Professional Documents
Culture Documents
نظـــــــام التفويــــــض الإداري
نظـــــــام التفويــــــض الإداري
ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ:
رﺋﯾﺳـــﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ د.ﺿرﯾﻔﻲ ﻧﺎدﯾﺔ
ﻣﺷرﻓﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ د .ﺑرﻛﺎت ﻣﺣﻣد
ﻣﻧﺎﻗﺷﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ د .ذﺑﯾﺢ ﻋﺎدل
أﺣﻣد اﷲ واﺷﻛرﻩ ﺷﻛ ار ﯾﻠﯾق ﺑﻌظﻣﺗﻪ وﺟﻼﻟﻪ اﻟذي أﻧﺎر ﻟﻲ درب اﻟﻌﻠم واﻟﻣﻌرﻓﺔ وﯾﺳر ﻟﻲ إﺗﻣﺎم ﻫذا اﻟواﺟب
ﻓﻠﻪ اﻟﺷﻛر و اﻟﺛﻧﺎء.
أﺗوﺟﻪ ﺑﺎﻟﺷﻛر اﻟﺟزﯾل و اﻻﻣﺗﻧﺎن إﻟﻰ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف*اﻟدﻛﺗور ﺑرﻛﺎت ﻣﺣﻣد* ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻟص اﻟﻧﺻﺢ وﻛرم
اﻟﺗﺄطﯾر ﺟﻌﻠﻬﻣﺎ اﷲ ﻓﻲ ﻣﯾزان ﺣﺳﻧﺎﺗﻪ.
أﺗﻘدم أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﺷﻛر واﻟﻌرﻓﺎن ﻷﻋﺿﺎء ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺑرﻫم وﺗﻛرﻣﻬم ﺑﻘراءة ﻫذا اﻟﺑﺣث ٕواﺛراﺋﻪ
وﺗﺻﺣﯾﺣﻪ وﺗﻘﯾﯾﻣﻪ.
واﺗﻔدم ﺑﺷﻛري اﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﺳﺎﺗذة ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ .
ﻛﻣﺎﻻ اﻧﺳﻰ ان أﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺷﻛر اﻟﺟزﯾل اﻟﻰ زﻣﯾﻠﺗﻲ وﺻدﯾﻘﺗﻲ أﺧﺗﻲ ﻣﻐﻧﻲ ﻣﻧﯾرة .
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر أوﺟﻪ ﺷﻛري إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﻟﻪ ﺑﺻﻣﺔ ﻣن ﻗرﯾب أو ﻣن ﺑﻌﯾد ﻓﻲ إﺗﻣﺎم ﻫذا اﻟﻌﻣل ،واﺳﺄل اﻟﻣوﻟﻰ
ﺟﻠت ﻗدراﺗﻪ أن ﯾﺟﺎزﯾﻬم ﻋﻧﺎ ﺧﯾر اﻟﺟزاء.
اﻹﻫداء
اﻫدي ﻋﻣﻠﻲ اﻟﻣﺗواﺿﻊ إﻟﻰ ...
اﻟﻰ ﻣن ﺟﻌل اﷲ اﻟﺟﻧﺔ ﺗﺣت ﻗدﻣﯾﻬﺎ* أﻣﻲ* اﻟﺣﻧوﻧﺔ أطﺎل اﷲ ﻓﻲ ﻋﻣرﻫﺎ واﻛﺳﺑﻧﺎ رﺿﺎﻫﺎ.
اﻟﻰ ﻣن أﺳﻌدﺗﻧﻲ ﺑدﻋﺎﺋﻬﺎ ﺟدﺗﻲ *ﺑن زاوي اﻟرﺑﺢ *أطﺎل اﷲ ﻋﻣرﻫﺎ .
اﻟﻰ روح ﺟدﺗﻲ اﻟطﺎﻫرة *طﺑﻲ ﻋﺎﺋﺷﺔ* رﺣﻣﻬﺎ اﷲ واﺳﻛﻧﻬﺎ ﻓﺳﯾﺢ ﺟﻧﺎﺗﻪ
اﻟﻰ ﻛل ﻣن :دﻋﺎء ،ﻫﺑﺔ ،ﻣرام ،اﺳراء ، ،وﺳﯾم،اﻻء ،ﻟﺟﯾن ،ﺳرﯾن ،ﺟﻧﻲ،أﻧﻔﺎل
ﻣﻘدﻣـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ
ﻣن اﻟظواﻫر اﻟﺗﻲ ازداد اﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﺗﺳﺎع ﻣﺟﺎﻻت ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ،وذﻟك ﻧظ ار
ﻟﺗﺣول وظﯾﻔﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻣن دوﻟﺔ ﺣﺎرﺳﺔ إﻟﻰ دوﻟﺔ ﻣﺗدﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﺗﻰ اﻟﻣﺟﺎﻻت ﺳواء اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﻬدف اﻷﺳﻣﻰ ﻟﻬﺎ وﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻫذا ﻣﺎ ﻓرض ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ وﺿﻊ ﺗﻧظﯾم
ﻣﺣﻛم ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗﺣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣل اﻹداري ﺑﻛل دﻗﺔ وﻧﺟﺎح وذﻟك ﻋن طرﯾق وﺿﻊ
ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ "ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري" ،واﻟذي ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺣدﯾد ﻧوﻋﯾﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﺗوزﯾﻊ
ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل ﺑﯾن أﻗﺳﺎم اﻹدارة واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬﺎ ،وﻣن أﺳﺎﻟﯾب ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ﻧﺟد أﺳﻠوب اﻟﻣرﻛزﯾﺔ
اﻹدارﯾﺔ وأﺳﻠوب اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ وﺟود ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ واﺣدة ﻣﻘرﻫﺎ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ
ﺗﺧﺗص ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣل اﻹداري ﻟوﺣدﻫﺎ وﺗﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟوزﯾر اﻷول واﻟوزاري ،أﻣﺎ
اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﺗﻌﻧﻲ إﻋطﺎء ﺣق ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣل اﻹداري إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟﻣرﻓﻘﯾﺔ ،1ﻣن ﺻور
اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻧﺟد ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز اﻹداري وﻋدم اﻟﺗرﻛﯾز اﻹداري ،وﯾﺗﺣﻘق ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋن طرﯾق
اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ واﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻋدم اﻟﺗرﻛﯾز اﻹداري إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
اﻷﺳﻠوب اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ.
ﯾﻌد ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻧظﺎم ﺣدﯾث اﻟﻧﺷﺄة ،واﻟﻘول ﺑﺣدﯾث اﻟﻧﺷﺄة ﯾﻌﻧﻲ أن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﻔوﯾض
اﻹداري ﻟم ﯾظﻬر إﻻ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة أﻣﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻣوﺟودة وﻋرﻓﺗﻬﺎ ﻣﻌظم اﻟﺣﺿﺎ ارت ﺑداﯾﺔ
ﺑﺎﻟﺣﺿﺎرة اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ،أﯾن ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻓﻲ إطﺎر ﻗواﻋد
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻓﻛﺎن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﻔوﯾض ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻛﻠﯾف ﺷﺧص ﻟﺷﺧص آﺧر ﻗﺻد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎم ﻣﻌﯾﻧﺔ أو
2
ﺑﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺣدد ﻛﺎﻟﻌﻘد.
ﺛم اﻧﺗﻘل ﺑﻌدﻫﺎ )ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض( إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻘدﯾم وﻛﺎن ﯾﺣﻣل ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ أي
ﺗﻛﻠﯾف ﺷﺧص ﻟﺷﺧص آﺧر ﻗﺻد ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎم ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،ﺣﯾث ﻧﺟد أن أﻏﻠب ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻛﺎﻧوا ﯾﺳﺗﻌﻣﻠون ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر أﯾن ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻌﻣل
ﺑﻣﻔﻬوم اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﺗﻛﻠﯾف ﺷﺧص ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن ﺷﺧص آﺧر ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺗﺻرف ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻧﺟد أن
ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض ﻻ ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻓﻘط ﺑل ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻛذﻟك ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻟﺣﺎﻛم ﺑﺎﻷﻓراد ،ﺣﯾث اﻧﺗﺷر ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻟﻠﺗﻔوﯾض ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟوﺳطﻰ ﻋﻧد ﺑداﯾﺔ ظﻬور
اﻟﻌﻬد اﻟﻣﺳﯾﺣﻲ أﯾن ﻛﺎن رﺟﺎل اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﯾﻘوﻟون ﺑﺄن اﻹﻣﺑراطور ﯾﺳﺗﻣد ﺳﻠطﺗﻪ ﻣن اﷲ وﻓﻲ ذﻟك ﻗﺎل
اﻟﻘدﯾس ﺑوﻟس ":إن ﻋﻣل ﻛل ﺷﺧص ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻷن ﻛل ﺳﻠطﺔ ﻣﺻدرﻫﺎ اﷲ وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﺳﻠطﺎت
ﺗﺳﺗﻣد وﺟودﻫﺎ ﻣن ﺗﻔوﯾض إﻻﻫﻲ" ،أي أن اﻟﺣﺎﻛم أو اﻹﻣﺑراطور ﯾﻣﺎرس
1ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ ،2000ص.91
2وﻟﯾد ﺣﯾدر ﺟﺎﺑر ،اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ ادارة و اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ ،اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،ﺳﻧﺔ
،2009ص .26
1
ﻣﻘدﻣﺔ
ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺗﻔوﯾض ﻣن اﷲ وﻛﺎن ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ آﻧذاك ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻔوﯾض اﻹﻟﻬﻲ أو
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ ً
ﻧظرﯾﺔ اﻟﺣق اﻹﻟﻬﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر.1
وﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض ﻟم ﯾﻌرف ﻋﻧد اﻟﻐرب ﻓﻘط ﺑل ﻛﺎن أول ظﻬور ﻟﻪ وأول ﻋﻣل ﺑﻪ ﻛﺎن ﻋﻧد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن
ﺣﯾث ﻛﺎن رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم أول ﻣن ﻋﻣل ﺑﻪ طﯾﻠﺔ ﺣﯾﺎﺗﻪ و اﺳﺗﻣر إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾس اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻌﺑﺎﺳﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﻘوم ﺑﺗﻔوﯾض ﻛل ﻣن ﺗﺑﻌﺔ أو ﻛل ﻣﺑﻌوث ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﻣﺔ ﻧﺷر اﻹﺳﻼم وﻛﺎن ﯾﺄﻣرﻫم ﻛذﻟك
ﺑﺎﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺄﻣور اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﻧﺟد أن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻋرف ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻋﻬد ﺳﯾدﻧﺎ ﻋﻣر اﺑن اﻟﺧطﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ وذﻟك
ﻧظ ار ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺣﻛم اﻟذي ﺗﻣﯾزت ﺑﻪ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﺣﯾث ﺗم ﻓﯾﻬﺎ إﻧﺷﺎء ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟدواوﯾن ﻣﺛل دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم
وﻏﯾرﻫﺎ وﻛذا ﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﻋدة وﻻﯾﺎت وﻛﺎﻧت ﻛل وﻻﯾﺔ ﯾرأﺳﻬﺎ واﻟﻲ ،ﺣﯾث ﻛﺎن ﺳﯾدﻧﺎ ﻋﻣر اﺑن اﻟﺧطﺎب
ﯾﻘوم ﺑﺗﻔوﯾض ﺟزء ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ اﻟوﻻة وﻛل واﻟﻲ ﯾﻔوض ﻛذﻟك إﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ رؤﺳﺎء اﻟدواوﯾن ﺗﺣت
رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ وﻫذا ﻣن أﺟل ﺗﺳﯾﯾر ﺷؤون اﻟدوﻟﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ واﺳﺗﻣر اﻟﻌﻣل ﺑﻬذا اﻟﻧظﺎم )أي
ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض( ﻓﻲ ﻋﻬد ﻛل ﻣن ﺳﯾدﻧﺎ ﻋﺛﻣﺎن اﺑن ﻋﻔﺎن وﻋﻠﻲ اﺑن طﺎﻟب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﻣﺎ.2
وﻟﻘد اﺗﺳﻊ اﻟﻌﻣل ﺑﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ ،ﺣﯾث ﺗم إﻧﺷﺎء ﻋدة دواوﯾن ﻣن
ﺑﯾﻧﻬﺎ دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم اﻟذي ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺷﻛﺎوي اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺿد اﻟوﻻة ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗظﻠﻣﺎت اﻟﻣوظﻔﯾن،
ٕواﻟﻰ ﺟﺎﻧب دﯾوان اﻟﻣظﺎﻟم ﺗم إﻧﺷﺎء و ازرة ﺗﺳﻣﻰ ﺑو ازرة اﻟﺗﻔوﯾض ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ أن ﯾﺧﺗص اﻟوزﯾر اﻟﻣﻔوض اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺟﻣﯾﻊ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ ﻣﺎﻋدا اﺧﺗﺻﺎص رﺋﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻛذا اﻷﻣور اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌزل اﻟﺣﻛﺎم واﻟوﻻة اﻟﺗﻲ
ﺗﺑﻘﻰ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ ﻟوﺣدﻩ أﺷﺗﻬر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟو ازرة ﻓﻲ ﻋﻬد ﻫﺎرون اﻟرﺷﯾد.
ﺗﻣﯾز ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض ﻋﻧد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﺄﻧﻪ ﻧظﺎم ﻣﺿﺑوط وﻣﺣﻛم،ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳس ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺗم
ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗﺣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك إن ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض ﻋﻧد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻟم ﯾﻛن ﻣﺣﺻور ﻓﻲ
اﻟﺟﺎﻧب اﻹداري ﻓﻘط ﺑل ﺷﻣل ﻋدة ﻣﺟﺎﻻت ﺳواء اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻟدﯾﻧﯾﺔ أو اﻟﺣرﺑﯾﺔ وﺣﺗﻰ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر
ظﻬور ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗﻣﻬﯾدا ﻟظﻬور اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ وﯾظﻬر ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن
اﻟرﺋﯾس واﻟﺣﻛوﻣﺔ.2
ﯾﻌد اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧﺷﺄة ﻫو ﺣﺻﯾﻠﺔ ﻻﺟﺗﻬﺎدات ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر إن اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري
ﻟم ﯾظﻬر إﻻ ﺑﻌد اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ وﯾﻌود اﻟﻔﺿل ﻓﻲ ظﻬورﻩ ٕوارﺳﺎء ﻣﺑﺎدﺋﻪ إﻟﻰ اﺟﺗﻬﺎدات ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ
1
ﻣﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﻲ ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻣﺳﺎن ،ﺳﻧﺔ -2007
، 2008ص )أ(
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ،ص) أ(و)ب( .
2
ﻣﻘدﻣﺔ
وﻛذا ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻧﺎزع ،وﺑﻌدﻣﺎ ﺗﺄﺳس اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﻛﻘﺎﻧون ﻣﺳﺗﻘل أﻧﺗﻘل أﺳﻠوب اﻟﺗﻔوﯾض ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺧﺎص إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم "اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري" ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر وﻗد ﺳﺎﻫم اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺑﺷﻛل
ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﺎﻧب أﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺗﻔوﯾض وﻛذا ﺗوﺿﯾﺢ أﻫم اﻟﻔروق ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻪ.1
*أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث:
ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺳواء ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري أو ﻋﻠم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ وذﻟك ﻧظ ار ﻟﻣﺎ
ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣن ﺳﯾر ﺣﺳن اﻹدارة وﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ وﻛذﻟك ﻧظ ار ﻟﻠﻣﻣﯾزات اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻟﻸطراف
واﻹدارة واﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻓﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﻣﯾزات واﻟﺗﺳﻬﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻟﻸطراف اﻟﺗﻔوﯾض ﻧﺟد أﻧﻪ ﯾﺧﻔف اﻟﻌبء ﻋﻠﻰ
اﻟرﺋﯾس اﻹداري وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى أﻧﻪ ﯾﺿﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻟﻠﻣرؤوﺳﯾن )اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ( ٕواﻋطﺎﺋﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ إﺗﺧﺎذ
اﻟﻘ اررات أﻣﺎ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻌﯾن أﻧﻪ ﯾﻘرب اﻹدارة ﻣن اﻟﻣواطن وﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻟﻺدارة اﻧﻪ
ﯾﺣﻘق اﻹﺻﻼح اﻹداري.
*اﻹﺷﻛـــــــﺎﻟﯾﺔ:
رﻏم اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة واﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌددة ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري إﻻ إﻧﻪ ﯾطرح ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻹﺷﻛﺎﻻت
ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد اﻟﻣﻬﺗﻣﯾن واﻟدارﺳﯾن ﻟﻪ وﺣﺗﻰ اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾن اﻹدارﯾﯾن وﻟذﻟك ﺗﻣﺣورت إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﺣول :ﻣدى
ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ؟
وﻟﻛل ﺳؤال رﺋﯾﺳﻲ أﺳﺋﻠﺔ ﻓرﻋﯾﺔ ،وﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺑﺛق ﻋن ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻧﺟد:
*اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺗﺑﻊ:
وﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﺎ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ إﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ و اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ وﻫذا ﻣن أﺟل دراﺳﺔ
اﻟﻣوﺿوع ﺑﻛل ﺟواﻧﺑﻪ وﻛذا ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣوﺿوع واﻟﻧﻘﺎط اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﯾﻪ.
1
ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوھﺎب ،ﻣﺑﺎدئ وأﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ ﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،ﺳﻧﺔ ،2005ص.34
3
ﻣﻘدﻣﺔ
*أﻫداف اﻟﺑﺣث:
ﻣن ﺑﯾن اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ ﻫذا اﻟﺑﺣث إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻧﺟد:
-اﻟﺗﻌرف أﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري و اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻛل ﺟواﻧﺑﻪ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻔﻬوﻣﻪ وﻛذا
ﺷروطﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧواﻋﻪ...إﻟﺦ،
-ﻛﺷف ﺳﺑب ﻗﻠﺔ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬذا اﻟﻧظﺎم رﻏم اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ واﻟﻣﺣﺎﺳن اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ.
*اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ:
ﻣن اﻟﺑﺣوث اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻟﺟت ﻫذا اﻟﻣوﺿوع و اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣراﺟﻊ ﻹﻋداد ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻧﺟد وﻛﺎﻧت
ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣراﺟﻊ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻟﻌﺑت دو ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ اﺛراء ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻧﺟد:
-ﺣﻠﯾﻔﻲ ﻣﺣﻣد ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر)،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر( ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﻋﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻣﺳﺎن،ﺳﻧﺔ .2008/2007
-اﻟﺳﻌﯾد ﺑن ﻣﺣﻣد ﻗﺎرة ،اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وﻣدى أﺛﺎرﻩ ﻓﻲ ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻹدارة ﺑﯾن اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ
اﻟﺗﺳﯾﯾرﯾﺔ )أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ( ﻗﺳم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ﺳﻧﺔ .2010/2009
-ﺣﻠﺑﺎوي ﻟﺧﺿر ،ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ وﻋﻼﻗﺗﻬﻣﺎ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺗﺧﺻص ﺗﻧظﯾم
وﻋﻣل ،ﻗﺳم ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر، 2ﺳﻧﺔ .2011/2010
-اﺣﻣد أﺑو ﺟﻠﻣﺑو ،ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر،ﻗﺳم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﻐزة ،ﻓﻠﺳطﯾن ،ﺳﻧﺔ .2016
4
ﻣﻘدﻣﺔ
*اﻟﺻﻌوﺑﺎت:
ﻛﺄي طﺎﻟب او طﺎﻟﺑﺔ وﻫﻣﺎ ﺑﺻدد اﻟﺗﺣﺿﯾر ﻹﻋداد ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻛن أن ﺗواﺟﻬﻪ وﻣن ﺑﯾن اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻧﺎ ﻓﻲ إﻋداد ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة ﻛﺎن أول ﺳﺑب ﻫو ﺿﯾق اﻟوﻗت
وﻛذا ﻗﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻊ ﺧﺎﺻﺔ إن ﻣوﺿوع ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻻ ﺗوﺟد ﻓﯾﻪ أي ﻣذﻛرة أو ﻛﺗﺎب ﺧﺎص ﯾﺗﻧﺎول
ﻓﻘط ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻧدرس ﻓﯾﻬﺎ ورﻏم ذﻟك اﻟﺣﻣد ﷲ اﺳﺗطﻌﻧﺎ وﻟو ﺑﻘﻠﯾل اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﺄﻫم اﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع..
*ﺧطﺔ اﻟﺑﺣث:
ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ اﻋﺗﻣدﻧﺎ اﻟﺧطﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:ﺣﯾث ﻗﺳﻣﻧﺎ اﻟﺑﺣث اﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن ﻓﻔﻲ اﻟﻔﺻل
اﻷول ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ اﻹطﺎر أﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري
وﺷروطﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول إﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺎﻟﺟﻧﺎ ﻓﯾﻪ أﻧواع ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻻدري وﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن ﺑﻌض
اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻌرﻓﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻟﻬذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول درﺳﻧﺎ
ﻓﯾﻪ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻧظﺎم وﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻌرﻓﻧﺎ ﻋﻠﻰ طرق إﻧﻬﺎء ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري.
5
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻣﻔﮭﻮم ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻔﻮﯾﺾ اﻹداري
6
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
ﯾﻘﺻد ﺑﻌدم اﻟﺗرﻛﯾز اﻹداري ﻋدم ﺗرﻛﯾز اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻠطﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ أو اﻟو ازرة ﺑل ﻣﻧﺢ اﻟوزﯾر
ﺑﻌض ﻣن ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﺑﻌض ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وﯾﺗﺣﻘق ﻋدم اﻟﺗرﻛﯾز اﻹداري ﻋن طرﯾق أﺳﻠوﺑﯾن اﻷﺳﻠوب اﻷول
ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﺳﻠوب اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ واﻟذي ﯾﻌﻧﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد و ﺗوزﯾﻊ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت أي وﺟود ﻧص
ﻗﺎﻧوﻧﻲ
أﻣﺎ اﻷﺳﻠوب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﺣﯾث ﯾﻬدف ﻫذا اﻻﺧﯾر اﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء و
اﻟﺣد ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻧﻘل أو ﺗﺣوﯾل اﻟرﺋﯾس اﻹداري
ﻟﺟزء ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﺑﻌض ﻣﺳؤوﻟﯾﻪ وﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ
وﺿﻣﺎن ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻏﯾر أن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣﻘﯾدة ﺑﺷروط ﺑﺣﯾث أﻧﻪ إذا
ﺗﺧﻠف ﺷرط ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﯾﺻﺑﺢ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض ﻣﻌﯾﺑﺎ.
ﯾﻘﺳم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري إﻟﻰ ﻋدة أﻧواع ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﯾث اﻷداة أو ﻣن ﺣﯾث اﻟطﺑﯾﻌﺔ أو
ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﺟم أو ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل ،وﻧظ ار ﻟﺗﻧوع ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وﺟب ﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻧظﻣﺔ
اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ وﻫذا ﻣن أﺟل ﺗﻔﺎدي اﻟﺧﻠط ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻣﺑﺣﺛﯾن اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﺟﺎء ﺗﺣت ﻋﻧوان ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري و
ﺷروطﻪ أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺳﻧﺣﺎول ﻓﯾﻪ إﺑراز أﻗﺳﺎم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وﺗﻣﯾﯾز ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻋن ﺑﻌض
اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ.
7
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﻣﺎﻫﯾﺔ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وﺷروطﻪ
ﯾﻌﺗﺑر ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ وﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ
ﺗﺳﻬﯾل اﻟﻌﻣل اﻹداري ﻓﻘد ﺗﻌددت اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻬذا اﻟﻧظﺎم ﺳواء ﻋﻧد اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻌرب أو ﻋﻧد اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻐرب ﺣﯾث
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟداﻟﺔ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻛﻣﺎ ﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﻫذﻩ
اﻟﺗﻌﺎرﯾف أن ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣﻧﻪ ﻧظﺎم ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ أﻏﻠب دول
اﻟﻌﺎﻟم ،وﻟﻛن رﻏم اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻻ أن ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻣﻘﯾدة ﺑﺷروط وﻟذﻟك ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺑﺣث إﺑراز ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وﻣزاﯾﺎﻩ وﻛذا ﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ وﻟذﻟك ﻻﺑد ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻌﻧﻰ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻟﻐﺔ
واﺻطﻼﺣﺎ وﻛذا ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣزاﯾﺎ ﻫذا اﻟﻧظﺎم.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ﻧﺗطرق اﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻌﻧﻰ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري أوﻻ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻠﻐوﯾﺔ وﺛﺎﻧﯾﺎ ﻣن
اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﺻطﻼﺣﯾﺔ وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺛﺎﻟﺛﺎ ،
8
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣﻔوﺿﺎ إﻟﯾﻪ وﻻ ﯾؤدي إﻟﻰ رﻓﻊ ﯾد
ً اﻟﺗوﻗﯾﻊ délégation de signatureﻓﯾﻌﻧﻲ "ﺗﻔوﯾض ﯾوﻟﻲ ﺷﺧﺻﯾﺎ
اﻟﻣﻔوض )ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﻣر اﻟﻣﻔوض ﻓﻲ أن ﯾﺗﺧذ ﺑﻧﻔﺳﻪ اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣور ﻣوﺿوع اﻟﺗﻔوﯾض(".1
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض ﻧﻘل أو ﻣﻧﺢ أو إﻋطﺎء اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻟﺟزء ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ أﺣد ﻣرؤوﺳﯾﻪ.
وﻟﻠﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻋدة ﺗﻌﺎرﯾف وﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﺻطﻼﺣﯾﺔ ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﯾﻌرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ "ﯾﻘﺻد ﺑﺗﻔوﯾض
اﻻﺧﺗﺻﺎص أن ﯾﻌﻬد اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﺑﺑﻌض اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﻘﺎﻧون إﻟﻰ أﺣد ﻣرؤوﺳﯾﻪ.2
وﯾﻌرف اﻟﺗﻔوﯾض ﻛذﻟك "أن ﯾﻌﻬد ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل اﻟﻣﺣدد ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺟزء ﻣن
ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ او ﻣﺳﺎﺋل ﻣﺣددة إﻟﻰ ﺷﺧص آﺧر أو ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺿﻣن اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون،
واﻟﺗﻔوﯾض ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﺟزﺋﯾﺎ ﻷن اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻛﻠﻲ ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘواﻧﯾن واﻷﻧظﻣﺔ".3
ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف اﻟﺗﻔوﯾض أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻪ "اﻟﺗﻔوﯾض ﻫو طرﯾﻘﺔ ﻹﻧﺟﺎز اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻔوض أن
ﯾﺳﺣب ﺗﻔوﯾﺿﻪ واﻟﺗﻔوﯾض ﯾﺣﺗﺎج داﺋﻣﺎ إﻟﻰ ﻧص ﯾﺟﯾزﻩ".4
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرف ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻧﺗﺎج أﻫم اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﺣﯾث إن ﺟل
اﻟﺗﻌﺎرف ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻧﺟد ﺑﺄن:
1ﺟﯾرار ﻛورﻧو ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﻧﺻور اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار ﻣﺟد اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،ﺳﻧﺔ ،2009ص.527
2ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوھﺎب ،ﻣﺑﺎدئ وأﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،ﺳﻧﺔ ،2005ص.120
3
ﻣﺣﻣد ﻋﻣر اﻟﺷوﺑﻛﻲ ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،ﺳﻧﺔ ،2001ص .285
4
ﺣﺳﯾن ﻓرﯾﺟﺔ ،ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧﺔ ،2013ص.119
9
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﻣﻌﻨﻰ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻔﻮﯾﺾ اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري
ﯾﻌرف ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻋﻧد ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻋدة ﺟواﻧب ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﯾﻌرﻓﻪ
ﻣن ﺣﯾث ﻧوﻋﻪ وﺣﺟم اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻌرﻓﻪ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺻﻔﺗﻪ اﻟﻌﺎﺑرة وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻌرﻓﻪ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ
آﺛﺎرﻩ وﺟﺎﻧب آﺧر ﯾﻌرف ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣن ﺣﯾث طﺑﯾﻌﺗﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
ﻓﻣن ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻷﺟﺎﻧب اﻟذﯾن ﻋرﻓوا ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻧﺟد اﻟﻔﻘﯾﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ )ﻟﯾت ﻓو( ﯾﻌرف
اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺄﻧﻪ "اﻹﺟراء اﻟذي ﺗﻛﻠف ﺑواﺳطﺗﻪ ﺳﻠطﺔ أﺧرى ﻟﻠﻌﻣل ﺑﺎﺳﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ أو ﻋدة ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ".1
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﻘﻬﺎء اﻟﻌرب اﻟذﯾن ﻋرﻓوا ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻧﺟد اﻟدﻛﺗور ﺧﺎﻟد ﺧﻠﯾل اﻟظﺎﻫر ﯾﻌرﻓﻪ
ﺑﺄﻧﻪ "ﻫو أن ﯾﻌﻬد اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﺑﺑﻌض ِاﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻣدﻫﺎ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون إﻟﻰ أﺣد ﻣرؤوﺳﯾﻪ وﻫو
ﻛطرﯾﻘﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ﯾﻘﺑل اﻹﻟﻐﺎء أو اﻟﺗﻌدﯾل وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑواﺟﺑﺎت ﻣﺣددة ﻻ ﺗﺗﺿﻣن ِاﺗﺧﺎذ
اﻟﻘ اررات اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﻔظ اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺑت ﻓﯾﻬﺎ ﻷﻫﻣﯾﺗﻬﺎ".2
ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﺑد اﻟﻐﺎﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري "ﯾﻌﻧﻲ délégationﻧﻘل
اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻟﺟﺎﻧب ﻣن ِاﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﺑﻌض ﻣرؤوﺳﯾﻪ ﻟﯾﻣﺎرﺳوﻫﺎ دون اﻟرﺟوع إﻟﯾﻪ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ
ﻋن ﺗﻠك اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣؤﻗﺗﺔ".3
وﯾﻌرف اﻷﺳﺗﺎذ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺄﻧﻪ "أن ﯾﻌﻬد ﺻﺎﺣب اﻹﺧﺗﺻﺎص
ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺟﺎﻧب ﻣن ِاﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ -ﺳواء ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻓﻲ ﻧوع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل -إﻟﻰ ﻓرد آﺧر أو ﺳﻠطﺔ
أﺧرى".4
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﺗﻣﯾز ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﺑﺟﻣوﻋﻪ ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠت ﻣﻧﻪ ﻧظﺎم ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء
ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول ﻣﺎ ﺗﺟﻌل اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ِاﻟزاﻣﻲ ،وﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻧﺟ د:
اﻟﻌﺎﻟم ﺑل أن ًا
1أﺣﺳن ﻏرﺑﻲ ،ﻗواﻋد ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻛﯾﻛدة ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻣن ،ﺳﻧﺔ ،2014ص.58
2ﺧﺎﻟد ﺧﻠﯾل اﻟظﺎھر ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﻋﻣﺎن ،ﺳﻧﺔ ،1998ص
.105
3ﻋﺑد اﻟﻐﺎﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد ﷲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻷﺳس وﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﺻر ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف
ﺑﺎﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ ،2003ص .197
4
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎھرة ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ ،1992ص.53
10
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
أﻧﻪ ﯾﺗرك ﻟﻠرﺋﯾس اﻹداري ﻣﺗﺳﻊ ﻣن اﻟوﻗت ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎطﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﯾظﻬر ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري
ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ أي اﻹدارات اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠم اﻹداري. 1
أﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ ِادارﯾﺔ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻗدرات اﻟﻣرؤوﺳﯾن وﻛذﻟك ﯾﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ ﻹﻋداد اﻟﻣرؤوﺳﯾن
ٕواﻛﺳﺎﺑﻬم اﻟﺧﺑرة اﻟﻼزﻣﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻟرﺋﯾس ﺑﺎﻟﻣرؤوﺳﯾن وذﻟك ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ . 2
واﻟﺗﻔوﯾض ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺳرﻋﺔ واﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ أداء اﻷﻋﻣﺎل ﻣﻣﺎ ﯾﺑﺳط ﻟﻸﻓراد
ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم.3
ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻋﻠﻰ ﺧﻔض اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ذﻟك أن إﺻدار
اﻟﻘرار ﺑﺳرﻋﺔ وﻣن أﻗرب إدارة ﻛﻣﺎ ﯾوﻓر اﻟوﻗت واﻟﻣﺟﻬود واﻟﻣﺎل اﻟذي ﻛﺎن ﺳﯾﻧﻔﻘﻪ اﻟﻣواطن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗرﻛﯾز
اﻹدارة أو اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﯾد اﻟرﺋﯾس اﻹداري.4
وﻟﻠﺗﻔوﯾض اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠت ﻣﻧﻪ ﻧظﺎﻣًﺎ ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻟدى اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول ﺳواء اﻟﻌرﺑﯾﺔ أو
اﻟﻐرﺑﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺷروط ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري
إن ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺳﻠوب اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ أﻣر ﻣﻠزم وذﻟك ﻣن أﺟل اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻋﻠﻰ اﻟرﺋﯾس
اﻹداري ﻏﯾر أن ﻫذا اﻷﺳﻠوب رﻏم ﻣﻣﯾزاﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﻌﻣل اﻹداري إﻻ أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﻣﺎرس وﻓق ﺷروط
وﺿواﺑط وﻫذا ﻣن أﺟل ﺗﻔﺎدي ﺣدوث اﺧﺗﻼﻻت ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ وﻋﻠﯾﻪ ﻧﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻓﻲ ﻓرﻋﯾن،
اﻟﻔرع اﻷول ﻧﺑﯾن ﻓﯾﻪ اﻟﺷروط اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺑرز ﻓﯾﻪ أﻫم اﻟﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟواﺟب
ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري.
1ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ ،2000ص .111
2ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ﻓطﯾش ،اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻧظرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗطﺑﯾق ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن ،ﺳﻧﺔ ،2013ص
.118
3
ﻣﺎزن راﺿﻲ ﻟﯾﻠو ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣﻧﺷورات اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﻧﻣﺎرك ،ﺳﻧﺔ ،2008ص . 37
4
ﻋﺑد اﻟﻐﺎﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد ﷲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .199
11
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﺗﻌﻠق ﻫذﻩ اﻟﺷروط اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ ﺑﻘرار اﻟﺗﻔوﯾض وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻘرار اﻹداري ﻧﺟدﻩ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﺔ أرﻛﺎن
أﻻ وﻫﻲ رﻛن اﻟﺷﻛل واﻹﺟراءات ورﻛن اﻻﺧﺗﺻﺎص ورﻛن اﻟﺳﺑب ورﻛن اﻟﻐﺎﯾﺔ ورﻛن اﻟﻣﺣل ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟرﻛن
اﻟﺷﻛل واﻹﺟراءات ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻪ أن ﯾﺻدر اﻟﻘرار اﻹداري ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻌﯾن ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻘرار اﻹداري ﻗد ﯾﻛون
ﻛﺗﺎﺑﯾًﺎ وﻗد ﯾﻛو ﺷﻔوﯾًﺎ واﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ أن اﻹدارة ﺣرة ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺷﻛل اﻟﻘرار وﻟﻛل ﻗﺎﻋدة
ِاﺳﺗﺛﻧﺎء أي أن اﻹدارة ﻗد ﺗﻛون ﻣﻠزﻣﺔ ﻋﻠﻰ ِاﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻌﯾن ﺑﻣوﺟب ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،وﺑﻣﺎ أن
اﻟﺗﻔوﯾض ﯾﻌد ﻗ ار ًار إدارﯾًﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻘواﻋد اﻟﺷﻛل واﻹﺟراءات اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻹداري ﻓﺈذا ﻣﺎ
أﻟزم اﻟﻘﺎﻧون اﻟرﺋﯾس اﻹداري اﻟﻣﻔوض ﻋﻠﻰ ِاﺗﺧﺎذ اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻌﯾن ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ ِاﺣﺗرام اﻟﻘﺎﻧون
واﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾﻘﻪ.
واﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻏﺎﻟﺑًﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﺷﻔوﯾًﺎ وﻫذا ﻣﺎ ِاﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ أﻏﻠب اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻏﯾر أن ﺷرط اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻫو أﻗرب
1
ﻟﻠﺻواب وذﻟك ﻣن أﺟل ﺗﺣدﯾد ﻣن اﻟﻣﺳؤول ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣدوث ﻧزاع
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻫذﻩ اﻟﺷروط ﺗرﺗﺑط أﺳﺎﺳﺎ ﺑﻣوﺿوع اﻟﺗﻔوﯾض وﻛذا ﺑﺷﺧص اﻟﻣﻔوض واﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ
ﻟﺻﺣﺔ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﻓﻣن
ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻧﺟد:
*وﺟود ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ :إن اﻟﻬدف ﻣن وﺟود ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ إﺿﻔﺎء اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﻣل ﺣﯾث ﯾﻌﻣل اﻟﻧص
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻹطﺎر اﻟذي ﯾﺟوز ﻓﯾﻪ اﻟﺗﻔوﯾض وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر أن ﻫذا اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻠزم أط ارف
اﻟﺗﻔوﯾض ﻋﻠﻰ ِاﺣﺗرام اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻔوﯾض وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﻻ ﻟﻠﻣﻔوض وﻻ ﻟﻠﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﺗﺧطﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺣدود وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز اﻟﺗﻔوﯾض ﻧﺟد ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾب:
1
ﺧﺎﻟد ﺧﻠﯾل اﻟظﺎھر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .120
12
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
(1اﻟدﺳﺗور :ﯾﻌد اﻟدﺳﺗور اﻟﻣﺻدر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن وﻫو اﻟذي ﯾﻧﺷﺊ وﯾﺣدد اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت واﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد وﺿﺑط اﻷﺳس واﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻧﺷﺎط ﻛل
ﻫﯾﺋﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟدﺳﺗور رﻣز ﻣن رﻣوز ﺳﯾﺎدة اﻟدوﻟﺔ ﻓﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﯾﺗﺣدد ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ
واﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺎت ﺳواء اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أو اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أو اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،1ﻓﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ دﺳﺗور اﻟﺟزاﺋر ﻟﺳﻧﺔ 1996
ﻧﺟد أﻧﻪ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔوﯾض ﺻراﺣﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﺣدد اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 78ﻣن دﺳﺗور 1996وﻫذا ﻋﻠﻰ ﺧﻼف دﺳﺗور 1976اﻟذي
ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬوري ﺗﻔوﯾض ﺑﻌض إﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ م 15/116ﻣن دﺳﺗور .21976
(2اﻟﻘﺎﻧون :ﯾﺄﺗﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺑﻌد اﻟدﺳﺗور واﻟﻣﻌﺎﻫدات وﻓق اﻟﺗدرج اﻟﻬرﻣﻲ وﻣﻧﻪ ﺗﺳﺗﻣد اﻹدارة
اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ واﻟﻘﺎﻧون ﻫو اﻟذي ﯾﺿﻔﻲ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة ،3ﻓﻣن ﺑﯾن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺟﯾز اﻟﺗﻔوﯾض ﻧﺟد اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10-11اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 03ﯾوﻟﯾو 2011اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 87
ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ "ﻓﻲ إطﺎر أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 86أﻋﻼﻩ ﯾﻣﻛن رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي وﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ
ﺗﻔوﯾض إﻣﺿﺎﺋﻪ.4"...
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07-12اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 29ﻓﺑراﯾر 2012اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 126
ﻣﻧﻪ "ﯾﻣﻛن ﻟﻠواﻟﻲ ﺗﻔوﯾض ﺗوﻗﯾﻌﻪ ﻟﻛل ﻣوظف ﺣﺳب اﻟﺷروط واﻷﺷﻛﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن
واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ".5
(3اﻟﻣراﺳﯾم :ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣراﺳﯾم ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣراﺳﯾم رﺋﺎﺳﯾﺔ أو ﻣراﺳﯾم ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﺟﺎزة اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻣن ﺑﯾن اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز اﻟﺗﻔوﯾض ﻧﺟد اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 194-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
31ﻣﺎي 2006واﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻷﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺗﻔوﯾض إﻣﺿﺎﺋﻬم ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﻪ
"ﯾﺟوز ﻷﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ ان ﯾﻔوﺿوا ﺑﻣوﺟب ﻗرار إﻟﻰ ﻣوظﻔﻲ إدارﺗﻬم اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟذﯾن ﻟﻬم رﺗﺑﺔ ﻣدﯾر ﻋﻠﻰ
اﻷﻗل ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻘ اررات اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ".6
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﺗﻔوﯾض ﻻ ﯾﺟوز إﻻ ﺑوﺟود ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻫذا اﻹذن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أن ﯾﻛون ﻣن ﻧﻔس
درﺟﺔ اﻹذن اﻟذي ﻣﻧﺢ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻸﺻﯾل،وﻣﺛﺎل ذﻟك إذا ﻛﺎن اﻟدﺳﺗور ﻫو اﻟذي ﻣﻧﺢ اﻹﺧﺗﺻﺎص ﻓﯾﺷﺗرط
إذن وﺟود ﻣﺎدة دﺳﺗورﯾﺔ ﺗﺟﯾز اﻟﺗﻔوﯾض وﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﻛون إﻻ ﻓﻲ ﺗﻔوﯾض اﻹﺧﺗﺻﺎص أي أن
-أن ﯾﻛون اﻟﺗﻔوﯾض ﺟزﺋﯾﺎ :وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠرﺋﯾس اﻹداري ﺗﻔوﯾض ﻛل إﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ ٕواﻻ أﻋﺗﺑر
ذﻟك ﺗﻧﺎزﻻ ﻋن ﻣﻬﺎﻣﻪ اﻟﻣﺳﻧدة ﻟﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ.2
-ﯾﺟب أن ﯾﺗﻌﻠق اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ﻻ ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ :أي أن اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﯾﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻔوﯾض ﻣن أﺟل
اﻟﺗﺣﻘﯾق وﻣن أﺟل ﺗﻣﻛﯾن ﻣرؤوﺳﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺗﺣﻣل ﻫؤﻻء اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن أي
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻬم ﺑﺗﻠك اﻟﻣﻬﺎم ﺣﯾث ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻗﺎﺋﻣﺔ.3
-أن ﯾﻛون اﻟﺗﻔوﯾض ﻣؤﻗﺗﺎً ﻻ داﺋﻣﺎً :ﻫذا اﻟﺷرط ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرس ﻓﯾﻬﺎ اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻣﻬﺎﻣﻪ
وﻛذﻟك ﻣدة ﺑﻘﺎء اﻟﻣرؤوس اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﻧﺻﺑﻪ ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺣدث وﻓﻘد اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻣﻧﺻﺑﻪ أو أﻧﻪ أﻧﻬﻰ
ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟوظﯾﻔﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻔوﯾض ٕواذا ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﺧﺎرج ذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﺗﻔوﯾض ﻏﯾر
ﺻﺣﯾﺢ ﻛﻣﺎ أن ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻔوﯾض وﻛﺎن ﻫو ﻻ ﯾﺷﻐل اﻟوظﯾﻔﺔ ﻓﺈن اﻟﻌﻣل اﻟﺻﺎدر ﻋﻧﻪ
ﯾﻌﺗﺑر ﻏﯾر ﻣﺷروع.4
اﻟﻘول ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﺗﺗﻌﻠق ﺑطرﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض وﻫﻣﺎ اﻟﻣﻔوض
)اﻷﺻﯾل( واﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ )اﻟﻣرؤوس(
*أن اﻟﺗﻔوﯾض ﯾﻛون ﻣن اﻷﻋﻠﻰ إﻟﻰ اﻷﺳﻔل وﻫذا اﻟﺷرط ﺑدﯾﻬﻲ ﻓﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﯾﻛون اﻟﺗﻔوﯾض ﻣن
اﻟرﺋﯾس إﻟﻰ اﻟﻣرؤوس طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻬدف ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض ﻫو اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻋﻠﻰ اﻟرﺋﯾس اﻹداري واﻟﺗﻘﻠﯾل أو اﻟﺗﺧﻠص
ﻣن اﻟﺗرﻛﯾز اﻹداري. 5
*ﻻ ﯾﺟوز اﻟﻣﻔوض اﻷﺻﯾل ﺗﻔوﯾض ﻧﻔس اﻹﺧﺗﺻﺎص ﻟﺷﺧص آﺧر ،أﻣﺎ إذا ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﯾﻣﻛن
ﻟﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻠرﺋﯾس ﻣطﻠق اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ ﺛﺎرﻣﺷﻛل ﻣﺎ إذا
ﻛﺎن ﻟﻠﻣﻔوض اﻟﺣرﯾﺔ ي ذﻟك أم ﻻ ،ﻓﻬﻧﺎك ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ ﯾرى ﺑﺄن ﻟﻠﻣﻔوض اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾرى
ﺑﺄن اﻟﻣﻔوض ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ إﻻ ﺑوﺟود ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﻫو اﻟرأي اﻟذي اﺳﺗﻘر اﻟﻌﻣل ﺑﻪ.2
*ﻻ ﺗﻔوﯾض ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض :أي ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣرؤوس اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ أن ﯾﻔوض اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟذي ﻓُ ِوض إﻟﯾﻪ
3
إﻟﻰ ﻏﯾرﻩ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب ﻷول
اﻟﻔرع اﻷول
ﺳﻧﺣﺎول ﻫذا اﻟﻔرع إﺑراز أﻧواع ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣن ﺣﯾث اﻷداة وﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣﺑﺎﺷر أن ﯾﺻدر اﻟﺗﻔوﯾض ﻣن اﻟرﺋﯾس اﻹداري إﻟﻰ أﺣد ﻣرؤوﺳﯾﻪ وﻣﺛﺎل ذﻟك
ﺗﻔوﯾض رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻷﺣد اﻟﻣرؤوﺳﯾن وﻗد ﯾﻛون اﻟوزﯾر أو اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻠو ازرة ﻟﻺﺷﺎرة أﻧﻪ ﻓﻲ
اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻷﺻل ﻓﯾﻪ أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺟﯾز وﯾﺣدد اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻷﺻﯾل ﻏﯾر أﻧﻪ
ِاﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻣﻛن أن ﯾﺻدر ﻣرﺳوم ﯾﻣﻧﺢ اﻟﺗﻔوﯾض دون اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻷﺻﯾل ﺣﺗﻰ ﻓﻲ
اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧًﺎ.1
ﯾرى ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء أن اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣﺑﺎﺷر ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﻧظﺎم ﻵﺧر ﻓﻔﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻧﺟد أن
ﺗﻔوﯾﺿﺎت رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻟﯾﺳت ذات ﻣوﺿوع ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣﺑﺎﺷر وذﻟك ِاﻋﺗﺑﺎ ًار ﻣن أن رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻻ
ﯾﻣﺎرس ﺟﻣﯾﻊ ِاﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑل ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺟرد وﺳﯾط أو ﺣﻛم ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺛﻼث ،ﺑﯾﻧﻣﺎ
رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﻧﺟد أن اﻟرﺋﯾس ﻫو اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﯾﻣﺎرس ﺟﻣﯾﻊ
ِ
اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذي وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟﺗﻔوﯾض.2
1
ﺣﺳﯾن ﻓرﯾﺟﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .124
2
ﺧﺎﻟد ﺧﻠﯾل اﻟظﺎھر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .112
16
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
أﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻫو أن ﯾﻘوم اﻟرﺋﯾس اﻹداري اﻟﻣﻔوض ﺑﺗﺣوﯾل ﺟزء ﻣن
ِاﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ أﺣد ﻣرؤوﺳﯾﻪ ﺑﺷرط وﺟود ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ أو ﺗﻧظﯾﻣﻲ ﯾﺟﯾز ﻟﻪ ذﻟك اﻟﻧوع وﻫو اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ
2
ﻓﻲ اﻟﻌراق ،1أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻓﻬﻲ ﺗﺄﺧذ ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺗﺄﺧذ ﺑﻪ أﻏﻠب دول اﻟﻌﺎﻟم
اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري أن ﯾﺻدر ﺑﻣوﺟب ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺳواء ﻛﺎن ِاﺧﺗﯾﺎري أو ِاﻟزاﻣﻲ ،ﻏﯾر أﻧﻪ
اﻻﺧﺗﯾﺎري ﯾﻣﻛن ﻟﻠرﺋﯾس اﻹداري ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ إﺟراء اﻟﺗﻔوﯾض ﻣن ﻋدﻣﻪ وذﻟك وﻓﻘًﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض ِ
ﻟﺗﻘدﯾرﻩ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻌﻣل ﯾﺗطﻠب ِاﺟراء اﻟﺗﻔوﯾض أم ﻻ.
اﻟﻘول ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺑﺳﯾط ﯾﻌﻧﻲ أن ﯾﻘوم اﻷﺻﯾل )اﻟﻣﻔوض( ﺑﻧﻘل ﺟزء ﻣن إﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ أﺣد
اﻟﻣرؤوﺳﯾن وﯾﺳﺗﻠزم ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺑﺳﯾط أن ﯾﻛون ﺟزﺋﯾﺎ وﯾﺟب ﻓﯾﻪ ﺗﺣدﯾد اﻟﺷﺧص )اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ( ﺑﺻﻔﺔ
دﻗﯾﻘﺔ وواﺿﺣﺔ
أﻣﺎ اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻛب ﻓﯾﻌﻧﻲ أن ﯾﻘوم اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﺑﻧﻘل ﺟزء ﻣن إﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻣرؤوﺳﯾن وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻛب أن ﯾﻘوم اﻷﺻﯾل ﺑﺗﺣدﯾد ِ
اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗم ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ ﺛم
ﺗﺣدﯾد اﻟﻣرؤوﺳﯾن اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﻬذا اﻟﺗﻔوﯾض وﯾﺗوﻟون ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ.5
ﯾﻘﺳم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل إﻟﻰ اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣﻛﺗوب واﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺷﻔوي ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺳم
إﻟﻰ ﺗﻔوﯾض ﺻرﯾﺢ وﺗﻔوﯾض ﺿﻣﻧﻲ.
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣﻛﺗوب أن ﯾﻛون ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض ﻣﻛﺗوﺑًﺎ وﺷرط اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر رﻛﻧًﺎ أﺳﺎﺳﯾًﺎ ﻓﻲ
ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض إﻻ أﻧﻪ إذا ﺻدر ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ و أﻟزم اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض ﻣﻛﺗوﺑﺎً ﻓﺈن
اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻣﻠزم ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
أﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺷﻔوي أو اﻟﺷﺧﺻﻲ أن ﯾﺻدر ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض دون وﺛﯾﻘﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ واﻟﺗﻔوﯾض
اﻟﺷﻔوي ﻛﺎن ﻣﻌول ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻘدﯾم ﻏﯾر أﻧﻪ ﻋدل ﻋن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض وذﻟك ﺑﺳﺑب
اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﯾﺛﯾرﻫﺎ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض ﻛﻣﺎ أن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻣﺻرﯾﺔ أﺻدرت ﻓﻲ ﺣﻛم ﺳﺎﺑق
ﻟﻪ ﺣﻛم ﺑﻌدم ﺟواز اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺷﻔوي.1
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺻرﯾﺢ ذﻟك اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض اﻟذي ﯾﺻدر ﺑﺻورة ﺻرﯾﺣﺔ ﺣﯾث ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﯾﺗم
ﻣﻌرﻓﺔ ﻗﺻد اﻷﺻﯾل )اﻟﻣﻔوض( ﻣﻧﻪ ﺣﯾث ﯾﺗﺧذ اﻟﻣﻔوض ﻓﻲ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻧﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض أﻟﻔﺎظًﺎ ﻣﺗﻌددة ﯾﺑز
رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺻورة واﺿﺣﺔ وﯾﻣﻛن ﻣﻌرﻓﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
ﻟﻔظ ﯾﻌﻬد ﯾﻔوض.
أﻣﺎ اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺿﻣﻧﻲ ﻓﯾراد ﺑﻪ ذﻟك اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض اﻟذي ﯾﻛون ﺑﻣوﺟب ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾرﺧﺻﻪ
وﯾﺟﯾزﻩ وﻟﻛن ﻻ ﯾﺻدر ﺧﻼﻟﻪ ﻗرار ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل ،ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض
ﻛﺎن ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ وﻟﻛن ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﻗﯾدﺗﻪ وﺟﻌﻠت اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﻣﺣﺻور أي ﻻ ﯾﺟوز اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ِاﻻ ﻓﻲ
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ واﻟﺣروب ﺣﯾث ﻧﺟد أن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ أﺟﺎز اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ِاﺑﺎن
ﺣﺎﻻت اﻟﺿرورة واﻟظروف ِ
اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ.2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻧﻘﺳم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣن ﺣﯾث اﻟطﺑﯾﻌﺔ أو اﻟﻣوﺿوع إﻟﻰ ﺗﻔوﯾض اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺔ ٕواﻟﻰ
ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ،أﻣﺎ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺗﻔوﯾض ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﺟم إﻟﻰ ﺗﻔوﯾض ﻋﺎم وﺗﻔوﯾض ﺧﺎص وﻏﻠﻰ ﺗﻔوﯾض ﻛﻠﻲ
وﺗﻔوﯾض ﺟزﺋﻲ.
1
اﻟﺳﻌﯾد ﺑن ﻣﺣﻣد ﻗﺎرة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .104
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .105
18
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
أوﻻ :ﺗﻘﺴﯿﻢ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻔﻮﯾﺾ اﻹداري ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ أو اﻟﻤﻮﺿﻮع
ﯾﻧﻘﺳم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣوﺿوﻋﻪ إﻟﻰ ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ وﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ.
إن ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ أو ﺗﻔوﯾض اﻹﺧﺗﺻﺎص ﯾﻌﻧﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻣﺗﯾﺎز ﺳﻠطﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ
إﻟﻰ أﺷﺧﺎص ﺗﻛون أﻗل درﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﯾﻛل اﻹداري ،ﺑﺣﯾث أن ﻓﻲ ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ ﯾﺟب ﺗﺣدﯾد اﻟﺗﻲ ﯾﺗم
ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ ،ﯾﺳﺎﻫم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ ِاﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﺑطرﯾﻘﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ وﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗﺗﺣدد ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻻﺻﻼح اﻹداري وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺿﻣﺎن ﺣﺳن اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣرؤوﺳﯾن وﻣن أﻫداف ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ ﺗﺣﻘﯾق ِ
وﻛذا ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗطوﯾر اﻹداري وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻔرغ اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻷداء اﻟﻣﻬﺎم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﻧﺻب
ﻋﻣﻠﻪ ﻣﻣﺎ ﺳﯾﺧﻠق أداء ﻋﻣل ﻧظﺎﻣﻲ ودﻗﯾق ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺗوﻓﯾر اﻟوﻗت.1
وﯾﻘﺻد ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻫو أن ﯾﻣﻧﺢ اﻷﺻﯾل ﺣق اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻟﻠﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟوﺛﺎﺋق وﯾﺷﺗرط
ﻓﻲ ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ أن ﯾﻛون ﻣن اﻟرﺋﯾس إﻟﻰ اﻟﻣرؤوس اﻷﻗل ﻣﻧﻪ درﺟﺔ وﯾﻛون ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﻠم اﻹداري
ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ وﻟذﻟك ﻧﺟد أن ﻫذا اﻟﻧوع ﯾﻧﺗﻬﻲ ِﺑﺎﻧﺗﻬﺎء ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ أو
ﺑﺗﻐﯾﯾرﻩ أو ﺑﻧﻘﻠﻪ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻫو ﻣن إﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻓﻘط ﺑﺣﯾث
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻔوض)اﻷﺻﯾل( إﺿﺎﻓﺔ ﺗوﻗﯾﻌﻪ إﻟﻰ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ،2ﯾﺧﺗﻠف ﺗﻔوﯾض اﻹﺧﺗﺻﺎص )اﻟﺳﻠطﺔ( ﻋن
ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻓﻲ ﻋدة ﻧﻘﺎط ﻧوﺟزﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
*ﻓﻲ ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻔوض ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﻓوﺿﻬﺎ طﯾﻠﺔ ﻣدة اﻟﺗﻔوﯾض
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻔوض )اﻷﺻﯾل( ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ وﯾظﻬر ذﻟك ﻣن ﺧﻼل إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ ﺗوﻗﯾﻌﻪ
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ.
*ﯾﺧﺗﻠف ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص )اﻟﺳﻠطﺔ( ﻋن ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻓﻲ ﻛون أن ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ )اﻹﺧﺗﺻﺎص(
ﻣوﺿوﻋﻲ وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﺗﻔوﯾض ﯾﺑﻘﻰ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺳواء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻐﯾﯾر أو ﻧﻘل أو إﻧﻬﺎء ﻣﻬﺎم اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ،
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻓﻬو ﺷﺧﺻﻲ ﺣﯾث ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺗﻔوﯾض ِﺑﺎﻧﺗﻬﺎء أو ﺗﻐﯾﯾر أو ﻧﻘل اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ.
1ﻟﺧظر ﺣﻠﺑﺎوي ،ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ وﻋﻼﻗﺗﮭﺎ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻋﻠم اﻹﺟﺗﻣﺎع ،ﺗﺧﺻص ﺗﻧظﯾم وﻋﻣل،
ﻗﺳم ﻋﻠم اﻹﺟﺗﻣﺎع ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر) ، (2ﺳﻧﺔ ،2011-2010ص51،49
2
ﺣﺳﯾن ﻓرﯾﺟﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .126
19
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
*ﯾﺧﺗﻠف ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ ﻋن ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ ﺗﻔوﯾض اﻹﺧﺗﺻﺎص )اﻟﺳﻠطﺔ( ﯾﻛون
اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻫو اﻟﻣﺳؤول ِﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻫو اﻟذي أﺻدر اﻟﻘرار وﻗﺎم ﺑﺄداءاﻟﻣﻬﺎم وﻟﯾس اﻷﺻﯾل،
ﻏﯾر أﻧﻪ ﻓﻲ ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺗﻛون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺣﻘﻬﺎ اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﺑﺎﻟﻐﯾر ﻫﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻔوض
اﻷﺻﯾل ِﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﻫو ﺻﺎﺣب اﻟﻘرار واﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻟم ﯾﻘم إﻻ ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻘ اررات ﻓﻔﻲ ﺗﻔوﯾض اﻹﺧﺗﺻﺎص
ﺗﻛون ﻗوة اﻟﻘرار ﻣن ﻗوة اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻓﺗﻛون ﻗوة اﻟﻘرار ﻣن ﻗوة اﻷﺻﯾل )اﻟﻣﻔوض(.1
ﯾﻧﻘﺳم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﺟم إﻟﻰ ﻧظﺎم ﺗﻔوﯾض ﻋﺎم وﻧظﺎم ﺗﻔوﯾض ﺧﺎص ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺳم
إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻛﻠﻲ وﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺟزﺋﻲ.
اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻌﺎم ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض اﻟذي ﻻ ﯾﺗم ﻓﯾﻪ ﺗﺣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗم
ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر أن اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﻔوﺿﺔ ﻻ ﯾﺗم ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻧص
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ داﺋﻣﺎ ﯾﺗرك ﻟﻠرﺋﯾس اﻹداري ﻣطﻠق اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد وﺗﻘدﯾر اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ ﺣﯾث
ﯾﺗم ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻹداري.
أﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺧﺎص ﻫو اﻟذي ﯾﺗم ﻓﯾﻪ ﺗﺣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺑق ﻓﻲ اﻟﻧص
2
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﺗم ﻓﯾﻪ ﺗﺣدﯾد اﻟﻬﯾﺋﺔ أو اﻟﺷﺧص اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗم اﻟﺗﻔوﯾض إﻟﯾﻬﺎ وﻛذا ﺗﺣدﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻛﻠﻲ ﻫو اﻟﺗﻔوﯾض اﻟذي ﯾﻘوم ﻓﯾﻪ اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﺑﻧﻘل ﻛل اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻣرؤوس وﻫذا
اﻟﻧوع ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ أﻫم ﺷرط ﻣن ﺷروط اﻟﺗﻔوﯾض وﻫو أن ﯾﻛون اﻟﺗﻔوﯾض ﺟزﺋﯾﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻘل اﻟرﺋﯾس ﻟﻛﺎﻣل
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻣرؤوس ﻻ ﯾﻌد ﺗﻔوﯾﺿﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻧﯾﺎﺑﺔ أو ﺣﻠوﻻ.
أﻣﺎ اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺟزﺋﻲ ﯾﻌﻧﻲ أن ﯾﺗﻧﺎزل ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل ﻋن ﺟزء ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ
أﺣد اﻟﻣرؤوﺳﯾن وﻫذا ﻫو اﻷﺻل.3
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
1ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺷﺎطﺎت وﻣﯾﺛﺎق ﻗﺣطﺎن ﺣﺎﻣد ،اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺻﺣﺔ اﻟﺗﻔوﯾض ف اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺣﺎث ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺷرق اﻷوﺳط اﻷردن ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﻧﺑﺎ اﻟﻌراق ،اﻟﻌدد 27ﺟوان ،2017اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ،ص .6
2
ﻣﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .16
3
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .16
20
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾواﺟﻪ أي دارس ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﺑﻌض اﻷﻧظﻣﺔ
اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻛﺎﻟﺣﻠول واﻹﻧﺎﺑﺔ واﻻﺳﺗﺧﻼف وﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص وﻛذا ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري
واﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ ِﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺗﻌﺗﺑر ﻣن وﺳﺎﺋل
ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻓﻲ ﻓرﻋﯾن اﻟﻔرع اﻷول ﺳﻧﺣﺎول ﻓﯾﻪ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺗﻔوﯾض
اﻹداري واﻹﻧﺎﺑﺔ واﻟﺣﻠول واﻻﺳﺗﺧﻼف واﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻣﯾﯾز ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري واﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ وﻧظرﯾﺔ
اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ وﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﻌﺗﺑر ﻛل ﻣن اﻹﻧﺎﺑﺔ واﻟﺣﻠول وﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وﻟذﻟك
وﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ .
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻹﻧﺎﺑﺔ أن ﯾﻣﺎرس أﺣد اﻟﻣوظﻔﯾن ﻣﻬﺎم ﻣوظف آﺧر ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻐﯾب ﺻﺎﺣب اﻹﺧﺗﺻﺎص
اﻷﺻﯾل وذﻟك ﻟﺳﺑب ﻣن اﻷﺳﺑﺎب إﻟﻰ ﺣﯾن ﻋودة ﺻﺎﺣب اﻹﺧﺗﺻﺎص واﻹﻧﺎﺑﺔ ﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﺳﻣﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟوﻛﺎﻟﺔ
وﻫﻲ ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﻛﺛﯾ ار ﻋن اﻟﺣﻠول ﻏﯾر أن اﻹﻧﺎﺑﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻓر ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻧذﻛر ﻣن
ﺑﯾﻧﻬﺎ:
*أن اﻹﻧﺎﺑﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻣﻧﺻب ﺷﺎﻏر وﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺷﻐور ﻟﺳﺑب ﻣن
اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﺣددة ﺑﻣوﺟب اﻟﺗﺷرﯾﻊ.
21
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
*ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻓﻲ اﻹﻧﺎﺑﺔ أن ﻻ ﺗﻘل درﺟﺔ اﻟﻧﺎﺋب ﻋن درﺟﺔ اﻷﺻﯾل وﻛذا أن ﻻ ﺗﻘل درﺟﺔ وﺳﻠك اﻟﻧﺎﺋب ﻋن
درﺟﺔ وﺳﻠك ﻣن ﯾﻘل ﻋن اﻷﺻﯾل.1
وﺗﺳﺗﻣد اﻹﻧﺎﺑﺔ أﺳﺎﺳﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻧﺟد اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ 2016وﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 102ﻣﻧﻪ ﺣﯾث ﺗﺟﯾز ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ِاﺳﺗﺣﺎل ﻋﻠﻰ
رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أن ﯾﻣﺎرس ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺑﺳﺑب ﻣرض ﺧطﯾر أو ﻣزﻣن ﯾﺗوﻟﻰ رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ رﺋﺎﺳﺔ
2
اﻟدوﻟﺔ
وﻛذا اﻟﻣﺎدة 20ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﯾﻣﻛن ﻋﺿو اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوﻻﺋﻲ اﻟذي ﺣﺻل ﻟﻪ ﻣﺎﻧﻊ
ﻟﺣﺿور اﻟﺟﻠﺳﺔ أو اﻟدورة أن ﯾوﻛل ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ أﺣد اﻷﻋﺿﺎء ِاﺧﺗﯾﺎرﻩ ﻣن ﻟﯾﺻوﺗﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻪ
3
أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 21ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻬﻲ ﺗﺑﯾن ﻛﯾﻔﯾﺔ إﻋداد اﻟوﻛﺎﻟﺔ
وﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻣد ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ أﺳﺎﺳﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻧﺟد ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﺣﯾث ﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة 24ﯾﻣﻛن ﻋﺿو اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي اﻟذي ﺣﺻل ﻟﻪ ﻣﺎﻧﻊ ﻟﺣﺿور ﺟﻠﺳﺔ أو دورة أن ﯾوﻛل ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ
ﻋﺿو آﺧر ﻣن اﻟﻣﺟﻠس ﻣن ِاﺧﺗﯾﺎرﻩ ﻟﯾﺻوت ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻪ
4
واﻟﻣﺎدة 25ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺣدد وﺗﺑﯾن ﻛﯾﻔﯾﺔ إﻋداد اﻟوﻛﺎﻟﺔ
إن ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري واﻟﺣﻠول ﯾﻌﺗﺑران وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل ﺗﺳﻬﯾل اﻟﻌﻣل اﻹداري واﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﯾﺗﺳﯾﯾر
اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻟذﻟك ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺣدث اﻟﺧﻠط ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻛﻼﻫﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺣد اﻟﻣوظﻔﯾن ِﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
ﻣوظف آﺧر وﻟﺗﻔﺎدي ﺣدوث ﻫذا اﻟﺧﻠط ﻻﺑد ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﻠول وﻓﯾﻣﺎ ﺗﺗﻣﺛل أوﺟﻪ اﻟﺷﺑﻪ و ِاﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻪ
اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﺣﻠول واﻹﻧﺎﺑﺔ.وﺑﯾن اﻟﺗﻔوﯾض وﻛذﻟك ﻻﺑد ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ أوﺟﻪ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ و ِ
ﺗﺗﻣﺛل أوﺟﻪ ِ
اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﺣﻠول واﻟﺗﻔوﯾض ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
*اﻟﺗﻔوﯾض ﯾﻛون ﺑوﺟود اﻟﻣﻔوض)اﻷﺻﯾل( أﻣﺎ اﻟﺣﻠول ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب ﺻﺎﺣب اﻹﺧﺗﺻﺎص
1
اﻷﺻﯾل
*ﯾﺗم اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﻘرار ﯾﺻدر ﻋن اﻟﻣﻔوض ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺣﻠول ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﻓﺈذا ﺣدث أي ﺳﺑب ﻟﺻﺎﺣب
اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون. اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺑﺎﺷرة ﯾﺣل ﻣن ﯾﻣﺎرس ﻫذﻩ ِ
*ﻣن ﺷروط اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺄن ﯾﻛون ﺟزﺋﯾﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺣﻠول ﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ ِاﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻷﺻﯾل.
*ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﻠف ﺑﻬﺎ ﻓﻔﻲ اﻟﺗﻔوﯾض ﯾﺷﺗرط أن ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻔوض
إﻟﯾﻪ ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﻓوﺿت إﻟﯾﻪ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻠول ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺣﺎل ﺗﻔوﯾض ﺟزء ﻣن اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
اﻟﻣﻧﻘوطﺔ ﺑﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﯾﻣﺎرس ﻣﻬﺎم اﻷﺻﯾل.
*ﺗﻛون ﻗوة اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻣن ﻗوﺗﻪ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻠول ﺗﻛون ﻣن ﻗوة اﻻﺻﯾل اﻟﻐﺎﺋب.2
وﻣن أوﺟﻪ ِ
اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وﻧظﺎم اﻟﺣﻠول ﻧﺟد أﯾﺿﺎ أن ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض ﯾﻧﺗﻬﻲ
ِﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض أو ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣﻔوض ﺑﺳﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﻓوﺿﻬﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ
اﻟﺣﻠول ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺳواء ﺑﻌودة اﻷﺻﯾل إﻟﻰ ﻣﻧﺻﺑﻪ أو ﺑﺻدور ﻗرار ﺑﺗﻌﯾﯾن ﻣن ﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ وﻫذا ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ِاﺳﺗﻘﺎﻟﺔ اﻷﺻﯾل أو ﻋزﻟﻪ أو وﻓﺎﺗﻪ.3
وﻣن أوﺟﻪ ِ
اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻻﻧﺎﺑﺔ و اﻟﺣﻠول ﻧﺟد أن اﻟﺣﻠول ﯾﻛون ﻣﺣددا ﺳﻠﻔﺎ ﺑﻣوﺟب ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ
وﺑﻣﺟرد ﻏﯾﺎب اﻷﺻﯾل ﻋن ﻋﻣﻠﻪ ﻓﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣوظف آﺧر ﯾﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ وﺟود ﻗرار
إداري ،أﻣﺎ اﻹﻧﺎﺑﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺗطﻠب ﺻدور ﻗرار إداري ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﺣددة ﻣﺳﺑﻘﺎ وﯾﻌﺗﺑر
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺳﺗﺧﻼف أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣدوث ﻣﺎﻧﻊ ﻟﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﯾﺳﺗﺧﻠف ﺑﻌﺿو آﺧر ﻟﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻫذا اﻷﺧﯾر أن ﯾﻛون ﻣن ﻧﻔس رﺗﺑﺔ ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص واﻻﺳﺗﺧﻼف ﻻ ﯾﻛون ﻣﺷروﻋﺎ إﻻ
ﺑﺗوﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ:
*اﻻﺳﺗﺧﻼف ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻣﺎﻧﻊ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺎﻧﻊ داﺋم أو ﻣؤﻗت.
ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز اﻟﺗﻔوﯾض ﻧﺟد اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10-11اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 3ﯾوﻟﯾو 2011اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻧﺟدﻩ ﯾﺟﯾز اﻻﺳﺗﺧﻼف وﻫذا ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣواد 2/70واﻟﻣﺎدة 71وﻛذا اﻟﻣﺎدة 75ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻣواد أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌرض ﻟرﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻟﻣﺎﻧﻊ ﯾﺣول دون اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎﻣﻪ ﯾﺗم إﺳﺗﺧﻼﻓﻪ ﻓﻲ
أﺟل 10أﯾﺎم ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر ﺑﻧﺎﺋب ﺳﺑق ﯾﻌﯾﻧﻪ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ِاﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﯾﻘوم
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺑﺗﻌﯾﯾن أﺣد ﻧواب اﻟرﺋﯾس ٕواذا ﺗﻌذر ﺗﻌﯾﯾن ﻫذا اﻟﻧﺎﺋب اﻟرﺋﯾس ﯾﻌﯾن ﺑدﻻأﺣد أﻋﺿﺎء
1
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي.
وﻛذا اﻟﻣﺎدة 41ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺟﯾز ﻟﻣﻧﺗﺧب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي اﻟذي ﺗﻌرض ﻟﻣﺎﻧﻊ اﺳﺗﺧﻼﻓﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ
2
ﻓﻲ أﺟل ﺷﻬز
وﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز اﻻﺳﺗﺧﻼف ﻧﺟد اﻟﻣﺎدة 66ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07-12اﻟﻣؤرخ ف
29ﻓﺑراﯾر 2012اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ ،ﺗﺟﯾز اﺳﺗﺧﻼف رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوﻻﺋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺗﻌرض
ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻟﻣﺎﻧﻊ ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدةﯾﺳﺗﺧﻠف رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوﻻﺋﻲ اﻟﻣﺗوﻓﻰ أو اﻟﻣﺳﺗﻘﯾل أو
اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ أﺟل 30اﻟﻣﻌﻔﻰ أو اﻟذي ﯾﻛون ﻣﺣل ﻣﺎﻧﻊ ﻗﺎﻧوﻧﻲ أو اﻟﻣﻧﺗﻬﯾﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﻌﻬدة ِ
ﯾوﻣﺎ ﺣﺳب اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ "اﻟﻣﺎدة 59أﻋﻼﻩ".
1
ﺧﺎﻟد ﺧﻠﯾل اﻟظﺎھر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .129-128
2
اﻧظر اﻟﻣواد ،102،101، 100ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،10-11اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق .
24
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ اﻻﺳﺗﺧﻼف ﻧﺟد :اﻟوﻓﺎة -اﻻﺳﺗﻘﺎﻟﺔ -اﻹﻗﺻﺎء -ﺣدوث ﻣﺎﻧﻊ ﻗﺎﻧوﻧﻲ -إﻧﺗﻬﺎء
اﻟﻣﻬﺎم ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﻌﻬدة اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ -اﻹﻋﻔﺎء.
ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﯾﻘوم ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﻧﻘل ﺟزء ﻣن ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻓﻘط ،اﻣﺎ اﻻﺳﺗﺧﻼف ﯾﺗم ﻧﻘل
ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻬﺎم.
ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﯾﻛون ﺣﺎﺿرا ،أم ﻓﻲ اﻹﺳﺗﺧﻼف ﯾﻛون ﺻﺎﺣب
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻏﺎﺋب ﺑﺳﺑب ﻣﺎﻧﻊ ﻗﺎﻧوﻧﻲ.
ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﯾﻛون ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻫو اﻟﻣﺳؤول ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺧﻼف ﺗﻧﺗﻘل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣن
ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧﻠف.
ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وﺟود ﻣﺎﻧﻊ ،ﻟﻛن ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺧﻼف ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻌﻣل ﺑﻪ إﻻ إذا ﺣدث ﻣﺎﻧﻊ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻣﯾﯾز ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻋن اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻷواﻣر و ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ وﻧﻘل
اﻻﺧﺗﺻﺎص
ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ﺗﻣﯾﯾز اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻋن اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻻواﻣر أوﻻ ﺛم ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺛﺎﻧﯾﺎ ﺛم
ﻋن ﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺛﺎﻟﺛﺎ .
ﯾوﺟد ﻣﺑدأ ﻋﺎم ﻣﻔﺎدﻩ ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت وﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﯾﻌﻧﻲ أن ﻛل ﺳﻠطﺔ ﻟﻬﺎ إﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ وﻻ
ﯾﺟوز ﻷي ﺳﻠطﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ إﺧﺗﺻﺎص ﺳﻠطﺔ أﺧرى وﻟﻛل ﻗﺎﻋدة أو ﻣﺑدأ ِاﺳﺗﺛﻧﺎء و ِ
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟوارد ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻟﻣﺑدأ أﻧﻪ ﺗوﺟد ﺣﺎﻻت وﻟﻠﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻔﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻣﺎ ﯾوﺟد ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺳﻣﺢ
ﻟﺳﻠطﺔ ﻣﺎ ﺗﻔوﯾض ﺑﻌض ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ أﺧرى ﺣﯾث ﺗوﺟد:
25
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻟذﻟك ﻧﺟد أن أﻏﻠب اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﺗﻌطﻲ اﻟﺣق ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﺄن ﺗﻔوض ﺟزء ﻣن ِاﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻛﺈﺻدار ﻗ اررات ﻟﻬﺎ ﻗوة اﻟﻘﺎﻧون وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أو اﻟﻣراﺳﯾم.
ﯾﻌرف اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﺑﺄﻧﻪ "اﻹﺟراء اﻟذي ﺗﺄذن ﻓﯾﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﺑﺻﻔﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺧﻼل ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻓﻲ ﻣوﺿوع ﻣﺣدد ﺑﺈﺻدار إﺟراءات ﻻﺋﺣﯾﺔﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﻌدل أو ﺗﻠﻐﻲ
ﻗواﻧﯾن ﺳﺎﺑﻘﺔ وﺗﺻﺑﺢ ﻟﻬﺎ ﻗوة اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻧد اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻵذﻧﺔ.1
ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض أﺧذت ﺑﻪ ﻣﻌظم اﻟدول ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر وﻫو ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ دﺳﺗور 199ﻣن
2
ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 124ﻣﻧﻪ .
-اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﯾﻛون داﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ أﻣﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻻواﻣر ﯾﻛون ﺑﯾن ﺳﻠطﺔ وﺳﻠطﺔ ﻣﺛل
ﺗﻔوﯾض اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ.
-اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﯾﻛون اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟظروف ﻋﺎدﯾﺔ أو ِاﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻻواﻣر
ﯾﻛون اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﻓﻲ ظروف ِاﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻘط.
-ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻻواﻣر ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ِاﺗﺧذﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺳﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌول إﻻ ﺑﻌد
اﻻﻟﺗزام ﻻ ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري. ﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻫذا ِ
-ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻻواﻣر ﻻ ﯾﻣﻛن ان ﺗﻛون اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ اﺗﺧذﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺳﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌول اﻻ ﺑﻌد
ﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺣﯾن ان ﻫذا اﻹﻟزام ﻻﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري
-اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﺑﻘﻰ ﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ِاﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﺳﻠﻔﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري
ﯾﻣﻛن ﻟﻸﺻﯾل ِاﺳﺗرداد اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ أي وﻗت.3
ﯾﻌرف اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺑﺄﻧﻪ ذﻟك اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺗوﻟﻰ اﺣدى اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﺎﻣﺔ رﻏم ﻋدم ﻗﯾﺎم
اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺗوﻟﯾﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ أو أﻧﻬﺎ ﻗﺎﻣت ﻓﻌﻼ ﺑﺗوﻟﯾﺔ ﻹﺣدى اﻟوظﺎﺋف وﻟﻛن ﻟﯾس وﻓق اﻹﺟراءات
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ،أﻋﺗﺑر ﻣوظﻔﺎ ﻓﻌﻠﯾﺎ.
وﺗﻌﺗﺑر ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ ِاﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋن أﺻل ﻋﺎم ﺣﯾث ﯾﻠزم ﻟﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﺗوﻓر ﺷرطﯾن وﻫﻣﺎ:
*وﺟود ظروف ِاﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ :وﺗظﻬر ﺻورة اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ظرف ِاﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ
ﯾﻬدد ِاﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺄن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﺣرب أو ﺛورة أو ﻛﺎرﺛﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟظروف ﯾﻘوﻣوا
اﻷﺻﻠﯾون ﺑﺎﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟﻌﻣل وﻫﺟر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺿﻣﺎن ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﻘوم أﺷﺧﺎص ﻋﺎدﯾون ﻻ ﯾﻣﻠﻛون ﺻﻔﺔ اﻟﻣوظف وﯾﺗوﻟون إدارة ﻫذﻩ اﻟﻣراﻓق وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﻋﻣﺎﻟﻬم
ﺻﺣﯾﺣﺔ.
*اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ِاﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧب وﺟود ظروف ِاﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﺷﺗرط ﻛذﻟك ﺿﻣﺎن اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﻰ ِاﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ودﯾﻣوﻣﺗﻪ ﻓﺎﻟﻬدف ﻣن ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻫو ﺿﻣﺎن ِاﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﺳﯾرورة
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﻛذا ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣواطن اﻟذي ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻹدارة.1
ﺗﺗﻣﯾز ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻋن ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻓﻲ أن ﻛﻼﻫﻣﺎ ﯾﻌد ِاﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋن ﻗﺎﻋدة
ِ
اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺷﺧﺻﻲ وﯾﺧﺗﻠﻔﺎن أوﻻ ﻣن ﺣﯾث اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻹﺧﺗﺻﺎص ﻓﻔﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض
اﻹداري ﯾﺗم ﻓﯾﻪ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻹﺧﺗﺻﺎص ﻣن اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﺑﻣوﺟب ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻟﻣﻔوض،
اﻹﺧﺗﺻﺎص ﻣن ﺷﺧص ﻏﯾر ﻣﺧﺗص ﻗﺎﻧوﻧﺎ إﻻ أﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺷروﻋﺎ وذﻟك ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر وﺣﺳن ﺳﯾر
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم.2
وﻣن اوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ﻛذﻟك ﺑﯾن ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري و ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ،ان ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري
ﯾﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻧظرﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري أن
ﯾﻛون ﺟزﺋﯾﺎ وأن ﯾﻛون ﻣﺣددا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗم ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﻣوظف
اﻟﻔﻌﻠﻲ ﯾﻣﺎرس ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ وﻣن أوﺟﻪ
ﻧﻪ ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻧظرﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض ان
ﯾﻛون ﺟزﺋﯾﺎ وان ﯾﻛون ﻣﺣددا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗم ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ اﻟﻰ اﻟﻣﻔوض اﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﺣﯾن ان اﻟﻣوظف
1ﻋﺑد ﷲ ﻣﻧﺻور اﻟﺷﺎﺋﺑﻲ ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ واﻟﻣوظف اﻟظﺎھر ﺑﯾن اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺿﺎء ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺷرﻋﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟزاوﯾﺔ ،اﻟﻌدد
اﻟﺛﺎﻣن ص .93-91
2
ﻣﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .29
27
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻔﻌﻠﻲ ﯾﻣﺎرس ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻻدارة ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ،وﻣن اوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف ﻛذﻟك أن ﻗوة
اﻟﻘرار ﻓﻲ ﺗﻔوﯾض اﻹﺧﺗﺻﺎص ﺗﺄﺧذ ﻗوة اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻔوﯾض ﯾﺄﺧذ اﻟﻘرار ﻗوة اﻟﻣﻔوض أﻣﺎ ﻧظرﯾﺔ
اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﺄﺧذ ﻧﻔس ﻗﯾﻣﺔ وﻣرﺗﺑﺔ اﻟﻬﯾﺋﺔ أو اﻹدارة اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ.1
اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺗﺣوﯾل ِاﺧﺗﺻﺎص ﺳﻠطﺔ إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ أﺧرى ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك
إﺳﻧﺎد اﻻﺧﺗﺻﺎص وﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻪ أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻧﻘل ﺑﻧﻔس اﻷداة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻋن ﻧﻘل
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻋﻧﺻر اﻟدﯾﻣوﻣﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻣﺎرس اﻹﺧﺗﺻﺎص ﺑﺷﻛل
داﺋم وﻣطﻠق ودون ﺗﺣدﯾد وﻫذا ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﺗﻔوﯾض اﻟذي ﯾﻛون ﻣؤﻗت وﻣﺣدد.
وﯾﺗﻣﯾز ﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻛذﻟك ﻋن اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣن ﺣﯾث اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻸداة اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ
ﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺣﯾث ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة أن ﺗﻛون ﻣن ﻧﻔس ﻣرﺗﺑﺔ اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻣﺎرس ﺑﻪ
اﻻﺧﺗﺻﺎص ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺟﯾز اﻟﺗﻔوﯾض أن ﯾﻛون ﻣن
ﻧﻔس ﻣرﺗﺑﺔ اﻟﻧص اﻟذي ﯾﺣدد اﻻﺧﺗﺻﺎص إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص.
ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص أن ﺗﻛون اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﻧﻔس درﺟﺔ
2
اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل وﻫذا ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﺗﻔوﯾض اﻟذي ﯾﻛون ﻣن اﻟرﺋﯾس إﻟﻰ اﻟﻣرؤوس
1
ﺧﻠﯾﻔﻲ ﻣﺣﻣد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .29
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص.26
28
ﻣﻔﻬوم ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﯾﻌد ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋن ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﻘول وﺑﻌد ﻓﺷل اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﺿﻣﺎن اﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ
وذﻟك ﺑﺳﺑب ﻋدم ﻗدرة اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻪ ﺟﺎء ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض
اﻹداري ﻣن أﺟل اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣﻔﺎدﻩ ان ﯾﻘوم اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﺑﺗﺣوﯾل ﺟزء ﻣن
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ اﻟﻰ أﺣد ﻣرؤوﺳﯾﻪ.
وﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣﻧﻪ ﻧظﺎﻣﺎ ﺟﯾدا ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻟدى أﻏﻠب اﻟدول ﻓﻲ
اﻟﻌﺎﻟم وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﻪ ﺳواء ﻟﻠرﺋﯾس اﻹداري ﻟﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋﻠﯾﻪ أو اﻟﻣرؤوس ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻪ
ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﺗﺧﺎذﻩ اﻟﻘ اررات وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻗدرات اﻟﻣرؤوس
وﻛذا ﺗطوﯾرﻫﺎ ،ﻛﻣﺎ أن ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣزاﯾﺎ اﻟﻣواطن أو اﻟﻣرﺗﻔق وﯾظﻬر ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗرﺗﯾب اﻹدارة
ﻣن اﻟﻣواطن ٕواﻧﻘﺎص اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻋﻠﯾﻪ ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ.
إن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط ﻓﺈذا اﺧﺗل ﺷرط ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﯾﺻﺑﺢ
ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣﻌﯾﺑﺎ وﺗﺗﻌﻠق ﻫذﻩ اﻟﺷروط أﺳﺎﺳﺎ إﻣﺎ ﺑﺷﻛل اﻟﻘرار أو ﻣوﺿوﻋﻪ ٕواﻣﺎ ﺑﺷﺧص اﻟﻣﻔوض أو اﻟﻣﻔوض
إﻟﯾﻪ ،ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺷروط واﻟﻘﯾود ﺟﻌﻠت ﻣن ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻧظﺎﻣﺎ ﻣﺗﻣﯾ از ﯾﻣﻛن اﻟﻔﺻل ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﺑﻌض
اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻛﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺗرﻛﯾﺑﻲ واﻟﺣﻠول واﻹﻧﺎﺑﺔ وﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص وﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ
واﻻﺳﺗﺧﻼف.
29
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم
اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق
إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
30
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
ﺑﻌد اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻫم اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﯾﺔ ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض ﻣن ﺣﯾث ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻔﻬوﻣﻪ وأﻫﻣﯾﺗﻪ وﻛذا
اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧواع ﻫذا اﻟﻧظﺎم واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن ﺑﻌض اﻷﻧظﻣﺔ،
ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻟﻬذا اﻟﻧظﺎم وذﻟﻠك ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣق
ﻟﻬﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ،ﻓﺎﻟﺟزاﺋر ﻛﺑﺎﻗﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ واﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻣﺑﺎدئ أﻫﻣﻬﺎ ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،ﺣﯾث ﺗﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺛﻼث ﺳﻠطﺎت اﻻ وﻫﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻟﻛل ﺳﻠطﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣددة ﺑﻣوﺟب اﻟدﺳﺗور.
ﺗﺧﺗص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أي ﺗﻘوم ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ ﯾرأس ﻫذﻩ
اﻟﺳﻠطﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوزراء ،وﻧظ ار ﻟﺗﻌدد اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬم أﺟﺎز ﻟﻬم
اﻟدﺳﺗور ﺗﻔوﯾض ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ وﯾﻣﺛل ﻫؤﻻء اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ .
أﻣﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ واﻟﺑﻠدﯾﺔ ﺗﻬﺗم ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻬﺎم
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺗﺗﺣدد اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﺑﻣوﺟب ﻗواﻧﯾن وﻟذﻟك ﻧﺟد أﻧﻪ وﻧظ اًر ﻟﺗوﺳﻊ وزﯾﺎدة ﻣﻬﺎم ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت
ﻧﺟد أن ذات اﻟﻘواﻧﯾن ﺗﺟﯾز ﻟﻬﺎ ﺗﻔوﯾض ﺑﻌض ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ ﺳﻧﺳﺗﻌرض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻬﺎ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ،ﺣﯾث ﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ
اﻟطرق ﺑﯾن اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣﺷروع واﻟﺗﻔوﯾض ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻓﻠﻛل ﻧوع طرق ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻬﺎ وﻟذﻟك ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻔﺻل
ﻓﻲ ﻣﺑﺣﺛﯾن اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻧﺗﻌرف ﻓﯾﻪ ﻋن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم واﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺗﻌرف
ﻓﯾﻪ ﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﺗﻣﺎء ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري.
31
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
اﻟﻣطﻠب اﻷول ﻧﻌﺎﻟﺞ ﻓﯾﻪ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ أﻣﺎ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻧﺗﻌرف ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ
ﺗﺗﻣﺛل اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟوزﯾر اﻷول واﻟوزراء وﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﻪ واﻟﻣﺣددة ﺑﻣوﺟب اﻟدﺳﺗور واﻟﻣراﺳﯾم وﻧظ اًر ﻻﺗﺳﺎع وزﯾﺎدة ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت أﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
ﺗﻔوﯾض ﺟزء ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻟﻬم وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻓﻲ ﻓرﻋﯾن اﻟﻔرع اﻷول ﺧﺎص ﺑرﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺧﺎص ﺑﺎﻟوزﯾر اﻷول واﻟوزراء.
اﻟﻔرع اﻷول
رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﯾﻌد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو ﺣﺎﻣﻲ اﻟدﺳﺗور وﻣﻣﺛل اﻟدوﻟﺔ ،وﻧظ ار ﻟﻬذا اﻟﻣرﻛز ﻓﺈن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﺄﺗﻲ
ﻋﻠﻰ رأس ﻫرم اﻟﺳﻠطﺔ ﻛﻛل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري1،أي ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﯾﻌﻠو ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺛﻼث ﺳواء
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أو اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎت رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻟﻪ ﺗﻔوﺿﻬﺎ ﻻﺑد
11
ﻋﻼء اﻟدﯾن ﻋﺷﻲ ،ﻣدﺧل اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ،دار اﻟﮭدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،طﺑﻌﺔ ،2009
ص .70
32
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
ﻣن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻫﻲ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻓﻘط واﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ ﺗﻔوﺿﻬﺎ
وﻟﻣن ﯾﻘوم ﺑﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ.
ﻣن اﻟﻣﻬﺎم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﺻدار اﻟﻘ اررات اﻻﻟزاﻣﯾﺔ ﻟﻺدارة واﻟﻣواطن ﺣﯾث ﯾﺷﻛل
ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣﯾدان وﺳﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﯾﺟوز ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺗدﺧل ﻓﯾﻪ ﻓﻲ أي وﻗت وﻓﻲ أي
ﻣﻛﺎن ،وﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻟﻘول أن ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف واﻟﻣﻬﺎم اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ
وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 92-91ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ 2016ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت
ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن دﺳﺗورﯾﺎ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻬﺎ أو ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ
اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻧﺟد ﻗﯾﺎدة اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ –ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ...اﻟﺦ
ﻛﻣﺎ ﯾﻌد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو ﺻﺎﺣب ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻌﯾﯾن اﻟوزﯾر
1
اﻷول واﻟوزراء وﻛذا ﻟﻪ ﺻﻼﺣﯾﺔ إﻧﻬﺎء ﻣﻬﺎﻣﻬم.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت ﯾﻣﺎرس رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻹداري وﻫذا ﻟﺿﻣﺎن اﻷﻣن
وﻟذﻟك ﻧﺟدﻩ ﻫو ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل ﻹﻋﻼن واﻗرار ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫذا ﻣﺎﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ
2
اﻟﻣﺎدة108ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ . 2016
وﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﯾﺧﺗص رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻬدﻧﺔ وﻣﻌﺎﻫدات اﻟﺳﻠم
وﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت واﻟﺳﻠطﺎت ﺟﻌﻠﻬﺎ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
3
ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ دﺳﺗورﯾﺎ ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ.
ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻟوﺣدﻩ وﻋﻠﯾﻪ ﺗﺗﻣﺛل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ ﻓﻲ:
/1اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ:
اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 143ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ 2016
واﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗص ﺑﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺳن ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﻛﺛﯾرا
ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ أو اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻋن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
ﺑﺈﺻدار ﻗ اررات ﺗﺧص اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻹداري وﻛذا اﻹﻗﺗﺻﺎدي وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻬم ﻣﺛﺎل
ذﻟك اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء وﺗطوﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻛذا اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.
وﻟﻛل ﻗﺎﻋدة اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺣدد اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺗﻔوﺿﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ
ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت وﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﺣدد اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻔوﯾض
وﻫذا ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟدﺳﺗور اﻟﻣﺻري اﻟذي ﺣدد ﺻراﺣﺔ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ.
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل واﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﻏﯾر
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻫذا ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ1ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 15
ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 197-01اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 22ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2001اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺣدﯾد ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺻﺎﻟﺢ رﺋﺎﺳﺔ
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" ﯾؤﻫل ﻣدﯾر اﻟدﯾوان واﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟرﺋﺎﺳﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ
ﺣدود ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺑﺎﺳم رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻘ اررات واﻟﻣﻘررات ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء
اﻟﻣراﺳﯾم"2ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺗﻔوﯾض ﺳﻠطﺔ اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻘ اررات
وﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺛﺎﺋق وﻛذا اﻟﻣﻘررات ﻛﻣﺎ أن ذات اﻟﻣﺎدة اﺳﺗﺛﻧت اﻟﻣراﺳﯾم ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ
اﻟﺻﺎدرة ﻋن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﺧﺗﺻﺎص ﺷﺧﺻﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺗﻔوﯾﺿﻪ.
وﻣن ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻣﻛن ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﻧﺣﻬم اﻟﺗﻔوﯾض ﻧﺟد:
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟوزﯾر اﻷول ﻣﻣﺛل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﻫو أﯾﺿﺎ ﻣﺳؤول ﻋن
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﻣن طرف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ ،ﯾﺻطﻠﺢ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋدة ﻣﻬﺎم
ﺣددﻫﺎ اﻟدﺳﺗور وﻧﺻوص أﺧرى ﻣن ﺑﯾن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﻣن ﻣﻬﺎﻣﻪ أﯾﺿﺎ إدارة اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻣﺛﺎل ذﻟﻠك اﻟﺗﻌﯾﯾن ﺑﻣوﺟب
ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي ﻋﻣداء اﻟﻛﻠﯾﺎت.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﺎرس اﻟوزﯾر اﻷول اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت وﻛذا
اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟوزﯾر اﻷول ﺣددﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 99
ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ ،22016و ﻛذا اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 176-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﻬﺎم ﻣﺻﺎﻟﺢ رﺋﯾس
اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
وﻟﺗﻔﺎدي ﺗرﻛﯾز اﻟﺳﻠطﺔ وﻣن أﺟل ﺗﺳﻬﯾل اﻟﻌﻣل اﻹداري ﯾﻣﻛن ﻟﻠوزﯾر اﻷول ﺗﻔوﯾض ﺑﻌض ﻣن
ﺳﻠطﺎﺗﻪ أو ﺗوﻗﯾﻌﻪ ﻟﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ واﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﺳﻠطﺗﻪ ﻣﺛل اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻠو ازرة –رﺋﯾس اﻟدﯾوان،
وﯾﻛون ذﻟك ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗ اررات و ازرﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻹﺟﺎزة اﻟﺗﻔوﯾض وﺟود ﻧص )إذن( وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠوزﯾر اﻷول إذا
ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض ﺗﺧطﻲ اﻻطﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ واﻟﺷﺧﺻﻲ اﻟﻣﺣدد ﺑﻣوﺟب اﻹذن ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﺗﻛون
3
ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻔوﺿﺔ ﺗﺣت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠوزﯾر اﻷول.
ﺛﺎﻧﯿﺎ :اﻟﻮزراء
وﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻧﺟد اﻟوزراء اﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟوزﯾر اﻷول وﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن ﻫؤﻻء
اﻟوزراء ﻣن طرف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﻌد اﻻﻗﺗراح ﻣن اﻟوزﯾر اﻷول.
ﻟﻠوزﯾر ﺻﻔﺗﯾن ﺻﻔﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺻﻔﺔ إدارﯾﺔ ،اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﺿو ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟوزراء اﻟذي
ﯾرأﺳﻪ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻛذﻟك ﻋﺿو ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟذي ﯾرأﺳﻪ اﻟوزﯾر اﻷول ،وﻟﻪ ﺻﻔﺔ إدارﯾﺔ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﯾﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎ إدارﯾﺎ واﺳﻌﺎ.
وﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن اﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻠﻌﻣل اﻹداري ﯾﻠﺟﺄ اﻟوزﯾر إﻟﻰ ﺗﻔوﯾض ﺑﻌض ﻣﻬﺎﻣﻪ إﻟﻰ ﺑﻌض
ﻣوظﻔﻲ اﻷﺟﻬزة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﻛذا ﻣدﯾري اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻏﯾر اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﻫذا ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻹداري.
وﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠوزﯾر ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻬﻧﺎك
ﺗﻔوﯾض اﻹﺧﺗﺻﺎص وﻫﻧﺎك ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ.
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص ﯾﻣﻛن ﻟﻠوزﯾر أن ﯾﻔوض ﺑﻌض اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﻛل ﻣوظف ﺗﺎﺑﻊ
ﻟو ازرﺗﻪ وﻗد ﻧظم ذﻟك اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 188-90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﺟوان 1990اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺣدﯾد ﻫﯾﺎﻛل
اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وأﺟﻬزﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟو ازرات ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 15ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ا
أﻧﻪ"ﯾﻣﻛن ﻟﻠوزﯾر أن ﯾﻌﯾن ﻟﻣدة ﻣﺣددة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣﺳﺑق ﻣﺳؤوﻟﯾن ﻋن دراﺳﺎت أو ﻣﺷﺎرﯾﻊ وﯾﺧوﻟﻬم
إن اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر ﺳﻠطﺔ اﻹدارة واﻟﺗﺳﯾﯾر وذﻟك ﻟدراﺳﺔ ﻣﻠﻔﺎت ٕواﻧﺟﺎز ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺧﺎﺻﺔ وﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺣدد ﻣﻘرر
اﻟﺗﻌﯾﯾن ﺣدود اﻟﻣﺣﺗﻣﺔ أو اﻟﻣﺷروع اﻟذي ﺑﺻدد اﻹﻧﺟﺎز وﺗﺣدﯾد اﻟوﺳﺎﺋل اﻟواﺟب اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻹﻧﺟﺎز ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ
1
أو اﻟﻣﺷروع".
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﺗﺿﺢ أن ﻟﻠوزﯾر إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻔوﯾض ﺑﻌض ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ
ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن واﻟﺗﺳﯾﯾر اﻹداري وﻟﻛن ﻫذا اﻟﺗﻔوﯾض ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺷرط وﻫو وﺟود ظرف اﻟﺿرورة
واﻻﻗﺗﺿﺎء.
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﺟوز ﻷي وزﯾر أن ﯾﻔوض ﺗوﻗﯾﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟو ازرﺗﻪ إﻣﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ أو اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض
ﻫو اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص وﻣن ﺑﯾن اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز
اﻟﺗﻔوﯾض ﻧﺟد اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 188-90اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر وﻛذا اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 01-97اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 4
ﯾﻧﺎﯾر 1997اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑوظﯾﻔﺔ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟو ازرة ،وﻗد ﺣددت ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺳﻠطﺎت
2
اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺎﻹﻣﺿﺎء.
1اﻧظر ،اﻟﻣﺎدة 15ﻣﻧن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،188-90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﺟوان ،1990اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺣدﯾد ھﯾﺎﻛل اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وأﺟﮭزﺗﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟوزارات ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد . 26-1990
2
ﺧﻠﯾﻔﻲ ﻣﺣﻣد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .100
36
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺗوﺟد اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ وﺗﺳﻣﻰ اﯾﺿﺎ ﺑﺎﻹدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟﻣرﻓﻘﯾﺔ
ﺗﺧﺗص ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺗﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ
واﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ﯾدﯾر اﻟواﻟﻲ اﻟوﻻﯾﺔ وﯾﻬﺗم ﺑﺗﺳﯾﯾر ﺷؤوﻧﻬﺎ وﻛذا ﺗﻣﺛﯾل اﻟوﻻﯾﺔ ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ ﻣن
طرف رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻓﯾﺳﯾرﻫﺎ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎﺑﻪ ﻣن اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺎﻟت
اﻏﻠب اﻷﺻوات وﻧظ ار ﻻﺗﺳﺎع وﻛﺛرة اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻬم أﺟﺎز ﻟﻬم اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻔوﯾض ﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ وﻟذﻟك ﻗﺳﻣﻧﺎ
ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻋﻠﻰ ﻓرﻋﯾن اﻟﻔرع اﻷول ﻧﺗﻧﺎول ﻓﯾﻪ اﻟوﻻﯾﺔ أﻣﺎ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺑﯾن ﻓﯾﻪ اﻟﺑﻠدﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟواﻟﻲ
ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟواﻟﻲ ﺑوﺿﻌﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣرﻛﺑﺔ وﻣﻣﯾزة ﻓﻬو إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أﻧﻪ ﻣﻣﺛل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻫو ﻛذﻟك ﻣﻣﺛل
اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ )اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوﻻﺋﻲ( ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﯾﻌﺗﺑر اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻟﻠوﻻﯾﺔ ،ﯾﺿطﻠﻊ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣﺣدد ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ وﻗواﻧﯾن أﺧرى،1ﺣﯾث ﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﺑﯾن
ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠدوﻟﺔ وﺻﻼﺣﯾﺎت ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠوﻻﯾﺔ وﻣن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟواﻟﻲ ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻩ
ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻧﺟد ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل أﻧﻪ ﯾرﺧص إﻟﯾﻪ ﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻣﺧﺗﻠف اﻟوزراء ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
2
ﻟﻪ ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم أﯾﺿﺎ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻹدارات اﻟواﻗﻌﺔ داﺧل إﻗﻠﯾﻣﻪ
وﻣن ﺑﯾن ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟواﻟﻲ ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠوﻻﯾﺔ ﻧﺟد ﺗﻣﺛﯾل اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗظﺎﻫرات اﻟرﺳﻣﯾﺔ
واﻟﺣﯾﺎةاﻹدارﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗوﻟﻰ إدارة أﻣﻼك اﻟوﻻﯾﺔ ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوﻻﺋﻲ 3إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﺣددة ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ .307-12
1ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2007 ،ص .263-261
2
أﻧظر اﻟﺻﻔﺣﺔ 18و 19ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،07-12اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 29ﻓﺑراﯾر ،2012اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ ،اﻟﻌدد .12
3
ﻣﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.108
37
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
وﻧظ ار ﻟﺗﻌدد اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟواﻟﻲ أﺟﺎزت ﻟﻪ ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺗﻔوﯾض ﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ،
إﻣﺎ ﺑﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص أو ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ.
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻧﺟد أن اﻟواﻟﻲ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺗﻔوﯾض ﺑﻌض إﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ وﻫﻲ ﺟﻣﯾﻊ
اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 215-94اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 23
ﺟوﯾﻠﯾﺔ 1994واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺄﺟﻬزة اﻹدارة ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ وﻫﯾﺎﻛﻠﻬﺎ ﺣﯾث ﺣددت اﻟﻣﺎدة 10ﻣﻧﻪ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﻔوﺿﻬﺎ اﻟواﻟﻲ ﻟرﺋﯾس اﻟداﺋرة ﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺗﻧﺷﯾط وﺗﻧﺳﯾق ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﺣﺿﯾر اﻟﻣﺧططﺎت
اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ وﻛذا اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣداوﻻت اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣداوﻻت وﻗ اررات ﺗﺳﯾﯾر ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻟﺑﻠدﯾﺔ دون اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧﻘﻠﻬم ٕواﻧﻬﺎء ﻣﻬﺎﻣﻬم....3اﻟﺦ،
وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ رﺋﯾس اﻟداﺋرة ﺑﺗﻔوﯾض ﻣن اﻟواﻟﻲ وﺗﺣت ﺳﻠطﺗﻪ.
وﻣن أﺟل ﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وﻓق اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻔوﯾض
اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻪ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ إﻻ إذا وﺟد ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻪ ﻧﻔس درﺟﺔ اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي
ﻣﻧﺢ ﻟﻪ اﻻﺧﺗﺻﺎص وﻣﺛﺎل ذﻟك أن ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟواﻟﻲ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣداوﻻت اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ
وذﻟك ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠوﻻﯾﺔ وﻟﻪ ﺳﻠطﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟوﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠدﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 57-56ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10-11اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠواﻟﻲ ﺗﻔوﯾض ﻫذا اﻹﺧﺗﺻﺎص ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم
ﺗﻧﻔﯾذي ﺑل ﯾﺷﺗرط وﺟود ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺟﯾز ﻟﻪ ذﻟك أو وﺟود أﻣر ﺻﺎدر ﻋن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،واﻟﻣﻼﺣظ أن
اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻬﺗم ﻛﺛﯾ ار ﺑﺷﺄن ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ،اﻻ أﻧﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻ
ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ وﺟود ﻧص ﻣن ﻧﻔس درﺟﺔ اﻟﻧص اﻟذي ﯾﺟﯾز اﻟﺗﻔوﯾض ﺑل ﯾﻣﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻔوﯾض
ﺣﺗﻰ وﻟو ﺻدر ﺑﺷﺄﻧﻪ ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي.
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠواﻟﻲ ﺗﻔوﯾض ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻏﯾر واردة ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟداﺋرة اﻻ
أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻻ إذا وﺟد ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟواﻟﻲ ،وﻟذﻟك
ﻧﺟد أن اﻟواﻟﻲ ﻣﻠزم ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻘوم ﺑﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ وﻛذا ذﻛر اﻻﺳم اﻟوظﯾﻔﻲ واﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻣﻔوض
وﻟﻬذا ﻧﺟد أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻣوﺟب ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟواﻟﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا اﻟﺗﻔوﯾض إﻟﯾﻪ
ﻫو ﺗﻔوﯾض وظﯾﻔﻲ وﻟﯾس ﺷﺧﺻﻲ.
وﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ رﺋﯾس اﻟداﺋرة واﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ
ﺗﻔوﯾﺿﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ،راﺟﻊ اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي ،215-94اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺄﺟﻬزة اﻹدارة ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ وﻫﯾﺎﻛﻠﻬﺎ،
اﻟﻣﺎدة )(9ﻓﻘرة).(3
38
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻫﺗم ﺑﻬذا اﻟﻧوع ﻓﻣﻌظم اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
أﺟﺎزت ﻟﻠواﻟﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ،واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺻرح ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟوب
ﺗﺣدﯾد اﻻﺳم اﻟوظﯾﻔﻲ واﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻣﻔوض اﻟﯾﻪ ٕواﻧﻣﺎ أﺣﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ،وﻟذﻟك ﻧﺟد اﻟﻣرﺳوم
اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 215-94اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺄﺟﻬزة اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻣﺎء اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﻣﻔوض
إﻟﯾﻬم ﻣﺛل أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠواﻟﻲ ﺗﻔوﯾض ﺗوﻗﯾﻌﻪ إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟدﯾوان وﻟﻛن ﻓﻲ ﺣدود اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ واﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻪ
ﺑﻣوﺟب اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ 1ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟﻪ ﺗﻔوﯾض إﻣﺿﺎﺋﻪ ﻷﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟوﻻﯾﺔ أي ﻣدﯾري اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ) (8ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 215-94اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺄﺟﻬزة اﻹدارة
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ واﻟﻣﻼﺣظ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض ﻗد ﺗم اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﺑﻛﺛرة وذﻟك ﻧظ ار ﻟﺗﻌدد اﻟوﺛﺎﺋق
واﻟﻣﻘررات اﻹدارﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض ﻣن طرف اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ وﺟود ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض
اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟواﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﯾﻣﺎرس ﻋﻣﻼ ﻣﺎدﯾﺎ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ
1
وﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﺑﺎﺳم اﻟواﻟﻲ وﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ.
ﻣن ﺑﯾن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠواﻟﻲ ﺗﻔوﯾض ﺑﻌض اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﯾﻬم ﻧﺟد اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻌﺎم -رﺋﯾس
2
اﻟدﯾوان -رﺋﯾس اﻟداﺋرة -أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟوﻻﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻣن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ وﻫﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻗﺎﻋدﯾﺔ ﺗدار ﻓﻲ طرﯾق
ﺟﻬﺎزﯾن وﻫﻣﺎ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي واﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺟﻬﺎز أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدﯾﺔ وﯾﻣﺛل ﻛذﻟك ﺟﻬﺎز اﻟﻣداوﻻت ﯾﻧﺗﺧب أﻋﺿﺎﺋﻪ
ﻣن ﺑﯾن ﺳﻛﺎن اﻟﺑﻠدﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﯾن ﻣن اﻻﻧﺗﺧﺎب وﻟﻣدة 5ﺳﻧواﺗﻌن طرﯾق اﻻﻗﺗراع اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻣن اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ،ﻣن أﻫم
اﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻷﻋﻣﺎل اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣداوﻻت اﻟﺷؤون اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ-
3
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻣﻼك اﻟﺑﻠدﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ رﺋﯾس اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﯾﻧﺗﺧب ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺎﻟت أﻏﻠب
اﻟﻣﻘﺎﻋد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي.
ﯾﺗﻣﺗﻊ رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺑﺻﻔﺗﯾن وظﯾﻔﯾﺗﯾن ﻓﻣرة ﯾﻣﺎرس ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻣرة
ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺧﺿﻊ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻣﻬﺎﻣﻪ إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ وذﻟك ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻧوع اﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﻲ
ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ،ﻓﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻣن طرف اﻟواﻟﻲ إذا ﻣﺎرس ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠدوﻟﺔ وﯾﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ
اﻟوﺻﺎﯾﺔ إذا ﻣﺎرس ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ.
وﻣن ﻣﻬﺎم رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ أن ﯾﻛﻠف ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻣداوﻻت اﻟﻣﺟﻠس
اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي وﻛذا ﺗﻣﺛﯾل اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗظﺎﻫرات اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎﻻت وﻓﻲ ﻛل أﻋﻣﺎل اﻟﺣﯾﺎة
اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ.
أﻣﺎ ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻣﻬﺎم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 88ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ-ﻧﺷر وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن
واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت -اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻠك ﯾﻌﺗﺑر ﺿﺎﺑط اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ
ﺑﺻﻔﺔ اﻟﺿﺑطﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .
ﯾﺳﺎﻋد رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺑﻠدي أﺛﻧﺎء اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎﻣﻪ ﻋدة ﻧواب وﻣﺻﺎﻟﺢ إدارﯾﺔ وﻣوظﻔﯾن ﻣﺛل اﻷﻣﯾن
اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ -اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ.1
وﻧظ ار ﻟﺗﻌدد ﺻﻼﺣﯾﺎت رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﺑﻣﻔردﻩ وﻣن أﺟل
ﺗﻣﻛﯾن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺑﻛل دﻗﺔ واﻟﺗﻔرغ إﻟﯾﻬﺎ أﻋطﻰ ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻔوﯾض 2وﻫذا
ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 87ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ 87ﻣﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ 10-11ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة" ﻓﻲ
إطﺎر إﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 86أﻋﻼﻩ ﯾﻣﻛن رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي وﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻔوﯾض إﻣﺿﺎﺋﻪ ﻟﻠﻣﻧدوﺑﯾن
اﻟﺑﻠدﯾﯾن واﻟﻣﻧدوﺑﯾن اﻟﺧﺎﺻﯾن ٕواﻟﻰ ﻛل ﻣوظف ﺑﻠدي ﻗﺻد:
-اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ ﻛل ﺗوﻗﯾﻊ ﯾﻘوم ﺑﻪ أي ﻣواطن أﻣﺎﻫم ﺑﻣوﺟب ﺗﻘدﯾم وﺛﯾﻘﺔ ﻫوﯾﺔ.
ﯾرﺳل اﻟﻘرار اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺎﻹﻣﺿﺎء إﻟﻰ اﻟواﻟﻲ ٕواﻟﻰ اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ".
2
اﻧظر ،اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،10-11اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .15-14
2
اﻟﺳﻌﯾد ﺑن ﻣﺣﻣد ﻗﺎرة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .160-150
40
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
واﻟﻣﻼﺣظ أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة وﺿﻌت ﺷرطﺎ ﺟوﻫرﯾﺎ وﻫو اﻟزام رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻋﻧد اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض وﺟوب إرﺳﺎل ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض إﻟﻰ اﻟواﻟﻲ واﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻟدى اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ،
واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك أن اﻟواﻟﻲ ﯾﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل وأﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ،أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص
اﻟﻧﺎﺋب اﻟﻌﺎم ﻓﻬو ﯾﻘوم ﺑﺎﻹﺷراف ﻋﻠﻰ رﻗﺎﺑﺔ أﻋﻣﺎل ﺿﺑﺎط اﻟﺣﻠﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻟرﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي أن ﯾﻔوض إﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﯾﻬم ﻧﺟد
ﻧواب رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي وﻛذا ﻣوظﻔﻲ اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ
ﻣﺛل ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﻧظﯾم واﻟﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﺔ. 1
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻷول
1
ﻣﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.118
41
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
اﻟﻔرع اﻷول
ﻣن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻣﺷروع ﺑطرﯾق ﻣﺑﺎﺷر ﻧﺟد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة أو ﺑﺗﻐﯾر
أﺣد طرﻓﯾﻪ أو ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻧص)اﻹذن( أو ﺑﺗﺣﻘق اﻟﻐرض اﻟﻣرﺟو ﻣﻧﻪ .
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺷﺧﺻﻲ أن ﯾﻘوم اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﺑﺗﺣوﯾل ﺟزء ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ أﺣد أﻋواﻧﻪ
اﻟﻣﺑﺎﺷرﯾن واﻟﻣﻘرﺑﯾن ﻣﻧﻪ وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض ﯾﺧﺗص اﻟرﺋﯾس اﻹداري اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻌﯾﯾن وﺗﺣدﯾد ﺻﻼﺣﯾﺎت
ﻫؤﻻء اﻷﻋوان ﻛﻣﺎ ﯾﺗم ذﻛر اﺳم اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘرار وﻟذﻟك ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا
ﻓﻘد أﺣد أطراف اﻟﺗﻔوﯾض ﻣﻧﺻﺑﻪ.
أﻣﺎ اﻟﺗﻔوﯾض اﻟوظﯾﻔﻲ ﻓﯾﻌﻧﻲ ذﻟك اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض اﻟذي ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺷﺧص اﻟﻣﻔوض أو اﻟﻣﻔوض
إﻟﯾﻪ ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ،ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻧوع اﻷول)اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﺷﺧﺻﻲ( أﻧﻪ ﻻ
ﯾﺗم ﻓﯾﻪ ذﻛر اﺳم اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘرار وﻛذﻟك ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﯾن إدارﺗﯾن ﻣﺳﺗﻘﻠﺗﯾن أو
ﺷﺧﺻﯾن ﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾﺔ" وﻣﺛﺎل ذﻟك ﺗﻔوﯾض اﻟوزﯾر ﺑﻌض إﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ
ﻷﺣد اﻟﻣﺣﺎﻓظﯾن ،وﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﺑﻣﺟرد اﻧﺗﻬﺎء اﻟوظﯾﻔﺔ ﺳواء وظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻔوض أو اﻟﻣﻔوض
إﻟﯾﻪ" وﻟﯾس ﺑﺗﻐﯾﯾر أﺣد أطراﻓﻪ ﻣﺛل" ﻗﯾﺎم وزﯾر اﻟﺗﻌﻠﯾم ﺑﺗﻔوﯾض أﺣد اﻟﻣوظﻔﯾن ﺛم ﺗم ﺗﻐﯾﯾر ﻫذا اﻟوزﯾر وﺗﻌﯾﯾن
وزﯾر ﺟدﯾد وﻗﺎم ﻫذا اﻟوزﯾر اﻟﺟدﯾد ﺑوﻗف ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض أو ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ".2
1ﻣﺣﻣود إﺑراھﯾم اﻟواﻟﻲ ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎھرة ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ ،1989ص .429
2
أﺣﻣد ﻣوﺳﻰ ﻣﺣﻣود أﺑو ﺟﻠﻣﺑو ،ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﻐزة ،ﻓﻠﺳطﯾن ﺳﻧﺔ ،2016ص .52
42
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣدة اﻟﺗﻔوﯾض طوﯾﻠﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣول اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﻔوﺿﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ
ﺑﺻورة ﺷﺑﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،وﻟذﻟك ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻣﻔوض إﻟﻰ اﺳﺗرداد ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت وﻟﻛن ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﺎن
ﯾﻘوم اﻷﺻﯾل ﺑﺗﻌدﯾل ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض وﻣﺛﺎل ذﻟك إﺻدار ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻠزم اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻗﺑل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﻋﻣل
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣوﺿوع اﻟﺗﻔوﯾض اﻟرﺟوع إﻟﯾﻪ وأﺧذ رأﯾﻪ.
ورﻏم اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻸﺻﯾل ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﻟﺗﻔوﯾض ﺑطرﯾق ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر إﻻ أﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺑل اﻟﻘﯾﺎم
ﺑذﻟك اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺷرطﯾن وﻫﻣﺎ:
1
ﻣﺣﻣود إﺑراھﯾم اﻟواﻟﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .429
43
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
اﻷول :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻷﺻﯾل ﻋﻧد إﻧﻬﺎء اﻟﺗﻔوﯾض ﺑطرﯾق ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر اﺣﺗرام ﻗﺎﻋدة ﺗوازي
اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻷﺻﯾل إذا أراد اﻧﻬﺎء اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻌﻠﯾﻪ إﺻدار ﻗرار ﺑﺈﻧﻬﺎﺋﻪ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﺈﺻدار
ﻗرار ﺑﻣﻧﺣﻪ وﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ ﻛذﻟك ﻧﺷر ﻫذا اﻟﻘرار.
اﻟﺛﺎﻧﻲ :أن ﯾﻛون ﻫدف اﻷﺻﯾل ﻣن ﻫذا اﻻﻧﻬﺎء ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم طﺎﻟﻣﺎ أن ﻫدف ﻛل ﻣﺳؤول
1
إداري أو ﻣوظف ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻧﻬﺎء اﻟﺗﻔوﯾض إذا ﻟم ﯾﺗوﻓر ﻫذﯾن اﻟﺷرطﯾن.
إن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻣﺷروع ﺗﺳري ﺑﺄﺛر ﻣﺑﺎﺷر ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻘ اررات
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺻﺎدرة ﺑﻣوﺟب اﻟﺗﻔوﯾض ﻻ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻬذا اﻻﻧﻬﺎء وﻫذا ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻏﯾر ﻣﺷروع ﺣﯾث
ﯾﺗم ﻓﯾﻪ زوال اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻷول
ﯾﻛون اﻟﺗﻔوﯾض ﻣن أﺟل اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻋﻠﻰ اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن
اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻟم ﯾﻌد ﻣﺳﺋوﻻ ﻋن اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﻓوﺿﻬﺎ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر ﻣراﻗﺑﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ
ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن إﻟﻐﺎﺋﻬﺎ أو ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﻣﻛن ﻟﻬذا اﻟرﺋﯾس اﻹداري إﻟﻐﺎء أو
ﺗﻌدﯾل أو ﺳﺣب اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻪ وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻘرار ﻣﻌﯾﺑﺎ وﯾﻛون ﻫذا اﻟﻘرار ﻣﻌﯾﺑﺎ إذا
ﺗﺧﻠف رﻛن ﻣن أرﻛﺎﻧﻪ أو ﻛﺎﻧت اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز اﻟﺗﻔوﯾض ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻔوض ﻓﻲ ﻫذﻩ
1
ﻣﺣﻣود إﺑراھﯾم اﻟواﻟﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .432-431
44
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻟﻐﺎء ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ أو ﺑﻌد ﺗﻘدﯾم ﺗظﻠم ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﻔوض ﻻ ﯾﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل
إﻟﻐﺎء ﻫذا اﻟﻘرار ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻗرار ﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻻ ﯾرﺗب ﺣﻘوق ﻣﻛﺗﺳﺑﺔ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻹﻟﻐﺎء أو ﺗﻌدﯾل أو ﺳﺣب اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻓﯾﻛون ذﻟك إذا ﻛﺎن اﻟﻘرار
ﻣﻌﯾﺑﺎ أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺟﺎوز اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﺣدود اﻟﺗﻔوﯾض وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻔوض إﻟﻐﺎء اﻟﻘ اررات ﺳواء
ﻛﺎﻧت ﻓردﯾﺔ أو ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻔوض ﺳﺣب أو إﻟﻐﺎء اﻟﻘرار ﻓﻬﻧﺎ ﯾﺟب
اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻘ اررات اﻟﻔردﯾﺔ و اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻔوض ﺳﺣﺑﻬﺎ ﻓﻲ أي وﻗت أﻣﺎ
اﻟﻘ اررات اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﯾﻛون اﻟﻣﻔوض ﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟرﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء
1
اﻻداري.
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ وﻟﺣﺳﺎب ﻣدة إﻟﻐﺎء أو ﺳﺣب ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻘرار اﻟذي ﺗﻌرض
ﻟﻌﯾب ﺑﺳﯾط واﻟﻘرار اﻟﻣﻌﯾب ﺑﻌﯾب ﺟﺳﯾم ،ذﻟك أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻘرار ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻌﯾب ﺑﺳﯾط ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛون
ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻔوض ﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟﻣﯾﻌﺎد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻘم اﻟﻣﻔوض ﺑﺈﻟﻐﺎء أو ﺳﺣب ﻫذا اﻟﻘرار ﻏﯾر ﻣﺷروع ﺧﻼل
ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻘرار ﺳﯾﻛﺗﺳب ﺣﺻﺎﻧﺔ وﯾﺻﺑﺢ ﻣﺷروﻋﺎ.
أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻘرار ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻌﯾب ﺟﺳﯾﻣﻔﺈن ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات ﻟﯾس ﻟﻬﺎ أﺛر وﯾﺟوز ﺳﺣﺑﻬﺎ أو إﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ أي
وﻗت ﺣﯾث ﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﻣﺟرد ﻋﻣل ﻣﺎدي ﻻ ُﯾرﺗب أي أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة
2
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻏش أو ﺗدﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺗﻬﺎء ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻋن طرﯾق اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أي ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺗﻬﺎء ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻋن طرﯾق اﻟﻘﺿﺎء ظﻬر إﺷﻛﺎل
ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣﻌﯾب وذﻟك ﻫل ﯾﻛون اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء أو اﻹﻋدام وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق
ظﻬر ﺣﻛﻣﯾن:
*اﻟﺣﻛم اﻷول ﻫو ﺣﻛم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﺑطﻼن اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻏﯾر ﻣﺷروع
واﻟذي ﯾﻛون ﺻﺎدر ﻋن ﺳﻠطﺔ ﻏﯾر ﻣﺧﺗﺻﺔ وﻛﯾف ﻫذا اﻟﻌﯾب ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋﯾب ﺑﺳﯾط وﻟذﻟك ﻗرر ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻔرﻧﺳﻲ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﯾب اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟﺑﺳﯾط ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻔوﯾض ﻏﯾر ﻣﺷروع ﯾﻛون اﻟﺣﻛم داﺋﻣﺎ ﺑﺑطﻼن
اﻟﻘرار
1
ﻣﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .68
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .86
45
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
*أﻣﺎ اﻟﺣﻛم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﻣﺻر ﻓﻘد ﻗررت ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋﻧﻬﺎ أن اﻟﺣﻛم
ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض ﻏﯾر ﻣﺷروع ﺑﺎﻟﺑطﻼن أو اﻹﻋدام ﯾﻛون ﺣﺳب درﺟﺔ اﻟﻌﯾب ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻌﯾب ﺑﺳﯾطﺎ ﯾﻛون
اﻟﻘرار ﺑﺎطﻼ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﯾب ﺟﺳﯾﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻘرار ﻣﻧﻌدﻣﺎ وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺟﺎوز اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﺣدود
اﻟﺗﻔوﯾض وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون ﻟﻠﻣﻔوض ﺣق ﺳﺣب اﻟﻘرار ﻓﻲ أي وﻗت ،أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘرار
ﺑﺎطﻼ ﻓﺗﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻟﺣق اﻟﻘرار ﻋﯾب ﺑﺳﯾط ﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﻗﺎم اﻟﻣﻔوض ﺑﺈﺻدار ﻗرار اﻟﺗﻔوﯾض
إﻟﻰ اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻟﯾﻣﺎرس ﺟزءا ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ دون اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ )اﻹذن( ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﺗﻛون اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﺑﺎطﻠﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن وﺟود ﻋﯾب ﺟﺳﯾم ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌد ﻣﻌدوﻣﺔ أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﻧﺟد ﺣﻛم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ -28ﻓﺑراﯾر ﺳﻧﺔ "2000ﺑﻌﯾب ﻋدم اﻹﺧﺗﺻﺎص
اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘرار ﺻﺎدر ﻋن رﺋﯾس اﻟداﺋرة ،ﻷن ﻫذا اﻷﺧﯾر اﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﺗﻔوﯾض ﻏﯾر ﻣﻛﺗوب ﻣن
طرف اﻟواﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻧص اﻹذن ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠواﻟﻲ ﺑﺗﻔوﯾض ﻫذا اﻹﺧﺗﺻﺎص".
ﻫذا ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻓﺈن أﻏﻠب اﻟﻔﻘﻬﺎء ﯾرون أن درﺟﺔ ﺟزاء اﻟﺗﻔوﯾض
اﻹداري ﻏﯾر ﻣﺷروع ﺗﻛون ﺑﻘدر درﺟﺔ اﻟﻌﯾب اﻟذي ﻟﺣﻘﻪ ﺣﯾث ﯾرى اﻷﺳﺗﺎذ دي ﻓورﻧل أن ﺗﺟﺎوز اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ
ﺣدود اﻟﺗﻔوﯾض ﯾﻧدرج ﺗﺣت ﻋﯾب ﻋدم اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺑﺳﯾط وﺗﻛون ﻗ ارراﺗﻪ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻟﻐﺎء إذا ﻛﺎﻧت ﻏﯾر
1
ﻣﺷروﻋﺔ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻘ اررات ﻣﺷروﻋﺔ وﺗﺟﺎوز اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﺣدود اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌد ﻣﻌدوﻣﺔ.
ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﺑﺄﻧﻪ ﻫﻧﺎك ﻓرق ﺑﯾن اﻹﻟﻐﺎء واﻟﺳﺣب وﺑﯾن اﻟﺑطﻼن واﻹﻋدام ﻓﺎﻟﺳﺣب واﻹﻟﻐﺎء ﯾﻛون ﻣن
إﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺳﺣب أو إﻟﻐﺎء اﻟﻘ اررات ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻛﻣﺎ إن إﻟﻐﺎء
اﻟﻘرار ﯾﺳري ﺑﺄﺛر ﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﺳﺣب اﻟذي ﯾﺳري ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ ﺣﯾث ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻬذا اﻟﺳﺣب اﻟﻘ اررات
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺳﺣب ﻻ ﯾﻛون إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻘرار ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻌﯾب ﺟﺳﯾم ﻣﺛل اﻋﺗداء ﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ أﺧرى
أﻣﺎ اﻹﻟﻐﺎء ﻓﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻘرار ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﻌﯾب ﺑﺳﯾط وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻌﯾب ﻣن أﻛﺛر اﻟﻌﯾوب ﺷﯾوﻋﺎ
وﯾظﻬر اﻟﻌﯾب اﻟﺑﺳﯾط ﻓﻲ ﻋدم اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻛﺄن ﯾﻘوم اﻟﻣﻔوض ﺑﺈﺻدار ﻗ اررات ﻻ ﺗدﺧل ﺿﻣن
اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻓوﺿت إﻟﯾﻪ .
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑطﻼن واﻹﻋدام ﻓﻬﻣﺎ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ )اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري( ﺑﻌد رﻓﻊ
دﻋوى إﻟﻐﺎء.
ﻛﻣﺎ أن طرﯾﻘﺔ اﻧﺗﻬﺎء ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺗﺧﺗﻠف ﻋن طرﯾﻘﺔ اﻧﺗﻬﺎء ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﺣﯾث ﯾﻧﺗﻬﻲ
ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص إﻣﺎ ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة وﻫﻲ اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻔوﯾض أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ
وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ ﻧﺟد أن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﯾﻣﯾزان ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺗﯾن
1
ﻣﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .69
46
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺣﺎﻟﺔ زوال اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻬﺎ وﻛذا زوال اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻟﻐﺎء اﻟﺟﻬﺔ
ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟذي ﺣول إﻟﻰ ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻓﻔﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﯾﺗم إﻧﻬﺎء اﻟﺗﻔوﯾض ﻛﻠﯾﺎ أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻬﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﻔوﯾض ﻻ ﯾﻧﺗﻬﻲ ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺣول إﻟﯾﻬﺎ
اﻻﺧﺗﺻﺎص.
ﻛﻣﺎ أن ﺗﻔوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻻ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻣﺟرد إﻟﻐﺎء اﻹذن وﺻدور إذن ﺟدﯾد ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻣوﺟب
ﻗرار ﺻرﯾﺢ ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﻔوض ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا اﻟﺗﻔوﯾض ﻫو ﺗﻔوﯾض وظﯾﻔﻲ ﻟﯾس ﺷﺧﺻﻲ أﻣﺎ ﺗﻔوﯾض
اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻓﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻣﺟرد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻔوض واﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ أي دون ﺻدور ﻗرار إداري ﻣن اﻟﻣﻔوض ﺣﯾث ﺗﺗم اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻓﻲ
اﻹذن أو اﻟﻘرار اﻟذي ﯾﺟﯾز اﻟﺗﻔوﯾض ،وﻟﻘد ﺛﺎر إﺷﻛﺎل ﺣول اﻻﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﺗﻔوﯾض ﻓﻘد ﺣﻛم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﯾﻪ ﺑﺄن ﺗﻔوﯾض اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻻ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﺎﻻﻧﺗﻬﺎء اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻣﻔوض أو اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻣن
ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻧﺗﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺳواء ﻟﻠﻣﻔوض أو اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ أو ﻛﻼﻫﻣﺎ وﯾﺑدأ ﻫذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣن ﻧﺷر ﻗرار اﻟﺗﻌﯾﯾن
1
اﻟﺟدﯾد وﻟﯾس ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدورﻩ.
1
ﻣﺣﻣد ﺧﻠﯾﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .66 ،65
47
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ
ﯾﻠﻌب ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺳﻬﯾل اﻟﻌﻣل اﻹداري ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻛن ﯾوﺟد ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻟﻣﺎ
إﺳﺗطﺎع اﻟرﺋﯾس ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺑﺷﻛل ﺟﯾد وﺑﻛل أرﯾﺣﯾﺔ وﯾﺗﺟﺳد ﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﺣﺳب اﻟﺗﻧظﯾم
اﻹداري اﻟذي ﺗﺄﺧذ ﺑﻪ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ
ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺑﺈدارة اﻟﺷؤون اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟوطﻧﻲ ﯾﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ وﯾرأﺳﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوزﯾر اﻷول وﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوزراء ﺗﺗﺣد
ﻣﻬﺎم ﻫؤﻻء ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور وﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﯾﻣﺛل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻗﻣﺔ اﻟﻬرم ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﯾﻣﺎرس ﻋدة ﻣﻬﺎم ﺣددﻫﺎ اﻟدﺳﺗور ٕواﻟﻰ ﺟﺎﻧب رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﯾوﺟد اﻟوزﯾر اﻷول واﻟوزراء.
ﻣﯾﻊ اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ واﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ﯾﺗم ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ﻣن طرف اﻟواﻟﻲ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺔ ورﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ ﺗﺣدد ﻣﻬﺎم ﻫؤﻻء ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت.
وﻧظ ار ﻟﺗﻌدد ﻣﻬﺎم ﻛل ﻣن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟوزﯾر اﻷول واﻟوزراء واﻟواﻟﻲ ورﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻟﺑﻠدي أﺟﺎزت ﻟﻬم ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﻬدف ﺗﺳﻬﯾل ﺳﯾر اﻟﻌﻣل اﻹداري وﺗﺣﻘﯾق
ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﺷؤوﻧﻬﺎ
وﻷﻧﻪ ﻣن ﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري أن ﯾﻛون ﻣؤﻗﺗﺎ ﻧﺟد أن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻌدة طرق
ﺗﺧﺗﻠف ﺑﯾن ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺗﻔوﯾض ﻣﺷروﻋﺎ أو ﻏﯾر ﻣﺷروع ،وﻣن طرق اﻧﺗﻬﺎء ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣﺷروع ﻧﺟد اﻧﻪ
ﯾﻧﺗﻬﻲ إﻣﺎ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐرض أو ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة أو ﺑﺗﻐﯾﯾر أﺣد طرﻓﯾﻪ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻔوﯾض ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻓﻧﺟد أﻧﻪ
ﻣن طرق اﻧﺗﻬﺎﺋﻪ أﻧﻪ ﻗد ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻔوض أو ﻋن طرﯾق اﻟﻘﺿﺎء وﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺣﺎﻻت ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻬﺎ
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ورﻏم أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري إﻻ أﻧﻧﺎ ﻻﺣظﻧﺎ وﺟود ﻧﻘص ﻓﺎدح ﻓﻲ
اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾزﻩ وﺗﻧظﻣﻪ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻧﺟد أن ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔوﯾض ﻟم ﺗﻬﺗم
اﻟﺗوﻗﯾﻊ. ﺑﺗﻔوﯾض ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻹﺧﺗﺻﺎص ﺑﺗﻔوﯾض ﻛﺛﯾ ار
48
اﻟﺧﺎﺗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ
49
اﻟﺧﺎﺗﻣــــــــــــــــــــــــــﺔ
إن ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﯾﻌد اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋن ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﻌﻣل اﻹداري ،وﻫو ﻛذﻟك أﺳﻠوب ﻣن أﺳﺎﻟﯾب ﺗﺣﻘﯾق ﺳﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ رﻛﯾزﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن
وﻫﻣﺎ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ.
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺗرﻛﯾز اﻟﻌﻣل اﻹداري ﻓﻲ ﯾد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟو ازرﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ أﻣﺎ
اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﺗﻌﻧﻲ إﻋطﺎء ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﻬﺎم اﻹدارﯾﺔ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣن ﺻور
اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻧﺟد ﻋدم اﻟﺗرﻛﯾز اﻹداري ،ﺗﺗﺣﻘق ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻋن طرﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ،اﻟذي
ﯾﻌﻧﻲ إﻋطﺎء أو ﻣﻧﺢ اﻟرﺋﯾس اﻹداري ﻟﺟزء ﻣن إﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﺑﻌض ﻣرؤوﺳﯾﻪ وﻟﻺﺷﺎرة ﻓﺈن ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض
اﻹداري ﻻ ﯾطﺑق ﻓﻲ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻘط ﺑل ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ.
ﻟﻘد اﺗﺳﻊ اﻟﻌﻣل ﺑﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر وذﻟك ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻣن أﻫﻣﯾﺔ وﻣزاﯾﺎ ﺳواء
ﻟﻺدارة أو ﻟﻠرﺋﯾس اﻹداري أو ﻟﻠﻣرؤوس ،وﯾرﺟﻊ ﻛذﻟك ﺳﺑب ازدﯾﺎد اﻟﻌﻣل ﺑﻪ إﻟﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ ﻋن اﻷﻧظﻣﺔ
اﻷﺧرى وﻛذا وﺟود ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻧظﻣﻪ.
ﺗﺗﻘﯾد ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﺗوﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط أﻫم ﺷرط ﻫو وﺟود ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺟﯾزﻩ ﻓﻼ ﯾﻛون
اﻟﺗﻔوﯾض ﻣﺷروﻋﺎ إذا ﻟم ﯾﺗوﻓر ﻫذا اﻟﺷرط ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك ﯾﺷﺗرط ﻟﺻﺣﺗﻪ ﻛذﻟك ﺻدور ﻗرار ﻣن اﻟﻣﻔوض
ﺣﯾث ﯾﺗم ﻓﯾﻪ ﺗﺣدﯾد اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﻔوﺿﻬﺎ وﻛذا ﻟﻣن ﺳﯾﺗم اﻟﺗﻔوﯾض ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﯾﺷﺗرط أن
ﯾﻛون اﻟﺗﻔوﯾض ﺟزﺋﯾﺎ و ﻣؤﻗﺗﺎ ذﻟك أن اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻛﻠﻲ واﻟداﺋم ﯾﻌد ﺗﻧﺎزﻻ ﻋن اﻟوظﯾﻔﺔ وﻟﯾس ﺗﻔوﯾﺿﺎ.
إن ارﺗﺑﺎط اﻟﺗﻔوﯾض ﺑﺎﻹدارة ﺟﺎء ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻫداف ﺳواء ﻟﻠرﺋﯾس اﻟﻣﻔوض أو
اﻟﻣرؤوس أو ﻟﻺدارة.
ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣزاﯾﺎ أو اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻟﻠﻣﻔوض ﻫو أوﻻ وﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء ﺟﺎء
ﻣن أﺟل ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋﻠﯾﻪ وﻣن أﺟل ﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺑﻛل دﻗﺔ وأرﯾﺣﯾﺔ واﻟﺗﻔرغ ﻟﻠﻣﻬﺎم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ،
أﻣﺎ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻟﻠﻣرؤوس اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ ﻫو إﻋطﺎء إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣرؤوس ﻓﻲ ﺗﺳﯾر اﻹدارة وﺗﻧﻣﯾﺔ
ﻗدراﺗﻪ وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹدارة ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﻓﻘد ﺟﺎء ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻹﺻﻼح اﻹداري
واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﻰء واﻟروﺗﯾن.
إﻻ أﻧﻪ ورﻏم اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻫذا اﻟﻧظﺎم إﻻ أﻧﻪ ﺗوﺟد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﻘﺎﯨص او اﻟﻣﻌﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﺣول دون إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻟﻸﻫداف اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻣن أﺟﻠﻬﺎ ،ﺗرﺗﺑط ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﯾﻘﺎت إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣﻔوض أو
اﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ وﻫﻧﺎك ﻣﻌﯾﻘﺎت أﺧرى ﻻ ﺗرﺗﺑط ﻻ ﺑﺎﻟﻣﻔوض وﻻﺑﺎﻟﻣﻔوض إﻟﯾﻪ وﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﻌﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط
ﺑﺎﻟﻣﻔوض ﻧﺟد:
50
اﻟﺧﺎﺗﻣــــــــــــــــــــــــــﺔ
-أن ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟرؤﺳﺎء اﻹدارﯾﯾن ﻣن ﯾﺣب اﻟﺑﻘﺎء ﻟوﺣدﻩ ﯾﻘوم ﺑﺎﺣﺗﻛﺎر اﻟﺳﻠطﺔ.
-ﻧﻘص ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻔوﯾض ﻟدى اﻟرﺋﯾس اﻹداري وﻋدم اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﺄﻫم ﺟواﻧﺑﻪ واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾﻌﺎب أﻫﻣﯾﺗﻪ.
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﺗوﺟد ﺻﻌوﺑﺎت أﺧرى ﻻ ﺗرﺗﺑط ﻻ ﺑﺎﻟﻣﻔوض وﻻ ﺑﺎﻟﻣﻔوض اﻟﯾﻪ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ
ﻧﺟد:
-ﻧﻘص وﻗﻠﺔ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ﺣﺎل دون وﺿﻊ ﻣﺑﺎدئ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم.
وﻣن أﺟل ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﯾﻘﺎت واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﻼج ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻌﯾﻘﺎت ﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻻﻗﺗراﺣﺎت ﻧﺟد:
أوﻻ ﻻﺑد ﻣن ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺳﻠﺑﻲ واﻟﺧﺎطﺊ ﻟدى ﺑﻌض اﻟرؤﺳﺎء اﻹدارﯾﯾن ﺣول ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم
ﻓﻬو ﻟم ﯾﺄﺗﻲ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻘﻠﯾل أو اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ ﻗدراﺗﻬم وﻣدى ﺗﺣﻣﻠﻬم ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وﻛذﻟك ﻟم ﯾﺄﺗﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣن
أﺟل ﺗﺧوﯾف اﻟرﺋﯾس ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﺟﺎء ﻣن اﺟل ﺗﺣﺳﯾن ﻋﻣل اﻹدارة وﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣواطن ،وﻛذﻟك
ﻻﺑد ﻣن ﺗدرﯾب وﻧﺷر ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻔوﯾض ﻟدى اﻟرﺋﯾس وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺷرح ﻫذا اﻟﻧظﺎم واﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﺳواء
ﻟﻪ أو ﻟﻠﻣرؤوس أو ﻟﻺدارة وﻛذا ﻟﻠﻣواطن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري.
ﻛذﻟك ﻻﺑد ﻣن وﺟوب ﺗﻘرﯾب اﻟرﺋﯾس ﻣن اﻟﻣرؤوس وﻧزع ﻓﻛرة ﻋدم اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﻧﺷر اﻻﺣﺗرام ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
51
اﻟﺧﺎﺗﻣــــــــــــــــــــــــــﺔ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻﺑد ﻣن ﺗدرﯾب اﻟﻣرؤوﺳﯾن ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ إﻧﺟﺎز اﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﻔوﺿﺔ اﻟﯾﻬم وﻣدى ﺗﺣﻣﻠﻬم
ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،وﻣن اﻟﻌﻼﺟﺎت أﯾﺿﺎ ﻻﺑد ﻣن وﺿﻊ اﻣﺗﯾﺎزات ﻟﻠﻣرؤوس ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻣﺗﯾﺎزات ﻣﺎدﯾﺔ أو أدﺑﯾﺔ
ﺗدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻣرؤوس إﻟﻰ ﺗﻘﺑل ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم وﺗﺣﻔﯾزﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﺑوﻟﻪ.
وﻣن ﺑﯾن اﻻﻗﺗراﺣﺎت ﻧﺟد أﯾﺿﺎ أﻧﻪ ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﺣﺳﯾس ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ اﻹدارة ﻟدى ﻛل ﻣن
اﻟرﺋﯾس وﻣرؤوﺳﯾﻪ.
ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﻘول أن ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻧظﺎم ﻣﻣﺗﺎز ﻻﺑد ﻣن ﺗﻔﻌﯾل اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف
اﻹدارات ﺳواء اﻟﻣرﻛزﯾﺔ أو اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ وﻫذا ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻣن ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣ اررﯾﺗﻬﺎ
ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ ﻣن ﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻧﻘول أﻧﻪ ﻻﺑد ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن اﻋﺎدة
اﻟﻧظﺎم. ﻫذا ﻟﻬذا اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻻﺣﻛﺎم ﻓﻲ اﻟﻧظر
52
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
53
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
-1دﺳﺗور 1976
-2دﺳﺗور .1996
/2اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ
/3اﻟﻤﺮاﺳﯿﻢ
-1اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،197-01اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 22ﺟوﯾﻠﯾﻰ ،2001اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺣدﯾد ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟرﺋﺎﺳﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد .04 -2001
-2اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 188-90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﺟوان ،1990اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺣدﯾد ﻫﯾﺎﻛل اﻹدارة
اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وأﺟﻬزﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟو ازرات ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،36ﺳﻧﺔ .2006
-3اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،194-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 31ﻣﺎي ،2006اﻟذي ﯾرﺧص ﻷﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ
ﺗﻔوﯾض إﻣﺿﺎﺋﻬم ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،36ﺳﻧﺔ .2006
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻛﺗب:
/1اﻟﻛﺗب اﻟﻌﺎﻣﺔ
-1ﺟﯾرار ﻛورﻧو ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﻧﺻور اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار ﻣﺟد
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،،ﺳﻧﺔ .2009
54
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
-2ﺣﺳﯾن ﻓرﯾﺟﺔ ،ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
اﻟﺟزاﺋر ،ﺳﻧﺔ .2013
-3ﺧﺎﻟد ﺧﻠﯾل اﻟظﺎﻫر ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول
دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﻋﻣﺎن ،ﺳﻧﺔ .1998
-4ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻧﺷر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ .1992
-5ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻷﺳس وﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون
اﻹداري وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺻر ،ﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﺎﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ .2013
-6ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ﻗطﯾش ،اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻧظرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗطﺑﯾق ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷورات
اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن ،ﺳﻧﺔ .2013
-7ﻋﻼء اﻟدﯾن ﻋﺷﻲ ،ﻣدﺧل اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ،دار اﻟﻬدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،طﺑﻌﺔ .2009
-8ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر،ﺳﻧﺔ
.2007
-9ﻋﻣر ﻣﺣﻣد اﻟﺷوﺑﻛﻲ ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،ﺳﻧﺔ .2001
-10ﻣﺎﺟد راﻏب اﻟﺣﻠو ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ .2005
-11ﻣﺎزن راﺿﻲ ﻟﯾﻠو ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣﻧﺷورات اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﻧﻣﺎرك ،ﺳﻧﺔ .2008
-12ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري +اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺣﺟﺎر ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،ﺳﻧﺔ.2013
-13ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،ﻣﺑﺎدئ وأﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن،
ﺳﻧﺔ .2005
-14ﻧﺎﺻر ﻟﺑﺎد ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟوﻻﯾﺔ ،ﻗﺎﻟﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2001 ،
/2اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ
-1ﻣﺣﻣود إﺑراﻫﯾم اﻟواﻟﻲ ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ،
اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر ،ﺳﻧﺔ .1989
55
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
-2وﻟﯾد ﺣﯾدر ﺟﺎﺑر ،اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ ادارة و اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،
ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،ﺳﻧﺔ .2009
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻣﻘﺎﻻت
-1أﺣﺳن ﻏرﺑﻲ ،ﻗواﻋد ﺗﻘوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻛﯾﻛدة ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻣن ،ﺳﻧﺔ .2014
-2ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺷﺎطﺎت وﻣﯾﺛﺎق ﻗﺣطﺎن ﺣﺎﻣد ،اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺻﺣﺔ اﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
اﻹدارﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت وأﺑﺣﺎث ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌزﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺷرق
اﻷوﺳط ،اﻷردن ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﻧﺑﺎر ،اﻟﻌرق ،اﻟﻌدد ،27ﺟوان.2017
-3ﻋﺑد اﷲ ﻣﻧﺻور اﻟﺷﺎﺋﺑﻲ ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ واﻟﻣوظف اﻟظﺎﻫر ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم
اﻟﺛﺎﻣن. اﻟﻌدد اﻟزاوﯾﺔ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﻟزاوﯾﺔ، اﻟﻘﺎﻧون ﻛﻠﯾﺔ واﻟﺷرﻋﯾﺔ، اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
56
اﻟﻔﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس
57
اﻟﻔﮭــــرس
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣوﺿـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع
8 اﻟﻔرع اﻹول :ﻣﻌﻧﻰ ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻟﻐﺔ ٕواﺻطﻼﺣﺎ وﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري
15 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻗﺳﺎم ﻧظﺎم ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن ﺑﻌض اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ
16 اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻘﺳﯾم ﻧظﺎم ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣن ﺣﯾث اﻷداة واﻟﺷﻛل
58
اﻟﻔﮭــــرس
18 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻘﯾﺳﯾم ﻧظﺎم ﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻣن ﺣﯾث اﻟطﺑﯾﻌﺔ واﻟﺣﺟم
20 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻣﯾﯾز ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻋن ﺑﻌض اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ
21 اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻣﯾﯾز ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻋن اﻹﻧﺎﺑﺔ واﻟﺣﻠول واﻻﺳﺗﺧﻼف
25 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻣﯾﯾز ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻋن اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﺑﺎﻻواﻣر واﻟﻣوظف اﻟﻔﻌﻠﻲ وﻧﻘل
اﻻﺧﺗﺻﺎص
31 اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري وطرق اﻧﺗﻣﺎﺋﻪ
59
اﻟﻔﮭــــرس
35 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟوزﯾر اﻷول واﻟوزراء
43 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري اﻟﻣﺷروع ﺑطرق ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة
45 اﻟﻔرع اﻷول :اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻔوض
45 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻧﺗﻬﺎء اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻋن طرﯾق اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري
52-49 ﺧﺎﺗﻣﺔ
60
اﻟﻔﮭــــرس
56-53 ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
61-57 اﻟﻔﻬرس
61
:اﻟﻣﻠﺧص
ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ:أوﻻ
إن ﺗﻐﯾر وظﯾﻔﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻣﻣن دوﻟﺔ ﺣﺎرﺳﺔ إﻟﻰ دوﻟﺔ ﻣﺗدﺧﻠﺔ زاد ﻓﻲ ﺣﺟم وظﺎﺋﻔﻬﺎ ﻫذا ﻣﺎ أدى إﻟﻰ
ﺣﯾث ﻧﺟد،ظﻬور ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻧظﺎم اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري واﻟذي ﺟﺎء ﻣن أﺟل ﺗﺳﻬﯾل ﺳﯾر اﻟﻌﻣل اﻹداري ﻟﻠدوﻟﺔ
وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﻣﻧﺢ اﻟرﺋﯾس،أن أﺳﻠوب اﻟﺗﻔوﯾض اﻹداري ﯾﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل ﺗﺣﻘﯾق ﻋدم اﻟﺗرﻛﯾز اﻹداري
وﯾﺷﺗرط ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم وﺟود ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺟﯾزﻩ وان،اﻹداري ﻟﺟزء ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ إﻟﻰ أﺣد ﻣرؤوﺳﯾﻪ
.اﻫم ﻣﺎ ﯾﻣﯾزﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻫو وﺟود أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ، ﯾﻛون ﺣزﺋﯾﺎ
واﻟﺟزاﺋر دوﻟﺔ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺑﺎزدواﺟﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري أﺧذت ﺑﻬذا اﻷﺳﻠوب وﻋﻣﻠت ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف
.اﻹدارات
ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ:ﺛﺎﻧﯾﺎ
Abstract :
The change of the state fonction frome a state gurd to over lapping state, state lead to un
code its responsabilites this un tuern faves the way to emerge what is colled the
administrative delegation.
This system facilitates the administrative work of the state since the method of the
administrative delegation us one of the methods that realines a lock of administrative
consontration which means givins the administrative leader a port from its branches to one
lis officies to apply this system, it is important to have an administrative article which
makes it legal and it met be partial
The system is also different them the othor similas systems because et contions a specifice
legal procedures and algeriens one of the other contries that follow the duality in the
administrative organisation