمسُّوهُ َّن،
ين آ َمنُوا إِذا نَ َكحْ تُ ُم ْال ُم ْؤ ِمنا ِ
وقوله -عز وجل :-يا أَيُّهَا الَّ ِذ َ
فَما لَ ُك ْم َعلَ ْي ِه َّن ِم ْن ِع َّد ٍة تَ ْعتَ ُّدونَها....
ين آ َذ ْوا ُموسى ،فَبَرَّأَهُ هَّللا ُ ِم َّما قالُوا. وقوله -تعالى :-يا أَيُّهَا الَّ ِذ َ
ين آ َمنُوا ال تَ ُكونُوا َكالَّ ِذ َ
(ج) هذه السورة الكريمة تعتبر على رأس السور القرآنية التي اهتمت ببيان فضل نساء النبي
ومن اآليات التي وردت في هذا المعنى قوله -تعالى :-يا نِسا َء النَّبِ ِّي َم ْن يَأْ ِ
ت ِم ْن ُك َّن بِ ِ
فاح َش ٍة
ومن ذلك حديثها عن الظهار ،وعن التبني .وعن التوارث بين األقارب دون غيرهم ،وعن
وجوب تقديم طاعة الرسول صلّى هللا عليه وسلّم على طاعة اإلنسان لنفسه ،وعن وجوب
التأسى به ،وعن وجوب االبتعاد عن كل ما يؤذيه أو يجرح شعوره ،وعن وجوب الخضوع
فبدأت حديثها عن تلك الغزوة بتذكير المؤمنين بفضل هللا -تعالى -عليهم في هذه الغزوة ،ثم
ف َسلَقُو ُك ْم بِأ َ ْل ِسنَ ٍة ِحدا ٍد أَ ِش َّحةً َعلَى ْال َخي ِْر أُولئِ َ
ك لَ ْم ي ُْؤ ِمنُوا ب ْال َخ ْو ُ َعلَ ْي ِه ِم َن ْال َم ْو ِ
ت ،فَإِذا َذهَ َ
ك َعلَى هَّللا ِ يَ ِسيراً. فَأَحْ بَطَ هَّللا ُ أَ ْعمالَهُ ْمَ ،و َ
كان ذلِ َ
ثم مدحت المؤمنين الصادقين لوفائهم بعهودهم ،ولشجاعتهم في مواجهة أعدائهم.
وكما بدأت السورة حديثها عن غزوة األحزاب بتذكير المؤمنين بنعم هللا عليهم -ختمته -أيضا-
(و) والخالصة أن المتأمل في سورة األحزاب ،يراها زاخرة باألحكام الشرعية ،وباآلداب
االجتماعية ،وبالتوجيهات الربانية ،تارة من هللا -تعالى -لرسوله صلّى هللا عليه وسلم وتارة
" يا أيها النبي اتق هللا وال تطع الكافرين والمنافقين إن هللا كان عليما حكيما "
ي44ا أيه44ا الن44بي دم على نق44وى هللا بالعم44ل ب44أوامره واجتن44اب محارم44ه ,وليقت44د ب44ك
المؤمن444ون; ألنهم أح444وج إلى ذل444ك من444ك ,وال تط444ع الك444افرين وأه444ل النف444اق.
إن هللا كان عليما بكل شيء ,حكيما في خلقه وأمره وتدبيره.
" واتبع ما يوحى إليك من ربك إن هللا كان بما تعملون خبيرا "
واتبع ما ي44وحى إلي44ك من رب44ك من ف44رآن وس44نة ,إن هللا مطل44ع على ك44ل م44ا تعمل44ون
ومجازيكم به ,ال يخفى عليه شيء من ذلك.
" وتوكل على هللا وكفى باهلل وكيال "
واعتمد على ربك ,وفوض جميع أم44ورك إلي44ه ,وحس44بك ب44ه حافظ44ا لمن توك44ل علي44ه
وأناب إليه.
" ما جعل هللا لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم الالئي تظاهرون منهن
أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم وهللا يقول الحق وهو يهدي
السبيل "
ما جعل هللا ألحد من البشر من قلبين في صدره ,وما جعل زوجاتكم الالتي تظاهرون
منهن (في الحرمة) كحرم44ة أمه44اتكم (والظه44ار أن يق44ول الرج44ل المرأت44ه :أنت علي
كظهر أمي ,وقد كان هذا طالقا في الجاهلية ,فبين هللا أن الزوجة ال تصير أما بح44ال)
وما جعل هللا األوالد المتبنين أبناء في الشرع ,بل إن الظهار والتبني ال حقيق44ة لهم44ا
في التح44ريم األب44دي ,فال تك44ون الزوج44ة المظ44اهر منه44ا ك44األم في الحرم44ة ,وال يثبت
النسب بالتبني من قول الشخص للذعي؟ هذا ابني ,فهو كالم ب44الفم ال حقيق44ة ل44ه ,وال
يعتد به ,وهللا سبحانه يقول الحق ويبين لعباده سبيله ,ويرشدهم إلى طريق الرشاد.
" ادعوهم آلبائهم هو أقسط عند هللا فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين
ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان هللا غفورا
رحيما "
انسبوا أدعياءكم آلبائهم ,هو أعدل وأقوم عند هللا ,فإن لم تعلم44وا آب44اءهم الحقيق44يين
فادعوهم إذأ بأخوة الدين التي تجمعكم بهم ,فإنهم إخوانكم في ال44دين وم44واليكم في44ه,
وليس عليكم إثم فيما وقعتم فيه من خطأ لم تتعمدوه ,وإنم44ا يؤاخ44ذكم هللا إذا تعم44دتم
ذل444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444ك.
وكان هللا غفورا لمن أخطأ ,رحيما لمن تاب من ذنبه.
" النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو األرحام بعضهم أولى
ببعض في كتاب هللا من المؤمنين والمهاجرين إال أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا
كان ذلك في الكتاب مسطورا "
النبي محمد صلى هللا عليه وسلم أولى بالمؤمنين ,وأقرب لهم من أنفس44هم في أم44ور
الدين والدنيا ,وحرمة أزواج النبي صلى هللا عليه وسلم على أمته كحرم44ة أمه44اتهم,
فال يج44444وز نك44444اح زوج44444ات الرس44444ول ص44444لى هللا علي44444ه وس44444لم من بع44444ده.
وذوو القراب44ة من المس44لمين بعض44هم أح44ق بم44يراث بعض في حكم هللا وش44رعه من
اإلرث باإليم44ان والهج44رة (وك44ان المس44لمون في أول اإلس44الم يتوارث44ون ب44الهجرة
واإليمان دون الرحم ,ثم نسخ ذلك بآي44ه الم44واريث) إال أن تفعل44وا -أيه44ا المس44لمون-
إلى غير الورثة معروفا بالنصر والبر والصلة واإلحسان والوص44ية ,ك44ان ه44ذا الحكم
الم44444ذكور مق44444درا مكتوب44444ا في الل44444وح المحف44444وظ ,فيجب عليكم العم44444ل ب44444ه.
وفي اآلية وجوب كون النبي صلى هللا عليه وسلم أحب إلى العبد من نفسه ,ووجوب
كمال االنقياد له ,وفيه44ا وج44وب اح44ترام أمه44ات المؤم44نين ,زوجات44ه ص44لى هللا علي44ه
وسلم ,وأن من سبهن فقد باء بالخسران.
" وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن
مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا "
واذكر -يا محمد -حين أخذنا من النبيين العهد المؤكد بتبليغ الرسالة ,وأخذنا الميثاق
منك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ,وأخذنا منهم عهدا مؤكدا بتبليغ
الرسالة وأداء األمانة ,وأن يصدق بعضهم بعضا.
" ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما "
(أخ44ذ هللا ذل44ك العه44د من أولئ44ك الرس44ل) ليس44أل المرس44لين عم44ا أج44ابتهم ب44ه أممهم,
فيجزي هللا المؤمنين الجنة ,وأعد للكافرين يوم القيامة عذابا شديدا في جهنم.
" يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة هللا عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا
وجنودا لم تروها وكان هللا بما تعملون بصيرا "
يا معشر المؤمنين اذكروا نعمة هللا تعالى التي أنعمها عليكم في (المدينة) أيام غزوة
األحزاب -وهي غزوة الخندق ,-حين اجتمع عليكم المشركون من خ44ارج (المدين44ه),
واليهود والمنافقون من (المدينة) وما حولها ,فأح44اطوا بكم ,فأرس44لنا على األح44زاب
ريحا شدبدة اقتلعت خيامهم ورمت قدورهم ,وأرسلنا مالئك44ة من الس44ماء لم تروه44ا,
فوق44444444444444444444444444444444ع ال44444444444444444444444444444444رعب في قل44444444444444444444444444444444وبهم.
وكان هللا بما تعملون بصيرا ,ال يخفى عليه من ذلك شيء.
" إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت األبصار وبلغت القلوب الحناجر
وتظنون باهلل الظنون "
اذكروا إذ جاؤوكم من فوقكم من أعلى ال44وادي من جه44ة المش44رق ,ومن أس44فل منكم
من بطن الوادي من جهه المغرب ,وإذ شخصت األبصار من شدة الح44يرة والدهش44ة,
وبلغت القلوب الحناجر من شدة الرعب ,وغلب الي44أس المن44افقين ,وك44ثرت األقاوي4ل,
وتظنون باهلل الظنون السيئة أنه ال ينصر دينه ,وال يعلي كلمته.
" هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزاال شديدا "
في ذلك الموقف العصيب اختبر إيمان المؤمنين ومحص القوم ,وع44رف الم44ؤمن من
المنافق ,واضطربوا اضطرابا شديدا بالخوف والقلق; ليتبين إيمانهم ويزيد يقينهم.
" وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا هللا ورسوله إال غرورا "
وإذ يق44ول المن44افقون وال44ذين في قل44وبهم ش44ك ,وهم ض4عفاء اإليم44ان :م44ا وع44دنا هللا
ورسوله من النصر والتمكين إال باطال من القول وغرورا ,فال تصدقوه.
" وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب ال مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي
يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إال فرارا "
واذكر -يا محمد -قول طائفة من المنافقين منادين المؤم44نين من أه44ل (المدين44ة) :ي44ا
أهل (يثرب) (وهو االسم القديم (للمدينة)) ال إقامة لكم في معركة خاس44رة ,ف44ارجعوا
إلى منازلكم داخل (المدينة) ,ويس44تأذن فري44ق آخ44ر من المن44افقين الرس44ول ص44لى هللا
عليه وسلم بالعودة إلى منازلهم بحجة أنها غ4ير محص4نة ,فيخش4ون عليه4ا ,والح4ق
أنها ليست كذلك ,وما قصدوا بذلك إال الفرار من القتال.
" ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة آلتوها وما تلبثوا بها إال يسيرا "
ولو دخل جيش األحزاب (المدين44ة) من جوانبه44ا ,ثم س44ئل ه44ؤالء المن44افقون الش44رك
باهلل والرجوع 4عن اإلسالم ,ألج44ابوا إلى ذل44ك مب44ادرين ,وم44ا ت44أخروا عن الش44رك إال
يسيرا.
" ولقد كانوا عاهدوا هللا من قبل ال يولون األدبار وكان عهد هللا مسئوال "
ولقد كان هؤالء المن44افقون عاه44دوا هللا على ي44د رس44وله من قب44ل غ44زوة الخن44دق ,ال
يفرون إن شهدوا الحرب ,,ال يتأخرون إذا دعوا إلى الجهاد ,ولكنهم خ44انوا عه44دهم,
وسيحاسبهم هللا على ذلك ,ويسألهم عن ذل44ك العه44د ,وك44ان عه44د هللا مس44ؤوال عن44ه,
محاسبيا عليه.
" قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا ال تمتعون إال قليال "
قل -يا محمد -لهؤالء المنافقين :لن ينفعكم الف44رار من المعرك44ة خوف44ا من الم44وت أو
القت44ل; ف44إن ذل44ك ال ي44ؤخر آج44الكم ,وإن ق44ررتم فلن تتمتع44وا في ه44ذه ال44دنيا إال بق44در
أعماركم المحدودة ,وهو زمن يسير جدا بالنسبة إلى اآلخرة
" قل من ذا الذي يعصمكم من هللا إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة وال يجدون
لهم من دون هللا وليا وال نصيرا "
قل -ي44ا محم44د -لهم :من ذا ال44ذي يمنعكم من هللا ,أو يج44يركم من عذاب44ه ,إن أراد بكم
س44وءا ,أو أراد بكم رحم44ة ,فإن44ه المعطي الم44انع الض44ار الن44افع؟ وال يج44د ه44ؤالء
المنافقون لهم من دون هللا وليا يواليهم ,وال نصيرا ينصرهم.
" قد يعلم هللا المعوقين منكم والقائلين إلخوانهم هلم إلينا وال يأتون البأس إال قليال
"
إن هللا يعلم المثبطين عن الجهاد في سبيل هللا ,والقائلين إلخوانهم :تعالوا وانض44موا
إلينا ,واتركوا محمدا ,فال تشهدوا معه قت44اال; فإن44ا نخ44اف عليكم الهالك بهالك44ه ,وهم
مع تخذيلهم هذا ال يأتون القتال إال نادرا ,رياء وسمعة وخوف الفضيحة.
" أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى
عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم
يؤمنوا فأحبط هللا أعمالهم وكان ذلك على هللا يسيرا "
بخالء عليكم -أيها المؤمنون -بالمال والنفس والجهد والم44ودة لم44ا في نفوس44هم من
الع44داوة والحق44د; حب44ا في الحي44اة وكراه44ة للم44وت ,ف44إذا حض44ر القت44ال خ44افوا الهالك
ورأيتهم ينظرون إليك ,ت44دور أعينهم ل44ذهاب عق44ولهم; خوف44ا من القت44ل وف44رارا من44ه
كدوران عين من حضره الم44وت ,ف44إذا انتهت الح44رب وذهب ال44رعب رم44وكم بألس44نة
حداد مؤذية ,وتراهم عند قس44مة الغن44ائم بخالء وحس44دة ,أولئ44ك لم يؤمن44وا بقل44وبهم,
فأذهب هللا ثواب أعمالهم ,وكان ذلك على هللا يسيرا.
" يحسبون األحزاب لم يذهبوا وإن يأت األحزاب يودوا لو أنهم بادون في األعراب
يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إال قليال "
يظن المنافقون أن األحزاب الذين هزمهم هللا تعالى ش44ر هزيم44ة لم ي44ذهبوا ,ذل44ك من
شدة الخوف والجبن ,ولو عاد األحزاب إلى (المدينة) ,لتم44ني أولئ44ك المن44افقون أنهم
كانوا غائبين عن (المدينة) بين أعراب البادي44ة ,يتجسس44ون أخب44اركم من بعي44د ,ول44و
كانوا فيكم ما قاتلوا معكم إال قليال; لكثرة جبنهم وذلتهم وضعف يقينهم.
" لقد كان لكم في رسول هللا أسوة حسنة لمن كان يرجو هللا واليوم اآلخر وذكر هللا
كثيرا "
لقد ك44ان لكم -أيه44ا المؤمن44ون -في أق44وال رس44ول هللا ص44لى هللا علي44ه وس44لم وأفعال44ه
وأحواله قدوة حسنة تتأسون بها ,فالزموا سنته ,فإنما يسلكها ويتأسى به44ا من ك44ان
يرجو هللا واليوم اآلخر ,وأكثر من ذكر هللا واستغفاره ,وشكره في كل حال.
" ولما رأى المؤمنون األحزاب قالوا هذا ما وعدنا هللا ورسوله وصدق هللا ورسوله
وما زادهم إال إيمانا وتسليما "
ولما شاهد المؤمنون األحزاب الذين تحزبوا حول (المدينة) وأحاطوا بها ,تذكروا أن
موع4د النص4ر ق4د ق44رب ,فق4الوا :ه4ذا م44ا وع4دنا هللا ورس44وله ,من االبتالء والمحن4ة
والنص44ر ,ف44أنجز هللا وع44ده ,وص44دق رس44وله فيم44ا بش44ر ب44ه ,وم44ا زادهم النظ44ر إلى
األحزاب إال إيمانا باهلل وتسليما لقضائه وانقيادا ألمره.
" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا هللا عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من
ينتظر وما بدلوا تبديال "
من المؤمنين رجال أوفوا بعهودهم مع هللا تع44الى ,وص44بروا على البأس44اء والض44راء
وحين البأس :فمنهم من وفى بنذره فاستشهد في سبيل هللا ,ومنهم من ينتظر إح44دى
الحسنيين :النصر أو الشهادة ,وما غيروا عهد هللا ,وال نقضوه وال بدلوه ,كم44ا غ44ير
المنافقون.
" ليجزي هللا الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن هللا
كان غفورا رحيما "
ليثيب هللا أهل الصدق بسبب ص44دقهم وبالئهم وهم المؤمن44ون ,ويع44ذب المن44افقين إن
ش44اء تع44ذيبهم ,ب44أن ال ي44وفقهم للتوب44ة النص44وح قب44ل الم44وت ,فيموت44وا على الكف44ر,
فيستوجبوا النار ,أو يت44وب عليهم ب44أن ي44وفقهم للتوب44ة واإلناب44ة ,إن هللا ك44ان غف44ورا
لذنوب المسرفين على أنفسهم إذا تابوا ,رحيما بهم; حيث وفقهم للتوبة النصوح.
" ورد هللا الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى هللا المؤمنين القتال وكان هللا
قويا عزيزا "
ورد هللا أحزاب الكفر عن (المدين44ة) خ44ائبين خاس44رين مغت44اظين ,لم ين44الوا خ44يرا في
ال444دنيا وال في اآلخ444ز وكفى هللا المؤم444نين القت444ال بم444ا أي444دهم ب444ه من األس444باب.
وكان هللا قويا ال يغالب ,عزيزا في ملكه وسلطانه.
" وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب
فريقا تقتلون وتأسرون فريقا "
وأنزل هللا يهود ب44ني قريظ44ة من حص44ونهم; إلع44انتهم األح44زاب في قت44ال المس44لمين,
وألقى في قلوبهم الخوف فهزموا ,تقتلون منهم فريقا ,وتأسرون فريقا آخر.
" وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان هللا على كل شيء
قديرا "
وملككم هللا -أيها المؤمنون -أرضهم ومساكنهم وأموالهم المنقولة كالحلي والس44الح
والمواشي ,وغير المنقولة كالمزارع والبيوت والحصون المنيعة ,وأورثكم أرض44ا لم
تتمكن4444444وا من وطئه4444444ا من قب4444444ل; لمنعته4444444ا وعزته4444444ا عن4444444د أهله4444444ا.
وكان هللا على كل شيء قديرا ,ال يعجزه شيء.
" يا أيها النبي قل ألزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن
وأسرحكن سراحا جميال "
يا أيها النبي قل ألزواج44ك الالتي اجتمعن علي44ك ,يطلبن من44ك زي44ادة النفق44ة :إن كنتن
تردن الحياة الدنيا وزينتها فأقبلن أمتعكن شيئا مما عندي من الدنيا ,وأف44ارقكن دون
ضرر أو إيذاء.
" وإن كنتن تردن هللا ورسوله والدار اآلخرة فإن هللا أعد للمحسنات منكن أجرا
عظيما "
وإن كنتن تردن رضا هللا ورضا رسوله وما أعد هللا لكن من الدار اآلخ44رة ,فاص44برن
على ما أنتن عليه ,وأطعن هللا ورسوله ,فإن هللا أعد للمحسنات منكن ثوابا عظيم44ا.
(وقد اخترن هللا ورسوله ,وما أعد هللا لهن في الدار اآلخرة).
" يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك
على هللا يسيرا "
ي44ا نس44اء الن44بي من ي44أت منكن بمعص44ية ظ44اهرة يض44اعف له44ا الع44ذاب م44رتين.
فلما كانت مكانتهن رفيعة ناسب أن يجع44ل هللا ال44ذنب الواق44ع منهن عقوبت44ه مغلظ44ة;
ص4444444يانة لجن4444444ابهن وجن4444444اب رس4444444ول هللا ص4444444لى هللا علي4444444ه وس4444444لم.
وكان ذلك العقاب على هللا يسيرا.
" ومن يقنت منكن هلل ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا
كريما "
ومن تطع منكن هللا ورسوله ,وتعمل بما أمر هللا به ,نعطها ثواب عمله44ا مثلي ث44واب
عمل غيرها من سائر النساء ,وأعددنا لها رزقا كريما ,وهو الجنة.
" يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فال تخضعن بالقول فيطمع الذي
في قلبه مرض وقلن قوال معروفا "
يا نساء النبي -محمد -لستن في الفضل والمنزل44ة كغ44يركن من النس44اء ,إن خفتن هللا
فال تتحدثن مع األجانب بص44وت لين يطم44ع ال44ذي في قلب44ه فج44ور ومي44ل إلى النس44اء,
وه44ذا أدب واجب على ك44ل ام44رأة ت44ؤمن باهلل والي44وم اآلخ44ر ,وقلن ق44وال بعي44دا عن
الريبة ,ال تنكره الشريعة.
" وقرن في بيوتكن وال تبرجن تبرج الجاهلية األولى وأقمن الصالة وآتين الزكاة
وأطعن هللا ورسوله إنما يريد هللا ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
"
والزمن بيوتكن ,وال تخرجن منها إال لحاجة ,وال تظهرن محاس44نكن ,كم44ا ك44ان يفع44ل
نساء الجاهلية األولى في األزمنة السابقة على اإلسالم ,وكما يفعله كثير من النس44اء
في ه4444444ذا العص4444444ر :الكاس4444444يات العاري4444444ات ,المتبرج4444444ات المتبخ4444444ترات.
وادين الصالة كاملة في أوقاتها ,وأعطين الزكاة كما ش44رع هللا ,وأطعن هللا ورس44وله
في أمرهما ونهيهما ,إنما أوصاكن هللا به44ذا; ل44يزكيكن ,ويبع44د عنكن األذى والس44وء
والشر يا أهل بيت الن44بي -ومنهم زوجات44ه وذريت4ه علي44ه الص44الة والس44الم ,-ويطه44ر
نفوسكم غاية الطهارة.
" واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات هللا والحكمة إن هللا كان لطيفا خبيرا "
واذك44رن م44ا يتلى في بي44وتكن من الق44رآن وح44ديث الرس44ول ص44لى هللا علي44ه وس44لم,
واعملن به ,واقدرنه ح44ق ق44دره ,فه44و من نعم هللا عليكن ,إن هللا ك44ان لطيف44ا بكن; إذ
جعلكن في البيوت التي تتلى فيها آيات هللا والسنة ,خب44يرا بكن إذ اخت44اركن لرس44وله
أزواجا.
" إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين
والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين
والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين هللا
كثيرا والذاكرات أعد هللا لهم مغفرة وأجرا عظيما "
إن المنق444ادين ألوام444ر هللا والمنق444ادات ,والمص444دقين والمص444دقات والمطيعين هلل
ورسوله والمطيعات ,والصادقين في أقوالهم والصادقات ,والصابرين عن الش44هوات
وعلى الطاع4444ات وعلى المك4444اره والص4444ابرات ,والخ4444ائفين 4من هللا والخائف4444ات4,
والمتص444دقين ب444الفرض رالنف444ل والمتص444دقات ,والص444ائمين في الف444رض والنف444ل
والص44ائمات ,والح44افظين ف44روجهم عن ال44زنى ومقدمات44ه ,وعن كش44ف الع44ورات
والحافظ44ات ,وال44ذاكرين هللا كث44يرا بقل44وبهم وألس44نتهم وال44ذاكرات ,أع44د هللا له44ؤالء
مغفرة لذنوبهم وثوابا عظيما ,وهو الجنة.
" وما كان لمؤمن وال مؤمنة إذا قضى هللا ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من
أمرهم ومن يعص هللا ورسوله فقد ضل ضالال مبينا "
وال ينبغي لم44ؤمن وال مؤمن44ة إذا حكم هللا ورس44وله فيهم حكم44ا أن يخ44الفوه ,ب44أن
يخت4444444444444444444444اروا غ4444444444444444444444ير ال4444444444444444444444ذي قض4444444444444444444444ى فيهم.
رمن يعص هللا ورسوله فقد بعد عن طريق الصواب بعدا ظاهرا.
" وإذ تقول للذي أنعم هللا عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق هللا وتخفي
في نفسك ما هللا مبديه وتخشى الناس وهللا أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها
وطرا زوجناكها لكي ال يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا
منهن وطرا وكان أمر هللا مفعوال "
واذ تقول -يا محمد -للذي أنعم هللا عليه باإلسالم -وه44و زي44د بن حارث44ة ال44ذي أعتق44ه
وتبناه الن44بي ص44لى هللا علي44ه وس44لم -وأنعمت علي44ه ب44العتق :أب44ق زوج44ك زينب بنت
جحش وال تطلقها ,واتق هللا يا زي44د ,وتخفي -ي44ا محم44د -في نفس44ك م44ا أوحى هللا ب44ه
إلي44ك من طالق زي44د لزوج44ه وزواج44ك منه44ا ,وهللا تع44الى مظه44ر م44ا أخفيت ,وتخ44اف
المنافقين أن يقولوا :تزوج محم44د مطلق44ة متبن44اه ,وهللا تع44الى أح44ق أن تخاف44ه ,فلم44ا
قضى زيد منها حاجته ,وطلقها ,وانقضت عدتها ,زوجناكها; لتكون أس44وة في إبط44ال
عادة تحريم الزواج بزوجة المتبنى بعد طالقه44ا ,وال يك44ون على المؤم44نين إثم وذنب
في أن ي444تزوجوا من زوج444ات من ك444انوا يتبن444ونهم بع444د طالقهن إذا قض444وا منهن
ح44444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444اجتهم.
وكان أمر هللا مفعوال ,ال عائق له وال مانع.
" ما كان على النبي من حرج فيما فرض هللا له سنة هللا في الذين خلوا من قبل
وكان أمر هللا قدرا مقدورا "
ما كان على النبي محمد ص44لى هللا علي44ه وس44لم من ذنب فيم44ا أح44ل هللا ل44ه من زواج
امرأة من تبناه بعد طالقها ,كما أباحه لألنبياء قبله ,سنة هللا في الذين خلوا من قب44ل,
وكان أمر هللا قدرا مقدورا ال بد من وقوعه.
" الذين يبلغون رساالت هللا ويخشونه وال يخشون أحدا إال هللا وكفى باهلل حسيبا "
الذين يبلغون رساالت هللا إلى الناس ,ويخافون هللا وحده ,وال يخ44افون أح44دا س44واه.
وكفى باهلل محاسبا عباده على جميع أعمالهم ومراقبا لها.
" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول هللا وخاتم النبيين وكان هللا بكل
شيء عليما "
ما كان محمد أبا ألحد من رجالكم ,ولكنه رسول هللا وخاتم النبيين ,فال نبوة بعده إلى
ي444444444444444444444444444444444444444444444444444444444وم القيام444444444444444444444444444444444444444444444444444444444ة.
وكان هللا بكل شيء من أعمالكم عليما ,ال يخفى عليه شيء.
" يا أيها الذين آمنوا اذكروا هللا ذكرا كثيرا "
يا أيها الذين صدقوا هللا واتبعوا رس44وله ,اذك44روا هللا بقل44وبكم وألس44نتكم وج44وارحكم
ذكرا كثيرا,
" وسبحوه بكرة وأصيال "
واش444غلوا أوق444اتكم ب444ذكر هللا تع444الى عن444د الص444باح والمس444اء ,وأدب444ار الص444لوات
المفروضات ,وعند العوارض واألسباب ,فإن ذلك عبادة مشروعة ,ت44دعو إلى محب44ة
هللا ,وكف اللسان عن اآلثام ,وتعين على كل خير.
" هو الذي يصلي عليكم ومالئكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين
رحيما "
هو ال44ذي ي44رحمكم ويث44ني عليكم وت44دعو لكم مالئكت44ه; ليخ44رجكم من ظلم44ات الجه44ل
والضالل إلى نور اإلسالم ,وكان بالمؤمنين رحيما في الدنيا واآلخ44رة ,ال يع44ذبهم م44ا
داموا مطيعين مخلصين له.
" تحيتهم يوم يلقونه سالم وأعد لهم أجرا كريما "
تحية هؤالء المؤمنين من هللا في الجنة يوم يلقونه سالم ,وأم44ان لهم من ع44ذاب هللا,
وقد أعد لهم ثوابا حسنا ,وهو الجنة.
" يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا "
يا أيها النبي إن4ا أرس4لناك ش4اهدا على أمن4ك ب4إبالغهم الرس44الة ,ومبش44را المؤم44نين
منهم بالرحمة والجنة ,ونذيرا للعصاة والمكذبين من النار,
" وداعيا إلى هللا بإذنه وسراجا منيرا "
وداعيا إلى توحيد هللا وعبادته وح44ده ي44أمره إي44اك ,وس44راجا من44يرا لمن اس44تنار ب44ك,
فأمرك ظاهر فيما جئت به من الحق كالشمس في إشراقها وإضاءتها ,ال يجح44دها إال
معاند.
" وبشر المؤمنين بأن لهم من هللا فضال كبيرا "
وبشر -يا محمد -أهل اإليمان بأن لهم من هللا ثوابا عظيما ,وهو روضات الجنات.
" وال تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على هللا وكفى باهلل وكيال "
وال تط44ع -ي44ا محم44د -ق44ول ك44افر أو من44افق وات44رك أذاهم ,وال يمنع44ك ذل44ك من تبلي44غ
الرسالة ,وثق باهلل في كل أمورك واعتمد عليه; فإنه يكفي4ك م4ا أهم4ك من ك4ل أم4ور
الدنيا واآلخرة.
" يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم
عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميال "
يا أيها الذين صدقوا هللا ورسوله وعملوا بشرعه ,إذا عقدتم على النساء ولم تدخلوا
بهن ثم طلقتم444وهن 4من قب444ل أن تج444امعوهن ,فم444ا لكم عليهن من ع444دة تحص444ونها
عليهن ,فأعطوهن 4من أموالكم متع44ة يتمتعن به44ا بحس44ب الوس44ع ج44برا لخ44واطرهن,
وخلوا سبيلهن مع الستر الجميل ,دون أذى أو ضرر.
" يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك الالتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء
هللا عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خاالتك الالتي هاجرن معك
وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من
دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيال يكون
عليك حرج وكان هللا غفورا رحيما "
يا أيها النبي إنا أبحن4ا ل44ك أزواج44ك الالتي أعطيتهن مه4ورهن ,وأبحن44ا ل44ك م44ا ملكت
يمينك من اإلماء ,مما أنعم هللا به علي44ك ,وأبحن44ا ل44ك ال44زواج من بن44ات عم44ك وبن44ات
عماتك وبن4ات خال4ك وبن4ات خاالت4ك الالتي ه4اجرن مع4ك ,وأبحن4ا ل4ك ام4رأة مؤمن4ة
منحت نفسها لك من غير مهر ,إن كنت تريد الزواج منها خالصة ل44ك ,وليس لغ44يرك
أن ي44444444444444444444444444444444تزوج ام44444444444444444444444444444444رأة بالهب44444444444444444444444444444444ة.
قد علمنا ما أوجبنا على المؤمنين في أزواجهم وإمائهم بأال يتزوجوا إال أربع نسوة,
وما شاؤوا من اإلماء ,واشتراط الولي والمه44ر والش44هود عليهم ,ولكن44ا رحص44نا ل44ك
في ذل44ك ,ووس44عنا علي44ك م44ا لم يوس44ع على غ44يرك; لئال يفي44ق ص44درك في نك44اح من
نكحت من ه444444444444444444444444444444444444444444444ؤالء األص444444444444444444444444444444444444444444444ناف.
وكان هللا غفورا لذنوب عباده المؤمنين ,رحيما بالتوسعة عليهم.
" ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فال جناح
عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن وال يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن وهللا يعلم ما في
قلوبكم وكان هللا عليما حليما "
تؤخر من تشاء من نسائك في القسم في المبيت ,وتض44م إلي4ك من تش44اء منهن ,ومن
طلبت ممن أخرت قسمها ,فال إثم عليك في ه44ذا ,ذل44ك التخي44ير أق44رب إلى أن يف44رحن
وال يحزن ,ويرضين كلهن بما قسمت لهن ,وهللا يعلم ما في قلوب الرج44ال من ميله44ا
إلى بعض النس444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444اء دون بعض.
وكان هللا عليما بما في القلوب ,حليما ال يعجل بالعقوبة على من عصاه.
" ال يحل لك النساء من بعد وال أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إال ما
ملكت يمينك وكان هللا على كل شيء رقيبا "
ال يباح ل4ك النس4اء من بع4د نس4انك الالتي فى عص4متك ,والالتي أبحن4اهن ل4ك (وهن
المذكورات في اآلية السابقة رقم [ ]50من ه44ذه الس44ورة) ,ومن ك44انت في عص44متك
من النساء المذكورات ال يحل لك أن تطلقها مستقبال وت44أتي بغيره44ا ب4دال منه44ا ,ول44و
أعجبك جمالها ,وأما الزيادة على زوجاتك من غير تطليق إح44داهن فال ح44رج علي44ك,
وأم4444444ا م4444444ا ملكت يمين4444444ك من اإلم4444444اء ,فحالل ل4444444ك منهن من ش4444444ئت.
وكان هللا على كل شيء رقيبا ,ال يغيب عنه علم شيء.
" يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوت النبي إال أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين
إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا وال مستأنسين لحديث إن ذلكم كان
يؤذي النبي فيستحيي منكم وهللا ال يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا
فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا
رسول هللا وال أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند هللا عظيما "
يا أيها الذين صدقوا هللا ورسوله وأط44اعوه ال ت44دخلوا بي44وت الن44بي إال بإذن44ه لتن44اول
طع44ام غ44ير منتظ44رين نض44جه ,ولكن إذا دعيتم ف44ادخلوا ,ف44إذا أكلتم فانص44رفوا غ44ير
مستأنس44ين لح44ديث بينكم; ف44إن انتظ44اركم واستئناس44كم ي44ؤذي الن44بي ,فيس44تحيي من
إخراجكم من البيوت مع أن ذلك حق له ,وهللا ال يستحيي من بي44ان الح44ق وإظه44اره.
وإذا سألتم نساء رس44ول هللا ص44لى هللا علي44ه وس44لم حاج44ة من أواني ال44بيت ونحوه44ا
فاسألوهن 4من وراء ستر; ذلكم أطهر لقل44وبكم وقل44وبهن من الخ44واطر ال44تي تع44رض
للرجال في أمر النساء ,وللنساء في أمر الرج44ال; فالرؤي44ة س44بب الفتن44ة ,وم44ا ينبغي
لكم أن تؤذوا رسول هللا ,وال أن تتزوجوا أزواجه من بعد موته أبدا; ألنهن أمه44اتكم,
وال يحل للرجل أن يتزوج أم44ه ,إن أذاكم رس44ول هللا ص44لى هللا علي44ه وس44لم ونك44احكم
أزواج44444444444444444444444444ه من بع44444444444444444444444444ده إثم عظيم عن44444444444444444444444444د هللا.
(وقد امتثلت هذه األمة هذا األمر ,واجتنبت ما نهى هللا عنه منه).
" إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن هللا كان بكل شيء عليما "
إن تظهروا شيئا على ألسنتكم -أيها الناس -مما يؤذي رسول هللا مما نهاكم هللا عنه,
أو تخفوه في نفوسكم ,فإن هللا تعالى يعلم ما في قلوبكم وما أظهرتموه ,وس44يجازيكم
على ذلك.
" ال جناح عليهن في آبائهن وال أبنائهن وال إخوانهن وال أبناء إخوانهن وال أبناء
أخواتهن وال نسائهن وال ما ملكت أيمانهن واتقين هللا إن هللا كان على كل شيء
شهيدا "
ال إثم على النس444اء في ع444دم االحتج444اب من أب444ائهن وأبن444ائهن وإخ444وانهن وأبن444اء
إخوانهن وأبناء أخواتهن والنساء المؤمنات والعبيد الممل44وكين لهن; لش44دة الحاج44ة
اليهم في الخدم4444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444ة.
وخفن هللا -أيتها النساء -أن تتعدين ما ح44د لكن ,فتب44دين من زينتكن م44ا ليس لكن أن
تبدين444444ه ,أو ت444444تركن الحج444444اب أم444444ام من يجب عليكن االحتج444444اب من444444ه.
إن هللا كان على كل شيء شهيدا ,يشهد أعمال العباد ظاهره 4ا 4وباطنه44ا ,وس44يجزيهم
عليها.
" إن هللا ومالئكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
"
إن هللا تعالى يثني على النبي صلى هللا عليه وسلم عند المالئكة المقربين ,ومالئكت44ه
يثنون على النبي ويدعون له ,يا أيها ال44ذين ص44دقوا هللا ورس44وله وعمل44وا بش44رعه,
ص4444444لوا على رس4444444ول هلل ,وس4444444لموا تس4444444ليما ,تحي4444444ة وتعظيم4444444ا ل4444444ه.
وصفة الصالة على النبي ص44لى هللا علي4ه وس4لم ثبتت في الس44نة على أن44واع ,منه44ا:
(اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ,كما صليت على آل إبراهيم ,إنك حميد مجيد,
اللهم ب44ارك على محم44د وعلى آل محم44د ,كم44ا ب44اركت على آل إب44راهيم ,إن44ك حمي44د
مجيد).
" إن الذين يؤذون هللا ورسوله لعنهم هللا في الدنيا واآلخرة وأعد لهم عذابا مهينا
"
إن الذين يؤذون هللا بالشرك أو غيره من المعاص44ي ,وي44ؤذن رس44ول هللا ب44األقوال أو
األفعال ,أبعدهم هللا وطردهم من ك44ل خ44ير في ال44دنيا واآلخ44رة ,وأع44د لهم في اآلخ44رة
عذابا يذلهم ويهينهم.
" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما
مبينا "
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بقول أو فعل من غير ذنب عملوه ,فق44د ارتكب44وا
أفحش الكذب والزور ,وأتوا ذنبا ظاهر القبح مؤديا للعذاب في األخرة.
" يا أيها النبي قل ألزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جالبيبهن
ذلك أدنى أن يعرفن فال يؤذين وكان هللا غفورا رحيما "
يا أيها النبي قل ألزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يرخين على رؤوسهن ووجوههن
من أرديتهن ومالحفهن; لس44تر وج44وههن وص44دورهن ورؤوس44هن; ذل44ك أق44رب أن
يم44444444يزن بالس44444444تر والص44444444يانة ,فال يتع44444444رض لهن بمك44444444روه أو أذى.
وكان هللا غفورا رحيما حيث غفر لكم ما س44لف ,ورحمكم بم44ا أوض44ح لكم من الحالل
والحرام.
" لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك
بهم ثم ال يجاورونك فيها إال قليال "
لئن لم يكف هذين يضمرون الكفر ويظهرون اإليمان والذين في قلوبهم شك وريب44ة,
والذين ينشرون األخبار الكاذبة في مدينة الرسول صلى هللا عليه وسلم عن قبائحهم
وشرورهم ,لنسلطنك عليهم ,ثم ال يسكنون معك فيها إال زمنا قليال.
" ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيال "
مطرودين من رحم44ة هللا ,في أي مك44ان وج44دوا في44ه أس44روا وقتل44وا تق44تيال م44ا دام44وا
مقيمين على النفاق ونشر األخبار الكاذبة بين المسلمين بغرض الفتنة والفساد.
" سنة هللا في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة هللا تبديال "
سنة هللا وطريقته في منافقي األم السابقة أن يؤسروا ويقتلوا أينما ك44انوا ,ولن تج44د
-يا محمد -لطريقة هللا تحويال وال تغييرا.
" يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند هللا وما يدريك لعل الساعة تكون
قريبا "
يس44ألك الن44اس -ي44ا محم44د -عن وقت القيام44ة اس44تبعادا وتك44ذيبا ,ق44ل لهم :إنم44ا علم
الساعة عند هللا ,وما يدريك -يا محمد -لعل زمانها قريب؟ فكل أت قريب.
" إن هللا لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا "
إن هللا طرد الكافرين من رحمته في الدنيا واآلخرة ,وأعد لهم في اآلخرة نارا موق44دة
شديدة الحرارة,
" خالدين فيها أبدا ال يجدون وليا وال نصيرا "
م44اكثين فيه44ا أب44دا ,ال يج44دون ولي44ا يت44والهم وي44دافع عنهم ,وال نص44يرا ينص44رهم,
فيخرجهم من النار.
" يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا هللا وأطعنا الرسول "
ي44وم تقلب وج44وه الك44افرين في الن44ار يقول44ون ن44ادمين متح44يرين :ي44ا ليتن44ا أطعن44ا هللا
وأطعنا رسوله في الدنيا ,فكنا من أهل الجنة.
" وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل "
وقال الكافرون يوم القيامة :ربنا إنا أطعن44ا أئمتن44ا في الض44الل وكبراءن44ا في الش44رك,
فأزالونا عن طريق الهدى واإليمان.
" ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا "
ربنا ع44ذبهم من الع44ذاب مثلي ع44ذابنا ال44ذي تع44ذبنا ب44ه ,واط44ردهم من رحمت44ك ط44ردا
ش44444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444ديدا.
وفي هذا دليل على أن طاعة غير هللا في مخالفة أمره وأمر رس44وله ,موجب44ة لس44خط
هللا وعقابه ,وأن التابع والمتبوع في العذاب مشتركون ,فليحذر المسلم ذلك.
" يا أيها الذين آمنوا ال تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه هللا مما قالوا وكان عند هللا
وجيها "
يا أيها الذين صدقوا هللا واتبعوا رسوله ال تؤذوا رسول هللا بقول أو فعل ,وال تكونوا
أمثال الذين آذوا نبي هللا موسى ,فبرأه هللا مم44ا ق44الوا في44ه من الك44ذب وال44زور ,,ك44ان
عند هللا عظيم القدر والجاه.
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وقولوا قوال سديدا "
ي44ا أيه44ا ال44ذين ص44دقوا هللا واتبع44وا رس44وله ,خ44افوا هللا أن تعص44وه ,فتس44تحقوا ب4ذلك
العقاب ,وقولوا في جميع احوالكم وشؤونكم قوال مستقيما موافقا للصواب خالي44ا من
الكذب والباطل.
" يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع هللا ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
"
إذا اتقيتم هللا وقلتم ق44444وال س44444ديدا أص44444لح هللا لكم أعم44444الكم ,وغف44444ر ذن44444وبكم.
ومن يطع هللا ورسوله فيما أمر ونهى فقد فاز بالكرامة العظمى في الدنيا واآلخرة.
" إنا عرضنا األمانة على السماوات واألرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن
منها وحملها اإلنسان إنه كان ظلوما جهوال "
إن44ا عرض44نا األمان44ة -ال44تي ائتمن هللا عليه44ا المكلفين من امتث44ال األوام44ر واجتن44اب
الن44واهي -على الس44موات واألرض والجب44ال ,ف44أبين أن يحملنه44ا ,وخفن أن ال يقمن
بأدائها ,وحملها اإلنسان والتزم بها على ضعفه ,إنه كان شديد الظلم والجهل لنفسه.
" ليعذب هللا المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب هللا على
المؤمنين والمؤمنات وكان هللا غفورا رحيما "
(وحمل اإلنسان األمانة) ليعذب هللا المنافقين الذين يظهرون اإلسالم ويخفون 4الكف44ر,
والمنافقات ,والمشركين في عبادة هللا غيره ,والمشركات ,ويتوب هللا على المؤمنين
والمؤمن44444444444444ات بس44444444444444تر ذن44444444444444وبهم وت44444444444444رك عق44444444444444ابهم.
وكان هللا غفورا للتائبين من عباده ,رحيما بهم.
:المراجع
كتاب البطاقات لياسر راضي
تفسير السعدي
.كتاب تفسير الوسيط لسيد طنطاوي