الإيمان بالملائكة Kbc Utd1022 a211

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫كلية دراسات اللغات الرئيسة‬

‫شهادة اللغة اإلجنليزية مع التجارة‬

‫العقيدة والتساوف ‪UTD1022‬‬


‫نصف السنة ثالثة ‪2022/2021‬‬

‫اإلميان ابملالئكة‬

‫‪KBC‬‬

‫‪1200499‬‬ ‫مرمي ساهرا بنت سؤئف‬


‫‪1200495‬‬ ‫حسىن بنت نورصفيان‬
‫‪1200513‬‬ ‫سييت محرياء بنت فري اهلشام‬
‫‪1200518‬‬ ‫نور مرمي فرحاان بنت حممد زيدي‬
‫‪1200501‬‬ ‫شاهني عاديال بنت شاهيدي‬
‫‪Table of Contents‬‬
‫‪ .............................................................................................................. 3‬مقدمة‬

‫‪ ....................................................................................................... 4‬صفة املالئكة‬

‫‪ ١٠ ................................................................................ 7‬مالئكة جيب أن يعرفوا وواجباهتم‬

‫‪ ........................................................................................... 13‬وجوب اإلميان ابملالئكة‬

‫‪ ...................................................................................... 14‬حقوق املالئكة على بين آدم‬

‫‪ ..................................................................................................... 14‬اإلميان هبم‬

‫‪ .................................................................................... 14‬البعد عن الذنوب واملعاصي‬

‫‪ ...................................................................................... 14‬البعد عما تكرهه املالئكة‬

‫‪.......................................................................................... 15‬حمبتهم وذكر فضائلهم‬

‫‪ .......................................................................................................... 16‬اخلالصة‬

‫‪............................................................................................................ 17‬مراجع‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫هللا خالق الطبيعة‪ .‬إنه الشخص الذي يدير ويدير مجيع شؤون هذا الكون بقوانني وقواعد خلقه لكل واحد‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬يف تنفيذ قوانني وأنظمة إدارة مملكته الواسعة‪ ،‬جعل هللا مبشيئته عصاه وجيشه املالئكة‪ .‬لذا‪ ،‬فإن خلق‬

‫املالئكة يظهر قدرة هللا املطلقة يف إدارة هذا الكون على الرغم من أنه قادر على فعل شيء بدون مالئكة‪.‬‬

‫املالئكة خملوقون من نور‪ ،‬وهم نوع من الكائنات اخلارقة للطبيعة ال ميكن للحواس اخلارجية أن تعرف‬

‫حالتها إال عندما يتجسدون أو يتنكرون ككائنات مولودة‪ .‬اإلميان ابملالئكة هو اإلميان أبمور خارقة للطبيعة‪.‬‬

‫اإلميان مبا هو خارق هو خط االختالف بني اإلنسان واحليوان الذين ال يعرفون إال بقدر ما ميكن أن حتققه‬

‫احلواس‪ ،‬يف حني أن كل ما هو موجود أوسع مما ميكن أن حتققه احلواس‪ .‬جيب أن يدرك البشر أن األشياء اخلارقة‬

‫للطبيعة املوجودة خارج هذا العامل اخلارجي أوسع مما ميكن أن حيققه عقلهم يف عصرهم القصري واحملدود‪ .‬وابلتايل‪،‬‬

‫من أجل احلفاظ على الطاقة احملدودة للعقل من الضياع عبثًا ‪ ،‬ال ينبغي استخدامها يف أشياء ال ميكنه التحكم‬

‫فيها‪ .‬جيب استخدام الطاقة الفكرية اليت منحها هللا لإلنسان للقيام مبهمة تنظيم احلياة يف هذا العامل من خالل‬

‫املالحظة والدراسة واستخالص النتائج لتحقيق املزيد من االزدهار يف هذه احلياة الدنيوية اليت هي جسر حلياة سعيدة‬

‫يف اآلخرة‪ ..‬واب لتايل‪ ،‬من الواضح أن أي حماولة ملعرفة األشياء خارج هذا العامل احلقيقي تشمل عامل املالئكة مبسار‬

‫عقل تكون طاقته وقيوده حمدودة‪ ،‬ومع حدود احلياة على هذه األرض وحدها هو مسعى عدمي اجلدوى سيلتقي يف‬

‫النهاية مع الفشل‪.‬‬

‫قادرا على االتصال مبا هو خارج احلدود‪ .‬وابلتايل‪،‬‬


‫سوف يعرتف البشر يف النهاية أبن كل حمدود‪ ،‬لن يكون ً‬
‫فإن العقل يف حد ذاته جمرب على االعرتاف أبن األشياء اليت تتجاوز حدوده يستحيل بلوغها بقوته الفكرية‪ .‬لذلك‬

‫ال ميكن احلصول على معلومات عن الغيب إال من العارفني واحلكيمني‪ ،‬الذين تغطي معرفتهم األشياء اخلارجية‬

‫وال داخلية‪ ،‬ما هو غري املرئي واحلقيقي‪ .‬واملعلومات املذكورة هي كل ما أييت من هللا من خالل القرآن الكرمي‬

‫واألحاديث الصحيحة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وأما املالئكة فقال سعيد بن املسيب إهنم ليسوا رجاالً وال نساء‪ ،‬ال أيكلون وال يشربون وال ينامون‪ .‬ملعرفة‬

‫املزيد عن املالئكة‪ ،‬ميكن القول إهنم نوع املخلوقات اليت جهزها هللا ابالستعدادات إلطاعة أمر هللا وحده‪ .‬وابلتايل‪،‬‬

‫أبدا‪ .‬قال هللا تعاىل‪:‬‬


‫لن يعصوا هللا ً‬

‫ٱَّللَ َمآٰ‬
‫صو َن َّ‬ ‫ع‬ ‫ـ‬‫ي‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫اد‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ظ ِ‬
‫ش‬ ‫ٌ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ٱحلِجارةُ علَيـها ملَـٰٓئِ َكةٌ غِ‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫َّاس‬
‫ن‬ ‫ٱل‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ود‬‫ق‬
‫ُ‬‫و‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫َن‬
‫َ‬ ‫م‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ي‬‫يـٰٓأَيـُّها ٱلَّ ِذين ءامنُو۟ا قُـو۟ا أَن ُفس ُكم وأَهلِ‬
‫َْ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ُ َ َ َ َْ َ‬ ‫َ َ َ ٰٓ َ ْ َ ْ ْ ً َ َ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫أ ََمَرُه ْم َويـَ ْف َعلُو َن َما يـُ ْؤَم ُرو َن (‪)66:6‬‬

‫أما عدد املالئكة فهو كثري لدرجة أن العدد ال يعرف إال هللا‪ .‬جيب على كل مكلف أن يؤمن ابملالئكة‬

‫على سبيل املثال أو العام دون احلاجة إىل تفصيل الرقم‪.‬‬

‫املالئكة بشكل عام لديها جمموعة متنوعة من املهام‪ .‬البعض مكلف بتوزيع السماء‪ ،‬وإرسال املطر‪ ،‬وترتيب‬

‫القوت‪ ،‬وزراعة النبااتت واحملاصيل وتسميدها‪ ،‬وتوجيه وتقييد مجيع الرايح والسحب‪ ،‬وحراسة اجلبال والتالل‬

‫واحمليطات والسيطرة عليها وغريها‪.‬‬

‫صفة املالئكة‬
‫املالئكة كائنات جميدة من هللا ومل خيطئوا قط‪ .‬وهم مطيعون جدا ألمر هللا ومل يكونوا أبدا ضده‪ .‬من بني مسات‬

‫املالئكة اليت ينبغي أن تكون معروفة هي الطاعة ‪ ،‬واملسؤولية ‪ ،‬دائما إعادة إاثرة ذكر‪ ،‬ودعوة دائما إىل اخلري ‪ ،‬نبيلة‬

‫‪ ،‬قادرة على تغيري الشكل وليس لديها الشهوة‪.‬‬

‫طاعة‬

‫املالئكة كائنات مطيعة ألوامر هللا‪ .‬وقد ذُكرت طبيعتها يف سورة الرعد‪ ,‬األعراف التحرمي واألنبياء‪ .‬يف سورة الرعد‪,‬‬
‫ني يدي ِه وِمن خ ْل ِفه َحيفظُونه ِمن اَم ِر ِ ِ‬ ‫ِ ِ ْۢ‬
‫َما‬ ‫اَّللَ َال يـُغَِٰريُ َما بَِق ْوٍم َح ّٰت يـُغَُِٰريْوا‬ ‫بت ٰم ْن بَْ ِ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ ْ ٰ‬
‫اَّلل ۗا َّن ٰ‬ ‫قال هللا تعاىل‪ :‬لَهُ ُم َع ٰق ٌ‬

‫‪4‬‬
‫ْۤ‬ ‫ِابَنْـف ِس ِه ۗم واِ‬
‫اَّللُ بَِق ْوٍم ُس ْوءًا فَ َال َمَرَّد لَهُ ۚ َوَما ََلُْم ِٰم ْن ُد ْونِه ِم ْن َّو ٍال‪ .‬يقول هللا بوضوح أن املالئكة رعاية البشر‬ ‫اد‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫َ‬
‫ُ ْ َ ََ ٰ‬ ‫ا‬
‫ٰٓ‬ ‫ذ‬
‫َ‬

‫ص َّوْرن ُك ْم ُُثَّ قُـ ْلنَا‬


‫"ولَ َق ْد َخلَ ْقن ُك ْم ُُثَّ َ‬
‫بدوره ألنه وفقا لقيادته‪ .‬وابإلضافة إىل ذلك ‪ ،‬قال هللا تعاىل يف السورة األعراف َ‬
‫الس ِج ِديْ َن‪ ".‬أنه أمر املالئكة واجلن للتبشري إىل النيب آدم عليه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫لِْلم ْۤل ِٕى َك ِة اسجدوا ِالدم فسجدٰٓوا اَِّالٰٓ اِبلِي ۗ‬
‫س َمل ي ُكن ِ‬
‫ْ ُ ُْ ََ َ َ َ ُْ ْ ْ َ ْ َ ْ ٰ َ ٰ‬ ‫َ‬
‫السالم ُث أهنم مجيعا التبشري ابستثناء إبليس‪ .‬وهذا يبني بوضوح أن املالئكة كائنات غري كريهة‪ .‬كما مت تكليفهم‬
‫ِ‬
‫أبدوار خمتلفة وقام كل منهم ابلرتتيب دون اعرتاض أو ضعف كما جاء يف كلمة هللا يف سورة التحرمي َاي أَيـُّ َها الَّذ َ‬
‫ين‬

‫اَّللَ َما أ ََمَرُه ْم َويـَ ْف َعلُو َن‬


‫صو َن َّ‬ ‫آمنُوا قُوا أَنْـ ُفس ُكم وأَهلِي ُكم ََنرا وقُودها النَّاس وا ْحلِجارةُ علَيـها م َالئِ َكةٌ غِ َال ٌ ِ‬
‫ظ ش َد ٌاد َال يـَ ْع ُ‬ ‫ُ َ َ َ َ َْ َ‬ ‫َ ْ َ ْ ْ ً َ َُ‬ ‫َ‬
‫َما يـُ ْؤَم ُرو َن ﴿‪﴾6‬‬

‫مسؤول‬

‫املالئكة لديهم أيضا طبيعة عالية من املسؤولية‪ .‬وهم مكلفون مبهام خمتلفة مثل تسجيل األفعال اإلنسانية ‪ ،‬ونقل‬

‫الكشف‪ ،‬وإدارة الرزق‪ ،‬ومعاقبة املذنبني‪ ،‬وأخذ األرواح اليت حترس أبواب السماء‪ ،‬ورفع عرش هللا‪ .‬لقد نفذوا ثقتهم‬

‫بشكل جيد على الرغم من أهنا تضمنت تعذيب البشر على اخلطااي اليت ارتكبوها‪.‬‬

‫دائما تفعل ذكرللا‬

‫املالئكة خملوقات اليت دائما تذكر هللا بغض النظر عن الوقت‪ .‬هناك سرحان يؤكدان طبيعة هذا املالك ‪ ،‬أال ومها‬

‫ض َخلِْيـ َفةً ۗ قَالُْٰٓوا‬ ‫ال َربُّ َ ِ ِ ِ ِ‬


‫اّن َجاعِ ٌل ِِف ْاالَْر ِ‬
‫ك ل ْل َمآلئ َكةِ ْٰ‬ ‫السورة الصافات " َواِ ََّن لَنَ ْح ُن الْ ُم َسبِٰ ُح ْو َن" والسورة البقرة " َواِ ْذ قَ َ‬
‫اَََتعل فِيـها من يـُّ ْف ِسد فِيـها ويس ِفك ال ِدم ْۤا ۚء وََنن نسبِح ِِبم ِد َك ونـق ِدس لَك ۗ قَ َ ِ‬
‫ال اِ ْٰ‬
‫ّنٰٓ اَ ْعلَ ُم َما َال تَـ ْعلَ ُم ْو َن‪ ".‬هذان‬ ‫ُ ْ َ َ َ ْ ُ ٰ َ َ َ ْ ُ ُ َٰ ُ َ ْ ََُ ٰ ُ َ‬ ‫َْ ُ ْ َ َ ْ‬
‫السورة يسجالن كلمات املالئكة الذين قالوا أهنم دائما ميجدون هللا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫صاحب اجلاللة‬

‫إهنم خملوقات هللا الذين َلم مكانة عالية وجميدة جبانب هللا‪ .‬وكما يقول هللا تعاىل يف سورة أنبيا ‪َ :‬وقَالُوا َّاَّتَ َذ َّ‬
‫الر ْْحَ ُن‬

‫َولَ ًدا ُسْب َحانَهُ بَ ْل عِبَ ٌ‬


‫اد ُّمكَْرُمو َن ﴿‪ .﴾٢6‬هللا ينكر اهتام املتعددين ابلقول أبن املالئكة كائنات نبيلة‬

‫ال شهوة‬

‫املالئكة كائنات خمتلفة عن البشر‪ .‬ليس لديهم أي شهوة ‪ ،‬ال أتكل أو تشرب‪ .‬هذا مذكور يف السورة هود فَـلَ َّما‬
‫ۗ‬
‫ف اِ ََّنٰٓ اُْرِسلْنَآٰ اِىل قَـ ْوِم لُْو ٍط‪ .‬هذا املقطع يظهر سلوك‬
‫س ِمْنـ ُه ْم ِخْيـ َفةً ۗقَالُْوا َال ََّتَ ْ‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ْ‬‫َ‬‫ا‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬‫ر‬‫َ‬
‫صل اِلَي ِه نَكِ‬
‫ِ‬ ‫را ِ‬
‫ى اَيْديـَ ُه ْم َال تَ ُ ْ‬
‫َ ٰٓ‬
‫املالئكة الذين ال يهتمون ابألطعمة اليت خيدمها نيب إبراهيم حيث ليس لديهم شهية‪.‬‬

‫قادر على تغيري الوجود‬

‫والكائنات اإلَلية اليت خلقت من هذا الضوء قادرة أيضا على حتويل نفسها إىل أشكال أخرى مثل أن تصبح بشرية‪.‬‬
‫ِ ِِ ِ ۗ‬
‫ااب فَاَرسلْنآٰ اِ‬
‫َّل ََلَا بَ َشًرا َس ِوااي‪ .‬هللا يسرد كيف مت إرسال مالك‬
‫َ‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ف‬ ‫ا‬‫ن‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ْ‬‫ر‬‫ُ‬ ‫ا‬‫ه‬‫َ‬ ‫ـ‬‫ي‬
‫ْ‬‫َ‬‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يف سورة مرمي فَ َّاَّتَ َذ ْ‬
‫ت م ْن ُد ْوهن ْم ح َج ً‬
‫فسر أبو حورية املالئكة الذين يرتدون الفتات يف سورة‬
‫إلخبار مرمي أن لديها النسل الذين كانوا نيب ورسول‪ .‬كما ٰ‬
‫ال عمران على أهنم مالئكة يتجسدون كاخليول‪.‬‬

‫حتذيرات ودعوة إىل اخلري‬

‫ت َز ۡجًرا‪ .‬وهكذا ‪ ،‬فمن الواضح أن املالئكة كائنات تدعو‬


‫ويف السورة الصافات اآلية الثانية يقول هللا تعاىل فَالزِجر ِ‬
‫ٰ‬
‫إىل اخلري على عكس الشياطني الذين يدعون دائما إىل الشر‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫التواضع‬

‫املالئكة هي خلق إله نظيف من كل الشرور ‪ ،‬مبا يف ذلك الغطرسة‪ .‬لقد وصفت سورة النهل شخصياهتم النبيلة‪.‬‬

‫ِ‬
‫ْربو َن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وَِّللِ يسج ُد ما ِيف َّ ِ‬
‫ات وما ِيف األَر ِ ِ‬
‫ض من َدآبَّة َوالْ َمآلئ َكةُ َو ُه ْم الَ يَ ْستَك ُ‬ ‫ْ‬ ‫الس َم َاو َ َ‬ ‫َٰ َْ ُ َ‬

‫ليس لديه جنس‬

‫املالئكة أيضاً كائنات ال جنس َلا مثل البشر ‪ ،‬اجلن ومعظم الكائنات األخرى‪ .‬وقد شرح هللا يف السورة عن جنس‬

‫املالئكة‪َ .‬ولَ ْو َج َعلْنَاهُ َملَ ًكا َّجلَ َعلْنَاهُ َر ُجالً َولَلَبَ ْسنَا َعلَْي ِهم َّما يـَلْبِ ُسو َن ﴿‪﴾٩‬‬

‫‪ ١٠‬مالئكة جيب أن يعرفوا وواجباهتم‬


‫قد جاء يف النصوص الشرعية أن املالئكة أصناف كما ثبت أن لكل منهم وظائف وأعماالً‪ ،‬فوظيفة املالئكة‬

‫األوىل اليت تقوم هبا‪.‬‬

‫‪ .1‬جﺮﺒيل‬

‫جربيل أو جربﺍﺀيل هو مالك يثق به املسلمون واألداين السماوية األخرى‪ ،‬وهو مكلف إبيصال الوحي لألنبياء‬

‫مجيعا‪ .‬ويوضح نص املزامري والتوراة واإلجنيل أن‬


‫أيضا رأس املالئكة ً‬
‫والرسل‪ .‬وف ًقا للقرآن‪ ،‬فإن املالك جربائيل هو ً‬

‫املالك جربائيل هو رأس مجيع املالئكة‪.‬‬

‫أيضا ‪ 6٠٠‬جناح طويل‪ ،‬واألجنحة‬


‫انتهى هللا سبحانه وتعاىل من صنع جربيل بشكل مجيل‪ ،‬وخلق هللا له ً‬

‫بني الشرق والغرب (هناك آراء أخرى تفيد بوجود ‪ ١٢4٠٠٠‬جناح)‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وجاء امسه يف السنة كثرياً فهو الذي جييء ابلوحي إىل النيب ﷺ من أول يوم يف غار حراء حّت آخر عمره‪.‬‬

‫صلوات هللا وسالمه عليه‪ .‬وهو الذي صحبه يف إسرائه ومعراجه‪ ،‬ورمبا متثل بصورة رجل فيكلم النيب ﷺ والصحابة‬

‫ينظرون ويسمعون وال يعرفونه حّت خيربهم النيب ﷺ بذلك‪.‬‬

‫مهمة املالك جربائيل هي أن ينقل أمر هللا يف شكل إعالن إىل الرسل لينقل بعد ذلك إىل أتباعه‪.‬‬

‫أيضا بنفخ الروح يف اجلسد لكل جنني يف الرحم‪ { .‬قال هللا‬


‫ابإلضافة إىل نقل الوحي‪ ،‬فإن املالك جربائيل مكلف ً‬
‫ِ ِِ‬ ‫تعاىل‪ :‬قُل نـََّزلَه روح الْ ُق ُد ِس ِمن َّربِك ِاب ْحل ِق لِيـثبِ ِ‬
‫ت الَّذيْ َن ا َمنُـ ْوا َو ُه ًدى َّوبُ ْشرى ل ْل ُم ْسلم ْ َ‬
‫ني‪[ ١}..‬سورة النحل‪:‬‬ ‫ْ ٰ َ َ ٰ ُ َٰ َ‬ ‫ْ ُ ُْ ُ‬
‫‪٢‬‬
‫‪]١٠٢‬‬

‫‪ .2‬ميكائيل‬

‫ميكائيل هو أحد املالئكة الذين َنتاج إىل معرفتهم‪ .‬هو ومعىن ميكائيل‪ :‬معبد هللا‪ ،‬أي‪ :‬عبد هللا أو عبيد هللا‪.3‬‬

‫أيضا يف شكل الصحة‬


‫ميكائيل هو مالك كلفه هللا رزق هللا‪ .‬معىن القوت هنا ليس فقط يف شكل مادة ولكن ً‬

‫والسالمة‪.‬‬

‫أيضا عن التحكم يف درجة احلرارة وهطول األمطار ومسارات الرايح والنبااتت على األرض‪ .‬كل‬
‫ميكائيل مسؤول ً‬
‫‪4‬‬
‫أيضا أحد رؤساء‬
‫هذه األحكام أعطاَن هللا من خالل ميكائيل ‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن املالك ميكائيل هو ً‬

‫يل َوِمي َك َ‬
‫ال فَإِ َّن َّ‬
‫اَّللَ َع ُد ٌّو‬ ‫ِ ِ ِ ِِ ِِ ِ ِ‬
‫املالئكة األربعة الذين خلقهم هللا‪ .‬قال تعاىل { َمن َكا َن َع ُد اوا ََّّٰلل َوَم َالئ َكته َوُر ُسله َوج ْرب َ‬
‫ِ ِ‬
‫لٰلْ َكاف ِر َ‬
‫‪5‬‬
‫ين } [سورة البقرة‪]٩٨ :‬‬

‫‪ 1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.37 :‬‬


‫‪ 2‬القرآن ّالكريم ‪16:102‬‬
‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.41 :‬‬
‫المالئكةّ ف ّ‬
‫‪4‬‬
‫ي القرآن ّالكريم‬
‫‪ 5‬القرآن ّالكريم ‪2:98‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ .3‬إسرافيل‬

‫لقد كلف هللا إسرافيل النفخ يف البوق أو البوق عند حلول يوم القيامة‪ .‬إسرافيل تعين "الشخص الذي حيرتق"‪ .‬مل‬

‫يرد اسم إسرافيل يف القرآن الكرمي وإمنا ورد يف السنة يف أحاديث صحيحة منها حديث عائشة ‪ -‬أن رسول هللا‬

‫ﷺ كان إذا قام من الليل يصلي يقول‪ « :‬اللهم رب جربيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات واألرض عامل‬

‫الغيب والشهادة أنت حتكم بني عبادك فيما كانوا فيه خيتلفون ‪ ،‬اهدّن ملا اختلف فيه من احلق إبذنك إنك هتدي‬
‫‪6‬‬
‫من تشاء إىل صراط مستقيم »‬

‫تشري بعض املصادر إىل أنه يف بداية الوقت كان إلسرافيل أربعة أجنحة عالية ج ًدا ِبيث ميكنه ملس‬

‫ودائما ما كان إسرافيل يغين أو يتلو الذكر للحمد هلل آبالف‬


‫أعمدة اجلنة‪ .‬كان هذا املالك الوسيم سيد املوسيقى‪ً ،‬‬
‫اللغات املختلفة‪.‬‬

‫طبقاً للقرآن‪ ،‬فإن املالك إسرافيل سوف ينفخ يف البوق مرتني‪ ،‬املرة األوىل متوت مجيع الكائنات احلية‬

‫صعِ َق َم ْن ِِف‬ ‫على األرض‪ ،‬والثانية تستيقظ يوم القيامة‪ .‬من خالل كالم هللا سبحانه وتعاىل‪َ {:‬ونُِف َخ ِِف ُّ‬
‫الص ْوِر فَ َ‬
‫ض اَِّال من َش ْۤاء اَّلل ۗ ُُثَّ نُِفخ فِي ِه اُخرى فَاِ َذا هم قِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫السموت َوَم ْن ِف ْاالَْر ِ َ ْ َ ُٰ‬
‫‪7‬‬
‫ام يـَّْنظُُرْو َن}[سورة الزمر‪]64 :‬‬‫ي‬
‫ُْ َ ٌ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫الصور الواردة يف هذه اآلية يف معناها من خالل حديث النيب صلى هللا عليه وسلم‬
‫وقد مت شرح كلمة ُّ‬
‫رواه عبد هللا بن عمرو رضي أهنوما‪َ « :‬جاء أ َْعرِ ٌّ ِ‬
‫ال " قَـ ْر ٌن يـُْنـ َف ُخ‬
‫ور قَ َ‬
‫الص ُ‬
‫ال َما ُّ‬ ‫اِب إ َىل النِ ِٰ‬
‫َّيب صلى هللا عليه وسلم فَـ َق َ‬ ‫َ َ‬
‫‪٨‬‬
‫فِ ِيه "»‪.‬‬

‫‪ .4‬عزرائيل‬

‫‪ 6‬في المالئكة المقربين‪ ،‬ص‪.44 :‬‬


‫‪ 7‬القرآن ّالكريم ‪39:64‬‬
‫‪ 8‬رواية الترمذي (‪)2430‬‬

‫‪9‬‬
‫هو االسم الشهري للمالك الذي مت تكليفه أبخذ احلياة‪ .‬أمر هللا مالئكة إسرائيل أبخذ حياة كل خملوق على‬

‫األرض‪ ،‬عليك أن تعرف أنه ال ميكن ألي كائن حي أن يفلت من مصري املوت الذي كتبه هللا‪ .‬يُعتقد أن كلمة‬

‫"إسرائيل" أتيت من الكلمة العربية اليت تعين خادم هللا‪.‬‬

‫مل يذكر اسم إسرائيل يف القرآن أو احلديث بدالً من املالئكة الذين مت تكليفهم ابلقتل‬

‫ت الَّ ِذي ُوٰكِ َل بِ ُك ْم‬


‫ك الْمو ِ‬
‫أكثر شهرة تسمى ملك املوت‪ .‬من خالل كالم هللا سبحانه وتعاىل‪ {:‬قُ ْل يـَتَـ َوفَّا ُك ْم َملَ ُ َ ْ‬
‫‪٩‬‬
‫ُُثَّ إِ َىل َربِٰ ُك ْم تُـ ْر َجعُو َن}[سورة السجدة‪]١١ :‬‬

‫وهذا احلديث حديث مشهور رواه أنس بن مالك رضي هللا عنه‪ ،‬ويقال عن النيب صلى هللا عليه وسلم قال‪ « :‬إِ َّن‬

‫ت إِلَْي ِه‬ ‫ِ‬ ‫ث إِلَْي ِه يـَ ُق ُ‬ ‫ض ِح َ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ول‪َ :‬اي َع َجبَاهُ بُعثْ ُ‬ ‫ك الْ َعْب ُد بـَ َع َ‬ ‫ني نَظَْرةً‪ ،‬فَإِ َذا َ‬
‫ك الْ َم ْوت لَيَـْنظُُر ِيف ُو ُجوه الْعبَاد ُك َّل يـَ ْوم َسْبع َ‬
‫َملَ َ‬

‫ألَقْبِ َ‬
‫‪١٠‬‬
‫ك »‪.‬‬
‫ض َح ُ‬
‫وحهُ َو ُه َو يَ ْ‬
‫ض ُر َ‬

‫‪ .5‬منكر ونكري‬

‫املالئكة منكر ونكري هم املالئكة املسؤولون عن استجواب الناس يف القرب عن كل أعماَلم يف الدنيا‪ .‬وف ًقا‬

‫لإلسالم‪ ،‬فإن املالئكة منكر ونكري مها مالئكان يشككان أو خيتربان الثقة ابلنفس لألشخاص الذين ماتوا يف‬

‫مملكة الربزخ‪.‬‬

‫‪ 9‬القرآن ّالكريم ‪32:11‬‬


‫‪ 10‬الجامع الكبير ‪1741 :79454 :1‬‬

‫‪10‬‬
‫أيضا ابسم عامل‬
‫وف ًقا للتعاليم اإلسالمية‪ ،‬ستذهب كل روح بعد املوت إىل مملكة الربزخ أو يشار إليها ً‬

‫القرب‪ ،‬حيث يُسمح للجثة ابلوقوف مرة أخرى والتحدث عندما يطلبها كل من املالئكة منكر ونكري‪ ،‬حّت إذا مت‬

‫تدمري جسده‪.‬‬

‫سيبدأ التحقيق بعد اكتمال عملية الدفن وبعد اخلطوات السبعة األخرية يغادر الشخص املكان الذي‬

‫دفن فيه اجلثة‪ .‬ستسأل املالئكة منكر ونكري األمور اآلتية‪ :‬من هو ربك؟‪ ،‬من نبيك؟‪ ،‬ما دينك؟ واجلواب على‬

‫هذا السؤال‪ :‬أن إَلهم هو هللا‪ ،‬ونبيه حممد‪ ،‬ودينه اإلسالم‪ ،‬فيعطى للجثة حيز‪ ،‬ويوضح قربه إىل يوم القيامة‪.‬‬

‫وحديث القصة كما ورد يف صحيح البخاري ومسلم عن أنس رضي هللا عنه أن النيب صلى هللا عليه‬

‫ع نِ َعاَلِِ ْم‪ ،‬أَ َاتهُ َملَ َكا ِن‪ ،‬فَـيُـ ْقعِ َدانِِه‬
‫َص َحابُهُ‪َ ،‬وإِنَّهُ لَيَ ْس َم ُع قَـ ْر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسلم قال‪ « :‬إِ َّن الْ َعْب َد إذا ُوض َع يف قَِْربه َوتَـ َوَّىل عنه أ ْ‬

‫الر ُج ِل؟ لِ ُم َح َّم ٍد صلى هللا عليه وسلم‪ .‬فَأ ََّما الْ ُم ْؤِم ُن فيقول‪ :‬أَ ْش َه ُد أَنَّهُ عبد َّ‬
‫اَّللِ‬ ‫ول يف هذا َّ‬
‫ت تَـ ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫فَـيَـ ُق َوالن‪ :‬ما ُكْن َ‬
‫‪١١‬‬
‫َوَر ُسولُهُ…»‪.‬‬

‫‪ .٦‬رقيب وعتيد‬

‫املالئكة رقيب وعتيد هم املالئكة الذين كلفهم هللا بتسجيل كل األعمال اليت نقوم هبا يف الدنيا‪ .‬راقب هو اسم‬

‫املالك الذي يكتب كل أعمالنا الصاحلة‪ .‬اسم املالك رقيب مشتق من كلمة "رقب"‪ .‬كلمة رقب تعين "حيفظ"‪.‬‬

‫عتيد هو اسم املالك الذي يكتب كل سيئاتنا‪.‬‬

‫دائما يف مجيع األوقات‬


‫هناك رأي مفاده أن املالئكة رقيب وعتيد هم مالئكة يتبعون ويرافقون البشر ً‬
‫بغض النظر عن املكان الذي يذهبون إليه‪ .‬هذان املالئكان أوصياء أو شهود على األعمال البشرية يف العامل‪.‬‬
‫وأوضح القرآن الكرمي واجبات املالئكة رقيب وعتيد‪ ،‬قال هللا سبحانه وتعاىل‪ {:‬إِ ْذ يـتَـلَقَّى الْمتَـلَ ِٰقي ِ‬
‫ان َع ِن الْيَ ِم ِ‬
‫ني‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫يب َعتِي ٌد(‪[ })١٨‬سورة الق‪]١٨-١7 :‬‬‫ِ ِ‬ ‫الشم ِال قَعِي ٌد (‪ )١7‬ما يـلْ ِف ُ ِ ٍ‬
‫ِ‬
‫ظ م ْن قَـ ْول إَِّال لَ َديْه َرق ٌ‬ ‫َو َع ِن ٰ َ‬
‫‪١٢‬‬
‫َ َ‬

‫‪ 11‬رواه البخاري (‪ )1338‬ومسلم (‪.)2870‬‬


‫‪ 12‬القرآن ّالكريم ‪18-17 :50‬‬

‫‪11‬‬
‫اَّللَ‬ ‫ني يَ َديِْه َوِم ْن َخلْ ِف ِه َْحي َفظُونَهُ ِم ْن أ َْم ِر َّ‬
‫اَّللِ إِ َّن َّ‬ ‫ات ِم ْن بَْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن خالل كالم هللا سبحانه وتعاىل‪ {:‬لَهُ ُم َع ٰقبَ ٌ‬

‫اَّللُ بَِق ْوٍم ُسوءًا فَال َمَرَّد لَهُ َوَما ََلُْم ِم ْن ُدونِِه ِم ْن َو ٍال}[سورة‬
‫ال يـُغَِٰريُ َما بَِق ْوٍم َح َّّت يـُغَُِٰريوا َما ِأبَنْـ ُف ِس ِه ْم َوإِ َذا أ ََر َاد َّ‬
‫‪١3‬‬
‫الرعد‪]١١ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وقال هللا سبحانه وتعاىل‪َ {:‬وإِ َّن َعلَْي ُك ْم َحلَافظ َ‬
‫ني (‪ )١٠‬كَر ًاما َكاتبِ َ‬
‫ني (‪ )١١‬يـَ ْعلَ ُمو َن َما‬
‫‪١4‬‬
‫تَـ ْف َعلُو َن(‪ [})١٢‬سورة اإلنفطار‪]١٢-١٠ :‬‬

‫‪ .٧‬مالك‬

‫مالك هو مالك أمره هللا ِبراسة أبواب جهنم‪ .‬جاء يف امليزان يف تفسري القرآن ‪ :‬مالك هو امللك اخلازن للنار على‬

‫ما وردت به األخبار من طرق العامة و اخلاصة ‪ ،‬ويف تفسري اجلاللني ‪ :‬هو خازن النار ‪ ،‬ويف تفسري ابن كثري ‪:‬‬

‫هو خازن النار ‪ ،‬ويف تفسري القرطيب ‪ :‬هو خازن جهنم ‪ ،‬خلقه الغضبه ؛ إذا زجر النار زجرة أكل بعضها بعضا ‪.‬‬

‫ورد يف القرآن أن هناك ‪ ١٩‬حارساً غامضاً يساعدون املالك مالك يف احلراسة وإدارة َنر اجلحيم‪ .‬هذا‬
‫ۡ ْۤ‬
‫الويل الغامض يعرف ابسم الزابنية‪ .‬ومن خالل كالم هللا سبحانه وتعاىل‪َ {:‬علَ ۡيـ َها تِ ۡس َعةَ َع َشَرؕ (‪َ )3٠‬وَما َج َعلنَا‬
‫‪١5‬‬
‫ب النَّا ِر اَِّال َملٰٓـئِ َكةً‪ [} )3١( ......‬سورة املدثر‪]3١-3٠ :‬‬ ‫ۡ‬
‫اَصح َ‬
‫كما ورد يف القرآن الكرمي ذكر مالك وهناك سورة تقول أن املالك مالك هو املالك الرئيسي للجحيم‪.‬‬
‫‪١6‬‬
‫ٱحلَِٰق َولَكِ َّن أَ ْكثَـَرُك ْم لِْل َح ِٰق َك ِرُهو َن} [سورة الزخرف‪]77 :‬‬
‫قال هللا سبحانه وتعاىل‪ { :‬لَ َق ْد ِجْئـنَ ُكم بِ ْ‬

‫‪ 13‬القرآن ّالكريم ‪13:11‬‬


‫‪ 14‬القرآن ّالكريم ‪82: 10-12‬‬
‫‪ 15‬القرآن ّالكريم ‪31- 30: 74‬‬
‫‪ 16‬القرآن ّالكريم ‪43:77‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ .8‬رضوان‬

‫رضوان مالك أمره هللا سبحانه وتعاىل حلراسة أبواب اجلنة‪ .‬الرضوان من الكلمات العربية اليت تعين "اللذة"‪.‬‬

‫ابلتفصيل‪ ،‬فإن واجبات املالك رضوان هي فقط حراسة أبواب اجلنة حّت يكون األشخاص الذين ال يُسمح َلم‬

‫بدخوَلا مثل املنافقني أو املؤمنني ابخلرافات‪.‬‬

‫جدا يف عيون‬
‫سيغلق مالك رضوان أبواب اجلنة لكبح مجاح املنافقني واخلرافات ألن هؤالء الناس أشرار ً‬

‫وجسدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫روحا‬
‫دائما يف حالة وضوء ونقي ً‬
‫رضوان‪ .‬وابلفعل فإن املالك رضوان طاهر ألنه ً‬
‫ت‬ ‫ح‬‫ومن خالل كالم هللا سبحانه وتعاىل‪ {:‬و ِسيق الَّ ِذين اتـَّ َقوا رَّهبم اِ َىل ا ْجلن َِّة ُزمرا ۗحّت اِذَا ج ْۤاءوها وفُتِ‬
‫َ َ ً َ ٰٰٓ َ ُْ َ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ْ َ ُْ‬
‫ال ََلُْم َخَزنـَتُـ َها َسل ٌم َعلَْي ُك ْم ِطْبـتُ ْم فَ ْاد ُخلُ ْوَها خلِ ِديْ َن}[ سورة الزمر‪]73 :‬‬
‫اَبْـ َو ُاهبَا َوقَ َ‬

‫وجوب اإلميان ابملالئكة‬


‫الرب من آمن ابهلل‬
‫اإلميان ابملالئكة؛ هو االعتقاد اجلازم بوجودهم‪ ،‬وأهنم خملوقون هلل سبحانه‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬ولكن َّ‬
‫واليوم اآلخر واملالئكة} (البقرة‪.)١77:‬‬

‫واإلميان ابملالئكة‪ :‬ركن من أركان اإلميان‪ ،‬فال يصح إميان العبد إال به‪ ،‬وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة‬
‫وإمجاع املسلمني‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬آمن الرسول مبا أنزل إليه من ربه واملؤمنون كل آمن ابهلل ومالئكته وكتبه ورسله}‬
‫(البقرة‪.)٢٨5 :‬‬

‫ويف حديث جربيل املشهور‪ ،‬قال ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬عندما سئل عن اإلميان‪( :‬اإلميان أن تؤمن ابهلل ومالئكته‪،‬‬
‫وكتبه‪ ،‬ورسله‪ ،‬واليوم اآلخر‪ ،‬والقدر خريه وشره) رواه مسلم ‪ ،‬وأمجع املسلمون قاطبة على وجوب اإلميان ابملالئكة‪،‬‬
‫وعليه فمن أنكر وجود املالئكة من غري جهل يعذر به فقد كفر‪ ،‬لتكذيبه القرآن يف نفي ما أثبته‪ ،‬وقد قرن هللا عز‬
‫وجل الكفر ابملالئكة ابلكفر به‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬ومن يكفر ابهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر فقد ضل ضالال‬
‫بعيدا} ( النساء‪.)١36 :‬‬

‫‪13‬‬
‫واإلميان ابملالئكة ليس على درجة واحدة‪ ،‬فهناك اإلميان اجململ‪ ،‬وهو اإلميان بوجودهم‪ ،‬وأهنم خلق من خلق هللا‬
‫سبحانه‪ ،‬وهذا ال َق ْدر من اإلميان ابملالئكة واجب على عموم املكلفني‪ ،‬وهناك اإلميان التفصيلي‪ ،‬وذلك مبعرفة ما‬
‫يتعلق ابملالئكة مما ورد به الشرع املطهر‪ ،‬وطلب هذا واجب على الكفاية‪ ،‬فال يطالب به كل مكلف‪ ،‬بل هو‬
‫واجب على جمموع األمة‪ِ ،‬بيث إذا قام به البعض‪ ،‬وحصلت هبم الكفاية‪ ،‬سقط عن اآلخرين‪.‬‬

‫حقوق املالئكة على بين آدم‬


‫اإلميان هبم‬
‫اإلمان ابملالئكة هو الركن الثاّن من أركان اإلميان‪ ،‬ال يتم إميان عبد إلت ابإلميان هبم‪ ،‬والقصد هو أن‬
‫هللا قد أوجب على بين إسرائيل اإلقرار بوجوب املالئكة وجعل هذا اإلقرار دينا يسأل عنه اإلنسان‬
‫يوم القيامة‪ ،‬وكاما ازداد اإلنسان معرفة أبحواَلم ازداد إمياَن‪ ،‬ألهنا يتضمن التصديق ابألخبار الواردة‬
‫عن هللا ورسله (ص) فيهم‪.‬‬

‫البعد عن الذنوب واملعاصي‬


‫أعظم ما يؤذي املالئكة الذنوب واملعاصي والكفر والشكر‪ ،‬وَلذا فإن أعظام ما يهدي للمالئكة‬
‫ويرضيهم أن خيلص املرء دينه لربه‪ ،‬ويتجنب كل ما يغضبه‪.‬‬

‫البعد عما تكرهه املالئكة‬


‫جائت أحاديث تنهى عن بعض ما يؤذي املالئكة‪ ،‬ودلت أحاديث أجرى أن املالئكة ال تدخل‬
‫البيوت اليت فيها ما تكرهه‪ ،‬فمن هذه األمور اليت تكىهها املالئكة واليت جيب علينا االبتعاد عنها حّت‬
‫ال يفوتنا اخلري اببتعاد املالئكة عنا‪:‬‬
‫‪ -‬الصور والتماثيل‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيب الكالب يف البيوت‪.‬‬
‫‪ -‬تعليق اجلرس على الدواب‪.‬‬
‫‪ -‬ترك االغتسال عن اجلنابة حّت يصبح ذلك عادة عند اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬التطيب ابخللوق وهو طيب مركب من زعفران وغريه وهو من الألطياب اخلاصة ابلنساء‪ ،‬وقد‬
‫تقدمت الألحاديث اليت تنهى عن ذلك‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬ومن ذلك أكل الثوم أو البصل والكرات أو ما شاهبها من البقول ذات الرائحة‪ ،‬كما جاء يف‬
‫حديث جابر بن عبد هللا قال‪ :‬هنى رسول هللا (ص) عن أكل البصل والكرات‪ ،‬فغلبتنا احلاجة‬
‫فأكلنا منها‪ ،‬فقال‪( :‬من أكل من هذه الشجرة املنتنة فال يقربن مسجدَن فإن املالئكة تتأذى مما‬
‫يتأذى منها اإلنس)‪.‬‬
‫‪ -‬ومما هنينا عنه من أجل املالئكة‪ :‬البصاق عن اليمني يف الصالة‪ ،‬وقد جاء يف علة النهي عن‬
‫البصاق عن اليمني أن على ميني املصلي ملكا فأجل إكرامه وعدم أذيته هنى عن البصاق عن‬
‫اليمني يف أثناء الصالة‪ ،‬كما جاء يف حديث أِب هريرة رضي هللا عنه عن النيب (ص) قال‪( :‬إذا‬
‫قام أحدكم فال يبصق أمامه فإمنا يناجي هللا مادام يف مصاله وال عن ميينه فإن عن ميينه ملكا‬
‫وليبصق عن يساره أو حتت قدمية فيدفنها)‪.‬‬

‫حمبتهم وذكر فضائلهم‬


‫وعلى املسلم أن حيب مجيع املالئكة فال يفرق قي ذلك بني ملك وملك ألهنم مجيعا عباد هللا عاملني‬
‫أبمره اتركني لنهيه وهم يف هذا وحدة واحدة ال خيتلفون مال يفرتقون‪ ،‬فنحن َنبهم ألهنم عبيد هللا ال‬
‫يعصون ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون‪ ،‬وَنبهم ألعماَلم العظيمة اليت يقومون هبا يف السماوات وألرض‪،‬‬
‫ش َوَم ْن َح ْولَهُۥ يُ َسبِٰ ُحو َن ِِبَ ْم ِد َرٰهبِِ ْم‬ ‫وَنبهم لدعائهم لنا عند هللا‪ .‬كما قال تعاىل‪ :‬ٱلَّ ِذ ِ‬
‫ين َْحيملُو َن ٱلْ َع ْر َ‬‫َ‬
‫۟‬ ‫۟‬ ‫ويـؤِمنُو َن بِِهۦ ويستـ ْغ ِفرو َن لِلَّ ِذين ءامنُو۟ا ربـَّنَا و ِسعت ُك َّل َشى ٍء َّر ْْحةً وعِ ْلما فَٱ ْغ ِفر لِلَّ ِ‬
‫ين َاتبُوا َوٱتـَّبَـعُوا‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ ً‬ ‫َ ََ َ َ ْ َ‬ ‫ََ َْ ُ‬ ‫َُْ‬
‫صلَ َح ِم ْن ءَ َاابٰٓئِ ِه ْم‬ ‫ت َع ْد ٍن ٱلَِّّت َو َع َّ‬ ‫ك وقِ ِهم ع َذاب ٱ ْجل ِحي ِم (‪ )7‬ربـَّنَا وأ َْد ِخلْهم جنَّـ ِ‬
‫دهتُْم َوَمن َ‬ ‫َ َ ُْ َ‬ ‫َسبِيلَ َ َ ْ َ َ َ‬
‫ات يـَ ْوَمئِ ٍذ فَـ َق ْد َرِْحْتَهُۥ ۚ‬
‫ٱلسيِـَ ِ‬ ‫َّك أَنت ٱلْع ِزيز ٱ ْحلكِيم (‪ )٨‬وقِ ِهم َّ ِ‬
‫ٱلسيِٰـَات ۚ َوَمن تَ ِق َّ ٰ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ ِ ِ ِِ ِ‬
‫َوأ َْزَوجه ْم َوذُ ٰريـَّته ْم ۚ إن َ َ َ ُ َ ُ‬
‫ك ُه َو ٱلْ َف ْوُز ٱلْ َع ِظ ُيم (‪( .)٩‬غافر‪)٩-7 :‬‬ ‫ِ‬
‫َوذَل َ‬

‫‪15‬‬
‫اخلالصة‬
‫واخلالصة جيب على اإلنسان أن يؤمن ابملالئكة‪ .‬وأعلم أن املالءكة أجسام لطيفة نورانية قادرة على التشكل‬
‫أبشكال خمتلفة يف أشكال حسنة‪ ،‬شأهنا الطاعة ‪ ،‬ومسكنها السموات غالبا ‪ ،‬ومنهم من يسكن األرض‪ ،‬يسبحون‬
‫الليل والنهار ال يفرتون وال يعصون هللا ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون‪ ،‬ال يوصفون بذكورة وال أبنوثة‪ .‬إ ٰن لإلميان‬
‫ابملالئكة مثرات عديدة‪ ,‬هو العلم بعظمة هللا تعاىل من خالل معرفة عظم خلق املالئكة فعظمة اخللق تدل على‬
‫عظمة اخلالق‪ ,‬شكر هللا تعاىل الذي خلق لبين آدم وسخر َلم املالئكة اليت تقوم على حفظهم‪ ،‬وحفظ مصاحلهم‪،‬‬
‫وكتابة أعماَلم‪ ،‬وغريها من األعمال‪ .‬وحصول حمبة املالئكة من خالل معرفة صفاهتم وأهنم دائموا العبادة هلل تعاىل‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مراجع‬

‫القرءان الكرمي‬

:‫ اإلميان ابملالئكةز املستخلصة من‬.٢٠٠3 ‫ يوليو‬.‫اسالم ويبـب‬


https://www.islamweb.net/ar/article/10150/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%
D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9

.‫ دار املعرفة‬:‫ بريوت‬.‫ حقوق املالئكة على بين آدم‬:‫ اإلميان ابملالئكة‬.٢٠١١ .‫الدكتور علي حممد حممد الصالِب‬

.‫أستذ شيخ علي مجعة‬. ‫ حتقيق د‬- ‫ حتفة املريد على جوهرة توحيد‬-‫حاشية آمام بيجوري على جوهرة توحيد‬
)٢١7 .‫(ص‬

:‫ املستخلصة من‬.‫ اإلميان على وجود املالئكة‬.‫حممد صربي هارون‬


mufti.terengganu.gov.my/index.php/perkhidmatan/unitfatwa/kemusykilan-
agama-islam/akidah-1/225-beriman-kepada-adanya-malaikat.

Abdullah, M. (2018). Meneladani Sifat - Sifat Malaikat Allah Sebagai Bentuk Mengimani Adanya
Malaikat. Pendidikan Agama Islam, 16, 147-156.

Marzuki, K. (2020, August 07). iNewsJateng.id. Retrieved from https://jateng.inews.id/berita/13-


sifat-malaikat-yang-perlu-diketahui-muslim

17

You might also like