Professional Documents
Culture Documents
مذكرات قاعة بحث كاملة
مذكرات قاعة بحث كاملة
مذكرات قاعة بحث كاملة
احلمد هلل وكفى ،والصالة والسالم على النيب املصطفى ،وعلى آله ومن بنهجه اقتدى .
أما بعد :
فاعلمي طالبيت احلبيبة – وفقين اهلل وإياك ملا حيب ويرضى-
أن أهل العلم يذكرون عشرة مبادئ تعترب أساسية ملعرفة أي علم ،وقد نظمها حممد بن علي الصبّان ( ت
1206هـ ) ،حيث قال:
احلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُّـد واملوضـ ـ ـ ـ ـ ــوعُ مث الثَّمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة إن مبـ ـ ـ ــادئ كـ ـ ِّـل فـ ـ ـ ٍن َع َشـ ـ ـ ـ ـ َـرة
َّ
الشارع
ِ وحكم
ُ واالستمداد
ُ واالسم
ُ وفـضـلـ ــه ون ـس ـب ـ ـ ــه والــواض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـع
()1
بالعض اكتفى ومـ ـ ــن درى اجلمي ـ ـ ـ ــع ح ــاز الشـ ــرف ـ ــا ِ والبعض
ُ مسائل
ٌ
وبتطبيق هذا الكالم على علم أصول الفقه نستطيع أن نلم به إملاماً جيداً .
معنوي حسي
كقوهلم احلقيقة أصل اجملاز كطالقهم األصل على أساس البيت
وعلى أساس الشجرة
نوعه الدليل
إمجايل كلي النهي يفيد الفساد
تفصيلي جزئي يف حكم امليتة و...ـ حرمت عليكم امليتة والدم وحلم اخلنزير...
كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ...ـ تفصيلي جزئي يف حكم الصيام
إمجايل كلي األمر بعد احلظر لإلباحة
االعتبار الثاني :تعريف أصول الفقه باعتباره لقبًا أي عل ًما على هذا الفن
فاإلمجالية قيد ثان خيرج به علم الفقه وعلم الخالف ؛ ألن األدلة فيها تفصيلية.
كيفية استفادة األحكام منها :أي معرفة وجوه استنباط األحكام الشرعية من األدلة .
وحال المستفيد :أي معرفة حال املستنبط لتلك األحكام واملراد به المجتهد .
لقبا
مركبا وباعتباره ً
ً الفرق بين تعريف أصول الفقه باعتباره P
أنــه باعتبــاره جزئيــه مــركب ينظــر حلال اجلزئني كمــا يف قــول عيســى عليــه الســالم ":إين عبــد اهلل " -1
فإنه مركب فينظر لكلمة ( عبد ) ،وكلمة لفظ اجلاللة ( اهلل ).
أنه باعتبار جزئيه خيتص بأدلة الفقه فقط ،أما باعتباره لقب فسوف يشمل -2
أ /األدلة ،ب /كيفية االستفادة من هذه األدلة ،جـ /حال املستفيد (أي اجملتهد) .
فتعريف أصول الفقه باعتباره لقبًا أعم من تعريفه باعتباره مركبًا ،حيث مشل بعتباره لقبًــا مجيـع مبــاحث علم أصــول
الفقه .
المبدأ الثالث :موضوع أصول الفقه:
علم أصول الفقه من العلوم الشرعية اليت تعرف بعلوم اآللة ،أي أنه آلــة لتعلم غريه ،وه ـ ــو الفقه ،فهــو للفقــه ومســائله
كعلم املصطلح للحديث وعلوم القرآن للتفسير .
قبل الحديث عن الواضع نذكر نبذة مختصرة عن نشأة علم أصول الفقه وأسباب تدوينه .
ك ـ ـ ــان املس ــلمون األوائ ـ ـ ــل يف عه ــد الرس ـ ـ ـ ــول rيتلق ــون األحك ــام بواسطـ ــة م ــا ي ــوحى إىل النيب rس ـ ـ ــواء ك ـ ــان •
قـ ـ ـ ـ ــرآن –وه و األص ل األول من أص ول الفقه -أو س ــنته القولي ــة والفعلي ــة – المص در الث اني من مص ادر
أصول الفقه-
مع أن عهد الرسول rعهد نزول الوحي إال أنه كان يعلم الصحابة االجتهاد يف معرفــة أحكــام الشــرع فيمــا مل •
يرد فيه نص ومثال ذلك قصة معاذ . t
ليس هــذا فحســب بــل إن الرســول اســتعمل األســاليب القياسية كمــا يف حــديث ابن عبــاس قــال جــاء رجــل •
–ويف روايــة امــرأة -إىل النــيب rفقــال :يــا رســول اهلل إن أمي مــاتت وعليهــا صــوم أفاقضــيه عنهــا؟ قــال :لــو كــان
على أمك دين أكنت قاضيه؟ قال:نعم .قال :فدين اهلل أحق أن يقضى"
فقاس rحقوق اهلل على حقوق العباد يف وجوب قضاء الدين.
عظيمـا فقبلت وأنـا صـائم .قـال:
وكما يف حديث عمر بن اخلطاب قلت :يا رسول اهلل صـنعت اليـوم أم ًـرا ً
أرأيت لو متضمضت من املاء وأنت صائم؟
فقاس rقبلة الصائم على المضمضة يف أهنا مقدمة للفظر ولكنها ال تُفطر.
إذاً نستطيع القول بأن القواعد األصولية كانت موجودة في الذهن ولكن لم يكن هناك حاجة لتدوينها في
هذا العهد
_____________________
أصول الفقه في عهد الصحابة
بعد انتقال النـيب rإىل الرفيـق األعلى كـان الصـحابة يسـتنبطون األحكـام من الكتـاب والسـنة وهـذان املصـدران العمـدة يف
التشــريع ،والقــرآن نــزل باللغــة العربيــة والســنة كــذلك ،والصــحابة yعــرب لــذلك كــان لــديهم القــدرة على االســتنباط
،أضف إىل ذلك مصاحبتهم للنيب rففهموا وعقلوا املقاصد الشرعية .
إذاً نستطيع القول بأن القواعد األصولية كانت موجودة في الذهن ولكن لم يكن هناك حاجة لتدوينها في
هذا العهد
___________________
أصول الفقه في عهد التابعين
كان التابعون – رضوان هللا عليهم -يستنبطون األحكام من الكتاب والسنة ،ولم يكونوا بحاجة إلى التدوين ؛ وذلك :
بعد انقضاء عهد الصحابة واتساع رقعة الدولـة اإلسـالمية خصوصـاً يف عصـر الدولـة العباسـية اختلطت األمـة العربيـة بغـري
العرب (العجم) فأدى ذلك لضعف اللسان العريب ،إضافة إىل بعد العهد برواة األحاديث ،وكثرة اخلالف بني اجملتهــدين
وتنوع طرق استنباطهم واجتهادهم من ذلك ظهور مدرسيت احلديث والـرأي ،فسـلك كـل جمتهـد طريقـة الجتهـاده ،يف
ذلك الوقت بعث عبد الرحمن بن مهدي إىل اإلمام الشافعي يطلب منه أن يكتب له قواعد يستفيد منها يف االســتنباط
فأول مصنف في أصول الفقه هو كتاب الرسالة لإلمام محمد بن إدريس الشافعي (ت204:ه) .
يذكر المؤرخين لعلم أصول الفقه أن اإلمام الشافعي ألف كتاب الرسالة مرتين :
عندما انتقل إىل مصر ألف عندما كان يف العراق ،وتسمى هذه الرسالة
وهي اليت بني أيدينا اليوم . ال يوجد منها شيء إال نقول عند بعض العلماء .
األوىل يف مكة
يُعد أول كتاب يف أصول الفقه للحنابلة ،حرص القاضي يف هذا الكتاب على إبراز أراء احلنابلة األصولية ومقارنتها
باراء األصوليني .
مصدر ا مهم لكتب احلنابلة اليت جاءت من بعده ،كالتمهيد لأليب اخلطاب ،والواضح البن العقيل ،
ً ويعد هذا الكتاب
واملسودة آلل بن تيمية ،وروضة الناظر البن قدامة .
ميكن تلخيص أمهيته :
أول كتاب شامل آلراء الحنابلة األصولية . -1
يستمد أمهيته من قيمة مصنفه فإن القاضي أبا يعلى معظم عند احلنابلة ،فإذا اطلقوا لفظ القاضي يف -2
كتبهم األصولية والفقهية فهو املراد.
- 4إحكام الفصول في أحكام األصول ،ألبي الوليد سليمان بن خلف الباجي (ت474:هـ)
كان الباجي فقيها أصوليا ،وظهر هذا يف كتابه .عُين بإبراز آراء المالكية ومقارنتها باملذاهب األخرى وال سيما
الحنفية والشافعية ،أما الحنابلة فكان ال يتعرض هلم إال قليالً.
من مميزات هذا الكتاب :
يذكر آراء المالكية األصولية وخاصة أقوال المتقدمين منهم. -1
خلوه من املسائل الكالمية ،ولعلى هذا بسبب هذا انشغاله بالفقه . -2
وأليب الوليد كتب أخر يف األصول هو :اإلشارات في أصول الفقه.
- 5التبصرة في أصول الفقه ،ألبي إسحاق الشيرازي (ت476:هـ)
شيخ أبو الوليد الباجي ،ويعترب الشريازي شيخ الشافعية يف زمانه بال منازع .
يعد كتاب التبصرة كتاب خالف يف األصول .
طريقته فيه -1 :يذكر عنوان المسألة .
-7البرهان في أصول الفقه ،ألبي المعالي عبد الملك بن عبد اهلل بن يوسف الجويني (ت478:هـ)
وهذا الكتاب اعتربه ابن خلدون يف مقدمته من أركان علم أصول الفقه .
وقال السبكي يف طبقات الشافعية عنه :من مفتخرات الشافعية .
ومتيز اجلويين يف كتابه هذا باستقالله يف اختيار آراءه ،فنجده خيالف الشافعي وشيخه الباقالين .
ومن شروحه :
-)1إيضاح احملصول من برهان األصول ،أليب عبد اهلل حممد املازري املالكي (ت:ـ536هـ)
-)2التحقيق والبيان يف شرح الربهان ،أليب احلسن علي بن سليمان األبياري املالكي (ت617:هـ)
يُالحظ أن الذين شرحوا كتاب " البرهان " من المالكية ،عللي ذلك ؟
أن أبا املعايل شدد على املالكية يف مسألة إمجاع أهل املدينة ومسألة املصلحة املرسلة ،فتشتغلوا يف شرحه ()1
من باب الرد عليه .
وقيل :إن الشافعية اشتغلوا بكتب تلميذه أيب حامد الغزايل. ()2
وللجويني كتاب آخر في أصول الفقه :التلخيص يف أصول الفقه ،خلص فيه أراء شيخه الباقالين.
وله كتاب :الورقات يف أصول الفقه ،وهذا الكتاب وضع له القبول حىت بلغت األعمال عليه أكثر من ستني
عمالً.
-7قواطع األدلة في أصول الفقه ،ألبي المظفر السمعاني (ت459:هـ)
وهو من أحسن كتب األصول ،قال عنه ابن السبكي :ال أعرف كتاب يف أصول الفقه أحسن من كتاب القواطع
وال أمجع منه .
-9المستصفى من علم األصول ،ألبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي (ت505:هـ)
ألبي العباس أحمد بن إدريس القرافي (ت: لمحمد بن محمود األصفهاني الشافعي (ت653:ه)
684ه)
-11اإلحكام في أصول األحكام ،ألبي الحسن علي بن أبي الحسن التغلبي وقيل الثعلبي.
وال يوجد له شرح ،ولكن هناك تعليقات نفيسة ألحد املعاصرين ،وهو :الشيخ عبد الرزاق عفيفي .وقام عامل
كبري من علماء املالكية باختصار اإلحكام لآلمدي وهو :أبو عمرو عثمان بن عمر ابن الحاجب (ت)646:
وعلى املوىل األدىن (وهم :الذين أعتقهم الموصي املوىل األعلى ( وهم :الذين أعتقوا الموصي )
)
ويشرتط لصحة الوصية أن يكون املوصى له معني ،وفوات الشرط يرتتب عليه فوات املشروط ،فتكون الوصية حينئذ
باطلة.
ففهم احلنفية من القول بالبطالن أن كل لفظ وضع ألكثر من معىن – ويسمى اللفظ املشرتك -ال ميكن أن يُراد منه
كل املعاين املوضوعة له ،فوضعوا القاعدة األصولية " :المشترك ال عموم له " .
ولكنهم بعد أن قرروا هذه القاعدة اصطدموا بفرع فقهي ال ينطبق على هذه القاعدة ،وهو ما نقل عن أئمتهم فما لو
قال رجل آلخر واهلل ال أكلم مواليك
وعند ذلك يُعيد احلنفية تشكيل القاعدة األصولية مبا يوافق هذا الفرع " املشرتك ال عموم له إال إذا وقع بعد النفي "
أيضا إقامة األدلة والرباهني على صحة القاعدة ودفع االعرتاضات الواردة
من ميزات طريقة احلنفية ً -2
عنها.
أهنم ال يكثروا من املسائل الكالمية وال من األدلة العقلية ،وال من املناقشات اجلدلية اليت حصلت -3
ألصحاب الطريقة األوىل .
من الكتب المصنفة على طريقة الحنفية:
- 1الفصول في األصول ( الفصول في األصول ) ,ألبي بكر أحمد الجصاص ,ت
370هـ .
ويعترب هذا الكتاب أول كتاب جامع لعدد من مسائل أصول فقه احلنفية ،وأما قبله فقد كان حلنفية مصنفات يف بعض
املسائل األصولية كإثبات خرب الواحد والقياس.
وقد ألف اجلصاص هذا الكتاب ليكون مقدمة لكتاب له آخر وهو :أحكام القرآن
وذلك ألن علم أصول الفقه له أثر كبري يف فهم القرآن ومعرفة معانيه .
كثرة االستشهاد باآليات واألحاديث وتطبيق القواعد األصولية عليها . -1
وهذه امليزة يفتقدها الكثري من الكتب األصولية .
يتضمن هذا الكتاب اآلراء األصولية لعلماء احلنفية املتقدمني. -2
إال أن اجلصاص – رمحه اهلل– يؤخذ عليه شدته مع املخالفني وال سيما الشافعي.
- 2كنز الوصول إلى معرفة األصول ,لفخر اإلسالم علي البزدوي ,ت 482هـ .
وفخر اإلسالم البزدوي جاء يف ترمجته أنه إمام الدنيا يف األصول .
وفخر اإلسالم مشهور عند احلنفية بكنيته بأبي العسر ؛ لصعوبة مصنفاته ،وله أخ مشهور بأبي اليسر ؛ ألن مصنفاته
كانت سهلة ،وأليب اليسر مصنف يف األصول ،وهو :معرفة الحجج الشرعية
وكتاب فخر اإلسالم البزدوي ( كنز الوصول ) عليه شروح كثرية من أشهرها :كشف األسرار لعبد العزيز البخاري
(ت730:ه) ،وهو كتاب نفيس كامسه .
وقد ألف السرخسي هذا الكتاب ليكون مقدمة لكتاب له يف الفقه هو المبسوط.
وقد استمد السرخسي كتابه هذا من كتاب آخر عند احلنفية هو تقويم األدلة ،فإذا قال السرخسي يف أصوله " قال
بعض املتأخرين " يقصد به أبو زيد الدبوسي .
وكتاب املبسوط مع جاللته إال أنه يفتقر إىل شيء من التنظيم والرتتيب ،وقد حقق يف رسائل دكتوراه يف جامعة أم
القرى.ـ
- 3ميزان األصول في نتائج العقول ،ألبي بكر محمد بن أحمد السمرقندي (ت539:ه)
ويالحظ على هذا الكتاب قلة استدالله بالفروع الفقهية املروية عن أئمة احلنفية على خالف ما عليه أكثر كتب احلنفية
،وهذا الكتاب يعترب مرجع آلراء املاتريدية األصولية وشيوخ مسرقند من احلنفية .
وهو منت خمتصر ال خيلو من الصعوبة ؛ وهلذا كثرة الشروح عليه ،ومن شروحه :
ويسميه العلماء الكشف الصغير للتفرقة بينه وبني الكشف الكبير للبخاري شارح أصول البزدوي
ِ
وجدت يف كتب احلنفية :قاله يف الشرح الكبري فاملقصود به شرح البخاري على البزدوي فإذا
-1بديع النظام اجلامع بني أصول البزدي واإلحكام ,أحمد بن علي الحنفي الشهير بابن الساعاتي ,ت
694هـ ،وهو أول من كتب على هذه الطريقة .
-2تنقيح األصول ,لصدر الشريعة الحنفي ,ت 747هـ ,مجعه مؤلفه من أصول البزدوي ،وحمصول الرازي،
وخمتصر ابن احلاجب.
وقد شرح هذا الكتاب – أي تنقيح األصول – مصنفه صدر الشريعة يف كتاب آخر :التوضيح في شرح غوامض
التنقيح
مث جاء مسعود بن عمر التفتازاني الشافعي وشرح التوضيح يف كتاب امسه :التلويح إلى كشف حقائق التنقيح
-3مجع اجلوامع ,لعبد الوهاب السبكي الشافعي ,ت771هـ ,مجعه مؤلفه من زهاء مئة كتاب ,وهو أشهر
املتون األصولية املؤلفة على هذه الطريقة .
كتاب مقاصد الشريعة حملمد بن الطاهر بن عاشور (مالكي معاصر ،ت1393 :هـ ) . -7
يوجد يف هذا الكتاب أراء كثري من األصوليني الذين فقدت كتبهم أو مل يصنفوا يف أصول الفقه .
التحبير في شرح التحرير أليب حسن علي بن سليمان املرداوي . -2
فاملرداوي صنف أوالً التحرير يف أصول الفقه ،مث شرحه يف التحبري .
مث جاء عامل من علماء احلنابلة وهو الفتوحي اختصر التحرير يف كتاب مختصر التحبير مث شرح خمتصره يف كتاب
الكوكب المنير.