Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 56

‫ثال ًثا‪ :‬احلديث‬

‫األحاديث المطلوب حفظها‬


‫ال�صفحة‬ ‫الــدر�س‬ ‫الوحدة‬ ‫نـ�ص احلـديــث‬ ‫م‬

‫هلل ﷺ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫هلل َع ْن ُه َما َقا َل‪�:‬أَخَ َذ َر ُ�س ُ‬‫هلل ْبنِ ُع َم َر َر ِ�ض َي ا ُ‬‫َعنْ َع ْب ِد ا ِ‬
‫ِيب �أَ ْو َعا ِب ُر َ�سبِيلٍ » َو َكا َن‬‫الد ْن َيا َك�أَن ََّك َغر ٌ‬
‫ب ْن ِكبِي‪َ ,‬فقَا َل‪ُ « :‬كنْ ِف ُّ‬ ‫َِ‬
‫‪١٧٧‬‬ ‫الثالث‬ ‫األولى‬ ‫ال�ص َبا َح َو�إِذَا َ�أ ْ�ص َب ْحتَ َف َل‬
‫ُول‪�( :‬إِذَا �أَ ْم َ�س ْيتَ َف َل َت ْنت َِظ ْر َّ‬
‫ا ْبنُ ُع َم َر َيق ُ‬ ‫‪٣‬‬
‫َت ْنت َِظ ْر الْ َ َ�سا َء َوخُ ْذ ِمنْ ِ�ص َّح ِت َك ِل َم َر ِ�ض َك َو ِمنْ َح َيا ِت َك ِل َم ْو ِت َك)‪.‬‬
‫أخرجه البخاري‬

‫هلل ﷺ‬ ‫هلل ْبنَ ُع َم َر ر�ضي اهلل عنهما َقا َل‪�َ :‬س ِم ْعتُ َر ُ�سو َل ا ِ‬ ‫َعنْ َع ْب َد ا ِ‬
‫ال َما ُم َرا ٍع و َم ْ�س�ؤ ٌ‬
‫ُول‬ ‫ُول َعنْ َر ِع َّي ِت ِه؛ ْ إِ‬ ‫ُول‪ُ « :‬ك ُّل ُك ْم َرا ٍع َو ُك ُّل ُك ْم َم ْ�س�ؤ ٌ‬
‫َيق ُ‬
‫ُول َعنْ َر ِع َّي ِت ِه؛ َوا ْل َم ْر�أ ُةَ‬ ‫َ‬
‫َعنْ َر ِع َّي ِت ِه؛ َوال َّر ُج ُل َرا ٍع ِف �أ ْه ِل ِه َو ُه َو َم ْ�س�ؤ ٌ‬
‫‪١٨٦‬‬ ‫الخامس‬ ‫الثانية‬ ‫ال��اد ُم َرا ٍع ِف َمالِ‬ ‫ِ‬ ‫َر ِاع َي ٌة ِف َب ْي ِت َز ْوجِ َها َو َم ْ�س�ؤُو َل ٌة َعنْ َر ِع َّي ِت َها؛ َو ْ َ‬ ‫‪٦‬‬
‫ول َعنْ َر ِع َّي ِت ِه‪َ ,‬قا َل‪َ :‬و َح ِ�س ْبتُ َ�أنْ َق ْد َقا َل‪َ :‬وال َّر ُج ُل َرا ٍع‬ ‫َ�س ِّي ِد ِه و َم ْ�س ؤُ� ٌ‬
‫ول َعنْ َر ِع َّي ِت ِه»‬ ‫ِف َمالِ �أَبِي ِه و َم ْ�س ؤُ� ٌ‬
‫ول َعنْ َر ِع َّي ِت ِه‪َ ,‬و ُك ُّل ُك ْم َرا ٍع و َم ْ�س ؤُ� ٌ‬
‫أخرجه البخاري ومسلم‬

‫َعنْ �أَبِي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬عنْ ال َّنب ِِّي ﷺ َقا َل‪َ « :‬منْ �أَ َطا َع ِني َف َق ْد �أَ َطا َع‬
‫‪١٨٦‬‬ ‫الخامس‬ ‫الثانية‬ ‫ر َف َق ْد �أَ َطا َع ِني‬ ‫هلل َو َمنْ ُي ِط ْع ْ أَ‬
‫ال ِم�ي َ‬ ‫هلل َو َمنْ َي ْع ِ�ص ِني َف َق ْد َع َ�صى ا َ‬‫ا َ‬ ‫‪٧‬‬
‫ان» أخرجه البخاري ومسلم‬ ‫َو َمنْ َي ْع ِ�ص الأَ ِمي َر َف َق ْد َع َ�ص ِ‬

‫َعنْ �أَبِي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬عنْ ال َّنب ِِّي ﷺ َقا َل‪�« :‬إِ َّن ا ْل َع ْب َد َل َي َت َك َّل ُم بِا ْل َك ِل َم ِة‬
‫هلل ِب َها َد َر َج ٍات‪َ ,‬و�إِ َّن ا ْل َع ْب َد‬ ‫هلل َل ُي ْل ِقي َل َها َب ًال َي ْر َف ُع ُه ا ُ‬
‫ِمنْ ر ِْ�ض َو ِان ا ِ‬
‫‪١٨٩‬‬ ‫السادس‬ ‫الثانية‬ ‫‪٨‬‬
‫هلل َل ُي ْل ِقي َل َها َب ًال َي ْهوِي ِب َها ِف َج َه َّن َم»‬ ‫َل َي َت َك َّل ُم بِا ْل َك ِل َم ِة ِمنْ َ�سخَ ِط ا ِ‬
‫أخرجه البخاري ومسلم‬

‫هلل �أَ ْو َحى‬


‫هلل ﷺ «�إِ َّن ا َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ـا�ض التميمي ‪َ ‬قا َل‪َ :‬قـا َل َر ُ�س ُ‬ ‫َعـنْ ِعـ َي ِ‬
‫‪٢٠٣‬‬ ‫العاشر‬ ‫الثالثة‬ ‫ِل �أَنْ َت َوا�ضَ ُعوا َحتَّى َل َي ْب ِغي �أَ َح ٌد َعلَى �أَ َح ٍد َو َل َيفْخَ َر �أَ َح ٌد َعلَى‬
‫�إ َ َّ‬ ‫‪١٢‬‬
‫�أَ َح ٍد» أخرجه مسلم‬

‫ت ٍيم الدَّا ِريِّ ‪� ‬أَ َّن ال َّنب ِّي ﷺ َقا َل‪« :‬ال ِّدينُ الن َِّ�ص َ‬
‫يح ُة»‪ُ ،‬ق ْل َنا‪:‬‬ ‫َعنْ َ ِ‬
‫‪٢١٧‬‬ ‫الرابع عشر‬ ‫الرابعة‬ ‫لَ ِئ َّم ِة ا ْل ُم ْ�س ِلمِينَ َو َعا َّم ِت ِه ْم»‪ .‬أخرجه‬ ‫ِل َمنْ ؟ َقا َل‪ِ ِ :‬‬
‫«ل َو ِل ِك َتا ِب ِه َو ِل َر ُ�سو ِل ِه َو ِ أ‬ ‫‪١٧‬‬
‫مسلم‬
‫الـوحـدة الأولـى‬
‫من �أعمال القلوب‬

‫تنق�سم الأعمال �إىل ق�سمني‪:‬‬


‫الأول‪� :‬أعمال اجلوارح‪ ،‬وهي الأعمال الظاهرة‪ ،‬كال�صالة‪ ،‬وال�صيام‪ ،‬والزكاة‪ ،‬ونحوها‪.‬‬
‫الثاين‪� :‬أعمال القلوب‪ ،‬وهي الأعمال الباطنة‪ ،‬كالإخال�ص‪ ،‬واخلوف‪ ،‬والرجاء‪ ،‬ونحوها‪ ،‬ومنزلة �أعمال‬
‫القلوب عظيمة و�أهميتها كبرية‪ ،‬ملا لها من �أثر كبري يف �صالح العبد وا�ستقامته‪ ،‬ويف هذه الوحدة نذكر‬
‫من �أعمال القلوب‪ :‬الإخال�ص‪ ،‬والتفكر‪ ،‬والر�ضا‪.‬‬
‫الدر�س ال أول‬

‫الإخـال�ص‬
‫عن �سليمان بن ي�سار رحمه اهلل قال‪ :‬تفرق النا�س عن �أبي هريرة ‪ ‬فقال له ناتل ال�شامي‪� :‬أيها ال�شيخ‪:‬‬
‫حدثني حديث ًا �سمعته من ر�سول اهلل ‪ ,‬قال‪ :‬نعم‪ ,‬فيا ترى مباذا حدثه �أبو هريرة ‪‬؟‬
‫تمهيد‬
‫اقر�أ احلديث الآتي لتعرف ذلك‪:‬‬

‫‪َ 1‬عنْ �أَبِي ُه َر ْي َر َة ‪‬‬


‫َّا�س ُيق َْ�ضى‬ ‫ُول‪�« :‬إِ َّن �أَ َّو َل الن ِ‬ ‫هلل  َيق ُ‬ ‫قال‪�َ :‬س ِم ْعتُ َر ُ�سو َل ا ِ‬
‫َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة َعلَ ْي ِه َر ُج ٌل ْا�ستُ�شْ ِه َد َف�أُ ِت َي ِب ِه َف َع َّر َف ُه ِن َع َم ُه َف َع َر َف َها‪َ ,‬قا َل‪َ :‬ف َما َع ِم ْلتَ‬
‫يك َحتَّى ْا�ستُ�شْ ِه ْدتُ ‪َ ,‬قا َل‪َ :‬ك َذ ْبتَ َو َل ِكن ََّك َقا َت ْلتَ ِ ألَنْ ُيقَا َل‪َ :‬جرِي ٌء‪َ ،‬ف َق ْد‬ ‫ِفي َها؟ َقا َل‪َ :‬قا َت ْلتُ ِف َ‬
‫ِقي َل ُث َّم �أُ ِم َر ِب ِه َف ُ�س ِح َب َعلَى َو ْج ِه ِه َحتَّى �أُ ْل ِق َي ِف النَّارِ‪َ ,‬و َر ُج ٌل َت َع َّل َم ا ْل ِع ْل َم َو َع َّل َم ُه َو َق َر�أَ ا ْل ُق ْر�آ َن َف�أُ ِت َي‬
‫يك ا ْل ُق ْر�آنَ‪َ ,‬قا َل‪:‬‬ ‫ِب ِه َف َع َّر َف ُه ِن َع َم ُه َف َع َر َف َها‪َ ,‬قا َل‪َ :‬ف َما َع ِم ْلتَ ِفي َها؟ َقا َل‪َ :‬ت َع َّل ْمتُ ا ْل ِع ْل َم َو َع َّل ْم ُت ُه َو َق َر�أْتُ ِف َ‬
‫ال َو َق َر�أْتَ ا ْل ُق ْر�آ َن ِل ُيقَا َل ُه َو َقار ٌِئ‪َ ،‬ف َق ْد ِقي َل ُث َّم �أُ ِم َر ِب ِه َف ُ�س ِح َب َعلَى َو ْج ِه ِه‬ ‫َك َذ ْبتَ َو َل ِكن ََّك َت َع َّل ْمتَ ا ْل ِع ْل َم ِل ُيقَا َل َع ِ ٌ‬
‫َاف ا ْل َمالِ ُك ِّل ِه َف�أُ ِت َي ِب ِه َف َع َّر َف ُه ِن َع َم ُه َف َع َر َف َها‪َ ,‬قا َل‪َ :‬ف َما‬ ‫هلل َعلَ ْي ِه َو�أَ ْع َطا ُه ِمنْ �أَ ْ�صن ِ‬
‫َحتَّى �أُ ْل ِق َي ِف النَّارِ‪َ ,‬و َر ُج ٌل َو َّ�س َع ا ُ‬
‫ت ُّب �أَنْ ُي ْن َف َق ِفي َها �إ َِّل �أَ ْن َفقْتُ ِفي َها َل َك َقا َل‪َ :‬ك َذ ْبتَ ‪َ ،‬و َل ِكن ََّك َف َع ْلتَ ِل ُيقَا َل‬ ‫ِيل ُ ِ‬‫َع ِم ْلتَ ِفي َها؟ َقا َل‪َ :‬ما َت َر ْكتُ ِمنْ َ�سب ٍ‬
‫(‪)١‬‬
‫ُه َو َج َوا ٌد‪َ ،‬ف َق ْد ِقي َل ُث َّم �أُ ِم َر ِب ِه َف ُ�س ِح َب َعلَى َو ْج ِه ِه ُث َّم �أُ ْل ِق َي ِف النَّارِ»‪.‬‬

‫(‪� )١‬أخرجه م�سلم برقم‪.)1905 ( :‬‬ ‫‪170‬‬


‫�أبوهريرة الدو�سي ‪‬‬
‫هو ال�صحابي اجلليل عبد الرحمن بن �صخر الدو�سي‪ ,‬يكنى ب�أبي هريرة‪ ,‬يقول ‪ :‬كنت �أرعى غنم �أهلي‪,‬‬
‫وكانت يل ِه َّرة �صغرية فكنت �أ�ضعها بالليل يف �شجـرة و�إذا كـان النهــار ذهبت ب ـهــا معـي فلعبـت بها‪ ,‬فكنونـي‬
‫التعريف �أبا هريرة(‪� .)1‬أ�سلم �سنة �سبع عام خيرب‪.‬‬
‫بالراوي و ُيع ُد �أبو هريرة ‪ ‬حافظ الأمة‪ ,‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا ر�سول اهلل �إين لأ�سمع منك حدي ًثا كث ًريا �أن�ساه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫اب�سط رداءك فب�سطته‪ ،‬ثم قـال‪�ُ :‬ض َّمـه �إىل �صــدرك ف�ضممتـه فمـا �أن�سيـت حدي ًثا بعد(‪ .)2‬وقد �أجمع‬
‫�أهل احلديث على �أنه �أكرث ال�صحابة حدي ًثا فمروياته تبلغ (‪ )5374‬حدي ًثا‪ ،‬ومن عبادته �أنه كان هو‬
‫وامــر�أته وخــادمـه يق�سمـون الليل �أثال ًثا ي�صلـي هذا ثـم يوقظ هذا‪ ،‬وكان ي�صوم االثنيـن واخلمي�س‪,‬‬
‫مات ‪� ‬سنة (‪ )57‬باملدينة‪0‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫�أول النا�س ُي ْق َ�ضى عليه يوم القيامة �أول من يحا�سب يوم القيامة‪.‬‬
‫َذ َّكره بنعمه عليه يف الدنيا‪.‬‬ ‫فع َّرفه نعمه‬
‫َف�أَ َق َّر بها‪.‬‬ ‫فعرفها‬
‫قاتلت يف �سبيلك‪.‬‬ ‫قاتلت فيك‬
‫قر�أت القر�آن ابتغاء ر�ضاك وثوابك‪.‬‬ ‫قر�أت فيك القر�آن‬
‫بذلت مايل يف �سبل اخلري طاع ًة لك‪.‬‬ ‫�أنفقت فيها لك‬
‫الكرمي كثري الإح�سان‪.‬‬ ‫جواد‬

‫‪171‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه البخاري برقم‪.)119( :‬‬ ‫ ‬


‫(‪� )1‬أخرجه الرتمذي برقم‪.)3840( :‬‬
‫من معاين احلديث‬

‫�إخال�ص العمل هلل �أ�سا�س يف قبول العبادات‪ ،‬فكل عبادة ال يخل�ص العبد فيها هلل ف�صاحبها �آثم‪ ،‬وعمله عليه مردود‬ ‫‪1‬‬
‫ﭼ (‪.)١‬‬ ‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ‬
‫احر�ص على حما�سبة نف�سك قبل القيام بالعمل‪ ،‬ومراجعة نيتك فيه‪ ،‬ف�إن كان هلل ف�أقدم عليه‪ ،‬و�إن كان لغريه‬ ‫‪2‬‬
‫فلت�صحح النية �أو ًال ولتخل�ص هلل �سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫من مف�سدات النية �أن يعمل الإن�سان العمل ال�صالح من �أجل ر�ؤية النا�س له؛ طل ًبا لثنائهم وارتفاع املكانة عندهم‪،‬‬ ‫‪3‬‬
‫وهذا هو الرياء‪.‬‬
‫من مف�سدات النية‪............................................. ،........................................ :‬‬ ‫‪4‬‬
‫من الأمثلة على الرياء‪� :‬أن يقاتل الإن�سان وهو ال ينوي بذلك �إعالء كلمة اهلل‪ ،‬و�إمنا ليقال ‪....................................‬‬ ‫‪5‬‬
‫من الأمثلة على الرياء‪............................................................................. :‬‬ ‫‪6‬‬
‫في�سخر ما حباه اهلل من ال ِّنعم يف طاعة اهلل‪ ،‬فنعمة القوة وال�شجاعة‬ ‫ّ‬ ‫امل�ؤمن ي�ؤدي العبادة لوجه اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫‪7‬‬
‫ي�سخرها يف طاعة اهلل واالنقياد حتت راية ويل الأمر خادم احلرمني ال�شريفني دفاع ًا عن دينه ووطنه اململكة‬
‫ي�سخرها يف طاعة‬ ‫العربية ال�سعودية ونعمة العلم ي�سخرها يف طاعة اهلل بـ‪ ..........................................‬ونعمة املال ّ‬
‫اهلل بـ‪...............................................‬‬

‫اكتب مع مجموعتك ثالثة �أ�سباب تعين على الإخال�ص في العمل‪.‬‬ ‫نشاط‬


‫‪١‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫�أجتهد يف الإخال�ص يف جميع الأعمال و�أبتعد عن الرياء‪.‬‬


‫�أتعلم يف املدر�سة ابتغاء مر�ضاة اهلل ولرفع اجلهل عن نف�سي؛ لأعمل لديني ودنياي مبا ير�ضي اهلل‪.‬‬
‫�أجتهد يف اال�ستعداد للآخرة‪ ،‬وال �أن�سى ن�صيبي من الدنيا‪.‬‬

‫(‪� )١‬سورة البينة �آية‪.)٥( :‬‬ ‫‪172‬‬


‫قارن بين المخل�ص والمرائي من حيث‪:‬‬ ‫نشاط‬
‫‪٢‬‬
‫املرائي‬ ‫املخل�ص‬ ‫وجه املقارنة‬ ‫م‬
‫‪ 1‬حمبة النا�س له‬
‫‪� 2‬أثر عمله على نف�سه‬
‫‪ 3‬الأجر يف الآخرة‬

‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬


‫م‬

‫عرف الرياء‪ ،‬واذكر مثالني له‪.‬‬ ‫�س‪1‬‬

‫ً‬
‫مقبول؟‬ ‫متى يكون العمل �صا ً‬
‫حلا‬ ‫�س‪2‬‬

‫كيف حتقق الإخال�ص يف تعلمك يف املدر�سة؟‬ ‫�س‪3‬‬

‫‪173‬‬
‫الدر�س الثاين‬

‫ال َتفـ ُّكـر‬

‫ماذا تالحظ؟‬

‫هلل َع ْن ُه َما َقـا َل‪ِ ( :‬بـتُّ ِف َبـ ْي ِـت‬


‫ا�س َر ِ�ض َي ا ُ‬ ‫‪َ 2‬عنْ َع ْب ِد ا ِ‬
‫هلل ْبنِ َع َّب ٍ‬
‫هلل ﷺ بِال َّل ْيلِ َف َت َحد ََّث‬ ‫َخا َلـ ِتـي َمـ ْي ُمـو َن َةـ َلـ ْيلَ ًة َوال َّنب ُِِّي ﷺ ِع ْن َدهَا ِ ألَ ْن ُظ َر َك ْي َف َ�ص َل ُة َر ُ�سولِ ا ِ‬
‫ال�س َمـا ِء َفـ َقـ َر�أ َ‪:‬‬
‫َر ُ�سو ُل اهلل ِﷺ َم َع �أَ ْه ِل ِه َ�سا َع ًة ُث َّم َر َق َد َفلَ َّما َكا َن ُث ُل ُـث ال َّل ْيلِ ْال ِآخـ ُر �أَ ْو َب ْع ُ�ضـ ُه َق َعـ َد َف َن َظـ َر �إ َِل َّ‬
‫ﭼ(‪ُ ,)١‬ث َّم َقا َم َف َت َو َّ�ض�أَ َو ْا�س َ َّ‬
‫ت ُث َّم‬ ‫ﭽ‬
‫(‪)٢‬‬
‫ال�ص ْب َح )‪.‬‬ ‫ا�س ُّ‬ ‫ي ُث َّم َخ َر َج َف َ�ص َّلى ِلل َّن ِ‬ ‫َ�ص َّلى �إ ِْحدَى َع ْ�ش َر َة َر ْك َع ًة ُث َّم �أَ َّذ َن ب َِل ٌل ب َّ‬
‫ِال�ص َل ِة َف َ�ص َّلى َر ْك َع َت ْ ِ‬

‫(‪� )٢‬أخرجه البخاري برقم‪ ،)7452( :‬وم�سلم برقم‪.)763 ( :‬‬ ‫(‪� )١‬سورة �آل عمران �آية‪ .)١٩٠( :‬‬ ‫‪174‬‬
‫عبداهلل بن عبا�س‬
‫‪ ,‬ابن عم ر�سول اهلل ﷺ‪,‬‬ ‫هو ال�صحابي اجلليل عبد اهلل بن العبا�س بن عبد املطلب القر�شي الها�شمي‬
‫‪ ,‬عن �أبي بكرة ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫�أخت �أم امل�ؤمنني ميمونة‬ ‫التعريف ولد قبل الهجرة ب�سنتني‪� ,‬أمه هي �أم الف�ضل‬
‫الب�صرة وما يف العرب مثله ج�س ًما وعل ًما وثيا ًبا وجما ًال وكما ًال‪ ,‬دعا له النبي ﷺ‬ ‫قدم علينا ابن عبا�س‬
‫باحلكمة مرتني(‪ )1‬قال ﷺ‪« :‬اللهم علمه الت�أويل وفقهه يف الدين» ‪ ,‬كثري البكاء من خ�شية اهلل‪ ,‬ي�صوم االثنني‬
‫(‪)2‬‬ ‫بالراوي‬
‫واخلمي�س‪ ,‬من �أ�شد النا�س تعظيم ًا حلرمات اهلل‪ ,‬كان عمر ‪� ‬إذا ذكره قال‪ :‬ذلك فتى الكهول ‪�-‬أي هو يف القدر‬
‫واملنزلة ك�أنه كهل ‪ ،-‬له ل�سان �س�ؤول‪« ،‬وقلب عقول»(‪ ,)3‬وبلغ عدد �أحاديثه التي رواها عن النبي ﷺ (‪)1660‬‬
‫حدي ًثا‪ ,‬مات بالطائف �سنة (‪.)68‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫منت لي ًال‪.‬‬ ‫ِب ُّت‬
‫‪.‬‬ ‫�أم امل�ؤمنني زوج النبي ﷺ‪ ،‬وهي خالة ابن عبا�س‬ ‫ميمونة‬
‫نظف �أ�سنانه بال�سواك‪.‬‬ ‫ْا�س َ َّ‬
‫ت‬
‫الأذان هو الإعالم بدخول الوقت‪ ،‬واملراد به هنا �أذان الفجر‪.‬‬ ‫�أذن بالل‬
‫املراد هنا راتبة الفجر‪.‬‬ ‫ف�صلى ركعتني‬

‫من معاين احلديث‬

‫‪ 1‬التفكر من العبادات القلبية التي تدل على يقظة القلب وتعلقه بخالقه‪ ،‬فاحر�ص على هذه العبادة‪.‬‬
‫‪� 2‬أمر اهلل بالتفكر حيث قال �سبحانه‪:‬ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬
‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﭼ (‪.)٤‬‬
‫قد امتثل النبي ‪ ‬الأمر بالتفكر‪ ،‬فلما ا�ستيقظ نظر �إىل ال�سماء متفكر ًا‪ ،‬م�سبح ًا ومعظم ًا هلل تعاىل‪ ،‬ثم �صلى �صالة‬ ‫‪3‬‬
‫الليل متهجد ًا‪.‬‬
‫امل�ؤمن يتعبد اهلل بالتفكر يف‪ :‬نف�سه حيث خلقه اهلل ف�أح�سن �صورته‪ ،‬ويف ‪ ،..........................................................‬ويف‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ،...........................................‬ويف ‪..................................................‬‬
‫التفكر طريق لتعظيم اخلالق وتنزيهه عن ال�شريك‪ ،‬وال�صالة والتذلل بني يدي اهلل‪ ،‬فالتفكر يقود �إىل التعظيم بالقلب‬ ‫‪5‬‬
‫و�إىل الت�سبيح بالل�سان و�إىل العمل باجلوارح‪.‬‬
‫التفكر يف الدنيا و�أحوالها يبني لك �أنها لي�ست دار ا�ستقرار‪ ،‬فيجتهد امل�ؤمن فيها متطل ًعا للدار الآخرة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪175‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه البخاري برقم‪ ,)143 ( :‬وم�سلم برقم‪.)2477 ( :‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه البخاري برقم‪ .)75( :‬‬
‫(‪� )٤‬سورة �آل عمران �آية‪ .)١٩١-١٩٠( :‬‬ ‫ ‬ ‫(‪� )3‬سري �أعالم النبالء‪.‬‬
‫�أحدد مع مجموعتي العالقة بين عبودية التفكر وعبودية الجوارح؟‬ ‫نشاط‬
‫‪١‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫ � ْأ�ش َت ِغ ُل بالت�سبيح والتعظيم للخالق عند التفكر‪.‬‬ ‫ِ�ص على التفكر يف خلق اهلل‪.‬‬‫� ْأحر ُ‬
‫ �أ�ستثمر ِن َع ُم اهلل علي يف طاعته وابتغاء مر�ضاته‪.‬‬‫�أ�ؤدِي العبادة تعظي ًما وخ�ضو ًعا هلل تعاىل‪.‬‬

‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬


‫م‬

‫من خالل درا�ستك حلديث ابن عبا�س ر�ضي اهلل عنهما‪� ،‬ضع تعريفاً منا�سباً للتفكر‪.‬‬ ‫�س‪1‬‬

‫ما الفرق بني من ي�ؤدي العبادة نتيجة للتفكر‪ ،‬ومن ي�ؤديها على �سبيل العادة؟‬ ‫�س‪2‬‬

‫ت�أمل يف ال�سماء‪ ،‬واذكر ثالث ًة من الأمور التي تدل على عظم خلقها‪.‬‬ ‫�س‪3‬‬

‫يف اجلدول التايل فوائد دل عليها احلديث‪ ،‬حدد املو�ضع الذي ا�ستنبطت منه كل فائدة‪.‬‬ ‫�س‪4‬‬

‫مو�ضعها من احلديث‬ ‫الفائدة‬ ‫م‬


‫ﭼ الآية‬ ‫ي�ستحب قراءة ﭽ‬
‫‪1‬‬
‫عند اال�ستيقاظ من نوم الليل مع النظر يف ال�سماء‪.‬‬
‫ح�سن معا�شرة النبي ﷺ لأهله‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ا�ستحباب ال�سواك قبل �صالة الليل‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫على العلم‪.‬‬ ‫حر�ص ابن عبا�س‬ ‫‪4‬‬

‫‪176‬‬
‫الدر�س الثالث‬

‫ُ‬
‫ا�ستغالل � ِ‬
‫أوقات الفراغ‬

‫دين الإ�سالم دين الرحمة‪ ،‬والعدل‪ ،‬والإح�سان‪ ،‬والو�سطية‪ ،‬فجمع بني متطلبات الروح‬
‫ومتطلبات اجل�سد‪ ،‬وبني العمل للدنيا والآخرة‪ ،‬فال �إفراط وال تفريط وال غلو‬ ‫تمهيد‬
‫وال جفاء قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ‬
‫(‪)١‬‬
‫ﭼ‬

‫هلل ْبنِ ُع َم َر ‪َ k‬قا َل‪�:‬أَخَ َذ‬ ‫‪َ 3‬عنْ َع ْب ِدا ِ‬


‫الد ْن َيا َك�أَن ََّك َغر ٌ‬
‫ِيب‬ ‫ب ْن ِكبِي‪َ ,‬فقَا َل‪ُ « :‬كنْ ِف ُّ‬ ‫هلل ﷺ ِ َ‬ ‫ول ا ِ‬‫َر ُ�س ُ‬
‫ُول‪�( :‬إِ َذا َ�أ ْم َ�س ْيتَ َف َل َت ْنت َِظ ْر َّ‬
‫ال�ص َبا َح‬ ‫�أَ ْو َعا ِب ُر َ�سب ٍ‬
‫ِيل» َو َكا َن ا ْبنُ ُع َم َر َيق ُ‬
‫َو�إِ َذا �أَ ْ�ص َب ْحتَ َف َل َت ْنت َِظ ْر ا ْل َ َ�سا َء َوخُ ْذ ِمنْ ِ�ص َّح ِت َك ِل َم َر ِ�ض َك َو ِمنْ َح َيا ِت َك‬
‫ِ َ (‪)٢‬‬
‫ِل َم ْوتك)‪.‬‬

‫‪177‬‬ ‫(‪� )٢‬أخرجه البخاري برقم‪.)6416( :‬‬ ‫(‪� )١‬سورة الق�ص�ص �آية (‪ .)٧٧‬‬
‫عبداهلل بن عمر‬
‫‪� ,‬أبو عبد الرحمن‪� ,‬أحد املكرثين من رواية احلديث‬ ‫هو ال�صحابي اجلليل عبداهلل بن عمر بن اخلطاب القر�شي‬
‫عن النبي ﷺ‪ ,‬روى (‪)2630‬حدي ًثا‪� ,‬أ�سلم قدمي ًا مع �أبيه وهو �صغري مل يبلغ احللم‪ ,‬وهاجر معه‪ ,‬مل ي�شهد �أُ ُحدًا ل�صغر‬
‫�سنه‪ ,‬و�شهد اخلندق وما بعدها من امل�شاهد مع ر�سول اهلل ﷺ‪ ,‬و�شهد فتح م�صر‪ ,‬قال ر�سول اهلل ﷺ‪� « :‬إن عبداهلل‬
‫التعريف رجل �صالح »(‪ )١‬قال عبداهلل بن م�سعود ‪� :‬إن من �أملك �شباب قري�ش لنف�سه عن الدنيا عبداهلل بن عمر‪ ,‬وقيل لنافع‬
‫( خادمه )‪ :‬ما كان ابن عمر ي�صنع يف منـزله؟ قال‪ :‬الو�ضوء لكل �صالة‪ ،‬وامل�صحف فيما بينهما‪ ,‬وكان يحيي الليل �صالة‬
‫بالراوي‬
‫ثم يقول‪ :‬يا نافع � ْأ�س َح ْرنا(‪)٢‬؟ ف�أقول‪ :‬ال‪ ,‬فيعاود‪ ,‬ف�إذا قال‪ :‬نعم‪ ،‬قعد ي�ستغفر اهلل حتى ي�صبح‪ ,‬وكان كثري الإنفاق يف‬
‫�سبيل اهلل‪� ,‬إن كان لينفق يف املجل�س الواحد ثالثني �ألف ًا ثم ي�أتي عليه �شهر ما ي�أكل مزعة حلم‪ ,‬وكان �إذا ا�شتد �إعجابه‬
‫ب�شيء من ماله ت�صدق به‪ ,‬كان متوا�ض ًعا ال يلقى �صغ ًريا وال كب ًريا �إال �سلم عليه‪ ,‬مات مبكة ‪� ‬سنة (‪ )73‬من الهجرة‪.‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫املنكب ‪ :‬جمتمع الكتف والع�ضد‪.‬‬ ‫مبنكبي‬
‫م�سافر‪.‬‬ ‫عابر �سبيل‬
‫خذ من �صحتك ملر�ضك اعمل ال�صاحلات زمن �صحتك قبل �أن متر�ض فال ت�ستطيع العمل‪.‬‬
‫ومن حياتك ملوتك اعمل يف حياتك ما ينفعك يف �آخرتك‪.‬‬

‫من معاين احلديث‬

‫‪ 1‬حال امل�ؤمن يف الدنيا كالغريب عن بلده فهو ال ي�أن�س وال ي�ستقر حتى ي�صل �إىل منزله يف الآخرة‪ ،‬بل هو كامل�سافر‬
‫فهو يقطع الطريق وال يتوقف حتى ي�صل �إىل منزله يف الآخرة‪.‬‬
‫‪ 2‬الغريب وامل�سافر هما على �أهبة اال�ستعداد للرحيل‪ ،‬بخالف من ي�ؤمل يف البقاء فهو على غري ا�ستعداد‪ ،‬حتى �إذا‬
‫جاء املوت متنى العودة �إىل الدنيا لي�أخذ �أهبته وي�ستعد للآخرة‪.‬‬
‫‪ 3‬من ثمرات التفكر‪ :‬زيادة الإميان‪ ،‬و‪ ،.............................‬و‪...................................‬‬

‫ال�سحر (تهذيب اللغة) للأزهري ‪. 172/4‬‬


‫(‪ )٢‬معنى (�أ�سحرنا) دخلنا يف وقت َّ‬ ‫(‪� )١‬أخرجه البخاري برقم‪ .) 3740( :‬‬ ‫‪178‬‬
‫ول اللَّ ِه ‪َ « :‬يا َعبْ َد اللَّهِ‪� ،‬أَ َل ْم �أُ ْخ َب ْر‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫ال َر ُ�س ُ‬ ‫ا�ص‪َ ،‬ق َ‬ ‫عن َعبْ ُد اللَّ ِه ْب ُن َع ْم ِرو ْب ِن ال َع ِ‬ ‫نشاط‬
‫‪١‬‬
‫ال‪َ « :‬ف َال َت ْف َع ْل‪�ُ ،‬ص ْم َو�أَ ْفطِ ْر‪،‬‬ ‫ول اللَّهِ‪َ ،‬ق َ‬
‫ُوم اللَّ ْي َل؟» ُقلْ ُت‪َ :‬ب َلى َيا َر ُ�س َ‬
‫وم النَّ َها َر َو َتق ُ‬‫�أَ َّن َك َت ُ�ص ُ‬
‫َو ُق ْم َو َن ْم‪َ ،‬ف�إِنَّ ل َِج َ�سدِ َك َع َل ْي َك َحقًّا‪َ ،‬و�إِنَّ ِل َع ْين َِك َع َل ْي َك َحقًّا‪َ ،‬و�إِنَّ ِل َز ْوجِ َك َع َل ْي َك َحقًّا)‪.‬‬
‫بالتعاون مع مجموعتك‪ :‬ما العالقة بين الحديث ومو�ضوع الدر�س‪.‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫�أعمل بو�صية النبي ‪ ‬البن عمر ‪.‬‬


‫�أحر�ص يف حياتي على التوازن والو�سطية‪.‬‬

‫ي‬‫و‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫ال ت‬


‫ـم‬

‫ِّ‬
‫بي �أوجه ال�شبه بني حال امل�ؤمن يف الدنيا وحال الغريب‪.‬‬ ‫�س‪1‬‬

‫على �أهمية ا�ستغالل �أوقات الفراغ‪ِّ ،‬‬


‫و�ضح ذلك‪.‬‬ ‫دل حديث ابن عمر‬ ‫�س‪2‬‬

‫‪179‬‬
‫الدر�س الرابع‬

‫الر�ضا‬ ‫ُ‬
‫طريق ِ‬

‫قال �أبو بكر ال�صديق ‪ ‬يا ر�سول اهلل‪ :‬كيف ال�صالح بعد هذه الآية‪:‬‬
‫ﭼ (‪ )1‬وكل �شيء عملنا جزينا به؟ فقال‪ :‬غفر اهلل لك يا �أبا بكر‬ ‫ﭽ‬
‫تمهيد‬
‫�أل�ست متر�ض �أل�ست حتزن �أل�ست ت�صيبك اللأواء؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬هو ما ُ ْ‬
‫تزَ ْونَ به(‪.)٢‬‬

‫‪َ 4‬عنْ �أَ َن ٍ�س ‪َ ‬قا َل‪َ :‬قا َل َر ُ�س ُ‬


‫ول‬
‫ي ع ََّج َل َل ُه ا ْل ُع ُقو َب َة ِف الدُّ ْن َيا‬ ‫ال ْ َ‬ ‫هلل ﷺ‪�« :‬إِ َذا �أَ َرا َد ا ُ‬
‫هلل ِب َع ْبدِ ِه ْ َ‬ ‫ا ِ‬
‫(‪)٣‬‬ ‫ال�ش َّر �أَ ْم َ�س َك َع ْن ُه ِب َذ ْن ِب ِه َح َّتى ُي َو ِ َ‬
‫اف ِب ِه َي ْو َم ا ْل ِق َيا َمةِ»‪.‬‬ ‫َو�إِ َذا �أَ َرا َد ا ُ‬
‫هلل ِب َع ْبدِ ِه َّ‬
‫الموت مِ نْ‬ ‫َ‬ ‫‪َ 5‬عنْ �أَ َن ِ�س ْب ِن َمال ٍِك ‪َ ‬قـا َل‪َ :‬قا َل ال َّن ِب ُّي ﷺ‪َ « :‬ل َي َت َم َّن َينَّ �أَ َح ُد ُكم‬
‫يا ِل َو َت َو َّفنِي‬ ‫ال َيا ُة َخ ْ ً‬ ‫ُ�ض ٍّر �أَ َ�صا َب ُه َف�إِ ْن َكا َن َل ُب َّد َفاعِ ًل َف ْل َي ُق ْل ال َّل ُه َّم �أَ ْح ِينِي َما َكا َنتْ ْ َ‬
‫(‪)٤‬‬
‫يا ِل»‪.‬‬ ‫ِ�إ َذا َكا َنتْ ا ْل َو َفا ُة َخ ْ ً‬

‫(‪ )2‬رواه �أحمد(‪ ،)٦٨‬و�صححه ابن حبان(‪.)٢٩١٠‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )1‬سورة الن�ساء الآية‪.)١٢٣( :‬‬ ‫‪180‬‬
‫(‪�)٤‬أخرجه البخاري برقم‪ ،)5671( :‬وم�سلم برقم‪.)2680( :‬‬ ‫(‪� )٣‬أخرجه الرتمذي برقم‪ ،)2396 ( :‬وقال ح�سن غريب من هذا الوجه‪ .‬‬
‫�أن�س بن مالك ‪‬‬
‫هو ال�صحابي اجلليل �أن�س بن مالك بن الن�ضر الأن�صاري‪� ,‬أبو حمزة ك َّناه بذلك النبي ﷺ‪ ,‬و�أُ ُّمه‬
‫‪�َ ,‬ص ِحب النبي ﷺ �أمت ال�صحبة والزمه �أكمل املالزمة‪ ,‬وخدمه ع�شر‬ ‫�أُ ُّم ُ�سليم بنت ملحان‬
‫التعريف‬
‫�سنني مدة مقامه باملدينة منذ هاجر �إىل �أن مات‪ ,‬دعا له النبي ﷺ فقال ‪ :‬اللهم �أكرث ماله وولده‬
‫بالراوي و�أدخله اجلنة‪ ،‬قال �أن�س‪ :‬فقد ر�أيت اثنتني و�أنا �أرجو الثالثة(‪ )1‬وكان ممن بايع حتت ال�شجرة‪� ,‬شهد‬
‫بد ًرا وما قاتل ل�صغره بل بقي يف رحال اجلي�ش يخدم النبي ﷺ‪ ,‬و�شهد احلديبية وعمرتها واحلج‬
‫والفتح وحنينا والطائف وخيرب‪ ,‬وناداه فقال‪ :‬يا بني(‪ ,)2‬واله �أبو بكر �صدقات البحرين‪ ،‬وقال عنه‬
‫عمر‪� :‬إنه لبيب كاتب‪ ,‬وعن �أن�س بن �سريين قال‪ :‬كان �أن�س �أح�سن النا�س �صالة يف ال�سفر واحل�ضر‪,‬‬
‫مات ‪� ‬سنة(‪ ،)93‬بالب�صرة‪ ،‬وهو ابن (‪� )107‬سنني‪.‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫االبتالء باملكاره‪.‬‬ ‫العقوبة يف الدنيا‬
‫�أخر عنه ما ي�ستحقه من العقوبة‪.‬‬ ‫�أم�سك عنه بذنبه‬
‫ي�أتي به يوم القيامة‪.‬‬ ‫يوايف به‬
‫من ال�ضرر الدنيوي‪.‬‬ ‫مِ نْ ُ�ض ٍّر �أ�صابه‬

‫من معاين احلديث‬

‫‪ 1‬امل�صائب تعر�ض للإن�سان يف الدنيا‪ ،‬فحياته فيها بني فرح وحزن‪ ،‬وبني �سعادة و�شقاء‪َ ،‬ف َ�ص ْف ُو َها ال يدوم‪ ،‬والأمل‬
‫فيها منقطع‪ ،‬والأجل فيها حمتوم‪.‬‬
‫‪ 2‬من �أمثلة امل�صائب التي تعر�ض للإن�سان يف الدنيا‪ :‬الفقر‪ ،‬و‪ ،...................‬و‪ ،......................‬و‪...................‬‬
‫‪ 3‬امل�ؤمن حني يبتلى مب�صيبة يعلم �أنها من قدر اهلل‪ ،‬و�أن هلل فيها ِح َك ًما عظيمة‪ ،‬فري�ضى بالق�ضاء‪ ،‬وي�صرب على‬
‫البالء‪ ،‬فتكون عاقبته احل�سنى‪.‬‬

‫‪181‬‬ ‫(‪� )2‬أخرجه م�سلم برقم‪.)2151 ( :‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم‪ .)2481 ( :‬‬
‫‪ 4‬من حكمة اهلل فيما ي�صيب امل�ؤمن من امل�صائب‪� :‬أن يكفر اهلل �سيئاته بتلك امل�صيبة‪ ،‬و ‪،........................................‬‬
‫و‪....................................‬‬
‫‪ ٥‬عليك �أن تر�ضى بقدر اهلل �إذا وقع‪ ،‬وال تقابل امل�صيبة بال�ضجر وال�سخط‪ ،‬ف�إن كان يف ظاهرها ال�شر؛ ف�إنها حتمل‬
‫للم�ؤمن خري ًا كثري ًا‪ ،‬ف�إن اهلل تعاىل �إذا �أحب عبد ًا ابتاله بامل�صائب متحي�ص ًا له وتطهري ًا‪ ،‬وال ينايف ذلك �أن ي�س�أل‬
‫هلل العافية‪ ،‬كما قال ﷺ‪ « :‬اللهم �إين �أ�س�ألك العافية »(‪.)1‬‬ ‫العب ُد ا َ‬
‫‪ ٦‬من ثمرات الر�ضا بق�ضاء اهلل وقدره‪ :‬ح�صول الأجر والثواب وطمئنينة النف�س وراحتها‪ ،‬و‪.......................................‬‬
‫‪ ٧‬احذر من االعرتا�ض على قدر اهلل‪� ،‬أو الت�ضجر عند امل�صيبة‪ ،‬ف�إن ذلك قد يحرمك �أجر ال�صرب عليها‪ ،‬ويوقعك يف‬
‫عدم الر�ضا بالق�ضاء والقدر‪.‬‬
‫‪ ٨‬من �صور عدم الر�ضا بالقدر متني املوت ل�ضر نزل به والدعاء على النف�س باملوت‪ ،‬و�أ�شد من ذلك ال�سعي �إليه باالنتحار‬
‫وقتل النف�س‪.‬‬
‫‪ ٩‬عند ا�شتداد الكرب‪ ،‬وانغالق الأمر‪ ،‬يلج�أ العبد �إىل اهلل ليفرج ما به‪ ،‬وال يتمنى املوت‪ ،‬ف�إن كان البد فاع ًال فليفو�ض‬
‫الأمر لربه ليختار له ما هو �أ�صلح له ب�أن يقول‪....................................................... :‬‬
‫‪ ١٠‬امل�ؤمن عند امل�صيبة ير�ضى وي�سلم‪ ،‬وتدعوه �إىل العمل الإيجابي وبذل اجلهد فيما ينفعه وميلأ حياته بالأمل والتفا�ؤل‪.‬‬

‫اكتب مع مجموعتك عن العالقة بين تمني الموت وعدم الر�ضا بق�ضاء الله وقدره‪.‬‬ ‫نشاط‬
‫‪١‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫�أحر�ص على التحلي بال�صرب واالحت�ساب والر�ضا بالقدر عند امل�صيبة رجاء ح�صول الثواب من اهلل تعاىل‪.‬‬
‫عند ا�شتداد الكروب �أجل�أ �إىل اهلل و�أدعوه و�أ�ستغيث به و�أرجع �إليه فهو �أعلم مبا ي�صلحني ( يا حي يا قيوم‬
‫برحمتك �أ�ستغيث �أ�صلح يل �ش�أين كله وال تكلني �إىل نف�سي طرفة عني) ‪.‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم‪.)2712 ( :‬‬ ‫‪182‬‬


‫ي‬‫و‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫ال ت‬
‫ـم‬

‫ما عالقة �إرادة اهلل بعبده اخلري و�ضده م�ستفيدًا من حديث الدر�س؟‬ ‫�س‪1‬‬

‫ِّ‬
‫بي كيف يكون الر�ضا بالق�ضاء والقدر عند امل�صيبة‪.‬‬ ‫�س‪2‬‬

‫ما الأ�سباب التي تعني على الر�ضا بالق�ضاء والقدر؟‬ ‫�س‪3‬‬

‫يف اجلدول الآتي فوائد د َّل عليها احلديث‪ ،‬حدِّد املو�ضع الذي ا�ستنبطت منه كل فائدة‪.‬‬ ‫�س‪٤‬‬

‫مو�ضعها من احلديث‬ ‫الفائدة‬ ‫م‬

‫‪ 1‬الم�صائب التي ت�صيب الم�ؤمن ك َّفارات‪.‬‬

‫ال��دع��اء وال��ل��ج��وء �إىل اهلل خ�ير و�سيلة‬


‫‪2‬‬
‫لتخفيف امل�صائب‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫الـوحـدة الثانية‬
‫امل�س�ؤولية يف الإ�سالم‬

‫�إن جمتمع وطننا الغايل اململكة العربية ال�سعودية جمتمع �إ�سالمي قائم على التعاون والتكافل‪ ،‬حيث ح َّدد‬
‫الإ�سالم ما يقوم به كل فرد؛ ليتحقق بذلك الت�شارك يف بناء املجتمع‪ ،‬ولي�سري وفق �شرع اهلل‪.‬‬
‫الدر�س اخلام�س‬

‫حقوق الراعي والرعية‬

‫هلل ْب َن ُع َم َر ‪k‬‬
‫‪ 6‬ع َْن َع ْب َد ا ِ‬
‫هلل ﷺ َيقُو ُل‪ُ « :‬ك ُّل ُك ْم َرا ٍع َو ُك ُّل ُك ْم َم ْ�س�ؤ ٌ‬
‫ُول‬ ‫َقا َل‪�َ :‬س ِم ْعتُ َر ُ�سو َل ا ِ‬
‫ُول َعنْ َر ِع َّي ِت ِه؛ َوال َّر ُج ُل َرا ٍع ِف �أَ ْه ِل ِه َو ُه َو َم ْ�س�ؤ ٌ‬
‫ُول َعنْ‬ ‫ال َما ُم َرا ٍع و َم ْ�س�ؤ ٌ‬‫َعنْ َر ِع َّي ِت ِه؛ ْ إِ‬
‫الا ِد ُم َرا ٍع ِف َمالِ َ�س ِّي ِد ِه و َم ْ�س�ؤ ٌ‬
‫ُول‬ ‫َر ِع َّي ِت ِه؛ َوا ْل َم ْر�أَ ُة َر ِاع َي ٌة ِف َب ْي ِت َز ْوجِ َها َو َم ْ�س�ؤُو َل ٌة َعنْ َر ِع َّي ِت َها؛ َو ْ َ‬
‫َعنْ َر ِع َّي ِت ِه‪َ ,‬قا َل‪َ :‬و َح ِ�س ْبتُ �أَنْ َق ْد َقا َل‪َ :‬وال َّر ُج ُل َرا ٍع ِف َمالِ �أَبِي ِه و َم ْ�س ؤُ� ٌ‬
‫ول َعنْ َر ِع َّي ِت ِه‪َ ,‬و ُك ُّل ُك ْم َرا ٍع و َم ْ�س ؤُ� ٌ‬
‫ول‬
‫َعنْ َر ِع َّي ِت ِه»(‪.)1‬‬
‫هلل َو َمنْ َي ْع ِ�ص ِني َف َق ْد َع َ�صى ا َ‬
‫هلل َو َمنْ‬ ‫‪َ 7‬عنْ �أَبِي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬عنْ ال َّنب ِِّي ﷺ َقا َل‪َ « :‬منْ �أَ َطا َع ِني َف َق ْد �أَ َطا َع ا َ‬
‫ري َف َق ْد �أَ َطا َع ِني َو َمنْ َي ْع ِ�ص الأَ ِمي َر َف َق ْد َع َ�ص ِان»(‪.)2‬‬ ‫الَ ِم َ‬
‫ُي ِط ْع ْ أ‬

‫⁎ �سبق التعريف بالراويني‪.‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬

‫كلكم م�ؤمتن‪.‬‬ ‫كلكم راع‬


‫وال يرعى‬
‫الرعية‪ :‬عامة النا�س الذين عليهم ٍ‬ ‫رعيته‬
‫م�صاحلهم و�أمورهم‪.‬‬
‫احلاكم وهو خادم احلرمني ال�شريفني حفظه اهلل‪.‬‬ ‫الإمام‬

‫(‪� )2‬أخرجه البخاري برقم‪ ،)2957( :‬وم�سلم برقم‪)1835( :‬واللفظ له‪.‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه البخاري برقم‪ ،)893( :‬وم�سلم برقم‪ .)1829( :‬‬ ‫‪186‬‬
‫من معاين احلديث‬

‫‪ ١‬ي�صلح المجتمع بطاعة الحاكم‪ ،‬لأن طاعته من طاعة اهلل ور�سوله ﷺ‪.‬‬
‫واح َت ِ�سب الأجر في �أداء ما ُو ِكل �إلي من م�س�ؤولية‪ ،‬وا�ستعين باهلل في ذلك‪.‬‬ ‫‪� ٢‬أطيع ولي ال ِ‬
‫أمر خادم الحرمين ال�شريفين ْ‬
‫‪� ٣‬إذا َف َّرط الم�سلم في ما ُو ِكل �إليه من م�س�ؤولية‪ ،‬ف�إن اهلل �سي�س�أله عنها ويجازيه على تفريطه فيها‪ ،‬فكفى بالمرء‬
‫�إثم ًا �أن ي�ضيع من هو م�س�ؤول عنهم‪.‬‬
‫‪  ٤‬من �أعظم هذه الم�س�ؤوليات م�س�ؤولية الحاكم لإقامة �شرع اهلل في رعيته وتحقيق العدل ورعاية م�صالحهم‬
‫العامة والخا�صة‪ ،‬وهذا ما ن�شاهده وهلل الحمد في قيادتنا الر�شيدة التي تح ّكم �شرع اهلل في كل �ش�ؤون الحياة‪.‬‬
‫‪ ٥‬في طاعة الحاكم‪ ،‬اجتماع الكلمة‪ ،‬وح�صول الأمن‪ ،‬و‪. ....................................‬‬
‫‪ ٦‬من حقوق الراعي على رعيته‪:‬‬
‫‪ -‬ال�سمع والطاعة واالجتماع على كلمته‪ ،‬وعدم الخروج عليه �أو نق�ض بيعته‪ ،‬قال ﷺ‪«َ :‬من َماتَ َو َ‬
‫لي�س في ُع ُن ِق ِه‬
‫َب ْي َع ٌة‪َ ،‬ماتَ ِمي َت ًة َج ِاه ِل َّي ًة»(‪)١‬؛ ِل َما في الخروج عليه من اختالل الأمن وتفكك المجتمع وانق�سامه وتناحره‪.‬‬
‫‪ -‬ن�صرته والجهاد تحت رايته والدعاء له‪.‬‬

‫عالم يدل الجمع بين طاعة الله ور�سوله ﷺ‪ ،‬وطاعة ولي الأمر‪ ،‬ودلل على ر�أيك من‬ ‫نشاط‬
‫‪١‬‬
‫القر�آن الكريم‪.‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫�أحر�ص على القيام مبا كلفني اهلل من م�س�ؤولية دون تفريط‪.‬‬


‫�أطيع ويل الأمر و�أحت�سب الأجر يف ذلك‪.‬‬

‫‪187‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم‪.)١٨٥١( :‬‬


‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬
‫م‬

‫ا�ستنبط احلكمة من �شمولية امل�س�ؤولية يف الإ�سالم‪.‬‬ ‫�س‪1‬‬

‫ما الفائدة من تكرار جملة (كلكم راع وكلكم م�س�ؤول عن رعيته)؟‬ ‫�س‪2‬‬

‫ملاذا ُقرنت طاعة اهلل ور�سوله بطاعة ويل الأمر؟ اذكر الدليل من القر�آن الكرمي‪.‬‬ ‫�س‪3‬‬

‫ما النتيجة املتوقعة عند قيام كل م�س�ؤول ب�أمانته؟‬ ‫�س‪4‬‬

‫‪188‬‬
‫الدر�س ال�ساد�س‬

‫حفظ الل�سان‬
‫ناق�ش مع زمالئك ارت�ب��اط احلديث بهذا املثل‪( :‬مقتل الرجل بني َف َّك ْيه) واكتب ما تو�صلتم �إليه‪:‬‬
‫تمهيد ‪.......................................................................................................................................................‬‬
‫�إن الإن�سان لريتفع مقامه �أو ينخف�ض عند النا�س ب�سبب كالمه‪ ،‬وكذلك يرتفع مقام العبد‬
‫�أو ينخف�ض عند اهلل ب�سبب كالمه كما يف احلديث الآتي‪:‬‬

‫‪َ 8‬عنْ �أَبِي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬عنْ ال َّنب ِِّي ﷺ‬


‫هلل َل ُي ْل ِقي‬ ‫َقا َل‪�« :‬إِ َّن ا ْل َع ْب َد َل َي َت َك َّل ُم بِا ْل َك ِل َم ِة ِمنْ ر ِْ�ض َو ِان ا ِ‬
‫هلل ِب َها َد َر َج ٍات‪َ ,‬و�إِ َّن ا ْل َع ْب َد َل َي َت َك َّل ُم بِا ْل َك ِل َم ِة ِمنْ‬
‫َل َها َب ًال َي ْر َف ُع ُه ا ُ‬
‫(‪)١‬‬
‫هلل َل ُي ْل ِقي َل َها َب ًال َي ْهوِي ِب َها ِف َج َه َّن َم»‪.‬‬ ‫َ�سخَ ِط ا ِ‬

‫⁎ �سبق التعريف بالراوي‪.‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫فيما ير�ضي اهلل‪.‬‬ ‫من ر�ضوان اهلل‬
‫ال يبايل بها وال يهتم‪.‬‬ ‫ال يلقي لها با ًال‬
‫منازل اجلنة‪.‬‬ ‫درجات‬
‫فيما يغ�ضب اهلل‪.‬‬ ‫من �سخط اهلل‬
‫ي�سقط‪.‬‬ ‫يهوي‬
‫‪189‬‬ ‫(‪� )١‬أخرجه البخاري برقم‪.)٦١٤٠( :‬‬
‫من معاين احلديث‬

‫‪ 1‬الل�سان نعمة عظيمة من ِن َعم اهلل‪ ،‬به تتكلم وتبني ما يف نف�سك‪ ،‬قال تعاىل يف �سورة البلد‪ :‬ﭽ‬
‫ﭼ(‪.)١‬‬
‫‪ 2‬الل�سان من �أكرث اجلوارح حركة‪ ،‬فالإن�سان يتكلم كث ًريا بال م�شقة وال تعب‪ ،‬وقد ي�ستعمل الل�سان يف اخلري �أو يف ال�شر‪.‬‬
‫�سبب يف رفع درجتك ومكانتك عند اهلل‪ ،‬ومن �أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ 3‬ا�ستعمال الل�سان فيما ير�ضي اهلل ٌ‬
‫‪.......................................‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ا�ستعمال الل�سان يف ذكر اهلل تعاىل‪ .‬‬
‫ ‬
‫‪.......................................‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫ ‬
‫‪ ‬ا�ستعمال الل�سان يف ن�شر اخلري‪.‬‬
‫ ‬
‫‪ ‬ا�ستعمال الل�سان يف الدفاع عن املظلوم‪.‬‬
‫�سبب يف �شقائك ودخولك النار‪ ,‬ومن �أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ 4‬ا�ستعمال ل�سانك فيما يغ�ضب اهلل ويكرهه ٌ‬
‫‪.......................................‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫ ‬
‫‪ ‬ا�ستعمال الل�سان يف ال�سب وال�شتم‪.‬‬
‫‪.......................................‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫ ‬
‫‪ ‬ا�ستعمال الل�سان يف الكذب وال�سخرية‪.‬‬
‫‪ ‬ا�ستعمال الل�سان يف اتهام الآخرين واالفرتاء عليهم‪.‬‬
‫‪َ 5‬ع ِّود ل�سانك قول اخلري وترك الباطل‪ ،‬وال حتتقر من الكلمات �شيئ ًا؛ �سوا ًء يف اخلري �أو ال�شر‪ ،‬فاهلل تعاىل يكتب ذلك‬
‫ﭼ(‪.)٢‬‬ ‫ويجازيك به‪ ,‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ‬
‫‪ 6‬حاذر �أن يكون كالمك �سبب ًا يف خ�سارة احل�سنات‪ ،‬وك�سب العداوات‪.‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫�أ�شغل ل�ساين بالذكر والكالم النافع الذي ير�ضي اهلل تعاىل‪.‬‬


‫�أحفظ ل�ساين عن التلفظ مبا ي�سخط اهلل تعاىل‪.‬‬

‫(‪� )٢‬سورة ق �آية‪.)١٨( :‬‬ ‫(‪� )١‬سورة البلد �آية‪ .)٩-٨( :‬‬ ‫‪190‬‬
‫ي‬‫و‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫ال ت‬
‫ـم‬

‫"الكلمة �سالح ذو َحدَّين"‪ِّ ،‬‬


‫بي �صحة العبارة من خالل درا�ستك للحديث ال�سابق‪.‬‬ ‫�س‪1‬‬

‫م ِّثل لكلمة �أدخلت �صاحبها النار‪ ،‬وكلمة �أدخلت �صاحبها اجلنة‪.‬‬ ‫�س‪2‬‬

‫ﭼ‪ِّ ،‬‬
‫و�ضح داللة الآية الكرمية على‬ ‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ‬ ‫�س‪3‬‬

‫وجوب حفظ الل�سان‪.‬‬


‫ع ِّلل‪ :‬يعدُّ �أبو هريرة ‪ ‬من �أكرث ال�صحابة رواية للحديث‪.‬‬ ‫�س‪4‬‬

‫‪191‬‬
‫الـوحـدة الثالثة‬
‫�أخالق و�سلوك رغب فيها الإ�سالم‬

‫للأخالق الفا�ضلة مكانة كبرية يف حياة الأمم‪ ،‬ولأهمية الأخالق ُعني الإ�سالم بها و�أثنى على من ت�أدب‬
‫بها‪ ،‬بل جعله من �أقرب النا�س منز ًال �إىل نبينا حممد ﷺ يف الآخرة‪ ،‬ومن الأخالق وال�سلوك التي‬
‫تناق�شها هذه الوحدة خلق‪ :‬التي�سري‪ ،‬وال�صدقة‪ ،‬والتوا�ضع‪ ،‬واال�ستقامة‪.‬‬
‫الدر�س ال�سابع‬

‫وال�سماحَ ة‬
‫ال ُي�سر َ‬

‫يف �أث � �ن� ��اء � �س �ف��رك �أم ��ام ��ك‬


‫تمهيد ط��ري�ق��ان لت�صل �إىل مق�صدك‪،‬‬
‫�أحدهما �شاق وطــويــل‪ ،‬والآخــر‬
‫ي َر ُ�س ُ‬
‫ول‬ ‫‪َ 9‬عنْ َعا ِئ َ�ش َة ‪� ‬أَ َّن َها َقا َل ْت‪َ ( :‬ما خُ ِّ َ‬ ‫�سهــل وخمـت�صـر‪ ،‬ف�أيهما ت�سلك؟‬
‫ل َي ُكنْ �إِ ْث ًما‬ ‫هلل ﷺ َب ْ َ‬
‫ي �أَ ْم َر ْينِ �إ َِّل �أَخَ َذ �أَ ْي َ�س َر ُه َما َما َ ْ‬ ‫ا ِ‬ ‫�أردت �إق�ن��اع زميلك بفكرة وم�ب��د�أ‪� ،‬أمامك‬
‫هلل ﷺ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َّا�س ِم ْنهُ‪َ ،‬و َما ا ْن َت َق َم َر ُ�س ُ‬ ‫َف�إِنْ َكا َن �إِ ْث ًما َكا َن َ�أ ْب َع َد الن ِ‬ ‫طريقان لت�صل �إىل مق�صدك �أحدهما باللني‬
‫(‪)١‬‬
‫ل ِب َها)‪.‬‬ ‫ِل َنف ِْ�س ِه �إ َِّل �أَنْ ُت ْن َت َه َك ُح ْر َم ُة ا ِ‬
‫هلل َف َي ْن َت ِق َم ِ ِ‬ ‫وال��رف��ق‪ ،‬والآخ� ��ر بالعنف ورف ��ع ال�صوت‪،‬‬
‫ف�أيهما ت�سلك؟‬
‫�إن م�سلك العنف والغلظة قد تف�ضله بع�ض‬
‫الطباع الب�شرية‪ ،‬ولكن ماذا كان يف�ضل نبينا‬
‫حممد ﷺ‪ ،‬اق ��ر�أ احل��دي��ث الآت ��ي لتتعرف‬
‫على ذلك ‪:‬‬

‫(‪� )١‬أخرجه البخاري برقم‪ ،)3560( :‬وم�سلم برقم‪.)2327( :‬‬ ‫‪194‬‬


‫عائ�شة بنت �أبي بكر‬
‫‪ ,‬ولدت بعد البعثة‪ ,‬كانت من �أحب الن�ساء �إىل‬ ‫هي �أم امل�ؤمنني عائ�شة بنت �أبي بكر ال�صديق‬
‫النبي ﷺ‪ ,‬متيزت بالعلم والذكاء وقوة احلفظ‪ ,‬وكانت من �أفقه النا�س و�أعلمهم‪ ,‬حتى كان كبار‬
‫التعريف ال�صحابة ‪ ‬ي�س�ألونها عن العلم‪ ,‬وهي �أكرث ال�صحابيات رواية للحديث بلغ عدد �أحاديثها عن‬
‫بالراوي النبي ﷺ (‪ )2210‬حدي ًثا‪ ،‬ومن ف�ضلها �أن النبي ﷺ تويف يف حجرتها ودفن فيها‪ ,‬كانت حمبة‬
‫للإنفاق يف �سبيل اهلل‪ ,‬بعث لها معاوية ‪ ‬مرة ( ‪ ) 100,000‬درهم فما �أم�ست �إال وقد ت�صدقت‬
‫باملدينة �سنة ( ‪ ) 57‬من الهجرة‪.‬‬ ‫بها‪ ,‬توفيت‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫بني �أمرين من �أمور الدنيا‪.‬‬ ‫بني �أمرين‬
‫�أَ َخ َّفهما‪.‬‬ ‫�أي�سرهما‬
‫ما عاقب �أحد ًا انت�صار ًا لنف�سه‪.‬‬ ‫وما انتقم لنف�سه‬
‫ما حرم اهلل فعله‪.‬‬ ‫حرمة اهلل‬
‫ب�إقامة حدوده‪.‬‬ ‫فينتقم هلل بها‬

‫من معاين احلديث‬

‫من �صفات نبينا حممد ﷺ‪ ،‬ال�سماحة وحب الي�سر وال�سهولة يف الأمر‪ ،‬وكراهة الت�شديد على النف�س‪ ،‬فلنا فيه �أ�سوة‬ ‫‪1‬‬
‫ح�سنة‪ ،‬فاحر�ص على انتهاج منهجه يف اختيار �أ�سهل الأمور ما مل يكن �إثم ًا‪.‬‬
‫من �أمثلة الأخذ بالأي�سر‪ :‬حتمل �أذى النا�س وعدم االنت�صار للنف�س‪ ،‬والر�ضا بالربح القليل عند البيع وال�شراء‪ ،‬والأخذ‬ ‫‪٢‬‬
‫باملتي�سر يف امل�أكل وامل�شرب وامللب�س واملركب‪ ،‬و ‪...............................................‬‬
‫الت�شديد على النف�س‪ ،‬وق�صد امل�شقة‪ ،‬لي�س من �أخالق الإ�سالم‪ ،‬فقد دعا النبي ﷺ بالهالك على املت�شددين‪.‬‬ ‫‪٣‬‬
‫من �أمثلة الت�شدد وعدم الأخذ بالأ�سهل‪ :‬ال�صيام يف ال�سفر ال�شاق‪........................ ،.............................................. ,‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪......................................‬‬
‫‪195‬‬
‫‪ 5‬الإ�سالم دين ُي�سر‪ ,‬و�أحكامه فيها تي�سري وتلبية حلاجات النا�س‪ ,‬فالعمل بها وتطبيقها �أخذ بالتي�سري‪.‬‬
‫‪ 6‬لي�س من التي�سري التهاون يف �إقامة احلدود‪ ،‬و ترك االنت�صار حلرمات اهلل �إذا انتهكت‪ ،‬لأن ذلك يف�ضي �إىل الوقوع‬
‫يف الإثم وانت�شار الف�ساد‪.‬‬
‫‪ 7‬النبي ﷺ كان �أبعد النا�س عن الإثم‪ ،‬فال ي�صح التهاون بالوقوع يف الإثم بحجة التي�سري وعدم الت�شدد‪.‬‬

‫حدد مع مجموعتك متى يكون ترك االنت�صار للنف�س �سماحة ورفعة؟ ومتى‬ ‫نشاط‬
‫‪١‬‬
‫يكون ذلة ومهانة؟‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫�أختار الأي�سر من الأمور ما مل يكن �إثماً‪.‬‬


‫�أبتعد عما فيه �إثم ولو َرغِ َب ْت ُه نف�سي‪.‬‬

‫ي‬‫و‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫ال ت‬


‫ـم‬

‫د َّل احلديث على بع�ض �أخالق النبي ﷺ و�صفاته‪ ،‬اذكر ثالثاً منها‪.‬‬ ‫�س‪1‬‬

‫ا�ستنبط من احلديث حكماً فقه ًّيا‪.‬‬ ‫�س‪2‬‬

‫كان النبي ﷺ ال ينت�صر لنف�سه‪ ،‬م ِّثل مبثال من مواقفه ﷺ يدل على ذلك‪.‬‬ ‫�س‪3‬‬

‫هل ي�صح و�صف �أحكام الإ�سالم بالت�شدد؟ وملاذا؟‬ ‫�س‪4‬‬

‫‪196‬‬
‫الدر�س الثامن‬

‫ال�ص َدقة‬ ‫ُ‬


‫ف�ضل َ‬

‫ناق�ش مع زمالئك �صور التكافل والت�آزر يف املجتمع الإ�سالمي واكتب ما تو�صلتم �إليه‪:‬‬
‫تمهيد ‪.................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................‬‬
‫ثم اقر�أ احلديث الآتي لتكت�شف �إحدى �صور التكافل التي �أمر الإ�سالم بها‪:‬‬

‫‪َ 10‬عنْ �أَبِي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬قا َل‪َ :‬قا َل‬


‫ت َر ٍة ِمنْ َك ْ�سبٍ َط ِّيبٍ‬ ‫اهلل ﷺ‪َ « :‬منْ ت ََ�ص َّد َق ِب َع ْدلِ َ ْ‬ ‫ول ِ‬ ‫َر ُ�س ُ‬
‫هلل َي َت َق َّب ُل َها ِب َي ِمي ِن ِه ُث َّم ُي َر ِّبي َها ِل َ�ص ِاح ِب ِه‬ ‫َو َل َي ْق َب ُل ا ُ‬
‫هلل �إ َِّل َّ‬
‫الط ِّي َب َو�إِ َّن ا َ‬
‫ال َبلِ »(‪.)1‬‬‫َك َما ُي َر ِّبي �أَ َح ُد ُك ْم َف ُل َّو ُه َحتَّى َتكُو َن ِم ْث َل ْ َ‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫ما ي�ساوي مترة‪.‬‬ ‫ِب َعدْل مترة‬
‫َع َمل‪.‬‬ ‫ك�سب‬
‫ُي َن ِّميها‪.‬‬ ‫ُي َر ِّبيها‬
‫ال ُم ْهر وهو ولد الفر�س الذي ُف ِطم عن �أمه‪.‬‬ ‫َف ُل َّوه‬

‫‪197‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه البخاري برقم‪ ،)1410( :‬وم�سلم برقم‪.)1014( :‬‬


‫من معاين احلديث‬

‫الدين الإ�سالمي يدعو �إىل التكافل والتعاون بني �أتباعه‪ ،‬ليحققوا مبد�أ الأخوة‪ ،‬ويكونوا كاجل�سد الواحد‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫مبادرة ال�صحابة ‪ ‬لطلب النبي ﷺ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ال�صدقة �إحدى �صور التكافل والتعاون يف املجتمع‪ ،‬حيث يعطف الغني مباله على الفقري‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫من ثمرات ال�صدقة وفوائدها‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫من ثمرات ال�صدقة‬

‫‪.....................................‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫طهرة للمال‬


‫‪ 5‬يقبل اهلل ال�صدقة وي�ضاعف �أجرها �إذا كانت من ك�سب حالل مثل‪ :‬التجارة باملباح‪،.............................. ،‬‬
‫‪..............................‬‬
‫‪ 6‬م�ضاعفة اهلل لل�صدقة وتربيته لها دليل على كرم اهلل �سبحانه‪ ،‬وعظيم ف�ضله‪.‬‬

‫�سببا لم�ضاعفة الأجر؟‬


‫اكتب مع مجموعتك كيف يكون �إظهار ال�صدقة ً‬ ‫نشاط‬
‫‪١‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫ِ�ص على الك�سب احلالل و�أُ ْك ِ ُ‬


‫ث من ال�صدقة �شكراً هلل على نعمه‪.‬‬ ‫�أَ ْحر ُ‬

‫قـ‬ ‫ال ت‬
‫ويـم‬

‫دل احلديث على ف�ضل اهلل تعاىل وكرمه‪ ،‬اذكر وجه داللته على ذلك‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫�س‪1‬‬

‫ماملراد بـ( َعدْل التمرة)؟‪ ،‬وما معنى ( َف ُل َّوهُ)‪.‬‬ ‫�س‪2‬‬

‫ا�ستنبط ثالثاً من فوائد احلديث‪.‬‬ ‫�س‪3‬‬

‫‪198‬‬
‫الدر�س التا�سع‬

‫ُ‬
‫التكافل الإج ِتماعي‬

‫مدح اهلل املت�صدقني واملت�صدقات و�أخرب ر�سوله ‪ ‬ب�أن ال�صدقة تكفر اخلطيئة وتبارك يف‬
‫تمهيد املال‪ .‬وبني �أيدينا حديث عظيم القدر جليل ال�ش�أن يف قوم قدموا على ر�سول اهلل ‪ ‬وقد‬
‫�أ�صابهم من الفقر ما تع ّرت معه �أج�سامهم‪.‬‬
‫ت�أمل هذا احلديث من خالل املواقف التالية‪:‬‬
‫ •موقف ر�سول اهلل ‪ ‬منهم �أوال و�آخ ًرا‬
‫ •موقف �أولئك القوم الذين ال يح�سدون على حالهم‪.‬‬
‫ •موقف ذلك ال�صحابي الأن�صاري ‪.‬‬

‫‪َ 11‬ع�نْ َج ِري� ٍر ْب�نِ‬


‫هلل ﷺ ِف َ�ص� ْد ِر‬ ‫هلل ‪َ ‬قا َل‪ُ :‬ك َّن�ا ِع ْن� َد َر ُ�س�ولِ ا ِ‬ ‫َع ْب ِ�دا ِ‬
‫متَابِ�ي ال ِّن َم�ا ِر �أَ ْو ا ْل َع َب�ا ِء ُم َت َق ِّل ِ�دي‬ ‫ال َّن َه�ا ِر َق�ا َل‪َ :‬ف َج�ا َء ُه َق� ْو ٌم ُحفَ�ا ٌة ُع� َرا ٌة ُ ْ‬
‫وف َعا َّم ُت ُه ْم ِمنْ ُم َ�ض َر َبلْ ُك ُّل ُه ْم ِمنْ ُم َ�ض َر َف َت َم َّع َر َو ْج ُه َر ُ�س�ولِ اهلل ﷺ ِل َما َر�أَى‬ ‫ال�س� ُي ِ‬‫ُّ‬
‫ِبهِ� ْم ِم�نْ ا ْلفَا َق� ِة َف َدخَ � َل ُث� َّم خَ � َر َج َف�أَ َم� َر ب َِلا ًل َ َف��أ َّذ َن َو�أَ َقا َم َف َ�ص َّلى ُث� َّم خَ َط َب َفقَا َل‪ :‬ﭽ‬
‫ﭼ(‪َ )١‬و ْ آ‬
‫ال َي� َة‬ ‫ال َي� ِة ﭽ‬ ‫ﭼ �إ َِل � ِآخ� ِر ْ آ‬
‫ﭼ (‪َ )٢‬ت َ�ص� َّد َق َر ُج ٌ�ل ِم�نْ ِدي َن�ا ِر ِه ِم�نْ‬ ‫ا َّل ِت�ي ِف ْالَ�شْ � ِر ﭽ‬
‫ت َر ٍة‪َ ,‬ف َجا َء َر ُج ٌل ِمنْ ْالأَن َْ�صا ِر ب ُِ�ص َّر ٍة َكا َدتْ‬ ‫ت ِر ِه َحتَّى َقا َل‪َ :‬و َل ْو ب ِِ�ش� ِّق َ ْ‬ ‫ِد ْر َه ِم ِه ِمنْ َث ْو ِب ِه ِمنْ َ�صا ِع ُب ِّر ِه ِمنْ َ�صا ِع َ ْ‬
‫ي ِم�نْ َط َعا ٍم َو ِث َيابٍ َحتَّى َر�أَ ْيتُ َو ْج َه َر ُ�س�ولِ ا ِ‬
‫هلل‬ ‫َكفُّ� ُه َت ْعجِ � ُز َع ْن َه�ا َب ْ�ل َق� ْد َع َج� َزتْ ‪ُ ,‬ث� َّم َتتَا َب� َع النَّا� ُ�س َح َّت�ى َر�أَ ْي�تُ َك ْو َم ْ ِ‬
‫ال ِْ�س َلا ِم ُ�س� َّن ًة َح َ�س� َن ًة َفلَ� ُه �أَ ْج ُر َه�ا َو�أَ ْج� ُر َم�نْ َع ِم� َل‬ ‫هلل ﷺ‪َ « :‬م�نْ َ�س�نَّ ِف ْ إ‬ ‫�ول ا ِ‬ ‫ﷺ َي َت َه َّل� ُل َك�أَ َّن� ُه ُم ْذ َه َب� ٌة َفقَ�ا َل َر ُ�س ُ‬
‫ِب َه�ا َب ْع� َد ُه ِم�نْ َغ ْ َِير �أنْ َي ْن ُق� َ�ص ِم�نْ �أُ ُجور ِِه� ْم �شَ ْ�ي ٌء‪َ ،‬و َم�نْ َ�س�نَّ ِف ْ إ‬
‫ال ِْ�س َلا ِم ُ�س� َّن ًة َ�س� ِّي َئ ًة َكا َن َعلَ ْي� ِه ِو ْز ُر َه�ا َو ِو ْز ُر َم�نْ‬
‫َع ِم� َل ِب َه�ا ِم�نْ َب ْع ِ�د ِه ِم�نْ َغ ْ ِير �أَنْ َي ْن ُق� َ�ص ِم�نْ �أَ ْوزَار ِِه� ْم �شَ ْ�ي ٌء»(‪.)٣‬‬

‫‪199‬‬ ‫(‪� )٣‬أخرجه م�سلم برقم‪.)1017( :‬‬ ‫(‪� )٢‬سورة احل�شر �آية‪.)١٨( :‬‬ ‫(‪� )١‬سورة الن�ساء �آية‪.)١( :‬‬
‫جرير بن عبداهلل ‪‬‬
‫هو ال�صحابي اجلليل جرير بن عبد اهلل البجلي ‪� ،‬أبو عمرو‪� ,‬أ�سلم يف �سنة ع�شر من الهجرة‪ ،‬و�صفه‬
‫النبي ﷺ ب�أنه من خري �أهل اليمن فقال‪� :‬إنه �سيدخل عليكم من هذا الفج من خري ذي مين(‪ ,)1‬بعثه النبي‬
‫التعريف ﷺ �إىل ذي ا َ‬
‫خل َل�صة (�صنم لدو�س) فهدمها ودعا له حني بعثه‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم ثبته واجعله هاد ًيا مهد ًّّيا‪.‬‬
‫قال جرير بن عبداهلل ‪ :‬ما حجبني ر�سول اهلل ﷺ منذ �أ�سلمت‪ ،‬وال ر�آين �إال تب�سم يف وجهي‪.‬‬
‫بالراوي‬
‫كان من �أغ�ض النا�س َط ْرفا‪ ,‬وكان �سيد ًا يف قومه‪� ،‬شارك يف فتح القاد�سية و كان له �أثر عظيم و كان على‬
‫ميمنة �سعد بن �أبي وقا�ص ‪ ,‬مات ‪� ‬سنة (‪ )51‬من الهجرة‪.‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫�أ َّول النهار‪.‬‬ ‫�صدر النهار‬
‫الب�سي‪.‬‬ ‫جمتابي‬
‫جمع منرة وهي �إزار(‪ )2‬ال�صوف املخطط ك�أنه جلد منر‪.‬‬ ‫النمار‬
‫قبيلة من قبائل العرب‪.‬‬ ‫م�ضر‬
‫فتمعر وجه ر�سول اهلل ﷺ فتغري وجهه من الإ�شفاق عليهم‪.‬‬
‫والب هو احلنطة‪.‬‬
‫ال�صاع ‪ :‬مكيال معروف ي�سع ‪ 3‬كغم تقري ًبا‪ُّ ُ ،‬‬ ‫�صاع بره‬
‫بكي�س النقود‪.‬‬ ‫ِب ُ�ص َّرة‬
‫تثنية « َكوم» وهو ا�سم للمكان املرتفع كالرابية‪ ،‬واملراد ال�شيء الكثري‪.‬‬ ‫كومني‬
‫ي�ضيء من الفرح واالبتهاج‪.‬‬ ‫يتهلل‬
‫ال�شيء املطلي بالذهب‪.‬‬ ‫ُم ْذهَبة‬
‫من عمل ً‬
‫عمل تبعه عليه غريه‪.‬‬ ‫من َ�سنَّ‬

‫(‪� )1‬أخرجه الن�سائي يف الكربى برقم‪ ) 8302(:‬و�صححه ابن خزمية برقم‪.)1798( :‬‬ ‫‪200‬‬
‫(‪ )2‬الإزار‪ :‬هو ما يلب�س على ن�صف اجل�سم الأ�سفل‪ ,‬كمثل لبا�س املحرم بالعمرة �أو احلج‪.‬‬
‫من معاين احلديث‬

‫‪ 1‬قيامك بال�صدقة والبذل ولو بالقليل دليل على اهتمامك بحال املحتاجني‪ ،‬وحبك لتقدمي اخلري لهم‪ ،‬و�شفقتك‬
‫عليهم‪.‬‬
‫‪ 2‬كلما كنت مبادر ًا للخري �ساب ًقا �إليه كان ذلك �أعظم لأجرك و�أجزل لثوابك؛ حيث يكتب اهلل لك مثل �أجور من اقتدوا‬
‫بك يف هذا العمل‪.‬‬
‫‪ 3‬احر�ص على �أن تكون قدوة يف اخلري‪ ،‬وال تكن قدوة يف ال�شر؛ فتتحمل �أوزار من عمل مبثل عملك اقتدا ًء بك‪.‬‬

‫طيبا‬
‫عن �أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال ر�سول الله ‪�« :‬أيها النا�س �إن الله طيب ال يقبل �إال ً‬ ‫نشاط‬
‫‪١‬‬
‫و�إن الله �أمر الم�ؤمنين بما �أمر به المر�سلين فقال تعالى‪ :‬ﭽ‬
‫ﭼ‪،‬‬ ‫ﭼ وقال تعالى ﭽ‬
‫ثم ذكر الرجل يطيل ال�سفر �أ�شعث �أغبر يمد يديه �إلى ال�سماء يا رب يا رب‪ ،‬ومطعمه‬
‫(‪)١‬‬
‫حرام‪ ،‬وم�شربه حرام‪ ،‬وملب�سه حرام‪ ،‬وغُ ِّذي بالحرام‪َ ،‬ف َ�أ َّنى ي�ستجاب لذلك»‬
‫بالتعاون مع مجموعتك‪ :‬ا�ستنبط ثالثة �آداب من �آداب ال�صدقة‪.‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫�أُ َ�سابِقُ �إىل فعل اخلري ابتغاء مر�ضاة اهلل تعاىل ولأحظى ب�أجر من اقتدى بي يف ذلك‪.‬‬

‫‪201‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم‪.)1015 ( :‬‬


‫قـ‬ ‫ال ت‬
‫ويـم‬

‫اذكر ف�ضيلتني لل�صحابي اجلليل‪ :‬جرير بن عبداهلل ‪.‬‬ ‫�س‪1‬‬

‫كيف تكون ال�صدقة �إحدى �صور التكافل يف املجتمع؟‬ ‫�س‪2‬‬

‫اذكر �صورتني من �صور القدوة احل�سنة‪.‬‬ ‫�س‪3‬‬

‫�إظهار ال�صدقة قد يكون �سب ًبا مل�ضاعفة الأجر‪ ،‬وقد يكون �سبباً للعقوبة‪ِّ ،‬‬
‫بي ذلك‪.‬‬ ‫�س‪4‬‬

‫‪202‬‬
‫الدر�س العا�شر‬

‫ُ‬
‫التوا�ضع‬ ‫ُ‬
‫ف�ضل‬

‫تمهيد‬
‫ـا�ض التميمي ‪َ ‬قا َل‪:‬‬ ‫‪َ 12‬عـنْ ِعـ َي ِ‬ ‫قال ال�شاعر‪:‬‬
‫ِل �أَنْ َت َوا�ضَ ُعوا‬
‫هلل �أَ ْو َحى �إ َ َّ‬
‫هلل ﷺ «�إِ َّن ا َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َقـا َل َر ُ�س ُ‬ ‫توا�ضع تكن كالنجم الح لناظر‬
‫َ َ ٍ (‪)١‬‬
‫َحتَّى َل َي ْب ِغي �أَ َح ٌد َعلَى �أَ َح ٍد َو َل َيفْخَ َر �أَ َح ٌد َعلى �أ َحد»‪.‬‬ ‫على �صفحات املاء وهو رفيع‬
‫وال ت َُك كالدخـان يعلو بنف�ســـــه‬
‫�إىل طبقـات اجلو وهو و�ضيع‬

‫عيا�ض التميمي ‪‬‬


‫هو ال�صحابي اجلليل عيا�ض التميمي املجا�شعي‪ ,‬كان �صدي ًقا لر�سول اهلل ﷺ قد ًميا‪ ,‬وفد على النبي ﷺ قبل‬
‫التعريف �أن ي�سلم ومعه جنيبة يهديها �إليه‪ ،‬فقال‪�« :‬أ�سلمت ؟» قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪�« :‬إن اهلل نهاين �أن �أقبل َز ْبد امل�شركني»(‪,)٢‬‬
‫بالراوي ف�أ�سلم فقبلها منه‪� ,‬سكن الب�صرة وتويف فيها‪.‬‬

‫(‪� )١‬أخرجه م�سلم برقم‪.)2865( :‬‬


‫(‪�)٢‬أخرجه �أبو داود برقم‪ ،)3057( :‬والرتمذي برقم‪ ،)1577( :‬ومعنى ( زبد امل�شركني )‪ :‬هداياهم‪ ،‬و�أما رد هدية عيا�ض حال �شركه وقبول هدية‬
‫‪203‬‬ ‫بع�ض امل�شركني كاملقوق�س والنجا�شي‪ ،‬فاالمتناع من قبول الهدية يف حق من يريد بهديته التودد واملواالة‪ ،‬وقبول الهدية يف حق من يرجى بذلك‬
‫ت�أني�سه وت�أليفه على الإ�سالم (فتح الباري ‪.)231/5‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬

‫�أعلمني‪ ،‬والوحي‪ :‬الإعالم اخلفي‪.‬‬ ‫�أوحى �إ َّ‬


‫يل‬

‫يتجاوز احلد وي�ستطيل على النا�س بغري حق‪.‬‬ ‫يبغي‬

‫يباهي بنف�سه ويدعي العظمة وال�شرف‪.‬‬ ‫يفخر‬

‫م�صطلحات‬
‫التواضع‪ :‬هو خُ ُل ٌق حسن يبعث على لني اجلانب‪ ،‬واخلضوع للحق‪ ،‬وعدم االغترار بالنفس‪.‬‬

‫من معاين احلديث‬

‫واجل َبوت والكمال هلل وحده ال �شريك له‪ ،‬واخللق عبي ٌد هلل �أذال ُء بني يديه‪.‬‬ ‫‪ 1‬املُ ْلك والعظمة َ‬
‫‪ ٢‬من علم حقيقة خالقه �سبحانه وما يت�صف به من الكمال والعلم‪ ،‬وعلم حقيقة نف�سه وما تت�صف به من اجلهل‬
‫والظلم؛ عرف افتقاره �إىل ربه‪ ،‬و َت َو َ‬
‫ا�ضع خللقه‪.‬‬
‫‪ ٣‬خلق التوا�ضع من الأخالق العظيمة حيث �أمر اهلل به‪ ،‬و�أوحى لنبيه ﷺ �أن ي�أمر النا�س باالت�صاف به‪.‬‬
‫‪  ٤‬التوا�ضع يكون بقبول احلق وعدم ردِّه‪ ،‬وعدم ال�شعور بالف�ضل على النا�س‪ ،‬ومعاملتهم برفق ولني ال بعلو وا�ستكبار‪.‬‬
‫من �أمثلة التوا�ضع‪.................................... ،................................... :‬‬
‫‪ ٥‬التوا�ضع له ثمرات عظيمة يف الدنيا والآخرة منها‪:‬‬
‫من ثمرات التوا�ضع‬

‫يف الآخرة‬ ‫يف الدنيا‬

‫‪.......................‬‬ ‫رفعة املنزلة‬ ‫حمبة اهلل‬ ‫‪.......................‬‬ ‫املنع من الظلم والبغي‬ ‫املحبة بني النا�س‬

‫‪204‬‬
‫مما ينتج عن ترك التوا�ضع‪ :‬الفخر والبغي‪ ،‬وهما من الأخالق املذمومة التي ت�سبب القطيعة واالختالف‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫مما يعينك على التوا�ضع واللني‪ :‬خمالطة الفقراء وامل�ساكني‪ ،‬والأك��ل معهم‪ ،‬والإح�سان �إىل النا�س وخدمتهم‪،‬‬ ‫‪7‬‬
‫و‪.......................................................‬‬

‫الفخر والتباهي له �صور كثرية‪ ،‬منها‪ :‬الفخر بالأن�ساب‪ ،‬الفخر باملال واجلاه‪..................................... ،‬‬ ‫‪8‬‬
‫البغي هو التعدي على اخللق‪ ،‬ومن �صوره‪ :‬الطعن يف الأن�ساب‪� ،‬أكل �أموال النا�س بالباطل‪......................... ،‬‬ ‫‪9‬‬
‫من الآثار املرتتبة على الفخر والبغي‪ :‬ظهور احلقد‪ ،‬انت�شار الظلم‪............................................... ،‬‬ ‫‪10‬‬

‫�أكتب مقارنة مع مجموعتي عن التوا�ضع‪ ،‬والذلة والمهانة؟‬ ‫نشاط‬


‫‪١‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫�أتوا�ضع للنا�س وال �أتكرب عليهم‪.‬‬


‫�أبتعد عن البغي و الفخر‪.‬‬

‫ي‬‫و‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫ال ت‬


‫ـم‬

‫التوا�ضع خلق نبوي كرمي‪ ,‬كيف دل حديث الدر�س على ف�ضل التوا�ضع وعلو منزلته؟‬ ‫�س‪1‬‬

‫اذكر �أمرين من الأمور التي تعني على االت�صاف بخلق التوا�ضع‪.‬‬ ‫�س‪2‬‬

‫اذكر عملني من الأعمال التي تدل على التوا�ضع‪ ،‬وعملني من الأعمال التي تنايف التوا�ضع‪.‬‬ ‫�س‪3‬‬

‫ما ق�صة �إ�سالم ال�صحابي عيا�ض التميمي ‪‬؟‬ ‫�س‪4‬‬

‫‪205‬‬
‫الدر�س احلادي ع�شر‬

‫اال�سـ ِتقامـة‬

‫ال�س�ؤال اجليد املفيد يدل على عــقــل �صاحـبــه وحر�صـه على ما ينفعه‪ ،‬وقد كان ال�صحابة‬
‫تمهيد‬
‫‪ ‬يحر�صون على العلم‪ ،‬وانتقاء ال�س�ؤال الذي يجمع لهم خ�صال اخلري كما يف �س�ؤال‬
‫ال�صحابي اجلليل �سفيان بن عبداهلل ‪ ‬للنبي ﷺ الذي ورد يف احلديث الآتي‪:‬‬

‫هلل ال َّث َق ِف ِّي ‪‬‬


‫‪َ 13‬عنْ ُ�س ْف َيا َن ْبنِ َع ْب ِد ا ِ‬
‫ــــــــو ًل‬
‫ــــــــل ِم َق ْ‬ ‫هلل‪ُ :‬ق ْل ِل ِف ْ إ‬
‫ال ِْ�س َ‬ ‫َقا َل‪ُ :‬ق ْلتُ َيا َر ُ�ســو َل ا ِ‬
‫هلل ُث ّم ْا�س َت ِق ْم»‪.‬‬ ‫َل �أَ ْ�س َ�أ ُل َع ْن ُه َ�أ َح ًدا غ ْ َ‬
‫َي َك َقا َل‪ُ « :‬ق ْل �آ َمنْتُ بِا ِ‬

‫�سفيان بن عبداهلل ‪‬‬


‫هو ال�صحابي اجلليل �سفيان بن عبد اهلل الثقفي‪� ،‬أبو عمرو‪� ,‬أ�سلم مع وفد الطائف‪ ,‬واله عمر ‪ ‬على‬
‫التعريف‬
‫الطائف‪.‬‬
‫بالراوي‬

‫(‪� )١‬أخرجه م�سلم برقم‪ ،)38( :‬و�أحمد‪)413/3( :‬واللفظ له‪.‬‬ ‫‪206‬‬


‫من معاين احلديث‬

‫نبينا حممد ﷺ �أوتي جوامع الكلم‪ ،‬حيث يتكلم بالكلمة واجلملة الواحدة التي حتمل املعاين العظيمة الكثرية‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫من جوامع الكلم �إجابته ﷺ ل�سفيان الثقفي ‪ ‬بقوله‪ « :‬قل �آمنت باهلل ثم ا�ستقم »‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫جمعت هاتان الكلمتان معاين الإ�سالم والإميان كلها‪ ،‬ف�أمر ﷺ بتجديد الإميان بالل�سان مع موافقة القلب‪ ،‬و�أمر‬ ‫‪3‬‬
‫باال�ستقامة على �أعمال الطاعات واالنتهاء عن جميع املخالفات‪.‬‬
‫وافق جواب النبي ﷺ قوله تعاىل‪� .........................................................................:‬سورة ف�صلت �آية رقم (‪.)30‬‬ ‫‪4‬‬
‫يدخل يف معنى اال�ستقامة‪ :‬ا�ستقامة القلب على التوحيد وعدم ال�شرك باهلل‪ ،‬واال�ستقامة بفعل الطاعات الظاهرة‬ ‫‪5‬‬
‫والباطنة وترك املنهيات‪.‬‬
‫اال�ستقامة على العمل ال�صالح واال�ستمرار على ذلك يحتاج �إىل جماهدة النف�س وجماهدة ال�شيطان‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫من الأمور التي تعينك على اال�ستقامة‪ :‬ال�صحبة ال�صاحلة ‪ ،..............................‬و ‪.........................‬‬ ‫‪7‬‬
‫مما ينتج عن ترك اال�ستقامة‪ :‬الوقوع يف املعا�صي‪ ،................................. ،‬و ‪................................‬‬ ‫‪8‬‬

‫اقر�أ �سورة الفاتحة‪ ،‬ثم ِّبين العالقة بينها وبين و�صية النبي ‪ ‬ل�سفيان ‪.‬‬ ‫نشاط‬
‫‪١‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫�أجتهد يف اال�ستقامة على دين اهلل‪.‬‬


‫�أ�سلك الأ�سباب التي تعني على اال�ستقامة والثبات على دين اهلل تعاىل‪.‬‬
‫�أحذر من الأ�سباب التي ت�ؤدي �إىل االنتكا�س‪ ,‬و�أ�س�أل اهلل تعاىل �أن يجنبني �إياها‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫قـ‬ ‫ال ت‬
‫ويـم‬

‫بعد درا�ستك للحديث ومعانيه‪� ،‬ضع تعري ًفا منا�س ًبا لال�ستقامة‪.‬‬ ‫�س‪1‬‬

‫ِّ‬
‫و�ضح داللة احلديث على منـزلة اال�ستقامة‪.‬‬ ‫�س‪2‬‬

‫لال�ستقامة ثمرات ع��دي��دة‪ ،‬ا�ستنبط اثنتني من ثمرات اال�ستقامة من هاتني الآي�ت�ين ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ‬ ‫�س‪3‬‬

‫ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‬
‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬
‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫الـوحـدة الرابعة‬
‫الداللة على اخلري‬

‫الدعوة �إىل اهلل والإ�صالح وظيفة الر�سل والأنبياء عليهم ال�صالة وال�سالم‪ ،‬فكل نبي كان يدعو قومه‬
‫�إىل توحيد اهلل وعبادته‪ ،‬وتطهري املجتمعات من الف�ساد‪ ،‬وذلك باحلكمة‪ ،‬والبيان‪ ،‬والأمر باملعروف‪،‬‬
‫والنهي عن املنكر‪ ،‬وهذه الوحدة ُتربز لك �أهمية امل�شاركة والتعاون يف الدعوة �إىل اهلل‪.‬‬
‫الدر�س الثاين ع�شر‬

‫الداللة على اخلري‬

‫خرج �أحمد مع عائلته يف رحلة برية و َن ِف َذ ما معهم من املاء فرجع �أحمد ليطلب لهم املاء ف�ض َّل طريقه فوجد‬
‫تمهيد راعي ًا ف�س�أله عن الطريق ف�أخربه و�أر�شده‪ ،‬رجع �أحمد لعائلته وقد �أو�شكوا على الهالك ظم�أً‪.‬‬
‫لقد كان يف جلب �أحمد املاء لعائلته �إنقا ٌذ لهم‪ ،‬ولكن هل للراعي الذي دل �أحمد على الطريق م�شاركة يف ذلك؟‬
‫اقر�أ احلديثني التاليني لتتعرف على ذلك‪.‬‬

‫‪ 14‬ع َْن َ�أ ِبي م َْ�سعُو ٍد ْ َأال ْن�صَ ا ِريِّ ‪‬‬


‫‪:‬جا َء َر ُج ٌل �إ َِل ال َّنب ِِّي ‪َ ‬ف َقا َل‪� :‬إ ِِّن �أُ ْب ِد َع بِي َف ْاح ِم ْل ِني‪َ ,‬ف َقا َل‪:‬‬ ‫َقا َل َ‬
‫هلل �أَ َنا �أَ ُد ُّل ُه َعلَى َمنْ َي ْح ِم ُلهُ‪َ ,‬ف َقا َل َر ُ�سو ُل اهلل ‪َ « :‬منْ‬ ‫َما ِع ْن ِدي‪َ ,‬ف َقا َل َر ُج ٌل‪َ :‬يا َر ُ�سو َل ا ِ‬
‫َد َّل َعلَى َخ ْ ٍي َفلَ ُه ِم ْث ُل �أَ ْج ِر فاعله»‪.‬‬
‫َ ِ ِ ِ (‪)1‬‬

‫‪ 15‬عن مالك بن احلويرث ‪ ‬قال‪� :‬أَ َت ْينَا �إ َِل ال َّنب ِِّي ‪َ ‬ون َْحنُ �شَ َب َب ٌة ُم َتقَا ِر ُبو َن َف�أَ َق ْمنَا ِع ْن َد ُه‬
‫هلل ‪َ ‬ر ِحي ًما َر ِفيقًا َفلَ َّما َظنَّ �أَنَّا َق ْد ا�شْ َت َه ْينَا �أَ ْهلَنَا �أَ ْو َق ْد ا�شْ َت ْقنَا َ�س�أَ َلنَا‬ ‫ول ا ِ‬‫ِع�شْ رِينَ َي ْو ًما َو َل ْيلَ ًة َو َكا َن َر ُ�س ُ‬
‫وه ْم َو َذ َك َر �أَ�شْ َيا َء َ�أ ْحف َُظ َها‬ ‫وه ْم َو ُم ُر ُ‬ ‫بنَا ُه‪َ ,‬قا َل‪« :‬ا ْرجِ ُعوا �إ َِل �أَ ْه ِلي ُك ْم َف�أَ ِقي ُموا ِفي ِه ْم َو َع ِّل ُم ُ‬ ‫َع َّمنْ َت َر ْكنَا َب ْع َدنَا َف�أَخْ َ ْ‬
‫ُ (‪)2‬‬
‫بك ْم»‪.‬‬ ‫ال�ص َل ُة َف ْل ُي َ�ؤ ِّذنْ َل ُك ْم �أَ َح ُد ُك ْم َو ْل َي�ؤُ َّم ُك ْم َ�أ ْك َ ُ‬
‫ون �أُ َ�ص ِّلي َف�إِ َذا َح َ�ض َرتْ َّ‬ ‫�أَ ْو َل �أَ ْحف َُظ َها َو َ�ص ُّلوا َك َما َر َ�أ ْي ُت ُم ِ‬

‫(‪� )2‬أخرجه البخاري برقم‪ ،)631( :‬وم�سلم برقم‪.)674( :‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم‪ .)1893( :‬‬ ‫‪210‬‬
‫�أبو م�سعود الأن�صاري ‪‬‬
‫هو ال�صحابي اجلليل عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأن�صاري البدري‪� ,‬شهد بيعة العقبة الثانية مع‬
‫ال�سبعني وكان �أ�صغرهم �س ًّنا‪ ,‬و�شارك يف غزوة �أحد وما بعدها من الغزوات مع ر�سول اهلل ‪ ,‬روى‬
‫التعريف‬
‫حري�صا على اجتماع كلمة امل�سلمني‪ ،‬كاره ًا للفنت‬
‫ً‬ ‫�أحاديث كثرية‪ ,‬معدود يف علماء ال�صحابة‪ ,‬كان‬
‫بالراوي‬
‫واالقتتال‪ ,‬من و�صاياه لأ�صحابه �أنه قال له ب�شري بن عمرو‪ :‬قلنا لأبي م�سعود ‪� :‬أو�صنا‪ ,‬قال‪:‬‬
‫عليكم باجلماعة ف�إن اهلل لن يجمع الأمة على �ضاللة؛ حتى ي�سرتيح َب ٌّر‪� ،‬أو ي�سرتاح من فاجر‪ .‬مات‬
‫‪� ‬سنة (‪ )40‬من الهجرة‪.‬‬

‫مالك بن احلويرث ‪‬‬


‫هو ال�صحابي اجلليل مالك بن احلويرث الليثي‪� ,‬أبو�سليمان‪ ,‬وفد على النبي ‪ ‬و�أقام عنده � ً‬
‫أياما‬
‫التعريف وتعلم منه ثم �أذن له يف الرجوع �إىل �أهله‪,‬كان مهت ًّما بتعليم النا�س �صفة �صالة النبي ‪ ،‬فعن �أبي‬
‫بالراوي قالبة قال‪ :‬جاءنا مالك بن احلويرث ‪ ‬فقال‪� :‬إين لأ�صلي بكم وما �أريد ال�صالة ولكني �أريد �أن‬
‫�أريكم كيف �صالة ر�سول اهلل ‪ ،)1( ‬مات ‪ ‬بالب�صرة �سنة (‪ )74‬من الهجرة‪.‬‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫مر�ضت راحلتي ف�أ�صبحت غري �صاحلة للركوب‪.‬‬ ‫�أبدع بي‬
‫�أعطني ما �أركب عليه‪.‬‬ ‫فاحملني‬
‫يعطيه ما يركب عليه‪.‬‬ ‫على من يحمله‬
‫ي�شمل الداللة على خريي الدنيا و الآخرة‪.‬‬ ‫خري‬
‫�شباب متقاربون يف ال�سن‪.‬‬ ‫�شببة متقاربون‬
‫تركنا يف �أهلنا‪.‬‬ ‫تركنا بعدنا‬
‫أحكاما وم�سائل من العلم‪ ،‬جاء يف بع�ض الروايات �أنها �أوقات‬
‫� ً‬
‫وذكر �أ�شياء‬
‫ال�صالة‪ ،‬فلم يذكرها ال�صحابي النت�شار العلم بها‪.‬‬

‫‪211‬‬ ‫(‪� )1‬أخرجه البخاري برقم‪ ،)677( :‬وم�سلم برقم‪.)674( :‬‬


‫من معاين احلديث‬

‫�أبواب اخلري كثرية‪ ،‬وو�سائل حت�صيل الأجر عديدة‪ ،‬ومن �أعظمها‪ :‬الدعوة �إىل اهلل‪ ،‬وتعليم العلم‪ ,‬والداللة على‬ ‫‪1‬‬
‫اخلري‪ ،‬وامل�ساندة لفاعله‪.‬‬
‫من دل على اخلري كان له مثل �أجر فاعله‪ ،‬ومن دعا �إىل هدى كان له مثل �أجر من عمل به �إىل يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫الداللة على اخلري تكون بالدعوة �إليه‪ ،‬و�إعانة فاعله‪ ،‬و‪..........................................‬‬ ‫‪3‬‬
‫من ثمرات الدعوة والداللة على اخلري‪ :‬انت�شـ ــار املع ـ ــروف‪ ،‬وزوال املنك ـ ــر‪ ،‬ون�شــر املحـ ــبة والألفـ ــة يف املجتمــع‪,‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪.......................................... , ..........................................‬‬
‫يف الدعوة �إىل اهلل‪ ،‬وتعليم العلم‪ ،‬والداللة على اخلري‪ ،‬فر�صة مل�ضاعفة الأجور‪ ،‬وتعوي�ض ق�صر الأوقات‪ ،‬و قلة‬ ‫‪5‬‬
‫الأعمال‪ ,‬وذلك لأن الداعي �إىل اخلري‪......................................................................................‬‬
‫�أول من ُي َق َّدم يف الدعوة والداللة �إىل اخلري هم الأهل‪ ،‬والأقارب‪ ،‬ومن له حق عليك‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫�أول ما ُيبد�أ به يف التعليم والدعوة‪ ،‬هي الفرائ�ض الكبار‪ ،‬مثل‪،............................................................................ :‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪......................................................................... ،.........................................................................‬‬
‫من �صفات معلم اخلري والداعي �إليه‪ :‬احلكمة‪ ،‬والرحمة‪ ،‬والرفق‪................................................... ،‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪ ٩‬للدعوة �إىل اهلل ف�ضائل عظيمة منها‪:‬‬
‫‪� -1‬أن��ه��ا �أج���ل ال��ط��اع��ات و�أع��ظ��م ال��ق��رب��ات‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ‬
‫ﭼ(‪.)١‬‬
‫‪�-2‬أنها وظيفة الأنبياء‪ :‬ومن �سار على نهجهم واقتفى �أثرهم من العلماء الرا�سخني امل�شهود لهم بالعلم واملعرفة ‪.‬‬
‫‪ -3‬يف الدعوة �إىل اهلل الأجر العظيم واخلري العميم‪ :‬فقد دل النبي ﷺ �صهره و ابن عمه علي بن �أبي طالب على ذلك‬
‫رج ٌل واح ٌد خري لك من ُح ْمر ال َّن َعم» (‪.)٢‬‬
‫بقوله‪« :‬لأن ُي ْه َدى بك ُ‬
‫‪�-4‬أن الدعوة �إىل اهلل من الأعمال امل�ضاعفة الدائمة التي يبقى �أجرها و �إن مات �صاحبها‪ ,‬قال ﷺ‪� « :‬إذا مات الإن�سان‬
‫علم ينتفع به‪� ،‬أو ولد �صالح يدعو له» (‪.)٣‬‬
‫انقطع عنه عمله �إال من ثالثة‪� :‬صدق ٍة جاري ٍة‪� ،‬أو ٍ‬

‫الدعوة �إلى الخير من �أ�سباب ن�شر المحبة و الألفة في المجتمع‪.‬‬ ‫نشاط‬


‫‪١‬‬
‫اكتب مع مجموعتك كيف يتحقق ذلك‪.‬‬

‫(‪� )٣‬أخرجه م�سلم برقم‪.)1631( :‬‬ ‫(‪� )٢‬أخرجه البخاري برقم‪ ،)2942( :‬وم�سلم برقم‪ .)2406( :‬‬ ‫(‪� )١‬سورة ف�صلت �آيه‪ .)٣٣( :‬‬ ‫‪212‬‬
‫تطبيقات �سلوكية‬

‫�أَ ْحر ُ‬
‫ِ�ص على الدعوة �إىل اهلل والداللة على طرق اخلري‪.‬‬
‫�أنقل ما تعلمته �إىل �أهلي و�أقاربي و�أ�صدقائي‪.‬‬

‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬


‫م‬

‫ا�ستنبط من حديث مالك بن احلويرث ‪� ‬أهم ما ينبغي ِ‬


‫للعال �أن ُي َع ِّلمه اجلاهل‪.‬‬ ‫�س‪1‬‬

‫ا�ستنبط ثالث فوائد مل يرد ذكرها يف �إر�شادات احلديث‪.‬‬ ‫�س‪2‬‬

‫يف اجلدول التايل فوائد دل عليها احلديثان‪ ،‬حدد املو�ضع الذي ا�ستنبطت منه كل فائدة‪.‬‬ ‫�س‪3‬‬

‫مو�ضعها من احلديثني‬ ‫الفائدة‬ ‫م‬


‫ف�ضل الرحلة يف طلب العلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫فائدة العلم‪ :‬العمل والتعليم‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫البدء بالعلم قبل العمل‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫احلر�ص على �أخذ العلم من م�صادره ال�صحيحة‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫عظم كرم اهلل ورحمته‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫تنوع و�سائل الداللة على اخلري‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫ف�ضيلة القيام بفرو�ض الكفاية العامة‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫خ�صلة يهتم بها‬ ‫كان لكل من ال�صحابيني �أبي م�سعود الأن�صاري ومالك بن احلويرث‬ ‫�س‪4‬‬

‫ويعلمها للنا�س‪ ،‬اذكرها‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫الدر�س الثالث ع�شر‬

‫الإ�صالح بني النا�س‬

‫ت�أمل يف ال�صورة �أمامك‪.‬‬


‫عالم تد ُّل؟ اربط بني ذلك وبني مو�ضوع احلديث الآتي‪:‬‬
‫َ‬

‫‪ 16‬ع َْن �أَ ِبي ال َّد ْردَا ِء ‪َ ‬قا َل‪َ :‬قا َل رَ�سُ و ُل ا ِ‬
‫هلل ﷺ‪:‬‬
‫ال�ص َد َقةِ» َقا ُلوا‪َ :‬بلَى‪،‬‬
‫ال�ص َل ِة َو َّ‬ ‫ب ُك ْم ِب�أَ ْف َ�ض َل مِ نْ َد َر َج ِة ِّ‬
‫ال�ص َيا ِم َو َّ‬ ‫«�أَ َل �أُ ْخ ِ ُ‬
‫َ ُ (‪)١‬‬ ‫ي َْ‬
‫الا ِلقة»‪.‬‬ ‫َقا َل‪َ �« :‬إ�ص َل ُح َذاتِ ا ْل َب ْيِ‪ ،‬و َف َ�سا ُد َذاتِ ا ْل َب ْ ِ‬

‫�أبو الدرداء ‪‬‬


‫هو ال�صحابي اجلليل عومير بن مالك اخلزرجي‪ ،‬الأن�صاري‪� ،‬أ�سلم يوم بدر‪ ،‬ثم �شهد �أحد ًا‪ ،‬كان عابد ًا‬
‫زاهد ًا من �أفا�ضل ال�صحابة ‪ ‬وفقهائهم وحكمائهم‪ ,‬جمع القر�آن يف حياة ر�سول اهلل ﷺ‪� ,‬سيد‬
‫التعريف القراء يف دم�شق‪ ,‬عن م�سلم بن م�شكم‪ :‬قال يل �أبو الدرداء ‪ :‬اعدد من يف جمل�سنا‪ ,‬قال‪ :‬فجاءوا‬
‫بالراوي �أل ًفا و�ست مئة وني ًفا‪ ,‬فكانوا يقر�ؤون ويت�سابقون ع�شر ًة ع�شر ًة‪ ،‬ف�إذا �صلى ال�صبح‪ ،‬انفتل وقر�أ جز ًءا؛‬
‫فيحدقون به ي�سمعون �ألفاظه‪ .‬ويل الق�ضاء بدم�شق‪ ،‬يف خالفة عثمان ‪ ,‬كان كثري العبادة‪ ،‬قال عون‬
‫بن عبداهلل‪ :‬قلت لأم الدرداء ‪� :‬أي عبادة �أبي الدرداء كانت �أكرث؟ قالت‪ :‬التفكر واالعتبار‪.‬‬
‫تويف يف �آخر خالفة عثمان ‪� ‬سنة (‪ )32‬من الهجرة‪.‬‬

‫(‪� )١‬أخرجه �أبو داود برقم‪ ،)4919(:‬والرتمذي برقم‪ ،)2509( :‬وقال حديث �صحيح‪.‬‬ ‫‪214‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫درجة ال�صيام وال�صالة وال�صدقة املراد النافلة من هذه العبادات‪.‬‬
‫حال العالقة بينكم �سواء كانت مودة �أو خال ًفا‪ ،‬وت�أتي‬
‫ذات البني‬
‫مبعنى القرابة والن�سب‪.‬‬
‫اخل�صلة التي تف�سد الدين‪ ،‬فك�أنها حتلق الدين لعظمها‬
‫احلالقة‬
‫عند اهلل تعاىل‪.‬‬

‫من معاين احلديث‬

‫الإ�سالم دين يحر�ص على االجتماع واالئتالف‪ ،‬وينبذ ال ُف ْرقة واخلالف‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫�شرع الإ�سالم �أمور ًا تقوي عالقة امل�سلمني ببع�ضهم‪ ،‬مثل‪.......................................... :‬‬ ‫‪2‬‬
‫حينما حتدث القطيعة واخلالف بني م�سل َمني �أو جماعتني من امل�سلمني؛ ف�إن ال�سعي للإ�صالح بينهما يعد من‬ ‫‪3‬‬
‫�أعظم العبادات و�أَ َج ِّل ال ُق ُربات‪.‬‬
‫من �أمثلة �إ�صالح ذات البني‪ :‬الإ�صالح بني املتخا�صمني‪ ،‬الإ�صالح بني الزوجني‪.......................................... ،‬‬ ‫‪4‬‬
‫و�سائل �إ�صالح ذات البني كثرية‪ ،‬منها‪.......................................... ,.......................................... :‬‬ ‫‪5‬‬

‫من ثمرات �إ�صالح ذات البني‬

‫‪.....................................‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫‪.....................................‬‬

‫‪ 6‬امل�سـ ـ ــلم يحـ ــذر من �أ�س ـ ـ ــباب القطـ ـيـعة وف�سـ ــاد ذات البني مثل‪� :‬س ــوء الظن‪،.......................................... ،‬‬
‫‪.......................................... ،..........................................‬‬

‫‪215‬‬
‫اكتب مع مجموعتك‪ :‬عن �سبب كون �إ�صالح ذات البين �أف�ضل من نوافل‬ ‫نشاط‬
‫‪١‬‬
‫ال�صالة وال�صدقة وال�صيام؟‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫�أَ ْح َت�سِ ُب الأجر يف الإ�صالح بني املتخا�صمني من زمالئي و�أقاربي‪.‬‬


‫�أَ ْب َت ِع ُد عن كل ما ي�ؤدي �إىل القطيعة واالختالف وف�ساد ذات البني‪.‬‬

‫قـ‬ ‫ال ت‬
‫ويـم‬

‫يف �ضوء ما در�ست ِّ‬


‫بي �أثر �إ�صالح ذات البني على املجتمع‪.‬‬ ‫�س‪1‬‬

‫العمل ذو النفع املتعدي �أف�ضل من العم ـ ــل ذي النفع اخل ـ ــا�ص‪ ،‬بني ما يدل على ذلك من ح ــديث‬ ‫�س‪2‬‬

‫�أب ــي الدرداء ‪.‬‬

‫ما ال�ضرر املرتتب على القطيعة وف�ساد ذات البني يف الدنيا والآخرة؟‬ ‫�س‪3‬‬

‫بي من �سريته ‪ ‬ما يدل على‬


‫كان �أ�صحاب النبي ﷺ يقولون‪� :‬أ ْت َب ُع َنا للعلم والعمل �أبو الدرداء‪ِّ ،‬‬ ‫�س‪4‬‬

‫كرثة عبادته وعمله‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫الدر�س الرابع ع�شر‬

‫الن�صيحــة‬

‫ح�صر الإمام �أبو داود ال�سج�ستاني‬


‫تمهيد رحمه اهلل �أحاديث الإ�سالم‬
‫الجامعـة التي تجمـع �أحكـام ال ــديــن في �أربعــة‬
‫ت ٍيم ال َّدار ِِّي ‪� ‬أَ َّن ال َّنب ِّي ﷺ‬ ‫‪َ 17‬عنْ َ ِ‬ ‫�أحــاديــث هــي‪ :‬حــديــث «�إن الحالل َب ِّينٌ‬
‫يح ُة»‪ُ ،‬ق ْل َنا‪ِ :‬ل َمنْ ؟ َقا َل‪ِ ِ :‬‬
‫«ل َو ِل ِك َتا ِب ِه‬ ‫َقا َل‪« :‬ال ِّدينُ ال َّن ِ�ص َ‬ ‫و�إن الحرام َب ِّينٌ ‪ »...‬الحديث‪ ،‬وحديث «�إنما‬
‫(‪)١‬‬
‫َو ِل َر ُ�سو ِل ِه َو َِ أل ِئ َّم ِة ا ْل ُم ْ�س ِل ِمينَ َو َعا َّم ِت ِه ْم»‪.‬‬
‫الأعمال بالنيات ‪ »....‬الحديث‪ ،‬وحديث «من‬
‫�أحدث في �أمرنا هذا ما لي�س منه فهو رد»‪،‬‬
‫وحديث تميم الداري التالي‪:‬‬

‫متيم الداري ‪‬‬


‫هو ال�صحابي اجلليل �أبو رقية متيم بن �أو�س بن حارثة الداري‪� ,‬أ�سلم �سنة ت�سع‪ ،‬حدث عنه النبي ﷺ على‬
‫جل َّ�سا�سة يف �أمر الدجال‪ ,‬و�صفه عمر بن اخلطاب ‪ ‬ب�أنه‪ :‬خري �أهل املدينة‪ ,‬وكان عابد ًا‪ ،‬تالي ًا‬
‫املنرب بق�صة ا َ‬
‫التعريف لكتاب اهلل‪ ,‬كثري التهجد؛ قام ليلة ب�آية حتى �أ�صبح وهي قوله تعاىل‪ :‬ﭽ‬
‫ﭼ(‪ .)٢‬وقال �أبو املهلب‪ :‬كان متيم يختم القر�آن يف �سبع‪� ,‬سكن‬ ‫بالراوي‬
‫بيت املقد�س ومات بها ‪� ‬سنة (‪ )40‬من الهجرة‪.‬‬

‫‪217‬‬ ‫(‪� )٢‬سورة اجلاثية �آيه‪.)٢١( :‬‬ ‫(‪� )١‬أخرجه م�سلم برقم‪ .) 674 ( :‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫عماد الدين الن�صيحة‪.‬‬ ‫الدين الن�صيحة‬
‫�ضد الغ�ش‪ ،‬وهي كلمة جامعة ت�شمل دعوة املن�صوح �إىل ما‬
‫الن�صيحة‬
‫فيه نفعه و�صالحه‪ ،‬ونهيه عما فيه �ضرره وف�ساده‪.‬‬

‫من معاين احلديث‬

‫الن�صيحة هلل تكون بالإميان به‪ ،‬وحمبته‪ ،‬ونفي ال�شريك عنه‪َ ،‬و َو ْ�ص ِفه ب�صفات الكمال‪ ،‬وتنـزيهه عن النقائ�ص‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫و‪ ،................................‬و‪...........................‬‬
‫�إذا ن�صحت هلل ‪ ،‬ف�إن الفائدة تعود �إليك‪ ،‬فاهلل غني عن خلقه ال تنفعه طاعة املطيع‪ ،‬وال ت�ضره مع�صية العا�صي‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫فمن ن�صح و�أخل�ص هلل ف�إمنا ين�صح لنف�سه‪.‬‬
‫كتاب اهلل هو القر�آن الكرمي‪ ،‬وهو كالم اهلل املعجز املتع َّبد بتالوته نزل به جربيل عليه ال�سالم على حممد ﷺ‪ ،‬والن�صيحة‬ ‫‪3‬‬
‫للقر�آن تكـون بالإميان به‪ ،‬وحمبته‪ ،‬وتعظيمه‪ ،‬وتالوته حق تالوته‪ ،‬و ‪ ، .................................‬و‪...................................‬‬
‫الن�صيحــة للر�س ــول ﷺ تكـ ــون بالإميــان به‪ ،‬وحمــبته‪ ،‬وطـاعــته يف �أم ـ ــره ونه ـ ــيه‪ ،‬وت�صديقه فيما �أخرب به‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫الن�صيحة لأويل الأمر تكون ب�إعانته وطاعت ِه وعدم اخلروج علي ِه‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫الن�صيــحة لعامــة امل�سلميــن تكون بال�شفقة عليهم‪ ،‬و�إر�شادهم مل�صاحلهم يف الدنيا والآخرة‪ ،‬وحب اخلري لهم‪،‬‬ ‫‪6‬‬
‫وك ــف الأذى عنهم‪ ،‬وترك غ�شهــم وح�ســدهــم‪ ،‬و‪،..........................................................................................‬‬
‫و‪ ،..........................................................‬و‪.......................................................................................‬‬

‫حدد مع مجموعتك‪ :‬العالقة بين الن�صيحة والمحبة‪.‬‬ ‫نشاط‬


‫‪١‬‬

‫‪218‬‬
‫تطبيقات �سلوكية‬

‫�أُ َح ِّق ُق الن�صيحة يف �إمياين باهلل وكتابه ور�سوله ﷺ‪.‬‬


‫�أحفظ لويل الأمر خادم احلرمني ال�شريفني حقه ال�شرعي يف ال�سمع والطاعة وعدم اخلروج عليه‪.‬‬

‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬


‫م‬

‫ما املراد بالن�صيحة؟‬ ‫�س‪1‬‬

‫�س‪  2‬اخرت الإجابة ال�صحيحة فيما ي�أتي‪:‬‬


‫ال من �أعمال‪:‬‬ ‫�أ‪ -‬تعد الن�صيحة عم ً‬ ‫ ‬
‫‪ -4‬القلب والل�سان واجلوارح‬ ‫‪ -3‬اجلوارح ‬ ‫‪ -2‬الل�سان ‬ ‫ ‬‫‪ -1‬القلب‬
‫ب‪ -‬و�صف عمر بن اخلطاب ‪ ‬متيمًا الداري ‪ ‬ب�أنه‪:‬‬
‫‪ -2‬خري �أهل املدينة‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ -1‬عابد �أهل املدينة‪.‬‬
‫‪� -4‬أعلم �أهل املدينة‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪� -3‬أفقه �أهل املدينة‪.‬‬

‫ما �أثر انت�شار الن�صيحة على املجتمع؟‬ ‫�س‪3‬‬

‫كيف تكون الن�صيحة هلل تعاىل ولكتابه ولر�سوله ﷺ؟‬ ‫�س‪4‬‬

‫‪219‬‬
‫الدر�س اخلام�س ع�شر‬

‫ن�شـر اخلـري‬
‫ُ‬
‫كان خالد راك ًبا ال�سيارة‬
‫تمهيد مع �أ�صدقائه وكان �أحدهم‬
‫يك�سر املمتلكات العامة يف احلديقة‪ ،‬علم‬
‫ال ْدر ِِّي ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫يد ْ ُ‬ ‫‪َ 18‬عنْ �أَبِي َ�س ِع ٍ‬ ‫خالد �أن ذلك خط�أ ومنكر و�أراد تغيريه‪،‬‬
‫ُول‪َ « :‬منْ َر�أَى ِم ْن ُك ْم ُم ْن َك ًرا‬ ‫هلل ﷺ َيق ُ‬ ‫َ�س ِم ْعتُ َر ُ�سو َل ا ِ‬ ‫فكيف يغري خالد هذا املنكر؟ هل يغريه‬
‫ل َي ْ�ست َِط ْع َف ِب َق ْل ِب ِه‬ ‫ل َي ْ�ست َِط ْع َف ِب ِل َ�سا ِن ِه َف�إِنْ َ ْ‬ ‫َي ُه ِب َي ِد ِه َف�إِنْ َ ْ‬
‫َف ْل ُيغ ِّ ْ‬ ‫بيده؟ �أو بل�سانه؟ �أو يكتفي بكراهة ذلك‬
‫مي ِان» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ال َ‬ ‫َو َذ ِل َك �أَ ْ�ض َع ُف ْ إِ‬
‫مع بقائه يف ال�سيارة؟ وما �أعلى مراتب‬
‫الإنكار؟ اقر�أ حديث �أبي‬
‫�سعيد ‪ ‬الآتي‪ ،‬ثم �أر�شد‬
‫�إ�ضــاءة‬ ‫خالدًا لأف�ضل طريقة‬
‫�أولت احلكومة الر�شيدة الأمر باملعروف والنهي عن املنكر �أهمية تتحقق معها‬ ‫لتغيري املنكر‪:‬‬
‫�أهدافه‪ ،‬من خالل تكليفها جلهات خمت�صة تتوىل هذا الأمر بطرق تتفق مع‬
‫مقا�صد ِه ال�شرعية‪ ،‬وهي اجلهات الر�سمية املخولة بالإنكار والتغيري‪.‬‬

‫�أبو �سعيد اخلدري ‪‬‬


‫‪ ,‬ردّه النبي ﷺ يوم أحد‬ ‫هو ال�صحابي اجلليل �سعد بن مالك بن �سنان اخلزرجي الأن�صاري‬
‫التعريف لصغر سنه‪ ،‬وا�ست�شهد �أبوه يومئذ‪ ,‬وغزا بعد ذلك مع ر�سول اهلل ﷺ اثنتي ع�شرة غزوة‪� ،‬شهد بيعة‬
‫بالراوي الر�ضوان‪ ,‬قال‪ :‬بايعت النبي ﷺ على �أال ت�أخذنا يف اهلل لومة الئم‪ ,‬حفظ عن ر�سول اهلل ﷺ �سنن ًا كثرية‬
‫وعل ًما ج ًّما‪ ،‬وكان من جنباء ال�صحابة وعلمائهم وف�ضالئهم‪ ,‬روى عن النبي ﷺ (‪ )1170‬حديث ًا‪ ,‬مات‬
‫‪ ‬باملدينة �سنة (‪ )74‬من الهجرة‪.‬‬

‫املعروف‪ :‬اسم جامع لكل ما عرف من طاعة اهلل والتق ّرب إليه واإلحسان إلى الناس‪.‬‬ ‫م�صطلحات‬
‫املنكــــر‪ :‬كل ما قبحه الشرع وحرمه وكرهه‪.‬‬

‫(‪� )1‬أخرجه م�سلم برقم‪.)49( :‬‬ ‫‪220‬‬


‫من معاين احلديث‬

‫ف���وائ���د الأم��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ر ب��امل��ع��روف وال��ن��ه��ي ع���ن امل��ن��ك��ر ك���ث�ي�رة‪ ،‬م��ن��ه��ا‪ :‬ح��م��اي��ة امل��ج��ت��م��ع م���ن ال��ف�تن وامل��ن��ك��رات‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫و‪ ، ................................‬و‪ ،...........................‬و‪......................................‬‬
‫للأمر باملعروف والنهي عن املنكر مراتب ودرجات‪� ،‬أعالها التغيري باليد‪ ،‬ثم الإنكار بالل�سان (وهما للجهة املخت�صة‬ ‫‪2‬‬
‫امل�س�ؤولة عن ذلك)‪ ،‬ثم الإنكار بالقلب‪.‬‬
‫الإنكار بالقلب‪ ،‬ويكون بكراهية املنكر ومفارقته‪ ،‬وال يعذر فيه �أحد‪.‬‬ ‫‪٣‬‬
‫اجلهات املعنية منوط بها اتخاذ ال�شكل املنا�سب لإزالة املنكر بالطرق النظامية والقانونية م�ستخدمة يف ذلك‬ ‫‪٤‬‬
‫احلكمة والقرارات املدرو�سة‪.‬‬
‫يـتعيــن الرفــق يف الإنكــار‪ ،‬قـال �سفيان الثـوري رحمه اهلل‪( :‬ال ي�أمر باملعروف وينهى عن املنكر �إال من كان فيه‬ ‫‪٥‬‬
‫خ�صال ثالث‪ :‬رفيق مبا ي�أمر‪ ،‬رفيق مبا ينهى‪ ،‬عدل مبا ي�أمر‪ ،‬عدل مبا ينهى‪ ،‬عامل مبا ي�أمر‪ ،‬عامل مبا ينهى)(‪.)١‬‬

‫اكتب عن �أثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حماية المجتمع‪.‬‬ ‫نشاط‬


‫‪١‬‬

‫تطبيقات �سلوكية‬

‫�أَ ْحر ُ‬
‫ِ�ص على ن�شر اخلري باحلكمة واملوعظة احل�سنة‪.‬‬

‫‪221‬‬ ‫(‪ )1‬الأمر باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬لأبي بكر اخلالل‪� ،‬ص‪.٢٤‬‬
‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫التقـ‬
‫م‬

‫اذكر تعري ًفا خمت�ص ًرا لكل من‪ :‬املعروف ‪ -‬املنكر‪.‬‬ ‫�س‪1‬‬

‫متى يكون الإنكار باليد �أو بالل�سان حمر ًما؟‬ ‫�س‪2‬‬

‫ما �أف�ضل درجات الإنكار؟ وملاذا؟‬ ‫�س‪3‬‬

‫من امل�س�ؤول عن الإنكار باليد؟‬ ‫�س‪4‬‬

‫‪222‬‬

You might also like