‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫عن ابن مسعود رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪( :‬عليكم بالصدق‪ ،‬فإن الصدق‬
‫يهدي إىل الرب‪ ،‬وإن الرب يهدي إىل اجلنة‪ ،‬زما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حىت‬
‫يكتب عند اهلل صديقا‪ ،‬وإياكم والكذب‪ ،‬فإن الكذب يهدي إىل الفجور‪ ،‬وإن الفجور‬
‫يهدي إىل النار‪ ،‬وما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب‪ ،‬حىت يكتب عند اهلل كذابا)‬
‫متفق عليه‬

‫أ‪ .‬مفردات احلديث‬

‫‪ .1‬الصدق‪ :‬اإلخبار على وفق ما يف الواقع‬

‫‪ .2‬الرب‪ :‬اسم جامع لكل اخلريات‬

‫‪ .3‬الكذب‪ :‬اإلخبار مبا خيالف الواقع‬

‫‪ .4‬الفجور‪ :‬اسم جامع للشر‬

‫ب‪ .‬شرح احلديث‬

‫هذا احلديث حث على الصدق زمالزمته‪ ،‬فقوله (عليكم باصدق) أي الزموا‬

‫الصدق‪ ،‬وقوله (وما زال الرجل يصدق) أي يتكرر منه الصدق حىت يستحق اسم املبالغة‪Z‬‬
‫وهو الصديق‪ ،‬وقوله (وإياكم والكذب) أي احذروا الكذب‪ ،‬وقوله (زما يزال الرجل‬
 ‫يكذب) هو كما مر يف قوله وما زال الرجل يصدق يف أنه إذا تكرر منه الكذب استحق‬
‫اسم املبالغة‪ Z‬وهو الكذاب‪.‬‬

‫زيف احلديث إشارة إىل أن من حترى الصدق يف أقواله صار له سجية‪ ،‬ومن تعمد‬
‫الكذب وحتراه صار له سجية‪ ،‬وأنه بالتدرب واإلكتساب تستمر صفات اخلري والشر‪،‬‬
‫واحلديث دليل على عظمة شأن‪ Z‬الصدق وأنه ينتهي بصاحبه إىل اجلنة‪ ،‬ودليل على عظمة‬
‫قبح الكذب وأنه ينتهي بصاحبه إىل النار‪ ،‬وذلك من غري ما لصاحبهما يف الدنيا فإن‬
‫الصدوق مقبول احلديث عند الناس مقبول الشهادة عند احلكام حمبوب مرغوب يف‬
‫أحاديثه‪ ،‬والكذوب خبالف هذا كله‪.‬‬

‫ج‪ .‬الفوائد‪Z‬‬

‫‪ .1‬األمر بالصدق ومالزمته‬

‫‪ .2‬احلذر من الكذب ومداومته‪Z‬‬

‫‪ .3‬أن الصدق خلق كرمي حيصل باإلكتساب واجملاهدة‪Z‬‬

‫‪ .4‬أن الكذب خلق ذميم يكتسبه صاحبه من طول املمارستة‬

‫املصادر واملراجع‬

‫توضيح األحكام من بلوغ املرام‪ ،‬عبد اهلل بن عبد الرمحن بن صاحل البسام التميمي‬ ‫‪.1‬‬
‫(ت‪1423‬ه) ‪ ،‬الطبعة اخلامسة سنة‪1423‬ه‪ ،‬مكتبة األسدي مكة املكرمة‪.‬‬
‫سبل السالم‪ ،‬حممد بن إمساعيل بن صالح بن حممد احلسين‪ ،‬الكحالين مث‬ ‫‪.2‬‬
‫الصنعاين (‪1182‬ه)‪ ،‬دار احلديث‪.‬‬