Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 49

‫فرية الرجم‬

‫ادعاء ابن صهاك بنقص القرآن‬


‫ومحاولته حشر فرية الرجم فيه‬

‫د‪ .‬عبد الرحمن محمد يدي النور‬


‫فرية الرجم‬
‫ادعاء ابن صهاك بنقص القرآن‬
‫ومحاولته حشر فرية الرجم فيه‬

‫د‪ .‬عبد الرمحن حممد يدي النور‬

‫‪1‬‬
‫فرية الرجم‪:‬‬
‫ادعاء ابن صهاك بنقص القرآن ومحاولته حشر‬
‫فرية الرجم فيه‬

‫لقد اتهم ابن صهاك القرآن بالنقص رغم أن هللا تعالى‬


‫أكمل الدين وأتم النعمة ووعد بحفظ الكتاب‪ .‬إذ فبرك كهنة التاريخ‬
‫السقيفي مرويات ليثبتوا فرية ابن صهاك ويصوروا أمير المؤمنين‬

‫اإلمام عليا عليهىالسالم وكأنه مقر بفرية ابن صهاك الخاصة بالرجم‪.‬‬
‫إن اتهام ابن صهاك للقرآن بالنقص يدل داللة واضحة على امتالك‬
‫ابن صهاك لعقلية تهويدية لها أجندتها التحريفية التي اجتهد ابن‬
‫صهاك على إدخالها في اإلسالم‪ .‬وكما رأينا سابقا فقد كان ابن‬
‫صهاك مغرما باألساطير اليهودية التي اخذت بعقله‪ .‬وقد أخذ منها‬
‫فرية الرجم وحاول حشرها في القرآن باختالق آية من عنده‪.‬‬

‫وفي هذا السياق‪ ،‬يحاول ابن صهاك أن يمثل دور النبي صلىى‬

‫وه َمه بأنه "زميل" النبيى‬


‫اهللىعليهىوآلهىوسلم ويخرج فريته بطريقة ترسخ َ‬
‫صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم! إذ يقول ابن صهاك بغباء منقطع النظر‬
‫ُّ‬
‫وتصنع ظاهر‪" ،‬قد سننت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض وتركتم‬
‫علي الواضحة‪ ،‬وصفق بإحدى يديه علي األخرى‪ ،‬إال ان ال تضلوا‬
‫بالناس يمينا وشماال‪ ،‬ثم إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم‪ ،‬ان يقول‬
‫قائل‪ :‬ال نجد حدين في كتاب هللا‪ ،‬فقد رجم الرسول ورجمنا‪ ،‬واني‬

‫‪2‬‬
‫والذي نفسي بيده‪ :‬لوال أن يقول الناس زاد عمر بن الخطاب في‬
‫كتاب هللا لكتبتها‪' :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة'‪ ،‬فإنا قد‬
‫قرأناها‪ ،‬قال سعيد‪ :‬فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل عمر‪ 1".‬فانظروا‬
‫يا أصحاب العقول الى هذه المروية الصهاكية الشيطانية التي تحاول‬
‫ان تجعل من ابن صهاك سانا للسنن وفارضا للفرائض وتاركا الناس‬
‫على ما اسماها ابن صهاك بالواضحة!!! حقا البن صهاك الحق‬
‫في أن ينصب نفسه نبيا على اولياءه من المتصهيكين! وكل يوم‬
‫يزداد المرء العاقل الذي درس التاريخ بدقة يقينا ان ابن صهاك هو‬
‫نبي من يسمون أنفسهم زو ار وبهتانا اهل ُّ‬
‫السنة والجماعة وال نبي‬
‫لهم غيره! في الحقيقة‪ ،‬فإن هذه المروية الصهاكية تشكك في كمال‬
‫القرآن! وأي سَّنة تلك التي يدعي ابن صهاك أنها واضحة؟ هل هي‬
‫سَّنة اليهود المخترقة لإلسالم من خالل كعب األحبار وتحت قيادة‬

‫ابن صهاك ام هي سَّنة النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم؟ فهل سمح ابن‬

‫صهاك لسَّنة النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم وفروض اإلسالم أن تنتشر‬


‫بين الناس ام منعها وحرقها وحرفها؟ ففي النص الصهاكي اعاله‬
‫يرتكب ابن صهاك حزمة من الموبقات العظيمة‪ .‬إذ يتهم ابن صهاك‬

‫القرآن بالنقص ويفتري على هللا تعال الكذب بفبركة نص واالدعاء‬


‫برز جرأة سمجة ووقحة في محاولة حشر ذلك‬
‫بأنه آية قرآنية وإ ا‬

‫النص في القرآن بادعائه أنه قرأه أيام النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم رغم‬


‫أ ن نص ابن صهاك المفبرك ركيك وواضحة بنيته الشيطانية التي‬
‫ألقاها الشيطان وأولياؤه على ابن صهاك وأمثاله‪.‬‬
‫كما أن الرواية غريبة في سندها ومتنها‪ .‬فالراوي األصل‬
‫للمروية هو سعيد بن المسيب الذي يقول إن ابن صهاك خطب في‬

‫‪3‬‬
‫الناس ليؤكد وجود عقوبة الرجم في القرآن الكريم في آية يدعي ابن‬
‫صهاك إنها تم حذفها او نسخها! ولكن كواليس التحريف التي‬
‫تتحدث على لسان ابن صهاك قد فاتت عليها حقيقة أن سعيد بن‬
‫المسيب كان عمره عامين فقط حين هلك ابن صهاك‪ .‬وعليه كيف‬
‫سيروي طفل مازال يحبو عن ابن صهاك وكيف سيكون طفل مازال‬
‫يحبو ممن خطب فيهم ابن صهاك؟! إذن ال يمكن أن يكون سعيد‬
‫ابن المسيب راويا لهذه الرواية‪ .‬ولتأسيس التحريف وحشر التشريع‬
‫الصهاكي داخل التشريع اإلسالمي الواضح حاول البخاري ومسلم‬
‫وامثالهم فبركة اسانيد أخرى للرواية ونسبوها لحبرهم عبد هللا بن‬
‫عباس؛ خليل ورفيق ابن صهاك‪.‬‬
‫وعليه فإن ابن صهاك اختلق خامة تجعل كل قارئ لها يتأكد‬
‫من أن ابن صهاك قد اتهم القرآن بالنقصان وأنه إدعى بطريقة او‬
‫أخرى إلى حدوث تالعب بالقرآن‪ .‬وهذا يوضح أن ابن صهاك ومن‬
‫خالل ذلك التشريع الصهاكي المرفوع إليه من الكواليس المريبة التي‬
‫كان يعمل لصالحها لم يتهم فقط القرآن بالنقصان بل أيضا حاول‬
‫تثبيت تشريع تلمودي داخل التشريع اإلسالمي بل وذهب الى مدى‬
‫أنه حاول حشره في داخل القرآن نفسه لوال ادعاءه خوفه المزعوم‬
‫من اعتراض الناس على اضافته التحريفية داخل القرآن‪ .‬فإذا فعال‬
‫تخوف ابن صهاك من اعتراض الناس‪ ،‬فلماذا يخاف من قول الناس‬
‫في شأن يراه هو حقا؟ ومتى كان ابن صهاك يخاف من ردة فعل‬
‫الناس تجاه باطله ومعاصيه؟ الم يكن ابن صهاك‪ ،‬علنا‪ ،‬يشاقق‬

‫النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم؟ الم يهدد بحرق بيت النبوة علنا؟ أال يدعي‬
‫كهنة البالط السقيفي أن ابن صهاك ال يخاف في الحق لومة الئم؟‬
‫فهل يترك ابن صهاك القرآن حسب زعمه ناقصا ويهلك حتى ال‬

‫‪4‬‬
‫يقول الناس زاد ابن صهاك في كتاب هللا تعال لو كانت تلك الفبركات‬
‫الصهاكية فعال جزءا من القرآن؟ ألم يسمع ابن صهاك باآلية القرآنية‬
‫التي تقول‪﴿ ،‬اْلَي ْوَم أَ ْك َمْلت َلك ْم د َينك ْم َوأ َْت َم ْمت َعَل ْيك ْم ن ْع َمتي َوَرضيت‬
‫َلكم اإل ْسالَ َم دينا﴾؟ لماذا يدعي ابن صهاك أن القرآن ناقص؟ ألم‬
‫يسمع باآلية القرآنية التي تقول‪﴿ ،‬إَّنا َن ْحن َن َّزْلَنا الذ ْك َر َوإَّنا َله‬
‫َل َحافظو َن﴾؟‪ 2‬كيف يتج أر ابن صهاك على قول خطير كهذا؟ ألم‬

‫﴿وَلي ْسأَل َّن َي ْوَم اْلقَي َ‬


‫امة َع َّما َكانوا‬ ‫يسمع باآلية القرآنية التي تقول‪َ ،‬‬
‫َيْفتَرو َن﴾؟‪ 3‬ألم يسمع ابن صهاك باآلية القرآنية التي تقول‪﴿ ،‬انظ ْر‬
‫يف َيْفتَرو َن َعَلى ّللا َ‬
‫الكذ َب َوَكَفى به إ ْثما ُّمبينا﴾؟‪ 4‬أال تجعل اآلية‬ ‫َك َ‬
‫القرآنية السابقة ابن صهاك مرتكبا إثما مبينا؟ ألم يعلم ابن صهاك‬

‫أن االفتراء على هللا تعالى الكذب يضع اإلنسان في خانة الكافرين‬
‫ين َكَفروْا َيْفتَرو َن َعَلى ّللا‬ ‫َّ‬
‫﴿وَلـك َّن الذ َ‬
‫كما تقول اآلية القرآنية‪َ ،‬‬
‫اْل َكذ َب﴾؟‪ 5‬من يفتري على هللا تعالى الكذب سوى الكافر؟ أليس النص‬

‫الصهاكي أعاله يجعل ابن صهاك عدوا للنبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم‬


‫ويقف في صف شياطين االنس والجن كما تقول اآلية القرآنية‪،‬‬
‫ين اإلنس َواْلجن يوحي َب ْعضه ْم‬ ‫﴿وَك َذل َك َج َعْلَنا لكل نب ٍّي َعدوا َشَياط َ‬
‫َ‬
‫ُّك َما َف َعلوه َف َذ ْره ْم َو َما‬
‫اء َرب َ‬ ‫إَلى َب ْع ٍّ‬
‫ف اْلَق ْول غرو ار َوَل ْو َش َ‬
‫ض ز ْخر َ‬
‫ن ‪6‬‬
‫َيْفتَرو َ ﴾؟‬
‫وهنا يط أر سؤال آخر! هل اعتقد ابن صهاك أن "الشيخ‬
‫والشيخة" فقط يكونان دائما محصنين بالزواج؟ أليس هناك الكثير‬
‫من "الشيوخ والشيخات" يمكن ان يكونوا غير محصنين بالزواج؟‬
‫أليس هناك الكثير من الشباب والشابات يمكن أن يكونوا محصنين‬
‫بالزواج؟ وقد وردت هذه اآلية الصهاكية الشيطانية بعدة ألفاظ منها‬

‫‪5‬‬
‫"الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكاال من هللا وهللا عزيز‬
‫حكيم"! وهنا يتكشف الباحث الفبركة البليدة والغبية التي حاولت أن‬
‫السارق‬
‫﴿و َّ‬
‫تحاكي ببالهة إيقاع وصياغة اآلية القرآنية التي تقول‪َ ،‬‬
‫طعوْا أ َْيدَيه َما َج َزاء ب َما َك َسَبا َن َكاال م َن ّللا َوّللا َعزيز‬
‫السارَقة َفا ْق َ‬
‫َو َّ‬
‫َحكيم﴾‪ 7‬إال أنه يبدو من الواضح أنه قد تمت فبركة تلك اآلية‬
‫الصهاكية الشيطانية بنفس طريقة النسخ واللصق التي امتهنها‬
‫قصاصو البالط السقيفي! فهذه المروية المفبركة ذات السند والمتن‬

‫المختل يجعل ابن صهاك أحد رواد االفتراء على هللا تعالى كذبا‬
‫ويجعله أيضا أحد رواد المشككين في كمال القرآن وتمامه‪ .‬حيث‬
‫تكشف المروية إنها جزء من أجندة ابن صهاك الختراق التشريعات‬
‫اإللهية بتشريعات أخرى مفبركة على الطريقة التلمودية‪ .‬وقد كان‬
‫منع أقطاب السقيفة الناس من تداول وبث الحديث النبوي جزء من‬
‫تلك األجندة الخفية المتآمرة على الدين اإلسالمي والتي بدأها ابن‬
‫أبي قحافة من اجل تحريف القرآن‪ .‬إذ يذكر البخاري رواية عن ابن‬
‫صهاك تدعي‪" ،‬ثم إنا كنا نق أر من كتاب هللا ‪ -‬أن ال ترغبوا عن‬
‫آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ‪ 8"...-‬وهذا دليل على‬
‫أن ابن صهاك كان يشكك في القرآن وتمامه وكماله ويفبرك ما‬
‫يروق له وفقا إليقاع يحاول من خالله محاكاة اإليقاع اللغوي للقرآن‬
‫لكن بطريقة خرقاء وغبية!‬
‫كما أن ابن صهاك في محاولة دفاعه عن ذلك القول‬

‫الشيطاني يحاول أن يظهر نفسه مثل النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم‬


‫عند مخاطبته الناس في حجة الوداع قبل استشهاده ولكن ابن صهاك‬
‫هنا يحدث الناس بما يرميه الشيطان له ويخرج قوله بآلية الدفاع‬

‫‪6‬‬
‫المسبق وبذلك ينبئ عن وجود شيء مريب فيما يختص بأمر اآلية‬
‫الصهاكية الشيطانية التي تدعو الناس إلى شيء يخالف القرآن‬
‫والتشريع اإللهي وبلغة شبيهة باللغة الركيكة للكتب المحرفة‪ .‬ففي‬
‫هذه الرواية الركيكة‪ ،‬يبدو ابن صهاك مختلقا لزوبعة في فنجان‬
‫ومتصديا لمنكري مرويته‪ .‬ثم يذكر العبارة الركيكة‪" ،‬الشيخ والشيخة‬
‫إذا زنيا‪َّ ".....‬‬
‫ويدعي ابن صهاك كذبا إنها آية قرآنية بالرغم من أن‬

‫هللا تعال قال‪﴿ ،‬اْلَي ْوَم أَ ْك َمْلت َلك ْم د َينك ْم َوأ َْت َم ْمت َعَل ْيك ْم ن ْع َمتي َوَرضيت‬

‫َلكم اإل ْسالَ َم دينا‪ ﴾.‬وأخبر النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم الناس أنه قد‬


‫بلغ كامل الرسالة واقر الناس باستالم كامل التبليغ‪ .‬كما أن ابن‬
‫صهاك يناقض نفسه عندما يقول‪" ،‬لوال ان يقول الناس زاد عمر بن‬
‫الخطاب في كتاب هللا لكتبتها"! فكيف يعتبرها ابن صهاك آية قرآنية‬
‫ومع ذلك ال يأمر بإضافتها للقرآن لو كان ابن صهاك صادقا فيما‬
‫يقول وليس كمن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار؟‬
‫فمن يتمعن في نص تلك اآلية الصهاكية الشيطانية يدرك‬
‫أنها ساقطة‪ .‬حيث تتكشف عملية الفبركة في النص‪ .‬كما أن الخلل‬
‫اللغوي والمفاهيمي الموجود في النص ال يمكن ان يرتكبه القرآن‬
‫أبدا‪ .‬فكلمة "شيخ" وردت في القرآن لتعني الرجل المسن كما في‬
‫اآلية القرآنية‪َ ﴿ ،‬قاَل ْت َيا َوْيَلتَى أَأَلد َوأََن ْا َعجوز َو َهـ َذا َب ْعلي َش ْيخا إ َّن‬
‫ُّها‬
‫َهـ َذا َل َش ْيء َعجيب﴾ وكذلك اآلية القرآنية التي تقول‪َ ﴿ ،‬قالوْا َيا أَي َ‬
‫‪9‬‬

‫اك م َن‬ ‫َح َد َنا َم َك َانه إَّنا َن َر َ‬


‫اْل َعزيز إ َّن َله أَبا َش ْيخا َكبي ار َفخ ْذ أ َ‬
‫اء َم ْدَي َن‬ ‫م‬ ‫د‬
‫َ‬‫ر‬
‫َ ََ َ َ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫﴿و‬ ‫‪،‬‬ ‫تقول‬ ‫التي‬ ‫آنية‬
‫ر‬ ‫الق‬ ‫ة‬ ‫اآلي‬ ‫أيضا‬ ‫و‬ ‫‪10‬‬
‫ين﴾‬‫اْلم ْحسن َ‬
‫ودان‬ ‫ام َرأتَْين تَذ َ‬
‫َوَو َج َد من دونهم ْ‬ ‫َعَل ْيه أ َّمة م َن َّ‬
‫الناس َي ْسقو َن‬ ‫َو َج َد‬
‫ونا َش ْيخ‬
‫صد َر الرَعاء َوأَب َ‬ ‫َّ‬
‫َحتى ي ْ‬ ‫طبك َما َقاَلتَا َال َن ْسقي‬
‫َما َخ ْ‬ ‫ال‬
‫َق َ‬

‫‪7‬‬
‫َكبير﴾‪ 11‬وكل ذلك يبين أن كلمة "شيخ" تعني رجل كبير السن‪ .‬أما‬
‫فيما يختص بكلمة "شيخة" فهي اختيار خاطئ من جانب من فبرك‬
‫ذلك النص وتبين أن من فبرك النص لم يمتلك أقل قدر من الذكاء‬
‫ولم يستطع أن يحبك الصياغة بالطريقة التي تتناسب مع دافعه‬
‫الشرير فاعتمد على الع ْرف الَقَبلي في الصياغة ليأتي بكلمة‬
‫"الشيخة" لكنه لم يالحظ التعبير القرآني فيما يختص في االشارة الى‬
‫سمى في القرآن "عجوز" كما في‬
‫المرأة العجوز‪ .‬فالمرأة كبيرة السن ت َّ‬
‫اآلية القرآنية التي تقول‪َ ﴿ ،‬قاَل ْت َيا َوْيَلتَى أَأَلد َوأََن ْا َعجوز َو َهـ َذا َب ْعلي‬
‫َش ْيخا إ َّن َهـ َذا َل َشيء َعجيب﴾ أو كما في اآلية القرآنية التي تقول‪،‬‬
‫ْ‬
‫ين﴾ وأيضا في اآلية القرآنية التي تقول‪،‬‬ ‫َّ‬
‫﴿إال َعجو از في اْل َغابر َ‬
‫‪12‬‬

‫ص َّك ْت َو ْج َه َها َوَقاَل ْت َعجوز َعقيم﴾‬


‫‪13‬‬ ‫﴿ َفأَ ْقَبَلت ام َأرَته في ٍّ‬
‫ص َّرة َف َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫كما وأنه إذا تَ َّمعنا في القرآن فهو كفيل بدحض وجود أي‬
‫تشريع أو حد آخر للزنا سوى الجلد للزاني إذا كان الشخص محصنا‬
‫كان او غير محصن‪ .‬ونرى ذلك جليا عندما يقول القرآن في شأن‬
‫الحرة التي ترتكب الزنى‪ .‬حيث يقول القرآن في هذا الخصوص‪،‬‬
‫اجلدوْا كل َواح ٍّد م ْنه َما م َئ َة َجْل َد ٍّة َوالَ تَأْخ ْذك ْم به َما‬
‫﴿الزانَية َوالزاني َف ْ‬
‫َ ْأرَفة في دين ّللا إن كنت ْم ت ْؤمنو َن باّلل َواْلَي ْوم االَخر َوْلَي ْش َه ْد َع َذ َابه َما‬
‫وعندما ندلف تدب ار في اآلية القرآنية التي‬ ‫‪14‬‬
‫ين‪﴾.‬‬ ‫طآئَفة م َن اْلم ْؤمن َ‬ ‫َ‬
‫تتناول زنا غير الحرة ندرك التشريع اإللهي فيما يختص بالزنا ال‬
‫﴿و َمن َّل ْم َي ْستَط ْع‬
‫يشتمل على أي رجم‪ .‬حيث تقول اآلية القرآنية‪َ ،‬‬
‫صَنات اْلم ْؤم َنات َفمن ما َمَل َك ْت أ َْي َمانكم من‬ ‫ط ْوال أَن َينك َح اْلم ْح َ‬
‫منك ْم َ‬
‫ض َفانكحوه َّن‬ ‫َعَلم بإيمانكم َب ْعضكم من َب ْع ٍّ‬ ‫َفتََياتكم اْلم ْؤم َنات َوّللا أ ْ‬
‫َ ْ‬
‫ات‬‫ات َغير مسافح ٍّ‬ ‫بإ ْذن أَهله َّن وآتوه َّن أجوره َّن باْلمعروف محصن ٍّ‬
‫َْ َ َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ٍّ‬
‫صف َما‬ ‫ان َفإذا أ ْحص َّن َفإ ْن أَتَ ْي َن بَفاح َشة َف َعَل ْيه َّن ن ْ‬ ‫َوالَ متَّخ َذات أ ْ‬
‫َخ َد ٍّ‬

‫‪8‬‬
‫ص َنات م َن اْل َع َذاب َذل َك ل َم ْن َخشي اْل َعَن َت م ْنك ْم َوأَن‬
‫َعَلى اْلم ْح َ‬
‫َ‬
‫صبروْا َخ ْير َّلك ْم َوّللا َغفور َّرحيم‪ 15﴾.‬فهذه اآلية القرآنية تجعل‬ ‫تَ ْ‬
‫نت نصف عقوبة الح َّرة‪ .‬وهذه اآلية‬ ‫تزوجت َوز ْ‬ ‫األمة إذا َّ‬
‫عقوبة َ‬
‫القرآنية ايضا تدحض وجود شيء اسمه حد الرجم‪ .‬كما تؤكد اآليات‬
‫القرآنية أعالها أن‪ ،‬كالهما‪ ،‬الزاني المحصن وغير المحصن يجلدان‬
‫وان المرأة غير الحرة المتزوجة الزانية تعاقب بنصف عقوبة المرأة‬
‫الحرة المتزوجة الزانية‪ .‬وهذا دليل آخر أنه ال يمكن أن تكون عقوبة‬
‫المحصن رجما إذ أن الرجم؛ (الموت)‪ ،‬ال يمكن تنصيفه‪ ،‬بل‪ ،‬إن‬
‫الموت ليس أصال عذاب (عقوبة)‪ .‬إن الجلد هو العذاب الذي يقبل‬
‫التنصيف؛ وهو خمسون جلدة للَ َمة‪ ،‬وهو نصف العقوبة المقررة‬
‫للح َّرة؛ وهي مائة جلدة‪ ،‬وهو "العذاب" المقصود في اآليات اعالها‪.‬‬

‫وهذا واضح من قول هللا تعال ﴿فإذا أحص َّن﴾ أي َّ‬


‫تزوجن ﴿ َف َعَل ْيه َّن‬
‫صَنات من العذاب﴾ (أي الحرائر المتزوجات)‬ ‫صف َما َعَلى اْلم ْح َ‬
‫نْ‬
‫من العذاب‪ .‬ونالحظ تكرار القرآن لكلمة العذاب التي تشير الى‬
‫عقوبة الجلد لكالهما‪ ،‬الحرائر والجاريات‪ ،‬إذا زنين‪ .‬وبذلك يشرع‬
‫القرآن العقوبة وهي الجلد المعدود (‪ 100‬للمرأة الحرة‪ 50 /‬للجارية)‪.‬‬
‫وهكذا يمكن تنصيف الجلد عددا لكن ال يمكن تنصيف الرجم‬
‫حصنة الذين‬
‫حصن والم َ‬
‫(القتل)‪ .‬فكل من يدعي أن الرجم عقوبة الم َ‬
‫نصف الرجم أو الموت؟ هل‬‫يرتكبان الزنا فعليه أن يفكر كيف ي َّ‬
‫هناك نصف موت؟ هل يمكن ذلك؟ أين عقول فقهاء الظالم‬

‫شرعوا مع هللا تعال وبدلوا نعمته كف ار ونتيجة لذلك‬


‫الصهاكيين الذين َّ‬
‫انتهكوا تعاليم الدين وحرفوا وبدلوا وأحلوا قومهم دار البوار؟ الجدير‬
‫بالذكر أن الجارية الم ْجبرة على ارتكاب الزنا ال عقوبة جلد عليها‬

‫‪9‬‬
‫ألنها م ْجبرة على ذلك وال تملك حرية االختيار‪ .‬لذلك ينهى القرآن‬
‫إجبار الجارية على الزنا‪ .‬حيث يقول القرآن‪َ ﴿ ،‬والَ ت ْكرهوْا َفتََياتك ْم‬
‫ض اْل َحَياة الد ْنَيا َو َمن ي ْكرههن‬
‫َعَلى اْلب َغاء إ ْن أ ََرْد َن تَ َحصنا لتَْبتَغوْا َع َر َ‬
‫فمن يتدبر في اآليات‬ ‫فإن ّللا من َب ْعد إ ْك َراههن َغفور رحيم﴾‬
‫‪16‬‬

‫القرآنية اعالها يكتشف فرية ابن صهاك الشيطانية‪.‬‬


‫فكلمة "العذاب" في اآليتين السابقتين الخاصتين بالزاني‬
‫األمة المحصنة الزانية تَعني الجلد‪ .‬ونجد ذلك أيضا في‬
‫والزانية و َ‬
‫اآلية القرآنية التي تقرر حد نساء النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم إذا‬
‫ارتكبن الزنا‪ .‬إذ تكون عقوبتهن ضعف عقوبة المرأة الحرة؛ مئتي‬

‫جلدة‪ .‬فاآلية القرآنية التي تتناول نساء النبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم‬


‫تجعل موضوع جلد الرجل والمرأة الزانيان؛ محصنين أو غير‬
‫محصنين‪ ،‬أكثر وضوحا وتدحض وجود رجم في االسالم‪ .‬اذ يقول‬
‫ف َل َها‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬
‫اع ْ‬
‫ض َ‬‫آء النبي َمن َيأْت منكن بَفاح َشة م َبيَنة ي َ‬
‫القرآن‪﴿ ،‬ياَ ن َس َ‬
‫اْل َع َذاب ض ْعَف ْين﴾‪ 17‬فعندما نتمعن في اآلية القرآنية اعالها والتي‬
‫تهدد نساء النبي بمضاعفة العقوبة لهن إذا زنين فإننا نستزيد يقينا‬
‫بعدم وجود رجم في اإلسالم وأن ما قاله ابن صهاك كان افتراء على‬

‫هللا تعالى‪ .‬فهل يمكن مضاعفة الموت يا حمير البالط الصهاكي؟‬


‫كيف يضاعف الرجم لنفس الشخص؟ وهل يموت الشخص مرتين؟‬

‫وعليه فإن من ترتكب الزنى من زوجات النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم‬


‫تجلد فقط لكن تجلد ضعف عدد جلدات الحرة؛ مئتي جلدة‪ .‬ونجد‬

‫اإلنصاف اإللهي المتوازي فيما يختص بزوجات النبيىصلىىاهللىعليهى‬

‫وآلهىوسلم عندما يعملن األعمال الصالحة‪ .‬ففي هذه الحالة لهن‬

‫‪10‬‬
‫ضعف ما للمحسنات من األجر‪ .‬يقول هللا تعال‪َ ﴿ ،‬و َمن َيْقن ْت منكن‬
‫َعتَ ْدَنا َل َها رْزقا‬
‫َج َرَها َمرتَْين َوأ ْ‬
‫صالحا ن ْؤت َها أ ْ‬
‫ّلل َوَرسوله َوتَ ْع َم ْل َ‬
‫وهنا أيضا ذكر القرآن كلمة العذاب المذكورة في اآليات‬ ‫‪18‬‬
‫َكريما‪﴾.‬‬
‫القرآنية الخاصة بجلد الزاني والزانية كما هي مبينة اعاله‪ .‬إذ يقول‬

‫ف َل َها‬
‫اع ْ‬
‫ض َ‬‫القرآن في شأن زوجات النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم‪﴿ ،‬ي َ‬
‫اْل َع َذاب ض ْعَف ْين﴾ فتشير اآلية القرآنية في حالة نساء النبيىصلىىاهللى‬

‫عليهىوآلهىوسلم أيضا للجلد بكلمة "العذاب" المذكور في شأن الجارية‬


‫والمرأة الحرة؛ أي الجلد وليس هناك عذاب دنيوي محدد في القرآن‬
‫إال الجلد على مرتكب الزنا‪.‬‬
‫وهكذا فقد جعل القرآن ذلك "العذاب" نصفا في حالة اإلماء‬
‫ص َنات م َن اْل َع َذاب﴾؛‬ ‫بالقول القرآني‪َ ﴿ ،‬ف َعَل ْيه َّن ن ْ‬
‫صف َما َعَلى اْلم ْح َ‬
‫(جلدات) الحرة التي ترتكب‬ ‫وهو خمسون جلدة وهو نصف عذاب َ‬
‫الزنا؛ وهي مائة جلدة‪ ،‬بينما تأخذ زوجة النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم‬
‫التي ترتكب الزنا ضعف عذاب المرأة الحرة؛ أي مئتي جلدة وبذلك‬

‫تحصل األَمة المحصنة الزانية ربع عقاب زوجة الرسول صلىىاهللى‬

‫عليهىوآلهىوسلم إذا ارتكبت الزنا وقد وصف القرآن كل أنواع الجلد ذلك‬
‫"بالعذاب"‪ .‬وبما أن الرجم الصهاكي يعني القتل أو الموت‪ ،‬ال يمكن‬

‫اعف في حالة نساء النبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم وال يمكن‬


‫ض َ‬‫أن ي َ‬
‫تنصيفه في حالة األَمة المحصنة التي ترتكب الزنا ألن العذاب‬
‫المكرر في الثالث حاالت هو الجلد (الرجل والمرأة – الحر والحرة‬
‫‪ -‬محصنين او غير محصنين‪100 :‬جلدة)‪( ،‬العبد واألَمة ‪-‬‬
‫محصنين او غير محصنين‪ 50 :‬جلدة)‪( ،‬زوجة النبي إذا زنت‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ 200‬جلدة)‪ .‬وبذلك وضع القرآن هيكل العقوبات في جريمة الزنا‬
‫مخصصا ‪ 50‬جلدة للعبد والجارية محصنة أو غير محصنين‪،‬‬
‫و‪ 100‬جلدة للحر والحرة إذا كانوا محصنين أو غير محصنين‪،‬‬

‫و‪ 200‬جلدة لزوجة النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم‪ .‬وهذا يوضح أنه ال‬


‫صف وال يمكن أن‬
‫يوجد رجم للزاني ألن الموت ال يمكن أن يَن َّ‬
‫اعف! إذ هل يمكن أن نعاقب أحدا بنصف الموت؟ هل يمكن‬ ‫ض َ‬‫يَ‬
‫أن نضاعف الموت ألحد؟ أين عقولكم يا من تدعون وجود رجم في‬
‫اإلسالم ألن ابن صهاك؛ ربكم‪ ،‬ادعى ذلك؟ أليست اآليات القرآنية‬
‫صرون على االنحراف الصهاكي‬
‫واضحة لكل عقل متدبر؟ أم أنكم ت ُّ‬
‫على حساب القرآن وذلك حماية ألصنامكم التاريخيين؟ فهل يمكن‬
‫أن يعا َقب االنسان بضعف قتل أو نصف قتل؟ مالكم كيف تحكمون‬
‫يا كهنة البالط السقيفي األغبياء؟ فالقتل ليس عذاب بل هو حد‬
‫قصاص في حالة القتل العمد أو الحرابة‪ .‬وعليه فإنه ال رجم في‬
‫اإلسالم أبدا للزاني المحصن‪ .‬فالعقاب للزاني المحصن هو الجلد‬
‫فقط وعدد الجلدات يتم تحديده وفقا للموقع االجتماعي؛ رجل أو امرأة‬

‫حرة أو أمة أو زوجة للنبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم‪.‬‬


‫ويتضح كذب االفتراء الصهاكي أكثر إذا تدبر القارئ في‬
‫انتقال القرآن من تقرير حد الزنا بالجلد للمحصن وغير المحصن‬
‫فيما يختص بالرجل والحرة واألمة؛ محصنين او غير محصنين‪،‬‬

‫وزوجات النبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم‪ ،‬إلى مستوى القذف أو شهادة‬


‫الزور‪ .‬وفي هذا أيضا يسمي القرآن عقوبة الجلد بالعذاب ويقول إن‬
‫المحصن يجلد فقط وال يرجم أبدا‪ .‬إذ يقول القرآن في الزوج الذي‬
‫رأى رجال يزني بزوجته ولم يستطع إثبات ذلك بواسطة أربعة شهود‬

‫‪12‬‬
‫فإن عليه أن يحلف أربعة أيمان أنه رآها تزني ليثبت ذلك ومن ثم‬
‫ين‬ ‫يتم جلدها كعقوبة زنا‪ .‬تقول اآليات القرآنية في هذا الشأن‪َّ ،‬‬
‫﴿والذ َ‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َحده ْم أ َْرَبع‬‫اجه ْم َوَل ْم َيكن له ْم ش َه َداء إال أَنفسه ْم َف َش َه َادة أ َ‬ ‫َي ْرمو َن أ َْزَو َ‬
‫ّللا َعَل ْيه إن‬ ‫َن َل ْعَن َت َّ‬‫ين * َواْل َخام َسة أ َّ‬ ‫اّلل إَّنه َلم َن َّ‬ ‫َشهاد ٍّ‬
‫الصادق َ‬ ‫ات ب َّ‬ ‫ََ‬
‫اّلل‬
‫ات ب َّ‬ ‫َكان من اْل َكاذبين * ويد أر ع ْنها اْلع َذاب أَن تَ ْشهد أَربع َشهاد ٍّ‬
‫َ َ َْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ان م َن‬ ‫ّللا َعَل ْي َها إن َك َ‬ ‫ض َب َّ‬‫َن َغ َ‬ ‫إَّنه َلم َن اْل َكاذب َ‬
‫ين * َواْل َخام َس َة أ َّ‬
‫وكما توضح اآليات القرآنية فإذا َّ‬
‫ردت الزوجة أيمان‬ ‫‪19‬‬
‫ين﴾‬
‫الصادق َ‬
‫َّ‬
‫الزوج بأن حلفت أربعة أيمان أن زوجها من الكاذبين فال يتم عقابها‬
‫(جلدها) كما توضح اآليات القرآنية أعالها‪ .‬وهنا يوضح القرآن أنه‬
‫إذا عجز الزوج عن إثبات حالة التلبس بالزنا على زوجته ولم يستطع‬
‫إحضار العدد الشرعي من الشهود؛ أربعة شهود‪ ،‬فيمكن أن يشهد‬
‫بنفسه أنها زانية أربع مرات ويؤكد من خالل شهادته الخامسة‬

‫استجالب لعنة هللا تعال عليه إن كان كاذبا وهذه هي حالة اللعان‬
‫وال يعاقب بحد القذف في هذه الحالة ألنه ينتظر اللعنة اإللهية إذا‬
‫كان كاذبا‪ .‬ويمكن للزوجة المتهمة أن تدفع عن نفسها تهمة الوقوع‬
‫في الزنا وتد أر عن نفسها "العذاب" )حد الجلد( المترتب على ذلك‬

‫بأن تشهد أربع شهادات باّلل تعال بأن زوجها كاذب‪ ،‬ثم تؤكد في‬

‫شهادتها الخامسة بأن تستجلب غضب هللا تعالى عليها إن كان زوجها‬
‫صادقا‪ .‬وعلينا أن نالحظ أن القرآن قد ذكر نفس الكلمة السابقة‬
‫(وَي ْد َرؤْا عنها‬
‫اب﴾ ولم يقل َ‬
‫(العذاب) حيث قال ﴿ َوَي ْد َرؤْا َع ْن َها اْل َع َذ َ‬
‫الموت) بالرغم أنه في آية قرآنية أخرى ذكر نفس الفعل (درأ) مع‬
‫الموت كما هو في اآلية القرآنية التي تقول‪﴿ ،‬ق ْل َف ْاد َرؤوا َع ْن أَنفسكم‬
‫وبذلك يكون العذاب المذكور في اآلية‬ ‫‪20‬‬
‫ين﴾‬
‫صادق َ‬
‫اْل َم ْو َت إن كنت ْم َ‬

‫‪13‬‬
‫القرآنية السابقة ايضا هو نفس العذاب المذكور في بداية سورة النور‪،‬‬
‫اجلدوْا كل َواح ٍّد م ْنه َما م َئ َة َجْل َد ٍّة َوالَ تَأْخ ْذك ْم به َما‬
‫﴿الزانَية َوالزاني َف ْ‬
‫َ ْأرَفة في دين ّللا إن كنت ْم ت ْؤمنو َن باّلل َواْلَي ْوم االَخر َوْلَي ْش َه ْد َع َذ َابه َما‬
‫ين﴾ أي عذاب الجلد مئة جلدة لكل من الزانيان‬ ‫طآئَفة م َن اْلم ْؤمن َ‬
‫َ‬
‫الحر والحرة إذا كانا متزوجان او غير متزوجان وكذلك العذاب‬
‫(خمسون جلدة) المذكور بالنسبة للعبد واأل ََمة إذا كانا متزوجان او‬

‫غير متزوجان وكذلك العذاب (مائتا جلدة) بالنسبة لزوجة النبيىصلىى‬

‫اهللىعليهىوآلهىوسلم‪ .‬وهنا أيضا يتضح جليا أن القرآن قد وصف عقوبة‬


‫الزنا بالعذاب‪ .‬وبين القرآن كيف تد أر المتهمة عن نفسها العذاب‬
‫الع َذاب" وهو نفس الوصف الذي وصف عقوبة‬ ‫بقوله َ"وَي ْد َرؤْا َع ْن َها َ‬
‫الجلد بالنسبة للزاني والزانية الح َّرة والجارية؛ إذا كانوا محصنين او‬
‫غير محصنين‪ .‬وبما أن اآلية القرآنية أعالها تتناول موضوع حد‬
‫امرأة محصنة وهو الذي تشير إليه اآلية القرآنية بكلمة "العذاب" فإنها‬
‫تتوافق مع كلمة "العذاب" المشار إليها في اآلية القرآنية التي تلي‬
‫آية العقوبة الحدية المحددة بالجلد في اآلية القرآنية السابقة التي‬
‫ّللا إن كنت ْم ت ْؤمنو َن ب َّ‬
‫اّلل َواْلَي ْوم‬ ‫﴿وَال تَأْخ ْذكم به َما َ ْأرَفة في دين َّ‬
‫تقول‪َ ،‬‬
‫ين‪ ﴾.‬وكما ذكرنا سابقا فإن‬
‫طائَفة م َن اْلم ْؤمن َ‬
‫ْاآلخر َوْل َي ْش َه ْد َع َذ َابه َما َ‬
‫هللا تعال لم يسمي الموت عذاب بل سماه قصاصا في حالة القتل‬
‫العمد أ و تطبيق العقوبة المشابهة للجريمة كالعين بالعين واألذن‬
‫باألذن والجروح قصاص‪ .‬والعذاب في آية الزنا هو الجلد الذي قررته‬
‫اآلية القرآنية نفسها‪ .‬فهذا يعني أن المحصن مرتكب الزنا يظل حيا‬
‫وليس مقتوال كما إدعى ابن صهاك‪ .‬فأين عقولكم يا كهنة البالط‬
‫الصهاكي الحمير الذين اجتهدتم على حماية انحراف ابن صهاك‬

‫‪14‬‬
‫واتهامه للقرآن بالنقص ورغبته بإضافة آيته الشيطانية في القرآن؟‬

‫فبالنسبة لحمير البالط الصهاكي‪ ،‬فإن ابن صهاك أهم من هللا تعالى‬
‫والقرآن!‬
‫وبذلك يكون للزنا حدود (عذاب) متعددة وهو للحر إذا كان‬

‫رجل أو امرأة (‪ 100‬جلدة)‪ ،‬زوجة النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم (‪200‬‬


‫جلدة)‪ ،‬العبد واألمة (‪ 50‬جلدة)‪ ،‬واآلن أضافت اآلية القرآنية السابقة‬
‫حد لقذف اعراض األبرياء او شهادة الزور (‪ 80‬جلدة) وبذلك يكون‬
‫التشريع الخاص بالزنا وما حوله من قذف أو شهادة زور قد اكتمل‪.‬‬
‫حيث وصف العقوبة بالعذاب في كل حالة وهذا يوضح أنه ال عقوبة‬
‫رجم أبدا‪ .‬ألنه لو كانت هناك عقوبة رجم للزاني المحصن لما تناول‬
‫القرآن زنا االشخاص بخلفياتهم االجتماعية أو القذف وشهادة الزور‬
‫التي لها صلة بهما كما رأينا سابقا وتوقف عند ذلك‪ .‬بل لصرح‬
‫القرآن بحد الرجم قبل تصريحه بالجلد للقذف أو شهادة الزور التي‬
‫لزني والزانية بينما الرجم هو‬
‫لهما حد عقوبة أدنى من حد الجلد ل ا‬
‫مشرعا‬
‫القتل وهو عقوبة أكبر من الجلد نفسه‪ .‬وعليه فإذا كان الرجم َّ‬
‫ل َذ َك َره القرآن مصنفا مرتكبي الزنا بين محصن وغير محصن لتكون‬
‫سلسلة تدرج العقوبة واضحة‪ .‬لكن لم يفعل القرآن ذلك وبهذا تكون‬
‫عقوبة بالرجم غير موجودة في اإلسالم نهائيا بل يبدو ان ابن صهاك‬
‫قد استحضره من ارث الجاهلية التلمودية حتى ينتقم من م اررة تاريخ‬
‫يستشعره في نفسه في ماضي اجتماعي غير اخالقي يقض‬
‫مضاجعه‪ .‬فأين عقولكم يا كهنة البالط السقيفي الذين شاركتم ابن‬
‫السنة النبوية؟‬
‫صهاك في انتهاكاته الواضحة للقرآن و ُّ‬
‫إن حقيقة عدم وجود أي رجم في اإلسالم تدعمها آيات قرآنية‬

‫‪15‬‬
‫أخرى تعطي البراهين القوية على عدم وجود رجم للزاني أو السحاقية‬
‫أو الالئط محصنين كانوا أو غير محصنين‪ .‬تقول تلك اآليات‬
‫استَ ْشهدوْا َعَل ْيه َّن أ َْرَبعة‬ ‫َّ‬
‫ين اْلَفاح َش َة من ن َسآئك ْم َف ْ‬‫﴿والالتي َيأْت َ‬
‫القرآنية‪َ ،‬‬
‫منك ْم َفإن َشهدوْا َفأ َْمسكوه َّن في اْلبيوت َحتَّى َيتَ َوَّفاه َّن اْل َم ْوت أ َْو‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫َصَل َحا‬ ‫َي ْج َع َل ّللا َله َّن َسبيال * َوالل َذ َ‬
‫ان َيأْتَيان َها منك ْم َفآذوه َما َفإن تَ َابا َوأ ْ‬
‫أليس معنى اآليات‬ ‫َعرضوْا َع ْنه َما إ َّن ّللاَ َك َ‬
‫ان تََّوابا َّرحيما‪﴾.‬‬ ‫َفأ ْ‬
‫‪21‬‬

‫القرآنية أعالها وتفاصيلها واضحة لكل من له مسكة عقل؟ فهل‬


‫يمسك اإلنسان امرأة مرجومة وميتة في البيت أم يدفنها في المقابر؟‬
‫وهل األذى في كلمة " َفآذوه َما" هو القتل؟ وهل يمكن أن يتوب‬
‫الميت؟ هل يمكن ان يصلح الميت خطأه؟ وهل يعرض الناس عن‬
‫الميت؟ أين عقولكم يا كهنة البالط السقيفي االغبياء الذين وجهتم‬
‫أقالمكم لتأييد التحريف السقيفي للدين االسالمي حماية ألصنامكم‬
‫السامرية؟‬
‫وتتناول اآلية القرآنية السابقة جريمة السحاق كما هي مبينة‬
‫بالكلمة "الالتي" وهي ضمير جمع للمؤنث‪ .‬ومن أجل عالج حالة‬
‫المرأة السحاقية فإن القرآن منع الناس عنها حتى إما تموت أو تتزوج‬
‫أو تتوب‪ .‬والمسك في البيوت نوع من الزجر واإلصالح واإلخضاع‬
‫للمراقبة حتى الموت أو تقلع عن ذلك السلوك المشين وتتوب أو‬
‫يقبل بها رجل ما كزوجة‪ .‬فكلمة ﴿ َفأ َْمسكوه َّن﴾ جاءت بعدها تعبير‪،‬‬
‫﴿حتَّى َيتََوَّفاه َّن اْل َم ْوت‪ ﴾.‬وهذا دليل واضح على عدم وجود الرجم‬
‫َ َ‬
‫(القتل) في االسالم‪ .‬وهكذا فإن اآلية القرآنية اعالها توضح أن المرأة‬
‫حبس في البيت حتى تموت أو تتوب أو‬ ‫المدمنة للسحاق تجَلد وت َ‬
‫يأتي من يقبل بها زوجة وهو أحد السبل التي قصده التعبير القرآني‪،‬‬
‫﴿أ َْو َي ْج َع َل ّللا َله َّن َسبيال‪﴾.‬‬

‫‪16‬‬
‫وعالج القرآن حاالت اللواط بين الذكور‪ .‬إذ يقول هللا تعال‪،‬‬
‫َعرضوْا َع ْنه َما إ َّن‬ ‫َّ‬
‫َصَل َحا َفأ ْ‬
‫ان َيأْتَيان َها منك ْم َفآذوه َما َفإن تَ َابا َوأ ْ‬
‫﴿ َوالل َذ َ‬
‫ان" وهو ضمير‬ ‫َّ‬
‫ان تََّوابا َّرحيما‪ ﴾.‬وهنا أيضا نجد كلمة َ"والل َذ َ‬ ‫ّللاَ َك َ‬
‫مثنى للمذكر‪ .‬وبهذا يتضح أن التشريع يختص باثنين من الرجال‬
‫ارتكبا (اللواط أو ما يسمى بالشذوذ الجنسي بين رجلين)‪ .‬فالتعبير‬
‫َعرضوْا َع ْنه َما﴾ يوضح ان‬
‫َصَل َحا َفأ ْ‬
‫القرآني‪َ ﴿ ،‬فآذوه َما َفإن تَ َابا َوأ ْ‬
‫عقوبة تلك الجريمة هي االيذاء‪ .‬ويقرر القانون ذلك وفقا للحالة‬
‫والذي قد يكون جلدا أو عزال أو عمال شاقا أو عالجا نفسيا أو غير‬
‫ذلك مما يراه القضاء ولكن ليس القتل أبدا ألن اآلية القرآنية توضح‬
‫أن أمثال هؤالء الناس يمكن أن يتوبوا ويصلحوا أنفسهم واآلخرين‬
‫َعرضوْا َع ْنه َما‬
‫َصَل َحا َفأ ْ‬
‫أيضا‪ .‬إذ تقول اآلية القرآنية‪َ ﴿ ،‬فإن تَ َابا َوأ ْ‬
‫ان تََّوابا َّرحيما‪ ﴾.‬وهكذا يجب على المجتمع أن يعرض عن‬ ‫إ َّن ّللاَ َك َ‬
‫المعا َقب لعله يتوب ويصلح نفسه! ألن المضايقة أو التجريح أو‬
‫التقريع بعد العقوبة قد تؤدي إلى األحقاد والضغائن واالنتقام‪ .‬إن‬
‫األذى أخف من العذاب (الجلد) وفقا لنصوص القرآن ذات الصلة‬
‫كما رأينا سابقا‪ .‬فأين يا كهنة البالط الصهاكي اإلشارة إلى الرجم‬
‫في كل هذه اآليات التشريعية التي تغطي كل جوانب هذه الجريمة؟‬
‫فبالرغم من أن القرآن يعاقب الزاني بالجلد إال أنه في نفس‬
‫الوقت يفتح باب التوبة له وهذا يوضح أنه يظل حيا وله فرصة في‬
‫ين َال َي ْدعو َن َم َع َّ‬
‫ّللا‬ ‫التوبة وإصالح ما أفسد‪ .‬يقول القرآن‪َّ ،‬‬
‫﴿والذ َ‬‫َ‬
‫النْف َس َّالتي َح َّرَم َّ‬
‫ّللا إ َّال باْل َحق َوَال َي ْزنو َن َو َمن‬ ‫آخ َر َوَال َيْقتلو َن َّ‬
‫إَلها َ‬
‫امة َوَي ْخل ْد فيه‬
‫ف َله اْل َع َذاب َي ْوَم اْلقَي َ‬
‫اع ْ‬
‫ض َ‬ ‫َيْف َع ْل َذل َك َيْل َق أَثَاما * ي َ‬
‫ّللا‬
‫صالحا َفأ ْوَلئ َك يَبدل َّ‬ ‫َّ‬
‫آم َن َو َعم َل َع َمال َ‬
‫اب َو َ‬
‫م َهانا * إال َمن تَ َ‬
‫صالحا‬ ‫ٍّ‬
‫اب َو َعم َل َ‬ ‫ّللا َغفو ار َّرحيما * َو َمن تَ َ‬ ‫ان َّ‬
‫َسيَئاته ْم َح َسَنات َوَك َ‬
‫‪17‬‬
‫فاآليات القرآنية اعالها جعلت التوبة‬ ‫‪22‬‬
‫َفإَّنه َيتوب إَلى َّ‬
‫ّللا َمتَابا‪﴾.‬‬

‫واالصالح محاور يعيش عليها الزاني ويطلب المغفرة من هللا تعالى‬


‫وهذا يدل أنه ليس هناك رجم (قتل) للزاني ألن اآليات القرآنية أعالها‬
‫قد فتحت الباب للتوبة واإلصالح والتخلص من السيئات وإحاللها‬
‫بالحسنات‪ .‬وكل ذلك غير ممكن إذا لم يكن الزاني عائشا في‬
‫المجتمع ولم يتم رجمه (قتله)!‬
‫كما أن ما يثبت أنه ليس هناك رجم في االسالم هو التناول‬
‫القرآني لموضوع المطلقة التي تزني وما أكثر ذلك في المجتمعات‬
‫المسلمة‪ .‬فإذا ارتكبت المطلقة الزنا وهي ال تزال في فترة العدة وهي‬
‫مازالت في بيت الزوجية‪ ،‬فيمكن للمطلق إخراجها من بيت الزوجية‬
‫تثبت من انها قد ارتكبت الزنا وإال فال يحق للمطلق اخراجها‬
‫بعد ال ُّ‬
‫يقول القرآن‪﴿ ،‬الَ ت ْخرجوهن‬ ‫من بيت الزوجية قبل اكمال فترة العدة‪.‬‬
‫بَفاح َش ٍّة مَبيَن ٍّة َوتْل َك حدود‬ ‫ين‬
‫من بيوتهن َوالَ َي ْخر ْج َن إال أَن َيأْت َ‬
‫التي ارتكبت زنا م َثبت يتم‬ ‫ّللا‪ 23﴾.‬وعليه فإنه في حالة المطلقة‬
‫اخالءها من البيت وال يسمح لها بإكمال العدة في بيت الزوجية وفي‬
‫نفس الوقت يستطيع المطلق أن يمنعها من الزواج مرة أخرى؛ وهو‬
‫ما يسمى بالعضل الشرعي‪ ،‬حتى تدفع له‪ ،‬إذا طلب هو ذلك‪ ،‬ببعض‬
‫من المهر أو الصداق أو المؤخر الذي خصصه لها عند الزواج‪.‬‬
‫ولكن ليس هناك عضل قبل اثبات حدوث الزنا وفقا للطرق الشرعية‪،‬‬
‫وإال فإن المنع من الزواج مرة اخرى سيكون عضال واإلسالم يمنع‬
‫العضل غير الشرعي إال في حالة المطلقة التي ارتكبت الزنا في‬
‫فترة العدة‪ .‬حيث يمنع القرآن العضل غير الشرعي بقوله‪َ﴿ ،‬يا أَي َها‬
‫آمنوْا الَ َيحل َلك ْم أَن تَرثوْا الن َسا َء َك ْرها َوالَ تَ ْعضلوهن لتَ ْذ َهبوْا‬
‫ين َ‬
‫الذ َ‬
‫ين بَفاح َش ٍّة م َبيَن ٍّة‪ 24﴾.‬إال أنه إذا تم‬ ‫بَب ْعض ما آتَ ْيتموهن إال أَن َيأْت َ‬
‫‪18‬‬
‫اثبات الزنا بالطرق الشرعية فحينئذ يقام عليها حد الجلد‪ .‬وهنا يتضح‬
‫جليا أنه لو كان هناك رجم لتلك المطلقة الزانية المحصنة لما أعطى‬
‫القرآن للمطلق الحق في إخراجها من البيت خالل فترة العدة ولما‬
‫اعطاه الحق في منعها من الزواج مرة أخرى حتى تدفع جزءا من‬
‫المهر أو الصداق المؤخر أو كله‪ .‬إذ ال يمكن أن يعضل اإلنسان‬
‫امرأة ميتة وال يمكن أن يطلب من امرأة ميتة دفع جزءا من المهر أو‬
‫الصداق المؤخر أو كله!‬
‫وبذلك يكون القرآن قد َّ‬
‫صنف باقة منسجمة من العقوبات‬
‫لجرائم جنسية متعددة وفقا ألحوال ومستويات مختلفة تكون فيها‬
‫العقوبة أحيانا ‪ 200‬جلدة (زوجة النبي) أو ‪ 100‬جلدة (الحر والحرة)‬
‫أو ‪ 50‬جلدة (العبد واألمة) أو ‪ 80‬جلدة (القذف وشاهد الزور)‪،‬‬
‫األذى (للواط)‪ ،‬الحبس في المنزل (للسحاقية) أو الطرد من المنزل‬
‫صداق (للمطلقة‬
‫والعضل وإرجاع ما يطلبه المطلق من المهر وال ُّ‬
‫الزانية) في حالة ثبوت زنا المطلقة أثناء فترة العدة‪ .‬وبذلك يتبين‬
‫جليا أن عقوبة المتزوج الزاني هي الجلد وليس الرجم‪ .‬وعموميات‬
‫الحكم في اآليات السابقة تبين أن الزاني والزانية محصنا كان أو‬
‫غير محصن يبقى حيا في المجتمع بعد تلقي الجلد‪.‬‬

‫ومما يؤكد أنه ليس هناك رجم في اإلسالم قول هللا تعالى‪،‬‬
‫﴿الزاني الَ َينكح إال َزانَية أ َْو م ْشرَكة َوالزانَية الَ َينكح َها إال َز ٍّ‬
‫ان أ َْو‬
‫ين‪ 25﴾.‬وهذه التحصينات العامة‬ ‫م ْشرك َوحرَم َذل َك َعَلى اْلم ْؤمن َ‬
‫للمؤمن والمؤمنة لم تصنف الزاني أو الزانية محصنا كان أم غير‬
‫محصن بل وضحت فقط أنهما يظالن حيان في المجتمع‪ .‬فاآلية‬
‫القرآنية السابقة توضح عموميات حكم أن الزانية ال تنكح المؤمن‬
‫وأن الزاني ال ينكح إال زانية أو مشركة والزانية ال ينكحها إال ز ٍّ‬
‫ان أو‬

‫‪19‬‬
‫مشرك وأنهم جميعا يبقون أحياء في المجتمع‪ .‬وهذا يدل على أنه‬
‫ليس هناك رجم في االسالم ألن الرجم يستوجب الموت بينما اآليات‬
‫القرآنية أعالها توضح بقاء مرتكبي الزنا واللواط والسحاق أحياء‬

‫ليتناكحوا في المجتمع بينما الحكم العام يوضح أن هللا تعال أبعد‬


‫المؤمن والمؤمنة من هذه السلوكيات‪ .‬وعليه يصبح واضحا أنه ال‬
‫مكان للرجم في االسالم‪.‬‬
‫وكل اآليات القرآنية السابقة ال تميز بين بكر أو ثيب بل‬
‫تميز بين األوضاع االجتماعية والشرعية كتناولها الحرة واألمة‬

‫وزوجة النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم وأن عقوبة كل فئة هي عدد جلدات‬


‫أو عقوبات مقررة شرعا في القرآن او يقررها القاضي‪ .‬وفي كل‬
‫األحوال فإن العقوبة ليست رجما (قتل) الن القاضي ال يقرر عقوبة‬
‫أكبر مما هي مقررة في القرآن بالنسبة للزنى للفئات اعالها‪ .‬ويبقى‬
‫الزاني والزانية أحياء في المجتمع بعد العقوبة‪ .‬حتى ان الجلد ال‬
‫يجب ان يتسبب في عاهة دائمة‪ .‬بل يكون بأداة تؤلم وال تجرح‪ .‬إذ‬
‫يقول الحديث‪" ،‬خذوا عثكاال فيه مائة شمراخ فاضربوه به ضرة واحدة‬
‫وتعبير "وخلوا سبيله" هنا يعني اتركوه وأعرضوا عنه‬ ‫‪26‬‬
‫وخلوا سبيله"‬
‫حتى يعيش في المجتمع عيشة عادية ال تشوبها مضايقة بسبب ما‬
‫األمة‬
‫ارتكبه وهذا ينطبق على الزانية أيضا‪ .‬كما أن الحديث حول َ‬
‫يقول‪" ،‬إذا زنت االمة‪ ،‬فإن زنت فاجلدوها‪ ،‬فإن زنت فاجلدوها‪ ،‬فإن‬
‫وكال‬ ‫زنت فاجلدوها‪ ،‬فإن زنت فاجلدوها ثم بيعوها ولو بضفير‪".‬‬
‫‪27‬‬

‫الحديثين يصرحان بالجلد وال يقوالن بالرجم وال حتى النفي‪.‬‬


‫وهكذا وصف القرآن عالج الزنا واللواط والسحاق من مرحلة‬
‫الجلد‪ ،‬الحبس في البيت للمطلقة التي تزني اثناء العدة‪ ،‬االخالء من‬

‫‪20‬‬
‫بيت الزوجية‪ ،‬منعها من الزواج مرة أخرى من دون أن تدفع للمطلق‬
‫مطالبه من المهر أو مؤخر الصداق وحتى مرحلة اإلعراض عنهم‪.‬‬
‫وهكذا يكتمل التشريع العقابي الخاص بالجرائم الجنسية من دون‬
‫تصنيف ما إذا كان محصنا أو غير محصن أو ثيب أو بكر ومن‬
‫دون وجود أي رجم في التشريع اإلسالمي‪ .‬وكل تلك العقوبات قد‬
‫وضحها القرآن من خالل آيات قطعية الثبوت وال يمكن القبول‬
‫بمروية ظنية الثبوت لها رٍّاو واحد؛ ابن صهاك‪ ،‬أي خبر اآلحاد‪،‬‬
‫وال تملك تتبعا تاريخيا ومع ذلك تحاول بعد ذلك أن تقرر حياة الناس‬
‫وموتهم بسبب جريمة الزنا‪ .‬فعندما استفسر الصحابة حول إمكانية‬
‫التخصي ألنهم بعيدون عن زوجاتهم لم يطلبوا ذلك لوجود رجم‬

‫للزاني‪ ،‬بل لعدم رغبتهم في الوقوع في الزنا إال أن النبي صلىىاهللى‬

‫عليهىوآلهىوسلم منعهم من فعل ذلك‪ .‬فكيف يمكن للقرآن أن يأتي بتشريع‬


‫يقرر الرجم للزاني؟ ففبركة رجم رغم وضوح التشريع االسالمي فيما‬
‫يختص بجريمة الزنا هي أسلوب المحرفين الذين حرفوا الكتب‬
‫السابقة وأرادوا أن يحرفوا القرآن أيضا‪ .‬وفي هذا الخصوص‪ ،‬فقد‬
‫كان ابن صهاك أحد أدواتهم المخلصة واتبعه كهنة البالط السقيفي‪.‬‬
‫كما أن هناك من دحضوا وجود حد الرجم‪ .‬يقول فخر الدين‬

‫اجلدوا﴾ يقتضي وجوب‬‫الرازي‪" ،‬إن قوله تعالى‪﴿ ،‬الزانَية َوالزاني َف ْ‬


‫الجلد على كل الزناة؛ محصنهم وغير محصنهم بينما أن وجوب‬
‫الرجم على البعض؛ المحصن أو المحصنة‪ ،‬اعتمادا على خبر‬
‫الواحد من خالل مروية مهزوزة المتن أيضا لجهلها بوقت تطبيق‬
‫الرجم‪ ،‬يقتضي تخصيص عموم تشريعات وحدود القرآن بمرويات‬
‫تعتمد على خبر الواحد‪ .‬وهذا غير جائز شرعا ويعد تدخال في‬

‫‪21‬‬
‫التشريع اإللهي ألن الكتاب قاطع في متنه بينما المروية التي تعتمد‬
‫على خبر الواحد غير قاطعة في متنها وعليه يكون المقطوع راجح‬
‫كما أن تلك المرويات الصهاكية والمرويات‬ ‫‪28‬‬
‫على المظنون‪".‬‬
‫المشابهة التي تناولت مسألة الرجم في عهد المغتصب الثاني ابن‬
‫صهاك؛ تلميذ جلسات التعاليم السبتية اليهودية‪ ،‬هي مرويات دعم‬
‫كهنة البالط السقيفي؛ تالميذ احبار اليهود‪ ،‬من خاللها الخط‬
‫الصهاكي حتى ال يجعلوا ابن صهاك كاذبا ولو أدى ذلك إلى الكذب‬

‫على هللا تعال وكتابه ورسوله صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم الذي َّبلغ الدين‬

‫كامال‪ .‬لقد فبرك الكهنة الصهاكيون مرويات تنسب للنبي ىصلىىاهللى‬

‫عليهىوآلهىوسل ىم انه رجم او هم بالرجم‪ .‬وفبركوا مرويات اخرى تصور‬

‫ان أمير المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالم يقر بالرجم ضمنا‪ .‬لذلك‬
‫فإن كهنة البالط الصهاكي قد ركزوا على جرائم الزنا في عهد ابن‬

‫صهاك أكثر من تركيزهم على هذه الجريمة في عهد النبي صلىىاهللى‬

‫عليهىوآلهىوسلم وعهد المغتصب األول ابن أبي قحافة‪ .‬إذ يكثر كهنة‬
‫ٍّ‬
‫احداث ذات صلة بالزنا في عهد ابن صهاك‬ ‫البالط السقيفي في سرد‬

‫والمثير للسخرية أنهم يحشرون اسم علي بن أبي طالب عليهىالسالمى‬


‫ليضفوا حقيقية زائفة على ادعاءاتهم ويجعلونه مق ار ضمنا بالرجم‬
‫ومصححا البن صهاك في جوانب فنية حتى يجد كهنة البالط‬
‫الصهاكي السياق الذي من خالله يمكنهم أن يثبتوا وجود مفهوم‬
‫الرجم الذي ادعاه ابن صهاك‪ .‬حيث ربط كهنة البالط السقيفي‬

‫مفبركات الرجم بتدخل أمير المؤمنين اإلمام علي عليهى السالم‬


‫ومعالجته لجانب القصور القضائي في أحكام ابن صهاك وابن‬

‫‪22‬‬
‫عفان‪ .‬وبذلك يصورون أن أمير المؤمنين اإلمام عليا عليهىالسالمى‬
‫كأن كان مق َّار بالرجم‪ .‬فقد كان دافع الكهنة القصاصين تثبيت هذه‬

‫الفرية في التشريع اإلسالمي بجعل أمير المؤمنين اإلمام عليا عليهى‬

‫السالم يتدخل لينقذ النساء من الرجم لوجود ثغرة في الحكم‪ .‬كما‬


‫جعل كهنة البالط السقيفي ابن صهاك يهدد بالرجم لكل من يتزوج‬
‫زواج المتعة او يؤدي حج المتعة! فكل ذلك تغطية صهاكية أو‬
‫تاريخية لفبركات تحاول تبرير تثبيت وجود ما يسمى بالرجم بالرغم‬
‫من أن ابن صهاك وكهنته إستجلبوه من كتب وتعاليم اليهود التي‬
‫كان ابن صهاك مغرما بها وبدأ ينفذ أجندتها عندما وصل إلى‬

‫الحكم‪ .‬فأمير المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالم الذي هو عدل القرآن‬


‫لن يقر ابدا بوجود تشريع يخالف القرآن‪ .‬والغريب في األمر أن كهنة‬
‫البالط السقيفي قد دونوا الكثير من مفبركات الرجم وحشروا فيها اسم‬

‫أمير المؤمنين اإلمام علي عليه ىالسالم بينما تجنبوا رواية أحاديث‬

‫النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم عن أمير المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالم!‬


‫وعليه فإن كل روايات الرجم المذكورة في كتب الحديث‬
‫والتاريخ كانت فقط لتبرير اآلية الشيطانية التي أتى بها ابن صهاك‬
‫ليحشرها في اإلسالم‪ .‬وكان دافع ابن صهاك تشويه صورة اإللهية‬

‫للنبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم وتقبيح صورة التشريع اإلسالمي المجيد‬


‫اعتبار لخطأه وضعفه ويمنحه‬
‫ا‬ ‫الذي يراعي حياة اإلنسان ويعطي‬
‫الفرصة للتوبة من كافة الذنوب عدا الشرك ومع ذلك ليس هناك قتل‬
‫للمشرك لكنه ال يتمتع بالغفران االلهي‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬فإن رواية‬
‫الرجم في الموطأ لمالك ال يمكن أن تكون صحيحة‪ .‬إذ أن مالكا‬

‫‪23‬‬
‫يرويها عن ابن شهاب الذي روى الحديث بنفسه بالرغم من أن ابن‬
‫شهاب كان من التابعين وعاش في نهاية العهد األموي وبذلك فإنه‬

‫لم ير النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم‪ .‬وحاول بعض الرواة اآلخرين بكل‬

‫السبل حماية ابن صهاك؛ المفتري على هللا تعال كذبا‪ .‬حيث حاول‬
‫البخاري دعم زعم وليه ابن صهاك‪ .‬فأتى برواية تبريرية كاذبة تقول‬
‫إن أحدهم سأل عبد هللا بن أبي أوفى وهو من الصحابة المتأخرين‪،‬‬
‫"هل رجم رسول هللا؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬قبل سورة النور أم بعد؟ قال‪:‬‬
‫وهنا أيضا تدخل المروية المفبركة كهوف الغموض‬ ‫‪29‬‬
‫ال أدري‪".‬‬

‫التاريخي والتشريعي بقول‪" ،‬ال أدري" بينما ترك النبي صلىىاهللىعليهى‬

‫وآلهىوسلم أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ال يضل عنها اال‬
‫متصهيك‪ .‬واعتمد البخاري ومن َّ‬
‫لف لفه على مرويات متناقضة‬
‫وذات شخصيات أسطورية مثل ماعز األسلمي وتحتوي على كلمات‬

‫منحطة ال يمكن ان تصدر من فم النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم‪ .‬حيث‬


‫تدعي المروية‪" ،‬حدثني عبد هللا بن محمد الجعفي حدثنا وهيب بن‬
‫جرير حدثنا أبي قال‪ :‬سمعت يعلي بن حكيم عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬لما أتى ماعز بن مالك النبي‪ .‬فقال النبي له‪ :‬لعلك‬
‫قبلت أو غمزت أو نظرت‪ .‬قال‪ :‬ال يا رسول هللا‪ .‬قال له النبي‪:‬‬
‫ويا لسوء أدب‬ ‫‪30‬‬
‫أنكتها؟ ال يكني‪ ،‬قال فعند ذلك أمر برجمه‪".‬‬

‫البخاري وأضرابه الذين ينسبون قول السوء للسان النبي صلىىاهللىعليهى‬

‫وآلهىوسلم الذي هو على خلق عظيم! فهل يمكن للنبي صلىىاهللىعليهى‬

‫وآلهىوسلم أن يتلفظ بذلك القول الفاحش؟ فهل النبي صلىىاهللىعليهىوآلهى‬

‫وسلم الذي أعطاه هللا تعالى الحكمة والبالغة ينطق بذلك القول الذي‬

‫‪24‬‬
‫ال ينطقه حتى قاضي بليد في المحكمة؟ فإن كان يعتقد الجهلة أن‬

‫النبي صلىىاهللىعليه ىوآلهىوسلم قد قال ذلك التعبير الفاحش‪ ،‬فلماذا ال‬


‫نسمع نفس التعبير على المنابر ووسائل اإلعالم ونقرأه في كتب‬
‫المدارس المقررة على التالميذ والطالب؟ هل يستحيوا من أن يكرروا‬

‫ذلك التعبير في تلك المؤسسات إذا كانوا يدعون أن النبي صلىىاهللى‬

‫عليهىوآلهىوسلم قد قاله؟ أال يدعوا أنه حديث نبوي؟ فلماذا االستحياء‬


‫إذا؟ فإذا كنا نستحيي من قول تلك المروية امام العامة بينما نزعم‬

‫أنها حديث نبوي‪ ،‬فكيف ننسب ذلك التعبير للنبي صلىىاهللىعليهىوآلهى‬

‫وسلم ونحن ال نستطيع أن نتفوه به أمام العامة؟ لماذا كل هذه اإلشانة‬


‫واإلساءة واالسترخاص لسيد الخلق وأشرف البشرية ذي الخلق‬

‫العظيمىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم كما قال القرآن؟ والبخاري يكتب بقصد‬


‫سيئ و َّيدعي أن الرواية وردت اليه متسلسلة شفهيا عبر عقود من‬
‫الزمن إلى ابن عباس وابن عباس يدعي إنه شاهد الواقعة وهو‬

‫بجانب النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم! بينما ابن عباس كان من الطلقاء‬

‫ولم ير النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم اال بعد فتح مكة‪ .‬وحتى بعد فتح‬
‫مكة ظل ابن عباس مستق ار مع ابيه البخيل والحقود في مكة بينما‬

‫رجع النبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهى وسلم إلى المدينة حيث استشهد‪ .‬في‬

‫الحقيقة فإن ابن عباس لم يتعلم من النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم إال‬


‫قليال‪ .‬حيث يقر ابن القيم الجوزية إن مقدار العلم الذي تعلمه ابن‬

‫عباس من النبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم‪" ،‬لم يبلغ العشرون حديثا"!‬


‫فكيف يمكن تصديق مروية تناقلها الناس شفويا لعقود عديدة شهدت‬

‫‪25‬‬
‫استهداف تهويدي وتحريفي للدين كان خاللها ابن أبي قحافة وعائشة‬
‫وابن صهاك من أباطرة التهويد والتحريف بينما كان ابن عباس وأبو‬
‫هريرة وانس ابن مالك ومن انتهج نهجهم من ادواته؟‬
‫وأتى مسلم المدلس‪ ،‬فيما يسمى صحيح مسلم‪ ،‬بنفس المروية‬
‫بطريقتين مختلفتين‪ .‬ففي سياق دفاعه عن الرجم وحمايته البن‬

‫صهاك أتي مسلم بمروية ركيكة ونسبها للنبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم‪.‬‬


‫اذ تقول المروية‪" ،‬البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة والثيب بالثيب‬
‫فانظر يا صاحب العقل إلى عبارة "البكر‬ ‫‪31‬‬
‫جلد مائة ثم والرجم‪".‬‬
‫بالبكر والثيب بالثيب" وتمعنوا في صياغتها وغموضها وهي تحاول‬
‫آمنوْا‬ ‫أن تتشبه بآية القصاص القرآنية التي تقول‪﴿ ،‬يا أَي َّ‬
‫ين َ‬‫ُّها الذ َ‬ ‫َ َ‬
‫صاص في اْلَق ْتَلى اْلحُّر باْلحر َواْل َع ْبد باْل َع ْبد َواألنثَى‬
‫كت َب َعَل ْيكم اْلق َ‬
‫باألنثَى‪ 32﴾.‬والغريب في األمر أن هذه المروية فيما تسمى صحيح‬
‫مسلم تناقض المرويات المفبركة األخرى وتجعل عقوبة الزاني‬
‫المحصن الرجم لكن بعد الخضوع لمئة جلدة! وياله من تالعب‬
‫ٍّ‬
‫مقابل إستجلبوه من التقنيات‬ ‫بالتشريع القرآني واصطناع لتشريع‬
‫العقلية التي لها خبرة في تحريف االديان السابقة!‬
‫وفيما يختص بالمروية المزورة حول المرأة التي اعترفت‬
‫بارتكاب الزنا ورج َمت يقول مالك في موطئه عن يعقوب بن يزيد‬

‫عن أبيه عن عبد هللا بن أبي مليكة إن امرأة أتت إلى النبي صلىىاهللى‬

‫عليهىوآلهىوسلم فأخبرته إنها ارتكبت الزنا وأنها حامل‪ .‬ف َّيدعون كذبا أن‬

‫النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم قال لها اذهبي حتى تضعي فلما وضعت‬

‫أتته ف َّيدعون كذبا أن النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم قال لها‪ :‬اذهبي حتى‬

‫ترضعيه‪ .‬فلما أرضعته أتته ف َّيدعون كذبا أن النبي صلىىاهللىعليهىوآلهى‬


‫‪26‬‬
‫وسلم قال لها‪ :‬اذهبي حتى تستودعيه فاستودعته ثم جاءته ف َّيدعون‬

‫كذبا أن النبي صلىىاهللىعليهىوآل ىهىوسلم أمر بها فأقيم عليها حد الرجم‪.‬‬


‫ولم يذكر البخاري هذه المروية‪ .‬أما مسلم فقد سمى تلك المرأة‬
‫بالغامدية و َّيدعي إنها من جهينة‪َّ .‬‬
‫وتدعي القصة الكهنوتية كذبا أن‬

‫المرأة جاءت للنبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم تعترف بالزنا وأنها حبلى‬


‫وتطلب منه أن "يطهرها" بالرجم‪ .‬وهنا نالحظ أن مفهوم "التطهير"‬

‫مفهوم مسيحي منحرف‪ .‬وتزعم المروية كذبا أن النبي صلىىاهللىعليهى‬

‫وآلهىوسلم أمهلها إلى أن تلد‪ .‬وبعد أن ولدت تزعم المروية كذبا أنها‬

‫جاءت بالصبي للنبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم "ليطهرها"! فيدعي كهنة‬

‫البالط السقيفي كذبا أن النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم قال لها اذهبي‬


‫فأرضعيه حتى يفطم ويأكل الطعام‪ .‬وبعد أن تم فطامه وبدأ يأكل‬

‫تدعي المروية كذبا أنها جاءت للنبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم "ليطهرها"‪.‬‬

‫وتزعم المروية كذبا أن النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم أمر بان يكفل‬


‫شخص ما الطفل‪ .‬فكفله رجل من المسلمين ثم أمر بحفر حفرة‬
‫تحويها حتى صدرها وأمر الناس فرجموها‪ .‬ولترسيخ الكذب تدعي‬
‫المروية المفبركة أن خالد بن الوليد جاء بحجر فرمي به رأسها‬
‫ونتيجة لذلك تطايرت دماؤها على وجه خالد فشتمها خالد‪ .‬وردا على‬

‫شتم خالد لها تدعي المروية كذبا أن النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم قال‪،‬‬


‫وهكذا تمت‬ ‫‪33‬‬
‫"إنها تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له‪".‬‬
‫عملية فبركة القصة وحبك المسرحية التلمودية والكنسية‪ .‬انها توضح‬
‫أن كهنة البالط السقيفي هم قصاصون شاميون تلموديون وكنسيون‬
‫من الدرجة األولى ويمتهنون الفبركة والتأليف القصصي من أجل‬
‫‪27‬‬
‫تبرير طامات اقطاب سقيفتهم ودعمهم في زعمهم بوجود رجم للزاني‬
‫المحصن‪ .‬وتتكشف األصول الكتابية للمروية من تعبير‪" ،‬لقد تابت‬
‫توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له‪ ".‬إذ أن "صاحب المكس" هو‬
‫من يجمع الضرائب عند المنافذ التجارية في الشام؛ أي ضابط‬
‫الجمارك! ويزَعم أن الكلمة وردت في اإلنجيل مقترنا بظلم‬
‫"المكاسون" أو "العشارون"‪ .‬حيث كان المكس يمثل ظلم القائمين‬
‫باألمر ويتطلب تطهيره بالتوبة‪ .‬وهذا يوضح أن الكلمة دخيلة على‬

‫العرب ولغتهم ومصطلحاتهم‪ .‬ولم تكن سائدة أيام النبيىصلىىاهللىعليهى‬

‫وآلهىوسلم‪ .‬بل كانت تستَخدم في الشام وهذا يؤكد أن المروية مفبركة‬


‫وقد حشرها القصاصون من كهنة البالط السقيفي الشاميون من أجل‬
‫إخراج مرويتهم المفبركة بخصوص الغامدية‪.‬‬
‫وهكذا عمد كهنة البالط السقيفي على حماية أقطاب السقيفة‬

‫على حساب حمايتهم للنبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم واإلسالم‪ .‬وفشل‬

‫كهنة البالط السقيفي أن يدركوا أن النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم ال ينتج‬

‫قوال من نفسه بل أن كل ما يقوله النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم ويفعله‬

‫ويقرره هو وحي يوحى من هللا تعالى‪ .‬بكلمة أخرى‪ ،‬فإن النبي صلىى‬

‫اهللىعليهىوآلهىوسلم يتَّبع فقط ما يوحى إليه وال يمكن أن يعتمد على‬


‫أساطير الكتب المحرفة حتى يقرر أو يشرع عقابا أو يخلق مناسبة‬
‫احتفالية مثل ما تسمى صيام عاشوراء التي يمارسها الحمير ابناء‬

‫الحمير‪ .‬وهذا دليل أن النبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم لم يحكم على‬

‫يهودية بما في كتبهم بل يحكم فيهم بما أنزل هللا تعال عليه وهو‬

‫مأمور بهذا‪ .‬إذ يأمر القرآن النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم قائال‪َ ﴿ ،‬ف ْ‬


‫احكم‬
‫‪28‬‬
‫ك م َن اْل َحق لك ٍّل َج َعْلَنا‬
‫اء َ‬
‫اءه ْم َع َّما َج َ‬ ‫َنزَل ّللا َوالَ تَتَّب ْع أ ْ‬
‫َه َو َ‬ ‫َب ْيَنهم ب َما أ َ‬
‫منك ْم ش ْرَعة َوم ْن َهاجا‪ 34﴾.‬وبعد هذا التوجيه القرآني‪ ،‬فكيف سيحكم‬

‫النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم على غير المسلمين بما في كتبهم المحرفة‬


‫من دون أن يسأل سند رواة إدعاء اليهود في شأن امثال الرجم‬
‫وصيام عاشوراء بينما يعطي كهنة المعبد السقيفي اهتماما كبي ار لسند‬

‫أعقل النبي صلىىاهللىعليهىوآلهى‬


‫الرواة إلى حد االدمان المعطل للعقل؟ ْ‬
‫وسلم أقل حصافة من عقول كهنة السقيفة االغبياء؟‬
‫ورغم أن كهنة البالط السقيفي ركزوا على اختالق تاريخ‬
‫مرتبط بالرجم في عهد ابن صهاك من أجل تثبيت مفهوم الرجم‬
‫الدخيل على التشريع اإلسالمي إال أنهم فضحوا جهل ابن صهاك‬
‫بالدين والتشريع والقضاء بصفة عامة‪ .‬فكيف ينتبه ابن صهاك آلية‬
‫"مفقودة" من القرآن بينما يفشل ابن صهاك فشال ذريعا في تطبيقها‬
‫بالتوافق مع التشريعات اإلسالمية األخرى؟ إذ يدعي التاريخ أن ابن‬
‫صهاك كان قاب قوسين أو أدنى من (رجم) مجنونة زنت لوال‪ ،‬على‬

‫تدخل أمير المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالم وإنقاذ تلك‬


‫حد زعمهم‪ُّ ،‬‬
‫المرأة من ظلم وجهل ابن صهاك وتشريعاته التلمودية‪ .‬إذ روى‬
‫البخاري‪" ،‬أتي عمر بامرأة قد زنت فأمر برجمها فذهبوا بها ليرجموها‬
‫فرآهم اإلمام علي في الطريق فقال‪ :‬ما شأن هذه؟ فأخبروه‪ ،‬فأخلى‬
‫سبيلها منهم ثم جاء إلى عمر فقال عمر له‪ :‬لم رددتها؟ فقال عليه‬
‫السالم‪ :‬ألنها معتوهة آل فالن‪ ،‬وقد قال رسول هللا‪ :‬رفع القلم عن‬
‫ثالث‪ :‬عن النائم حتى يستيقظ‪ ،‬والصبي حتى يحتلم‪ ،‬والمجنون‬
‫‪35‬‬
‫حتى يفيق‪ .‬فقال ابن صهاك‪ :‬لوال علي لهلك عمر‪".‬‬
‫كما يدعي التاريخ أن ابن صهاك كان قاب قوسين أو أدنى‬

‫‪29‬‬
‫من (رجم) امرأة حامل زنت لو لم‪ ،‬على حد زعمهم‪ ،‬يتدخل أمير‬

‫المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالم‪ .‬فقد رو َي أنه‪" ،‬أتي عمر بن‬


‫الخطاب بامرأة حامل قد اعترفت بالفجور‪ .‬فأمر (برجمها)‪ .‬فلقيها‬
‫علي فقال‪ :‬ما بال هذه؟ فقالوا‪ :‬أمر عمر برجمها‪ .‬فردها علي منهم‬
‫وقال لعمر‪ :‬هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟‬
‫وسال علي عمر‪ :‬لعلك انتهرتها‪ ،‬أو أخفتها‪ .‬قال عمر‪ :‬قد كان‬
‫ذلك‪ ،‬قال علي‪ :‬أو ما سمعت رسول هللا يقول‪ :‬ال حد على معترف‬
‫بعد بالء أنه من قيد أو حبس أو تهدد فال إقرار له‪ ،‬فخلى عمر‬
‫سبيلها ثم قال‪ :‬عجزت النساء أن تلد مثل علي بن أبي طالب‪ ،‬لوال‬
‫وهكذا حرص الكهنة اولياء أقطاب السقيفة‬ ‫‪36‬‬
‫علي لهلك عمر‪".‬‬
‫على اختالق مسرحيات يقرر فيها ابن صهاك فضائل ألمير‬

‫المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالم في المواضيع التي تتوافق مع‬


‫فبركات التزوير والتحريف التلمودي والكنسي التي أرادوا حشرها في‬
‫التشريع االسالمي ليبدو التحريف والتزوير إسالما ويلبس لباس‬
‫الحق والحقيقة زو ار ويقبله االغبياء من الناس‪.‬‬
‫كما يدعي التاريخ أن ابن صهاك كاد أن (يرجم) امرأة‬
‫وضعت طفلها بعد ستة أشهر من الحمل لوال تدخل أمير المؤمنين‬

‫اإلمام علي عليهىالسالم وتبيان االمر له من القرآن الذي يقول‪،‬‬


‫صاله‬
‫﴿و َح ْمله َوف َ‬
‫ام ْين‪ ﴾.‬وقال القرآن ايضا‪َ ،‬‬
‫‪37‬‬
‫صاله في َع َ‬
‫﴿وف َ‬
‫َ‬
‫ثَ َالثو َن َش ْه ار‪ ﴾.‬إن هذه اآليات القرآنية تكشف أن ما كان ابن‬
‫‪38‬‬

‫صهاك يفعله كان تخبطا؟ فكيف يعرف الشخص المتخبط قانونيا‬


‫وتشريعيا القرآن وسقوط آية منه؟‬
‫وفي قصة المغيرة بن شعبة وزناه بأم جميل دليل واضح على‬

‫‪30‬‬
‫اختالل معايير العدالة عند ابن صهاك وعدم معرفته بها وتعمده‬
‫انتهاكها! فأين عدل ابن صهاك في شهادة الشهود المقدمة ضد‬
‫المغيرة بن شعبة؟ هل ألن المغيرة بن شعبة من قريش وذو مكانة‬
‫أسرية وقبلية مميزة عند ابن صهاك لذلك عطل العدالة؟ لماذا قاس‬
‫ابن صهاك نفس الحالة بمقياس آخر في حادثة ح ْكم ابن مسعود‬
‫على أناس بحد في قضية مشابهة؟ هل ألن أولئك االناس كانوا‬
‫ممن ال مكانة لهم مثل مكانة المغيرة بن شعبه القريشية والعائلية؟‬
‫هل هذا هو عدل ابن صهاك الذي صدعوا رؤوسنا به؟ ما هذه‬
‫المعايير المزدوجة البن صهاك في التعامل القانوني مع الناس؟ ألم‬

‫يسمع ابن صهاك المروية التي تقول إن النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم‬


‫قد غضب من تدخل أسامة بن زيد تشفعا في المرأة التي ارتكبت‬

‫السرقة وقال النبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم‪" ،‬يا أيها الناس إنما ضل‬


‫من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف‬
‫فيهم أقاموا عليه الحد‪ ،‬وأيم هللا لو أن فاطمة بنت محمد سرقت‬
‫أين ممارسات ابن صهاك المنتهكة للدين‬ ‫‪39‬‬
‫لقطع محمد يدها"؟‬

‫وتعاليمه وتشريعاته من سَّنة النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم؟‬


‫وهكذا انغمس كهنة البالط السقيفي في تلميع ورفع شأن أمير‬

‫المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالم فقط من زاوية الرجم حتى تقبل كافة‬
‫طوائف المسلمين بوجود فرية الرجم في التشريع االسالمي‪ .‬وفي‬
‫سياق ذلك وقع كهنة البالط السقيفي في فخ دحض ادعاءاتهم بأن‬
‫ابن صهاك كان عادال وفقيها‪ .‬إال أن كهنة البالط السقيفي كانوا‬

‫مستعدين بالتضحية باّلل تعال وبنبيه ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم وبأمير‬

‫المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالم وحتى بابن صهاك من أجل حشر‬


‫‪31‬‬
‫التحريفات والتزويرات في الدين‪ .‬في الحقيقة فإن ابن صهاك لم يكن‬
‫معَبر للغرف الخلفية التي كانت متخصصة في التحريف‬
‫أكثر من ْ‬
‫وكانت تسعى إلى تحريف الدين اإلسالمي وإدخاله جحر األديان‬
‫المحرفة‪ .‬وحتى إذا كانت تلك القصص صحيحة فإن أمير المؤمنين‬

‫اإلمام عليا عليهىالسالم قد تدخل ضد ايقاع الجلد وليس الرجم ألن‬

‫أمير المؤمنين اإلمام عليا عليهىالسالم ال يخالف القرآن أبدا وال يرضى‬
‫بحكم يخالف القرآن وال يمكن أن يحكم إال بالقرآن ألنه مع الحق‬
‫والحق معه‪ .‬إال أن كهنة البالط السقيفي جعلوه رجما لتشكيك الناس‬
‫في كمال قرآنهم وتشريعاتهم وتأسيس نسخة من اإلسالم المتهود‬
‫والمتنصر والمتمجس‪.‬‬
‫وكل ذلك يوضح أن كهنة البالط السقيفي ومعهم ابن صهاك‬
‫قد تالعبوا بالتشريع الذي يمس حياة الناس ودماءهم وأعراضهم رغم‬
‫تحذير القرآن من التالعب بالدماء واألعراض‪ .‬وهنا يحق لكل‬

‫صاحب عقل أن يسأل‪ :‬ألم يسمع ابن صهاك قول النبي صلىىاهللى‬

‫عليهىوآلهىوسلم في أهمية القضاء بالعدل؟ أليس قضاء الحاكم بين‬

‫الناس بالظلم يورثه النار؟ ألم يقل النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم‪،‬‬


‫"القضاة ثالثة‪ :‬قاضيان في النار وقاض في الجنة‪ .‬قاض قضى‬
‫بالهوى فهو في النار وقاض قضى بغير علم فهو في النار وقاض‬
‫ألم يكن قضاء ابن صهاك في‬ ‫‪40‬‬
‫قضى بالحق فهو في الجنة"؟‬
‫المسائل أعالها خليطا من القضاء القائم على جهل وهوى؟ وعليه‪،‬‬
‫ما الذي أتى بابن صهاك إلى ذلك المنصب القضائي؟ ألم يقل النبيى‬

‫صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم "أقضاكم علي"؟ ألم يقل النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهى‬

‫‪32‬‬
‫وسلم‪" ،‬من ولى على الناس شخصا وهو يرى من هو أعلم منه فقد‬
‫فلماذا تقدم ابن صهاك على‬ ‫‪41‬‬
‫خان هللا ورسوله وسائر المؤمنين"؟‬

‫أمير المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالمى؟ الم يخن ابن ابي قحافة هللا‬

‫تعال ورسوله صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم بتسليمه السلطة البن صهاك؟‬

‫فلماذا تقدم ابن صهاك على أمير المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالم؟‬

‫ألم يحذر النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم من تقدم أحد على أهل البيت‬

‫عليهمىالسالم؟ ألم يقل النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم‪" ،‬الثقل األكبر كتاب‬


‫هللا‪ ،‬واآلخر األصغر عترتي‪ ،‬وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن‬
‫يتفرقا حتى يردا علي الحوض‪ ،‬فال تقدموهما فتهلكوا‪ ،‬وال تقصروا‬
‫عنهما فتهلكوا وال تعلموهم فإنهم أعلم منكم"؟ فما الذي جعل ابن‬

‫صهاك يتقدم على أمير المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالم؟‬


‫وبالرغم من كل تلك األخطاء القضائية والظلم الذي ارتكبه‬
‫ابن صهاك فقد حقن التاريخ عقولنا بأكاذيب وتزويرات تضحك‬
‫الثكلى ومازال يصدقها الحمير الذين رضعوا حليب االستحمار من‬
‫أمهاتهم الالئي لم يلدن سوى المفلسين عقليا‪ .‬إذ تدعي كتب التاريخ‬
‫كذبا أن الوحي كان يتوافق مع قول ابن صهاك! إال أن فبركات‬
‫الرجم دحضت فريتهم بأن ابن صهاك كان فقيها وأن الوحي كان‬
‫يتفق معه! فأين كان الوحي من التخبطات القضائية الصهاكية‬
‫أعالها؟ لماذا لم يتدخل الوحي لحماية ابن صهاك من ارتكاب تلك‬
‫الخروقات القضائية المريعة؟ فالتناول العلمي للتاريخ يوضح أن ابن‬
‫صهاك كان من أجهل الناس في الدين بل ومن أبطأ الناس في فهم‬
‫كتاب هللا تعال‪ .‬فقد قال ابنه عبد هللا بن عمر‪َّ ،‬‬
‫"تعلم عمر سورة‬

‫‪33‬‬
‫جزور‪ ".‬وفي بعض‬
‫ا‬ ‫البقرة في اثنتي عشرة سنة‪ ،‬فلما ختمها نحر‬
‫الروايات‪" ،‬في بضع عشرة سنة‪ 42".‬فتخيلوا شخصا يعترك مع سورة‬
‫البقرة الثنتي عشر سنة من أجل أن يحفظها!! أي نوع من العقول‬
‫في رأس مثل هذا الشخص؟ حقيقة فهو كفاقد تربوي لم يستطع أن‬
‫يتقدم خطوة بعد مرحلة رياض االطفال بل اسوأ من ذلك! وكان ابنه‬
‫الناصبي المدعو عبد هللا من نفس الطينة إذ حفظها في ثماني‬
‫سنوات ومع ذلك عبأ التاريخ كتبه بما يسميها مرويات وعلم عبد هللا‬
‫بن عمر بينما لم تسجل لنا كتب التاريخ والمرويات إال القليل من‬

‫أحاديث وفقه أهل البيت عليهمىالسالم! ودليل فقر ابن صهاك العقلي‬
‫حجمته عندما دحضت ابن صهاك في‬
‫والديني والفقهي أن امرأة َّ‬
‫رؤيته في شأن مهور النساء فأقر ابن صهاك بفقره الفقهي والديني‬
‫قائال‪" ،‬كل الناس أفقه من عمر" أو كما في رواية أخرى‪" ،‬كل‬
‫الناس أعلم من عمر" مع زيادة في بعضها تقول "حتى ربات‬
‫الحجال"؟! ونسأل مرة أخرى‪ :‬ما الذي جعل ابن صهاك يتقدم على‬

‫أمير المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالمى؟ ألم يقل إن ابن صهاك نفسه‪،‬‬
‫"لوال علي لهلك عمر"؟ ألم يقل ابن صهاك أيضا‪" ،‬أعوذ باّلل أن‬
‫ألم يقل ابن صهاك‪،‬‬ ‫‪43‬‬
‫أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن"؟‬
‫ألم يقل ابن‬ ‫"اللهم ال تنزل بي شدة إال وأبو الحسن إلى جنبي"؟‬
‫‪44‬‬

‫صهاك أيضا‪" ،‬أبا حسن‪ ،‬ال أبقاني هللا لشدة لست لها‪ ،‬وال في بلد‬
‫ألم يقل ابن صهاك كذلك‪" ،‬يا ابن أبي طالب‪ ،‬فما‬ ‫‪45‬‬
‫لست فيه"؟‬
‫ألم يقل ابن صهاك‬ ‫‪46‬‬
‫زلت كاشف كل شبهة وموضح كل حكم"؟‬
‫فهل قال ابن صهاك كل‬ ‫‪47‬‬
‫أيضا‪" ،‬ال أبقاني هللا بعدك يا علي"؟‬

‫ذلك بسبب إنقاذ أمير المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالم الناس من‬

‫‪34‬‬
‫ظلم ابن صهاك أم من فريته المختلقة؛ الرجم‪ ،‬أم أراد كهنة البالط‬

‫السقيفي حشر اسم أمير المؤمنين اإلمام علي عليهىالسالم في هذه‬


‫المسرحيات التحريفية لشرعنتها؟ فأين علم ابن صهاك وهو يقر‬
‫بفلسه الديني والفقهي والتشريعي والقضائي؟ ما هي الظروف التي‬
‫أتت بمثل ابن صهاك ليشغل تلك الوظيفة التي يجب كان من‬
‫المفترض أن يشغلها الراسخ في العلم ومن يحمل علم النبوة؟ فإذا‬

‫كانت النساء قد عجزن أن يلدن مثل أمير المؤمنين اإلمام علي عليهى‬

‫السالم فمن الذي أعطى األولوية البن صهاك على أمير المؤمنين‬

‫اإلمام علي عليهىالسالم ليدير شئون الناس بل ومن هي تلك المرأة‬


‫التي ولدت ابن صهاك حتى يتج أر ابن صهاك ويتقدم على العترة‬

‫االطهار عليهمىالسالم المولودين من ارحام طاهرة؟!!!‬


‫وهكذا‪ ،‬فإن التناول أعاله يوضح أن الرجم اختالق صهاكي‬
‫وال عالقة له باإلسالم‪ .‬فالرجم في جوهره‪ ،‬جريمة بربرية ال يمكن‬

‫أن يشرعها هللا تعالى في أي كتاب موحى‪ .‬فهو عقوبة همجية وقاسية‬

‫ال يمكن أن يصفها هللا تعال لمن يزني‪ .‬فاالسالم قد اعطى اعتبار‬
‫حتى للحيوان عند الذبح حتى ال يتألم‪ ،‬فكيف سيشرع تشريعا يعذب‬
‫الزاني بالرجم حتى يموت؟ فالرجم من شدة قسوته وبربريته هو عقوبة‬

‫كان يهدد بها الكفار أنبياء هللا تعال السابقين عليهمىالسالم من أجل‬

‫إسكات االنبياء عليهمىالسالم عن المجاهرة بالحق‪ .‬إذ يقول القرآن‪،‬‬


‫ضعيفا َوَل ْوالَ‬ ‫﴿ َقالوْا َيا ش َع ْيب َما َنْفَقه َكثي ار م َّما تَقول َوإَّنا َلَن َر َ‬
‫اك ف َينا َ‬
‫يز‪ 48﴾.‬وتقول آية قرآنية أخرى‪،‬‬ ‫َنت َعَل ْيَنا ب َعز ٍّ‬
‫اك َو َما أ َ‬
‫َرْهط َك َل َر َج ْمَن َ‬
‫ظ َهروا َعَل ْيك ْم َي ْرجموك ْم أ َْو يعيدوك ْم في مَّلته ْم َوَلن تْفلحوا‬ ‫﴿إَّنه ْم إن َي ْ‬

‫‪35‬‬
‫َنت َع ْن آل َهتي َيا‬ ‫ال أ ََراغب أ َ‬ ‫إذا أََبدا‪ ﴾.‬وكذلك تقول آية أخرى ﴿ َق َ‬
‫‪49‬‬

‫َّ‬
‫اهج ْرني َمليا‪ 50﴾.‬وتقول آية قرآنية‬ ‫إ ْبراهيم َلئن ل ْم تَنتَه َأل َْرج َمَّن َك َو ْ‬
‫طي َّْرَنا بك ْم َلئن َّل ْم تَنتَهوا َلَن ْرج َمَّنك ْم َوَلَي َم َّسَّنكم مَّنا‬ ‫أخرى‪َ ﴿ ،‬قالوا إَّنا تَ َ‬
‫﴿وإني ع ْذت‬ ‫َع َذاب أَليم‪ ﴾.‬وهناك أيضا آية قرآنية أخرى تقول‪َ ،‬‬
‫‪51‬‬

‫واآليات أعالها تشرح للمتدبر المدى‬ ‫ب َربي َوَربك ْم أَن تَ ْرجمون‪﴾.‬‬


‫‪52‬‬

‫البربري والهمجي الذي كان يصل إليها الكفار في تهديدهم للنبياء‬


‫والمؤمنين‪ .‬كما توضح اآليات القرآنية أعالها أن الرجم كان على‬
‫السنة الكفار وكذلك كان على طرف لسان ابن صهاك‪.‬‬
‫طرف ُّ‬
‫فعقوبة الرجم هي جزء من مؤامرات تحريف تشريعات الدين‬
‫اإلسالمي التي بدأها أقطاب السقيفة الذين كانوا واجهات فقط لدوائر‬
‫خطيرة كانت خبيرة في تحريف األديان‪ .‬ويبدو أن تلك الدوائر كانت‬
‫تدير شؤون المسلمين في عهود أقطاب السقيفة ومن سار على‬
‫دربهم‪ .‬والدليل على ذلك اإلجراءات التي اتخذها ابن أبي قحافة‬
‫وابن صهاك ومن ساروا على دربهما لمحاربة التبيان النبوي و ُّ‬
‫السنة‬
‫النبوية‪ .‬فاإلجراءات التي اتخذها أقطاب السقيفة في شأن التبيان‬
‫النبوي و ُّ‬
‫السنة النبوية تبدو أكبر من أن تنتجها عقول ابن أبي قحافة‬
‫وابن صهاك الزنخ‪ .‬ويمكن القول إن ابن أبي قحافة وال ابن صهاك‬
‫وال ابن عفان وال األمويون وال من جاء بعدهم كانوا حكاما حقيقيون‪.‬‬
‫بل كانت كواليس اليهود والنصارى هي التي تدير شؤون المسلمين‬
‫بواجهات تتظاهر باإلسالم‪ .‬وقد تعاملت تلك الكواليس مع عملية‬
‫تحريف اإلسالم بطريقة تعبر عن سنن التاريخ في تحريف األديان‪.‬‬
‫بكلمة اخرى‪ ،‬فقد تم توظيف التشريعات المحرفة للديان في محاولة‬
‫تحريف اإلسالم أيضا وكان أقطاب السقيفة في هذه العملية مجرد‬
‫جنود أغبياء وبيادق معتوهة لتلك الكواليس التي تدير األمر من‬

‫‪36‬‬
‫الخلف‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬يمكن أن نقول إن المسلمين قد وقعوا فيما‬

‫حذرهم النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم من الوقوع فيه؛ أال وهو اتباع‬

‫اليهود والنصارى‪ .‬حيث قال النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم‪" ،‬لتتبعن‬


‫شبر بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر‬
‫سنن من كان قبلكم ا‬
‫ضب لسلكتموه‪".‬‬
‫ونتيجة التباعهم اتباع األديان األخرى‪ ،‬لم يفهم من يسمون‬
‫السنة حتى النصوص الواضحة في القرآن‪ .‬فعلى سبيل‬
‫أنفسهم أهل ُّ‬
‫المثال قال كهنة البالط السقيفي ببتر يد السارق بينما قال القرآن‬
‫بالقطع وليس البتر‪ .‬ألن القرآن ال يمكن أن يبتر يد السارق لمجرد‬
‫السرقة ويحوله إلى شخص معاق غير قادر حتى على أن يتطهر‪.‬‬
‫في الحقيقة‪ ،‬فإن تطبيق بتر اليد اآلن سيمل قصور الحكم ودواوينها‬
‫بمبتوري اليد ممن يأكلون ويتطهرون بيد واحدة اذ كانوا اصال‬
‫يتطهرون!! وكما لم يحدد القرآن السارق الغني أو الفقير أو سارق‬
‫المال العام أو الخاص بل َّ‬
‫وضح العقوبة بطريقة عامة إال أن الكاهن‬
‫الذي يشرع للحكام الظالمين استثني سارق المال العام من قطع اليد!‬
‫حدد القرآن جلد الزاني من دون أن يصنف ما إذا كان‬
‫فكما َّ‬
‫الزاني‪/‬الزانية محصنين او غير محصنين فكذلك حدد عقوبة السارق‬
‫من دون أن يحدد المال العام أو الخاص‪ .‬إال ان مثل هذا‬
‫التخصيص والتفريع العقابي سلوك صهاكي له دوافع سياسية‬
‫وتحريفية وإتبعه كهنة البالط السقيفي عبر التاريخ‪.‬‬
‫استمرت الجماهير المستحمرة في تصديق فبركات ابن‬
‫صهاك الذي حول لهم النفل إلى صالة جماعة ضاربا بذلك نهي‬

‫النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم في هذا الشأن بعرض الحائط‪ .‬فقد وضع‬

‫‪37‬‬
‫ابن صهاك الجماهير المستحمرة على طريق تصديق ترهات الكهنة‬
‫الحقا لذلك صدقوا مروية ما يسمى صيام عاشوراء ونسبوها زو ار‬

‫وبهتانا للنبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم ليبعدوا الناس عن اعتبار ذلك اليوم‬

‫يوم حزن على مآسي أهل البيت صلواتىاهللىوسالمهىعليهمىامجعني بصفة‬

‫عامة والحسين عليهىالسالمى بصفة خاصة‪ .‬إذ تدعي المروية إنه عندما‬

‫هاجر النبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم إلى المدينة وجد اليهود صائمين‬

‫ذلك اليوم‪ .‬ويدعي كهنة البالط السقيفي أن النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهى‬

‫وسلم سألهم عن السبب وراء صومهم ذلك اليوم‪ .‬فيدعي كهنة البالط‬

‫السقيفي أنهم أخبروا النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم انه ذكرى نجاة موسى‬

‫عليهىالسالم من كيد فرعون! وبهذه الطريقة المشينة تصور المروية‬

‫المفبركة النبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم وكأنه يتعلم من اليهود مع أن‬

‫النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلمى قد منع الناس ومن بينهم ابن صهاك أن‬

‫يتعلموا من أهل الكتاب‪ .‬فهل سينهي النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم الناس‬


‫صور كهنة البالط السقيفي‬
‫عن خلق بينما يفعله هو بنفسه؟ حيث َّ‬
‫النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم وكأنه أصبح تابعا لتعاليم وشرائع وسنن‬
‫المحرفة مع أن اإلسالم قد نسخ ما قبله‪ .‬كيف يناقض النبي‬
‫َّ‬ ‫اليهود‬

‫صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم نفسه بأن يأمر للناس بأال يتعلموا من أهل‬

‫الكتاب وبعد ذلك يتعلم هو بنفسه من اليهود؟ ألم يوبخ النبي صلىى‬

‫اهللىعليهىوآلهىوسلم ابن صهاك على حضوره دروس اليهودية بأن قال‬


‫البن صهاك‪" ،‬أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد‬

‫‪38‬‬
‫جئتكم بها بيضاء نقية ال تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا‬
‫به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا‬

‫ما وسعه إال أن يتبعني"؟ ألم يحذر النبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهى وسل ىم‬
‫المسلمين من محاكاة ْأتباع الكتب األخرى وقال في ذلك‪" ،‬لتتبعن‬
‫شبر بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر‬
‫سنن من كان قبلكم ا‬
‫ضب لسلكتموه‪ .‬فسأله من كان حوله‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬اليهود‬
‫والنصارى؟ فرد النبي قائال‪ :‬فمن؟!" أليست محاكاة اليهود باالحتفال‬

‫بنجاة موسى عليهىالسالم نوع اتباع سنن اليهود؟ إن ما يدعيه كهنة‬


‫البالط السقيفي في هذا السياق هو مؤشرات التأثير التلمودي‬
‫واألموي على هؤالء الذين يسمون أنفسهم علماء ولكنهم ليسوا إال‬
‫أدوات حبرية خاضت في الدين تحريفا وانغمست في عقول الدهماء‬

‫والبلهاء واألغبياء تهويدا وتنصي ار‪ .‬فإذا كان النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهى‬

‫وسلم حقا قد أمر المسلمين بأن يحتفلوا بنجاة موسى عليهىالسالم وذلك‬

‫بصيام عاشوراء فلماذا لم يأمرهم بأن يحتفلوا باستواء سفينة نوح عليهى‬

‫السالم على الجودي أو بنجاة إبراهيم عليهىالسالم من النار أو بشفاء‬

‫أيوب عليهىالسالمى من المرض أو بخروج يوسف عليهىالسالم من البئر‬

‫أو بخروج يوسف عليهىالسالم من السجن أو بانتصار سليمان عليهى‬

‫السالم على بلقيس ملكة سبأ أو بخروج يونس عليهىالسالم من بطن‬

‫الحوت أو برفع عيسى عليهىالسالم إلى السماء ونجاته من القتل؟‬


‫كما أن متن المروية نفسها تناقض بعضها البعض‪ .‬فبداية‬

‫المروية المفبركة تدعي إنه عندما هاجر النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم‬

‫‪39‬‬
‫إلى المدينة استفسر اليهود عن سبب صومهم في لذلك اليوم‪ .‬وتقول‬

‫نهاية المروية المفبركة ان النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم َّ‬


‫قرر أن يصوم‬
‫تاسوعاء وعاشوراء إال أنه "توفي" قبل أن يصومهما‪ .‬وهنا يكتشف‬
‫َ‬
‫كل من له مسكة عقل أن المروية مرتبكة ومتهافتة ومتناقضة وهذا‬

‫يثبت طبيعتها المفبركة‪ .‬فالنبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم قد أقام في‬


‫المدينة إحدى عشرة سنة بينما توحي المروية المفبركة كأن النبيى‬

‫صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم قد أقام في المدينة سنة واحدة فقط؛ الفترة بين‬

‫تاريخ السؤال المزعوم للنبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم إلى اليهود وموعد‬


‫تنفيذ نيته بأن يصوم تاسوعاء وعاشوراء إال أن المروية المفبركة‬

‫تدعي أن النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم "توفي" قبل أن يصومهما!!‬


‫َ‬
‫وهكذا يبدو من متن المروية المفبركة كأن النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم‬
‫قد أقام في المدينة سنة واحدة فقط مما يوضح االرتباك والتهافت‬
‫والتناقض والقصد السيئ في متن المروية المفبركة‪ .‬فما هذه‬
‫التناقضات التي يتصف بها الدين البكري السقيم والمتضعضع‬
‫والمتساقط؟ ألم يدرك هؤالء االغبياء أن ما يسمى صيام عاشوراء‬
‫كرى مقتل اإلمام الحسين‬
‫هو كذبة أموية للصرف انتباه الناس عن ذ َ‬
‫عليهىالسالم حتى ال يعلم الناس الحقيقة ويحزنوا على أحزان أهل‬

‫البيت عليهمىالسالم ويلعنوا اعداءهم منذ السقيفة والى يوم اليوم؟‬


‫وقد َّ‬
‫صدق هذه المرويات الكاذبة والمفبركة الدهماء والبلهاء‬
‫الذين رضعوا حليب الجهل والبالهة وكوامن البالدة من أثداء أمهاتهم‬
‫الالئي لم يلدن إال رموز البالدة والغباء والفاقد التعليمي والسقوط‬
‫األخالقي‪ .‬وكانت وستظل ذرياتهم ممثلين حقيقيين للفاقد التربوي‬

‫‪40‬‬
‫الذي اتخذ مثل تلك المرويات المفبركة دينا وجادل العلماء وأصر‬
‫مجتر لحليب الجهل الذي شربه من أمه الجاهلة‬
‫ا‬ ‫على أن يظل‬
‫ويطلب من اآلخرين أن يكونوا اغبياء مثله‪ ،‬حقا‪ ،‬كل يرى الناس‬
‫بعين طبعه!! الم يسمع هؤالء باآلية القرآنية التي تقول على لسان‬

‫النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم‪﴿ ،‬إ ْن أَتَّبع إال َما ي َ‬


‫وحى إَل َّي﴾؟ هل يدعي‬ ‫َّ‬

‫من له مسكة من عقل أن النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم ي َّ‬


‫تعلم من‬
‫اليهود؟ أليس مثل هذه االدعاءات الكاذبة التي تجرح في نبوة النبيى‬

‫صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم وتدحض معنى اآلية القرآنية السابقة‪.‬‬


‫وكذلك كانت فرية آية الرجم الصهاكية جزء من حلقة في‬
‫سلسلة التأثير التلمودي على اقطاب السقيفة‪ .‬ونرى ذلك في تعامل‬
‫ابن أبي قحافة مع تلك المرأة اليهودية التي كانت ترقي عائشة بكتاب‬
‫اليهود! إذ يجيز ابن أبي قحافة لليهودية بأن ترقي عائشة بكتاب‬
‫اليهود المحرف! كما يرضى هذا التصرف من عائشة التي تستجلب‬
‫اليهودية لترقيها! بل ويأمر ابن أبي قحافة اليهودية بأن ترقي عائشة‬
‫"بكتاب هللا"؛ ويقصد به كتاب اليهود المحرف! إذ أن تعبير ابن أبي‬
‫قحافة "كتاب هللا" هو كتاب اليهود الذي كان ابن أبي قحافة وابنته‬
‫عائشة ما يزاالن يعتقدان فيه! ألن اليهودية ال يمكن لها أن ترقي‬
‫باستخدام القرآن! وهذا يعكس قوة التأثير التلمودي على بعض من‬
‫سموهم "كبار الصحابة"! ومع ذلك يطلب كهنة البالط السقيفي من‬
‫المسلمين بأن يأخذوا نصف دينهم من عائشة التي ال تعرف كيف‬
‫ترقي نفسها من القرآن فتأتي بيهودية لترقيها من كتاب اليهود! أي‬
‫استهتار بالعقول هذا؟! فهذه أمثلة قليلة في هيكل الثقافة اليهودية‬
‫التي كانت تسيطر على أقطاب السقيفة ومن خاللهم تم اختراق‬

‫‪41‬‬
‫االسالم بالتشريعات التلمودية‪ .‬وابن صهاك وابنته حفصة كانوا في‬
‫غرام مع التعاليم والكتب اليهودية‪ .‬فقد قرأت حفصة ذات مرة على‬

‫النبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم قصة يوسف عليهى السالم من مصادر‬

‫يهودية‪ .‬فغضب النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم كما غضب من ابن‬


‫صهاك في نفس الخصوص كما رأينا سابقا‪ .‬ويمكن أن يتخيل‬
‫صاحب العقل نوعية العقليات التي كانت في المحيط الضيق للنبيى‬

‫صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم والتي ال تقيم لنبوته ورسالته مكانة وال تستوعبها‪.‬‬


‫بل تأتي بمحرفات الكتب السابقة وتستفزه وتغضبه‪ .‬فقد تجاهلوا أنه‬
‫نبي بينهم ومربوط بالوحي وأن اإلسالم ينسخ ما قبله‪ .‬كما أن كل‬
‫ق اررات وأفعال ابن أبي قحافة وابن صهاك وابن عفان وعائشة‬
‫وحفصة؛ عاشقي اليهود وأحبارهم؛ كانت تعكس حقيقة أنهم يضربون‬
‫مفاصل الدين اإلسالمي في مقتل‪ .‬وهذا يدل على أنه كانت هناك‬
‫غرف خلفية تدير عملية التآمر على الدين اإلسالمي وما كان‬
‫أقطاب السقيفة ومن سار على دربهم إال واجهات تنفيذية مالئمة‬
‫ومتسقة مع دوافع المحرفين‪ .‬فقد كانوا ينفذون بإخالص منقطع‬
‫النظير ما يتم حبكه في تلك الكواليس الخلفية‪ .‬وعليه يمكن لنا ان‬
‫نجزم أن المرأة اليهودية في غرفة عائشة لم تكن لترقي عائشة بل‬
‫لتجعلها تشرب عميقا من اإلرث اليهودي وهكذا تم خلق عجول‬
‫سامرية لتشويه صورة الدين اإلسالمي وأهله االطهار‪.‬‬
‫ولذلك ظهر االختراق التلمودي المتناقض في داخل جسم‬
‫التشريعات والتعاليم اإلسالمية من خالل تلك المرويات المشبوهة‬
‫روى‬
‫والغامضة التي ال تجزم بتفاصيل محتواها بطريقة منسجمة‪ .‬إذ ي َ‬
‫أن النبي صلىىاهللىعليهىوآلهى‬
‫في البخاري‪" ،‬عن عبد هللا بن أبي أوفى َّ‬

‫‪42‬‬
‫وسلم رجم ماع از والغامديَّة‪َّ .‬‬
‫ولكننا ال ندري أرجم قبل آية الجلد أم‬
‫فهل حدث أصال شيء من هذا القبيل؟ وهل يمكن أن‬ ‫‪53‬‬
‫بعدها‪".‬‬
‫يتم اثبات وجود تشريع أو تحديد مصير إنسان من خالل هذه‬
‫الطريقة المريبة التي ال يستطيع التاريخ وكهنته الجزم في شأنه؟ إذ‬

‫أن الراوي نفسه شكك في حدوث الرجم المنسوب كذبا للنبي صلىىاهللى‬

‫عليهىوآلهىوسلم ما إذا كان قبل نزول آية الجلد أو بعدها‪ .‬وهنا يستدرك‬
‫الباحث الموضوعي في التاريخ أن الراوي ليس من أهل الرواية وال‬
‫يمكن االعتداد بما رواه‪ .‬أال يوجد رواة آخرين أكثر اعتمادية ووثاقة‬
‫من هذا الراوي حتى يستطيع المجتمع تحديد وتوضيح أمر مصيري‬
‫كهذا؟ فاآلية القرآنية الخاصة بعقوبة الزاني واضحة‪ .‬حيث وصفت‬
‫الجلد من دون أن تفرق بين الشخص المتزوج وغير المتزوج‪.‬‬

‫فاالعتماد على تشريع تلمودي لالدعاء بأن النبي صلىىاهللىعليهىوآلهى‬

‫وسلم قد رجم لهو ادعاء باطل ومفبرك‪ .‬إذ ال يمكن للنبي صلىىاهللى‬

‫عليهىوآلهىوسلم أن يطبق على إنسان تشريعا تلموديا حتى ولو كان ذلك‬

‫اإلنسان يهوديا ألن النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم أرسل للناس كافة وأن‬


‫رسالته ناسخة لما قبلها وأن غير المسلمين في المجتمع النبوي كانوا‬

‫يخضعون لقوانين اإلسالم وليس لقوانين اليهود المحرفة‪ .‬فاّلل تعال‬

‫يأمر النبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم بأن يحكم عليهم بما أنزل اليه وال‬

‫يمكن للنبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم أن يكون ممثال لكتب أخرى اثبت‬

‫هللا تعالى له إنها محرفة‪ .‬فإذا تم إحضار شخص غير مسلم ارتكب‬

‫جريمة فإن النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم يطبق عليه ما يوحى اليه ولن‬

‫‪43‬‬
‫يستعين بتشريع بديل ولن يتركه هللا تعالى يزهق روحا اعتمادا على‬
‫كتب محرفة بمجرد الزنا بعد االحصان‪ .‬كما ال يمكن أن يكون حتى‬

‫حكم التوراة الرجم للزاني ألن هللاىتعال لن يشرع عقوبة بربرية كهذه‬

‫لمجرد الزنا بعد االحصان‪ .‬فحكم هللا تعال ليس متناقضا أبدا‪ .‬كما‬

‫أن النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم قد أمر بطرد‪ ،‬وليس رجم‪ ،‬الزاني الذي‬


‫يدعي أن له ابنا من امرأة متزوجة من رجل آخر‪ .‬كما أنه لم يأمر‬

‫النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسل ىم برجم تلك المرأة‪ .‬حيث يقول النبيىصلىىاهللى‬

‫وهذا يعني أن‬ ‫‪54‬‬


‫عليهىوآلهىوسلم قال‪" ،‬الولد للفراش وللعاهر الحجر‪".‬‬
‫الشخص الذي يدعي أن له طفال من زنى بامرأة متزوجة من شخص‬

‫آخر فإنه يتم طرده ولو بالحجر وهذا ما عناه النبيىصلىىاهللىعليهىوآلهى‬

‫وسلم بكلمة "الحجر"‪ .‬فكيف يقول النبي ىصلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم بطرد‬


‫مدعي الولد من امرأة متزوجة من رجل آخر وال يحكم برجمهما؟ كما‬

‫أن النبي صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم ال يأتي بتشريع من عنده يقرر موت‬

‫االنسان أو من كت ٍّب هو يعلم إنها محرفة‪ .‬فالتشريع من هللا تعال من‬


‫خالل القرآن أو الحديث الذي هو ايضا وحي لكنه ال يخالف القرآن‪.‬‬
‫مبدلة‪ .‬يقول القرآن‪،‬‬ ‫محرفة و َّ‬ ‫فالقرآن قد أكد أن الكتب السابقة َّ‬
‫اءه ْم اْلعْلم‬ ‫َّ‬ ‫﴿وآتَيناهم بين ٍّ‬
‫اخَتَلفوا إال من َب ْعد َما َج َ‬ ‫ات م َن ْاأل َْمر َف َما ْ‬ ‫َ َْ َ َ‬
‫يما َكانوا فيه‬ ‫امة ف َ‬ ‫َّك َيْقضي َب ْيَنه ْم َي ْوَم اْلقَي َ‬ ‫َب ْغيا َب ْيَنه ْم إ َّن َرب َ‬
‫فال يمكن أن يجزم أحد أن التوراة غير المحرفة قد‬ ‫‪55‬‬
‫َي ْخَتلفو َن‪﴾.‬‬
‫خصصت عقوبة الرجم للزاني المحصن‪ .‬فالقرآن قد أكد لنا أن أهل‬

‫وحللوا حرام هللا تعال‪ .‬لذلك يمكن أن‬


‫حرموا حالل هللا تعال َّ‬
‫التوراة قد َّ‬

‫‪44‬‬
‫يترك هللا تعال نبيه صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم يأخذ نصا من كتب اليهود‬
‫المحرفة ليقرر حياة أو موت شخص‪.‬‬
‫وهكذا يتضح أن كل المرويات الخاصة بالرجم هي مرويات‬

‫مختلقة‪ .‬فقد أفترى أقطاب السقيفة وكهنتهم على هللا تعال كذبا‬
‫وحشروا تشريعات القتل في كل شيء‪ .‬لم يحترس أقطاب السقيفة‬

‫وكهنتهم في الدماء التي عصمها هللا تعال إال بالحق‪ .‬فهم لم يشرعوا‬
‫فقط برجم الزاني بل أيضا شرعوا بقتل تارك الصالة ورافض دفع‬
‫الزكاة بل ورافض دافع عقال بعير للمغتصب‪ .‬لم ينتبه أقطاب‬

‫السقيفة وكهنتهم للتحذير القرآني من االفتراء على هللا تعالى والرسول‬

‫ظَلم ممن ا ْفتَ َر َى َعَلى‬‫صلىىاهللىعليهىوآلهىوسلم‪ .‬يقول هللا تعال‪َ ﴿ ،‬ف َم ْن أَ ْ‬


‫ّللا َكذبا أ َْو َكذ َب ب َآياته إنه الَ يْفلح اْلم ْجرمو َن * َوَي ْعبدو َن من دون‬
‫ّللا َما الَ َيضره ْم َوالَ َي َنفعه ْم َوَيقولو َن َهـَؤآلء شَف َعاؤَنا ع َند ّللا ق ْل‬

‫أَتَنبئو َن ّللاَ ب َما الَ َي ْعَلم في الس َم َاوات َوالَ في ْ‬


‫األرض س ْب َح َانه َوتَ َعاَلى‬
‫َ‬
‫َعما ي ْشركو َن‪ 56﴾.‬لقد خلقت مرويات الرجم المفبركة جداال تاريخيا‪.‬‬
‫وعندما لم يستطع كهنة البالط السقيفي اثبات صحتها فإنهم حاولوا‬
‫حماية صنمهم ابن صهاك وإدعوا أنها تم اختراعها في العهد‬
‫العباسي‪ .‬لكن ادعاءاتهم هذه ال تستطيع أن تبرئ ابن صهاك ألن‬
‫كبتهم التاريخية األساسية تثبت تورط ابن صهاك في نشر هذه الفرية‬
‫ومحاولته تحريف القرآن‪.‬‬

‫المصادر‪:‬‬
‫‪ .1‬الحاكم في المستدرك‪ ،‬موطأ مالك‬
‫‪ .2‬سورة الحجر‪9 :‬‬
‫‪ .3‬سورة العنكبوت‪13 :‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ .4‬سورة النساء‪50 :‬‬
‫‪ .5‬سورة المائدة‪103 :‬‬
‫‪ .6‬سورة األنعام‪112 :‬‬
‫‪ .7‬سورة المائدة‪38 :‬‬
‫‪ .8‬البخاري‪ ،‬مسلم‪ ،‬الترمذي‪ ،‬المسند للحميدي‪ ،‬مسند احمد‬
‫‪ .9‬سورة هود‪72 :‬‬
‫‪ .10‬سورة يوسف‪78 :‬‬
‫‪ .11‬سورة القصص‪23 :‬‬
‫‪ .12‬سورة الشعراء‪ -171 :‬الصافات‪135 :‬‬
‫‪ .13‬سورة الذاريات‪29 :‬‬
‫‪ .14‬سورة النور‪2 :‬‬
‫‪ .15‬سورة النساء‪25 :‬‬
‫‪ .16‬سورة النور‪33 :‬‬
‫‪ .17‬سورة األحزاب‪30 :‬‬
‫‪ .18‬سورة األحزاب‪31 :‬‬
‫‪ .19‬سورة النور‪9-6 :‬‬
‫‪ .20‬سورة آل عمران‪168 :‬‬
‫‪ .21‬سورة النساء‪16-15 :‬‬
‫‪ .22‬سورة الفرقان‪71-68 :‬‬
‫‪ .23‬سورة الطالق‪1 :‬‬
‫‪ .24‬سورة النساء‪19 :‬‬
‫‪ .25‬سورة النور‪3 :‬‬
‫‪ .26‬البيهقي‪ ،‬مسند أحمد‪ ،‬الدارقطني‪ ،‬أبو داود‪ ،‬النسائي‬
‫‪ .27‬البخاري‪ ،‬مسلم‪ ،‬ابن ماجة‬
‫‪ .28‬فخر الرازي في التفسير الكبير‬
‫‪ .29‬البخاري‬
‫‪ .30‬المصدر السابق‬
‫‪ .31‬مسلم‬
‫‪ .32‬سورة البقرة‪178 :‬‬
‫‪ .33‬مسند احمد‪ ،‬مسلم‪ ،‬أبو داود‪ ،‬النسائي‬

‫‪46‬‬
‫‪ .34‬سورة المائدة‪49 :‬‬
‫‪ .35‬مسند أحمد‪ ،‬أبو داود‪ ،‬ابن ماجة‪ ،‬الحاكم في المستدرك‪ ،‬البيهقي في السنن‬
‫الكبرى‪ ،‬ابن األثير في جامع األصول كما في تيسير الوصول‪ ،‬محب‬
‫الدين الطبري في الرياض النضرة‪ ،‬وفي ذخائر العقبي‪ ،‬القسطالني في‬
‫إرشاد الساري‪ ،‬المناوي في فيض القدير‪ ،‬سبط ابن الجوزي في تذكرته‪،‬‬
‫ابن حجر في فتح الباري‪ ،‬العيني في عمدة القارئ‬
‫‪ .36‬الرياض النضرة‪ ،‬ذخائر العقبى‪ ،‬مطالب السؤول‪ ،‬مناقب الخوارزمي‪،‬‬
‫األربعين للفخر الرازي‬
‫‪ .37‬سورة لقمان‪14 :‬‬
‫‪ .38‬سورة االحقاف‪15 :‬‬
‫‪ .39‬مسلم‪ ،‬البخاري‬
‫‪ .40‬أبو داود‪ ،‬الترمذي‪ ،‬ابن ماجة‬
‫‪ .41‬الحاكم في مستدركه‬
‫‪ .42‬نزهة الفضالء‪ ،‬تهذيب سير أعالم النبالء‪ ،‬شعب اإليمان للبيهقي‪ ،‬تفسير‬
‫القرطبي المالكي‪ ،‬سيرة عمر البن الجوزي‪ ،‬شرح نهج البالغة البن أبي‬
‫الحديد الشافعي‪ ،‬الدر المنثور للسيوطي الشافعي‬
‫‪ .43‬أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة‪ ،‬أبي داود‪ ،‬المتقي الهندي في كنز‬
‫العمال‪ ،‬الحاكم في المستدرك‪ ،‬البيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬ابن سعد في‬
‫الطبقات‪ ،‬ابن شاهين في الترغيب في فضائل األعمال‪ ،‬ابن عبد البر في‬
‫االستيعاب في تمييز األصحاب‪ ،‬المناوي في فيض القدير‪ ،‬البالذري في‬
‫أنساب األشراف‬
‫‪ .44‬المتقي الهندي في كنز العمال‪ ،‬الطبري في ذخائر العقبى‪ ،‬كفاية الطالب‪،‬‬
‫الحضرمي في وسيلة المآل‬
‫‪ .45‬األزرقي في اخبار مكة‪ ،‬ابن شاهين في الترغيب والترهيب‪ ،‬الحاكم في‬
‫المستدرك‪ ،‬البيهقي في الشعب‬
‫‪ .46‬المتقي الهندي في كنز العمال‬
‫‪ .47‬الخوارزمي في المناقب‪ ،‬الجويني في فرائد السمطين‪ ،‬المناوي في فيض‬
‫القدير‪ ،‬محب الدين الطبري في ذخائر العقبى‪ ،‬االمرتسري في أرجح‬
‫المطالب‬
‫‪ .48‬سورة هود‪91 :‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ .49‬سورة الكهف‪20 :‬‬
‫‪ .50‬سورة مريم‪46 :‬‬
‫‪ .51‬سورة يس‪18 :‬‬
‫‪ .52‬سورة الدخان‪20 :‬‬
‫‪ .53‬البخاري‪ ،‬مسلم‬
‫‪ .54‬المصادر السابقة‬
‫‪ .55‬سورة الجاثية‪17 :‬‬
‫‪ .56‬سورة يونس‪18-17 :‬‬

‫‪48‬‬

You might also like