Professional Documents
Culture Documents
محاضرات ادارة المعرفة جامعة الوادي
محاضرات ادارة المعرفة جامعة الوادي
الموسم الجامعي2020/2019/
المـقدمـة-:
تسارعت التطورات الفكرية والعممية في العقود األخيرة في مختمف حقول المعرفة عمى صعيد العالم بأسره ,وربما
سبق احدىا اآلخر ,وساعد بعضيا بعضا في إعطائو زخما أضافيا ,وتالقت بعض الحقول في مفاصل عديدة لتثري
بعضيا ,كما طبق قسم منيا عمميا في حقل معرفي مختمف لتنيض بو ,ولتصب جميعا في تحقيق أىداف منظمة
أخرى.
أسباب كثيرة دعت ليذا التسارع لعل أىميا يكمن في المنافسة الشديدة ,العولمة ,سرعة التغير البيئي ,وغيرىا من
المستجدات عمى الساحة الدولية .وقد انعكست ىذه التطورات بشكل مباشر عمى العمل المصرفي ,لذا عمدت
المصارف في الدول المتقدمة إلى دعم التطورات الحاصمة في التقانة وساعدت في دعم أبحاثيا ,وكانت من أوائل
من ساىم في تطور وظيور حقل تقانة المعمومات ,معتمدة في ذلك عمى ما تممكو من معرفة وحسن إدارتيا والتي
ساعدت في مسعاىا ىذا .وفي الجانب اآلخر نرى الفجوة الكبيرة بين مصارف العالم الثالث ومنيا المصارف
العراقية ,وبين مصارف العالم المتقدم ,حيث تحاول بعض مصارفنا العراقية جاىدة لردم تمك الفجوة بتبنييا خيارات
استراتيجية متنوعة.
تساؤالت كثيرة تحتاج إلى أجوبة بعضيا يتعمق بالتقانة المستخدمة في مصارفنا ,وأخرى بالمعرفة المتوافرة وادارتيا,
وأشياء أخرى كثيرة ,قد تؤثر بشكل أو بآخر عمى استراتيجيات المصارف وتوجياتيا المستقبمية ,ىذه التساؤالت
استوقفت الباحث ودفعتو لمتفكير بيذا الموضوع ,لتبدأ رحمة الدراسة.
نحن أالن في عصر المعمومات ,حيث لتقانة المعمومات دور أساسي وميم فيو .ولكي نسبر غور تقانة المعمومات,
عمينا فيم بنيتيا التحتية التي اختمف في تعدادىا الباحثون ,ولكنيا في مجمميا تتألف من جانبين ميمين :األفراد من
جانب ,واألجيزة والبرمجيات وشبكات االتصال وقاعدة البيانات من جانب آخر .وتعد المورد الرابع واالىم
لممصارف إلى جنب الموارد التقميدية ,والذي إذا توفر لممصارف فأنيا ستخطو خطوات كبيرة لالمام اليمكن تصورىا
بسبب تمكينيا المصارف من تقديم خدمات كثيرة ومتعددة اليمكن تقديميا بشكل من األشكال بدونيا .فضالً عن
تداخميا مع باقي حقول المعرفة واستخداميا من قبل باقي اإلدارات األخرى في أعماليا المختمفة ,ولذلك توصف
بأنيا ميسر وممكن إلدارة المعرفة في تحقيق أىدافيا ,تمك اإلدارة التي تعتمد المعرفة بشكل أساس في عمميا ,ولذلك
اىتمت المصارف بشكل عام ,وذات التقانات المتطورة بشكل خاص بإدارة المعرفة ,إلى أن أصبحت وظيفة أساسية
ضمن ىياكميا إدراكا منيا إنيا تمثل ركناً أساسيا لمنجاح في عالم السوق الحر الذي بدأ يسود العالم ,وأصبح الفرق
بين القيمة الدفترية والقيمة السوقية في تمك المصارف يعزى أحد أسبابو إلى إدارة المعرفة فييا ,لذلك دعمت
المصارف المتقدمة إدارة المعرفة ,ومنيا االىتمام بعممياتيا ,التي اختمف الكتاب في تعدادىا ,وقد تناولنا العمميات
األربع المتمثمة بالتوليد ,الخزن ,النشر ,والتطبيق ,والتي اسماىا البعض بالعمميات الجوىرية لضميا بين طياتيا عدد
من العمميات التفصيمية األخرى .ولكي تكون إدارة المعرفة ذات كفاءة وفاعمية اكبر ,استعانت بتقانة المعمومات من
خالل ما توفره االخيره من امكانات واسعة تساىم في إحداث نقمة نوعية في أعمال إدارة المعرفة لعل منيا ما يتعمق
بجمع البيانات والمعمومات وتصنيفيا وتحميميا وخزنيا ونشرىا واسترجاعيا بسرعة متناىية ,ليتم تحويميا إلى معرفة
ثم إلى حكمة ,فضالً عن المساىمة في عمميات ترميز المعرفة الشخصية والمجتمعية ,وأعمال أخرى كثيرة اليمكن
حصرىا تتبع حالة كل مصرف.
إن استعانة إدارة المعرفة بتقانة المعمومات يمثل قوة داخمية لكل مصرف يتمكن بواسطتيا من التغمب عمى نقاط
ضعفو الداخمية ,وفي الوقت ذاتو تفتح أمامو فرص إضافية في البيئة المحيطة بو يجابو بيا التيديدات الموجودة
والمحتممة ,وىو ما ترمي إليو استراتيجيات المصارف ,وبالتالي انتقاء الخيار االستراتيجي المالئم لموضع المتأتي من
ىذه الموازنة ,ويكون بذلك اختيار االستراتيجية المستقبمية كخيار استراتيجي من بين البدائل المتاحة أكثر وضوحا
وصوابا ومحققا ألىداف المصرف في ضوء استقرائو لممستقبل ,والناتج من تراكم عوامل داخمية ساعدتو في ذلك,
منيا مواكبتو لمتطورات في تقانة المعمومات وادارة المعرفة إلمكانية الوصول لمخيار االستراتيجي األفضل لمواجية
متطمبات المستقبل.
قائمة المحتويات
الفصل االكؿ :تأطير مفاىيمي كمنطلقات نظرية
تمهيد:
تنامي دكر اؼبعرفة يف قباح منظمات األعماؿ مع مسانبتها يف ربوؿ تلك اؼبنظمات إذل االقتصاد العاؼبي
اعبديد الذم بات يعرؼ باقتصاد اؼبعرفة ،كالذم يؤكد على رأس اؼباؿ الفكرم كاؼبعرفة كعلى التنافس من خبلؿ القدرات
البشرية أكثر من العناصر التقليدية ( األرض ،اؼباؿ كالعمل ) فضبل عن دكرىا اغباسم يف ربوؿ اؼبنظمات إذل ؾبتمعات
معرفية ،اليت ربدث التغيَت اعبذرم يف اؼبنظمة لتتكيف مع التغيَت السريع يف بيئتها .إف تزايد االعًتاؼ باؼبعرفة بوصفها
موجودا جوىريا غَت ملموس كضع ربديات أماـ منظمات األعماؿ للبحث يف أفضل السبل إلدارهتا ،فضبل عن أهنا
حركت األساس اغبقيقي لكيفية تكوف اؼبنظمة كتطورىا كنضجها كأعادت ىندستها .ىذه ىي التحوالت اليت تشَت إذل
الطريقة اليت تؤدم هبا األعماؿ.
كقد حظيت اؼبعرفة بالكثَت من االىتماـ كانشغل الباحثوف يف دراستها ،حيث يهدؼ ىذا الفصل إذل التعرؼ على
مراحل نشأهتا كتطورىا كمفهومها كمداخلها كمصادرىا كأنواعها.
أكال :النشأة كالتطور
تعود بدايات اؼبعرفة إذل بداية خلق اإلنساف ،حيث خلقو اهلل سبحانو كتعاذل على الفطرة مث علمو كىداه
السبيل ،فمن سهولة سبييز الطابع الًتاكمي للمعرفة اإلنسانية نقل لنا التاريخ بعض االزدىار يف اغبضارات القديبة،
كالسومرية كاألشورية كالبابلية كالفرعونية كالصينية كاؽبندية كاليونانية كاليت حصل فيها تراكم معريف مكن اإلنساف من ربقيق
اقبازات كربل كصوال هبا إذل يعرؼ باؼبعرفة الفلسفية اليت انصرفت إذل معرفة األشياء كاغبوادث كاؼبوضوعات كمعرفة كيفية
فعل األشياء ،كهبذه اؼبرحلة عدت اؼبعرفة شيئا موجودا كمع على العقل البشرم إال أف يتأملها كما ىي أطرت كصاغت
ىذه اؼبعرفة إال عند اليونانيُت من خبلؽبم نقلت اؼبعرفة الفلسفية إذل اؼبعرفة النظرية.
كيف العصور اإلسبلمية األكذل برع اؼبسلموف يف نقل معارؼ اغبضارات األخرل مع ؿباكالت جادة إلخضاعها
للتجربة كالربىاف كمسانبتهم يف توليد اؼبعرفة اعبديدة عندما فهو العلم على أنو معرفة نظرية تستهدؼ أغراضا علمية
تطبيقية كيف تاريخ األندلس كبغداد الشيء الكثَت عن مسانبات العرب كاؼبسلمُت يف نقل معارفهم إذل الشعوب اجملاكرة
ظبي بعصر النهضة ،انتقل مركز الريادةة يف توليد اؼبعرفة إليها بكل شفافية كبعد أف أصابتهم الفرقة كبلغت أكركبا ما
يطلق عليو "اؼبعرفة العلمية" كاليت تستخدـ أساليب فكرية كعقلية جديدة زبتلف عن كظهر على أيدم األكركبيُت ما
أساليب الفلسفة النظرية كدائما زبضع للتجربة كالربىاف.
أما يف الفكر اغبديث اؼبعاصر مت تناكؿ اؼبعرفة من خبلؿ اؼبدارس الفكرية كاإلدارية كالتقليدية كاؼبعرفة التنظيمية كذلك اليت
تكاملت مع التطورات الفكرية اغبديثة يف اإلدارة كخاصة مع انتشار اعبودة الشاملة كااليزك ،كاتساع شبكة اؼبعلوماتية فبا
1
يسهل انتشار اؼبعرفة كتبادؽبا.
1صبلح الدين الكبيسي ،إدارة المعرفة ،جامعة الدكؿ العربية – اؼبنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،الطبعة األكذل ،بغداد ،2005 ،ص.4
- 2أضبد اػبطيب كخالد زيغاف ،إدارة اؼبعرفة كنظم اؼبعلومات ،عادل الكتب اغبديثة للنشر كالتوزيع ،الطبعة األكذل ،عماف ،2009 ،ص .7
)1كصفت كتابات االذباه األكؿ للمعرفة بأهنا أحد موجودات اؼبنظمة فقد تناكلت اعبمعية األمريكية للتدريب كالتطوير
كاعتربت أحد موجودات اؼبنظمة األكثر أنبية من اؼبوجودات اؼبادية مفهوـ اؼبعرفة بصيغة معرفة – كيف كمعرفة – ؼباذا ،
كؽبا القدرة على ربويل التقنية من مرحلة البحث إذل مرحلة التطبيق لئلنتاج السلع كاػبدمات كباالذباه؛
كال تعد كذلك إال إذا )2ركزت كتابات االذباه الثاين على مفهوـ اؼبعرفة الداللة على أهنار رأس ماؿ فكرم كقيمة مضافة،
اكتشفت كاستثمرت من اؼبنظمة كمت كربويلها إذل قيمة ػبلق الثركة من خبلؿ التطبيق.
تناكلت كتابات االذباه الثالث مفهوـ اؼبعرفة بوصفها معاعبة معلومات كتصورات ذىنية من األفراد كهبذا االذباه
شدد على العبلقة اؼبتبادلة بُت اؼبعلومات كاؼبعرفة كالفعل ،فيما يكوف الفعل كالعمل تطبيقا ؽبا.
كقصد بالمعرفة :القدرة على ترصبة اؼبعلومات إرل أداء لتحقيق مهمة ؿبددة أك إهباد شيء ؿبددة ،كىذه القدرة ألتكوف
. )4:1988كأشار إذل أف اؼبعرفة ىي اؼبعلومات باإلضافة إذل إال عند البشر ذكم العقوؿ كاؼبهارات الفكرية (مصطفى
العبلقات السببية اليت تساعد على الشعور هبذه اؼبعلومات.
كمن التعار مؼ السابق يبكن أف نعطي مفهوما للمعرفة على أهنا كل شيء ضمٍت أك ظاىرم يستحضره األفراد ألداء
أعماؽبم بإتقاف ،أك الزباذ قرارات صائبة.
،كيف كاؿذ م بات ،كإمبا فيما تشكيلة من إضافة قيمة ؽبا أكال تربز أنبية اؼبعرفة ؼبنظمات أإلعماؿ ليس يف اؼبعرفة ذاهتا
3
يعرؼ باقتصاد اؼبعرفة كالذم يتم التأكيد من حبلؿ القدرات البشرية ثانيا ،كيبكن أف كبدد أنبية اؼبعرفة بالنقاط اآلتية:
- 1أسهمت اؼبعرفة يف مركنة اؼبنظمات من خبلؿ دفعها العتماد أشكاؿ للتنسيق كالتصميم كاؽبيكلة تكوف أكثر مركنة؛
- 2أتاحت اؼبعرفة اجملاؿ للًتكيز على األقساـ األكثر إبداعا كحفزت اإلبداع كاألفراد كصباعاهتا؛
- 3أسهمت اؼبعرفة يف ربوؿ اؼبنظمات إذل ؾبتمعات معرفية ربدث التغيَت اعبذرم يف اؼبنظمة لتتكيف مع التغيَت اؼبتسارع يف
بيئة األعماؿ ،كلتواجو التعقيد اؼبتزايد فيها؛
- 4يبكن للمنظمات أف تستفيد من اؼبعرفة ذاهتا كسلعة هنائية عرب بيعها كاؼبتاجرة هبا أك استخدامها لتعديل منتج معُت أك
إلهباد منتجات جديدة؛
- 5ترشد اؼبعرفة اإلدارية مديرم اؼبنظمات إذل إدارة منظماهتم؛
- 6تعد اؼبعرفة البشرية اؼبصدر األساسي للقيمة؛
- 7حركت األساس اغبقيقي لكيفية خلق اؼبنظمة كتطورىا كنضجها كعادة تشكيلها ثانية؛
- 8اؼبعرفة أصبحت األساس ػبلق التنافسية كإدامتها.
-2اماف قحموش ،دكر ادارة اؼبعرفة يف ربسُت ك تسيَت عبلقات الزبائن ،رسالة مقدمة لنيل شهادة اؼباجستَت زبصص ادارة اؼبعرفة ك اؼبعارؼ ،كلية العلوـ االقتصادية ك
التجارية ،جامعة ؿبمد خيضر بسكرة (اعبزائر). 2012/2011،
رابعا :خصائص المعرفة
،كقد تشعبت خصائصها الختبلؼ كجهات النظر اليت للمعرفة خصائص كظبات سبيز ىا عن األنشطة األخرل
وبملها اؼبهتموف كالباحثوف يف ىذا اجملاؿ ،لئلفادة اؼبتوقعة منها.
)17:55-1988إذل طبس خصائص تتميز هبا اؼبعرؼ عن سائر مظاىر النشاط الفكرم فمثبل أشار (زكريا
كاإلنساين ىي:
،كىذا ،لكن ليست بالضركرة تبقى كذلك يف مرحلة قادمة .1التراكمية :فاؼبعرفة تظل صحيحة كتنافسية يف اللحظة الراىنة
يعٍت أف اؼبعرفة متغَتة ،كلكن بصيغة إضافة اؼبعرفة اعبديدة إذل اؼبعرفة القديبة؛
.2التنظيم :اؼبعرفة اؼبتولدة ترتب بطريقة تتيح للمستورد الوصوؿ إليها كانتقاء اعبزء اؼبقصود منها؛
التسيب كالتعليل يهدفاف إذل إشباع رغبة اإلنساف إذل البحث كالتعليل لكل شيء كإذل معرفة .3البحث عن األسباب:
أسباب الظواىر ،ألف ذلك يبكننا من أف نتحكم فيها على كبو أفضل؛
.4الدقة كالتجريد :الدقة تعٍت اؿتعبَت عن اغبقائق رياضيا.
كما أشار إذل أف ما يبيز اؼبعرفة ىو (البلملموسية القياسية) ،حيث إف اؼبعرفة كمنتوج غَت ملموس ماديا بدرجة للمساح بالتنافس
هبا ،لذا يتم اؼبتاجرة هبا كسلعة ،كلكنها قياسية بدرجة كافية للسماح بالتنافس هبا ،لذا يتم اؼبتاجرة هبا على نطاؽ كاسع ،كىذه
البلملموسية القياسية ىي ؿبور اىتماـ اؼبنظمات اؼبعتمدة على اؼبعرفة.
4
كأشار إذل ست مزايا أك خصائص للمعرفة ىي:
- 1اؼبعرفة ىي فعل إنساين؛
- 2اؼبعرفة تنتج عن التفكَت؛
- 3اؼبعرفة تنتمي تتولد يف اللحظة الراىنة؛
- 4اؼبعرفة تنتمي إذل اعبماعات؛
- 5اؼبعرفة تداكؽبا اعبماعات بطرؽ ـبتلفة؛
4أمَتة ىاتف حداكم جنايب ،أثر ادارة اؼبعرفة الزبوف يف ربقيق التفوؽ التنافسي ،رسالة مقدمة لنيل شهادة ماجستَت ،زبصص ادارة أعماؿ كلية االدارة ك االقتصاد ،جامعة الكوفة
العراؽ 2006/2005صفحة 25
حماضرات ملقياس ادارة املعرفة /سنة ثانية ماسرت ادارة اعمال -د /أمحد نبخليفة
،كأحدثت درست اؼبعرفة كفق نظريات ـبتلفة تبعا الختبلؼ حقوؽبا العلمية ككجهات نظر الباحثُت يف
التطورات السابقة يف نظرية اؼبعرفة نقلة نوعية كمراجعات كدراسات بصدد العبلقة بُت الفكر كالعمل ،كالتفكَت الفردم
،مع التأكيد على نظرية اؼبعرفة يف منظمات األعماؿ ىي كاعبماعي ،كستتناكؿ ىذه الدراسة بعض النظريات كاؼبداخل
نظرية مادية ؿبضة كليست غيبية ألهنا مبنية على االستنباط من احملسوساف كاؼبعلومات ،كقد كاف للمعرفة نظريات
كمداخل عدة.
ففي القرف التاسع عشر ظهرت نظريتاف نبا :نظرية اؼبلكات تفًتض أف البشرم مقسم إذل ملكات مثل ملكة
التفكَت كالوجداف كاإلرادة ،كاليت تربز ما يقوـ عبو العقل كالثانية ىي النظرية الًتابطية ،اليت افًتضت أف اإلنساف عندما
ىبلو اهلل ( سبحانو كتعاذل ) يكوف عقلو صفحة بيضاء تسجل فيو اػبربات عن طريق اغبواس.
كدرست من مداخل نفسية كاجتماعية كسلوكية ضمن نظريات نشَت إليها من باب التنويو فقط ،كىي نظرية
Osgood-Tannetaum 1955 )1946.Heiderكنظرية التطابق اؼبعريف ؿ ( االتساؽ اؼبعريف ضمن نظرية التوازف (
( )1957،Festingerكتعتمد نظرية )1958،Ableison-Resenbelyكنظرية التنافر ) نظرية اؼبنطق النفسي ؿ (
( )Ausubelلتعلم اؼبعرفة كاليت تعتمد على التعلم باؼبعٌت الذم تتفاعل دبوجبة اؼبعرفة اعبديد مع اؼبختزنة يف الذاكرة
ت تدفع باؼبتعلم لزيادة معرفتو تفاعبل ديناميكيا هبعل البناء اؼبعريف يف يتشكل بصورة جديدة ػبلق بعض اغبلوؿ للمشكبل
5
.
Complex("Theory CAS كأشار ( )35:2000،McElrqyإذل نظرية نظم التكيف اؼبعقدة "
)Adaptive Systemsاليت ترل أف اؼبنظمات تنظم ذاهتا كرباكؿ التكيف فرديا كصباعيا ك باستمرار مع الظركؼ اؼبتغَتة
،كتقًتض أهنا تقوـ بتعديل معرفتها دبا يؤدم إذل التغيَت يف السلوؾ ،كمن مث ىي نظم دائمية لتوليد اؼبعرفة اليت تساعدىا
على أف تصبح إبداعية .كفسرت نظرية ( ) Nonaka & TaKeuchi،1995 :59كيفية تكوين اؼبعرفة من خبلؿ
التفاعل اغبركي بُت نوعُت من اؼبعرفة اليت الضمٍت الظاىرم ،كأشار إذل أف اؼبعرفة الضمنية تشمل العناصر اؼبعرفية
كالتقنية ،كالعناصر اؼبعرفية تتضمن النماذج العقلية مثل:
- 6اؼبخططات؛
- 7النماذج؛
- 8التوقعات؛
- 9اؼبعتقدات؛
- 10اؼبعرفة تتولد تراميا يف حدكد القدًن .
5العلي عبد الستار كآخركف ،اؼبدخل إذل إدارة اؼبعرفة ،دار اؼبسَتة ،عماف ،األردف ، 2006 ،ص .41
- 11كجهات النظر.
معرفة؛
اغبرؼ؛
اؼبهارات.
كيتم اكتساب اؼبعرفة الضمنية كتبادؽبا كفق مدخل ( شخص إذل شخص ) بآليات اغبوار كتبادؿ القصص أما اؼبعرفة
الظاىرة فيمكن اكتساهبا كاكتشافها من الوثائق كاليت تشمل معرفة – ماذا كمعرفة – حوؿ كيبكن تبادؽبا كفق مدخل (
الوثائق إذل األشخاص ) بآليات التنقيب عن اؼبعرفة يف اؼبطبوعات كاؼبكتبة االلكًتكنية .كتتناقص التطورات اغبديثة يف
نظرية اؼبعرفة مع االفًتاضات النظرية اؼبعرفية العقبلنية اليت كانت سائدة حوؿ إدارة اؼبنظمة كالعبلقة بُت اغبقائق كبُت
.) Activitéكاليت أشار إليها Théry اؼبعرفة كاؼبنظمة كاإلدارة .كمن النظريات اغبديثة للمعرفة نظرية النشاط (
(، )Backerكاليت تعود جذكرىا إرل عم النفس الركسي ،كىي سبيل إرل ذبنب االنقساـ بُت التفكَت كالعمل ،كاألفراد
كاجملتمع كاىتمت ىذه النظرية باكتشاؼ العبلقة بُت الفعل اؼبادم كالعقل كاكتشاؼ الركابط بُت الفكر كالسلوؾ
كافًتضت أف جذكر كل التقلبات كالصراع يف أنظمة النشاط للمعرفة يبكن إهبادىا يف الصراعات بُت قيمة االستعماؿ (
)Exchangeاليت ستكتسبها ككيفية اؼبوازنة بينهما .طورت ىذه ) value ) Useاليت سبتلكها كقيمة التبادؿ value
النظرية كأضيف إليها كظبيت بنظرية اؼبنظمات بوصفها أنظمة النشاط كىي نظرية يف غاية األنبية الكتشاؼ العمل اؼبعريف
كالكفاءات التنظيمية كالتعلم التنظيمي كاستفاد مدخل أصحاب اؼبدخل االقتصادم من التطورات اغبديثة اليت جرت
على نظرية اؼبعرفة من خبلؿ دراسة العبلقة بُت اؼبعرفة كالنجاح االقتصادم ،ككيف يبكن أف اؼبعرفة اؼبتخصصة أصبحت
6
ضركرة ملحة لنجاح األعماؿ .
، )Nystormاؼبدخل النفسي اؼبعريف لتكوين اإلسًتاتيجية كما درست اؼبعرفة من مداخل متلفة فقد اعتمد (
كالذم شخصت دبوجبو ثبلثة مكونات معرفية ىي:
اإلدراؾ؛
التعلم؛
التفكَت.
ككفق اؼبدخل الفلسفي كالذم ركز على دراسة ما ىو أىم من الفلسفة الطبيعة أال كىو عقل اإلنساف ( ديورانت ).
7
كأشار (ػبفاجي ) إذل سبيز اؼبدخل اؼبعريف ضمن دراسات اؼبدخل االجتماعي لشمولو على صبلة اػبصائص تؤىلو لذلك ىي:
-إف التغيَت يف مستول التكوين اؼبعريف – زيادة أك نقصانا – سيؤدم إذل تغيَت مستول الوعي كاستيعاب حركة التهديدات
يف بيئة اؼبنظمة؛
-يركز على العقل كؿبدداتو النفسية للسلوؾ اإلنساين يف اؼبنظمة كيلقى الضوء على أثر العمليات العقلية يف تفسَت
خصائص البيئة؛
-نظرتو للفرد أنو معاجل معلومات كيهتم بوعيو؛
-يهيأ إجابة عن تساؤالت ترتبط دباىية األمور اليت بنبغي أف تدركها إدارة اؼبنظمة كتتعلمها كتفكر فيها ،كربللها للحكم
عليها؛
-يبُت األسلوب الذم ينظم كيستخدـ األفراد معارفهم لضماف السلوؾ اؼببلئم يف ؿبيط اؼبنظمة؛
-يؤكد قوة االستعدادات اؼبعرفية كؿبدداهتا عند الفرد؛
-يزكدنا بأدكات تفسَت العمليات اؼبعرفية عند اؼبديرين مثل اإلدراؾ ...؛
-يهتم بدراسة اػبرائط العقلية اؼبعرفية السببية لكوهنا تشكل أساس اغبكم كالقرارات؛
-يناقش ضمنا أثر عمليات اؼبعرفة يف صياغة سلوؾ الفرد كاؼبنظمة؛
-يدعو إذل االىتماـ بذاكرة اؼبنظمة قريبة كمتوسطة كبعيدة األمد لضماف سرعة االستجابة للمنبهات اؼبتماثلة؛
-يورل اىتماـ بتشخيص كسبثيل كمعاعبة اؼبشكبلت كالتحديات اليت تواجو كجود اؼبنظمة كهتددىا.
7ؿبمد عواد الزيادات ،اذباىات معاصرة يف ادارة اؼبعرفة ،دار الصفاء كالنشر كالتوزيع ،الطبعة ، 1عماف ، 2008 ،ص22
سابعا :مصادر المعرفة
تنقسم مصادر اؼبعرفة إذل مصدرين رئيسُت:
- 1المصادر الخارجية:
،كاليت تتوقف نوع العبلقة مع اؼبنظمات األخرل الرائدة يف كىي تلك اؼبصادر اليت تظهر يف بيئة اؼبنظمة احمليطة
،كمن أمثلة ىذه اؼبصادر اؼبكتبات االنًتنيت اؼبيداف ،كاالنتساب إذل التجمعات اليت تسهل عليها عملية استنساخ اؼبعرفة
كاإلنًتانيت ،كمبلحظات لوتس ،كالقطاع الذم تعمل فيو اؼبنظمة كاؼبنافسوف ؽبا كاؼبوردكف كالزبائن كاعبامعات كمراكز
البحث العلمي كبراءات االخًتاع اػبارجية.
،حيث يعمل األفراد على ـبتلف مستوياهتم التنظيمية كمن كتعد البيئة اؼبصدر اػبارجي للمعلومات كاؼبعرفة
،البصرية ،اللمس ،الذكؽ ،الشم ) على اكتساب البيانات من البيئة من خبلؿ أحد أك كل اؼبدركات اغبسية (السمعية
خبلؿ قدرهتم اإلدراكية كالفهمية (مثل التأمل كالفهم كالتسبب كاغبكم ) يستطيعوف معاعبة ىذه البيانات كربويلها إذل
، معلومات ،كمن خبلؿ اػبرب كالذكاء كالتفكَت كالتعلم يستطيع األفراد ىذه اؼبعلومات ككضعها يف معٌت لتتحوؿ إذل معرفة
كاالختبلؼ يف مستول ىذل اؼبعرفة يتوقف على االختبلؼ يف الوسائل كاؼبدركات كاؼبذكورة.
كيشَت( (Vail ، 1999 :18إذل أف كل منظمة تعمل لتوقع التهديدات احملتملة أك الفرص اؼبتاحة لتكوف فاعلة
، .كتقوـ بعض اؼبنظمات باعتماد نظم رصد معقدة أكثر ،لذا ينبغي أف تكوف قادرة على أسر اؼبعلومات كاؼبعرفة من البيئة
إذ يراقب قسم اؼبعلومات أك اؼبعرفة فيها أحدث التطورات التكنولوجية اؼبقدمة يف اؼبؤسبرات العلمية كاجملبلت كاألسرار
التجارية ،كبعض اؼبنظمات تقوـ باستنجاز ـبربين أك ـبابرات السوؽ أك التجسد الصناعي أك الوسطاء.
-2المصادر الداخلية:
تتمثل اؼبصادر الداخلية يف خَتات أفراد اؼبنظمة اؼبًتاكمة حوؿ ـبتلف اؼبردكعات كقدرهتا على االستفادة من
،كمن األمثلة على اؼبصادر الداخلية اإلسًتاتيجية تعلم األفراد كاعبماعات كاؼبنظمة ككل كعملياهتا كالتكنولوجيا اؼبعتمدة
،أك من خبلؿ التعلم بالعمل أك البحوث كبراءات االخًتاع كاؼبؤسبرات الداخلية األفراد عرب الذكاء كالعقل كاػبربة كاؼبهارة
الداخلية.
لكن البد من اإلشارة ىذا إذل أف اإلدراؾ اؼبتزايد للمعرفة مرتبط بالتقدـ يف تقنية اؼبعلومات ،السيما اإلنًتنيت
لكن البعض يؤكد أف اؼبعرفة ال سبكن يف ذبميع اؼبعلومات .كيف ؾباؿ يؤمن اؼبعلومات كمصدر للمعرفة.
،كىذه اؼبعرفة السائدة بالبحث ستستخدـ األكؿ :يفًتض أف البحث عن اؼبعلومات كتطوير ىا يقوـ إذل اؼبعرفة
لتحسُت السلع كاػبدمات.
،كأف اؼبعلومات اؼبقدمة لصانع الثاني :يفًتض أف نوعية اؼبعرفة كاستخدامها مستقلُت عن سياقهما كمصادر نبا
القرار تكو ف من مصادر أخرل.
،اإلفراد ،العملية ،التقنية ) مع تقنية كال بد من اإلشارة ىذا إذل أف تكامل مكونات األعماؿ الرئيسة (اإلسًتاتيجية
،االستخدامات ،البيانات ) يتم من خبلؿ اػبرائط اؼبعرفية كاليت تشكل مصدرا مهما اؼبعلومات الرئيسة (األنظمة
القتناص اؼبعرفة الظاىرة ،مؤشرا ؼبسك اؼبعرفة الضمنية.
،كتعد اؼبعرفة اؼبتولد أف العمل اؼبعريف يرتبط بنشاط صناع اؼبعرفة الذين يشغلوف مراكز متقدمة يف قسم العمليات
8
أثناء عمليات األعماؿ أحد مصادر اؼبعرفة الداخلية اؼبهمة من خبلؿ تفاعلها مع اؼبعرفة احملفوظة بأذىاف الناس.
8عبلء فرحاف ،أمَتة اعبنايب ،ادارة اؼبعرفة ،دار الصفاء للنشر كالتوزيع ،عماف ،األردف ،الطبعة األكذل ، 2009 ،ص . 65-60
،كؽبذا فهي ترتبط - 4المعرفة المجسدة :كىي اػبربات كاػبلفية العلمية كاؼبهارة اليت تراكمت لدل الشخص خبلؿ حياتو
9
بشخص نفسو.
9قبم عبود قبم ،ادارة اؼبعرفة ،اؼبفاىيم كاالسًتاتيجيات كالعمليات ،الطبعة األكذل عماف ،كمؤسسة الوراؽ ، 2005 ،ص . 28
10قبم عبود قبم ،مرجع سبق ذكره ،ص . 28
11حجازم ،ىيثم علي ،ادارة اؼبعرفة مدخل نظرم ،األىلية للنشر كالتوزيع ،عماف ،األردف ، 2005 ،ص . 18
خالصة الفصل:
إف اؼبعرفة ىي مورد غَت ملموس كرأس ماؿ الفكرم األكثر قيمة كأنبية من اؼبوارد اؼبادية األخرل يف اقتصاد قائم على اؼبعرفة،
خاصة كأف ؽبا دكر ىاـ يف ربقيق اؼبيزة التنافسية .كتساعد اؼبعرفة يف تشكيل ؾبموعة اؼبهارات كالتكنولوجيات اليت تستطيع من خبلؽبا
اؼبؤسسة ربقيق أعلى ربح بأقل تكلفة ،باإلضافة إذل أهنا تكسبها القدرة على اؼبواجهة لغَتىا من اؼبؤسسات يف ضوء سوؽ تنافسية،
كمن جهة أخرل تشكل اؼبعرفة اغبجر األساسي بالنسبة عبميع اؼبؤسسات فهي العامل الذم ىبلق قيمة اؼبنظمة ،حيث أف اؼبنظمات
ال زبتلف عن بعضها البعض من حيث امتبلؾ اؼبوارد اؼبادية كالقول البشرية ،إكمبا زبتلف من حيث امتبلؾ اؼبيزة التنافسية الفريدة ،ىذا
ما دفع اؼبنظمات كبو السعي إذل بناء قواعد اؼبعرفة اػباص
الثاني: الفصل
دراسات سابقة كنماذج عالمية في مجاؿ إدارة المعرفة
" ،إذل مضامُت ربوؿ إحراز إدارة المعرؼ الزخم في الصناعة أشارت ىذه الدراسة الفكرية اؼبعنونة بػ" :
اؼبنظمات(اؽبادفة كغَت اؽبادفة للربح) ،كعرب إدارة اؼبعرفة إذل اؼبنافسة من خبلؿ معرفتها ،كقد حددت الدراسة عشرة
مضامُت للتحوؿ ىي:
إدراؾ أف حركة اؼبعرفة ىي انتشارية كشاملة؛ )1
ينبغي قياس اؼبعرفة ألهنا إف دل تقس ال تعد ذات قيمة؛ )2
ضركرة تأسيس قاعدة البحوث اؼبشًتكة؛ )3
ال بد من تصميم مبادرات إدارة اؼبعرفة بوصفها(متوسط-عليا-دنيا) مع استمرار القيادة من األعلى إذل )4
األسفل؛
ربديد اؼبنظور بشكل سريع؛ )5
ضركرة إدراؾ أف التنفيذ يأخذ أشكاال متعددة؛ )6
اعتماد التصميمات اإلدارية كفهمها كتصاميم مفيدة على أال تكوف مقيدة؛ )7
ينبغي فهم كتعزيز(اعبماعية)؛ )8
اعتماد التقنية جزءا ال يتجزأ من الوظائف الناجحة للمنضمة اؼبعرفية؛ )9
هبب أف تدار اؼبعرفة ،كال تًتؾ ؼبوىبة االكتشاؼ صدفة. )10
.3دراسة( :)4-1:Ford and nigel1996
" على أف اؼبعرفة من المعلومات إلى إدارة المعرفة Fordبدراستهما الفكرية اؼبعنونة بػ" and Nigel أكد
إبداع جديد ،كأف حدس اؼبدير اعبيد يكوف حافزا البتكار اعبديدة تبدأ مع األفراد الذين يبلكوف البصَتة اليت ترشدىم إذل
منتوج جديد ،كما أف خربة العاملُت يف اؼببيعات أك الذين يكونوف على اتصاؿ مع الزبوف تسمح ؽبم بتقدًن أفكار
جديدة تسهم يف إبداع منتجات جديدة أك تقدًن صيغ عمل جديدة.
.4دراسة مجموعة جارتنر (:)Gartner Groupe1997
)200منظمة )Ventures CAPلبلستشارات اإلسًتاتيجية ،كمشلت ( ىذه الدراسة مسحية قامت هبا منظمة(
أمريكية كبَتة .كخرجت جبملة نتائج منها :إف السوؽ اؼبتوقع ؼبنتجات كخدمات إدارة اؼبعرفة سينمو بشكل كبَت إذل
)%80من اؼبنظمات عينة الدراسة كانت ؽبا مبادرات إلدارة اؼبعرفة حوارل 5مليارات دكالر يف بداية ىذا القرف ،كإف (
أك إف ؽبا برامج قيد التطوير ،كالنسبة الباقية للمنظمات كانت تفكر جبدية لتنفيذ برامج إلدارة اؼبعرفة.
.6دراسة (:)Allee1997:74
( 12مبدأ إلدارة المعرفة) ،مسانبة فكرية من خبلؿ ىذه اؼببادئ لتحديد قدمت ىذه الدراسة اؼبعنونة بػ:
خصائص اؼبعرفة كزيادة قدرة العاملُت يف اقتصاد اؼبعرفة كاؼبنافسة اعبوىرية للمعرفة ،فاؼبنظمات اليت ينبغي عليها أف تبدع
سوؼ تصبح قادرة على التعلم كالتكيف كالتغَت ،كقادرة على اؼبنافسة كالبقاء ،كقد حقق اقتصاد اؼبعرفة قدرة جديدة
للعاملُت ،حيث اعتربىم صناعا للمعرفة ،كيستطيعوف اغبصوؿ على كسائل لتوليد معرفتهم ،كبإمكاهنم بيعها كاؼبتاجرة
كاالحتفاظ هبا .كقد استنتجت الدراسة أف اؼبعرفة ال يبكن إدارهتا بالطرؽ التقليدية ،كبسبب التغيَت الدائم ،فإف اؼبعرفة ىي
عضوية أكثر من أف تكوف ميكانيكية ،كحددت الدراسة( )12مبدأ إلدارة اؼبعرفة كىي:
اؼبعرفة غَت مرتبة كغَت معزكلة عن أم شيء؛
اؼبعرفة تنظم ذاتيا؛
اؼبعرفة تطلب للمجتمع؛
اؼبعرفة تنقل عرب اللغة ،لذا هبب تطوير اللغة اليت نستخدمها لوصف اػبربة؛
على الرغم من احملاكلة اعبادة غبفظ اؼبعرفة داخليا إال أف الكثَت منها يتسرب إذل اػبارج؛
غَت اؼبقنع اؼبعرفة قد يكوف ىو األفضل؛
اؼبعرفة ال توفر حبل كاحدا كاػبيارات مفتوحة؛
اؼبعرفة ال تتوسع إذل األبد؛
اؼبعرفة مسؤكلية اعبميع؛
ال يبكن فرض القواعد كاألنظمة؛
يوجد أكثر من طريقة للمعرفة؛
كيف نعرفها كربديد كيفية إدارهتا.
لقد قدمت مباذج عديدة إلدارة اؼبعرفة يف ؿباكلة لفهم كتوجيو جهود إدارة اؼبعرفة يف اؼبنظمات لبناء اسًتاتيجياهتا
األساسية ،كنعرض فيما يلي بعضا منها:
نموذج :Wig )1
12
يتكوف النموذج من أربعة أىداؼ رئيسية:
.1بناء اؼبعرفة؛
.2االحتفاظ باؼبعرفة؛
.3ذبميع اؼبعرفة؛
اؼبعرؼ.
.4استخداـ ة
حيث تسهل عملية بناء اؼبعرفة تنفيذ بعض الوظائف كالنشاطات .كما يتبُت من النموذج االىتماـ باالحتفاظ
باؼبعرفة يف عقوؿ األفراد كيف الكتب ،كيف قواعد اؼبعرفة احملوسبة ....،كما يتم الًتكيز يف ىذا النموذج على عملية ذبميع
اؼبعرفة يف أشكاؿ ـبتلفة بدءا من اغبوارات إذل شبكات اػبربة ،إذل فرؽ العمل .كعلى كبو فباثل فإنو يبكن ربقيق
استخداـ اؼبعرفة من خبلؿ أشكاؿ عديدة ،كذلك باالعتماد على اؼبوقف.
.Kimiz Dalkir, Knowledge Management in Theory and Practice, Elseivier Buttrworth Heinmann, USA, 2005, p 39 12
الشكل رقم :01مبوذج إدارة اؼبعرفة عند Wig
موضوع العمل
استخداـ اؼبعرفة
مهمة العمل
13
)2نموذج ليونارد بارتوف:
يقوـ ىذا النموذج على أساس أف اؼبعرفة يف الشركات سبثل مقدرة جوىرية ،كاف اؼبعرفة توجد يف أربعة أشكاؿ:
.1اؼبعرفة قد تكوف يف شكل مادم؛
.2اؼبعرفة قد تكوف ؾبسدة أيضا يف األنظمة اإلدارية؛
.3اؼبعرفة قد تكوف ؾبسدة يف اؼبهارات الصروبة كالكامنة للعاملُت؛
ليونارد بارتوف (القيم الصغَتة) للعمل مع معايَت السلوؾ يف موقع العمل أك .4اؼبعرفة قد توجد أيضا فيما يسميو
ما يدعوه اآلخركف الثقافة التنظيمية ،كما ىو مبُت يف الشكل اآليت:
13قبم عبود قبم ،إدارة المعرفة(المفاىيم ،اإلستراتيجيات ،العمليات) ،الوراؽ للنشر كالتوزيع ،الطبعة األكذل ،عماف ،األردف ،2007 ،ص.118-117
الشكل رقم :02مبوذج إدارة اؼبعرفة عند ليونارد بارتوف
حل المشكالت
األنظمة المالية
التجريب
14
نموذج موئل إدارة المعرفة: )3
، Winnosky.E.Dمبوذجا يقوـ على أف اؼبعرفة ىي خربة بدكف بداية كال هناية،ؽبذا فاف ىناؾ سلسلة قدـ
دائرية إلدارة اؼبعرفة ،كىي ربتوم على أربعة مكونات متفاعلة كل كاحد منها يعمل بشكل مستقل إال أهنا يف نفس
الوقت ذات اعتماد متبادؿ ك ىذه اؼبكونات ىي:
القاعدة األساسية إلدارة المعرفة:
تتمثل يف كل البيانات ك اؼبعلومات اؼبتداكلة من خبلؿ أدكات إدارة اؼبعرفة يف الشركة ،أهنا اؽبيكلة الفنية إلدارة
اؼبعرفة اليت تستخدـ كتنشئ إمكانات موئل إلدارة اؼبعرفة؛
ثقافة إدارة المعرفة (ما ىو المهم):
كىذه الثقافة ىي اليت ربدد االذباه كالقيم كالتف ض يبلت يف إدارة اؼبعرفة ،كىذه الثقافة ىي اليت تأيت باإلسًتاتيجية
كليس اإلسًتاتيجية ىي اليت تنشئ الثقافة ،كما أف الثقافة ىي اليت ربدد التكنولوجيا ك اؼبمارسات اؼببلئمة؛
أىداؼ إدارة المعرفة (ما ىو الهدؼ األساسي):
كىذه األىداؼ تتمثل عادة يف ربسُت قدرات الشركة سواء يف ربسُت استغبلؿ الشركة ؼبواردىا أك ربسُت
قدراهتا ك كفاءاهتا يف استغبلؿ مواردىا يف منتجات كخدمات ك عمليات الشركة
معايير إدارة المعرفة(ما ىو ممكن التحقيق :
ما ىو الهدؼ؟
سعى حجازم إذل بناء مبوذج يعمل على قياس اؼبتغی ارت اؼبستقلة كالوسيطة كالتابعة لتوظيف إدارة اؼبعرفة بعد أف مت
ربديد ىذه اؼبتغی ارت ،كيعكس ىذا النموذج أثر إد ارؾ اؼبنظمات األردنية العامة كاػباصة إلدارة اؼبعرفة من حيث
مفهومها ،دكرىا ،موجوداهتا ،فوائدىا ،أىدافها ،دكر قيادة اؼبعرفة كدكر الثقافة التنظيمية (اؼبتغی ارت اؼبستقلة) يف توظيف
اؼبنظمات إلدارة اؼبعرفة سلبا أك إهبابا ،كما أف النموذج يدرس عمليات إدارة اؼبعرفة من حيث توليد اؼبعرفة ،التشارؾ فيها
كالتعلم اؼبنظمي (اؼبتغَت الوسيط) ،كأثر ذلك يف توظيف اؼبنظمات إلدارة اؼبعرفة (اؼبتغَت التابع).
إذا االقتصاد ىو علم الندرة أك ىو العلم الذم يدرس اػبيارات يف عادل الندرة ،فإف اقتصاد اؼبعرفة ىو يف أبرز
خصائصو كخاصة يف ظل التكنولوجيا الرقمية ،كقد خلقت إدارة اؼبعرفة إسهاما قيما يف تعزيز اإلقباز كاألداء العارل،
كالذين يعداف ضركريُت جدا لبقاء اؼبنظمة يف اؼبنافسة ،لكوف األداء العارل يعٍت تصعيدا يف قدرة اؼبنظمة على التحصُت،
كليس يف تطوير التنظيم فحسب.
قد أدركت اؼبنظمات أف اؼبعرفة أصبحت اؼبصدر األكيد للثركة حاليا ،كىذه اؼبعرفة تتطلب نوعا من التحالفات كالعبلقات
التعاكنية بُت الشركات .كيف ظل االقتصاد اؼبعريف تكوف األكلوية فيها للموجودات الفكرية غَت اؼبلموسة أكثر من اؼبوجودات التقليدية.
كإف ؾبتمع اؼبعرفة يعًتؼ بالدكر اغباسم للمعرفة يف تشكيل ثركة اجملتمع كتكريس رفاىيتو ،فلقد أصبح ؾبتمع اؼبعرفة كاقعا كليس خيارا
تتبناه األمم مىت شاءت ،كىذا ما جعل البشرية تتجو كبوه ،كىو ما شهدناه يف ىذا الفصل،كيوصف ؾبتمع اؼبعرفة بأنو ذلك اجملتمع
الذم وبسن استعماؿ اؼبعرفة يف تسيَت أموره كيف ازباذ القرارات السليمة الرشيدة ،كذلك باالعتماد على ثبلث أنشطة كربل اليت كىي
مًتابطة على شكل مراحل كاغبصوؿ على اؼبعرفة ،كنشر اؼبعرفة كإنتاجها
الثالث: الفصل
بدأت اؼبنظمات تركز على كبو متزايد على اؼبعرفة باعتبارىا العنصر األساسي الذم يبيز اؼبنظمة الناجحة عن غَتىا من
اؼبنظمات ،كإدارة اؼبعرفة ىي إحدل التطورات الفكرية اؼبعاصرة ،كبالرغم من أف االىتماـ باؼبعرفة ككيفية اغبصوؿ عليها
يعترب قديبا قدـ اإلنساف ،حيث يقوؿ أفبلطوف" بدكف اؼبعرفة لن يكوف اإلنساف قادرا على معرفة ذاتو ،كأف حامل اؼبعرفة
كحده القادر فهم عاؼبو احمليط بو كاؼبتمثل بالوجود" ،سنتناكؿ يف ىذا الفصل اؼبفاىيم األساسية إلدارة اؼبعرفة.
إلدارة اؼبعرفة دكر حيث تصوغ النظم كالربامج اؼببلئمة للكشف عن تلكم اؼبعرفة ،كيهدؼ ىذا الفصل إذل التتبع
مراحل النشأة كالتطور إلدارة اؼبعرفة كمفاىيمها كأنبيتها ،أىدافها ككذا مداخلها.
أكال :النشأة كالتطور
يعترب مفهوـ إدارة اؼبعرفة قدًن كجديد يف نفس الوقت ،فقد درج الفبلسفة على الكتابة يف ىذا اؼبوضوع منذ آالؼ
السنُت ،لكن االىتماـ بعبلقة اؼبعرفة هبيكلة أماكن العمل يعترب أمرا حديثا نسبيا ،كمن اؼبؤكد إف الكثَت قد كتب عن ىذه
العبلقة ،لكن معظمو كاف خبلؿ السنوات القليلة اؼباضية ،ففي مطلع التسعينات من القرف اؼبنصرـ مت اإلشارة خبلؿ
)Knowledgeكمنذ ذلك is 1980إذل عبارة "اؼبعرفة قوة" ( power اؼبؤسبر األمريكي األكؿ للذكاء االصطناعي سنة
)Knowledgeكمع كالدتو استحدثت Enginement الوقت كلد حقل معريف جديد أطلق عليو "ىندسة اؼبعرفة" (
سَتة كظيفتو جديدة ىي مهندس اؼبعرفة.
كيف عاـ 1997ظهر حقل جديد آخر نتيجة إلدراؾ أنبية اؼبعرفة يف عصر اؼبعلومات كىو إدارة اؼبعرفة
)Knowledgeكقد تبع ىذا التطور تغيَت يف عناكين الدكريات اؼبتعلقة باؼبوضوع كاليت من بينها (Management
21
تغيَت يف عناكين ؾبلة من "ىندسة إدارة األعماؿ" إذل إدارة كمعاعبة اؼبعرفة.
1999خصص البنك الدكرل كيف منتصف التسعينات أين مت االعًتاؼ بالتأثَت االسًتاتيجي ؽبا ،حىت انو يف سنة
"Skandia %4من اؼبيزانية اإلدارية السنوية لتطوير أنظمة إدارة اؼبعرفة ،كمنو اكتسحت تطبيقات اإلدارة شركة "
للتأمُت ،كـبتربات " بكماف " ،كمصرؼ " امبرياؿ " الكندم ،كمنظمة "دك" للكيماكيات كغَته من اؼبنظمات السباقة اذل
إذل أف الصناعة قد كانت ىي اؼبهد يف تطوير إدارة اؼبعرفة كليست صالح الدين الكبيسي ىذا اؼبضمار كينوه
األكاديبيات كال حىت اؼبنظمات اؼبعرفية ذاهتا فبا سبق ،يتضح لنا أف إدارة اؼبعرفة ليست كليدة عصرنا اغبارل إمبا ؽبا فجر
جديد حينما آمنت هبا منظمات ،راظبة دبمارساهتا كتطبيقاهتا كأعماؽبا اؼبعرفية البداية اغبقيقية غبقل إدارة اؼبعرفة ،فماذا
22
تعٍت إدارة اؼبعرفة؟ كما الذم يبكن اف يضيفو ىذا اؼبفهوـ اعبديد؟
21مرًن فرحي .نورة معمر .دكر إدارة المعرفة في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية –دراسة اغبالة :مؤسسة سكنلغاز –تبسة .-مذكرة مقدمة الستكماؿ متطلبات شهادة ماسًت
أكاديبي (ؿ ـ د) .زبصص إدارة أعماؿ اؼبؤسسات .كلية العلوـ االقتصادية كالتجارية كعلوـ التسيَت .جامعة العريب التبسي-تبسة .2016/2015 .-ص.11
22صبلح الدين الكبيسي ،إدارة المعرفة ،جامعة بغداد-بغداد اعبمهورية العراقية .ؾبلة اؼبنظمة العربية للتنمية اإلدارية حبوث كدراسات .2005 .ص33و.34
أصبح من اؼبفاىيم اغبديثة اليت شاع استخداـ شهدت السنوات األخَتة اىتماما متزايدا دبفهوـ إدارة اؼبعرفة الذم
عملياهتا يف اؼبؤسسات اؼبعاصرة كخبلصة يف ؾباالت الذكاء الصناعي كإدارة االبتكار كإدارة االبتكار كإدارة الكفاءات
كالتدريس.
يرل " "Wiigأف إدارة اؼبعرفة ىي :زبطيط كتنظيم كرقابة كتنسيق كتوليف اؼبعرفة ،ككل ما يتعلق برأس اؼباؿ الفكرم
البشرم كالعمليات كالقدرات كاإلمكانات الشخصية كالتنظيمية لتحقيق أكرب قدر من التأثَت اإلهبايب يف اؼبيزة التنافسية
اليت تسعى إليها اؼبؤسسة.
كبذلك فهي ىندسة كتنظيم البيئة الداخلية للمؤسسة ( اإلنسانية كاؼبعلوماتية ) عبعلها قادرة على نقل اؼبعرفة كتوليدىا
كتنظيمها كاستخدامها كنشرىا بُت األفراد يف الوقت كاؼبكاف اؼبناسبُت ليتم تنظيمها يف أنشطة اإلدارية اؼبتنوعة للمؤسسة
كتوظيفها يف صنع قراراهتا الرشيدة كحل اؼبشكبلت اليت تواجهها كيف ؿبتول التعليم التنظيمي باعبامعات كيف التخطيط
23
االسًتاتيجي لرباؾبها تؤدم تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت دكريا ؿبوريا كرئيسا يف بناء نظمها.
( )Davenprtكأصبح أكثر ( )Gartnerسنوات قليلة بعد تعريف كما أشار ( )Duhonلتعريف أنشأتو ؾبموعة
يركج لنهج متكامل لتحديد ،التقاط ،تقييم ،ربصيل كمشاركة صبيع أصوؿ
استخداما ،حيث يعترب إدارة اؼبعرفة نظاما ِّ
اؼبعلومات اػباصة باؼبؤسسة ،كاليت قد تتضمن مستندات قواعد البيانات كسياسات إجرائية كخربات دل يتم اغبصوؿ عليها
24
سابقا كخربات لدل األفراد العاملُت.
كانتزاعها ،كنقلها بشكل نظمي ،باإلضافة كحسب ( Horder )1997ك Feamleyفهي تتضمن توليد اؼبعرفة
إ ذل ربقيق التعلم هبدؼ استخدامو دبا يفيد اؼبؤسسة ،كيبكن اعتبار إدارة اؼبعرفة ؾبمل عمليات تكوين كزبزين اؼبعارؼ ،دبا
25
يساعد يف إعادة نشرىا كربويلها لضماف قباح اؼبؤسسة.
إذل عملية القياـ باستقطاب اؼبعرفة ،اختيار اؼبعرفة كزبزينها من خبلؿ ما سبق يبكن القوؿ بأف إدارة اؼبعرفة تشَت
كتوزيعها بُت أفراد اؼبنظمة باالعتماد على تكنولوجيا اؼبعلومات ،كاالستثمار يف اؼبعرفة اؼبوجودة بعقوؿ اؼبوارد البشرية أك ما
يعرؼ باالستثمار يف الرأس ماؿ الفكرم ،من أجل ربقيق اؼبيزة التنافسية يف ظل االقتصاد اؼبعريف ،أم القياـ بعملية
26
التخطيط كالتنظيم كالتوجيو كالرقابة على كل ما لو عبلقة باؼبعرفة داخل اؼبؤسسة.
23الدكتور سادل عواد الزكبعي ،تخطيط البنية التحتية لجودة برامج التعليم-إدارة المعرفة نموذجا -ؾبلة كلية بغداد للعلوـ االقتصادية اعبامعة ،العدد ،2014 ،41ص .122-121
24
تقار ؿبمد .أ.د .علي عبد اهلل ،أثر الثقافة التنظيمية على إدارة المعرفة ،دراسة حالة :عينة من قطاع الفبلحة يف اعبزائر .ؾبلة اإلسًتاتيجية كالتنمية ،العدد 16مكرر ،2019
ص.100
08 25قردكبة نصر الدين ،أثر الثقافة التنظيمية على عمليات بناء المعرفة –دراسة حالة عينة من اؼبؤسسات ، -ؾبلة رؤل اقتصادية جامعة الشهيد ضبو ػبضر الوادم ،اعبزائر ،اجمللد
العدد ،2018 ،02ص.84
26ؿبمد عبد العزيز مشهور كآخركف ،الثقافة التنظيمية كدكرىا في بناء كتطبيق إدارة المعرفة في منظمات األعماؿ ،ؾبلة اإلبداع اجمللد /09العدد ،)2019( 01 :ص.240
27
ىناؾ عدة أسباب تدعو إذل اىتماـ اؼبنظمة بإدارة اؼبعرفة ،من أنبها:
-ربوؿ اؼبنظمات من منظمات مركزة على أساس رأس اؼباؿ إذل منظمات مركزة على اؼبعرفة ،ألهنا تساعدىا على
ربمل التغَتات اعبذرية ،كذبعلها تطرح األسئلة الصحيحة اليت يتوجب البحث عن إجابات كاضحة ؽبا ،كبدكف
ىذه اؼبعرفة ردبا لن تدرؾ اؼبنظمة الكيفية اليت تتغَت هبا البيئة التنافسية يف القطاع الذم تعمل فيو؛
، P.Druckerكالذم يتمثل يف إعادة تشكيل -القدرة على ربقيق االنسحاب اؼبنظم كما ظباه الباحث
اؼبنتجات ،أك التحوؿ من اؼبشاريع ك اؼبنتجات ذات اؼبردكدية األقل إذل تلك ذات اؼبردكدية األعلى ،كذلك من
اجل ربقيق أقصى مبو فبكن؛
اجتماعي جديد -قيادة التغيَت ،إذ أ ف إدارة اؼبعرفة سبكن من توجيو التغَتات اليت ربيط باؼبنظمة ،كظهور توجو
P.Druckerإف أك تقنية ناشئة ...كيؤكد أك فبارسات إدارية جديدة مثبل ،يؤثر على تفضيبلت العمبلء،
اؼبنظمة ال تستطيع إدارة التغيَت كلكنها تقود فقط؛
-البقاء على اؼبدل الطويل ،الذم يعزل إذل قدرة اؼبنظمة على خلق معرفة جديدة كاكتساهبا كمعاعبتها كاحملافظة
عليها كصيانتها؛
-قيادة عملية صنع القرار ،فالدعم الفعاؿ لعملية ازباذ القرار ،من خبلؿ توفَت اؼبعرفة عن اؼبشاريع اؼباضية،
كحاالت الفشل كالنجاح ،كـبتلف اعبهود اؼبتوفرة ،كتسهيل الوصوؿ إذل اؼبعرفة ،يساىم يف قباح تلك العملية؛
-ربقيق اؼبشاركة ،حيث تتطلب إدارة اؼبعرفة ثقافة غنية ،قائمة على اؼبشاركة ،اليت ال تشًتطها أنظمة اؼبعلومات
التقليدية ،فاؼبعرفة ال تتعلق باآلالت كاألماكن كأجهزة اغباسب اليت سبلكها اؼبنظمة فقط ،كإمبا تتعلق بثقافة
اؼبنظمة كتارىبها الطويل كتراكم معارفها دبركر الزمن؛
-تتميز اؼبعرفة الضمنية بأهنا متنقلة ،ففي اغلب األحياف عندما يًتؾ شخص ما اؼبنظمة ،فإف ذباربو كخرباتو تغادر
إ دارة اؼبعرفة يبكن أف معو أيضا ،فهذه اؼبعارؼ كاؼبهارات كالقدرات ،ردبا تذىب إذل اؼبنافسُت كىذا ىو األسوء ،ؼ
ربمي اؼبنظمة من فقداف تلك القدرات اؼبهمة ،عندما يًتؾ اؼبوظفوف أعماؽبم ،من خبلؿ ذبميع تلك اؼبعارؼ يف
قواعد معرفة.
إف أنبية إدارة اؼبعرفة تكمن يف كوهنا مؤشرا على كجود طريقة شاملة ككاضحة لفهم مبادرات إدارة اؼبعرفة يف إزالة
القيود كإعادة اؽبيكلة اليت تساعد يف التطوير كالتغيَت ؼبواكبة متطلبات البيئة االقتصادية ،كتزيد من عوائد الشركة كرضا
العاملُت ككالئهم ،كربسن من اؼبوقف التنافسي من خبلؿ الًتكيز على اؼبوجودات غَت اؼبلموسة اليت يصعب قياسها
بو إدارة اؼبعرفة من خبلؿ عملياهتا كفبارساهتا كتظهر نتائجها على اؼبدل الطويل ،كبناءا على ذلك فإف الدكر الذم تقوـ
27
طو حسُت نوم ،التطور التكنولوجي كدكره في تفعيل إدارة المعرفة بمنظمة األعماؿ –دراسة حالة اؼبديرية العامة ؼبؤسسة اتصاالت اعبزائر ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف
علوـ التسيَت ،كلية العلوـ االقتصادية كالتجارية كعلوـ التسيَت ،جامعة اعبزائر ،2010/2011 ،3ص.74-73
ق إغناء العمل كتعزيز اإلنتاجية ،كما هبعل الزبوف مبتهجا يف تعامل وبقق نتائج رائعة يف السياؽ التنظيمي ،اذ يتم دبوجبو
28
مع اؼبنظمة.
نعرض فيما يأيت بعض اؼبداخل األساسية إلدارة اؼبعرفة دبا يقدـ صورة كاضحة عن األبعاد اليت تركز عليها إدارة
اؼبعرفة ،كالوظائف اليت تنبثق عنها يف كل مدخل من ىذه اؼبداخل ،حيث يبكن يف ىذا الصدد التمييز بُت توجهُت
أساسيُت لدراسة مداخل اؼبعرفة:
أ -التوجو األكؿ:
كيبكن أ ف يطلق علية بالتوجو ذك الطابع اإلدارم كىذا التوجو يركز على مداخل إدارة اؼبعرفة بنفس الطابع
الذم تدرس بو النظريات اإلدارية؛
ب -التوجو الثاني:
كيبكن تسميتو بالتوجو ذك الطابع اؼبعريف الذم يهتم بالبعد اؼبعريف كيسلط الضوء على اؼبعرفة كىرميتها داخل اؼبنظمة.
28
سلول ؿبمد الشرفا ،دكر إدارة المعرفة كتكنولوجيا المعلومات في تحقيق المزايا التنافسية في المصارؼ العاملة في قطاع غزة ،دراسة مقدمة للحصوؿ على درجة اؼباجستَت يف
إدارة األعماؿ ،كلية التجارة قسم إدارة األعماؿ ،اعبامعة اإلسبلمية –غزة ،2008 -ص.37
29
د .بن حساف حكيم ،دكر إدارة المعرفة في تحقيق الميزة التنافسية –دراسة حالة موبيليس باعبزائر -جامعة زياف عاشور باعبلفة ،ؾبلة اغبقوؽ كالعلوـ اإلنسانية –دراسات
اقتصادية -ص.301-300
كداخل كل توجو من التوجهات السالفة الذكر تتفرع ؾبموعة من اؼبداخل اليت تسعى اذل تفسَت إدارة اؼبعرفة داخل
اؼبنظمات كيبكن عرض ىذه اؼبداخل كما يلي:
ىذا النوع من اؼبداخل إلدارة اؼبعرفة يتسم بتطبيقو لكافة التكنولوجيات كاؼبواد اؼبتاحة ألداء أ .المداخل اآللية:
نفس اؼبهاـ ؼبرات عديدة كبطريقة أفضل يف كل مرة ،كيقوـ ىذا اؼبدخل على االفًتاضات التالية:
-إمكانية الوصوؿ بأفضل طريقة ككسيلة فبكنة للمعلومات كمورد مهم القباز اؼبهاـ اإلدارية اؼبختلفة،
كىكذا يتضمن طرؽ كصوؿ إعادة استخداـ الوثائق اؼبعززة لتكنولوجيا الشبكات بصفة عامة ،ككذلك
فيما يتعلق بشبكات االنًتنيت كالربؾبيات اجملمعة اليت سبثل اغبلوؿ األساسية بصفة خاصة؛
-توافر كل من التكنولوجيا كاؼبعلومات الضخمة اليت ذبعل من ىذه اؼبداخل تعمل بدرجة كبَتة من
الكفاءة كالفاعلية.
كانطبلقا من ىذه االفًتاضات فهذا اؼبدخل يتسم بسهولة التنفيذ الرتباطو بسياسات اؼبنظمة ككذلك بالتكنولوجيات
أف يتميز الناتج اليت تستحوذ عليها ،فكلما كانت اؼبنظمة سبتلك كسائل كتكنولوجيات غَت تقليدية فهذا يؤدم إذل
النهائي باالهبابية الف ىذه األساليب كالوسائل تعمل على رفع اػبربة اؼبًتاكمة كذلك على عكس النماذج الورقية
التقليدية.
كيعترب ىذا اؼبدخل من االذباىات اؼبتعاقبة يف ىذا العصر حيث يساىم يف تعزيز العملية اإلبداعية داخل اؼبنظمة
كذلك نظرا ؼبا يقدمو من توفَت يف الوقت كاعبهد كاؼباؿ ،حيث يزيد كذلك يف فاعلية ككفاءة عمليات نقل اؼبعلومة كتبادؽبا
كالرقابة اإلدارية كالتحكم يف العملية اإلنتاجية كضبط جودهتا.
كخبلصة القوؿ أ ف ىذا اؼبدخل عماده التكنولوجيا اغبديثة كأنظمة اؼبعلومات اؼبعتمدة على اغباسوب كذات التقنيات
العالية بعتادىا كبرؾبياهتا.
يقوـ ىذا اؼبدخل على استثمار ـبتلف اؼبوارد التقنية كالفكرية كالتنظيمية اليت يبكن لئلدارة تشكيلها كفرؽ العمل
الواقعية أ ك االفًتاضية اليت يتم ذبميعها سواء من داخل أك خارج اؼبنظمة سواء بصفة دائمة أك مؤقتة ،حيث يتم
استخداـ فرؽ العمل ىذه يف حل اؼبشكبلت اليت تواجو اؼبنظمة أك تنفيذ مشركعات أك التخطيط ألحداث بعض
تشًتط نوعية جنس أك عرؽ أك ثقافة األفراد اؼبستعاف هبم يف تشكيل التغَتات اإلسًتاتيجية ،كفرؽ العمل ىذه ال
فرؽ العمل ىذه يتم الًتكيز يف ىذا اؼبدخل على اعبوانب الفكرية كالعقلية السلوكية كالثقافية بدرجة كبَتة قصد
االستثمار األمثل يف ـبتلف موارد اؼبعرفة اؼبتاحة.
فهذا اؼبدخل من مداخل إدارة اؼبعرفة يركز بصورة أساسية على اإلبداع كاالبتكار األمر الذم يشكل منظمة التعلم
بدال من تركيزه على ماىو موجود من موارد بصورة آنية ،كيقوـ ىذا اؼبذىل على االفًتاضات التالية:
-السلوكيات كالثقافة التنظيمية ربتاج إذل التغيَت اؼبستمر بصفة ضركرية خصوصا يف ظل البيئات اليت
تعتمد بدرجة كبَتة على اؼبعلومات الف ىذا النوع من اؼبنظمات يصبح ـبتلفا كظيفيا بالنسبة ألىدافها
كمهاـ أعماؽبا اؼبختلفة؛
-السلوكيات كالثقافة التنظيمية يبكنها التغيَت كذلك على خبلؼ تكنولوجيا كمداخل اؼبشكبلت اؼبرتبطة
بإدارة اؼبعرفة اليت قد تكوف ثابتة كفعالة األمر الذم يتطلب رؤل ذبريبية غبل ـبتلف اؼبشكبلت اليت
تواجو اؼبنظمة كىذا يؤدم إذل ضركرة استشارة النظريات الكربل اػباصة بالسلوؾ التنظيمي؛
-يصب ىذا اؼبدخل كل اىتماماتو بالعمليات اؼبختلفة اؼبتعلقة باؼبعرفة كالتعامل مع اؼبعلومات كال يرتكز
اىتمامو بالتكنولوجيا ،كبالتارل فهو مدخل ديناميكي يتفاعل مع ـبتلف التغَتات اؼبرتبطة بالسلوكيات
كالثقافة التنظيمية؛
-ال وبدث أم تغيَت مهما كاف نوعو ما دل يكن ذلك مقررا من قبل إدارة اؼبنظمة.
كبالقياـ بعملية تقوـ ؽبذا اؼبدخل من مداخل إدارة اؼبعرفة يبكن أف نستأنف ذلك االىتماـ اؼبتزايد بالعوامل الثقافية
كالسلوكية اليت تؤثر على التغَت التنظيمي حيث أف ىذه العوامل دل تكن ربض بالكثَت من التقدير كاالىتماـ ،حيث أف
التغيَت الثقايف كالسلوكي ينطوم على بعض اؼبزايا كالفوائد اليت تعود بالنفع على قباح اؼبنظمة كتقديبها.
كخبلصة القوؿ فإف ىذا اؼبدخل يهتم على عكس اؼبداخل اآللية اليت هتتم بالتكنولوجيا ،فهو يكرس اىتمامو للتغَتات
اؼبختلفة اغباصلة على مستول السلوكيات ككذا الثقافة التنظيمية كجعل كل اعبهود تنصب على فهم ىذه التغَتات اؼبؤثرة
يف ـبتلف عمليات اؼبعرفة بدؿ أف يركز على التكنولوجيا.
ىذا اؼبدخل من مداخل إدارة اؼبعرفة وبتفظ بنفس الثقة التقليدية يف ربليلو ؼبشكبلت اؼبعرفة ،حيث يتطلب حل ىذه
اؼبشكبلت تفكَتا متأنيا كىو يقوـ على االفًتاضات التالية:
-الذم يهم اؼبنظمات ىو ما ربققو من نتائج مستدامة مث التوصل إليها كبالتارل فهي ال هتتم بتكنولوجيا
العمليات أك ربديد اؼبعرفة؛
-ال يبكن إدارة موارد اؼبعرفة أف يوجد مبوذج خاص بو ،كيف ىذا الصدد يبكن عمل كثَت من النماذج
الظاىرية ألكجو اؼبنظمة اؼبختلفة؛
-باإلمكاف إهباد حلوؿ للمشكبلت يف كثَت من العلوـ كالتكنولوجيات كما يبكن استخداـ طرؽ
التحليل التقليدية إلعادة فحص طبيعة علم اؼبعرفة كحل مشكبلهتا؛
-القضايا الثقافية تعترب ىامة جدا إال أنو هبب العمل على تقديرىا كتقويبها بطريقة منظمة كىذا يتطلب
مراعاة كافة اؼبتغَتات سواء مت ربديدىا من قبل العاملُت أك دل وبددكهنا ،إال أف فبارسات كسياسات
األداء هبب أف تتغَت مع التأكد اؼبستمر على ذلك حىت يبكن تطبيق التكنولوجيا بنجاح غبل
مشكبلت اؼبعرفة خصوصا مشكبلت معرفة األعماؿ ذاهتا.
كىذا اؼبدخل شبيو إذل حد كبَت مع مفهوـ التعلم التنظيمي باعتبار أف ىذا األخَت يسعى لتحقيق ىدؼ أساسي ىو
التطوير اؼبستمر للمعرفة داخل اؼبنظمة ،إذ أف اؽبدؼ األساسي إلدارة اؼبعرفة ىو تكوين كزبزين اؼبعرفة كالتشارؾ فيها
كتوزيعها بُت أجزاء اؼبنظمة ،أم أف القاسم اؼبشًتؾ بُت إدارة اؼبعرفة كالتعلم التنظيمي ىو التشارؾ يف األفكار كتقاظبها
كتطوير معارؼ جديدة.
فاألسبقية اؽبامة ؽبذا اؼبدخل ىي ثقافة مشاركة اؼبعرفة ،كيؤكد ىذا اؼبدخل كذلك على اإلبداع كتوحيد اؼبعرفة اعبيدة.
إذف فهذا اؼبدخل يسعى دائما إذل االستفادة من كل اؼبدخبلت ال سيما اؼبدخبلت اؼبعرفية ألجل ربقيق اؼبخرجات
النهائية اليت تساىم يف ربقيق األىداؼ اليت تتطلع إليها اؼبنظمة كذلك عن طريق مشاركة اعبميع يف تطوير كإبداع معارؼ
30
جديدة.
/2المداخل ذات التوجو المعرفي:
كىذا اؼبدخل بدكره تتفرع عنو ثبلثة مداخل أخرل فرعية:
أ .مدخل المركزية أك الالمركزية المعرفية:
إف مدخل مركزية اؼبعرفة يعٍت اؼبدخل من األعلى إذل األسفل ،حيث أف اؼبؤسسات القائمة على اؼبعرفة احملددة
يف اإلجراءات كالقواعد كاؼبمارسات ،ىي مؤسسات قائمة على اؽبرمية يف إدارة اؼبعرفة ،كوف ىذا النوع من
اؼبؤسسات تركز على اؼبعلومات األعمق كاألىم كغَت الركتينية كتضعها يف قمة اؽبرـ ،كاؼبعلومات السطحية كاألقل
أنبية كالركتينية تكوف يف أدىن اؽبرـ ،لذلك فإف مدخل اؼبركزية يف دارة اؼبعرفة هبعل اؼبعرفة تبٌت كتعمل كتدار يف القمة،
ليتم ربويلها على قواعد كإجراءات لتعمل على أساسها اؼبستويات الدنيا.
أما اؼبدخل البلمركزم إلدارة اؼبعرفة فهو مدخل أدىن-أدىن ،كيف ىذا اؼبدخل يكوف االعتماد على خربات األفراد
كذبارهبم اليت يوظفوهنا يف كظائفهم كمهامهم ،كيتم اعتماد ىذا اؼبدخل يف اؼبؤسسات القائمة على اؼبعرفة اليت تركز
على العملية أكثر فبا تركز على اؼبنتج ،كفيو يتم تقاسم اؼبعرفة مع األفراد الذين وبتاجوهنا عند الضركرة ،كتوظف من
قبل األفراد الذين توصلوا إليها يف مهاـ ككظائف جديدة من قبلهم.
30عادؿ غزارل ،دكر إدارة المعرفة في الرفع من أداء التنظيم الصناعي الجزائرم -دراسة ميدانية ،-أطركحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه ،زبصص غدارة اؼبوارد البشرية ،كلية العوـ
اإلنسانية كاالجتماعية ،جامعة ؿبمد ؼبُت دباغ سطيف ،2016/2015 ،02ص ص .304-301
31عبد اللطيف ؿبمود مطر ،إدارة اؼبعرفة كاؼبعلومات ،دار كنوز اؼبعرفة العلمية ،عماف ،األردف ،2007 ،ص.44
إف مدخل مركزية اؼبعرفة ىو اؼبدخل أعلى – أسفل ،حيث أف اؼبؤسسات القائمة على اؼبعرفة القياسية احملددة يف
إذا كانت اؼبؤسسات اؽبرمية تر كز إجراءات كقواعد كفبارسات قياسية ،ىي مؤسسات قائمة على اؽبرمية يف إدارة اؼبعرفة ،ك
على اؼبعلومات األعمق كاألىم كغَت الركتينية يف القمة؛ كاؼبعلومات األكثر سطحية كأقل أنبية كأكثر ركتينية يف األدىن،
إجراءات قياسية لتعمل فإف مدخل اؼبركزية يف إدارة اؼبعرفة هبعل اؼبعرفة تبٌت كتعمل كتدار يف القمة ليتم ربويلها إذل قواعد
على أساسها اؼبستويات الدنيا ،ؽبذا يكوف الًتكيز يف ىذا اؼبدخل على الدكر الفائق لئلدارة العليا كعلى ربويل اؼبعرفة
باستمرار إذل أشكاؿ قياسية أبسط فهما كاستخداما من قبل اؼبستويات الدنيا كىذا ما يعطي األكلوية للقواعد
كاإلجراءات القياسية يف إدارة كتنظيم كاستخداـ اؼبعرفة على حساب إدارة األفراد.
كخبلفو مدخل ال مركزية اؼبعرفة كىو مدخل أدىن – أعلى؛ كيف ىذا اؼبدخل يتم التعويل على األفراد كخرباهتم كذبارهبم
اليت يوظفوهنا يف أعماؽبم ككظائفهم – يف سياؽ فريد حسب كل حالة ككل مهمة-كيتم اعتماد ىذا اؼبدخل يف
اؼبؤسسات القائمة على اؼبعرفة اليت تر كز على العملية أكثر فبا تركز على اؼبنتج القياسي ،كعلى التنظيم اؼبرف أكثر فبا
تركز على التنظيم احملكم.
كفيو أيضا ال يتم ربويل اؼبعرفة اعبديدة ك اػبربة اؼبكتسبة إذل صيغ قياسية قابلة لبلستخداـ العاـ كالواسع ( كاؼبدخل
السابق) ك إمبا يتم تقاظبها مع األفراد الذين وبتاجوهنا عند الضركرة كتوظف من قبل األفراد الذين توصلوا إليها يف مهاـ
ككظائف كمشركعات جديدة من قبلهم.
إف إدارة اؼبعرفة ىرمية كتندرج من البيانات معلومات معرفة كلقد قدـ اؼبختصوف ىذه اؽبرمية بأشكاؿ ـبتلفة كلكنها تندرج
من البيانات إذل اؼبستول األعلى.
كقد قدـ ( بارابا ىيكل ) مبوذجا يتضمن طبس مستويات متصاعدة تتدرج من البيانات إذل اغبكمة ك ىي:
أما كيفن مارؾ فقدـ مبوذجا آخر يتكوف ست مستويات تتمثل يف :البيانات ،اؼبعلومات ،اؼبعرفة ،القرارات ،األنشطة ،نتائج
األعماؿ .يظهر يف الشكل التارل:
ىرـ القيمة
المصدر :صباؿ يوسف بدير ،اذباىات حديثة إدارة اؼبعرفة كاؼبعلومات ،كنوز اؼبعرفة للنشر كالتوزيع ،األردف ،2012 ،ص .72
قدـ اؼبختصوف يف إدارة اؼبعرفة ترتيبا ىرميا للمعرفة كبأشكاؿ ـبتلفة ،إال أهنا تشًتؾ صبيعا يف أهنا تبدأ من البيانات
لتتدرج إذل اؼبستول األعلى األكثر تنظيما كقيمة ،كسنركز على التدرج الذم يقوـ على السلسلة اؼبمتدة من البيانات إذل
اؼبعلومات مث إذل اؼبعرفة ،لتنتهي يف إسًتاتيجية اؼبعرفة اؼبتمثلة يف إنشاء كإبداع معرفة جديدة.
إستراتيجية
المعرفة
المعرفة
المعلومات
البيانات
ىرـ القيمة
المصدر :قبم عبود قبم ،مرجع سبق ذكره ،ص .112
يعمل ىذا اؼبدخل على توظيف اؼبعرفة اؼبتاحة يف بعدىا الظاىر كالضمٍت ،كذلك من أجل إهباد توليفات كخدمات
كإشارات جديدة يف ـبتلف اجملاالت ،كيعد ىذا اؼبدخل اغبالة الوسيطة بُت إدارة اؼبعرفة كإدارة قائمة على الوثائق كقواعد
كمستودعات البيانات كفق مدخل الرافعة ،كبالتارل يعد مدخل التوليفة ىو األقرب إذل مدخل التحسُت ،لقدرة إدخالو
التعديبلت اعبزئية الصغَتة يف رصيد اؼبعرفة.
ككفق ىذا اؼبدخل يتم توظيف اؼبعرفة الظاىرة يف اؼبؤسسة يف استخدامات مغايرة ،أك استخدامها يف ؾباالت خارج
صناعتها ،إذ أف ىذا اؼبدخل يرتكز على نفس اؼبعرفة ،إال أنو يعدؿ فيها هبدؼ استخدامها من جديد ،فهو يعمل على
نقل اؼبعرفة اغبالية إذل ؾباؿ آخر خارج اؼبؤسسة ،أك استخداـ اؼبعرفة من مصادر خارجية.
المدخل اإلبتكارم:
يقوـ ىذا اؼبدخل على إنشاء اؼبعرفة ،فهو يعترب إدارة اؼبعرفة أكثر من آلة ؼبعاعبة اؼبعلومات ،كفق آليات مادية
كركتينيات العمليات اؼبعرفية ،كىو نشاط لبناء كإنشاء اؼبعرفة اعبديدة ،كبالتارل فإف اؼبعرفة كفق ىذا اؼبدخل ليست عاؼبية،
بل ىي شخصية كفردية بدرجة عالية ،صعبة التقاسم مع اآلخرين ،كالتعبَت األكثر سبثيبل ؽبذا اؼبدخل ىو أف إنشاء اؼبعرفة
32
اعبديدة ىو التحدم األساسي أماـ األفراد ،كليس فقط احملافظة على اؼبعرفة السابقة.
ىناؾ العديد من العوامل اليت سانبت يف ربوؿ اؼبؤسسات لبلىتماـ بإدارة اؼبعرفة ،فهو استجابة لعدة متطلبات كمؤثرات
بيئية داخلية كخارجية يبكن أف نلخصها يف النقاط التالية:
-تعاظم دكر اؼبعرفة يف النجاح اؼبؤسسي ،لكوهنا فرصة كبَتة لتخفيض التكلفة كرفع موجودات اؼبؤسسة
لتوليد اإليرادات اعبديدة؛
-العوؼبة اليت جعلت اجملتمعات العاؼبية اآلف سباس مباشرة بوسائل سهلة قليلة التكلفة كالفضائيات
كاالنًتنيت كاليت أسهمت يف تسهيل خلق كتبادؿ التقارير كتوفَت نظم االتصاؿ عن بعد كتوفَت بنية
ربتية أخرل لبلتصاالت؛
-إمكانية قياس اؼبعرفة ذاهتا ،حيث أصبحت غالبية اؼبؤسسات قادرة على تلمس اثر اؼبعرفة يف عمليات
األعماؿ فيها كقادرة على قياس ىذا األثر بشفافية أكرب؛
-إدراؾ أسواؽ اؼباؿ العاؼبية أف اؼبعلوماتية كاؼبعرفة ىي مصدر اؼبيزة التنافسية كىي أىم من اؼبصادر
التقليدية مثل األرض كرأس اؼباؿ؛
-تشعب إدارة اؼبعرفة كتزايد احتماالت تطبيقها ،فضبل عن جو أنواع متعددة من اؼبعرفة كأنواع متعددة
من النظم كالعمليات اليت تدعم تطبيقها؛
-تزايد اإلدراؾ أف القيمة اغبقيقية بعيدة اؼبدل للمعرفة ال تعتمد بالضركرة على قيمتها يف غبظة توليدىا؛
-الطبيعة الديناميكية للموجودات اؼبعرفية كإمكاف تعزيزىا اؼبستمر بتطوير معرفة جديدة هبعل من إدارهتا
عملية معقدة ،ربتم التوجو كبو تطوير برامج إلدارة اؼبعرفة؛
-اختبلؼ طبيعة اؼبعرفة كثَتا عن البيانات كاؼبعلومات ،فضبل عن اختبلؼ نظم تفسَتىا كنقلها عن
نظم اؼبعلومات ،كبالتارل زبتلف القيم اؼبضافة ؽبا عن القيمة اؼبضافة للمعلومات؛
-التغيَت الواسع يف أذكاؽ كاذباىات العلماء فبا جعل األمباط اإلدراكية غَت مبلئمة ؼبواكبة تلك التغَتات؛
-اتساع اجملاالت اليت قبحت إدارة اؼبعرفة يف معاعبتها خاصة يف ؾباؿ التنافس كاإلبداع كالتجديد
كالتنويع؛
-هتدؼ إذل اإلبداع الوعي كالتصميم اؽبادؼ كالتكيف لبلضطرابات كالتعميق البيئي كالتنظيم الذايت
كالذكاء كالتعلم؛
-خلق قيمة لؤلعماؿ من خبلؿ التخطيط ؽبا كجودة العمليات كإدارة كتطوير العاملُت كإدارة العمبلء
33
كتقييم اإلنتاج.
32ؿبمد رشدم سلطانيت ،المعارؼ الجماعية كمورد استراتيجي كأثرىا على نشاط اإلبداع في المؤسسة -دراسة ميدانية حوؿ مؤسسات قطاع االلكًتكنيات باعبزائر ،-رسالة دكتوراه
العلوـ يف علوـ التسيَت ،كلية العلوـ االقتصادية كالتجارية كعلوـ التسيَت ،جامعة ؿبمد خيضر بسكرة-اعبزائر ،2014/2013 -ص ص .31-28
سابعا:العوامل المؤثرة في إدارة المعرفة
أكدت غالبية البحوث كالدراسات على انو ىناؾ ؾبموعة من العوامل أثرت على إدارة اؼبعرفة كيبكن تقسيم ىذه العوامل إذل عوامل
داخلية كأخرل خارجية كما يلي:34
حدكث إختالالت في فاعلية المنظمة :ربدد فاعلية اؼبنظمة بعوامل كثَتة منها تدفق العمل كحجم اؼبعلومات ،كتتمكن
اؼبنظمة من التغلب على اإلختبلالت يف فعاليتها عن طريق استخداـ التكنولوجيات اؼبتقدمة كالنظم اللوجستية اؼبتطورة،
كطاقم عمل أفضل كتنظيم اؼبهاـ كتدفق العمل؛
تزايد القدرات التكنولوجية :سانبت القدرات التكنولوجية اؼبتطورة يف توليد مداخل جديدة متعددة يف إدارة اؼبعرفة كإدارة
اؼبعلومات طورا أساسيا؛
فهم الوظائف المعرفية :لؤلفراد ذكم اؼبعارؼ دكر مهم يف ربقيق فعالية اؼبنظمة.
عوؼبة األعماؿ :كىذا الواقع اعبديد حقق منافسة شديدة بُت اؼبنظمات حيث جعل البقاء يقتصر فقط على اؼبنظمات
األكثر فعالية.
زيادة التطور كالتعقيد يف رغبات اؼبستهلك :كذلك بسبب التطورات اليت يشهدىا العادل األمر الذم انعكس على رغبات
اؼبستهلك فبا زادىا تعددا كتنوع فبا يعٍت تعقيدىا كىذا يعزز أنبية إدارة اؼبعرفة ؼبواجهة ىتو اغباالت؛
زيادة حدة اؼبنافسة:حيث تشهد اؼبنظمات تنافس شديد يف طرح منتجات كخدمات جديدة كتطويرىا باستمرار كاستخداـ
التقنيات اغبديثة كىذا وبتاج لبناء عمليات تعلم مستمر لبناء خربة تنافسية قادرة على اؼبواجهة؛
زيادة مستول التطور كالتعقيد يف عمليات التوريد حيث يسعى اؼبوردكف ؼبواكبة عمليات التطور يف حاجات كرغبات
اؼبستهلك ،كاؼبنافسة العاؼبية لذا تسعى دائما إذل تطوير كربديث عملياهتا كقدراهتا باستمرار ،كما تساىم عمليات االبتكار
كاإلبداع لتقدًن أفضل اؼبنتجات كاػبدمات كإشراؾ اؼبوردين يف ذلك األمر الذم يزيد من أنبية إدارة اؼبعرفة كضركرة اؼبشاركة
فيها.
33قلبو حسينة ،دكر إدارة المعرفة في تحسين األداء المؤسسي -دراسة حالة كلية العلوـ االقتصادية كالتجارية كعلوـ التسيَت جامعة ؿبمد خيضر-بسكرة ، -مذكرة مقدمة لنيل شهادة
اؼباسًت يف علوـ التسيَت ،زبصص :التسيَت االسًتاتيجي للمنظمات ،جامعة ؿبمد خيضر–بسكرة ،2015/2014 -ص ص.19-18
34مرًن فرحي ،نورة معمر ،دكر إدارة المعرفة في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية(دراسة حالة مؤسسة سونلغاز تبسة) ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة اؼباسًت أكاديبي ،كلية العلوـ
،2016ص .26 االقتصادية،
يتطلب تطبيق إدارة اؼبعرفة هتيئة بيئة اؼبنظمة للوصوؿ إذل أقصى استفادة فبكنة من اؼبعرفة ،حبيث تكوف بيئة مشجعة على اإلدارة
الفعالة للمعرفة ،كمثل ىذه البيئة تتطلب توافر العناصر اآلتية:35
حيث تعترب من أىم اؼبقومات كأدكات إدارة اؼبعرفة كعليها يتوقف قباح إدارة اؼبعرفة يف ربقيق أىدافها ،كىم ما يعرفوف بأفراد اؼبعرفة اليت
تقع على عاتقهم مسؤكلية القياـ بالنشاطات البلزمة لتوليد اؼبعرفة كحفظها كتوزيعها ،باإلضافة إذل القياـ بالربؾبيات البلزمة ذات
العبلقة.
الهياكل التنظيمية:
فبا الشك فيو أف اؽبياكل التنظيمية األكثر مبلئمة إلدارة اؼبعرفة ىي تلك اؽبياكل اليت تتسم باؼبركنة كالتكيف مع البيئة
كسهولة االتصاالت كقدرهتا على االستجابة السريعة للمتغَتات.بالتارل فاف هتيئة اؼبناخ اؼبناسب لتطبيق إدارة اؼبعرفة
التنظيمية تتطلب بالضركرة التحوؿ إذل اؼبمارسات اإلدارية اؼبعتادة األكثر توافقان مع معطيات عصر اؼبعرفة ،مثل:
التحوؿ من اؽبيكل التنظيمي اؽبرمي الشكل اؼبتعدد اؼبستويات إذل اؽبياكل التنظيمية األكثر تفلطحان؛
التحوؿ من النظم اؼبركزية اليت تعتمد على احتكار اؼبعرفة كتركيزىا يف مستول تنظيمي كاحد ،إذل النظم
البلمركزية ،اليت تستند إذل تدفق كانتشار معريف يغطى اؼبنظمة كلها كيشارؾ اعبميع يف زبليقو ا ؛
التحوؿ من أمباط التنظيم القائمة على العمل الفردم اؼبنعزؿ إذل مبط العمل اعبماعي يف فرؽ عمل ذاتية.
الثقافة التنظيمية:
الثقافة التنظيمية ىي ؾبموعة القيم كاؼبعتقدات كاألحاسيس اؼبوجودة يف داخل اؼبنظمة كاليت تسود بُت العاملُت مثل طريقة تعامل
األفراد مع بعضهم ،كتوقعات كل فرد من األخر كمن اؼبنظمة ،ككيفية تفسَتىم لتصرفات اآلخرين .كيتطلب تطبيق إدارة اؼبعرفة يف أية
منظمة أف تكوف القيم الثقافية السائدة مبلئمة كمتوافقة مع مبدأ االستمرار يف التعلم كإدارة اؼبعرفة ،كأف تكوف الثقافة التنظيمية مشجعة
لركح الفريق يف العمل.
36
دكر القيادة في إدارة المعرفة:
كبصفة عامة ،فإف إدارة اؼبعرفة تتطلب مبطان غَت عادم من القيادة يتمكن من قيادة اآلخرين ،لتحقيق أعلى مستويات
أك Coordinator من اإلنتاجية يف اؼبنظمة .فالقادة دل يعد يوصفوف بأهنم رؤساء ،كلكنهم يوصفوف بأهنم منسقوف
مسهلوف Facilitatorsأك مدربوف Coaches .كلذلك ،فإف القائد اؼبناسب إلدارة اؼبعرفة ىو القائد الذم يتصف
بثبلث صفات أساسية ىي :القدرة على شرح الرؤية لآلخرين ،كأف يكوف قدكة ؽبم ،كأف تكوف لديو القدرة على ربط
ىذه الرؤية يف أكثر من مضموف كداخل أكثر من إطار يهم اؼبنظمة كتعمل اؼبنظمة من خبللو .كىناؾ صفات أخرل
يتعُت أف يتصف هبا القائد ىي :أف يعمل على بناء رؤية مشًتكة ،كاالتصاؿ كالتعامل الدائم مع اآلخرين يف اؼبنظمة كظباع
ردكد أفعاؽبم عن رؤيتو مع تقييم ىذه الرؤية كإعادة تشكيلها كتنميتها ،كلما لزـ األمر.
.35ابراىيم اػبلوؼ اؼبلكاكم ،إدارة اؼبعرفة ،الوراؽ للنشر كالتوزيع ،عماف ،2007 ،ص،85
36أد .ظبَت ؿبمد عبد الوىاب ،متطلبات تطبيق إدارة اؼبعرفة يف اؼبدف العربية ،دراسة حالة مدينة القاىرة ،مصر.
تكنولوجيا المعلومات:
توفر تكنولوجيا اؼبعلومات اغبديثة الكثَت من اإلمكانيات إلدارة اؼبعرفة مثل:شبكة اؼبعلومات ،كالشبكة
،Filer Dataكبرنامج ،Browsersكـبازف البيانات ،كمصفاة البيانات الداخلية ،Internetكبرنامج تصفح
Softwareفبا يسهل كيسرع من إدارة اؼبعرفة يف اؼبنظمات .كيؤدم استخداـ نظم مساندة األداء االليكًتكين إذل مزيد
من التعلم ،من خبلؿ األداء ،كالتعلم الفردم ،كتوليد معرفة جديدة باستمرار ،كالقدرة على اغبصوؿ على اؼبعرفة كزبزينها.
كمع حتمية كجود كل ىذه الوظائف كاإلمكانيات أصبح ىناؾ كظيفة جديدة دبسميات ـبتلفة يف اؼبنظمات اليت هتتم
بإدارة اؼبعرفة ،كىي مدير اؼبعرفة.
خالصة الفصل:
إ ف اؼبنظمات أصبحت ترتبط كبشكل كثيق بوفرة اؼبعلومات كطريقة التعامل معها كا ٕ دارهتا بشكل مناسب ،حيث
. يتيح ذلك للمسؤكلُت إدراؾ الفرص كاستغبلؽبا لضماف قباح اؼبنظمة يف إدارة ـبتلف مواردىا كضماف بقاءىا يف السوؽ
كقبد أف إلدارة اؼبعرفة يف اؼبنظمة مكانة ىامة حيث ال يبكن االستغناء عنها فهي اليت تساعد على ازباذ القرار اإلدارم
السليم كاؼبكاف اؼبناسب .حيث أف اؼبعرفة اليت تلتقطها اؼبؤسسة من بيئتها الداخلية كاػبارجية أصبحت تشكل رأس ماؿ
كىي األداة األكذل كاحملرؾ األساسي لعملية اإلنتاج اليت تؤثر على أداءىا .كوبدث ذلك عندما يتم استخداـ اؼبعرفة يف
إنتاج منتجات جديدة تزيد من األرباح كالعائدات اؼبالية للمنظمة ،يف حُت قبد االبتكار الذم تعتمد عليو اؼبنظمات
اؼبعاصرة يف عملية البحث العلمي كطرؽ التفكَت.
. ة هبا
الفصل الرابع:
عمليات إدارة المعرفة
تمهيد:
اختلفت اآلراء يف ربديد العمليات األساسية إلدارة معرفة اؼبؤسسات ،فمنهم من يركز على عمليات" ابتكار
اؼبعرفة ،خزهنا ،توزيعها كتطبيقها" ،كمنهم من يقوؿ أهنا عمليات" البحث عن مصادر اؼبعرفة ،اكتشافها ،ربليل ؿبتواه،
دؾبها كتعميمها" ،يف حُت قبد من وبدد عمليات إدارة اؼبعرفة بأهنا" ابتكار ،تكوين ،ضم كمشاركة اؼبعرفة" ،كمهما
اختلفت آراء الباحثُت يف ربديد ىذه العمليات إال أهنم يتفقوف على أف ىذه العمليات كاف كانت زبتلف حسب
طبيعة عمل اؼبؤسسة ،إال أهنا حاظبة لنجاح أم نظاـ إلدارة اؼبعرفة .كيف ىذا الفصل سنتطرؽ إذل العمليات األساسية
إلدارة اؼبعرفة كاليت تتمثل يف " توليد ،زبزين ،نشر كتطيق اؼبعرفة".
تعترب عمليات إدارة اؼبعرفة من الوظائف األساسية ؽبذه العملية ،حيث يبثلها بعض اؼبؤلفُت على أهنا قلب إدارة
اؼبعرفة ك يلخص اعبدكؿ التارل مباذج عملية إدارة اؼبعرفة اؼبختلفة :37
37
Lachachi Abdelheq, Kerzabi Abdelatif et Houhou Mustapha, (2013), The formalization of the knowledge
management in the managerial approach in the Algerian Firms: Case of the Territorial Direction of Algeria
Telecom of Tlemcen, Mediterranean Journal of Social Sciences, Vol. 4, No. 6, pp. 43-44.
الجدكؿ)( :عمليات إدارة المعرفة
خلق
تقييم تخزين
استعماؿ تشارؾ
.1خلق المعرفة:
.1.1تعريف عملية خلق المعرفة:
عرفت عمليةخلق اؼبعرفة بأنوا إنتاج معرفة جديدة من خبلؿ نشر ك تكامل اؼبعرفة اؼبوجودة يف اشارة اذل أهنا عملية
مستمرة من خلق كالتشارؾ باؼبعرفة اليت يقوـ هبا األفراد لكي تصبح اؼبعرفة متاحة ك منتشرة يف صبيع أجزاء
39
اؼبنظمة.
38حوحو مصطفى ,إدارة المعرفة بٌن المفاهٌم النظرٌة والممارسات العملٌة ,جامعة محمد بوضٌاف ,الجزائر ,المسٌلة,2020 ,ص.77
كفقاؿ Rastogفإف توليد اؼبعرفة اعبديدة يتم من خبلؿ أقساـ البحث كالتطوير كالتجريب كتعلم الدركس
كالتفكَت اإلبداعي ،كعليو قبد أف اؼبنظمة الناجحة ىي اليت تقوـ باكتساب كتوليد اؼبعرفة اعبديدة باستمرار كىذا
40
ما أشار إليو كل من ( . )Nonaka & Takeuchi, 1995
ikujoro nonakaك لفهم كيف تقوـ اؼبنظمة بإنشاء معارفها قدـ كل من اباحثُت اليابانيُت
Hirotaka takeuchiيف كتاهبما حوؿ" "the knoledge creating companyيف 1995
مبوذجا ػبلق اؼبعارؼ يتكوف من ثبلثة عناصر كىي :مبوذج " ( " SECIمبوذج خلق اؼبعارؼ من خبلؿ ربويل
اؼبعارؼ الضمنية إذل معارؼ صروبة) ،مفهوـ" ( "BAالفضاء اؼبشًتؾ ػبلق اؼبعارؼ) ،مبوذج " أصوؿ اؼبعرفة"
(مبوذج ؼبدخبلت كـبرجات اؼبعرفة :الوسيط يف عملي خلق اؼبعارؼ التنظيمية) ،كذلك حسب النموذج التارل:
42
39رمزي عقلة الرواشدة ,المقومات الداعمة لتنفٌذ عملٌة خلق المعرفة ,مجلة دراسات فً االقتصاد والتجارة والمالٌة ,جامعة الجزائر,03
المجلد ,07العدد ,2018 ,01ص.241
40راتبة حفاظ ,علً عبد هللا ,أهمٌة تولٌد المعرفة فً دعم مستوٌات التعلم التنظٌمً دراسة مٌدانٌة بمؤسسة ,condorمجلة معهد العلوم
االقتصادٌة ,جامعة الجزائر ,03المجلد ,23العدد ,2020 ,01ص.298
41العوفً أفنان ,واقع تطبٌق عملٌات إدارة المعرفة فً جامعة طاهري محمد بشار ,مجلة البشائر االقتصادٌة ,جامعة طاهري محمد بشار ,
الجزائر ,المجلد الرابع ,العدد ,2019 ,3ص.499
42حوحو مصطفى نفس المرجع السابق,ص .78,79
الشكل)) :نموذج NONAKAك TAKEUCHIلخلق المعارؼ
:1.2.1نموذج" ( "SECIنموذج خلق المعارؼ من خالؿ تحويل المعارؼ الضمنية إلى معارؼ
صريحة) :قدـ الباحثاف اليبانياف IKUJORO NONAKAك hirotaka takeuchiمبوذج
SECIالذم يوضح آليات خلق اؼبعارؼ اعبديدة من خبلؿ ربويل اؼبعارؼ الضمنية إذل معارؼ صروبة،
فاؼبنظمة تنشئ معارفها من خبلؿ التفاعل ما بُت اؼبعارؼ الضمنية ك اؼبعارؼ الصروبة ،كوبتوم على أربع عمليات
43
كىي:
الشكل التارل يوضح مبوذج SECIالذم قدمو Nonakaحوؿ عملية خلق كربويل اؼبعارؼ التنظيمية يف
45
اؼبنظمة:
أ -المقصود بالمفهوـ :Baإف عملية خلق اؼبعارؼ يف حاجة إذل إطار خاص هبا فهي يف حاجة إذل فضاء
فيزيائي (مادم) من أجل إنشائها ،كيعرؼ اؼبصطلح" ("Baالذم يعٍت تقريبا الفضاء أك اؼبكاف كذلك استنادا
إذل اؼبفهوـ الذم قدمو الفيلسوؼ الياباين ،nishida kitaroكمت تطويره من قبل ) Shinizuكإطار أك
فضاء مشًتؾ كالذم يتم على مستواه خلق كتشارؾ اؼبعارؼ كتقاظبها كاستعماؽبا ،فإنشاء كذبديد ىذا الفضاء
" "Baيوفر الطاقة كاعبودة كاؼبكاف اؼببلئم للقياـ دبختلف " "Baىو مفتاح عمية خلق اؼبعارؼ ،ألف
48
التحويبلت كالتحرؾ كبو حلقات اؼبعرفة.
" "Baال يعٍت بالضركرة اؼبكاف اؼبادم ،فاؼبصطلح الياباين " "Baال يعٍت فقط حيز مادم كلكن يقصد بو زماف
كفضاء ـبصص ،فيشمل الفضاء اؼبادم مثل اؼبكاتب أك الفضاء االفًتاضي مثل الربيد االلكًتكين أك الفضاء
الذىٍت مثل القيم كاؼبعتقدات اؼبشًتكة ،فمفهوـ " "Baيقدـ اإلطار اؼبشًتؾ الذم وبدث على مستواه التفاعبلت
كالذم يسمح بتطوير القدرات على خلق معارؼ جديدة كما يظهر يف الشكل أدناه ،فاألعضاء اؼبندؾبوف يف
" "Baاليبكنهم أف يكونوا مشاىدين فقط ،بل ىم ملتزمُت باؼبشاركة من خبلؿ العمل ك التفاعل فيما
49
بينهم.
بيئة المنشأ " :"Baىي البيئة الضركرية لتنمية معارؼ جديدة كبالتارل تنمية مهارات األفراد
كمساعدهتم على التعلم كاإلبداع ،كىذه البيئة تتناكؿ األفكار كاؼبشاعر الشخصية اؼبتبادرلة كالتجارب
اؼبشًتكة كتتطلب مناخا دافئا يساعد على اغبوار كمعرفة األفراد بأنفسهم كزمبلئهم يف ميادين العمل،
كما تتطلب بيئة مادية تسهل اللقاء كجها لوجو .كأكثر ما يساعد يف ىذه البيئة تكوين فرؽ العمل.
بيئة التفاعل " :"Baىذه البيئة ىي األكثر تعقيدا ،كترتبط أكثر شيء دبرحلة التجسيد ،كىنا تتحوؿ
اؼبعرفة الضمنية إذل صروبة بصورة طبيعية كتلقائية كلكنها منظمة كؿبددة ضمن نطاؽ عمل الفريق أك
اجملموعة ،كيلعب اغبوار بُت الزمبلء يف العمل الدكر الكبَت يف ىذه اؼبرحلة :حيث يتم ربويل اؼبهارات
إذل مفاىيم كمصطلحات مشًتكة فتصبح خربات كمهارات كقدرات األفراد أفضل فتزداد قدرهتم على
التعلم كاإلبداع.
البيئة النظامية " :"Baك اؼبرحلة اؼبرتبطة يف ىذه البيئة ىي الربط ،كتساعد ىذه البيئة عملية التحوؿ
اؼبعريف أم إنتقاؿ اؼبعرفة الصروبة اؼبكتوبة إذل معرفة ضمنية كذلك يتم من خبلؿ اؼبمارسة اؼببتكرة ك
األداء الفاعل ،كمن خبلؿ عملية التعردل اؼبستمر يف ميداف العمل بصورة مباشرة أك غَت مباشرة أك عن
طريق التجربة كفهم اغبقائق اعبديدة التابعة من أمباط اؼبعرفة الصروبة اؼببثوثة يف أشكاؿ ـبتلفة مكتوبة أك
رقمية .كأكثر ما يساعد على تطور ىذه البيئة كقباحها تعامل الفرؽ معا سواء داخل اؼبنظمة أك
خارجها فتزداد قدراهتم على اإلبداع.
بيئة التركيب ك الممارسة " :"Baك اؼبرحلة اؼبساعدة ىنا ىي مرحلة التذكيت ،كتتشكل ىذه البيئة يف
عادل اإلنًتنت كالشبكات اؼبرتبطة هبا ،حيث يتم تبادؿ اؼباعرؼ ك اػبربات الصروبة بصورة رقمية كبأمباط
ـبتلفة تدعمها التكنولوجيا ،فبا يؤدم إذل توليد ،كتنظيم معرفة معلنة
51
كىبلص اعبدكؿ اؼبوارل أىم ىذه اؼبستلزمات :
50جرادات ناصر محمد سعود ,المعانً أحمد إسماعٌل ,الصالح أسماء رشاد ,إدارة المعرفة ,الطبعة األولى ,دار النشر و التوزٌع ,األردن,2011 ,
ص.118-117
51جرادات ناصر هحود سعىد ,الوعانً أحود إسواعٍل ,الصالح أسواء رشاد,نفس الورجع,ص .120
الجدكؿ))) :المتطلبات الالزمة لصناعة Ba
المتطلبات الالزمة لصناعة الخصائص العامة ؿ Ba نوعBa
Ba
- 1توفَت مكاف للتفاعل اؼبادم -اػبربات اؼبشًتكة ،القيم المنشأBa
كحرية اؼبناقشات كالنماذج الذىنية بيئة المنشأ
- 2ربفيز اإلبداع -البحث كربقيق اؽبداؼ
- 3إمكانية إحضار األفكار كالغايات
بدكف ذكر األظباء
- 4ربديد كتنظيم األىداؼ
كالغايات
- 5السماح بالتفاعل بُت -تشارؾ النماذج العقلية التحاكر كالتفاعلBa
اؼبشاركُت
- 6جلسات تعاكنية كدكرات
- 7نقل البيانات كالنصوص
بُت أعضاء اجملموعات
- 8ركابط سببية ؼبفردات -ربط اؼبعرفة اجملسدة التنظيم Ba
اؼبعرفة
- 9خلق عادل صغَت كافًتاضي
- 10توفَت الوقت كاؼبكاف
البلزمُت
- 11عمل اختبارات قصَتة -تذكيت اؼبعرفة مالتركيب كالممارسة Ba
من خبلؿ األنشطة للخرباء
- 12دعم التفاكض ك التحكيم
دراسة حالة :1اكتشاؼ المعرفة في شركة XEROX
قاـ ( JULIAN ORRالذم كاف موظفا دبركز األحباث ( Palo Alto )PARC
Research Centerالتابع لشركة XEROXبإجراء دراسة حوؿ ما يقوـ بو
مندكبو خدمة الزبائن اؼبختصُت بإصبلح آالت ،XEROXحيث الحظ JULIAN
أف أحد اؼبندكبُت دل يتمكن من إصبلح إحدل اآلالت رغم إتباعو اإلرشادات احملددة ،مث عبأ
ىذا اؼبندكب إذل إستدعاء أحد األخصائيُت إال أنو أخفق ىو اآلخر يف إهباد حل ؼبشكلة
اآللة ،كأثناء تسجيلهما ؼبختلف األعطاب تبادؿ الطرفاف اآلراء حوؿ اغباالت اؼبشاهبة ؽبذا
العطب ،حيث قاـ كل من اؼبندكب ك األخصائي خبلؿ ىذه الفًتة بتقريب أفكارنبا تدرهبيا
للوصوؿ إذل فهم مشًتؾ غبالة اآللة إذل أف استطاعا إصبلح العطب ،حيث سانبت خربات
الطرفُت إضافة إذل تبادؽبما ؼبختلف التجارب السابقة يف تفسَت العطب ،كمنو فقط استطاع
الطرفاف إهباد معرفة جديدة سبكنا من خبلؽبا إذل حل اؼبشكل عن طريق تبادؿ كجهات النظر،
حيث شكلت تلك اؼبشكلة سياؽ مشًتؾ ،بعد ذلك مت نقل اغبل إذل صبيع الفنيُت اآلخرين
52
لتطبيقو على نفس اؼبشكل إذا كاجههم.
دراسة حالة :2امتالؾ المعرفة بشركة : VIANT
تقع شركة VIANTبوالية بوسطن ،حيث تستخدـ الشركة عدة طرؽ المتبلؾ اؼبعرفة،
فقبل الدخوؿ يف أم مشركع جديد تطلب الشركة من مستشاريها ملء كرقة عمل سريعة
لوصف اؼبعرفة اليت سيحتاجوف إليها ،كما ىي اعبوانب اؼبعرفية اليت يبكن استخبلصها من
اؼبشاريع السابقة ،كما ىي األشياء اليت سيسعوف توفَتىا إضافة إذل الدركس اؼبمكن تعلمها
كمن مت تشاركها مع اآلخرين فيما بعد ،كيبكن إعداد تقرير مطوؿ فبن خبلؿ اجتماع فريق
العمل لتوثيق النجاحات كحاالت الفشل ،لعدـ تناسيها حيث تسمح ىذه التقارير دبا يلي:
53
إف عملية زبزين اؼبعرفة تعود إذل الذاكرة التنظيمية organizatoin Memoryك اليت ربتوم على اؼبعرفة
اؼبوجودة يف أشكاؿ ـبتلفة دبا فيها الوثائق اؼبكتوبة ك اؼبعلومات اؼبخزنة يف قواعد البيانات االلكًتكنية ك اؼبعرفة
االنسانية اؼبخزنة يف النظم اػببَتة ،Expert Systemsك اؼبعرفة اؼبوجودة يف اإلجراءات ك العمليات التنظيمية
ك قد باتت عملية خزف العرفة ك االحتفاظ هبا عملية يف غاية األنبية ال سيما للمنظمات اليت تعاين من معدالت
عالية لدكراف العمل اليت تعتمد على توظيف ك االستخداـ بصيغة العقود اؼبؤقتة ك االستشارية لتوليد اؼبعرفة فيها،
54
ألف ىؤالء يأخذكف معرفتهم الضمنية غَت اؼبوثقة معهم ،أما عن اؼبعرفة اؼبوثقة فتبقى ـبزكنة يف قواعدىا.
ألجل القياـ بعملية خزف اؼبعرفة ال بد من توفر عدة أمور للقياـ هبذه العملية على كبو فعاؿ ،ك تتمثل ىذه األمور
يف التارل:
التحديث اؼبستمر اؼبرافق للمنظمة ك اؼبستجدات من اؼبصادر التجارية ك العامة باذباه اؼبنافسُت ك اؽبياكل
ك الركتينيات ك االجراءات.
التحديث اؼبستمر اؼبرافق للمنظمة ك اؼبستجدات من اؼبصادر التجارية ك العامة باذباه اؼبنافسُت ك
اجملهزين.
.1.2.2تعريف الذاكرة التنظيمية :إف مقدرة الذاكرة التنظيمية على التعرؼ على قدرات اؼبؤسسة كبَتة من أجل
التعلم من اػبربات اؼباضية ،كما أهنا متكونة من معرفة ضمنية كمعرفة صروبة ،كقد مت تعريفهما يف مبحث اؼبعرفة.
54عادل غزالً ،دور إدارة الوعرفة فً الرفع هن أداء التنظٍن الصناعً الجزائري ،أطروحة هقدهة لنٍل شهادة الدكتىراه علىم ،كلٍة العلىم اإلنسانٍة
و االجتواعٍة ،جاهعة هحود لوٍن دباغٍن سطٍف ،2الجزائر ،2016_2015،ص.285
55عادل غزالً ،نفس المرجع ،ص.286
كتعترب الذاكرة التنظيمية العملية اليت يتم من خبلؽبا معاعبة البيانات أك اؼبعلومات اليت يتم زبزينها كذلك من خبلؿ
56
العديد من اآلليات اؼبتعلقة هبذه العملية .يف حُت إف الذاكرة التنظيمية تصنف إذل 3أنواع ـبتلفة:
القدرة على زبزين اؼبعرفة اؼبنتشرة كغَت اؼبهيكلة فيها مثل خصائص القدرات اعبوىرية يف العاملُت ك يف
اؼبوارد ذات العبلقة كخربات اؼبشاريع كفرؽ العمل كتوثسق السياؽ اؼبعريف.
زيادة القدرة على األسبتة ؼبساعدة اؼبستخدـ يف دعم القرار من خبلؿ تزكيده باإلرث اؼبعريف اؼبًتاكم اؼبعتمد
على البدائل أك سبثيل مناظَت اؼبستقبل للعمليات اؼبوجودة.
القدرة على إسًتجاع اؼبعلومات اؼبعتمدة على السياؽ التنظيمي ك سبثيلها يف السياؽ اؼبعريف بالنسبة ؼبصادر
اؼبعلومات فيها ،كخاصة ما يتعلق منها حبل اؼبشكبلت ك العمليات كإزباذ القرارات.
القدرة على سبثيل التفكَت من خبلؿ اؽبيكل اؼبفاىيمي الذم يؤدم إذل اؼبؤسساتية اليت تقود غلى إيداع
كتصنيف موجودات اؼبعرفة اعبديدة يف اؼبؤسسة.
56إٌثار خلف الهمٌسات ,أثر الذاكرة التنظٌمٌة على تدقٌق الموارد البشرٌة ,رسالة الستكمال متطلبات درجة الماجستٌر ,جامعة البلقاء التظبٌقٌة,
األردن ,214 ,ص.16,17
.2.2.2الذاكرة التنظيمية كإدارة المعرفة :57يبكن للمنظمات أف تنظم ذاكرهتا التنظيمية من خبلؿ كضع
أنظمة إدارة اؼبعرفة اليت تساعد على تنظيم كاغبفاظ على اؼبعارؼ ،فإنشاء الذاكرة التنظيميية من خبلؿ أنظمة إدارة
اؼبعرفة يعترب أساسيا كذلك قبل دخوؿ اؼبنظمة يف أم تبادؿ للمعارؼ خصوصا مع منظمات أخرل ،كقبل تطوير
أنظمة إدراة اؼبعرفة هبب على اؼبنظمة إدراؾ ـبتلف عمليات الذاكرة التنظيمية كىذه العمليات تنقسم إذل أربع
اجزاء ـبتلفة ىي:
اكتساب امعارؼ
االحتفاظ هبا
اصيانة
االسًتجاع
58
كىذا كفقا للشكل اؼبوارل:
الصيانة
اكتساب
االسترجاع
االحتفاظ
أ -اكتساب المعارؼ :يتم إكتساب اؼبعرفة داخليا كخارجيا ،ىناؾ مصادر ـبتلفة الكتساب اؼبعرفة الداخلية مثل
البحث ك التطوير.
ب -االحتفاظ بالمعارؼ :حيث ىناؾ عدة آليات تساعد على اإلحتفاظ باؼبعارؼ كمن بينها:
التخطيطات :ىيهياكل معرفية فردية تساعد االفراد على تنظيم اؼبعلومات كمعاعبتها.
57
)alraM htimsdloG ،R leahciM ،nomoloS ،G lisaB silgnE ،aluaP niksnaD200 ( ،refinneJ yevaD dna5
Knowledge management as competitive advantage :snossel morf eht textil and apparel value chain,
58
Lachachi Abdelheq, Kerzabi Abdelatif et Houhou Mustapha, (2013), The formalization of the knowledge
management in the managerial approach in the Algerian Firms: Case of the Territorial Direction of Algeria
Telecom of Tlemcen, Mediterranean Journal of Social Sciences, Vol. 4, No. 6, pp. 76-77.
التصاميم أك السيناريوىات :ك كىي تصفالتسلل الصحيح لؤلحداث يف اؼبواقف التقليدية.
األنظمة:ىو ؾبموعة من العناصر اؼبتداخلة اليت ترتبط بشكل مباشر اك غَت مباشر.
التحديث :يعترب ربديث اؼبعرفة مهما جدا للمؤسسة ألنو إذا دل يتم ربديث العرفة بشكل صحيح
فقد تصبح عديبة الفائدة كسيئة كمضللة يف بعض االحياف.
االسترجاع:يعد اسًتجاع اؼبعرفة أحد أىم جوانب الذاكرة التنظيمية ،االفراد اؼبتحسوف لطلب
اؼبعرفة ،كبالتارل هبب عل مكافأة موظفيهم من أجل مشاركة معارفهم .
Ernst .3.2.2أىمية الذاكرة التنظيمية في تطوير إدارة المعرفة :لقد طورتبعض اؼبنظمات الكبَتة مثل
youngك Aurher Andersonطرائق متعددة لًتميز كزبزين اؼبعرفة إدراكها منها أف اؼبستودعات
كالقواعد غَت اؼبنظمة سرعاف ما تتعرض لئلنباؿ كبالتارل فقداف اؼبعارؼ اليت ربتويها ،كمن مث ربتم على اؼبنظمات
دراسة ما ينبغي االحتفاظ بو ،حيث يرل( )Duffy,2000أف قيمة اؼبعرفة ال تكمن يف قيمتها غبظة توليدىا
فحسب ،كإمبا تتجاكز ذلك إذل قيمتها على اؼبدل البعيد ،كبالتارل فإف أنبية الذاكرة التنظيمية يف تطوير إدارة
59
اؼبعرفة تكمن يف النقاط التالية:
حيث أف ىناؾ العديد من الوسائل تسهم يف زبزين اؼبعرفة ،فتكنولوجيا اؼبعلومات تلعب دكارا مهما يف خزف
كاسًتجاع اؼبعرفة ،كىناؾ أدكات أخرل مثل دليل اؼبعرفة الذم يعترب مصدرا رئيسيا للوصوؿ للمعرفة اؼبخزنة،
كما ذبدر اإلشارة إذل أنبية توفر اؼبعلومات يف كقتها الصحيح كحجمها اؼببلئم كىو ما يضمن سهولة الوصوؿ
إليها كتقليص تكاليف ذلك ،حيث أكد الباحث lefإذل أف خلق نظاـ للسيطرة على اؼبوجودات اؼبعرفية ىو
60
اؼبفتاح الرئيسي لنجاح إدارة اؼبعرفة باؼبنظمة.
أ -تخزين المعرفة في الوسائط الملموسة :حيث تستخدـ اؼبنظمة أدكات ـبتلفة كقواعد اؼبعرفة كقواعد البيانات
كالسجبلت كالوثائق الرقمية ،كيشكل عاـ فإف الوسائط اؼبلموسة يبكن تصنيفها إذل:
ب-خزف ا ﳌعرفةفي عقوؿ األفراد :حيث تلعب معرفة االفراد دكرا مهما˛يف تحقيق اؼبيزة التنافسية ،حيث
تمثل عقوؿ األفراد أىم مستودعات زبزين اؼبعرفةاليت يحصلوف عليها ،يف األساسبواسطة التفاعل
االجتماعي ،حيث تشَت طبيعة اؼبعرفة اؼبخزنة يف عقوؿ األفراد إذل ما يلي:
-تنمو اؼبعرفةاؼبخزنة˛يف عقوؿ االفراد نتيجة لتفاعؽبم االجتماعيمعذكياػبربة بما يحسن فعالية
تشارؾ اؼبعارؼ؛
.3تشارؾ المعارؼ:
تعرؼ عملية تشارؾ اؼبعارؼ بأهنا "عملية تبادؿ اؼبعارؼ بُت األفراد داخل اؼبنظمة ،أم أنو نشاط تفاعلي
مزدكج" ،فاؼبعرفة بوصفها أصبل يتزايد باالستخداـ كاؼبشاركة كتبادؿ األفكار كاػبربات بُت األفراد كتنمو كتتعاظم
لدل كل منهم فمنو سعت اؼبنظمات إلىتشجيع تشاركها حيث يدخل ˛يف تشارؾ اؼبعرفة عدة مظاىر مثل النشر
62
كالتوزيع ،التدفق ،النقل كالتحريك.
ك يشَت كل من Mcshaneك Glinowإذل أف اؼبنظمة تستطيع إقباز التشارؾ باؼبعرفة من خبلؿ التدريب
الذم يعد الوسيلة الرئيسية للتشارؾ ،ك أف الربامج التدريبية الرظبية ناجحة بشكل كاضح ،إال أف أغلب عمليات
التشارؾ باؼبعرفة ىي اػبطوة األكذل يف عملية استخداـ اؼبعرفة ،ك تعٍت ايصاؿ اؼبعرفة اؼبناسبة إذل الشخص اؼبناسب
63
يف الوقت اؼبناسب ك ضمن شكل مناسب ك بتكلفة مناسبة.
- 1هبب أف تكوف ىناؾ كسيلة لنقل اؼبعرفة ،ك ىذه الوسيلة قد تكوف شخصا ك قد تكوف شيئا آخر.
- 2هبب أف تكوف ىذه الوسيلة مدركة ك متفهمة سباما ؽبذه اؼبعرفة ك فحواىا ك قادرة أيضا على نقلها.
كحىت تكوف عملية تشارؾ اؼبعارؼ فعالة ،فإف ىناؾ أداتاف مفيدتاف لتلبية احتياجات اؼبنظمة
66
من تشارؾ اؼبعرفة بينأفرادىا كنبا:
اتصاؿ األفراد:كىو عنصرأساسي ػبلق بيئة عملتعاكنية ،يتم بنائها على أساس ثبلثة مبادئ
رئيسية ىي˛:االتصاالت ،التعاكف كالتنسيق ،حيث أهنا تسمح لؤلفراد بالعمل بشكل صباعي مهمااختلفت كسائل
االتصاؿ؛
بيئة االنترنيت المعرفية:كىي بيئة غنية تستخدمها اؼبنظمات للوصوؿ إذلمختلف مصادر اؼبعرفة،
كيبكن لؤلفراد استخدامها بشكل صبيل للتعرؼ على حجم اؼبعلومات اؼبتاحة كاالتصاؿ بمختلفأفراد اؼبنظمة.
إف مستول تشارؾ اؼبعارؼ مرتبط بمدل رغبة األفراد كقدرهتم على تشاركها ،يجب على اؼبنظمة أف تعمل على
خلق ثقافة مبلئمة تسمح بتفعيل مستول تشارؾ اؼبعارؼ داخلها كيف ىذا الصدد؛ فإف مجتمعات اؼبمارسة
تعترب من أنجع األساليب اؼبعتمدة ˛يف تشارؾ اؼبعارؼ داخل فرقالعمل ،كفيما ،يلي بعض اؼبفاىيمحوؿ مجتمعات
اؼبمارسة:67
اؼبقصود دبجتمعات اؼبمارسة أهنا ؾبموع األعضاء (سواء موظفُت أك زبائن ) يتشاركوف بانتظاـ يف أنشطة التعلم
68
داخل اؼبنظمة من خبلؿ تسهيل عمليات ربويل اؼبعارؼ الضمنية.
wengeجدكال يبُت فيو أىم الفركؽ اعبوىرية بُت ك إلعطاء مفهوـ أدؽ حوؿ ؾبتمعات اؼبمارسة :قدـ
69
ؾبتمعات اؼبمارسة ،فرؽ العمل ،العمل باألىداؼ ك الشبكات غَت الرظبية:
SAPاألؼبانية اؼبختصة يف صناعة كصيانة كاجقت شركة AMERICA SAPك (ىي فرع لشركة
الربؾبيات)تحديا كبَتا عندما ابتكر أحد اؼبنافسُت منتجا جديدا سرعاف ما اكتسح السوؽ أدل إذل
فقداف SAPإذل جزء من السوؽ .كمن بُت اغبلوؿ اؼبقًتحة الستعادة مكانتها ،فقد سعت SAPإذل
التأكد من أف مستشاريها ،الذين يختصوف بالعمبلء على دراية بأحدث اؼبعلومات حوؿ ننشاطات
70
الشركة.
71
كمن ىنا بدأت AMERICA SAPيف تشكيل مجتمعات اؼبمارسة،ككانت البدايةكمايرل:
تخفيض التكاليف؛
تطويراعبودة كمستول اإلبداع؛
تطوير مستول تشارؾ اؼبعارؼ؛
زيادة القيمة للعمبلء.
73
أما بالنسبة ألعضاء اؼبجتمعفقدتمثلتالنتائجفيمايرل:
.3.3.3أىمية مجتمعات ا ﳌمارسةفي رفع مستول تشارؾ ا ﳌعارؼ :يرل Wengerأف أنبية مجتمعات
اؼبمارسة تكمن يف أف ىذه اؼبجتمعات تمثل بنية مثالية للتعلم تشمل الثقة اؼبتبادلة كاؽبوية اؼبشًتكة كالعبلقات
طويلة األمد فيما بينهم ،حيث يمكن لكل من اؼبنظمات كاألفراد االستفادة من مجتمعات اؼبمارسة من الناحية
العملية :من جهة تعمل على تكوين إحساس باالنتماء كاؽبوية ألفرادىا كتقديم إطار اجتماعي كالذم يمكن من
خبللو لؤلفراد من تبادؿ كاستغبلؿ معارفهم ،كمن جهة أخرل؛ فإهنا تسمح للمنظمات بًتتيب األفكار اعبديدة
اليت تنشأ من خبلؿ مجتمعات اؼبمارسة كاليت من اؼبمكن أف تؤدم إذل إبداعات جديدة داخل اؼبنظمة.
كيبكن اعتبار مجتمعات اؼبمارسة على مستول الوسائل اليت تساعد يف ربويل اؼبعارؼ الضمنية كذلك من خبلؿ
انتهاج تبادؿ الدكرات التدريبية كاؼبؤتمرات الداخلية ،كيبكن لؤلفراد من خبلؽبا تبادؿ اآلراء كاالقًتاحات
غَتاؼبوجودة على مستول اؼبنظمة ،كيعترب( (Sharkie2003إف اؼبنظمة القائمة على على اؼبعرفة (اؼبنظمة
األفرادعلى تبادؿ اؼبعارفالضمنية لتسهيل إنشاء معارؼ اؼبتعلمة) يجب عليها أف توفر إطار اؼببلئم لتشجيع
جديدة ،كىذا سيسهل أيضا نشر ىذه اؼبعارؼ كاستعماؽبا ،حيث أف اؼبحيط الذم توفره اؼبنظمة اؼبتعلمة
لتشجيع التعلم ما بُت األفراد يتم تعريفو على أنو إطار التنظيمي الذم يساعد على نشر اؼبعارؼ اليت تم إنشاؤىا
76
ماعبماعي. عن طريق مجتمعات اؼبمارسة مثل اؼبناقشة كاغبواركالتعل
ىذه اسًتاتيجية للممارسة ،حيث تضمنت أتاحت شركة XEROXالتعلم الفردم من خبلؿ مجتمع
كانتهذه على كحدات العمل أخرل ،كمع ذلك فقد اؼبجتمعاتأفرادمكزعُت جغرافيا على اؼبقر الرئيسي للشركة
ؼبجتمعاتلم يكوهنا األفرادبأنفسهم كبشكل اؼبجتمعاتتختلفإذل حد ما عن فرؽ العمل التقليدية نظرا ألف تلك ا
اختيارم ،لكنها تأسست على يداإل دارة العليا لشركة XEROXهبدؼ تقديم مزايا إسًتاتيجية من خبلؿ مشاركة
اؼبعرفة،كىذامادفعالباحثُت &Hil, Storck2000لوصفها بأ هنا جماعات إس راتيجية فقد كانت إحدل ىذه
تتكوف من مجموعة ك بَتة من اؼبجتمعاتواليت مت تكليفها بتقديما ؼبساعدةعلى إدارة ا لبنية التحتية التكنولوجية،
أشخاصمحًتفُت˛يف مجاؿ تقنية ا ؼبعلوماتوالذيناقترحوا حلوال متقدمة إذل حد كبَت كعاعبوا عدة مشكبلت مبهمة كظلوا
ؼبجموعةالذينتماستقصاءآرائهممنطرؼ & Hil مواكبوف ألحدث التطورات يف مجاؿ التكنولوجيا.ككفقا ألعضاء ا
Storck؛ فإف ما يقارب ثلثي القيمة اليت حضيتبها ا ؼبجموعةنتيجة للتواصل ا ؼبباشربُت أعضاء خبلؿ االجتماعاتاليت
تعقدىا تلك ا ؼبجموعة،ىذا االىتماـ بإدارة ا ؼبعرفةعرب الًتكيز على مجموعات غ ير رسمية من اؼبوظفُت ساعدشركة
XEROXيف التوسع الذم قامت بو مؤخرايف تقديم اػبدمات على اؼبستوىالعارل ،كقد علق JiM
(Joyceأحد كبار اؼبسؤكلمف التنفذيُتبشركة )XEROXقائبل" :إف األمر يتعلق بالوقوؼ على مكاف
اؼبخزكناإلبداعيلشركةXEROXفهم عميق لكيفية التفاعل ب أف ا ؼبوظفوف كالعمليات التقنية كبذؽبم اعبهد يف سبيل
خلق بيئة عمل جيدة ،كن تيجة لذلك فإف ا غبلوؿ اليت تقدمها إدارة ا ؼبعرفةاؼبرتكزة على النتائج ا ؼبحققةمنشأهنا
78
ضمانانسيابية إجراءات العمل كتحسينخدمة الزبائن كنمو اإليرادات.
تعليمية خبلؿ عامي2007ك 2008حيث ضمت اجملموعات أكثر من 100موظف ،كقد ذكر
تعترب شركة – Hill & Knowltonكاليت أسست سنة 1927 -كاحدة من الشركات الرائدة يف مجاؿ استشارات
االتصاالت الدكلية ،مقرىا بنيويورؾ كؽبا 74مكتبا يف 41دكلة كما أف ؽبا شبكة كاسعةمن الشركاء ،كىي كاحدة مكن
كبرل مجموعات االتصاالتفيالعالم كتقدـ خدماهتا لعمبلء ؿبليُت كخارجيُت من عدة دكؿ ،كقد تعاقدف الشركة مع
عدة مؤسسات إلدارة حمبل ت الدعائية ؼبنتجاهتا كعبلقتها اإلعبلمي ة كاتصاال هتا أثناء األزمات .عملت الشركة على
تصميم نظاـ أطلق ع ليو" "Beenzكىو نظاـ لدفعات سداد مصغرة ،كل منها 0.001دكالر لتشجيع اؼبوظفُت على
اؼبسانبة يف اغباالت العملية ،حيث كاف بإمكاف اؼبوظفُت اغبصوؿ على ا ؼبعلوماتمناالنًتنت كاألقراص كقواعد بيانات
اؼبؤسسة كغَتىا ،فقد يفوز أحد اؼبوظفُت على سبيل اؼبثالبمكافأة متمثلة يف قضاء عطلة هناية األسبوع يف الكراييي مقابل
،Beens 110.000كما قدمت شركة Knowlton & Hillحوافز للموظفُت الذم يديركف أقساما
أثبتتفعاليتهايفمشاركة ا ؼبعرفة ،كيقوـ ذلك على معيارين نبا :إذا كاف القسم قد قدـ مسانبات معرفية ،كالث اين إذا كاف
القسم قد استفاد فعبل من ا ؼبعارفاؼبقدمةمنالقسمآخر ،كأيضا كضعت الشركة قائمة تعرؼ ب"أفضل ا لبائعُت" إلعبلف
اإلسهامات ذات النسبة األعلىومت تشجيع اؼبستخدمُت على مناقشة ترتيبهم يف قائمة أفضلالبائعُت أثناء اغبوار اليت تنظمها
80
صلتطوير الوظيفي.
اؼبؤسسةحوؿفر ا
.4تطبيق المعرفة:
نعٍت بعملية تطبيق اؼبعارؼ تجسيد ىذه اؼبعارؼ على أرض الواقع ،فجميع العمليات السابقة ال تحقق شيئا ما دل تسخر
81
اؼبعرفة بشكل فاعل يف التطبيق كأف اؽبدؼ كالغاية من إدراؾ اؼبعرفة ىو تطبيق اؼبعرفة اؼبتاحة للمنظمة.
كيعترب تطبيق اؼبعرفة اؽبدؼ األساسي كغاية عملية إدار ة اؼبعرفة ،كتعٍت استخداـ اؼبعرفة يف الوقت اؼبناسب ،كاستثمار
فرصة تواجدىا يف اؼبؤسسة ،كذلك من خبلؿ توظيفها يف النشاطات كالعمليات التنظيمية كإدارة اؼبوارد البشرية ،كاالدارة
اؼبالية ،كازباذ القرارات ،كربسُت جودة اػبدمات كالسلع ،كحل اؼبشكبلت ،كهبب أف يستهدؼ ىذا التطبيق ربقيق
82
أىداؼ كأغراض اؼبؤسسة أكاؼبنظمة .اف تطبيق اؼبعرفة يعرب عن ربويل اؼبعرفة إذل عمليات تنفيذية.
83
.2.4شركطتطبيقاﳌعرفة:
يجب أف يدرؾ األفراد أهنم يبتلكوف اؼبعارؼ لتحسُت جودة اؼبنتجات كاػبدمات اؼبقدمة؛
يجب أف يكوف األفراد قادرين عل إيجاد معٌت للمعارؼ التييتلقوهنا أم أف يتبنوا رؤل مشتركة
يجب أف يحصل األفراد على اغبرية لتطبيق معارفهم ،حيث أف اإلستفادة من اؼبعرفة تتطلب
كما يتطلب تطبيق اؼبعرفة هتيئة بيئة اؼبنظمة للوصوؿ إذل أقصى استفادة ممكنة من اؼبعارؼ.
كما أف تطبيق اؼبعرفة أكد أنبية من اؼبعرفة يف حد ذاهتاحيث أف باقي العمليات من خلق كزبزين كتشارؾ لن تقود
اؼبنظمة إذل ربسُت األداء مثلما تقوـ بو عملية التطبيق الفعاؿ للمعرفة ،حيث يرل Fieldenأف تطبيق اؼبعرفة ىو الذم
يحكم من خبللو على فعالية إدارة اؼبعرفة خاصة يف التوجو االسًتاتيجي للمنظمة اؽبادؼلتحقيؽ اعبودة العالية للمنتجات
كاػبدمات ،حيث أف اؼببدأ الذم يعتربأف اؼبعرفة كقوةيتجلى يف تطبيق اؼبعرفة ،كمن تم نجد أف تطبيق اؼبعرفة ،يهدؼ إذل
85
تحقيق األىدافاليت تضمن للمنظمة استمراريتهاكتكيفها مع متغَتات البيئة اػبارجية.
86
.4.4آليات تطبيق المعرفة:
هببتوجيهاؼبسانبةاؼبعرفيةمباشرةكبوربسيناألداءاؼبنظميفيحاالتصنعالقراركاألداءالوظيفي،إذأهنمنالطبيعيأنتكونعمليةتطبيقاؼبعرفةمست
ندةالىاؼبعرفةاؼبتاحة،كيتمتطبيقاؼبعرفةمنخبللنوعينمنالعملياهتما:
العمليات اؼبوجهة اؼبباشرة :تعٍت العملية اليت يقوـ األفراد دبعاعبة اؼبعرفة مباشرة كبو الفعل اآلخر من دكف االنتقاؿ
أك ربويل اؼبعرفة إذل ذلك الشخص الذم كجهت إليو اؼبعرفة.
اؼبعرفةالركتينية :تعٍت االنتفاع من اؼبعرفة اليت يبكن اغبصوؿ عليها من التعليمات كاألنظمة كالقواعد كالنماذج اليت
توجو اآلخرين كبو السلوؾ اؼبستقبلي.
فيماأكضحمارتنسونوجودنوعثالثلتطبيقاؼبعرفةكىو:
التمويل استطاعت شركة DEEP GREEN FINANCIALبمدينة نيويورؾ( أف تحدث ثورة يف مجاؿ
العقارم من خبلؿ تقديم منتجات األصوؿ العقارية بأسعار فائدة منخفضة كتسهيل التقدـ بطلب ىذه ا ؼبنتجاتواغبصوؿ
عليها ممن خبلؿ اإلنًتنت ،حيث كانت التقنية الفعالة كا ؼببدعة اليت قدمتها الشركة سببا يف تخفيض تكاليف
االقًتاض ،كمنذ نشأهتا سنة 2000اعتمدت شركة Deep Green Financialعلى ا ستغبلؿ الفعاؿ للمعرفة،
حيث استندت رؤيتها منذ نشأهتا على تقنية القرارات ا ؼبؤتمتة،فقدقامتالشركةبإنشاء نظاـ قائم على شبكة االنًتنت
كيتخذ قرارات تتعلق باالئتماف يف غضوف دقائق عن ط ريق اختيار العمبلء من ذكم ا ؼبعدالتاالئتمانية األعلى ،كقد كاف
لبلستغبلؿ الفعاؿ للمعرفة من خبلؿ الركتُت اؼبدرجكقواعدداخل النظاـ ا ؼبؤتمتبالتوازممعإستخداـ الفعاؿ للمعلومات
اؼبتاحةعرب االنًتنت ،كقد تمكن ثماف موظفُت فقط من التعامل مع كبو 400طلب يوميا ،كبدال من التنافس على أساس
سعر الفائدة ،كانت ميزة Deep Greenالتنافسية ىي سهولة تقدًن الطلبات( حيث يمكن للعميل أف يكمل
الوثائق اؼبقًتضُت ؼبؤسسةبتقديمقراراتسريعة دكف الطلب من 5دقائق ) كتقوـ ا طلباخبلؿ
اؼبعتادطلبهاسابقا،حيثيمكنالوصولعلىهذه القرارات السريعة من خبلؿ نظاـ تطبيق ا ؼبعرفةكتقديردرجةاالئتماـ كتقييم
العقار باستخداـ البيانات ا ؼبتاحةعرب االنًتنت ،فمن ضمن حوارل ˛ %80من اغباالت يتلقى العميل قرارا هنائيا يف
87
غضوف 10دقائق من غبظة إكماؿ الطلب ،حيث أطلق على ىذه العملية"أفضل ما يف شبكة االنًتنت ".
.6تقييم المعارؼ:
يجب على اؼبنظمة تقييم معارفنا بصفة دائمة من أجل التأكد إذا ما كانت مبلئمة للوضعيات اليت تواجو اؼبؤسسة ،كما
88
أف تقييم اؼبعرفة البد أنتقييم اؼبعرفة ال بد أف يعٍت بعدين أساسيُت:
البعد األكؿ يتعلق باؼبعرفة الصروبة كيأخذ شكل القواعد .كإجراءات اؼبحددة ألداء العمل بكفاءة
أما البعد الثاين فيتعلق باؼبعرفة الضمنية اليت تكوف يف اؼبنظمات على شكل خربات كممارسات كال تنفصل عن
األفراد كثقافة اؼبنظمة ،كىذه اؼبعرفة ىي الشكل األكؿ إلنشاء معارؼ جديدة.
فاؼبعرفة اليت يتم إستخداـ كالتطبيق ،كذلك يف حل اؼبشكبلت كمواجهة ما تتعرض لو اؼبنظمة من أحداث متغَتة خاصة
تلك اؼبنظمات اليت توجد يف بيئة التكنولوجية كي ال تكوف مصدرا للمشاكل ،كحىت تضمن اؼبنظمة سَت ىذه العملية
89
بصورة تلقائية كمستمرة كبالتارل عليها هتيئة فرؽ العمل ألجل أف تكوف ذاتية اإلدارة.
هتدؼ عملية تقييم كمراجعة القدرات اؼبعرفية للمنظمة إذل حل مشكلة األعماؿ بصورة عامة كمن ثمفبل بد من تحديد
اؼبعرفة اليت تمتلك قا اؼبنظمة ككذلك اؼبعرفة اليت تفتقر إليها.فاؼبنظمة اليت تطبق إدارة اؼبعرفة تسعى إذل تحقيق أىداؼ
إسًتاتيجية كاليت من أنبها تحقيقاؼبيزة التنافسية كزيادة حصتها السوقية ،عليها أف تحرص ععلى تقييم معارف قا بشكل
90
مستمر لقياس مدل فعالية إدارة اؼبعرفة فياؼبنظمة .
يتعيم يف أم من جوانب أداء اؼبهاـ التنظيمية أك الفردية الوقوؼ على اعبهود اؼببذكلة كمدل قدرهتا على سبكُت اؼبنظمة
أك الفرد من تحقيق األىداؼ األساسية من عدمو ،كبدكف ىذا التقييم سيكوف من اؼبستحيل تحديد ما إذا كاف ىناؾ
احتياج لتلك اغبدكد أك للقياـ بتلك التحسينات أـ ال ،كيبكنلتقييم إدارة اؼبعرفة بشكل محدد إذل تقييم اغباجة إذل
اغبلوؿ اليت تقدمها إدارة اؼبعرفة –كىي اؼبعرفة اليت يمكن ؽبذه اغبلوؿ أف تتسهمفي إكتشافها أك امتبلكها أك مشاركتها أك
تطبيقها -ككذلك الوقوؼ على مدل تأثَتىا على األداء الفردم أك التنظيمي ،كيبكن لتقييم إدارة اؼبعرفة أف تسهم يف
بناء القيمة القاعدية لتنفيذ اغبلوؿ اليت تقدمها إدارة اؼبعرفة بما يف ذلك البنية التحتية كالتقنيات اؼبتاحة اليت يمكن أف
91
تسهم يف دعم تلك اعبهود.
يساعد تقييم إدارة اؼبعرفة على تحديد اؼبسانبات اليت تجرم حاليا بواسطة إدارة اؼبعرفة ،إذيسهم تقييم
اؼبعرفة يف االجابة عن التساؤؿ التارل :ىل تعمل إدارة اؼبعرفة على ربسُت قدرة الفرد أكاؼبنظمة على أداء
مختلف اؼبهاـ كمن ثم ربسُت الكفاءة كالفعالية؟؛
يعزز تقييم إدارة اؼبعرفة يف فهم نوعية اعبهود اؼببذكلة يف إدارة اعبهود اؼببذكلة يف إدارة اؼبعرفةإذلجانب رأس
اؼباؿ الفكرم الذم تمخض عنو ىذه اعبهود ،كلذا فإف تقييم إدارة اؼبعرفة يسهم يف اإلجابة عنالتساؤالت
التالية:
قل تسهم اغبلوؿ اليت تقدمها إدارة اؼبعرفة بشكل كاؼ يف تلبية احتياجات الفرد أك اؼبنظمة؟
ىل تؤدم ىذه اعبهود إذل إنتاج رأس اؼباؿ الفكرم كالضركرم ألداء اؼبهاـ الفردية كالتنظيمية؟
يساعد تقييم إدارة اؼبعرفة على معرفة ما إذا كانت تكاليف جهود إدارة اؼبعرفة تتمخض عن نتائجتربر تلك
التكاليف ،كذلك باإلضافة إذل أف تقييم إدارة اؼبعرفة يساعد أيضا على اإلجابة عن التسائل التارل :ىلتتجاكز
الفوائد اؼبباشرة كغَت اؼبباشرة الناتجة عن إدارة ا ؼبعرفةأـتوازيالتكاليف ا ؼبختلفةاليت تتكبدىا عملية التقييم؟
كىذه فائدة مهمة للحلوؿ اليت تقدمها إدارة ا ؼبعرفةإذل جانب اغبلوؿ اليت تستهدفها مشاريع إدارة ا ؼبعرفة.
كىكذا ؛يمكنتربير التكلفة اإلصبالية للحلوؿ اليت تقدمو إدارةا ؼبعرفةككذلكاؼبشاريع اؼبرتبطة هبا عرب إجراء
تقييم دقيق إلدارة اؼبعرفة؛
يسهم تقييم إدارة اؼبعرفة يف التعرؼ على ثغرات اليت يتعُت التعامل معها كاليت تظهر اعبهود اليت يبذؽبا األفراد أك
تبدلىا اؼبنظمة إلدارة اؼبعرفة ،كما يسهم ذلك يف اإلجابة عن التسائل اؼبطركح حوؿ تحديد نوعية اغبلوؿ اليت
تقدمها إدارة اؼبعرفة اليت قد تكوف ذات قيمة كيفتقر إليها الفرد كاؼبنظمة يف الوقت الراىن ،ككذلك تحديد
اؼبعرفة اليت ردبا كانت ىامة للمنظمة كال تحظى بدعم كاؼ من جهود إدارة اؼبعرفة
يمكن إجراء تقييم دكرم إلدارة اؼبعرفة على مستول اؼبنظمة بأسرىا أك على مستول كحدة منكحداهتا الفرعية،
كيبكن اؽبدؼ من مثل ىذا التقييم يف قياس اغبدكد الشاملة اليت تقدمها إدارة اؼبعرفة كأيضا قياس اعبودة الشاملة
لرأس اؼباؿ الفكرم كآثار ذلك على اؼبنظمة ،كمن شأف ذلك التقييم أف يسهم يف تحديدجوانب إدارة اؼبعرفة
اليت تحتاج إذل التحسُت ،كيبكن إجراء مثل ىذا التقييم على سبيل اؼبثاؿ بواسطة استقصاء آراء اؼبوظفُت كما
ىو موضح من خبلؿ أساليب التقييم اؼبذكورة يف نماذج التقييم؛
أيضا يمكن تقييم إدارة اؼبعرفة يف بداية أحد مشاريع إدارة اؼبعرفة ،هبدؼ إيجاد حالة من العمللذلك اؼبشركع،
كيبكن اؽبدؼ من مثل ىذا التقييم يف تحديد الفجوة يف إدارة اؼبعرفة اغبالية يف اؼبنظمة كتحديد الفوائد اؼبحتملة
ؼبشركع إدارة اؼبعرفة اؼبقًتح ،فاؼبنظمة اليت تركز على سبيل اؼبثاؿ -علىمنتجات جديدة كزيادة حصتها السوقية
بحيث يمثل البحث .كالتطوير أحد بنود التكاليف الكبَتةقد تنطوم خطة عنلها على العبارة التالية اليت تصف
قيمة اؼبشركع اؼبقًتح إلدارة اؼبعرفة":سيكوف اؽبدؼمن مشركع إدارة اؼبعرفة تقليص مدة الدكرة يف اؼبشاريعجديدة
محددة بنسبة 20 %باإلضافة إذل ذلك سيحدد اؼبشركع سبل توفَت النفقات كالوقت البلزـ للعلماء أثناء
عملهم يف الوحدةبنسبة" 25 %كيوضح اؼبثاؿ السابق نتيجة تقييم إدارة اؼبعرفة الذم أجرم يف بداية
اؼبشركع،فهو يشَت إذل كجود مشكبلت يف إدارة اؼبعرفة تتعلق بالبحث كالتطوير كاللذاف يعداف عنصراف
حاسماف باؼبنظمة ،كمايشَت إذل أف معاعبة ىذه اؼبشكبلت من خبل ؿ اؼبشركع اؼبقترح سيكوف مفيدا للغاية.
كيبكن أيضا إجراء تقييم إصبارل إلدارة اؼبعرفة عقب انتهاء اؼبنظمات من تجسيد توجىها نحو إدارةاؼبعرفة،بغرض
تقييم آثار الناجمة عن إدماج إسراتيجية إدارة اؼبعرفة ضمن مشاريع اؼبنظمة،حيث تكمن جوانب تقييم ىذه
اؼبشاريع يف العناصر التالية:
93حوحو مصطفى ,نفس المرجع السابق ,ص .103
جوانب إدارة اؼبعرفة اؼبطورة يف اؼبجاؿ الذم يركز عليو اؼبشركع؛
مدل توافر اؼبعرفةيف اؼبجاؿ الذم يركز عليو اؼبشركع؛
تحديد اؼبؤشراتالعائداؼبارل على االستثمار يف اؼبعرفة.
دراسة الحالة :7تقييم إدارة المعرفة لدل شركة :SIEMENS
لقد استفادت شركة ( Siemensكاحدة من أبر الشركات يف مجاؿ اإللكًتكنيات) بشكل كبَت منأحد نظم مشاركة
اؼبعرفة على مر السنُت ،كظبي ىذا النظاـ« ، »ShareNetككاف ىذا النظاميستخدـ كقاعدة للعديد من مجتمعات
اؼبمارسة ،ككي يتسٌت للشركة تقييم العائد على االستثمار ،فقد قامت بحساب تكلفة مجتمعات اؼبمارسة ،بما يف ذلك
العماؿ كاالجتماعات كاؼبرافق كاعبهد اؼببذكؿ من قبل خرباء إدارة اؼبعرفة ،كما تقوـ الشركة بحساب تكاليف برنامج
اغبوافز أيضا ،ثم تقوـ الشركة بناء على ذلك بتحديد حجم اعبهذ الذم تم تكفَته خبلؿ مشاركة اغبلةؿ يف
94
مجتمعات اؼبمارسة.
كتورلشركة Siemensأيضا اىتماما باؼبجموعات الفرعية كسبل كضعها للحلوؿ اػباصة باؼبشاريع اؼبجتمعية ،فإذا
احتاجت مجموعة ما إذل حل كعكفت على العمل إلنتاج اؼبعرفة البلزمة ،فإف الشركة بإمكاهنا تحديد نسبة التوفَت
من الزمن اؼبطلوب للتسويق كأيضا تحديد كضع الشركة التنافسي كغَته ،كلزيادة القدرة على تحديد قيمة إدارة اؼبعرفة،
فقد قامت الشركة بتطوير خطة رئيسيةؼبعايَت إدارة اؼبعرفة كاليت تحتوم على مقاييس لكل بعد من األبعاد األربعة اػباصة
95
بنظاـ إدارة اؼبعرفة الشاملة التالية:
أدركت شركة Siemensأنو بمقدكرىا تقييم مستول نجاح اؼبجتمعات ك األسواؽ التابعة ؽبا باستخداـ أدكات
قياس مثل حجم اؼبعلومات الواردة إذل اؼبجتمعات ك اػبارجة منها ،فضبل عن جودة عملية استرجاع اؼبعلومات .كمن
بُت ىذه الفوائد أيضا ،العقود اليت تم اغبصوؿ عليها بدعم مناألقساـ األخرل أك اؼبدخرات اليت تم ربقيقها بواسطة
طبقت شركة HIPنظاـ التقييم الذم ابتكرتو جامعة Mellon Carnegieعاـ ،1995ىذا النظاـ وبتوم على
97
طبس مراحل كفق ما ىو يف اعبدكؿ اؼبوارل:
تناكلت غالبية اؼبداخل كاؼبفاىيم إلدارة اؼبعرفة على أهنا عملية ،كقد أشار أغلب الباحثُت يف حقل إدارة اؼبعرفة إذل ذلك،
فاؼبعرفة اؼبشتقة من اؼبعلومات كمن مصادرىا الداخلية كاػبارجية ال تعٍت شيئا ،بدكف تلك العمليات اليت تغنيها كسبكن من
الوصوؿ إليها كاؼبشاركة فيها كخزهنا كتوزيعها ،كاحملافظة عليها كاسًتجاعها بقصد التطبيق أك إعادة االستخداـ ،كيف ىذا الصدد
ال بد من اإلشارة إذل أف اؼبعرفة إذا ما أخذت كما ىي تكوف ؾبردة عن القيمة ،لذا فإهنا ربتاج إذل إعادة إغنائها كي تصبح
قابلة للتطبيق كىذا ما حاكلنا اإلحاطة بو يف ىذا الفصل .
إف عمليات إدارة اؼبعرفة تعمل بشكل تتابعي كتتكامل فيما بينها ،فكل منها تعتمد على سابقتها كتدعم العملية اليت تليها،
لذا رأل أغلب الباحثُت على رسم ىذه العمليات على شكل حلقة ،كقد اختلف الباحثوف يف عدد كترتيب كمسميات ىذه
العمليات ،كإف كاف أغلبهم أشار للعمليات اعبوىرية كىي تشخيص اؼبعرفة ،ربديد أىداؼ اؼبعرفة،توليد ،خزف ،توزيع مث تطبيق
اؼبعرفة.
الفصل الخامس:
تربز يف ؾباؿ إدارة اؼبعرفة عدة اسًتاتيجيات زبتلف يف معاعبتها تبعا لطبيعة عمل اؼبنظمة كاؼبدخل الذم تتبناه ،إف
إسًتاتيجية إدارة اؼبعلومات اؼبتكاملة تعد أىم اؼبكونات األساسية اليت يبكن أف تبٍت عليها أك تقوـ عليها إسًتاتيجية إدارة
اؼبعرفة الناصبة ،ىذه اإلسًتاتيجية هبب أف تبٌت على أساس اؼبشاركة باؼبعلومات كاؼبعرفة كتوفَت اؼبزيد من أساليب االتصاؿ
السهلة كالسريعة كدعم سياسات اؼبشاركة كاؼبركنة بتبٍت اؼبمارسات اإلبداعية كتكامل التنظيم الرظبي كالبلرظبي يف اؼبنظمة
كسنتناكؿ يف ىذا الفصل أىم ما جاء من عناصر إدارة اؼبعرفة كاسًتاتيجياهتا كقياسها.
أكال :العناصر األساسية إلدارة المعرفة
(اإلسًتاتيجية ،األشخاص ،التكنولوجيا ،العملية)، يشَت الكثَت من الباحثُت إذل أف العناصر األساسية إلدارة اؼبعرفة ىي:
فاؼبنظمة ربصل على اؼبعلومات كالطاقة كالنشاط من البيئة اػبارجية ،االشًتاؾ كالعناصر األربعة ربوؿ تلك اؼبعلومات كالطاقة
إذل معرفة كعمليات كىياكل تنتج سلعا كخدمات.
98
إف تفاعل العناصر األربعة وبدد شكل كطبيعة اؼبعرفة كحجم االحتياج ؽبا ،كىي كتارل:
.1اإلستراتيجية:
تعرؼ اإلسًتاتيجية على أهنا أسلوب التحرؾ ؼبواجهة التهديدات أك فرص بيئية ،كالذم يأخذ يف اغبسباف نقاط القوة
كتقوـ اإلسًتاتيجية بصنع اؼبعرفة بالًتكيز على تبٍت كالضعف الداخلية للمشركع ،سعيا لتحقيق رسالة كأىداؼ اؼبشركع ،
اػبيارات الصحيحة كاؼببلئمة حيث توجو اؼبؤسسة إذل كيفية مسك كمعاعبة كؾبوداهتا الفكرية كما تسهم اإلسًتاتيجية يف تنمية
شبكات العمل لربط الناس لكي يًتابطوا اؼبعرفة ،كمن أىم أدكار اإلسًتاتيجية ربديد مناطق األنبية للمؤسسة ،حيث يتم
الًتكيز عليها جبمع اؼبعرفة حوؽبا فبا يدفع اؼبؤسسة أحيانا لتوليد اؼبعرفة.
99
حيث ينظر إذل اإلسًتاتيجية على مستويُت كنبا:
98مبارؾ بوعيشة ،ليليا منصور ،إدارة المعرفة كتوجو إدارم حديث للمنظمات في عصر المعرفة ،اؼبؤسبر العلمي الدكرل حوؿ :عوؼبة اإلدارة يف عصر اؼبعرفة ،كلية إدارة األعماؿ ،جامعة اعبناف،
لبناف ،سوريا 17-15 ،ديسمرب ، 2012ص.15
99د.صبلح الدين الكبيسي ،مرجع سبق ذكره ،ص.90
المستول األكؿ :يبحث يف األساليب كاألدكار التنفيذية كاليت تقع مسؤكليتها على مسئوؿ إدارة اؼبعرفة ،كهتدؼ
إذل تطوير إسًتاتيجية معرفة اؼبنظمة كمنحها الصفة الرظبية عرب اؼبستويات التنظيمية؛
يتمثل يف ضماف تطوير تلك اإلسًتاتيجية كتكاملها مع إسًتاتيجية اؼبنظمة األمشل. المستول الثاني:
كاإلسًتاتيجية يف إدارة اؼبعرفة زبتلف يف معاعبتها تبعا لنوعي اؼبعرفة ،فاإلسًتاتيجية يف ؾباؿ اؼبعرفة الضمنية تتمثل يف
تنمية شبكات العمل ،لربط الناس لكي يتقاظبوا اؼبعرفة كاليت تعرب عن اػبربة الفردية اليت تقود إذل اإلبداع اؼببٍت على
اؼبشكبلت اإلسًتاتيجية .أما يف ؾباؿ اؼبعرفة الظاىرة فإف اإلسًتاتيجية تتمثل يف تطوير نظاـ الوثائق الورقي أك
االلكًتكين ،كخزف كتنسيق كنشر كإدامة اؼبعرفة ،بقصد تسهيل كإعادة استخدامها كاالستفادة منها ،من خبلؿ تركيزىا
على تعظيم نوعية الوثائق كدرجة موثوقيتها.
100
كيبكن تلخيص دكر اإلسًتاتيجية يف إدارة اؼبعرفة يف البعض من النقاط:
صنع اؼبعرفة بالًتكيز أك على تأطَت أك تبٍت اػبيارات الصحيحة كاؼببلئمة كيف إدارة اؼبعرفة يتم تبٍت اػبيارات قصَتة األمد
لطبيعة اؼبعرفة اؼبتغَتة ،ألف اػبيارات طويلة األمد ال تكوف مبلئمة يف حالة التغيَت السريع؛
توجو اؼبنظمة إذل كيفية مسك كمعاعبة موجوداهتا الفكرية مثل االبتكار كالقدرة على اإلتصاؿ كاؼبهارة كاغبدس؛
إ ذا كانت تسهم اإلسًتاتيجية يف ربديد مناطق األنبية اإلسًتاتيجية للمنظمة ،فيتم الًتكيز عليها عبمع اؼبعرفة حوؽبا ،ؼ
مثبل اػبدمة اؼبتميزة للزبوف ذات األنبية اإلسًتاتيجية كتكوف ىي منطقة اػبدمة اؼبرشحة األكذل لتطبيق إدارة اؼبعرفة ،كبالتارل
الًتكيز عبمع اؼبعرفة حوؽبا؛
تقوـ بوضع األسبقيات كضماف إهباد برامج إدارة اؼبعرفة ،فضبل عن ربديد السياسات إلدامة رأس اؼباؿ الفكرم
كاحملافظة عليو يف اؼبنظمة كالعمل على بث برامج إدارة اؼبعرفة داخل اؼبنظمة.
.3التكنولوجيا:
الحتفاظ هبا ،فهي تؤدم تؤدم التكنولوجيا دكرا مهما يف إدارة اؼبعرفة سواء يف تكوين إدارة اؼبعرفة كاكتساهبا أك نشرىا كا
دكرا كبَتا بالتنسيق مع اؼبوارد البشرية يف الكثَت من التطبيقات كمعاعبة الوثائق كأنظمة دعم القرارات كتسهيل عمليات إدارة
اؼبعرفة.
102
كيبكن تلخيص دكر التكنولوجيا يف إدارة اؼبعرفة يف بعض النقاط:
إمكاف السيطرة على اؼبعرفة اؼبوجودة كاليت جعلت منها العملية سهلة كذات أسهمت التطورات التكنولوجية يف تعزيز
تكلفة اقل كمتيسرة؛
أسهمت التكنولوجيا يف هتيئة بيئة مبلئمة ،كتساند تفاعل اؼبوارد البشرية لتوليد معرفة جديدة؛
إدارة اؼبعرفة من توليد كربليل كخزف كمشاركة أسهمت التكنولوجيا يف تنميط كتسهيل كتسريع كتبسيط كل عمليات
كنقل كتطبيق كاسًتجاع البحث؛
،كربتاجها اعبماعات اؼبتفاعلة يف مناطق كفرت التكنولوجيا كسائل اتصاؿ سهلت من تكوين كرش عمل مشًتكة
جغرافية ـبتلفة.
.4العملية:
،كتتم احملافظة عليها عرب اؼبكانة كاليت يتم ربقيقها من توفر العملية اؼبهارة كاغبرفة اللتاف تعداف من أىم مصادر اؼبعرفة
األفراد فريق العمل كتوفر ىذه العملية قياس ،اليت تزيد من الًتابط كالتبادؿ خ الؿ العملية بتطوير فبارسات العمل اعبديدة
،كتقوـ أيضا بتحديد ا ألدكار كاؼبهاـ للمشاركة الفردية كاعبماعية يف برامج إدارة النتائج كتراقب عملية التقدـ بتنفيذ الربامج
اؼبعرفة.
103
كيبكن تلخيص دكر العملية يف إدارة اؼبعرفة يف بعض النقاط:
،كمن بُت ىذه إف عناصر إدارة اؼبعرفة يبكن اعتبارىا البٌت األساسية اليت إذا دل تتوفر فإف إدارة اؼبعرفػة ال يبكػن تطبيقها
104
العناصر نذكر ما يلي:
، التعاكف :كىو اؼبستول الذم يستطيع فيو األفراد (ضمن فريػق عمػل ) مػساعدة أحدىم لآلخر يف ؾباؿ عملهم
فإشاعة ثقافة التعاكف تؤثر على عملية خلق اؼبعرفة كذلك من خػبلؿ زيادة مستول تبادؽبا بُت األفراد كاألقساـ؛
الثقة :ىي اغبفاظ على مستول فبيز كمتبادؿ من اإليباف بقػدرات األفػراد العػاملُت فػي اؼبؤسسة؛ فالثقة يبكن أف
تسهل عملية التبادؿ اؼبفتوح اغبقيقي كاؼبؤثر للمعرفة؛
التعلم :ىو عملية اكتساب اؼبعرفة اعبديدة مػن قبػل األفػراد القػادرين كاؼبػستعدين الستخداـ تلك اؼبعرفة يف ازباذ
،فالًتكيز علػى الػتعلم يػساعد اؼبؤسسة على تطوير األفراد دبا يؤىلهم إذل أف يلعبوا القرارات أك بالتأثَت على اآلخرين
دكرا أكثر فاعلية يف عملية خلق اؼبعرفة؛
،فإدارة اؼبعرفة ربتاج المركزية :تشَت إذل تركيز صبلحيات ازباذ القرار كالرقابة بيد اؽبيئة التنظيميػة العليا للمؤسسة
إذل البلمركزية؛
الرسمية :ىي اؼبدل الذم تتحكم فيو القواعد الرظبية ،الػسياسات ،اإلجػراءات القياسية بعملية ازباذ القرارات
كعبلقات العمل ضمن إطار اؼبؤسسة ،كإدارة اؼبعرفػة ربتػاج إلػى مستول عارل من اؼبركنة يف تطبيق اإلجراءات
كالسياسات مع تقليل الًتكيز على قواعد العمل؛
الخبرة الواسعة كالعميقة :كيعٍت ذلك أف خربة األفراد العاملُت يف اؼبؤسسة تكػوف كاسػعة أفقيػا كمتنوعة كعميقة؛
أم مستول التسهيبلت اليت يبكن أف توفرىا تكنولوجيػا اؼبعلومات تسهيالت كدعم نظاـ تكنولوجيا المعلومات:
لدعم إدارة اؼبعرفة ،البعض يرل أف تكنولوجيا اؼبعلومات عنصر حاسم يف عمليات إدارة اؼبعرفة؛
104ؿبمد عواد الزيادات ،اتجاىات معاصرة في إدارة المعرفة ،دار صفاء للنشر كالتوزيع ،عماف ،األردف ،2012 ,ص.127
اإلجراءات اؼبفيدة عن طريق ما اإلبداع التنظيمي :ىو القدرة على خلق القيمة ،اؼبنتجات ،اػبدمات ،األفكار أك
يبتكره األفراد الذين يعملوف معا يف نظاـ اجتماعي معُت ،كىذا يعٍت أف علػى اؼبؤسػسة كشف كالتقاط اؼبعرفة اليت
يبتلكها العاملوف كاستغبلؽبا كاؼبشاركة يف استخدامها لتحقيػق مكاسػب ذبارية.
كيبكن أف تلخيص العناصر السابقة يف طبسة( )05بٌت أساسية حسب ما أشار إليو كل مػن ""Dubois Nancy
105
ك":" Tricia Wilkerson
كىي سبثل االذباىات كالقيم كالعادات ك ...اليت تتبناىا اؼبؤسسة كاؼبنتشرة بػُت أفرادىا الثقافة التنظيمية:
كاالذباىات ىي اليت تدفع األفراد للرغبة يف التفكَت كالتصرؼ ،لذا يشكل عنصر الثقافة عنػصرا ىامػا إلدارة اؼبعرفة؛
المحتول :كيتمثل يف اؼبعارؼ ،البيانات ،اؼبعلومات كالسلوكيات اليت تعترب كمصدر للمحتول؛
العمليات :كىي النشاطات كاؼببادرات اليت تقوـ هبا اؼبؤسػسة كالتػي تػسهل إنػشاء كاسػتعماؿ اؼبعارؼ؛
ا لتخزين كنقل القاعدة التكنولوجية :كتتمثل يف شبكات اؼبعلومات الداخلية كاػبارجية ،أجهزة اغباسوب كتوابعهػ
اؼبعرفة كتبادؽبا؛
األفراد :دبا يف ذلك التصرفات كاػبربات كاؼبهارات ،العمل بػركح الفريػق ،اؼبػشاركة ،اإلبػداع كاالبتكار.
106
كيف حُت ػبصها بعض الكتاب يف اجملاؿ كىي كالتارل:
المعلومات:
اؼبعلومات ىي يف حقيقة األمر عبارة عن بيانات سبنح صفة اؼبصداقية كيتم تقديبها لغرض ؿبدد .فاؼبعلومات يتم
تطويرىا كترقى ؼبكانة اؼبعرفة عندما تستخدـ للقياـ أك لغرض اؼبقارنة ،كتقييم نتائج مسبقة كؿبددة ،أك لغرض
االتصاؿ ،أك اؼبشاركة يف حوار أك نقاش؛
البيانات:
البيانات ؾبموعة من اغبقائق اؼبوضوعية الغَت مًتابطة يتم إبرازىا كتقديبها دكف أحكاـ أكلية مسبقة .كتصبح
البيانات معلومات عندما يتم تصنيفها ،تنقيحها ،ربليلها ككضعها يف إطار كاضح كمفهوـ للمتلقي؛
القدرات:
105
Nancy Dubois ,Tricia Wilkerson ,Gestion des connaissances :Un document d'information pour le developpement d'une stratégie de gestion des
.connaissances pour la santé publique ,Octobre 2008 ,P23
إدارة المعرفة ،2003 ،صhttp://www.khayma.com/madina/m3-files/marefa.htm.02 106سعد مرزكؽ العتييب،
اؼبعرفة جبانب اؼبعلومات ربتاج لقدرة على صنع معلومات من البيانات اليت يتم اغبصوؿ عليها لتحويلها إذل
اهلل بعض األفراد القدرة على التفكَت بطريقة إبداعية كالقدرة معلومات يبكن استخدامها كاالستفادة منها .كقد منح
على ربليل كتفسَت اؼبعلومات كمن مث التصرؼ بناءا على ما يتوفر من معلومات؛
االتجاىات:
،لذا يشكل عنصر االذباىات عنصران االذباىات ىي اليت تدفع األفراد للرغبة يف التفكَت كالتحليل كالتصرؼ
أساسيان إلدارة اؼبعرفة كذلك من خبلؿ حفز فضوؿ األفراد ،كإهباد الرغبة كربفيزىم لئلبداع.
108
كما قسم الباحث Wiigاسًتاتيجيات إدارة اؼبعرفة إذل :
107أضبد علي ،مفهوـ المعلومات ك إدارة المعرفة ،ؾبلة جامعة دمشق اجمللد ، 28العدد األكؿ ،دمشق سوريا ،2012 ،ص.501
، 2012ص ص 34-33 108ساـ ؿبمد اؼبهَتات ،إدارة المعرفة في تكنولوجيا المعلومات ،دار جليس الزماف للنشر ك التوزيع ،ا ألردف ،الطبعة األكذل،
.1إستراتيجية النمو التدريجي:
كيبكن استخداـ ىذه اإلسًتاتيجية تدرهبيا ،كذلك حينما تكوف أكضاع اؼبؤسسة مناسبة ،كحينها يكوف األفراد
ـ كسبكن ىذه اإلسًتاتيجية اؼبنظمات ذات اؼبوارد احملدكدة يف تطبيق إدارة اؼبنخرطوف يتمكنوف دبستول عارل من االىتما
اؼبعرفة من بناء قدراهتا ،كىذه اإلسًتاتيجية قليلة اؼبخاطر؛
.2إستراتيجية التركم ك الجدر:
بح ذر إذ تطبق يف البداية عندما تكوف أكضاع كتعتمد ىذه اإلسًتاتيجية على تبٍت مبادرة إدارة اؼبعرفة كلكن
اؼبنظمة مبلئمة ،مث يتم تطبيق على نطاؽ أكسع ككفق اغباجة ،كتتميز ىذه اإلسًتاتيجية بأهنا تتيح للمنظمات ذات
اؼبوارد النسبية بشهور تطبيق إدارة اؼبعرفة كبناء قد رأت اؼبعرفة دكف تكوين األكلوية لتطبيق اؼبدخل اإلدارم ،كما أهنا
أيضا تقلل من اؼبخاطر كتتيح ربقيق اؼبكاسب؛
.3إستراتيجية دعم كجهات النظر المقدمة كالفاعلة:
كتعترب ىذه اإلسًتاتيجية جزءا من ؿباكلة كاسعة هتدؼ إذل ربديد كتقوية اؼبنظمة من خبلؿ كجود إدارة إبداعية
تتطلع إذل األماـ ،كسبيز ىذه اإلسًتاتيجية بأهنا متوسطة اؼبدل فيو ىبص اؼبخاطر ،عبلكة على أهنا ذات مردكد عاؿ
بالنسبة للشركات الطموحة اليت تأخذ على نفسها التزاما بتحقيق ميزة تنافسية دائمة كبسيطة.
Filmen . A, Uriarte, jr, Introduction to Knowledge Management, Asean Fondation, Indonisia, 2008, p 26. 109
فقد أشار إذل أنو عندما تربط مبادرة إدارة اؼبعرفة هبدؼ معُت للعمل كتتوافق مع مفهوـ أما SeeleyكDietrick
القياس الذم يناسب قياـ األداء يف اؼبؤسسة .فيمكن عندئذ تقييم تأثَتىا ،كقدما بعض األفكار لتطوير مقياس ألداء إدارة
( )06خطوات ىي ربديد األىداؼ ،كاختيار طريقة القياس ،كربديد مقاييس أداء خاصة ،كتشكيل اؼبعرفة يتضمن ست
عملية ،ككضع مستويات أداء زمنية ،كاؼبراجعة كالتعديل.
فقد طورت مقياسان خاصان هبا يعتمد على صبع أما منظمة (AMS) (System Management American
القصص اعبادة من الزبائن كاؼبستخدمُت الذين يوثقوف قيمة مبادرة إدارة اؼبعرفة ،كتعتمد مقدار الفائدة للمشاركُت الثبلثة
الرئيسُت يف اؼببادرة ،كىم اؼبستخدموف كاؼبؤسسة كالزبائن كتكوف ىي اؼبقياس لكل مبادرة جديدة هبرم تنفيذىا.
كأشار Tolenعاـ 1999إذل أف مشركع إدارة اؼبعرفة ينبغي أف وبكم عليو كفق القيمة االستبدالية كندرة اؼبعرفة كالقدرة
على التميز كالتعقيد كالضعف ،كالقدرة على اإلبداع.
GuptaكGovindarajanسنة 2000مقياسان من ؾبموعة أسئلة لقياس تدفق اؼبعرفة الداخلي كاػبارجي بُت كطور
كحدة اؼبصدر ككحدات اؽبدؼ ،يقيس ؿبددات انتقاؿ اؼبعرفة من خبلؿ مقياس ليكرت ذم السبع( )07درجات.
Mohammad Abdolو Greenlayك Maloneك Duffyإذل بعض اؼبقاييس اؼبالية كأشار كل من الباحثُت
تقيس فاعلية رأس اؼباؿ الفكرم دبا فيو اؼبعرفة ،مثل (العائد على اؼبوجودات ،كالقيمة السوقية للسهم ،كالعائد على القيمة اليت
اؼبضافة ،كنسبة نفقات البحث كالتطوير إذل إصبارل النفقات اإلدارية ،كنسبة اؼبنتجات اعبديدة إذل إصبارل اؼبنتجات ،كنفقات
110
ضباية العبلمة التجارية ،كإ صبارل النفقات التسويقية ،كنسبة براءات االخًتاع اؼبستثمرة إلصبارل براءات االخًتاع).
) 1997(Malone & Edvinssonكيشبو مبوذج بطاقة النقاط اؼبتوازنة ،فهو مبوذج لقد اقًتح ىذا النموذج من قبل
تقرير شامل ،يقسم رأس اؼباؿ الفكرم للمنظمة إذل أربعة أقساـ كىي:
الرأس الماؿ البشرم :كيتضمن القدرات كالكفاءات اؼبميزة ،القدرات كاإلمكانات ،مهارات كخربات؛
كيتضمن العمليات التنظيمية ،اإلجراءات ،كالتكنولوجيات ،كمصادر اؼبعلومات ،كحقوؽ اؼبلكية اؿ رأس الماؿ الهيكلي:
الفكرية؛
يبثل القيمة الناذبة عن عبلقات الشركة مع الزبائن ،اجملهزكف ،كىيئات الصناعة ،كمنافذ اؿ رأس الماؿ الزبوني:
التسويق؛
اؿرأس الماؿ التنظيمي :كيتألف من رأس ماؿ اإلبداع كرأس ماؿ الزبوف.
كوبلل النموذج كل عنصر من عناصر رأس اؼباؿ الفكرم على حدة لضماف تركيز أكرب يف التحليل كالقياس كتغطى مؤشرات
ىذا اؼبقياس طبس مناطق من النشاط كالًتكيز ىي:
التركيز المالي :كيضم 17مؤشر؛
التركيز على الزبوف :كيشتمل على 20مؤشر؛
التركيز على العملية :كيغطى من خبلؿ 19مؤشر؛
التركيز على إعادة التجديد كالتطوير :كيتألف من 35مؤشر؛
.1البداية؛
.2تطوير اإلسًتاتيجية؛
.3تصميم مبادرة إدارة اؼبعرفة كإطبلقها؛
.4التوسع كالدعم؛
.5ـؤسسة إدارة اؼبعرفة.
كتوجد مقاييس ضمنية مرتبطة بكل مرحلة من ىذه اؼبراحل.
مسوحات األفراد:
خالصة الفصل:
إف إدارة اؼبعرفة تعترب ذات أنبية كباقي اإلدارات من أجل ربقيق الريادة ؼبنظمات األعماؿ ،كذلك ما توصلنا لو من خبلؿ
ىذا الفصل ،إذ هبب إعطاؤىا أنبية كبَتة عبميع اسًتاتيجياهتا كعناصرىا ككذا قياسها حىت تعطي تطبيقا فعاال هبعل اؼبنظمة
ربافظ كتطور ما تتضمنو من معارؼ كتكوف يف تدفق مستمر للمعارؼ.
كمن أجل اؼبسانبة يف تطبيق اؼبنظمة إلدارة اؼبعرفة تطبيقا فعاال ،توجب عليها تعزيز مناخها التنظيمي حيث وبرص على
ربقيق الرؤية اؼبشًتكة اليت تساىم يف ازباذ القرارت من خبلؿ ربط العناصر كاالسًتاتيجيات بالثقافة التنظيمية.
الفصل السادس:
تمهيد:
كقبل أف زبوض اؼبنظمة يف أم عملية من عمليات إدارة اؼبعرفة ،كقبل البدء يف تنفيذ برنامج إدارة اؼبعرفة ،البد ؽبا أف تفهم
جيدا التحديات كالعوائق أماـ عملية مشاركة اؼبعرفة ،كمن مث إتباع الطرؽ كاألساليب اليت سبكنها من التغلب على تلك العوائق،
اليت قد تكوف :عوائق تنظيمية ،أك عوائق تتعلق بدعم اإلدارة ،أك عوائق تكنولوجية.
كىي تلك العوائق اؼبرتبطة باؽبيكل التنظيمي للمنظمة ،كبنقص اىتماـ كدعم إدارهتا، )1العوائق التنظيمية كاإلدارية:
كيتجلى ذلك يف اؼبظاىر التالية:
عدـ كجود حوافز تشجع األفراد على مشاركة اآلخرين ؼبعرفتهم كأفكارىم ،فاألفراد عادة ما وبتفظوف دبا هبعلهم فبيزين
عن اآلخرين ،كبالتارل فهم يف حاجة إذل نظم ربفيز ،ذبعلهم يؤمنوف بأهنم األفضل أف يشاركوا اآلخرين دبعارفهم؛
قياـ التنظيم بتقييم األفكار الفريدة كاؼبميزة بدال من مشاركتها ،األمر الذم هبعل األفراد ال يتبادلوف معارفهم ،بل يسعوف
إذل تطوير أفكارىم اػباصة؛
االفتقار إذل لغة موحدة يفهمها صبيع أفراد التنظيم ،على اختبلؼ األقساـ اليت يشتغلوف فيها؛
تركيز التنظيم على اؼبعرفة الصروبة ،كذباىلو للمعرفة الضمنية؛
كجود اغبدكد كعدـ التنسيق الكايف بُت كحدات كأقساـ اؼبنظمة اؼبختلفة؛
نقص اىتماـ اإلدارة بربنامج إدارة اؼبعرفة ،كدعمو دبختلف الوسائل ،ككذا توفَت كخلق البيئة اؼبناسبة لو كلكي يكتب
للمنظمة النجاح ،ال بد من دعم اإلدارة كالتزامها هبذا الربنامج ،كسعيها إذل ربقيقو كإقباحو ،كقبل ذلك ،هبب أف
تكوف ىذه اإلدارة مقتنعة سباما القتناع هبذا الربنامج كمدل اغباجة إليو.
)2العوائق التكنولوجية :من اؼبمكن أف تسبب التكنولوجيا اليت اختارهتا اؼبنظمة لتطبيق برنامج إدارة اؼبعرؼ ،عائقا أماـ
تنفيذ ىذا الربنامج ،حيث أف التغيَت الدائم ىو جزء من حياة األعماؿ كالعمليات ،كالبد أف يًتافق ذلك التغيَت مع
مواكبة تطور التكنولوجيات اؼبستعملة.
115د .ؿبمد سعيد الطاىر ،إستراتيجيات كتحديات تنفيذ إدارة المعرفة(مقاؿ) ،ؾبلة دراسات حوض النيل ،العدد التاسع ،ص.146
كذبدر اإلشارة ىنا إذل أف التكنولوجيا كحدىا ال تعمل كال تضمن إدارة اؼبعرفة ،فهي أداة تساعد يف إقباز كتسهيل تلك
العملية.
كتشَت كاحدة من أىم الدراسات ،اليت أجريت ؼبعرفة أسباب عدـ انتقاؿ أفضل اؼبمارسات بُت ـبتلف األقساـ داخل اؼبنظمة
الواحدة ،أف أفضل اؼبمارسات ربتاج على األقل إذل عامُت قبل أف تنتشر يف أرجاء التنظيم ،كأف ىناؾ أربعة عوائق أساسية،
تسبب ذلك التأخر يف ربديد كمشاركة أفضل اؼبمارسات داخل التنظيم الواحد ،كىي:
الجهل :كيعٍت أف الشخص الذم يبلك اؼبعرفة ،يعتقد أنو ال يوجد من وبتاج إذل معرفتو ،كيعتقد اآلخركف يف اؼبنظمة أال أحد
يبتلك تلك اؼبعرفة.
عدـ القدرة على أخذ المعرفة :كتعٍت أنو عندما يتم التعرؼ على طريقة األداء األفضل ،قبد أف اؼبنظمة ال سبتلك
أية طريقة ،أك إجراءات معينة ،تساعد يف االحتفاظ بتلك اؼبعرفة كزبزينها كإعادة نشرىا.
عدـ كجود شبكة اتصاؿ :كيعٍت أنو ال يوجد تفاعل يف أداء األقساـ اؼبختلفة فيما بينها ،ففي الغالب وبصل
األفراد على اؼبعرفة من شخص يتعاملوف معو ،كنادرا ما قبد أف طريقة أحدىم قد انتشرت دكف التفاعل بينو كبُت
اآلخرين.
:كيعٍت عدـ التعرؼ على الفوائد كاؼبكاسب ،اليت يبكن أف ذبنيها اؼبنظمة من اكتساب اؼبعرفة نقص في التحفيز
اعبديدة ،كتطبيق الطرائق كاؼبمارسات اؼببتكرة.116
،أـ ىي ،ىل ىي مسؤكلية اؼبديرين التنفذيُت تعد اإلجابة عن التسا ؤؿ عمن تقع عليو مسؤكلية إدارة اؼبعرفة من األمور اؼبهمة
،كبالتارل مسؤكلية اإلدارة العليا ،أـ مسؤكلية مدير إد ارة اؼبعرفة كحده .اؼبعلوـ أف إدارة اؼبعرفة مهمة ترتبط بكل أقساـ اؼبنظمة
،كؽبذا فإف إدارة اؼبعرفة ،إمبا ىي فلسفة كعمليات كثقافة كنشاط كاسًتاتيجيات شاملة ىي ليست كظيفة تناط بقسم ما فيها
،أك ضمن مهاـ ال يبكن أف ينهض بأعبائها طرؼ كاحد يف اؼبنظمة برغم أف البعض يتصور أهنا مهمة قسم اؼبوارد البشرية
،أك اإلدارة العليا للمنظمة – منفردة -خلق بيئة تنظيمية تسمح خبلق ،كال يستطيع مديرك األقساـ قسم البحث كالتطوير
، ،لذا فإف كبل من اإلدارة العليا كاإلدارة التنفيذية( لبص منها األقساـ اإلسًتاتيجية اؼبعرفة كخزهنا كإدامتها كاؼبشاركة هبا كنشرىا
اؼبوارد البشرية ،التدريب ،البحث كالتطوير ،العمليات ،التسويق) ،فضبل عن إدارة اؼبعرفة -كقسم مستحدث -ك بعمل صبعي
،سواء كاف ىذا الربنامج يستهدؼ ؾباالت معا ىم القادركف على خلق ىذه البيئة اؼبواتية لنجاح برنامج إدارة اؼبعرفة
،كىو اؼبسؤكؿ تقع على مدير إدارة اؼبعرفة الرئيس معاعبة القضايا الصعبة اؼبرتبطة بالعمليات عرب األقساـ كاؼبنظمة ككل
،كيكوف دكرىا ىنا تنسيقا ،ألف البنية التحتية للتكنولوجيا البلزمة إلدارة اؼبعرفة عن هتيئة البنية التحتية اؼببلئمة يف ؾباؿ التقنيات
تقع خارج سلطة مدير إدارة اؼبعرفة .كقد حدد Rastogiدكر مدير اؼبعرفة يف األنشطة اليت يؤديها على األصعدة اآلتية:
- 1المستول:
إدارة اؼبعرفة عند اؼبستويات اؼبتفاعلة لؤلفراد كالفرؽ كصباعات اؼبمارسة كاؼبنظمة يكوف دكره ىنا ىو مراقبة أنشطة
ككل كاؼبشاركة دبعرفتهم ،كتبادؿ األفكار ككجهات النظر بينهم بطريقة منتظمة كمستمرة؛
- 2العملية:
يكوف دكره ىنا تطوير كتوسيع كتنسيق عمليات إدارة اؼبعرفة يف كل اؼبنظمة؛
- 3تطوير القابليات:
،كابتكار اعبديد منها .ككذلك ابتكار يكوف دكره على ىذا الصعيد ىو تسهيل تطوير كتفعيل الكفاءات اؼبوجودة
القابليات اؼبصممة لتوفَت ميزة تنافسية للمنظمة؛
- 4التكنولوجيا:
،كالفرص اليت ردبا تبتكرىا ،كاؼبساعدة يف تقرير مىت يتم تبنيها يكوف دكره ىو تقدًن التكنولوجيا اؼببلئمة للمنظمة
ككيفية تنفيذىا كيهتم مدير اؼبعرفة بتصميم تكنولوجيا اؼبعلومات اليت تدعم البنية التحتية إلدارة اؼبعرفة؛
- 5تطوير رأس الماؿ البشرم:
يف ىذا السياؽ يهتم مدير إدارة اؼبعرفة بإدارة برامج التعلم كالتدريب يف اؼبنظمة كمبادرات تطويرىا كإنشاء مراكز
التعلم الداخلي كالصفي ،كيهتم بتصميم كتنفيذ أنظمة اغبوافز كتقييم األداء اؼبنسجمة مع أىداؼ إدارة اؼبعرفة؛
- 6النتائج:
يساىم يف تصميم ك تنفيذ مصفوفات األداء هبدؼ قياس نشاط ك فاعلية إدارة اؼبعرفة.
ىناؾ ؾبموعة من العوامل اليت تساعد يف قباح إدارة اؼبعرفة عند تطبيقها يف مؤسسة أك منظمة حبيث ربقق للمؤسسات
كاؼبنظمات ميزة تنافسية.
119
حدد (دافبورت )1997ؾبموعة من العوامل يبكن أف تؤدم إذل قباح إدارة اؼبعرفة يف مؤسسة ما كىي كاآليت:
الًتكيز على قيم اؼبنشأة أك اؼبؤسسة كأنبيتها كضماف الدعم اؼبارل من اإلدارة العليا؛
توافر قاعدة تقنية كتنظيمية يبكن البناء عليها؛
تبٍت ثقافة ( الصداقة اؼبعرفية) اليت تقوـ على دعم االستخداـ اؼبتبادؿ للمعرفة؛
ضماف تعدد القنوات اؼبعرفية لتسهيل عملية نقل اؼبعرفة كوف األفراد (العاملُت) ؽبم طرؽ ـبتلفة لتنفيذ األعماؿ
كالتعبَت عن أنفسهم؛
تطبيق فرص ربفيزية كاؼبكافآت كالتميز لدفع العاملُت للمسانبة يف خلق كاستخداـ اؼبعرفة اؼبتوفرة.
تمهيد:
إف االقتصاد اؼبعريف مفهوـ جديد ظهر عقب الثورة الصناعية كثورة االتصاالت كيعتمد اعتمادا أساسيا على تكنولوجيا
اؼبعلومات ،فهو يبتلك القدرة على االبتكار كتوليد األفكار كإهباد منتجات معرفية غَت معركفة سابقا يف األسواؽ ،إذ ىو
اقتصاد مفتوح بكل معٌت الكلمة.
إف بناء ؾبتمع اؼبعرفة وبتاج بصورة رئيسية إذل تعليم عاؿ متطور ،يفتح صبيع نوافذ العلم كالتقنية كأبواب فكر العمل
كاإلنتاج ،كىبطط بثقة ؼبستقبل زاىر ،كيسهم يف اإلبداع كاالبتكار كيقوـ بتهيئة الكوادر ،كيتعاكف كيبٍت الشراكات اؼبعرفية مع
اؼبؤسسات اؼبختلفة داخليا كخارجيا ،كىناؾ مؤشرات يف الوقت اغباضر على مثل ىذه التوجهات ،تقودىا اعبامعات اؼبتميزة
جبهود حثيثة ىذه اؼببادرات تدعم التكامل كالتوافق كاؼبتابعة كالتعلم كاكتساب اػبربة ،كما تدعم التعلم من التجارب السابقة
ليس من النجاح فقط ،بل احتماالت اإلخفاؽ أيضا ،يف ىذا الفصل سيتم التطرؽ إذل اقتصاد اؼبعرفة ،أنبيتو ،أىم اؼبرتكزات،
ككذا ؾبتمع اؼبعرفة ،مفهومو ،أبعاده ،خصائصو.
أكال :االقتصاد المعرفي:
ريد ( )Raidبأهنا رأس ماؿ فكرم ،كقد كصف رأس اؼباؿ الفكرم بأنو لقد تعددت اآلراء حوؿ ىذا اؼبفهوـ ،فيعرفو
اؼبادة الفكرية اؼبتكونة من اؼبعلومات كاؼبعرفة كاؼبهارات كاػبربات ذات القيمة االقتصادية كاليت يبكن كضعها موضع التطبيق هبذه
خلق الثورة كتشَت اػبصائص اؼبشًتكة ؼبفهوـ اقتصادم قائمة على التقنية كاإلبداع كالتطوير لتحقيق التنمية االقتصادية.
كما يستند ىذا االقتصاد على أربعة ركائز أساسية تتمثل يف االبتكار (البحث كالتطوير) كالتعليم ككجود بنية ربتية مبنية
120
على تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت إضافة إذل اغبكومة الرشيدة القائمة على أسس اقتصادية قوية.
،جامعة ؿبمد الصديق بن وبي جيجل ،ؾبلة قبس للدراسات اإلنسانية 120د .بواب رضواف ،اإلسهامات كاألدكار الجديدة للجامعة في ظل اقتصاد المعرفة –الواقع كالتحديات
كاالجتماعية ،اجمللد ،03العدد ،2019 ،02ص .577
كعرؼ اقتصاد اؼبعرفة أيضا بأنو " االقتصاد الذم ينشئ الثركة من عمليات كخدمات اؼبعرفة اإلنشاء ،التحسُت،
التقاسم ،التعلم كالتطبيق عرب القطاعات االقتصادية كافة باالعتماد على األصوؿ البشرية كالبلملموسية كفق خصائص كقواعد
121
جديدة" كىذا التعريف يعترب اؼبعرفة أىم رأظباؿ لتحقيق الربح يرتكز على العنصر البشرم كصاحب معرفة كعامل هبا.
إف االقتصاد اؼبعريف اؼبقًتف بتكنولوجيا اإلعبلـ كاالتصاؿ ىو اقتصاد السرعة الفائقة ،فإذا كاف االقتصاد التقليدم يف العصر
الصناعي ىو اقتصاد اغبركة البسيطة ككسيلتو ىي السكك اغبديدية كالسيارات كالربيد التقليدم ،فإف االقتصاد اؼبعريف ىو
اقتصاد اغبركة السريعة ،ككسيلتو ىي األقمار الصناعية كالربيد اإللكًتكين ،حيث أف التحوؿ من االقتصاد التقليدم إذل
االقتصاد اؼبعريف يصنع ربديا أماـ إدارة مؤسسات األعماؿ ،ففي ظل االقتصاد التقليدم كاف التحدم الذم يواجو اؼبؤسسات
ىو كيفية (إدارة الندرة) يف اؼبوارد (األمواؿ ،اؼبعدات ،اليد العاملة) كاليت تتناقص باالستخداـ ،أما يف ظل اقتصاد اؼبعرفة فقد
انتقل التحدم إذل (إدارة الوفرة) حيث ربوؿ االىتماـ إذل خلق الوفرة يف اؼبعلومات كاؼبعرفة اليت تزداد قيمتها باالستخداـ ،فقد
أصبحت اؼبعرفة كرأس اؼباؿ الفكرم أىم مستلزمات االقتصاد اؼبعريف كاؼبوجودات األكثر أنبية يف اؼبؤسسات.
كفبا زاد من مربرات التحوؿ إذل االقتصاد اؼبعريف كزيادة أنبيتها ىو النمو السريع للمعرفة ،كظهور فركع علمية جديدة
كاتساع ؾباالت البحث كالتطوير ،إضافة إذل التطور التكنولوجي الكبَت الذم يشهده العادل حاليا يف ـبتلف اجملاالت العلمية
122
كالتقنية.
.2أىميتو:
تربز أنبية اقتصاد اؼبعرفة من خبلؿ إسهامو يف رفع كربسُت األداء كاإلنتاجية كزبفيض كلفة اإلنتاج كربسُت النوعية كذلك
باستخداـ الوسائل كاألساليب التقنية اؼبتقدمة كذلك يستدعي ضركرة اكتساب اؼبؤسسة لتلك التقنيات كالعمل على تطبيقها
كاستغبلؽبا كتكييف مواردىا البشرية معها من خبلؿ تدريبها كتكوينها.
كما أصبحت اؼبعرفة األساس اؼبهم يف توليد الثركة يف اقتصاد اؼبعرفة فبا أدل إذل رفع كربسُت اإلنتاجية كالذم بدكره
يؤدم إذل رفع الدخل القومي كحسن دخل الفرد.
123
ساىم اقتصاد اؼبعرفة كمعطياتو كتقنياتو يف إحداث التجديد كالتحديث كالتطور للنشاطات االقتصادية كبشكل سريع.
متطلبات االقتصاد المعرفي:
121ظبراء كحبلت ،تمكين المعرفة في المنظمات الجزائرية -دراسة ميدانية دبكتبات جامعة باتنة ،-مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستَت يف علم اؼبكتبات ،كلية العلوـ اإلنسانية كالعلوـ
االجتماعية ،قسم علم اؼبكتبات ،جامعة منتورم ،قسنطينة ،2009/2008 ،ص.71
122ا .بن جيمة مرًن ،مرجع سبق ذكره ،ص .129
123أ .بوراف ظبية ،أ.د شليل عبد اللطيف ،تنمية األصوؿ الذكية كاالندماج في االقتصاد المعرفي ،ؾبلة اقتصاديات اؼباؿ كاألعماؿ ،العدد السادس ،2018 ،ص.367
إف أكؿ العمليات البلزمة إلدارة اؼبعرفة ،ىي اغبصوؿ على اؼبعرفة الدقيقة ،كالصحيحة ،كتوثيقها مث تبادؽبا عرب كسائل
التفاعل اؼبختلفة ،داخل اؼبنظمة دبا يف ذلك االنًتنيت ،كلبناء نظاـ إدارة اؼبعرفة هبب أف تتوفر اؼبتطلبات ،كاؼبقومات األساسية
لذلك ،كنلخصها يف ما يلي:
إف ظهور االقتصاد اؼبعريف العاؼبي كاالعًتاؼ باؼبعرفة كموجود جوىرم غَت ملموس ماديا كضع ربديات جديدة أماـ إدارة
منظمات األعماؿ دفعها إلعادة ترتيب أكلياهتا ،فالتطور الفكرم يف مسألة اؼبعرفة أكجد ربديات جديدة تتيح اجملاؿ أماـ ظهور
مسالك نوعية للنمو كالتطوير ،ففي ظل االقتصاد الصناعي كاف التحدم الذم يواجو اؼبنظمات ىو كيفية (إدارة الندرة) يف
اؼبوارد (األمواؿ ،اؼبعدات ،قوة العمل) كاليت تتناقص باالستخداـ ،أما يف ظل اقتصاد اؼبعرفة ،فقد انتقل التحدم إذل (إدارة
الوفرة) ،حيث ربوؿ االىتماـ إذل خلق الوفرة يف اؼبعلومات كاؼبعرفة ،تلك اؼبوجودات اليت تزداد قيمتها باالستخداـ ،كىذا
مكمن السر يف ديناميكية االقتصاد اغبديث ،إف بعض اؼبنظمات -كليس كلها -سبتلك عناصر االقتصاد العاؼبي اعبديد
اؼبتمثلة يف رأس اؼباؿ الفكرم (اؼبوىبة البشرية) ،كىذا يقلص الفجوة بُت ىذه اؼبنظمات كاؼبنافسات ؽبا.
حوؿ االقتصاد اؼبعريف توجو اؼبنظمات اؼبعاصرة من كثافة االستثمار يف تكنولوجيا اؼبعلومات إذل مفهوـ اؼبنظمة اؼبكثفة
Duffyإذل أف اؼبنظمات تدرؾ أهنا لكي تكوف منافسة هبب أف تستفيد دبا تعرفو كما تتعلمو ،كإف معرفيا ،كهبذا الصدد يشَت
124فرحايت لويزة ،دكر رأس الماؿ الفكرم في تحقيق الميزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية في ظل اقتصاد المعرفة -دراسة حالة شركة االظبنت عُت التوتة باتنة ، -كلية العلوـ
االقتصادية كالتجارية كعلوـ التسيَت ،قسم علوـ التسيَت ،جامعة ؿبمد خيضر-بسكرة ،2016/2015 ، -ص .47
فهم كتعزيز العبلقات اغبرجة يكوف أساس النجاح يف االقتصاد اؼبعريف ،كإف الزبائن كاجملهزين كاؼبشاركُت كاؼبستخدمُت كضبلة
األسهم ؽبم مصلحة مشًتكة يف االزدىار االقتصادم للمنظمات اليت يعملوف فيها.
اؼبفاىيم اؼبطلوبة يف التنظيم اؼبستقبلي ىو إهباد كحدات اؼبعرفة ،حيث يكوف تفكَت اؼبنظمة ؿبفزا بالعبلقات الديناميكية
اؼبتداخلة ،أما السلوؾ فيعرب عن قبوؿ اؼبخاطرة بالتغيَت كاإلبداع أكثر من السعي للمحافظة على الوضع الراىن ،كمفهوـ ؾبتمع
اؼبعرفة ىو الذم يعمق قيم االلتزاـ كالوالء للعاملُت.
إف التحدم الذم يواجو اؼبنظمة اؼبعاصرة ليس يف توليد اؼبعرفة ذاهتا ،كإمبا يف كيفية استطاعتها تفعيل اؼبعرفة اؼبتولدة
125
كعكسها يف التطبيق ،إلضافة قيمة ؽبا أكال ،كيف الدكر الذم تلعبو يف ربوؿ اؼبنظمة إذل االقتصاد اؼبعتمد على اؼبعرفة ثانيا.
لن لبوض ؾبددا يف التطور التارىبي للمعرفة ككذا مفهومها على اعتبار أنو قد مت التطرؽ إليو آنفا ،حيث أننا سنكتفي
باعبانب اؼبفاىيمي اػباص دبجتمع اؼبعرفة مباشرة ،فهناؾ عدة تعاريف يبكن أف ينعت هبا ىذا النوع من اجملتمعات ،كلكن قبل
يعرؼ ؾبتمع اؼبعرفة على أنو ":اجملتمع الذم يعتمد على التعليم اؼبستمر كالتطوير للعنصر البشرم ،كحفزه على زيادة
العلم كاؼبعرفة"؛
يعرؼ تقرير اؼبعرفة العريب ؾبتمع اؼبعرفة على أنو" :اجملتمع الذم تتقاطع فيو التكنولوجيا كاالقتصاد كاجملتمع بشكل
126
تفاعلي ربتضنو بيئة سبكينية هتيئ لو اؼبؤسسات كالتشريعات"؛
يعرؼ تقرير التنمية اإلنسانية العربية ؾبتمع اؼبعرفة على أنو" :اجملتمع الذم يقوـ أساسا على نشر اؼبعرفة كإنتاجها
127
كتوظيفها يف صبيع ؾباالت النشاط اجملتمعي"؛
كيف تعريف آخر " :ؾبتمع اؼبعرفة يقصد بو ذلك اجملتمع الذم لديو القدرة على إنتاج اؼبعرفة كصناعتها كالتحوؿ كبو
اجملتمع اؼبعريف كإثراء اغبركة اؼبعرفية كذلك من خبلؿ توظيف اؼبعلومات لصاحل اجملتمع كلتنفيذ برامج التنمية إضافة إذل
القدرة على التعامل مع تقنية اؼبعلومات كاستخدامها يف ؾباالت اغبياة كافة ،كاعتبار اؼبعرفة إحدل دعائم االقتصاد
128
الوطٍت"؛
من خبلؿ التعاريف السابقة يبكن طرح اؼبقصود دبجتمع اؼبعرفة كىو ذلك اجملتمع الذم يتميز أفراده بامتبلؾ للمعلومات
كسهولة تداكؽبا كنشرىا كتوظيفها.
حظي مفهوـ ؾبتمع اؼبعرفة باىتماـ دكرل كبَت يف ظل التحوالت الكبَتة اليت شهدىا العادل يف اجملاالت العلمية كالتكنولوجية
كالسياسية ،حيث نظمت اؼبؤسبرات كالندكات كاغبلقات الدراسية اليت عاعبت موضوع تكوين اجملتمع اؼبعريف كرسم صورة
1995ـ الشراكة كالتعاكف بأهنا اػبطوة األساسية للعمل مستقبلية جملتمع قائم على اؼبعرفة كالوعي ،إ ْذ يع َّد (مؤسبر برشلونة) سنة
يف نشر اؼبعرفة كالتعاكف ،فالتعاكف كالشراكة يؤدياف إذل توسيع آفاؽ اؼبعرفة كبناء ؾبتمعها ،إف مصطلح ؾبتمع اؼبعرفة حديث
نسبيان يتضمن اذباىُت اثنُت:
األكؿ :يطلق على صباعة من الناس ذبمع بينهم اىتمامات فكرية أك دينية أك علمية أك سياسية ،فيشكلوف تكتبلن يف ؾبتمعات
معرفية صغَتة ،هبمعوف فيها ما توصلوا إليو من معارؼ كمعلومات كإقبازات كغَت ذلك.
الثاني :كىو أكسع كأعمق ،حيث يش ّك يل ؿبوران أساسيان لدل العديد من الطركحات كالدراسات اؼبستقبلية اؼبتخصصة.
دلعرفة ،كظباىا ؿبطات دكرة اؼبعرفة، كىذه األنشطة أك ادلراحل ىي ذاهتا اليت أكد عليها بكرم عندما حاكؿ تعريف ؾبتمع ا
كىي:
إلنساف على التفكَت كا إلبداع توليد المعرفة ،إذ تبدأ من التفاعل بُت اغبقائق كاؼبعارؼ اؼبتوفرة كبُت قدرات عقل ا
كاالبتكار ،ففي إطار بيئة ـالئمة تتولد معرفة جديدة ؛
كىذا يتطلب بنية ربتية ربقق عملية النشر اؼبطلوبة ،كإيصاؽبا إذل كل من يبكن أف يستفيد منها نشر المعرفة،
بأساليب التعليم كالتدريب اؼبختلفة ،ليظهر أثرىا الكلي يف الناتج اإلصبارل للمجتمع؛
كربويلها إذل سلع كخدمات .كيف الواقع أف قوة اؼبعرفة تأيت من استخدامها كتوظيفها يف شؤكف استخداـ المعرفة،
اغبياة.
دلعرفة كاستخدامها يؤدياف إذل ظهور مصادر جديدة لتوليدىا، كتغذم ؿبطات دكرة اؼبعرفة بعضها مع بعض ،فنشر ا
كاؼبعرفة اؼبتولدة يتطلب األمر نشرىا كاالستفادة منها.
إف ما نلمسو من تطور ىائل يف اجملتمعات نتيجة للفكر اإلنساين اؼبًتاكم كحسن توظيفو ػبدمة االحتياجات اإلنسانية ،إذل
جانب ما ندركو من تطورات متزايدة يف تقنيات اؼبعلومات كاالتصاؿ كغَتىا من تقنيات ،كما أدل إليو كل ذلك من مبو كبَت
يف العلوـ كاؼبعارؼ كتداخل بينها إذل جانب االنتقاؿ كاالنسياب السريع لتلك اؼبعارؼ داخل اجملتمعات ،فإننا يبكن أف نثق
بأف نتائج تنامي كإعماؿ ىذا الفكر يبشر بنقبلت نوعية باجملتمعات كالدكؿ كالعادل أصبع .بل إف اجملتمعات تتجو بصورة
متزايدة يف إطار ذلك االذباه الساعي إذل ترسيخ االعتماد على اؼبعرفة كتأكيد دكرىا احملورم يف بناء كتنمية الثركات كربقيق
التقدـ كالرفاىية كال شك أف ذلك ىو الطريق للتحوؿ إذل ؾبتمعات كاقتصاديات اؼبعرفة.
توافر مستول عاؿ من التعليم ،كمبو متزايد يف قوة العمل اليت سبلك اؼبعرفة كتستطيع التعامل معها؛
القدرة على اإلنتاج باستخداـ الذكاء الصناعي كربوؿ مؤسسات اجملتمع اػباصة كاغبكومية كمنظمات اجملتمع اؼبدين
إذل ىيئات كمنظمات دائمة التعلم مع االحتفاظ بأشكاؿ اؼبعرفة اؼبختلفة يف بنوؾ اؼبعلومات كإمكاف إعادة صياغتها
كتشكيلها كربويلها صياغتها كتشكيلها كربويلها إذل خطط تنظيمية؛
كجود مراكز للبحوث قادرة على إنتاج اؼبعرفة كاالستفادة من اػبربات اؼبًتاكمة كاؼبساعدة يف خلق كتوفَت اؼبناخ الثقايف
الذم يبكنو فهم مغزل ىذه التغَتات كالتجديديات كيتقبلها كيتجاكب معها .فمجتمع اؼبعرفة ىبتلف عن ؾبتمع
اؼبعلومات الذم يقوـ على استخداـ تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاؿ يف أنو ؾبتمع قادر على إنتاج الربؾبيات اليت
تعترب من أشكاؿ اؼبعرفة اؼبختلفة كليس فقط استخداـ أك حىت إنتاج اؼبعدات الصلبة ،أك األجهزة اليت تستخدـ يف
اغبصوؿ على اؼبعرفة .كإذا كاف اإلنتاج يف اجملتمع الصناعي يعتمد على اؼبعرفة اؼبتاحة فإف اؼبعرفة يف ؾبتمع اؼبعرفة
اؼبستقبلي تعترب ىي القدرة على العمل ،كلذا ربتاج ىذه اؼبعرفة إذل مراجعة مستمرة على ربتاج إذل تكنولوجيا
اؼبعلومات حىت يبكن ربويلها إذل مشركعات كسلع تقوـ عليها اقتصاديات اؼبعرفة يف اجملتمع اعبديد .كإذا كانت
التجربة كالتعليم نبا اؼبصدراف األساسياف للمعرفة ،فإف اؼبشكلة اليت يتعُت التصدم ؽبا ىي ربديد نوع اؼبعرفة اليت
سوؼ وبتاج إليها ؾبتمع اؼبستقبل ،كاليت يبكن تطبيقها كتسويقها ألف اؼبعرفة اليت ال تباع كال تشًتل ،كما قاؿ أحد
اؼبفكرين األمريكيُت سوؼ تعترب عديبة اعبدكل كالفائدة.
أبعاد مجتمع المعرفة:
130
من أىم أبعاد ؾبتمع اؼبعرفة نذكر ما يلي:
البعد االقتصادم:
129د.أظبهاف ماجد الطاىر ،إدارة اؼبعرفة ،جامعة العلوـ التطبيقية ،دار كائل للنشر ،عماف ،األردف ،الطبعة الثانية ،2015 ،ص ص .283-282
130د.أظبهاف ماجد الطاىر ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .279-278
تعترب اؼبعلومة يف ؾبتمع اؼبعرفة ىي السلعة أك اػبدمة الرئيسية كاؼبصدر األساسي للقيمة اؼبضافة كخلق فرص العمل
كترشيد االقتصاد ،كىذا يعٍت أف اجملتمع الذم ينتج اؼبعلومات كيستعملها يف أعمالو كاقتصاده كنشاطاتو اؼبختلفة ىو
اجملتمع الذم يستطيع أف ينافس كيفرض نفسو.
البعد التكنولوجي:
إف ؾبتمع اؼبعرفة يعٍت انتشار كسيادة تكنولوجيا اؼبعلومات كتطبيقها يف ـبتلف ؾببلت اغبياة ،يف اؼبصنع أك اؼبزرعة
كاؼبكتب كاؼبدرسة كالبيت ، ..كىذا يعٍت ضركرة االىتماـ بالوسائط اإلعبلمية كاؼبعلوماتية كتكييفها كتطويعها حسب
الظركؼ اؼبوضوعية لكل ؾبتمع ،سواء يف ما يتعلق باؼبعدات أك الربؾبيات ،كما يعٍت البعد التكنولوجي لثورة
اؼبعلومات توفَت البنية البلزمة من كسائل اتصاؿ كتكنولوجيا االتصاالت كجعلها يف متناكؿ اعبميع.
البعد االجتماعي:
يؤكد ؾبتمع اؼبعرفة على ضركرة سيادة درجة معينة من الثقافة اؼبعلوماتية يف اجملتمع ،كزيادة مستول الوعي بتكنولوجيا
اؼبعلومات ،كأنبية اؼبعلومة كدكرىا يف اغبياة اليومية لئلنساف كاجملتمع ،فهناؾ مطالبة بتوفَت الوسائط كاؼبعلومات
الضركرية من حيث الكم كالكيف كمعدؿ التجدد كسرعة التطوير للفرد.
البعد الثقافي:
يعٌت ؾبتمع اؼبعرفة بإعطاء أنبية معتربة للمعلومة كاؼبعرفة ،كاالىتماـ بالقدرات اإلبداعية لؤلشخاص ،كتوفَت امكانية
حرية التفكَت كاإلبداع ،كالعدالة كاؼبساكاة يف توزيع العلم كاؼبعرفة كاػبدمات بُت الطبقات اؼبختلفة يف اجملتمع ،كما
يعٌت بنشر الوعي كالثقافة يف اغبياة اليومية للفرد كاؼبؤسسة كاجملتمع ككل.
البعد السياسي:
يعٌت ؾبتمع اؼبعرفة بإشراؾ اعبماىَت يف ازباذ القرارات بطريقة رشيدة كعقبلنية ،أم مبنية على استعماؿ اؼبعلومات،
كىذا بطبيعة اغباؿ ال وبدث إال بتوفَت حرية تداكؿ اؼبعلومات ،كتوفَت مناخ سياسي مبٍت على الديبقراطية كالعدالة
كاؼبساكاة ،كإقحاـ اعبماىَت يف عملية ازباذ القرار كاؼبشاركة السياسية الفعالة.
كالشكل أسفلو يظهر أبعاد ؾبتمع اؼبعرفة.
اقتصاد المعرفة
مجتمع المعرفة
131جيدكرم صابر ،األبعاد الًتبوية عبدؿ الثابت كاؼبتحوؿ يف فلسفة الًتبية ،دراسة ربليلية :مقارنة يف األنساؽ الفكرية للًتبية العربية ،ؾبلة جامعة دمشق للعلوـ الًتبوية،دمشق ،اجمللد ،25العدد
1ك.2009 ،2
132اجمليدؿ عبد اهلل ،دراسة مقارنة ؼبعوقات البحث العلمي يف مؤسسات التعليم العارل اغبكومية كاػباصة ،حبث ميداين ،ؾبلة دراسات اػبليج كاعبزيرة العربية ،ؾبلس النشر العلمي ،الكويت ،العدد
2 ،1ك.2006 ،3
العلمية خاصة اليت تتعلق باؼبشاريع الكبَتة ،فقد بات كاضحان أنبية توفَت التمويل البلزـ إلجراء ىذه
133
البحوث ،كالعمل على تسويقها كنوع من اؼبسانبة الفعالة يف ىذا اجملاؿ؛
)3نشر ثقافة المعرفة:
أصبح من اؼبؤكد أف نسق القيم كاؼبعايَت اؼبعرفية يساعد يف سد الفجوة اؼبعرفية اؼبوجودة بُت اقتصاد اؼبعرفة
كؾبتمع اؼبعرفة ،كما أف إنتاج اؼبعرفة كتوزيعها يتطلب تبادؿ األفكار ،كاؼبعايَت كاؼبعتقدات الثقافية ،فضبلن عن
أف تبادؿ اؼبعرفة كتقاظبها وبتاج إذل دعم القيادة اؼبعرفية ؽبما ،كؽبذا السبب فإف التعليم مدل اغبياة كتكاملو
داخل نسق اؼبصفوفة االجتماعية الثقافية من أجل تنمية اؼبصادر البشرية وبدد توجهان أساسيان جملتمع اؼبعرفة،
كىو ثقافة التعلم مدل اغبياة اليت تتطلب رسم السياسات كتطوير اؼبؤسسات اليت تدعم العدالة يف توزيع
فرص التعلم مدل اغبياة كتوفَتىا ألفراد اجملتمع ،مع إعطاء اىتماـ خاص للفئات احملركمة ثقافيان“ .كمع
اإليباف بأنبية اؼبعرفة الثقافية كمدخل للتواصل كإرث مشًتؾ كتعبَتات خبلقة ،إال أف اإلنساف اؼبعاصر يعيش
أنساؽ من طفرات التغَت اغباصلة يف ـبتلف جوانب اغبياة كمكونات الوجود
ه صدمة ثقافية اغًتابية فرضتها
االجتماعي كالثقايف ،كقد كصفت ىذه التحوالت الكبَتة يف اجملتمع اإلنساين اؼبعاصر ربت عناكين مثَتة
كملفتة للنظر مثل :ما بعد العوؼبة ،كما بعد اغبداثة ،كما بعد اؼبعرفة ..كىي عناكين ترمي يف جوىرىا إذل
كصف التقدـ اؽبائل الذم حصل على صعيد ثورة االتصاؿ كثورة اعبينات كالثورة الرقمية كثورة اؼبعرفة ..
كغَتىا من الثورات اليت أثرت على مبط اؼبعرفة الثقافية السائد يف اجملتمعات ،حيث أصبحنا أماـ مفهومُت
للثقافة أحدنبا يؤنسن ،كالثاين يشيئ ،أم هبعل اإلنساف ؾبرد شيء ىبضع لقوانُت العرض كالطلب ،أحدنبا
يعلي من اإلنساف شأنان غائيان بينما يدفعو اآلخر إذل دائرة التشيُّؤ كاالستهبلؾ .كيبكن القوؿ :إنو بوجود ىذه
كؿباصران ،كبفعلها أصبح يعيش يف حالة سلبية دائمة
الثنائية الثقافية أصبح اإلنساف العريب مغيبان كمهمشان ى
كغيبوبة نقدية فائقة الوصف ،فبا يقتضي من أنظمة التعليم يف العادل العريب ترسيخ مقومات الذىنية العلمية
كإعماؿ العقل كاإلفادة من منجزات الثورات العلمية ،كسبكُت الباحثُت من إنتاج اؼبعرفة اليت ربرؾ طاقات
اإلنتاج ،فضبلن عن ضركرة أف تتجاكز ؾبرد النقل كالتقليد كاالكبباس يف ثقافة الرصيد اؼبوركث إذل آفاؽ
134
التحديث العقلي كما يرتبط بو من مناىج علمية كعقلية متطورة؛
أسس بناء مجتمع المعرفة:
135
يسس اليت ال بي ّد منها؛ لبناء ؾبتمع اؼبعرفة كىي:
أكرد تقرير التنمية اإلنسانيّة العربيّة ؾبموعةن من األ ي
ى
كمستنَتان ،كأصيبلن؛
عاـ ،حبيث يكوف يمنفتحان ،ي
معريف ّ
إنشاء مبوذج ّ
133سكراف ؿبمد ،كظائف اعبامعية اؼبصرية على ضوء االذباىات التقليدية كاؼبعاصرة ،دار الثقافة للنشر كالتوزيع ،القاىرة.2001 ،
134يف االغًتاؼ الثقايف اؼبعاصر ،ؾبلة اؼبعرفة السورية ،دمشق ،سوريا ،العدد .2011 ،571كطفة علي،
135عبد الرضباف عبد السبلـ جامل ،ؿبمد عبد الرزاؽ ابراىيم كيح ،التعليم االلكًتكين كآلية لتحقيق ؾبتمع اؼبعرفة ،جامعة البحرين ،مركز التعليم االلكًتكين ،البحرين ،2006 ،ص .11
التكنولوجي يف األنشطة اجملتمعيّة صبيعها ،كتوطُت العلم؛
ّ االىتماـ ببناء اؼبقدرة الذاتيّة على البحث ،كالتطوير
تؤدم إذل إنتاج اؼبعرفة ،فبّا يعٍت اإلبداع،
االىتماـ حبيّريات التعبَت ،كالرأم ،كضماهنا ،حيث إ ّف من شأهنا أف ّ
التكنولوجي ،كما إذل ذلك من أمور؛
ّ كالتطوير ،كاالبتكار
اؼبستمر مدل اغبياة ،كإعطاء األكلويّة للتعليم يف
ّ االىتماـ بنشر التعليم الراقي بشكل كامل ،مع اغبرص على التعليم
بكرة ،كربسُت جودة التعليم يف اؼبراحل صبيعها ،باإلضافة إذل االىتماـ بتطوير التعليم العارل ،كما ال مرحلة الطفولة اؼب ِّ
ي
كحد أدىن؛
اػباصة بو إذل عشرة صفوؼ ٍّ ّ الفًتة يادة
ز مع للجميع، ا
ي نتاح م يكوف حبيث األساسي
ّ التعليم بي ّد من تعميم
بشكل حثيث يف البيئة االقتصاديّة ،كاالجتماعيّة ،كذلك عن طريق التنويع يفو بالتحوؿ إذل إنتاج اؼبعرفة
ُّ االىتماـ
األسواؽ ،كاالعتماد على اؼبعرفة الذاتيّة ،كالقدرات التكنولوجيّة ،كتطوير اؼبوارد القابلة للتجدُّد.
.
الفصل الثامن:
أنظمة المعلومات اإلستراتيجية
الفصل الثامن :أنظمة المعلومات االستراتيجية
تمهيد:
اإلسًتاتيجية دكرا ىاما يف اإلدارة العليا إذ انو يستحوذ على أنبية خاصة نابعة من الدكر الذم تلعب نظم اؼبعلومات
اإلسًتاتيجية كتوفر مثل ىذه اؼبعلومات ابمداد مراكز ازباذ القرار باؼبعلومات يؤديو يف حياة اؼبنظمات ،كوف ىذا النظاـ يقوـ
قد تنقل اؼبنظمات نقلة نوعية كبَتة جدا من اؼبمكن أف يضعها يف مصنف اؼبنظمات.
136عبد القادر شارؼ ،دكر نظم المعلومات اإلستراتيجية في تدعيم الميزة التنافسية بالمؤسسات الجزائرية ،أطركحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ،جامعة اعبزائر ،اعبزائر.2010 ،
137صاحل ،دلفُت ؿبمد ،دكر القيادة الرؤيوية كـبرجات نظاـ اؼبعلومات اإلسًتاتيجي كعبلقتو باؼبيزة التنافسية ،دراسة ميدانية بغزة ،رسالة ماجستَت ،جامعة غزة اإلسبلمية.2001 ،
138االجبي كوثر ،إستراتيجية التطوير في القطاع المصرفي العربي في مواجهة العولمة ،اؼبؤسبر العلمي الرابع ،الريادة كاإلبداع ،القاىرة ،مصر.2005/03/16-13 ،
139نفس اؼبرجع.
إستتيجي ".الطبعة األكذل :دار كائل للنشر كالتوزيع ، .األردف ،2005،ص.33
اإلستتيجية مدخل را
را 140الزعيب حسن علي"نظم المعلومات
تعريف آخر :ىي نظم معلومات زبدـ اؼبستول االسًتاتيجي مهمتها ربويل البيانات إذل معلومات إسًتاتيجية زبدـ
اإلدارة العليا يف مرحلة التحليل االسًتاتيجي كصياغة اإلسًتاتيجية141؛
SISىبتلف عن باقي نظم اؼبعلومات بأنو كمن خبلؿ التعاريف السابقة نستخلص أف نظاـ اؼبعلومات اإلسًتاتيجية
يتناكؿ جوانب إسًتاتيجية مثل الفرص كالتهديدات يف البيئة اػبارجية(التنافسية) ،كجوانب القوة كالضعف يف البيئة
الداخلية .أم دبعٌت آخر انو يساىم مسانبة جوىرية يف التحليل االسًتاتيجي الذم يساعد اإلدارة العليا بازباذ
القرارات اإلسًتاتيجية كخصوصا ما يتعلق منها باؼبزايا التنافسية ،كمواطن القوة يف اؼبنظمة كاليت تعد اعبوىر األساسي
للمزايا التنافسية.
)3خصائص نظم المعلومات اإلستراتيجية:
رغم قلة الكتابات اليت تناكلت خصائص نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية إال أنو يبكن تلخيص أىم ىذه اػبصائص يف ما
142
يلي:
إ ف نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية ىو نظاـ متكامل يعتمد على معلومات التقارير التلخيصية اؼبتعلقة بأكضاع
اؼبنظمة الداخلية،كما يعتمد بصورة اكرب على اؼبعلومات اليت تنشا يف البيئة اػبارجية كاليت تكوف ذات طبيعة
تنبؤية تتعلق باؼبستقبل أكثر من ارتباطها باؼباضي؛
يكوف بعضها ذك خصائص كمية يتم ربليلها نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية اؼبتكامل وبتوم على معلومات شاملة
باستخداـ أساليب التحليل الكمي اؼبناسبة كالبعض اآلخر ذات خصائص كصفية ،ألهنا تعتمد على اآلراء
الشخصية كاؼببلحظات؛
يشكل الكمبيوتر عنصرا مهما من عناصر نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية؛
تحتوم نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية جزء رظبي هبمع اؼبعلومات كيعاعبها بانتظاـ طبقا إلجراءات معينة كيقدمها يف
اليت تدعم بكفاءة الفكر شكل تقارير لئلدارة كوبتوم على جزء غَت رظبي يعمل على تقدًن اؼبعلومات
اإلسًتاتيجي لدل اإلدارة.
نظاـ اؼبعلومات اإلسًتاتيجي ىو نظاـ ؿبوسب ،كعلى أم من مستويات اؼبنظمة اإلدارية كالوظيفية ،كالذم ىو
يعمل تغيَتات جوىرية يف األىداؼ ،كالعمليات ،كاإلنتاج ،كاػبدمات ،أك يف العبلقات البيئية للمنظمة؛
كيكوف لو يف تغيَتاتو اؼبؤثرة لطبيعة إدارة األعماؿ ،حبيث يساعد اؼبنظمة يف اغبصوؿ على موقع جيد بُت
اؼبنظمات اؼبتنافسة .كتكوف لنظاـ اؼبعلومات اإلسًتاتيجي تأثَتات ،يبكن أف تغَت يف إدارة أعماؿ اؼبنظمة؛
كينبغي أف مبيز بُت نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية كنظم اؼبعلومات عل اؼبستول اإلسًتاتيجي الذم ىبدـ اإلدارات
العليا ،كالذم يركز على مشاكل صناعة القرارات بعيدة اؼبدل ؽبذه الشروبة اإلدارية فقط .من جانب آخر فإف
141أبو بكر عيد ،دكر نظم المعلومات اإلستراتيجية في دعم كتحقيق الميزة التنافسية لشركات التأمين المصرية ،جامعة الزيتونة ،عماف ،األردف ،2012 ،ص.8
142فادية حبيب أيوب ،نموذج عاـ لنظاـ المعلومات اإلستراتيجية ،ؾبلة جامعة اؼبلك سعود للعلوـ اإلدارية ،الفصل الثامن ،1996 ،ص ص .125-124
نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية تشمل شرائح إدارية كمهنية أكرب ،كل اؼبستويات ،كتعاجل موضوعات أعمق كؽبا بعد
أكسع حبيث تغَت بشكل جذرم اؼبنظمة نفسها؛
تساعد نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية الشركة يف عرض منتجاهتا كخدماهتا بتكلفة أقل من اؼبنافسُت ،أك أف ىذا
النوع من النظم يبكن الشركة من تأمُت قيمة أكرب كأفضل كبنفس تكاليف اؼبنافسُت؛
سبكن نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية الشركة من ربسُت سلسلة القيمة الداخلية ،كما كسبكنو من تأمُت ركابط متينة
ككفاءة مع اجملهزين ،كالزبائن ،كشركاء األعماؿ ،ككذلك اؼبشاركة يف ميزات الربط بالشبكة العنكبويت الومب؛
تستطيع الشركة استخداـ نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية لكي تنقب عن اؼبعلومات اليت زبص سوؽ ؿبددة ،أك
اذباىات كأذكاؽ الزبائن ؾبموعة من الزبائن .من جانب آخر سبكن نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية الشركة من ربليل
كتفضيبلتوـ .
دانيل" تعددت اآلراء بالنسبة لتحديد مكونات نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية كاختلفت كجهة نظر الكتاب ،حيث قدـ "
1961حيث أنو يرل أف نظاـ اؼبعلومات منظور ؼبكونات نظاـ اؼبعلومات اإلسًتاتيجية من خبلؿ مبوذج قدمو عاـ
143
اإلسًتاتيجية يتكوف من ثبلث مكونات كىي:
معلومات بيئية؛
معلومات داخلية؛
معلومات تنافسية.
دانيل" أف نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية يتكوف من معلومات إسًتاتيجية تغطي البيئتُت كتبُت ىذه اؼبكونات حسب "
الداخلية كاػبارجية ،حبيث أف تكامل اؼبعلومات اإلسًتاتيجية اليت تزكدىا اؼبؤسسة ىي اليت تعطي النظاـ صفة الفاعلية على
اعتبار أف النظاـ من خبلؿ تلك اؼبخرجات اؼبعلوماتية اؼبتكاملة كربقيق الغايات اليت تسعى ؽبا اؼبؤسسة ،كىي استخدامو
كسبلح تنافسي من خبلؿ تأثَته يف البيئة الداخلية كالبيئة اػبارجية ،كيعترب ميزة اؼبؤسسة عندما يكوف فاعبل من خبلؿ
اؼبعلومات اإلسًتاتيجية اؼبتكاملة اليت تزكد اؼبؤسسة.
تتيح أنشطة التفاعل كالتداخل للمستخدـ إمكانية االتصاؿ بنظاـ اؼبعلومات كذلك من خبلؿ إدخاؿ
البيانات ،كربديد خصائص النموذج اؼبستخدـ ،ككذلك عرض النتائج يف صور مرتبطة أك مطبوعة؛
يعترب ىذا النظاـ جزا متكامبل من أجزاء نظاـ اؼبعلومات اإلسًتاتيجي ،كىو يتوذل مهاـ ككظائف زبزين
كاسًتجاع النماذج التحليلية الفرعية كيساعد يف إدارة نشاط اؼبنشأة كاؼبستخدمُت على بناء النموذج التحليلي
الشامل للمعلومات كمن خبلؿ ربليلي البيئة اؼبثالية كغَت اؼبثالية قبد أف تلك النماذج ربتوم العديد من التغَتات
كاؼبعامبلت ككذلك معدالت كالصيغ الرياضية اليت تربط بينهم كيتيح النموذج التحليلي للمستخدـ النهائي،
كإمكانية تعريف كزبزين التقارير كالقوائم احملاسبية اؼبختلفة؛
يتضمن ىذا النظاـ من اؼبعلومات الوسائل اؼبختلفة لتشغيل كاسًتجاع البيانات ،كذلك باستخداـ قواعد
البيانات اؼبختلفة ،كما يشمل النظاـ أيضا األدكات اؼبستخدمة لدراسة تلك البيانات ،كيبلحظ أف ىناؾ بعض
البيانات اؼبطلوبة يبكن اغبصوؿ عليها كمنتج فرعي لنظاـ تشغيل العمليات اؼبثالية كغَت اؼبثالية ،كما أف ىناؾ
بيانات أخرل تأيت من خارج اؼبنظمة كىي اؼبتعلقة باؼبنافسُت كاألكضاع االقتصادية بصفة عامة ككذلك الرؤية
اؼبستقبلية لصناعة ما.
الشكل رقم :01مكونات نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية كعبلقتو دبراحل ازباذ القرار:
المصدر :عبد القادر شارؼ ،دكر نظم المعلومات اإلستراتيجية في تدعيم الميزة التنافسية بالمؤسسات الجزائرية ،أطركحة دكتوراه يف العلوـ
االقتصادية ،جامعة اعبزائر،2010 ،3ص.72
الشكل رقم :02يوضح مكونات النظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية
التغذية العكسية
كاغبديث من مكونات نظاـ اؼبعلومات اإلسًتاتيجية يقودنا إذل التعرؼ على عناصر ىذه النظم كاليت تساعد معرفتها ببل
شك يف فهم كيفية عمل ىذه النظم كىنا ذبدر اإلشارة إذل عناصر نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية ال زبتلف عن عناصر أم نظم
145
معلومات ،كقبد أف ىذه العناصر تتمثل يف ما يلي:
مدخالت:
كىي عبارة عن اؼبوارد اػباصة بالنظاـ كاليت تتحدد بناءا على األىداؼ اليت يسعى النظاـ لتحقيقها حيث يتضمن بيانات
عن البيئة الداخلية كاػبارجية؛
العمليات:
145إيباف فاضل اؼبخرجي ،نظم المعلومات اإلدارية ،دار الصفاء للنشر كالتوزيع ،عماف ،األردف ،الطبعة األكذل ،2014 ،ص .290
كيقصد هبا كافة األنشطة كالتفاعبلت اليت يتم من خبلؽبا ربويل البيانات من ىيئتها األكلية إذل معلومات إسًتاتيجية ذات
معٌت كقيمة؛
المخرجات:
كيقصد هبا اؼبعلومات اإلسًتاتيجية الناصبة عن النظاـ ذاتو حيث أف البيانات قد أجرم عليها عمليات حبيث أصبحت ذات
داللة معينة كتأخذ أشكاال ـبتلفة مثل التقارير كاألشكاؿ البيانية؛
التغذية العكسية:
كىي اؼبتعلقة باؼبعلومات اؼبرتبطة من النظاـ أك الرقابة على النظاـ حبيث تكشف اؼبعلومات اؼبرتبطة من مدل ربقيق النظاـ
ألىدافو اليت أنشئ من أجلها.
تستخدـ نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية يف تضييق الفجوة اؼبكانية بُت اؼبنظمة كأطرافها اػبارجية مع العمبلء كاؼبوردين من
خبل استخداـ نظم اؼبعلومات عملية على تكنولوجيا االتصاالت هبدؼ تسريع عملياهتا كتوفَت الوقت كاعبهد كالتكلفة؛
تستخدـ نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية يف إهباد التكامل داخلي يف انسياب اؼبعلومات داخل اؼبنظمة لتحقيق تشاركية أكثر
للمعلومات كإعادة تنظيم األدكار فبا يؤدم إذل زبفيض التكاليف؛
تستخدـ نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية يف صبع عدد أكرب ككم ىائل من اؼبعلومات اؼبتعلقة بالسلع اػبدمات من كل النواحي
فمنها ما يتعلق باحتياجات اؼبستهلكُت كالعمبلء ،كمنها ما يتعلق بقدرة اؼبوردين كاؼبوزعُت كمنها ما يتعلق باػبصائص اؼبتعلقة
باػبدمات نفسها كمنها ما يتعلق دبعلومات األسواؽ كغَتىا من اؼبعلومات؛
146د.ؿبمد عب حسُت الطائي ،د .عباس خضَت اػبفاجي ،نظم المعلومات اإلستراتيجية(منظور الميزة اإلستراتيجية) ،دار الثقافة للنشر كالتوزيع ،األردف.2009 ،
نظم منفذم اإلدارة العليا:
تستخدـ نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية يف دعم كتزكيد الغدارة العليا باؼبعلومات الضركرية كالبلزمة إلعداد اػبطط كالتنبؤات
لفًتة زمنية كذلك من خبلؿ قاعدة بيانات ضخمة داخل اؼبؤسسة تبقي معلوماهتا من مصادر متنوعة داخلية كخارجية.
إف اغبديث حوؿ األدكار اليت تؤديها نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية يتناكؿ عددا من األدكار اإلسًتاتيجية كىي ليست
باألدكار التنظيمية بل ىي ذات طبيعة إسًتاتيجية تؤثر يف أعماؿ اؼبؤسسة ،من أجل أف ربقق تفوقا عرب بناء كتطوير اؼبزايا
التنافسية للمؤسسة ،كيف ىذا الصدد مبيز بُت ثبلث أدكار إسًتاتيجية رئيسية يبكن أف تؤديها نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية
147
كىي:
تشَت الكفاءة التشغيلية إذل القدرة اليت تتمتع هبا اؼبؤسسة يف أداء عملياهتا التشغيلية اؼبختلفة بأقل التكاليف اؼبختلفة يف
إطار اؼبوارد اؼبتاحة كصوال إذل مستول أداء مطلوب للمؤسسة علما باف ىذه القدرة مقيدة بثبلث شركط كىي:
كيتحلى دكر نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية يف تعزيز الكفاءة التشغيلية من خبلؿ ما يلي:
147ىوارم معراج ،دكر نظم المعلومات في تحقيق ميزة تنافسي ،دراسة في القطاع الصناعي الجزائرم ،جامعة عمار ثلجي ،األغواط ،اعبزائر ،2004 ،ص.112
تساىم نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية بدكر جوىرم يف تشجيع االبتكار يف حياة اؼبؤسسة ،على كبو يثَت تساؤؿ خاص دبفهوـ
االبتكار ككيفية حصولو كطبيعة الدكر الذم تساىم بو نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية ،إذ يعرؼ االبتكار على أنو "توليد األفكار
اعبديدة كقبوؽبا كتطبيقها"؛
كالواقع أف قدرة اؼبؤسسات على االبتكار ربدث تأثَتا مباشرا على قدرهتا التنافسية كأدائها ،حيث تتميز اؼبؤسسات الناجحة
باستخداـ التكنولوجيا كإنتاج اؼبنتجات الفريدة ،كبقدرة داخلية على كضع خطط التطوير ،كحيازة آلية فعالة لتلبية احتياجات
الطلب ،أما خبصوص كيفية مسانبة لنظم اؼبعلومات يف تشجيع االبتكار ،فإنو يبكن ذبسيد ؼبلك اؼبسانبة يف اآليت:
-ليس استجابة اؼبؤسسة كتكيفها مع ببنيتها اػبارجية خاصة يف ما يتعلق باالذباىات اعبديدة كتطورات اغباصلة
كاالستجابة ؽبا؛
-تعزيز قدرة اؼبؤسسة على اؼبساكمة مع العمبلء من خبلؿ تعزيز كالئهم كمنعهم من التحوؿ من التعامل مع منتجات
اؼبؤسسة اؼبنافسة مع خدماهتا نتيجة خلق مزايا ابتكارات جديدة؛
-تعزيز قدرة اؼبؤسسة على اؼبساكمة مع اؼبوردين من خبلؿ تطبيق مبدأ "اؼبؤسسة األكذل بالرعاية".
بناء موارد المعلومات اإلستراتيجية:
كيتحقق ىذا عندما تستمر اؼبنظمة يف نظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية اؼبتطورة كاليت تساعدىا يف بناء قاعدة بيانات
إسًتاتيجية ،كذلك من أجل العرض الرئيسي لنظم اؼبعلومات ،إال أنو يبكن استخدامها يف كظائف أخرل.
كحيث أف ىذه القاعدة ربتوم على معلومات من عمليات اؼبنظمة كأنشطتها ،ككذلك عن العمبلء كاجملهزين ،كاؼبنافسُت
كالبيئة احمليطة ،فإف توفر ىذه اؼبعلومات يعد من اؼبوجودات النسبية يف اؼبنظمة كاليت تساعدىا يف التخطيط اإلسًتاتيجي
كالصادرات اإلسًتاتيجية.
.1الًتكيز على بيئة اؼبنظمة اػبارجية كتطوير عبلقتها مع العمبلء ،اؼبوردين كاؼبنافسُت على حد سواء؛
.2إضافة القيمة ال تقليل التكلفة :حيث أف اقبازات األعماؿ بكلفة أقل كطريق لزيادة الكفاءة حيث يعد مهما يف
أم بيئة أعماؿ ،أم استخداـ نظاـ معلومات إسًتاتيجية القباز اؼبعامبلت بصورة أفضل؛
.3إبداع اؼبديرين من خبلؿ تقوًن اؼبخاطر كاؼبنافع كالتنفيذ الناجح لنظم اؼبعلومات اإلسًتاتيجية كاحملافظة عليها من
خبلؿ التخطيط اعبيد كالسليم المتبلؾ مثل ىذه النظم؛
تمهيد:
يشيد العصر اغبارل مرحؿة متطورة من حيث ربوؿ عصر الصناعة إذل عصر اؼبعرفة كيف ظل ىذه التحوالت أدركت
اؼبنظمات أنبية إستغبلؿ الطاقات الفكرية كالعقلية لؤلفراد ،كجعل رأس اؼباؿ الفكرم كمورد إسًتاتيجي ،ككأحد أىم األصوؿ
غَت اؼبادية لتنفيذ خططها اؽبادفة إذل التطوير كالنجاح دائم.
يف ظل اقتصاد اؼبعرفة أصبحت اؼبوجودات غَت اؼبلموسة تشكل الدعامة األساسية كاؼبورد اإلسًتاتيجي لثركة اؼبنظمة
كازدىارىا ،كأف قباح اؼبنظمات يف ظل البيئة التنافسية أصبح مرىونا بقيمة ىذه اؼبوجودات كإسًتاتيجية إدارهتا ،كذلك بسبب
دكرىا الفعاؿ يف توظيف قدرات العاملُت كمهارهتم كخرباهتم يف تعزيز اؼبيزة التنافسية للمؤسسة كخلق القيمة.
كسنحاكؿ يف ىذا الفصل التطرؽ إذل أىم اؼبصطلحات اإلدارية اغبديثة اليت ؽبا عبلقة كطردية مع إدارة اؼبعرفة.
يف سنة ،1954قد اختفت أك دل تعد كبَتة ،كبُت عاـ 1979كعاـ 1994فإف عدد األشخاص اؼبستخدمُت يف أكرب
الشركات األمريكية تراجع بنسبة 16.2إذل 11.6ؼبليوف كحل ؿبل قذه الشركات الضخمة شركات صغَتة معتمدة عؿل
اؼبوجودات اؼبعرفية أكثر من اعتمادقا عؿل اؼبوجودات اؼبادية األخرل؛
يعد ر أس اؼباؿ الفكرم يف اؼبنظمة دبثابة ميزة تنافسية ،كقذا ما دعا إرلق jerom Adanesاؼبدير الرئيسي يف شركة
shellالنفطية بالقوؿ " كبن ـؿتزموف ألن نصبح منظمة متعممة ،كنعتقد أف اؼبيزة التنافسية تكمن يف قائمة اؼبستخدمُت
عؿل التعدل بشكل أسرع" ،كيقوؿ أيضا jim Nobelكبن نتحدث عؿل التنافس من خال ؿ الكفاءات ك الكفاءات قم
اؼبعرفة؛
ق ،كاستخ راجو لوجود كاؼبمارسة كيعد أحد يبثل رأس اؼباؿ الفكرم كن زا مدفونا وبتاج إذل من يبحث عن
أساليب استخراج ق ق ك نشر اؼبعرفة ،كيؤيد stewartذلك بقوؿ ق "إف الفكر اؼبوجود يف اؼبنظمة يصبح رأس
ماؿ فكريا عندما يبكن نشره للقياـ بشيء يبكن إجراءه ،ألف رأس اؼباؿ الفكرم وبوم معرفة مفيدة" ،كوبذر
Brookingمن نتائج عدـ نشر اؼبعرفة من خ ال ؿ قوؿق "إف اؼبعرفة كصفيا موجودة يف اؼبنظمة غالبا ما تغفل
149حناف،رضواف،تطور الفكر احملاسيب مدخل نظرية احملاسبة،الدار العلمية كدار الثقافة للنشر كالتوزيع،عماف.2001 ،
كبالتارل دل تنشر ،ليس بسبب إخفاؽ اؼبد راء يف التفكَت بأعماؽبم ،ك إما السبب يكمن يف أهنم وبولوف اؼبعرفة
إذل رأس اؼباؿ يف شركاهتم كيعززكف القدرات العقرلة كاليت تبٍت كربافظ عؿل العمل؛
للمنظمة ك األفراد كتطوير ق ا ،كذلك ألف رأس اؼباؿ الفكرم قادر يعترب رأس اؼباؿ الفكرم مصدر توليد ثركة
عؿل توليد ثركة خيالية من خ ال ؿ قدرتق عؿل تسجيل براءات االخًتاع ،ك ق ذا ما أكدتق حبوث مؤسبر إدارة رأس
2000كأق ـ ما قيل يف اؼبؤسبر إف شركة ) (IBMتستؿـ جزءا اؼباؿ الفكرم الذم عقد يف نيويورؾ سنة
كبَتا مقدر دببلغ بالدكالر األمريكي سنويا كعائد لرباءات االخًتاع.
150
خصائص الرأس الماؿ الفكرم:
قناؾ ؾبموعة من اػبصائص اليت يتميز بوا رأس اؼباؿ الفكرم عن غَته من رأس اؼباؿ كيبكن إهبازقا فيما يلم:
الخصائص التنظيمية :فيما ىبص اؼبستول اإلسًتاتيجي قبد أف رأس اؼباؿ الفكرم ينتشر يف اؼبستويات كميا كبنسب متفاكتة ،أما
خبصوص اؽبيكل التنظيمي الذم يناسبق يفق اؽبيكل التنظيمي العضوم اؼبرف ،أما الرظبية فتستخدـ بشكل منخفض جدا ،كيبيل إذل
البلمركزية يف اإلدارة بشكل كاضح.
الخصائص المىنية :االىتماـ ينصب عؿل التعؿـ اؼبنظمي كالتدريب االثرائي كليس بالضركرة اؿ سيادة األكاديبية كيبتاز رأس اؼباؿ
الفكرم باؼبليارات العالية كاػبربة العريقة.
الخصائص السؿككية كالشخصية :يبيل رأس اؼباؿ الفكرم إذل اؼبخاطرة بدرجة كبَتة لذا يفق يبيل للتعامل مع موضوعات اليت تتسم
بالتأكد كرأس اؼباؿ الفكرم يبل إذل اؼببادرة كتقدًن األفكار كاؼبقًتحات البناءة كلدم ق قدرة ع ؿل حسم القرارات دكف تردد كلدم ق
مستويات ذكاء عالية كمثابرة حادة يف العمل كثقة عالية بالنفس.
151
مكونات الرأس الماؿ الفكرم:
ينظر إذل رأس اؼباؿ الفكرم ع ؿل أنو ملؾ اؼبعرفة اؼبتاحة لدل الكفاءات البشرية ،كاليت يبكن ربو ؿمقا إذل أرباح كما يبكن
تشيبق عناصر رأس اؼباؿ الفكرم دبجموعة مًتاكمة كؾبموعة من اؼبعارؼ ،حبيث ينظر لكل طرؼ إذل جانب اؼبعرفة اليت تدخل
150ؿبمود علي الركساف ،ؿبمود ؿبمد العلوجي ،أثر رأس الماؿ الفكرم في اإلبداع في المصاريف األردنية ،ؾبلة دمشق للعلوـ االقتصادية كالقانونية ،العدد الثاين ،اجمللد ،26جامعة جادار
األردنية ،2010 ،ص.47
،ملتقى حوؿ رأس اؼباؿ الفكرم يف منظمات األعماؿ العربية يف ظل مؤشرات كنماذج قياس رأس الماؿ الفكرم في المنظمة 151عبو عمر ،عبو ىودة،
االقتصاديات اغبديثة ،جامعة شلف ،أياـ 13و 14ديسمرب ،2011 ،ص .6
شباجتماع عؿل أفق مكوف
يف دائرة اه سباماتو ا كرغم تباين كجقة نظر الباحثُت حوؿ مفاىيـ رأس اؼباؿ الفكرم ،إال أف قناؾ ق
بدرجة أساسية من األصوؿ البشرية كاألصوؿ الفكرية كادلؿكية.
على اعبانب األخر بعض الكتابات قامت بتحديد ماىية رأس اؼباؿ الفكرم من خبلؿ ؿباكلتها ربديد ـكوناتو كىي متمثلة
فيما يلي:
كفقا لتعريف الذم قدمتو منظمة التعاكف كالتنمية االقتصادية يف تقريرىا النهائي حوؿ قياس رأس اؼباؿ الفكرم كبعض الدراسات األخرل
152
بينت أف لرأس اؼباؿ الفكرم ثبلث مكونات كىي:
.1رأس الماؿ البشرم :كعرفو بأفق إصبارل اؼبعرفة كاؼبهارات كاػبربات سواء كانت ق ذه اؼبعرفة عامة مثل اػبربات السابقة كطاقة
التعلم كمركنة فريق العمل كرضا العاملُت ،أك متميزة كمنؼردة مثل االبتكار ،كاإلبداع؛
.2رأس ماؿ الزبوني :كيعرؼ بأفق صبيع اؼبوارد اؼبتعلقة بالعبلقات اػبارجية للمنشاة مثل عبلقة اؼبنشاة مع العمبلء كاؼبوردين
كاؼبسانبُت كالدائنُت كالشركاء يف البحوث كالتطوير؛
.3رأس الماؿ الهيكلي :كيعرؼ أ
بنو اؼبعرفة اليت تتكوف نتيجة لئلجراءات التنظيمية كالثقافية كقواعد البيانات ،كيعرب عن تلك
اؼبعرفة باؼبركنة التنظيمية ،كخدمة التوثيق باؼبنشأة كاالستخداـ العاـ للتكنولوجيا اؼبعلومات.
153
كاقًتح برككينغ أف رأس اؼباؿ الفكرم يبكن تقسيمو إذل أربعة مكونات كىي :
.1األصوؿ السوقية :كتشمل صبيع اعبوانب غَت اؼبلموسة اؼبرتبطة بالسوؽ مثل ( :العمبلء ،اؼباركات،منافذ التنفيذ)؛
.2األصوؿ البشرية :كتشمل اػبربات اؼبًتاكمة كقدرات االبتكار كاؼبؤشرات اؼبتعلقة دبدل قدرة األفراد على األداء يف مواقف معينة.
.3أصوؿ الملكية الفكرية :كتشمل العبلقات كاألسرار التجارية كبراءات االخًتاع كحقوؽ التصميم؛
.4أصوؿ البنية التحتية :كتتضمن صبيع العناصر اليت ربدد طريقة عمل اؼبنشأة مثل:ثقافة اؼبؤسسة ،طرؽ تقييم اػبطر ،كأساليب
إدارة قوة العمل ،كقواعد البيانات العمبلء كنظم االتصاؿ.
أبعاد الرأسماؿ الفكرم:
إستقطاب رأس الماؿ الفكرم :يركز قذا البعد عؿل البحث عن اػبربات اؼبقدمة ،كجذب ادلقارات التقنية العالية باالعتماد عؿل نظاـ
معؿكمات كيسقؿ عملية اعبذب كاالستقطاب؛
المحافظة عؿل رأس الماؿ الفكرم :من خال ؿ التدريب كالتطوير اؼبستمر ،كالتحفيز اؼبادم كاؼبعنوم؛
االىتماـ بالزبائن :كيتم قذا النوع بتوثيق متطؿبات الزبائن ،كتفعيل نظاـ معؿكمات لتقدًن خدمة لزبوف كمنح مزايا إضافية لو ،كالسعي
لبلحتفاظ بالزبائن القدماء.
دكر رأس الماؿ الفكرم في تحقيق القيمة:
تعتمػػد قػػدرة اؼبنظمػة علػػى ربويػػل رأس اؼبػػاؿ الفكػػرم إلػػى قيمػػة ،علػػى نوعيػػة القيمػػة التػػي ترغػػب اؼبنظمة يف ربقيقها من
استثمارىا يف رأس اؼباؿ الفكرم ،ك اليت يبكن أف تأخذ عدة أشكاؿ:154
ربقيق األرباح؛
ربقيق اؼبيزة التنافسية من خبلؿ زيادة القدرات اإلبداعية ك االبتكارية؛
ربسُت العبلقات بُت العمبلء كاؼبوردين؛
ربسُت اإلنتاجية كزبفيض التكلفة؛
ربسُت اذباىات العاملُت كالصورة الذىنية اػبارجية؛
زيادة اغبصة السوقية كبناء مركز تنافسي قوم.
كيف ما يلي أنواع القيم اليت يبكن أف هتدؼ اؼبنظمات إذل ذبسيدىا يف الواقع:
ضبايػة اؼبنتجػات كاػبػدمات احملققػة مػن ابتكػارات اؼبنظمػة مػع ؿباكلػة االسػتحواذ علػى ابتكػارات اؼبنافسُت؛
خلق معايَت يف أسواؽ أك ؼبنتجات جديدة؛
ربديد أساس لتحالفات جديدة؛
خلق حواجز لدخوؿ منافسُت جدد.
155اؿصرف رعد ،إدارة اإلبداع ك االبتكار ،دار الرضا ،دمشق ،ط ، 1,2001ص 28
اإلبداعي غَت مادم ،كىو ما يهدؼ إذل تنظيم طرائق كأساليب كأمباط التسيَت ،بغية تنظيم سلوؾ اؼبنظمة
كجعلو أكثر فعالية؛
اإلبداع في الخدمة:
كاؼبقصود بو النشاط اؼبتعلق باػبدمات اؼبقدمة للغَت أك اآلخرين؛
اإلبداع في مجاؿ التسويق:
كنعٍت بو خلق منافذ كطرؽ جديدة للتسويق.
3 .1عوائق اإلبداع:
يعترب موضوع عوائق اإلبداع من اؼبوضوعات اليت نالت اىتماـ الكتاب كالباحثُت كيبكن إهبازىا يف ؾبموعتُت:
المجموعة األكلى :
العقبات الشخصية كتتمثل يف:
-ضعف الثقة بالنفس ؛
-اغبماس اؼبفرط؛
-التفكَت النمطي؛
-عدـ اغبساسية للمشكبلت أك الشعور بالعجز؛
-التسرع.
المجموعة الثانية:
فتشتمل على العقبات الظرفية كتتمثل يف:
-مقاكمة التغيَت؛
-عدـ اعبدية؛
-عدـ التوازف بُت التنافس كالتعاكف.
4 .1عالقة إدارة المعرفة باإلبداع:
إف ربوؿ االقتصاد إذل االقتصاد اؼببٍت على اؼبعرفة اعبديدة ،كلد اغباجة إذل اإلبداع لًتصبة اؼبعرفة إذل سلع كخدمات كعمليات
جديدة أك مطورة ربققها اؼبنظمة للوصوؿ إذل اؼبيزة التنافسية:
هبب على اؼبنظمة أف تتمتع دبعرفة إدارة اإلبداع ،كبدكف ذلك تدمر قدراهتا اغبقيقية ،إذ هبب الًتكيز على
نشاط البحث كالتطوير لتحقيق النجاح كالوصوؿ إذل اإلبداع .فمن خبللو يبكن للمنظمة أف توظف اػبزين
اؼبعريف يف منتجات كخدمات جديدة .إذل جانب اعتباره استثمار مستقبلي كمصدر للتقنية كيبتكر القدرات
على استيعاب كاستثمار اؼبعرفة اعبديدة.
اػبدمة ،كربديد إدارة اإلبداع يتطلب ربليبل دقيقا لؤلنواع اؼبختلفة من اؼبعرفة اليت تدخل يف إبداع اؼبنتج،
احتياجات السوؽ مث تقدًن اإلبداعات اليت تليب ىذه االحتياجات؛
كالتفكَت إنتاجية صناع اؼبعرفة باالعتماد على اإلسًتاتيجيوف اؼبعرفيوف ؼبخيلتهم يف توليد حلوؿ للمشاكل
بطريقة مبدعة كاكتشاؼ أفكار جديدة؛
االعتماد على األسلوب الفرقي يف العمل ،حيث هبب أف تضم الفرؽ أفراد ذكم مهارات متعددة كمعرفة
متباينة ،فبا يسمح بتبادؿ كنشر كخلق معارؼ جديدة كالوصوؿ إذل اإلبداع؛
التدريب كالتعلم اؼبستمر لؤلفراد ،فاجملتمع كاؼبنظمة اؼببدعة يعشقاف اؼبعرفة كيوظفاف اغبواس للتعلم فبا وبفزىم
على توظيف اؼبعارؼ يف اإلبداع كاكتساب معارؼ جديدة؛
تبٍت ىياكل تصلح ؼبنظمات عصر اؼبعلومات كاؼبعرفة كاؼبعرب عنها بشبكة خبليا مرنة كمتصلة دبا يتناسب مع
حركة اؼبعرفة الدائرة كاؼبتداخلة كاؼبتقاطعة؛
عتماد تكنولوجيا اؼبعلومات يف نشر اؼبعرفة كاػبربة بُت صفوؼ العاملُت ،فاؼبعرفة إذا تولدت كترسخت يف
ىياكل كعمليات كثقافة اؼبنظمة تتحوؿ إذل منتجات جديد؛
الًتكيز على جانب الطلب على اؼبعرفة اعبديدة لسد حاجاهتا ،ألف الًتكيز على العرض من اؼبعرفة هبعل
اؼبنظمة تركز على توزيع كنشر اؼبعرفة اؼبتوافرة فبا يضعف التعلم كاإلبداع ،كاؼبعرفة اعبديدة تولدىا ؾبموعات
العمل اليت تضم أفراد مبدعُت.
.2إدارة االبتكار:
يعترب االبتكار ظاىرة تارىبية ،تزامنت مع مسَتة التطور اإلنساين ،كبرزت أنبية ىذه الظاىرة مع بركز
الثورة الصناعية كاالنتقاؿ من مرحلة االقتصاد اغبريف إذل االقتصاديات اؼبصنعة ،حيث يعترب االبتكار
أحد مربرات النمو كالتطور كؽبذا يعترب العمل اإلبتكارم عملية متكاملة كمنظمة ناذبة عن القرارات
اؼبدركسة كالتفكَت اؼبنظم لدل األفراد يف اؼبنظمة.
.1مفهوـ االبتكار:
تعددت تعريفات االبتكار عند اؼبفكرين كمن بُت ىذه التعاريف قبد:
156
تعريف بيًت داركر ":بأف االبتكار ىو التغيَت الذم ينشأ بعدا جديدا من األداء "؛
تعريف اؼبفكر شوميبتر " :االبتكار ىو اغبصيلة الناذبة عن إنشاء طريقة أك نظاـ جديد يف اإلنتاج
157
يؤدم إذل التغَت يف مكونات اؼبنتج ككيفية تصميمو" ؛
تعريف ديبورغ مارم " :االبتكار على أنو تطبيق ذبارم لبلخًتاع" ،من خبلؿ التعريف يتضح أف
158
النجاح التجارم ىو جزءا أصيبل يف االبتكار؛
159
تعريف ركجرز" :االبتكار ظهور إنتاج جديد ناتج عن تفاعل بُت الفرد كاؼبادة"؛
160
تعريف جيل فورد " :االبتكار ىو تفكَت تغيَتم"؛
تعريف شتاين " :االبتكار ىو العملية اليت ينتج عنها عمل جديد مقبوؿ أك ذك فائدة أك مرض لدل
ؾبموعة من الناس"؛
تعريف ركبنز ككولتلر :من خبلؿ سبييزىم بُت االبتكار كاالخًتاع ربطا االبتكار بػ" التجديد كإعادة
عمل األفكار اعبديدة لتأيت بشيء جديد؛
قدـ تشيرر سبييزا اقتصاديا بُت االخًتاع كاالبتكار مشَتا إذل أف األكؿ يعمل على التأثَتات الفنية يف
توليد الفكرة اعبديدة كأف اؼبوارد اؼبلموسة كالنقود كاؼبهندسُت أقل أنبية يف ربقيقو كىو مرتبط أساسا
باؼبعرفة العلمية كالعبقرية كالتقدـ الكلي يف العلوـ التقنية ،أما الثاين فهو مرتبط بتطوير العمليات
كاؼبنتجات اعبديدة كاؼبوارد اؼبلموسة؛
تعريفات أخرل لالبتكار:
يعرؼ على أنو" :اؼببادرة اليت يبنيها الفرد يف قدرتو على التخلص من السياؽ العادم للتفكَت،
161
كإتباع مبط جديد من التفكَت"؛
156
دراكر بيًت ،اإلدارة للمستقبل :التسعينات كما بعدىا ،ترصبة :بطرس ،صليب ،الدار الدكلية للنشر كالتوزيع ،الطبعة الثانية ،القاىرة ،1998 ،ص.514 :
157د.حسُت عبد العزيز الدريٍت ،االبتكار تعريفة كتنميتو ،جامعة قطر ،قسم علم النفس التعليمي ،ص .164
158صائب األلوسي ،تنمية الفكر االبتكارم ،دار اؼبنهل ،عماف ،األردف ،2002 ،ص.7
159نفس اؼبرجع ،نفس الصفحة.
160نفس اؼبرجع ،نفس الصفحة.
161السيد نصر الدين السيد ،االبتكار كإدارتو ،اؼبكتبة األكاديبية ،مصر ،القاىرة ،2011 ،ص.16
ىو طرح منتجات كخدمات جديدة يف السوؽ أك كسائل جديدة إلنتاجها ،كتسبق االبتكار
أحباث قد تؤدم إذل اخًتاع ما يطور يف ما بعد ػبدمة السوؽ؛
التعريف اللغوم لالبتكار:
يبتكر ابتكارا ،فهو مبتكر ابتكر اعبهاز اخًتعو ،ابتدعو كاستبطنو ،غَت مسبوؽ إليو ،ابتكر
162
طريقة جديدة عقل مبتكر خبلؽ مبدع ،ؾبدد ذك موىبة؛
بأنو « :تقدًن منتج جديد على شكل سلعة أك خدمة أك التجديد تعريف االبتكار في المنظمات
يف عملية اإلنتاج أك توزيع ىذه السلعة أك اػبدمة»،
ىو « :عملية التغيَت كاالبتكار كاؽبدـ اػببلؽ يف طرؽ عمل اإلدارة ،سباشيان كاالبتكار في المنظمات
مع اؼبستجدات التقنية كالتكنولوجية اؽبادفة إذل خلق إضافات بناء على اؼبعرفة اؼبتجددة للزبوف»،
كبالتارل فاالبتكار يف اؼبنظمات يظهر يف شكل ابتكارات إدارية ،أك تقنية ،أك إضافية داخل اؼبنظمة.
كنستخلص من خبلؿ ىذا التعريف أنو اشتمل على ـبتلف نشاطات اؼبنظمة كاشًتط تقدًن
منتجات جديدة كيتفق ىذا التعريف مع فكرة اإلبداع على اؼبستول الفردم يف ضركرة تقدًن
163
اعبديد.
يعرؼ االبتكار على أنو القدرة على االخًتاع أم استخداـ اؼبهارة كالرباعة يف تنفيذ أك تطوير عمل
ما كيتطلب االبتكار قوة التخيل يف معاعبة اؼبواقف؛
ككتعريف موسع" :يعرؼ على أف االبتكار ىو تقدًن شيء جديد ليحل ؿبل شيء قدًن يف ؾباؿ
ما".
كىذا التعريف عادة ما تلجأ إليو اؼبؤسسات ألنو يشمل كل شيء جديد شريطة أف يطرد شيء
قدًن حىت كإف كاف اعبديد ىبتلف فقط من الناحية الشكلية كىذا للتبلعب بأذكاؽ اؼبستهلكُت
كرغباهتم؛
كإذ يبكن تعريف االبتكار على أنو قدرة عقلية وباكؿ فيها اإلنساف أف ينتج فكرة ،كسيلة ،أداة،
طريقة دل تكن موجودة من قبل ،أك تطوير رئيسي ؽبا دكف تقليد ،دبا وبقق نفعا للمجتمع،
164د.الطيف عبد الكرًن ،محاضرات في إدارة اإلبداع كاالبتكار ،2018 ،ص .12
،2004ص.389 : 165العمياف ،ؿبمود سليماف ،السلوؾ التنظيمي في منظمات األعماؿ ،دار كائل للنشر كالتوزيع ،الطبعة الثانية
ث) أما التعريف األكضح لبلبتكار ىو أف« االبتكار ىو التطبيق العملي لؤلفكار اؼببدعة ،أما اإلبداع
فهو موىبة نظرية يولدىا اإلنساف مع ؾبموعة من اؼبهارات اؼبكتسبة كاستخدامها من خبلؿ حل
166
اؼبشكبلت اليومية».
سمات المبتكرين:
167
كلكي يكوف الشخص مبتكرا البد أف يتمتع بعدة صفات أبرزىا:
أف يكوف دائم البحث ك االطبلع ك ذك خياؿ كاسع؛
أف يكوف على درجة عالية من القدرة على اإلحساس باؼبشكبلت اليت تدكر حولو كربديدىا بدقة؛
أف يكوف على درجة عالية من ادارؾ القصور أك العيوب يف اؼبواقف أك النظم أك األشياء؛
أف يتمتع باؼبركنة الذىنية يف معاعبتو للمشكبلت؛
أف يهتم باؼبعاين كاؼبؤشرات دكف الدخوؿ يف التفاصيل قليلة األنبية؛
أف يتميز بأصالة التفكَت ك عدـ التقليد غَت الواعي ,ك التعمق يف األمور ك البعد عن السطحية؛
أف يكوف متفتح العقل على كل اػبربات اليت تتاح لو؛
أف يكوف على كعي بأىدافو كمثابر على ربقيقها.
166جاكماف ،كاركؿ ,اإلبداع في العمل دليل عملي للتفكير اإلبداعي ،دار اؼبعرفة للتنمية البشرية ,2004 ,ص.01 :
167مركز اػبربات اؼبهنية لئلدارة ,منهج اإلدارة العليا ,التفكير اإلبداعي ك قرارات اإلدارة العليا ,إعداد المادة العلمية :خرباء مركز اػبربات اؼبهنية إلدارة" دبيك ",الطبعة الثالثة , 2004 ,
ربت اشراؼ د :عبد الرضبن توفيق ,ص.04:
168د.قبم عبود قبم ،إدارة االبتكار ،جامعة الزيتونة األردنية ،الطبعة األكذل ،دار كائل للنشر كالتوزيع ،عماف ،األردف ،2003 ،ص .13
الموجة الثانية :تتمثل يف الثورة الصناعية (اليت بدأت قبل 300سنة)؛
الموجة الثالثة :كتتمثل يف ثورة اؼبعلومات( اليت ستكتمل خبلؿ العقود القليلة القادمة).
169
يف حُت حددىا "بيرناردك بور" خبمسة عصور تارىبية ىي:
أ) العصر البدائي :ككانت فيو قاعدة الثركة ىي القدرة على الصيد؛
ب) العصر الزراعي :ككانت فيو قاعدة الثركة يف اجملتمع ىي األرض الزراعية ،كرمزىا احملراث الزراعي؛
ج) العصر التجارم :سبثلت قاعدة الثركة يف تبادؿ السلع أك التجارة اؼبتبعة للشركات التجارية؛
د) العصر الصناعي :قاعدة الثركة األرض كالعمل كرأس اؼباؿ كرمزىا احملرؾ البخارم؛
ق) عصر المعلومات :فيو قاعدة الثركة كالقوة تتمثل يف اؼبعلومات كاؼبعرفة كالقدرة على تكوينها كتراكمها
كتقاظبها كاستخدامها بكفاءة عالية ،كرمزىا اؼبعلومات اؼبعاعبة بالشركات احملسوبة ككثيفة اؼبعرفة.
خصائص االبتكار كأىميتو:
)1خصائص االبتكار:
170
لبلبتكار خصائص عديدة نذكر أنبها:
االبتكار يمثل كل ما ىو جديد:
كيعٍت ذلك أف االبتكار يشمل على اػبركج بشيء جديد سواء كاف كليا أك جزئيا؛
التمايز:
يعٍت أف االبتكار ـبتلف عما يأيت بو اآلخركف من إبداعات فكرية؛
القدرة على تحقيق األسبقية في السوؽ:
كىنا أف يكوف اؼببتكر للمنتج اعبديد ىو الشخص األكؿ الذم توصل إليو كأدخلو للسوؽ؛
قدرة الفرد على اكتشاؼ الفرص:
كيعتمد ذلك على دقة توقع االحتياجات اعبديدة كالرؤية القائمة على اكتشاؼ قدرة اؼبنتج يف
خلق الطلب اؼبتزايد عليو.
171بوبعة عبد الوىاب ،دكر االبتكار في دعم الميزة التنافسية للمؤسسة االقتصادية ،ص.37
172مرزكقي مرزكقي ،أثر العائلة في تفعيل دكر المسير في المؤسسات الصغيرة كالمتوسطة ،أطركحة دكتوراه يف العلوـ االقتصادية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقلة ،2016 ،ص.7
التواصل بين الزبائن كالموزعين:
يعترب االبتكار من بُت أكرب العوامل اليت ذبمل الزبوف يف حالة ترقبو لكل ما ىو جديد تقدمو اؼبؤسسة كمن
ىنا يكوف االبتكار الرابط الذم يبقي الزبوف يف ؾباؿ اؼبؤسسة كما يبنح اؼبؤسسة قوة التفاكض مع اؼبوزعُت الذين
يعتربكف نبزة الوصل بُت الزبوف كاؼبؤسسة ؛
تزايد شدة تنافس العالم:
لـ تعد العكلمة فرضيات تبنى عل ٌها الدراسات االقتصادية اعبزئية كالكلية كإمبا أصبحت كاقعا ملموسا يف
أصغر األسواؽ احمللية ،كىذه العوؼبة اليت تعد تعًتؼ باغبدكد السياسية كال اعبغرافية شكلت من العادل سوقا
كاحدة زبتلف يف أحجامها كتتماثل يف متغَتاهتا ،كلعلى من أبرز مظاىر العوؼبة ىي ظاىرة التكتل بُت اؼبنظمات
اليت أدت إذل ظهور مؤسسات عاؼبية ،كىذا يعكس اتساع نطاؽ حجم األسواؽ كاالذباه كبو العاؼبية خاصة يف
كىذا ما يتطلب منها اؼبزيد من اعبهد عن ظل اتساع نشاط اؼبنظمة العاؼبية للتجارة ،كيف ظل ىذه التغَتات ذبد
طريق االستغبلؿ األمثل ؼبواردىا اؼبادية كاؼبالية كالبشرية ،عن طريق رفع مستول النشاط اإلبداعي يف اؼبؤسسة
منظمات األعماؿ كذلك بزيادة مستول البحث كالتطوير كتأىيل اليد العاملة ،حىت تتضمن البقاء يف األسواؽ
خاصة الصغَتة كاؼبتوسطة منها كاليت سبتلك قدرات كإمكانيات ؿبدكدة باؼبقارنة مع مؤسسة كربل قبد نوعا من
الصعوبة يف التكيف كالتأقلم مع تلك التغَتات كالتحديات ،كذلك بزيادة مستول البحث كالتطوير كتأىيل اليد
العاملة ،حىت تضمن اؼبؤسسات الصغَتة كاؼبتوسطة البقاء يف األسواؽ كالشكل التارل يوضح مراحل التطور كبو
173
العاؼبية :؛
مرتفع
اإلستراتيجية العالمية
الم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يل
1980
اإلستراتيجية الدكلية
كالتك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ امل ػ
1960
العاؿػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ مي ػػ
المصدر :خليل نبيل مرسي ،الميزة التنافسية في مجاؿ األعماؿ ،مصر ،1998 ،ص.16
173مرزكقي مرزكقي ،مذكرة ماجستَت يف العلوـ االقتصادية ،دكر االبتكار في تنافسية المؤسسات الصغيرة كالمتوسطة ،ص.12
ثقافة الشركة:
إف ثقافة الشركة ىي القيم كاؼبفاىيم كالطقوس اليت تكونت عرب الفًتة اؼباضية اليت تعطي للشركة سبيزا
معينا يف عمل األشياء ،كحيث أف الظركؼ كاألشياء تتغَت فبل بد أف تكوف ثقافة الشركة كذلك ،كبشكل عاـ،
إف الشركات القائمة على االبتكار اليت يفًتض أهنا ذات قدرة عالية يف ابتكار العملية كاإلنتاج فغنها تتسم أيضا
بقدرة عالية باالبتكار الثقايف الذم يدخل تغَتات مهمة على اؽبياكل كالسياسات كاؼبفاىيم كالتقاليد كالطقوس
اغبلية لصاحل التغَت الثقايف .يف حُت أف الشركات ذات النمط البَتكقراطي سبيل إذل احملافظة على ثقافة الشركة
اغبالية فبا هبعلها غَت متبلئمة مع االبتكار كما يأيت بو من مفاىيم كطقوس جديدة؛
العامل المؤثرة:
إف االبتكار يف الشركة يتأثر بالعامل اؼبؤثر الذم يبكن أف وبفز على االبتكار أك يعيقو ،كلذا هبب على
الشركة مراعاة العامل اؼبؤثر يف كل ابتكار لضماف الظركؼ التنظيمية اؼببلئمة لبلبتكار فعل سبيل اؼبثاؿ:
إذا كاف االبتكار يؤثر على الزبوف فإف العامل اؼبؤثر فهو القيمة اغبدكد اؼبقارنة بُت التكلفة كما وبصل
عليو الزبوف؛
إذا كاف االبتكار يؤثر بشكل أساسي يف ربسُت إنتاجية العمل فإف العامل اؼبؤثر فيكوف ربسُت
األجور.
االتصاالت:
إف االتصاالت تعمل يف الشركات القائمة على االبتكار على سهولة تكوين الفرؽ كتقاسم
اؼبعلومات بُت أعضائها كبُت كل إدارات كأقساـ الشركة ،كىذا ما يبكن أف تقوـ بو االتصاالت الشبكية ،اليت
ربوؿ الشركة إذل التفاعبلت اآلتية الفورية كأداة لتعجيل تبادؿ اؼبعلومات كاؼبعرفة ،كمن مث تعجيل زبصيص اؼبوارد
كازباذ القرارت ،كخبلفة يف الشركات اليت تكوف االتصاالت جزء من اؽبيكل احملدد خبطوط الصبلحيات
كاؼبسؤكليات فبا ىبلق عزلة الوظائف كاألفراد وبد من تقاسم اؼبعلومات كاؼبعرفة ،فيحد يف النتيجة من قدرة الشركة
على االبتكار الذم يكوف يف األصل غَت مرغوب فيو إال يف حدكد تدعيم اغبالة القائمة ،كتلعب االتصاالت
دكرا ىاما داخل ىيكل القيادة كاإلدارة ،فهي ربافظ على تدفق كانسياب العمل داخلها ،فكل ما كانت ىناؾ
أنظمة جيدة لبلتصاالت كلما زادت كفاءة األداء ،كتعترب االتصاالت كسيلة القادة يف إدارة أنشطتها كربقيق
أىداؼ العم ،كبالتارل فإف االتصاالت زبتلف حسب نوع القيادة كمبط الشركة ففي الشركات القائمة على
االبتكار تعمل على سهولة تكوين الفرؽ كتقاسم اؼبعلومات بُت أعضائها من جهة ،كبُت ـبتلف أقساـ الشركة
كإداراهتا من جهة أخرل ،كىذا ما يبكن أف تقوـ بو االتصاالت الشبكية ،حيث تؤدم إذل تعجيل حركية
اؼبعلومات كاؼبعرفة كمن مث تعجيل زبصيص اؼبوارد كازباذ القرارات ،كخبلفو يف الشركة ذات التوجو البَتكقراطي اليت
تكوف االتصاالت جزء من اؽبيكل احملدد.
)1العوامل البيئية:
إف الفرد اؼببتكر مثلو مثل الصوت ال يوجد من فراغ كإمبا يولد يف ؾبتمع يورل أنبية كبَتة باالبتكار كيعززه ،فاإلنساف
ابن بيئتو احمليطة بالشخص إما أف تساعد على ظهور االبتكار كتعمل على بقائو كاستمراره ،أك قد سبنع ظهوره ،استمراره كال
تشجع إال على التبعية كالتقليد كالنقل كاحملاكاة كليس األفراد فقط بل كأيضا اؼبؤسسات فكلهما يتأثر بالعوامل البيئية العامة يف
اجملتمع ،كيبكن أف نشَت فيما يأيت إذل عوامل التالية:
174
ؿبمد سعيد أككيل ،اقتصاد كتسيير اإلبداع التكنولوجي ،ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر ،1994 ،ص .165
ب) نظاـ البراءة:
إف نظاـ براءة اغبقوؽ الفكرية كبراءة االخًتاع يلعب دكرا فعاال يف إهباد البعد اؼبؤسسي غبماية حقوؽ اؼببتكرين
كالشركات االبتكارية ،كيبكن أف نعرؼ براءة االخًتاع على أهنا ":شهادة أك كثيقة سبنحها ىيئات رظبية معينة تتضمن
االعًتاؼ باالخًتاع ،ما ىبوؿ لصاحبها شخصا كاف أك مؤسسة حق اؼبلكية" ،كبالتارل فإف نظاـ الرباءة يعطي لصاحبو
حق االحتكار احملمي بالقانوف من اؼبقلدين كالذين طوركا أساليب خاصة هبم سبكنهم بااللتحاؽ بسرعة باؼببتكر صاحب
االبتكار األصلي الذم أنفق الكثَت ليصل إذل ىذا االبتكار ،بل منافستو فبا يضيع عليو فرصة االنتفاع باالبتكار الذم
توصل إليو ،كبالتارل ضياع كل جهوده سدئ ،كعليو فإف مثل ىذا النظاـ ضركريا ؼبنع التقليد ؽبذا البتكار بدكف تعويق أك
مقابل عادؿ للمبتكرين ،ليكوف ىذا التعويض حافز قوم من أجل االبتكار ،غَت أنو من جهة أخرل قد ينفع ىذا النظاـ
كما يوفره من ضباية قانونية اعتماد األفراد كاؼبؤسسات على ىذه اغبماية كضمانة الستمرار التفوؽ يف السوؽ دكف
مواصلة االبتكارات كضمانة للتفوؽ ،حيث استمرت مؤسسات كثَتة لفًتة طويلة ربصل على صباالت من الشركات
األخرل اليت تستخدـ براءهتا كتراخيصها ،كال شك يف أف ىذا لو تأثَت على تباطؤ؛
أجواء التحرر من القيود على األفكار الجديدة:
إف مثل ىذه األجواء ىي اليت توفر الضمانة يف إهباد ؾبتمع التفتح العلمي كحس التفاؤؿ الذم يبنح
اؼببتكرين اإلحساس بالقوة كالقدرة من أجل القياـ بالكثَت يف خدمة التطور اإلنساين عموما كؾبتمعهم بشكل
خاص.
تزايد ظاىرة المنظمات الساعية للتعلم:
ىناؾ عبلقة تربط بُت االبتكار كالتعلم ،يبكن اعتبار االبتكار إدخاؿ معارؼ جديدة إذل االقتصاد ككذا
تركيبات جديدة مع اعتبار أبسط االبتكارات ىي نتائج تعلم ،فالتعلم يؤدم إذل اؼبعارؼ اعبيدة ،ك ىذه اؼبعارؼ ترجم
يف شكل أفكار كابتكارات.
Peter أف البقاء يف بيئة سريعة التغَت ك الديناميكية يفرض على اؼبؤسسة ك األفراد اؼبوجودين فيها التعلم ،ك ينظر
M.Sengeإذل منظمة التعلم على أهنا منظمات زبدـ أفردا معينوف إذل ربقيق النتائج باستمرار ،حيث يلعب الطموح
اعبماعي دكرا كبَتا يف التعلم ك من مث االبتكار.
175
كما أشار "داركر" إذل ىناؾ سبعة أسباب أك مصادر لبلبتكار كىي:
المصدر الفجائي أك الغير متوقع:
كيشتمل ىذا اؼبصدر على النجاح الفجائي(:استمرارية ىذا النجاح ربتاج إذل ابتكار عوامل تساعد على ذلك)،
الفشل الفجائي(:هبب على اؼبدير ابتكار حلوؿ سريعة ك فعالة للخركج من ىذا الوضع) ،ك اغبدث اػبارجي الفجائي.
مصدر التعارض:
بُت الواقع كما ىو كالواقع كما يفًتض أف يكوف ىذا التعارض يؤشر على كجود فرصة لبلبتكار؛
االبتكار على أساس الحاجة لمعالجة سلسلة من العمليات:
اغباجة إذل طريقة كبالتارل سبثل فرصة كربل لبلبتكار؛
بنية السوؽ:
البد للسوؽ أف يتغَت سواء بفعل اؼبنافسة أك التغَت يف حاجات ك توقعات الزبائن ،ك ىذا التغَت يعترب فرصة ابتكارية
عظيمة ،كيظم ىذا اؼبصدر ما يأيت :االستجابة السريعة للتغَت ،التنبؤ بالفرصة ،ك مؤشرات تغَت الصناعة؛
العوامل السكانية:
كىي التحوالت اليت تطرأ على السكاف كحجمهم ...؛
تبدؿ اإلدراؾ كالرؤية؛
المعرفة الجيدة.
إف النشاط اإلبتكارم ظاىرة معقدة كديناميكية فبا يعٍت كجود عوامل عديدة تتداخل يف تكوينو كتطوره،
كما أف ىذه العوامل قد تكوف فعالة يف تكوين كربفيز النشاط اإلبتكارم يف ظركؼ معينة ،كال تكوف كذلك
يف ظركؼ أخرل كردبا ىذا ما يزيد يف درجة تعقيده؛
كمع ىذا فإف الدراسات الكثَتة اليت تناكلت االبتكار كالنشاط اإلبتكارم قد سانبت يف ربديد الكثَت من
ىذه العوامل اؼبؤثرة فيو؛
)2العوامل الشخصية:
يعترب الفرد اؼببتكر لب العملية االبتكارية داخل اؼبؤسسة كنقطة البدء ،حيث كاف يعتقد يف البداية أف اؼببتكرين
ىم األفراد ذكم الذكاء العارل فقط كبالتارل فإف االبتكار يقتصر على فئة معينة من اجملتمع كالعلماء غَت أف
الدراسات اغبديثة أثبتت أف االبتكار ىو ظاىرة إنسانية عامة كليست ظاىرة خاصة بأحد ،لكن ىذا ال ينفي كجود
حد أدىن من الصفات الشخصية اليت هبب أف تتوفر يف اؼببتكر ،كقد قاـ العديد من الباحثُت بدراسة سلوؾ
شارلز ،حيث كجد بأف األشخاص األشخاص اؼببتكرين يف ؿباكلة منهم لتحديد صفات اؼببتكرين كمن بُت ىؤالء
اؼببتكرين ؽبم عدد من السمات اؼبهمة ،دبا يف ذلك اؼبقدرة على الًتكيز على ما يبكن أف يكوف ،بدال من ماذا
يكوف،
كما أهنم يتميزكف بػ:
حب االستطبلع كاإلتياف بأسئلة مرتفعة عن العمل؛
يتحدكا الطرؽ التقليدية ألداء األشياء؛
يفضلوف النظر ألبعد من اإلطارات اؼبرجعية كالتفكَت خارج الصندكؽ؛
يأتوا بتبصرات جديدة يف طرؽ مواجهة اؼبشاكل كالفرص؛
كيبلحظ عدـ اإلصباع بُت الكتاب كالباحثُت على قائمة كاحدة حوؿ ظبات الفرد اؼببتكر ،غَت أف ىناؾ ؾبموعة من
السمات كاػبصائص اليت تظهر يف حاالت كثَتة على األفراد اؼببتكرين كىي:
إف الشركات سبثل إطارا تنظيميا بالغ التأثَت على النشاط اإلبتكارم لؤلفراد ،فاألفراد ال يعملوف يف
الفراغ ك ال يبكنهم أف يعملوا خارج ؿبيطهم ك سياقهم التنظيمي ،كقد أثبتت الدراسات بأف الظركؼ التنظيمية داخل
يبكن أف كبد فيما يأيت اؼبؤسسات تؤثر على اعبهد االبتكارم من خبلؿ تأثَتىا على األفراد ذكم اػبصائص االبتكارية ك
177
أىم العوامل التنظيمية اؼبؤثرة يف االبتكار:
179أد .خبيت ابرا ھًن ،د .شعويب ؿبمد فوزم ،دكر تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاؿ يف تنمية قطاع السياحة كالفندقة ،ؾبلة الباحث العدد .275 07 ،ص2009، 2010 ،
180ؿبمد زرقوف كزينب شطيبة ،تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت كتأثَت ھا على رضا زبائن اؼبؤسسة اؼبصرفية اعبزائرية ،ؾبلة اداء 20اؼبؤسسات اعبزائرية ،العدد 2013، 03ص76
181ؿبمد زرقوف كزينب شطيبة ،مرجع سبق ذكره ،ص 76
182شاھر فبلح العركد كطبلؿ ضبدكف شكر ،جودة تكنولوجيا اؼبعلومات كأثر ھا يف كفاءة التدقيق الداخلي يف الشركات الصناعية كاػبدمية اؼبسا ھمة العامة األردنية ،اجمللة األردنية يف إدارة
األعماؿ ،اجملّلد ، 5العدد ،2009 ،ص.475
-تعترب تكنولوجيا اؼبعلومات أداة قوية لتجاكز االنقساـ اإلمبائي بُت البلداف الغنية كالفقَتة كاإلسراع ببذؿ
اعبهود بغية دحر الفقر ،اعبوع ،اؼبرض ،األمية كالتدىور البيئي .ك كما يبكن ؽبذه التكنولوجيات من توصيل
منافع اإلؼباـ بالقراءة ،الكتابة ،التعليم ،كالتدريب إذل أكثر اؼبناطق انعزاال؛
-تساىم تكنولوجيا اؼبعلومات يف التنمية االقتصادية :فهي تسمح للناس بالوصوؿ إذل اؼبعلومات كاؼبعرفة
اؼبوجودة يف أم مكاف بالعادل يف نفس اللحظة تقريبان؛
-تعمل ىذه التكنولوجيا على زيادة قدر ة األشخاص على اغبصوؿ على اؼبعلومات كتقاظبها كاؼبعارؼ ك ترفع
من فرصة ربوؿ العادل إذل مكاف أكثر سلمان ك رخاءا عبميع سكانو؛
-بوسعها سبكُت األفراد ،اجملتمعات ،كالبلداف من ربسُت مستول حياهتم على كبو دل يكن فبكنان يف السابق؛
-تعترب من أىم الوسائل اليت تستخدمها ـبتلف منشآت األعماؿ اؽبادفة كغَت اؽبادفة إذل الربح يف عملياهتا
اؼبختلفة ،سواء ذلك يف سواء كاف ذلك يف عمليات التخطيط أك اإلشراؼ أك التوثيق أك الشؤكف اإلدارية،
أك احملاسبية أك غَتىا من أكجو النشاط اؼبختلفة.
.3المجاالت االقتصادية لتطبيق تكنولوجيا المعلومات:
ساعدت التكنولوجيا بصفة عامة اجملتمعات يف فبارسة أعماؽبم اليومية بسهولة ،كتكنولوجيا اؼبعلومات يف اآلكنة
األخَتة دل تًتؾ ؾبتمعا إال كاقتحمت صبيع أنشطتو سواء السياسية أك اؼبدنية ،العسكرية ،التجارية ،التعليمية
...،كباتت بذلك تطبيقاهتا غَت ؿبدكدة كال متناىية كبل كمشلت اؼبيادين اليت عجز اإلنساف عن اقتحامها ففتحت
بذلك آفاقا جديدة كأكجدت ؾباالت حديثة للبحث .كيبكن اإلشارة إذل بعض التطبيقات اليت مستها تكنولوجيا
183
اؼبعلومات على سبيل اؼبثاؿ ال اغبصر يف ما يلي:
من اجل ربسُت اػبدمة ك سرعة الضبط للحسابات ،باإلضافة إذل مساندة الرقابة اؼبالية إكماؿ أعماؿ البنوؾ:
على البنوؾ؛
تحويل األمواؿ إلكتركفيا :كاؽبدؼ منو سرعة اػبدمة ،ك تقليل العمل الورقي للعمليات بُت البنوؾ؛
إقامة النماذج االقتصادية لتحليل أداء النظم االقتصادية كتقييم اإلسًتاتيجيات؛
إدارة االستثمارات :بتعظيم عائد االستثمارات ،كربليل اؼبخاطر؛
تنظيم معلومات أسواؽ األكراؽ اؼبالية من خبلؿ فورية بث اؼبعلومات للمتعاملُت كاستخراج إحصائيات
السبلسل الزمنية لتغَت أسعار األسهم كالسندات كاؼبؤشرات االقتصادية األخرل؛
لسرعة تعديل كتعدد ذبارب التصميم كتوفَت جهد ما بعد التصميم من خبلؿ التصميم بمساعدة الكمبيوتر:
قياـ النظاـ اآلرل بتحديد قوائم اؼبكونات كاؼبواد الداخلة فيو؛
نظم التدريب من خبلؿ احملاكاة لركاد الفضاء كالطيارين على قيادة اؼبركبات كىذا ما يقلل التكاليف كاػبطر؛
كباعتبار أف اإلبداع ىو عملية ربويل اؼبعرفة اعبديدة إذل منتجات أك عمليات جديدة ،تسعى اؼبؤسسات اليوـ إذل ذبسيد
كل ما تعرفو إذل ابتكارات جديدة تكوف سباقة هبا قبل منافسيها.
كتوجد عبلقة كثيقة بُت إدارة اؼبعرفة كاإلبداع كرأس اؼباؿ الفكرم ،فاؼبعرفة كقوة أساسية كلدت اغباجة إذل اإلبداع لًتصبة
اؼبعرفة إذل سلع ،خدمات ،عمليات جديدة أك مطورة ،ربقق للمؤسسة اؼبيزة التنافسية .كما أف القدرات اؼبعرفية (رأس اؼباؿ
الفكرم) مكنت اؼبؤسسات من ابتكار منتجات جديدة بسرعة ككلفة منخفضة ،فضبل عن االرتقاء دبستويات اعبودة للمنتوج
اعبديد دبا يعزز موقعها التنافسي.
الفصل التاسع:
إدارة المعرفة كمصطلحات إدارية حديثة
تمهيد:
يشيد العصر اغبارل مرحؿة متطورة من حيث ربوؿ عصر الصناعة إذل عصر اؼبعرفة كيف ظل ىذه التحوالت أدركت
اؼبنظمات أنبية إستغبلؿ الطاقات الفكرية كالعقلية لؤلفراد ،كجعل رأس اؼباؿ الفكرم كمورد إسًتاتيجي ،ككأحد أىم األصوؿ
غَت اؼبادية لتنفيذ خططها اؽبادفة إذل التطوير كالنجاح دائم.
يف ظل اقتصاد اؼبعرفة أصبحت اؼبوجودات غَت اؼبلموسة تشكل الدعامة األساسية كاؼبورد اإلسًتاتيجي لثركة اؼبنظمة
كازدىارىا ،كأف قباح اؼبنظمات يف ظل البيئة التنافسية أصبح مرىونا بقيمة ىذه اؼبوجودات كإسًتاتيجية إدارهتا ،كذلك بسبب
دكرىا الفعاؿ يف توظيف قدرات العاملُت كمهارهتم كخرباهتم يف تعزيز اؼبيزة التنافسية للمؤسسة كخلق القيمة.
كسنحاكؿ يف ىذا الفصل التطرؽ إذل أىم اؼبصطلحات اإلدارية اغبديثة اليت ؽبا عبلقة كطردية مع إدارة اؼبعرفة.
يف سنة ،1954قد اختفت أك دل تعد كبَتة ،كبُت عاـ 1979كعاـ 1994فإف عدد األشخاص اؼبستخدمُت يف أكرب
الشركات األمريكية تراجع بنسبة 16.2إذل 11.6ؼبليوف كحل ؿبل قذه الشركات الضخمة شركات صغَتة معتمدة عؿل
اؼبوجودات اؼبعرفية أكثر من اعتمادقا عؿل اؼبوجودات اؼبادية األخرل؛
يعد ر أس اؼباؿ الفكرم يف اؼبنظمة دبثابة ميزة تنافسية ،كقذا ما دعا إرلق jerom Adanesاؼبدير الرئيسي يف شركة
shellالنفطية بالقوؿ " كبن ـؿتزموف ألن نصبح منظمة متعممة ،كنعتقد أف اؼبيزة التنافسية تكمن يف قائمة اؼبستخدمُت
عؿل التعدل بشكل أسرع" ،كيقوؿ أيضا jim Nobelكبن نتحدث عؿل التنافس من خال ؿ الكفاءات ك الكفاءات قم
اؼبعرفة؛
ق ،كاستخ راجو لوجود كاؼبمارسة كيعد أحد يبثل رأس اؼباؿ الفكرم كن زا مدفونا وبتاج إذل من يبحث عن
أساليب استخراج ق ق ك نشر اؼبعرفة ،كيؤيد stewartذلك بقوؿ ق "إف الفكر اؼبوجود يف اؼبنظمة يصبح رأس
ماؿ فكريا عندما يبكن نشره للقياـ بشيء يبكن إجراءه ،ألف رأس اؼباؿ الفكرم وبوم معرفة مفيدة" ،كوبذر
184حناف،رضواف،تطور الفكر احملاسيب مدخل نظرية احملاسبة،الدار العلمية كدار الثقافة للنشر كالتوزيع،عماف.2001 ،
Brookingمن نتائج عدـ نشر اؼبعرفة من خ ال ؿ قوؿق "إف اؼبعرفة كصفيا موجودة يف اؼبنظمة غالبا ما تغفل
كبالتارل دل تنشر ،ليس بسبب إخفاؽ اؼبد راء يف التفكَت بأعماؽبم ،ك إما السبب يكمن يف أهنم وبولوف اؼبعرفة
إذل رأس اؼباؿ يف شركاهتم كيعززكف القدرات العقرلة كاليت تبٍت كربافظ عؿل العمل؛
للمنظمة ك األفراد كتطوير ق ا ،كذلك ألف رأس اؼباؿ الفكرم قادر يعترب رأس اؼباؿ الفكرم مصدر توليد ثركة
عؿل توليد ثركة خيالية من خ ال ؿ قدرتق عؿل تسجيل براءات االخًتاع ،ك ق ذا ما أكدتق حبوث مؤسبر إدارة رأس
2000كأق ـ ما قيل يف اؼبؤسبر إف شركة ) (IBMتستؿـ جزءا اؼباؿ الفكرم الذم عقد يف نيويورؾ سنة
كبَتا مقدر دببلغ بالدكالر األمريكي سنويا كعائد لرباءات االخًتاع.
185
خصائص الرأس الماؿ الفكرم:
قناؾ ؾبموعة من اػبصائص اليت يتميز بوا رأس اؼباؿ الفكرم عن غَته من رأس اؼباؿ كيبكن إهبازقا فيما يلم:
الخصائص التنظيمية :فيما ىبص اؼبستول اإلسًتاتيجي قبد أف رأس اؼباؿ الفكرم ينتشر يف اؼبستويات كميا كبنسب متفاكتة ،أما
خبصوص اؽبيكل التنظيمي الذم يناسبق يفق اؽبيكل التنظيمي العضوم اؼبرف ،أما الرظبية فتستخدـ بشكل منخفض جدا ،كيبيل إذل
البلمركزية يف اإلدارة بشكل كاضح.
الخصائص المىنية :االىتماـ ينصب عؿل التعؿـ اؼبنظمي كالتدريب االثرائي كليس بالضركرة اؿ سيادة األكاديبية كيبتاز رأس اؼباؿ
الفكرم باؼبليارات العالية كاػبربة العريقة.
الخصائص السؿككية كالشخصية :يبيل رأس اؼباؿ الفكرم إذل اؼبخاطرة بدرجة كبَتة لذا يفق يبيل للتعامل مع موضوعات اليت تتسم
بالتأكد كرأس اؼباؿ الفكرم يبل إذل اؼببادرة كتقدًن األفكار كاؼبقًتحات البناءة كلدم ق قدرة ع ؿل حسم القرارات دكف تردد كلدم ق
مستويات ذكاء عالية كمثابرة حادة يف العمل كثقة عالية بالنفس.
186
مكونات الرأس الماؿ الفكرم:
ينظر إذل رأس اؼباؿ الفكرم ع ؿل أنو ملؾ اؼبعرفة اؼبتاحة لدل الكفاءات البشرية ،كاليت يبكن ربو ؿمقا إذل أرباح كما يبكن
تشيبق عناصر رأس اؼباؿ الفكرم دبجموعة مًتاكمة كؾبموعة من اؼبعارؼ ،حبيث ينظر لكل طرؼ إذل جانب اؼبعرفة اليت تدخل
185ؿبمود علي الركساف ،ؿبمود ؿبمد العلوجي ،أثر رأس الماؿ الفكرم في اإلبداع في المصاريف األردنية ،ؾبلة دمشق للعلوـ االقتصادية كالقانونية ،العدد الثاين ،اجمللد ،26جامعة جادار
األردنية ،2010 ،ص.47
،ملتقى حوؿ رأس اؼباؿ الفكرم يف منظمات األعماؿ العربية يف ظل مؤشرات كنماذج قياس رأس الماؿ الفكرم في المنظمة 186عبو عمر ،عبو ىودة،
االقتصاديات اغبديثة ،جامعة شلف ،أياـ 13و 14ديسمرب ،2011 ،ص .6
شباجتماع عؿل أفق مكوف
يف دائرة اه سباماتو ا كرغم تباين كجقة نظر الباحثُت حوؿ مفاىيـ رأس اؼباؿ الفكرم ،إال أف قناؾ ق
بدرجة أساسية من األصوؿ البشرية كاألصوؿ الفكرية كادلؿكية.
على اعبانب األخر بعض الكتابات قامت بتحديد ماىية رأس اؼباؿ الفكرم من خبلؿ ؿباكلتها ربديد ـكوناتو كىي متمثلة
فيما يلي:
كفقا لتعريف الذم قدمتو منظمة التعاكف كالتنمية االقتصادية يف تقريرىا النهائي حوؿ قياس رأس اؼباؿ الفكرم كبعض الدراسات األخرل
187
بينت أف لرأس اؼباؿ الفكرم ثبلث مكونات كىي:
.4رأس الماؿ البشرم :كعرفو بأفق إصبارل اؼبعرفة كاؼبهارات كاػبربات سواء كانت ق ذه اؼبعرفة عامة مثل اػبربات السابقة كطاقة
التعلم كمركنة فريق العمل كرضا العاملُت ،أك متميزة كمنؼردة مثل االبتكار ،كاإلبداع؛
.5رأس ماؿ الزبوني :كيعرؼ بأفق صبيع اؼبوارد اؼبتعلقة بالعبلقات اػبارجية للمنشاة مثل عبلقة اؼبنشاة مع العمبلء كاؼبوردين
كاؼبسانبُت كالدائنُت كالشركاء يف البحوث كالتطوير؛
.6رأس الماؿ الهيكلي :كيعرؼ أ
بنو اؼبعرفة اليت تتكوف نتيجة لئلجراءات التنظيمية كالثقافية كقواعد البيانات ،كيعرب عن تلك
اؼبعرفة باؼبركنة التنظيمية ،كخدمة التوثيق باؼبنشأة كاالستخداـ العاـ للتكنولوجيا اؼبعلومات.
188
كاقًتح برككينغ أف رأس اؼباؿ الفكرم يبكن تقسيمو إذل أربعة مكونات كىي :
.5األصوؿ السوقية :كتشمل صبيع اعبوانب غَت اؼبلموسة اؼبرتبطة بالسوؽ مثل ( :العمبلء ،اؼباركات،منافذ التنفيذ)؛
.6األصوؿ البشرية :كتشمل اػبربات اؼبًتاكمة كقدرات االبتكار كاؼبؤشرات اؼبتعلقة دبدل قدرة األفراد على األداء يف مواقف معينة.
.7أصوؿ الملكية الفكرية :كتشمل العبلقات كاألسرار التجارية كبراءات االخًتاع كحقوؽ التصميم؛
.8أصوؿ البنية التحتية :كتتضمن صبيع العناصر اليت ربدد طريقة عمل اؼبنشأة مثل:ثقافة اؼبؤسسة ،طرؽ تقييم اػبطر ،كأساليب
إدارة قوة العمل ،كقواعد البيانات العمبلء كنظم االتصاؿ.
أبعاد الرأسماؿ الفكرم:
إستقطاب رأس الماؿ الفكرم :يركز قذا البعد عؿل البحث عن اػبربات اؼبقدمة ،كجذب ادلقارات التقنية العالية باالعتماد عؿل نظاـ
معؿكمات كيسقؿ عملية اعبذب كاالستقطاب؛
المحافظة عؿل رأس الماؿ الفكرم :من خال ؿ التدريب كالتطوير اؼبستمر ،كالتحفيز اؼبادم كاؼبعنوم؛
االىتماـ بالزبائن :كيتم قذا النوع بتوثيق متطؿبات الزبائن ،كتفعيل نظاـ معؿكمات لتقدًن خدمة لزبوف كمنح مزايا إضافية لو ،كالسعي
لبلحتفاظ بالزبائن القدماء.
دكر رأس الماؿ الفكرم في تحقيق القيمة:
تعتمػػد قػػدرة اؼبنظمػة علػػى ربويػػل رأس اؼبػػاؿ الفكػػرم إلػػى قيمػػة ،علػػى نوعيػػة القيمػػة التػػي ترغػػب اؼبنظمة يف ربقيقها من
استثمارىا يف رأس اؼباؿ الفكرم ،ك اليت يبكن أف تأخذ عدة أشكاؿ:189
ربقيق األرباح؛
ربقيق اؼبيزة التنافسية من خبلؿ زيادة القدرات اإلبداعية ك االبتكارية؛
ربسُت العبلقات بُت العمبلء كاؼبوردين؛
ربسُت اإلنتاجية كزبفيض التكلفة؛
ربسُت اذباىات العاملُت كالصورة الذىنية اػبارجية؛
زيادة اغبصة السوقية كبناء مركز تنافسي قوم.
كيف ما يلي أنواع القيم اليت يبكن أف هتدؼ اؼبنظمات إذل ذبسيدىا يف الواقع:
ضبايػة اؼبنتجػات كاػبػدمات احملققػة مػن ابتكػارات اؼبنظمػة مػع ؿباكلػة االسػتحواذ علػى ابتكػارات اؼبنافسُت؛
خلق معايَت يف أسواؽ أك ؼبنتجات جديدة؛
ربديد أساس لتحالفات جديدة؛
خلق حواجز لدخوؿ منافسُت جدد.
190اؿصرف رعد ،إدارة اإلبداع ك االبتكار ،دار الرضا ،دمشق ،ط ، 1,2001ص 28
اإلبداعي غَت مادم ،كىو ما يهدؼ إذل تنظيم طرائق كأساليب كأمباط التسيَت ،بغية تنظيم سلوؾ اؼبنظمة
كجعلو أكثر فعالية؛
اإلبداع في الخدمة:
كاؼبقصود بو النشاط اؼبتعلق باػبدمات اؼبقدمة للغَت أك اآلخرين؛
اإلبداع في مجاؿ التسويق:
كنعٍت بو خلق منافذ كطرؽ جديدة للتسويق.
3 .2عوائق اإلبداع:
يعترب موضوع عوائق اإلبداع من اؼبوضوعات اليت نالت اىتماـ الكتاب كالباحثُت كيبكن إهبازىا يف ؾبموعتُت:
المجموعة األكلى :
العقبات الشخصية كتتمثل يف:
-ضعف الثقة بالنفس ؛
-اغبماس اؼبفرط؛
-التفكَت النمطي؛
-عدـ اغبساسية للمشكبلت أك الشعور بالعجز؛
-التسرع.
المجموعة الثانية:
فتشتمل على العقبات الظرفية كتتمثل يف:
-مقاكمة التغيَت؛
-عدـ اعبدية؛
-عدـ التوازف بُت التنافس كالتعاكف.
4 .1عالقة إدارة المعرفة باإلبداع:
إف ربوؿ االقتصاد إذل االقتصاد اؼببٍت على اؼبعرفة اعبديدة ،كلد اغباجة إذل اإلبداع لًتصبة اؼبعرفة إذل سلع كخدمات كعمليات
جديدة أك مطورة ربققها اؼبنظمة للوصوؿ إذل اؼبيزة التنافسية:
هبب على اؼبنظمة أف تتمتع دبعرفة إدارة اإلبداع ،كبدكف ذلك تدمر قدراهتا اغبقيقية ،إذ هبب الًتكيز على
نشاط البحث كالتطوير لتحقيق النجاح كالوصوؿ إذل اإلبداع .فمن خبللو يبكن للمنظمة أف توظف اػبزين
اؼبعريف يف منتجات كخدمات جديدة .إذل جانب اعتباره استثمار مستقبلي كمصدر للتقنية كيبتكر القدرات
على استيعاب كاستثمار اؼبعرفة اعبديدة.
اػبدمة ،كربديد إدارة اإلبداع يتطلب ربليبل دقيقا لؤلنواع اؼبختلفة من اؼبعرفة اليت تدخل يف إبداع اؼبنتج،
احتياجات السوؽ مث تقدًن اإلبداعات اليت تليب ىذه االحتياجات؛
كالتفكَت إنتاجية صناع اؼبعرفة باالعتماد على اإلسًتاتيجيوف اؼبعرفيوف ؼبخيلتهم يف توليد حلوؿ للمشاكل
بطريقة مبدعة كاكتشاؼ أفكار جديدة؛
االعتماد على األسلوب الفرقي يف العمل ،حيث هبب أف تضم الفرؽ أفراد ذكم مهارات متعددة كمعرفة
متباينة ،فبا يسمح بتبادؿ كنشر كخلق معارؼ جديدة كالوصوؿ إذل اإلبداع؛
التدريب كالتعلم اؼبستمر لؤلفراد ،فاجملتمع كاؼبنظمة اؼببدعة يعشقاف اؼبعرفة كيوظفاف اغبواس للتعلم فبا وبفزىم
على توظيف اؼبعارؼ يف اإلبداع كاكتساب معارؼ جديدة؛
تبٍت ىياكل تصلح ؼبنظمات عصر اؼبعلومات كاؼبعرفة كاؼبعرب عنها بشبكة خبليا مرنة كمتصلة دبا يتناسب مع
حركة اؼبعرفة الدائرة كاؼبتداخلة كاؼبتقاطعة؛
عتماد تكنولوجيا اؼبعلومات يف نشر اؼبعرفة كاػبربة بُت صفوؼ العاملُت ،فاؼبعرفة إذا تولدت كترسخت يف
ىياكل كعمليات كثقافة اؼبنظمة تتحوؿ إذل منتجات جديد؛
الًتكيز على جانب الطلب على اؼبعرفة اعبديدة لسد حاجاهتا ،ألف الًتكيز على العرض من اؼبعرفة هبعل
اؼبنظمة تركز على توزيع كنشر اؼبعرفة اؼبتوافرة فبا يضعف التعلم كاإلبداع ،كاؼبعرفة اعبديدة تولدىا ؾبموعات
العمل اليت تضم أفراد مبدعُت.
.4إدارة االبتكار:
يعترب االبتكار ظاىرة تارىبية ،تزامنت مع مسَتة التطور اإلنساين ،كبرزت أنبية ىذه الظاىرة مع بركز
الثورة الصناعية كاالنتقاؿ من مرحلة االقتصاد اغبريف إذل االقتصاديات اؼبصنعة ،حيث يعترب االبتكار
أحد مربرات النمو كالتطور كؽبذا يعترب العمل اإلبتكارم عملية متكاملة كمنظمة ناذبة عن القرارات
اؼبدركسة كالتفكَت اؼبنظم لدل األفراد يف اؼبنظمة.
.3مفهوـ االبتكار:
تعددت تعريفات االبتكار عند اؼبفكرين كمن بُت ىذه التعاريف قبد:
191
تعريف بيًت داركر ":بأف االبتكار ىو التغيَت الذم ينشأ بعدا جديدا من األداء "؛
تعريف اؼبفكر شوميبتر " :االبتكار ىو اغبصيلة الناذبة عن إنشاء طريقة أك نظاـ جديد يف اإلنتاج
192
يؤدم إذل التغَت يف مكونات اؼبنتج ككيفية تصميمو" ؛
تعريف ديبورغ مارم " :االبتكار على أنو تطبيق ذبارم لبلخًتاع" ،من خبلؿ التعريف يتضح أف
193
النجاح التجارم ىو جزءا أصيبل يف االبتكار؛
194
تعريف ركجرز" :االبتكار ظهور إنتاج جديد ناتج عن تفاعل بُت الفرد كاؼبادة"؛
195
تعريف جيل فورد " :االبتكار ىو تفكَت تغيَتم"؛
تعريف شتاين " :االبتكار ىو العملية اليت ينتج عنها عمل جديد مقبوؿ أك ذك فائدة أك مرض لدل
ؾبموعة من الناس"؛
تعريف ركبنز ككولتلر :من خبلؿ سبييزىم بُت االبتكار كاالخًتاع ربطا االبتكار بػ" التجديد كإعادة
عمل األفكار اعبديدة لتأيت بشيء جديد؛
قدـ تشيرر سبييزا اقتصاديا بُت االخًتاع كاالبتكار مشَتا إذل أف األكؿ يعمل على التأثَتات الفنية يف
توليد الفكرة اعبديدة كأف اؼبوارد اؼبلموسة كالنقود كاؼبهندسُت أقل أنبية يف ربقيقو كىو مرتبط أساسا
باؼبعرفة العلمية كالعبقرية كالتقدـ الكلي يف العلوـ التقنية ،أما الثاين فهو مرتبط بتطوير العمليات
كاؼبنتجات اعبديدة كاؼبوارد اؼبلموسة؛
تعريفات أخرل لالبتكار:
يعرؼ على أنو" :اؼببادرة اليت يبنيها الفرد يف قدرتو على التخلص من السياؽ العادم للتفكَت،
196
كإتباع مبط جديد من التفكَت"؛
191
دراكر بيًت ،اإلدارة للمستقبل :التسعينات كما بعدىا ،ترصبة :بطرس ،صليب ،الدار الدكلية للنشر كالتوزيع ،الطبعة الثانية ،القاىرة ،1998 ،ص.514 :
192د.حسُت عبد العزيز الدريٍت ،االبتكار تعريفة كتنميتو ،جامعة قطر ،قسم علم النفس التعليمي ،ص .164
193صائب األلوسي ،تنمية الفكر االبتكارم ،دار اؼبنهل ،عماف ،األردف ،2002 ،ص.7
194نفس اؼبرجع ،نفس الصفحة.
195نفس اؼبرجع ،نفس الصفحة.
196السيد نصر الدين السيد ،االبتكار كإدارتو ،اؼبكتبة األكاديبية ،مصر ،القاىرة ،2011 ،ص.16
ىو طرح منتجات كخدمات جديدة يف السوؽ أك كسائل جديدة إلنتاجها ،كتسبق االبتكار
أحباث قد تؤدم إذل اخًتاع ما يطور يف ما بعد ػبدمة السوؽ؛
التعريف اللغوم لالبتكار:
يبتكر ابتكارا ،فهو مبتكر ابتكر اعبهاز اخًتعو ،ابتدعو كاستبطنو ،غَت مسبوؽ إليو ،ابتكر
197
طريقة جديدة عقل مبتكر خبلؽ مبدع ،ؾبدد ذك موىبة؛
بأنو « :تقدًن منتج جديد على شكل سلعة أك خدمة أك التجديد تعريف االبتكار في المنظمات
يف عملية اإلنتاج أك توزيع ىذه السلعة أك اػبدمة»،
ىو « :عملية التغيَت كاالبتكار كاؽبدـ اػببلؽ يف طرؽ عمل اإلدارة ،سباشيان كاالبتكار في المنظمات
مع اؼبستجدات التقنية كالتكنولوجية اؽبادفة إذل خلق إضافات بناء على اؼبعرفة اؼبتجددة للزبوف»،
كبالتارل فاالبتكار يف اؼبنظمات يظهر يف شكل ابتكارات إدارية ،أك تقنية ،أك إضافية داخل اؼبنظمة.
كنستخلص من خبلؿ ىذا التعريف أنو اشتمل على ـبتلف نشاطات اؼبنظمة كاشًتط تقدًن
منتجات جديدة كيتفق ىذا التعريف مع فكرة اإلبداع على اؼبستول الفردم يف ضركرة تقدًن
198
اعبديد.
يعرؼ االبتكار على أنو القدرة على االخًتاع أم استخداـ اؼبهارة كالرباعة يف تنفيذ أك تطوير عمل
ما كيتطلب االبتكار قوة التخيل يف معاعبة اؼبواقف؛
ككتعريف موسع" :يعرؼ على أف االبتكار ىو تقدًن شيء جديد ليحل ؿبل شيء قدًن يف ؾباؿ
ما".
كىذا التعريف عادة ما تلجأ إليو اؼبؤسسات ألنو يشمل كل شيء جديد شريطة أف يطرد شيء
قدًن حىت كإف كاف اعبديد ىبتلف فقط من الناحية الشكلية كىذا للتبلعب بأذكاؽ اؼبستهلكُت
كرغباهتم؛
كإذ يبكن تعريف االبتكار على أنو قدرة عقلية وباكؿ فيها اإلنساف أف ينتج فكرة ،كسيلة ،أداة،
طريقة دل تكن موجودة من قبل ،أك تطوير رئيسي ؽبا دكف تقليد ،دبا وبقق نفعا للمجتمع،
199د.الطيف عبد الكرًن ،محاضرات في إدارة اإلبداع كاالبتكار ،2018 ،ص .12
،2004ص.389 : 200العمياف ،ؿبمود سليماف ،السلوؾ التنظيمي في منظمات األعماؿ ،دار كائل للنشر كالتوزيع ،الطبعة الثانية
أما التعريف األكضح لبلبتكار ىو أف« االبتكار ىو التطبيق العملي لؤلفكار اؼببدعة ،أما اإلبداع د)
فهو موىبة نظرية يولدىا اإلنساف مع ؾبموعة من اؼبهارات اؼبكتسبة كاستخدامها من خبلؿ حل
201
اؼبشكبلت اليومية».
سمات المبتكرين:
202
كلكي يكوف الشخص مبتكرا البد أف يتمتع بعدة صفات أبرزىا:
أف يكوف دائم البحث ك االطبلع ك ذك خياؿ كاسع؛
أف يكوف على درجة عالية من القدرة على اإلحساس باؼبشكبلت اليت تدكر حولو كربديدىا بدقة؛
أف يكوف على درجة عالية من ادارؾ القصور أك العيوب يف اؼبواقف أك النظم أك األشياء؛
أف يتمتع باؼبركنة الذىنية يف معاعبتو للمشكبلت؛
أف يهتم باؼبعاين كاؼبؤشرات دكف الدخوؿ يف التفاصيل قليلة األنبية؛
أف يتميز بأصالة التفكَت ك عدـ التقليد غَت الواعي ,ك التعمق يف األمور ك البعد عن السطحية؛
أف يكوف متفتح العقل على كل اػبربات اليت تتاح لو؛
أف يكوف على كعي بأىدافو كمثابر على ربقيقها.
201جاكماف ،كاركؿ ,اإلبداع في العمل دليل عملي للتفكير اإلبداعي ،دار اؼبعرفة للتنمية البشرية ,2004 ,ص.01 :
202مركز اػبربات اؼبهنية لئلدارة ,منهج اإلدارة العليا ,التفكير اإلبداعي ك قرارات اإلدارة العليا ,إعداد المادة العلمية :خرباء مركز اػبربات اؼبهنية إلدارة" دبيك ",الطبعة الثالثة , 2004 ,
ربت اشراؼ د :عبد الرضبن توفيق ,ص.04:
203د.قبم عبود قبم ،إدارة االبتكار ،جامعة الزيتونة األردنية ،الطبعة األكذل ،دار كائل للنشر كالتوزيع ،عماف ،األردف ،2003 ،ص .13
الموجة الثانية :تتمثل يف الثورة الصناعية (اليت بدأت قبل 300سنة)؛
الموجة الثالثة :كتتمثل يف ثورة اؼبعلومات( اليت ستكتمل خبلؿ العقود القليلة القادمة).
204
يف حُت حددىا "بيرناردك بور" خبمسة عصور تارىبية ىي:
ك) العصر البدائي :ككانت فيو قاعدة الثركة ىي القدرة على الصيد؛
ز) العصر الزراعي :ككانت فيو قاعدة الثركة يف اجملتمع ىي األرض الزراعية ،كرمزىا احملراث الزراعي؛
ح) العصر التجارم :سبثلت قاعدة الثركة يف تبادؿ السلع أك التجارة اؼبتبعة للشركات التجارية؛
ط) العصر الصناعي :قاعدة الثركة األرض كالعمل كرأس اؼباؿ كرمزىا احملرؾ البخارم؛
م) عصر المعلومات :فيو قاعدة الثركة كالقوة تتمثل يف اؼبعلومات كاؼبعرفة كالقدرة على تكوينها كتراكمها
كتقاظبها كاستخدامها بكفاءة عالية ،كرمزىا اؼبعلومات اؼبعاعبة بالشركات احملسوبة ككثيفة اؼبعرفة.
خصائص االبتكار كأىميتو:
)3خصائص االبتكار:
205
لبلبتكار خصائص عديدة نذكر أنبها:
االبتكار يمثل كل ما ىو جديد:
كيعٍت ذلك أف االبتكار يشمل على اػبركج بشيء جديد سواء كاف كليا أك جزئيا؛
التمايز:
يعٍت أف االبتكار ـبتلف عما يأيت بو اآلخركف من إبداعات فكرية؛
القدرة على تحقيق األسبقية في السوؽ:
كىنا أف يكوف اؼببتكر للمنتج اعبديد ىو الشخص األكؿ الذم توصل إليو كأدخلو للسوؽ؛
قدرة الفرد على اكتشاؼ الفرص:
كيعتمد ذلك على دقة توقع االحتياجات اعبديدة كالرؤية القائمة على اكتشاؼ قدرة اؼبنتج يف
خلق الطلب اؼبتزايد عليو.
206بوبعة عبد الوىاب ،دكر االبتكار في دعم الميزة التنافسية للمؤسسة االقتصادية ،ص.37
207مرزكقي مرزكقي ،أثر العائلة في تفعيل دكر المسير في المؤسسات الصغيرة كالمتوسطة ،أطركحة دكتوراه يف العلوـ االقتصادية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقلة ،2016 ،ص.7
التواصل بين الزبائن كالموزعين:
يعترب االبتكار من بُت أكرب العوامل اليت ذبمل الزبوف يف حالة ترقبو لكل ما ىو جديد تقدمو اؼبؤسسة كمن
ىنا يكوف االبتكار الرابط الذم يبقي الزبوف يف ؾباؿ اؼبؤسسة كما يبنح اؼبؤسسة قوة التفاكض مع اؼبوزعُت الذين
يعتربكف نبزة الوصل بُت الزبوف كاؼبؤسسة ؛
تزايد شدة تنافس العالم:
لـ تعد العكلمة فرضيات تبنى عل ٌها الدراسات االقتصادية اعبزئية كالكلية كإمبا أصبحت كاقعا ملموسا يف
أصغر األسواؽ احمللية ،كىذه العوؼبة اليت تعد تعًتؼ باغبدكد السياسية كال اعبغرافية شكلت من العادل سوقا
كاحدة زبتلف يف أحجامها كتتماثل يف متغَتاهتا ،كلعلى من أبرز مظاىر العوؼبة ىي ظاىرة التكتل بُت اؼبنظمات
اليت أدت إذل ظهور مؤسسات عاؼبية ،كىذا يعكس اتساع نطاؽ حجم األسواؽ كاالذباه كبو العاؼبية خاصة يف
كىذا ما يتطلب منها اؼبزيد من اعبهد عن ظل اتساع نشاط اؼبنظمة العاؼبية للتجارة ،كيف ظل ىذه التغَتات ذبد
طريق االستغبلؿ األمثل ؼبواردىا اؼبادية كاؼبالية كالبشرية ،عن طريق رفع مستول النشاط اإلبداعي يف اؼبؤسسة
منظمات األعماؿ كذلك بزيادة مستول البحث كالتطوير كتأىيل اليد العاملة ،حىت تتضمن البقاء يف األسواؽ
خاصة الصغَتة كاؼبتوسطة منها كاليت سبتلك قدرات كإمكانيات ؿبدكدة باؼبقارنة مع مؤسسة كربل قبد نوعا من
الصعوبة يف التكيف كالتأقلم مع تلك التغَتات كالتحديات ،كذلك بزيادة مستول البحث كالتطوير كتأىيل اليد
العاملة ،حىت تضمن اؼبؤسسات الصغَتة كاؼبتوسطة البقاء يف األسواؽ كالشكل التارل يوضح مراحل التطور كبو
208
العاؼبية :؛
مرتفع
اإلستراتيجية العالمية
الم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يل
1980
اإلستراتيجية الدكلية
كالتك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ امل ػ
1960
العاؿػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ مي ػػ
المصدر :خليل نبيل مرسي ،الميزة التنافسية في مجاؿ األعماؿ ،مصر ،1998 ،ص.16
208مرزكقي مرزكقي ،مذكرة ماجستَت يف العلوـ االقتصادية ،دكر االبتكار في تنافسية المؤسسات الصغيرة كالمتوسطة ،ص.12
ثقافة الشركة:
إف ثقافة الشركة ىي القيم كاؼبفاىيم كالطقوس اليت تكونت عرب الفًتة اؼباضية اليت تعطي للشركة سبيزا
معينا يف عمل األشياء ،كحيث أف الظركؼ كاألشياء تتغَت فبل بد أف تكوف ثقافة الشركة كذلك ،كبشكل عاـ،
إف الشركات القائمة على االبتكار اليت يفًتض أهنا ذات قدرة عالية يف ابتكار العملية كاإلنتاج فغنها تتسم أيضا
بقدرة عالية باالبتكار الثقايف الذم يدخل تغَتات مهمة على اؽبياكل كالسياسات كاؼبفاىيم كالتقاليد كالطقوس
اغبلية لصاحل التغَت الثقايف .يف حُت أف الشركات ذات النمط البَتكقراطي سبيل إذل احملافظة على ثقافة الشركة
اغبالية فبا هبعلها غَت متبلئمة مع االبتكار كما يأيت بو من مفاىيم كطقوس جديدة؛
العامل المؤثرة:
إف االبتكار يف الشركة يتأثر بالعامل اؼبؤثر الذم يبكن أف وبفز على االبتكار أك يعيقو ،كلذا هبب على
الشركة مراعاة العامل اؼبؤثر يف كل ابتكار لضماف الظركؼ التنظيمية اؼببلئمة لبلبتكار فعل سبيل اؼبثاؿ:
إذا كاف االبتكار يؤثر على الزبوف فإف العامل اؼبؤثر فهو القيمة اغبدكد اؼبقارنة بُت التكلفة كما وبصل
عليو الزبوف؛
إذا كاف االبتكار يؤثر بشكل أساسي يف ربسُت إنتاجية العمل فإف العامل اؼبؤثر فيكوف ربسُت
األجور.
االتصاالت:
إف االتصاالت تعمل يف الشركات القائمة على االبتكار على سهولة تكوين الفرؽ كتقاسم
اؼبعلومات بُت أعضائها كبُت كل إدارات كأقساـ الشركة ،كىذا ما يبكن أف تقوـ بو االتصاالت الشبكية ،اليت
ربوؿ الشركة إذل التفاعبلت اآلتية الفورية كأداة لتعجيل تبادؿ اؼبعلومات كاؼبعرفة ،كمن مث تعجيل زبصيص اؼبوارد
كازباذ القرارت ،كخبلفة يف الشركات اليت تكوف االتصاالت جزء من اؽبيكل احملدد خبطوط الصبلحيات
كاؼبسؤكليات فبا ىبلق عزلة الوظائف كاألفراد وبد من تقاسم اؼبعلومات كاؼبعرفة ،فيحد يف النتيجة من قدرة الشركة
على االبتكار الذم يكوف يف األصل غَت مرغوب فيو إال يف حدكد تدعيم اغبالة القائمة ،كتلعب االتصاالت
دكرا ىاما داخل ىيكل القيادة كاإلدارة ،فهي ربافظ على تدفق كانسياب العمل داخلها ،فكل ما كانت ىناؾ
أنظمة جيدة لبلتصاالت كلما زادت كفاءة األداء ،كتعترب االتصاالت كسيلة القادة يف إدارة أنشطتها كربقيق
أىداؼ العم ،كبالتارل فإف االتصاالت زبتلف حسب نوع القيادة كمبط الشركة ففي الشركات القائمة على
االبتكار تعمل على سهولة تكوين الفرؽ كتقاسم اؼبعلومات بُت أعضائها من جهة ،كبُت ـبتلف أقساـ الشركة
كإداراهتا من جهة أخرل ،كىذا ما يبكن أف تقوـ بو االتصاالت الشبكية ،حيث تؤدم إذل تعجيل حركية
اؼبعلومات كاؼبعرفة كمن مث تعجيل زبصيص اؼبوارد كازباذ القرارات ،كخبلفو يف الشركة ذات التوجو البَتكقراطي اليت
تكوف االتصاالت جزء من اؽبيكل احملدد.
)4العوامل البيئية:
إف الفرد اؼببتكر مثلو مثل الصوت ال يوجد من فراغ كإمبا يولد يف ؾبتمع يورل أنبية كبَتة باالبتكار كيعززه ،فاإلنساف
ابن بيئتو احمليطة بالشخص إما أف تساعد على ظهور االبتكار كتعمل على بقائو كاستمراره ،أك قد سبنع ظهوره ،استمراره كال
تشجع إال على التبعية كالتقليد كالنقل كاحملاكاة كليس األفراد فقط بل كأيضا اؼبؤسسات فكلهما يتأثر بالعوامل البيئية العامة يف
اجملتمع ،كيبكن أف نشَت فيما يأيت إذل عوامل التالية:
209
ؿبمد سعيد أككيل ،اقتصاد كتسيير اإلبداع التكنولوجي ،ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر ،1994 ،ص .165
د) نظاـ البراءة:
إف نظاـ براءة اغبقوؽ الفكرية كبراءة االخًتاع يلعب دكرا فعاال يف إهباد البعد اؼبؤسسي غبماية حقوؽ اؼببتكرين
كالشركات االبتكارية ،كيبكن أف نعرؼ براءة االخًتاع على أهنا ":شهادة أك كثيقة سبنحها ىيئات رظبية معينة تتضمن
االعًتاؼ باالخًتاع ،ما ىبوؿ لصاحبها شخصا كاف أك مؤسسة حق اؼبلكية" ،كبالتارل فإف نظاـ الرباءة يعطي لصاحبو
حق االحتكار احملمي بالقانوف من اؼبقلدين كالذين طوركا أساليب خاصة هبم سبكنهم بااللتحاؽ بسرعة باؼببتكر صاحب
االبتكار األصلي الذم أنفق الكثَت ليصل إذل ىذا االبتكار ،بل منافستو فبا يضيع عليو فرصة االنتفاع باالبتكار الذم
توصل إليو ،كبالتارل ضياع كل جهوده سدئ ،كعليو فإف مثل ىذا النظاـ ضركريا ؼبنع التقليد ؽبذا البتكار بدكف تعويق أك
مقابل عادؿ للمبتكرين ،ليكوف ىذا التعويض حافز قوم من أجل االبتكار ،غَت أنو من جهة أخرل قد ينفع ىذا النظاـ
كما يوفره من ضباية قانونية اعتماد األفراد كاؼبؤسسات على ىذه اغبماية كضمانة الستمرار التفوؽ يف السوؽ دكف
مواصلة االبتكارات كضمانة للتفوؽ ،حيث استمرت مؤسسات كثَتة لفًتة طويلة ربصل على صباالت من الشركات
األخرل اليت تستخدـ براءهتا كتراخيصها ،كال شك يف أف ىذا لو تأثَت على تباطؤ؛
أجواء التحرر من القيود على األفكار الجديدة:
إف مثل ىذه األجواء ىي اليت توفر الضمانة يف إهباد ؾبتمع التفتح العلمي كحس التفاؤؿ الذم يبنح
اؼببتكرين اإلحساس بالقوة كالقدرة من أجل القياـ بالكثَت يف خدمة التطور اإلنساين عموما كؾبتمعهم بشكل
خاص.
تزايد ظاىرة المنظمات الساعية للتعلم:
ىناؾ عبلقة تربط بُت االبتكار كالتعلم ،يبكن اعتبار االبتكار إدخاؿ معارؼ جديدة إذل االقتصاد ككذا
تركيبات جديدة مع اعتبار أبسط االبتكارات ىي نتائج تعلم ،فالتعلم يؤدم إذل اؼبعارؼ اعبيدة ،ك ىذه اؼبعارؼ ترجم
يف شكل أفكار كابتكارات.
Peter أف البقاء يف بيئة سريعة التغَت ك الديناميكية يفرض على اؼبؤسسة ك األفراد اؼبوجودين فيها التعلم ،ك ينظر
M.Sengeإذل منظمة التعلم على أهنا منظمات زبدـ أفردا معينوف إذل ربقيق النتائج باستمرار ،حيث يلعب الطموح
اعبماعي دكرا كبَتا يف التعلم ك من مث االبتكار.
210
كما أشار "داركر" إذل ىناؾ سبعة أسباب أك مصادر لبلبتكار كىي:
المصدر الفجائي أك الغير متوقع:
كيشتمل ىذا اؼبصدر على النجاح الفجائي(:استمرارية ىذا النجاح ربتاج إذل ابتكار عوامل تساعد على ذلك)،
الفشل الفجائي(:هبب على اؼبدير ابتكار حلوؿ سريعة ك فعالة للخركج من ىذا الوضع) ،ك اغبدث اػبارجي الفجائي.
مصدر التعارض:
بُت الواقع كما ىو كالواقع كما يفًتض أف يكوف ىذا التعارض يؤشر على كجود فرصة لبلبتكار؛
االبتكار على أساس الحاجة لمعالجة سلسلة من العمليات:
اغباجة إذل طريقة كبالتارل سبثل فرصة كربل لبلبتكار؛
بنية السوؽ:
البد للسوؽ أف يتغَت سواء بفعل اؼبنافسة أك التغَت يف حاجات ك توقعات الزبائن ،ك ىذا التغَت يعترب فرصة ابتكارية
عظيمة ،كيظم ىذا اؼبصدر ما يأيت :االستجابة السريعة للتغَت ،التنبؤ بالفرصة ،ك مؤشرات تغَت الصناعة؛
العوامل السكانية:
كىي التحوالت اليت تطرأ على السكاف كحجمهم ...؛
تبدؿ اإلدراؾ كالرؤية؛
المعرفة الجيدة.
إف النشاط اإلبتكارم ظاىرة معقدة كديناميكية فبا يعٍت كجود عوامل عديدة تتداخل يف تكوينو كتطوره،
كما أف ىذه العوامل قد تكوف فعالة يف تكوين كربفيز النشاط اإلبتكارم يف ظركؼ معينة ،كال تكوف كذلك
يف ظركؼ أخرل كردبا ىذا ما يزيد يف درجة تعقيده؛
كمع ىذا فإف الدراسات الكثَتة اليت تناكلت االبتكار كالنشاط اإلبتكارم قد سانبت يف ربديد الكثَت من
ىذه العوامل اؼبؤثرة فيو؛
)5العوامل الشخصية:
يعترب الفرد اؼببتكر لب العملية االبتكارية داخل اؼبؤسسة كنقطة البدء ،حيث كاف يعتقد يف البداية أف اؼببتكرين
ىم األفراد ذكم الذكاء العارل فقط كبالتارل فإف االبتكار يقتصر على فئة معينة من اجملتمع كالعلماء غَت أف
الدراسات اغبديثة أثبتت أف االبتكار ىو ظاىرة إنسانية عامة كليست ظاىرة خاصة بأحد ،لكن ىذا ال ينفي كجود
حد أدىن من الصفات الشخصية اليت هبب أف تتوفر يف اؼببتكر ،كقد قاـ العديد من الباحثُت بدراسة سلوؾ
شارلز ،حيث كجد بأف األشخاص األشخاص اؼببتكرين يف ؿباكلة منهم لتحديد صفات اؼببتكرين كمن بُت ىؤالء
اؼببتكرين ؽبم عدد من السمات اؼبهمة ،دبا يف ذلك اؼبقدرة على الًتكيز على ما يبكن أف يكوف ،بدال من ماذا
يكوف،
كما أهنم يتميزكف بػ:
حب االستطبلع كاإلتياف بأسئلة مرتفعة عن العمل؛
يتحدكا الطرؽ التقليدية ألداء األشياء؛
يفضلوف النظر ألبعد من اإلطارات اؼبرجعية كالتفكَت خارج الصندكؽ؛
يأتوا بتبصرات جديدة يف طرؽ مواجهة اؼبشاكل كالفرص؛
كيبلحظ عدـ اإلصباع بُت الكتاب كالباحثُت على قائمة كاحدة حوؿ ظبات الفرد اؼببتكر ،غَت أف ىناؾ ؾبموعة من
السمات كاػبصائص اليت تظهر يف حاالت كثَتة على األفراد اؼببتكرين كىي:
إف الشركات سبثل إطارا تنظيميا بالغ التأثَت على النشاط اإلبتكارم لؤلفراد ،فاألفراد ال يعملوف يف
الفراغ ك ال يبكنهم أف يعملوا خارج ؿبيطهم ك سياقهم التنظيمي ،كقد أثبتت الدراسات بأف الظركؼ التنظيمية داخل
يبكن أف كبد فيما يأيت اؼبؤسسات تؤثر على اعبهد االبتكارم من خبلؿ تأثَتىا على األفراد ذكم اػبصائص االبتكارية ك
212
أىم العوامل التنظيمية اؼبؤثرة يف االبتكار:
214أد .خبيت ابرا ھًن ،د .شعويب ؿبمد فوزم ،دكر تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاؿ يف تنمية قطاع السياحة كالفندقة ،ؾبلة الباحث العدد .275 07 ،ص2009، 2010 ،
215ؿبمد زرقوف كزينب شطيبة ،تكنولوجيا اؼبعلومات كاالتصاالت كتأثَت ھا على رضا زبائن اؼبؤسسة اؼبصرفية اعبزائرية ،ؾبلة اداء 20اؼبؤسسات اعبزائرية ،العدد 2013، 03ص76
216ؿبمد زرقوف كزينب شطيبة ،مرجع سبق ذكره ،ص 76
217شاھر فبلح العركد كطبلؿ ضبدكف شكر ،جودة تكنولوجيا اؼبعلومات كأثر ھا يف كفاءة التدقيق الداخلي يف الشركات الصناعية كاػبدمية اؼبسا ھمة العامة األردنية ،اجمللة األردنية يف إدارة
األعماؿ ،اجملّلد ، 5العدد ،2009 ،ص.475
-تعترب تكنولوجيا اؼبعلومات أداة قوية لتجاكز االنقساـ اإلمبائي بُت البلداف الغنية كالفقَتة كاإلسراع ببذؿ
اعبهود بغية دحر الفقر ،اعبوع ،اؼبرض ،األمية كالتدىور البيئي .ك كما يبكن ؽبذه التكنولوجيات من توصيل
منافع اإلؼباـ بالقراءة ،الكتابة ،التعليم ،كالتدريب إذل أكثر اؼبناطق انعزاال؛
-تساىم تكنولوجيا اؼبعلومات يف التنمية االقتصادية :فهي تسمح للناس بالوصوؿ إذل اؼبعلومات كاؼبعرفة
اؼبوجودة يف أم مكاف بالعادل يف نفس اللحظة تقريبان؛
-تعمل ىذه التكنولوجيا على زيادة قدر ة األشخاص على اغبصوؿ على اؼبعلومات كتقاظبها كاؼبعارؼ ك ترفع
من فرصة ربوؿ العادل إذل مكاف أكثر سلمان ك رخاءا عبميع سكانو؛
-بوسعها سبكُت األفراد ،اجملتمعات ،كالبلداف من ربسُت مستول حياهتم على كبو دل يكن فبكنان يف السابق؛
-تعترب من أىم الوسائل اليت تستخدمها ـبتلف منشآت األعماؿ اؽبادفة كغَت اؽبادفة إذل الربح يف عملياهتا
اؼبختلفة ،سواء ذلك يف سواء كاف ذلك يف عمليات التخطيط أك اإلشراؼ أك التوثيق أك الشؤكف اإلدارية،
أك احملاسبية أك غَتىا من أكجو النشاط اؼبختلفة.
.6المجاالت االقتصادية لتطبيق تكنولوجيا المعلومات:
ساعدت التكنولوجيا بصفة عامة اجملتمعات يف فبارسة أعماؽبم اليومية بسهولة ،كتكنولوجيا اؼبعلومات يف اآلكنة
األخَتة دل تًتؾ ؾبتمعا إال كاقتحمت صبيع أنشطتو سواء السياسية أك اؼبدنية ،العسكرية ،التجارية ،التعليمية
...،كباتت بذلك تطبيقاهتا غَت ؿبدكدة كال متناىية كبل كمشلت اؼبيادين اليت عجز اإلنساف عن اقتحامها ففتحت
بذلك آفاقا جديدة كأكجدت ؾباالت حديثة للبحث .كيبكن اإلشارة إذل بعض التطبيقات اليت مستها تكنولوجيا
218
اؼبعلومات على سبيل اؼبثاؿ ال اغبصر يف ما يلي:
من اجل ربسُت اػبدمة ك سرعة الضبط للحسابات ،باإلضافة إذل مساندة الرقابة اؼبالية إكماؿ أعماؿ البنوؾ:
على البنوؾ؛
تحويل األمواؿ إلكتركفيا :كاؽبدؼ منو سرعة اػبدمة ،ك تقليل العمل الورقي للعمليات بُت البنوؾ؛
إقامة النماذج االقتصادية لتحليل أداء النظم االقتصادية كتقييم اإلسًتاتيجيات؛
إدارة االستثمارات :بتعظيم عائد االستثمارات ،كربليل اؼبخاطر؛
تنظيم معلومات أسواؽ األكراؽ اؼبالية من خبلؿ فورية بث اؼبعلومات للمتعاملُت كاستخراج إحصائيات
السبلسل الزمنية لتغَت أسعار األسهم كالسندات كاؼبؤشرات االقتصادية األخرل؛
لسرعة تعديل كتعدد ذبارب التصميم كتوفَت جهد ما بعد التصميم من خبلؿ التصميم بمساعدة الكمبيوتر:
قياـ النظاـ اآلرل بتحديد قوائم اؼبكونات كاؼبواد الداخلة فيو؛
نظم التدريب من خبلؿ احملاكاة لركاد الفضاء كالطيارين على قيادة اؼبركبات كىذا ما يقلل التكاليف كاػبطر؛
كباعتبار أف اإلبداع ىو عملية ربويل اؼبعرفة اعبديدة إذل منتجات أك عمليات جديدة ،تسعى اؼبؤسسات اليوـ إذل ذبسيد
كل ما تعرفو إذل ابتكارات جديدة تكوف سباقة هبا قبل منافسيها.
كتوجد عبلقة كثيقة بُت إدارة اؼبعرفة كاإلبداع كرأس اؼباؿ الفكرم ،فاؼبعرفة كقوة أساسية كلدت اغباجة إذل اإلبداع لًتصبة
اؼبعرفة إذل سلع ،خدمات ،عمليات جديدة أك مطورة ،ربقق للمؤسسة اؼبيزة التنافسية .كما أف القدرات اؼبعرفية (رأس اؼباؿ
الفكرم) مكنت اؼبؤسسات من ابتكار منتجات جديدة بسرعة ككلفة منخفضة ،فضبل عن االرتقاء دبستويات اعبودة للمنتوج
اعبديد دبا يعزز موقعها التنافسي.
مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ال
يف ضوء ما مت التطرؽ لو ،يبكن أف نلخص كل ما سبق تناكلو يف الفصوؿ اػبمسة السابقة بالقوؿ أف
إدارة اؼبعرفة عبارة عن كظيفة إدارية تتضمن األنشطة كاإلجراءات اؼبوجهة لتوزيع ،كاستعماؿ ،كخلق ،كتكوين
اؼبعرفة ضمن حقل اؼبؤسسة ،كعليو فهي ربتاج إذل كجود تكنولوجيا تساعد على نشر ،كزبزين ،كاستعماؿ،
كربويل اؼبعارؼ يف اؼبؤسسة كسهولة الوصوؿ إليها عند اغباجة ،كبالتارل على اؼبؤسسة تثمُت معارفها اؼبتمثلة يف
اؼبعلومات كاػبربات الكامنة لدل كفاءاهتا كمواردىا البشرية بغية تنمية اإلبداع كاالبتكار ،كبذلك فقد أصبحت
( أم اؼبعرفة) كسيلة للتغيَت ،كالتجديد ،كالتكوين ،كالتحفيز الدائم ،من أجل تنمية ركح اؼببادرة كالتعاكف بُت
أفراد اؼبؤسسة هبدؼ تنمية كفاءاهتم دبا وبقق ميزة تنافسية .
من خالؿ استعراض الجانب النظرم توصل الباحث إلى االستنتاجات اآلتية:
-إف إدارة اؼبعرفة ىي أحد اؼبيادين اغبديثة نسبيا ،كىي من اغبقوؿ اليت دل تنضج بصورهتا اؼبتكاملة بعد ،كىي
ال تزاؿ يف مرحلة االكتشاؼ الذايت .كالغرض األساسي ؽبذه اإلدارة ىو التخطيط الفاعل كالكفء ألنشطة
كجهود اؼبعرفة كتنظيمها كتوجيهها كالرقابة عليها كصوال إذل ربقيق األىداؼ.
-إف توجو اؼبؤسسة اغبديثة كبو تطبيق مدخل إدارة اؼبعرفة يوفر ؽبا إمكانات جديدة كقدرات تنافسية متميزة،
كيوفر ؽبا قدرات كاسعة من تكنولوجيا اؼبعلومات كمن إدارة اؼبعلومات ،كيوفر ؽبا نظاما دقيقا كفاعبل لتخطيط
كتنفيذ كرقابة العمليات الوظيفية اؼبختلفة ،كيدعم فلسفة اإلدارة العليا كاذباىاهتا ،كيؤثر يف سلوؾ األفراد
باؼبؤسسة كيف إمكاناهتم كقدراهتم كاذباىاهتم.
.-اف االبتعاد كذبنب األخطاء يف ازباذ القرارات عن طريق تقنية اليقظة اإلسًتاتيجية الياتى إال من خبلؿ
استباؽ كتنبؤ األخطار كانتهاز الفرص
-.اف اليقظة اإلسًتاتيجية ىي الطريق الوحيد الذم بإمكانو اؼبسانبة يف الرفع من تنافسية اؼبؤسسة بالتكيف
مع قواعد اؼبنافسة .كاكتشاؼ نقاط القوة كالضعف ؼ يها عن طريق تسهيل فبيزات اك خطوات القرار
اإلسًتاتيجي عن طريق ااقتناـ الفرص كتقليل األخطار
-إف إدارة اؼبعرفة ؽبا أنبية خاصة يف صبيع اؼبؤسسات بدكف استثناء ،كوهنا من اؼبداخل التطويرية اغبديثة اليت
ربقق الفعالية اؼبطلوبة يف صبيع مستويات النشاط باؼبؤسسة.
-تشكل إدارة اؼبعرفة أسلوبا إداريا متكامبل أماـ ـبتلف اؼبؤسسات (صناعية كانت أـ خدمية) فهي ؿبصلة
األىداؼ اإلسًتاتيجية عبميع فعاليات اؼبؤسسة ،كصوال يف النهاية إذل ربقيق رضا الزبوف.
-ال زالت عمليات نقل اؼبعرفة الضمنية إشكاليو رئيسية إلدارة اؼبعرفة ،هبب التفكَت باستمرار بوسائل عملية
كمبدعة لتناقلها كمواجهة خطر فقداهنا.
: الخاتم ــــــــة
في ظل اقتصاد عالمي يتميز بالتنافس غير المسبوق ,واالنفجار ألمعموماتي ,أضحت المعرفة ركيزة أساسية
لمتنمية االقتصادية ,واالجتماعية ,تسعى المؤسسات إلى تنفيذ االستراتيجيات المؤىمة الستيعابيا ,و اكتسابيا.
مما يجعل التحول إلدارة المعرفة من أىم التحديات التي تفرض نفسيا عمى إدارة المؤسسات
باختالف أنواعيا من أجل مواكبة مستويات األداء المتفوق لممؤسسات المنافسة ,وأساس ذلك ىو الترابط واالعتماد
المتبادل بين إدارة المعرفة وبناء وتعزيز الميزة التنافسية بواسطة أىم مرتكزاتيا وىي الكفاءات البشرية ,و تكنولوجيا
المعمومات و االتصاالت ,مما يحقق النجاح والنمو ,والتميز لممؤسسة.
في ضوء ما تم التطرق لو ,يتضح أن إدارة المعرفة عبارة عن وظيفة إدارية تتضمن األنشطة واإلجراءات
الموجية لتوزيع ,واستعمال ,وخمق ,وتكوين المعرفة ضمن حقل المؤسسة ,وعميو فيي تحتاج إلى وجود تكنولوجيا
تساعد عمى نشر ,وتخزين ,واستعمال ,وتحويل المعارف في المؤسسة وسيولة الوصول إلييا عند الحاجة,
وبالتالي عمى المؤسسة تثمين معارفيا المتمثمة في المعمومات والخبرات الكامنة لدى كفاءاتيا ومواردىا البشرية
بغية تنمية اإلبداع واالبتكار ,وبذلك فقد أصبحت ( أي المعرفة) وسيمة لمتغيير ,والتجديد ,والتكوين ,والتحفيز
الدائم ,من أجل تنمية روح المبادرة والتعاون بين أفراد المؤسسة بيدف تنمية كفاءاتيم بما يحقق ميزة تنافسية .
-إن إدارة المعرفة ىي أحد الميادين الحديثة نسبيا ,وىي من الحقول التي لم تنضج بصورتيا المتكاممة بعد ,وىي
ال تزال في مرحمة االكتشاف الذاتي .والغرض األساسي ليذه اإلدارة ىو التخطيط الفاعل والكفء ألنشطة وجيود
المعرفة وتنظيميا وتوجيييا والرقابة عمييا وصوال إلى تحقيق األىداف.
-إن توجو المؤسسة الحديثة نحو تطبيق مدخل إدارة المعرفة يوفر ليا إمكانات جديدة وقدرات تنافسية متميزة,
ويوفر ليا قدرات واسعة من تكنولوجيا المعمومات ومن إدارة المعمومات ,ويوفر ليا نظاما دقيقا وفاعال لتخطيط
وتنفيذ ورقابة العمميات الوظيفية المختمفة ,ويدعم فمسفة اإلدارة العميا واتجاىاتيا ,ويؤثر في سموك األفراد بالمؤسسة
وفي إمكاناتيم وقدراتيم واتجاىاتيم.
-إن إدارة المعرفة ليا أىمية خاصة في جميع المؤسسات بدون استثناء ,كونيا من المداخل التطويرية الحديثة
التي تحقق الفعالية المطموبة في جميع مستويات النشاط بالمؤسسة.
-تشكل إدارة المعرفة أسموبا إداريا متكامال أمام مختمف المؤسسات (صناعية كانت أم خدمية) فيي محصمة
األىداف اإلستراتيجية لجميع فعاليات المؤسسة ,وصوال في النياية إلى تحقيق رضا الزبون.
-ال زالت عمميات نقل المعرفة الضمنية إشكاليو رئيسية إلدارة المعرفة ,يجب التفكير باستمرار بوسائل عممية
ومبدعة لتناقميا ومواجية خطر فقدانيا.
قائمة المراجع
:1المصادر والمراجع باللغة العربٌة :
-1الكتب:
- 1الركابً كاظم نزار ,اإلدارة اإلستراتٌجٌة المنافسة والعولمة ,دار وائل للنشر والتوزٌع ,عمان األردن ,الطبعة األولى,
.2004
- 2إبراهٌم الخلوف الملكاوي ,إدارة المعرفة الممارسات والمفاهٌم,داروراق,األردن.2007,
- 3إبراهٌم عبد العزٌز شٌحا ,أصول اإلدارة العامة ,منشأة المعارف ,اإلسكندرٌة.1993 ,
- 4حسٌن حرٌم واآلخرون ,أساسٌات اإلدارة ,ط ,1دار الحامد ,عمان ,األردن.1998 ,
- 5ربحً مصطفى علٌان ادارة المعرفة فً العالم العربً ,دار الصفاء ,االردن.2004,
- 6عجالن حسٌن حسن ,استراتٌجٌات اإلدارة المعرفٌة فً منظمات األعمال ,مكتبة الجامعة ,عمان ,األردن ,الطبعة
األولى.2008,
علً السلمً -نماذج وتقنٌات اإلدارة فً عصر المعرفة ,دار غرٌب ,مصر. 2002,
- 7عبد الغفار حنفً لتنظٌم إدارة األعمال ,منشأة المعارف ,عٌن شمس ,مصر.1996 , ,
- 8عبد السالم أبو قحف ,عبد الغفار حنفً ,أساسٌات التنظٌم و إ دارة األعمال ,الدار الجامعٌة للنشر ,القاهرة.2004 ,
- 9عبد الستار العلً ,وآخرون ,المدخل إلى إدارة المعرفة دار المسٌرة عمان.2002.
- 10علً السلمً ,إدارة التمٌز -نماذج وتقنٌات اإلدارة فً عصر المعرفة ,دار غرٌب ,مصر2002,
. - 11علً السلمً ,بحوث العملٌات وإتخاذ القرارات اإلدارٌة ,دار المعارف . 1970
- 12سلطان كرملاللً لدكتور هٌثم علً حجازي إدارة المعرفة مدخل تطبٌقً ,األهلٌة للنشر والتوزٌع ,األردن
- 13صالح الدٌن الكبٌسً ,إدارة المعرفة ,المنظمة العربٌة للتنمٌة اإلدارٌة ,القاهرة ,مصر.2005,
- 14سعد غالب ٌاسٌن ,إدارة المعرفة"المفاهٌم ,النظم ,التقنٌات" ,دار المناهج للنشر و التوزٌع ,ط ,1عمان .2007
- 15سعد ٌاسن عامر ,إدارة األفراد ,مركز التمٌٌز لعلوم اإلدارة و الحاسب ,القاهرة.2000 ,
- 16نجم عبود نجم ,القٌاسٌة والتنوع وتجلٌاتها فً إدارة المعرفة ,كلٌة االقتصاد والعلوم اإلدارٌة ,جامعة الٌرموك ,األردن
.2003
- 17نجم عبود نجم ,إدارة المعرفة ,المفاهٌم و اإلستراتٌجٌات والعملٌات األوراق للنشر والتوزٌع ,عمان األردن ,الطبعة
الثانٌة.2008,
- 18نجم عبود نجم ,إدارة المعرفة ,الوراق للنشر والتوزٌع ,عمان األردن ,الطبعة الثانٌة .2008,
ٌ - 19اسر الصاوي ,إدارة المعرفة و تكنولوجٌا المعلومات ,دار السحاب للنشر والتوزٌع ,ط ,1مصر .2007
ٌ - 20وسف أحمد أبوفـارةالمؤتمر العلمً الدولً السنوي الرابع,إدارة المعرفقة فً العالم العربً وإنعكاساتها على االبداع
التنظٌمً ,2004
ٌ - 21ونس عبد العزٌز المقدادي ٌ ,حٌى عبد الكرٌم حداد ,مدخل إلى علم اإلدارة ,1995 ,ص .114
- 22هٌثم ,علً جازي ,إدارة المعرفة ,مدخل نظري ,األهلٌة للنشر والتوزٌع ,عمان ,األردن.2005,
-2ملتقٌات ومداخالت:
- 23الدوري زكرٌا ,بشرى هاشم ,ادارة المعرفة وانعكاساتها على اإلبداع التنظٌمً ,مداخلة ضمن المؤتمر العلمً الدولً
السنوي الرابع "ادارة المعرفة فً العالم العربً" ,جامعة الزٌتونة ,األردن2004 ,
- 24داودي الطٌب وآخرون ,الٌقظة التكنولوجٌة كأداة لبناء المٌزة التنافسٌة للمؤسسة االقتصادٌة ,الملتقى الدولً الثانً حول
المعرفة فً ظل االقتصادي الرقمً ومساهمتها فً تكوٌن المزاٌا التنافسٌة للبلدان العربٌة ,جامعة حسبٌه بن بوعلً ,الشلف,
الجزائر.2007 ,
- 25أدٌب العمري ,إبراهٌم الخلوف الملكاوي ,دور إدارة المعرفة فً التقلٌل من آثار المخاطر ,المؤتمر العلمً الدولً السنوي
السابع :إدارة المخاطر واقتصاد المعرفة ,جامعة الزٌتونة األردنٌة. 2007
- 26حسان عبد مفلح المومنً ,مدى استعداد المؤسسات العامة فً األردن لتطبٌق إدارة المعرفة "دراسة مٌدانٌة" ,المؤتمر
العلمً الدولً السنوي الخامس :اقتصاد المعرفة والتنمٌة االقتصادٌة ,جامعة الزٌتونة األردنٌة.2005 ,
- 27حسان عبد مفلح المومنً ,مدى استعداد المؤسسات العامة فً األردن لتطبٌق إدارة المعرفة "دراسة مٌدانٌة" ,الملتقى الدولً
السنوي الخامس " اقتصاد المعرفة والتنمٌة االقتصادٌة" ,جامعة الزٌتونة ,األردن .2005
- 28حمد عبد المنعم خطاب ,عملٌة اتخاذ القرارات الجوانب السلوكٌة و اإلدارٌة ,منشورات معهد االدارة العامة ,الرٌاض
. 1981,
- 29رتٌبة صبحً أحمد الخٌرو ,ســحر جالل ,أثر بعض مكونات أداره المعرفة فً عملٌات القٌادة اإلدارٌة ,ورقة عمل مقدمة
إلى المؤتمر العلمً السنوي الدولً الرابع″ ,إدارة المعرفة فً العالم العربً ,″جامعة الزٌتونة ,عمان ,األردن.2004 ,
- 30رتٌبة حدٌد ,نوفل حدٌد ",الٌقظة التنافسٌة وسٌلة تسٌٌرٌة حدٌثة للتنافسٌة المؤسسة " ,المؤتمر الدولً حول األداء المتمٌز
للحكومات والمنظمات ,جامعة ورقلة. 2008,
- 31زكرٌا مطلك الدوري ,بشرى هاشم محمد العزاوي,إدارة المعرفة الممارسات والمفاهٌم ,الألهلٌة للنشر والتوزٌع
- 32عجٌلة محمد بن نوي مصطفى ,شارف عبد القادر ,إدارة المعرفة كأسلوب لتحقٌق المٌزة التنافسٌة"رؤٌة مستقبلٌة" ,الملتقى
العلمً .الدولً :المعرفة فً ظل االقتصاد الرقمً و مساهمتها فً تكوٌن المزاٌا التنافسٌة للبلدان العربٌة ,جامعة الشلف ,الجزائر
.2007
- 33سعد زناد دروٌش ,اقتصاد المعرفة و تكنولوجٌا المعلومات ,المؤتمر العلمً األول لكلٌة االقتصاد و العلوم اإلدارٌة ,جامعة
العلوم التطبٌقٌة.2003 ,
- - 34سماللً ٌحضٌه ,محمد قوٌدري ,أهمٌة تسٌٌر المعرفة بالمؤسسة االقتصادٌة إدارة المعرفة ,المنظمة العربٌة للتنمٌة
اإلدارٌة ,القاهرة ,مصر.2005,
- 35سرورعبد العلً ابراهٌم :نظم المعلومات االدارٌة ,دار المرٌخ للنشر.1999 ,
- 36شالز هٌل ,وجرٌت جونس ,اإلدارة اإلستراتٌجٌة (مدخل متكامل ) ,ترجمة الرفاعً محمد الرفاعً ومحمد سٌد عبد
المتعال ,دار المرٌخ للنشر ,السعودٌة,1999 ,
- 37مروان جمعة دروٌش ,إدارة المعرفة ودورها فً تحقٌق اإلبداع اإلداري لدى مدٌري فروع البنوك العاملة فً فلسطٌن
المؤتمر الثانً لكلٌة االقتصاد والعلوم اإلدارٌة جامعة العلوم التطبٌقٌة الخاصة ,األردن.2006 ,
- 38محمد قاسم أحمد ,إدارة المعرفة التنظٌمٌة :المفهوم واألسالٌب واالستراتٌجٌات ,المؤتمر العلمً الرابع :الرٌادة و اإلبداع:
إستراتٌجٌات األعمال فً مواجهة تحدٌات العولمة ,جامعة فٌالدٌلفٌا ,األردن . 2005
- 39محمود ألعبدي ,مفهوم و أسالٌب تقٌٌم و تكوٌن الموجودات المعرفٌة ,المؤتمر العلمً الرابع :الرٌادة و اإلبداع :استراتٌجٌات
األعمال فً مواجهة تحدٌات العولمة ,جامعة فٌالدلفٌا ,األردن .2005
- 40مزهودة عبد الملٌك ,المعالجة اإلستراتٌجٌة لموارد المؤسسة ,أداة لضمان نجاعة األداء ,المؤتمر العلمً الدولً األول
لجامعة الجزائر حول أهمٌة الشفافٌة ونجاعة األداء لالندماج الفعلً فً االقتصاد العالمً ,الجزائر2003 ,
- 41موساوي زهٌة ,خالدي خدٌجة ,نظرٌة الموارد و التجدٌد فً التحلٌل االستراتٌجً للمنظمات ,المؤتمر الدولً حول األداء
المتمٌز فً المنظمات والحكومات,جامعة ورقلة ,مارس 2005.
- 42محمد عبد المنعم خطاب ,عملٌة اتخاذ القرارات الجوانب السلوكٌة واإلدارٌة ,منشورات معهد االدارة العامة
,الرٌاض. 1981,
- 43موساوي زهٌة ,خالدي خدٌجة ,نظرٌة الموارد و التجدٌد فً التحلٌل االستراتٌجً للمنظمات ,المؤتمر الدولً حول األداء
المتمٌز فً المنظمات والحكومات,جامعة ورقلة ,مارس 2005
- 44نذٌر علٌان ,عبد الرحمان بن عنتر ,نحو نموذج لتسٌٌر المعرفة فً المؤسسة ,الملتقى الدولً حول التنمٌة البشرٌة وفرص
االندماج فً اقتصاد المعرفة والكفاءات البشرٌة ,كلٌة الحقوق والعلوم االقتصادٌة ,جامعة ورقلة.2004 ,
- 45نادٌة خرٌف ,وهٌبة داسً ,إدارة المعرفة مدخل استراتٌجً إلدارة التغٌٌر ,المؤتمر العلمً الدولً السنوي الثامن :إدارة
التغٌٌر ومجتمع المعرفة جامعة الزٌتونة ,األردنٌة .2008
- 46نعٌمة غالب ,ملٌكة زغٌب ,واقع الٌقظة اإلستراتٌجٌة و ذكاء األعمال فً منظمات األعمال الجزائرٌة -دراسة مٌدانٌة , -
المؤتمر العلمً الدولً الحادي عشر حول :ذكاء األعمال و اقتصاد المعرفة ,جامعة الزٌتونة األردنٌة ,كلٌة االقتصاد و العلوم
اإلدارٌة 26/ 23- ,أفرٌل 2012 .
- 47هٌكا دومنٌك :دلٌلك العلمً فً اإلدارة ,لندن ,نهال للطباعة . 1991
- 48هواري معراج وناصر دادي عدون ,الٌقظة التكنولوجٌة كعامل لإلبداع فً المؤسسة االقتصادٌة ,مجلة العلوم االقتصادٌة
وعلوم التسٌٌر ,جامعة سٌدي بلعباس ,الجزائر ,عدد خاص.2005 ,
-3الرسائل واألطروحات:
- 49الداوي الشٌخ ,نحو تسٌٌر إستراتٌجً فعال بالكفاءة لمؤسسات األسمنت فً الجزائر ,أطروحة دكتوراة دولة غٌر منشورة,
جامعة الجزائر.1999,
- 50الدوري زكرٌا ,بشرى هاشم ,ادارة المعرفة وانعكاساتها على اإلبداع التنظٌمً ,مداخلة ضمن المؤتمر العلمً الدولً
السنوي الرابع "ادارة المعرفة فً العالم العربً" ,جامعة الزٌتونة ,األردن2004 ,
ٌ - 51اسر بن عبد هللا بن تركً العتٌبً ,إدارة المعرفة وإمكانٌة تطبٌقها فً الجامعات السعودٌة ,متطلب تكمٌلً لنٌل درجة
الدكتوراه فً اإلدارة التربوٌة والتخطٌط ,جامعة أم القرى.2007.2006 ,
- 52حمد لمٌن مراكشً ,فعالٌة نظام التدرٌب فً تنمٌة الموارد البشرٌة "دراسة حالة مؤسسة نفطال وحدة البلٌدة" ,مذكرة
ماجستٌر ,كلٌة العلوم االقتصادٌة و علوم التسٌٌر ,جامعة سعد .دحلب ,البلٌدة .2005
- 53عاهد جبر ,مدى تطبٌق إدارة المعرفة والمعلومات فً الوزارات المركزٌة فً األردن ,دراسة مٌدانٌة فً رسالة ماجستٌر,
الجامعة األردنٌة.2004 ,
- 54علً السلمً ,إدارة الموارد البشرٌة االستراتٌجٌة,إدارة التمٌز -نماذج وتقنٌات اإلدارةفً عصر المعرفة -دار غرٌب القاهرة
,مصر.2002,
- 55كمال العقاب ,إدارة المعرفة فً المؤسسة ,مذكرة ماجستٌر كلٌة العلوم اإلقتصادٌة و علوم التسٌٌر,جامعة سعد دحلب ,البلٌدة
2003.2008,
- 56سماللً ٌحضٌه ,أثر التسٌٌر االستراتٌجً للموارد البشرٌة وتنمٌة الكفاءات على المٌزة التنافسٌة للمؤسسة االقتصادٌة,
أطروحة دكتوراه دولة فً العلوم االقتصادٌة تخصص التسٌٌر.2005 ,
- 57وهٌبة حسٌن داسً ادراةالمعرفة ودورها فً تحقٌق المٌزة التنافسٌة ,مذكرة الماجستٌر ,جامعة دمشق سورٌا,
.2007.2006
- 58وسهوة نذٌر ,دور إدارة المعرفة فً تعزٌز المٌزة التنافسٌة ,مذكرة ماجستٌر ,كلٌة العلوم االقتصادٌة وعلوم التسٌٌر ,جامعة
سعد دحلب ,البلٌدة.2008 ,
عبد الوهاب سوٌسً ,أهمٌة المشاركة فً تصمٌم الهٌكل التنظٌمً من منظور نظامً ,رسالة ماجستٌر ,معهد العلوم االقتصادٌة,
جامعة الجزائر,95/94 ,
- 59عبد الوهاب سوٌسً ,أهمٌة المشاركة فً تصمٌم الهٌكل التنظٌمً من منظور نظامً ,رسالة ماجستٌر ,معهد العلوم
االقتصادٌة,جامعة الجزائر.95/94,
- 60نصٌرة عالوي ,الٌقظة اإلستراتٌجٌة كعامل للتغٌٌر فً المؤسسة ,دراسة حالة مؤسسة موبٌلٌس ,رسالة مقدمة ضمن
متطلبات نٌل شهادة الماجستٌر تخصص تسٌٌر الموارد البشرٌة ,إشراف الدكتورة عائشة بوشٌخً ,جامعة أبً بكر بلقاٌد ,تلمسان
. 2011, 2010 - ,
Les ouvrages:
61. Agence Regionale d'Information Stratégique et Technologique de Paris Rhome
Alpes.2009,.
; 62. Blanco S. et Lesca N., weak signals to anticipative information, in search of time
ISODA Italy .
63. Baumard P., l’influence par les idées, www.infoguerre.fr 06-07-2011
64. Clavd rmeau, La prise de décision, acte de management , les éditions d'organisatio
, paris.
65. Christiane de mouen : « management des systèmes d’ information » ,1993.
66. Giovanni C., conceptual models for decising information systems supporting
thestrategic analysis of technology environnement;,2001.
67. Hermel.L veille stratégique et intelligence économique, ed Afnor,2007 .
68. Jakobiak F, l’intelligence économique : la comprendre l’implanter et
l’utiliser,edorganisation 2006 .
69. François Jakobiak, « L’intelligence économique », deuxième tirage 2006, Editions
D’organisation, Paris,op,cit.
70. Laurent, Harmel, Maitriser et pratiquer la veille stratégique, (Paris: AFNOR, 2001),.
71. Lesca H, Veille stratégique : la méthode LE.Scanning,(2003) .
72. Mohamed Ourdine, La veille: un levier de competitive et de cohesion,
73. Maurice REYNE, le development de l'entreprise par la veille technico- économique,
edition Herms, Paris, France,1990.
74. Merindol V. et Versailles D., les outils de veille technologique au service de
ladécision stratégique dans les organisations, Documentaliste-sciences
del’information2011, vol 48 n°1..
75. Mc.Murdin B.and Sprague R ." iformation system and management in
practice",1989.
76. C.Barquin et al (Ed) (2001): Knowledge Management, Management Concepts,
Virginia.
77. Rouah Daniel, La veille technologique et l'intelligence économique, collection: Que
sais je? (Paris:1996),.
78. R.Mclead, Jr and G.P.Schell (2004): Management Information, System, Pearson
Education, Inc., New Jersey.
79. Rouibah K., environnement scanning and perceived problems in the state of
Kuwait,8eme internationnal research conference on quality innovation 2007.
80. Robert Epstien (2000): The Big Book of creative Games, McGraw-Hill, Nez York, .
81. R.1- George F.Luger and W.A.Stubblefield (1999): Artificial Intelligence, Addison
Wesley, Harlow.
82. SAMUEL, C. PETE, P. ''The Strategic Management'', Process',3 rd.ed, Mc Graw-Hill
New York, 1997.
Les Thèses:
83. Abdelkader Chettih, la veille stretegique : un element clé de la perennité et du
developpement d’une entreprise, magister en science de gestion : management
;universié Amar Tlidji, Lagouat, 2005
84. Boulifa I., identification des facteurs critiques de succès pour la mise en place d’un
dispositive de veille stratégique , revue des sciences de gestion n°237-238 mai-aout.
85. Kriaa S., veille stratégique problématique d’animation, thèse de doctorat en
sciences ,2008.
86. Marie, Christine, Chulus, Savannt, Dynamisation de veille stratégique pour la conduit
de stratégique productives, (these de doctorat de sciences de gestion), Université
Lumiére – Lyon 2, soutenue le 27 octobre 2000.
87. Ying BAI, l' intelligence competitive dans cadre de la mondialisation influence des
"soft technologies" sur la methodologies de l' intelligence competitive, these
doctorate en sciences de l' information's et de la communication, Faculté des
sciences et techniques de Sain – Jerome, Canada, 2006.
Les séminaires
88. Ali SMIDA et Emna BEN ROMDHANE, les déterminants culturels des pratiques de
veille strategique, colloque sur "Le management face à l'environnement socio-
culturel" organisé pare Le CEMADIMO (Centre Gestion et de Management de
l'université Saint Joseph, France, 2004..
89. Curil dary, la veille strategique: une question de survie pour l'entreprise,
minikonf"VEILLE STRATEGIQUE" (E sina-18 Octobre 2005.
90. Larrat, impact d’un processus d’Ie sur la stratégie 2eme assise d’intelligence
économique Alger 2008.
91. Nonaka I., Hirotaka T., la connaissance créatrice, éd De book, 1997.
92. Ribault Jean Michel, Séminaire veille stratégique, ENSPTT,1992 .
93. Chouk- Kamoun S., veille stratégique comment amorcer le processus ,centre
publication universitaire 2008 .
94. Cohine C., Intelligence économique et performance, mesurer l’efficacité de l’IES et
son impact sur la performance, vie et science économique n°174-175 ,2007 /1 .
95. Daniel ROUACH, la veille technologique et l'intelligence économique, presses
Universitaires de France, 1éme edition, 1996,.
96. Lesca H., gouvernance d’une organisation prévoir ou anticiper ? revue des sciences
de gestion n°231-232 mai-aout 2008.
97. Lesca H., Schuler M., (1998), Veille stratégique : comment ne pas être noyé sous les
informations, in Economies et Societes, série, Sciences de gestion, S.G. n° 2.
98. Marnat Christophe-"guide pratique des outils de veille et l’intelligence économique"-
Association des Auditeurs en Intelligence Economique Institut des Hautes Études de
Défense Nationale (AAIE – IHEDN) - décembre 2009.
99. Obrian.J., management information system, éd Mc grawill, 2005.
100- Oubrich M., l’intelligence économique un outil de management stratégique
orientévers le développement de nouvelles connaissances ; revue des
sciences de gestionjuillet –octobre 2007.