Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 41

‫‪20‬‬

‫تؤثٌر الظروؾ الطارئة على مبدأ استمرارٌة المرفق العام‬


‫ذ‪ .‬عبد المولى المسعٌد‬
‫أستاذ باحث بالكلٌة متعددة التخصصات‬
‫جامعة السلطان موالي سلٌمان – بنً مالل‬

‫مقدمــة‬
‫تددرتبط أهمٌددة المرفددق العددام بطبٌعددة ودرجددة تدددخل الدولددة فددً الشددإون‬
‫العامة‪ ،‬فإذا كانت كل دولة مجبرة على حفدع سدٌادتها إزاء كدل اعتدداء أو تددخل‬
‫خارجً وكذلك أمنها الداخلً بمدلوله الواسع الذي ٌنبندً علدى حفدع واسدتتباب‬
‫األمن الداخلً وفع النزاعات بٌن المواطنٌن حٌدث تعتبدر الخددمات التدً تقددمها‬
‫هذ المرافدق مدن الوعدائؾ التقلٌدٌدة التدً رافقدت الدولدة علدى مدر العصدور وال‬
‫ٌمكن تحت أي عرؾ أن تتراجع الدولدة عدن هدذ الوعدائؾ مادامدت تدرتبط فدً‬
‫األخٌر بوجود الدولة فً حد ذاته مهما كانت طبٌعتها أو شدكلها ومدادام أن فكدرة‬
‫الدولة التً اهتدى إلٌها الفكر اإلنسانً بعد عصور من سدٌطرة فدانون الؽداب أو‬
‫العٌش فً عل الحالة الطبٌعٌة تقوم على التجمع فً إطار روابدط تتفاعدل فٌمدا‬
‫هو اقتصادي واجتمداعً وتضدمن الحدق فدً الحٌداة واألمدن والتملدك مدن طدرؾ‬

‫‪ٌٛ-1‬ح حُٔوخٍ ٓ‪ٟٞٞ‬ع ٓيحهِش هيٓض ك‪ ٢‬ح‪١‬خٍ حُ٘ي‪ٝ‬س حُؼِٔ‪٤‬ش حُ‪٤٘١ٞ‬ش حُظ‪ٗ ٢‬ظٔ‪ٜ‬خ ًَِٓ ٓٔخٍحص ك‪٢‬‬
‫حألرلخع ‪ٝ‬حُيٍحٓخص حُوخٗ‪٤ٗٞ‬ش ػٖ رؼي ك‪ٟٞٞٓ ٍٞ‬ع‪ :‬حألػخٍ حُوخٗ‪٤ٗٞ‬ش ُِظَ‪ٝ‬ف حُطخٍثش رظخٍ‪٣‬ن ‪25‬‬
‫أرَ‪.2020 َ٣‬‬
‫‪16‬‬
‫سلطة سٌاسٌة تملك حق العنؾ المشدروب مقابدل ضدمان اسدتمرارٌة التمتدع بتلدك‬
‫‪21‬‬
‫الحقوق‪.‬‬
‫وتتدؤثر درجدة تدددخل الدولدة بحسدب طبٌعددة النعدام السٌاسدً و االقتصددادي‬
‫المعمول به ؼٌر أن أهمٌة تدخلها تعهر خاصة فً الحاالت والعدروؾ الصدعبة‬
‫كما تبٌن فٌما مضى من خالل مجابهة ثار الحربٌن العدالمٌتٌن األولدى والثانٌدة‬
‫وما خلفتا من تدمٌر للبنى التحتٌة والمنشآت اإلنتاجٌة حٌدث تدم توجٌده المرافدق‬
‫إلدددى خدمدددة الحدددرب ومدددا ٌدددرتبط بهدددا‪ ،‬وتدددؤثٌر تلدددك الوضدددعٌات علدددى األحدددوال‬
‫االجتماعٌة لمواطنً الدول المعنٌة باإلضافة إلى أزمة سنة ‪ 9424‬العالمٌة‪ ،‬من‬

‫خددالل هددذ العددروؾ ٌعهددر الدددور المحددوري لتدددخل الدولددة ككٌددان معنددوي عددام‬
‫الذي له اإلمكانٌة والحق فبإعادة تحرٌدك و توجٌده الوضدع االقتصدادي وتخفٌدؾ‬
‫التداعٌات السلبٌة للوضع االجتماعً‪22،‬بإعادة وتنعٌم الخدمات االجتماعٌة التً‬
‫تقدمها المرافق العمومٌة‪.‬‬
‫وبددذلك ٌعددد المرفددق العددام اإلطددار القددانونً الددذي ٌمكددن الدولددة والهٌئددات‬
‫العامة التابعة لها والمإسسات العمومٌة من تقدٌم و تؤدٌة وعائفها وخدماتها إلى‬
‫عموم المتعاملٌن والمرتفقٌن المستفٌدٌن من هذ الخدمات‪.‬‬
‫وتحدث المرافق العامة بمقتضى نصوص قانونٌة تإطر وضدعها القدانونً‬
‫‪ ،‬وتحكمها مجموعة من المباد التً توجه سٌرها‪.‬‬

‫‪ٍ-2‬حؿغ ُِِٔ‪٣‬ي ٖٓ حُظ‪٤ٟٞ‬ق‪ ،‬حُٔٔؼ‪٤‬ي(ػزي حُٔ‪"،)٠ُٞ‬ك‪٘ٗ ٢‬ؤس ‪ٝ‬طط‪ٝ ٍٞ‬ظخثق حُي‪ُٝ‬ش"‪ٓ ،‬ـِش‬
‫ا‪ٟ‬خءحص ك‪ ٢‬حُيٍحٓخص حُوخٗ‪٤ٗٞ‬ش‪ ،‬ػيى هخ‪٘ٓ ،ٙ‬ش ‪.2019‬‬
‫‪ -22‬حُٔٔؼ‪٤‬ي (ػزي حُٔ‪َٓ ،)٠ُٞ‬ؿغ ٓ‪٤‬ن ًًَ‪.2ٙ،ٙ‬‬
‫‪17‬‬
‫وقد أصبحت أهم هذ المباد بالنسبة للمؽرب مباد دستورٌة تدم الدنص‬
‫علٌها ضمن مقتضٌات الباب الثانً عشر من دسدتور ‪ 2299‬وأوجبدت ضدرورة‬

‫تنعٌم المرافدق علدى العامدة علدى أسداس المسداواة بدٌن المواطندات والمدواطنٌن‪،‬‬
‫‪23‬‬
‫واإلنصاؾ فً تؽطٌة التراب الوطنً واالستمرارٌة فً أداء الخدمات‬
‫كما ٌجب أن تخضع المرافق العامة فدً تسدٌٌرها وتقددٌم خددماتها لمعداٌٌر‬
‫الجدودة والشددفافٌة والمحاسددبة والمسدإولٌة وتخضددع فددً تسدٌٌرها للمبدداد والقددٌم‬
‫الدٌمقراطٌة‪24.‬وبقوة الدنص الدسدتوري تدم تخصدٌص المرافدق العمومٌدة بمٌثداق‬
‫خدداص ٌحدددد قواعددد الحكامددة ثددم المفدداهٌم والمبدداد المتعلقددة بحسددن تددؤطٌر هددا‬
‫‪25‬‬
‫وقواعد سٌرها‪.‬‬
‫وحدد مشروب مٌثاق المرافق العمومٌة أن المرفق العدام كدل نشداط تقدوم‬
‫بددده المرافدددق العمومٌدددة أي اإلدارات العمومٌدددة والجهدددات والجماعدددات وبددداقً‬
‫األجهزة العمومٌة مدن أجدل تحقٌدق المصدلحة العامدة التدً ٌنددرد ضدمنها تلبٌدة‬
‫حاجٌات المرتفقٌن‪26‬تجسٌدا لوعٌفة الدولة‪.‬‬
‫وٌجمع هدذا التوصدٌؾ بكدون المرافدق العمومٌدة هدً الهٌكدل اإلداري أو‬
‫التنعٌم الذي ٌقدم الخدمة‪ ،‬والمرفق العام هو النشاط و الخدمة التً تقدم للمرتفق‬

‫‪ -24‬حُلوَس حُؼخٗ‪٤‬ش ٖٓ حُل‪ ٖٓ 154 َٜ‬حُيٓظ‪.ٍٞ‬‬


‫‪ ٚٗ -6‬حُل‪ ٖٓ 157 َٜ‬حُيٓظ‪ ٍٞ‬حُلخُ‪ ٢‬ػِ‪٣ :٠‬ليى ٓ‪٤‬ؼخم َُِٔحكن حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش ك‪ٞ‬حػي حُلٌخٓش حُـ‪٤‬يس‬
‫حُٔظؼِوش رظٔ‪ َ٤٤‬حإلىحٍحص حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش ‪ٝ‬حُـ‪ٜ‬خص ‪ٝ‬حُـٔخػخص حُظَحر‪٤‬ش ‪ٝ‬حألؿ‪ِٜ‬س حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش‪ ،‬هي طْ طل‪َ٤٠‬‬
‫َٓ٘‪ٝ‬ع حُوخٗ‪ 19.54 ٕٞ‬رٔؼخرش ٓ‪٤‬ؼخم َُِٔحكن حُؼخٓش ‪ٞ٣‬ؿي حألٕ ك‪ ٍٞ١ ٢‬حٓظٌٔخٍ حُٔٔطَس‬
‫حُظَ٘‪٣‬ؼ‪٤‬ش رخُـَكش حُؼخٗ‪٤‬ش رؼيٓخ طٔض حُٔ‪ٜ‬خىهش ػِ‪ ٚ٤‬ك‪ ٢‬حُـَكش حأل‪٠ُٝ‬‬
‫‪ٍ -7‬حؿغ حُلوَس حُؼخُؼش ٖٓ حُٔخىس حُؼخٗ‪٤‬ش ٖٓ َٓ٘‪ٝ‬ع حُوخٗ‪ 19.54 ٕٞ‬رٔؼخرش ٓ‪٤‬ؼخم َُِٔحكن حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫وتختلؾ بحسب طبٌعة المرافق العمومٌدة‪ ،‬بدٌن المفهدومٌن العضدوي‪ 27‬والمدادي‬
‫للمرفق العام‪ 28‬اللذٌن اطروا تدخل الفقه اإلداري فً البداٌة قصد تحدٌد تعرٌدؾ‬
‫وطبٌعة المرفق العام والقانون الذي ٌجب أن ٌخضع لده وبالتدالً مددا االسدتفادة‬
‫من امتٌاز السلطة العامة وذلك كنتٌجة لتزاٌد تدخل الدولة وتحدول وعائفهدا فدً‬
‫بداٌة القرن العشرٌن‪.‬‬
‫وجسد المفهوم العضوي للمرفدق العدام الدذي ٌقصدد بده الهٌئدة العامدة التدً‬
‫‪29‬‬
‫تمارس نشاطا ٌحقق نفعا عاما الفقٌه أندري هورٌو‬
‫وبالنسددبة للمعنددى أو المفهددوم المددادي للمرفددق العددام فٌجسددد الفقٌدده لٌددون‬
‫دٌجً‪30‬وٌتجلى فً النشاط والعمل الذي تقدمه المرافق العمومٌة‬
‫ال تتضح أهمٌة التفرقة بدٌن المرافدق العضدوٌة والمادٌدة اال فدً الحداالت‬
‫التددً تتبنددى المرافددق العمومٌددة اسددتنادا علددى مبدددأ القابلٌددة للتطددور نعامددا مؽدداٌرا‬
‫للتدبٌر بإسناد مهمة تدبٌر المرفق إلى هٌئات خاصدة وتخوٌلهدا بعدض امتٌدازات‬
‫السلطة العامة من خالل نعام االمتٌاز سدابقا أو التددبٌر المفدوض والشدراكة بدٌن‬
‫القطاعٌن العام والخاص حالٌا‪.‬‬
‫ومن جهة ثانٌة تعهر مهمة هذ التفرقة فً تحدٌد قواعد القدانون الواجبدة‬
‫التطبٌددق‪ ،‬باعتمدداد المفهددوم العضددوي فددان الهٌئددة والنشدداط المقدددم ٌخضددعان معددا‬

‫‪ -8‬حُٔل‪ ّٜٞ‬حُؼ‪َ٣ ١ٞ٠‬طٌِ ػِ‪ ٠‬حُ‪٤ٜ‬جش حُؼخٓش حُظ‪ ٢‬طويّ ػٔال ‪٣‬لون ٓ‪ِٜ‬لش ػخٓش ًخُٔٔظ٘ل‪٤‬خص –‬
‫حُـخٓؼخص‪ -‬حإلىحٍحص حألٓ٘‪٤‬ش – حُٔلخًْ‪ ٌُٖ ...‬ح‪ ٌٖٔ٣ ٕ٥‬إٔ طويّ ‪٤ٛ‬جش هخ‪ٛ‬ش هيٓخص ػٔ‪٤ٓٞ‬ش طلون‬
‫حُٔ‪ِٜ‬لش حُؼخٓش ك‪ ٢‬ح‪١‬خٍ أُ‪٤‬خص حُظير‪ َ٤‬حُلي‪٣‬ؼش َُِٔحكن حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش‬
‫‪ -9‬حُٔل‪ ّٜٞ‬حُٔخى‪٘٣ ١‬ز٘‪ ٢‬ػِ‪ ٠‬حألٗ٘طش حُظ‪ ٢‬طويٓ‪ٜ‬خ حَُٔحكن حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش كٔؼال حُٔٔظ٘ل‪٤‬خص طويّ هيٓخص‬
‫حُ‪ٜ‬لش ‪ٝ‬حُـخٓؼخص ‪ٝ‬حُٔيحٍّ هيٓخص حُظؼِ‪ٌٌٛٝ... ْ٤‬ح ‪ٝ‬رخُظخُ‪ ٢‬طؼي ‪ ٌٙٛ‬حُويٓخص َٓكوخ ػخٓخ‬
‫‪ André Hauriou-10‬أٗيٍ‪ ٞ٣ٍٞٛ ٚ٣‬كو‪ ٚ٤‬اىحٍ‪ ١‬كَٗٔ‪ُٝ ٢‬ي رظخٍ‪٣‬ن ‪ 1897 ٞ٤ٗٞ٣ 23‬رٔي‪٘٣‬ش‬
‫ط‪ ُُٞٞ‬حُلَٗٔ‪٤‬ش ‪ٝ‬ط‪ٞ‬ك‪ ٢‬ر‪ٜ‬خ رظخٍ‪٣‬ن ‪.1973‬‬
‫‪ ٕٞ٤ُ-‬ى‪٣‬ـ‪ ٢‬كو‪ٓٝ ٚ٤‬لٌَ كَٗٔ‪ ٢‬أ‪٠٣‬خ ‪ُٝ‬ي رظخٍ‪٣‬ن ‪Lean duguit30. 1859‬‬
‫‪19‬‬
‫لقواعد القانون العام وبالتالً تتحدد من خالل ذلك جهة القضداء المخدتص لفدض‬
‫المنازعددات المحتملددة فددً جهددة القضدداء اإلداري سددواء بالنسددبة للمنازعددة فددً‬
‫خدمات المرفق أو المنازعات الخاصة بالوضعٌات الفردٌة‪.‬‬
‫وبالنسبة للمعٌار المادي فان نشاط المرفق تطبق علٌه قواعد القانون العام‬
‫مادام ٌدرتبط بإشدباب حاجدات عامدة أي ٌدرتبط بالمصدلحة العامدة ؼٌدر أن الهٌئدة‬
‫التددً تدددٌر هددذا المرفددق أو تسددهر علددى تقدددٌم الخدمددة تخضددع لقواعددد القددانون‬
‫الخاص‪.‬‬
‫وعموما أصبحت فكرة المرفق العام تعدرؾ األن بعدض الؽمدوض خاصدة‬
‫مع تداخل المفهوم القانونً الذي ٌعتبر المرفق كل نشداط ترؼدب السدلطة العامدة‬
‫إخضاعه إلى نعام قانونً متمٌز عن القانون الخاص‪ 31‬مع المفهدومٌن السدابقٌن‬
‫المادي والعضوي‪.‬‬
‫وٌدددرتبط هدددذا الؽمدددوض بشدددكل وثٌدددق بمددددى تددددخل الدولدددة أو تراجعهدددا‬
‫وسدداهمت فٌدده كددذلك طددرق إدارة المرافددق العمومٌددة عكددس مددا كددان علٌدده األمددر‬
‫خددالل البددداٌات األولددى لعهددور فكددرة المرفددق العددام خاصددة مددع بداٌددة القددرن‬
‫العشرٌن حٌث أن وعائؾ الدولة خالل هذ المرحلة كاندت واضدحة ومحصدورة‬
‫فً المرافق التً تجسد معاهر السٌادة فً الدولة‪.‬‬
‫وتعهر األزمات والعروؾ الطارئة كمثل الحالة العالمٌة الراهنة المترتبة‬
‫عددن وبدداء كورونددا كوفٌددد ‪ 94‬التددً وصددفتها منعمددة الصددحة العالمٌددة بالجائحددة‬

‫بالنعر لقوة تؤثٌر هذا الوباء ‪،‬أهمٌة الخدمات التً ٌقدمها المرفدق العدام وخاصدة‬

‫‪٣ُِِٔ -12‬ي ٖٓ حُظ‪٤ٟٞ‬ق ٍحؿغ‪ ،‬ر‪ٞ‬ؿٔؼش (ٍ‪ٟٞ‬حٕ )‪ ،‬هخٗ‪ ٕٞ‬حَُٔحكن حُؼخٓش‪ٓ ،‬طزؼش حُ٘ـخف حُـي‪٣‬يس‬
‫حُيحٍ حُز‪٠٤‬خء‪٘ٓ ،‬ش ‪.18-12ٚٛ ،2000‬‬
‫‪20‬‬
‫مدى قدرته على تؤمٌن استمرارٌة تقدٌمها فدً عدل هدذ العدروؾ ألن فدً حالدة‬
‫توقٌؾ خدماتها سٌتضاعؾ أثر ووقع تؤثٌر هدذ العدروؾ الطارئدة وقدد ٌصدعب‬
‫تدارك هذ التؤثٌرات الحقا‪.‬‬
‫ولذلك قد عملت مختلؾ األنعمة على الدنص صدراحة علدى مجموعدة مدن‬
‫المباد تحكم سٌرورة المرفق العدام ومنهدا المؽدرب الدذي أحداط تنعدٌم المرافدق‬
‫العمومٌة بمجموعة من الضمانات نص علٌها دسدتور األخٌدر بمقتضدى الفصدل‬
‫‪ 951‬الذي سبقت اإلشارة الٌه‪.‬‬

‫وما ٌهمنا فً هذا الباب مبدأ اسدتمرارٌة المرفدق العدام الدذي ٌدرتبط بشدكل‬
‫وثٌق بالجوانب الفلسفٌة المإطرة الستمرارٌة الدولة فً حد ذاتها‪.‬‬
‫واذا كددان مبدددأ اسددتمرارٌة المرفددق العددام فددً تقدددٌم خدماتدده لددٌس بالمبدددأ‬
‫الم طلق فً العروؾ العادٌة حٌث ترد علٌه بعدض القٌدود واالسدتثناءات حاولدت‬
‫التشددرٌعات تنعٌمهددا للحددد مددن تخفٌددؾ ثارهددا علددى اسددتمرارٌة تلقددً الخدددمات‬
‫مادامت ترتبط بالمعٌش الٌومً للمواطن هذا ما سنحاول التطرق له فً (مطلب‬
‫أول)‪.‬‬
‫ؼٌر أن مبدأ االستمرارٌة تعهر مكانته وأهمٌته بوضوغ خالل العدروؾ‬
‫الطارئة خاصة العروؾ العصٌبة أو الحادة كالعرؾ الحالً لوباء كورونا الذي‬
‫تقتضً مجابهته مدة من الزمن لٌست بالٌسدٌرة وفدرض اعتمداد الحجدر الصدحً‬
‫كضرورة واجبة التطبٌق للحد من انتشدار وتجندب نقدل العددوى مدن األشدخاص‬
‫المصابٌن إلى ؼٌرهم‪.‬‬
‫وهنا ٌمكن أن نتساءل هل ٌركن وٌستسلم المرفق العام الى هدذ العدروؾ‬
‫وانتعددار زوالهددا لٌسددتمر مددن جدٌددد فددً مزاولددة نشدداطه وتقدددٌم خدماتددهو مددع مددا‬
‫‪21‬‬
‫ٌستتبع ذلك من أسئلة جوهرٌة حول مدى إمكانٌة توقٌؾ بعض وعدائؾ الدولدة‪،‬‬
‫ومددا ٌطرحدده هددذا التوقددؾ بدددور حددول مقومددات فكددرة وجددود الدولددة وتعاقدددها‬
‫االجتماعً مع مكونات شعبهاو‬
‫أم أنه ٌمكن توعٌؾ مبدأ قابلٌة المرفق العام للتحول والتطور لضمان مبدأ‬
‫االسددتمرارٌة باالعتمدداد علددى الوسددائل البدٌلددة الحدٌثددة التددً ٌمكددن أن تنهددل مددن‬
‫التطور التكنولدوجً المتسدارب خاصدة فدً مجدال تكنولوجٌدا المعلومدات بالنسدبة‬
‫لمجموعدددة مدددن المرافدددق التدددً قدددد تسدددتمر فدددً أداء خددددماتها عدددن بعدددد تطبٌقدددا‬
‫لمقتضٌات العروؾ الطارئة التً تفرض الحجر الصحً وذلك بوسدائل مؽداٌرة‬
‫تختلؾ عن الحضور المادي لمتلقدً الخدمدة كشدكل تقلٌددي عدل ٌدإطر منهجٌدة‬
‫عمل المرافق طٌلة عقود فً نموذجنا المؽربً(مطلب ثانً)‪.‬‬
‫المطلبببب األول‪ :‬ضبببمانات اسبببتمرارٌة المرفبببق العبببام فبببً ظبببل الظبببروؾ‬
‫العادٌة‬
‫كمددا سددبقت اإلشددارة توجددد عدددة مبدداد تددإطر عمددل وسددٌرورة المرافددق‬
‫العمومٌة مادامت هدذ األخٌدرة أنهدا مدن نافلدة القدول تدرتبط بالمنفعدة والمصدلحة‬
‫العامة التً تلزم الدولة بتحقٌقها مهما كانت العروؾ واالستثناءات‪.‬‬
‫ومن بٌن هذ المباد نجد من بٌنها المساواة بٌن المرتفقٌن واإلنصاؾ فً‬
‫تؽطٌة التراب الوطنً أي العدالة المجالٌة المرفقٌة وقابلٌة المرفق العدام للتحدول‬
‫والتؽٌٌر للتؤقلم مع المستجدات والتطور التكنولوجً‪ ،‬كما تخضع لمعاٌٌر الجودة‬
‫والشفافٌة والمحاسبة الكفٌلة بحكامة خدمات المرافق العمومٌة‪.‬‬
‫وٌعل مبدأ االسدتمرارٌة فدً تؤدٌدة الخددمات مدن بدٌن المبداد الجوهرٌدة‬
‫المإطرة لعمل المرافق العمومٌة‪ ،‬ولذلك ٌتوجب الوقدوؾ عندد ماهٌدة هدذا المبددأ‬
‫‪22‬‬
‫(فقرة أولى) ثم ماهً االستثناءات التً قد تحد أو تؤثر علدى اسدتمرارٌة المرفدق‬
‫العام (فقرة ثانٌة)‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬ماهٌة مبدأ استمرارٌة المرفق العام‬
‫تسدددتند الخددددمات الضدددرورٌة التدددً تقددددمها الدولدددة لمواطنٌهدددا مدددن خدددالل‬
‫المرافق العامة إلى تحقٌق المصلحة العامة‪32‬وقد تتسع أو تضدٌق هدذ المصدلحة‬
‫تبعا لتدخل الدولة فً الحٌاة االقتصادٌة واالجتماعٌة التً ٌإطرها بشكل أساسً‬
‫نعامها السٌاسً المتبع‪.‬‬
‫فالدولة ذات النعام االشتراكً سابقا كانت وحدها المتكفلدة بتلبٌدة حاجٌدات‬
‫المصددلحة العامددة دون أن ٌشدداركها القطدداب الخدداص بحكددم ملكٌتهددا وحدددها لكددل‬
‫وسائل اإلنتاد عكس الدول الرأسمالٌة التً تتكفل بحدود ضٌقة للمصلحة العامدة‬
‫فددً اطددار المرافددق التقلٌدٌددة التددً تضددمن اسددتمرار الدولددة فددً حددذ ذاتهددا وتتددرك‬
‫الباقً للمبادرات الخاصة معتبرة فً ذلك أن تجمٌع المصالح الخاصة ٌإدي فً‬
‫النهاٌة إلى مصلحة العامة وال تتددخل إلدى كلمدا فرضدت ذلدك عدروؾ اسدتثنائٌة‬
‫تقتضددً تكفددل الدولددة فددً هددذ األنعمددة بالمصددلحة العامددة وضددمان اسددتمرارٌتها‬
‫ألنها فً خر المطاؾ تعتبر أحد األركان الهامة التً دفعدت التجمعدات البشدرٌة‬
‫إلى االنتعام فً اطار الدولة وأن مفهومها ٌمتدزد فدً كثٌدر مدن تقددٌرا بمفهدوم‬
‫الدولة فً حد ذاته‪.‬‬

‫‪ٍ -12‬ؿْ ‪ٛ‬ؼ‪ٞ‬رش طلي‪٣‬ي ٓل‪ ّٜٞ‬ىه‪٤‬ن ُِٔ‪ِٜ‬لش حُؼخٓش ٖٓ هالٍ حُظَ٘‪٣‬غ أ‪ ٝ‬حُؼَٔ حإلىحٍ‪ ١‬اال أٗ‪ٜ‬خ‬
‫طؼ٘‪ ٢‬ػٔ‪ٓٞ‬خ حُٔ٘لؼش حُظ‪ٔ٣ ٢‬ظل‪٤‬ي ٓ٘‪ٜ‬خ حُٔ‪ٞ‬ح‪ ٢ٛٝ ٖ٤٘١‬طِي حُ‪ٍَٝ٠‬س أ‪ ٝ‬حُلخؿش حُظ‪ ٢‬طلَ‪ ٝ‬اكيحع‬
‫َٓكن ػخّ إلٗزخػ‪ٜ‬خ ‪ٔ٣ٝ‬ظل‪٤‬ي ٓ٘‪ٜ‬خ حُـٔ‪٤‬غ ػِ‪ ٠‬هيّ حُٔٔخ‪ٝ‬حس كٔذ ط‪ٞ‬كَ حَُ٘‪ ١ٝ‬حُظ‪ ٢‬طو‪ُٜٞ‬خ‬
‫حُظَ٘‪٣‬ؼخص حُٔ٘ظٔش ٌَُ َٓكن‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وبذلك قد ٌتم االختالؾ حول تقدٌر المصلحة العامة فً الزمدان أو المكدان‬
‫ؼٌر أن هذا االختالؾ ال ٌمكن أن ٌستقٌم حول استمرارٌة المصلحة العامة التً‬
‫قامت علٌها فكرة الدولدة وكاندت دافعدا لخفدراد فدً بداٌدة األمدر إلدى التخلدً عدن‬
‫مصالحهم الخاصدة لصدالح سدلطة عامدة تسدتمد قدوة وشدرعٌة الجبدر مدن جدوهر‬
‫المصددلحة العامددة التددً تتحقددق مددن خددالل وبواسددطة المرافددق العمومٌددة وبهددذا‬
‫الخصوص ترتبط استمرارٌة المصلحة العامة باستمرارٌة خدمات المرفق العدام‬
‫مادام أن هذا األخٌدر ٌعدد فدً كنهده أداة ووسدٌلة للوصدول إلدى تحقٌدق المصدلحة‬
‫العامة‪.‬‬
‫وتقدٌر المصلحة العامة الذي ٌتسم باالستمرارٌة لٌس موحدا وإنما ٌختلؾ‬
‫من دولة ألخرى‪33‬وٌرتبط بتطور وعائؾ الدولة وٌدتحكم فدً أندوب المرافدق أي‬
‫األنشطة والخدمات الذي ٌجب أن تقدمها وتقوم بها تجسٌدا لهذ المصلحة‪.‬‬
‫وبالنعر لهذ األهمٌة أصبح تنعٌم المرافق العمومٌة بالمؽرب ٌستند علدى‬
‫مجموعة مباد أصدبحت تحعدى امن بقٌمدة دسدتورٌة وٌدؤتً فدً مقددمتها طبقدا‬
‫لمشروب القانون ‪ 51394‬بمثابة مٌثاق للمرافق العمومٌة الذي نصت علٌه المادة‬

‫‪ 952‬مدن دسدتور ‪ 2299‬باإلضددافة إلدى مبدددأ االسدتمرارٌة الددذي ٌتمحدور حولدده‬

‫هددذا الموضددوب مبدددأ احتددرام القددانون‪ ،‬المسدداواة بددٌن جمٌددع المددرتفقٌن‪ ،‬المالئمددة‬
‫‪34‬‬
‫‪ ،‬جدودة الخددمات‪ ،‬الشدفافٌة‪ ،‬ربدط‬ ‫بالتجدٌد فً إدارة أو تسٌٌر المرافق العامة‬

‫‪ -13‬كٔؼال ى‪ُٝ‬ش أُٔخٗ‪٤‬خ ك‪ ٢‬طوي‪َٛ٣‬خ ُِٔ‪ِٜ‬لش حُؼخٓش ‪ٝ‬رخُ٘ظَ أل‪٤ٔٛ‬ش حُظؼِ‪ ْ٤‬ك‪ ٢‬طويّ حُي‪ ٍٝ‬طَ‪ٟ‬‬
‫‪ٍَٟٝ‬س حٓظَٔحٍ‪٣‬ش َٓكن حُظؼِ‪ ْ٤‬ر‪٤‬ي حُي‪ُٝ‬ش ‪ٝ‬كي‪ٛ‬خ ى‪ ٕٝ‬حُٔٔخف ربكيحع أ‪َٓ ١‬كن ُِظؼِ‪ ْ٤‬حُوخ‪ٙ‬‬
‫‪ُِ -14‬ظل‪ َ٤ٜ‬ك‪ ٌٙٛ ٢‬حُٔزخىة‪ٍ ،‬حؿغ ٓوظ‪٤٠‬خص حُٔخىس حُوخٓٔش ٖٓ َٓ٘‪ٝ‬ع حُوخٗ‪ 54.19 ٕٞ‬رٔؼخرش‬
‫ٓ‪٤‬ؼخم حَُٔحكن حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش‬
‫‪24‬‬
‫المسإولٌة بالمحاسبة كؤحد مقومدات حكامدة المرافدق العمومٌدة‪ ،‬النزاهدة اسدتفادة‬
‫جمٌددع المن داطق فددً الدولددة مددن خدددماتها خدمددة لغنصدداؾ فددً تؽطٌددة التددراب‬
‫الوطنً كً ال تكون هناك استمرارٌة لنشداط المرافدق فدً منداطق وجهدات دون‬
‫أخرى مادام أن منطق االستمرارٌة ٌفرض بالضرورة إحداث المرفق أوال ‪.‬‬
‫واذا تنوعت الحاجات العامة وتطورت لمواكبة متطلبات الحٌاة المعاصرة‬
‫فان المصلحة العامة تفرض وتقتضً من الدولة إحداث مرافق جدٌدة تلبً هدذ‬
‫الحاجٌات المستجدة أو أن تعمل على تكٌٌؾ وتوجٌه المرافق القائمدة علدى تلبٌدة‬
‫هذ الحاجٌات طبقا لفلسفة وجوهر مبدأ االستمرارٌة لٌس فً مضمونه التقلٌددي‬
‫وحسب وإنما استمرارٌة مرهونة بمواكبة الخدمة التً ٌقتدٌها التطور وتفرضها‬
‫روغ العصر‪.‬‬
‫فدددواعً تحقٌددق العدالددة االجتماعٌددة مددثال تفددرض إحددداث مرافددق عامددة‬
‫اجتماعٌددة وتتخددذ كددذلك بعدددا اقتصددادٌا فٌددتم اللجددوء إلددى إحددداث مرافددق عامددة‬
‫اقتصادٌة‪.‬‬
‫والمصلحة العامة من جانب خر هً التً تمنح لغدارة أي لكل السلطات‬
‫العمومٌة امتٌاز االستفادة من معٌار الال تكافإ أي حق التمتع بامتٌدازات السدلطة‬
‫العامة فً التعاقد مع الخواص وقد ٌتضمن هذا التعاقدد شدروطا ؼٌدر مؤلوفدة فدً‬
‫القددددانون الخدددداص كحددددق التعدددددٌل المنفددددرد للعقددددد وتحدٌددددد الشددددروط العامددددة‬
‫للعقددد‪35‬باعتبارهددا تمثددل المصددلحة العامددة وتعمددل فددً ذات الوقددت علددى تحقٌقهددا‬
‫وتعد ملزمة بتجاوز تبعات كل تؤثٌر خدارجً تفرضده العدروؾ الطارئدة أو أٌدة‬
‫قوة قاهرة قد ٌصادؾ أي متعاقد معها قد تمنعه هدذ العدروؾ ؼٌدر المتوقعدة أو‬

‫‪35‬‬
‫‪-‬ؿلَ‪ٓ( ١‬ؼ‪٤‬ي)‪ ،‬حُظ٘ظ‪ ْ٤‬حإلىحٍ‪ ١‬رخُٔـَد‪ٓ ،‬طزؼش حُ‪ٓ ،َ٤ٔ٤‬طخص‪.18 ٙ ،2006 ،‬‬
‫‪25‬‬
‫التددً ال ٌمكددن ردهددا فددً عدددم تنفٌددذ التزامدده التعاقدددي ألن هددذا االلتددزام ال ٌهددم‬
‫اإلدارة كهٌئددة عامددة وإنمددا ٌددرتبط بمرفددق عددام وهددو كإحدددى وسددائلها الرامٌددة‬
‫لتحقٌق مصلحة عامة تفرضها وعٌفة الدولة‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى نجد رؼم الضدمانات التدً تدإطر حدق الملكٌدة كحدق مدن‬
‫حقوق اإلنسان خاصة الضمانات الدستورٌة التً تفرضها المادة ‪ .5‬من دسدتور‬

‫‪ 2299‬إال أنه فً سبٌل المصلحة أو المنفعة العامة ومن أجل ضمان استمرارٌة‬

‫خدمات المرفق العام واذا فرضت ذلك متطلبات التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة‬
‫للددبالد‪36‬قددد ٌقتضددً األمددر مددن السددلطة العامددة اللجددوء إلددى مسددطرة نددزب ملكٌددة‬
‫‪38‬‬ ‫‪37‬‬
‫التً تلزم لقٌام مشروعات عامة تبتؽً تحقٌق النفع العام‪.‬‬ ‫الخواص‬
‫ؼٌر أن هذ اإلمكانٌة المخولة للسلطة العامة مدن أجدل ضدمان اسدتمرارٌة‬
‫خدمات المرافق العمومٌة ال تبرر حاالت االعتداء المادي التً تقوم بها عدد من‬
‫اإلدارات دون اللجوء إلدى الضدوابط القانونٌدة المدإطرة للحدد مدن نطداق الملكٌدة‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫كمددا أن عددددا مددن اإلدارات كددذلك رؼددم سددلك المسددطرة القانونٌددة المتعلقددة‬
‫بنزب الملكٌة تمتنع أو تتماطل عن تنفٌذ األحكام النهائٌة القاضٌة بالتعوٌض عدن‬
‫الملكٌة المنتزعة من أصحابها‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ٍ -‬حؿغ ٓوظ‪٤٠‬خص حُلوَس حُؼخٗ‪٤‬ش ٖٓ حُل‪ ٖٓ 35 َٜ‬ىٓظ‪. 2011 ٍٞ‬‬
‫‪ -18‬طل‪٤‬ي ػيى ٖٓ حإلىحٍحص حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش ػٖ حطزخع ٓٔطَس ِٗع حٌُِٔ‪٤‬ش ‪ٝ‬طِـؤ اُ‪ ٠‬حالػظيحء حُٔخى‪ ،١‬أ‪ٝ‬‬
‫طظٔخ‪ َ١‬ك‪ ٢‬طؤى‪٣‬ش حُظؼ‪٠٣ٞ‬خص حُٔلٌ‪ ّٞ‬ر‪ٜ‬خ ٓوخرَ حُؼوخٍحص حُظ‪ ٢‬طِ٘ع ٌِٓ‪٤‬ظ‪ٜ‬خ ٖٓ أؿَ اهخٓش‬
‫َٓ٘‪ٝ‬ػخص ػخٓش‬
‫‪٘ٛٝ‬خ ٗل‪ َ٤‬ػِ‪ ٠‬حُ٘وخٕ حٌُ‪ ١‬هِلظ‪ ٚ‬حُٔخىس حُظخٓؼش ٖٓ هخٗ‪ ٕٞ‬حُٔخُ‪٤‬ش ُٔ٘ش ‪ 2020‬حُٔظؼِوش رؼيّ حُلـِ‬
‫ػِ‪ ٠‬أٓ‪ٞ‬حٍ حَُٔحكن حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش ٖٓ أؿَ طل‪ َ٤ٜ‬حُظؼ‪٠٣ٞ‬خص حُٔٔظلوش‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ٍ-‬حؿغ ٓوظ‪٤٠‬خص حُوخٗ‪ 81.7 ٕٞ‬حُٔظؼِن رٔٔطَس ِٗع حٌُِٔ‪٤‬ش ‪ٝ‬حالكظالٍ حُٔئهض‬
‫‪26‬‬
‫وبالتددالً نكددون أمددام اسددتمرارٌة للمرفددق العددام فددً هددذ الحدداالت تددتم علددى‬
‫حساب األضرار بالمصالح الخاصة‪.39‬‬
‫ٌتضدددح ادن التدددرابط الوثٌدددق بدددٌن تحقٌدددق المصدددلحة العامدددة واسدددتمرارٌة‬
‫خدددمات المرافددق العمومٌددة مددادام أن هددذ األخٌددرة تعددد ألٌددة إجرائٌددة إلشددباب‬
‫حاجٌات ومتطلبات المصلحة العامة‪.‬‬
‫ورؼددم هددذ األهمٌددة التددً تددالزم مبدددأ االسددتمرارٌة إال أندده لددٌس بالمبدددأ‬
‫المطلق حٌث قد ٌتؤثر ببعض االستثناءات التً ٌمكن أن تحد مدن إطالقتٌده‪ ،‬كمدا‬
‫سنحاول الوقوؾ عند فً الفقرة الموالٌة‪.‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬استثناءات مبدأ االستمرارٌة‬
‫تتؤثر استمرارٌة المرفق العام ببعض االستثناءات التً تحد منهدا وبدالنعر‬
‫ألهمٌدددة مبددددأ االسدددتمرارٌة فدددان أؼلدددب التشدددرٌعات تعمدددل علدددى تدددؤطٌر هدددذ‬
‫االستثناءات وتوفر كدل وسدائل العمدل المسداعدة علدى أداء المرفدق لمهامده‪ ،‬كمدا‬
‫هددو الحددال بالنسددبة للتشددرٌع المؽربددً الددذي عمددل فددً قانوندده المددنعم للوعٌفددة‬
‫العمومٌة‪ 40‬على إرسداء مجموعدة قواعدد تدنعم مجمدوب الحداالت التدً ٌمكدن أن‬

‫‪-20‬الُحٍ ‪ٌٛ‬ح حإلٌٗخٍ ‪٣‬طَف ؿ‪ٞ‬حٗذ حُلٌخٓش ك‪ ٢‬طٔ‪ ٌَ٘٣ٝ َ٤٤‬أكي حُ٘و‪ ٢‬حُِٔز‪٤‬ش ك‪ ٢‬ػالهش‬
‫حَُٔطلو‪ ٖ٤‬رخإلىحٍحص حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش‪ٍ .‬ؿْ ٗ‪ ٚ‬حُيٓظ‪ ٍٞ‬حُلخُ‪ ٢‬ك‪ ٢‬حُلوَس حأله‪َ٤‬س ٖٓ حُل‪ 154 َٜ‬ػِ‪ ٠‬إٔ‬
‫طو‪٠‬غ حَُٔحكن ك‪ ٢‬طٔ‪َٛ٤٤‬خ ُِٔزخىة ‪ٝ‬حُو‪ ْ٤‬حُي‪ٔ٣‬وَح‪٤١‬ش حُظ‪ ٢‬أهَ‪ٛ‬خ حُيٓظ‪ٗ ٍٞ‬لٔ‪.ٚ‬‬
‫‪ -21‬طْ ط٘ظ‪ ْ٤‬حُ‪ٞ‬ظ‪٤‬لش حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش ٌٓ٘ حُزيح‪٣‬خص حأل‪ُ ٠ُٝ‬الٓظوالٍ رٔوظ‪ ٠٠‬حُظ‪ َ٤ٜ‬حَُ٘‪٣‬ق ٍهْ ‪-008‬‬
‫‪ 1-58‬حُ‪ٜ‬خىٍ ك‪ٗ 4 ٢‬ؼزخٕ ‪ 14( 1377‬كزَح‪ )1958 َ٣‬رٔؼخرش حُ٘ظخّ حألٓخٓ‪ ٢‬حُؼخّ ُِ‪ٞ‬ظ‪٤‬لش‬
‫حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش ًٔخ ‪ٝ‬هغ طـ‪ٝ َٙ٤٤‬طظٔ‪ ،ٚٔ٤‬ؽ ٍ ػيى ‪ 2372‬رظخٍ‪٣‬ن ‪ 11‬أرَ‪-.1958 َ٣‬‬
‫‪27‬‬
‫تجعدل المدوعفٌن واألعدوان ٌدإثرون علدى مبددأ االسدتمرارٌة فدً اطدار عالقدتهم‬
‫‪41‬‬
‫بهذ المرافق وفً اطار العدالة كذلك فً توزٌعهم الجؽرافً‪.‬‬
‫كما أن الجماعدات الترابٌدة فٌمدا ٌخدص المرافدق الترابٌدة الزالدت إلدى حدد‬
‫امن تعتمد علدى النعدام األساسدً الصدادر بمرسدوم ‪ 22‬شدتنبر ‪429422‬وٌحٌدل‬

‫فً عدد من مقتضدٌاته علدى النعدام العدام للوعٌفدة العمومٌدة فدً تددبٌر مواردهدا‬
‫البشددرٌة رؼددم المكانددة التددً أصددبحت تحتلهددا هددذ الجماعددات نتٌجددة االرتقدداء‬
‫بوضددعها إلددى مرتب دة الشددرٌك مددع الدولددة للنهددوض بقضدداٌا التنمٌددة ممددا اصددبح‬
‫ٌقتضً تخصٌص هدذ المدوارد وتنعدٌم حٌاتهدا الوعٌفٌدة بمقتضدى قدانون محفدز‬
‫ٌستحضر خصوصٌات الوعٌفة العمومٌة الترابٌة‪.43‬‬
‫ونفددس األمددر ٌنطبددق علددى المإسسددات العمومٌددة أي األشددخاص المعنوٌددة‬
‫العامة المرفقٌة أو المصلحٌة‪44‬رؼم اختالؾ الطبٌعة القانونٌة لنعدام مسدتخدمٌها‬

‫‪٣ -22‬ظَ ػيى حُٔ‪ٞ‬ظل‪ ٖ٤‬ؿ‪َٓ َ٤‬طلغ رخُ٘ظَ اُ‪ ٠‬حُؼيى حإلؿٔخُ‪ٌُِٔ ٢‬خٕ‪ًُٝ ،‬ي ٓوخٍٗش ٓغ ى‪ٍٝ‬‬
‫أهَ‪ ٟ‬ك‪٤‬غ إٔ ٓؼيٍ حُظـط‪٤‬ش رخُٔ‪ٞ‬حٍى حُزَ٘‪٣‬ش ك‪ ٢‬كي‪ٝ‬ى ‪ٔٔٗ 1000 ٌَُ./.17.2‬ش ًٔؼيٍ ‪.٢٘١ٝ‬‬
‫ؿ‪ َ٤‬إٔ حُظ‪٣ُٞ‬غ حُظَحر‪ ٢‬ألػيحى حُٔ‪ٞ‬ظل‪٣ ٖ٤‬ؼَف طزخ‪٘٣‬خ ر‪ ٖ٤‬حُـ‪ٜ‬خص‪.‬‬
‫ٍحؿغ ُِٔ‪٣‬ي ٖٓ حُظ‪ ٤ٟٞ‬ق‪ ،‬طوَ‪ َ٣‬حُٔـِْ حألػِ‪ُِ ٠‬لٔخرخص ك‪ ٍٞ‬حُ‪ٞ‬ظ‪٤‬لش حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش حُ‪ٜ‬خىٍ رظخٍ‪٣‬ن‬
‫‪ 17‬أًظ‪ٞ‬رَ ‪.2017‬‬
‫‪ُ -23‬إلٗخٍس ال ُحٍ حَُٔٓ‪ٍ ّٞ‬هْ ‪ًٔ 77.2.738‬خ طْ طؼي‪ٝ ِٚ٣‬طظٔ‪ ٚٔ٤‬رخَُٔٓ‪ٍ ّٞ‬هْ ‪2.80.255‬‬
‫حُ‪ٜ‬خىٍ ٓ٘ش ‪ٝ 1980‬حَُٔٓ‪ٍ ّٞ‬هْ ‪ 2.85.265‬حُ‪ٜ‬خىٍ ٓ٘ش ‪٣ 1986‬ئ‪ َ١‬حُ٘ظخّ حألٓخٓ‪ُٞٔ ٢‬ظل‪٢‬‬
‫حُـٔخػخص‪.،‬‬
‫‪٣ ُْ -24‬ظْ حُظ‪ٞ‬حكن رؼي ك‪َٝ٘ٓ ٍٞ‬ع حُوخٗ‪ ٕٞ‬حُوخ‪ ٙ‬رخُٔ‪ٞ‬حٍى حُزَ٘‪٣‬ش ُِـٔخػخص حُظَحر‪٤‬ش حٌُ‪١‬‬
‫أػيط‪ُٝ ٚ‬حٍس حُيحهِ‪٤‬ش ‪ٟٝٝ‬ؼظ‪ُِ٘ ٚ‬وخٕ ٓغ حُلَهخء حالؿظٔخػ‪ُِ ٖ٤٤‬ـٔخػخص–‬
‫‪ -25‬طؼي حألٗوخ‪ ٙ‬حُٔؼ٘‪٣ٞ‬ش حُؼخٓش حَُٔكو‪٤‬ش أ‪ ٝ‬حُٔ‪ِٜ‬ل‪٤‬ش َٓحكن ػخٓش ‪ٝ‬ططِن ػِ‪ٜ٤‬خ أ‪٠٣‬خ طٔٔ‪٤‬ش‬
‫حُٔئٓٔخص حُؼخٓش طو‪٠‬غ ُِظو‪ ٜٚ‬ك‪ٓ ٢‬ـخالص ٓليىس ًحص ‪١‬خرغ اىحٍ‪ ،١‬حهظ‪ٜ‬خى‪ ١‬أ‪ ٝ‬حؿظٔخػ‪.٢‬‬
‫‪٣ُِِٔ-‬ي ٖٓ حُظ‪٤ٟٞ‬ق‪ٍ ،‬حؿغ‪ ،‬ؿلَ‪ٓ( ١‬ؼ‪٤‬ي)‪،‬حُظ٘ظ‪ ْ٤‬حإلىحٍ‪ ١‬رخُٔـَد‪َٓ ،‬ؿغ ٓزن ًًَ‪.27ٙ ،ٙ‬‬
‫‪28‬‬
‫عددن اإلدارات العمومٌددة‪ 45‬إال أن مجمددوب األنعمددة رؼددم االخددتالؾ تعمددل علددى‬
‫ضمان مبدأ االستمرارٌة‪.‬‬
‫ورؼم أن األصل فً إحداث المرافدق العمومٌدة سدواء الوطنٌدة أو الترابٌدة‬
‫أي الالممركددزة والالمركزٌددة الدددوام واالسددتمرارٌة فددً تقدددٌم الخدددمات ؼٌددر أن‬
‫هناك بعض المرافق التً ٌتم إحداثها وٌكون وجودها محددودا فدً الزمدان حٌدث‬
‫ٌتم وضع حدد السدتمرارٌتها بانتهداء الؽدرض أو الخدمدة التدً أحددثت مدن أجلهدا‬
‫تلبٌتها‪.‬‬
‫كمثال على تجسٌد هذ الحالة نجد المرسوم بمثابة مٌثاق وطنً لالتمركدز‬
‫اإلداري‪ٌ46‬نص فً المادة التاسعة على أنه ٌمكن عند االقتضاء أي كلمدا تطلبدت‬
‫المصلحة العامة ذلك ٌتم إحداث تمثٌلٌات إدارٌة مإقتة تتكلؾ باإلشراؾ وإنجاز‬
‫مشارٌع أو مهام وتنتهً استمرارٌتها بمجرد إنجاز هذ المهام والمشارٌع‪.47‬‬
‫للحد من تدؤثٌر االسدتثناءات التدً تدرد علدى اسدتمرارٌة المرفدق العدام كمدا‬
‫سدبقت اإلشددارة ٌددتم تطبٌددق المبدددأ بالنسددبة ألعمددال اإلدارة أو نشدداطها مددن خددالل‬
‫مساعدة المتعاقدٌن مدع المرفدق العدام وإعدادة التوازندات المالٌدة للعقدد مدن خدالل‬
‫تطبٌقات نعرٌة العروؾ الطارئة‪48‬ونعرٌة الموعؾ الفعلً أو الواقعً‪.‬‬

‫‪ -26‬رخهظالف حَُٔحكن حإلىحٍ‪٣‬ش ‪٣‬و‪٠‬غ حألٗوخ‪ ٙ‬حُؼخِٓ‪ ٕٞ‬ك‪ ٢‬حَُٔحكن حُؼخٓش حالهظ‪ٜ‬خى‪٣‬ش‬
‫‪ٝ‬حالؿظٔخػ‪٤‬ش ‪ٝ‬حُظـخٍ‪٣‬ش ك‪ ٢‬ػالهظ‪ ْٜ‬ر‪ ٌٜٙ‬حَُٔحكن ُو‪ٞ‬حػي حُوخٗ‪ ٕٞ‬حُوخ‪ٓ ٙ‬خػيح ٓٔئ‪ ٌٙٛ ٢ُٝ‬حَُٔحكن‬
‫حٌُ‪٣ ٖ٣‬و‪٠‬ؼ‪ُ ٕٞ‬وخٗ‪ ٕٞ‬حُ‪ٞ‬ظ‪٤‬لش حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش‪.‬‬
‫‪ٍ َّٞٓٓ -27‬هْ ‪ 2018.2.618‬رٔؼخرش ٓ‪٤‬ؼخم ‪ُ ٢٘١ٝ‬الطًَِٔ حإلىحٍ‪ ،١‬ؽ ٍ ػيى ‪ 6738‬رظخٍ‪٣‬ن ‪27‬‬
‫ى‪ٔٔ٣‬زَ ‪.2018‬‬
‫‪ -28‬حُوَ‪( ٢٘٣‬ػزي حُ‪ٞ‬حكي)‪ ،‬حُظ٘ظ‪ ْ٤‬حإلىحٍ‪ ١‬حُٔـَر‪ٝ ٢‬كن ٓٔظـيحص حُٔ‪٤‬ؼخم حُ‪ُ ٢٘١ٞ‬الطًَِٔ‬
‫حإلىحٍ‪ٓ ،١‬طزؼش حألٓ٘‪٤‬ش‪ ،‬حَُرخ‪ ،١‬حُطزؼش حُؼخٗ‪٤‬ش‪٘ٓ ،‬ش‪.101 ٙ ،2019‬‬
‫‪ُِ -29‬ظل‪ َ٤ٜ‬أًؼَ ك‪ٗ ٢‬ظَ‪٣‬ش حُظَ‪ٝ‬ف حُطخٍثش‪ٍ ،‬حؿغ ‪ ،‬ر‪ٞ‬ػ٘‪٤‬ن (أكٔي)‪ ،‬حَُٔحكن حُؼخٓش حٌُزَ‪،ٟ‬‬
‫ٓطزؼش ىحٍ حَُ٘٘ حُٔـَر‪٤‬ش‪ ،‬حُيحٍ حُز‪٠٤‬خء‪ ،‬حُطزؼش حُوخٓٔش‪٘ٓ ،‬ش ‪193-192ٚٛ،2000‬‬
‫‪29‬‬
‫وبالنسبة للعاملٌن ال ٌقبل من الموعفٌن وأعوان هذ المرافق التؽٌب ؼٌر‬
‫المشروب أو ؼٌر المبدرر عدن العمدل‪ ،‬احتدرام التوقٌدت الرسدمً لتقددٌم خددمات‬
‫المرفق‪ ،‬اإلضراب المفداج‪ ،،‬التوقدؾ الفدوري عدن مزاولدة المهدام مباشدرة بعدد‬
‫تقدٌم االستقالة ثم عدم جواز الحجز على أموال المرفق العام‪.‬‬
‫وسنقتصر باإلشارة إلى اإلضراب فً المرافق العامدة ثدم إلدى المقتضدٌات‬
‫المتعلقة بتنعٌم االستقالة واإلشكاالت التً ٌطرحها الحجر على أموال المرفق‪:‬‬
‫‪ -‬اإلضراب فً المرافق العمومٌة‪:‬‬
‫اإلضددراب توقددؾ جمدداعً ومددنعم عددن العمددل لمدددة محددددة مددن الددزمن‪،‬‬
‫وممارسته من حٌث المبدأ تعد استثناء وتتعارض مدع اسدتمرارٌة المرفدق العدام‪،‬‬
‫وٌسددتعمل كوسددٌلة للضددؽط علددى المشددؽل قصددد تحقٌددق مكاسددب ومطالددب معٌنددة‬
‫دون نٌة المضربٌن التخلً النهائً عن وعائفهم‪.‬‬
‫وقددد تددؤرجح حددق ممارسددة اإلضددراب ومددر بعدددة مراحددل ارتبطددت بمدددى‬
‫تطددور الحقددوق والحرٌددات ومدددى قددوة أو ضددعؾ تدددخل الدولددة فددً الوعددائؾ‬
‫االقتصادٌة واالجتماعٌة المرتبطة بالحٌاة العامة لمواطنٌها‪.‬‬
‫ففددً بعددض األنعمددة المقارنددة كالنعددام الفرنسددً قضددى مجلددس الدولددة فددً‬
‫بداٌات القرن العشرٌن عندما أتٌحت له فرصة النعر فدً قضدٌة ونكبل‪Winkel‬‬

‫فً قرار الصادر بتارٌإ ‪ 2‬ؼشت ‪ 1907‬بعدم مشروعٌة حق اإلضراب‪.‬‬

‫وبدرر ذلددك فددً حٌثٌدات القددرار بددؤن المدوعفٌن بممارسددتهم لغضددراب "لددم‬
‫ٌرتكبوا فقط خطؤ فردٌا‪ ،‬وإنما وضعوا أنفسهم بهذا العمل الجماعً خارد نطاق‬

‫‪30‬‬
‫القوانٌن واللوائح الصادرة بقصد ضدمان ممارسدتهم للحقدوق التدً تتولدد بالنسدبة‬
‫‪49‬‬
‫لهم عن عقد القانون العام الذي ٌربطهم باإلدارة‪".‬‬
‫ٌمكددن أن تجددد مبددررات تحددرٌم اإلضددراب خددالل هددذ الفتددرة فددً تقلددٌص‬
‫وعددائؾ الدولددة واقتصددارها علدى المرافددق األساسددٌة المرتبطددة بالسددٌادة واألمددن‬
‫الداخلً والخارجً وبالتالً فهذ الوعائؾ بطبٌعتها ال تقبل االستثناء علدى مبددأ‬
‫االستمرارٌة‪.‬‬
‫ؼٌر أن التطور الالحق فً هذا النعام خاصة مدع دسدتور ‪ 9411‬سٌسدمح‬

‫بمقتضددى نددص الدسددتور بددالحق بممارسددة اإلضددراب فددً اطددار ضددوابط قانونٌددة‬
‫توائم ما أمكن بٌن ممارسة اإلضدراب للددفاب عدن المصدالح المهنٌدة مدع إمكانٌدة‬
‫تدخل الحكومة للحد منه خاصة فً حاالت االستعمال السًء لهذا الحق‪.‬‬
‫وبذلك تواترت عدة قرارات لمجلس الدولة الفرنسً أقرت بمشروعٌة حق‬
‫اإلضراب كؤصل مع ضرورة ممارسته وفقا للضوابط القانونٌة المإطرة له‪.50‬‬
‫بالنسبة للمؽدرب مندذ اسدتقالله والدى ؼاٌدة الٌدوم الزال هدذا الحدق ٌتدؤرجح‬
‫بٌن القبول والرفض تبعا لتؤثٌر العرفٌة والتحوالت السٌاسٌة‪.‬‬
‫استندت السلطة العمومٌة فً البداٌة على مقتضٌات الفصل ‪ 5‬من مرسدوم‬

‫‪ 2‬فبراٌدددر ‪ 9453‬لتحدددرٌم حدددق اإلضدددراب وترتٌدددب عقوبدددات قاسدددٌة فدددً حدددق‬

‫المضربٌ ن تصل حد التوقٌؾ والحذؾ من الوعٌفة‪ ،‬كما تبٌن واقعة السٌد محمدد‬
‫الحٌحً ضد وزٌر التربٌة الوطنٌة والشبٌبة والرٌاضة‪.‬‬
‫ر‪ٞ‬ػ٘‪٤‬ن (أكٔي)‪ ،‬حَُٔحكن حُؼخٓش حٌُزَ‪َٓ ،ٟ‬ؿغ ٓزن ًًَ‪- 49.194ٙ ،ٙ‬‬
‫‪ُ-31‬ال‪١‬الع ػِ‪ِٓ ٠‬و‪ٜ‬خص ُزؼ‪ ٞ‬هَحٍحص ٓـِْ حُي‪ُٝ‬ش حُلَٗٔ‪ ٢‬حُٔظؼِوش رخإل‪َٟ‬حد‪ٍ ،‬حؿغ‬
‫ر‪ٞ‬ػ٘‪٤‬ن (أكٔي)‪ ،‬حَُٔحكن حُؼخٓش حٌُزَ‪.195 ٙ ، ّ ّ ٟ‬‬
‫‪31‬‬
‫وذهب المجلس األعلى نذاك فً قرار الصادر بتارٌإ ‪ 92‬أبرٌدل ‪9419‬‬

‫الى تؤٌٌد قرار وزٌر الشبٌبة والرٌاضة المستند على الفصل ‪ 5‬المذكور الصادر‬

‫فً حق السٌد محمد الحٌحً الذي شارك فً اإلضراب الجماعً المدنعم بتدارٌإ‬
‫‪ 25‬مارس ‪ 9412‬واإلقرار بدذلك بعددم مشدروعٌة حدق اإلضدراب‪ .‬رؼدم إتاحدة‬

‫المدددادة ‪ 91‬مدددن النعدددام األساسدددً العدددام للوعٌفدددة العمومٌدددة الحقدددا للحدددق فدددً‬

‫اإلضراب‪.‬‬
‫بعد دخول المؽرب المرحلة الدستورٌة أقر دستور ‪ 91‬دجنبدر ‪ 9412‬فدً‬

‫فصددله ‪ 91‬ضددمان الحددق فددً ممارسددة اإلضددراب‪51‬وحجددزت الدسدداتٌر الالحقددة‬

‫لسنوات ‪ 9422،9422،9442‬و ‪ 9441‬نفس الفصل للدنص علدى ضدمان حدق‬

‫اإلضراب‪.‬‬
‫ؼٌدددر أن السدددلطة اإلدارٌدددة علدددت تحدددرم حدددق اإلضدددراب رؼدددم الدددنص‬
‫الدستوري مسدتندة فدً ذلدك إلدى الفصدل الخدامس مدن مرسدوم ‪ 2‬فبراٌدر ‪9453‬‬

‫المددذكور التددً نصددت علددى أن "كددل توقددؾ عددن العمددل بصددفة مدددبرة وكددل عمددل‬

‫‪ ٚٗ -51‬حُل‪ ٖٓ 14 َٜ‬ىٓظ‪ 1962 ٍٞ‬ػِ‪ ٠‬إٔ كن حإل‪َٟ‬حد ٓ‪٤ٓٝ ٕٞٔ٠‬ز‪ ٖ٤‬هخٗ‪ ٕٞ‬ط٘ظ‪٢ٔ٤‬‬
‫حَُ٘‪ٝ ١ٝ‬حإلؿَحءحص حُالُٓش ُٔٔخٍٓش ‪ٌٛ‬ح حُلن‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫جمدداعً أدى إلددى عدددم االنقٌدداد بصددفة بٌنددة ٌمكددن المعاقبددة عندده عددالوة علددى‬
‫الضمانات التؤدٌبٌة وٌهم هذا جمٌع الموعفٌن‪.52‬‬
‫وٌبدددو أنهددا اعتبددرت فددً ذلددك تفعٌددل الددنص الدسددتوري ٌقتددرن بصدددور‬
‫القانون التنعٌمً المنعم له الدذي لدم ٌصددر إلدى حدد الٌدوم مشدكال بدذلك اسدتثناء‬
‫تشرٌعٌا الزم العمل التشرٌعً إلى ٌومنا هذا‪.‬‬
‫واذا كددان ٌمكددن تبرٌددر تحددرٌم اإلضددراب فددً البددداٌات األولددى لالسددتقالل‬
‫بطؽٌددان الهدداجس السٌاسددً وتجنددب أن ٌؤخددذ اإلضددراب مضددمونا سٌاسددٌا فددان‬
‫اسددتمرار تحرٌمدده خددالل فتددرات االنفددراد السٌاسددً خاصددة العرفٌددة التددً تل دت‬
‫دستور ‪ 2299‬والحمولة الحقوقٌة التً أقرها تجعدل مؤمورٌدة تحدرٌم اإلضدراب‬

‫الذي ٌنعم وفق الضوابط القانونٌدة مدن إشدعار وبٌدان أسدباب وعددم عرقلدة سدٌر‬
‫العمل بالمرفق والمحافعة على تجهٌزاتده وممتلكاتده وضدمان االسدتمرارٌة فدً‬
‫حدودها الدنٌا تقدٌرا من المضربٌن للمصلحة العامة صعبة التفهم وٌسهل بالتالً‬
‫تفسٌرها شططا فً استعمال السلطة‪.‬‬
‫وندددص الدسدددتور الحدددالً لسدددنة ‪ 2299‬فدددً فصدددله ‪ 24‬علدددى الحدددق فدددً‬

‫اإلضددراب وسدداوا مددع الحقددوق المتعلقددة بحرٌددة االجتمدداب والتجمهددر والتعدداهر‬


‫السلمً وتؤسٌس الجمعٌات واالنتماء النقابً والسٌاسً بالنص على هذ الحقدوق‬
‫‪53‬‬
‫مجتمعة فً فصل واحد‬

‫‪٘ٓ -‬ط‪ٞ‬م حُل‪ ٖٓ 5 َٜ‬حَُٔٓ‪ٍ ّٞ‬هْ ‪ 57.2.1465‬رظخٍ‪٣‬ن ‪ 5‬كزَح‪ 1985 َ٣‬ر٘ؤٕ ٓزخَٗس حُٔ‪ٞ‬ظل‪ٖ٤‬‬
‫‪52‬‬
‫ُِلن حُ٘وخر‪٢‬‬
‫‪53‬‬
‫‪ٍ -‬حؿغ‪ ،‬حُل‪ ٕ 29 َٜ‬ىٓظ‪.2011 ُٞ٤ُٞ٣ 1 ٍٞ‬‬
‫‪33‬‬
‫وبمددا أن هددذا الدسددتور حدددد سددقؾ إخددراد كددل القددوانٌن التنعٌمٌددة خددالل‬
‫الوالٌدة الحكومٌدة التدً تلددً تطبٌقده فقدد تدم بددذلك إعدداد مشدروب قدانون تنعٌمددً‬
‫ٌتعلق بالحق بممارسة الحق فً اإلضراب لكدن الزال لدم ٌحعدى بدالتوافق حدول‬
‫مقتضٌاته واالتفاق على صٌؽته النهائٌة بٌن الحكومة والنقابات‪.‬‬
‫وعدددل االجتهددداد القضدددائً المؽربدددً بددددور ٌتدددؤرجح بدددٌن اإلفدددرار بحدددق‬
‫اإلضراب كما أقر بذلك حكم للمحكمة اإلدارٌة بمكناس بمناسبة نعرها فً طلب‬
‫إلؽاء قرار عقوبة اإلنذار المتخذ فً حق الطاعن المضرب عدن العمدل‪ 54‬وتؤٌٌدد‬
‫االقتطاب من األجر بعلة أن األجر ٌإدى مقابل العمل‪55.‬ممدا ٌسدتفاد منده ضدمنٌا‬
‫عدم السماغ بممارسة هذا الحق‪.‬‬
‫ورؼم هذا التنصٌص الدسدتوري صددر عدن رئدٌس الحكومدة سدنة ‪2292‬‬

‫بعد عدة إضرابات فً قطاعات الوعٌفة العمومٌدة والجماعدات الترابٌدة منشدورا‬

‫‪ -35‬كٌْ اىحٍ‪٣‬ش ٌٓ٘خّ طلض ػيى‪ 36/01‬رظخٍ‪٣‬ن ‪ 2002 ٞ٤ُٞ٣ 12‬ه‪ ٠٠‬ربُـخء حُوَحٍ حُ‪ٜ‬خىٍ ػٖ‬
‫‪ َ٣ُٝ‬حُظَر‪٤‬ش حُ‪٤٘١ٞ‬ش حُوخ‪ ٢ٟ‬رخطوخً ػو‪ٞ‬رش حإلٌٗحٍ ك‪ٞٓ ٢‬حؿ‪ٜ‬ش حُطخػٖ ٓؼِال ًُي رٔخ ‪":٢ِ٣‬‬
‫حإل‪َٟ‬حد كن ىٓظ‪ ١ٍٞ‬أًيط‪ ٚ‬ؿٔ‪٤‬غ حُيٓخط‪ َ٤‬حُٔظؼخهزش ‪ ٝ‬ػيّ ‪ٛ‬ي‪ ٍٝ‬طَ٘‪٣‬غ ط٘ظ‪٣ ٢ٔ٤‬ليى ً‪٤‬ل‪٤‬ش‬
‫ٓٔخٍٓش كن حإل‪َٟ‬حد ال ‪٣‬ؼ٘‪ ٢‬ا‪١‬الم ‪ٌٛ‬ح حُلن رال ه‪ٞ٤‬ى‪ ،‬رَ ال ري ٖٓ ٓٔخٍٓظ‪ ٚ‬ك‪ ٢‬ا‪١‬خٍ ‪ٟٞ‬حر‪٢‬‬
‫طٔ٘غ ٖٓ آخءس حٓظؼٔخُ‪ ٝ ٚ‬ط‪ ٖٔ٠‬حٗٔـخٓ‪ٓ ٚ‬غ ٓوظ‪٤٠‬خص حُ٘ظخّ حُؼخّ ‪ ٝ‬حُٔ‪ َ٤‬حُؼخى‪َُِٔ ١‬حكن‬
‫حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش ػِ‪ٗ ٠‬ل‪ ٞ‬ال ‪َٛ٤ٓ ْٔ٣‬خ حُٔ٘ظظْ رٌَ٘ ٓئػَ‪ًٔ ،‬خ إٔ ػيّ ػز‪ٞ‬ص إٔ حإل‪َٟ‬حد حٌُ‪ ١‬هخ‪ٟٚ‬‬
‫حُطخػٖ ك‪ ٚ٤‬هَ‪ٝ‬ؽ ػٖ حُ‪ٞ٠‬حر‪ ٢‬حًٌُٔ‪ٍٞ‬س( حإلهالٍ رٔ‪ َ٤‬حَُٔكن حُؼخّ‪ٌُُ)..،‬ي ال ‪ ٌٖٔ٣‬حػظزخٍ‪ٙ‬‬
‫طو‪َ٤ٜ‬ح ك‪ ٢‬حُ‪ٞ‬حؿذ حُٔ‪ٝ ٢ٜ٘‬رخُظخُ‪ ٢‬طٌ‪ ٕٞ‬ػو‪ٞ‬رش حإلٌٗحٍ حُٔئٓٔش ػِ‪ ٌٙٛ ٠‬حُ‪ٞ‬حهؼش الؿ‪٤‬ش‪".‬‬
‫ٍحؿغ‪ ،‬رٖ ر‪٤ٍٗ(ٚ٤٤‬ي)‪" ،‬كن حإل‪َٟ‬حد ك‪ ٢‬حُ‪ٞ‬ظ‪٤‬لش حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش رخُٔـَد" رظخٍ‪٣‬ن ‪ُٞ٤ُٞ٣ 20‬‬
‫‪ٞٓ،2009‬هغ حُل‪ٞ‬حٍ حُٔظٔيٕ‪ ،‬طخٍ‪٣‬ن حُِ‪٣‬خٍس ‪ٓ 20‬خ‪.2020 ١‬‬
‫‪ًٛ -36‬زض اُ‪ًُ ٠‬ي حُٔلٌٔش حإلىحٍ‪٣‬ش رخَُرخ‪ ١‬ك‪ ٢‬حُلٌْ حُ‪ٜ‬خىٍ ػ٘‪ٜ‬خ رظخٍ‪٣‬ن ‪ 7‬كزَح‪ 2006 َ٣‬ك‪٢‬‬
‫حُِٔق ػيى ‪ٍ، 05/107‬حؿغ‪ ،‬رٖ ر‪( ٚ٤٤‬كٔ‪" ،)٢‬كن حإل‪َٟ‬حد ك‪ ٢‬حُ‪ٞ‬ظ‪٤‬لش حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش رخُٔـَد"‬
‫َٓؿغ ٓزن ًًَ‪-.ٙ‬‬
‫‪34‬‬
‫ٌعتبددر اإلضددراب تؽٌبددا ؼٌددر مشددروب عددن العمددل وٌسددتوجب اتخدداذ عدددد مددن‬
‫اإلجراءات الزجرٌة ‪.56‬‬
‫وعمومددا اذا كددان ٌمكددن تفهددم تحددرٌم اإلضددراب فددً عدددد مددن القطاعددات‬
‫والمرافددق بددالنعر ألهمٌتهددا القصددوى فددً ضددمان سددالمة الددوطن والمددواطنٌن‬
‫كددالقوات المسددلحة الملكٌددة وسددلك الشددرطة والدددرك ورجددال القضدداء والقددوات‬
‫المسدداعدة ورجددال السددلطة ومددوعفً إدارة السددجون ‪ ...‬وتتضددمن ذلددك األنعمددة‬
‫األساسٌة المنعمة لهذ المرافق‪.‬‬
‫ٌجب أن ٌتم ضمان حق اإلضراب تماشٌا مع فلسفة دستور ‪ 2299‬وروغ‬

‫االتفاقٌددات الدولٌددة التددً صددادق علٌهددا المؽددرب وأصددبحت نافددذة‪ ،‬شددرٌطة عدددم‬
‫التعسفً استعمال هذا الحقب اسدتنفاد سدبل الحدوار البنداء وضدمان الحددود الددنٌا‬
‫الستمرارٌة المرافق العامة باعتماد نعام الدٌمومة على ؼرار ما هو معمدول بده‬
‫فً أٌام العمل العادٌة حٌث أن هناك بعض المرافق ال ٌمكن أن تتوقدؾ خددماتها‬
‫ولدددو خدددارد أوقدددات العمدددل الرسدددمٌة أو العطدددل واألعٌددداد كالمسدددتعجالت فدددً‬
‫المستشدددفٌات التدددً تدددرتبط بالصدددحة العامدددة والمحددداكم التدددً ٌدددرتبط اسدددتمرارٌة‬
‫الدٌمومة فٌها بحرٌة المحروسٌن نعرٌا‪.‬‬
‫باإلضددافة إلدددى التددؤثٌر الدددذي ٌحدثدده اإلضدددراب فددً عالقتددده باسدددتمرارٌة‬
‫المرفددق العددام فددان االسددتقالة مددن الوعٌفددة تسدداهم بدددورها فددً التددؤثٌر علددى مبدددأ‬
‫االستمرارٌة اذا لم تمارس وفق الضوابط المقررة للحد من تؤثٌرها‪.‬‬
‫‪ -‬تنظٌم استقالة موظفً وأعوان المرافق العامة‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫ٍحؿغ ٓوظ‪٤٠‬خص حُٔ٘٘‪ٍ ٍٞ‬هْ ‪ 12-26‬رظخٍ‪٣‬ن ‪ٗٞٗ 16‬زَ ‪.2012‬‬
‫‪35‬‬
‫تعددد اسددتقالة المددوعفٌن عمددال وتصددرفا قانونٌددا ٌعهددر مددن خاللدده الموعددؾ‬
‫العمومً رؼبته فً إنهاء رابطة الوعٌفة التً تجمعه بالمرفق العمومً‪.‬‬
‫وبددالنعر لتناقضددها مددع مبدددأ اسددتمرارٌة المرفددق العددام فقددد تدددخل المشددرب‬
‫لتنعٌمها حتى ٌتم الحد من تؤثٌرها على خدمات المرافق العامة‪.‬‬
‫وقددد تددم تنعددٌم االسددتقالة بمقتضددى الفصددول مددن ‪ 21‬إلددى ‪ 24‬مددن القددانون‬

‫األساسً للوعٌفة العمومٌة ‪ ،57‬وبذلك تدإدي االسدتقالة إلدى الحدذؾ مدن أسدالك‬
‫الوعٌفة العمومٌة والى فقدد صدفة الموعدؾ حسدب منطدوق الفصدل ‪ 21‬مدن هدذا‬

‫القانون‪.‬‬
‫ولتجنب حدوث أي فراغ قد تخلفه استقالة الموعؾ فقد أعطى الفصل ‪22‬‬

‫من قانون الوعٌفة العمومٌة لغدارة المعنٌة أجل شهر للرد على طالبها‪.‬‬
‫بذلك ال ٌمكدن للموعدؾ التوقدؾ الفدوري أو الفجدائً عدن العمدل الموكدول‬
‫الٌه فور تقدٌم استقالته واال طبقدت فدً حقده الجدزاءات التؤدٌبٌدة‪ ،‬وهنداك اجتهداد‬
‫للمجلس األعلى سابقا اعتبدر مدن خاللده بؤنده ٌجدوز لدغدارة أن تقدرر عزلده مدن‬
‫وعٌفته دون حاجة الى عرضده علدى المجلدس التدؤدٌبً اذا توقدؾ الموعدؾ عدن‬
‫‪58‬‬
‫عمله بدون قبول استقالته فً األجل المحدد‪.‬‬

‫‪ -38‬ظ‪٣َٗ َ٤ٜ‬ق رٔؼخرش هخٗ‪ٛ ٕٞ‬خىٍ رظخٍ‪٣‬ن ‪ 24‬كزَح‪ 1958 َ٣‬ر٘ؤٕ حُ٘ظخّ حُؼخّ ُِ‪ٞ‬ظ‪٤‬لش‬
‫حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش‪َٓ /‬ؿغ ٓزن ًًَ‪ٙ‬‬
‫‪ -39‬هَحٍ حُٔـِْ حألػِ‪ ٠‬رظخٍ‪٣‬ن ‪ 22‬أرَ‪ 1963 َ٣‬حُٔظؼِن رو‪٤٠‬ش حُٔ‪٤‬ي ػزي هللا ػزي حُو‪ٜ‬خٍ‪ ،‬أٗظَ‬
‫ٓـٔ‪ٞ‬ػش حألكٌخّ حإلىحٍ‪٣‬ش ‪ٍ ،1963‬حؿغ ‪ ،‬ر‪ٞ‬ؿٔؼش( ٍ‪ٟٞ‬حٕ )‪ ،‬هخٗ‪ ٕٞ‬حَُٔحكن حُؼٔش‪ٙ ، ّ ّ ،‬‬
‫‪44.‬‬
‫‪36‬‬
‫وبما أن االستقالة تشكل عائقا واستثناءا لسٌر المرفق العام بانتعام فهً ال‬
‫ٌعتددد بهددا شددكال إال بواسددطة طلددب شخصددً مكتددوب وموقددع مددن طددرؾ المعنددً‬
‫بدداألمر ٌرسددل عددن طرٌددق السددلم اإلداري إلددى السددلطة المختصددة بددالتعٌٌن أي‬
‫الددوزٌر الوصددً علددى القطدداب المعنددً الددذي لدده شددهر كؤجددل قددانونً للددرد علددة‬
‫االستقالة‪.‬‬
‫وٌعهر مبرر هذا األجل فً إعطاء الوقت الالزم لدغدارة فدً البحدث عدن‬
‫سددبل تعددوٌض الموعددؾ المسددتقٌل لتجنددب الفددراغ الددذي قددد ٌددإدي إلددى تعطٌددل‬
‫استمرارٌة خدمات المرفق التً تتعطل معها بالتبعٌة المصدلحة العامدة التدً تعدد‬
‫رهٌنة هذ االستمرارٌة‪.‬‬
‫زٌادة على تؤثٌر العاملٌن بالمرافق العامة من خالل اإلضدراب واالسدتقالة‬
‫فان الحجز على أموال المرفق العام ٌعد كذلك مدن االسدتثناءات التدً تدرد علدى‬
‫مبدأ االستمرارٌة‬
‫‪ -‬الحجز على أموال المرافق العمومٌة‪:‬‬
‫تعد أموال المرافق العمومٌدة أمدواال عامدا تمكدن المرفدق مدن االسدتمرارٌة‬
‫فً أداء مهامه التدً تخددم المصدلحة العامدة ولٌسدت أمدواال خاصدة بدالمرفق فدً‬
‫معناها الضٌق‬
‫وبذلك ٌمكن أن تتؤثر اسدتمرارٌة المرفدق فدً عدل ؼٌداب الوسدائل المادٌدة‬
‫ومنها األموال التً قد تكون موضوب حجز قضائً بعدما بدأ االجتهاد القضدائً‬
‫ٌتددواتر بددالزام اإلدارات العمومٌددة بددؤداء مددا بددذمتها مددن خددالل صدددور عدددد مددن‬
‫األحكام اإلدارٌة التً تقضً بالحجز على أموال بعض المرافق العامة السدتٌفاء‬

‫‪37‬‬
‫المبدالػ المحكدوم بهدا لصددالح المتضدررٌن سدواء المتعاقدددٌن أو فدً اطدار قضدداٌا‬
‫نزب الملكٌة أو نتٌجة أضرار عن أخطاء مرفقٌة‪.‬‬
‫وعكس القاعدة العامة التً تسمح بالحجز على أموال المدٌن قصدد اسدتفاء‬
‫الدائن لدٌونه فان الحجز على أموال المرافق العامة ال زال ٌطرغ إشكاال ٌستمد‬
‫خصوصٌته بكون أموال المرفق العمومً تعد متالزمة مع االستمرارٌة فً أداء‬
‫مهامه التً تتحقق من ورائها المصلحة العامة‪.‬‬
‫إذن األمر ٌتعلق بإشكالٌة الموائمدة بدٌن الوفداء بالددٌون مدن جهدة وضدمان‬
‫استمرارٌة المرفق العمومً من جهة أخرى‪.‬‬
‫وقد ٌترتب عن عدم وفاء المرافق العامة بالتزاماتها اتجا الدائنٌن دخولهم‬
‫فً وضدعٌات مالٌدة صدعبة كاندت سدببا لعددد مدن المقداوالت أن دخلدت فدً حالدة‬
‫صعوبة‪.‬‬
‫ورؼم التدابٌر التً حاولت حدث اإلدارات العمومٌدة علدى تنفٌدذ التزاماتهدا‬
‫خاصددة تنفٌددذ األحكددام النهائٌددة الصددادرة فددً مواجهتهددا ‪59‬كمددا نصددت علددى ذلددك‬
‫المادة ‪ .2‬من مشروب القانون‪ 94351‬بمثابة مٌثاق المرافق العمومٌة ‪ 60‬وكذلك‬

‫سن مقتضٌات تتعلق بتحدٌد أجل لدخداء وفدرض ؼرامدات عدن التدؤخٌر فدً أداء‬
‫االلتزامات التعاقدٌة المترتبة عن الصفقات‬

‫‪-40‬كغ حُٔ٘٘‪ٍ ٍٞ‬هْ ‪ 98/37‬حُ‪ٜ‬خىٍ ػٖ حُ‪ َ٣ُٞ‬حأل‪ ٍٝ‬حَُٔك‪ ّٞ‬ػزي حَُكٔخٕ حُ‪ٓٞ٤‬ل‪ ٢‬رظخٍ‪٣‬ن ‪31‬‬
‫ؿ٘ض ‪ 1998‬حالىحٍحص ػِ‪ٍَٟٝ ٠‬س ط٘ل‪٤‬ي حألكٌخّ حُ‪ٜ‬خىٍس ك‪ٞٓ ٢‬حؿ‪ٜ‬ظ‪ٜ‬خ‬
‫‪ٜٗ 41‬ض حُٔخىس ‪َٝ٘ٓ ٖٓ 32‬ع حُوخٗ‪": 19.54 ٕٞ‬ط٘لٌ حَُٔحكن حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش ى‪ ٕٝ‬طؤه‪ َ٤‬حألكٌخّ‬
‫‪ٝ‬حُوَحٍحص حُو‪٠‬خث‪٤‬ش ‪ٝ‬حُ٘‪ٜ‬خث‪٤‬ش حُوخرِش ُِظ٘ل‪ ٌ٤‬حُ‪ٜ‬خىٍس ك‪ٞٓ ٢‬حؿ‪ٜ‬ظ‪ٜ‬خ"‬
‫‪38‬‬
‫العمومٌة ‪61‬إال أن إشكالٌة دٌون المرافق العامة إزاء المتعاملٌن سدواء فدً‬
‫اطار التعاقد أو فً اطار ندزب الملكٌدة أو التعدوٌض عدن األخطداء التدً تتسدبب‬
‫فٌها المرافق فً اطار المسإولٌة اإلدارٌة الزالت قائمة والزالدت تشدكل مإشدرا‬
‫سدلبٌا فددً حكامدة المرافددق العمومٌدة‪ ،‬ونقطددة سدلبٌة كددذلك فدً سددجل دولدة الحددق‬
‫والقانون‪.‬‬
‫وقد أثارت المادة التاسعة من القانون ‪ 22394‬المتعلق بقانون مالٌدة سدنة‬

‫نقاشا قانونٌا عمومٌا حول مدى مشدروعٌتها بمنعهدا فدً البداٌدة بشدكل‬ ‫‪62‬‬
‫‪2222‬‬

‫مطلددق الحجددز علددى األمددوال العمومٌددة السددتفاء الدددٌون المترتبددة عددن اإلدارات‬
‫العمومٌة والجماعات الترابٌدة والمإسسدات العامدة ؼٌدر أنده تدم التراجدع بإدخدال‬
‫بعددض التعدددٌالت التددً تالئددم شددٌئا مددا بددٌم الحفدداض علددى أمددوال المرافددق وأداء‬
‫الدٌون المترتبة عنها‪.‬‬

‫‪ٍ -42‬حؿغ ٓوظ‪٤٠‬خص حَُٔٓ‪ٍ ّٞ‬هْ ‪ 16.2.344‬حُ‪ٜ‬خىٍ رظخٍ‪٣‬ن ‪ ،2016 ُٞ٤ُٞ٣ 22‬ر٘ؤٕ طلي‪٣‬ي‬
‫أؿخٍ حألىحء ‪ٝ‬ك‪ٞ‬حثي حُظؤه‪ َ٤‬حُٔظؼِوش رخُطِز‪٤‬خص حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش‪ ،‬ؽ ٍ ػيى ‪ 6488‬رظخٍ‪٣‬ن ‪ 4‬ؿ٘ض ‪.2016‬‬
‫‪ -43‬ط٘‪ٓ ٚ‬وظ‪٤٠‬خص حُٔخىس ‪ ٖٓ 9‬هخٗ‪ ٕٞ‬حُٔخُ‪٤‬ش ُٔ٘ش ‪ ،2020‬ك‪ٔ٤‬خ ‪٣‬ظؼِّن رظ٘ل‪ ٌ٤‬حألكٌخّ حُ‪ٜ‬خىٍس ‪ٟ‬ي‬
‫حُي‪ُٝ‬ش‪ ،‬أّٗ‪٣ ٚ‬ظؼ‪ ّٖ٤‬ػِ‪ ٠‬حُيحث٘‪ ٖ٤‬حُلخِٓ‪ ٖ٤‬ألكٌخّ ه‪٠‬خث‪ّ٤‬ش ط٘ل‪ّ٣ٌ٤‬ش ٗ‪ٜ‬خث‪ّ٤‬ش ‪ّ ٟ‬ي حُي‪ُٝ‬ش أ‪ ٝ‬حُـٔخػخص‬
‫حُظَحر‪ّ٤‬ش ‪ٓٝ‬ـٔ‪ٞ‬ػخط‪ٜ‬خ ّأال ‪ُ٣‬طخُز‪ٞ‬ح رخألىحء اال أٓخّ ٓ‪ٜ‬خُق حألَٓ رخُ‪َٜ‬ف ُإلىحٍس حُؼٔ‪ّ٤ٓٞ‬ش أ‪ٝ‬‬
‫حُـٔخػخص حُظَحر‪٤‬ش حُٔؼ٘‪٤‬ش‪.‬‬
‫ٓزِؾ‬
‫ٍ‬ ‫رؤىحء‬ ‫ٓـٔ‪ٞ‬ػخط‪ٜ‬خ‬ ‫أ‪ٝ‬‬ ‫طَحر‪٤‬ش‬ ‫ؿٔخػش‬ ‫أ‪ٝ‬‬ ‫حُي‪ُٝ‬ش‬ ‫‪ِِّ٣‬‬ ‫ُِظ٘ل‪،ٌ٤‬‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫هخر‬ ‫‪٢‬‬
‫ٍّ‬ ‫ه‪٠‬خث‬ ‫كٌْ‬
‫‪ ٝ‬ك‪ ٢‬كخُش ا‪ٛ‬يحٍ ٍ‬
‫ُٓؼ‪٣ ،ٍٖ ّ٤‬ظؼ‪ ٖ٤‬حألَٓ ر‪َٜ‬ك‪ ٚ‬ىحهَ أؿَ أه‪ٜ‬خ‪ ٙ‬طٔؼ‪ًٓ ٞ٣ 90 ٕٞ‬خ‪ ،‬حرظيح ًء ٖٓ طخٍ‪٣‬ن حإلػٌحٍ رخُظ٘ل‪ ٌ٤‬ك‪٢‬‬
‫كي‪ٝ‬ى حالػظٔخىحص حُٔخُ‪ّ٤‬ش حُٔلظ‪ٞ‬كش رخُٔ‪ِ٤‬حٗ‪٤‬ش ُ‪ٌٜ‬ح حُـَ‪ْ َٝ ،ٝ‬كن ٓزخىة ‪ٝ‬ه‪ٞ‬حػي حُٔلخٓزش حُؼٔ‪ّ٤ٓٞ‬ش‪،‬‬
‫‪ٝ‬اال ‪٣‬ظ ّْ حألىحء طِوخث‪ً٤‬خ ٖٓ ‪َ١‬ف حُ ُٔلخٓذ حُؼٔ‪ ٢ٓٞ‬ىحهَ ح‪٥‬ؿخٍ حُٔ٘‪ ٜٙٞ‬ػِ‪ٜ٤‬خ رخألٗظٔش حُـخٍ‪١‬‬
‫حُؼَٔ ر‪ٜ‬خ ك‪ ٢‬كخُش طوخػْ ح‪ َٓ٥‬رخُ‪َٜ‬ف ػٖ حألىحء رٔـَى حٗ‪َٜ‬حّ حألؿَ أػال‪.ٙ‬‬
‫‪ٝ‬اًح أىٍؿض حُ٘لوش ك‪ ٢‬حػظٔخىحص طز‪ ّٖ٤‬أّٗ‪ٜ‬خ ؿ‪ً َ٤‬خك‪٤‬ش‪٣ ،‬ظ ّْ ػ٘يثٌ ط٘ل‪ ٌ٤‬حُلٌْ حُو‪٠‬خث‪ ٢‬ػزَ ح‪َٓ٥‬‬
‫ر‪َٜ‬ف حُٔزِؾ حُ ُٔؼ‪ ّٖ٤‬ك‪ ٢‬كي‪ٝ‬ى حالػظٔخىحص حُٔظ‪ٞ‬كَس رخُٔ‪ِ٤‬حٗ‪٤‬ش‪ ،‬ػِ‪ ٠‬إٔ ‪ُٞ٣‬كَّ ح‪ َٓ٥‬رخُ‪َٜ‬ف ‪ٝ‬ؿ‪ٞ‬رًخ‬
‫حالػظٔخىحص حُالُٓش ألىحء حُٔزِؾ حُ ُٔظزو‪ ٢‬ك‪ِ٤ٓ ٢‬حٗ‪٤‬خص حُٔ٘‪ٞ‬حص حُالكوش‪ًُٝ ،‬ي ك‪ ٢‬أؿَ أه‪ٜ‬خ‪ ٙ‬أٍرغ‬
‫ٓ٘‪ٞ‬حص ‪ْ َٝ ٝ‬كن حَُ٘‪ ١ٝ‬حُٔ٘خٍ اُ‪ٜ٤‬خ أػال‪ ،ٙ‬ى‪ ٕٝ‬إٔ طو‪٠‬غ أٓ‪ٞ‬حٍ ‪ٔٓٝ‬ظٌِخص حُي‪ُٝ‬ش ‪ٝ‬حُـٔخػخص‬
‫حُظَحر‪٤‬ش ‪ٓٝ‬ـٔ‪ٞ‬ػخط‪ٜ‬خ ُِلـِ ُ‪ ٌٜٙ‬حُـخ‪٣‬ش‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫واذا كاندددت هدددذ بعدددض االسدددتثناءات كاإلضدددراب واالسدددتقالة واإلشدددكالٌة‬
‫المتعلقددة بددالحجز علددى أمددوال المرافددق اذ ٌمكددن فددً جمٌددع األحددوال تنعٌمهددا‬
‫ومعالجتها والحد من تؤثٌرها على استمرارٌة المرفق العام‪.‬‬
‫إال أن هناك من االستثناءات كالعروؾ الطارئة الصعبة التدً نعٌشدها فدً‬
‫عل هذا الوباء تقتضً فٌه استمرارٌة المرفق العام تحوال جذرٌا فً نمط تسدٌٌر‬
‫المرفق وفً استعمال وسائل بدٌلة للحفاع على مبدأ االستمرارٌة ولو فً حدود‬
‫الدنٌا‪.‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬التحول نحبو المرفبق الرقمبً مبدسل السبتمرارٌة المرفبق‬
‫العام‬
‫بؽض النعر عن النقاش الذي ٌمكدن أن ٌثدار حدول التكٌٌدؾ القدانونً لهدذا‬
‫الوباء هل ٌعدد عرفدا طارئدا أم قدوة قداهرة فدان حددة تدؤثٌر فدً عدل ؼٌداب لقداغ‬
‫مناسب له وللحد من انتقال العدوى بٌن األفراد فً حال استمرار نمط الحٌاة فدً‬
‫شكلها العادي وبنمطها وبعاداتها المتوارثة والمتدواترة‪ ،‬أن تتدؤثر الصدحة العامدة‬
‫للمددواطنٌن والتددً ٌعددد مددن أولددى وعددائؾ الدولددة الحفدداع علٌهددا باسددتعمال كددل‬
‫الوسائل الممكنة‪.‬‬
‫اذا كانت المصلحة العامة تفرض اسدتمرارٌة المرافدق العامدة بشدكل دائدم‬
‫ومضطرد ال ٌقبل التوقؾ فان هذ المصلحة العامدة نفسدها اقتضدت مدن المملكدة‬
‫على ؼرار عدد من دول العالم اللجوء إلى تدابٌر الحجر الصحً بكل استعجال‬
‫‪63‬‬
‫لمواجهة هذا الوباء‪.‬‬

‫‪-44‬كَ‪ ٝ‬حالٓظؼـخٍ حُظَ٘‪٣‬ؼ‪ ٖٓ ٢‬حُلٌ‪ٓٞ‬ش حهَحٍ كخُش حُط‪ٞ‬حٍة حُ‪ٜ‬ل‪٤‬ش رٔوظ‪ َّٞٓٓ ٠٠‬روخٗ‪ٕٞ‬‬
‫ٓٔظ٘يس ك‪ًُ ٢‬ي حُ‪ ٚٗ ٠‬حُل‪ ٖٓ 81 َٜ‬ىٓظ‪ 2011 ٍٞ‬حٌُ‪٣ ١‬و‪ُٜٞ‬خ إٔ ط‪ٜ‬يٍ هالٍ حُلظَس حُلخ‪ِٛ‬ش‬
‫‪40‬‬
‫وبددذلك اقتضددى األمددر تعطٌددل وتوقٌددؾ خدددمات عدددد مددن المرافددق العامددة‬
‫لتجنٌدب المدوعفٌن والمددرتفقٌن اإلصدابة بالدداء‪ ،‬باسددتثناء المرافدق التدً ال ٌمكددن‬
‫االستؽناء عنها وتعد خدماتها ضرورٌة لمواجهة المرض ‪ -‬أي ما ٌمكدن تسدمٌته‬
‫بمرافددددق الصددددؾ األمددددامً أو مرافددددق خددددط المواجهددددة‪ -‬كمنعومددددة الصددددحة‪،‬‬
‫الصٌدلٌات‪ ،‬مختلؾ القوات العمومٌدة والسدلطة المحلٌدة لفدرض االلتدزام بتددابٌر‬
‫الحجر ومرافق الشرطة اإلدارٌة التً تدخل من ضمن مدلوالتها المحافعة علدى‬
‫الصحة العامة ‪.‬‬
‫كما تدعو هدذ الضدرورة اعتمداد المفهدوم المدرن والمتحدول للمرفدق العدام‬
‫مادام أن المرفق العام ٌتسع لٌشمل فً مدلوله وفلسفته كل نشاط أو خدمة ترتبط‬
‫بتحقٌق المصلحة العامة‪.‬‬
‫بددذلك فرضددت الضددرورة إدخددال األنشددطة والخدددمات المرتبطددة بالتؽذٌددة‬
‫العامة من إنتاد وتخزٌن وتوزٌع إلى خانة المرفق العام رؼم أن هدذ األنشدطة‬
‫والخدمات تحقق مصلحة ممتهنٌها إال أن ضرورات المصدلحة العامدة أصدبحت‬
‫تقددرض اسددتمرارٌة هددذ المرافددق الخاصددة وبهددذ العلددة أصددبحت تكتسددً صددبؽة‬
‫العمومٌة‪.‬‬
‫وٌفددرض الحجددر الصددحً التددزام المسدداكن وعدددم مؽادرتهددا إال فددً حالددة‬
‫الضرورة القصوى حٌث ٌفرض هذا االلتزام عدم اسدتمرارٌة عددد مدن المرافدق‬
‫وتوقفها عن أداء مهامها‪.64‬‬

‫ر‪ ٖ٤‬حُي‪ٍٝ‬حص ‪ٝ‬رخطلخم ٓغ حُِـخٕ حُظ‪٣ ٢‬ؼ٘‪ٜ٤‬خ حألَٓ ك‪ً ٢‬ال حُٔـِٔ‪َٓ ٖ٤‬حٓ‪ ْ٤‬ه‪ٞ‬حٗ‪٣ ٖ٤‬ـذ ػَ‪ٜٟ‬خ‬
‫ه‪ٜ‬ي حُٔ‪ٜ‬خىهش ػِ‪ٜ٤‬خ ٖٓ ‪َ١‬ف ٓـِٔ‪ ٢‬حُزَُٔخٕ هالٍ حُي‪ٍٝ‬س حُؼخى‪٣‬ش حُٔ‪ٞ‬حُ‪٤‬ش‪..‬‬
‫‪ -45‬هالٍ ريح‪٣‬ش حُظٔ‪٤ٜ‬ي ُلَ‪ ٝ‬كخُش حُط‪ٞ‬حٍة حُ‪ٜ‬ل‪٤‬ش ‪ٛ‬يٍص ػيس رالؿخص ‪ٝ‬ى‪٣ٍٝ‬خص ٖٓ‬
‫حُوطخػخص حُلٌ‪٤ٓٞ‬ش حُٔؼ٘‪٤‬ش طيػ‪ ٞ‬حُ‪ ٠‬ط‪ٞ‬ه‪٤‬ق ‪ٝ‬طؼِ‪٤‬ن حُؼَٔ رخَُٔحكن حُظخرؼش ُ‪ٜ‬خ‬
‫‪41‬‬
‫من خالل ما تقدم أصبح التساإل ٌطدرغ ‪ :‬هدل ٌدتم التسدلٌم والركدون لعددم‬
‫استمرارٌة المرفق العام وانتعار انجالء هذ الوباء للعودة الى الوضع الطبٌعًو‬
‫أم ٌجب البحث عن بدائل أخرى تنهل من التطور التكنولوجً الحدٌث ٌدتم‬
‫بها ضمان استمرارٌة خدمة المرفق العام فً نفس الوقت الدذي ٌدتم فٌده االلتدزام‬
‫بالحجر الصحً وتطبٌق قواعد (فقرة أولى)‪.‬‬

‫اذا كاندددت بعدددض المرافدددق العمومٌدددة ٌصدددعب أن تسدددتمر دون أن تخدددرق‬


‫المقتضٌات المفروضة لمواجهة وباء كوفٌد ‪ 94‬كمرفق النقدل بؤنواعده الطرقدً‪،‬‬

‫السددككً‪ ،‬البحددري والجددوي إال مددا ٌسددمح بدده نقددل المرضددى ونقددل الوفٌددات ثددم‬
‫البضائع والمستلزمات الضرورٌة فً هذ الفترة‪ ،‬ألن جوهر خدمتها ٌبقى عمال‬
‫مادٌا ٌخدم األشخاص فً تنقلهم من مكان إلى أخدر وفدً الوصدول إلدى مقدرا ت‬
‫عملهدددم وال ٌمكدددن أن تسدددتفٌد مدددن التطدددور التكنولدددوجً إال فدددً تحسدددٌن جدددودة‬
‫الخدمات التً تقدمها‪.‬‬
‫على العكس من ذلك فهناك نماذد أخرى لمرافق عمومٌة ٌمكن أن تضمن‬
‫استمرارٌتها من خالل التحول نحو المرفق الرقمً كنمدوذد التعلدٌم عدن بعدد أي‬
‫التعلٌم الرقمً والعدالة الرقمٌة (فقرة ثانٌة)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مدسل اإلدارة اإللكترونٌة‬
‫فً اطار هدذ العدروؾ الطارئدة التدً فرضدها وبداء كوفٌدد ‪ 94‬وٌعٌشدها‬

‫المؽرب كسائر بلدان العالم حالٌا لضدمان اسدتمرارٌة عددد مدن المرافدق ٌقتضدً‬

‫‪42‬‬
‫األمر االستناد على أحد المباد الرئٌسٌة التً تإطر سدٌر المرافدق العامدة وهدو‬
‫قابلٌة المرفق العام للتطور والتحدٌث‪.‬‬
‫وٌعدد هدذا المبددأ مدن البددٌهٌات بحكدم أن العدالم الدذي نعٌشده أصدبح عالمددا‬
‫متحركا بسرعة تفوق فً أحٌان كثٌرة قدرة الدول النامٌة على مجداراة ومواكبدة‬
‫هذ التحوالت خاصة التحدوالت التكنولوجٌدة والتدً تعدد مدن جاندب خدر واجبدة‬
‫التملدك والتطبٌدق بحكددم مدا تقدمده مددن سدرعة وجدودة فددً إنجداز الخددمات بؤقددل‬
‫تكلفة تضمن اقتصاد الوقت والجهد وقد تسداعد المرافدق العامدة بشدكل الفدت فدً‬
‫تفعٌل مقتضٌات الجودة والنزاهة والمردودٌة وتضمن االسدتمرارٌة فدً أصدعب‬
‫العروؾ خاصة اذا تم الحرص على ضدمان اسدتفادة المعنٌدٌن بخددمات المرفدق‬
‫على قدم المساواة‪.‬‬
‫وعدل ورش اإلدارة اإللكترونٌددة الدذي ٌددإطر عملٌددة التحدول نحددو المرفددق‬
‫الرقمدً ورشددا مفتوحددا منددذ سددنوات خلددت دون أن ٌجددد طرٌقددة نحددو التفعٌددل فدً‬
‫اطار برامو ومخططات واضحة ومتكاملة كسٌاسة عمومٌة بؤلٌات تنفٌدذ محدددة‬
‫فً الزمان‪.‬‬
‫وكل مدا تحقدق فدً هدذا الدورش تقددٌم المرافدق العمومٌدة لدبعض الخددمات‬
‫اإللكترونٌة ال تإسس لتحول فعلً نحو المرفق الرقمً الذي ٌتطلدب أن تدتم كدل‬
‫الخدمات التً ٌقدمها أو جلها بطرٌقة اإللكترونٌة‪.‬‬
‫وقد نجد التبرٌر فً صعوبة التؤسٌس لغدارة الرقمٌدة طٌلدة هدذ السدنوات‬
‫أنهددا تعددد ورشددا لددٌس مددن السددهولة بمكددان وإنمددا ورشددا مركبددا ومعقدددا ٌقتضددً‬
‫اختراق عدد من الحقول وٌتطلب األمر بالدرجة األولدى تدؤهٌال واسدتعدادا نفسدٌا‬
‫سددواء بالنسددبة لشددرٌحة عرٌضددة مددن المددوعفٌن وأعددوان المرافددق العمومٌددة ثددم‬
‫‪43‬‬
‫المرتفقٌن وتحدولهم مدن العمدل التقلٌددي إلدى العمدل اإللكتروندً مدع مدا ٌجدب أن‬
‫نستحضر هنا من كون عدد ال ٌستهان به من المدوعفٌن لدٌس بمسدتطاعهم تملدك‬
‫أسس تكنولوجٌا المعلومٌات أو تملكهدا فدً حددود دنٌدا ال تدإهلهم ألداء خدمدة أو‬
‫وعٌفة الكرتونٌة‪.‬‬
‫ومن جهدة ثانٌدة ٌنطبدق األمدر علدى نسدبة كبٌدرة مدن المدرتفقٌن أو طدالبً‬
‫الخدمة حٌث لٌس بمستطاعهم الولود إلى الفضاءات الرقمٌة خالل مرحلة طلب‬
‫الخدمة أو تلفٌها إال بمساعدة من الؽٌر قد ال تتوفر دائما‪.‬‬
‫إن ورش اإلدارة اإللكترونٌة ٌتطلب تؤطٌرا تشرٌعٌا متكامال ٌوفر االطار‬
‫القددانونً والتنعٌمددً المناسددب للتحددول نحددو الرقمددة الددذي ٌجددب أن تسددتند علٌدده‬
‫المرافددق العمومٌددة فددً تنعٌمهددا وفددً تقدددٌم خدددماتها مددن خددالل مدونددة خاصددة‬
‫باإلدارة اإللكترونٌة عوض نصوص متفرقة ومتباعدة فدً الزمدان‪65‬ال ٌمكدن أن‬
‫تشكل إطارا تشرٌعٌا مرجعٌا وملزما ٌخدم التحول نحو المرفق الرقمً‪.‬‬
‫كمددا سددبقت اإلشددارة فددان موضددوب اإلدارة اإللكترونٌددة موضددوب تددواتر‬
‫الحدددٌث الرسددمً عندده سددواء مددن خددالل عدددد مددن الخطددب الملكٌددة وأثندداء تقدددٌم‬
‫البرامو الحكومٌة أثناء كل والٌة حكومٌة منذ حكومة التناوب إلى امن‪.‬‬
‫ودون استعراض هذ المحطات جمٌعها سنقتصر على اإلشارة إلى بعدض‬
‫الخطط ومشارٌع القوانٌن الحالٌة التدً تإسدس ولدو بشدكل ؼٌدر متكامدل للتحدول‬
‫الرقمً‪.‬‬

‫‪٘ٛ -45‬خى ػيى ٖٓ حُ٘‪ ٜٙٞ‬حُوخٗ‪٤ٗٞ‬ش ٗ‪ٜ‬ض ػِ‪ ٠‬حٓظؼٔخٍ حُ‪ٓٞ‬خثَ حإلٌُظَ‪٤ٗٝ‬ش ك‪ ٢‬طوي‪ ْ٣‬هيٓخص‬
‫رؼ‪ ٞ‬حَُٔحكن‪ ،‬كٔؼال ٗ‪ ٚ‬حَُٔٓ‪ 2.12..349 ّٞ‬رظخٍ‪٣‬ن ‪ٓ 20‬خٍّ ‪ٓ ٖٟٔ 2013‬وظ‪٤٠‬خط‪ ٚ‬ػِ‪٠‬‬
‫ِٗع حُ‪ٜ‬لش حُٔخى‪٣‬ش ػٖ حُطِز‪٤‬خص حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫وٌمكددن االسددتدالل بالخطددة الوطنٌددة إلصددالغ اإلدارة التددً أعدددتها وزارة‬
‫إصددالغ اإلدارة والوعٌفددة العمومٌددة قبددل اندددماجها مددع وزارة المالٌددة وتؽطددً‬
‫الفتددرة الزمنٌددة بددٌن سددنوات ‪ 2229-2293‬أي إلددى حدددود مددا تبقددى مددن الوالٌددة‬

‫االنتدابٌة الحالٌة‪.‬‬
‫انبنت هذ الخطة على خالصات الخطب والتوجٌهات الملكٌدة وخالصدات‬
‫الملتقى الوطنً للوعٌفة العمومٌدة العلٌدا المنعقدد بمدٌندة الصدخٌرات بتدارٌإ ‪22‬‬

‫فبراٌددر ‪ 2293‬ووجهددت إلددى أشددؽال هددذا الملتقددى رسددالة ملكٌددة خلصددت إلددى أن‬

‫"‪...‬اإلصالغ الشامل والمندمو لغدارة العمومٌة ٌكتس طابعا استعجالٌا‪ ،‬بحكدم‬


‫الرهانددات المطروحددة علٌدده ضددمانا للرعاٌددة المسددتمرة للمرفددق العددام‪ ،‬وجددودة‬
‫الخددددمات العمومٌدددة‪ ،‬مدددع مدددا ٌقتضدددٌه ذلدددك مدددن دعدددم للبعدددد الجهدددوي واعتمددداد‬
‫‪66‬‬
‫الالتمركز اإلداري واعتما د للكفاءة والفعالٌة فً تدبٌر الموارد البشرٌة‪"...‬‬

‫وعلدددى هدددذا األسددداس‪ ،‬فدددإن الخطدددة الوطنٌدددة إلصدددالغ اإلدارة تتضدددمن‬


‫التوجهددات العامددة التددً مددن شددؤنها أن تدددفع بالمسددار اإلصددالحً نحددو إحددداث‬
‫تحدددوالت هٌكلٌدددة‪ ،‬إن علدددى الصدددعٌد التنعٌمدددً و التددددبٌري أو علدددى الصدددعٌد‬
‫التخلٌقً والرقمً‪ ،‬بهدؾ تطوٌر المرفق العام والخدمات العمومٌة‪.‬‬

‫‪ٓ -47‬وظطق ٖٓ حَُٓخُش حُٔخٓ‪٤‬ش حٌُِٔ‪٤‬ش حُٔ‪ٞ‬ؿ‪ٜ‬ش اُ‪ ٠‬حُٔ٘خًٍخص ‪ٝ‬حُٔ٘خًٍ‪ ٖ٤‬ك‪ ٢‬حُِٔظو‪ ٠‬حُ‪٢٘١ٞ‬‬
‫ُِ‪ٞ‬ظ‪٤‬لش حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش حُؼِ‪٤‬خ حُٔ٘ظْ ٖٓ ‪َ١‬ف ‪ُٝ‬حٍس ا‪ٛ‬الف حإلىحٍس ‪ٝ‬حُ‪ٞ‬ظ‪٤‬لش حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش رخُ‪ٜ‬و‪َ٤‬حص‬
‫رظخٍ‪٣‬ن ‪ 27‬كزَح‪2018 َ٣‬‬
‫‪45‬‬
‫ومن ثمة‪ ،‬حسب الخطدة ٌتخدذ إصدالغ اإلدارة والوعٌفدة العمومٌدة صدبؽة‬
‫تحوٌلٌددة‪ ،‬مندمجددة وشدداملة‪ ،‬مددن أجددل ضددمان جددودة الخدددمات العمومٌددة وكفدداءة‬
‫الموارد البشرٌة ورعاٌة المصلحة العامة‪.67‬‬
‫وباإلضددافة إلددى الخطددة المددذكورة نجددد مشددروب مٌثدداق المرافددق العمومٌددة‬
‫الذي سبقت اإلشارة الٌه ونصت علٌه مقتضٌات الدستور نص فً عدة مواد منه‬
‫علدددى ضدددرورة تدددوفٌر الخددددمات وتوسدددٌع وتنوٌدددع أسدددالٌب تقددددٌمها‪ ،‬ال سدددٌما‬
‫باستعمال تكنولوجٌا المعلومات واالتصال‪.68‬‬
‫وأعهددددرت الحاجددددة المباؼتددددة لمواجهددددة وبدددداء كورونددددا أهمٌددددة اإلدارة‬
‫اإللكترونٌة وما توفر من إمكانٌات وسبل تمكن من مواجهة هذا الوباء وتضمن‬
‫استمرارٌة المرفق العدام اذ ٌصدعب تحمدل تبعدات توقدؾ الخددمات المرفقٌدة بعدد‬
‫تجاوز هذ العرفٌة‪.‬‬
‫ولمحاولة االستدراك عملت عدد من القطاعات على اللجوء االضدطراري‬
‫إلددى اإلدارة اإللكترونٌددة مددن خددالل دورٌددات ومناشددٌر تدددعو إلددى تقدددٌم خدددماتها‬
‫بشكل الكرتونً كخدمات المحافعات العقارٌة والوكاالت الحضرٌة‬
‫باإلضافة إلى التعلٌم والعدالة كما سنرى فً الفقرة الموالٌة‪.‬‬
‫ؼٌر أن عدة عوائق سواء منها المقتضٌات التشدرٌعٌة‪ ،‬الوسدائل التقنٌدة أو‬
‫التكددوٌن المعلومدداتً التقنددً لمددوعفً وأعددوان المرافددق وكددذلك صددعوبات أداء‬
‫الرسوم بالنسبة لبعض الخدمات المرفقٌة التً ٌإدى مقابلها رسم وكذلك إشكالٌة‬

‫‪67‬‬
‫‪ٍ -‬حؿغ طوي‪ ْ٣‬حُوطش حُ‪٤٘١ٞ‬ش ُإل‪ٛ‬الف حإلىحٍس ‪ٍٞ٘٘ٓ .2021-2018‬س رٔ‪ٞ‬هغ حُ‪ُٞ‬حٍس‪.‬‬
‫‪ -49‬حُلوَس حأله‪َ٤‬س ٖٓ حُٔخىس ‪َٝ٘ٓ ٖٓ 28‬ع حُوخٗ‪ 19.54 ٕٞ‬رٔؼخرش ٓ‪٤‬ؼخم َُِٔحكن حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش‪ ،‬ه‪٤‬ي‬
‫حٓظٌٔخٍ حُٔٔطَس حُظَ٘‪٣‬ؼ‪٤‬ش‬
‫‪46‬‬
‫حماٌدددة المعطٌدددات الشخصدددٌة عندددد التعامدددل اإللكتروندددً سدددواء عندددد األداء أو‬
‫الحصول على الخدمات‪.‬‬
‫حالت هذ الصعوبات وؼٌرهدا كثٌدر ألنده لدم ٌدتم العمدل علدى حلهدا خدالل‬
‫فترة الرخداء اذا صدح التعبٌدر وبدذلك ٌصدعب التؽلدب علٌهدا لضدمان اسدتمرارٌة‬
‫سلسة للمرفق العام خالل فترة الطوار الصحٌة‪.‬‬
‫بددذلك تبددٌن أن التددؤخر فددً ورش اإلدارة اإللكترونٌددة لددم ٌعددد مددن األمددور‬
‫المقبولة وأن هدر المزٌدد مدن الوقدت دون االنتهداء منده ٌكلدؾ تبعدات تدؤثر علدى‬
‫مبدددأ اسددتمرارٌة المرفددق العددام الددذي بدده تتحقددق المصددلحة العامددة وتمددارس بدده‬
‫الدولة وعائفها األساسٌة خاصة فً زمن العدروؾ الطارئدة والصدعبة كدالعرؾ‬
‫الحالً أو من ناحٌة جودة الخدمات وشفافٌتها التً ٌضمنها المرفق الرقمً الذي‬
‫ٌعد فً األخٌر عامال مساعدا فً التطور ومواكبة العصر بالنسبة للمؽرب‪.‬‬
‫وقددد تشددكل العددروؾ الطارئددة الحالٌددة فرصددة مواتٌددة للدددفع النهددائً نحددو‬
‫اإلدارة اإللكترونٌددة الددذي لددم ٌددراوغ ورشددها حالددة المددد والجددزر طٌلددة سددنوات‪،‬‬
‫وهذا ما ٌمكن أن ٌلمس مدن خدالل سدعً الحكومدة إلدى رقمندة اإلدارة و ترسدٌم‬
‫العمل عن بعد فً الوعٌفة العمومٌة من خدالل مشدروعً المرسدومٌن المتعلقدٌن‬
‫برقمنة الخدمات اإلدارٌة ومشروب المرسوم المإسس للعمدل عدن بعددألول مدرة‬
‫فً تارٌإ المؽرب وٌمكن من التوازن بٌن حاجٌدات اإلدارة المتمثلدة فدً ضدمان‬
‫استمرارٌة الخدمة بالنجاعة والفعالٌة المطلوبتٌن واألخدذ فدً الحسدبان العدروؾ‬
‫الخاصة للموعفٌن خاصة أولئك الذٌن ٌجدون صعوبات ٌومٌة فً الوصول إلدى‬
‫مقرات العمل الرسمٌة أو الذٌن ٌعانون من عروؾ صحٌة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫وٌعددد العمددل عددن بعددد بشددكل جزئددً أو كلددً وبشددكل دائددم أو مإقددت أحددد‬
‫العناصر المرتبطة بمفهوم اإلدارة الحدٌثة وٌندرد ضمن تطوٌر وتنوٌع أسالٌب‬
‫العمددل‪ .‬وٌددتم سددواء مددن سددكنى الموعددؾ أو مقددرات أخددرى تحددددها اإلدارة عنددد‬
‫االقتضاء ؼٌر مقرات العمل التابعة لها‪.69‬‬
‫وقددد تجددد مبددررات اعتمدداد هددذا المرسددوم فددً سددد الفددراغ التشددرٌعً الددذي‬
‫واجهه العمل عن بعد بحكم الواقع خالل االلتزام بحالة الطوار الصحٌة‪.‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬نماذج للمرفق الرقمً‬
‫قصددد التعامددل مددع الطددروؾ الطارئددة المباؼتددة الناجمددة عددن وبدداء كورونددا‬
‫تطلب األمر من السلطة العمومٌة التدخل العاجل لفرض حالة الطوار الصحٌة‬
‫بمقتضى مرسوم بقانون رقم ‪ 22323242‬بتارٌإ ‪ 21‬مدارس ‪70 2222‬المتعلدق‬

‫بسن حالدة الطدوار الصدحٌة وإجدراءات اإلعدالن عنهدا إلقدرار قواعدد االلتدزام‬
‫بالحجر الصحً التً أحال الدنص المدذكور علدى تحدٌدد مددة سدرٌانها واإلعدالن‬
‫عنهددا بمقتضددى نددص تنعٌمددً‪71‬كتدددبٌر وقددائً واجددب التطبٌددق لمواجهددة الوبدداء‬
‫والتقلٌل من اإلصابات‪.‬‬
‫وقبل صدور االطار القانونً المدنعم لحالدة الطدوار الصدحٌة تدم توقٌدؾ‬
‫خدمات عدد من المرافق بمقتضى بالؼدات كدالبالغ الصدادر عدن وزارة التربٌدة‬

‫‪ٍ -50‬حؿغ ٓيًَس طوي‪َٝ٘ٓ ْ٣‬ع حَُٔٓ‪ ّٞ‬رظَٓ‪ ْ٤‬حُؼَٔ ػٖ رؼي ك‪ ٢‬اىحٍحص حُي‪ُٝ‬ش‪ ،‬حُٔؼي ٖٓ هزَ‬
‫‪ُٝ‬حٍس حالهظ‪ٜ‬خى ‪ٝ‬حُٔخُ‪٤‬ش ‪ٝ‬ا‪ٛ‬الف حإلىحٍس‪.‬‬
‫‪ َّٞٓٓ -70‬روخٗ‪ٍ ٕٞ‬هْ ‪ 20.2.292‬ؽ ٍ ػيى ‪ 6867‬رظخٍ‪٣‬ن ‪ٓ 24‬خٍّ ‪.2020‬‬
‫‪ -52‬كيى حَُٔٓ‪ٍ ّٞ‬هْ ‪ٓ 20.2.293‬يس َٓ‪٣‬خٕ كخُش حُط‪ٞ‬حٍة حُ‪ٜ‬ل‪٤‬ش رـٔ‪٤‬غ أٗلخء حُظَحد حُ‪، ٢٘١ٞ‬‬
‫ك‪ ٢‬حُزيح‪٣‬ش ك‪ٓٞ٣ 30 ٢‬خ ٖٓ ‪ٓ 20 ّٞ٣‬خٍّ اُ‪ ٠‬ؿخ‪٣‬ش ‪ 20‬أرَ‪٤ُ َ٣‬ظْ طٔي‪٣‬ي أ‪ُ٘ ٍٝ‬لْ حُٔيس ‪ٝ ،‬طْ طؼ‪ِٚ٤‬‬
‫َٓس أهَ‪ ٟ‬اُ‪ ٠‬ؿخ‪٣‬ش ‪.2020 ٞ٤ٗٞ٣ 10‬‬
‫‪ٍٝ‬ؿْ طؤػ‪ ٌٙٛ َ٤‬حُظؼي‪٣‬الص ػِ‪ ٠‬حُـخٗذ حالهظ‪ٜ‬خى‪ٝ ١‬حالؿظٔخػ‪ ،٢‬حال أٗ‪ٜ‬خ طَطز‪ ٢‬ر‪ٟٞ‬ؼ‪٤‬ش حُلخُش‬
‫حُ‪ٞ‬رخث‪٤‬ش‬
‫‪48‬‬
‫(أوال ) ثم البالغ الثالثدً المشدترك الصدادر بتنسدٌق بدٌن وزارة العددل والمجلدس‬
‫األعلددى للسددلطة القضددائٌة ورئاسددة النٌابددة العامددة (ثانٌببا)لتطددرغ فددً هددذ الحالددة‬
‫إشكالٌة االستمرارٌةو‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التعلٌم الرقمً‬
‫سبق بالغ وزارة التربٌة الوطنٌة والتعلدٌم العدالً والبحدث العلمدً بتدارٌإ‬
‫القاضً بتوقٌؾ الدراسة المرسوم بقانون المتعلدق بدإعالن‬ ‫‪72‬‬
‫‪ 9.‬مارس ‪2291‬‬

‫حالة الطدوار الصدحٌة بدالنعر إلدى أن عامدل الدزمن كدان مفٌددا للحدد مدن ثدار‬
‫الوباء دون انتعار استكمال مسطرة إصدار مرسوم بقانون فرض الطوار ‪.‬‬
‫فددرض هددذا الددبالغ ضددرورة توقٌددؾ عملٌددة التحصددٌل الحضددوري بجمٌددع‬
‫األسددالك مددن االبتدددائً إلددى الجددامعً وبمختلددؾ المعاهددد والمدددارس العلٌددا فددً‬
‫القطاعٌن العام والخاص إلى أجل ؼٌر محدد كإجراء وقدائً واحتدرازي بطبٌعدة‬
‫الحال لتجنب اإلصابة ونقل العدوى‪.‬‬
‫فً عل هذ الحالة أثرت العروؾ الطارئة المرتبطة بالوباء علدى مبددأ‬
‫استمرارٌة مرفدق التعلدٌم بجمٌدع أسدالكه‪ ،‬وبدذلك تكدون اسدتمرارٌة هدذا المرفدق‬
‫على المحك وتتؤرجح بٌن اختٌارٌن‪:‬‬
‫إمددا أن ٌددتم نهددو التسددلٌم بتعلٌددق خدددمات هددذا المرفددق إلددى أن تنجلددً هددذ‬
‫العروؾ أو ٌتم اللجوء إلى بدائل تضدمن اسدتمرارٌة المرفدق رؼدم هدذا العدرؾ‬
‫الطار الذي ال ٌمكن الدتحكم فدً مددا أو المددة التدً سٌسدتؽرقها لالنزٌداغ عدن‬
‫البالد‪.‬‬

‫‪ -53‬أٗظَ حُزالؽ حُ‪ٜ‬خىٍ ػٖ ‪ُٝ‬حٍس حُظَر‪٤‬ش حُ‪٤٘١ٞ‬ش ‪ٝ‬حُظؼِ‪ ْ٤‬حُؼخُ‪ٝ ٢‬حُزلغ حُؼِٔ‪ ٢‬رظخٍ‪٣‬ن حُـٔؼش‬
‫‪ٓ 13‬خٍّ ‪.2016‬رٔ‪ٞ‬هغ حُ‪ُٞ‬حٍس حُٔؼ٘‪٤‬ش‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫ونهجت السدلطة الحكومٌدة المكلفدة بدإدارة المرفدق خٌدار االسدتمرارٌة مدن‬
‫خدددالل التعلدددٌم عدددن بعدددد باسدددتعمال الوسدددائل والوسدددائط االلكترونٌدددة ألن خٌدددار‬
‫االستسالم ٌإدي إلى ضرب مبدأ االستمرارٌة وسٌإدي من جهة أخرى إلى سنة‬
‫بٌضاء فً هذا المرفق الحٌوي ٌصعب على الدولة تحمل تبعاتها وتكلفتهدا الحقدا‬
‫نتٌجة تؤثٌرها المضاعؾ على األسر وعلى تطور وتنمٌة البالد ‪.‬‬
‫باالسددتناد إلددى بددالغ توقٌددؾ الدراسددة نفسدده فددان األمددر ال ٌتعلددق بعطلددة‬
‫مفتوحددة أي بتوقٌددؾ مفتددوغ السددتمرارٌة المرفددق وإنمددا سددٌتم تعددوٌض الدددروس‬
‫والمحاضدددرات الحضددددورٌة بنعٌرتهددددا الرقمٌددددة عددددن بعددددد وتصددددل محتوٌاتهددددا‬
‫ومضامٌنها إلى التالمٌذ والطلبة وهم فً بٌوتهم ملتزمٌن بإجراءات الحجر‪.‬‬
‫وبذلك فدان األطدر التربوٌدة واإلدارٌدة العاملدة بهدذا المرفدق انخرطدت فدً‬
‫تجربة العمل عن بعدد التدً تحداول الحكومدة األن توسدٌعها وتقنٌنهدا لتسدتمر فدً‬
‫عددل العددروؾ العادٌددة بحكددم أثرهددا اإلٌجددابً المضدداعؾ اذا طبقددت بشددكل سددلٌم‬
‫وتددوفرت لهددا الشددروط الضددرورٌة فددً الوعددائؾ التددً تقبددل طبٌعتهددا أن تددإدى‬
‫‪73‬‬
‫وتنجز عن بعد‪.‬‬
‫لضدمان اسدتمرارٌة التعلدٌم عدن بعدد تدم االعتمداد علدى مدوارد ومضدامٌن‬
‫رقمٌة وكذلك سمعٌة بصرٌة وحقائب بٌداؼوجٌة تستعمل المنصدات والتطبٌقدات‬
‫اإللكترونٌة التً تعتمد على شبكة األنترنٌدت وبعدض القندوات التلفزٌدة‪ ،‬ؼٌدر ان‬
‫هذ الوسائل طرحت إشكالٌة التمكن منها باإلضدافة إلدى مددى إمكانٌدة تدوفر كدل‬
‫التالمٌذ والطلٌة على الوسائط التً تدعمها‪ ،‬زٌادة كذلك على مدى تؽطٌة جمٌع‬

‫‪ -54‬أ‪ٛ‬يٍص ‪ُٝ‬حٍس حُٔخُ‪٤‬ش ‪ٝ‬ا‪ٛ‬الف حإلىحٍس َٓ٘‪ٝ‬ع َٓٓ‪٘٣ ّٞ‬ظْ ً‪٤‬ل‪٤‬خص حُؼَٔ ػٖ رؼي ك‪َٓ ٢‬حكن‬
‫حُ‪ٞ‬ظ‪٤‬لش حُؼٔ‪٤ٓٞ‬ش‬
‫‪50‬‬
‫المندداطق بددالتراب الددوطنً بشددبكات االتصدداالت التددً تددتحكم فددً قددوة وصددبٌب‬
‫األنترنٌت ‪ ،‬لمحاولة إٌصال هذ الخدمات ألكبر عدد من المتلقٌن‪.‬‬
‫ا ذا كانت هذ العملٌة تضمن مبددأ االسدتمرارٌة ولدو فدً حددود الددنٌا مدن‬
‫جانب خر طرغ مبدأ المساواة فً تلقً الخدمة باعتبار كذلك مدن بدٌن المبداد‬
‫المإطرة لسٌر المرافق العامة حتى تتحقق بدذلك المصدلحة العامدة التدً تفدرض‬
‫أن ٌتلقى جمٌع وكل المعنٌٌن بخدمات مرفق ما خدماته فً نفس العروؾ‪.‬‬
‫هدددذا مدددا ٌفسدددر اعتمددداد السدددلطة الوصدددٌة علدددى الددددروس والمحاضدددرات‬
‫الحضورٌة المنجزة إلى ؼاٌة ‪ 91‬مارس ‪ 2222‬فً االمتحانات خاصدة بالنسدبة‬

‫للمسددتوٌات اإلشددهادٌة ممددا ٌسددتفاد مندده ضددمنٌا حدددود وقسددور هددذ التجربددة اتددً‬
‫فرضت تبنٌها العروؾ الطارئة بشكل مستعجل لم تتوفر له المقومات التنعٌمٌة‬
‫والتقنٌة الكفٌلة بتفعٌله بالشكل المناسب‪.‬‬
‫اذا تجاوزندددا مبددددأ االسدددتمرارٌة فدددً عدددل هدددذ العدددروؾ الطارئدددة ٌمكدددن‬
‫توعٌؾ التعلٌم عن بعد أو التعلدٌم الرقمدً كحدل لتجداوز بعدض اإلشدكاالت التدً‬
‫تحد مدن جدودة خددمات هدذا المرفدق فدً العدروؾ العادٌدة‪ ،‬كاالكتعداع بالنسدبة‬
‫للمإسسدددات التعلٌمٌدددة ذات االسدددتقطاب المفتدددوغ خاصدددة اذا تدددوفرت الوسدددائل‬
‫اللوجٌستٌكٌة التً تسداعد وتددعم أداء خددمات هدذا المرفدق وتحولده إلدى االطدار‬
‫الرقمً باستحضار كل المباد المإطرة للمرفق العام خاصة معاٌٌر الجودة‪.‬‬
‫وبددذلك ال ؼنددى عددن ولددود المؽددرب للجٌددل الخددامس مددن االتصدداالت التددً‬
‫تضددمن تقدددٌم الخدددمات الرقمٌددة بالسددرعة والجددودة المطلددوبتٌن بددالزام الشددركات‬
‫العاملددة فددً مجددال االتصدداالت بتقدددٌم هددذ الخدمددة باعتبارهددا مرفقددا عامددا مددع‬

‫‪51‬‬
‫مواكبة وتمكٌن المتعلمٌن من تالمٌذ وطلبة من التوفر على الوسائل اإللكترونٌدة‬
‫المناسبة لتلقً خدمات التعلٌم عن بعد‪.74‬‬
‫ولغشارة فالتعلٌم عن بعد كدان مخططدا لده قبدل هدذ العدروؾ مدن طدرؾ‬
‫السددلطة الحكومٌددة المكلفددة بددالتعلٌم مددن خددالل بعددض مضددامٌن القددانون االطددار‬
‫المتعلق بالتربٌة والتكوٌن والبحث العلمً‪.75‬‬
‫ؼٌر أن سبل تطبٌقه وأجرأته واالستعداد الكامل لتطبٌق مقتضٌات المرفق‬
‫الرقمً فٌه كانت ال تزال تطرغ النقاش حولها‪.‬‬
‫إال أن هذ العروؾ الطارئة فرضدت بشدكل الزامدً ضدمانا لالسدتمرارٌة‬
‫خوض ؼمار التجربة الرقمٌة التً ٌمكن االستفادة من الثؽرات والسلبٌات التدً‬
‫أفرزتها لمحاولدة تجاوزهدا خدالل عملٌدة التقٌدٌم الشدامل بعدد تجداوز هدذ المحندة‬
‫التً تفرضها هذ العروؾ الطارئة‪.‬‬
‫ما ٌنطبق علة التعلٌم ٌنطبق على العدالة كذلك رؼم االختالؾ فدً جدوهر‬
‫الخدمات التً ٌقدمها كل مرفق ؼٌر أن مبدأ االستمرارٌة ٌعنً المرفقٌن معا‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬العدالة الرقمٌة‪:‬‬
‫على ؼرار باقً المرافق تم توقٌؾ وتعلٌدق الخددمات بكدل محداكم المملكدة‬
‫ماعدا القضاء االستعجالً وقضداء التحقٌقوقضداٌا المعتقلدٌن فدً اطدار الجناٌدات‬
‫والجنح الضبطٌة المرتبطة بالحرٌة‪.76‬‬

‫‪-55‬كَٓض حُ‪ٓٞ‬خثَ حالٌُظَ‪٤ٗٝ‬ش ًخُل‪ٞ‬حٓ‪٤‬ذ ‪ ٝ‬حألُ‪ٞ‬حف حٌُظَ‪٤ٗٝ‬ش ‪ٝ‬حُ‪ٜٞ‬حطق حًٌُ‪٤‬ش ‪ٟٝ‬ؼق حُظـط‪٤‬ش‬
‫ر٘زٌش حألٗظَٗ‪٤‬ض أ‪ٛ ٝ‬ؼ‪ٞ‬رش ط‪ٞ‬ك‪ َ٤‬ػٖٔ حُ‪ُٞٞ‬ؽ ػيىح ٖٓ حُظالٓ‪ٝ ٌ٤‬حُطِزش هخ‪ٛ‬ش حُٔ٘ليٍ‪ٖٓ ٖ٣‬‬
‫حأل‪ٓٝ‬خ‪ ١‬حُ‪ٜ٘‬ش ‪ٝ‬حُٔؼ‪ُٞ‬س ‪.‬‬
‫‪ٍ -75‬حؿغ ٓوظ‪٤٠‬خص حُوخٗ‪ ٕٞ‬حال‪١‬خٍ ‪٣ 17.51‬ظؼِن رظ٘ظ‪ ْ٤‬حُظَر‪٤‬ش ‪ٝ‬حُظٌ‪ٝ ٖ٣ٞ‬حُزلغ حُؼِٔ‪.٢‬‬
‫‪ٍ -57‬حؿغ حُزالؽ حُٔ٘ظَى ر‪ُٝ ٖ٤‬حٍس حُؼيٍ ‪ٝ‬حُٔـِْ حألػِ‪ُِِٔ ٠‬طش حُو‪٠‬خث‪٤‬ش ‪ٍٝ‬ثخٓش حُ٘‪٤‬خرش حُؼخٓش‬
‫رظخٍ‪٣‬ن ‪ٓ 16‬خٍّ ‪ٝ 2020‬ه‪ ٢٠‬رظؼِ‪٤‬ن حُـِٔخص رٌَ ٓلخًْ حٌُِٔٔش‬
‫‪52‬‬
‫اذا كانت وزارة العدل قد عملت سابقا على توفٌر عدد من الخدمات بشكل‬
‫الكترونً كمراقبة القضاٌا عن بعد دون الحاجة إلى التنقل إلى المحاكم لالطالب‬
‫علددى الملفددات سددواء مددن داخددل المؽددرب وخارجدده كددذلك بالنسددبة ألفددراد الجالٌددة‬
‫المؽربٌة بالخارد باإلضافة إلى السٌر فً رقمنة الحصول علدى السدجل العددلً‪.‬‬
‫وكذلك نزب الصفة المادٌة الورقٌة عن بعض اإلجراءات وتحوٌلها الى سدجالت‬
‫الكرتونٌة تسهل من عملٌة المراقبة‪.‬‬
‫ؼٌددر أن االطددالب علددى مددآل الملفددات الرائجددة ال ٌتسددم بالفورٌددة وهددذ‬
‫الخدمات التً ٌقدمها مرفدق العدالدة بشدكل الكتروندً ال تسدمح لندا بالحددٌث عدن‬
‫مرفق العدالة الرقمٌة بإحداث التحول الشدامل لعمدل المحكمدة كمنعومدة متكاملدة‬
‫نحو المحكمة الرقمٌة‪.‬‬
‫وعمق الفراغ التشرٌعً من مهمة التحدول إلدى البددائل الممكندة مدن خدالل‬
‫المحاكمة عن بعد حٌث تنص المسطرة الجنائٌة المؽربٌة على الحضور المادي‬
‫للمددتهم للتؤكددد مددن هوٌتدده وان اقتضددى الحددال مواجهتدده مددع الشددهود أو الضددحٌة‬
‫بالنسبة لقضاٌا المعتقلٌن‪ ،‬رؼدم أن مصدلحة السدجناء تفدرض عددم تنقدٌلهم خدالل‬
‫هذ العروؾ من المإسسات السجنٌة إلى مقر المحكمة حٌث تتم المحاكمة‪.‬‬
‫تم اللجوء إلى التوافق بٌن أطراؾ المحاكمة حٌدث تدم التنسدٌق بدٌن وزارة‬
‫العدل‪ ،‬المجلس األعلى للسلطة القضائٌة‪ ،‬رئاسة النٌابة العامة‪ ،‬المندوبٌدة العامدة‬
‫إلدارة السجون وجمعٌة هٌئات المحامٌن بالمؽرب‪.77‬‬

‫‪-58‬ػَ‪ َ٣ُٝ ٝ‬حُؼيٍ أٓخّ ُـ٘ش حُؼيٍ ‪ٝ‬حُظَ٘‪٣‬غ ‪ٝ‬كو‪ٞ‬م حإلٗٔخٕ رٔـِْ حُ٘‪ٞ‬حد ك‪ ٍٞ‬حإلؿَحءحص‬
‫حُٔظوٌس ٖٓ ‪َ١‬ف حُ‪ُٞ‬حٍس ُٔ‪ٞ‬حؿ‪ٜ‬ش ‪ٝ‬رخء ً‪ٍٗٝٞ‬خ حُٔٔظـي رظخٍ‪٣‬ن ‪.2020 ٞ٤ٗٞ٣ 2‬‬
‫‪53‬‬
‫تبعدا لدذلك انطلقددت عملٌدة التقاضدً عددن بعدد ابتدداء مددن تدارٌإ ‪ 22‬أبرٌددل‬

‫‪ 2222‬وتم عقد عددد مدن المحاكمدات عدن بعدد دون تنقٌدل السدجناء واسدتجوابهم‬

‫من داخل المإسسات السجنٌة‪.‬‬


‫تفرض العدالة الرقمٌدة أو المحكمدة الرقمٌدة أن تدتم جمٌدع اإلجدراءات مدن‬
‫بداٌة المقاالت والطلبات المكونة للملفات إلى نهاٌتها أي بالحصول على األحكام‬
‫أو القرارات النهائٌة فً هذ الحالة ٌمكن الحدٌث عن العدالة الرقمٌة‪.‬‬
‫لكن كٌؾ السبٌل لبلوغ هذ الؽاٌدة التدً تدواتر الحددٌث عنهدا دون تنفٌدذها‬
‫على أرض الواقع فً اطار عام لغدارة اإللكترونٌةو‬
‫إذا تم توفٌر إمكانٌة تقدٌم المقاالت والطلبات أمام صنادٌق المحداكم بشدكل‬
‫الكترونددً وأداء الرسددوم المطلوبددة الكترونٌددا كددذلك والقٌددام بددإجراءات التبلٌددػ‬
‫والترافع وتبادل المذكرات الكترونٌا الى ؼاٌة صدور األمر أو الحكم أو القرار‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التنفٌذ اإللكترونً سواء المرتبط بالمتقاضٌن الذاتٌٌن والمعنوٌٌن‪.‬‬
‫ٌقتضً األمر لبلوغ هذ الؽاٌة ضمان سدالمة المعطٌدات الشخصدٌة سدواء‬
‫أو التبادل اإللكترونً لكل الوثائق والمعطٌات مع مهنٌدً‬ ‫خالل عملٌة األداء‬
‫العدالددة‪ .‬وهددذ العملٌددة تسددتلزم اإلطددار التشددرٌعً المناسددب والضددمانات التقنٌددة‬
‫المتبادلددة مددع مسدداعدي القضدداء لحماٌددة المعطٌددات التددً تضددمن سددالمة التعامددل‬
‫والتبادل االلكترونً تخلق الثقة فً المحكمة الرقمٌة‪.‬‬
‫وهددذاما ٌبدددو أن وزارة العدددل تسددٌر فٌدده حالٌددا مددن خددالل تقدددٌم مسددودة‬
‫مشروب لتعدٌل قانون المسطرتٌن المدنٌة والجنائٌة تضمن المقتضدٌات القانونٌدة‬
‫التً تعد من مرتكزات التحول نحو المحكمة الرقمٌة‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫كما تم إحداث منصة المحامً للتبادل االلكترونً مع المحداكم‪78‬وتضدمنت‬
‫أساسدددٌات هدددذا التعامدددل كمكتدددب افتراضدددً للمحدددامً‪ ،‬تدددؤمٌن المعطٌدددات‪ ،‬أداء‬
‫الكترونً مإمن ومركز لالتصال‪ ،‬وللسٌر قدما نحدو المحكمدة الرقمٌدة ٌجدب أن‬
‫تحدث منصات أخرى كذلك لكل مكونات العدالة‪.‬‬
‫وتعهر مرة أخرة المإشرات التً تقدمها وزارة العدل فً تحوٌل منعومة‬
‫العدالددة نحددو العدالددة الرقمٌددة بشددكل الفددت مدن خددالل العمددل المإسسددً الددذي ٌددتم‬
‫التحضٌر لده فدً شدكل مخطدط تدوجٌهً بمثابدة تصدمٌم مددٌري للتحدول الرقمدً‬
‫‪79‬‬
‫لمنعومة العدالة‪.‬‬
‫وعموما فان تحدوال مإسسداتٌا مدن هدذا القبٌدل اذا تدم تبنٌده وتنزٌلده تندزٌال‬
‫سددلٌما تسددخر لدده كددل اإلمكانٌددات البشددرٌة والتقنٌددة فددً شددكل تصددمٌم مدددٌري‬
‫مدروس محدد األولوٌات واألهداؾ ٌعدد كفدٌال بإحدداث التحدول المنتعدر للعدالدة‬
‫نحو المرفق الرقمً‪.‬‬
‫من خالل ما تقدم ٌمكن أن نلمس تؤثٌر هذ العروؾ الطارئة المترتبة عن‬
‫وباء كورونا على استمرارٌة بعض المرافق العامة التً ال تسمح طبٌعة نشاطها‬
‫مجاراة قواعد االلتزام بحالة الطوار الصحٌة‪.‬‬
‫ؼٌر أنه ٌمكن االستفادة من تؤثٌر هذ العروؾ فً إحداث تحدول ملمدوس‬
‫ٌستحضددر مسددتقبال اسددتمرارٌة عمددل المرافددق العامددة التددً تضددمن اسددتمرارٌة‬
‫المصلحة العامة بالجودة المطلوبة تحت أي عدرؾ مدن خدالل االعتمداد علدى مدا‬
‫أصددبحت تددوفر الثددورة الرقمٌددة فددً عالمنددا المعاصددر التددً ٌمكددن للمؽددرب اذا‬

‫‪ُ -59‬ال‪١‬الع ػِش ‪ ٌٙٛ‬حُٔ٘‪ٜ‬ش ‪ٓٝ‬خ ط‪ٞ‬كَ‪ ٖٓ ٙ‬هيٓخص حٌُظَ‪٤ٗٝ‬ش أٓخٓ‪٤‬ش طلؼَ حُظل‪ٗ ٍٞ‬ل‪ ٞ‬حُٔلٌٔش‬
‫حَُهٔ‪٤‬ش‪ٍ ،‬حؿغ ٓ‪ٞ‬هغ ‪ُٝ‬حٍس حُؼيٍ‪.‬‬
‫‪ٍ -79‬حؿغ طيهَ ‪ َ٣ُٝ‬حُؼيٍ أٓخّ ُـ٘ش حُؼيٍ ‪ٝ‬حُظَ٘‪٣‬غ ‪ٝ‬كو‪ٞ‬م حإلٗٔخٕ‪ٓ ،‬زوض حإلٗخٍس حُ‪.ٚ٤‬‬
‫‪55‬‬
‫استفاد منها ووعفها بالشكل المطلوب أن ٌخرد من تؤثٌر هذ العدروؾ ببدرامو‬
‫ومخططات واقعٌة تحدث تحوال وتقدما الفتا فً مسٌرة العصرنة والتنمٌة التدً‬
‫ٌنبؽً على لجنة النموذد التنموي بعدد تمدٌدد تقددٌم خالصداتها لمددة سدتة أشدهر‬
‫إضدافٌة أن تدددرد اللبنددات الواقعٌددة لهددذا التحددول المددؤمول الددذي لددم ٌعددد مسددموحا‬
‫بالخطؤ مع موعد ‪.‬‬

‫‪56‬‬

You might also like