Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫المرسوم *‪ :‬مستقبل أوبك بلس يف السوق‬


‫ي‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل‬
‫النفطية العالمية‬

‫والت تضم اآلن ‪13‬‬


‫ينبغ اإلشارة اىل ان منظمة أوبك قد تأسست عام ‪ 1960‬بمبادرة من العراق‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫يف البدء‬
‫وه ‪ :‬السعودية وإيران والعراق واإلمارات وفنويال والجزائر‬
‫دولة من الدول المصدرة للنفط يف العالم‪ ،‬ي‬
‫ونيجنيا ‪,‬وغينيا االستوائية ‪ ،‬وتهدف المنظمة لزيادة عائدات بيع‬
‫ر‬ ‫وانغوال والكونغو وغابون وايران وليبيا‬
‫مايل ‪:‬‬
‫ي‬ ‫العالم للدول األعضاء‪ .‬لقد استهدفت االوبك من وراء تأسيسها تحقيق‬
‫ي‬ ‫النفط يف السوق‬
‫‪ -1‬تحقيق االستقرار يف اسعار النفط الخام المصدر اىل السوق العالمية ‪.‬‬
‫‪ -2‬ضورة تنظيم معدالت االنتاج من اجل دعم مستوى االسعار‪.‬‬
‫‪ -3‬زيادة العوائد النفطية للدول المنتجة للنفط االعضاء يف االوبك ‪.‬‬
‫العالم المطروح يف‬ ‫حواىل ثلث النفط‬ ‫وقد أنتجت هذه البلدان ف نهاية الثمانينات من القرن ر‬
‫العشين‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫فه مختلفة طبيعيا ‪:‬‬
‫ش عدا النفط ‪ :‬ي‬ ‫األسواق‪ .‬تضم اوبك مجموعة من البلدان المتباينة ف كل ر ئ‬
‫ي‬
‫اكن مساحة من الكويت بمائة مرة ‪ .‬ومتباينة سكانيا ‪ :‬سكان ايران ر‬
‫اكن بنحو ‪ 70‬مرة من سكان‬ ‫الجزائر ر‬
‫بحواىل ‪ 265‬مرة‬
‫ي‬ ‫النفط ‪ :‬احتياطيات السعودية ر‬
‫اكن‬ ‫ي‬ ‫قطر ‪ .‬كما انها تختلف من حيث مقدار احتياطيها‬
‫من احتياطيات الغابون ‪ .‬فضال عن التباين يف مستويات المعيشة ‪ ،‬وطبيعة االنظمة السياسية ‪.‬‬

‫صفحة ‪ 1‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬
‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫اما أوبك بلس فهو اتفاق يضم ‪ 23‬دولة مصدرة للنفط منها ‪ 13‬دولة عضوة يف األوبك‪ ،‬إضافة اىل ‪ 10‬دول‬
‫وه ‪ :‬روسيا والبحرين وعمان والسودان وجنوب السودان وكازاخستان‬
‫نفطية أخرى من خارج اوبك ي‬
‫أجنت ظروف‬
‫نوفمن ‪ 2016‬عندما ر‬
‫ر‬ ‫ومالنيا ‪ .‬جرى التوصل لهذا االتفاق يف‬
‫ر‬ ‫واذربيجان والمكسيك وبروناي‬
‫المنتجي عل التعاون مع «أوبك» إلعادة استقرار السوق‪ ،‬ألن سوق‬
‫ر‬ ‫وباف‬
‫السوق الصعبة حينها روسيا ي‬
‫النفط من الناحية العملية ال تستطيع العمل بشكل صحيح من دون قيادة‪ .‬وألن القيادة الفعلية تتعلق‬
‫الطبيغ أن تقود السعودية وروسيا هذا التحالف‪ .‬ومن المفارقات أن‬‫ي‬ ‫وتأثنها‪ ،‬كان من‬
‫بحجم إنتاج كل دولة ر‬
‫وشكاتها النفطية كانت تشكك بصورة مستمرة يف فاعلية التعاون مع أوبك‪ ،‬ورفضت روسيا التعاون‬ ‫روسيا ر‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫يختل‬ ‫شء يف كل مرة‬‫الت وجهتها أوبك لها لفعل ي‬ ‫مع أوبك يف حاالت عديدة سابقة رغم كل الدعوات ي‬
‫ً‬ ‫توازن السوق‪ّ .‬‬
‫لكن روسيا لم يعد بإمكانها تجنب أوبك‪ ،‬ألن الواليات المتحدة أصبحت مؤثرة جدا يف‬
‫السوق بفضل النفط الصخري‪ ،‬وليس بإمكان روسيا مواجهة هذا التطور من دون أوبك‪ .‬وساعد يف هذا‬
‫ً ً‬
‫الروش‪ ،‬إذ أصبحت الزيارات الرسمية والتجارية ربي البلدين أمرا ثابتا يف‬
‫ي‬ ‫السياش السعودي ‪-‬‬
‫ي‬ ‫التقارب‬
‫الت تلت نشوء التحالف‪ ،‬وانفتحت شهية «أرامكو السعودية» عل االستثمار يف روسيا‬
‫السنوات ي‬
‫وانفتحت شهية الصناديق السيادية الروسية للبحث عن استثمارات يف السعودية‪.‬‬
‫العالم‪ ،‬وحصة كل دولة من اإلنتاج‬
‫ي‬ ‫يف اجتماعات "أوبك بلس"‪ ،‬يتم تحديد حجم ضخ النفط يف السوق‬

‫للحفاظ‪ ،‬عل أسعار مننة‪ ،‬ولضمان أال يؤدي إلغراق السوق‪ .‬كما ويضمن للدول مكاسب اقتصادية‪ .‬ي‬
‫وف‬
‫أوقات األزمات‪ ،‬يفنض أن يعلن كل اجتماع لمنظمة أوبك حجما إجماليا للخفض‪.‬‬
‫ئ‬
‫مبدئ عل تخفيض إنتاجها للمرة‬ ‫وقد توافقت دول أوبك خالل اجتماع يف الجزائر يف عام ‪ 2016‬بشكل‬
‫ي‬
‫عام‬
‫ي‬ ‫تحسي أسعار النفط بعد انخفاضات قياسية شهدتها األسعار خالل‬
‫ر‬ ‫األوىل منذ عام ‪ 2008‬بهدف‬

‫صفحة ‪ 2‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬
‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫‪ 2014‬و ‪ 2015‬وصلت يف بعضها إىل ‪ ،% 70‬بسبب زيادة المعروض‪ .‬اذ انخفض سعر برميل النفط الخام‬
‫من ‪ 100‬دوالر اىل ‪ 30‬دوالرا ‪.‬‬
‫منرات اتباع اسناتيجية حصة السوق هو عدم رغبة اوبك والسعودية بشكل خاص‪ ,‬من جهة‪,‬‬
‫احدى ر‬
‫والمنتجي من خارج اوبك‪ ,‬من جهة أخرى‪ ,‬تحمل عبء خفض اإلنتاج‪ ,‬اذ اسفرت المباحثات عن إخفاق‬
‫ر‬
‫غن أن هبوط أسعار النفط إىل مستويات‬
‫يف التوصل إىل تنسيق حول خفض اإلنتاج لدعم أسعار النفط‪ ,‬ر‬
‫المنتجي بدون استثناء‪ ,‬وهو ما اشعرهم بضورة‬
‫ر‬ ‫خطنة طالت جميع‬
‫ر‬ ‫متدنية أحدث نقطة انعطاف‬
‫التوصل إىل اتفاق حول خفض اإلنتاج‪ ,‬إذ كان ضغط انخفاض األسعار يدفع باتجاه التعاون والتنسيق ‪،‬‬
‫الثائ عام ‪ 2016‬ربي أعضاء اوبك عل خفض‬ ‫ر‬
‫سنتي من اإلنتاج بدون قيود تم االتفاق يف ‪ 30‬تشين ي‬
‫ر‬ ‫وبعد‬
‫اإلنتاج بواقع (‪ )1.2‬مليون ب‪/‬ي‪ ,‬ليصل مستوى إنتاج المنظمة إىل (‪ )32.5‬مليون ب‪/‬ي ويشي تطبيق‬
‫الثائ ‪ ,2017‬ولمدة ‪ 6‬اشهر قابلة للتمديد‪ ,‬ويكون التخفيض‬ ‫ً‬
‫خفض اإلنتاج ابتداء من األول من كانون ي‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫العاش من‬ ‫وف‬
‫ونيجنيا من خفض اإلنتاج‪ ,‬ي‬
‫ر‬ ‫موحدا بنسبة(‪ )٪4.5‬يف إمدادات كل عضو‪ ,‬وتم إعفاء ليبيا‬
‫كانون االول من عام ‪ 2016‬تم االتفاق ربي منظمة اوبك وروسيا والمكسيك وكازاخستان واذربيجان‬
‫ومنتجي اخرين‪ ,‬عل التعاون يف خفض اإلنتاج‪ ,‬وأطلق عل هذا االتفاق اوبك بلس‪ ,‬ووافقت‬
‫ر‬ ‫ومالنيا‬
‫ر‬
‫روسيا والمنتجون االخرون عل خفض اإلنتاج بحدود (‪ )600‬الف ب‪/‬ي‪ ,‬وتعهدت روسيا ان تخفض‬
‫حي يتحمل المنتجون االخرون كمية الخفض المتبقية‪ ,‬واستمر العمل‬
‫اإلنتاج بواقع (‪ )300‬الف ب‪/‬ي‪ ,‬يف ر‬
‫بهذا االتفاق حت نهاية عام ‪ ,2017‬وتم االتفاق عل استمرار التعاون عل خفض اإلنتاج إىل نهاية‬
‫عام‪ .2018‬وأسهم التوصل إىل اتفاق اوبك بلس بعودة اوبك إىل اسناتيجيتها يف دعم األسعار‪ ,‬ونتيجة‬
‫ً‬
‫االتفاق المذكور وخفض اإلنتاج ارتفع متوسط السعر الفوري لسلة خامات اوبك إىل ما يقارب (‪ )52‬دوالرا‬
‫ً‬
‫عام ‪ 2017‬ثم إىل نحو (‪ )70‬دوالرا عام ‪ 2018‬بعد ان كان بلغ (‪ )40‬يف عام ‪ .2016‬اي بحدود (‪)11.8‬‬

‫صفحة ‪ 3‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬
‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫الثائ من عام‬
‫غن ان متوسط أسعار النفط لم تصل إىل ما كانت عليه قبل الصدمة يف النصف ي‬
‫دوالر‪ ,‬ر‬
‫‪.2014‬‬
‫وه ‪:‬‬
‫تأشن النقاط االيجابية يف اتفاق اوبك بلس ي‬
‫يمكن ر‬
‫ا‬
‫المنتجي االخرين أسهمت يف تقليص الفائض الذي كانت اسواق النفط‬
‫ر‬ ‫اول‪ -:‬ان اتفاقية منظمة اوبك مع‬
‫تعائ منه منذ عام ‪ ,2014‬وبسبب تقليص الفائض الموجود يف السوق حققت الدول المنتجة عوائد‬
‫ي‬
‫مالية مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة وذلك نتيجة االرتفاع الحاصل يف مستوى أسعار النفط‪ ,‬ومعت‬
‫ذلك تحسن االوضاع المالية واالقتصادية لبلدان اوبك بلس‪.‬‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫المؤشات المهمة التفاق اوبك بلس هو تراجع مخزونات النفط العالمية منذ شيان مفعول‬ ‫ثانيا ‪ -:‬من‬
‫االتفاق‪ ,‬إذ انخفضت مخزونات منظمة التعاون االقتصادي والتنمية بمقدار (‪ )234‬مليون برميل خالل‬
‫الثائ عام ‪ 2017‬إىل نيسان عام ‪ 2018‬وشكلت الواليات المتحدة أكن من نصف هذا‬
‫المدة من كانون ي‬
‫االنخفاض‪ ،‬اذ انخفضت مخزونات النفط الخام والسوائل األخرى بمقدار(‪ )162‬مليون برميل خالل المدة‬
‫المذكورة‪ .‬وبحلول نهاية نيسان عام ‪ 2018‬كانت مستويات المخزون يف كل من منظمة التعاون‬
‫‪.‬‬
‫االقتصادي والتنمية والواليات المتحدة أقل من المتوسطات يف نيسان ‪ - 2013‬أبريل ‪2017‬‬
‫ً‬
‫ثالثا ‪ -:‬سمحت العودة إىل اسناتيجية الدفاع عن األسعار يف ر‬
‫تأطن وتنسيق التعاون ربي منظمة اوبك‬
‫وه المرة األوىل يف تاري خ اوبك يستمر فيها التعاون‬
‫اساش روسيا االتحادية‪ ,‬ي‬
‫ي‬ ‫والمنتجي االخرين وبشكل‬
‫ر‬
‫السنتي‪ ,‬ويمكن القول ان هذا التعاون من خارج اوبك خفف‬
‫ر‬ ‫المنتجي من خارج اوبك لمدة تزيد عل‬
‫ر‬ ‫مع‬
‫عبء التخفيض يف حال لو تحملت منظمة اوبك وحدها ذلك‪ ,‬ويعد حالة صحية للتنسيق يف المساهمة يف‬
‫استقرار السوق النفطية‪.‬‬

‫صفحة ‪ 4‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬
‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫انهيار أسعار النفط عام ‪2020‬‬


‫أصابت صناعة النفط العالمية صدمتان يف آن واحد عل صعيدي العرض والطلب خالل شهر آذار‬
‫المنتجي ‪ ،‬اذ أدت‬
‫ر‬ ‫‪ ،2020‬إذ خفض وباء كورونا من استهالك الوقود وزادت حدة المنافسة السوقية ربي‬
‫غن مسبوق يف الطلب عل النفط وصل اىل نحو ‪ 30‬مليون برميل يوميا‬
‫إجراءات العزل العالمية إىل انهيار ر‬
‫وف مقابل صدمة الطلب بهذا الحجم الهائل ظهرت تخمة عرض هائلة بسبب الغاء أوبك جميع القيود‬
‫‪ ،‬ي‬
‫إضاف لإلمداد قدره ‪ 1.5‬مليون‬
‫ي‬ ‫عل إنتاجها اعتبارا من األول من نيسان بعد ما رفضت روسيا تأييد خفض‬
‫والمنتجي من‬
‫ر‬ ‫ويعت انهيار االتفاق أنه سيكون بوسع أعضاء أوبك‬
‫ي‬ ‫برميل يوميا حت حزيران ‪، 2020‬‬
‫خارجها نظريا الضخ كما يحلو لهم يف سوق متخمة أصال ‪ .‬وزادت السعودية واالمارات والكويت من‬
‫مليوئ برميل يف اليوم من الطاقة اإلنتاجية‬
‫ي‬ ‫حواىل‬
‫ي‬ ‫اكن‪ ،‬بفضل‬
‫انتاجها ‪ ،‬وتتمتع السعودية بقدرات إنتاجية ر‬
‫ً‬
‫غن المستغلة ‪ .‬وسعت رشكة أرامكو اىل رفع مستوى الطاقة اإلنتاجية من ‪ 12‬إىل ‪ 13‬مليون برميل يوميا ‪،‬‬
‫ر‬
‫وه لم‬
‫غن ان السعودية ال تستطيع ان تنتج يف المدى القريب اكن من ‪ 10.700‬مليون برميل يوميا ي‬
‫ر‬
‫تختن بعد اإلنتاج بمستوى ‪ 11‬مليون برميل يوميا ‪ .‬لكن السعودية تستطيع استخدام مخزوناتها النفطية‬
‫ر‬
‫قصن جدا اىل مستوى ‪ 12.3‬مليون برميل‬
‫الت تصل اىل ‪ 155‬مليون برميل لزيادة اإلمدادات يف وقت ر‬
‫ي‬
‫يوميا ‪ ،‬اذ تقوم السعودية بتخزين الخام قرب محاور االستهالك يف روتردام وأوكيناوا وميناء سيدي كرير‬
‫كبن يف أسعار النفط الخام ‪ ،‬وهو ما دفع ترامب اىل االتصال بالسعودية‬
‫المضي ‪ .‬كل ذلك أدى اىل انهيار ر‬
‫ماليي برميل يوميا من اجل‬
‫ر‬ ‫وروسيا لعقد اجتماع جديد ألوبك‪ +‬لتخفيض انتاج النفط بمقدار ‪10‬‬
‫األمريك‬
‫ي‬ ‫لمنتج النفط الصخري‬
‫ر ي‬ ‫معالجة التخمة النفطية ودفع األسعار لألعل بعد المعاناة الشديد‬
‫المرتفع الكلفة ‪ ،‬وقد عقد اجتماع أوبك‪ +‬يف ‪ 6‬نيسان ‪ 2020‬وتمخض عنه تخفيض اإلنتاج بمقدار ‪9.7‬‬
‫لحواىل ‪ %60‬من قيمته اذ انخفض الخام‬
‫ي‬ ‫مليون برميل يوميا لكنه لم يحل دون فقدان سعر النفط‬

‫صفحة ‪ 5‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬
‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫األخن من نيسان ‪ .‬وقد فاقم من تدهور السوق‬


‫ر‬ ‫األمريك اىل ‪ 18‬دوالر وخام برنت اىل ‪ 22‬دوالر يف األسبوع‬
‫ي‬
‫الكبن للمضاربات واالفتقاد اىل سعات تخزينية كافية يف المراكز الثابتة والعائمة النفطية من‬
‫ر‬ ‫النفطية الدور‬
‫بالناميل الورقية ‪.‬‬
‫خالل المتاجرة ر‬
‫كاآلئ ‪:‬‬ ‫ر‬
‫المؤشات النفطية ألوبك واوبك بلس قبل الجائحة‬ ‫كانت‬
‫ي‬
‫انتاج منظمة أوبك = ‪ 27.770‬مليون برميل يوميا‬
‫الت تسم بلس = ‪ 18.310‬مليون برميل يوميا‬
‫انتاج روسيا والدول األخرى ي‬
‫مجموع انتاج أوبك بلس = ‪ 46.080‬مليون برميل‬
‫العالم الذي نفذته أوبك بلس يف عام ‪2020‬‬
‫ي‬ ‫وكان اتفاق تخفيض اإلنتاج بنسبة ‪ 10‬يف المئة من اإلنتاج‬
‫قد جاء إلنقاذ السوق من االنهيار‪ ،‬بعد أن أدت حرب األسعار ربي روسيا والسعودية‪ ،‬وتداعيات االنكماش‬
‫العالم الناجمة عن تداعيات فايروس كورونا إىل هبوط أسعار العقود يف شهري اذار‪/‬مارس‬
‫ي‬ ‫االقتصادي‬
‫ونيسان‪/‬أبريل ‪ 2020‬إىل ما دون ‪ 10‬دوالرات ر‬
‫للنميل‪ ،‬وسجلت تسويات عقود خام غرب تكساس يف‬
‫الواليات المتحدة قيمة سلبية ألول مرة يف التاري خ‪.‬‬
‫ماليي برميل يوميا ستتقلص ربي يوليو‬
‫ر‬ ‫اتفقت مجموعة أوبك‪ +‬عل خفض اإلنتاج العالم بواقع ر‬
‫عشة‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ماليي‬
‫ر‬ ‫ماليي برميل يوميا‪ ،‬ثم يجري تخفيفها مجددا إىل ستة‬
‫ر‬ ‫وديسمن (كانون األول) إىل ثمانية‬
‫ر‬ ‫(تموز)‬
‫ئ‬ ‫ً‬
‫الت‬
‫ي‬ ‫المكسيك‬ ‫انضمام‬ ‫عل‬ ‫النهائ‬
‫ي‬ ‫االتفاق‬ ‫ويتوقف‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫نيسان‬ ‫و‬ ‫‪2021‬‬ ‫الثائ‬
‫ي‬ ‫كانون‬ ‫بي‬ ‫ر‬ ‫يوميا‬ ‫برميل‬
‫ً‬
‫يوميا من مستوى إنتاج ر‬
‫تشين األول‪/‬أكتوبر ‪ 2018‬وتطالب‬ ‫رفضت خفض إنتاجها بواقع ‪ 400‬ألف برميل‬
‫اآلئ ‪ :‬السعودية وروسيا‬
‫بتخفيض ‪ 100‬الف برميل فقط ‪ .‬وتوزعت تخفيضات االنتاح عل النحو ي‬
‫‪ 2,508‬مليون بميل يوميا لكل منهما والعراق ‪ 1.060‬مليون واالمارات ‪ 720‬الف برميل و الكويت ‪640‬‬
‫ونايجنيا ‪ 400‬الف برميل لكل منهما و أذربيجان ‪ 164‬الف برميل ‪ .‬وقد تم اعفاء‬
‫ر‬ ‫الف برميل وكازاخستان‬

‫صفحة ‪ 6‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬
‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫ايران وليبيا وفنويال من التخفيضات ‪ .‬وعل وفق حصة العراق الجديدة سيناجع انتاج العراق من ‪4.6‬‬
‫مليون برميل اىل ‪ 3.540‬مليون برميل يوميا ومن ثم ستناجع صادراته من ‪ 3.5‬مليون اىل ‪ 2.440‬مليون‬
‫لك يحافظ العراق عل نفس‬
‫للنميل ي‬
‫برميل يوميا وهو ما يستلزم ارتفاع األسعار اىل مستوى ‪ 41‬دوالرا ر‬
‫تكف لتغطية‬
‫والت ال ي‬
‫الماض والبالغة نحو ‪ 3‬مليارات دوالر ي‬
‫ي‬ ‫مستوى عائداته النفطية يف شهر آذار‬
‫الرواتب وحدها‬

‫هل كان توزي ع الحصص عادال يف اجتماع أوبك‪ +‬؟‬

‫المعيار الذي تم اعتماده يف توزي ع حصص تخفيضات اإلنتاج البالغة ‪ %23‬من انتاج كل دولة يف أوبك‪+‬‬
‫هو مستويات انتاج شهر أكتوبر ‪ 2018‬كمستوى انتاج أساس يف ضوئه تم توزي ع الحصص وهو اجراء‬
‫غريب ومريب أيضا الن المفروض ان يكون المعيار هو الشهر الذي سبق انهيار األسعار وليس بالرجوع اىل‬
‫عام ‪ 2018‬ومع ذلك فقد تم استثناء حصة السعودية وروسيا من هذا المعيار وتم تحديد انتاجهما‬
‫منة اذ ان انتاجها قبل انهيار األسعار كان ‪ 9.7‬مليون‬
‫بمستوى ‪ 11‬مليون برميل وهو ما حقق للسعودية ر‬
‫الفعل يف حصة السعودية لم يكن ‪ 2.5‬مليون برميل وانما ‪1.2‬‬
‫ي‬ ‫يعت ان التخفيض‬‫برميل يوميا وهو ما ي‬
‫ُ‬
‫وه نوع‬
‫مليون برميل ‪ .‬اما روسيا فقد تم استثناء المكثفات من حصتها و تدخل روسيا المكثفات ‪ -‬ي‬
‫عاىل الجودة من النفط الخام ‪-‬غالبا ما ُيستخلص خالل إنتاج الغاز‪ -‬يف أرقام إنتاجها من النفط‬
‫خفيف ي‬
‫تدشي‬
‫ر‬ ‫الخام ‪ .‬يصل إنتاج روسيا من مكثفات الغاز ‪ 833‬ألف برميل ومن الممكن ان يرتفع هذا الرقم مع‬
‫الصي‪،‬‬
‫ر‬ ‫سيبنيا وفتحها خط أنابيب لنقل الغاز إىل‬
‫ر‬ ‫روسيا حقول غاز جديدة ف القطب الشماىل ر‬
‫وشق‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وعل ذلك فإن حصة روسيا الحقيقية من التخفيض ليس ‪ 2.5‬مليون وانما اقل من ‪ 1.7‬مليون برميل ‪.‬‬

‫صفحة ‪ 7‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬
‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫اف ان يستغل هذه الحقائق يف الضغط لتخفيض حصته كما فعلت المكسيك وكان من‬
‫وكان عل الوفد العر ي‬
‫الت‬
‫اإلجماىل نظرا للظروف الراهنة ي‬
‫ي‬ ‫الممكن ان يطالب بعدم ادراج حصة كردستان ضمن انتاج العراق‬
‫تدفع اإلقليم اىل عدم االمتثال للمركز وكان يمكن بهذا االتجاه ان تخفض حصة العراق ما ربي ‪ 150‬اىل‬
‫‪ 200‬الف برميل يوميا ‪.‬‬

‫لماذا رفضت االمارات اتفاق أوبك بلس ؟‬

‫مليوئ برميل‬ ‫مشوع اتفاق تدعمه السعودية وروسيا لزيادة إنتاج أوبك بلس ي‬ ‫أوقفت اإلمارات مؤخ ًرا ر‬
‫ي‬
‫ً‬
‫تنته قيود اإلنتاج الحالية يف‬
‫ي‬ ‫اذ‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫نهاية‬ ‫إىل‬ ‫القائمة‬ ‫القيود‬ ‫بقية‬ ‫وتمديد‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫نهاية‬ ‫بحلول‬ ‫يوميا‬
‫بدعم من جميع الدول األخرى يف‬
‫ٍ‬ ‫أوبك‪ +‬يف نيسان ‪ ،2022‬لكن اآلن تريد كل من السعودية وروسيا‪،‬‬
‫أوبك‪ ،+‬مد االتفاقية حت نهاية العام ُ‬
‫المقبل‪ .‬وقد رفضت اإلمارات توسيع نطاق االتفاقية ما لم ر‬
‫يتغن‬
‫الحاىل‪ ،‬والذي تحدد يف نيسان ‪ 2020‬بنحو ‪1.170‬‬
‫ي‬ ‫األساش‪ ،‬وتقول اإلمارات إن مستوى انتاجها‬
‫ي‬ ‫خطها‬
‫ً‬
‫ينبغ أن يصل إىل ‪ 3.8‬مليون برميل يوميا ‪ .‬ي‬
‫وف الوقت الذي‬ ‫ي‬ ‫مليون برميل يوميا‪ ،‬منخفض للغاية‪ ،‬وإنه‬
‫غن‬
‫تؤيد فيه االمارات زيادة اإلنتاج بمعدل ‪ 400‬الف برميل يوميا شهريا من آب ولغاية نهاية العام ‪ 2021‬ر‬
‫ً‬
‫غن ضوري حاليا اذ ال يزال هناك ‪ 8‬أشهر يف االتفاقية‬
‫انها ترى ان مد الصفقة حت نهاية عام ‪ 2022‬ر‬
‫ماليي برميل وسنيد من إنتاجها‬
‫ر‬ ‫الحالية‪ ،‬وتقول اإلمارات انها تمتلك طاقة إنتاجية نفطية تقدر بأكن من ‪4‬‬
‫ماليي برميل ف اليوم مع نهاية ‪."2030‬لكن معظم دول أوبك ر‬
‫وشكائها يمتلكون أيضا حصصا‬ ‫ر‬ ‫ليصل إىل ‪5‬‬
‫ي‬
‫ماليي برميل‬
‫ر‬ ‫إنتاجية فائضة أكن‪ ،‬خصوصا المملكة العربية السعودية والعراق والكويت‪ .‬وتزيد بأكن من ‪9‬‬

‫يف اليوم‪ .‬مع التخوف من دخول هذه الكميات ي‬


‫الت ستقلب موازين اإلمدادات النفطية من دول أوبك بلس‬
‫‪.‬‬

‫صفحة ‪ 8‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬
‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫روش ألربعة أسباب‪ ،‬األول اتهام السعودية‬


‫ي‬ ‫وباختصار يمكن ان يعزى رفض اإلمارات لالقناح السعودي‪ -‬ال‬
‫والثائ هو المطالبة بإعادة احتساب حصة‬
‫ي‬ ‫وروسيا بالمبالغة يف حصة كل منهما عل حساب الدول األخرى‪.‬‬

‫الت تم عل أساسها اتفاق نيسان‪/‬ابريل‪ ، ،‬ي‬


‫والت تبلغ ‪ 3.170‬مليون‬ ‫اإلمارات عند نقطة أعل من تلك ي‬
‫برميل يوميا‪ ،‬حسب متوسط إنتاج ر‬
‫تشين األول‪/‬أكتوبر ‪ 2018‬الذي تم عل أساسه احتساب حصص‬

‫اإلنتاج وكمية التخفيضات لجميع الدول المنتجة‪ .‬وتبلغ الحصة األساس ي‬


‫الت تطالب بها اإلمارات ‪3.8‬‬
‫مليون برميل يوميا‪ .‬والسبب الثالث هو رفض الربط ربي تمديد االتفاق ر‬
‫وبي زيادة اإلنتاج يف شهر‬
‫آب‪/‬أغسطس‪ ،‬عل أن تدعو أوبك فيما بعد إىل اجتماع مستقل لمناقشة موضوع الحصص‪ .‬أما السبب‬
‫الرابع فهو رفض تمديد العمل بتخفيضات اإلنتاج إىل ما بعد نيسان‪/‬أبريل ‪ 2022‬وذلك عل خالف رغبة‬
‫ديسمن ‪.2022‬‬
‫ر‬ ‫السعودية وروسيا يف تمديد العمل باالتفاق إىل نهاية كانون األول‪/‬‬
‫وقد يكون هذا االختالف يف الرؤى والمواقف ربي االمارات والسعودية انعكاس لطبيعة التنافس االقتصادي‬
‫الشكات المتعددة الجنسيات من الحصول عل العقود‬ ‫بينهما اذ يمكن ان ُينظر إىل تهديد السعودية بمنع ر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫دئ‪ ،‬المركز‬
‫الحكومية المربحة‪ ،‬ما لم تنقل مقراتها الرئيسية إىل الرياض‪ ،‬بوصفه هجوما ضمنيا عل ير‬
‫الشكات ‪ ،‬كما ان سياسات السعودية الرامية اىل ترسيخ‬ ‫التجاري لإلمارات‪ ،‬الت تتمركز فيها معظم هذه ر‬
‫ي‬
‫ّ‬
‫سياح منافس لإلمارات‪ ،‬باتباع سياسة انفتاحية داخلية عنوانها النفيه‪ ،‬وتحرير المرأة‪،‬‬
‫ي‬ ‫أسس اقتصاد‬
‫شء‪ ،‬خاصة وأن ‪%50‬‬ ‫ر‬
‫لدئ يف كل ي‬‫وإقامة مدينة "نيوم" عل البحر األحمر شمال المملكة لتكون منافسة ر ي‬
‫االستناد من‬
‫ر‬ ‫السعوديي ‪ .‬فضال عن ان السعودية قد أعلنت مؤخرا عن تعديل قواعد‬
‫ر‬ ‫دئ هم من‬
‫من زوار ر ي‬
‫األكن منه ‪ ،‬ويستبعد القرار‪ ،‬السلع المنتجة يف المناطق‬
‫تعتن اإلمارات المتضر ر‬
‫دول الخليج‪ ،‬يف إجراء ر‬
‫الت تستخدم مكونات إشائيلية من امتيازات جمركية تفضيلية تقدمها المملكة لدول مجلس‬
‫الحرة أو ي‬
‫الخليج األخرى‪.،‬ونص القرار السعودي عل أن "كل البضائع المنتجة يف المناطق الحرة بالمنطقة‬
‫ر ي‬ ‫التعاون‬

‫صفحة ‪ 9‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬
‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫تعتن محلية الصنع‪".‬ويشمل القرار أيضا استبعاد "البضائع ال يت يدخل فيها مكون من إنتاج إشائيل‪ ،‬أو‬
‫لن ر‬
‫ائيليي‪ ،‬أو رشكات مدرجة يف اتفاق المقاطعة‬
‫صنعته رشكات مملوكة بالكامل أو جزئيا لمستثمرين إش ر‬
‫وتعتن المناطق الحرة‪ ،‬إحدى المكونات الرئيسة القتصاد اإلمارات‪ ،‬كما أنها والبحرين‪،‬‬
‫ر‬ ‫العربية إلشائيل‪".‬‬
‫الخليج اللذان يرتبطان باتفاقيات تطبيع وتعاقدات اقتصادية‬
‫ر ي‬ ‫العضوان الوحيدان يف مجلس التعاون‬
‫وتجارية مع إشائيل‪.‬‬
‫الت تعتمد عل السوق السعودية يف‬
‫وستؤدي هذه اإلجراءات السعودية اىل خسارة فادحة لإلمارات‪ ،‬ي‬
‫غن النفطية‪ .‬السعودية بالنسبة لإلمارات ه ر‬
‫الشيك التجاري األول‬ ‫األكن من صادراتها ر‬
‫تضيف النسبة ر‬
‫ي‬
‫عربيا‪ ،‬والثالث عالميا‪ ،‬لكنها ر‬
‫الشيك األول عالميا فيما يتعلق بتجارة التصدير وإعادة التصدير «العبور»‬
‫حواىل ‪ 31‬مليار دوالر‪.‬‬
‫ي‬ ‫غن النفطية‪ .‬وقد بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما عام ‪2019‬‬
‫للسلع ر‬
‫الشكات ف اإلمارات‪ ،‬وسيمتد أثرها إىل ر‬
‫الشكات‬ ‫السياسة التجارية السعودية الجديدة ستؤثر سلبا عل ر‬
‫ي‬
‫حواىل‬
‫ي‬ ‫اإلماراتية العاملة داخل السعودية‪ ،‬خصوصا يف مجاالت التجارة واالستثمار‪ .‬وتعمل يف السعودية‬
‫حواىل‬
‫ي‬ ‫مشوعا يف مجاالت مختلفة‪ ،‬بلغت قيمة استثماراتها عام ‪2019‬‬‫كنى ف ‪ 122‬ر‬
‫ي‬ ‫‪ 65‬رشكة إماراتية ر‬
‫‪ 9.2‬مليار دوالر‪ ،‬مقارنة باستثمارات سعودية يف اإلمارات بقيمة ‪ 4.3‬مليار دوالر‪ ،‬أي أقل من نصف قيمة‬
‫االستثمارات اإلماراتية‪.‬‬
‫آخر مظاهر الخالف برزت قبل أيام‪ ،‬إذ أعلنت السعودية وقف الرحالت الجوية مع اإلمارات‪ ،‬بحجة‬
‫التحوط من مخاطر انتشار رفنوس كورونا‪ .‬وتسيطر اإلمارات عل خطوط النقل الجوي للركاب والبضائع‬
‫للطنان‪ « ،‬اإلمارات واالتحاد» كما تمثل الرحالت الجوية من‬
‫الرئيسيتي ر‬
‫ر‬ ‫ربي البلدين‪ ،‬عن طريق رشكتيها‬
‫وإىل السعودية من أكن الخدمات الجوية ربحية‪ .‬وتستحوذ طائرات «اإلمارات» و «االتحاد» عل ‪ 68.5‬يف‬
‫حي يبلغ نصيب «الخطوط السعودية» ‪ 31.5‬يف المئة فقط‪.‬‬ ‫المئة من الرحالت الجوية ربي البلدين‪ ،‬يف ر‬

‫صفحة ‪ 10‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬
‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫اتيتي‪ .‬وعندما تستأنف‬


‫كتي اإلمار ر‬ ‫وال شك أن قرار وقف الرحالت الجوية سينك أثرا ماليا سيئا عل ر‬
‫الش ر‬
‫وطت جديد‪ ،‬بجانب الخطوط‬
‫ي‬ ‫لطنان‪ ،‬ستكون السعودية قد أعدت نفسها‪ ،‬بإنشاء ناقل جوي‬
‫حركة ا ر‬
‫السعودية‪ ،‬وتطلب إعادة التفاوض عل حصص رشكات ر‬
‫الطنان العاملة ربي البلدين‪ .‬ومن المرجح أن تض‬
‫السعودية عل زيادة حصة رشكاتها يف رحالت ر‬
‫الطنان إىل ‪ 50‬يف المئة عل األقل‪ ،‬وإعادة توزي ع امتيازات‬
‫الشكات الوطنية األفضلية عل ر‬
‫الشكات األجنبية ومنها اإلماراتية‪.‬‬ ‫السفر عل الخطوط الداخلية‪ ،‬بما يمنح ر‬

‫هل ر‬
‫ستجع حرب أسعار النفط مرة أخرى ؟‬

‫من الصعب جدا تكرار ما حصل يف العام ‪ 2020‬من حرب أسعار طاحنة يف السوق النفطية العالمية‬
‫السباب عديدة منها ‪ :‬أوال أن ما حدث يف العام ‪ 2020‬من انهيار ر‬
‫كبن ألسعار النفط ووصوله إىل مستويات‬
‫متدنية لم يصلها منذ عقود من الزمن ال يمكنه أن يتكرر فقد كان بسبب ضعف الطلب وإغالقات الدول‬
‫تسين أعمالها بطرق تخفف من وطأة‬
‫ر‬ ‫وبالتاىل تأقلمت عل‬ ‫وشكاتها وهذا درس استفادت منه‬‫لمصانعها ر‬
‫ي‬
‫كبنة من الدول المنتجة سواء للنفط الخام أو الصخري دور‬
‫اإلغالق لو حدث مجددا‪ ,‬كما كان لضخ كميات ر‬
‫ه الدول‬
‫يف انهيار األسعار بعد فشل التوصل إىل اتفاق يف مستويات اإلنتاج وكان أول المتأثرين منه ي‬
‫المنتجة يف المقام األول خاصة أن أغلبية الدول تعد تكلفة إنتاج النفط لديها عالية بل بعضها اضطر لبيع‬
‫وه ضبة مؤلمة لن يعملوا عل تكرارها‪ .‬ثانيا ‪ :‬ان المصالح العالمية يف سوق‬
‫النميل بأقل من سعر التكلفة ي‬
‫ر‬
‫ائ‪ .‬لذلك فإن حرب األسعار‪ ،‬إن وقعت‪ ،‬فإنها لن تستمر طويال‪،‬‬
‫أكن من الخالف السعودي – اإلمار ي‬
‫النفط ر‬
‫لسببي‪ ،‬أولهما أن الدول الصناعية بما يف ذلك الواليات المتحدة تفضل االستقرار عل التوتر وخاصة ان‬
‫ر‬
‫الت فجرت‬
‫والثائ هو أن اإلمارات‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫األمريك ‪.‬‬
‫ي‬ ‫انهيار أسعار النفط يؤثر سلبيا عل صناعة النفط الصخري‬
‫مجتمعتي‪ ،‬وستضيع عل‬
‫ر‬ ‫الخالف لن تستطيع الصمود يف حرب أسعار‪ ،‬يف مواجهة السعودية وروسيا‬

‫صفحة ‪ 11‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬
‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫جت أرباح عالية يف‬‫المنتجي من ي‬


‫ر‬ ‫التعاف االقتصادي‪ ،‬وحرمان‬
‫ي‬ ‫نفسها وعل اآلخرين فرصة االستفادة من‬
‫الحاىل ‪ .‬ثالثا ‪ :‬أن أسعار‬
‫ي‬ ‫فنة قوة الطلب وتوقعات ارتفاع األسعار إىل ‪ 80‬دوالرا عل األقل مع نهاية العام‬
‫الت قد تكون األحداث‬
‫تسن بموجة صاعدة قد يتخللها بعض الناجعات الطبيعية ي‬
‫النفط ما زالت ر‬
‫تشن إىل كش النفط‬
‫والخالفات يف "أوبك" أحد مسبباتها لكن ال يوجد حت اآلن عل األقل إشارات ر‬
‫لمساره الصاعد ودخوله يف موجة هابطة بسبب ارتفاع الطلب كما وردت تقارير من عدة جهات دولية بأن‬

‫المقبلي‪ .‬وتتلف األسعار دعما من انتشار اللقاحات ومن ي‬


‫تعاف الطلب الشي ع‬ ‫ر‬ ‫العامي‬
‫ر‬ ‫سنداد خالل‬
‫الطلب ر‬
‫يف موسم الصيف‪ ،‬بعد رواج حركة التنقل والسفر والسياحة‪ ،‬بينما تكبح المكاسب السعرية الساللة‬
‫المنتجي إىل اقتناص‬
‫ر‬ ‫الفنوس "دلتا"‪ ،‬رغم حالة القلق من احتمال عودة بعض‬
‫متغن ر‬
‫الجديدة من ر‬
‫الحصص السوقية بعد التحرر من قيود اإلنتاج ‪.‬‬

‫ر‬
‫ات – السعودي‬
‫مستقبل اوبك بلس يف ظل الخالف االمار ي‬

‫اكن‬
‫ثائ وثالث ر‬
‫منتج أوبك بلس ال ‪ 23‬خلف روسيا والسعودية ي‬
‫تحتل اإلمارات المرتبة الرابعة يف صفوف ر ي‬
‫إجماىل إنتاج دول أوبك بلس‬
‫ي‬ ‫منتج النفط يف العالم ‪ ،‬والعراق‪ .‬وتنتج االمارات أكن بقليل من ‪ %7‬من‬
‫ر ي‬
‫الخاضعة لنظام الحصص‪ ،‬باستثناء إيران وفنويال وليبيا ‪.‬‬
‫سيؤدي العجز عن التوصل التفاق ربي االمارات والسعودية ومعها كل دول أوبك بلس األخرى اىل تضييق‬

‫سنفع أسعار النفط الخام بشدة‪ .‬لكن ثمة تصور در ي‬


‫ام آخر‬ ‫الخناق عل السوق المتأزم بالفعل‪ ،‬ما ر‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الت ستشهد‬
‫محتمل‪ ،‬وهو أن تنهار وحدة أوبك‪ +‬بالكامل‪ ،‬األمر الذي سيمثل خطرا عل السوق النفطية ي‬
‫ً‬
‫اضطرابات واسعة يف أسعار النفط العالمية ألنه بذلك كل دولة ستنتج وفقا لما تراه‪ ،‬وهو ما يض سعر‬
‫القصن‪ .‬إذا لم يتم االتفاق سيؤدي ذلك إىل ارتفاع يف األسعار أيضا؛ ألن االتفاقية‬
‫ر‬ ‫برميل النفط يف المدى‬

‫صفحة ‪ 12‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬
‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫الحالتي سيؤدي إىل االرتفاع يف‬


‫ر‬ ‫العالم‪ .‬وهنا حدوث أي من‬
‫ي‬ ‫القديمة تقلل من حجم اإلمدادات يف السوق‬
‫االسعار قياسا عل انخفاض المعروض مقارنة بالطلب‪ .‬اذ من دون اتفاق‪ ،‬سيكون مستوى إنتاج اوبك‬
‫بلس يف أغسطس‪/‬آب المقبل أو حت بعده مماثال لإلنتاج يف يوليو‪/‬تموز‪ ،‬هذا ما ألمح إليه وزير الطاقة‬
‫المرجغ‬
‫ي‬ ‫"بلومبنغ يئ يف" (‪ ، )Bloomberg tv‬مما دفع سعر الخام‬
‫ر‬ ‫عن‬
‫السعودي عبد العزيز بن سلمان ر‬
‫للنميل تقريبا‪ ،‬ألن السوق كانت تتوقع‬
‫قياش منذ ‪ 2014‬ليبلغ ‪ 77‬دوالرا ر‬
‫ي‬ ‫يف الواليات المتحدة إىل مستوى‬
‫ر‬
‫الشء عل األقل‪ .‬إن عدم التوصل إىل اتفاق حول زيادة اإلنتاج يف أغسطس‪/‬آب وبعده‬
‫زيادة اإلنتاج بعض ي‬
‫سينك السوق يف حالة نقص أكن من السابق‪ ،‬اذ أن الطلب سيتحسن مع تقدم حمالت التلقيح‪.‬‬
‫ينبغ االشارة اىل الخطر األول عل اوبك بلس هو انسحاب اإلمارات من صفوفه عل غرار قطر يف ‪2018‬‬
‫ي‬
‫واإلكوادور يف ‪ ،2019‬لكن الطالق بعيد األن والمحادثات تتواصل يف الكواليس لرأب الصدع وايجاد حل‬
‫االمريك جو بايدن عل ايجاد “حل‬
‫ي‬ ‫مناسب لألطراف المتنازعة كافة ‪ .‬فيما حثت إدارة الرئيس الرئيس‬
‫توفيف” يف محادثات أوبك بلس المتعنة بشأن إنتاج النفط‪ .‬يبدو ان سيناريو التهدئ ة سيخفف من ح دة‬
‫ي‬
‫عالم أو‬
‫الخالفات ربي االمارات والسعودية ب دل م ن االستمرار ف ي التصعي د‪ ،‬س واء عل ى الصعي د اال ي‬
‫السياس ي‪ ،‬ويع زز إمكاني ة تحق ق ه ذا الس يناريو س لوك الطرفي ن المعت اد ف ي التعام ل م ع كثي ر م ن القضاي ا‬
‫المتداخل ة؛ إذ اعت ادت الري اض التغاف ل ع ن بع ض تج اوزات اإلمارات س واء ضم ن عملي ات التحال ف أو‬
‫ف ي قضاي ا أخ رى م ن أج ل أن تحاف ظ عل ى عالقتها به ا‪ ،‬واإلمارات أيض ًـا تعتم د عل ى سياس ة النف س‬
‫الطوي ل‪ ،‬وه و م ا يدفعه ا ف ي كثي ر م ن األحيان إل ى تجن ب الص دام م ع الس عودية‪ .‬لك ن ثم ة عوام ل تضع ف‬
‫إمكاني ة تحق ق ه ذا الس يناريو؛ وه ي أن كل م ن الري اض وأب و ظب ي تتنافس ان ف ي نف س المج ال الحي وي‬
‫والجغراف ي‪ ،‬وه و م ا يفس ر مس توى االنتقادات المتبادل ة بي ن الطرفي ن‪ ،‬فالخ الف ف ي حقيق ة األمر ال‬
‫يتعلق بخالفات أوب ك‪ ،‬أو بمن ع اس رتناد البضائ ع اإلماراتية ومن ع الس فر إليه ا‪ ،‬ب ل يتعل ق ب أن اإلمارات ب دأت‬

‫صفحة ‪ 13‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬
‫أوراق سياسات يف اسواق النفط الدولية‬

‫تش عر أنه ا أصبح ت ق وة منافس ة للس عودية ‪ .‬وهناك سيناريو آخر وهو الس يناريو المرج ح‪ ،‬ويفت رض ه ذا‬
‫الس يناريو اس تمرار العالق ة بي ن البلدي ن‪ ،‬ولك ن لي س بنف س الوتي رة الس ابقة؛ بس بب ظه ور مس تجدات‬
‫عل ى عالقتهما‪ .‬ويع زز إمكاني ة تحق ق ه ذا الس يناريو تش ابك المصال ح الخليجي ة وتعقده ا وارتباطه ا بأس واق‬
‫النف ط‪ ،‬وه و م ا س يدفع أطراف دولي ة للتدخ ل م ن أج ل من ع تفاق م الوض ع‪ ،‬مما س يدفع كل م ن الري اض‬
‫ً‬
‫وأب و ظب ي إل ى االلنام باألهداف المش نكة‪ ،‬لك ن لي س بنف س الثق ة المتبادل ة س ابقا ‪ .‬وعل ذلك يبدو ان‬
‫االحتمال المرجح هو ان اوبك بلس ستستمر عل األقل خالل مدة جائحة كورونا يف أداء دورها الموازن يف‬
‫ائ‬
‫السوق النفطية العالمية وستستمر تحمل عبء التكييف وأداء دور المنتج المتأرجح وان الخالف االمار ي‬
‫العالم عموما ‪.‬‬
‫ي‬ ‫– السعودي سيجري احتواءه للمحافظة عل مصلحة دول أوبك بلس ولمصلحة االقتصاد‬
‫(*) أستاذ علم االقتصاد يف جامعة البضة‬

‫النش ر‬
‫بشط االشارة اىل المصدر‪12 .‬‬ ‫اقيي‪ .‬يسمح بأعادة ر‬
‫االقتصاديي العر ر‬
‫ر‬ ‫حقوق ر‬
‫النش محفوظة لشبكة‬
‫تموز ‪2021‬‬
‫اقيي‬
‫االقتصاديي العر ر‬
‫ر‬ ‫‪ – Iraqi Economists Network‬شبكة‬

‫صفحة ‪ 14‬من ‪14‬‬ ‫مستقبل أوبك بلس في السوق النفطية العالمية‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬نبيل المرسومي‬

You might also like