Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 35

‫نقابة المحامين الفلسطينيين‬

‫لجنة التدريب‬
‫مركز غزة‬

‫بحث بعنوان ‪:‬‬


‫"ماهية السندات التنفيذية وفقا ألحكام قانون التنفيذ الفلسطيني‬
‫رقم (‪ )23‬لسنة ‪2005‬م "‬
‫دراسة تحليلية‬

‫إعداد المحامي المتدرب‬

‫مهند عبد الكريم محمد مقداد‬

‫‪1443‬ه‪2021-‬م‬
‫قال تعالى‪:‬‬

‫ين آ َمنُوا إِ َذا تَ َدايَ ْنتُ ْم بِ َدي ٍْن إِلَى أَ َج ٍل ُم َس ًّمى فَا ْكتُبُوهُ َو ْليَ ْكتُبْ بَ ْينَ ُك ْم َكاتِبٌ‬ ‫(( يَا أَيُّهَا الَّ ِذ َ‬
‫ق َو ْليَتَّ ِ‬
‫ق هَّللا َ‬ ‫ب َك َما َعلَّ َمهُ هَّللا ُ فَ ْليَ ْكتُبْ َو ْليُ ْملِ ِل الَّ ِذي َعلَ ْي ِه ْال َح ُّ‬
‫ب َكاتِبٌ أَ ْن يَ ْكتُ َ‬‫بِ ْال َع ْد ِل َوال يَأْ َ‬
‫‪1‬‬
‫َربَّهُ ))‬

‫صدق هللا العظيم‬

‫‪ 1‬سورة البقرة آية ‪282‬‬

‫‪2‬‬
‫إهــــــداء‬

‫ي الغاليين ﺃﻟﺒﺴﻬما ﷲ ﻟﺒﺎﺱ‬


‫● أﻫﺩﻱ‪ ‬ﻫﺫﺍ‪ ‬ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻀﻊـ ﺇﻟﻰ والد ً‬
‫اﻟﺼﺤﺔ والعافية‪.‬‬
‫● إلى إخوتي وأسرتي جميعا ً‪.‬‬
‫● إلى زمالئي وأصدقائي جميعا ً ‪.‬‬
‫● إلى كل من علمني حرفا ً أصبح سنا برقه يضيء الطريق أمامي ‪.‬‬
‫● إلى أستاذي أ‪ .‬خالد المدهون‪.‬‬

‫أهدي لكم هذا العمل المتواضع‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة البحث ‪:‬‬

‫الحم د هلل رب الع المين‪ ،‬والص الة والس الم على أش رف األنبي اء‬
‫والمرسلين ‪ ،‬أما بعد‪ :‬تعتبر السندات أو المدين من أهم األسس التي يقوم‬

‫عليها الحق ‪ ,‬لما كان الدين جائزاً في جميع األنظمة والقوانين كان لزام اً‬
‫أن تكون هناك قواعد ملزمة ٍ‬
‫لكل من الدائن والمدين‪ ،‬فحفظ اً لحق الدائن‬
‫أج يز الحج ز على أم وال الم دين‪ ،‬كم ا أج يز حبس ه‪ ،‬والتنفي ذ على أموال ه‬
‫وممتلكات ه‪ ،‬وذل ك حفظ اً لحق وق ال دائنين في حال ة ع دم وف اء الم دين‪،‬‬
‫وحفظ اً لحق ه فإن ه يش ترط لل دائن أن يتق دم إلى القض اء وأن يحص ل علـى‬
‫حكم يثبت فيه حقه ومطالبته للمدين‪ ،‬وحتى يمكن إجبار هذا المدين على‬
‫تنفيـذ هـذا الحكم فإنه يشترط أن يكون بيد الدائن سنداً تنفيذياً بموجبه يتم‬
‫إجب ار الم دين‪ ،‬وهـذا الس ند التنفي ذي ل ه خص ائص وش روط وأش كال‬
‫ومواص فات‪ ،‬وألهمي ة ذل ك فق د رأيت أن أق وم بدراس ة ه ذا الموض وع‬
‫موض حاً في ه م ا يتعل ق بالس ند التنفي ذي من حيث المقص ود ب ه والش روط‬
‫ال واجب توافره ا في ه ذا الس ند‪ ،‬والخص ائص المتعلق ة في الس ند التنفي ذي‬
‫وأنواعه من حيث سندات وطنية وسندات أجنبية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أهمية البحث ‪:‬‬

‫تنبع أهمية هذا البحث أنه ال يمكن التنفيذ بدون سندا تنفيذيا‪ ،‬وكما يعتبر أيضا أن السند‬
‫التنفيذي ضامنا كبيرا للتأكد من وجود حق موضوعي ما يعطي الطمأنينة إلى قاضي‬

‫التنفي ذ أو من يق وم بتنفي ذ ه ذا الس ند من وج ود حق ا موض وعيا‪ ،‬وإ ض افة إلى أن الس ند‬
‫التنفي ذي يحمي الم دين من اعت داء ال دائن وذل ك نظ را إلى ك ثرة التعام ل بالس ندات‬
‫واألحكام التنفيذية في حياة المواطن اليومية‪ ،‬وما تمليه سرعة التعامل في المعامالت‬

‫التجاري ة والمدنية‪ ،‬فه ذه الس ندات له ا من األهمي ة م ا ي دفعنا للتع رف على ماهي ة ه ذه‬
‫السندات و معرفة الجهات المختصة في تنفيذها وشروطها واإلجراءات المتبعة في هذه‬
‫السندات‪.‬‬

‫أهداف البحث ‪:‬‬

‫● تس ليط الض وء ح ول ه ذه الس ندات لم ا له ا من أهمي ة في ض مان الحق وق وص ونها‬

‫والحفاظ عليها‪.‬‬

‫● التوعي ة القانوني ة ح ول أهمي ة ه ذه الس ندات في الحي اة اليومي ة وتوض يح آلي ة تنظيمه ا‬

‫وشروطها‪.‬‬

‫● بيان السندات التنفيذية وطريقة تنفيذ األحكام القضائية الوطنية واألجنبية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫حدود البحث ‪:‬‬

‫نص وص ق انون التنفي ذ الفلس طيني رقم (‪ )23‬لس نة ‪2005‬م وذل ك حيـث تن اول الس ندات التنفيذي ة ومن‬
‫ضمنها أنواع السندات القضائية الوطنية واألجنبية والغير قضائية‪.‬‬

‫إشكاليات البحث‪:‬‬

‫ما هي األحكام التي تنظم العمل بالسندات التنفيذية المتعلقة بالحق الخاص ؟؟ وما هي السندات التي تصح‬
‫أن تكون سندات تنفيذيا وتميزها عن غيرها من السندات ؟؟‬

‫أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬

‫‪ -١‬أهمي ة التنفي ذ بالس ندات القض ائية ودوره ا في اإلس راع في تنفي ذ األحك ام القض ائية واختص ار أم د‬
‫التقاضي ‪.‬‬

‫‪ -٢‬اهتمام المشرع بالسندات التنفيذية (ومن ضمنها السندات القضائية)‪.‬‬

‫منهجية البحث ‪:‬‬

‫اعتم د الب احث في ه ذا البحث على المنهج الوص في لجم ع البيان ات و المعلوم ات من األنظم ة و الق وانين‬
‫المعم ول به ا في فلس طين وخاص ة ق انون التنفي ذ الفلس طيني رقم (‪ )23‬لس نة ‪ 2005‬م‪ ,‬و أيض ا االعتم اد‬
‫على بعض المراجع التي تناولت السندات من حيث ماهيتها وخصائصها وشروطها وأنواعها‪ ,‬كما أيضا‬
‫البيانات الواردة من التقارير و الدراسات السابقة من المواقع القانونية اإللكترونية‪ ,‬وأيضا االعتماد على‬
‫منشورات التوعية الصادرة عن العيادات القانونية في الجامعات الفلسطينية‪ ,‬حيث يعرف المنهج الوصفي‬
‫التحليلي بأنه‪ :‬يعتمد المنهج الوصفي على دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيق ا‬
‫ويوضح خصائصها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫خطة البحث‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية السند التنفيذي ‪/‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المقصود بالسند التنفيذي ‪.‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الواجب توافرها في السند التنفيذي‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص السند التنفيذي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع السند التنفيذي ‪/‬‬

‫المطلب األول‪ :‬السندات التنفيذية الوطنية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬السندات التنفيذية القضائية الوطنية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السندات التنفيذية غير القضائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السندات التنفيذية األجنبية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬السندات التنفيذية القضائية األجنبية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السندات التنفيذية الغير قضائية األجنبية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‬

‫ماهية السند التنفيذي‬

‫تنص المادة (‪ )8/1‬من قانون التنفيذ على‬

‫"‪ -2‬األس ناد التنفيذي ة هي األحك ام والق رارات واألوام ر القض ائية والنظامي ة والش رعية‬
‫ومحاضر التسوية القضائية والصلح التي تصدق عليها المحاكم النظامية والشرعية وأحكام‬
‫المحكمين القابلة للتنفيذ والسندات الرسمية والعرفية وغيرها من األسناد التي يعطيها القانون‬
‫هذه الصفة‪".‬‬

‫المطلب األول‬

‫المقصود بالسند التنفيذي‬

‫ال يعترف القانون بالحق في التنفيذ العيني إال للدائن الذي بيده سند تنفيذي‪ ,2‬والسند التنفيذي‬
‫مص طلح ق انوني ليس ل ه مج ال س وى في ق انون التنفي ذ وليس ل ه م ا يقارب ه أو يقابل ه في‬
‫القوانين األخرى يعطي بتوفره الحق للدائن في التنفيذ الجبري‪ ,‬فقد تطلب المشرع ‪3‬لتكوينه‬
‫ت وافر ع دة ش روط إذا ت وافرت تل ك الش روط أص بح المس وغ لجه ة التنفي ذ موج ودا إلجب ار‬
‫‪4‬‬
‫المدين على األداء المطلوب فالقاعدة أنه ال تنفيذ بدون سند تنفيذي‪.‬‬

‫وجدي راغب فهمي وسيد احمد محمود وسيد سالم أبو سريع‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.291‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬تنص المادة (‪ )8/1‬من قانون التنفيذ على (ال يجوز التنفيذ إال بسند تنفيذي)‪.‬‬
‫‪. 4‬وجدي راغب فهمي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪/.49‬محمد عبد الخالق عمر‪ :‬مبادئ التنفيذ‪ ،‬ط أولى دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،1974 ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪5‬‬
‫اختل ف الفقه اء في تعري ف الس ند التنفي ذي فعرف ه البعض عم ل ق انوني يتخ ذ ش كال معين ا‪,‬‬
‫‪5‬‬
‫يتضمن تأكيدا لحق الدائن الذي يريد االقتضاء الجبري‪.‬‬

‫وعرف ه آخ رون عم ل ق انوني مح دد ومكت وب ص ادر وفق ا لألوض اع القانوني ة‪ ,‬يتض من حق ا‬


‫مؤك دا في وج وده معين ا في مق داره ح ال األداء‪ ,‬يف ترض في ه حس م أي ن زاع س ابق على‬
‫صدوره حول الح ق الثابت في ه‪ ,‬يحتم على الجه ة المختصة عند الطلب منها اقتضاء الح ق‬
‫‪6‬‬
‫الوارد فيه جبرا عن المدين‪.‬‬

‫بناءاً على ذلك فإننا نرى أن التعريف الثاني أكثر شمولية وأكثر دقة وأن أي سند ال تتوافر‬
‫في ه ه ذه المكون ات يك ون ق د فق د الص فة التنفيذي ة‪ ,‬ول ذلك س نقوم في المطلب الث اني بتوض يح‬

‫الشروط الواجب توافرها في السند التنفيذي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫الشروط الواجب توافرها في السند التنفيذي‬

‫يتبين لنا من خالل تعريف السند التنفيذي أن للسند التنفيذي عدة شروط نوضحها‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون من األعمال القانونية المحددة بنص القانون ‪:‬‬

‫أن يكون السند التنفيذي عمل قانوني‪ ،‬فهو يعد عمال ألنه أداء ظاهر‪ ,‬ويعتبر قانونيا ألن ه يتم‬
‫طبقا لما يتطلبه القانون فالقانون ينظمه و يبين أحكامه ويرتب أثاره‪ .‬وهو عمل قانوني كونه‬
‫‪.29‬‬ ‫‪ 5‬فتحي والي‪ ,‬ص‬
‫‪ 6‬عبد اهلل الفرا‪ ،‬قانون التنفيذ‪ ،‬ط‪ / 2‬ص ‪44‬‬

‫‪6‬‬
‫ليس واقع ة مادي ة ب ل ل ه أث را قانوني ا‪ ,‬والس ند التنفي ذي من األعم ال القانوني ة المح ددة بنص‬

‫القانون‪ ,‬وذلك ألنه ال يعتبر سندا تنفيذيا إال ما ورد ذكره ضمن المواد (‪8/2‬و‪27‬و ‪36‬و‬
‫‪38‬و‪ )39‬من قانون التنفيذ والتي تحدد السندات التنفيذية على سبيل الحصر‪ ,‬كما ال يجوز‬
‫االتف اق على اعتب ار أي عم ل مهم ا ك ان س ندا تنفي ذيا‪ ،‬لكونه ا تعت بر من القواع د المتعلق ة‬
‫بالنظام العام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون محرر وصادر وفقا لألوضاع المقررة قانونا‪:‬‬

‫ويع ني ذل ك أن يك ون الس ند مكتوب ا‪ ,‬فم ا ليس مكتوب ا ال يع د س ندا تنفي ذيا‪ ,‬ويجب العتب ار‬
‫المحرر سندا تنفيذيا أن يكون صادر ممن يملك صدوره قانونا وذلك ليأخذ الصفة القانونية‪,‬‬
‫فالس ند ال ذي يص در عن ش خص غ ير مختص ال يعت بر تنفي ذيا‪ ,‬ولكي يعت بر رس ميا يجب أن‬
‫يكون المحرر ومصدره مختصا في دائرة اختصاصه‪ ,‬فإذا صدر عن موظف خارج دائرة‬
‫اختصاصه يعتبر السند أنه قد قرر من شخص عادي ال من موظف‪ ,‬وكما يجب أيضا أن‬
‫يك ون المح رر ق د ح رر و ص در في الش كل الق انوني المق رر وحس ب األوض اع القانوني ة‬

‫المقررة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن يتضمن أداء محقق الوجود معين المقدر حال األداء‪:‬‬

‫ويعني ذلك أن السند الذي ال يتضمن حقا موضوعيا مستوفيا للشروط التي تجير طلب تنفيذه‬
‫ال يعتبر سندا تنفيذيا‪ ,‬كما أنه ال يكون قابال القتضاء مضمونه للجهالة فيه‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أن يكون حاسما لكل نزاع سابق على صدوره‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫يفترض هنا أن يكون هناك نزاع حول الحق الموضوعي في السند وهو أن صدور السند‬
‫كان نتيجة لعمل سابق حسم النزاع حول موضوع الحق سواء من حيث وجوده أو بقائه أو‬
‫مقداره أو استحقاقه‪ ,‬لذلك فإن صدور السند يفترض معه إنهاء وحسم كل نزاع سبق صدور‬
‫الس ند‪ ,‬وكم ا أيض ا يف ترض أن يك ون هن اك ن زاع ح ول ص فة ه ذا الس ند من حيث ص حته‬
‫وبطالنه واكتسابه الصفة النهائية‪ ,‬ويعني ذلك أنه قد حسم جميع األمور المتعلقة بشكله أو‬
‫بياناته أو غير ذلك مما يترتب على ذلك صحته وبطالنه‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أال يكون مر عليه الزمن ‪:‬‬

‫وهنا تختلف مدة مرور الزمان باختالف نوع السند‪ ,‬فعلى سبيل المثال األحكام تتقادم بمرور‬
‫خمسة عشر سنة من صدورها وكذلك السندات الرسمية‪ ,‬أما السندات العرفية فتختلف مدد‬
‫التقادم باختالف الحق الثابت فيها ما بين ورقة تجارية و سند عادي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫خصائص السند التنفيذي‬

‫أوال‪ :‬انه عمل قانوني شكلي‪:‬‬

‫لكي ي رتب الس ند التنفي ذي آث اره يتطلب الق انون أن يتض من بيان ات تختل ف ب اختالف ن وع‬
‫الس ند من حيث أطراف ه والح ق الث ابت في ه‪ ,‬ف إذا ك ان رس ميا فيجب أن يتض من بي ان الجه ة‬
‫الص ادر عنه ا وتوقي ع الموظ ف المختص بإص داره‪ ,‬على س بيل المث ل س ندات ال دين المنظم‬
‫ال تي تص در عن ك اتب الع دل‪ ,‬أم ا إذا ك ان الس ند عرفي ا‪ ,‬فيجب أن يك ون الح ق الث ابت في ه‬
‫عبارة عن أداء مبلغ من النقود وال يعتبر السند العرفي المتضمن أداء آخر غير النقود سندا‬

‫‪8‬‬
‫تنفي ذيا‪ ,‬ويجب أن يتض من الس ند ت اريخ ص دوره وأن يك ون ق د نظم ض من الش كل المح دد‬
‫قانونا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬انه حجة في كل ما ورد فيه‪:‬‬

‫يختلف االحتجاج بالسند التنفيذي باختالف نوعه فإذا كان رسميا فإنه يكون له حجية مطلقة‬
‫في ك ل م ا ورد في ه من بيان ات وم ا يتض منه من ح ق باعتب اره حاس م لك ل ن زاع س ابق على‬
‫ص دوره‪ ,‬وبالت الي ال يقب ل الطعن في ه إال ب التزوير أو االع تراض علي ه‪ ,‬أم ا إذا ك ان عرفي ا‬
‫فيكون له حجية نسبية بين أطرافه ومن وقع عليه‪ ,‬لكن يجوز معها إثبات عكس الوارد فيه‬
‫أو إنكار الحق الثابت فيه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنه مفترض ضروري للتنفيذ‪:‬‬

‫أي أنه ال يجوز اللجوء لدائرة التنفيذ و الطلب منها اقتضاء الحق لصاحبه من غير أن يكون‬
‫بحوزته سندا تنفيذيا‪ ,‬يؤكد الحق الذي يرغب في اقتضائه وذلك تطبيقا لنص المادة ( ‪)8/1‬‬
‫من ق انون التنفي ذ الفلس طيني‪ ,‬ويعت بر الق انون الس ند التنفي ذي الوس يلة الوحي دة المؤك دة لطلب‬
‫ال دائن اقتض اء حق ه ج برا عن الم دين‪ ,‬وله ذا ال ي ترك الحري ة ل دائرة التنفي ذ في تق دير كفاي ة‬
‫السند التنفيذي المستوفي لشروطه للتنفيذ بموجبه‪ ,‬بل قيد القانون سلطتها في قبول السندات‬
‫‪7‬‬
‫التنفيذية طالما كانت مستوفية لشروطها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬انه كاف بذاته للتنفيذ الجبري‪:‬‬

‫فتحي والي‪ ,‬ص ‪32‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪9‬‬
‫فالسند التنفيذي له قوته الذاتية التي ال يحتاج معها إلى ما يعاضده‪ ,‬بالتالي ال يحتاج حامله‬
‫إلى إثبات مضمونه أو بياناته أو أي أمر فيه فله القوة التي يمكن معها التنفيذ بموجبه دون‬
‫إسناد خارجي‪ ,‬كما أنه له من الكفاية الذاتية ما ال يحتاج إلى أي شيء خارج عنه‪ ,‬لتوضيح‬
‫‪8‬‬
‫أو إكمال ما بداخله أو ما يتضمنه‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مؤكدا للحق الموضوعي الثابت فيه‪:‬‬

‫حيث أن الس ند يعطي حجي ة للح ق الث ابت في ه من حيث وج وده‪ 9.‬فوج ود الس ند يع ني وج ود‬
‫الح ق دون الحاج ة إلي إثب ات‪ ،‬حيث جع ل المش رع للس ند المت وافرة ش روطه من الق وة م ا‬
‫يجعل المجادلة حول موضوعه أمر صعب تطبيقا لنص المادة ‪ 32‬من قانون التنفي ذ (‪ -1‬إذا‬
‫اعترض المدين في الميعاد المحدد وأنكر الدين أو بعضه أو أنكر استمرار قيامه في ذمته‬
‫الخ ‪...‬‬
‫‪-2‬إذا كان الدين محل االعتراض ثابت اً بسند عرفي يكون لالعتراض أثر مانع من التنفيذ‬
‫‪10‬‬
‫الخ …‪ - 3 ,‬إذا كان الدين محل االعتراض ثابتاً بسند مصدق لدى كاتب العدل الخ ‪.)...‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫أنواع السندات التنفيذية‬

‫حدد المشرع األعمال القانونية التي تكتسب القوة التنفيذية وحصرها فيما ورد في‬
‫المواد (‪8/2‬و‪27‬و‪36‬و‪38‬و‪ )39‬من قانون التنفيذ الفلسطيني‪ ،‬حيث جاء في نص‬

‫‪ 8‬حمدي بارود‪ ,‬األوراق التجارية‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,1997 ,‬ص ‪ 10‬وما بعدها‬
‫‪ 9‬فتحي والي المرجع السابق ص‪32‬‬
‫‪ 10‬تنص المادة ‪ 32‬من قانون التنفيذ على ذلك‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الم ادة (‪ )8/2‬حص را للس ندات التنفيذي ة فنص ت على‪ -2( :‬األس ناد التنفيذي ة هي‬
‫األحك ام والق رارات واألوام ر القض ائية والنظامي ة والش رعية ومحاض ر التس وية‬
‫القضائية والصلح التي تصدق عليها المحاكم النظامية والشرعية وأحكام المحكمين‬
‫القابلة للتنفيذ والسندات الرسمية والعرفية وغيرها من األسناد التي يعطيها القانون‬
‫‪.‬‬ ‫هذه الصفة‬

‫ل ذلك ف إن الس ندات التنفيذي ة تنقس م إلى قس مين األول منه ا‪ :‬الس ندات الوطني ة أم ا‬
‫الثاني منها السندات األجنبية‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫السندات التنفيذية الوطنية‪:‬‬

‫تنقسم السندات التنفيذية الوطنية الى سندات قضائية وغير قضائية‪ .‬نستعرض هذه‬
‫األقسام في الفرعين اآلتيين‪:‬‬

‫الفرع األول‬

‫السندات التنفيذية القضائية الوطنية‬

‫تعرف السندات القضائية الوطنية‪:‬‬

‫تعرف السندات القضائية الوطنية (بأنها تلك السندات التنفيذية التي أصدرها القض اء الع ام أو‬
‫الخاص‪ ،‬بما يملك من سلطة الفصل في النزاعات أو بما له من سلطة والئية) وبناء على‬
‫ذلك تنحصر السندات الوطنية بما جاء في نص المادة (‪( )8/2‬األسناد التنفيذية هي األحكام‬

‫‪11‬‬
‫والق رارات واألوام ر القض ائية والنظامي ة والش رعية ومحاض ر التس وية القض ائية و الص لح‬
‫ال تي تص دق عليه ا المح اكم النظامي ة والش رعية وأحك ام المحكمين القابل ة للتنفي ذ والس ندات‬
‫الرسمية والعرفية وغيرها من األسناد التي يعطيها القانون هذه الصفة‪ ).‬والتي سنتناول كل‬
‫سند من هذه األنواع بشكل مقتضب‪.‬‬

‫األول‪ :‬األحكام‪:‬‬

‫ع رف البعض الحكم بأن ه (الح ل ال ذي يعلن ه القاض ي في خص ومة قض ائية وفق ا إلج راءات‬
‫شكلية معينة‪ ,‬بقصد حسم مركز خالفي ناتج عن تطبيق القانون في الحياة العملية)‪ ,11‬وانتقد‬
‫آخ رون ه ذا التعري ف على أن ه يخ رج من إط ار ه ذا التعري ف فال يعت بر حكم ا األعم ال‬
‫التنظيمية و اإلدارية التي تمارسها المحكمة واألوامر والقرارات التي تصدرها المحكمة بما‬
‫لها من سلطة والئية‪ ,12‬وعرفه آخرون (هو القرار الصادر في خصومة أقيمت لدى محكمة‬
‫مش كلة تش كيال ص حيحا ومختص ة‪ ,‬بم ا له ا س لطة قض ائية‪ ,‬يتض من أداء معين ا لش خص قب ل‬
‫اآلخر)‪ 13‬نرى في جميع ما ذكر من تعريفات بأنه تصلح لتعريف الحكم بشكل عام و ال تفي‬
‫بالغرض باعتباره سندا تنفيذيا‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األوامر والقراراتـ القضائية‪:‬‬

‫نص ت الم ادة (‪ )8/2‬من ق انون التنفي ذ على أن األوام ر والق رارات القض ائية من الس ندات‬
‫‪14‬‬
‫التنفيذية‪.‬‬

‫وجدي راغب فهمي‪ :‬نظرية العمل القضائى‪ ,‬رسالة جامعة عين شمس‪ ,1967 ,‬منشأة المعارف اإلسكندرية ‪1974 ,‬‬ ‫‪11‬‬

‫احمد ابو الوفا‪ .‬نظرية األحكام في قانون المرافعات‪ ,‬الطبعة الخامسة‪ ,‬منشأة المعارف اإلسكندرية ‪ ,1985‬ص ‪35‬‬ ‫‪12‬‬

‫عبد اهلل الفرا‪ ,‬قانون التنفيذ الفلسطيني‪,‬ط ‪ ,2010 . 2‬ص ‪52‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪ 14‬المادة (‪ )8/2‬من قانون التنفيذ‬

‫‪12‬‬
‫ويمكن تعري ف األوام ر والق رارات القض ائية بأنه ا "م ا يص دره القض اة من ق رارات بغ ير‬
‫‪15‬‬
‫طريق الخصومة متضمنة أداء معينا لشخص قبل اآلخر"‪.‬‬

‫ويع ني ذل ك أن األوام ر والق رارات القض ائية تص در من المح اكم بم ا له ا من س لطة والئي ة‪,‬‬
‫بصدد أعمال ال تمس أصل الحق مثال القرار الصادر بتقدير أتعاب خبير‪ ,‬وتكتسب مثل هذه‬
‫األوامر و القرارات قوتها من صفتها القضائية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬محاضر الصلح والتسوية القضائية‪:‬‬

‫نص ت الم ادة (‪ )8/2‬من ق انون التنفي ذ الفلس طيني "األس ناد التنفيذي ة هي ‪ ....‬ومحاض ر‬
‫التسوية القضائية والصلح التي تصدق عليها المحاكم النظامية والشرعية‪". ...‬‬

‫يمكن تعري ف محاض ر الص لح والتس وية القض ائية بأنه ا (تل ك المح ررات ال تي تحت وي على‬
‫اتف اق الخص وم ح ول ح ل ل نزاع معروض ا أم ام القض اء‪ ,‬المص دق علي ه من قب ل المحكم ة و‬
‫المعتبر كحكم صادر عنها) وترجع القوة التنفيذية لتلك المحاضر واعتبارها سندات تنفيذية‬
‫إلى أنها تمت أوال في محضر قضائي بما يشكل ضمانة كافية لصحة ما ورد فيها‪ ,‬باعتباره‬
‫إقرار قضائي من الخصوم ال يجوز إلى أي منهم الرجوع عنه بما يضمن استقرار المراكز‬
‫المستندة له باعتبارها صدرت بناءا على رضاء الخصوم بما يستتبع عدم جواز الطعن فيها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أحكام القضاء الخاص "أحكام المحكمين"‪:‬‬

‫‪ 15‬نبيل عمر وأحمد خليل و احمد هندي‪ ،‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪78‬‬

‫‪13‬‬
‫قضائية التحكيم‪ :‬ك ان و م ا زال يش كل التحكيم ج دال في اعتب اره جه ة من جه ات القض اء‬
‫من عدم ه و اعتب ار أحكام ه أحكام ا قض ائية من عدم ه ول ذلك اختل ف الفق ه في ع دة ن واحي‬
‫‪16‬‬
‫منها‪.‬‬

‫ذهب البعض إلى إنكار الطبيعة القضائية ألحكام المحكمين‪ ,‬ألن مصدر سلطة المحكمين ه و‬
‫اتف اق الخص وم وه و األس اس لحكم المحكمين وله ذا يك ون الحكم مج رد عنص ر تبعي لالتف اق‬
‫وفضال عن ذلك أن المحكمين ليسوا قضاة وإ نما افرد عاديين‪,‬‬

‫وذهب آخرون أن أحكام المحكمين تعد أعماال قضائية إذا صدر األمر بتنفيذها‪ ,‬حيث ربط‬
‫ه ذا الفري ق بين قض ائية الحكم وبين األم ر بتنفي ذه‪ ,‬فجع ل األم ر بالتنفي ذ ش رطا له ذه الص فة‬
‫‪17‬‬
‫وشرطا للطعن في الحكم باالستئناف أو غيره من طرق الطعن‪.‬‬

‫وي ذهب رأي ث الث والس ائد في الفق ه إلى اعتب ار أحك ام المحكمين أحكام ا قض ائية ب المعنى‬
‫الفني‪ ,‬وذلك بمجرد صدوره‪ ,‬سواء صدر أمر بتنفيذها أم لم يصدر كما يترتب عليها نفس‬
‫‪18‬‬
‫اآلثار التي ترتبها أحكام القضاء‪.‬‬

‫ومن هذا فإن حكم المحكمين يحوز القوة التنفيذية ويعتبر حجة فيما فصل فيه ويتوجب على‬
‫‪19‬‬
‫القضاء المدني التقيد به‪ ,‬وهذا ما عليه الراجح في الفقه‪.‬‬

‫واعتبر أيضا قانون التحكيم أن أحكام المحكمين تعد سندات تنفيذية بعد التصديق عليها‪ ,‬وهو‬
‫‪20‬‬
‫ذات ما قررته المادتين (‪ 8/2‬و ‪ )19/1‬من قانون التنفيذ‪.‬‬

‫عبداهلل الفرا‪ ،‬الدفع في القضية المحكمة وأثره على الدعوى‪ ،‬رسالة جامعة القدس‪ ،2001 ،‬ص ‪.181 -177‬‬ ‫‪116‬‬

‫فتحي والي‪ ,‬الوسيط فى القضاء المدني ‪ , 1980 ,‬ص ‪54‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪ 18‬آمال الفرايزي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 82‬وما بعدها‬


‫‪ 19‬عبد الرازق السنهوري‪ ,‬ج ‪ ,2‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪650‬‬
‫‪ 20‬قانون التنفيذ الفلسطيني‪ ,‬رقم ‪ 23‬لسنة ‪ ,2005‬الماده ‪8/2‬‬

‫‪14‬‬
‫ومن شروط اكتساب حكم المحكمين القوة التنفيذية‬
‫‪21‬‬
‫أال يكون الحكم صادرا في مسألة ال يجوز فيها التحكيم طبقا ألحكام قانون التحكيم‪.‬‬ ‫●‬
‫‪22‬‬
‫أن يكون متضمنا ألداء معين لشخص قبل األخر‪.‬‬ ‫●‬
‫أن يك ون مص دقا على حكم المحكمين‪ ,‬من المحكم ة المختص ة طبق ا ألحك ام ق انون‬ ‫●‬
‫‪23‬‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫السندات التنفيذية غير قضائية‬

‫هي تل ك المح ررات الرس مية و العرفي ة‪ ,‬المتض منة أداء يقب ل التنفي ذ الج بري به ا‪ ,‬س نتناول‬
‫شرح كل منها كاآلتي‪-:‬‬

‫أوال‪ :‬المحررات الرسمية‪:‬‬

‫المح ررات الرس مية هي‪( :‬أوراق ص ادرة عن موظ ف ع ام مختص‪ ,‬يق وم بتحريره ا أو‬
‫يصادق عليها وفقا للبيانات التي يحددها القانون‪ ,‬تتضمن أداء مبلغ من النقود‪ ,‬معين المقدار‪,‬‬

‫قانون التحكيم الفلسطيني‪ ,‬رقم ‪ 3‬لسنة ‪,2000‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪ 22‬المادة ‪ 8/1‬من قانون التنفيذ‬


‫‪ 23‬المادة ‪ 1‬من قانون التحكيم الفلسطيني رقم ‪2000 - 3‬‬

‫‪15‬‬
‫ح ال األداء‪ ,‬لش خص قب ل آخ ر)‪ ,24‬ومنحت الم ادة ‪ 8/2‬من ق انون التنفي ذ الس ندات الرس مية‬
‫‪25‬‬
‫صفة السندات التنفيذية‪.‬‬

‫شروط العتبار المحرر الموثق الرسمي سندا تنفيذيا وهي‪:‬‬

‫أن يكون موقعا ومصدقا عليه من الموظف المختص طبقا للقانون‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ويع ني ذل ك أن يك ون ق د ح رر من قب ل موظ ف‪ ,‬وذل ك لض مان مراع اة البيان ات واألوض اع‬


‫القانوني ة ال تي يتطلبه ا الق انون‪ ،‬والموظ ف المختص بتحري ر وتوثي ق المح ررات والتص ديق‬
‫عليها وفقا لما تنص عليه المادة ‪ 27‬من قانون التنفيذ وأيضا ما قرره قانون كتاب العدل هو‬
‫كاتب العدل‪.‬‬

‫أن يتضمن المحرر إلزام المدين بأداء معين أو دفع مبلغ من النقود‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫هذا ما نصت عليه المادة ‪ 8/1‬من قانون التنفيذ التي جاء فيها "‪ -1‬ال يجوز التنفيذ الجبري‬
‫إال بسند تنفيذي اقتضاء لحقوق مؤكدة في وجودها ومحددة في أطرافها ومعينة في مقدارها‬
‫وحالة األداء‪ .‬وأيضا ما نصت عليه المادة ‪ 27‬من نفس القانون للدائن بدين من النقود (إذا‬
‫كان دينه حال األداء ومعين المقدار وثابت اً بالكتابة بسند عرفي أو بسند مصدق لدى كاتب‬
‫عدل أو بورقة من األوراق التجارية القابلة للتظهير) أن يراجع دائرة التنفيذ لتقوم بتحصيل‬
‫الدين بعد تقديمه طلباً إليها بذلك مقروناً بإيداع سند الدين األصلي‪.‬‬

‫‪ 24‬عبد اهلل الفرا‪ ,‬قانون التنفيذ‪ ,‬ط الثانية‪ .2010 ,‬ص ‪91‬‬

‫المادة ‪ 8/2‬من قانون التنفيذ‬ ‫‪25‬‬

‫‪16‬‬
‫ثانيا‪ :‬المحررات العرفية‪:‬‬

‫نص ت عليه ا الم ادة ‪ 27‬من ق انون التنفي ذ‪ :‬لل دائن ب دين من النق ود (إذا ك ان دين ه ح ال األداء‬
‫ومعين المق دار وثابت اً بالكتاب ة بس ند ع رفي أو بس ند مص دق ل دى ك اتب ع دل أو بورق ة من‬
‫األوراق التجاري ة القابل ة للتظه ير) أن يراج ع دائ رة التنفي ذ لتق وم بتحص يل ال دين بع د تقديم ه‬
‫طلباً إليها بذلك مقروناً بإيداع سند الدين األصلي‪.‬‬

‫وبن اءا على ذل ك يمكن تعري ف الس ندات العرفي ة‪( :‬الس ند الع رفي ه و الس ند الكت ابي ال ذي‬
‫يشتمل على توقيع من صدر عنه أو خاتمه أو بصمته‪ ،‬وال يكون منظم اً أو مصدقاً عليه من‬
‫‪26‬‬
‫ِقبل موظف عام مختص أو َمن في حكمه‪).‬‬

‫‪27‬‬
‫ولكي تعتبر السندات العرفية سندات تنفيذية يجب أن تتوافر عدة شروط وهي‪:‬‬

‫شروط العتبار المحرر العرفي سندا تنفيذيا وهي‪:‬‬

‫أن يكون محله أداء مبلغ من النقود معين المقدار حال األداء‪:‬‬ ‫●‬
‫يعني هذا أن المحرر العرفي يجب أن يتضمن أداء مبلغ من النقود‪ ،‬وال يعتبر سندا‬
‫عرفي ا إذا ك ان األداء أي ش ئ آخ ر غ ير النق ود فإنه ال يعت بر س ندا تنفي ذيا في ه ذه‬
‫الحالة لمخالفته نص المادة ‪ 27‬من قانون التنفيذ‪.‬‬

‫أال يكون قد مر عليه الزمن‪:‬‬ ‫●‬


‫‪ 26‬عبد الحميد العيلة – موقعه االلكتروني‬
‫‪ 27‬عبد اهلل الفرا‪ ,‬قانون التنفيذ‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ,2010 ,‬ص ‪97‬‬

‫‪17‬‬
‫تختلف مدة مرور الزمن باختالف محل السند أو الحقوق المثبتة فيه‪ ,‬فبدل اإليجار‬
‫المثبت في سند يختلف تقادم سنده عن السند الثابت فيه مبلغ من النقود‪ ,‬وكما يختلف‬
‫م رور ال زمن ب اختالف الش خص ال ذي ي راد التنفي ذ ض ده بم وجب ه ذا الس ند‪ ,‬وبين‬
‫‪28‬‬
‫اعتبار هذا الشخص مدينا بمبلغ السند أو مسؤوال عن الوفاء أو ضامنا للوفاء به‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫السندات التنفيذية األجنبية‬

‫تعرف السندات التنفيذية األجنبية بأنها "كل سند صادر في بلد أجنبي‪ ,‬يتضمن أداء معينا‬
‫لشخص قبل اآلخر‪ ,‬ويجوز األمر بتنفيذه في فلسطين بنفس الشروط المقررة في ذلك البلد‬
‫لتنفي ذ األحك ام والق رارات الفلس طينية‪ 29.‬وق د نظمت الم واد (‪36‬و‪37‬و‪38‬و‪ )39‬من ق انون‬
‫التنفيذ إجراءات وشروط تنفيذ تلك السندات‪ ,‬وهذا لم ترد السندات األجنبية ضمن السندات‬
‫التنفيذية التي ذكرتها المادة (‪ )8‬من قانون التنفيذ وبتتبع األمر نجد أن المشرع الفلس طيني ال‬
‫يعترف للسندات التنفيذية األجنبي ة بالقوة التنفيذي ة الذاتي ة‪ ,‬وبالت الي ال يتعامل معها كس ندات‬
‫تنفيذية إال بعد صدور األمر بتنفيذها‪ ,‬وهذا ما أكدته المادة (‪ )36/1‬من قانون التنفيذ التي‬
‫تنص على "‪ -1‬األحك ام والق رارات واألوام ر الص ادرة في بل د أجن بي يج وز األم ر بتنفي ذها‬
‫في فلس طين بنفس الش روط المق ررة في ذل ك البل د لتنفي ذ األحك ام والق رارات واألوام ر‬

‫‪ 28‬عبد هللا الفرا ‪ ,‬قانون التنفيذ ‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ,2010 ,‬ص ‪98‬‬
‫‪ 29‬عبد هللا الفرا ‪ ,‬قانون التنفيذ ‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ,2010 ,‬ص ‪103‬‬

‫‪18‬‬
‫الفلسطينية فيه‪ ،‬على أال تتناقض مع القوانين الفلسطينية أو تلحق ضرراً بالمصلحة الوطنية‬
‫العليا"‪.‬‬

‫وك ذلك نص ت الم ادة(‪ )38‬تس ري أحك ام الم ادتين (‪ )36‬و (‪ )37‬على أحك ام المحكمين‬

‫الصادرة في بلد أجنبي‪ ،‬شريطة أن يكون الحكم صادراً في مسألة يجوز فيها التحكيم طبق اً‬
‫ألحكام قانون التحكيم الفلسطيني المعمول به‪.‬‬

‫ولبيان ذلك بصورة أكثر موضوعية سنقسم السندات التنفيذية األجنبية إلى نوعين‪:‬‬

‫السندات القضائية األجنبية‪.‬‬ ‫●‬


‫السندات غير القضائية األجنبية‪.‬‬ ‫●‬

‫الفرع األول‬

‫السندات القضائية األجنبية‬

‫األول األحكام و القرارات واألوامر األجنبية‪:‬‬

‫نظمت الم ادة (‪ )36‬من ق انون التنفي ذ األحك ام والق رارات األجنبي ة فنص ت على م ا يلى "‪_1‬‬
‫األحكام والقرارات واألوامر الصادرة في بلد أجنبي يجوز األمر بتنفيذها في فلسطين بنفس‬
‫الشروط المقررة في ذلك البلد لتنفيذ األحكام والقرارات واألوامر الفلسطينية فيه‪ ،‬على أال‬
‫تتن اقض م ع الق وانين الفلس طينية أو تلح ق ض رراً بالمص لحة الوطني ة العلي ا‪.‬‬
‫‪ _2‬يطلب األم ر بتنفي ذ األحك ام والق رارات واألوام ر الص ادرة في بل د أجن بي ب دعوى تق دم‬

‫‪19‬‬
‫أم ام محكم ة البداي ة ال تي ي راد التنفي ذ في دائرته ا‪ ،‬على أن تك ون تل ك األحك ام والق رارات‬
‫‪30‬‬
‫واألوامر مصدقة من الجهات المختصة حسب األصول"‪.‬‬

‫ولكن ثار خالف في الفقه حول حق االعتراف لهذه القرارات واألوامر األجنبية بهذه الصفة‬
‫والوصف‪-:‬‬

‫ف ذهب البعض إلى إنك ار وص ف الحكم وع دم ت رتيب آث اره علي ه بوص فه ك ذلك م ؤدي أن‬
‫الحكم األجن بي ال يعت بر حكم ا في دول ة أخ رى‪ ,‬والت الي ال يك ون ق ادرا على ت رتيب آث اره‬
‫خارج الدولة التي أصدرته‪ ,‬وبذلك على الراغب في اقتضاء حقه أن يقيم دعوى أمام قضاء‬
‫‪31‬‬
‫الدولة التي يتعين اقتضائه فيها‪.‬‬

‫في المقاب ل ذهب آخ رون إلى أن االع تراف بوص ف الحكم وت رتيب آث اره بع د ص دور أم ر‬
‫بنف اذه ‪ ,‬ي رى أنص ار ه ذا ال رأي أن على ال دول االل تزام بمراع اة الترك يز المك اني‬
‫والموض وعي للمراك ز القانوني ة ذات الط ابع ال دولي‪ ,‬وذل ك عن د تحدي دها الق انون ال واجب‬
‫التط بيق على تل ك المراك ز‪ ,‬بم ا يتالءم م ع من ع االحتي ال على ق انون معين‪ ,‬بمع نى أن ال‬
‫يع ترف للحكم األجن بي ب أي مكان ة م ا لم يس توفي بعض األوص اف ال تي تض من ل ه الص حة‬
‫‪32‬‬
‫على الصعيد الدولي‪.‬‬

‫أم ا ال رأي الث الث يتمث ل بمب دأ المعامل ة بالمث ل ويتلخص ه ذا ال رأي في أن يعام ل الحكم‬
‫األجنبي في الدولة الوطنية ذات المعاملة التي تلقاها األحكام الوطنية في الدولة األجنبية‪.‬‬

‫يشترط لتنفيذ األحكام والقرارات األجنبية عدة شروط حددتها المادتان (‪ 36/1‬و‬ ‫‪-‬‬
‫‪ )37‬من قانون التنفيذ والتي يجب أن تتوافر لتنفيذ الحكم األجنبي في فلسطين و‬
‫تتمثل بالشروط اآلتية‪:‬‬

‫‪ 30‬قانون التنفيذ الفلسطيني ‪ ,‬رقم ‪ 23‬لسنة ‪2005‬‬


‫‪ 31‬عز الدين عبد هللا ‪ ,‬القانون الدولي الخاص ‪ ,‬ج ‪ , 2‬ط ‪ , 1977 , 8‬ص ‪875‬‬
‫‪ 32‬عنايب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪308-307‬‬

‫‪20‬‬
‫أن يكون الحكم األجنبي صادرا من محكمة مختصة‪:‬‬ ‫●‬

‫نص ت الم ادة (‪ )37/1‬من ق انون التنفي ذ "‪ _1‬أن تك ون مح اكم دول ة فلس طين غ ير مختص ة‬
‫وحدها بالفصل في المنازعة التي صدر فيها الحكم أو القرار أو األمر‪ ،‬وأن تكون المحاكم‬
‫األجنبي ة ال تي أص درته مختص ة به ا طبق اً لقواع د االختص اص القض ائي ال دولي المق ررة في‬
‫قانونها‪.‬‬

‫وه ذا يع ني أن تحدي د االختص اص يتم وفق ا لقواع د االختص اص ال دولي في ق انون‬


‫الدول ة األجنبي ة ال تي أص درت محاكمه ا الحكم أو الق رار وليس وفق ا لقواع د‬
‫االختص اص ال دولي الفلس طينية‪ ,‬وان مس ألة اختص اص المحكم ة مص درة الحكم من‬
‫المسائل اإلجرائية التي تخضع لقانون أصول المحاكمات في دولة القاضي مصدر‬
‫‪33‬‬
‫الحكم‪.‬‬

‫أن يتضمن إلزام المحكوم عليه بأداء معين‪:‬‬ ‫●‬

‫إذا أن ما ال يتضمن أداء ال يقبل التنفيذ‪ ,‬بالتالي يعتبر الحكم واألمر سندا تنفيذيا أيا‬
‫‪34‬‬
‫كان األداء الثابت فيه سواء ماليا أو غير مالي أو تسليم شيء‪.‬‬

‫أن يكون حائزا لقوة األمر المقضي به‪:‬‬ ‫●‬

‫‪ 33‬عنايب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪241‬‬


‫‪ 34‬عز الدين عبد هللا ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪325‬‬

‫‪21‬‬
‫وال يكون الحكم أو األمر كذلك إال إذا استنفذ طرق الطعن العادية فأصبح غير قابل‬
‫لالستئناف‪ ,‬واكتساب الحكم األجنبي قوة األمر المقضي به ال يكون حسب القانون‬
‫الفلسطيني وإ نما حسب قانون الدولة التي أصدرته محاكمها‪ ,‬فقد يكون الحكم حائزا‬
‫لق وة األم ر المقض ي ل ه إذا ك ان نهائي ا و ق د تعطي للحكم القطعي وق د تعطي للحكم‬
‫الب ات فق ط‪ ,‬ل ذلك أوجبت الم ادة ( ‪ )37/2‬من ق انون التنفي ذ أن يتم تحدي د تل ك الق وة‬
‫‪35‬‬
‫حسب القانون األجنبي‪.‬‬

‫عدم تناقض أو تعارض الحكم أو األمر أو القرار مع القانون الفلسطيني و‬ ‫●‬


‫المصلحة الوطنية العليا‪:‬‬

‫نص ت الم ادة (‪ )36/1‬من ق انون التنفي ذ أن ال يخ الف الحكم األجن بي الق انون‬
‫الفلس طيني‪ ,‬وأال يتع ارض م ع المص لحة الوطني ة العلي ا‪ ,‬ويع ني ذل ك إذا م ا تع ارض‬
‫الحكم األجنبي مع القوانين المحلية سيؤدي إلى عدم جواز تنفيذ هذا الحكم أيا كان‬
‫حجم و طبيعة التعارض و المخالفة للقانون الفلسطيني‪.‬‬

‫صدوره من دولة تقبل تنفيذ األحكام الفلسطينية‪:‬‬ ‫●‬

‫هذا يعني تطبيقا لمبدأ المعاملة بالمثل الذي أخذت به المادة (‪ )36/1‬من قانون التنفيذ بنصها‬
‫" ‪ -1‬األحكام والقرارات واألوامر الصادرة في بلد أجنبي يجوز األمر بتنفيذها في فلسطين‬
‫بنفس الشروط المقررة في ذلك البلد لتنفيذ األحكام والقرارات واألوامر الفلسطينية في ه‪ ،‬على‬
‫أال تتناقض مع القوانين الفلسطينية أو تلحق ضرراً بالمصلحة الوطنية العليا‪".‬‬

‫عنايب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪909-908‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪22‬‬
‫ويع ني ذل ك إذا لم تقب ل الدول ة األجنبي ة تنفي ذ األحك ام الفلس طينية فال يج وز تنفي ذ األحك ام‬
‫الصادرة من محاكمها في فلسطين‪.‬‬

‫عدم تعارض الحكم أو القرار األجنبي مع حكم أو قرار سبق صدوره من‬ ‫●‬
‫محكمة فلسطينية‪:‬‬

‫حظ رت الم ادة (‪ )37/3‬من ق انون التنفي ذ وال تي تنص على "أال يتع ارض الحكم أو‬
‫القرار أو األمر مع حكم أو قرار أو أمر سبق صدوره من محكمة فلسطينية‪ ،‬وأن ال‬
‫يتض من م ا يخ الف النظ ام الع ام أو اآلداب العام ة في فلس طين‪ ،‬والعل ة من ذلك المن ع‬
‫فيما لو اعمل بالحكم األجنبي و ترك الفلسطيني يعني أن القضاء األجنبي هو األق در‬
‫على تحقي ق العدال ة أك ثر من القض اء الوط ني‪ ,‬بم ا ي ترتب على ه ذا التقلي ل من ق در‬

‫القضاء الوطني‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أحكام المحكمين األجنبية‪:‬‬

‫لم يح دد ق انون التنفي ذ جه ة التحكيم األجن بي ال تي يمكن تنفي ذ أحكامه ا‪ ,‬حيث تش مل‬
‫أحك ام المحكمين األحك ام الص ادرة من هيئ ات التحكيم الدولي ة أو هيئ ات التحكيم‬
‫المحلي ة في البل د األجن بي‪ ,‬ولكن بين المش رع ش روط تنفي ذ حكم المحكمين األجن بي‬
‫وفق ا للم ادة (‪ )38‬من ق انون التنفي ذ ال تي جعلت حكم الم ادتين (‪36‬و‪ )37‬يس ري على‬
‫أحكام المحكمين الصادرة في بلد أجنبي‪ ,‬شريطة أال يكون الحكم صادرا في مسألة ال‬
‫يج وز فيه ا التحكيم طبق ا ألحك ام ق انون التحكيم الفلس طيني وبن اء على ه ذا يش ترط‬
‫‪36‬‬
‫لتنفيذ حكم المحكمين األجنبي ما يلي‪.‬‬

‫عبد اهلل الفرا ‪ ,‬قانون التنفيذ ‪ ,‬الطبعة الثانية ‪ , 2010 ,‬ص‬ ‫‪36‬‬

‫‪23‬‬
‫شروط تنفيذ حكم المحكمين األجنبي‪:‬‬

‫أن يتضمن إلزام المحكوم عليه بأداء معين‪.‬‬ ‫●‬


‫أن يكون مكتسبا لقوة األمر المقضي به‪.‬‬ ‫●‬
‫عدم تناقضه أو تعارضه مع القوانين و المصلحة الوطنية العليا‪.‬‬ ‫●‬
‫عدم تعارضه مع حكم أو قرار قضائي سابق صادر في فلسطين‪.‬‬ ‫●‬
‫عدم تعلقه بمسألة من المسائل التي ال يجوز التحكيم فيها طبقا لقانون التحكيم‪.‬‬ ‫●‬

‫الفرع الثاني‬
‫السندات غير القضائية األجنبية‬

‫قص رت الم ادة (‪ )39‬من ق انون التنفي ذ ج واز طلب التنفي ذ على المح ررات الموثق ة‬
‫الرسمية األجنبية‪ ,‬فلم يجز طلب تنفيذ المحررات العرفية األجنبية‪ ,‬واشترطت لتنفيذ‬
‫‪37‬‬
‫المحررات األجنبية ما يلي‪.‬‬

‫شروط تنفيذ المحررات األجنبية الرسمية‪//‬‬

‫أن تكون الدولة األجنبية ممن يقبل تنفيذ المحررات الرسمية الفلسطينية‪:‬‬ ‫●‬
‫وذلك إعماال لقاعدة المعاملة بالمثل المقررة في العالقات الدولية‪.‬‬

‫أن يعتبر المحرر سندا تنفيذيا بموجب قوانين بلد اإلصدار‪:‬‬ ‫●‬

‫‪ 37‬عبد هللا الفرا ‪ ,‬قانون التنفيذ ‪ ,‬الطبعة الثانية ‪ , 2010 ,‬ص‬

‫‪24‬‬
‫وذلك منعا للتحايل على قوانين البلد األجنبي باللجوء لتنفيذ ما يحظر تنفيذه‬
‫فيه ا إلى بالد تج يز التنفي ذ‪ ,‬ومنع ا من إعط اء ص فة لس ند لم تثبت ل ه تل ك‬
‫الصفة عند نشوئه‪.‬‬

‫أن يتضمن أداء معينا‪:‬‬ ‫●‬


‫تنص المادة (‪ )39‬من قانون التنفيذ التي تجيز طلب التنفيذ للمحرر األجنبي‪,‬‬
‫أيا كان األداء المثبت فيه‪ ,‬سواء أكان القيام بعمل أو االمتناع عن عمل‪ ,‬أو‬
‫إعطاء شئ‪ ,‬ما لم يكن قانون بلد اإلصدار يقيد المحررات الرسمية المعتبرة‬
‫سندا تنفيذيا أن تتضمن أداءا معينا‪.‬‬

‫أن يكون رسميا صادرا من جهة مختصة وفقا لألوضاع المقررة قانونا‪:‬‬ ‫●‬
‫ويكون األمر كذلك إذا كان صادرا من موظف عام مختص طبقا لقانون بلد‬
‫اإلصدار واتبع إصداره وتحريره اإلجراءات والبيانات المقررة قانون ا في بل د‬
‫اإلصدار‪.‬‬

‫عدم احتوائه على ما يخالف النظام العام واآلداب في فلسطين‪:‬‬ ‫●‬


‫ألن هذه القواعد ال يجوز مخالفتها وأن احتواء السند على ما يخالفها حتى لو‬
‫كان بشكل جزئي يمنع تنفيذه‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الخاتمة‬

‫ونخلص في النهاية إلى أنه ال يجوز إجراء التنفيذ بغير سند تنفيذي‪ ,‬وذلك باعتباره الوسيلة الوحي دة‬

‫المؤك دة لوج ود ح ق ال دائن عن د إج راء التنفي ذ‪ ،‬وألج ل ذل ك فق د خص المش رع الفلس طيني الس ند‬

‫التنفي ذي بخص ائص وض مانات جعلت ه يتمت ع ب القوة التنفيذي ة ت ترتب عليه ا آث ار خط يرة في الذم ة‬

‫المالية للمدين قد تصل إلى حد المساس بحريته الشخصية‪ ,‬أي أعتبر اإلجبار أهم خصائص التنفيذ‬

‫الج بري ألن ه يتم بغ ير حاج ة إلى مش اركة إيجابي ة من الم دين للوص ول إلى إع ادة الت وازن للعالق ة‬

‫القانونية التي أخلت بفعل امتناع المدين‪ ،‬وحتى يتسنى للدائن استيفاء حقه كان عليه أن يحوز هذا‬

‫السند الذي أسبغه المشرع بالصيغة التنفيذية‪ ,‬واشترط توافر شروط شكلية وأخرى موضوعية فيه‬

‫حددها في المواد‪ 8( :‬و ‪ 27‬و ‪ 36‬و ‪ 37‬و ‪ 38‬و ‪ )39‬من قانون التنفيذ الفلسطيني رقم ‪ 23‬لسنة‬

‫‪ 2005‬وال تي تنص في مجمله ا على "أن الس ند التنفي ذي يك ون إم ا نتيج ة عم ل قض ائي (ك الحكم‬

‫والقرار‪ )..‬وإ ما نتيجة عمل غير قضائي المحررات الرسمية والعرفية‪ ،‬وكقاعدة عامة فإن الس ندات‬

‫التنفيذي ة القض ائية تلحقه ا الق وة التنفيذي ة من خالل وص ف النهائي ة‪ ،‬ول ذلك الب د من الرج وع إلى‬

‫االت‪.‬‬ ‫ذه الح‬ ‫ة في ه‬ ‫د العام‬ ‫القواع‬

‫‪26‬‬
‫وأما بخصوص السندات التنفيذية األجنبية هي األخرى يتعذر تنفيذها ما لم يتم استصدار أمر من‬

‫المحاكم الفلسطينية ومهرها بالصيغة التنفيذية‪ ،‬حتى يمكن تسليط الرقابة الشكلية عليها دون التطرق‬

‫إلى موضوع سبق الفصل فيه فهي مجرد رقابة للعيوب اإلجرائية‪.‬‬

‫التوصيات‬

‫إنشاء نظام إلكتروني عصري متكامل يخدم نظام التنفيذ‪ ,‬لتالفي طول مدة التنفيذ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ويسهم في سرعة إنجاز المعامالت‪.‬‬

‫البحث عن آلية للحد من تهرب المحكوم عليهم وإ خفائهم ألموالهم والكشف عنها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫وضع هيئة خاصة في المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬مهمتها اإلشراف على قضاة‬ ‫‪-3‬‬
‫وموظفي التنفيذ وتكون مرجعاً لهم في اإلشكاالت ومعالجة األخطاء‪.‬‬

‫توصية لوزارة العدل باإلسراع في إصدار نظام التوثيق لتفعيل السندات التنفيذية في‬ ‫‪-4‬‬
‫العقود والمحررات الموثقة‪.‬‬

‫أوصي الباحثين بحصر األوراق التي لها صفة السند التنفيذي في األنظمة‬ ‫‪-5‬‬
‫الفلسطينية‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫أهم النتائج‬

‫األص ل أن ه ال تنفي ذ جبري اً ب دون س ند تنفي ذي وال س ند تنفي ذياً ب دون ص ورة‬ ‫‪-1‬‬
‫تنفيذية‪.‬‬

‫‪ -2‬السندات واردة في النظام على سبيل الحصر وال يجوز إضافة سندات جديدة‬
‫عن طري ق االجته اد أو القي اس‪ ,‬وال يج وز االتف اق بين ذوي الش أن على‬
‫إضفاء الصفة التنفيذية على محرر معين‪.‬‬

‫‪ -3‬يجب أن يك ون الس ند التنفي ذي حق اً مح دد المق دار والوج ود وح ال األداء‬


‫متضمنا إلزاما بحق أو التزاماً به‪ ,‬وعدم وجود مانع من تنفيذه ‪0‬‬

‫‪ -4‬السندات التنفيذية األجنبية يحكمها مبادئ‪ :‬وجود معاهدات أو اتفاقات خاصة‪,‬‬


‫والمعاملة بالمثل‪ ,‬عدم التعارض مع القانون الداخلي والمصلحة العليا للدولة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫المراجع ‪:‬‬
‫أوال‪:‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫سورة البقرة آية‪282 .‬‬

‫ثانيا‪:‬مراجع الفقه القانوني‪:‬‬


‫أحمد أبو الوفا‪ :‬نظرية األحكام في قانون المرافعات الطبعة الخامسة منشأة المعارف‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلسكندرية ‪.1985‬‬
‫حمدي بارود‪ :‬األوراق التجارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ,1997 ،‬غزة‪ ,‬فلسطين‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫د‪ .‬عبد اهلل الفرا‪ ,‬قانون التنفيذ‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ,2010 ,‬غزة‪ ,‬فلسطين‬ ‫‪-3‬‬
‫الدليل اإلرشادي لطلبة كلية الحقوق‪ ,‬الطبعة األولى‪ ،2011،‬غزة – جامعة األزهر‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫عب د اهلل الف را‪ :‬ال دفع بالقض ية المحكم ة وأث ره على ال دعوى القض ائية‪ ,‬رس الة جامع ة‬ ‫‪-5‬‬
‫القدس ‪2001.‬‬
‫عز الدين عبد اهلل‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬ج‪ ،2‬ط ‪.8‬‬ ‫‪-6‬‬
‫عنايب عبد الحميد ثابت‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫فتحي والي‪ ،‬الوسيط في القضاء المدني‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫قانون التحكيم الفلسطيني رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 2000‬م‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫قانون التنفيذ الفلسطيني رقم ‪ 23‬لسنة ‪ 2005‬م‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫وجدي راغب فهمي‪ :‬نظرية العمل القضائي‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪.1974 ،‬‬ ‫‪-11‬‬

‫‪29‬‬
:‫ المراجع االلكترونية‬:‫ثالثا‬

http://www.dft.gov.ps/index.php? ‫ دليل الفتوى و التشريع‬-1


option=com_dataentry&pid=5&des_id=763

‫عبد الحفيظ العيلة‬-2


https://www.facebook.com/AlmstsharbdAlhmydAlylt/posts/238941619572699

‫موقع المقتفي‬-3

http://muqtafi.birzeit.edu/links.aspx

30
‫رقم الصفحة‬ ‫الفهرس‬

‫اآلية القرآنية‬

‫االهداء‬

‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪2‬‬ ‫أهمية البحث‬

‫‪2‬‬ ‫أهداف البحث‬

‫‪3‬‬ ‫إشكاليات البحث‪:‬‬

‫‪3‬‬ ‫منهجية البحث‬

‫‪4‬‬ ‫خطة البحث‬

‫‪5‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية السند التنفيذي‬

‫‪5‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المقصود بالسند التنفيذي‬

‫‪6‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الواجب توافرها في السند التنفيذي‬

‫‪8‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص السند التنفيذي‬

‫‪10‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع السندات التنفيذية‬

‫‪11‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬السندات التنفيذية الوطنية‪:‬‬

‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬السندات التنفيذية القضائية الوطنية‬

‫‪31‬‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬السندات التنفيذية غير القضائية‬

‫‪18‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬السندات التنفيذية األجنبية‬

‫‪19‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬السندات القضائية األجنبية‬

‫‪24‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬السندات غير القضائية األجنبية‬

‫‪26‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪27‬‬ ‫التوصيات‬

‫‪28‬‬ ‫النتائج‬

‫‪29‬‬ ‫المراجع‬

‫‪30‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪32‬‬

You might also like