Professional Documents
Culture Documents
اندونوسيا
اندونوسيا
مقدمة
المبحث االول :جغرافية اندونوسيا واالستعمار فيها
المطلب االول :جغرافية اندونوسيا
المطلب الثاني :االستعمار في اندونيسيا
:مقدمة
تعتبر إندونيسيا من أوائل البالد اإلسالمية التي تعرضت لتدخالت القوى االستعمارية،
مما خلف آثارا مهمة على السياسة اإلندونيسية المعاصرة تمثلت في الطابع التقليدي
.للسياسة والحكم وتهميش دور اإلسالم في النظام السياسي لجاكرتا
:جغرافية اندونوسيا
()1
:االستعمار في اندونيسيا
ان البرتغاليون هم أوائل األوروب يين ال ذين دخل وا إندونيس يا ،وق د اس تمر وج ودهم فيه ا
حوالي 150سنة منذ عام .1512كانت اللغة البرتغالي ة هي اللغ ة المش تركة بين أق وام
األرخبيل في القرن الس ادس عش ر ،وم ع وص ول الهولن ديين إلى المنطق ة لعب وا دور المخلِّص،
فقاتلوا البرتغاليين ،واس تطاعوا أن يهزم وهم ،وأن يخرج وهم من ج زر الهن د الش رقية ،والس يطرة على
()2
قالعهم ،بمساعدة أهالي المنطقة ،ومن َث َّم االستئثار بهذا الصيد الثمين
وقد منحت الحكومة الهولندية لهذه الش ركة ح ق عق د اتفاقي ات م ع المل وك والس الطين ،ومنه ا اتفاقي ات
الحرب والسالم ،وإقامة القالع ،وإنزال العقوبات ،وتعيين المحافظين وق واد الجيش والمس ؤولين ،فك انت
الهيئة اإلدارية للشركة ،تتمتع بصالحيات دولة وأخذت شركة الهند الشرقية الهولندية تمارس سلب ونهب
الثروات اإلندونيسية ،وتمتلك األراض ي ،وتقيم القالع ،وتق ود الجي وش واألس اطيل باس م التج ارة ،ح تى
()3
عام1800 م عندما أخذت الحكومة الهولندية بزمام األمور بنفسها
عم د الهولن ديون إلى نهب ث روات إندونيس يا الض خمة ،وأنش ئوا م زارع أداروه ا بأنفس هم
لزراعة المحاصيل التي تحتاجها أوروب ا ،وفرض وا العم ل القس ري على الس كان ،وتس ببت
سياس تهم االقتص ادية المجحف ة في ح دوث مجاع ات ،م ات في إح داها 100.000 نس مة
بسيمارانج وحدها ،بين عامي1850 - 1849 م .وقد عمل االحتالل الهولندي على تركيز
جهوده في جاوة ،ذات الثقل السكاني الكبير ،وقلب اإلسالم الن ابض بالمقاوم ة ،وجع ل قلع ة
)(1مواطن الشعوب االسالمية في اسيا " اندنوسيا" ،محمود شاكر ،مؤسسة الرسالة ،1979 ،ص .11
)(2السواتي محمود ،تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية ،ج ، 1ط، 1مكتبة اآلداب بالقاهرة ،مصر. ،د س .ص51
)(3فايز صالح ابو جابر.االستعمار في جنوب شرقي أسيا .ط.1دار البشير للنشر و التوزيع.عمان.1991.ص 161
(بتافي ا) مرك زاً ل ه ،ع ام1619 م ،وت رك ب اقي الج زر تحت حكم الس الطين المحل يين
()4
المرتبطين به بمعاهدات ،وقطع عالقة المسلمين بسائر الحكومات اإلسالمية
وفي أوائل القرن العشرين ظه رت العدي د من المنظم ات اإلس المية في إندونيس يا؛ كش ركة
إسالمي ،وجمعية الخير ،وحركة كل المسلمين ،داعية إلى يقظة المسلمين ،وتزعمت الكف اح
السياس ي ض د الهولن ديين ،فعم دت هولن دا إلى ض رب ه ذه المنظم ات بالتي ارين الق ومي
والماركس ي ،فظه رت ع دة أح زاب قومي ة وماركس ية ،ك الحزب الوط ني بزعام ة أحم د
س وكارنو (1970 - 1901م) ،والح زب الش يوعي الماركس ي ،والح زب االش تراكي
الديمقراطي ،وكان الشغل الشاغل لهذه األحزاب ،هو تحطيم طموحات المس لمين ،في إقام ة
دولة إسالمية في هذه الجزر .وحين انعقدت (لجنة االستقالل) لمناقش ة هوي ة الدول ة القادم ة
عام1945 م ،بذل ممثلو هذه األحزاب والباطني ة ك ل م ا في وس عهم ،لكي ال تك ون الدول ة
القادمة( إسالمية) ،واقترحوا قيام دولة على أساس (البانتشاسيال) ،وهددوا برفض االستقالل
جملة إذا أصرَّ ممثلو التيارات اإلسالمية على أن يكون اإلسالم دينا ً للدولة وتم ح ذف الفق رة
التي تؤكد على أهمية الشريعة اإلسالمية في الدستور اإلندونيسي في ميثاق جاكرتا ،الذي تم
مقدمة للدستور عام1945 م ،فوافق ممثلو التيارات اإلس المية مض طرين على ه ذا ً اعتماده
المقترح ،وبرروا ذلك بأنه باإلمكان تعديل الدستور عبر التصويت بالبرلمان ،ال ذي س يكون
()5
من نصيبهم حتما ً عندما ُتجرى االنتخابات
استقالل اندونوسيا:
مثل هذا اإلعالن بداية المقاومة الدبلوماسية والمسلحة الثورة الوطنية اإلندونيسية التي كانت
تقات ل ض د الق وات الهولندي ة والم دنيين الم والين لهولن دا إلى أن اع ترفت األخ يرة رس ميا
باستقالل إندونيسيا في عام 1949تم التوقيع على الوثيقة من قبل س وكارنو ومحم د حات ا ،
الذي تم تعيينهما في اليوم التالي رئيسا ونائبا للرئيس على التوالي اعتبر يوم إعادن استقال
اندونيسيا يوم عطلة رسمية بمرسوم حكومی صدر في 18يونيو 19496
وبعد االستقالل دخلت إندونيسيا معترك السياسة الدولية ،وتأثرت حركتها السياسية
الداخلية بأنماط التدخالت األجنبية .فبعد انتهاء الحرب الباردة سنة 1991عادت
التدخالت األجنبية لتطرح آثارها بشدة على إندونيسيا ،ويتمثل ذلك في األزمة المالية
اإلندونيسية ،وأزمة انفصال تيمور الشرقية ،وتفاقم الصراع اإلسالمي المسيحي في
إندونيسيا ،ودور البعثات التبشيرية في إذكاء الصراع الطائفي في الدولة