Professional Documents
Culture Documents
أحب كرة القدم
أحب كرة القدم
يوهان كرويف
DSHAM
DSHAM
البد منها
مقدمة ّ
كل مهتم يف العامل العريب بالقراءة ,يف أي مجال ,يعلم جيّد ا ً (و يعاين أيضاً) ش ّحة الكتب املرتجمة ,و َمن
الس َي الشخصية للرياضيني سيجد أنّها شحيحة جد ا ً أل ّن دور نرشنا غري يبحث تحديد ا ً عن الكتب الرياضية و خاصة ِ
مهتمة برتجمتها ألسباب كثرية .
لفتني أ ّن موقع (العريب الجديد) األلكرتوين ينرش سلسلة مقاالت تحت عنوان (عصري الكتب) ,و هي أكرث من سلسلة ,كل
سلسلة تتناول كتاب غري موجود عىل النت و غري مرتجم إىل العربية ,املقاالت تنقل أهم ما جاء يف الكتب و ليس كل الكتاب .
يف البداية بــدأت بجمع املــقــاالت للقراءة الشخصية ,ثم نضجت ببايل فكرة أن أجمعها بطريقة حرفية
نوعاً ما ,و نرشها للقارئ العريب ,أل ّن املكتبة العربية الورقية و األلكرتونية فقرية جــد ا ً بهذا النوع من
الكتب ,و بــدأت بهذا الكتاب ,عىس أن أح ـ ّول كل سلسلة من السالسل املنشورة إىل كتاب يف قــادم األيــام .
وضعت يف غالف الكتاب إسم كاتب و مع ّد كل سلسلة من املقاالت ,لألمانة و إحرتام الجهد و املهنية ,و جمعت النصوص
و الصور كام هي ما عدا استبدال بعض الصور ألسباب ذوقية فقط ,و أردت التواصل مع املوقع و مع الكتّاب و لكن سيأخذ
املوضوع وقتاً طويالً و أيضاً ج ّربت يف السابق التواصل بخصوص مقاالت من هذا النوع يف موقع ألكرتوين آخر و مل يرد أحد
,فستكون هذه املقدمة مبثابة ورقة إستئذان ,و أو ّد أن أُعلِ َمهم أ ّن هذا العمل كام أرشت يف الغالف و يف الصفحة األوىل
هو (نرش ألكرتوين) ,فقط ألجل القارئ العريب عىل األنرتنت ,ال يُراد ِمنه أي فائدة تجارية ,و الله عىل نياتنا خري شاهد .
فشكرا ً لكل كاتب أع ـ ّد سلسلة من سالسل (عصري الكتب) و ترجم كتاباً و أثــرى املحتوى العريب الريايض
بــهــذا الــنــوع ِمــن الكتب و كــر إحــتــكــار دور الــنــر ,و الشكر مــوصــول أيــض ـاً ملــوقــع (الــعــريب الــجــديــد).
٢٠١٩-٣-٩
D_SHAM
3
ا لمحتو يا ت
ركائز اللعبة و سحر كرة الشوارع . 1
من هو المدرب الناجح؟ .2
التدرب في مرآب السيارات .3
تصعيد الالعبين وأسخف ما في كرة القدم .4
برميل البارود في مواجهة المدرب .5
فائدة التسلل وإشكالية التحكيم والتكنولوجيا .6
؟ لماذا خسرنا مونديال ١٩٧٤؟ .7
فلتقف ثابتا ً يا رجل! .8
النموذج األميركي..وروماريو الكارثي في السلة .9
أكثر العب كان لديه مهام دفاعية؟..روماريو .10
من أي مكان ملعون يأتي هوغو سانشيز؟ .11
اللعب من أجل الفوز أم المتعة ؟ .12
4
ركائز اللعبة و سحر كرة الشوارع
“قد تستلم الكرة بقدمك أو عىل صدرك ورمبا برأسك ،لهذا فمن الرضوري أن تكون عىل دراية بالفنيات الالزمة ليك تنجح
يف السيطرة عليها بالصورة األكرث فاعلية ،وذلك وفقا للظروف املوجودة يف امللعب ،بهذه الطريقة ومع امتالك الالعب لكل
األدوات املتاحة أمامه ،سيمكنه اتخاذ أفضل قرار وفق اإلطار الذي يتواجد به أثناء كل لحظة يف املباراة”.
“اذا مل تتمكن يف وقت ما من السيطرة عىل الكرة التي تصل لك يف وضع معني أو رسعة معينة فإنك لن تنجح من األساس يف
تطوير قدرتك عىل اللعب ،بل وعىل الصعيد الجامعي وهو األمر الذي سيجعل العرض الذي ترغب يف تقدميه ال يرى النور”.
“لألسف هذه األشياء مل يعد هناك تركيز عليها يف التدريبات ويف كرة القدم النظرية وذلك بسبب عوامل تعليمية واجتامعية
أو بكل بساطة بسبب أمور تتعلق بتغري طريقة التفكري ،ولكن يف وجهة نظري اللعب الجيد يرتكز بصورة أساسية عىل
النجاح يف تنفيذ كل هذه التحركات بصورة صحيحة”.
“اللعب الجيد يتطلب تنفيذا ً مناسباً وبدون أخطاء لكل التحركات أثناء املباراة ،وترية نقل الكرة والتمريرات والتمركز
والسيطرة والعرضيات ..كلها عوامل حاسمة يجب أن ينجح الالعب يف التعامل معها بالفنيات الالزمة إلنجاحها”.
6
كرة الشارع :
“ال شك أن أحد أهم أسباب غياب الشكل الجيد يف تنفيذ الفنيات من قبل عدد كبري من الالعبني يتعلق باملكان الذي تعلم
فيه هؤالء الشباب لعب الكرة ،يف زمني كان الشارع هو أكرث األكادمييات شعبية الستكشاف أرسار هذه الرياضة”.
“يف طفولتي كل من كان يحب كرة القدم تعلم يف شوارع وميادين األحياء التي كنا نسكن بها ،ولكن األمر مل يكن يتعلق
بنا نحن فقط ،بل بالشباب األكرب سنا ،لذا فبعد انتهاء دوام العمل أو الفصول الدراسية كان الجميع يخرج للشارع ملامرسة
رياضته املفضلة”.
“مل يكن االحرتاف قامئا ومنترشا مثل الوقت الحايل وكان الجميع غالبا يتدرب يف نفس الوقت ،أنا أتحدث عن زمن آخر،
يجب عىل سبيل املثال إدراك أنه أنا كنت ثاين العب محرتف لكرة القدم يف تاريخ هولندا بعد صديقي بيت كيزر والذي
عشت تجارب كثرية معه يف أياكس واملنتخب الهولندي”.
“هناك يف هذه الشوارع التي تحولت إىل مالعب تدريب مفتوحة كنا نتعلم كأطفال ..كيف؟ برؤية وتقليد ما الذي كان
يفعله من هم أكرب سنا ،أنا واثق من أن هذا املشهد كان يتكرر يف عدد كبري من املدن يف كل الدول وكل القارات”.
“خالل السنوات املاضية حاولنا استعادة روح كرة الشوارع ،أتذكر عىل سبيل املثال بطولة كرة قدم لألطفال أقمناها يف
أمسرتدام بحضور جامهري كبرية ووسط تطلعات كثرية ،ويف الدقيقة األخرية مل نجد مرمى بسبب خطأ يف التنظيم ،مل نوقف
هذا الحفل وطرأ ألحدهم فكرة وضع شاحنتي اطفاء بدال من املرميني وهو األمر الذي خرج بصورة مثالية”.
“كم من األطفال استخدموا الحقائب وحافظات األقالم بل وحتى سرتات التدفئة بل وأيضا بعض األحجار الصغرية للعب
بها ككرة والتسديد عىل مرمى وهمي؟ هذا اليشء ليس فريدا ولكنه تكرر كثريا يف كل أنحاء العامل ويثبت لنا أن كل ما هو
ناقص ميكن تعويضه عن طريق الخيال والشغف”.
7
من هو املدرب الناجح؟
لغة الكرة
“حينام كنت طفالً وبعد انتهاء كل مباراة كان هنالك العب أكرب سناً ينتظر ويعلمنا أرساره ويصحح لنا أخطاءنا ويشاركنا
حيله ،دامئاً ما رأيت أن أفضل طريقة لتعليم طفل كرة القدم ليست منعه من التجربة بل إرشاده”.
“مهام تطورت أساليب التكنولوجيا والتعليم أو زاد عدد الشهادات يف كرة القدم أو جرت محاولة لالستثامر يف هذه اللعبة
كعلم واضح وميكن توقعه وأيضاً بعيدا ً عن املحارضات التكتيكية وكل ما يكتب عىل اللوحات الخططية ،ال زلت أظن أن
أفضل مدرسة يف هذه اللعبة هي النقل الشفهي واملامرسة العملية لها بني العبني ينتمون لفئات عمرية مختلفة”.
“أهم يشء أن تكون هذه العملية من العب لالعب ،ألن كليهام يتحدثان نفس اللغة وهي كرة القدم ،لذا ميكنهام التفاهم
والتناغم ،إذا مل تكن تتحدث نفس لغة مدربك ،فمن الصعب أن تتعلم شيئاً”.
املدرب الناجح
“من أهم األشياء التي الحظتها يف صغري أن أكرث من استمتعوا بتعليمي شيئاً كان األكرث مهارة مع الكرة ،بينام عىل الطرف
اآلخر فإن من كانوا يهتمون فقط بتوجيه الركالت والدفاع واللعب بخشونة فإنهم أقل من علموين شيئاً”.
“هؤالء املدربون الذين يعشقون الفنيات املمتازة هم من يقولون لك (انظر يا فتى! املسها بهذه الطريقة وسرتى ما
سيحدث) ..استمع لنصائحهم وجربها وصحح األخطاء التي ترتكبها وطبق عليها مالحظاتك وستتعلم اآلثار الناجمة عنها،
وكيف تتعامل مع الكرة يف أي موقف ،سواء عىل صدرك أو عىل رأسك أو للتسديد والبحث عن مساحات”.
8
الواقع
“لألسف يبدو أن األشياء تغريت كثريا ً منذ أيامي ،فاليوم أغلبية مدريب أصغر الفئات السنية يف عامل كرة القدم درسوا ليصبحوا
مدربني ،لقد أصبحوا مدرسني أكرث من كونهم مدربني ..قد يقولون لك سددها باليرسى ،حسناً ..هذا أمر جيد ولكن إذا مل يعلموك
بأي طريقة ملعونة تسددها باليرسى وكيف سيفيدك هذا األمر فام الفائدة؟ وهل تعرف ملاذا ال يرشحون لك؟ األمر بسيط ألنهم
ال يعرفون!”.
“إذا مل تكن تتمتع بالفنيات واملهارة الالزمة لتعليم هذه الحركة ،فعن أي يشء بائس ميكنك الحديث؟ حسناً عن الجانب
البدين وكل هذه األشياء التي ال ميكنني إنكار أنها مهمة ..لكنها بالنسبة يل تعترب ثانوية إذا ما قارنتها بالفنيات!”.
“ذلك الذي يدرب الفتية ويرشح لهم كيف ميكن مترير الكرة وبأي جزء من القدم ويف أي وضع يجب عليهم التمركز
لتسديدها وما هي االحتياطات الواجب عليهم اتخاذها عند مواجهة الخصم ،وما هي الظروف التي يجب أن يهتموا بها
وكيف ميكنهم أن يتحلوا بالرسعة يف التنفيذ ،فإن العبيه سيسعون مستقبالً لتقليده ومحاكاته والتطور والتعلم وصقل
مهاراتهم ثم تطبيق كل هذه املعارف عىل طريقتهم يف اللعب وشخصيتهم الكروية”.
“باختصار إذا مل تكن قادرا ً عىل القيام بيشء فال ميكنك تدريسه ،لذا فإنك تبدأ بعدها يف الحديث عن أشياء مهام كانت
مهمة فإنها لن تقرتب أبدا ً من أهمية الفنيات ،وبهذه الطريقة ستنىس التفاصيل وتبتعد عن جوهر اللعبة ،ويف رأيي هذه
هي مشكلة كرة القدم يف الوقت الحايل”.
“من الذي يحق له تدريب فرق الناشئني؟ فتى القرية الذي لعب الكرة طوال حياته واآلن يرغب يف تعليم الفتية األصغر
سناً؟ أم شخص قام بالدراسة ألنه كان يرغب يف استغالل وقته وصعود السلم الوظيفي؟ كيف ميكن صعود السلم الوظيفي؟
عن طريق النتائج! ولكن ال ميكن لإلدارة املطالبة بتحقيق النتائج كأحد أشكال تعليم الصغار ألن النتيجة الطبيعية ستكون
تراجع مستوى الفنيات”.
“أنا أعارض بشكل قوي رضورة حيازة مدريب فرق الناشئني لشهادات علمية وأوراق تجيز لهم العمل بهذا املجال ،بالنسبة
يل لو كنت إدارياً سأختار فتى القرية الذي لعب الكرة طوال حياته وبدأ التدريب وأنهى فريقه بنهاية املوسم يف املركز
الرابع ،ألنه بالنسبة يل سيكون أفضل مدرب”.
9
التدرب يف مرآب السيارات!
“أحاول ،دامئاً ،تنظيم بطوالت كرة قدم يف الشوارع ،أفعل هذا األمر لتحدي ومكافحة من يرضون باللعبة بسبب طريقتهم
اآللية واملحدودة يف فهم األمور ،وأيضاً الستعادة الروح البدائية لهذه الرياضة”.
“يتكون كل فريق من ستة أشخاص ،هذا الرقم مل يأت من قبيل الصدفة ،لقد الحظت أنه إذا ما قل عدد الالعبني عن ستة
فإنه ال يوجد تدوير للكرة ويصبح فرض األسلوب الدفاعي أكرث سهولة ،أما إذا وصل سبعةً ،فأيّاً كانت الخطة التي ستلعب
بها ،دامئاً ما سيوجد العب يخلو من الرقابة ..ستة هو الرقم املثايل ألنه يتطلب قدرا ً أك َرب من الرتكيز والتأقلم رسيعاً عىل
ظروف اللعب والبحث عن دعم رسيع وقصري والتدخل واتخاذ القرارات دون أن تنفصل عام يحدث أو تبقى وحيدا ً بدون
كرة فرت ًة من الوقت”.
“أبعاد امللعب تقرتب تقريباً ،هي نصف امللعب التقليدي والقواعد بسيطة وأولها ألّ ميرر الحارس الكرة إىل أبعد من
منتصف امللعب..ال يشء مينعه من الخروج بنفسه ،ورمبا تسجيل هدف ..هذا األمر يسهل اللعب ،ولكنه يف الوقت نفسه،
يعلم الحارس لعب الكرة وتحريكها والدخول يف عملية اإلبداع وابتكار الحلول ،وبهذه الطريقة نكافح مسألة تحول الحارس
إىل مجرد جذع شجرة يسد املرمى ويطلق كرات طويلة بال هدف إىل األمام”.
“القاعدة الثانية ،هي أن كل الركالت الثابتة يجب أن تكون غري مبارشة ،أهتم بأن تكون الركالت الثابتة جزءا ً من اللعب..
ميكن لالعبني الصغار معرفة تقنيات تسديد الركالت الثابتة مستقبالً إذا ما كانوا يرغبون يف هذا األمر وكانوا يتمتعون
باملهارات الالزمة ،ولكن األهم من هذا أن يتعلموا التفكري واتخاذ القرارات وإبداع الحلول”.
“بالحديث عن األخطاء ،حينام كنت مدرباً لربشلونة أتذكر أننا كنا نتدرب مع كومان أو ستويشكوف عىل عدم إيداع الكرة يف
املرمى (التسجيل بالنسبة لهم من الركالت الحرة كان أمرا ً سهالً) ،بل بتسديدها يف العارضة أو أحد القامئني وذلك للتدريب
عىل زيادة دقة الركلة ،ولكن بالعودة لكرة الشارع فإن ما يهمني هو أن تكون األخطاء ،دامئاً ،غري مبارشة ليك ال يتوقف
اللعب ويستمر وتعلو وتريته”.
10
كرة باحة السيارات
“حينام كنت مدرباً يف أياكس ،يف بعض األحيان كنت أتدرب مع الفتية يف باحة ركن السيارات ..ملاذا؟ ألنه هناك ميكن تعلم
الكثري ..إذا ما كنت تلعب فوق النجيل األخرض املهذب املثايل يف أحد تلك املالعب الكثرية يف هولندا ،إذا ما اصطدمت
بالخصم ووقعت عىل األرض لن يحدث يشء ،ستنهض وهكذا انتهى األمر بعدها ،ولكن يف املرآب ،إذا ما اصطدمت بالخصم
وسقطت عىل تلك األرض األسمنتية قد تجرح وتتأمل ويف بعض األحيان تدمي ..سيتوجب عليك التعلم والتحرك برسعة أكرب
واتخاذ القرار األفضل ملا سوف تفعله يف تحركاتك سواء بالكرة أو من دونها”.
“هذا األمر البسيط يشتمل يف الحقيقة عىل اثنني أو ثالثة أو رمبا أكرث من املفاهيم الهامة للعبة مثل التمركز والتحكم
يف الكرة والرسعة والرتكيز ،وعىل املدى الطويل سيعود األمر بالنفع وسيكون له توابع مبارشة عىل مساهامتك يف امللعب،
وبالتايل مستوى الفريق ككل ..مبعنى آخر تغيري مكان اللعب من النجيل للمرآب ،أدخل ظروفاً أكرث صعوبة وبالتايل عمل
عىل تطوير مهارات االستباق”.
“تتعلم كيف تصل أوال ،وكيف مترر الكرة قبل وصول الخصم ،بل والتفوق عليه إذا ما كان أقوى منك جسدياً ألنه مل يتعلم
مثل هذه األشياء ،ليس حينها فقط ،بل حتى حينام يصبح عمرك ١٨عاماً ويف مباراة رسمية ،سيكون الفارق بينك وذلك
الالعب القوي هو االستباق وعنرص املفاجأة ..لحسن الحظ أثناء تأهييل تعلمت هذه املفاهيم واألشياء”.
“الحقيقة أن هذه األشياء أفادتني كثريا ً طوال مسرييت االحرتافية ،أثناء طفولتي طورت يف التدريبات فنيايت ألستغل مهارايت
وأتفوق عىل منافسني أفضل مني جسدياً ،ولكنهم أبطأ مني ،األمر مل يتعلق بأنني كنت أتدرب أكرث منهم ،بل كنت أحسن
استغالل تدريبايت”.
“ميكن تلخيص دور املدرب يف العبارة التي قالها ماركو فان باسنت ،ذلك الالعب الرائع الذي اضطر لالعتزال بسبب كرثة
اإلصابات ،وهي (كان يف حيايت ١٠مدربني ،أحدهم علمني شيئاً ما وثالثة مل يدمروين وستة حاولوا تدمريي) ..أنا عىل العكس
منه كنت محظوظاً لتقدير من دربوين كر َة القدم”.
“لقد تعلمت من هذه األمور كثريا ً ،أهم يشء بالنسبة للمدرب هو عدم التعرض ملهارات العب ما ،الهدف من وراء املامرسة
هو التطوير ،طوال مسرييت كمدرب اعتمدت عىل تحليل ما لدى كل العب بصورة فردية والعمل عىل توظيف مهاراته من
أجل مستوى الفريق وتقديم عرض رائع”.
11
تصعيد الالعبني وأسخف ما يف كرة القدم!
ا لتصعيد
“من ضمن املفاهيم الخاطئة أيضاً يف عامل الكرة االنتظار وقتاً أطول من الالزم لتصعيد العب إىل الفريق األول أو لفئة عمرية
مختلفة ..ال يجب تقييم الالعب بناء عىل س ّنه بل عىل جودته ..إذا ما أظهر العب عمره ١٢عاماً أن لديه ما يتفوق به فنياً
عىل باقي زمالئه فيجب تصعيده ليلعب مع من هم أكرب سناً ليك يتحسن ..هذا األمر سيجعله يكافح بصورة أكرب ألنه لن
يشعر بالراحة ويرىض مبا يعرفه ،سيجد حافزا ً جديدا ً وبكل بساطة سيصبح مجربا ً عىل مواصلة التعلم والسعي وراء املزيد”.
“أنا عىل سبيل املثال خضت تجربة مشابهة وساعدتني كثريا ً حينام لعبت مع فئات عمرية أكرب مني نظرياً ..يف فريقي األصيل
كنت أسري بالكرة وأراوغ واحدا ً واثنني وثالثة وأربعة وخمسة ورمبا حتى ستة منافسني ،وكان املدرب يأمرين بتمرير الكرة
بصورة أكرب ولكن مل أكن آبه برأيه أو كلامته ،ولكن حينام صعدوين لفئة أكرب عمرياً ،رمبا كنت أنجح يف مراوغة األول والثاين
وأحياناً الثالث ولكن حينام كان يظهر الرابع ،كان ينتهي األمر يب ملقياً عىل األرض دون كرة ..هذا األمر يعلمك متى تتخىل
عن الكرة وكيفية قراءة امللعب واتخاذ القرارات برسعة وفاعلية أكرب”.
“يف بعض األحيان أُصاب باليأس حينام أشاهد العبني عمرهم ٢١عاماً ال يزالون يلعبون يف الفرق الثانية ألندية كربى دون
خوض أول مباراة لهم يف الدرجة األوىل ،ما ميكن أن يقدمه هؤالء الالعبون الشباب للفريق ليس باليشء الهني ..ال ميكنك
مطالبتهم بحمل ثقل الفريق بني ليلة وضحاها ،هذا صحيح ،بل فقط القيام مبا يعرفون والتعلم ..يف املستقبل سيحني لهم
الوقت الكايف ليصبحوا (األبقار املقدسة) لفرقهم ولكن ليس يف بداية مشوارهم”.
“بالنسبة يل فإن وجود فتى مهاري جديد يف الفريق يعد أمرا ً جيدا ً ،فهو دامئاً ما يضيف شيئاً للعب ولباقي الالعبني مثل
عنرص املفاجأة والجرأة والخيال والقدرة عىل إرباك الخصم ..يجب عىل هذا الالعب أن يتعلم ويكتسب الخربة ،ولكن
ملواصلة التعلم يجب أن يشارك مع الفريق األول ومحاولة تغطية ظهره داخل وخارج الفريق”.
12
أسخف ما يف كرة القدم
“أسخف ما يف العامل هو الجمهور والصحافة واإلداريون حينام يطالبون العباً شاباً يف كل مباراة بأن يكون حاسامً وعبقرياً
وفناناً ورائعاً وال ينىس ألن النتيجة الطبيعية التي ستحدث بعد كل هذا هي ارتكابه الكثري من األخطاء والتجاوزات
والسقطات بسبب الضغط واالرتباك لتبدأ الشكاوى بعد ذلك ضده من قبل الجمهور ورمبا الفريق”.
“ال يتوقف األمر عند هذا بل رمبا يستاء العبون من كرثة ترصفاته العبقرية مع الكرة ويقررون عدم التعاون معه ويف
النهاية سيفضل املدرب عدم االعتامد عليه وإجالسه عىل الدكة ورمبا عدم ضمه لقامئة الفريق من األساس ..هذا أمر مؤسف
للغاية ألن الضغط النفيس يكون مرتفعاً ويف بعض األحيان تكون حجة اإلصابات هي الغطاء املناسب لحاميته”.
“البعض اتهمني بأنني مل أرشك إيفان دي ال بينيا (العب برشلونة وإسبانيول املعتزل) بالصورة الكافية ،ولكن الحقيقة أن
الظروف املحيطة هي التي مل تسمح له بحيازة الوقت الكايف ،الذي لو كان موجودا ً لكان حصل عىل الغطاء املناسب ليك
يستمر ..األمر كان مؤسفاً ..لذا أفضل أال يظهر أحد ليتهمني بأنني مل أدفع بإيفان كثريا ً حينام كنت مدرباً لربشلونة ،مل يكن
من املنطقي أن يلعب كل املبارايات وعمره ال يزال 81عاماً ،نصف املبارايات كان العدد الكايف”.
13
برميل البارود يف مواجهة املدرب
“ما هو الفريق؟ إنه غرف املالبس ..ذلك املكان الذي يوجد فيه ٢٥شخصاً يبدأ منهم 11فقط كل مباراة ..ذلك الفريق تعتمد عليه
تقريباً ٢٠عائلة لكل منها ظروف مختلفة ،مبعنى آخر األمر أشبه بالتواجد داخل برميل بارود وهذا أمر منطقي ،ألنه يف الداخل
يوجد الكثري من البرش ومن الطبيعي أن يختلفوا ،ولكن يجب أن يوجد لديهم هدف واحد هو نجاح الفريق وإعالء شأنه”.
“يجب تحديد معايري واضحة وتعاليم داخل امللعب وإيجاد تعايش داخل غرف املالبس بجانب إعالء قيم النادي ،يف بعض األحيان
أعتقد أن اللعب هو املرحلة األخرية يف كرة القدم ،حيث توجد الكثري من األمور التي يجب حلها داخل غرف املالبس قبل ملس
الكرة”.
“ال يوجد يشء خفي يف غرف املالبس ،كل األمور معروفة ،بداية من املشاكل العائلية والنساء واألطفال ،وحتى تلك املالية املتعلقة
باألعامل واملرشوعات والرضائب ..إنه أمر طبيعي ألن غرف املالبس مكان للتعايش ..لذا ال ميكن أن يكون هناك العب احتياطي
يقبض أكرث من آخر أسايس أو فتى عمره ٢٠عاماً يحصل عىل أموال أكرث من زميل عمره ، ٢٧هذا يشء مستحيل وغري مقبول”.
“رمبا توجد بعض االستثناءات التي ميكن التسامح معها ،ولكنها ستكون قليلة وميكن تفهمها أو تقبلها من جانب العبي الفريق،
ولكن بصفة عامة ال يجب أن يوجد انعدام للمساواة ..إذا ما كان هناك العب أفضل منك ،فال يجب أن تشعر باالستياء ألنه يقبض
أكرث منك ألنك تعرف جيدا ً أنه أفضل”.
“بعد مرور أسبوعني عىل االنضامم ألي فريق فإنك حينام تدخل امللعب تعرف جيدا ً من هم األفضل ومن هم األقل جودة وهوية
الذين نقول عنهم إنهم سيئون ،أنا أتحدث عن كل النواحي وليس فقط يف مترير الكرة وتسجيل األهداف بل أيضاً املسؤولية وكل
العنارص التي تتعلق بشخصية الالعب”.
14
دور املدرب
“حينام يالحظ املدرب أن مثل هذه األمور بدأت تثار يف الفريق عليه معرفة أن غرف املالبس عىل وشك االنفجار ،لذا فمن الرضوري
فرض الئحة بسيطة وحازمة يف نفس الوقت ..أنت األصغر وهو األكرب؟ إذن راتبه سيكون أكرب ..أنت تلعب أكرث منه؟ باملكافآت
والحوافز ستحصل عىل أموال أكرث منه ..يجب دامئاً يف مسألة الراتب احرتام املعايري العمرية”.
“يجب أن تكون املعايري الدامئة يف مسألة املكافآت والحوافز لتعويض أي فوارق مرتبطة دامئاً بأكرث املقاييس عدالة يف مكان قائم
عىل العمل الجامعي أال وهي املستوى .كل هذه األمور تشكل بالرضورة طريقة أخرى لتفهم مسألة الوضع االقتصادي للنادي
وامليزانية وسياسية التعاقدات والكثري من األشياء األخرى”.
“ال بد وأن يعمل املدرب دامئاً من أجل مصلحة الفريق والنادي وإذا كان هناك شخص بهذه القوة داخل غرف املالبس ال أعتقد أنه
ميكن ألي وكيل العبني الدخول وإشعال الحريق ،أي تدخالت تحدث تكون ألن شخصاً ما تسامح معها وسمح بها ..يجب أن يكون
هناك خط أحمر واضح ،رمبا مع وجود بعض االستثناءات البسيطة التي سيتفهمها الفريق”.
“ما ال ميكن للفريق تفهمه هو تعميم الظلم كنظام ووجود معايري كثرية لقياس األمور ..يف حالة وصول العب متأخر إىل الفريق
يجب أن يدفع غرامة وإذا تم تحديد موعد لتحرك الحافلة ال يجب أن يوجد تأخري لدقيقة واحدة ،ولكن إذا ما وصل املدرب هو
اآلخر متأخرا ً؟ يجب أن تدفع بنفسك غرامة عىل أن يكون هذا األمر أمام الجميع لريوا أنك أول من ط ّبق القواعد التي وضعتها
بنفسك”.
15
فائدة التسلل وإشكالية التحكيم والتكنولوجيا
“بني حني آخر تظهر حالة من الجدل بخصوص رضورة تغيري بعض قواعد الكرة أو اللوائح السارية اآلن ،ويكون مصدرها إما الالعبون
رض الفرق الهجومية فيام يطالب آخروناملحرتفون أو املدربون أو الجامهري أو اإلعالم ..عىل سبيل املثال يعتقد بعضهم أن التسلل ي ّ
بفرض قواعد تعاقب عىل إعادة الكرة إىل الخلف نحو منتصف ملعبك ،مثلام يحدث يف كرة السلة”.
“شخصياً أعتقد أن قاعدة التسلل مل تكن أبدا عائقا أو أداة دفاعية ،بل عىل العكس من هذا أعتربها سالحا هجوميا ،وذلك لسبب
بسيط وهو أنها تجربك عىل ضم خطوط الفريق وهذا يسهل حركة الكرة ويزيد الرسعة”.
“إذا مل تكن قاعدة التسلل موجودة ،كان الدفاع سيعسكر أمام الحارس يف منطقته ،الخيار الوحيد الذي سيكون موجودا أمامك هو
التسديد عن بعد ورمبا أشياء أخرى قليلة ،وبالتايل كانت ستنتهي مسألة اإلبداع يف اللعب واستغالل املساحات الفارغة ،ال يجب
نسيان أن كرة القدم الجميلة كام أفهمها تتعلق تحديدا ً بفتح املساحات وليس إغالقها”.
التحكيم
“شخصياً ،أعتقد أن تطبيق القواعد الحالية واستغاللها لصالح كرة القدم وناحيتها الجاملية بصورة مرنة يعد أفضل من التفكري يف
تغيري اللوائح وإدخال أخرى جديدة ..يف بعض األحيان وأنا أشاهد مباريات البطوالت الكربى أعتقد أن ترصفات بعض الحكام تعطي
انطباعا أن عقوبة االعرتاض عندهم أكرب من عقوبة رضب الخصم”.
“يف رأيي ،االحتجاج يشكل جزءا من كرة القدم طاملا كان داخل حدود الرتبية املتعارف عليها ،يجب عىل الحكام تفهم أن الكرة أيضا
يل تسلالً غري موجود فمن الطبيعي أن أنجرف وأعرتض ..اللعنة! نحن برش ولسنا من لعبة عواطف ،إذا ما كنت ألعب واحتسبوا ع ّ
حجارة! األمر ليس إهانة بل إظهار لعاطفة معينة ..هل هو أمر خطري لهذه الدرجة؟”.
16
“ما ال ميكن التسامح معه هو العب يعمل عىل إثارة الجامهري ضد الحكم ،يجب الدفاع عن الحكام دامئاً لصعوبة العمل الذي
يقومون به وهم مثل بقية الرياضيني لديهم هامش للخطأ يتوجب علينا قبوله ..ال يجب عىل الربامج الرياضية تكرار األخطاء
التحكيمية بشكل ال ينتهي ألنه حتى ولو تم عرض اللعبة ٨٠مرة بالتصوير البطيء فإنه رمبا تظهر تفسريات متعارضة ومتناقضة
لألمر”.
“من يطلق عليهم خرباء يجلسون يف االستوديو بكل هدوء بعد كل مباراة ويقولون رأيهم بخصوص اللعبات املثرية للجدل ..إنها
نفس تلك األلعاب التي مل يكن أمام الحكم سوى نصف ثانية التخاذ قراره بها”.
“لو سألني حفيدي كيف يتعامل مع الحكم سأقول له باحرتام يف كل األوقات ،وليك ال يرتك نفسه ينجرف مع اللحظة سأقول له
أيضا إنه أياً كانت أخطاء الحكم طوال املباراة فإنها غالبا ما تكون أقل من الالعبني ،وهذا أمر مؤكد”.
لتكنولوجيا
“من ضمن اإلشكاليات األخرى التي يجري الحديث بخصوصها كثريا ً مسألة مساعدة الحكام عن طريق تكنولوجيا عرض وتكرار
اللعبة عىل طاوالت للمساعدين لتبديد الشكوك ،كام يحدث أحيانا يف كرة القدم األمريكية وهو األمر الذي أعارضه ..هذا األمر
اخرتاع ظهر يف كرة القدم األمريكية التي ميكن القول عنها إنها نتيجة لتجربة معملية”.
“إيقاف اللعب واالنتظار دقيقة من أجل اتخاذ قرار بخصوص لعبة ال يبدو يل أمرا ً صائباً ..بهذه الطريقة لن تنتهي املباريات أبدا،
الكرة التي نعرفها متدفقة ومستمرة ،كرة القدم األمريكية ترتكز عىل تتابعات من ١٠أو ١٥ثانية من اللعب وسط توقفات مستمرة،
أغلب الرياضات األمريكية ترتكز عىل هذا األمر ..التوقفات تشكل جزءا من ثقافتهم”.
17
ملاذا خسرنا مونديال 1974؟
جليد أمسرتدام
“أتذكر جيدا أنه يف بدايايت كالعب أن من أوائل مباريايت يف كأس أوروبا لألندية البطلة مع أياكس كانت مواجهة بنفيكا الربتغايل
عىل أرضنا ،كنا يف شهر فرباير/شباط وسط الشتاء القارس ،وارتفاع الجليد وصل لنصف مرت ..فكرنا حينها أن هؤالء الربتغاليني الذين
مل يشاهدوا الجليد ولو ملرة واحدة يف حياتهم مل يكن لديهم أي فرصة معنا ،املباراة ستكون سهلة وسنفوز ،ولكن حينام وصل فريق
إيزيبيو وبقية الصحبة وبدأت املباراة وسط الجليد ،لعبوا وفازوا واضطررنا لقضاء لحظات عصيبة يف العودة ليك ننجح يف قلب
النتيجة”.
“أرغب عن طريق هذه القصة يف إظهار أن كل الظروف املناخية ميكن تحملها والتعامل معها ،فيام إن أرضارها تكون عىل طريف
املواجهة ،ففي النهاية تتكون املباراة من ٩٠دقيقة وميكن لعبها تحت أي ظرف ..بالنسبة يل كرة القدم ال تتعلق بالظروف أو فريق
طيب وآخر رشير ،بل من هو األفضل خالل مدة املباراة بغض النظر عن تاريخه وميزانيته وهيبته بني بقية األسامء األخرى”.
“حينام كنت شابا يف الحقيقة مل أتوقف عن اللعب ،سواء كانت متطر ثلوجا كنت أتحمل وألعب وسطها ،وإذا كانت درجة الحرارة
أشبه بالجحيم ،فلم توجد لدي مشكلة من العرق والتعامل مع سوء الحظ الذي يواجهني”.
“ملاذا خرسنا نهايئ مونديال ١٩٧٤؟ يرتدد هذا السؤال كثريا أمامي ..حسنا ،أعتقد أن األمر كان يرتبط مبشكلة ذهنية لدينا ،كام أن
األملان كان لديهم فريق جيد للغاية بخالف أننا كنا نلعب عىل أرضهم”.
“مشكلتنا الذهنية كهولنديني تتمثل يف شعورنا بالرضا رسيعا ،إنه شعور شائع بيننا ..لقد وصلنا للنهايئ ،وكان هذا أكرب إنجاز تاريخي
بالنسبة لنا حينها وعالمة فارقة يف تاريخنا مل تحدث أبدا ،رمبا نكون تراخينا قليال أمام كل هذه اإلشادات ورضينا بالوصول لهذه
الخطوة ،ولكن عىل الرغم من هذا أعتقد أن هذا النهايئ لو كان ضد فريق آخر غري األملان لكنا فزنا”.
18
“أملانيا هو الفريق الوحيد القادر عىل تسجيل هدف مينحه الفوز يف الدقيقة األخرية ،مباراة أملانيا األخرية دامئا ما تكون هي األفضل،
ولكن عىل أي حال يوجد جانب إيجايب للموضوع ،أو عىل األقل أنا أرى األمور هكذا ..رمبا إذا ما كنا فزنا يف ١٩٧٤بالنهايئ مل يكن
أحد ليتحدث كثريا عن هذه املباراة ،وكيف كنا جيدين ومثالية الكرة التي كنا نقدمهم”.
“األساطري قد تتغذى أيضا بالهزائم ،خاصة إذا ما كنت تلعب كرة قدم جميلة ترتك مذاقا خاصا لدى الجامهري ،فعىل سبيل املثال
حدث يشء مشابه يف نهايئ كأس االتحاد األورويب عام 2001بني أالفيس (اإلسباين) وليفربول (اإلنجليزي)”.
“لقد متكن أالفيس من حفر اسمه يف ذاكرتنا لألبد ليس بسبب نتيجة املباراة ،بل نتيجة للطريقة التي لعبوا بها وكل التضحيات وكرة
القدم التي قدموها لنا كجامهري ،وهذا األمر يؤكد أن كرة القدم الجميلة تظل دامئا يف ذاكرة الجامهري ،حتى لو تعرضت للخسارة”.
“املباريات التي تجمع فرقا تنتمي لتصنيفات مختلفة ،دامئا ما تكون مثرية ومليئة باملشاعر ألنها هي التي تظهر أن كرة القدم
ليست علام له قواعد ،أتذكر أنه منذ سنوات كانت هناك مباراة يف كأس امللك بني برشلونة ونومانسيا ،وكانت باملناسبة حينها أكرث
املباريات مشاهدة عرب التلفاز”.
19
فلتقف ثابتاً يا رجل!
“الوظيفة األوىل لحارس املرمى ،هي تنظيم الدفاع ،بالنسبة يل هذا األمر يبدأ حينام يكون الفريق يف حالة الهجوم أو مبعنى أصح،
حينام ال يكون الحارس مشغوالً بالتصدي للكرات ،كلام قل عدد الكرات التي يتصدى لها الحارس ،كلام كان أفضل ،ألن هذا يعني
أن الحارس ينظم دفاعه بصورة جيدة”.
“إذا ما اضطر الحارس إىل القيام بتدخالت كثرية طوال املباراة ويخرج الجمهور ليقول إنه كان رائعاً وخرافياً فهذا يعني أنه كان ينظم
دفاعه بشكل يسء للغاية ،وجهة نظري تقول ،إن الحارس يجب أن يعطي أوامر وتعليامت لدفاعه ،ويف الكرات الثابتة مثل الركنيات
والركالت الثابتة فإن مهمة الحارس تكون تصفية أي مشاكل قبل وقوعها ،فال يتعلق األمر فقط بالتوفيق يف التصدي لكرة بل القضاء
عىل أي مشاكل قد تهدد مرماه قبل حدوثها”.
“عىل سبيل املثال إذا ما كانت هناك ركنية محتسبة ضد فريقي ،وهناك لدى الخصم العب متميز يف رضبات الرأس ،فام الذي أفعله؟
أضع العباً متميزا ً يف رضبات الرأس معه أم ضعيفاً؟ سأضع املتميز يف رضبات الرأس من فريقي مع األضعف من عنده ،ولكن بهذه
الطريقة سيتبقى األضعف من فريقي مع األقوى لدى الخصم ،وهنا يأيت دور حارس املرمى الذي سيخرج ملساعدة األضعف ويشتت
الكرة بيده ،يجب عىل الحارس أن يحلل طوال الوقت ما يحدث يف امللعب ويكشف الخدعة التي يحاول الخصم تطبيقها وتنظيم
دفاعه رسيعاً ملجابهتها”.
“من ناحية أخرى ال أتفهم يف بعض األحيان ،ملاذا يقف حراس املرمى بهذه الصورة يف مواجهة الركالت الثابتة ،حينام كنت صغريا ً
قالوا يل ،إنه يجب أن يغطي الحائط املنطقة األكرث قرباً من الحارس ،ولكن أنا أعتقد أن الحائط يجب أن يغطي املنطقة التي يصعب
للحارس الوصول إليها”.
“تغطية املنطقة التي يسهل للحارس التعامل معها براحة ليس له معنى ،أطول مسافة هي التي تفصل بني الحارس واملقص ،إذا ما
سددها الالعب هناك وسجل فال مشكلة ،سنصفق له ،ألنه ال ميكن لحارس أو حائط أن يفعل شيئاً بخصوص هذا األمر”.
20
“ما هو أصعب موقف آخر قد يحدث عند تسديد ركلة ،سواء كانت مبارشة أم غري مبارشة؟ حسناً ،الحديث يجري هنا عن القائم
األكرث بعدا ً عن الحارس ،وخصوصاً يف الجزء السفيل منه ،فام الذي ميكننا فعله؟ وضع العب هناك ..يف برشلونة عىل سبيل املثال كنا
نضع باكريو لتقليل مساحة املرمى حوايل مرت تقريباً ،ألنه باستثناء املقص الذي اقتنعنا جميعاً بأنه ال ميكن تغطيته ،يكون مسؤوال
عن تغطية الجانب األكرث بعدا ً عن الحارس”.
“بهذه الطريقة ينتقل منتصف املرمى حوايل نصف مرت باتجاه القائم األكرث قرباً للحارس ،مبعني آخر أن كل يشء يتعلق مبسألة
التمركز ألن املرمى يكون مقسوماً بهذه الطريقة إىل ما ميكن أن نطلق عليه أرض الحارس وأرض باكريو”.
“أتذكر أنه حينام كان يسألني أحد الحراس يف الفرق التي دربتها (وإذا ما سدد الخصم الكرة يف املقص فام الذي أفعله؟ ..كانت
إجابتي دامئاً (إذا ما سدد يف املقص فليس عليك سوى التصفيق له)”.
“أكرث ما يشعرين باالستياء اآلن ،هو دخول أهداف من ركالت ثابتة نتيجة أخطاء يف التمركز أو التشتيت ،ألنه إذا ما سدد الخصم
الكرة باملقص وانتهى بها األمر يف الشباك فهذا أمر رائع ولكن إذا ما سددها وقفز الحائط والكرة دخلت بعد االرتطام بالعارضة،
فاألمر يرتبط بالتوفيق ،لهذا أنا من أنصار عدم تحرك الحائط ،ال أفهم ملاذا يقفز الحائط أو يتحرك أو كل هذه األمور ..فلتقف ثابتاً
يا رجل! وإذا ما طلب منك الحارس التغطية فلتتحرك قليالً ،األمر كام قلت من قبل يتعلق بالتمركز ..بالتموضع”.
21
النموذج األمريكي..وروماريو الكارثي يف السلة!
“يف أيامنا هذه ،توجد حالة هوس بتطبيق النامذج القادمة من الواليات املتحدة .الحقيقة أنه ميكن التعلم منهم وعن مفهومهم
املتعلق بالرياضة ،وباألخص يف بعض املسائل االقتصادية واإلعالمية وطريقة إدارة وقيادة الرشكات”.
“يوجد فارق مهم للغاية ال يتم إدراكه يف مسألة اإلحصائيات ،وهو أن كل الرياضات األمريكية املهمة تلعب باليد وليس بالقدم ،لذا
فإن اإلحصائيات تكون دامئا إيجابية ،ألنه ال ميكن أن تكون الرياضة متارس باليد وتخرج األرقام سلبية ..الكرة كام يعرف الجميع
تلعب بالقدم ،وظروف امللعب تختلف ،فرمبا يكون مثاليا أو مليئا بالحجارة أو برك املياه والطمي ،وكل ما ميكن تخيله”.
“كرة القدم رياضة تكرث فيها األخطاء ،وتعتمد عىل الذكاء ،حيث تربز مسألة اتخاذ القرار ،إنها أقل ميكانيكية وال ميكن توقعها مقارنة
بباقي الرياضات ..يف الواليات املتحدة يف هويك الجليد عىل سبيل املثال يتاح للمدرب إجراء الكثري من التغيريات ،ويف كرة السلة
تتاح فرصة الحديث بني املدرب والالعبني عن طريق الوقت املستقطع لتحضري لعبة اسرتاتيجية معينة .ونفس األمر يحدث بصورة
مشابهة يف البيسبول”.
“الكرة عىل عكس كل هذا ،رياضة تتطلب استمرارية ،يجب أن يكون الالعب واملدرب أرسع ذهنيا ،هذا الكالم ليس تقليال مني من
بقية الرياضات األخرى ،ولكن فقط أرغب يف إيضاح أن كرة القدم مختلفة ،وأنه ال يتوجب أبدا االنشغال كثريا مبسألة تطبيق هذه
املفاهيم واألساليب التحليلية لرياضات أخرى تلعب يف األساس باليد ..باختصار ال ميكن تطبيق مسألة اإلحصائيات عىل الكرة بنفس
الطريقة التي تتبعها كرة السلة أو غريها”.
22
“لنأخذ حالة روماريو كمثال :ففي كرة السلة الالعب الذي يتلقى تسع كرات ويسجل اثنتني منها يعد مرادفا للفشل أو الكارثة
املطلقة .ولكن يف كرة القدم ،فإن العبا مثل روماريو قد يتلقى تسع كرات ويسجل منها هدفني يكونان كفيلني بتحصيل النقاط
الحاسمة أو الصعود بفريقك من دور إقصايئ ..إحصائيا روماريو كان يعترب العبا كارثيا يف كرة السلة ،ولكن كرويا يعترب عبقريا
صاحب أداء رائع”.
“مجددا أقول كرة القدم رياضة تعتمد عىل االستمرارية ..ال ميكنك وضع كامريا ثم توقف بعدها املباراة بسبب لعبة مثرية للجدل،
وتطلب من الجميع أال يتحرك ،ثم تذهب عىل طرف امللعب وتشاهد املقطع لتتخذ قرارك ،ثم تأمر بعدها باستمرار اللعب ،كام
يحدث يف بعض الرياضات يف الواليات املتحدة ..هذا أمر غري ممكن وليس له أي معنى يف الكرة”.
“سيقول البعض إن هذا أكرث عدال وأشياء أخرى ،ولكنني أعتقد يف النهاية أن كرة القدم عادلة للغاية ،إذا ما قدمت كثريا ستحصل
عىل الكثري ،والعكس صحيح ،الحظ هو العامل الوحيد الذي قد يكون حاسام .ال يوجد خداع يف هذا”.
ملحات تكتيكية
“العامل كله يتحدث عن التكتيكات باستخدام األرقام ..هل األفضل 3-3-4أم 4-2-4أم 1-3-1-3؟ بالنسبة يل التكتيك يتعلق مبعرفة
ما هي قوتك ،وكيف ستستغلها ،وما هي نقطة الضعف لدى الخصم ،وكيف ستعمل عليها”.
“أي العب له نقاط قوة وضعف ..عىل سبيل املثال نعرف أن كاماتشو (كان) من أفضل املدافعني ،فام العمل معه؟ اإلجابة هي عدم
الدفع بالعب ميكنه مراقبته ،ألن هذا األمر سيعمل عىل تقوية مميزاته ..الصحيح هو سحب املهاجم الذي ميكن لكاماتشو مراقبته،
لدي ليك يتألق الخصم ويظهر أنه مدافع عظيم”.
فال داعي للتضحية بواحد من أفضل الالعبني ّ
23
أكثر العب كان لديه مهام دفاعية؟..روماريو
االستحواذ
“يقال الكثري من املهاترات حول االستحواذ ،امتالك الكرة ال يعني امتالكها فقط بل معرفة ما الذي يجب فعله بها ،حينام أقول إن
الكرة معنا فهذا معناه أن بإمكاننا التسجيل عىل عكس الخصم ،مبعنى آخر ،إننا نحن من نقود املباراة ولدينا املبادرة ..امتاليك للكرة
يعني أن الخصم سيسعى دامئا لحرماين منها ،وهذا األمر سيؤدي بالتبعية لخلق املساحات”.
“أهم يشء يف امتالك الكرة هو أنها تسمح يل بتدوير اللعب ،إذا ما كنت متقدما عىل سبيل املثال بهدف وإذا ما استمررت يف امتالك
الكرة ،فإنك تجرب الخصم عىل اللجوء للمخاطرة وبالتايل زيادة فرصة ارتكابه ألخطاء ،وهذا يعني خلق مساحات أكرب للهجوم”.
“من أهم الوصايا يف كرة القدم أال يكون هنالك عدد أكرث من الالزم من الالعبني أمام الكرة بجانب عدم اإلبقاء عليها لوقت طويل
مع دفاعك ..ملاذا؟ ألن املدافعني نظريا أقل فنيا من باقي املراكز وبالتايل فمن األفضل أن تكون الكرة يف حوزة العبي الوسط الذين
سيعملون عىل تحريكها ،لذا فإن مسألة امتالك العبي وسط يتمتعون بفنيات عالية أمر محبذ للغاية ،كام أنه يفضل دامئا أن تكون
متفوقا عىل الخصم يف خط الوسط بالعب إضايف”.
الحرية
“حرية الالعبني يف امللعب أمر مهم ،يف بعض األحيان تذكرين الجامهري بأن أياكس واملنتخب الهولندي يف نهاية الستينيات كانا يلعبان
بح ّرية استثنائية ،قد يبدو األمر هكذا ،ولكن ال ينبغي أبدا نسيان أنها حرية داخل إطار منظومة ،كانت توجد حرية للجميع ولكنها
يف نفس الوقت لواحد فقط ..ما معنى هذا؟ لنقل أن كيزر عىل سبيل املثال قرر الترصف بحرية ،كان يوجد عىل األقل خمسة يتوجب
عليهم التحمل وتغطيته ،إذا ما قرر العب وسط التقدم والتسديد كان يجب عىل مهاجم تأخري متركزه وتغطية الفراغ الذي تركه”.
“األمر كله يتعلق بالخطوط ،لنأخذ مثاال آخر عن برشلونة مع غوارديوال والودروب وباكريو وإيزيبيو ،طاملا كانت الخطوط تتحمل
فيام بينها ال ميكن ألي يشء أن يحدث ،وإذا ما قرر إيزيبيو التقدم مستخدما هذه الحرية التي نتحدث عنها؟ كان يتوجه الظهري
لتغطية منطقته ،هذا أمر ال غنى عنه ،وبواسطة هذه التغطية يتم تقليل املسافات”.
24
“أقىص مسافة يجب أن يركضها العب يف كرة القدم يجب أن تكون ١٠أمتار ..لنستمر مع نفس الفريق وسأطرح مثاال بسؤال يقول:
من هو أكرث العب كان لديه مهام دفاعية؟ اإلجابة هي روماريو .ملاذا؟ ألن روماريو كان لديه مهمة دفاعية تتمثل يف أال يسدد
الحارس الكرة من املكان الذي التقطها منه”.
“ روماريو كان يجب عليه الضغط عىل الحارس ليك يسمح للدفاع بالتقدم عرشة أمتار ،إذا ما كان روماريو نامئا أو يأسف عىل
إهدار فرصة أو يشتيك من الحكم ألي سبب وفقد تركيزه ،سيسمح بالتايل للحارس بالصعود لخط منطقة الجزاء وسيتوجب عىل
كل الفريق الرتاجع ١٠أمتار ..إذا مل يحدث كل هذا وكان روماريو متيقظا وضغط عىل الحارس الذي انتهى من التقاط الكرة عىل
بعد خمسة أمتار فإنه كان يسمح لنا باكتساب مساحة هامة للغاية ،وذلك ألن املساحة كانت تنخفض لتعود الخطوط للتقارب”.
اإلبداع
“اإلبداع ال يتعارض مع االنضباط ،رمبا معي كان االنضباط أكرث من الوقت الحايل ،عىل سبيل املثال الودروب كان يفعل ما كنت
أحب القيام به وأنا العب أثناء حيازة الكرة ،وهو الرتاجع لعدة أمرت بحثا عن الكرة للدخول يف مواجهة رجل لرجل مع العب وسط
والتي غالبا ما تكون أكرث سهولة من مواجهة املدافع ..هذا األمر يعني أن املساحة التي تركها فارغة ميكن أن يشغلها أحد العبي
وسط فريقه وبالتايل مترير الكرة له”.
“هذا يشء جميل ،ولكن إذا ما ارتكبت خطأ يجب أن تكون لديك القدرة عىل تصحيحه واستعادة التمركز والدفاع ،هذه كانت
واحدة من ضمن املعارك التي كانت بيني وبني مهاجمني مثل الودروب أو فان باسنت ،ألن أول خاصية كانا يتمتعان بها هي الذكاء
ومعرفة هوية الخصم الذي تسهل مواجهته فرديا ،لذا كانا يتوجهان إليه كام يقول املنطق ،ولكن املكان الذي يجب القيام فيه مبثل
هذه التحركات هو املنطقة التي ميكن لهم فيها التأدية عىل أفضل وجه وهي يف حالة الودروب منطقة الجزاء”.
“أحيانا قد تبتعد كثريا عن املكان الذي ،وفقا ملعايري االنضباط ،يجب أن تكون فيه ،وذلك بنية القيام بلعبة جيدة ،ولكن بكل
بساطة ،اإلبداع مقبول فقط إذا ما كنت ستقدم أفضل ما لديك وستتمكن من السيطرة عىل األمور يف كل لحظة”.
25
من أي مكان ملعون يأتي هوغو سانشيز؟
التمرير واملساحات
“يعد التمرير دون رؤية باقي امللعب وزمالء الفريق واملساحات املوجودة من ضمن األشياء التي تحدث بشكل مبالغ فيه ..يف الكثري
من املباريات نشعر بامللل من كرثة رؤية التمريرات القصرية وركض الظهري متقدما عىل أحد طريف امللعب ليرتك الكرة للجناح كام لو
كان األمر مثل سباقات التتابع ..فنيات الظهري أقل نظريا من الجناح ولهذا من املهم أن يحصل عىل وقت أطول للتفكري والسيطرة
عىل الكرة”.
“ال يجب عىل الجناح انتظار الظهري ليك يأيت له بالكرة عىل طرف امللعب ..هذا أمر واضح ولكن يف نفس الوقت ال بد من أن يعمل
عىل خلق مساحات جديدة متنح الظهري وقتا ليك يرفع رأسه وينظر ويفكر ثم ميرر بصورة صحيحة أو يتخذ أفضل قرار بالنسبة
للفريق”.
“باملثل ال ميكن للجناح النزول ملقابلة الظهري املتقدم بالكرة يف ظل التصاق املدافع الذي يراقبه بظهره ألنه بهذه الطريقة يعمل عىل
تقليل املساحة ،لذا فإن ما يجب عليه القيام به هو الذهاب لجانب آخر وفتح مساحات مل تكن موجودة نظريا”.
“يف أيامنا هذه األجنحة مهووسون بالنزول ملنتصف امللعب والبحث عن الكرة وكل التمريرات تكون من خمسة أمتار ،هذا األمر
يعقد األمور كثريا ألن اللعب يف أبعاد أصغر أصعب ،ويف هذه الحالة يتم اللجوء للتمريرات األفقية والتي تشكل خطورة بالغة اذا
ما قطعت الكرة”.
“املشكلة هي أنه يف ظل غياب الفنيات يوجد العبون قالئل يعرفون كيف ميررون الكرة بحثا عن مثل هذه املساحات وهذا الخليط
بني امتالك الفنيات واملهارة الالزمة لرؤية املساحات وذكاء أو حدس الالعب لتنفيذ يشء غري متوقع هو األمر القادر دامئا عىل تغيري
نتيجة أي مباراة”.
26
املهاجم الذيك
“أحيانا يقول البعض إن أفضل الالعبني يف التاريخ مل يكونوا أبدا متميزين يف رضبات الرأس ،أعتقد أن هذا ليس صحيحا باملرة ،ما
يحدث هو أنهم يعرفون متى يستخدمون الرأسيات وهذا أمر مختلف متاما ..روماريو عىل سبيل املثال سجل الكثري من األهداف
بالرأس ولكنها مل تأت بهذه الطريقة إال لكون الرأسيات السبيل الوحيد لتسجيلها رسيعا ،أما كام يحدث اآلن بالقفز بني اثنني
مدافعني ألنه يتوجب عليه ذلك ،فهذا أمر مرفوض ،يجب دامئا التأقلم مع الظروف املحيطة”.
“أتذكر أنني تحدثت كثريا يف تدريبايت مع فان باسنت الذي كان متميزا للغاية يف الرأسيات بخصوص األمر وقلت له (إذا ما كانت
الكرة تتعلق بالتسجيل بالرأسيات فقط ،فستفوز ألنك رائع ،ولكن تذكر دامئا أن هناك الكثري من املدافعني) ..مهارة التسجيل
بالرأس يشء وخلق مساحتك الخاصة لتتمكن من التسديد بالرأس يشء آخر متاما”.
“بعد انتهاء حديثي النظري معه قلت له (اخرت العبا يرفع لك عرضيات وأراهنك أنه من أصل عرش عرضيات لن تسجل أكرث
خمس) ..يف العرضية األوىل دفعته قليال ويف الثانية مل أسمح له بالقفز ..مبعنى آخر ،هذه هي األوضاع واملواقف التي ستقابلها يف
امللعب ،حواري معه مل يكن يهدف إىل إثبات أين عىل حق ،أو الفوز بالرهان بل جعله يدرك أنه برضورة التميز يف الرأس يجب أن
تتعلم كيفية خلق املساحات”.
“كان هوغو سانشيز أفضل من يقوم بهذا األمر ..كرويا رمبا مل تكن لرتاه ولكنه كان يظهر فجأة ليسجل ولتتساءل بعدها من أي
مكان ملعون قد خرج؟ مل يره أحد ألنه كان متميزا يف خلق املساحات ،روماريو أيضا كان أكرث تعقيدا ،كان يبدأ اللعبة وينهيها،
لكن هوغو ،وال أعرف كيف ،كان يتحرك فجأة ويغافل الدفاع ويستغل الثغرات ليسجل ..كان يخلق مساحته الخاصة باختصار.
27
اللعب من أجل الفوز أم املتعة
“اللعب من أجل الفوز أم املتعة؟ إنه نقاش غري صحيح ،توجد بعض الفرق التي تكافح دامئاً من أجل الفوز ويف نهاية املسابقة يجب
أن يكونوا بني الكبار ،هذا أمر منطقي ويفرضه تاريخهم وهيبتهم وكل الوسائل املتاحة لديهم ،ولكن بالنسبة يل فإن محاولة الفوز
ترتبط دامئاً باالستمتاع”.
“لنأخذ الربسا والريال عىل سبيل املثال ولنقل فرضاً إن لكل واحد منهم أربعة ماليني مشجع والليغا يف النهاية ستكون من نصيب
واحد منهام ،ولكن وفقا لطريقة اللعب ونوعية كرة القدم التي متارس ميكننا يف النهاية الحصول عىل أربعة ماليني مشجع سعيد
وأربعة ماليني غريهم أقل سعادة ،ولكنهم يف نفس الوقت قد استمتعوا”.
“إذا ما كان الهدف هو الفوز فقط سنجد أربعة ماليني مشجع سعداء فقط باالنتصار وأربعة ماليني يشعرون بالحزن من الهزمية،
لذا فمن الرضوري أن تكون كرة القدم التي تقدم طوال املوسم جيدة ليك يذهب الجمهور إىل امللعب والرغبة تغلف مشاعره وهو
يشعر بفخر بسبب ألوان فريقه الذي يرغب يف مشاهدته كل أسبوع ،هذا جزء أسايس من كرة القدم وال يشمل فقط الفرق التي
توصف بالكبرية”.
“ملاذا متيل فرق شامل إسبانيا للعب مثل اإلنجليز؟ إنه تشابه يف العقلية ،إذا ما كان الالعبون قد عملوا بصورة جيدة وكافحوا
وقدموا كل ما لديهم وابتل القميص بعرقهمن فالجميع سيشعر بالسعادة ،هنا التكتيكات والفنيات واملهارات ليست أمورا ً مهمة..
يف الجنوب يختلف األمر كثريا ألنه إذا ما خلت املباراة من ثالثة “كباري” سيقولون إنها كانت مواجهة مملة ،األمر يتعلق باختالف
العقليات عن مفهوم املتعة والتأقلم معه”.
“يرغب الجميع يف الفوز بكل تأكيد ،ولكن ما يجب تجنبه هو اإلميان بوجود ١٩فريقاً سيئاً يف بطولة وواحد فقط جيد ،كل فريق
داخل إطاره ووفقاً لتطلعاته ميكنه تقديم أفضل ما لديه ،من خرسوا ليسوا سيئني وميكن للجمهور االفتخار بهم ،إذا كان األمر يتعلق
بالفوز فعليك باأللعاب األوملبية مثالً ،ولكنك ستفقد متعة اللعب وكونك جزءا ً من فريق كبري”.
“تناولت الكثري من األشياء يف هذا الكتاب ولكن أهم يشء ميكنني قوله هو أن استمتاع الجمهور والالعبني بالكرة أمر أسايس ،كرة
القدم أشبه باالستعراضات ،إذا مل يكن ذلك الطابع موجودا فهي ليست كرة قدم”.
28
2016-1947