Professional Documents
Culture Documents
تأثير الظروف الطارئة على مبدأ استمرارية المرفق العام
تأثير الظروف الطارئة على مبدأ استمرارية المرفق العام
مقدمــة
تددرتبط أهمٌددة المرفددق العددام بطبٌعددة ودرجددة تدددخل الدولددة فددً الشددإون
العامة ،فإذا كانت كل دولة مجبرة على حفدع سدٌادتها إزاء كدل اعتدداء أو تددخل
خارجً وكذلك أمنها الداخلً بمدلوله الواسع الذي ٌنبندً علدى حفدع واسدتتباب
األمن الداخلً وفع النزاعات بٌن المواطنٌن حٌدث تعتبدر الخددمات التدً تقددمها
هذ المرافدق مدن الوعدائؾ التقلٌدٌدة التدً رافقدت الدولدة علدى مدر العصدور وال
ٌمكن تحت أي عرؾ أن تتراجع الدولدة عدن هدذ الوعدائؾ مادامدت تدرتبط فدً
األخٌر بوجود الدولة فً حد ذاته مهما كانت طبٌعتها أو شدكلها ومدادام أن فكدرة
الدولة التً اهتدى إلٌها الفكر اإلنسانً بعد عصور من سدٌطرة فدانون الؽداب أو
العٌش فً عل الحالة الطبٌعٌة تقوم على التجمع فً إطار روابدط تتفاعدل فٌمدا
هو اقتصادي واجتمداعً وتضدمن الحدق فدً الحٌداة واألمدن والتملدك مدن طدرؾ
ٌٛ-1ح حُٔوخٍ ٟٓٞٞع ٓيحهِش هيٓض ك ٢ح١خٍ حُ٘يٝس حُؼِٔ٤ش حُ٤٘١ٞش حُظٗ ٢ظٜٔخ ًَِٓ ٓٔخٍحص ك٢
حألرلخع ٝحُيٍحٓخص حُوخٗ٤ٗٞش ػٖ رؼي كٟٞٞٓ ٍٞع :حألػخٍ حُوخٗ٤ٗٞش ُِظَٝف حُطخٍثش رظخٍ٣ن 25
أرَ.2020 َ٣
16
سلطة سٌاسٌة تملك حق العنؾ المشدروب مقابدل ضدمان اسدتمرارٌة التمتدع بتلدك
21
الحقوق.
وتتدؤثر درجدة تدددخل الدولدة بحسدب طبٌعددة النعدام السٌاسدً و االقتصددادي
المعمول به ؼٌر أن أهمٌة تدخلها تعهر خاصة فً الحاالت والعدروؾ الصدعبة
كما تبٌن فٌما مضى من خالل مجابهة ثار الحربٌن العدالمٌتٌن األولدى والثانٌدة
وما خلفتا من تدمٌر للبنى التحتٌة والمنشآت اإلنتاجٌة حٌدث تدم توجٌده المرافدق
إلدددى خدمدددة الحدددرب ومدددا ٌدددرتبط بهدددا ،وتدددؤثٌر تلدددك الوضدددعٌات علدددى األحدددوال
االجتماعٌة لمواطنً الدول المعنٌة باإلضافة إلى أزمة سنة 9424العالمٌة ،من
خددالل هددذ العددروؾ ٌعهددر الدددور المحددوري لتدددخل الدولددة ككٌددان معنددوي عددام
الذي له اإلمكانٌة والحق فبإعادة تحرٌدك و توجٌده الوضدع االقتصدادي وتخفٌدؾ
التداعٌات السلبٌة للوضع االجتماعً22،بإعادة وتنعٌم الخدمات االجتماعٌة التً
تقدمها المرافق العمومٌة.
وبددذلك ٌعددد المرفددق العددام اإلطددار القددانونً الددذي ٌمكددن الدولددة والهٌئددات
العامة التابعة لها والمإسسات العمومٌة من تقدٌم و تؤدٌة وعائفها وخدماتها إلى
عموم المتعاملٌن والمرتفقٌن المستفٌدٌن من هذ الخدمات.
وتحدث المرافق العامة بمقتضى نصوص قانونٌة تإطر وضدعها القدانونً
،وتحكمها مجموعة من المباد التً توجه سٌرها.
ٍ-2حؿغ ُِِٔ٣ي ٖٓ حُظ٤ٟٞق ،حُٔٔؼ٤ي(ػزي حُٔ"،)٠ُٞك٘ٗ ٢ؤس ٝططٝ ٍٞظخثق حُيُٝش"ٓ ،ـِش
اٟخءحص ك ٢حُيٍحٓخص حُوخٗ٤ٗٞش ،ػيى هخ٘ٓ ،ٙش .2019
-22حُٔٔؼ٤ي (ػزي حَُٔٓ ،)٠ُٞؿغ ٓ٤ن ًًَ.2ٙ،ٙ
17
وقد أصبحت أهم هذ المباد بالنسبة للمؽرب مباد دستورٌة تدم الدنص
علٌها ضمن مقتضٌات الباب الثانً عشر من دسدتور 2299وأوجبدت ضدرورة
تنعٌم المرافدق علدى العامدة علدى أسداس المسداواة بدٌن المواطندات والمدواطنٌن،
23
واإلنصاؾ فً تؽطٌة التراب الوطنً واالستمرارٌة فً أداء الخدمات
كما ٌجب أن تخضع المرافق العامة فدً تسدٌٌرها وتقددٌم خددماتها لمعداٌٌر
الجدودة والشددفافٌة والمحاسددبة والمسدإولٌة وتخضددع فددً تسدٌٌرها للمبدداد والقددٌم
الدٌمقراطٌة24.وبقوة الدنص الدسدتوري تدم تخصدٌص المرافدق العمومٌدة بمٌثداق
خدداص ٌحدددد قواعددد الحكامددة ثددم المفدداهٌم والمبدداد المتعلقددة بحسددن تددؤطٌر هددا
25
وقواعد سٌرها.
وحدد مشروب مٌثاق المرافق العمومٌة أن المرفق العدام كدل نشداط تقدوم
بددده المرافدددق العمومٌدددة أي اإلدارات العمومٌدددة والجهدددات والجماعدددات وبددداقً
األجهزة العمومٌة مدن أجدل تحقٌدق المصدلحة العامدة التدً ٌنددرد ضدمنها تلبٌدة
حاجٌات المرتفقٌن26تجسٌدا لوعٌفة الدولة.
وٌجمع هدذا التوصدٌؾ بكدون المرافدق العمومٌدة هدً الهٌكدل اإلداري أو
التنعٌم الذي ٌقدم الخدمة ،والمرفق العام هو النشاط و الخدمة التً تقدم للمرتفق
-8حُٔل ّٜٞحُؼَ٣ ١ٞ٠طٌِ ػِ ٠حُ٤ٜجش حُؼخٓش حُظ ٢طويّ ػٔال ٣لون ِٜٓلش ػخٓش ًخُٔٔظ٘ل٤خص –
حُـخٓؼخص -حإلىحٍحص حألٓ٘٤ش – حُٔلخًْ ٌُٖ ...ح ٌٖٔ٣ ٕ٥إٔ طويّ ٤ٛجش هخٛش هيٓخص ػٔ٤ٓٞش طلون
حُِٜٔلش حُؼخٓش ك ٢ح١خٍ أُ٤خص حُظير َ٤حُلي٣ؼش َُِٔحكن حُؼٔ٤ٓٞش
-9حُٔل ّٜٞحُٔخى٘٣ ١ز٘ ٢ػِ ٠حألٗ٘طش حُظ ٢طويٜٓخ حَُٔحكن حُؼٔ٤ٓٞش كٔؼال حُٔٔظ٘ل٤خص طويّ هيٓخص
حُٜلش ٝحُـخٓؼخص ٝحُٔيحٍّ هيٓخص حُظؼٌٌِٛٝ... ْ٤ح ٝرخُظخُ ٢طؼي ٌٙٛحُويٓخص َٓكوخ ػخٓخ
André Hauriou-10أٗيٍ ٞ٣ٍٞٛ ٚ٣كو ٚ٤اىحٍ ١كَُٗٔٝ ٢ي رظخٍ٣ن 1897 ٞ٤ٗٞ٣ 23رٔي٘٣ش
ط ُُٞٞحُلَٗٔ٤ش ٝطٞك ٢رٜخ رظخٍ٣ن .1973
ٕٞ٤ُ-ى٣ـ ٢كوٓٝ ٚ٤لٌَ كَٗٔ ٢أ٠٣خ ُٝي رظخٍ٣ن Lean duguit30. 1859
19
لقواعد القانون العام وبالتالً تتحدد من خالل ذلك جهة القضداء المخدتص لفدض
المنازعددات المحتملددة فددً جهددة القضدداء اإلداري سددواء بالنسددبة للمنازعددة فددً
خدمات المرفق أو المنازعات الخاصة بالوضعٌات الفردٌة.
وبالنسبة للمعٌار المادي فان نشاط المرفق تطبق علٌه قواعد القانون العام
مادام ٌدرتبط بإشدباب حاجدات عامدة أي ٌدرتبط بالمصدلحة العامدة ؼٌدر أن الهٌئدة
التددً تدددٌر هددذا المرفددق أو تسددهر علددى تقدددٌم الخدمددة تخضددع لقواعددد القددانون
الخاص.
وعموما أصبحت فكرة المرفق العام تعدرؾ األن بعدض الؽمدوض خاصدة
مع تداخل المفهوم القانونً الذي ٌعتبر المرفق كل نشداط ترؼدب السدلطة العامدة
إخضاعه إلى نعام قانونً متمٌز عن القانون الخاص 31مع المفهدومٌن السدابقٌن
المادي والعضوي.
وٌدددرتبط هدددذا الؽمدددوض بشدددكل وثٌدددق بمددددى تددددخل الدولدددة أو تراجعهدددا
وسدداهمت فٌدده كددذلك طددرق إدارة المرافددق العمومٌددة عكددس مددا كددان علٌدده األمددر
خددالل البددداٌات األولددى لعهددور فكددرة المرفددق العددام خاصددة مددع بداٌددة القددرن
العشرٌن حٌث أن وعائؾ الدولة خالل هذ المرحلة كاندت واضدحة ومحصدورة
فً المرافق التً تجسد معاهر السٌادة فً الدولة.
وتعهر األزمات والعروؾ الطارئة كمثل الحالة العالمٌة الراهنة المترتبة
عددن وبدداء كورونددا كوفٌددد 94التددً وصددفتها منعمددة الصددحة العالمٌددة بالجائحددة
بالنعر لقوة تؤثٌر هذا الوباء ،أهمٌة الخدمات التً ٌقدمها المرفدق العدام وخاصدة
٣ُِِٔ -12ي ٖٓ حُظ٤ٟٞق ٍحؿغ ،رٞؿٔؼش (ٍٟٞحٕ ) ،هخٗ ٕٞحَُٔحكن حُؼخٓشٓ ،طزؼش حُ٘ـخف حُـي٣يس
حُيحٍ حُز٠٤خء٘ٓ ،ش .18-12ٚٛ ،2000
20
مدى قدرته على تؤمٌن استمرارٌة تقدٌمها فدً عدل هدذ العدروؾ ألن فدً حالدة
توقٌؾ خدماتها سٌتضاعؾ أثر ووقع تؤثٌر هدذ العدروؾ الطارئدة وقدد ٌصدعب
تدارك هذ التؤثٌرات الحقا.
ولذلك قد عملت مختلؾ األنعمة على الدنص صدراحة علدى مجموعدة مدن
المباد تحكم سٌرورة المرفق العدام ومنهدا المؽدرب الدذي أحداط تنعدٌم المرافدق
العمومٌة بمجموعة من الضمانات نص علٌها دسدتور األخٌدر بمقتضدى الفصدل
951الذي سبقت اإلشارة الٌه.
وما ٌهمنا فً هذا الباب مبدأ اسدتمرارٌة المرفدق العدام الدذي ٌدرتبط بشدكل
وثٌق بالجوانب الفلسفٌة المإطرة الستمرارٌة الدولة فً حد ذاتها.
واذا كددان مبدددأ اسددتمرارٌة المرفددق العددام فددً تقدددٌم خدماتدده لددٌس بالمبدددأ
الم طلق فً العروؾ العادٌة حٌث ترد علٌه بعدض القٌدود واالسدتثناءات حاولدت
التشددرٌعات تنعٌمهددا للحددد مددن تخفٌددؾ ثارهددا علددى اسددتمرارٌة تلقددً الخدددمات
مادامت ترتبط بالمعٌش الٌومً للمواطن هذا ما سنحاول التطرق له فً (مطلب
أول).
ؼٌر أن مبدأ االستمرارٌة تعهر مكانته وأهمٌته بوضوغ خالل العدروؾ
الطارئة خاصة العروؾ العصٌبة أو الحادة كالعرؾ الحالً لوباء كورونا الذي
تقتضً مجابهته مدة من الزمن لٌست بالٌسدٌرة وفدرض اعتمداد الحجدر الصدحً
كضرورة واجبة التطبٌق للحد من انتشدار وتجندب نقدل العددوى مدن األشدخاص
المصابٌن إلى ؼٌرهم.
وهنا ٌمكن أن نتساءل هل ٌركن وٌستسلم المرفق العام الى هدذ العدروؾ
وانتعددار زوالهددا لٌسددتمر مددن جدٌددد فددً مزاولددة نشدداطه وتقدددٌم خدماتددهو مددع مددا
21
ٌستتبع ذلك من أسئلة جوهرٌة حول مدى إمكانٌة توقٌؾ بعض وعدائؾ الدولدة،
ومددا ٌطرحدده هددذا التوقددؾ بدددور حددول مقومددات فكددرة وجددود الدولددة وتعاقدددها
االجتماعً مع مكونات شعبهاو
أم أنه ٌمكن توعٌؾ مبدأ قابلٌة المرفق العام للتحول والتطور لضمان مبدأ
االسددتمرارٌة باالعتمدداد علددى الوسددائل البدٌلددة الحدٌثددة التددً ٌمكددن أن تنهددل مددن
التطور التكنولدوجً المتسدارب خاصدة فدً مجدال تكنولوجٌدا المعلومدات بالنسدبة
لمجموعدددة مدددن المرافدددق التدددً قدددد تسدددتمر فدددً أداء خددددماتها عدددن بعدددد تطبٌقدددا
لمقتضٌات العروؾ الطارئة التً تفرض الحجر الصحً وذلك بوسدائل مؽداٌرة
تختلؾ عن الحضور المادي لمتلقدً الخدمدة كشدكل تقلٌددي عدل ٌدإطر منهجٌدة
عمل المرافق طٌلة عقود فً نموذجنا المؽربً(مطلب ثانً).
المطلبببب األول :ضبببمانات اسبببتمرارٌة المرفبببق العبببام فبببً ظبببل الظبببروؾ
العادٌة
كمددا سددبقت اإلشددارة توجددد عدددة مبدداد تددإطر عمددل وسددٌرورة المرافددق
العمومٌة مادامت هدذ األخٌدرة أنهدا مدن نافلدة القدول تدرتبط بالمنفعدة والمصدلحة
العامة التً تلزم الدولة بتحقٌقها مهما كانت العروؾ واالستثناءات.
ومن بٌن هذ المباد نجد من بٌنها المساواة بٌن المرتفقٌن واإلنصاؾ فً
تؽطٌة التراب الوطنً أي العدالة المجالٌة المرفقٌة وقابلٌة المرفق العدام للتحدول
والتؽٌٌر للتؤقلم مع المستجدات والتطور التكنولوجً ،كما تخضع لمعاٌٌر الجودة
والشفافٌة والمحاسبة الكفٌلة بحكامة خدمات المرافق العمومٌة.
وٌعل مبدأ االسدتمرارٌة فدً تؤدٌدة الخددمات مدن بدٌن المبداد الجوهرٌدة
المإطرة لعمل المرافق العمومٌة ،ولذلك ٌتوجب الوقدوؾ عندد ماهٌدة هدذا المبددأ
22
(فقرة أولى) ثم ماهً االستثناءات التً قد تحد أو تؤثر علدى اسدتمرارٌة المرفدق
العام (فقرة ثانٌة).
الفقرة األولى :ماهٌة مبدأ استمرارٌة المرفق العام
تسدددتند الخددددمات الضدددرورٌة التدددً تقددددمها الدولدددة لمواطنٌهدددا مدددن خدددالل
المرافق العامة إلى تحقٌق المصلحة العامة32وقد تتسع أو تضدٌق هدذ المصدلحة
تبعا لتدخل الدولة فً الحٌاة االقتصادٌة واالجتماعٌة التً ٌإطرها بشكل أساسً
نعامها السٌاسً المتبع.
فالدولة ذات النعام االشتراكً سابقا كانت وحدها المتكفلدة بتلبٌدة حاجٌدات
المصددلحة العامددة دون أن ٌشدداركها القطدداب الخدداص بحكددم ملكٌتهددا وحدددها لكددل
وسائل اإلنتاد عكس الدول الرأسمالٌة التً تتكفل بحدود ضٌقة للمصلحة العامدة
فددً اطددار المرافددق التقلٌدٌددة التددً تضددمن اسددتمرار الدولددة فددً حددذ ذاتهددا وتتددرك
الباقً للمبادرات الخاصة معتبرة فً ذلك أن تجمٌع المصالح الخاصة ٌإدي فً
النهاٌة إلى مصلحة العامة وال تتددخل إلدى كلمدا فرضدت ذلدك عدروؾ اسدتثنائٌة
تقتضددً تكفددل الدولددة فددً هددذ األنعمددة بالمصددلحة العامددة وضددمان اسددتمرارٌتها
ألنها فً خر المطاؾ تعتبر أحد األركان الهامة التً دفعدت التجمعدات البشدرٌة
إلى االنتعام فً اطار الدولة وأن مفهومها ٌمتدزد فدً كثٌدر مدن تقددٌرا بمفهدوم
الدولة فً حد ذاته.
ٍ -12ؿْ ٛؼٞرش طلي٣ي ٓل ّٜٞىه٤ن ُِِٜٔلش حُؼخٓش ٖٓ هالٍ حُظَ٘٣غ أ ٝحُؼَٔ حإلىحٍ ١اال أٜٗخ
طؼ٘ ٢ػٔٓٞخ حُٔ٘لؼش حُظٔ٣ ٢ظل٤ي ٜٓ٘خ حُٔٞح ٢ٛٝ ٖ٤٘١طِي حٍَُٝ٠س أ ٝحُلخؿش حُظ ٢طلَ ٝاكيحع
َٓكن ػخّ إلٗزخػٜخ ٔ٣ٝظل٤ي ٜٓ٘خ حُـٔ٤غ ػِ ٠هيّ حُٔٔخٝحس كٔذ طٞكَ حَُ٘ ١ٝحُظ ٢طوُٜٞخ
حُظَ٘٣ؼخص حُٔ٘ظٔش ٌَُ َٓكن.
23
وبذلك قد ٌتم االختالؾ حول تقدٌر المصلحة العامة فً الزمدان أو المكدان
ؼٌر أن هذا االختالؾ ال ٌمكن أن ٌستقٌم حول استمرارٌة المصلحة العامة التً
قامت علٌها فكرة الدولدة وكاندت دافعدا لخفدراد فدً بداٌدة األمدر إلدى التخلدً عدن
مصالحهم الخاصدة لصدالح سدلطة عامدة تسدتمد قدوة وشدرعٌة الجبدر مدن جدوهر
المصددلحة العامددة التددً تتحقددق مددن خددالل وبواسددطة المرافددق العمومٌددة وبهددذا
الخصوص ترتبط استمرارٌة المصلحة العامة باستمرارٌة خدمات المرفق العدام
مادام أن هذا األخٌدر ٌعدد فدً كنهده أداة ووسدٌلة للوصدول إلدى تحقٌدق المصدلحة
العامة.
وتقدٌر المصلحة العامة الذي ٌتسم باالستمرارٌة لٌس موحدا وإنما ٌختلؾ
من دولة ألخرى33وٌرتبط بتطور وعائؾ الدولة وٌدتحكم فدً أندوب المرافدق أي
األنشطة والخدمات الذي ٌجب أن تقدمها وتقوم بها تجسٌدا لهذ المصلحة.
وبالنعر لهذ األهمٌة أصبح تنعٌم المرافق العمومٌة بالمؽرب ٌستند علدى
مجموعة مباد أصدبحت تحعدى امن بقٌمدة دسدتورٌة وٌدؤتً فدً مقددمتها طبقدا
لمشروب القانون 51394بمثابة مٌثاق للمرافق العمومٌة الذي نصت علٌه المادة
هددذا الموضددوب مبدددأ احتددرام القددانون ،المسدداواة بددٌن جمٌددع المددرتفقٌن ،المالئمددة
34
،جدودة الخددمات ،الشدفافٌة ،ربدط بالتجدٌد فً إدارة أو تسٌٌر المرافق العامة
-13كٔؼال ىُٝش أُٔخٗ٤خ ك ٢طويَٛ٣خ ُِِٜٔلش حُؼخٓش ٝرخُ٘ظَ أل٤ٔٛش حُظؼِ ْ٤ك ٢طويّ حُي ٍٝطَٟ
ٍَٟٝس حٓظَٔحٍ٣ش َٓكن حُظؼِ ْ٤ر٤ي حُيُٝش ٝكيٛخ ى ٕٝحُٔٔخف ربكيحع أَٓ ١كن ُِظؼِ ْ٤حُوخٙ
ُِ -14ظل َ٤ٜك ٌٙٛ ٢حُٔزخىةٍ ،حؿغ ٓوظ٤٠خص حُٔخىس حُوخٓٔش ٖٓ َٓ٘ٝع حُوخٗ 54.19 ٕٞرٔؼخرش
ٓ٤ؼخم حَُٔحكن حُؼٔ٤ٓٞش
24
المسإولٌة بالمحاسبة كؤحد مقومدات حكامدة المرافدق العمومٌدة ،النزاهدة اسدتفادة
جمٌددع المن داطق فددً الدولددة مددن خدددماتها خدمددة لغنصدداؾ فددً تؽطٌددة التددراب
الوطنً كً ال تكون هناك استمرارٌة لنشداط المرافدق فدً منداطق وجهدات دون
أخرى مادام أن منطق االستمرارٌة ٌفرض بالضرورة إحداث المرفق أوال .
واذا تنوعت الحاجات العامة وتطورت لمواكبة متطلبات الحٌاة المعاصرة
فان المصلحة العامة تفرض وتقتضً من الدولة إحداث مرافق جدٌدة تلبً هدذ
الحاجٌات المستجدة أو أن تعمل على تكٌٌؾ وتوجٌه المرافق القائمدة علدى تلبٌدة
هذ الحاجٌات طبقا لفلسفة وجوهر مبدأ االستمرارٌة لٌس فً مضمونه التقلٌددي
وحسب وإنما استمرارٌة مرهونة بمواكبة الخدمة التً ٌقتدٌها التطور وتفرضها
روغ العصر.
فدددواعً تحقٌددق العدالددة االجتماعٌددة مددثال تفددرض إحددداث مرافددق عامددة
اجتماعٌددة وتتخددذ كددذلك بعدددا اقتصددادٌا فٌددتم اللجددوء إلددى إحددداث مرافددق عامددة
اقتصادٌة.
والمصلحة العامة من جانب خر هً التً تمنح لغدارة أي لكل السلطات
العمومٌة امتٌاز االستفادة من معٌار الال تكافإ أي حق التمتع بامتٌدازات السدلطة
العامة فً التعاقد مع الخواص وقد ٌتضمن هذا التعاقدد شدروطا ؼٌدر مؤلوفدة فدً
القددددانون الخدددداص كحددددق التعدددددٌل المنفددددرد للعقددددد وتحدٌددددد الشددددروط العامددددة
للعقددد35باعتبارهددا تمثددل المصددلحة العامددة وتعمددل فددً ذات الوقددت علددى تحقٌقهددا
وتعد ملزمة بتجاوز تبعات كل تؤثٌر خدارجً تفرضده العدروؾ الطارئدة أو أٌدة
قوة قاهرة قد ٌصادؾ أي متعاقد معها قد تمنعه هدذ العدروؾ ؼٌدر المتوقعدة أو
35
-ؿلَٓ( ١ؼ٤ي) ،حُظ٘ظ ْ٤حإلىحٍ ١رخُٔـَدٓ ،طزؼش حُٓ ،َ٤ٔ٤طخص.18 ٙ ،2006 ،
25
التددً ال ٌمكددن ردهددا فددً عدددم تنفٌددذ التزامدده التعاقدددي ألن هددذا االلتددزام ال ٌهددم
اإلدارة كهٌئددة عامددة وإنمددا ٌددرتبط بمرفددق عددام وهددو كإحدددى وسددائلها الرامٌددة
لتحقٌق مصلحة عامة تفرضها وعٌفة الدولة.
ومن جهة أخرى نجد رؼم الضدمانات التدً تدإطر حدق الملكٌدة كحدق مدن
حقوق اإلنسان خاصة الضمانات الدستورٌة التً تفرضها المادة .5من دسدتور
2299إال أنه فً سبٌل المصلحة أو المنفعة العامة ومن أجل ضمان استمرارٌة
خدمات المرفق العام واذا فرضت ذلك متطلبات التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة
للددبالد36قددد ٌقتضددً األمددر مددن السددلطة العامددة اللجددوء إلددى مسددطرة نددزب ملكٌددة
38 37
التً تلزم لقٌام مشروعات عامة تبتؽً تحقٌق النفع العام. الخواص
ؼٌر أن هذ اإلمكانٌة المخولة للسلطة العامة مدن أجدل ضدمان اسدتمرارٌة
خدمات المرافق العمومٌة ال تبرر حاالت االعتداء المادي التً تقوم بها عدد من
اإلدارات دون اللجوء إلدى الضدوابط القانونٌدة المدإطرة للحدد مدن نطداق الملكٌدة
الخاصة.
كمددا أن عددددا مددن اإلدارات كددذلك رؼددم سددلك المسددطرة القانونٌددة المتعلقددة
بنزب الملكٌة تمتنع أو تتماطل عن تنفٌذ األحكام النهائٌة القاضٌة بالتعوٌض عدن
الملكٌة المنتزعة من أصحابها.
36
ٍ -حؿغ ٓوظ٤٠خص حُلوَس حُؼخٗ٤ش ٖٓ حُل ٖٓ 35 َٜىٓظ. 2011 ٍٞ
-18طل٤ي ػيى ٖٓ حإلىحٍحص حُؼٔ٤ٓٞش ػٖ حطزخع ٓٔطَس ِٗع حٌُِٔ٤ش ٝطِـؤ اُ ٠حالػظيحء حُٔخى ،١أٝ
طظٔخ َ١ك ٢طؤى٣ش حُظؼ٠٣ٞخص حُٔلٌ ّٞرٜخ ٓوخرَ حُؼوخٍحص حُظ ٢طِ٘ع ٌِٓ٤ظٜخ ٖٓ أؿَ اهخٓش
َٓ٘ٝػخص ػخٓش
٘ٛٝخ ٗل َ٤ػِ ٠حُ٘وخٕ حٌُ ١هِلظ ٚحُٔخىس حُظخٓؼش ٖٓ هخٗ ٕٞحُٔخُ٤ش ُٔ٘ش 2020حُٔظؼِوش رؼيّ حُلـِ
ػِ ٠أٓٞحٍ حَُٔحكن حُؼٔ٤ٓٞش ٖٓ أؿَ طل َ٤ٜحُظؼ٠٣ٞخص حُٔٔظلوش.
38
ٍ-حؿغ ٓوظ٤٠خص حُوخٗ 81.7 ٕٞحُٔظؼِن رٔٔطَس ِٗع حٌُِٔ٤ش ٝحالكظالٍ حُٔئهض
26
وبالتددالً نكددون أمددام اسددتمرارٌة للمرفددق العددام فددً هددذ الحدداالت تددتم علددى
حساب األضرار بالمصالح الخاصة.39
ٌتضدددح ادن التدددرابط الوثٌدددق بدددٌن تحقٌدددق المصدددلحة العامدددة واسدددتمرارٌة
خدددمات المرافددق العمومٌددة مددادام أن هددذ األخٌددرة تعددد ألٌددة إجرائٌددة إلشددباب
حاجٌات ومتطلبات المصلحة العامة.
ورؼددم هددذ األهمٌددة التددً تددالزم مبدددأ االسددتمرارٌة إال أندده لددٌس بالمبدددأ
المطلق حٌث قد ٌتؤثر ببعض االستثناءات التً ٌمكن أن تحد مدن إطالقتٌده ،كمدا
سنحاول الوقوؾ عند فً الفقرة الموالٌة.
الفقرة الثانٌة :استثناءات مبدأ االستمرارٌة
تتؤثر استمرارٌة المرفق العام ببعض االستثناءات التً تحد منهدا وبدالنعر
ألهمٌدددة مبددددأ االسدددتمرارٌة فدددان أؼلدددب التشدددرٌعات تعمدددل علدددى تدددؤطٌر هدددذ
االستثناءات وتوفر كدل وسدائل العمدل المسداعدة علدى أداء المرفدق لمهامده ،كمدا
هددو الحددال بالنسددبة للتشددرٌع المؽربددً الددذي عمددل فددً قانوندده المددنعم للوعٌفددة
العمومٌة 40على إرسداء مجموعدة قواعدد تدنعم مجمدوب الحداالت التدً ٌمكدن أن
-20الُحٍ ٌٛح حإلٌٗخٍ ٣طَف ؿٞحٗذ حُلٌخٓش ك ٢طٔ ٌَ٘٣ٝ َ٤٤أكي حُ٘و ٢حُِٔز٤ش ك ٢ػالهش
حَُٔطلو ٖ٤رخإلىحٍحص حُؼٔ٤ٓٞشٍ .ؿْ ٗ ٚحُيٓظ ٍٞحُلخُ ٢ك ٢حُلوَس حألهَ٤س ٖٓ حُل 154 َٜػِ ٠إٔ
طو٠غ حَُٔحكن ك ٢طَٔٛ٤٤خ ُِٔزخىة ٝحُو ْ٤حُئ٣وَح٤١ش حُظ ٢أهَٛخ حُيٓظٗ ٍٞلٔ.ٚ
-21طْ ط٘ظ ْ٤حُٞظ٤لش حُؼٔ٤ٓٞش ٌٓ٘ حُزيح٣خص حألُ ٠ُٝالٓظوالٍ رٔوظ ٠٠حُظ َ٤ٜحَُ٘٣ق ٍهْ -008
1-58حُٜخىٍ كٗ 4 ٢ؼزخٕ 14( 1377كزَح )1958 َ٣رٔؼخرش حُ٘ظخّ حألٓخٓ ٢حُؼخّ ُِٞظ٤لش
حُؼٔ٤ٓٞش ًٔخ ٝهغ طـٝ َٙ٤٤طظٔ ،ٚٔ٤ؽ ٍ ػيى 2372رظخٍ٣ن 11أرَ-.1958 َ٣
27
تجعدل المدوعفٌن واألعدوان ٌدإثرون علدى مبددأ االسدتمرارٌة فدً اطدار عالقدتهم
41
بهذ المرافق وفً اطار العدالة كذلك فً توزٌعهم الجؽرافً.
كما أن الجماعدات الترابٌدة فٌمدا ٌخدص المرافدق الترابٌدة الزالدت إلدى حدد
امن تعتمد علدى النعدام األساسدً الصدادر بمرسدوم 22شدتنبر 429422وٌحٌدل
فً عدد من مقتضدٌاته علدى النعدام العدام للوعٌفدة العمومٌدة فدً تددبٌر مواردهدا
البشددرٌة رؼددم المكانددة التددً أصددبحت تحتلهددا هددذ الجماعددات نتٌجددة االرتقدداء
بوضددعها إلددى مرتب دة الشددرٌك مددع الدولددة للنهددوض بقضدداٌا التنمٌددة ممددا اصددبح
ٌقتضً تخصٌص هدذ المدوارد وتنعدٌم حٌاتهدا الوعٌفٌدة بمقتضدى قدانون محفدز
ٌستحضر خصوصٌات الوعٌفة العمومٌة الترابٌة.43
ونفددس األمددر ٌنطبددق علددى المإسسددات العمومٌددة أي األشددخاص المعنوٌددة
العامة المرفقٌة أو المصلحٌة44رؼم اختالؾ الطبٌعة القانونٌة لنعدام مسدتخدمٌها
٣ -22ظَ ػيى حُٔٞظل ٖ٤ؿَٓ َ٤طلغ رخُ٘ظَ اُ ٠حُؼيى حإلؿٔخٌُُِٔ ٢خًُٕٝ ،ي ٓوخٍٗش ٓغ ىٍٝ
أهَ ٟك٤غ إٔ ٓؼيٍ حُظـط٤ش رخُٔٞحٍى حُزَ٘٣ش ك ٢كيٝى ٔٔٗ 1000 ٌَُ./.17.2ش ًٔؼيٍ .٢٘١ٝ
ؿ َ٤إٔ حُظ٣ُٞغ حُظَحر ٢ألػيحى حُٔٞظل٣ ٖ٤ؼَف طزخ٘٣خ ر ٖ٤حُـٜخص.
ٍحؿغ ُِٔ٣ي ٖٓ حُظ ٤ٟٞق ،طوَ َ٣حُٔـِْ حألػُِِ ٠لٔخرخص ك ٍٞحُٞظ٤لش حُؼٔ٤ٓٞش حُٜخىٍ رظخٍ٣ن
17أًظٞرَ .2017
ُ -23إلٗخٍس ال ُحٍ حٍَُٔٓ ّٞهْ ًٔ 77.2.738خ طْ طؼيٝ ِٚ٣طظٔ ٚٔ٤رخٍَُٔٓ ّٞهْ 2.80.255
حُٜخىٍ ٓ٘ش ٝ 1980حٍَُٔٓ ّٞهْ 2.85.265حُٜخىٍ ٓ٘ش ٣ 1986ئ َ١حُ٘ظخّ حألٓخُٓٞٔ ٢ظل٢
حُـٔخػخص.،
٣ ُْ -24ظْ حُظٞحكن رؼي كَٝ٘ٓ ٍٞع حُوخٗ ٕٞحُوخ ٙرخُٔٞحٍى حُزَ٘٣ش ُِـٔخػخص حُظَحر٤ش حٌُ١
أػيطُٝ ٚحٍس حُيحهِ٤ش ٟٝٝؼظُِ٘ ٚوخٕ ٓغ حُلَهخء حالؿظٔخػُِ ٖ٤٤ـٔخػخص–
-25طؼي حألٗوخ ٙحُٔؼ٘٣ٞش حُؼخٓش حَُٔكو٤ش أ ٝحُِٜٔل٤ش َٓحكن ػخٓش ٝططِن ػِٜ٤خ أ٠٣خ طٔٔ٤ش
حُٔئٓٔخص حُؼخٓش طو٠غ ُِظو ٜٚكٓ ٢ـخالص ٓليىس ًحص ١خرغ اىحٍ ،١حهظٜخى ١أ ٝحؿظٔخػ.٢
٣ُِِٔ-ي ٖٓ حُظ٤ٟٞقٍ ،حؿغ ،ؿلَٓ( ١ؼ٤ي)،حُظ٘ظ ْ٤حإلىحٍ ١رخُٔـَدَٓ ،ؿغ ٓزن ًًَ.27ٙ ،ٙ
28
عددن اإلدارات العمومٌددة 45إال أن مجمددوب األنعمددة رؼددم االخددتالؾ تعمددل علددى
ضمان مبدأ االستمرارٌة.
ورؼم أن األصل فً إحداث المرافدق العمومٌدة سدواء الوطنٌدة أو الترابٌدة
أي الالممركددزة والالمركزٌددة الدددوام واالسددتمرارٌة فددً تقدددٌم الخدددمات ؼٌددر أن
هناك بعض المرافق التً ٌتم إحداثها وٌكون وجودها محددودا فدً الزمدان حٌدث
ٌتم وضع حدد السدتمرارٌتها بانتهداء الؽدرض أو الخدمدة التدً أحددثت مدن أجلهدا
تلبٌتها.
كمثال على تجسٌد هذ الحالة نجد المرسوم بمثابة مٌثاق وطنً لالتمركدز
اإلداريٌ46نص فً المادة التاسعة على أنه ٌمكن عند االقتضاء أي كلمدا تطلبدت
المصلحة العامة ذلك ٌتم إحداث تمثٌلٌات إدارٌة مإقتة تتكلؾ باإلشراؾ وإنجاز
مشارٌع أو مهام وتنتهً استمرارٌتها بمجرد إنجاز هذ المهام والمشارٌع.47
للحد من تدؤثٌر االسدتثناءات التدً تدرد علدى اسدتمرارٌة المرفدق العدام كمدا
سدبقت اإلشددارة ٌددتم تطبٌددق المبدددأ بالنسددبة ألعمددال اإلدارة أو نشدداطها مددن خددالل
مساعدة المتعاقدٌن مدع المرفدق العدام وإعدادة التوازندات المالٌدة للعقدد مدن خدالل
تطبٌقات نعرٌة العروؾ الطارئة48ونعرٌة الموعؾ الفعلً أو الواقعً.
-26رخهظالف حَُٔحكن حإلىحٍ٣ش ٣و٠غ حألٗوخ ٙحُؼخِٓ ٕٞك ٢حَُٔحكن حُؼخٓش حالهظٜخى٣ش
ٝحالؿظٔخػ٤ش ٝحُظـخٍ٣ش ك ٢ػالهظ ْٜر ٌٜٙحَُٔحكن ُوٞحػي حُوخٗ ٕٞحُوخٓ ٙخػيح ٓٔئ ٌٙٛ ٢ُٝحَُٔحكن
حٌُ٣ ٖ٣و٠ؼُ ٕٞوخٗ ٕٞحُٞظ٤لش حُؼٔ٤ٓٞش.
ٍ َّٞٓٓ -27هْ 2018.2.618رٔؼخرش ٓ٤ؼخم ُ ٢٘١ٝالطًَِٔ حإلىحٍ ،١ؽ ٍ ػيى 6738رظخٍ٣ن 27
ىٔٔ٣زَ .2018
-28حُوَ( ٢٘٣ػزي حُٞحكي) ،حُظ٘ظ ْ٤حإلىحٍ ١حُٔـَرٝ ٢كن ٓٔظـيحص حُٔ٤ؼخم حُُ ٢٘١ٞالطًَِٔ
حإلىحٍٓ ،١طزؼش حألٓ٘٤ش ،حَُرخ ،١حُطزؼش حُؼخٗ٤ش٘ٓ ،ش.101 ٙ ،2019
ُِ -29ظل َ٤ٜأًؼَ كٗ ٢ظَ٣ش حُظَٝف حُطخٍثشٍ ،حؿغ ،رٞػ٘٤ن (أكٔي) ،حَُٔحكن حُؼخٓش حٌُزَ،ٟ
ٓطزؼش ىحٍ حَُ٘٘ حُٔـَر٤ش ،حُيحٍ حُز٠٤خء ،حُطزؼش حُوخٓٔش٘ٓ ،ش 193-192ٚٛ،2000
29
وبالنسبة للعاملٌن ال ٌقبل من الموعفٌن وأعوان هذ المرافق التؽٌب ؼٌر
المشروب أو ؼٌر المبدرر عدن العمدل ،احتدرام التوقٌدت الرسدمً لتقددٌم خددمات
المرفق ،اإلضراب المفداج ،،التوقدؾ الفدوري عدن مزاولدة المهدام مباشدرة بعدد
تقدٌم االستقالة ثم عدم جواز الحجز على أموال المرفق العام.
وسنقتصر باإلشارة إلى اإلضراب فً المرافق العامدة ثدم إلدى المقتضدٌات
المتعلقة بتنعٌم االستقالة واإلشكاالت التً ٌطرحها الحجر على أموال المرفق:
-اإلضراب فً المرافق العمومٌة:
اإلضددراب توقددؾ جمدداعً ومددنعم عددن العمددل لمدددة محددددة مددن الددزمن،
وممارسته من حٌث المبدأ تعد استثناء وتتعارض مدع اسدتمرارٌة المرفدق العدام،
وٌسددتعمل كوسددٌلة للضددؽط علددى المشددؽل قصددد تحقٌددق مكاسددب ومطالددب معٌنددة
دون نٌة المضربٌن التخلً النهائً عن وعائفهم.
وقددد تددؤرجح حددق ممارسددة اإلضددراب ومددر بعدددة مراحددل ارتبطددت بمدددى
تطددور الحقددوق والحرٌددات ومدددى قددوة أو ضددعؾ تدددخل الدولددة فددً الوعددائؾ
االقتصادٌة واالجتماعٌة المرتبطة بالحٌاة العامة لمواطنٌها.
ففددً بعددض األنعمددة المقارنددة كالنعددام الفرنسددً قضددى مجلددس الدولددة فددً
بداٌات القرن العشرٌن عندما أتٌحت له فرصة النعر فدً قضدٌة ونكبلWinkel
وبدرر ذلددك فددً حٌثٌدات القددرار بددؤن المدوعفٌن بممارسددتهم لغضددراب "لددم
ٌرتكبوا فقط خطؤ فردٌا ،وإنما وضعوا أنفسهم بهذا العمل الجماعً خارد نطاق
30
القوانٌن واللوائح الصادرة بقصد ضدمان ممارسدتهم للحقدوق التدً تتولدد بالنسدبة
49
لهم عن عقد القانون العام الذي ٌربطهم باإلدارة".
ٌمكددن أن تجددد مبددررات تحددرٌم اإلضددراب خددالل هددذ الفتددرة فددً تقلددٌص
وعددائؾ الدولددة واقتصددارها علدى المرافددق األساسددٌة المرتبطددة بالسددٌادة واألمددن
الداخلً والخارجً وبالتالً فهذ الوعائؾ بطبٌعتها ال تقبل االستثناء علدى مبددأ
االستمرارٌة.
ؼٌر أن التطور الالحق فً هذا النعام خاصة مدع دسدتور 9411سٌسدمح
بمقتضددى نددص الدسددتور بددالحق بممارسددة اإلضددراب فددً اطددار ضددوابط قانونٌددة
توائم ما أمكن بٌن ممارسة اإلضدراب للددفاب عدن المصدالح المهنٌدة مدع إمكانٌدة
تدخل الحكومة للحد منه خاصة فً حاالت االستعمال السًء لهذا الحق.
وبذلك تواترت عدة قرارات لمجلس الدولة الفرنسً أقرت بمشروعٌة حق
اإلضراب كؤصل مع ضرورة ممارسته وفقا للضوابط القانونٌة المإطرة له.50
بالنسبة للمؽدرب مندذ اسدتقالله والدى ؼاٌدة الٌدوم الزال هدذا الحدق ٌتدؤرجح
بٌن القبول والرفض تبعا لتؤثٌر العرفٌة والتحوالت السٌاسٌة.
استندت السلطة العمومٌة فً البداٌة على مقتضٌات الفصل 5من مرسدوم
المضربٌ ن تصل حد التوقٌؾ والحذؾ من الوعٌفة ،كما تبٌن واقعة السٌد محمدد
الحٌحً ضد وزٌر التربٌة الوطنٌة والشبٌبة والرٌاضة.
رٞػ٘٤ن (أكٔي) ،حَُٔحكن حُؼخٓش حٌُزََٓ ،ٟؿغ ٓزن ًًَ- 49.194ٙ ،ٙ
ُ-31ال١الع ػِِٓ ٠وٜخص ُزؼ ٞهَحٍحص ٓـِْ حُيُٝش حُلَٗٔ ٢حُٔظؼِوش رخإلَٟحدٍ ،حؿغ
رٞػ٘٤ن (أكٔي) ،حَُٔحكن حُؼخٓش حٌُزَ.195 ٙ ، ّ ّ ٟ
31
وذهب المجلس األعلى نذاك فً قرار الصادر بتارٌإ 92أبرٌدل 9419
الى تؤٌٌد قرار وزٌر الشبٌبة والرٌاضة المستند على الفصل 5المذكور الصادر
فً حق السٌد محمد الحٌحً الذي شارك فً اإلضراب الجماعً المدنعم بتدارٌإ
25مارس 9412واإلقرار بدذلك بعددم مشدروعٌة حدق اإلضدراب .رؼدم إتاحدة
المدددادة 91مدددن النعدددام األساسدددً العدددام للوعٌفدددة العمومٌدددة الحقدددا للحدددق فدددً
اإلضراب.
بعد دخول المؽرب المرحلة الدستورٌة أقر دستور 91دجنبدر 9412فدً
اإلضراب.
ؼٌدددر أن السدددلطة اإلدارٌدددة علدددت تحدددرم حدددق اإلضدددراب رؼدددم الدددنص
الدستوري مسدتندة فدً ذلدك إلدى الفصدل الخدامس مدن مرسدوم 2فبراٌدر 9453
المددذكور التددً نصددت علددى أن "كددل توقددؾ عددن العمددل بصددفة مدددبرة وكددل عمددل
ٚٗ -51حُل ٖٓ 14 َٜىٓظ 1962 ٍٞػِ ٠إٔ كن حإلَٟحد ٓ٤ٓٝ ٕٞٔ٠ز ٖ٤هخٗ ٕٞط٘ظ٢ٔ٤
حَُ٘ٝ ١ٝحإلؿَحءحص حُالُٓش ُٔٔخٍٓش ٌٛح حُلن.
32
جمدداعً أدى إلددى عدددم االنقٌدداد بصددفة بٌنددة ٌمكددن المعاقبددة عندده عددالوة علددى
الضمانات التؤدٌبٌة وٌهم هذا جمٌع الموعفٌن.52
وٌبدددو أنهددا اعتبددرت فددً ذلددك تفعٌددل الددنص الدسددتوري ٌقتددرن بصدددور
القانون التنعٌمً المنعم له الدذي لدم ٌصددر إلدى حدد الٌدوم مشدكال بدذلك اسدتثناء
تشرٌعٌا الزم العمل التشرٌعً إلى ٌومنا هذا.
واذا كددان ٌمكددن تبرٌددر تحددرٌم اإلضددراب فددً البددداٌات األولددى لالسددتقالل
بطؽٌددان الهدداجس السٌاسددً وتجنددب أن ٌؤخددذ اإلضددراب مضددمونا سٌاسددٌا فددان
اسددتمرار تحرٌمدده خددالل فتددرات االنفددراد السٌاسددً خاصددة العرفٌددة التددً تل دت
دستور 2299والحمولة الحقوقٌة التً أقرها تجعدل مؤمورٌدة تحدرٌم اإلضدراب
الذي ٌنعم وفق الضوابط القانونٌدة مدن إشدعار وبٌدان أسدباب وعددم عرقلدة سدٌر
العمل بالمرفق والمحافعة على تجهٌزاتده وممتلكاتده وضدمان االسدتمرارٌة فدً
حدودها الدنٌا تقدٌرا من المضربٌن للمصلحة العامة صعبة التفهم وٌسهل بالتالً
تفسٌرها شططا فً استعمال السلطة.
وندددص الدسدددتور الحدددالً لسدددنة 2299فدددً فصدددله 24علدددى الحدددق فدددً
٘ٓ -طٞم حُل ٖٓ 5 َٜحٍَُٔٓ ّٞهْ 57.2.1465رظخٍ٣ن 5كزَح 1985 َ٣ر٘ؤٕ ٓزخَٗس حُٔٞظلٖ٤
52
ُِلن حُ٘وخر٢
53
ٍ -حؿغ ،حُل ٕ 29 َٜىٓظ.2011 ُٞ٤ُٞ٣ 1 ٍٞ
33
وبمددا أن هددذا الدسددتور حدددد سددقؾ إخددراد كددل القددوانٌن التنعٌمٌددة خددالل
الوالٌدة الحكومٌدة التدً تلددً تطبٌقده فقدد تدم بددذلك إعدداد مشدروب قدانون تنعٌمددً
ٌتعلق بالحق بممارسة الحق فً اإلضراب لكدن الزال لدم ٌحعدى بدالتوافق حدول
مقتضٌاته واالتفاق على صٌؽته النهائٌة بٌن الحكومة والنقابات.
وعدددل االجتهددداد القضدددائً المؽربدددً بددددور ٌتدددؤرجح بدددٌن اإلفدددرار بحدددق
اإلضراب كما أقر بذلك حكم للمحكمة اإلدارٌة بمكناس بمناسبة نعرها فً طلب
إلؽاء قرار عقوبة اإلنذار المتخذ فً حق الطاعن المضرب عدن العمدل 54وتؤٌٌدد
االقتطاب من األجر بعلة أن األجر ٌإدى مقابل العمل55.ممدا ٌسدتفاد منده ضدمنٌا
عدم السماغ بممارسة هذا الحق.
ورؼم هذا التنصٌص الدسدتوري صددر عدن رئدٌس الحكومدة سدنة 2292
-35كٌْ اىحٍ٣ش ٌٓ٘خّ طلض ػيى 36/01رظخٍ٣ن 2002 ٞ٤ُٞ٣ 12ه ٠٠ربُـخء حُوَحٍ حُٜخىٍ ػٖ
َ٣ُٝحُظَر٤ش حُ٤٘١ٞش حُوخ ٢ٟرخطوخً ػوٞرش حإلٌٗحٍ كٞٓ ٢حؿٜش حُطخػٖ ٓؼِال ًُي رٔخ ":٢ِ٣
حإلَٟحد كن ىٓظ ١ٍٞأًيط ٚؿٔ٤غ حُيٓخط َ٤حُٔظؼخهزش ٝػيّ ٛي ٍٝطَ٘٣غ ط٘ظ٣ ٢ٔ٤ليى ً٤ل٤ش
ٓٔخٍٓش كن حإلَٟحد ال ٣ؼ٘ ٢ا١الم ٌٛح حُلن رال هٞ٤ى ،رَ ال ري ٖٓ ٓٔخٍٓظ ٚك ٢ا١خٍ ٟٞحر٢
طٔ٘غ ٖٓ آخءس حٓظؼٔخُ ٝ ٚط ٖٔ٠حٗٔـخٓٓ ٚغ ٓوظ٤٠خص حُ٘ظخّ حُؼخّ ٝحُٔ َ٤حُؼخىَُِٔ ١حكن
حُؼٔ٤ٓٞش ػِٗ ٠ل ٞال َٛ٤ٓ ْٔ٣خ حُٔ٘ظظْ رٌَ٘ ٓئػًَٔ ،خ إٔ ػيّ ػزٞص إٔ حإلَٟحد حٌُ ١هخٟٚ
حُطخػٖ ك ٚ٤هَٝؽ ػٖ حُٞ٠حر ٢حًٌٍُٔٞس( حإلهالٍ رٔ َ٤حَُٔكن حُؼخٌُُّ)..،ي ال ٌٖٔ٣حػظزخٍٙ
طوَ٤ٜح ك ٢حُٞحؿذ حُٔٝ ٢ٜ٘رخُظخُ ٢طٌ ٕٞػوٞرش حإلٌٗحٍ حُٔئٓٔش ػِ ٌٙٛ ٠حُٞحهؼش الؿ٤ش".
ٍحؿغ ،رٖ ر٤ٍٗ(ٚ٤٤ي)" ،كن حإلَٟحد ك ٢حُٞظ٤لش حُؼٔ٤ٓٞش رخُٔـَد" رظخٍ٣ن ُٞ٤ُٞ٣ 20
ٞٓ،2009هغ حُلٞحٍ حُٔظٔيٕ ،طخٍ٣ن حُِ٣خٍس ٓ 20خ.2020 ١
ًٛ -36زض اًُُ ٠ي حُٔلٌٔش حإلىحٍ٣ش رخَُرخ ١ك ٢حُلٌْ حُٜخىٍ ػٜ٘خ رظخٍ٣ن 7كزَح 2006 َ٣ك٢
حُِٔق ػيى ٍ، 05/107حؿغ ،رٖ ر( ٚ٤٤كٔ" ،)٢كن حإلَٟحد ك ٢حُٞظ٤لش حُؼٔ٤ٓٞش رخُٔـَد"
َٓؿغ ٓزن ًًَ-.ٙ
34
ٌعتبددر اإلضددراب تؽٌبددا ؼٌددر مشددروب عددن العمددل وٌسددتوجب اتخدداذ عدددد مددن
اإلجراءات الزجرٌة .56
وعمومددا اذا كددان ٌمكددن تفهددم تحددرٌم اإلضددراب فددً عدددد مددن القطاعددات
والمرافددق بددالنعر ألهمٌتهددا القصددوى فددً ضددمان سددالمة الددوطن والمددواطنٌن
كددالقوات المسددلحة الملكٌددة وسددلك الشددرطة والدددرك ورجددال القضدداء والقددوات
المسدداعدة ورجددال السددلطة ومددوعفً إدارة السددجون ...وتتضددمن ذلددك األنعمددة
األساسٌة المنعمة لهذ المرافق.
ٌجب أن ٌتم ضمان حق اإلضراب تماشٌا مع فلسفة دستور 2299وروغ
االتفاقٌددات الدولٌددة التددً صددادق علٌهددا المؽددرب وأصددبحت نافددذة ،شددرٌطة عدددم
التعسفً استعمال هذا الحقب اسدتنفاد سدبل الحدوار البنداء وضدمان الحددود الددنٌا
الستمرارٌة المرافق العامة باعتماد نعام الدٌمومة على ؼرار ما هو معمدول بده
فً أٌام العمل العادٌة حٌث أن هناك بعض المرافق ال ٌمكن أن تتوقدؾ خددماتها
ولدددو خدددارد أوقدددات العمدددل الرسدددمٌة أو العطدددل واألعٌددداد كالمسدددتعجالت فدددً
المستشدددفٌات التدددً تدددرتبط بالصدددحة العامدددة والمحددداكم التدددً ٌدددرتبط اسدددتمرارٌة
الدٌمومة فٌها بحرٌة المحروسٌن نعرٌا.
باإلضددافة إلدددى التددؤثٌر الدددذي ٌحدثدده اإلضدددراب فددً عالقتددده باسدددتمرارٌة
المرفددق العددام فددان االسددتقالة مددن الوعٌفددة تسدداهم بدددورها فددً التددؤثٌر علددى مبدددأ
االستمرارٌة اذا لم تمارس وفق الضوابط المقررة للحد من تؤثٌرها.
-تنظٌم استقالة موظفً وأعوان المرافق العامة:
56
ٍحؿغ ٓوظ٤٠خص حٍُٔ٘٘ ٍٞهْ 12-26رظخٍ٣ن ٗٞٗ 16زَ .2012
35
تعددد اسددتقالة المددوعفٌن عمددال وتصددرفا قانونٌددا ٌعهددر مددن خاللدده الموعددؾ
العمومً رؼبته فً إنهاء رابطة الوعٌفة التً تجمعه بالمرفق العمومً.
وبددالنعر لتناقضددها مددع مبدددأ اسددتمرارٌة المرفددق العددام فقددد تدددخل المشددرب
لتنعٌمها حتى ٌتم الحد من تؤثٌرها على خدمات المرافق العامة.
وقددد تددم تنعددٌم االسددتقالة بمقتضددى الفصددول مددن 21إلددى 24مددن القددانون
األساسً للوعٌفة العمومٌة ،57وبذلك تدإدي االسدتقالة إلدى الحدذؾ مدن أسدالك
الوعٌفة العمومٌة والى فقدد صدفة الموعدؾ حسدب منطدوق الفصدل 21مدن هدذا
القانون.
ولتجنب حدوث أي فراغ قد تخلفه استقالة الموعؾ فقد أعطى الفصل 22
من قانون الوعٌفة العمومٌة لغدارة المعنٌة أجل شهر للرد على طالبها.
بذلك ال ٌمكدن للموعدؾ التوقدؾ الفدوري أو الفجدائً عدن العمدل الموكدول
الٌه فور تقدٌم استقالته واال طبقدت فدً حقده الجدزاءات التؤدٌبٌدة ،وهنداك اجتهداد
للمجلس األعلى سابقا اعتبدر مدن خاللده بؤنده ٌجدوز لدغدارة أن تقدرر عزلده مدن
وعٌفته دون حاجة الى عرضده علدى المجلدس التدؤدٌبً اذا توقدؾ الموعدؾ عدن
58
عمله بدون قبول استقالته فً األجل المحدد.
-38ظ٣َٗ َ٤ٜق رٔؼخرش هخٗٛ ٕٞخىٍ رظخٍ٣ن 24كزَح 1958 َ٣ر٘ؤٕ حُ٘ظخّ حُؼخّ ُِٞظ٤لش
حُؼٔ٤ٓٞشَٓ /ؿغ ٓزن ًًَٙ
-39هَحٍ حُٔـِْ حألػِ ٠رظخٍ٣ن 22أرَ 1963 َ٣حُٔظؼِن رو٤٠ش حُٔ٤ي ػزي هللا ػزي حُوٜخٍ ،أٗظَ
ٓـٔٞػش حألكٌخّ حإلىحٍ٣ش ٍ ،1963حؿغ ،رٞؿٔؼش( ٍٟٞحٕ ) ،هخٗ ٕٞحَُٔحكن حُؼٔشٙ ، ّ ّ ،
44.
36
وبما أن االستقالة تشكل عائقا واستثناءا لسٌر المرفق العام بانتعام فهً ال
ٌعتددد بهددا شددكال إال بواسددطة طلددب شخصددً مكتددوب وموقددع مددن طددرؾ المعنددً
بدداألمر ٌرسددل عددن طرٌددق السددلم اإلداري إلددى السددلطة المختصددة بددالتعٌٌن أي
الددوزٌر الوصددً علددى القطدداب المعنددً الددذي لدده شددهر كؤجددل قددانونً للددرد علددة
االستقالة.
وٌعهر مبرر هذا األجل فً إعطاء الوقت الالزم لدغدارة فدً البحدث عدن
سددبل تعددوٌض الموعددؾ المسددتقٌل لتجنددب الفددراغ الددذي قددد ٌددإدي إلددى تعطٌددل
استمرارٌة خدمات المرفق التً تتعطل معها بالتبعٌة المصدلحة العامدة التدً تعدد
رهٌنة هذ االستمرارٌة.
زٌادة على تؤثٌر العاملٌن بالمرافق العامة من خالل اإلضدراب واالسدتقالة
فان الحجز على أموال المرفق العام ٌعد كذلك مدن االسدتثناءات التدً تدرد علدى
مبدأ االستمرارٌة
-الحجز على أموال المرافق العمومٌة:
تعد أموال المرافق العمومٌدة أمدواال عامدا تمكدن المرفدق مدن االسدتمرارٌة
فً أداء مهامه التدً تخددم المصدلحة العامدة ولٌسدت أمدواال خاصدة بدالمرفق فدً
معناها الضٌق
وبذلك ٌمكن أن تتؤثر اسدتمرارٌة المرفدق فدً عدل ؼٌداب الوسدائل المادٌدة
ومنها األموال التً قد تكون موضوب حجز قضائً بعدما بدأ االجتهاد القضدائً
ٌتددواتر بددالزام اإلدارات العمومٌددة بددؤداء مددا بددذمتها مددن خددالل صدددور عدددد مددن
األحكام اإلدارٌة التً تقضً بالحجز على أموال بعض المرافق العامة السدتٌفاء
37
المبدالػ المحكدوم بهدا لصددالح المتضدررٌن سدواء المتعاقدددٌن أو فدً اطدار قضدداٌا
نزب الملكٌة أو نتٌجة أضرار عن أخطاء مرفقٌة.
وعكس القاعدة العامة التً تسمح بالحجز على أموال المدٌن قصدد اسدتفاء
الدائن لدٌونه فان الحجز على أموال المرافق العامة ال زال ٌطرغ إشكاال ٌستمد
خصوصٌته بكون أموال المرفق العمومً تعد متالزمة مع االستمرارٌة فً أداء
مهامه التً تتحقق من ورائها المصلحة العامة.
إذن األمر ٌتعلق بإشكالٌة الموائمدة بدٌن الوفداء بالددٌون مدن جهدة وضدمان
استمرارٌة المرفق العمومً من جهة أخرى.
وقد ٌترتب عن عدم وفاء المرافق العامة بالتزاماتها اتجا الدائنٌن دخولهم
فً وضدعٌات مالٌدة صدعبة كاندت سدببا لعددد مدن المقداوالت أن دخلدت فدً حالدة
صعوبة.
ورؼم التدابٌر التً حاولت حدث اإلدارات العمومٌدة علدى تنفٌدذ التزاماتهدا
خاصددة تنفٌددذ األحكددام النهائٌددة الصددادرة فددً مواجهتهددا 59كمددا نصددت علددى ذلددك
المادة .2من مشروب القانون 94351بمثابة مٌثاق المرافق العمومٌة 60وكذلك
سن مقتضٌات تتعلق بتحدٌد أجل لدخداء وفدرض ؼرامدات عدن التدؤخٌر فدً أداء
االلتزامات التعاقدٌة المترتبة عن الصفقات
-40كغ حٍُٔ٘٘ ٍٞهْ 98/37حُٜخىٍ ػٖ حُ َ٣ُٞحأل ٍٝحَُٔك ّٞػزي حَُكٔخٕ حُٓٞ٤ل ٢رظخٍ٣ن 31
ؿ٘ض 1998حالىحٍحص ػٍَِٟٝ ٠س ط٘ل٤ي حألكٌخّ حُٜخىٍس كٞٓ ٢حؿٜظٜخ
ٜٗ 41ض حُٔخىس َٝ٘ٓ ٖٓ 32ع حُوخٗ": 19.54 ٕٞط٘لٌ حَُٔحكن حُؼٔ٤ٓٞش ى ٕٝطؤه َ٤حألكٌخّ
ٝحُوَحٍحص حُو٠خث٤ش ٝحُٜ٘خث٤ش حُوخرِش ُِظ٘ل ٌ٤حُٜخىٍس كٞٓ ٢حؿٜظٜخ"
38
العمومٌة 61إال أن إشكالٌة دٌون المرافق العامة إزاء المتعاملٌن سدواء فدً
اطار التعاقد أو فً اطار ندزب الملكٌدة أو التعدوٌض عدن األخطداء التدً تتسدبب
فٌها المرافق فً اطار المسإولٌة اإلدارٌة الزالت قائمة والزالدت تشدكل مإشدرا
سدلبٌا فددً حكامدة المرافددق العمومٌدة ،ونقطددة سدلبٌة كددذلك فدً سددجل دولدة الحددق
والقانون.
وقد أثارت المادة التاسعة من القانون 22394المتعلق بقانون مالٌدة سدنة
نقاشا قانونٌا عمومٌا حول مدى مشدروعٌتها بمنعهدا فدً البداٌدة بشدكل 62
2222
مطلددق الحجددز علددى األمددوال العمومٌددة السددتفاء الدددٌون المترتبددة عددن اإلدارات
العمومٌة والجماعات الترابٌدة والمإسسدات العامدة ؼٌدر أنده تدم التراجدع بإدخدال
بعددض التعدددٌالت التددً تالئددم شددٌئا مددا بددٌم الحفدداض علددى أمددوال المرافددق وأداء
الدٌون المترتبة عنها.
ٍ -42حؿغ ٓوظ٤٠خص حٍَُٔٓ ّٞهْ 16.2.344حُٜخىٍ رظخٍ٣ن ،2016 ُٞ٤ُٞ٣ 22ر٘ؤٕ طلي٣ي
أؿخٍ حألىحء ٝكٞحثي حُظؤه َ٤حُٔظؼِوش رخُطِز٤خص حُؼٔ٤ٓٞش ،ؽ ٍ ػيى 6488رظخٍ٣ن 4ؿ٘ض .2016
-43ط٘ٓ ٚوظ٤٠خص حُٔخىس ٖٓ 9هخٗ ٕٞحُٔخُ٤ش ُٔ٘ش ،2020كٔ٤خ ٣ظؼِّن رظ٘ل ٌ٤حألكٌخّ حُٜخىٍس ٟي
حُيُٝش ،أّٗ٣ ٚظؼ ّٖ٤ػِ ٠حُيحث٘ ٖ٤حُلخِٓ ٖ٤ألكٌخّ ه٠خثّ٤ش ط٘لّ٣ٌ٤ش ٜٗخثّ٤ش ّ ٟي حُيُٝش أ ٝحُـٔخػخص
حُظَحرّ٤ش ٓٝـٔٞػخطٜخ ّأال ُ٣طخُزٞح رخألىحء اال أٓخّ ٜٓخُق حألَٓ رخَُٜف ُإلىحٍس حُؼّٔ٤ٓٞش أٝ
حُـٔخػخص حُظَحر٤ش حُٔؼ٘٤ش.
ٓزِؾ
ٍ رؤىحء ٓـٔٞػخطٜخ أٝ طَحر٤ش ؿٔخػش أٝ حُيُٝش ِِّ٣ ُِظ٘ل،ٌ٤ َ
ٍ هخر ٢
ٍّ ه٠خث كٌْ
ٝك ٢كخُش اٛيحٍ ٍ
ُٓؼ٣ ،ٍٖ ّ٤ظؼ ٖ٤حألَٓ رَٜك ٚىحهَ أؿَ أهٜخ ٙطٔؼًٓ ٞ٣ 90 ٕٞخ ،حرظيح ًء ٖٓ طخٍ٣ن حإلػٌحٍ رخُظ٘ل ٌ٤ك٢
كيٝى حالػظٔخىحص حُٔخُّ٤ش حُٔلظٞكش رخُِٔ٤حٗ٤ش ٌُٜح حُـَْ َٝ ،ٝكن ٓزخىة ٝهٞحػي حُٔلخٓزش حُؼّٔ٤ٓٞش،
ٝاال ٣ظ ّْ حألىحء طِوخثً٤خ ٖٓ َ١ف حُ ُٔلخٓذ حُؼٔ ٢ٓٞىحهَ ح٥ؿخٍ حُٔ٘ ٜٙٞػِٜ٤خ رخألٗظٔش حُـخٍ١
حُؼَٔ رٜخ ك ٢كخُش طوخػْ ح َٓ٥رخَُٜف ػٖ حألىحء رٔـَى حَٜٗحّ حألؿَ أػال.ٙ
ٝاًح أىٍؿض حُ٘لوش ك ٢حػظٔخىحص طز ّٖ٤أّٜٗخ ؿً َ٤خك٤ش٣ ،ظ ّْ ػ٘يثٌ ط٘ل ٌ٤حُلٌْ حُو٠خث ٢ػزَ حَٓ٥
رَٜف حُٔزِؾ حُ ُٔؼ ّٖ٤ك ٢كيٝى حالػظٔخىحص حُٔظٞكَس رخُِٔ٤حٗ٤ش ،ػِ ٠إٔ ُٞ٣كَّ ح َٓ٥رخَُٜف ٝؿٞرًخ
حالػظٔخىحص حُالُٓش ألىحء حُٔزِؾ حُ ُٔظزو ٢كِ٤ٓ ٢حٗ٤خص حُٔ٘ٞحص حُالكوشًُٝ ،ي ك ٢أؿَ أهٜخ ٙأٍرغ
ٓ٘ٞحص ْ َٝ ٝكن حَُ٘ ١ٝحُٔ٘خٍ اُٜ٤خ أػال ،ٙى ٕٝإٔ طو٠غ أٓٞحٍ ٔٓٝظٌِخص حُيُٝش ٝحُـٔخػخص
حُظَحر٤ش ٓٝـٔٞػخطٜخ ُِلـِ ُ ٌٜٙحُـخ٣ش.
39
واذا كاندددت هدددذ بعدددض االسدددتثناءات كاإلضدددراب واالسدددتقالة واإلشدددكالٌة
المتعلقددة بددالحجز علددى أمددوال المرافددق اذ ٌمكددن فددً جمٌددع األحددوال تنعٌمهددا
ومعالجتها والحد من تؤثٌرها على استمرارٌة المرفق العام.
إال أن هناك من االستثناءات كالعروؾ الطارئة الصعبة التدً نعٌشدها فدً
عل هذا الوباء تقتضً فٌه استمرارٌة المرفق العام تحوال جذرٌا فً نمط تسدٌٌر
المرفق وفً استعمال وسائل بدٌلة للحفاع على مبدأ االستمرارٌة ولو فً حدود
الدنٌا.
المطلب الثانً :التحول نحبو المرفبق الرقمبً مبدسل السبتمرارٌة المرفبق
العام
بؽض النعر عن النقاش الذي ٌمكدن أن ٌثدار حدول التكٌٌدؾ القدانونً لهدذا
الوباء هل ٌعدد عرفدا طارئدا أم قدوة قداهرة فدان حددة تدؤثٌر فدً عدل ؼٌداب لقداغ
مناسب له وللحد من انتقال العدوى بٌن األفراد فً حال استمرار نمط الحٌاة فدً
شكلها العادي وبنمطها وبعاداتها المتوارثة والمتدواترة ،أن تتدؤثر الصدحة العامدة
للمددواطنٌن والتددً ٌعددد مددن أولددى وعددائؾ الدولددة الحفدداع علٌهددا باسددتعمال كددل
الوسائل الممكنة.
اذا كانت المصلحة العامة تفرض اسدتمرارٌة المرافدق العامدة بشدكل دائدم
ومضطرد ال ٌقبل التوقؾ فان هذ المصلحة العامدة نفسدها اقتضدت مدن المملكدة
على ؼرار عدد من دول العالم اللجوء إلى تدابٌر الحجر الصحً بكل استعجال
63
لمواجهة هذا الوباء.
-44كَ ٝحالٓظؼـخٍ حُظَ٘٣ؼ ٖٓ ٢حُلٌٓٞش حهَحٍ كخُش حُطٞحٍة حُٜل٤ش رٔوظ َّٞٓٓ ٠٠روخٕٗٞ
ٓٔظ٘يس كًُ ٢ي حُ ٚٗ ٠حُل ٖٓ 81 َٜىٓظ 2011 ٍٞحٌُ٣ ١وُٜٞخ إٔ طٜيٍ هالٍ حُلظَس حُلخِٛش
40
وبددذلك اقتضددى األمددر تعطٌددل وتوقٌددؾ خدددمات عدددد مددن المرافددق العامددة
لتجنٌدب المدوعفٌن والمددرتفقٌن اإلصدابة بالدداء ،باسددتثناء المرافدق التدً ال ٌمكددن
االستؽناء عنها وتعد خدماتها ضرورٌة لمواجهة المرض -أي ما ٌمكدن تسدمٌته
بمرافددددق الصددددؾ األمددددامً أو مرافددددق خددددط المواجهددددة -كمنعومددددة الصددددحة،
الصٌدلٌات ،مختلؾ القوات العمومٌدة والسدلطة المحلٌدة لفدرض االلتدزام بتددابٌر
الحجر ومرافق الشرطة اإلدارٌة التً تدخل من ضمن مدلوالتها المحافعة علدى
الصحة العامة .
كما تدعو هدذ الضدرورة اعتمداد المفهدوم المدرن والمتحدول للمرفدق العدام
مادام أن المرفق العام ٌتسع لٌشمل فً مدلوله وفلسفته كل نشاط أو خدمة ترتبط
بتحقٌق المصلحة العامة.
بددذلك فرضددت الضددرورة إدخددال األنشددطة والخدددمات المرتبطددة بالتؽذٌددة
العامة من إنتاد وتخزٌن وتوزٌع إلى خانة المرفق العام رؼم أن هدذ األنشدطة
والخدمات تحقق مصلحة ممتهنٌها إال أن ضرورات المصدلحة العامدة أصدبحت
تقددرض اسددتمرارٌة هددذ المرافددق الخاصددة وبهددذ العلددة أصددبحت تكتسددً صددبؽة
العمومٌة.
وٌفددرض الحجددر الصددحً التددزام المسدداكن وعدددم مؽادرتهددا إال فددً حالددة
الضرورة القصوى حٌث ٌفرض هذا االلتزام عدم اسدتمرارٌة عددد مدن المرافدق
وتوقفها عن أداء مهامها.64
ر ٖ٤حُيٍٝحص ٝرخطلخم ٓغ حُِـخٕ حُظ٣ ٢ؼٜ٘٤خ حألَٓ كً ٢ال حُٔـَِٔٓ ٖ٤حٓ ْ٤هٞحٗ٣ ٖ٤ـذ ػَٜٟخ
هٜي حُٜٔخىهش ػِٜ٤خ ٖٓ َ١ف ٓـِٔ ٢حُزَُٔخٕ هالٍ حُيٍٝس حُؼخى٣ش حُٔٞحُ٤ش..
-45هالٍ ريح٣ش حُظٔ٤ٜي ُلَ ٝكخُش حُطٞحٍة حُٜل٤ش ٛيٍص ػيس رالؿخص ٝى٣ٍٝخص ٖٓ
حُوطخػخص حُلٌ٤ٓٞش حُٔؼ٘٤ش طيػ ٞحُ ٠طٞه٤ق ٝطؼِ٤ن حُؼَٔ رخَُٔحكن حُظخرؼش ُٜخ
41
من خالل ما تقدم أصبح التساإل ٌطدرغ :هدل ٌدتم التسدلٌم والركدون لعددم
استمرارٌة المرفق العام وانتعار انجالء هذ الوباء للعودة الى الوضع الطبٌعًو
أم ٌجب البحث عن بدائل أخرى تنهل من التطور التكنولوجً الحدٌث ٌدتم
بها ضمان استمرارٌة خدمة المرفق العام فً نفس الوقت الدذي ٌدتم فٌده االلتدزام
بالحجر الصحً وتطبٌق قواعد (فقرة أولى).
السددككً ،البحددري والجددوي إال مددا ٌسددمح بدده نقددل المرضددى ونقددل الوفٌددات ثددم
البضائع والمستلزمات الضرورٌة فً هذ الفترة ،ألن جوهر خدمتها ٌبقى عمال
مادٌا ٌخدم األشخاص فً تنقلهم من مكان إلى أخدر وفدً الوصدول إلدى مقدرا ت
عملهدددم وال ٌمكدددن أن تسدددتفٌد مدددن التطدددور التكنولدددوجً إال فدددً تحسدددٌن جدددودة
الخدمات التً تقدمها.
على العكس من ذلك فهناك نماذد أخرى لمرافق عمومٌة ٌمكن أن تضمن
استمرارٌتها من خالل التحول نحو المرفق الرقمً كنمدوذد التعلدٌم عدن بعدد أي
التعلٌم الرقمً والعدالة الرقمٌة (فقرة ثانٌة).
الفقرة األولى :مدسل اإلدارة اإللكترونٌة
فً اطار هدذ العدروؾ الطارئدة التدً فرضدها وبداء كوفٌدد 94وٌعٌشدها
المؽرب كسائر بلدان العالم حالٌا لضدمان اسدتمرارٌة عددد مدن المرافدق ٌقتضدً
42
األمر االستناد على أحد المباد الرئٌسٌة التً تإطر سدٌر المرافدق العامدة وهدو
قابلٌة المرفق العام للتطور والتحدٌث.
وٌعدد هدذا المبددأ مدن البددٌهٌات بحكدم أن العدالم الدذي نعٌشده أصدبح عالمددا
متحركا بسرعة تفوق فً أحٌان كثٌرة قدرة الدول النامٌة على مجداراة ومواكبدة
هذ التحوالت خاصة التحدوالت التكنولوجٌدة والتدً تعدد مدن جاندب خدر واجبدة
التملدك والتطبٌدق بحكددم مدا تقدمده مددن سدرعة وجدودة فددً إنجداز الخددمات بؤقددل
تكلفة تضمن اقتصاد الوقت والجهد وقد تسداعد المرافدق العامدة بشدكل الفدت فدً
تفعٌل مقتضٌات الجودة والنزاهة والمردودٌة وتضمن االسدتمرارٌة فدً أصدعب
العروؾ خاصة اذا تم الحرص على ضدمان اسدتفادة المعنٌدٌن بخددمات المرفدق
على قدم المساواة.
وعدل ورش اإلدارة اإللكترونٌددة الدذي ٌددإطر عملٌددة التحدول نحددو المرفددق
الرقمدً ورشددا مفتوحددا منددذ سددنوات خلددت دون أن ٌجددد طرٌقددة نحددو التفعٌددل فدً
اطار برامو ومخططات واضحة ومتكاملة كسٌاسة عمومٌة بؤلٌات تنفٌدذ محدددة
فً الزمان.
وكل مدا تحقدق فدً هدذا الدورش تقددٌم المرافدق العمومٌدة لدبعض الخددمات
اإللكترونٌة ال تإسس لتحول فعلً نحو المرفق الرقمً الذي ٌتطلدب أن تدتم كدل
الخدمات التً ٌقدمها أو جلها بطرٌقة اإللكترونٌة.
وقد نجد التبرٌر فً صعوبة التؤسٌس لغدارة الرقمٌدة طٌلدة هدذ السدنوات
أنهددا تعددد ورشددا لددٌس مددن السددهولة بمكددان وإنمددا ورشددا مركبددا ومعقدددا ٌقتضددً
اختراق عدد من الحقول وٌتطلب األمر بالدرجة األولدى تدؤهٌال واسدتعدادا نفسدٌا
سددواء بالنسددبة لشددرٌحة عرٌضددة مددن المددوعفٌن وأعددوان المرافددق العمومٌددة ثددم
43
المرتفقٌن وتحدولهم مدن العمدل التقلٌددي إلدى العمدل اإللكتروندً مدع مدا ٌجدب أن
نستحضر هنا من كون عدد ال ٌستهان به من المدوعفٌن لدٌس بمسدتطاعهم تملدك
أسس تكنولوجٌا المعلومٌات أو تملكهدا فدً حددود دنٌدا ال تدإهلهم ألداء خدمدة أو
وعٌفة الكرتونٌة.
ومن جهدة ثانٌدة ٌنطبدق األمدر علدى نسدبة كبٌدرة مدن المدرتفقٌن أو طدالبً
الخدمة حٌث لٌس بمستطاعهم الولود إلى الفضاءات الرقمٌة خالل مرحلة طلب
الخدمة أو تلفٌها إال بمساعدة من الؽٌر قد ال تتوفر دائما.
إن ورش اإلدارة اإللكترونٌة ٌتطلب تؤطٌرا تشرٌعٌا متكامال ٌوفر االطار
القددانونً والتنعٌمددً المناسددب للتحددول نحددو الرقمددة الددذي ٌجددب أن تسددتند علٌدده
المرافددق العمومٌددة فددً تنعٌمهددا وفددً تقدددٌم خدددماتها مددن خددالل مدونددة خاصددة
باإلدارة اإللكترونٌة عوض نصوص متفرقة ومتباعدة فدً الزمدان65ال ٌمكدن أن
تشكل إطارا تشرٌعٌا مرجعٌا وملزما ٌخدم التحول نحو المرفق الرقمً.
كمددا سددبقت اإلشددارة فددان موضددوب اإلدارة اإللكترونٌددة موضددوب تددواتر
الحدددٌث الرسددمً عندده سددواء مددن خددالل عدددد مددن الخطددب الملكٌددة وأثندداء تقدددٌم
البرامو الحكومٌة أثناء كل والٌة حكومٌة منذ حكومة التناوب إلى امن.
ودون استعراض هذ المحطات جمٌعها سنقتصر على اإلشارة إلى بعدض
الخطط ومشارٌع القوانٌن الحالٌة التدً تإسدس ولدو بشدكل ؼٌدر متكامدل للتحدول
الرقمً.
٘ٛ -45خى ػيى ٖٓ حُ٘ ٜٙٞحُوخٗ٤ٗٞش ٜٗض ػِ ٠حٓظؼٔخٍ حُٓٞخثَ حإلٌُظَ٤ٗٝش ك ٢طوي ْ٣هيٓخص
رؼ ٞحَُٔحكن ،كٔؼال ٗ ٚحَُٔٓ 2.12..349 ّٞرظخٍ٣ن ٓ 20خٍّ ٓ ٖٟٔ 2013وظ٤٠خط ٚػِ٠
ِٗع حُٜلش حُٔخى٣ش ػٖ حُطِز٤خص حُؼٔ٤ٓٞش.
44
وٌمكددن االسددتدالل بالخطددة الوطنٌددة إلصددالغ اإلدارة التددً أعدددتها وزارة
إصددالغ اإلدارة والوعٌفددة العمومٌددة قبددل اندددماجها مددع وزارة المالٌددة وتؽطددً
الفتددرة الزمنٌددة بددٌن سددنوات 2229-2293أي إلددى حدددود مددا تبقددى مددن الوالٌددة
االنتدابٌة الحالٌة.
انبنت هذ الخطة على خالصات الخطب والتوجٌهات الملكٌدة وخالصدات
الملتقى الوطنً للوعٌفة العمومٌدة العلٌدا المنعقدد بمدٌندة الصدخٌرات بتدارٌإ 22
فبراٌددر 2293ووجهددت إلددى أشددؽال هددذا الملتقددى رسددالة ملكٌددة خلصددت إلددى أن
ٓ -47وظطق ٖٓ حَُٓخُش حُٔخٓ٤ش حٌُِٔ٤ش حُٔٞؿٜش اُ ٠حُٔ٘خًٍخص ٝحُٔ٘خًٍ ٖ٤ك ٢حُِٔظو ٠حُ٢٘١ٞ
ُِٞظ٤لش حُؼٔ٤ٓٞش حُؼِ٤خ حُٔ٘ظْ ٖٓ َ١ف ُٝحٍس اٛالف حإلىحٍس ٝحُٞظ٤لش حُؼٔ٤ٓٞش رخُٜوَ٤حص
رظخٍ٣ن 27كزَح2018 َ٣
45
ومن ثمة ،حسب الخطدة ٌتخدذ إصدالغ اإلدارة والوعٌفدة العمومٌدة صدبؽة
تحوٌلٌددة ،مندمجددة وشدداملة ،مددن أجددل ضددمان جددودة الخدددمات العمومٌددة وكفدداءة
الموارد البشرٌة ورعاٌة المصلحة العامة.67
وباإلضددافة إلددى الخطددة المددذكورة نجددد مشددروب مٌثدداق المرافددق العمومٌددة
الذي سبقت اإلشارة الٌه ونصت علٌه مقتضٌات الدستور نص فً عدة مواد منه
علدددى ضدددرورة تدددوفٌر الخددددمات وتوسدددٌع وتنوٌدددع أسدددالٌب تقددددٌمها ،ال سدددٌما
باستعمال تكنولوجٌا المعلومات واالتصال.68
وأعهددددرت الحاجددددة المباؼتددددة لمواجهددددة وبدددداء كورونددددا أهمٌددددة اإلدارة
اإللكترونٌة وما توفر من إمكانٌات وسبل تمكن من مواجهة هذا الوباء وتضمن
استمرارٌة المرفق العدام اذ ٌصدعب تحمدل تبعدات توقدؾ الخددمات المرفقٌدة بعدد
تجاوز هذ العرفٌة.
ولمحاولة االستدراك عملت عدد من القطاعات على اللجوء االضدطراري
إلددى اإلدارة اإللكترونٌددة مددن خددالل دورٌددات ومناشددٌر تدددعو إلددى تقدددٌم خدددماتها
بشكل الكرتونً كخدمات المحافعات العقارٌة والوكاالت الحضرٌة
باإلضافة إلى التعلٌم والعدالة كما سنرى فً الفقرة الموالٌة.
ؼٌر أن عدة عوائق سواء منها المقتضٌات التشدرٌعٌة ،الوسدائل التقنٌدة أو
التكددوٌن المعلومدداتً التقنددً لمددوعفً وأعددوان المرافددق وكددذلك صددعوبات أداء
الرسوم بالنسبة لبعض الخدمات المرفقٌة التً ٌإدى مقابلها رسم وكذلك إشكالٌة
67
ٍ -حؿغ طوي ْ٣حُوطش حُ٤٘١ٞش ُإلٛالف حإلىحٍس ٍٞ٘٘ٓ .2021-2018س رٔٞهغ حُُٞحٍس.
-49حُلوَس حألهَ٤س ٖٓ حُٔخىس َٝ٘ٓ ٖٓ 28ع حُوخٗ 19.54 ٕٞرٔؼخرش ٓ٤ؼخم َُِٔحكن حُؼٔ٤ٓٞش ،ه٤ي
حٓظٌٔخٍ حُٔٔطَس حُظَ٘٣ؼ٤ش
46
حماٌدددة المعطٌدددات الشخصدددٌة عندددد التعامدددل اإللكتروندددً سدددواء عندددد األداء أو
الحصول على الخدمات.
حالت هذ الصعوبات وؼٌرهدا كثٌدر ألنده لدم ٌدتم العمدل علدى حلهدا خدالل
فترة الرخداء اذا صدح التعبٌدر وبدذلك ٌصدعب التؽلدب علٌهدا لضدمان اسدتمرارٌة
سلسة للمرفق العام خالل فترة الطوار الصحٌة.
بددذلك تبددٌن أن التددؤخر فددً ورش اإلدارة اإللكترونٌددة لددم ٌعددد مددن األمددور
المقبولة وأن هدر المزٌدد مدن الوقدت دون االنتهداء منده ٌكلدؾ تبعدات تدؤثر علدى
مبدددأ اسددتمرارٌة المرفددق العددام الددذي بدده تتحقددق المصددلحة العامددة وتمددارس بدده
الدولة وعائفها األساسٌة خاصة فً زمن العدروؾ الطارئدة والصدعبة كدالعرؾ
الحالً أو من ناحٌة جودة الخدمات وشفافٌتها التً ٌضمنها المرفق الرقمً الذي
ٌعد فً األخٌر عامال مساعدا فً التطور ومواكبة العصر بالنسبة للمؽرب.
وقددد تشددكل العددروؾ الطارئددة الحالٌددة فرصددة مواتٌددة للدددفع النهددائً نحددو
اإلدارة اإللكترونٌددة الددذي لددم ٌددراوغ ورشددها حالددة المددد والجددزر طٌلددة سددنوات،
وهذا ما ٌمكن أن ٌلمس مدن خدالل سدعً الحكومدة إلدى رقمندة اإلدارة و ترسدٌم
العمل عن بعد فً الوعٌفة العمومٌة من خدالل مشدروعً المرسدومٌن المتعلقدٌن
برقمنة الخدمات اإلدارٌة ومشروب المرسوم المإسس للعمدل عدن بعددألول مدرة
فً تارٌإ المؽرب وٌمكن من التوازن بٌن حاجٌدات اإلدارة المتمثلدة فدً ضدمان
استمرارٌة الخدمة بالنجاعة والفعالٌة المطلوبتٌن واألخدذ فدً الحسدبان العدروؾ
الخاصة للموعفٌن خاصة أولئك الذٌن ٌجدون صعوبات ٌومٌة فً الوصول إلدى
مقرات العمل الرسمٌة أو الذٌن ٌعانون من عروؾ صحٌة.
47
وٌعددد العمددل عددن بعددد بشددكل جزئددً أو كلددً وبشددكل دائددم أو مإقددت أحددد
العناصر المرتبطة بمفهوم اإلدارة الحدٌثة وٌندرد ضمن تطوٌر وتنوٌع أسالٌب
العمددل .وٌددتم سددواء مددن سددكنى الموعددؾ أو مقددرات أخددرى تحددددها اإلدارة عنددد
االقتضاء ؼٌر مقرات العمل التابعة لها.69
وقددد تجددد مبددررات اعتمدداد هددذا المرسددوم فددً سددد الفددراغ التشددرٌعً الددذي
واجهه العمل عن بعد بحكم الواقع خالل االلتزام بحالة الطوار الصحٌة.
الفقرة الثانٌة :نماذج للمرفق الرقمً
قصددد التعامددل مددع الطددروؾ الطارئددة المباؼتددة الناجمددة عددن وبدداء كورونددا
تطلب األمر من السلطة العمومٌة التدخل العاجل لفرض حالة الطوار الصحٌة
بمقتضى مرسوم بقانون رقم 22323242بتارٌإ 21مدارس 70 2222المتعلدق
بسن حالدة الطدوار الصدحٌة وإجدراءات اإلعدالن عنهدا إلقدرار قواعدد االلتدزام
بالحجر الصحً التً أحال الدنص المدذكور علدى تحدٌدد مددة سدرٌانها واإلعدالن
عنهددا بمقتضددى نددص تنعٌمددً71كتدددبٌر وقددائً واجددب التطبٌددق لمواجهددة الوبدداء
والتقلٌل من اإلصابات.
وقبل صدور االطار القانونً المدنعم لحالدة الطدوار الصدحٌة تدم توقٌدؾ
خدمات عدد من المرافق بمقتضى بالؼدات كدالبالغ الصدادر عدن وزارة التربٌدة
ٍ -50حؿغ ٓيًَس طويَٝ٘ٓ ْ٣ع حَُٔٓ ّٞرظَٓ ْ٤حُؼَٔ ػٖ رؼي ك ٢اىحٍحص حُيُٝش ،حُٔؼي ٖٓ هزَ
ُٝحٍس حالهظٜخى ٝحُٔخُ٤ش ٝاٛالف حإلىحٍس.
َّٞٓٓ -70روخٍٗ ٕٞهْ 20.2.292ؽ ٍ ػيى 6867رظخٍ٣ن ٓ 24خٍّ .2020
-52كيى حٍَُٔٓ ّٞهْ ٓ 20.2.293يس َٓ٣خٕ كخُش حُطٞحٍة حُٜل٤ش رـٔ٤غ أٗلخء حُظَحد حُ، ٢٘١ٞ
ك ٢حُزيح٣ش كٓٞ٣ 30 ٢خ ٖٓ ٓ 20 ّٞ٣خٍّ اُ ٠ؿخ٣ش 20أرَ٤ُ َ٣ظْ طٔي٣ي أُ٘ ٍٝلْ حُٔيس ٝ ،طْ طؼِٚ٤
َٓس أهَ ٟاُ ٠ؿخ٣ش .2020 ٞ٤ٗٞ٣ 10
ٍٝؿْ طؤػ ٌٙٛ َ٤حُظؼي٣الص ػِ ٠حُـخٗذ حالهظٜخىٝ ١حالؿظٔخػ ،٢حال أٜٗخ طَطز ٢رٟٞؼ٤ش حُلخُش
حُٞرخث٤ش
48
(أوال ) ثم البالغ الثالثدً المشدترك الصدادر بتنسدٌق بدٌن وزارة العددل والمجلدس
األعلددى للسددلطة القضددائٌة ورئاسددة النٌابددة العامددة (ثانٌببا)لتطددرغ فددً هددذ الحالددة
إشكالٌة االستمرارٌةو.
أوال :التعلٌم الرقمً
سبق بالغ وزارة التربٌة الوطنٌة والتعلدٌم العدالً والبحدث العلمدً بتدارٌإ
القاضً بتوقٌؾ الدراسة المرسوم بقانون المتعلدق بدإعالن 72
9.مارس 2291
حالة الطدوار الصدحٌة بدالنعر إلدى أن عامدل الدزمن كدان مفٌددا للحدد مدن ثدار
الوباء دون انتعار استكمال مسطرة إصدار مرسوم بقانون فرض الطوار .
فددرض هددذا الددبالغ ضددرورة توقٌددؾ عملٌددة التحصددٌل الحضددوري بجمٌددع
األسددالك مددن االبتدددائً إلددى الجددامعً وبمختلددؾ المعاهددد والمدددارس العلٌددا فددً
القطاعٌن العام والخاص إلى أجل ؼٌر محدد كإجراء وقدائً واحتدرازي بطبٌعدة
الحال لتجنب اإلصابة ونقل العدوى.
فً عل هذ الحالة أثرت العروؾ الطارئة المرتبطة بالوباء علدى مبددأ
استمرارٌة مرفدق التعلدٌم بجمٌدع أسدالكه ،وبدذلك تكدون اسدتمرارٌة هدذا المرفدق
على المحك وتتؤرجح بٌن اختٌارٌن:
إمددا أن ٌددتم نهددو التسددلٌم بتعلٌددق خدددمات هددذا المرفددق إلددى أن تنجلددً هددذ
العروؾ أو ٌتم اللجوء إلى بدائل تضدمن اسدتمرارٌة المرفدق رؼدم هدذا العدرؾ
الطار الذي ال ٌمكن الدتحكم فدً مددا أو المددة التدً سٌسدتؽرقها لالنزٌداغ عدن
البالد.
-53أٗظَ حُزالؽ حُٜخىٍ ػٖ ُٝحٍس حُظَر٤ش حُ٤٘١ٞش ٝحُظؼِ ْ٤حُؼخُٝ ٢حُزلغ حُؼِٔ ٢رظخٍ٣ن حُـٔؼش
ٓ 13خٍّ .2016رٔٞهغ حُُٞحٍس حُٔؼ٘٤ش.
49
ونهجت السدلطة الحكومٌدة المكلفدة بدإدارة المرفدق خٌدار االسدتمرارٌة مدن
خدددالل التعلدددٌم عدددن بعدددد باسدددتعمال الوسدددائل والوسدددائط االلكترونٌدددة ألن خٌدددار
االستسالم ٌإدي إلى ضرب مبدأ االستمرارٌة وسٌإدي من جهة أخرى إلى سنة
بٌضاء فً هذا المرفق الحٌوي ٌصعب على الدولة تحمل تبعاتها وتكلفتهدا الحقدا
نتٌجة تؤثٌرها المضاعؾ على األسر وعلى تطور وتنمٌة البالد .
باالسددتناد إلددى بددالغ توقٌددؾ الدراسددة نفسدده فددان األمددر ال ٌتعلددق بعطلددة
مفتوحددة أي بتوقٌددؾ مفتددوغ السددتمرارٌة المرفددق وإنمددا سددٌتم تعددوٌض الدددروس
والمحاضدددرات الحضددددورٌة بنعٌرتهددددا الرقمٌددددة عددددن بعددددد وتصددددل محتوٌاتهددددا
ومضامٌنها إلى التالمٌذ والطلبة وهم فً بٌوتهم ملتزمٌن بإجراءات الحجر.
وبذلك فدان األطدر التربوٌدة واإلدارٌدة العاملدة بهدذا المرفدق انخرطدت فدً
تجربة العمل عن بعدد التدً تحداول الحكومدة األن توسدٌعها وتقنٌنهدا لتسدتمر فدً
عددل العددروؾ العادٌددة بحكددم أثرهددا اإلٌجددابً المضدداعؾ اذا طبقددت بشددكل سددلٌم
وتددوفرت لهددا الشددروط الضددرورٌة فددً الوعددائؾ التددً تقبددل طبٌعتهددا أن تددإدى
73
وتنجز عن بعد.
لضدمان اسدتمرارٌة التعلدٌم عدن بعدد تدم االعتمداد علدى مدوارد ومضدامٌن
رقمٌة وكذلك سمعٌة بصرٌة وحقائب بٌداؼوجٌة تستعمل المنصدات والتطبٌقدات
اإللكترونٌة التً تعتمد على شبكة األنترنٌدت وبعدض القندوات التلفزٌدة ،ؼٌدر ان
هذ الوسائل طرحت إشكالٌة التمكن منها باإلضدافة إلدى مددى إمكانٌدة تدوفر كدل
التالمٌذ والطلٌة على الوسائط التً تدعمها ،زٌادة كذلك على مدى تؽطٌة جمٌع
-54أٛيٍص ُٝحٍس حُٔخُ٤ش ٝاٛالف حإلىحٍس َٓ٘ٝع َٓٓ٘٣ ّٞظْ ً٤ل٤خص حُؼَٔ ػٖ رؼي كَٓ ٢حكن
حُٞظ٤لش حُؼٔ٤ٓٞش
50
المندداطق بددالتراب الددوطنً بشددبكات االتصدداالت التددً تددتحكم فددً قددوة وصددبٌب
األنترنٌت ،لمحاولة إٌصال هذ الخدمات ألكبر عدد من المتلقٌن.
ا ذا كانت هذ العملٌة تضمن مبددأ االسدتمرارٌة ولدو فدً حددود الددنٌا مدن
جانب خر طرغ مبدأ المساواة فً تلقً الخدمة باعتبار كذلك مدن بدٌن المبداد
المإطرة لسٌر المرافق العامة حتى تتحقق بدذلك المصدلحة العامدة التدً تفدرض
أن ٌتلقى جمٌع وكل المعنٌٌن بخدمات مرفق ما خدماته فً نفس العروؾ.
هدددذا مدددا ٌفسدددر اعتمددداد السدددلطة الوصدددٌة علدددى الددددروس والمحاضدددرات
الحضورٌة المنجزة إلى ؼاٌة 91مارس 2222فً االمتحانات خاصدة بالنسدبة
للمسددتوٌات اإلشددهادٌة ممددا ٌسددتفاد مندده ضددمنٌا حدددود وقسددور هددذ التجربددة اتددً
فرضت تبنٌها العروؾ الطارئة بشكل مستعجل لم تتوفر له المقومات التنعٌمٌة
والتقنٌة الكفٌلة بتفعٌله بالشكل المناسب.
اذا تجاوزندددا مبددددأ االسدددتمرارٌة فدددً عدددل هدددذ العدددروؾ الطارئدددة ٌمكدددن
توعٌؾ التعلٌم عن بعد أو التعلدٌم الرقمدً كحدل لتجداوز بعدض اإلشدكاالت التدً
تحد مدن جدودة خددمات هدذا المرفدق فدً العدروؾ العادٌدة ،كاالكتعداع بالنسدبة
للمإسسدددات التعلٌمٌدددة ذات االسدددتقطاب المفتدددوغ خاصدددة اذا تدددوفرت الوسدددائل
اللوجٌستٌكٌة التً تسداعد وتددعم أداء خددمات هدذا المرفدق وتحولده إلدى االطدار
الرقمً باستحضار كل المباد المإطرة للمرفق العام خاصة معاٌٌر الجودة.
وبددذلك ال ؼنددى عددن ولددود المؽددرب للجٌددل الخددامس مددن االتصدداالت التددً
تضددمن تقدددٌم الخدددمات الرقمٌددة بالسددرعة والجددودة المطلددوبتٌن بددالزام الشددركات
العاملددة فددً مجددال االتصدداالت بتقدددٌم هددذ الخدمددة باعتبارهددا مرفقددا عامددا مددع
51
مواكبة وتمكٌن المتعلمٌن من تالمٌذ وطلبة من التوفر على الوسائل اإللكترونٌدة
المناسبة لتلقً خدمات التعلٌم عن بعد.74
ولغشارة فالتعلٌم عن بعد كدان مخططدا لده قبدل هدذ العدروؾ مدن طدرؾ
السددلطة الحكومٌددة المكلفددة بددالتعلٌم مددن خددالل بعددض مضددامٌن القددانون االطددار
المتعلق بالتربٌة والتكوٌن والبحث العلمً.75
ؼٌر أن سبل تطبٌقه وأجرأته واالستعداد الكامل لتطبٌق مقتضٌات المرفق
الرقمً فٌه كانت ال تزال تطرغ النقاش حولها.
إال أن هذ العروؾ الطارئة فرضدت بشدكل الزامدً ضدمانا لالسدتمرارٌة
خوض ؼمار التجربة الرقمٌة التً ٌمكن االستفادة من الثؽرات والسلبٌات التدً
أفرزتها لمحاولدة تجاوزهدا خدالل عملٌدة التقٌدٌم الشدامل بعدد تجداوز هدذ المحندة
التً تفرضها هذ العروؾ الطارئة.
ما ٌنطبق علة التعلٌم ٌنطبق على العدالة كذلك رؼم االختالؾ فدً جدوهر
الخدمات التً ٌقدمها كل مرفق ؼٌر أن مبدأ االستمرارٌة ٌعنً المرفقٌن معا.
ثانٌا :العدالة الرقمٌة:
على ؼرار باقً المرافق تم توقٌؾ وتعلٌدق الخددمات بكدل محداكم المملكدة
ماعدا القضاء االستعجالً وقضداء التحقٌقوقضداٌا المعتقلدٌن فدً اطدار الجناٌدات
والجنح الضبطٌة المرتبطة بالحرٌة.76
-55كَٓض حُٓٞخثَ حالٌُظَ٤ٗٝش ًخُلٞحٓ٤ذ ٝحألُٞحف حٌُظَ٤ٗٝش ٝحُٜٞحطق حًٌُ٤ش ٟٝؼق حُظـط٤ش
ر٘زٌش حألٗظَٗ٤ض أٛ ٝؼٞرش طٞك َ٤ػٖٔ حُُٞٞؽ ػيىح ٖٓ حُظالٓٝ ٌ٤حُطِزش هخٛش حُٔ٘ليٍٖٓ ٖ٣
حألٓٝخ ١حُٜ٘ش ٝحُٔؼُٞس .
ٍ -75حؿغ ٓوظ٤٠خص حُوخٗ ٕٞحال١خٍ ٣ 17.51ظؼِن رظ٘ظ ْ٤حُظَر٤ش ٝحُظٌٝ ٖ٣ٞحُزلغ حُؼِٔ.٢
ٍ -57حؿغ حُزالؽ حُٔ٘ظَى رُٝ ٖ٤حٍس حُؼيٍ ٝحُٔـِْ حألػُِِِٔ ٠طش حُو٠خث٤ش ٍٝثخٓش حُ٘٤خرش حُؼخٓش
رظخٍ٣ن ٓ 16خٍّ ٝ 2020ه ٢٠رظؼِ٤ن حُـِٔخص رٌَ ٓلخًْ حٌُِٔٔش
52
اذا كانت وزارة العدل قد عملت سابقا على توفٌر عدد من الخدمات بشكل
الكترونً كمراقبة القضاٌا عن بعد دون الحاجة إلى التنقل إلى المحاكم لالطالب
علددى الملفددات سددواء مددن داخددل المؽددرب وخارجدده كددذلك بالنسددبة ألفددراد الجالٌددة
المؽربٌة بالخارد باإلضافة إلى السٌر فً رقمنة الحصول علدى السدجل العددلً.
وكذلك نزب الصفة المادٌة الورقٌة عن بعض اإلجراءات وتحوٌلها الى سدجالت
الكرتونٌة تسهل من عملٌة المراقبة.
ؼٌددر أن االطددالب علددى مددآل الملفددات الرائجددة ال ٌتسددم بالفورٌددة وهددذ
الخدمات التً ٌقدمها مرفدق العدالدة بشدكل الكتروندً ال تسدمح لندا بالحددٌث عدن
مرفق العدالة الرقمٌة بإحداث التحول الشدامل لعمدل المحكمدة كمنعومدة متكاملدة
نحو المحكمة الرقمٌة.
وعمق الفراغ التشرٌعً من مهمة التحدول إلدى البددائل الممكندة مدن خدالل
المحاكمة عن بعد حٌث تنص المسطرة الجنائٌة المؽربٌة على الحضور المادي
للمددتهم للتؤكددد مددن هوٌتدده وان اقتضددى الحددال مواجهتدده مددع الشددهود أو الضددحٌة
بالنسبة لقضاٌا المعتقلٌن ،رؼدم أن مصدلحة السدجناء تفدرض عددم تنقدٌلهم خدالل
هذ العروؾ من المإسسات السجنٌة إلى مقر المحكمة حٌث تتم المحاكمة.
تم اللجوء إلى التوافق بٌن أطراؾ المحاكمة حٌدث تدم التنسدٌق بدٌن وزارة
العدل ،المجلس األعلى للسلطة القضائٌة ،رئاسة النٌابة العامة ،المندوبٌدة العامدة
إلدارة السجون وجمعٌة هٌئات المحامٌن بالمؽرب.77
-58ػَ َ٣ُٝ ٝحُؼيٍ أٓخّ ُـ٘ش حُؼيٍ ٝحُظَ٘٣غ ٝكوٞم حإلٗٔخٕ رٔـِْ حُ٘ٞحد ك ٍٞحإلؿَحءحص
حُٔظوٌس ٖٓ َ١ف حُُٞحٍس ُٔٞحؿٜش ٝرخء ًٍٗٝٞخ حُٔٔظـي رظخٍ٣ن .2020 ٞ٤ٗٞ٣ 2
53
تبعدا لدذلك انطلقددت عملٌدة التقاضدً عددن بعدد ابتدداء مددن تدارٌإ 22أبرٌددل
2222وتم عقد عددد مدن المحاكمدات عدن بعدد دون تنقٌدل السدجناء واسدتجوابهم
ُ -59ال١الع ػِش ٌٙٛحُٜٔ٘ش ٓٝخ طٞكَ ٖٓ ٙهيٓخص حٌُظَ٤ٗٝش أٓخٓ٤ش طلؼَ حُظلٗ ٍٞل ٞحُٔلٌٔش
حَُهٔ٤شٍ ،حؿغ ٓٞهغ ُٝحٍس حُؼيٍ.
ٍ -79حؿغ طيهَ َ٣ُٝحُؼيٍ أٓخّ ُـ٘ش حُؼيٍ ٝحُظَ٘٣غ ٝكوٞم حإلٗٔخٕٓ ،زوض حإلٗخٍس حُ.ٚ٤
55
استفاد منها ووعفها بالشكل المطلوب أن ٌخرد من تؤثٌر هذ العدروؾ ببدرامو
ومخططات واقعٌة تحدث تحوال وتقدما الفتا فً مسٌرة العصرنة والتنمٌة التدً
ٌنبؽً على لجنة النموذد التنموي بعدد تمدٌدد تقددٌم خالصداتها لمددة سدتة أشدهر
إضدافٌة أن تدددرد اللبنددات الواقعٌددة لهددذا التحددول المددؤمول الددذي لددم ٌعددد مسددموحا
بالخطؤ مع موعد .
56