Professional Documents
Culture Documents
الفصل السادس- السلع العامة والأثار الجانبية الخارجية
الفصل السادس- السلع العامة والأثار الجانبية الخارجية
األهداف التعليمية
مقدمة
الشركات التي تصنع وتبيع الورق ،وتنتج منتجا لعملية التصنيع ،وهي مادة كيميائية تسمى الدوكسين.
يعتقد العلماء أنه بمجرد دخول الدوكسين إلى البيئة ،فإنه يزيد من خطر اإلصابة بالسرطان والتشوهات
الخلقية وغيرها من المشكالت الصحية .هل إنتاج واطالق الدوكسين يمثل مشكلة للمجتمع؟
في الفصول السابقة ،درسنا كيفية تخصيص الموارد من خالل قوى العرض والطلب ،ونرى أن توازن
العرض والطلب هو عادة تخصيص فعال للموارد.
الستخدام استعارة آدم سميث الشهيرة ،فإن "اليد الخفية" للسوق تؤدي بالمشترين والبائعين المهتمين
بالذات في السوق لزيادة الفائدة الكلية التي يستمدها المجتمع من تلك السوق .هذه الرؤية هي األساس
لمبادئ االقتصاد العشرة في الفصل :1األسواق عادة ما تكون وسيلة جيدة لتنظيم النشاط االقتصادي.
هل يجب أن نستنتج ،إذن ،أن اليد الخفية قادرة على منع الشركات في سوق الورق زيادة انبعاثات
الدوكسين؟
يشير أحد المبادئ األساسية لعلم االقتصاد إلى أن األسواق عادة هي وسيلة جيدة لتنظيم الفعالية
االقتصادية .ولكن هذا ليس بالضرورة صحيح دائما ،مما يتطلب تدخال حكوميا لتحسين مخرجات
األسواق .وبالتالي نحن بحاجة لدراسة لماذا تفشل األسواق أحيانا في تخصيص الموارد بشكل كفوء،
وكيف يمكن للسياسات الحكومية أن تسهم في مواجهة هذه اإلشكالية ،وما هي أنواع هذه السياسات؟
وآلية عملها بأفضل ما يمكن .يتمثل فشل األسواق عادة بما يسمى األثار الجانبية الخارجية
،Externalityوتعرف على أنها األثر غير المعوض لفعل قام به شخص (شركة) على أشخاص
أخرين جانبيين ال عالقة لهم بذلك الفعل (طرف ثالث) .نميز بين كل من األثار الجانبية الخارجية
السلبية واإليجابية .يفرض وجود تلك اآلثار الذهاب في التحليل إلى ما هو أبعد من المشترين والبائعين
السنة األولى – مدخل الى علم االقتصاد -الفصل السادس :السلع العامة واألثار الجانبية الخارجية
في السوق ليشمل أولئك المتأثرين بشكل غير مباشر ،حيث ال يكون توازن السوق كفؤا؛ أي أنه يفشل
في تعظيم المنفعة اإلجمالية للمجتمع ككل ،فاالنبعاثات السامة ألحد المصانع تولد أثا ار جانبية سلبية،
ولكن ال يهتم ذلك المصنع بتكلفة التلوث الناجمة وبالتالي لن يتوقف المصنع عن إنتاج المزيد من
التلوث ما لم تتدخل الحكومة بشكل ما .وتختلف استجابات السياسات العامة تبعا لتنوع األثار الجانبية
الخارجية أي معالجة فشل السوق.
لنفترض وجود عدة مصانع تقوم بإنتاج سلعة ما ذات تكلفة مؤدية إلى انبعاثات ضارة بالبيئة،
وبالتالي تشكيل مخاطر صحية أي وجود أثار جانبية خارجية سلبية .وبالتالي فإن التكلفة التي يتحملها
المجتمع في سبيل ذلك االنتاج أكبر من التكلفة على المنتجين .بمعنى آخر يوجد تكلفة اجتماعية
( )social costتشمل التكلفة الخاصة للمنتجين إضافة للتكلفة التي يتحملها الفاعلون الجانبيون (غير
المباشرين) المتأثرون بشكل سلبي نتيجة للتلوث.
يمكن تمثيل ذلك بيانيا ،حيث يقع منحنى التكلفة االجتماعية أعلى من منحنى العرض ألنه
يأخذ بعين االعتبار التكاليف الخارجية المفروضة على المجتمع من قبل أولئك المنتجين .ويعكس فرق
المنحنيين تكلفة ذلك التلوث .يأخذ المخطط تعظيم إجمالي الفوائض المشتقة من السوق عند تقرير
الكمية الواجب انتاجها .حيث يدرك المخطط أن تكلفة االنتاج تشتمل على تكاليف التلوث .وبالتالي
السنة األولى – مدخل الى علم االقتصاد -الفصل السادس :السلع العامة واألثار الجانبية الخارجية
فإنه سوف يختار مستوى انتاج يقطع فيه منحنى الطلب منحنى التكلفة االجتماعية كما يظهر في
الشكل التالي ( )1-5تحليال لتلك األثار السلبية.
لنفترض أن التكلفة الخارجية وهي قيمة األثر السلبي على الفاعليين الجانبيين تساوي دوال ار واحدا.
فيكون منحنى التكلفة االجتماعية أعلى من منحنى العرض بمقدار دوالر واحد ،وتكون الكمية المثلى
لإلنتاج هي 20وحدة تفوق التكلفة االجتماعية .أما أية كمية تتجاوز 20وحدة ،فإن التكلفة االجتماعية
للوحدة األخيرة المنتجة ستكون أكبر من قيمتها بالنسبة للمجتمع .كما هو مالحظ من الشكل فإن توازن
السوق يقع عند الكمية 25وهي أكبر من الكمية المثلى للمجتمع .ويمكن فرض ضريبة على المنتجين
لردم هذا التباين حيث من الممكن أن يرتفع منحنى العرض بمقدار الضريبة (دوالر لكل وحدة منتجة).
يعد استخدم ضريبة من هذا النوع تضمينا لألثار الجانبية الخارجية Internalizing the
Externalityأي تعديل الحوافز بما يتناسب واآلثار الجانبية ،وبالتالي سوف يأخذ الناس بعين
االعتبار األثار الجانبية الخارجية لتصرفاتهم وأفعالهم .وكما مر معنا فإن فرض الضريبة على
السنة األولى – مدخل الى علم االقتصاد -الفصل السادس :السلع العامة واألثار الجانبية الخارجية
المستهلكين سوف يحقق ذات النتيجة .وبناء عليه فإن األمثلية االجتماعية تساوي توازن السوق عندما
يتوجب على الفاعلين في السوق دفع التكلفة االجتماعية.
في سياق متصل يمكن توسيع التحليل باتجاه األفعال والتصرفات المنتجة ألثار جانبية خارجية
إيجابية .على سبيل المثال ،تعد منفعة التعليم منفعة خاصة حيث يصبح المتعلم عامال أكثر انتاجية
وأعلى أج ار .ولكن هنالك منافع تتجاوز تلك الخاصة .وتتمثل في مشاركة مجتمعية أفضل ،وفي
انخفاض معدالت الجريمة ،إضافة إلى تحقيق التقدم التقني ،وبالتالي انتاجية أعلى وأجور أفضل
للجميع .أي يفضل المرء جيرانا أكثر تعلما .وبالتالي فإن القيمة االجتماعية ألي سلعة تتألف من القيمة
الخاصة بالمشتري إضافة إلى المنفعة الخارجية المتعلقة باألثر اإليجابي للفاعليين الجانبيين.
يظهر الشكل ( )2-5أن منحنى الطلب ال يعكس القيمة بالنسبة للمجتمع حيث يقع منحنى
التكلفة القيمة االجتماعية أعلى منحنى الطلب ألن القيمة االجتماعية أكبر من القيمة الخاصة .ويمثل
تقاطع منحنى القيمة االجتماعية ومنحنى العرض الكمية المثلى ،وبالتالي الكمية المثلى أكبر من الكمية
التي يصل إليها السوق بشكل طبيعي.
السنة األولى – مدخل الى علم االقتصاد -الفصل السادس :السلع العامة واألثار الجانبية الخارجية
ويمكن للحكومة أن تصحح فشل السوق هذا من خالل استبطان هذه األثار وذلك من خالل منح
مجموعة من اإلعانات حيث تقوم بدعم المدارس وبرامج التعليم وتقديم المنح الد ارسية.
الضرائب التصحيحية :يمكن أن تلجأ الحكومة عوضا عن التنظيم وتوجيه السلوك في محاولة االستجابة
لألثار الجانبية الخارجية أن تعتمد على سياسات سوقية مبنية على حوافز وكفاءة مجتمعية .ويمكن
استبطان تلك األثار من خالل فرض ضرائب على األنشطة ذات األثر السلبي ومنح إعانات لتلك ذات
السنة األولى – مدخل الى علم االقتصاد -الفصل السادس :السلع العامة واألثار الجانبية الخارجية
األثر اإليجابي .تدعى تلك الضرائب بالضرائب التصحيحية Corrective Taxesوتكون في الحالة
المثالية مساوية للتكاليف الخارجية لذلك النشاط المولد لألثر الجانبي الخارجي اإليجابي.
يفضل االقتصاديون التدخل غير المباشر ،حيث يعتبرون أن الضرائب أكثر كفاءة في تحقيق
األهداف المرجوة ،في حين أن االجراءات التنظيمية قد تفرض على جميع المعامل والشركات بنفس
المستوى دون مراعاة اختالف نسب التلوث (هنالك فرق بين معامل الفوالذ ومصانع األغذية) .كما تعد
الضرائب تسعي ار لألثار المترتبة عن نشاط ما أي اعتماد أليات السوق لتخصيص الموارد.
كما يطرح االقتصاديون فكرة مفادها أن السياسات غير المباشرة كالضرائب التصحيحية أفضل
من اإلجراءات التنظيمية من وجهة نظر بيئية ،حيث ال يوجد سبب يدفع المصانع والشركات إلى
تخفيض كمية التلوث المحددة سلفا في حين أن الضرائب تشكل حاف از لتطوير تقنيات صديقة للبيئة
بهدف تخفيض حجم العبء الضريبي.
إضافة إلى ذلك ،يمكن اللجوء إلى السماح ببيع حصص التلوث المسموح بها لكل مصنع\شركة
أو حتى بلد طالما أن اجمالي مجموع الحدود المسموح بها تبقى ثابتة .وقد تم إنشاء أنظمة تسهل عملية
بيع تراخيص التلوث أو حتى اإلعانات .ولكن يعترض بعض االقتصاديين على خيار منح حق التلوث
أو التسبب بأثار خارجية جانبية مقابل استيفاء رسم أو فرض ضريبة ،حيث تعد تلك األثار انتهاكا
لحقوق اإلنسانية األساسية والتي يجب أال تخضع للمعطيات االقتصادية .ولكن نعلم أيضا أن الناس
يواجهون مفاضلة تفرض أن يتم مقارنة القيمة المتحصلة مع تكاليف الفرصة البديلة.
مقيم بالسباحة في البحيرة المجاورة ،ويقدرون قيمة استفادتهم منها بـ 100ألف دوالر .ولكن المصنع
الذي أقيم بالقرب من البحيرة يتوجب عليه دفع تكاليف ب مقدار 500ألف دوالر إلزالة التلوث الناجم
عنها .ولكن ليست الحلول الخاصة ناجعة دائما وذلك بسبب تكاليف الصفقات ومشاكل التنسيق ومكابرة
بعض األطراف.
أنواع السلع
تصنف السلع وفقا لسمتين التاليتين :االستثناء والقابلية للتناقص.
فالسمة األولى :االستثناء :Excludabilityهي الخاصية في السلعة التي تمنع شخص من استخدامها
في حال استخدمها شخص آخر ،أما السمة الثانية :قابلية التناقص Rival Consumptionفهي
الخاصية التي تخفض من استخدام شخص لها إذا قام شخص أخر باستخدامها .ويعد استخدام شبكة
األنترنت مثاال على االستثناء ،في حين يعد البث اإلذاعي وخدمات األمن مثاال على عدم االستثناء.
كما يعد استخدام مواقف السيارات مثاال على التناقص في االستهالك ،وفي المقابل ال يشكل تنزيل
الملفات عن موقع اليوتيوب تناقصا في االستهالك .Non Rival
وبالتالي يمكن تقسيم السلع في أربع فئات رئيسة بناء على السمتين السابقتين:
-1السلع الخاصة :وهي تلك التي تتمتع بخاصية االستثناء والتناقص في االستهالك .فعلى سبيل
المثال ،تعد الوجبات السريعة سلعة قابلة لالستثناء ألن تناولها من قبل شخص يمنع أشخاص
السنة األولى – مدخل الى علم االقتصاد -الفصل السادس :السلع العامة واألثار الجانبية الخارجية
أخرين من ذلك .كما تعد قابلة للتناقص ،حيث تناولها من قبل شخص يمنع تناولها من قبل
شخص أخر مالم يدفع مقابل ذلك.
-2السلع العامة :وهي تلك السلع غير قابلة لالستثناء وال للتناقص في االستهالك .فالناس ال
يمكن منعهم من استخدام هذا النمط من السلع ،وال يؤدي استخدام البعض لها إلى تخفيض
قدرة شخص آخر على استخدامها .فعلى سبيل المثال خدمات األمن والدفاع.
-3الموارد العامة :هي تلك السلع التي تتناقص في االستهالك ،ولكن غير قابلة لالستثناء .فعلى
سبيل المثال وجود األسماك في البحار ،أو مياه الينابيع الطبيعية.
-4سلع النوادي :وهي تلك المستثناة ،ولكن ال تتناقص في االستهالك .كخدمة البث التليفزيوني
عبر الكيبل .ويعد هذا النمط من السلع أحد أشكال االحتكارات الطبيعية.
ويمكن تلخيص هذه األنماط من السلع في الجدول التالي:
قابلة للتناقص
نعم ال
سلع خاصة سلع النوادي نعم قابلية االستثناء
األلبسة الحماية من الحرائق
موارد عامة السلع العامة ال
البنية األمن والدفاع
وعلى الرغم من أن هذا التصنيف يساعد في فهم طبيعة تلك السلع إال أنه ليس قطعيا بشكل تام حيث
قابلية التناقص في االستهالك أو االستثناء مسألة تتعلق بالظروف السائدة.
وسوف نتناول في هذا الفصل السلع غير القابلة لالستثناء أي السلع العامة والموارد العامة:
حيث ال يمكن منع الناس من استخدامهما وهما متوافرتان للجميع دون مقابل .تعد دراسة السلع والموارد
العامة مرتبطة بشكل وثيق مع اآلثار الجانبية الخارجية والتي تنشأ بسبب وجود قيمة وليس لها سعر
السنة األولى – مدخل الى علم االقتصاد -الفصل السادس :السلع العامة واألثار الجانبية الخارجية
مرتبط بتلك السلع .وبالتالي من الممكن أن تقود الق اررات الخاصة فيما يتعلق باإلنتاج واالستهالك إلى
مخرجات غير كفؤة ،وبالتالي من المحتمل أن يؤدي التدخل الحكومي إلى رفع المستوى االقتصادي.
السلع العامة
تكمن صعوبة تقديم السلع العامة من قبل األسواق بسبب مشكلة الراكب المجاني .Free-riderويعد
الشخص راكبا مجانيا عندما يتلقى مجموعة من المنافع متجنبا الدفع مقابل ذلك .في حال كانت السلعة
غير قابلة لالستثناء فإن ذلك سيولد الحافز لدى الناس التباع نمط الراكب المجاني ،حيث ال تستطيع
الشركات والمنتجين منع أولئك الذين ال يدفعون من استهالك منتجاتهم .وكنتيجة لذلك قد يحجم
المنتجون عن االستمرار في عملهم حتى فيما لو كانت القيمة اإلجمالية لتلك السلع أعلى من تكلفة
تقديمها بالنسبة للمشترين .وبالتالي يتوجب على الحكومة تقديم السلع التي تفوق منافعها التكاليف
المترتبة عليها وتدفع مقابل ذلك ،وكما تقوم أيضا بفرض ضرائب على المستفيدين ,ولكن تبرز مشكلة
قياس تلك المنافع وصعوبة القيام بذلك .ويتم اعتماد تحليل المنافع والتحاليل & Benefit Analysis
Costبغرض مقارنة تلك التكاليف والمنافع ،وهو بدوره يعد ليس دقيقا أي تبرز مشكلة عدم كفاءة
تقديم السلع العامة من قبل الحكومة .ومن أهم األمثلة على تلك السلع العامة تخفيض الفقر ونشر
المعرفة عبر القيام باألبحاث األساسية واألمن والدفاع .حيث تشكل موازنات الدفاع جزء هاما من
األعباء الوطنية التي تتحملها الحكومات .وعلى الرغم من ذلك يعد تقديمها ضروريا وال يمكن تجاهلها.
أما فيما يتعلق بالمعرفة فهي غير قابلة لالستثناء وأيضا غير قابلة للتناقص في االستهالك .فالشركات
التي تسعى لتحقيق األرباح تنفق بسخاء على تلك األبحاث التي تعزز من مكانة منتجاتها في السوق
حيث تستطيع أن تحصل على حماية ملكية مقابل ذلك ،ولكنها في المقابل تنفق القليل على األبحاث
األساسية مدفوعة بحافز الراكب المجاني أي االستفادة من المعرفة التي يولدها األخرون .وكنتيجة لذلك
فإن غياب السياسة العامة سيواجه المجتمع تخصيصا أقل للموارد في سبيل توليد المعارف الجديدة.
ويمكن للحكومة عبر برامجها وهيئاتها المختلفة أن تقدم اإلعانات إلنجاز تلك األبحاث األساسية في
الطب والفيزياء واالقتصاد.
السنة األولى – مدخل الى علم االقتصاد -الفصل السادس :السلع العامة واألثار الجانبية الخارجية
الموارد العامة
تشترك الموارد العامة مع السلع العامة بخاصية عدم االستثناء ولكنها تتصف بخاصية التناقص في
االستهالك .وهنا تبرز مشكلة أمام صانعي السياسات في تحديد الكمية الواجب انتاجها وتقديمها.
وتعرف هذه المشكلة بمأساة العموم Tragedy of the commonعلى أنها الوصول إلى نقطة
استخدام للموارد العامة أكثر من المرغوب وذلك من وجهة نظر المجتمع ككل .على سبيل المثال،
تعتبر أراضي الرعي العامة متاحة لكل مربي القطعان في منطقة ما .ويؤدي ازدياد أعداد تلك القطعان
إلى عجز المراعي المشتركة (غير المملوكة ألحد) عن كلئها كافة ،وبالتالي تضورها جوعا ونقصان
أعدادها؛ أي الوصول إلى المأساة لدى الجميع .أو كما في حالة ازدياد أعداد مالكي السيارات وعدم
استطاعة الموقف المشترك أمام البناء على استيعابها وبالتالي يتضرر جميع السكان القاطنين.
تنشأ -من حيث المبدأ -مأساة العموم بسبب األثار الجانبية الخارجية .حيث يؤدي استخدام
البعض للموارد العامة إلى تخفيض نوعيتها وجودتها وكميتها المتاحة لألخرين ،وبسبب تجاهل الناس
لهذه األثار الجانبية السلبية فإن المشكلة تتعاظم .ويمكن التصدي لهذه المأساة بعدة طرق :إما من
خالل التنظيم أو باستخدام الضرائب أو بمقايضة أذونات االستخدام .كما تستطيع الحكومة تحويل
الموارد العامة إلى سلعة خاصة .ومن األمثلة المهمة على السلع العامة (الطرق المدفوعة – مصادر
الهواء والماء النظيف واألراضي المفتوحة).
خالصة
-1تنشأ اآلثار الجانبية الخارجية عندما تؤثر الصفقات السوقية على طرف ثالث .وعندما
تنتج آثار سلبية فإن الكمية السوقية تفوق الكمية المثلى من وجهة نظر المجتمع ،أما
عندما تكون اآل ثار الجانبية الخارجية إيجابية فإن الكمية السوقية تتخلف عن تلك المثلى
من وجهة نظر المجتمع.
السنة األولى – مدخل الى علم االقتصاد -الفصل السادس :السلع العامة واألثار الجانبية الخارجية
-2يستطيع الناس حل مشكلة اآلثار الجانبية الخارجية بأنفسهم أحيانا .حيث تشير مبرهنة
كاوس إلى إمكانية وصول السوق إلى التخصيص األمثل للموارد مجتمعيا طالما يستطيع
الناس المساومة والمفاوضة دون تكلفة ،ولكن الواقع العملي ال يدعم ذلك.
-3يمكن للتدخل الحكومي أن يعالج اآلثار الجانبية الخارجية من خالل استبطانها باستخدام
الضرائب التصحيحية أو إصدار أذونات االستخدام (حصص التلوث) أو حتى اللجوء إلى
التنظيم.
-4تعمل األسواق بأفضل ما يمكن فيما يتعلق بالسلع الخاصة وهي تلك القابلة لالستثناء
والقابلة للتناقص في االستهالك.
-5تعد السلع العامة تلك التي تتصف بعدم القابلية لالستثناء وبعدم القابلية للتناقص في
االستهالك .مما ينتج أحيانا مشكلة الراكب المجاني ويخفض الحافز لإلنتاج.
-6يتوجب على الحكومة تقديم السلع العامة استنادا إلى تحليل المنافع والتكاليف.
-7تعد الموارد العامة قابلة للتناقص في االستهالك ولكنها غير قابلة لالستثناء ،ويمكن للناس
استخدامها دون مقابل مما يؤدي إلى فرط باالستخدام وبالتالي يتوجب على الحكومة تقييد
ذلك.
السنة األولى – مدخل الى علم االقتصاد -الفصل السادس :السلع العامة واألثار الجانبية الخارجية
أسئلة للمراجعة
-1أعط مثاال عن األثار الجانبية الخارجية السلبية واإليجابية؟
-2اشرح باستخدام منحنيات العرض والطلب تأثير األثار الجانبية الخارجية اإليجابية لبراءات
االختراع؟
-3هل تعد الضرائب التصحيحية حال ناجعا ولماذا؟
-4ما هو الفرق بين السلع العامة والسلع والخاصة؟
-5عرف الموارد العامة ،ووضح مأساة العموم؟
-6بين لماذا تحجم الشركات الخاصة عن االستثمار الكفوء في األبحاث األساسية؟
-7وضح لماذا حدائق المنازل أكثر نظافة من الحدائق العامة؟
-8لماذا تلجأ بعض السلطات إلى فرض تعرفة نقل أعلى في وقت الذروة؟