1 PB

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188

‫التوزيع المجالي للوظائف الترابية المهيكلة وأثره على تشكيل‬


‫وتطويرالمجموعةالناضورية‬
.‫ وإطار عالي بمفتشية التعمير وإعداد التراب‬،‫ باحث في جغرافية التهيئة ونظم المعلومات الجغرافية‬:‫بالل بوجي‬
.‫ كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بوجدة‬،‫ أستاذ التعليم العالي‬:‫هرو عزي‬
.‫ كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بوجدة‬،‫اإلعداد والتنمية الجهوية‬:‫مختبر البحث دينامية األوساط الجافة‬
b.bougi@ump.ac.ma&azzihrou@yahoo.fr

‫ تطورا مهما على مستوى الوظائف الترابية‬،‫ منذ الفترة االستعمارية‬،‫عرفت مدينة الناضور والمجاالت المحيطة بها‬:‫ملخص‬
‫ وإنما شمل أيضا توزيعها المجاليالذي استهدف العديد من‬،‫ إذ لم يقتصر هذا التطور على ازدياد عددهافحسب‬،‫المهيكلة‬
‫تبلور من خالل وجود عالقات وظيفية متبادلة بين هذين المجالين‬،‫ تكامل وظيفي‬،‫ ليتشكل على أساس ذلك‬،‫المناطقالمحيطة‬
‫ تم في مطلع الستينيات إصدار ظهير‬،‫ وحتى يتم التحكم أكثر في التنظيم المجالي‬.‫أي بين مدينة الناضور ومحيطها الجغرافي‬
‫ إنجاز المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية للناضور؛ بحيث‬1985 ‫ ليتم في سنة‬،‫شريف يهدف إلى تشكيل مجموعة عمرانية‬
،‫تم األخذ في الحسبان عند تحديد مدار المجموعة الناضورية التوزيع المجالي للوظائف المهيكلة التي كانت موجودة آنذاك‬
‫ الذي احتوته الدراسة‬،‫مراعاة التمدد المجالي الذي عرفه هذا التوزيع أثناء تحديد المدار الجديد لهذه المجموعة‬،‫وقد تم كذلك‬
‫ يكون لهذه‬،‫هكذا إذن‬.)2019( ‫المتعلقة بإنجاز المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية الجديد للناضور الموجود قيد المصادقة‬
‫ الهادفة إلى‬،‫التصاميم‬/‫ دور مهم في صياغة المخططات‬-‫سواء الموجودةأو التي يتم برمجتها‬- ‫الوظائف ولتوزيعها الجغرافي‬
.‫تحقيق التنمية المجالية بأبعادها المتعددة‬
.‫ مجموعة ناضورية‬- ‫مخطط توجيهي للتهيئة العمرانية‬- ‫آثار‬- ‫ توزيع مجالي‬- ‫وظائف ترابية مهيكلة‬:‫الكلمات المفاتيح‬

LA RÉPARTITION SPATIALEDES FONCTIONS TERRITORIALES


STRUCTURANTES ET SON IMPACT SUR LA FORMATION ET LE
DÉVELOPPEMENT DU GROUPEMENT DE NADOR

Bilal BOUGI: Chercheurengéographie de l’aménagement et SIG& Cadre sup. à IUAAT


Hrou AZZI: PES, FLSH d’Oujda
Laboratoire de recherche DYMADER,FLSH d’Oujda
Résumé:La ville de Nador et les espaces environnants, ont connu depuis la période coloniale
un développement important au niveau des fonctions territoriales structurantes. Ce
développement ne s'est pas limité uniquement à leur nombre, mais, également, à leur
distribution sur denombreux espaces, ce qui s’est traduit par l’organisation de relations
fonctionnelles (intégration fonctionnelle) entre les différentes unités de cet ensemble (Nador
et son environnement géographique). Afin de mieux maîtriser l'organisation spatiale, l’idée de
la nécessité de former un groupement d’urbanisme a fait son apparitionau début des années
soixante, mais le périmètre de ce cadre, n’a été délimité que lors de l’élaboration du SDAU de
Nador en 1985.
La détermination de ce périmètre a été cadrée à la fois par la répartition des fonctions
structurantes déjà existantes, et leur expansion spatiale, chose qui a été reprise en
considération par l’étude relative à la réalisation du nouveau SDAU (en cours d’homologation
2019).Par conséquent, ces fonctions structurantes - qu’elles soient réalisées ou programmées -
et leur répartition géographique jouent un rôle important dans la formulation des
schémas/plans, dans une perspective de réaliser un développement spatial dans ses multiples
dimensions.

1
Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188

Mots clés: fonctions structurantes – répartitionspatiale – impacts – SDAU – groupement de


Nador.

Abstract: The city of Nador and the surrounding areas have


experiencedsignificantdevelopmentsince the colonial period in terms of structuring territorial
functions. This developmentwas not limitedonly to theirnumber, but also to
theirapportionment over manyspaces, whichresulted in the organization of
functionalrelationships (functionalintegration) between the differentunits of this set (Nador
and itsgeographicalenvironment). In order to better control the spatial organization, the need
to form an urban planning group appeared in the early sixties, but the perimeter of
thisframeworkwasonlydelimitedduring the elaborationof the Master Plan for Urban Planingof
1985 (Nador).
The determination of thisperimeterwasframed at a time by the apportionment of the
existingstructuringfunctions, and their spatial expansion, whichwastakenintoconsideration by
the studyrelated to the realization of the new MPUP (SDAU) (approval process in 2019).
Consequently, thesestructuringfunctions -whetheralreadyexisting or programmed- and
theirgeographicalapportionmentplay an important role in the establishment of schemes/plans,
in order toachievingthe spatial development in its multiple dimensions.
Keywords:structuringfunctions - spatial apportionment - impacts - MPUP - Nador grouping.

2
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫مقدمة‬

‫يشكل التنظيم المجالي إحدى الركائز األساسية للبرامج الحكومية لمختلف دول العالم‪ ،‬ألنه من خالل إقرار سياسة‬
‫مجالية ناجعة يمكن تفعيل مختلف المخططات المجالية‪ ،‬التي تنعكس آثارها إيجابا على التنمية بمفهومها الشمولي‪ .‬ومن أهم‬
‫هذه اآلثار‪ ،‬تقليص الفوارق المجالية بين المناطق‪ ،‬وخاصة بين األقطاب على مستوى البلد‪ ،‬وبين األوساط الحضرية‬
‫والقروية على مستوى القطب الواحد‪ ،‬مما يسمح بالتالي بخلق نوع من العدالة المجالية؛ يطبعها التضامن والتكامل بين‬
‫المجاالت عوض الهيمنة المطلقة لمجال ما على حساب باقي المجاالت األخرى‪.‬‬
‫وانسجاما مع هذا الطرح‪ ،‬يكتسي التوزيع المجالي للوظائف الترابية المهيكلة أهمية بالغة في الهيكلة المجالية ومن ثم‬
‫في إعادة تشكيل المجاالت‪ ،‬وخاصة بين المدن‪/‬الحواضر الكبرى ومحيطها الجغرافي الذي غالبا ما يتكون من مجاالت‬
‫حضرية وأخرى قروية‪.‬وتتبلور فاعلية هذه الهيكلة أساسا من خالل إعادة توزيع السكان واألنشطة‪ ،‬وفي إفراز تراتبية‬
‫حضرية جهوية‪/‬محلية تسهل الحياة اليومية سواء على المؤسسات من حيث التدبير المجالي‪ ،‬أو على األفراد على مستوى‬
‫االستفادة من مختلف األنشطة والخدمات‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬ستعالج هذه الورقة البحثية‪ ،‬التطور الذي شهده توزيع الوظائف الترابية المهيكلة بمدينة الناضور‬
‫ومحيطها الجغرافي منذ فترة الحماية اإلسبانية (‪ )1908‬إلى غاية سنة ‪ ،2015‬الشيء الذي سيسمح باستنتاج مدى‬
‫التنوع الذي شهده هذا التوزيع بهذه المناطق‪ ،‬ومن ثم إبراز مدى تأثيره في تحديد مدار المجموعة الناضورية في سنتي‬
‫‪ 1985‬و‪ 2009‬أثناء الشروع في تغطيتها بالمخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية (‪ ،)2005-1985‬ومشروع المخطط‬
‫التوجيهي الجديد الموجود قيد المصادقة (‪ .)2019‬وأخيرا‪ ،‬ستسعى إلىتقديم مجموعة من التوصيات التي هي عبارة عن‬
‫استنتاجات من شأنها الرقي بالمستوى التنموي بهذه المجموعة؛ حتى تتعزز تنافسيتها على المستويين الوطني وحوض‬
‫األبيض المتوسط‪.‬‬

‫‪ .1‬عرف توزيع الوظائف الترابية المهيكلة تطورا مطردا منذ فترة الحماية اإلسبانية (‪)1908‬‬

‫ي من الوظائف الترابية المهيكلة؛ بحيث كان‬ ‫لم يكن يتوطن بمجال الدراسة قبل فترة الحماية اإلسبانية (‪ ،)1908‬أ ّ‬
‫النشاط االقتصادي الوحيد يتمحور ‪-‬تقريبا‪ -‬حول النشاط الفالحي التقليدي‪ ،‬كما كان التنظيم القبلي هو أساس تنظيم الحياة‬
‫اليومية بعيدا عن الخدمات العصرية المرتبطة بوجود المؤسسات‪ .‬غير أن األمور تغيرت مع بداية االستيطان العسكري‬
‫بالمنطقة وبعد االستقالل ؛ إذ ظهرت مجموعة من هذه الوظائف سواء بمدينة الناضور أو بمحيطها الجغرافي‪.‬‬

‫‪ .1.1‬الوظائف المهيكلة التي برزت بمدينة الناضور وبالمناطق المحيطة بها إلى غاية سنة ‪1985‬‬

‫لقد تركزت بمدينة الناضور وبالمجاالت المحيطة بها إلى حدود سنة ‪ 1985‬وظائف مهيكلة (الخريطة ‪،)1‬‬
‫استطاعت أن تساهم وبقوة في تنظيم المجال المحلي‪ ،‬ويعد محور الناضور‪-‬الزغنغان‪ ،‬سباقا الحتوائه بعضا من هذه‬
‫الوظائف؛ حيث شهد تمركزا للخدمات اإلدارية واالجتماعية وللتجهيزات األساسية‪ ،‬تمثلت في وجود ‪ 38‬مؤسسة تعليمية من‬
‫أصل ‪ 44‬مؤسسة (الناضور ومراكزها التوابع) أي ما يعادل ‪ ،%86,3‬ومما زاد من أهمية هذا التمركز‪ ،‬وجود ‪10‬‬
‫مؤسسات للتعليم اإلعدادي‪ -‬الثانوي‪ ،‬ومؤسستين خصوصيتين‪ ،‬ومؤسستين للتكوين المهني‪ ،‬فيما لم تكن بالمراكز األخرى‬
‫(بني أنصار وسلوان والعروي) سوى مؤسسات للتعليم االبتدائي (مؤسستان بكل من بني أنصار وسلوان ومؤسسة واحدة‬
‫بالعروي)‪ ،‬باستثناء مركز العروي الذي كان يضم مؤسسة واحدة للتعليم اإلعدادي‪-‬الثانوي‪ .‬هذا عالوة على تمركز الخدمات‬
‫الطبية بهذا المحور؛ إذ كان يضم مركزا استشفائيا (مستشفى الحسني ‪ 287‬سريرا)‪ ،‬ومصحة واحدة (أقل من ‪ 100‬سرير)‪،‬‬
‫وثالثة مراكز صحية‪ ،‬في حين كانت المراكز التوابع تضم مستوصفا واحدا لكل منها (مقابل ‪ 3‬مستوصفات لمحور‬
‫الناضور‪-‬الزغنغان)‪.‬‬

‫إلى جانب الخدمات االجتماعية‪ ،‬كان محور الناضور‪-‬الزغنغان (وال سيما مدينة الناضور) مكانا لتمركز الخدمات‬
‫اإلدارية‪ ،‬وما زال إلى يومنا هذا‪ ،‬وكان لخدمة البريد دور كبير في استقطاب السكان خاصة أسر العمال المهاجرين‪،‬‬
‫باعتبارها كانت الوسيلة الوحيدة إلرسال التحويالت المالية؛ بحيث كانت توجد بهذا المحور ‪ 3‬مراكز للبريد‪ ،‬ومركز واحد‬
‫بكل من بني أنصار وسلوان والعروي‪ ،‬وينضاف إلى خدمة البريد أهمية المؤسسات البنكية التي كانت متمركزة بالناضور‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫هذا باإلضافة إلى مرافق سوسيو‪-‬تربوية أهمها مركزان رياضيان ودارا للشباب ومركز سوسيو‪-‬ثقافي‪ ،‬كما كان مركزا‬
‫سلوان والعروي يتوفران على مركز سوسيو‪-‬ثقافي بكل منهما‪.‬‬

‫بنا ًء على ما تقدم‪ ،‬يظهر أن محور الناضور‪-‬الزغنغان كان يلعب دورا مهما في أداء الوظيفة اإلدارية والخدماتية‪،‬‬
‫ليس فقط لساكنته وإنما كذلك لساكنة المناطق المحيطة به‪ ،‬كما كان مركزا تجاريا مهما؛ حيث كان يضم سوقا أسبوعية‬
‫بالزغنغان وسوق الجمعة بالناضور‪ ،‬وسوقا حضرية بالناضور التي تم تعويضها في ما بعد بالمركب التجاري‪ ،‬هذا‬
‫باإلضافة إلى عدد مهم من المحالت التجارية (القيسارية)‪.‬‬

‫الخريطة ‪ :1‬توطين أهم األنشطة والخدمات بمجال الدراسة إلى غاية سنة ‪1985‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫وفي المقابل‪ ،‬بدأت تبرز وظائف مهيكلة جديدة بالمجاالت المحيطة بهذا المحور ‪-‬إلى جانب تلك التي كانت موجودة‬
‫به سابقا (الوظيفة المنجمية بإكسان والفالحية بالگارت) ‪ ،-‬مما ساهم في تقوية جاذبيتها من جهة‪ ،‬وتعريز الترابط بينها وبين‬
‫محور الناضور‪-‬الزغنغان من جهة أخرى‪.‬‬

‫ومن أهم هذه الوظائف تطور الوظيفة الفالحية بسهل بوعرگ (ضاحية مدينة الناضور)‪ ،‬عبر القيام بأشغال التهيئة‬
‫الهيدروزراعية التي استهدفت ربط أجزاء واسعة من أراضي هذا السهل بمياه سد محمد الخامس (سنة ‪ ،)1974‬األمر الذي‬
‫ساهم في تموين السوق المحلية بالمنتجات الفالحية‪ ،‬وتحسين الوضعية االقتصادية واالجتماعية لبعض الفئات‪ ،‬هذا إلى‬
‫جانب استمرار االستغالل الفالحي بسهل الگارت باألسلوب الذي كان سائدا خالل الفترة االستعمارية‪ ،‬المتمثل في استغالل‬
‫مياه الفرشة الباطنية‪.‬‬

‫أما جبال بني بويفرور (ضاحية الزغنغان)‪ ،‬فقد حافظت على وظيفتها المنجمية التي ظهرت في العشرية األولى من‬
‫القرن ‪ 20‬على يد السلطات االستعمارية اإلسبانية‪ ،‬وذلك بواسطة تأميم استغالل مناجم بني بويفرور أواخر الستينيات‬
‫(شركة "‪ ،)"SEFIRIF‬ليكون قطاع المناجم أحد أهم القطاعات االقتصادية بالمنطقة خالل هذه الفترة‪.‬‬

‫كما استطاع مركز بني أنصار بفضل الميناء الذي أحدث به أواخر السبعينيات‪ ،‬من احتضان وظيفة الصيد البحري‬
‫العصري إلى جانب الوظيفة المالحية‪ ،‬هذا إلى جانب احتضان بحيرة مارتشيكا لشركة لتربية األحياء البحرية‬
‫(‪ )MAROST‬منذ ‪ 1985‬التي ساهمت في تطوير الصيد البحري وصناعته بالمنطقة‪ ،‬كما يكتسي هذا المركز أهمية كبرى‬
‫على مستوى نشاط التهريب المعيشي؛ لكونه يشكل نقطة عبور بينه وبينمليلية المحتلة ‪-‬باإلضافة إلى معابر فرخانة‪ -‬التي‬
‫تتدفق منها السلع المهربة بكميات كبيرة‪.‬‬

‫أما المنطقة الواقعة بين سلوان والعروي‪ ،‬فقد احتضنت في سنة ‪ 1974‬مركبا للحديد والصلب (‪ )SONASID‬الذي‬
‫شكل الحجر األساس للتطور الذي شهدته الوظيفة الصناعية بعد سنة ‪ 1986‬بالمحيط الجغرافي لمدينة الناضور (سلوان)‪،‬‬
‫هذا إلى جانب المنطقة الصناعية ببني أنصار التابعة لميناء بني أنصار الذي أنجز في سنة ‪.1982‬‬

‫كما شكلت األسواق األسبوعية بالزغنغان والعروي وسلوان وبني شيكر وقرية أركمان ومناطق قروية أخرى‪،‬‬
‫إحدى الوظائف المهيكلة التي توطنت بمحيط مدينة الناضور قبل سنة ‪ ،1985‬إذ باإلضافة إلى أهميتها التجارية وإنعاشها‬
‫لميزانيات الجماعات المحلية‪ ،‬ساهمت كذلك في تنظيم المجاالت الجغرافية المحيطة بها‪ ،‬ال سيما على مستوى استقطاب‬
‫القرويين الذين كانوا يعانون من العزلة بمقراتهم األصلية‪.‬‬

‫‪ . 2.1‬التوجهات الكبرى للمخطط التوجيهي لتهيئة المجموعة الحضرية للناضور (‪ ،)2005-1985‬ومدى مساهمتها في‬
‫تقوية التكامل الوظيفي بين مدينة الناضور والمجاالت المحيطة بها‬

‫إذا كان المخطط التوجيهي للناضور (‪ )2005-1985‬قد أعطى من خالل توجهاته الكبرى اهتماما واسعا لألنسجة‬
‫الحضرية للمراكز الواقعة داخل مدار المجموعة الناضورية‪ ،‬فإنه حدد كذلك توجهات همت تقوية التكامل الوظيفي بين‬
‫مدينة الناضور والمجاالت لمحيطة بها‪.‬‬

‫ومن أهم التوجهات التي همت محور الناضور‪-‬الزغنغان‪ ،‬ال رفع من مستوى التأهيل الحضري عبر تسطير مجموعة‬
‫من البرامج التخطيطية التي استهدفت مختلف التجهيزات والمرافق؛ باعتبار هذا المحور شهد فوضى عارمة في توسعه‬
‫العمراني بسبب الضغط الذي مورس عليه في ظرف وجيز‪ ،‬كما تم االحتفاظ به ‪-‬أي هذا المحور‪ -‬ليكون قطبا خدماتيا وفي‬
‫ذات الوقت سكنيا؛ حيث تم برمجة إحداث مرافق إدارية واجتماعية جديدة بمدينة الناضور‪ ،‬وخاصة بحي المطار بغية نقل‬
‫مجموعة من الخدمات من وسط المدينة نحوه‪.‬‬

‫وبالعروي جنوب المحور المذكور (‪ 25‬كلم)‪ ،‬تم التأكيد على ضرورة إنشاء مطار دولي وتخصيص وعاء عقاري‬
‫خاص به (فكرة المشروع كانت موجودة منذ السبعينيات)‪ ،‬وتطوير الفالحة السقوية بضاحية هذا المركز بواسطة مد‬
‫أراضيها بمياه سد محمد الخامس‪ ،‬وتحويل السوق األسبوعي نحو مدخل المدينة جهة الشمال‪ ،‬ثم تقوية البنية التعليمية‬

‫‪5‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫بإضافة ثالث مؤسسات ابتدائية جديدة‪ ،‬ومؤسستين للتعليم اإلعدادي‪-‬الثانوي‪ ،‬ومستوصف واحد‪ ،‬وإحداث مركز رياضي‬
‫غرب النواة المركزية (الهامش)‪.‬‬

‫كما خلص في توجهاته إلى استكمال تجهيزات المنطقة الصناعية بسلوان جنوب مدينة الناضور (‪ 15‬كلم)‪ ،‬وخلق‬
‫جهاز مكلف بتدبير هذه المنطقة‪ ،‬وتشجيع المستثمرين على توظيف استثماراتهم في بعض الصناعات‪ ،‬وال سيما الصناعات‬
‫التصديرية (تعليب الخضر والفواكه‪ ،‬الصناعات التحويلية الغذائية‪ ،‬الخ)‪ ،‬ثم خلق سوق للجملة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى‬
‫التجهيزات االجتماعية التي همت خلق مركز استشفائي ومستوصف واحد‪ ،‬ومدرستين ابتدائيتين‪ ،‬ومؤسستين للتعليم‬
‫اإلعدادي‪-‬الثانوي‪ ،‬ومركز رياضي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫الخريطة ‪ :2‬المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية للناضور (‪)2005-1985‬‬

‫أما ببني أنصار شمال مدينة الناضور (‪ 10‬كلم)‪ ،‬فتم التركيز على دمج ميناء بني أنصار في االقتصاد الوطني لرفع‬
‫قيمته االقتصادية‪ ،‬وذلك من خالل إنشاء خط سككي مستقبلي يربط بين هذا الميناء وتاوريرت‪ ،‬ومن ثم الربط بشبكة السكك‬
‫الوطنية‪ .‬ولإلشارة‪ ،‬فمشروع هذه السكة تم تسطيره ليكون كذلك عامال محفزا على تطوير الصناعة المحلية؛ لذلك تم اختيار‬
‫مسارها بجانب المنطقة الصناعية بسلوان‪ .‬كما جاء في هذا المخطط‪ ،‬ضرورة تشجيع الصيد البحري عبر تطوير أسطوله‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫إلى جانب خلق منطقة إدارية بالمنطقة الصناعية التابعة للميناء‪ ،‬إلدارة المؤسسات التابعة للميناء‪ ،‬وإحداث مؤسسة تعليمية‬
‫تقنية (تكوين مهني) مهتمة بالصيد والتربية السمكية‪ .‬أما بالنسبة للشق االجتماعي‪ ،‬فقد جاء في المخطط إحداث ثالث‬
‫مؤسسات جديدة للتعليم االبتدائي‪ ،‬وثالث مؤسسات للتعليم اإلعدادي‪-‬الثانوي‪ ،‬ومستوصف واحد‪ ،‬ومركز رياضي‪.‬‬

‫هذا وقد اهتم هذا المخطط في توجهاته الكبرى كذلك بالمجال الفالحيبالدائرة السقويةلبوعرگ؛ حيث أكد على‬
‫ضرورة دعم اإلنتاج الفالحي السقوي بدل البوري‪ ،‬هذا باإلضافة إلى االهتمام بأراضي سهل الگارت (ضاحية العروي)‬
‫لجعلها أراض سقوية كما تم اإلشارة إلى ذلك أعاله‪ .‬ونص كذلك على ضرورة توجيه وتنمية القطاع السياحي بقرية‬
‫أركمان‪.‬‬

‫وبالنسبة لما هو عام ويخص جميع المجاالت الواقعة داخل مدار المجموعة الناضورية وخارجها‪ ،‬فقد تم التركيز‬
‫على ضرورة توجيه مداخيل تحويالت العمال المهاجرين بالخارج عبر استثماراها بالقطاعات المنتجة كالصيد أو الصناعة‪،‬‬
‫أو في الخدمات غير الخاضعة للمضاربات كاالستثمار في قطاع الفنادق‪ ،‬ولتحقيق ذلك نص المخطط في توجهاته على‬
‫ضرورة خلق بيئة مواتية ومساعدة على االستثمار المحلي بدل نقل االدخارات واستثماراها خارج المنطقة‪ ،‬وإعادة هيكلة‬
‫الشبكة الطريقية اإلقليمية والجهوية لتسهيل االنفتاح واالتصال بأهم المحاور الطريقية الوطنية‪.‬‬

‫على العموم‪ ،‬لقد حاول المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية للناضور (‪ )2005-1985‬الحفاظ على الوظائف‬
‫المهيكلة التي كانت موجودة بمدينة الناضور ومحيطها الجغرافي ‪ ،‬والتي من خاللها استطاعت هذه المدينة ‪-‬أي الناضور‪-‬‬
‫نسج عالقات وظيفية مع محيطها‪ ،‬مؤسسة بذلك للتكامل الوظيفي بينها وبين هذا المحيط الذي ازدادت أهميته بعد سنة‬
‫‪ ،1985‬بفعل البرامج الجديدة التي سطرها هذا المخطط ‪ ،‬وكذا بفعل برامج أخرى جاءت في سياق التدخالت الوطنية العامة‪.‬‬
‫غير أن المالحظة األساسية التي يمكن تسجيلها‪ ،‬هي عدم االهتمام بالوظيفة المنجمية بجبال بني بويفرور (ضاحية‬
‫الزغنغان)‪ ،‬حيث لم يضع المخطط في توجهاته أي توصيات أو مقترحات عملية بشأن تطوير هذا النشاط أو الوظيفة‪.‬‬

‫‪ . 3.1‬شهدت الوظائف المهيكلة بمدينة الناضور وبالمجاالت المحيطة بها تطورا على مستوى عددها وتمددها المجالي بعد‬
‫سنة ‪1985‬‬

‫شهدت المجاالت المنتمية لمدار المجموعة الناضورية بعد سنة ‪- 1985‬أي بعد المصادقة على المخطط التوجيهي‬
‫لهذه المجموعة (‪ -)1991‬تطورا وظيفيا مهما‪ ،‬فتعزز التكامل الوظيفي بين مدينة الناضور والمجاالت المحيطة بها‪.‬‬
‫ولإلشارة‪ ،‬لم يكن هذا التطور وليد التوجهات الكبرى للمخطط التوجيهي فحسب‪ ،‬وإنما كانت هناك تدخالت أخرى همت‬
‫خلق مشاريع ترابية مهيكلة بالمنطقة‪.‬‬

‫لقد ساهمت األفضلية التي اعطيت لمحور الناضور‪-‬الزغنغان‪ ،‬على مستوى توطين الخدمات اإلدارية منذ الفترة‬
‫االستعمارية‪ ،‬في تمركز هذه الخدمات بهذا المحور بعد سنة ‪ ،1985‬خاصة بعد نهج المغرب ‪-‬منذ السبعينيات‪ -‬لسياسة‬
‫الالمركزية اإلدارية (الخريطة ‪ ،) 3‬ونتيجة لذلك احتفظت مدينة الناضور بهيمنتها على هذه الخدمات (ما يقارب ‪ 60‬مؤسسة‬
‫إدارية تابعة للمصالح الوزارية في سنة ‪ ،) 2015‬كما ظلت المكان الرئيس لتمركز الخدمات اإلدارية للمهن الحرة‬
‫(المحامون والموثقون والعدول والمهندسون المعماريون ووكاالت تحرير العقود الخ)‪ ،‬الشيء الذي منحها قوة استقطابية‬
‫على حساب المناطق المحيطة بها‪.‬‬

‫على الرغم من التحسن الذي عرفه التوزيع المجالي للمؤسسات الصحية العمومية بعد سنة ‪ ،1985‬إال أن محور‬
‫الناضور‪-‬الزغنغان ظل المهيمن الرئيسي على الخدمات الطبية النادرة على المستوى اإلقليمي‪ ،‬وإن كان مركز العروي قد‬
‫استفاد في العقد األخير من إحداث مستشفى محلي (‪ 45‬سريرا ‪ +‬مركز لتصفية الكلى)‪ ،‬كما تم إنشاء مراكز صحية مع دار‬
‫والدة بكل من بني أنصار وسلوان وأركمان وبني شيكر وفرخانة وبني سيدال الجبل‪ ،‬وتفسر هذه الهيمنة بتدني الخدمات‬
‫الصحية المقدمة من طرف المؤسس ات الصحية التابعة للقطاع العمومي بصفة عامة‪ ،‬والخدمات المقدمة من لدن المؤسسات‬
‫الموجودة خارج محور الناضور‪-‬الزغنغان بصفة خاصة‪ ،‬مما يجعل المؤسسات الصحية التابعة للقطاع الخاص المتمركزة‬
‫بهذا المحور (‪ 7‬مصحات‪ 85 ،‬طبيبا متخصصا‪ 22 ،‬طبيبا عاما من أصل ‪ 44‬بمجال الدراسة‪ 6 ،‬مختبرات طبية من أصل‬
‫‪ )7‬ملجأ ً لمعظم المرضى المحليين‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫أما في ما يخص المؤسسات التعليمية األساسية‪ ،‬فلم يعد لهذا المحور ما يميزه كثيرا عن باقي المجاالت المحيطة‬
‫به‪ ،‬خاصة عن المراكز التوابع التي أصبحت تتوفر على عدد ال بأس به من مؤسسات التعليم اإلعدادي‪-‬الثانوي‪ ،‬ناهيك عن‬
‫االنتشار الواسع لمؤسسات التعليم االبتدائي‪ ،‬مما يعني ضعف القوة االستقطابية للمحور بخصوص هذا النوع من الخدمات‪،‬‬
‫غير أنه ما زال يشكل ثقال من حيث وجود مؤسسات التكوين المهني؛ فمن أصل ‪ 5‬مؤسسات يهيمن على ‪ 4‬ومؤسسة واحدة‬
‫بمركز العروي‪ ،‬هذا إلى جانب استحواذه على بعض التخصصات التابعة للتعليم الثانوي التأهيلي‪ ،‬مما يجعل‬
‫التالميذالمقيمين خارجه يتوافدون عليه لمتابعة دراستهم في هذه التخصصات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫الخريطة‪ :3‬توطين أهم األنشطة والخدمات بمجال الدراسة في سنة ‪2015‬‬

‫وتشكل الوظيفة التجارية إحدى الوظائف المميزة لمحور الناضور‪-‬الزغنغان؛ بسبب التمركز الذي يشهده على‬
‫مستوى المركبات التجارية الكبرى والمحالت التجارية المستقلة‪ ،‬التي أخذت في االنتشار والتزايد بعد سنة ‪ ،1985‬مما‬
‫جعلها تلعب دورا رئيسيا في تجميع وإعادة توزيع السلع المتدفقة من جيب مليلية المحتل‪ ،‬ومن ثم تقوية القوة االستقطابية‬

‫‪10‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫التجارية لهذا المحور‪ ،‬كما أن وجود محطتين طري قيتين ومحطتين للسكك الحديدية‪ ،‬جعل من هذا المحور مكانا مهيكال‬
‫لمعظم تحركات سكان المجاالت المحيطة بها‪.‬‬

‫يستنتج مما سبق ذكره‪ ،‬أن محور الناضور‪-‬الزغنغان يشكل قطبا خدماتيا (ال سيما الخدمات اإلدارية والطبية‬
‫وخدمات النقل)‪ ،‬وقطبا تجاريا‪ ،‬سواء داخل مدار المجموعة الناضورية أو على مستوى محيطه اإلقليمي‪.‬‬

‫ومن الناحية األخرى‪ ،‬فقد حافظ مركز بني أنصار على وظائفه المهيكلة التي برزت به أواخر السبعينيات وبداية‬
‫الثمانينات‪ ،‬والمتمثلة في المالحة والصيد البحري‪ ،‬وتجارة العبور مع جيب مليلية المحتل‪ ،‬وقد شهدت هذه الوظائف تطورا‬
‫مهما بعد سنة ‪- 1985‬خاصة مع بداية األلفية الثالثة‪-‬؛ تجسد ذلك في توسيع تجهيزات الميناء سواء المتعلقة بالمالحة أو‬
‫الصيد البحري‪ ،‬وإعادة االعتبار لتنظيم عمليات العبور بالمعابر (بني أنصار وفرخانة)‪ ،‬فنتج عن ذلك ارتفاع في كميات‬
‫وطبيعة السلع المتدفقة‪ ،‬التي ساهمت في تنشيط الدورة االقتصادية بصفة عامة والدورة التجارية بصفة خاصة بالمنطقة‪،‬‬
‫وإن كانت مساهمتها تندرج ضمن االقتصاد غير المهيكل‪.‬‬

‫وليس بعيدا عن مدينة الناضور باتجاه الجنوب (‪ 15‬كلم)‪ ،‬تتمركز الوحدات اإلنتاجية بالمنطقة الصناعية بسلوان‪،‬‬
‫التي بدأ ظهورها في سنة ‪ ،1986‬ولقد تم اختيار موقعها بالقرب من مركب الحديد والصلب (‪ )SONASID‬الذي كان‬
‫موجودا قبل ‪ ،1985‬كما توجد على جنبات الطريق الرابطة بين الناضور وزايو‪-‬وجدة مجموعة من الوحدات الصناعية‬
‫المتفرقة‪ .‬وقد تم مؤخرا (‪ )2008‬كذلك إنشاء مركب صناعي جديد بالمنطقة العمرانية الجديدة بسلوان الذي تشرف واجهته‬
‫الرئيسية على الطريق السابقة الذكر‪ .‬وإلى جانب تمركز الوحدات الصناعية فقد استفاد مركز سلوان منذ سنة ‪ 2003‬من‬
‫احتضان مؤسسة جامعية (الكلية متعددة التخصصات) التي ساهمت في إحداث دينامية مجالية مهمة بهذا المركز‪.‬‬

‫وبالمثل‪ ،‬تم إحداث مطار دولي بمركز العروي أواخر التسعينيات الذي خفف متاعب السفر على مغاربة العالم‬
‫المنتمين لشمال الريف الشرقي‪ ،‬كما استفادت ضاحية هذا المركز (الگارت) في أواخر الثمانينيات من التهيئة‬
‫الهيدروزراعية‪ ،‬فتطورت على إثر ذلك الوظيفة الفالحية التي بدأ ظهورها بهذا الموقع خالل الفترة االستعمارية‪ ،‬ومن ثم‬
‫أصبح مجال الدراسة يضم دائرتين سقويتين (بوعرگوالگارت)‪ ،‬تساهمان في تموين السوق المحلية بالمنتجات الفالحية‪ ،‬كما‬
‫مون بعض الوحدات اإلنتاجية بالمواد األولية‪ ،‬وال سيما تزويد وحدة إنتاج السكر بزايو بالشمندر السكري‪.‬‬
‫ت ّ‬

‫ومن الوظائف المهيكلة الجديدة‪ ،‬الوظيفة السياحية بحوض بحيرة مارتشيكا (سبخة بوعرگ) التي استفادت من‬
‫برنامج سياحي يضم ‪ 7‬مشاريع سياحية كبرى منذ سنة ‪ ،2008‬الشيء الذي سيجعل المجموعة الناضورية عند االنتهاء من‬
‫إنجاز هذه المشاريع‪ ،‬إحدى أهم الوجهات السياحية بحوض البحر األبيض المتوسط‪ ،‬هذا باإلضافة إلى تمركز عدد من‬
‫المؤسسات الفندقية المصنفة بمدينة الناضور‪.‬‬

‫زد على ذلك‪ ،‬المشروع الكبير المتعلق بإنجاز "ميناء الناضور غرب المتوسط"‪ ،‬الواقع بجماعة إعزانن غرب‬
‫مدينة الناضور على بعد ‪ 30‬كلم‪ .‬بدون شك‪ ،‬ستكون لهذه المنشأة آثار كبرى على جهة الشرق بصفة عامة‪ ،‬وعلى‬
‫المجموعة الناضورية ومنطقة إعزانن بصفة خاصة؛ للرهان عليها لتصبح قطبا تجاريا عالميا قادرا على استيعاب الماليين‬
‫من أطنان السلع والمواد األولية المرتبطة بإنتاج الطاقة‪ ،‬كما ستضم وحدات إنتاجية مهتمة بالمهن العالمية‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫ستساهم في تقوية الوظيفة السياحية ببحيرة مارتشيكا‪ ،‬حيث سيتم تخصيص ميناء بني أنصار للوظيفة السياحية‪ ،‬بعدما سيتم‬
‫نقل أنشطته نحو هذه المنشأة الجديدة‪.‬‬

‫وال يمكن كذلك إغفال الدور المهم للسكك الحديدية المحدثة خالل العقد األخير‪ ،‬والتي انعكست إيجابا على تطور‬
‫المبادالت التجارية؛ حيث سمحت بربط ميناء بني أنصار بمجموعة من المناطق الوطنية (أهمها المنطقة الصناعية‬
‫بسلوان)‪ ،‬كما تساهم في تحسين قطاع النقل عن طريق تخفيف الضغط على النقل الطرقي‪ ،‬إذ في هذا الصدد توجد محطة‬
‫للنقل السككي ببني أنصار‪ ،‬ومحطتان بمحور الناضور‪-‬الزغنغان‪ ،‬ومحطة واحدة بسلوان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫‪ .2‬أثر التوزيع المجالي للوظائف الترابية المهيكلة على تشكل المجموعة الناضورية وتطورها‬

‫منالمعلوم‪،‬أنتشكاللمدنونموها‪،‬يرتبطارتباطاوثيقابحجموطبيعةالوظائفوالخدمات‪،‬سواءالموجودةبهاأوبمحيطها‪.‬‬
‫والمجاالتالمحيطةبها‬ ‫(المدينةاألم‪)Ville-mère‬‬ ‫للوظائفالمهيكلةبينمدينةالناضور‬ ‫فيالواقع‪،‬قدساهمالتوزيعالمجالي‬
‫(مراكزحضريةومجاالتقروية) فيالتأثيرعلى تحديد مدار المجموعة الناضورية‪ ،‬التي صدر بشأنها ظهير في مطلع الستينيات‬
‫(ظهير ‪ 1.62.002‬الصادر في ‪ 7‬ذو القعدة ‪ 1371‬الموافق لـ ‪ 30‬يوليوز ‪ ،)1962‬والذي تم تفعيله من خالل إنجاز المخطط‬
‫التوجيهي للتهيئة العمرانية للناضور (‪ .)2005-1985‬وتبعا لذلك‪ ،‬تم كذلك أثناء إنجاز المشروع الجديد إلنجاز مخطط‬
‫توجيهي جديد للمجموعة (انطالق الدراسة في سنة ‪ ،2009‬واليوم ‪ -2019-‬موجود قيد المصادقة)‪ ،‬مراعاة التمدد المجالي‬
‫الذي عرفه توزيع هذه الوظائف‪ ،‬الشيء الذي انعكس على توسع مدار المجموعة الناضورية ال سيما في االتجاهين الغربي‬
‫والجنوبي‪.‬‬

‫‪ . 1.2‬شكلت العالقات الوظيفية الركيزة األساسة لتحديد مدار المجموعة الناضورية في سنة ‪1985‬‬

‫بما أن تشكل المجموعات العمرانية بالمغرب يراعي شرط وجود أكثر من جماعة ترابية واحدة‪ ،‬كما يراعي شرط‬
‫وجود عالقات اقتصادية وثيقة في ما بينها تستلزم تنميتها بصورة رشيدة (قانون ‪ ،12.90‬المادة ‪ ،)1‬فإن السلطة التنظيمية‬
‫تراعي بدورها هذه األمور عند تحديدها لحدود (مدار) هذه المجموعات‪.‬‬
‫لببل‬

‫الشكل ‪ : 1‬رسم توضيحي للعالقات الوظيفية المتبادلة بين مدينة الناضور والمجاالت المحيطة بها إلى غاية سنة ‪1985‬‬

‫المدينة المركزية (الناضور)‪ :‬قطب خدماتي وتجاري‬


‫المجاالت المحيطة بالمدينة المركزية (حضرية وقروية)‬
‫الوظيفة المنجمية ببني بويفرور‬
‫وظيفة فالحية‪ :‬فالحة مسقية بسهل بوعرگ (تجهيزات‬
‫هيدروزراعية) وسهل الگارت (فرشة باطنية)‬
‫وظيفة صناعية‪ :‬مركب الحديد والصلب بين سلوان والعروي‬
‫الوظيفة المينائية ببني انصار (المالحة والصيد البحري)‬
‫معابر التهريب المعيشي ببني انصار وفرخانة‬
‫األسواق األسبوعية بالعديد من المناطق‬
‫السياحية الشاطئية بأركمان‬
‫عالقات وظيفية متبادلة‬

‫المصدر‪ :‬إنجاز بالل بوجي‬

‫تميز مجال الدراسة إلى حدود منتصف الثمانينيات من القرن الماضي‪ ،‬بوجود عالقات وظيفية مهيكلة بين مدينة‬
‫الناضور ‪-‬المدينة المركزية‪ -‬والمجاالت المحيطة بها (قروية وحضرية) (الشكل ‪ ،)1‬وتعتبر هذه العالقات من جهة‪ ،‬العامل‬
‫الرئيس لنمو النوى العمر انية المحيطة بمدينة الناضور (المراكز الحضرية حاليا)‪ ،‬بحيث قوت استقطابيتها فانتقلت من‬
‫تجمعات سكنية غير مصنفة إلى مصاف مراكز قروية عن طريق الترقية اإلدارية‪ ،‬كما ساهمت ‪-‬أي هذه العالقات‪ -‬من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬في استمرارية نمو مدينة الناضور عن طريق تقوية جاذبيتها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫يتبين إذن‪ ،‬أن الوظائف المهيكلة التي تميزت بها مدينة الناضور والمجاالت المحيطة بها‪ ،‬قد استطاعت أن تنسج‬
‫عالقات وظيفية متبادلة بين هذين المجالين الرئيسيين‪ ،‬األمر الذي أفضى إلى نشوء نوع من التكامل الوظيفي‪ ،‬مما دفع‬
‫الجهات المسؤولة إلى التفكير في إنجاز المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية للناضور في سنة ‪1985‬؛ قصد التحكم في‬
‫التوسع العمراني من ناحية‪ ،‬ورسم التوجهات التنموية المستقبلية من ناحيةثانية‪.‬‬

‫وكما يتضح من الخريطة (‪،)4‬فإن المدار الذي حدد للمجموعة العمرانية في سنة ‪ ،1985‬راعى التوزيع الجغرافي‬
‫للوظائف المهيكلة الموزعة حول مدينة الناضور‪ ،‬مما أفرز مدارا بمساحة ‪ 290‬كلم‪ ،2‬ولقد شمل باإلضافة إلى تجمع‬
‫الناضور‪-‬الزغنغان (مساحة المدار الحضري للناضور‪ 16,3‬كلم‪ ،2‬و‪ 2,25‬كلم‪2‬للزغنغان) النوى العمرانية الواقعة بمحيط‬
‫هذا التجمع‪ ،‬ويتعلق األمر ببني أنصار(‪ 6,6‬كلم‪ )2‬وسلوان (‪ 5,1‬كلم‪ )2‬والعروي (‪ 7,6‬كلم‪ ،)2‬وتجمعات قروية أخرى ممثلة‬
‫في أركمان المركز وتاويمة وأجزاء من جماعات بني بويفرور وسلوان وفرخانة؛ لذلك نجد حدود هذه المجموعة قد امتدت‬
‫على بعد ‪ 10‬كلم من مدينة الناضور باتجاه الشمال (فرخانة)‪ ،‬و‪ 25‬كلم باتجاه الجنوب (العروي)‪ ،‬و‪ 15‬كلم باتجاه الغرب‬
‫(بني بويفرور)‪ ،‬و‪ 30‬كلم باتجاه الشرق (أركمان)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫الخريطة ‪ :4‬مدار المجموعة الناضورية في سنة ‪1985‬‬

‫ويعتبر تجمع الناضور‪-‬الزغنغان ومراكز بني أنصار وسلوان والعروي‪ ،‬أهم الوحدات المجالية المك َّونَةلهذه‬
‫المجموعة‪ ،‬نظرا للدينامية التي شهدتها خالل الفترة االستعمارية بصفة عامة‪ ،‬وبعد االستقالل بصفة خاصة‪ ،‬ويظهر ذلك‬
‫من خالل مساحة المجال المبني التي بلغت ‪ 728‬هـ( ‪ )‬في سنة ‪ ،1985‬موزعة على الشكل التالي‪ 347 :‬هـ للناضور‪-‬‬
‫الزغنغان و‪ 240‬هـ للعروي) ‪(‬و‪ 111‬هـ لبني أنصار و‪ 30‬هـ لسلوان‪ ،‬كما يتجلى ذلك من خالل عدد السكان الذي بلغ‬
‫خالل نفس السنة ‪ 150 137‬نسمة‪ ،‬موزعة على الشكل اآلتي‪ 108 000 :‬نسمة للناضور‪-‬الزغنغان و‪ 12 000‬للعروي‬
‫و‪ 10 540‬نسمة لبني أنصار و‪ 6 700‬نسمة لسلوان(‪.)SDAU Nador 1985-2005, p. III‬‬

‫( ‪ )‬لم نتمكن من الحصول على وثائق توضح مساحة المجال المبني بباقي المناطق القروية التي شملها مدار المجموعة الناضورية في سنة ‪ .1985‬إال‬
‫أنه على العموم كانت المناطق القروية المنتمية لهذا المدار‪ ،‬شبه خالية من البنايات‪ ،‬باعتبار أن االستقرار السكاني كان مركزا بالمناطق القروية‬
‫المرتفعة؛ أي الواقعة خارج مدار المجموعة‪.‬‬
‫)‪ (‬تفسر ارتفاع المساحة المبنية بالعروي بوجود مركب الحديد والصلب الذي يغطي لوحده ‪ 130‬هـ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫‪ .2.2‬التوسع المجالي للوظائف المجالية وأثره علىتمددالمدار الجديد للمجموعة الناضورية‬

‫أطلقت المصالحالمعنيةفي سنة ‪ 2009‬دراسة جديدة بشأن إنجاز مخطط توجيهي جديد للمجموعة العمرانية‬
‫للناضور‪ ،‬وذلك من أجل تحيين المخطط األول (‪ ) 1985-2005‬بغية التحكم في التنظيم المجالي من جهة‪ ،‬ووضع توجهات‬
‫تنموية جديدة من جهة ثانية‪ ،‬وقد وصلت هذه الدراسة مرحلتها النهائية بحيث لم يتبقَ سوى المصادقة عليها (‪.)2019‬‬

‫لببل‬
‫الشكل‪ :2‬رسم توضيحي للعالقاتالوظيفية المتبادلة بين مدينة الناضور والمجاالت المحيطة بها في سنة ‪2015‬‬

‫المدينة المركزية (الناضور)‪ :‬قطب خدماتي ومركز لألعمال‬


‫ومركز تجاري‬
‫المجاالت المحيطة بالمدينة المركزية (حضرية وقروية)‬
‫وظيفة فالحية‪ :‬فالحة مسقية بسهلي بوعرگ والكارت‬
‫(تجهيزات هيدروزراعية)‬
‫وظيفة صناعية‪ :‬مناطق صناعية بسلوان وبني انصار‬

‫الوظيفة المينائية ببني انصار (المالحة والصيد البحري‬


‫والترفيه مستقبال) ومستقبال بإعزانن (الميناء قيد االنجاز)‬
‫معابر التهريب المعيشي ببني انصار وفرخانة‬
‫مطار دولي بالعروي‬
‫وظيفة تعليمية‪ :‬الكلية المتعددة التخصصات بسلوان‬
‫وظيفة سياحية‪ :‬مشاريع سياحية كبرى قيد اإلنجاز بمارتشيكا‬
‫عالقات وظيفية متبادلة‬

‫المصدر‪ :‬إنجاز بالل بوجي‬

‫إن التطور الذي شهدته مدينة الناضور والمجاالت المحيطة بها على مستوى الوظائف المهيكلة بعد سنة ‪،1985‬‬
‫سواء تعلق األمر بتحسن أداء تلك التي كانت قائمة أو الجديدة (الشكل ‪ ،)2‬كان له انعكاس كبير على تقوية العالقات‬
‫الوظيفية بين مناطق مجال الدراسة‪ ،‬ومن ثمة تحسن مستوى التكامل الوظيفي في ما بينها‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬ساهم هذا‬
‫التطور في نمو المراكز الحضرية المحيطة بمدينة الناضور التي عرفت تطورا إيجابيا مهما عمرانيا وديموغرافيا منذ‬
‫أواسط الثمانيني ات؛ حيث ارتفع مستوى جاذبيتها‪ .‬هذا في الوقت الذي ازداد فيه نمو مدينة الناضور (المدينة المركزية)‪،‬‬
‫بسبب استمرار جاذبيتها التي استمدتها من الوظائف المتمركزة بها ومن الوظائف الموجودة بمحيطها‪ ،‬مما ترتب عن ذلك‬
‫تكتل بنايات محور الناصور‪-‬الزغنغان الذي ظهرت معالمه األولى في الثمانينيات‪.‬‬

‫في سياق ذلك‪ ،‬سعى متخذو القرار أثناء المرحلة األولى من الدراسة المتعلقة بإنجاز المخطط التوجيهي الجديد‬
‫للمجموعة العمرانية للناضور (‪ ،)Agence urbaine, 2010‬إلى األخذ في الحسبان مواقع الوظائف المهيكلة الموجودة‬
‫بمحيط مدينة الناضور‪ ،‬هذا باإلضافة إلى ضم مجموعة من المناطق القروية بغية تنميتها بصورة رشيدة وتحقيق تهيئة‬
‫جماعية من شأنها تخفيف حدة التفاوتات المجالية‪ ،‬فانعكس ذلك على تمدد مدار المجموعة الناضورية‪ ،‬كما ورد في الدراسة‬
‫األولية المتعلقة بمشروع إنجاز مخطط توجيهي للتهيئة العمرانية جديد لهذه المجموعة (الخريطة ‪.)5‬‬

‫‪15‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫الخريطة ‪ :5‬مشروع المدار الجديد للمجموعة الناضورية (قيد المصادقة في ‪)2019‬‬

‫وكما يتبين من الخريطتين (‪ 4‬و‪ ،)5‬فإن مساحة مدار المجموعة الناضورية ستعرف تطورا مهما ‪-‬بعد أن تتم‬
‫المصادقة على المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية الجديد‪ -‬تصل إلى ‪ 1340‬كلم‪2‬؛ وسيضم كل المناطق المحيطة بمدينة‬
‫الناضور من جهة الشمال (‪ 30‬كلم من مدينة الناضور)‪ ،‬والمناطق الغربية إلى حدود وادي گرت (‪ 30‬كلم)‪ ،‬والمناطق‬
‫الجنوبية إلى غاية أقصى المدار السقوي للكارت (‪ 42‬كلم)‪ ،‬أما جهة الشرق فستغطي كل المناطق المنبسطة وشبه المنبسطة‬
‫الواقعة عند قدم أقصى غرب سلسلة كبدانة (‪ 32‬كلم)‪.‬‬

‫وتبقى مدينة الناضور ومراكزها التوابع‪ ،‬المحرك األساس للدينامية المجالية التي تحدث في فلك هذا المدار‪ ،‬ويرجع‬
‫السبب في ذلك إلى األفضلية التي أعطيت لهذه المناطق خالل الفترة االستعمارية وبعد االستقالل‪ ،‬على مستوى التحسن‬

‫‪16‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫االقتصادي والخدماتي‪ ،‬مما جعل مداراتها تتمد د (بلغت مساحة مدار مدينة الناضور حسب التقسيم الترابي لسنة ‪،2009‬‬
‫‪ 45,2‬كلم‪ 2‬و‪ 10‬كلم‪2‬بالزغنغان و‪ 43,6‬كلم‪ 2‬ببني أنصار و‪ 33,3‬كلم‪2‬بسلوان و‪ 42,1‬كلم‪ 2‬بالعروي)‪ ،‬فانعكس ذلك على‬
‫ارتفاع مساحات مجالها المبني (‪ 1 955‬هكتارا في سنة ‪ ،2015‬ما يمثل ‪ %54,6‬من مجموع المجال المبني بمجال‬
‫الدراسة)‪ ،‬وعلى تصاعد عدد سكانها (‪ 437 331‬نسمة‪ ،‬ما يعادل ‪ %69,5‬من إجمالي سكان مجال الدراسة)‪.‬‬

‫خاتمة وتوصيات‬
‫يستشف من خالل ما تم تقديمه أن الوظائف التراتبية المهيكلةشهدت تطورا مهما سواء من حيث عددها أو من ناحية‬
‫توزيعها المتفرق الذي شمل مدينة الناضور ومحيطها الجغرافي‪ ،‬األمر الذي ترتب عنه نشوء التكامل الوظيفي بين‬
‫المجالين‪ ،‬يترجم من خالل وجود عالقات وظيفية متبادلة بينهما بحيث ال يمكن ألحدهما االستغناء عن اآلخر‪ ،‬هذا من جهة‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى ساهم هذا التطور في التأثير على تحديد مدار المجموعة الناضورية الذي ظهر من خالل إنجاز المخطط‬
‫التوجيهي للتهيئة العمرانية للناضور (‪ )2005-1985‬الذي ضم كل المناطق المحتضنة لهذه الوظائف (‪ 290‬كلم‪ ،)2‬سعيا‬
‫في ذلك‪ ،‬للربط في ما بينها حتى يتم تنميتها بصورة رشيدة كما ورد ذلك في المادة ‪ 1‬من قانون ‪ 12.90‬المغربي المتعلق‬
‫بالتعمير‪ ،‬كما برز هذا التأثير كذلك‪ ،‬خالل المرحلة األولى من الدراسة المتعلقة بإنجاز المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية‬
‫للناضور (قيد المصادقة في سنة ‪)2019‬؛ بحيث تم تمديد مدار هذه المجموعة إلى غاية واد گرت جهة الغرب نظرا لوجود‬
‫مشروع المنشأة المينائية الجديدة‪ ،‬كما ضم جهة الجنوب كل المجاالت المحيطة بالدائرةالسقويةللگارت (‪ 1340‬كلم‪،)2‬‬
‫وكذلك عرف تمددا ‪-‬وإن كان ضعيفا‪ -‬جهتي الشمال والشرق العتبارات أخرى‪.‬‬

‫على الرغم من هذه األهمية التي اكتساها التطور الوظيفي على مستوى تحسين التنظيم المجالي بالمجموعة العمرانية‬
‫للناضور‪ ،‬إال أن هناك الكثير من النواقص والعوائق التي تقف حجرة عثرة أمام تقدم وتنافسية هذه المجموعة‪ ،‬والتي يمكن‬
‫تجاوزها أو التقليل من آثارها من خالل نهج التدابير التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تكثيف الجهود من طرف المصالح المعنية لتجاوز مشكل الرسوم الخليفية‪ ،‬الذي يشكل أكبر عقبة أمام‬
‫التنمية بالمنطقة‪ ،‬وذلك عبر تبسيط المساطر القانونية لفك الغموض الذي يشوب القطاع العقاري‪ ،‬ثم التشجيع على‬
‫تحفيظ العقارات؛‬

‫‪ ‬إعادة استغالل مناجم بني بو يفرور المتوفرة على احتياطات مهمة من خامات الحديد والرصاص‪ ،‬مما‬
‫سيقوي االقتصاد المحلي‪ ،‬ويعزز المكانة التجارية للمنطقة وطنيا ودوليا بواسطة ربط عالقات تجارية جديدة؛‬

‫‪ ‬حماية األراضي الفالحية بالدائرتين السقويتينلبوعرگوالگارت من الزحف العمراني‪ ،‬باعتبارهما عمود‬


‫الق طاع الفالحي بالمنطقة‪ ،‬وذلك بالتفكير في إيجاد حلول لمشكل النقص المائي الذي بات يهددهما‪ ،‬وسن إجراءات‬
‫تسمح بإعادة تجميع الملكيات المجزأة بفعل عامل اإلرث‪ ،‬ثم تطبيق قانون التعمير الذي ينظم التوسع فوقها‪ ،‬هذا‬
‫باإلضافة إلى بذل مجهودات مضاعفة إما من طرف المؤسسات الرسمية أو الخواص‪ ،‬من أجل تطوير القطاع‬
‫الفالحي بهاتين الدائرتين (تطوير أساليب الري؛ استخدام المكننة؛ تنظيم الدورات الزراعية؛ ‪)...‬؛ حتى ترتفع‬
‫مساهمتها في تموين السوق المحلية بالمنتجاتالفالحية ‪ ،‬وتموين الوحدات اإلنتاجية من المواد األولية المرتبطة‬
‫بالقطاع الفالحي‪ ،‬ثم من أجل تصدير بعض المنتجات الفالحية نحو الخارج؛‬

‫‪ ‬تطوير قطاع الصيد البحري بميناء بني أنصار بتحديث أسطوله البحري أو باألحرى خلق هذا األسطول‬
‫بمشروع المنشأة المينائية الجديدة بإعزانن‪ ،‬ليشمل الصيد بأعالي البحار للرفع من اإلنتاج السمكي‪ ،‬خاصة المرتبط‬
‫بصناعة الصيد‪ ،‬مما يتعين كذلك إحداث وحدات إنتاجية كبرى ومتطورة قصد تطوير هذه الصناعة؛‬

‫‪ ‬النهوض بالقطاع الصناعي من خالل الرفع من عدد الوحدات اإلنتاجية بالمناطق الصناعية الموجودة‬
‫بمركز سلوان وتنويع منتجاتها؛ لذلك أول ما يجب القيام به اإلسراع في اتخاذ وتنفيذ القرار المتعلق بمنع التهريب‬
‫مع جيب مليلية المحتل‪ ،‬هذا باإلضافة إلى تهيئ أرضية استثمارية محفزة ألصحاب رؤوس األموال لالستثمار في‬
‫هذا القطاع؛‬

‫‪17‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫‪ ‬في حالة تنفيذ القرار المذكور ينبغي إيجاد حل موضوعي لجميع النشيطين المشتغلين في األنشطة‬
‫االقتصادية التي لها عالقة مباشرة أو غير مباشرة بنشاط التهريب‪ ،‬وخاصة للمشتغلين بالمعابر وكذا تجار السلع‬
‫المهربة‪ ،‬ال سيما منهم تجار المركبات التجارية بمدينة الناضور؛ حيث توفر هذه المركبات أعدادا مهمة من مناصب‬
‫الشغل‪ ،‬باعتبارها النق طة الرئيسة لتجميع وإعادة توزيع السلع المهربة محليا ووطنيا على السواء‪ .‬إذ في هذا الصدد‪،‬‬
‫هناك سعي إلحداث معمل ببني أنصار للنسيج الذي ستبدأ أشغال إنجازه مع مطلع سنة ‪ ،2019‬بإمكانه خلق ما بين‬
‫‪ 800‬و‪ 1000‬منصب شغل‪ .‬غير أن هذا ال يكفي لكونه حال بديال لعدد من الحمالين المشتغلين بالمعابر فقط‪ ،‬بينما‬
‫تبقى فئة عريضة من التجار عرضة للتداعيات السلبية التي ستترتب عن منع تدفق السلع المهربة؛ لذا فالرهان‬
‫الوحيد الذي قد يخفف من حدة هذا المشكل‪ ،‬هو الطرح الذي اعتمدته السلطات العمومية والمنتخبون (مجلس الجهة)‬
‫بخصوص خلق خطوط تجارية جديدة بميناء بني أنصار (منذ نونبر ‪ ،)2018‬وتقديم إغراءات جبائية للمستثمرين‬
‫في القطاع التجاري لالستيراد والتصدير عبر هذا الميناء‪ ،‬لذلك تبقى هذه التدخالت مهمة في حالة ما إذا تم االلتزام‬
‫بتطبيقها واستدامتها؛‬

‫‪ ‬إعادة االعتبار لبعض األسواق األسبوعية خاصة الموجودة بالمناطق القروية الهامشية (بني سيدال‬
‫وإعزانن وبني شيكر)‪ ،‬وجعلها أسواقا نموذجية‪ ،‬وذلك عبر تطوير أشكالها ثم التفكير في إيجاد آليات تسمح بجعل‬
‫بضائعها رخيصة بالمقارنة مع تلك المعروضة بالنقط التجارية األخرى‪ ،‬وجعلها متميزة كذلك على صعيد السلع‬
‫المروجة بها (كالماشية والمتالشيات الخ)‪ ،‬هذا كله من شأنه تقوية استقطابها وإعادة بعث تمدد إشعاعها‪ ،‬مما ستكون‬
‫له آثار إيجابية على تنظيم المجال المحيط بها‪ .‬أما بالنسبة لألسواق الواقعة بالمراكز الحضرية (العروي وسلوان‬
‫والزغنغان)‪ ،‬فيتعين االستغناء عنها( ‪ ،)‬وتعويضها بأسواق يومية منظمة ومهيكلة‪ ،‬لكونها أصبحت تطرح مشكل‬
‫حركة السير أثناء أيام انعقادها‪ ،‬كما تطرح مشكل تشويه مظهر المشهد الحضري حيث تقع بوسط هذه المراكز؛‬

‫‪ ‬التدخل وبشكل مستعجل من أجل تدارك مشكل ضعف االستفادة من الودائع البنكية المحلية‪ ،‬في خلق‬
‫مشاريع اقتصادية تعود بالنفع على االقتصاد المحلي‪ ،‬ويتم ذلك أوال بضرورة التراجع عن التوجه الذي يسعى إلى‬
‫صرف هذه الودائع إلى مناطق أخرى ليتم استثمارها هناك‪ ،‬ثم بذل مجهودات من طرف الجهات الرسمية إلقناع‬
‫أصحاب هذه الودائع بتوظيفها في خلق مشاريع ربحية في مختلف القطاعات‪ ،‬وفقا لمؤهالت المنطقة وإمكانايتها‪.‬‬

‫‪ ‬تكثيف الجهود لتطوير النشاط السياحي‪ ،‬ال سيما وأن تنوع المؤهالت الطبيعية والبشرية المتوفرة‪ ،‬قادرة‬
‫على صناعة سياحة متنوعة (بيولوجية‪-‬إيكولوجية؛ شاطئي؛ جبلية؛ وثقافية)؛ لذا فعلى الرغم من الجهود المبذولة‬
‫لتطوير هذا النشاط‪ ،‬حيث هناك مجموعة من المشاريع السياحية التابعة لبرنامج تهيئة بحيرة مارتشيكا قيد اإلنجاز‪،‬‬
‫إال أنه ينبغي بذل المزيد من المجهودات‪ ،‬خاصة ما يتعلق بتطوير السياحة الشاطئية باعتبارها السياحة األكثر‬
‫استقطابا للسياح عبر العالم‪ ،‬وذلك بواسطة خلق محطات سياحية تضاهي بعض المحطات الموجودة بحوض‬
‫المتوسط؛ لكون المنطقة تتوفر على مؤهالت شاطئية خالبة‪ ،‬وكذا إعادة االعتبار للمعالم األثرية الموجودة بالمنطقة‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى ينبغي تفعيل مقترح وزارة التجهيز‪ ،‬المتعلق بنقل أنشطة ميناء بني أنصار نحو ميناء الناضور‪-‬‬
‫غرب المتوسط بعد االنتهاء من أشغاله‪ ،‬وتوجيه أنشطته للسياحة حتى تتعزز المكانة السياحية ببحيرة مارتشيكا‪ ،‬هذا‬
‫باإلضافة إلى األهمية التي سيكتسيها مطار الناضور‪-‬العروي في استقطاب السياح‪ ،‬حيث أشغال إعادة تهيئته‬
‫وتوسعته جارية؛‬

‫‪ ‬نقل الخدمات اإلدارية شبه النادرة المتمركزة بنواة مدينة الناضور إلى حي المطار (الناضور الجديد)‪،‬‬
‫كما تم تسطير ذلك في المخطط التوجيهي (‪ ،)2005-1985‬ليكون هذا المكان قطبا خدماتيا يسمح بتقديم خدمات‬
‫لألشخاص والمؤسسات في ظروف أحسن؛ نظرا لتوفر العقار وسهولة الولوجية؛‬

‫‪ ‬حتى وإن كانت التجهيزات التعليمية موزعة بشكل ال بأس به بمختلف مناطق مجال الدراسة‪ ،‬فإنه يتعين‬
‫مراعاة النمو الديموغرافي الذي تشهده التجمعات السكانية سواء داخل المدارات الحضرية أو خارجها‪ ،‬إلحداث‬
‫مؤسسات تعليمية جديدة (ابتدائي وثانوي‪/‬إعدادي وثانوي‪/‬تأهيلي)‪ ،‬من أجل تقريبها للسكان المحليين‪ ،‬هذا عالوة‬
‫على ضرورة التفكير في خلق مؤسسات للتكوين المهني بالمراكز الحضرية غير المتوفرة على هذه المؤسسات‪،‬‬

‫( ‪ )‬بالنسبة لسوق العروي‪ ،‬تم تحويله نحو مدخل هذا المركز ناحية الجنوب (جماعة بني وكيل أوالد امحند)‪ ،‬إال أنه مازال يخلق مشكل حركة السير‬
‫يوم انعقاده (األحد)‪ ،‬بسبب وجوده على الطريق الوطنية (‪ ،)15‬الرابطة العروي بالدريوش‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188‬‬

‫على غرار مركز العروي الذي يتوفر على مؤسسة واحدة من هذا الصنف‪ .‬ويجب توجيه تخصصاتها حسب بعض‬
‫الخصوصيات‪ ،‬مثال إنشاء مؤسسة بسلوان تهتم بالقطاع الصناعي‪ ،‬ومؤسسات ببني أنصار وأركمان تهتم بالسياحة‪،‬‬
‫ومؤسسة بتزطوطين تهتم بالزراعة‪ ،‬كما يجب التفكير وبكل جدية في خلق قطب للتكوين المهني يهتم بتطوير جميع‬
‫األنشطة المينائية بمنطقة إعزانن التي تحتضن مشروع ميناء الناضور‪-‬غرب المتوسط‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬يتعين تطوير‬
‫المؤسسات الموجودة بمدينة الناضور‪ ،‬لتشمل مختلف التخصصات ومختلف المستويات‪ .‬أما التعليم الجامعي فيجب‬
‫بلورة المقترحات السائدة بتحويل الكلية المتعددة التخصصات إلى جامعة مستقلة بذاتها إلى واقع ملموس؛‬

‫‪ ‬تحسين أداء الخدمات الصحية العمومية الموجودة بمختلف مناطق مجال الدراسة‪ ،‬خاصة ما يتعلق‬
‫بتزويدها بالتجهيزات الطبية الضرورية‪ ،‬وتعبئتها بالموارد البشرية الكافية والمؤهلة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى تسريع‬
‫إحداث المستشفى اإلقليمي الجديد بسلوان‪ ،‬ليكون بديال عن المستشفى الموجود بالناضور الذي لم يعد يلبي تطلعات‬
‫الساكنة؛‬

‫‪ ‬تفعيل مقترح تحويل موقع المحطة الطريقية من مدينة الناضور إلى تاويمة‪ ،‬مما سيخفف ضغط حركة‬
‫السير بهذه المدينة ويوفر ظروفا أحسن للسفر؛‬

‫‪ ‬وأخيرا‪ ،‬يتعين تمتيع مختلف المناطق المنتمية للمجموعة الناضورية‪ ،‬بإحداث وظائف مهيكلة جديدة‬
‫تتماشى مع خصوصية كل منطقة‪ ،‬مما سيترتب عنه تقوية العالقات الوظيفية بين هذه المناطق‪ ،‬والرقي بهذه‬
‫المجموعة إلى المكانة التي تستحقها ضمن محيطها الوطني واإلقليمي وخاصة منه المتوسطي‪.‬‬

‫بيبليوغرافيا ومصادر‬

‫بالل بوجي (‪ ،)2019‬المدينة المركزية والمجاالت المحيطة بها‪ :‬دور العالقات في تشكيل وتطوير المجموعات العمرانية ‪-‬‬
‫حالة المجموعة الناضورية ‪ ،-‬أطروحة دكتوراه في الجغرافيا‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية وجدة‪ 300 ،‬ص‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 12.90‬المتعلق بالتعمير الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.92.31‬بتاريخ ‪ 15‬من ذي الحجة (‪ 17‬يونيو‬
‫‪)1992‬‬
‫ناصر العشاوي عبد الحكيم (‪ ،)2008‬جغرافية المدن‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ 189 ،‬ص‪.‬‬
‫هرو عزي (‪ ،) 2000‬التنمية الحضرية والتنمية الجهوية‪ :‬وجدة والمجال الجهوي الشرقي‪ ،‬ورد في الرفاص محمد (تنسيق)‬
‫"المدينة المغربية بين التدبير المحلي والتنظيم الجهوي"‪ ،‬منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية الرباط‪ ،‬سلسلة‬
‫ندوات ومناظرات العدد ‪ ،85‬ص ص‪34-23 .‬‬
‫هرو عزي (‪ ،) 2000‬المدينة والوظيفة الترابية‪ :‬آليات تنظيم المجال من خالل حالة مدينة وجدة‪ ،‬ورد في أنفلوس محمد‬
‫(تنسيق) " المدينة المغربية في أفق القرن الواحد والعشرين بين الهوية الوطنية والبعد المتوسطي"‪ ،‬منشورات‬
‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالمحمدية‪ ،‬سلسلة الندوات العدد ‪ ،12‬ص ص‪.178-167 .‬‬
‫‪BASTIE B. et DEZERT B. (1980), L’espace urbain, Masson, Paris, 381 p.‬‬
‫‪Beaujeu-Garnier J. (1997), Géographie urbaine, Armand Colin, Paris, 349 p.‬‬
‫‪BERRIANE M. et HOPFINGER H. (1999), Nador petite ville parmi les grandes, Collection des villes‬‬
‫‪du monde arabe volume n° 4, Urbama, Tours, 219 p.‬‬
‫‪CASTELLS M. (1981), La question urbaine, François Maspero, Paris, 526 p.‬‬
‫‪GEORGE P. (1974), Précis de géographie urbaine, PUF, Paris, 286 p.‬‬
‫‪KAGERMEIER A. (1995), Remigration Nador II : Der tertiaresektorimlandlichenraum der provinz‬‬
‫‪Nador (Marokko) unterdemeinflussderarbeitsmigration – Le secteur tertiaire en milieu rural‬‬
‫‪de la province de Nador (Maroc) et les effets de l’émigration du travail, Passau, 280 p.‬‬

‫‪19‬‬
Revue Organisation et Territoires n°5, Octobre 2020 ISSN :2508-9188

KAGERMIER A. et MURICH (R.F.A) (1993), Structure et transformation des souks dans les régions
à forte émigration internationale. L’exemple de la province de Nador., RGM n° 15, pp. 207-
228
KHALIL A. (2016), Périurbanisation au Maroc : Concepts et réalités, In LAKHAL M. et FATEH A.
et HANZAZ M. (ed.) «Organisation et aménagement de l’espace rural au Maroc :
Recherches et actions», FLSH Rabat, IEA et INAU, pp. 31-40
MATUHE - DIRECTION DE L’AMENAGEMENT DU TERRITOIRE, Schéma de Développement
et d’Aménagement Régional de l’Oriental (SDAR) : Rapport de prospective (2000)
& Espacesdeprojetsetprogrammation (2002), Edesa, Rabat
MATUHE - DIRECTION DE L’AMENAGEMENT DU TERRITOIRE, SDAR de l’Oriental: Rapport
de prospective (2000) & Espacesdeprojetsetprogrammation (2002) & SDAULMO (2000)
MERLIN P. et CHOAY F. (1988), Dictionnaire de l’urbanisme et de l’aménagement, Presses
Universitaires de France, Paris, 723 p.
MHUAE-AGENCE URBAINE DE NADOR (2010),Etablissement du SDAU du Grand Nador,
Actualisation et mise en cohérence des plans d’aménagement sectoriels de Beni Ansar et de
la Conurbation Nador-Zghanghan : phase 1 Approche d’intervention, Dirasset International,
141 p.
MI-DIRECTION DE L’URBANISME ET DE L’AMENAGEMENT DU TERRITOIRE ET DE
L’ENVIRONNEMENT(1989), Schéma Directeur d’Aménagement de l’Aire Urbaine de
Nador (1985-2005), Rapport Final
Ministère de l’Habitat et de l’Urbanisme et de l’Aménagement de l’espace, Recueil de termes et
concepts en usage au MHUAE Définition-Application, [En ligne]
http://www.mhpv.gov.ma
PAULET J.P. (2000), Géographie urbaine, Armand Colin, Paris, 315 p.
POLESED.M. et SHEAMUR R. (2005), Economieurbaine et régionale, Economica, 400 p
TROIN J. T. (1986), Petites villes et villes moyennes au Maroc : Hypothèses et réalités, In «Petites
villes et villes moyennes dans le monde arabe», Fascicule n° 16 Urbama, Tome I,
Tours, pp. 69-84
TROIN J.F. (1967), Le nord-Est du Maroc, Mise en point régionale, In « Revue de Géographie du
Maroc » n° 12, pp. 5-41
TROIN J.F. (1975), Les souks marocains : marchés ruraux de l’espace dans la moitié nord du Maroc,
collection « connaissance du monde méditerranéen », Edisud, Aix en Provence, 503 p.
VIEILLARD-BARON H. (2008), La banlieue la question de définition, In : PAQUOT T. (ed.)
«Banlieues une anthologie»,Presses Polytechniques et Universitaires Romandes,
Lausanne, pp. 21-33

20

You might also like