‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮﺱ‬

‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس – إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎع‬

‫ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺧﻠﻖ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺟﺪﻳﺪﺓ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻉ‬

‫* )ﻧﺺ اﻟﻌﺮض اﻟﺬي أﻟﻘﺎه اﻷﺳﺘﺎذ اﳌﺮﺣﻮم ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس ﰲ اﳌﺆ ﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳ ‪ ،‬ﻧﴩﺗﻪ‬
‫ﻳﻮﻣﻴﺔ اﻻﺗﺤﺎد اﻹﺷﱰا ‪ ،‬ﻋﺪد‪ ،2290 :‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ‪ 12 :‬ﻧﻮﻓﻤﱪ ‪(1989‬‬

‫ﻜﻦ زﻳﺎرة ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب‪facebook.com/History.Maghrib :‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت‬

 ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس – إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎع‬

‫ﺃﻫﻢ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺃﻧﺠﺰﻫﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬

‫ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮم أن اﻻﻧﺠﺎزات اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﻜﱪى‪ ،‬و ﰲ ﻛﻞ اﻟﺪول ﻫﻲ اﺟﺘﻬﺎدات ﺳﻮاء ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى‬
‫اﻟﻌﻠﻤﻲ أو اﻟﻔﻜﺮي أو اﻟﺪﻳﻨﻲ أو اﻟﻔﻨﻲ أو اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ‪ ،‬ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ ﺗﺎرﻳﺦ ﺷﺒﺎب اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﺟﻤﻌﺎء‪ ،‬ﻛﺒﺎر اﳌﻮﺳﻴﻘﻴ و ﻛﺒﺎر اﳌﻬﻨﺪﺳ ‪ ،‬ﻛﺒﺎر اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ‪ ،‬أﻛﱪ اﻻﻧﺠﺎزات ﰲ اﻟﻌﺎ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ‬
‫ﺷﺒﺎب ﺛﺎروا ﻋﲆ اﻟﻜﺒﺎر‪ ،‬ﺛﺎروا ﻋﲆ اﻟﻘﺪاﻣﻰ‪ ،‬ﻓﺎﻛﺘﺸﻔﻮا ﻣﺎ ﻫﻮ أﺟﻤﻞ‪ ،‬و ﻣﺎ ﻫﻮ أرﻗﻰ ﻣ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮﻓﺮ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ‪،‬و ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴ ّﺔ ﺟﻤﻌﺎء‪.‬‬
‫ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ ﻧﻘﻮل أن ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﳌﻌﺎرك اﻟﺘﻲ ﻧﻨﺎدي ﺑﻬﺎ ﰲ اﻻﺗﺤﺎد اﻹﺷﱰ ا ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ‬
‫اﻟﺸﺒﺎب‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻣﺂﻟﻬﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻠﻜﻪ ﻫﺬا اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ اﻣﻜﺎﻧﺎت و ﻣﺆﻫﻼت ﻋﲆ ﺿ ن اﻧﻔﺘﺎﺣﻪ و‬
‫ازدﻫﺎره أﻛ ﻣ ﻜﻦ‪ ،‬و ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻜﻦ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻄﻤﱧ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺼ ﻣﻌﺎرﻛﻨﺎ اﻟﻜﱪى ﻣﻦ‬
‫أﺟﻞ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ و اﻟﺪ ﻘﺮاﻃﻴﺔ و اﻻﺷﱰاﻛﻴﺔ‪ .‬أﻣﺎ إذا ﺣﺪث ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ‪ ،‬اذا ﻛﺎن ﺷﺒﺎب ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪ‬
‫ﻣﻬﻤﺸ ‪ ،‬ﻣﻘﻤﻮﻋ ‪ ،‬ﻣﻜﺒﻮﺣ ‪ ،‬ﻣﻜﺒﻮﺗ ‪ ،‬ﻣﻄﺎردﻳﻦ‪ ،‬ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﻓﻖ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ اﻵن أن‬
‫ﻧﺼﲇ ﺻﻼة اﻟﺠﻨﺎزة ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺒﻼد و ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺧﻠﻖ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻉ‬

‫و ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب أرﻳﺪ ﺑﺎﺳﻢ اﻻﺗﺤﺎد اﻹﺷﱰا ﻟﻠﻘﻮات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ أن أﻗﻮل أﻧﺎ ﻧﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻨﺎ اﻟﻜﺒ ازاء‬
‫اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻊ اﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﺗﺠﺎه اﻟﺸﺒﺎب‪ .‬إن ﺷﺒﺎب اﳌﻐﺮب ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫أﺻﺒﺢ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺴﺆوﻟ و اﻟﺤﺎﻛﻤ و ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻼد‪ ،‬ﻛ ﻟﻮ‬
‫ﻛﺎن ﻋﺒﺌﺎً ﺛﻘﻴﻼً‪ ،‬ﻋﻮض أن ﻳﺸﻜﻞ رﺻﻴﺪﻫﺎ و رأﺳ ﻟﻬﺎ اﻷﺳﺎﳼ‪ ،‬ﻧﻌﻠﻦ ﺗﺬﻣﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻛ‬
‫ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻮﺿﻮﻳ و ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺪﻣﻴ ﻋﻠ ً ﺑﺄن أرﻗﻰ و أﺳﻤﻰ ﻣﺎ أﻧﺠﺰ ﰲ ﻫﺬه‬
‫اﻟﺒﻼد اﻧﺠﺰه ﺷﺒﺎب أو ﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﻓﻜﺮﺗﻪ اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﺷﺒﺎب و ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬أﻧﻪ ﻻ ﺧ ﻳﺮﺟﻰ ﻣﻦ ﺑﻼد‬
‫ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ و ﻣﻦ ﻧﻈﺎم ﺳﻴﺎﳼ و اﻗﺘﺼﺎدي و اﺟﺘ ﻋﻲ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ‪ ،‬اذا ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺠﻮﻳﻊ و‬
‫اﻟﺘﻀﺒﻴﻊ و اﻟﺘﻤﻠﻘﻴﻊ‪ .‬اذا ﻛﺎن ﺷﺒﺎب ﻫﺬه اﻟﺒﻼد ﻳﻌﺎ ﻣﻦ ﺗﺨﻮف ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺣﻮل ﻋﻴﺸﻪ أوﻻً و ﻗﺒﻞ ﻛﻞ‬
‫ﻜﻦ زﻳﺎرة ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب‪facebook.com/History.Maghrib :‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت‬
 ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس – إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎع‬

‫ﳾء‪ ،‬و ﻳﻌﺎ ﰲ ﻣﺴﺘﻮى ﺛﺎن ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ و ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ و ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ‬
‫اﻟﺘﺄﻃ اﻟﻔﻜﺮي و اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ‪ ،‬ﺗﺤﺎول ﺧﻠﻖ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﰲ اﳌﻐﺮب‪ ،‬ﺟﻴﻞ اﻟﻀﺒﻮﻋﺔ‪ ،‬ﺟﻴﻞ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺒﴩ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﺤﺪ اﻷد ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺤﻘﻮﻗﻪ و ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﺤﺪ اﻷد ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻲ‬
‫ﺎ ﻳﺤﺪد ﻣﺼ ه و ﻣﺼ إﺧﻮاﻧﻪ و ﻣﺼ أﻗﺎرﺑﻪ و ﻣﺼ ﺟ اﻧﻪ‪ ،‬ﻻ ﺧ ﻳﺮﺟﻰ ﻣﻦ ﺑﻼد ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ‬
‫ﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﻘﻤﻊ و اﻹﻛﺮاه واﻟﺘﺨﻮﻳﻒ و اﻟﱰﻫﻴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ إن ﻣﺎ ﻧﻼﺣﻈﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻫﻮ ﺗﻜﺮﻳﺲ و ﺗﺮﺳﻴﺦ‬
‫ﻫﺬه اﳌﻌﺎﻣﻼت‪ ،‬ﻓﻤﻦ اﻟﻌﺎر ﻛﻞ اﻟﻌﺎر أن ﺗﺼﺒﺢ ﺛﺎﻧﻮﻳﺎﺗﻨﺎ و ﻛﻠﻴﺎﺗﻨﺎ و ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ ﻫﻲ ﺑﺪورﻫﺎ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ‬
‫ﻋﻦ اﻟﺸﺎرع‪ ،‬أن ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﻜﺎن ﻳﺴﻮده ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻐﺎب‪ ،‬و ﻳﻌﺎﻣﻞ ﻓﻴﻪ أﻛﱪ رﺻﻴﺪ ﺑﴩي‪ ،‬و أﻛﱪ‬
‫ﻃﺎﻗﺎﺗﻨﺎ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻛ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا أﻋﺪاء‪ ،‬ﻛ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﺧﺼﻮﻣﺎً ﻣﻀﻄﻬﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺟﻬﺰة اﻷﻣﻦ‪،‬‬
‫ﻣﻀﻄﻬﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻹدارة‪ ،‬ﻣﻀﻄﻬﺪﻳﻦ أﺣﻴﺎﻧﺎً ﺣﺘﻰ ﻣﻦ اﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻜﺎﰲ‪ ،‬ﻣﻦ‬
‫اﻟﻌﺎر أن ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻛ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻘﻂ ﻣﺼﺪرا ﻟﻠﺸﻐﺐ و ﻣﺼﺪراً ﻟﻠﺴﻴﺒﺔ و ﻣﺼﺪراً ﻟﻠﻔﻮﴇ‪ ،‬و‬
‫ﻣﺼﺪراً ﳌﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﻌﺪﻣﻴﺔ و ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﺤﻄﻴﻢ و اﻟﺘﻔﻜ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻼد ﻣﻦ اﻟﻌﺎر أن‬
‫ﻳﺴﺎﻫﻢ اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟ ﰲ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﻳﺲ و ﺗﻌﻤﻴﻖ ﻣﺴﻠﺴﻞ اﻟﺘﺠﻬﻴﻞ و اﻟﺘﻴﺌﻴﺲ و اﻟﺘﻬﻤﻴﺶ‬
‫اﻟﺬي ﻳﻌﺎ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ إﻧﻨﺎ ﻧﺮى ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑ ﻗﻮى اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ و‬
‫ﻫﺬا اﻟﻈﺮف اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ‪ ،‬و ﺑ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ و ﺑ اﻷﺟﻬﺰة اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ و ﻋﻦ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺎت‬
‫ﻟﻐﺮس أﻛ ﻣﺎ ﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻴﺄس و ﻣﻦ اﻟﺨﻮف ﰲ وﺳﻂ اﻟﺸﺒﺎب‪ ،‬و ﻹﺷﻌﺎرﻫﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺷﺒﻪ ﻣﺠﺮﻣ و أن‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺜﺒﺘﻮا ﺑﺮاءﺗﻬﻢ‪ ،‬ﻓﺎﳌﺒﺪأ اﻵن أﺻﺒﺢ ﻫﻮ اﺗﻬﺎم اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻜﻞ ﺷﺎب ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺘﻬ ً ﰲ ﻋﺪة‬
‫ﻣﺤﺎﻓﻞ‪ ،‬و ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺮاءﺗﻪ‪ ،‬ﺑﻴﻨ ﻧﻌﺮف أن اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬و اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻟﺪى‬
‫ﻛﻞ اﻟﺸﻌﻮب اﳌﺘﺤﴬة ﻫﻲ اﻟﻌﻜﺲ‪ ،‬أي أن اﳌﻮاﻃﻦ ﺑﺮيء إﱃ ﺣ اﺛﺒﺎت ﺟﺮ ﺘﻪ ﰲ ﻣﻴﺪان ﻣﻦ‬
‫اﳌﻴﺎدﻳﻦ‪.‬‬

‫ﻣﻦ اﻟﻌﺎر أن ﻳﺼﺒﺢ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﺷﻴﻮﺧﺎً ﻗﺒﻞ اﻷوان‬

‫ﻣﻦ اﻟﻌﺎر ﻛﺬﻟﻚ أن ﻧﺮى ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﳌ رﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ إﻻ ﰲ ﻏﺮس اﻟﻴﺄس و اﻟﺘﻴﺌﻴﺲ و‬
‫ﺟﻌﻞ اﻟﺸﺒﺎب و ﻫﻮ ﻳﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﺣﺘﻰ إﱃ اﻟﻌﴩﻳﻦ‪ ،‬ﻳﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﻜﻮن‪ ،‬و ﻳﻨﻈﺮ إﱃ ﺣﻴﺎﺗﻪ‪ ،‬و ﻳﻨﻈﺮ إﱃ‬
‫ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ و إﱃ ﺣﻴﻪ و إﱃ أﴎﺗﻪ ﻧﻈﺮة اﻟﻜﻬﻞ اﻟﺬي ﺗﺠﺎوز اﻟﺴﺒﻌ أو اﻟﺜ ﻧ ﺳﻨﺔ‪ .‬ﻳﺘﺤﺪث ﻛ ﻟﻮ‬
‫ﻏﻠﺒﻪ اﻟﺰﻣﻦ‪ ،‬ﻳﺘﺤﺪث ﻛ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻘﻬﻮراً و ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻪ أي أﻣﻞ‪.‬‬
‫ﺑﻴﻨ ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮف أن اﻷﻣﻞ ﻇﺎﻫﺮة ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻇﺎﻫﺮة ﻧﻔﺴﺎﻧﻴ ّﺔ أو ﻇﺎﻫﺮة إﺟﺘ ﻋﻴ ّ ﺔ‪.‬‬
‫اﻷﻣﻞ ﻇﺎﻫﺮة ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻷﻧﻪ إﱃ ﺳﻦ ‪ 19‬أو ﻋﴩﻳﻦ ﺗﻜﻮن أﺟﻬﺰﺗﻨﺎ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ و ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻘﻮﻣﺎت‬

‫ﻜﻦ زﻳﺎرة ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب‪facebook.com/History.Maghrib :‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت‬

 ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس – إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎع‬

‫ﺟﺴﺪﻧﺎ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻣﺎزاﻟﺖ ﺗﻨﻤﻮ‪ ،‬ﻣﺎزال دﻣﺎﻏﻨﺎ ﻳﻨﻤﻮ‪ ،‬ﻣﺎزال ﻛﻴﺎﻧﻨﺎ اﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﻳﻨﻤﻮ‪ ،‬ﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﺆﻫﻼﺗﻨﺎ‬
‫اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ و ﻣﺆﻫﻼﺗﻨﺎ اﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻄﻮر و ﺗﻨﻤﻮ‪ ،‬اذا ﻻ ﻧﺴﺘﻜﻤﻞ ﺗﻜﻮﻳﻨﻨﺎ إﻻ ﻓﺤﻮ اﱄ ‪ 19‬أو ‪ 20‬ﺳﻨﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﺎ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﻞ و ﻣﻦ ﻗﺪرة ﻋﲆ اﻟﻔﻜﺮ و ﻋﲆ اﻟﺘﺠﺎوز ﻳﺴﻘﻂ‬
‫أﻣﺎم اﻟﺘﺎرﻳﺦ‪ ،‬ﻳﺴﻘﻂ أﻣﺎم اﳌﺼﺎﻋﺐ‪ ،‬ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻬﺎ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ‪ ،‬و ﻳﺒﺪأ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﻏﺮس ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻴﺄس‬
‫و ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺮﻋﺐ و اﻟﺨﻮف‪ .‬ﻋﲆ ﻫﺬا اﳌﺴﺘﻮى و ﻫﻮ اﳌﺴﺘﻮى اﻷول‪ .‬ﻧﺤﻦ ﰲ اﻻﺗﺤﺎد اﻹﺷﱰا‬
‫ﻟﻠﻘﻮات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺑﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﲆ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﻐﺮ ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎت‪،‬‬
‫ﺳﻴﺎﺳﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺪراﺳﺔ ﺧﻄﺮاً ‪ ،‬و ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﺳﻴﻠﺔ ﻓﻘﻂ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻧﻮع ﻣﻦ اﳌﺸﺎﻏﺒ أو‬
‫إﻧﺘﺎج ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺪﺧﻞ ﺳﻮق اﻟﺸﻐﻞ ﻓﻼ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻪ اﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﺘﺤﻮل ﺑﴪﻋﺔ إﱃ ﻣﺘﻤﺮد‪،‬‬
‫إﱃ ﻣﻌﺎرض ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻹﻗﺘﺼﺎدي و اﻹﺟﺘ ﻋﻲ و اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻼد‪.‬‬
‫ﻧﺤﻦ ﻧﻘﻮل إذا ﻛﺎن اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ و ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﺬﻣﺮ و اﻟﺘﻤﺮد و اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻸن‬
‫اﻟﻮﺿﻊ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻳﺴﺘﺤﻖ ذﻟﻚ‪ .‬ﻓﺈذا ﺻﻔﻊ اﻟﺨﺪ ﻓﻸن اﻟﺨﺪ ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﺼﻔﻌﺔ‪ ،‬و ﻋﻨﺪ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﺸﺒﺎب و‬
‫ﺗﺠﺮﻳﻢ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺠﺐ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ اﻷوﺿﺎع‪ .‬ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺴﺎءل ﳌﺎذا ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﺛﻠﺚ ﻗﺮن ﻋﲆ‬
‫ﺣﺼﻮل ﻫﺬه اﻟﺒﻼد ﻋﲆ اﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻣﺎزﻟﻨﺎ ﰲ وﺿﻌﻴﺔ أﺣﺴﻦ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻮﺻﻔﻬﺎ ﻫﻲ أﻧﻨﺎ ﺑﻠﺪ ﺳﺎﺋﺮ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ‬
‫اﻟﺘﺨﻠﻒ؟ إذ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻧﻀﺎﻻت اﻟﺸﻌﺐ اﳌﻐﺮ ﺗﻄﻤﺢ ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻧﺤﻮ ﺗﺠﺎوز ﺑﻌﺾ‬
‫اﻷﺷﻜﺎل اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻼﺣﻆ أﻧﻨﺎ ﻧﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺗﺨﻠﻒ إﱃ ﺗﺨﻠﻒ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى أﻋﻤﻖ‪ .‬إﻧﻨﺎ ﰲ ﺳﻠﻢ‬
‫ﴍف اﻟﺘﺨﻠﻒ‪ ،‬ﻧﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ إﱃ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺎﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺎﻷوﱃ‪ ،‬ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺘﻘﺪم‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻛﺎﻣﻞ‬
‫اﻷﺳﻒ‪ ،‬ﻧﺤﻮ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﱰاﺟﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻴﻢ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ اﻟﻜﱪى‪ ،‬اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺑﻨﺘﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ و ﻫﻲ ﻗﻴﻢ‬
‫اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ و اﻷﻣﻞ و اﻹ ﺎن ﺑﺎﻟﺘﻘﺪم و اﳌﺸﺎرﻛﺔ‪ ،‬و إﴍاك ﻛﻞ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﴩﻳﺔ اﳌﺘﻮاﺟﺪة ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ‬
‫ﰲ ﺑﻨﺎء ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ و ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼ ﻫﺎ ﻫﻲ اﻻﻋﱰاف ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎك ﺷﺨﺺ و ﻻ ﺣﻔﻨﺔ و ﻻ‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﻴﻔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻜﺮ اﻟﺤﻜﻤﺔ و اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ و اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ إﻻ ﰲ ﻣﺸﺎرﻛﺔ‬
‫اﻟﺒﴩ و اﻟﺘﺒﺎدل ﻓﻴ ﺑﻴﻨﻬﻢ‪ .‬اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻫﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﻨﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻌﺎوﻧﻬﻢ و‬
‫ﺗﻔﺎﻋﻠﻬﻢ و ﺗﺒﺎدل اﻟﺮأي و اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺬا ﻓﻴ ﺑﻴﻨﻬﻢ‪ ،‬و اﻟﺘﻌﺎون ﻓﻴ ﺑﻴﻨﻬﻢ إﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺗﺠﺎرﺑﻬﻢ و‬
‫اﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎت ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ‪ ،‬و ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﺳﺘﺜ ر و ﺟﻤﻊ أﻗﴡ ﻣﺎ ﻜﻦ ﻣﻦ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎت‪ ،‬و ﻣﺎ‬
‫أﻛ ﻫﺎ‪ ،‬اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻛﻴﻔ ﻛﺎن‪ .‬ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻈﻮر أؤﻛﺪ ﻣﺮة أﺧﺮى أﻧﻨﺎ ﻣﺘﺨﻮﻓﻮن ﻛﺜ اً‬
‫ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ‪ .‬أﻧﻨﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺑﺮوز ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻹﺳﺘﺴﻼم ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ‪ ،‬و‬
‫ﻧﻼﺣﻆ ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻛ ﻧﻼﺣﻆ ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺤﺰب و ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﻨﻘﺎﺑﺔ و ﻛ ﰲ‬
‫اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت‪ ،‬ﺑﺮوز ﺟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻋﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﺤﺪ اﻷد ﻣﻦ ﺣﻘﻮق و واﺟﺒﺎت اﳌﻮاﻃﻨﺔ‪،‬‬
‫ﺷﺒﺎب ﻳﺎﺋﺲ ﻣﺴﺒﻘﺎً‪.‬‬

‫ﻜﻦ زﻳﺎرة ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب‪facebook.com/History.Maghrib :‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت‬

 ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس – إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎع‬

‫ﺷﺒﺎب ﻳﻌﻠﻦ ﻣﺜﻼً أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك وﻗﺖ ﻟﻺﳌﺎم ﺑﺸﺆون ﺑﻼده‪ .‬ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻄﻤﺢ إﻟﻴﻪ ﰲ ﻛﺜ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن‬
‫ﻫﻮ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ ﺟﻮاز اﻟﺴﻔﺮ و اﻟﻬﺮوب ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺣﺔ‪ ،‬و اﻟﻬﺮوب ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺤﻮ اﻟﻐﺮﺑﺔ و اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ‬
‫ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ‪ ،‬ﺷﺒﺎب أﺣﻴﺎﻧﺎً ﺑﺪأ ﻳﻬﺮب ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‪ ،‬و اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻃﺮﺣﺖ ﻟﻸﺳﻒ ﻔﻬﻮم ﻗﺪﺣﻲ ﻛﺄن‬
‫ﻳﻘﺎل ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷوﺳﺎط ـ وﻻزال ـ ﻟﻌﻦ ﷲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ و ﻣﻦ ﺳﺎس و ﻳﺴﻮس‪ ،‬ﺑﻴﻨ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻘﻮل‬
‫ﻟﻠﺸﺒﺎب أن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ اﻟﻌﴫي ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﺗﺄ ﻣﻦ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ و أﺻﻠﻬﺎ ﻫﻮ "ﺑﻮﻟﻴﺲ" و‬
‫اﻟﺘﻲ ﻫﻲ أﺻﻞ ﻛﻠﻤﺔ "ﺑﻮﻟﻴﺘﻴﻚ"‪ ،‬و ﺑﺎﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ و اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻨﻲ ﻣﺎ‬
‫ﻳﺴﻤﻰ اﻟﻴﻮم ﺑﺎﻷﻣﺔ و ﻟﻬﺬا ﻛﺎن اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻮن ﻳﻌﺘﱪون أن أﻧﺒﻞ ﻣﺎ ﺘﺎز ﺑﻪ اﻹﻧﺴﺎن‪ ،‬و أن أﻧﺒﻞ اﻷﻋ ل‬
‫ﻫﻮ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ‪ ،‬و ﻟﻜﻦ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻨﻲ ﻛﺬﻟﻚ آﻧﺌﺬ اﻹﻫﺘ م ﺑﺎﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻻﻫﺘ م‬
‫ﺼ اﻟﺒﻼد ﻛﻜﻞ‪ .‬اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﻈﺮوف اﻵﻧﻴﺔ و ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪ .‬ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺒﻼد ﻋﲆ اﳌﺪى‬
‫اﳌﺘﻮﺳﻂ و ﻋﲆ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ‪ .‬ﺑﺤﻴﺚ ﻧﺮى اﻟﻴﻮم ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﻳﺰرع أﺷﻜﺎل اﻟﻴﺄس و اﻟﺘﻬﻤﻴﺶ‪ ،‬و‬
‫ﻋﻮض أن ﻳﺘﻌﺮض اﻟﺸﺒﺎب إﱃ ﺗﻬﻤﻴﺶ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﺎرﺳﻪ اﻷوﺿﺎع و اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ‪ ،‬ﻧﻼﺣﻆ أﻧﻪ‬
‫أﺣﻴﺎﻧﺎً ﻫﻨﺎك ﺗﻬﻤﻴﺸﺎً ذا ﺎرﺳﻪ ﺑﻌﺾ ﻓﺌﺎت اﻟﺸﺒﺎب ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻬﺎ‪ .‬و ﻧﺤﻦ ﻧﻘﻮل ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﱪ أﻧﻪ ﻻ‬
‫ﻳﻌﻘﻞ أن ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺷﺒﺎب ﻫﺬا ﻫﻮ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﺘﺠﻬﻴﻞ و ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﺘﻌﺠﺐ‪ ..‬اذا ﻛﺎن ﺟﺰء‬
‫ﻣﻦ ﺷﺒﺎب اﳌﻐﺮب اﻟﻴﻮم ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺠﻮ اﻟﻴﺄس و اﻻﺳﺘﺴﻼم و ﺑﺎﻟﻬﺮوب ﻣﻦ اﻻﻫﺘ م ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺒﻼد اﻟﻜﱪى‪،‬‬
‫ﻓﻸن اﻷوﺿﺎع ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻛﺬﻟﻚ و دﻓﻌﺖ ﺑﻪ إﱃ ﻫﺬا اﳌﺴﺘﻮى ﻣﻦ اﻟﻴﺄس و اﻹﺳﺘﺴﻼم‪.‬‬
‫و ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﰲ اﻹﺗﺤﺎد اﻹﺷﱰا ﻫﻮ أن ﻧﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻋﲆ ﺗﺄﻃ و ﺗﻮﻋﻴﺔ و ﺗﻨﻮﻳﺮ و‬
‫ﻣﺴﺎﻋﺪة و ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻫﺬا اﻟﺮﺻﻴﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻬﺎﺋﻞ‪ .‬ﻟ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺒﻼد‪ ،‬و ﰲ ﺧﺪﻣﺔ‬
‫د ﻘﺮاﻃﻴﺘﻬﺎ‪ .‬و ﰲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻹﺟﺘ ﻋﻴﺔ داﺧﻠﻬﺎ‪ ،‬و ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺗﻄﻮرﻫﺎ إﱃ ﻣﺎ ﻫﻮ أرﻗﻰ و ﻣﺎ ﻫﻮ‬
‫أﺣﺴﻦ‪ .‬و إن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻨﺎ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﻋﲆ ﺿ ن ﻛﻞ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﺄﻃ و اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ و اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺷﺒﺎب اﳌﻐﺮب ﻟﻴﺲ ﻋﺒﺌﺎً ﻋﲆ اﻟﺒﻼد‪ ،‬ﺑﻞ ﺧ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﺠﻪ ﻫﺬه اﻟﺒﻼد و أﻛ ﻣﺎ ﻜﻦ‬
‫اﻻﻋﺘ د ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻃﻤﻮﺣﺎت اﻟﺸﻌﺐ اﳌﻐﺮ ﻧﺤﻮ اﻟﺮﻗﻲ و اﻟﻨﻤﻮ و ﻧﺤﻮ اﻻزدﻫﺎر‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺜﺎ أرﻳﺪ أن أﻗﻮل أﻧﻪ ﻻ ﺧ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﻐﺮ إذا ﻳﺮاﻫﻦ ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻛﺠﺎﻣﻌﺔ ﺗﻜﺘﴘ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬و ﺗﺄ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻮن ﻣﺎ ﺣﺪث ﻣﻦ ﺛﻮرات‬
‫ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﻄﻮر ﻧﻌﺮف ﻣﻨﻪ ﻧﺤﻦ ﺷﻴﺌﺎً‪ ،‬ﻓﺎﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﳌﺘﻄﻮرة ﻟ ﺗﺼﺒﺢ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮت ﻋﱪ أرﺑﻊ ﺛﻮرات أﺳﺎﺳﻴﺔ‪ .‬ﺛﻮرة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ د ﻘﺮاﻃﻴﺔ‪ ،‬و ﺛﻮرة ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ‪ .‬و ﺛﻮرة‬
‫اﺟﺘ ﻋﻴﺔ ﻗﻀﻴﺖ ﻋﲆ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻻﻗﻄﺎع و اﻟﻨﻈﻢ اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ و ﻧﻈﻢ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ و ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﺨﻠﻒ‪ ،‬و‬
‫ﺛﻮرة ﻛﺬﻟﻚ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ و ﻓﻜﺮﻳﺔ و اﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪ .‬رﺳﺨﺖ ﰲ ﻫﺬه اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت أﻓﻜﺎر اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ و اﻟﺘﻘﺪم و‬
‫اﻟﺤﺘﻤﻴﺔ و اﳌﺎدﻳﺔ و اﻹ ﺎن ﺑﺎﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬

‫ﻜﻦ زﻳﺎرة ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب‪facebook.com/History.Maghrib :‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت‬

 ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس – إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎع‬

‫إﺷﻜﺎﻟﻨﺎ و اﻟﺬي ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﻜﺎﻧﺔ إﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﳌﻐﺮب أن ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات اﻷرﺑﻊ ﺣﺪﺛﺖ ﰲ‬
‫اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻃﺒﻘﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺒﻮرﺟﻮازﻳﺔ ﰲ ﻇﺮوف ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻄﺒﻘﺔ‬
‫اﻟﺒﻮرﺟﻮازﻳﺔ ﺜﻞ ﻃﻠﻴﻌﺔ اﻟﺜﻮرة داﺧﻞ ﻫﺬه اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﺤﻮل إﱃ ﻃﺒﻘﺔ ﻟﻬﺎ اﻣﺘﻴﺎزات و ﻟﻬﺎ‬
‫ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ .‬و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺑﺪأت ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻖ ﺛﻮري إﱃ ﻣﻨﻄﻖ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ و اﻟﺮﺟﻌﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﺎ ﻃﺒﻘﺔ ﺑﻮرﺟﻮازﻳﺔ و اﻋﺘﻤﺪت ﻫﺬه اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﺼﻨﻌﺔ ﻋﲆ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﰲ ﺳ و ﺗﻄﻮر‬
‫ﻫﺬه اﻟﺜﻮرات اﻷرﺑﻊ‪ ،‬و ﻫﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟﻌﴫﻳﺔ‪ ،‬و ﺛﻢ اﳌﻌﻤﻞ أو اﳌﺼﻨﻊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻟﻴﺲ‬
‫ﻓﻘﻂ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻟﻺﻧﺘﺎج‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ و اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ و ﺑﻨﺎء اﻟﻜﻔﺎءات اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ‬
‫اﳌﺘﻌﺪدة و ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬه اﻟﻜﻔﺎءات‪ ،‬اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪت ﻛ ﻗﻠﺖ ﻋﲆ اﻟﺪوﻟﺔ و ﻋﲆ اﳌﺼﻨﻊ و ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻓﺔ أن ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺜﻮرة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻳﻘﱰن ﺑﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪ .‬و أن ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺜﻮرة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻫﻮ‬
‫اﻟﺬي أدى إﱃ ﻛﻞ اﻟﻘﻮاﻧ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻦ إﺟﺒﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ اﻟﺬي أدى إﱃ ﺟﻌﻞ ﴐورة ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺠﻤﻴﻊ‬
‫ﻋﲆ ﺣﺪ أد ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺪرس ﻗﺎﻧﻮﻧﺎً ﺗﺴﻨﻪ اﻟﺸﻌﻮب اﳌﺘﺤﴬة و ﺗﻔﺮﺿﻪ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻬﺎ و ﻋﲆ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻄﺒﻘﺎت‬
‫اﳌﺘﻮاﺟﺪة داﺧﻠﻬﺎ‪ .‬و ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺼﺪف أن ﺑﺮوز و اﻧﻔﺘﺎح اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ و دورﻫﺎ ﻗﺎم ﺑﺼﻔﺔ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺑﱪوز‬
‫اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴ ّﺔ‪.‬‬

‫ﺇﺟﻬﺎﺽ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺮﻭﺯ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ‬

‫ﻓﺈﺷﻜﺎﻟﻨﺎ ﰲ اﳌﻐﺮب أﻧﻨﺎ إﱃ اﻵن ﻧﻌﺮف أﻳﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﺜﻮرات اﻷرﺑﻊ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮت‪ .‬ﻻ اﻟﺜﻮرة‬
‫اﻟﺪ ﻘﺮاﻃﻴﺔ و ﻻ اﻟﺜﻮرة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬و ﻻ اﻟﺜﻮرة اﻹﺟﺘ ﻋﻴﺔ‪ ،‬و ﻻ اﻟﺜﻮرة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬و أن اﻷﻣﻞ ﻛﺎن‬
‫ﻣﻌﻘﻮداً ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﻋﲆ اﻣﺘﺪادات اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ و اﳌﻘﺎوﻣﺔ و ﺟﻴﺶ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‪ ،‬و أﻧﻪ وﻗﻊ اﺟﻬﺎض‬
‫ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ و اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﺑﻌﺪ اﻹﺳﺘﻘﻼل و وﻗﻊ اﺳﺘﻴﻼء ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و ﺗﻘﺪ ﻬﺎ ﳌﻦ ﻻ‬
‫ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ و ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﲆ اﻟﴩﻋﻴﺔ اﻟﴬورﻳﺔ ﻟﺬﻟﻚ‪ .‬و ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ وﻗﻊ اﺟﻬﺎض اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن‬
‫اﳌﻬﺪي ﺑﻦ ﺑﺮﻛﺔ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﻐﺮ اﻟﺠﺪﻳﺪ‪ .‬وﻗﻊ إﺟﻬﺎض ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻮرة‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺒﺎﴍة وﻗﻊ ﻛﺬﻟﻚ اﺟﻬﺎض اﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﺑﺮوز دوﻟﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻋﴫﻳﺔ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ‬
‫أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻠﻢ و اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪ‪ ،‬و ﺗﻜﻮن ﰲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ و ﻟﻴﺲ اﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ‪ .‬ﻛ وﻗﻊ اﺟﻬﺎض اﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﺑﺮوز اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﻐﺮ ‪.‬‬
‫ﻓﺨﻄﻮرة اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻫﻨﺎ أﻧﻬﺎ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺄن ﺗﻘﻮم ﺑﺪورﻫﺎ ﻛﺠﺎﻣﻌﺔ و أن ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻷدوار اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ‬
‫اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﲆ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬أو ﻃﺮﺣﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﲆ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ و اﻟﺘﻲ ﻣﺎ‬
‫أﻗﻠﻬﺎ ﰲ ﺑﻼدﻧﺎ‪ .‬و ﻫﺬا ﺟﺎﻧﺐ أﺳﺎﳼ ﻳﻌﻄﻲ ﳌﺴﺄﻟﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ دوراً اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎ ﰲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ‪ .‬و‬
‫ﻜﻦ زﻳﺎرة ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب‪facebook.com/History.Maghrib :‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت‬
 ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس – إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎع‬

‫ﻫﻨﺎك ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺟﺎﻧﺐ إﻧﺴﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺮﺻﻴﺪ اﻟﺤﻀﺎري ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﳌﻐﺮ ‪ .‬و ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻧﺤﻦ ﻧﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﺣﻀﺎرة إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎن ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ أو ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻋﲆ ﻣﺒﺪأ‬
‫"اﻗﺮأ ﺑﺈﺳﻢ رﺑﻚ اﻟﺬي ﺧﻠﻖ"‪ .‬و ﻧﺤﻦ ﻧﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﺣﻀﺎر ة ﺗﺸﻴﺪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن )ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻮي‬
‫اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻠﻤﻮن و اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن( و ﻣﺎ أﻛ ﻫﺬه اﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ‪ ،‬و ﻧﺤﻦ ﻧﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﺣﻀﺎرة‪ ،‬ﻣﻨﺬ‬
‫ﻗﺪﻳﻢ اﻟﻌﺼﻮر‪ ،‬ﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ و اﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬و ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻫﻮ‬
‫ذﻟﻚ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﻄﻠﺐ )اﻃﻠﺒﻮا اﻟﻌﻠﻢ و ﻟﻮ ﰲ اﻟﺼ (‪) .‬اﻃﻠﺒﻮا اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﳌﻬﺪ إﱃ اﻟﻠﺤﺪ(‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻌﻨﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ‪ ،‬ﺑﻞ اﳌﺜﻘﻒ ﻳﺒﻘﻰ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻪ‪ ،‬و اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻳﺒﻘﻰ ﻃﺎﻟﺒﺎً‬
‫ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫ﻫﺬﻩ ﺟﺬﻭﺭﻧـﺎ‬

‫أﻗﻮل ﻫﺬه ﺟﺬورﻧﺎ و ﻫﺬه ﺟﺬور ﻧﻔﺘﺨﺮ ﺑﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﻄﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﻗﺼﻮى ﻟﻠﻌﻘﻞ و ﻟﻠﻌﻠﻢ و ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ‬
‫و ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ أﺑﺮزت ﻟﻨﺎ أﻧﻪ ﻻ ﺗﻄﻮر و ﻻ ﺗﻘﺪم ﻣﻀﻤﻮن ﻟﻪ اﻻﺳﺘﻤﺮار إﻻ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﲆ اﳌﻌﺮﻓﺔ و‬
‫ﻋﲆ اﻻﻗﻨﺎع و ﻋﲆ اﻟﻮﻓﺎق‪ .‬وﻓﺎق اﳌﻮاﻃﻨ ﻓﻴ ﺑﻴﻨﻬﻢ‪ ،‬ﻓﺒﺪون اﳌﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬و اﻟﻮﻓﺎق ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‬
‫أﺧﺮى‪ ،‬ﻛﻞ أﺷﻜﺎل اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻔﻮﻗﻴﺔ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻓﻮﻗﻴﺔ و ﻟﻦ ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺸﻌﺐ‪ ،‬ﻟﻦ ﻳﻌﺘﱪﻫﺎ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎﺗﻪ‪،‬‬
‫ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻤﺲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ إﻻ اذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﻓﺮة ﻋﲆ ﻫﺬﻳﻦ اﳌﺒﺪأﻳﻦ و ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻌﺐ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ دوراً‬
‫أﺳﺎﺳﻴﺎً ﻷن اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻫﻲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻌﺮﻓﺎن و اﻟﱪﻫﺎن و اﻟﺒﻴﺎن و ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺪ ﻘﺮاﻃﻴﺔ و‬
‫اﻟﺤﻮار و اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺬا و اﻻﺑﺘﻜﺎر و اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ‪ .‬و اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﺔ ﺳﻮف‬
‫ﺗﺤﺘﻔﻞ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮى اﻟﺜﻼﺛ ﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻬﺎ‪ ،‬و ﻟﻬﺬا ﻓﺈﻧﻨﺎ ﰲ اﻻﺗﺤﺎد اﻻﺷﱰا ﻧﻘﻮل ﺑﺄن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻗﻞ ﻮ ﻫﺬه‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻧﻌﺘﱪه ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺒﺎﴍة ﻳﻬﺪد اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺒﻼد‪ ،‬و ﻳﻬﺪم ﻛﻞ آﻣﺎل اﻟﺸﻌﺐ اﳌﻐﺮ ﰲ اﻟﺘﻘﺪم‬
‫و اﻟﺘﻄﻮر‪ ،‬و ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب ﻳﺜ اﺳﺘﻐﺮاﺑﻨﺎ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻗﻄﺎع اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ ﻛﻜﻞ‪.‬‬
‫ﻃﻠﺒﺔ و أﺳﺎﺗﺬة و ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻨﺎ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻧﻌﺮف ﻓﻴﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺤﺪود‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻼﺣﻆ‬
‫أن ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻳﺘﻢ إﻗﻔﺎﻟﻬﺎ ﻣﺎدﻳﺎً ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ أو ﻟ ﺗﻘﻔﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎً‪ ،‬و‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺎً ﺑﺼﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت‪.‬‬
‫أﺷ ﻫﻨﺎ ﻋﲆ اﻟﺨﺼﻮص إﱃ ﻋﺪد اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻢ إﻏﻼﻗﻬﺎ‪ ،‬و ﻫﺬا ﳾء ﻧﺎدر ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺸﻌﻮب ـ‬
‫إذ ﺳﻨﺠﺪ أن اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﻳﺘﺴﻢ دا ﺎً ﺑﺎﻟﱰاﻛﻢ و اﻟﺘﺰاﻳﺪ و ﻻ ﻳﺘﺴﻢ ﺎ‬
‫ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﻋﻨﺪﻧﺎ‪ .‬أن ﻫﻨﺎك ﺗﻮﺳﻌﺎً و إﺿﺎﻓﺔ‪ .‬ﻟﻘﺪ أﻗﻔﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺟﺘ ﻋﻴﺔ ﺳﻨﺔ ‪،1970‬‬

‫ﻜﻦ زﻳﺎرة ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب‪facebook.com/History.Maghrib :‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت‬

 ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس – إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎع‬

‫و ﻧﺤﻦ اﻵن ﻧﻼﺣﻆ اﻟﻌﻠﻮم ﰲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻀﺖ إﻗﻔﺎل اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﱰﺑﻮﻳﺔ اﻟﺠﻬﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺜﻠ ﻧﻼﺣﻆ اﻵن أن‬
‫اﳌﺪارس اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻸﺳﺎﺗﺬة ﻣﻬﺪدة ﺑﺎﻹﻗﻔﺎل !‬

‫ﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ !‬

‫و ﻟﻠﺘﺬﻛ ﻓﻘﻂ ﻓﺎﳌﺼﺎرﻳﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﺘﻬﺎ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎء اﳌﺪارس اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻸﺳﺎﺗﺬة اﻟﺠﺪﻳﺪة‬
‫أﺻﺒﺤﺖ ﺿﺎﺋﻌﺔ‪ .‬و ﻧﺤﻦ ﻧﻼﺣﻆ اﻵن ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻴﺔ اﻟﻘﻀﺎء ﻣﺜﻼً ﻋﲆ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﻄﺐ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺒﻼد‪ .‬ﻓﻜﻠﻴﺔ‬
‫اﻟﻄﺐ ﰲ اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء و ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻄﺐ ﰲ اﻟﺮﺑﺎط ﻏﺎدرﻫﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺣﻮاﱄ ‪ 40‬ﰲ اﳌﺌﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ‬
‫اﻟﺘﺪرﻳﺲ و ﺟﻞ ﻣﻦ ﻏﺎدرﻫﺎ ﻫﻢ ﰲ اﻟﻐﺎﻟﺐ أﺳﺎﺗﺬة أﺟﻼء ﺗﻄﻠﺐ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﻢ ‪ 20‬ﺳﻨﺔ أو أﻛ ﻟ ﻳﺼﻠﻮا‬
‫إﱃ ﻣﺎ وﺻﻠﻮا إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﻬﺎﻣﻬﻢ اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴﺔ‪ .‬و ﻟﻘﺪ ﻏﺎدروا اﻟﻌﻤﻞ ﻧﻈﺮاً ﻷﻧﻬﻢ ﻏ ﻗﺎدرﻳﻦ‬
‫ﻋﲆ اﻟﺪﻓﺎع أو اﳌﺴﺎﻫﻤﺔ ﰲ اﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﻛ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‪ .‬و ﻧﺤﻦ ﻧﻼﺣﻆ اﻵ ن أن ﻫﺬا ﺳﻴﺘﺨﺬ ﻛﻤﱪر‬
‫ﻟﻠﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻋﲆ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻵن ﻹﻧﺸﺎء ﻛﻠﻴﺎت ﻟﻠﻄﺐ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص ذات ﻃﺎﺑﻊ ﺗﺠﺎري‪ .‬و‬
‫ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺘﻘﺪ أن ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻹﺟﻬﺎز اﻟﺬي ﻳﺤﺪث اﻵن ﺿﺪ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ و ﻋﲆ ﻛﺎﻓﺔ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت‪ ،‬ﺳﻮف‬
‫ﻧﺴﻤﻊ ﻏﺪاً أو ﺑﻌﺪ ﻏﺪ‪،‬ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﺑﺎﳌﻐﺮ ب‪ ،‬ﻗﻄﺎع ﺗﻢ ﺗﺸﻴﻴﺪه ﺑﻌﺮق و‬
‫دﻣﺎء اﳌﻐﺎرﺑﺔ أو اﻧﺘﺰع ﻣﻦ اﻷﺟﺎﻧﺐ و ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻮ ﻗﻄﺎع ﺑﻨﻲ ﺑﴬاﺋﺐ‬
‫اﳌﻐﺮب أو ﻛﺎن ﰲ ﺣﻮزة اﻷﺟﺎﻧﺐ و اﻧﺘﺰﻋﻨﺎه ﻣﻨﻬﻢ ﰲ إﻃﺎر ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺴﻴﺎدة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬و وﻗﻊ ﺗﺴﻴ ه ﰲ‬
‫ﻇﺮوف إﻗﻄﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬إﻗﻄﺎﻋﻴﺎت ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ‪ ،‬أو ﻣﺆﺳﺴﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻛﱪى ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺨﺺ أو ﺑﻀﻌﺔ أﺷﺨﺎص ﻻ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻟﻬﻢ‪ ،‬و ﳌﺠﺎﻟﺴﻬﻢ اﻹدارﻳﺔ‪ .‬و‬
‫اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ اﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ﻓﻜﺎن أن وﻗﻊ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻛﻞ ﻫﺬا و وﻗﻊ ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻪ‬
‫ﻟﺴﻨﻮات‪ ،‬و اﻟﻴﻮم ﻳﻘﺎل ﻟﻨﺎ ‪ :‬ﻻ ﻳﻌﻘﻞ أن ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﲆ ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﺧﺴﺎرات ﻛﱪى و‬
‫ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﺼﺎرﻳﻒ ﻛﱪى‪ ...‬ﻓﻤﻦ ﻧﻈﻢ ﻟﻬﺬه اﻟﺨﺴﺎرات‪ ،‬ﻣﻦ ﺣ ﻫﺎ ﺧﻼل ﺳﻨﻮات‪ ،‬ﻣﻦ رﻓﺾ ﻛﻞ‬
‫أﺷﻜﺎل اﳌﺮاﻗﺒﺔ و اﳌﺤﺎﺳﺒﺔ و اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ و اﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﰲ ﺗﺴﻴ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺬي ﻳﺘﻮﻓﺮ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻋﲆ ﺣﻮاﱄ‬
‫‪ 670‬ﻣﺆﺳﺴﺔ و اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ اﻟﻴﻮم ﻗﺒﻮل ﺗﻔﻮﻳﺘﻬﺎ ﻇﻠ ً و ﺑﻬﺘﺎﻧﺎً‪ ،‬و ﳌﻦ؟ ﻟﻘﻄﺎع ﺧﺎص ﻻ ﻳﻮﺟﺪ‪ ،‬ﻓﺄﻳﻦ‬
‫ﻫﻮ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص؟ أﻳﻦ ﻫﻲ ﻫﺬه اﻟﺒﻮرﺟﻮازﻳﺔ؟ ﻓﺎﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﻫﻮ اﻟﺬي ﺑﺎﻣﻜﺎﻧﻪ ﺿ ن ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﻼد‪،‬‬
‫و ﻟﻴﺲ ﻛ ﻳﺮاد ﻟﻪ‪ .‬أي ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺟﻴﻮب اﻷﻓﺮاد‪ ،‬ﻓﻘﻂ !‬

‫ﻜﻦ زﻳﺎرة ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب‪facebook.com/History.Maghrib :‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت‬

 ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس – إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎع‬

‫ﺣﺼﺎﺭ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ‬

‫ﻟﺬا ﻓ ﻳﺤﺪث ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻵن ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم‪ .‬اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻵن ﻣﺤﺎﴏة و ﺗﺤﺎﴏ أﻛ‬
‫ﻓﺄﻛ ﻋﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﳌﺎدي و اﻹداري و اﻟﻘﺎﻧﻮ و اﻟﺴﻴﺎﳼ و اﻹﻋﻼﻣﻲ و اﻟﱰﺑﻮي‪ ،‬و ﻏﺪاً و ﺑﻌﺪ ﻏﺪ‪ ،‬و‬
‫ﻧﺤﻦ ﻧﺮى ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﺣﺎﴐة ﻣﻨﺬ اﻵن‪ ،‬ﻓﺄذﻛﺮﻛﻢ أﻧﻪ ﻣﻦ ﺑ اﻟﴩوط اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﺒﻬﺎ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﻌﺎﳌﻲ و‬
‫اﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻋﺪد اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮن اﻟﺴﻠﻚ اﻟﺜﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻮي و اﻟﺴﻠﻚ اﻟﻌﺎﱄ‪.‬‬
‫و ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺪأ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ‪ 1982‬إﱃ اﻵن ﻧﺤﻦ ﻧﺮى إذن أن اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻬﺬه اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﻜﺘﺴﺒﻬﺎ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻴﻮم ﻣﺮﺗﻌﺎً ﻟﻠﺤﺮس اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬اﻟﺬي ﻻ ﻧﻌﺮف إﱃ أي ﻃﺮف ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻓﻬﻮ ﻏ ﺗﺎﺑﻊ‬
‫ﻟﻮزارة اﻟﱰﺑﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬و اﻟﺬي ﻧﻌﺮف ﻫﻮ أﻧﻪ ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻌﺮف و اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻫﻨﺎك ﻓﻘﻂ ﺛﻼﺛﺔ أﻃﺮاف ﰲ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ‪ :‬ﻃﻠﺒﺔ‪ ،‬أﺳﺎﺗﺬة‪ ،‬و إدارة‬
‫و ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﱪ ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﰲ ﺟﺒﻬﺔ و ﰲ ﺧﻨﺪق واﺣﺪ‪ .‬ﻓﻤﻦ ﻫﻮ ﻫﺬا اﻟﺤﺮس‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ؟ اﻟﺬي أﺑﺮزت اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أﻧﻪ أﺻﺒﺢ أﻛﱪ ﻣﺼﺪر ﻹﻧﺘﺸﺎر ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﺴﻠﻂ و اﻟﻘﻤﻊ و‬
‫اﻹرﻫﺎب و اﳌﻄﺎردة و اﻟﺘﻔﺘﻴﺶ و اﻻﻋﺘﻘﺎل و اﻟﺪﺧﻮل ﻋﲆ اﻟﻄﻠﺒﺔ و اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت وﻫﻢ ﻧﻴﺎم ﰲ اﻟﻠﻴﻞ و‬
‫ﻣﻄﺎردﺗﻬﻢ ﰲ اﻟﺸﺎرع و ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن‪.‬‬
‫ﻓﻤﻦ اﻟﻌﺎر أن ﺗﻜﻮن اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬و اﻟﺘﻲ ﺗﺄ ﻟﻐﻮﻳﺎً ﻣﻦ اﻟﺠ ﻋﺔ‪ ،‬و ﻛﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻞ‪ ،‬و اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻨﺎ ﻣﻜﺎن ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ اﳌﻌﺎرف ﻣﻊ اﻟﺘﺠﺎرب‪ ،‬و ﺗﺠﻤﻊ ﺑ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺎ ﻜﻦ‬
‫أن ﻳﺴﺎﻋﺪ اﻟﻔﻜﺮ و ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻻﺟﺘﻬﺎد و أن اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺎوز اﻷﻓﻖ‬
‫اﻵ ‪ .‬ﻓﻤﻦ اﻟﻌﺎر أن ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺴﺘﻮى ﻣﺠﺎﻻً ﻟﻼﺣﺘﻘﺎر‪ ،‬و ﻣﺠﺎﻻً ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪ‪ ،‬و أن ﻳﻜﻮن‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺒﺎب ﻳﺨﺎف ﻋﲆ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻬﺪدة‪ ،‬ﻳﺨﺎف أن ﻳﺨﺮج ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ‪ ،‬ﻳﺨﺎف ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ داﺧﻞ‬
‫اﻟﺤﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ‪.‬‬

‫ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‬

‫و أﺷ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى‪ ،‬ﻣﻦ دون أن أﻃﻴﻞ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب إﱃ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ أن‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻀﺞ ﺑﺎﳌﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎت أﺧﺮى‪ ،‬ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ذﻟﻚ‬
‫ﻜﻦ زﻳﺎرة ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب‪facebook.com/History.Maghrib :‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت‬
 ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس – إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎع‬

‫ﺑﻔﻀﻞ ﺷﺒﺎب ﻧﺎﺿﻠﻮا ﺣ ﻛﺎﻧﻮا ﻃﻠﺒﺔ ﺛﻢ أﺻﺒﺤﻮا أﺳﺎﺗﺬة‪ ،‬و أﻏﻠﺒﻬﻢ ﺗﺮﺑﻮا ﰲ ﺻﻔﻮف اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻮا ﻋﲆ ﻣﺒﺎدﺋﻬﺎ‪ ،‬و ﺗﺮﺑﻮا ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺴﺐ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬و ﺣﺘﻰ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ‪ ،‬إن ﻣﻨﻄﻖ‬
‫اﻟﺘﻔﻜ اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﻴﺲ ﻛﻠﻪ ﻣﺮﻓﻮض‪ .‬إذ ﻓﻴﻪ ﻣﻔﻬﻮم اﻷﻣﺎﻧﺔ‪ .‬و ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ و أن اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻳﻌﻤﻞ‬
‫ﻷﺟﻞ اﻷﺟﺮ ) ﻣﻊ ﷲ ( و ﻟﻴﺲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻠﻚ اﻟﺴﻠﻄﺔ‪ .‬ﻓﻜﻞ ﻫﺬا ﻛﺎن ﻫﻮ اﻟﺮاﺋﺞ و ﻫﻮ اﳌﺮﺟﻊ‪ ،‬ﻓﻤﻦ‬
‫اﻟﻌﺎر أن ﻧﺠﺪ أن ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ اﻟﻴﻮم رﺟﺎل اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ و ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻤﺘﺎز و اﻟﺒﺎﺷﺎ و ﻋﻤﻴﺪ‬
‫اﻟﴩﻃﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ‪ ...‬دون اﺣﱰام ﻟﺤﺮﻣﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ و ﻋﲆ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ‪ .‬إذ أﻧﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎً‬
‫ﻣﻤﻨﻮع ﻋﲆ ﻣﻔﺘﺶ اﻟﴩﻃﺔ اﻟﺪﺧﻮل ﺣﺘﻰ إﱃ ﻣﺪرﺳﺔ اﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ دون إذن ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﳌﺆﺳﺴﺔ و أن‬
‫اﻷﻣﺮ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺑﺈذن ﻣﻦ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ أو اﻟﻮزارة‪ .‬ﻓﻜﻞ ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء وﻗﻊ اﻟﱰاﺟﻊ ﻋﻨﻬﺎ‪ ،‬و أﺻﺒﺤﺖ‬
‫ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﺑﺘﺪا و اﻟﺜﺎﻧﻮي ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻘﻠﺖ‬
‫إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻌﺪوى‪ ،‬ﻻ ﺣﺮﻣﺔ ﻟﻬﺎ‪ .‬و ﻫﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎءل ﻣﺎ ﻫﻮ دور اﻟﻌﻤﺪاء؟ أﻳﻦ أﺻﺒﺢ دور اﻷﺳﺎﺗﺬة و اﻟﻄﻠﺒﺔ ﰲ‬
‫ﻫﺬا اﳌﺠﺎل؟!‬

‫ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ‬

‫أﺷ ﰲ اﻷﺧ ودا ﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﺎر ﻛﺬﻟﻚ أن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﰲ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم اﻷﺧ ة ﻣﻦ‬
‫اﺳﺘﻬﺘﺎر ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ و اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺒﻼد ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻌﻴ ﻋﻤﺪاء و ﺗﻌﻴ رؤﺳﺎء ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎت ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ‬
‫ﻓﻴﻬﻢ ﺣﺘﻰ اﻟﺤﺪ اﻷد ﻣﻦ اﻟﴩوط اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ أو اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ أو اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ أو اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺒﺎﻷﺣﺮى أن ﺗﺘﻮﻓﺮ‬
‫ﻓﻴﻬﻢ اﻟﴩوط اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺘﺤﻤﻞ اﻹﴍاف ﻋﲆ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ و ارﺗﺒﺎط ﻣﺘ‬
‫ﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﻐﺮ ﻛﻜﻞ‪.‬‬
‫و ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ‪ ،‬أن ﻫﻢ اﳌﺴﺆوﻟ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻫﻮ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ أﻗﻞ ﻣﺎ ﻜﻦ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺤﺲ اﻟﻮﻃﻨﻲ‪ ،‬و اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﰲ ﻛﺜ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن أﻗﻞ ﻣﺎ ﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﺰ اﻫﺔ و اﻟﻜﻔﺎءة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك رﺋﻴﺲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺤﱰﻣﺔ؟ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﻜﻮن‬
‫ﻫﻨﺎك رﺋﻴﺲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻳﺪرس ﺳﻮى أﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ أو ﺳﻨﺘ ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ؟ و ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻘﻞ أن ﻧﺄﺧﺬ ﻣﺮﻛﺰاً‬
‫ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﲆ ﻛﻠﻴﺘ و ﻧﺴﻤﻴﻪ ﺟﺎﻣﻌﺔ؟ ﻓﺎﻹﺳﻢ ﻻ ﻳﺤﻮل ﺷﻴﺌﺎً ﻻزال ﰲ ﻃﻮر اﻟﻨﻤﻮ ـ ﺑﺈرادة ﺣﺎﻛﻢ‪ ،‬أو‬
‫ﺑﻌﻤﻞ ﺳﺤﺮي ـ إﱃ ﳾء راﺋﻊ و ﻛﺒ ‪ ،‬و ﻟ ﻳﺼﺒﺢ ﳾء ﻣﺎ ﻛﺒ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻨﻤﻮ و أن ﺗﺘﻮﻓﺮ ﴍوط ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺤﺘﺞ ﺿﺪ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎت اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ اﻵن ﺷﺒﻪ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﰲ ﻫﻴﺌﺔ اﳌﺪﻳﺮﻳﻦ و اﻟﻌﻤﺪاء‬
‫و رؤﺳﺎء اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت و اﻟﺘﻲ ﻧﺮى أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻏﻴﺎب اﳌﺆﻫﻼت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و ﻫﺸﺎﺷﺔ و ﻏﻴﺎب‬
‫اﻟﺤﺼﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ و ﻳﺘﺤﺼﻦ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺜﻘﻒ ﻳﴩف ﻋﲆ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺟﻴﻞ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ‪ .‬و ﻏﻴﺎب اﻟﺤﺲ‬
‫ﻜﻦ زﻳﺎرة ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب‪facebook.com/History.Maghrib :‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت‬
 ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس – إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎع‬

‫اﻟﻮﻃﻨﻲ‪ .‬ﺑﻴﻨ ﻧﺠﺪ ﻛﺜ اً ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﻘﺒﻠﻮن ﺑﻜﺎﻣﻞ اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﺴﻠﻂ و اﻹﻧﺘﻬﺎزﻳﺔ و‬
‫اﻟﻮﺻﻮﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻤﻨﻰ ﰲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم أن ﻧﺴﻤﻊ ﻣﺪﻳﺮاً أو ﻋﻤﻴﺪاً ﺗﺰﺣﺰح ﻋﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ أو‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻣﺸﺎﻛﻞ إدارﻳﺔ ﻷﻧﻪ داﻓﻊ ﻋﻦ ﺷﺒﺎب و داﻓﻊ ﻋﻦ ﻃﻠﺒﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﺎن اﻟﺤﻖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﻢ و‬
‫ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺨﻄﺌ ‪ ،‬و ﻻ ﻳﻌﻘﻞ و ﻻ ﻜﻦ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻛﺬﻟﻚ دا ﺎً‪ .‬و ﰲ ﻛﻞ اﻟﺤﺎﻻت أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺎﴏ‬
‫ﺷﻐﺐ ﻓﺈذا ﺗﻜﺮرت اﻷﺷﻴﺎء‪ ،‬و ﻫﻨﺎ ﻣﺒﺪأ ﻋﻠﻤﻲ ﻋﺎم‪ ،‬ﻓﻤﻌﻨﻰ ذﻟﻚ أن ﻫﻨﺎك أﺳﺒﺎب ﺗﺠﻌﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﺷﻴﺎء‬
‫ﺗﺘﻜﺮر اﳌﺮة ﺑﻌﺪ اﻷﺧﺮى‪ ،‬و ﻣﺎدﻣﻨﺎ ﻧﺘﻄﺮق ﻟﺘﻠﻚ اﻷﺳﺒﺎب ﻓﺈن اﻟﻌﻮاﻗﺐ ﻜﻦ أن ﺗﺘﻐ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ‬
‫اﳌﻈﻬﺮ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ اﺟ ﻻً ﻛ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎً‪.‬‬
‫و ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﺳﻢ اﻻﺗﺤﺎد اﻹﺷﱰا ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺑﺎﻧﺴﺤﺎب اﻟﺤﺮ س اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻳﺆدي أي ﺧﺪﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻳﻜﻦ إﻻ ﻣﺠﺎﻻً ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل‬
‫اﻟﴫاﻋﺎت و اﻟﺨﻼﻓﺎت‪.‬‬
‫و ﻧﺤﻦ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺑﺘﻜﺮﻳﺲ و ارﺳﺎء اﺳﺘﻘﻼل اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬ﻣﺎدﻳﺎً و إدارﻳﺎً و ﺗﺮﺑﻮﻳﺎً و اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻧﺘﺼﻮرﻫﺎ ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﻐﺮ ‪ .‬ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻗﺎﻧﻮن ﻳﻨﻈﻢ ﻫﺬا‪ .‬و ﰲ‬
‫رأﻳﻴﻨﺎ ﻓﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮن إﻃﺎري ﻋﺎم ﻻ ﻳﺤﺪد إﻻ اﳌﻌﺎ و اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻜﱪى و‬
‫ﺗﻜﻮن اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻟﻬﺎ ﻛﻴﺎن ذا ﺧﺎﺿﻌﺔ ﳌﺮاﻗﺒﺔ ﻗﺒﻠﻴﺔ و ﺑﻌﺪﻳﺔ ذﻟﻚ‬
‫أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﺎﻋﺪة أﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﱰاب اﻟﻮﻃﻨﻲ‪ ،‬و ﻟﻴﺴﺖ ﺳﺒﺘﺔ أو ﻣﻠﻴﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻزاﻟﺖ‬
‫ﺗﻨﺪرج ﰲ إﻃﺎر اﻟﱰاب اﳌﻐﺮ ‪ ،‬ﺑﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺳﻮف ﺗﺴﺘﻐﻞ ﺟﺰءاً ﻣﻦ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬و ﻛﺬا ﻣﻮارد‬
‫ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻦ واﺟﺒﻬﺎ أن ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳﺒﺔ و اﳌﺮاﻗﺒﺔ‪ ،‬و ﻟﻜﻦ ﻣﺮاﻗﺒﺔ و ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺣﺴﺐ ﻇﺮوف‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺘﺼﻮر ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﺒﻨﻰ ﻋﲆ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ‪ .‬ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺗﺴ ﻳﺔ‪ ،‬ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺋﻴﺲ‬
‫ﻣﻨﺘﺨﺒﺎً‪ ،‬و اﻟﻌﻤﺪاء ﻣﻨﺘﺨﺒ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻫﻴﺌﺔ اﻷﺳﺎﺗﺬة‪ ،‬و ﳌﺎذا ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﻬﺮوب ﻣﻦ ﻣﺒﺪأ اﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎت؟ و‬
‫ﻫﻮ اﻵن ﻣﺒﺪأ أﺻﺒﺢ ﻣﻜﺮﺳﺎً ﰲ ﻋﺪة ﻣﻴﺎدﻳﻦ‪ ،‬و أﺷ إﱃ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺣﻪ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ أن ﻫﻨﺎك ﺗﻌﺎرﺿﺎً ﺑ‬
‫ﻣﺒﺪأ اﻻﻧﺘﺨﺎب و ﻣﺎ ﺑ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻳﻠﻌﺒﻪ اﳌﻠﻚ دﺳﺘﻮرﻳﺎً ﰲ ﻫﺬا اﳌﻴﺪان ﻓﺈﻧﺎ أﻗﻮل أن ﻫﻨﺎك ﺳﻮاﺑﻖ‬
‫ﻛﺜ ة ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮؤﺳﺎء اﳌﺠﺎﻟﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﻨﺘﺨﺒﻮن ﻣﺮﺗ ‪ ،‬ﻣﺮة ﻛﻤﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ‬
‫ﻟﻠﺴﻜﺎن‪ ،‬و ﻣﻨﺘﺨﺒﻮن ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣﻜﺘﺐ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻴﻪ ﺛﻢ ﻳﺴﻠﻢ إﻟﻴﻬﻢ ﻇﻬ ﻓﻴ ﺑﻌﺪ و‬
‫إذا ﻛﺎن اﻟﻈﻬ ﻌﻨﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﺻﻮت اﻟﺸﻌﺐ و ﰲ اﺧﺘﻴﺎراﺗﻪ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻘﺒﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻠ ذا ﻻ ﻳﻘﻊ اﻧﺘﺨﺎب اﻟﻌﻤﺪاء؟‬
‫ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺪث أﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻳﺴ ﻫﺎ أﺷﺨﺎص ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻛ ﻗﻠﺖ ﻻ اﻟﻜﻔﺎءة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و ﻻ‬
‫اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ و ﻻ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﳌﺜﻞ ﻫﺬا أن ﻳﺤﺪث‪ ،‬و ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﺪور اﳌﺘﻌﺎﻇﻢ اﻟﺬي ﻳﻠﻌﺒﻪ رﺟﺎل‬
‫اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻷﻣﻦ و اﻟﺪرك و اﻟﻌ ل ﰲ ﺗﺴ اﻟﻜﻠﻴﺎت أن ﻳﺘﻌﺎﻇﻢ ﻟﻮ أن ﺗﻠﻚ اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﲆ وﺳﺎﺋﻞ د ﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺜﻴﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﲆ وﺳﺎﺋﻞ دﻋﻢ داﺧﻠﻴﺔ و ﻋﲆ ﻣﴩوﻋﻴﺔ اﺗﺠﺎه اﻷﺳﺎﺗﺬة‪.‬‬

‫ﻜﻦ زﻳﺎرة ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب‪facebook.com/History.Maghrib :‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت‬

 ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس – إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎع‬

‫ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮر اﻷوﺿﺎع اﻟﺘﻲ رأﻳﻨﺎﻫﺎ ﰲ ﻛﺜ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﺗﺆدي إﱃ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻗﻤﻊ و ﻣﻮ ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺼﻮر أن ﻮت ﺷﺨﺺ داﺧﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﺎﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﰲ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎل ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺑﺎب اﳌﺰاح‪،‬‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺬﻫﺐ اﻟﻮاﻟﺪ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﻘﻴﻪ و ﻳﻘﻮل ﻟﻪ ‪ :‬أﻧﺖ أﻗﺘﻞ و أﻧﺎ ﻧﺪﻓﻦ‪ .‬ﻛ أﻧﻨﺎ ﻧﺘﺼﻮر ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺪﻣﺠﺔ‬
‫أﻛ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻼد و ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺣﺎﺟﻴﺎت ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺤﻠﻢ ﺑﺠﺎﻣﻌﺎت ﺗﻜﻮن ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ‬
‫ﺑﺎﳌﺠﺎﻟﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ و اﻟﻘﺮوﻳﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻨﻘﺎﺑﺎت ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ .‬ﺗﻜﻮن ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﻼﺷﻌﺎع و اﻟﺘﺪرﻳﺲ و‬
‫ﻻﺳﺘﺜ ر ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﺨﱪة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺗﻜﻮن اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻣﺮﻛﺰاً‬
‫أﺳﺎﺳﻴﺎً ﻟﺪراﺳﺔ اﳌﺸﺎرﻳﻊ و ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺪراﺳﺎت أي أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﺒﺎدل ﺑ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت و ﺑ‬
‫اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫و ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﱪ ﻧﺘﻮﺟﻪ ﺑﻨﺪاء ﰲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﻗﻊ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﰲ ﻫﺬه‬
‫اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧ ة‪ ،‬ﻓﻨﺤﻦ ﰲ اﳌﻐﺮب اﻵن ﻟﻨﺎ ‪ 13‬ﻛﻠﻴﺔ آداب‪ ،‬و ‪ 13‬ﻛﻠﻴﺔ ﻋﻠﻮم و ‪ 5‬ﻛﻠﻴﺎت ﺣﻘﻮق‪ .‬ﻧﻘﻮل‬
‫ﺑﻜﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻗﺪﻳﻢ ﻧﻘﻮل ﺑﺎﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ و ﻟﻜﻦ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳﺔ د ﻘﺮاﻃﻴﺔ و ﻟﻴﺲ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻌﻨﻰ‬
‫ﺧﻠﻖ اﻗﻄﺎﻋﻴﺎت‪ ،‬و ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻊ ﻛﺎﻣﻞ اﻷﺳﻒ أﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ ﻣﻦ اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻳﺘﻮﻓﺮ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻋﲆ‬
‫اﻟﺤﺪ اﻷد ﻣﻦ اﻟﴩوط اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و اﻟﱰﺑﻮﻳﺔ و ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات و ﻣﻦ ﻇﺮوف اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻓﻜﻠ ﻟﻴﺴﺖ أﻛ‬
‫ﻣﻦ اﻋﺪادﻳﺎت أو ﺛﺎﻧﻮﻳﺎت‪ ،‬و ﻻ ﻧﻘﻮل ﻫﺬا ﻟﺒﺚ أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻴﺄس أو اﻟﺨﻮف ﻟﺪى اﳌﻮاﻃﻨ اﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﻳﺮﺳﻠﻮن أﺑﻨﺎءﻫﻢ إﱃ ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺎت و ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻘﻮل ﰲ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺗﺸﻴﻴﺪ ﺑﻨﺎﻳﺔ و‬
‫وﺿﻊ ﺳﺒﻮرة و ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺮاﳼ و ﺑﴩ ﻳﺴﻤﻮن أﺳﺎﺗﺬة و ﻃﻠﺒﺔ ﻟﻨﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻛﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺑﻨﺎء‬
‫ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﺮوق و ﺗﺮﺑﺔ و ﻣﻨﺎخ‪ ،‬و ﺑﺪون ﻋﺮوق‪ ،‬و ﺑﺪون ﺟﺬور و ﺑﺪون ﻮ ﻓﺈن ﻫﺬه‬
‫اﻟﺸﺠﺮة ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻋﺎﻗﺮ أو ﺳﺘﻜﻮن ﻣﺮدودﻳﺘﻬﺎ ﻣﺤﺪودة‪ .‬و ﻧﺤﻦ ﻧﻘﻮل ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻟ ﻻ ﻳﺘﺨﻮف‬
‫اﳌﻮاﻃﻨﻮن ﺣﻴﻨ ﻳﺮون ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺎت ﺗﻔﺘﺢ أﺑﻮاﺑﻬﺎ‪ .‬و ﻟ ﻳﺘﺠﻨﺪوا ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ و‬
‫ﺑﻨﺎﺗﻬﻢ و ﻟﻠﺘﻌﺒﺌﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣ ﻳﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ و ﻟ ﺗﻜﻮن ﻋﲆ اﻟﴩوط اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و اﻟﱰﺑﻮﻳﺔ و‬
‫اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ و اﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻣﺘﻮﻓﺮة ﰲ ﻛﻞ اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬و ﻟ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﻨﺎ اﻟﻨﻮع اﳌﻤﺘﺎز و اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬
‫و اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ) و ﺑ ﻗﻮﺳ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﳌﻤﺘﺎز ﰲ اﳌﻐﺮب ﻟﻨﺎ ﻋﲆ‬
‫أﺣﺴﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻧﺼﻒ ﻛﻠﻴﺔ و اﻟﺒﺎﻗﻲ اﻋﺪادﻳﺎت أو ﺛﺎﻧﻮﻳﺎت‪ ،‬و ﻧﺨﺎف أن ﺗﺘﺤﻮل اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ إﱃ اﻋﺪادﻳﺔ‪ ،‬و‬
‫أن ﺗﺘﺤﻮل اﻹﻋﺪادﻳﺔ إﱃ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻓﻈﻊ‪ ،‬إن اﺳﺘﻤﺮت اﻷﻣﻮر ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎً‪.‬‬
‫أﺧ اً ﺳﺄﻏﺘﻨﻢ ﻫﺬه اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻷؤﻛﺪ ﻋﲆ ﻣﺒﺪﺋﻨﺎ اﻟﺜﺎﺑﺖ ‪ :‬اﳌﺮاﻫﻨﺔ ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻘﺪ أﺑﺮزت اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﻮب أن ﺗﻄﻮر أي ﺷﻌﺐ ﻫﻮ ﰲ ﻣﺮاﻫﻨﺘﻪ ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و‬
‫اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ و أن اﻟﴫاع اﻟﻴﻮم ﺑ اﻟﴩق و اﻟﻐﺮب ﻗﺪ ﺗﺤﻮل إﱃ ﴏاع ﺣﻮل ﻣﻦ ﺳﻮف ﻳﻜﻮن أﻛ‬
‫ﻗﺪرة ﻣﻦ ﻏ ه ﻋﲆ ﺗﺄﻃ اﻟﺒﴩ و اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﴩﻳﺔ‪ .‬و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﴩي‪ ،‬ﻓﻤﻄﻠﺒﻨﺎ ﻫﻮ أن ﻧﺘﻮﻓﺮ‬
‫ﻋﲆ ﺷﺒﺎب ﻟﻬﻢ ﻃﻤﻮح و ﻟﻬﻢ ﺗﻄﻠﻊ إﱃ اﳌﻌﺮﻓﺔ‪ .‬و ﻜﻨﻨﺎ ان ﺗﻌﺒﺄﻧﺎ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل أن ﻧﻀﻤﻦ ﺑﻌﺾ‬
‫اﻟﺪﻋﺎﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻨﻤﻮ و ﻟﺮﻗﻲ و ﺗﻄﻮر اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﻐﺮ ‪ .‬ﻟﻜﻦ اﻟﺮﻫﺎن ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و‬
‫ﻜﻦ زﻳﺎرة ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب‪facebook.com/History.Maghrib :‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت‬
 ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺴﻮس – إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﺧﻠﻖ أﺟﻴﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎع‬

‫اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻪ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﴍوط أﻫﻤﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ‪ :‬أن ﺟﺎﻣﻌﺘﻨﺎ ﻻزاﻟﺖ ﻟﺤﺪ اﻵن ﺗﻴﺌﻴﺴﻴﺔ‪ ،‬و ﻻ ﺗﻘﻮم ﺣﺘﻰ‬
‫ﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﳌﻬﺎم اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ و ﻻ ﺗﻘﻮم ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﺤﺪ اﻷد ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬و ﻣﻌﻠﻮم أﻧﻪ ﻻ ﺗﻌﻠﻴﻢ‬
‫ﺑﺪون ﺑﺤﺚ ﻋﻠﻤﻲ و ﻻ ﻮ ﺑﺪون اﻫﺘ م ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﻼد‪ ،‬و أن إ ﺎء اﻟﺒﺤﺚ‬
‫اﻟﻌﻠﻤﻲ و اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻳﻘﻮم ﻋﲆ وﺟﻮد اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ و ﻋﱪ ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﺎ أﻧﻨﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻨﺎ ﻣﻌﺎﻣﻞ أو‬
‫ﻣﺼﺎﻧﻊ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻜﱪى ﻗﺎدرة ﻋﲆ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄﺑﺤﺎث ﻋﻠﻤﻴﺔ أو ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‪.‬‬
‫و ﺎ أﻧﻪ ﻣﻊ ﻛﺎﻣﻞ اﻷﺳﻒ ادارﺗﻨﺎ ﻣﺎزاﻟﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﻛﺜ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ إﻣﺎ ﻋﲆ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳌﺨﺰﻧﻴﺔ أو‬
‫ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﻔﺴﺎد و اﻟﺰﺑﻮﻧﻴﺔ و اﳌﺤﺴﻮﺑﻴﺔ و اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة و اﻟﻼﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺮة أﺧﺮى إن اﳌﺮاﻫﻨﺔ ﻋﲆ اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﻘﺘﴤ ﻛﺬﻟﻚ اﻻﻫﺘ م ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ اﻣﻜﺎﻧﻴﺎت‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ و اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ‪ ،‬و ﻫﺬا اﳌﺠﺎل أﺑﺮزت ﻓﻴﻪ اﻟﺘﺠﺎرب‪ ،‬أﻧﻪ ﻟﻨﺎ ﰲ اﳌﻐﺮب‬
‫ﻛﻔﺎءات ﻟ ﺗﻨﺘﺞ‪ ،‬و ﻟ ﻳﻜﻮن ﻟﻨﺎ ﻣﻔﻜﺮون و ﻣﻬﻨﺪﺳﻮن‪ ،‬ﻣﻔﻜﺮون ﻋﲆ اﻟﻄﺮاز اﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬و ﻧﺤﻦ ﻧﻼﺣﻆ‬
‫ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻜﺎﻧﺔ اﳌﻐﺮب داﺧﻞ اﻟﻌﺎ اﻟﻌﺮ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ أﺻﺒﺢ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً اﺣﺪى‬
‫ﻣﺮ اﻛﺰ اﻻﺷﻌﺎع اﻟﻔﻜﺮي داﺧﻞ اﻟﻌﺎ اﻟﻌﺮ ‪ ،‬و أﺻﺒﺢ ﻳﻘﻮم ﺑﻮﻇﺎﺋﻒ ﻛﺜ اً ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑ وت‬
‫أو اﻟﻘﺎﻫﺮة‪ ،‬و ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺘﺰ ﺑﻬﺬا و ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻘﻮﻳﻪ‪.‬‬
‫إذن ﻓﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ و رﺑﻂ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ و اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪ ‪ ،‬و أﺧ اً رﺑﻂ أﻓﻖ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻬﺬا اﻷﻓﻖ اﻟﺠﺪﻳﺪ‪ ،‬اﻟﺬي داﻓﻌﺖ ﻋﻨﻪ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ‪ ،‬و ﻫﻮ أﻓﻖ‬
‫اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮ اﻟﻜﺒ ‪ ،‬و اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻳﱪز ﻟﻠﻮﺟﻮد و ﻟﻜﻨﻪ ﻻزال ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺟﻬﺎز ﺷﻜﲇ ﻓﻮﻗﻲ‪ ،‬أﺻﺒﺢ‬
‫ﴐورة ﻣﻠﺤﺔ‪.‬‬
‫و ﻧﺤﻦ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﻌﺎون ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ و ﻋﲆ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﰲ اﳌﻐﺮب‬
‫اﻟﻌﺮ ‪ ،‬و أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﺨﺼﺺ‪ ،‬ﻓﻨﺤﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻟﻬﺎ ﻣﺆﻫﻼت ﻛﱪى‪ ،‬ﻓﻤﻦ اﻷﺣﺴﻦ ﺗﺮﻛﻴﺰ اﻟﺠﻬﻮد‬
‫ﰲ ﺗﻠﻚ اﳌﺆﺳﺴﺎت و ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎون أو اﻟﺘﺒﺎدل ﻓﻴ ﺑﻴﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻜﻦ زﻳﺎرة ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب‪facebook.com/History.Maghrib :‬‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻠﻔﺎت‬