Professional Documents
Culture Documents
التعلم الاجتماعي3
التعلم الاجتماعي3
وللتعلم بالمالحظة 8عدة مصادر منها التفاعل المباشر مع األفراد المحيطين ،أو غير المباشر ،من
خالل وسائل اإلعالم المختلفة 8كالسينما والتلفاز ،ومواقع التواصل االجتماعي ،إضافة للقصص
والشخصيات الخيالية أو األسطورية.
-2ظهور النظرية
ظهرت نظرية التعلم االجتماعي في الوقت الذي عجزت فيه النظرية “السلوكية الراديكالية للتعلم”
عن تفسير السلوك اإلنساني ،إلهمالها العمليات العقلية الشعورية والالشعورية ،األمر الذي
استدعى وجود نظريات بديلة؛ ومنها “السلوكية االجتماعية المعرفية” والتي تدرس تأثير عوامل
مجتمعة على السلوك وهي “البيئة والسلوك والعوامل الشخصية”.
األطفال الذين شاهدوا المعتدي مُعا َقبا ً كانوا األقل ميالً لضرب الدمية.
األطفال الذين شاهدوا المعتدي دون عقاب كانوا يميلون لضرب الدمية.
األطفال الذين شاهدوا المعتدي يتم تعزيزه كانوا األكثر ميالً لضرب الدمية.
مبدأ الحتمية التبادلية :يشير إلى التفاعل بين مكونات ثالث“ :الشخص والسلوك والبيئة”
فأحيانا العوامل الشخصية هي التي تنظم السلوك ،وفي أحيان أخرى يتأثر الشخص بالبيئة،
والعمليات المعرفية لها دور في التحكم الشخص والسلوك والبيئة.
مبدأ العمليات اإلبدالية :إن تعلُم السلوك يمكن أن يكتسب على نحو بديلي ،من خالل
مالحظة النماذج دون الحاجة 8لمرور الفرد بالسلوك نفسه ،فيتم التعلُّم دون المرور بتجربة
مباشرة بالثواب والعقاب ،حيث أن مبدأ المحاولة 8والخطأ 8غير كاف لتعلم السلوك بل يجب
مالحظته.
مبدأ العمليات المعرفية :ال يحدث التعلُّم بالمالحظة على نحو أوتوماتيكي ،وإنما بشكل
انتقائي ،ويتأثر التعلُّم بالعمليات المعرفية للمالحظ ،وفقا ً للثواب والعقاب ،وتتدخل العمليات
الداخلية كاالستدالل والتوقع واإلدراك .فالسلوك المالحظ يخضع للمعالجة المعرفية لتفسيره
وتحديد الشكل األفضل له.
مبدأ عملية التنظيم الذاتي :ينظم األشخاص سلوكهم على ضوء النتائج المتوقع تحقيقها
من جراء القيام بذلك السلوك ،إذ أن توقع النتائج يحدد إمكانية تعلُم السلوك ،أو عدمه كما أن
للتوقع دوراً رئيسا ً في ممارسة السلوك واستخدامه.
-4مراحل التعلُّم بالمالحظة :
وأما عن دور التعزيز في التعلُّم بالمالحظة ،فإن تعزيز السلوك يؤدي لتعلم السلوك وتكراره ،أما
العقاب ،فهو إجراء غير مرغوب يؤدي لتقليل تكرار السلوك غير المرغوب ومنه تعريض الفرد
لمثيرات غير مرغوبة للتقليل من تكرار السلوك ،أو حرمان الفرد من التعزيز أو األشياء
المرغوبة لديه للحد من تكرار السلوك غير المرغوب.
-5نواتج التعلُّم بالمالحظة
لعل من أبرز نواتج التعلُّم بالمالحظة ،تعلُم أنماط سلوكية جديدة ،وهو أمر متوقع من الجميع
خاصة األطفال ،النعدام خبراتهم مقارنة بالبالغين ،أما عند البالغين فيزداد تعلُم السلوك في حال
تفاعلهم مع بيئة جديدة.
ومن نواتجه أيضاً ،أنه يتم التوقف عن سلوك عند معاقبة النموذج لقيامه بالسلوك ،بينما يتم القيام
بالسلوك وممارسته في حال حصول العكس ،كما يمكن تسهيل ظهور السلوك الذي تم تعلمه من
قبل ،حتى بعد إهماله أو نسيانه ،بمجرد مشاهدة نموذج يقوم به ،مما يجعل من السهل العودة
للسلوك مرة أخرى.
إال أن هناك العديد من األسئلة غير المجابة حول النظرية ،والتي ما زالت بحاجة 8إلجابات مقنعة،
كإغفال باندورا التحدث عن أهمية الذكاء والقدرات والدوافع والبناء المعرفي في استقبال أشكال
السلوك المالحظ ،كما لم يقم بتحديد العوامل التي تقف خلف اختيار السلوك المالحظ ،أضف إلى
ذلك أن النظرية لم تحدد أيهما األكثر أهمية في اكتساب السلوك المالحظ ،التعزيزات الخارجية
التي يحصل عليها الفرد من اآلخرين ،أم التعزيزات الداخلية الذاتية.
كما ترى أن تعديل السلوك يتم بناء على ما يشاهد الفرد من سلوك أو ما يتوقع من مكافأة 8في حال
قلّد ذلك السلوك ،وأن عدم قدرة األطفال على تقليد السلوك كما يجب يعود لعامل النضج الذي لم
يكتمل لديهم وهذا ما أهملته المدرسة السلوكية.
و بكلمات أخرى تم انتقاد النظرية لتركيزها على السلوكات الظاهرة ،على الرغم من قناعة
باندورا بأهمية ودور العوامل المكمونة ،ولعل السبب يعود لتش ّدده ضد التحليل النفسي ،مما جعله
يتجاهل مشكالت إنسانيّة كالصراعات وغيرها.
ولكن علينا أال نغفل دور وأهمية النظرية في تفسيرها ألسباب االختالف في أشكال التعلُّم بين
األطفال العاديين واألطفال ذوي االحتياجات الخاصة ،رغم أن كليهما يشاهد السلوك ويحاول
تقليده من خالل التفاعل االجتماعي ،كما ويمكن استخدامها في العالج النفسي وتعديل السلوك ،إذ
أنه عند المالحظة يتعلم الفرد مبادئ السلوك ،مما يتيح له فرصة التغيير والتنويع في االستجابات،
“النمذجه بل والتعديل عليها بما يتناسب وطبيع َة الموقف الذي يتعرض له ،وهو ما يطلق عليها
المجردة” أو األشكال ذات المرتبة األعلى من أشكال التعلُّم االجتماعي ،والتي يسعى فيها الفرد إلى
الوصول إلى السلوك األكثر قبوالً في المجتمع ،ويبتعد عن السلوك غير المقبول اجتماعيا ً