‫المقدمة‬

‫بسم اهلل الرمحان الرحيم‬

‫الحمدهلل نحمده ونشكروه ونتوب إليه ونستغفروه ونعوذ باهلل من‬
‫شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ومن يهدي هللا فال مضل له ومن يضلله‬
‫‪.‬فال هادي له‬
‫اشهد أن ال إله إال هللا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ال نبي بعده‬
‫الذي أوتي جوامع الكالم وملك أزمة البيان وعلى آله وصحبه الهداة‬
‫‪ ،‬اإلعالم‬
‫‪،‬وبعده‬
‫عرفنا أن تاريخ العالم العربي في العصر الحديث صورة رائعة‬
‫وجذابة عن كفاه شعبه وأهله في سبيل تحريرهم وتقدمهم وسعيهم‬
‫‪.‬المتفاضل لنيل مكانتهم الجديدة والحديثة‬
‫‪:‬إن كتابة البحث ساقدم موضوعها‬
‫نشر التعاليم اإلسالمية في ماليزيا “ “فضل األزهر الشريف في‬
‫‪:-‬ويتضمن هذا البحث على ثالثة أبواب كما يلي‬
‫الباب األول‪:‬التعريف لألزهر الشريف‬
‫الباب الثاني‪:‬دور األزهر وعلمائه‬
‫الباب الثالث‪:‬فضل ومساهمة األزهر في نشر التعاليم اإلسالمية في‬
‫ماليزية‬

‫وأخيرا أسأل هللا سبحانه وتعالى أن ينفع به ويوفقني في جميع‬

‫‪.‬أعمالي ويجعل فيه خالصا لوجهه الكريم‬
 ‫الباب األول‪:‬التعريف لألزهر الشريف‬

‫لجامع األزهر هو أهم مساجد مصر على اإلطالق‪ ،‬وأحد المعاقل‬

‫التاريخية لنشر وتعليم اإلسالم كذلك هو واحد من أشهر المساجد األثرية‬
‫في مصر والعالم اإلسالمي‪.‬يعود تاريخ بنائه إلى بداية عهد الدولة‪C‬‬
‫الفاطمية في مصر‪ ،‬بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة ‪969‬م‪،‬‬
‫وشرع في تأسيس القاهرة قام بإنشاء القصر الكبير وأعده‪ C‬لنزول الخليفة‬
‫المعز لدين هللا‪ ،‬وفي أثناء ذلك بدأ في إنشاء الجامع األزهر ليصلي فيه‬
‫الخليفة‪ ،‬وليكون مسجداً جامعا ً للمدينة حديثة النشأة أسوة بجامع عمرو‬
‫في الفسطاط وجامع ابن طولون‪ C‬في القطائع‪ ،‬كذلك أعد وقتها ليكون‬
‫معهداً تعليميا ً لتعليم المذهب الشيعي ونشره‪ ،‬فبدأ في بناؤه في جمادي‬
‫األول ‪359‬هـ‪970/‬م‪ ،‬وأتم بناءه وأقيمت أول جمعة فيه في رمضان سنة‬
‫‪361‬هـ ‪972/‬م‪ ،‬وعرف بجامع القاهرة ورغم أن يد اإلصالح والترميم‬
‫توالت عليه على مر العصور فغيرت كثيراً من معالمه الفاطمية إال أنه‬
‫يعد أقدم أثر فاطمي قائم بمصر‪ .‬وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية‬
‫هذا الجامع‪ ،‬والراجح‪ C‬أن الفاطميين سموه باألزهر تيمنا ً بفاطمة الزهراء‬
‫‪.‬ابنة النبي محمد‬

‫يعتبر المسجد‪ C‬ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد‬
‫جامعة القرويين‪ .‬ورغم أن جامع عمرو بن العاص في الفسطاط سبقه في‬
‫وظيفة التدريس حيث كانت تعقد فيه حلقات الدرس تطوعا ً وتبرعاً‪ ،‬إال‬
‫أن الجامع األزهر يعد األول في مصر في تأدية دور المدارس‪ C‬والمعاهد‪C‬‬
‫النظامية‪ ،‬فكانت دروسه تعطى بتكليف من الدولة‪ C‬ويؤجر عليها العلماء‬
‫‪.‬والمدرسي‬
 ‫بعد سقوط الدولة‪ C‬الفاطمية أفل نجم األزهر على يد صالح الدين‪C‬‬
‫األيوبي الذي كان يهدف من وراء ذلك إلى محاربة المذهب الشيعي‬
‫ومؤازرة المذهب السني‪ ،‬فأبطلت الخطبة فيه وظلت معطلة مائة عام إلى‬
‫أن أعيدت في عهد السلطان‪ C‬المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري‪ .‬وفي‬
‫عهد الدولة المملوكية عاد األزهر ليؤدي رسالته العلمية ودوره‪ C‬الحيوي‪،‬‬
‫فعين به فقهاء لتدريس المذهب السني واألحاديث النبوية وعنى بتجديده‬
‫وتوسعته وصيانته فعد ذلك العصر الذهبي لألزهر‪ ،‬كما أظهر الحكام‬
‫واألعيان في العصور التالية اهتماما ً ملحوظا ً بترميمه وصيانته وأوقفت‬
‫‪.‬عليه أوقافا ً كثيرة‬

‫في عهد الملك فؤاد األول صدر القانون رقم ‪ 46‬لسنة ‪1930‬‬
‫لألزهر والذي بموجبه أنشأت كليات أصول الدين والشريعة واللغة‬
‫والعربية الحقا ً سنة ‪ ،1933‬وأصبح لألزهر رسميًا جامعة مستقلة في‬
‫عام ‪ .1961‬وقد اعتبرت جامعة األزهر األولى في العالم اإلسالمي‬
‫لدراسة المذهب السني والشريعة اإلسالمية‪ .‬وال يزال األزهر حتى اليوم‬
‫منارة لنشر وسطية اإلسالم ومؤسسة لها تأثير عميق في المجتمع‬
‫‪.‬المصري ورمزاً من رموز مصر اإلسالمية‬

‫بعد تأسيس هذا المسجد في سنة ‪ 970‬سمي باألزهر‪ ،‬وهو إسم‬

‫يلمح إلى إسم فاطمة الزهراء‪ ،‬بنت الرسول‪ C‬محمد صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫ومنذ التأسيس ظل شكل التعليم في جامعة او مسجد األزهر غير رسمي‬
‫‪.‬نسبيا لجزء كبير من تاريخه‬
 ‫اليوم‪,‬األزهر الشريف يعد اليوم الجامعة الدينية األكثر أهمية في‬
‫العالم العربي‪ ،‬مع أكثر من ‪ 90‬ألف طالب يدرسون في هذا المكان‪،‬‬
‫ويمكن القول أنه واحد من أهم مراكز التعليم اإلسالمي واألكبر واألكثر‬
‫‪.‬نفوذا في العالم اإلسالمي السني ألكثر من ألف سنة‬

‫في األول لم يكن لألزهر الشريف شروط أو قوانين مثل متطلبات‬

‫لإللتحاق‪ ،‬أو منهج رسمي أو شهادات‪ ،‬وكان البرنامج األساسي‬
‫للدراسات‪ C‬وال يزال حتى اليوم هي الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ولغة التدريس‬
‫‪.‬هي اللغة العربية‬
 ‫فصل الثاني‪ :‬تطور األزهر حسب العصور (في العصر العثماني‬
‫فاطمية‪ ،‬أيوبية‪ ،‬مماليك‪،‬عثمانية‪ ،‬الحملة الفرنسية‪ ،‬عصر النهضة(‬
‫)الحديثة‪ ،‬يومنا هذا‬