Professional Documents
Culture Documents
النبي المجهول
النبي المجهول
الجذوع بفأسي!
ِ فأهوي على كنت حطَّاباً
الشعب! ليتني ُ
ُ ْأيها
رمساً بر ٍم ِ
س! ُّ كالسي ِ
القبورْ :
َ تهد ت
ول ،إذا ما سالَ ْ ّ كنت
ليتَني ُ
الربيع ِم ْن ِّ
كل ْقنس ورود َّ
ُ كالرياح ،فأطوي
ّ كنت
ليتَني ُ
الخريف بقرسي!
ُ كل ما َأ ْذَب َل ُأغ ِّشي
كنت كال ّشتاءَ ،
ليتني ُ
إليك ثَْورة َ نفسي!
فُألقي َ ِ
العواصف ،يا شعبي قوة َليت لي َّ
َ
فأدعوك للحياة ِ بنبسي!
َ َّت ِ
األعاصير! إن ضج ْ ليت لي قوة َ
ِ
برمس!.. حي ،يقضي الحياة
أنت ٌّ
َ ِ
األعاصير !..لكن ليت لي قوة َ
وتقضي الدهور في ليل َمْلس... روح َغبِيَّة ٌ ،تكره ّ
النور، أنت ٌ َ
ِ
وجس... مسحواليك دون ّ
َ طافت
ْ الحقائق إن
َ ك
أنت ال تدر ُ
َ
وأترعتُها بخمرة ِ نفسي... ت أكوابي ص َّم ْخ ُ
في صباح الحياة ِ َ
شعب كأسي!
ُ ست يا
ود َ
رحيقيُ ، تإليك ،فأهر ْق َ
قد ْمتُها َ
ثَُّم َ
وحسي
ّ وكفكفت من شعوري
ُ ُّ
أسكت آالمي، فتألَّمت ،..ثًَّم
أي ِإ ْن ِ
س... باقة ًْ ،لم َي َمسَّها ُّ ِ
أزاهير قلبي ت منَّد ُ
ثُم َنض ْ
ِ
دوس أي
ودستَها َّوروديُ ، ت إليك ،فَ َّ
مز ْق َ قد ْمتُها َ
ثم ّ
جت رأسي
تو َ وبشوك ِ
الجبال َّ الح ْز ِن ثوباً ِ
ْ ألب ْستَني م َن ُ
ثم َ
ألقضي الحياة َ ،وحدي ،بيأسي ِ
الغاب ،يا َش ْعبي ذاهب إلى
ٌ إنني
أدفن بؤسي
في صميم الغابات ُ الغاب ،علَّي
ِ ذاهب إلى
ٌ إنني
بأه ِل لخمرتي ول َكأسي
ْ استطعت ،فما أنت
ُ ك ما
ثَُّم ْأن َسا َ
وُأفضي لها بأشواق َن ْفسي سوف أتلو على الطُّيور أناشيدي،
ظة ُ ِح ِّس الن ِ
فوس َي ْق َ مجد ُّ
أن َّ فَ ْهي تدري معنى الحياة ،وتدري
وُألقي إلى الوجود بيأسي ثم أ ْقضي هناك ،في ظلمة الليل،
تَ ُخطُّ السُّيو ُل ُحفرة َ رمسي الناضر ،الحلو،َّن ْوَبرَّ ،
ت الصَ ثم تَ ْح َ
سيم فوقي بهمس
الن ُويشدو َّ الطيور تلغو على ْقب ِري
ُ ظ ُّل
وت َ
وت َ ُّ
أمسيضارة ْ كما ُك َّن في َغ َ حوالي،
َّ تمشيظل الفصو ُل ْ
س!.. العب بالتُّ ِ
راب واللي ُل ُم ْغ ِ ٌ صغير،
ٌ أنت طف ٌل
عب! َ ّأيها ال ّش ُ
ذات ِ
بأس فكرة ٌ ،عبقريَّة ٌُ ، نسسها
قوة ٌ ،لم تَ ْ أنت في ال َك ْو ِن َّ
َ
العصورِ ،م ْن أمس ِ
أمس.. ات ُ ظُلُ َم ُ أنت في ال َك ْو ِن قوة ٌ،كبَّلتْها
َ
في حس ِ
اسيَّتي ،ورقَّة ِ نفسي الشقي من كان مثلي
ُّ والشقي
ُّ
ََ
رحيق الحياة ِ في خير ِ
كأس َ اس شاعر ،ناو َل َّ
الن َ ٌ هكذا قال
كل ِ
فنس من ِّالربيع ْ نايه ،حواْليه ُّ
ورود ّ
ُ تهتز نافخاً َ
سالد ُم ْق ِ
مثل ُّ
منكبيه َ
على ْ يح
الر ُ
تداعبه ّ
َش ْع ُره ُم ْر َس ٌلُ -
ِ
جنس وحِ ،م ْن ُك ِّل وتلغو في َّ
الد ِ راب تشدو حواليهِّ ُّ
يور الط ُ
والط ُ
ائر المتحسِّي يرنو للطَّ ِ وترا عند األصيل ،لدى الجدول،
الممسي إلى س ْدفَة الظَّ ِ
الم يغني بين الص ِ
َّنوبر ،أو يرنو أو ِّ
ّ ُ
ظلمات الوجو ِد في األرض تُغسي
ُ وأمست
ْ الظالم،
ُ فإذا أ ْقَب َل
خشوع و َه ْم ِ
س الكون في َي ْسأ ُل كان في كوخه الجميل ،مقيماً
ٍ َ َ
ِ
الوجود ،أيَّان ُيرسي؟ ِ
وصميم أين َم َداهُ؟ ِّ
مصب الحياة َِ ، عن
شيد الطُّ ِ
يور ،حين تمسِّي ون َِ كل ٍ
واد رود في ِّ
وأريج الو ِ
ِ ُ
و ُر ُس ِ
وم الحياة ِ من أمس ِ
أمس الرياح ،في ِّ
كل فَ ٍّج ِ
وهزيم ِّ
َ
كون الفَضا ،وأيَّان تُ ْمسي؟؟
ُس ُ وأغاني الرعاة ِ أين ُيواريها
بحر ِ
س رساً ْ َحلَقات السنينَ :ح ْ وي ْفني ص ِر ُ
ف الحياة َُ ، هكذا َي ْ
ضحي بين الطيور ُوتْ ْمسي! تُ ْ ِ
الغاب يا لها من معيشة ٍ في صميم
س! بخ ْب ٍث ِ
ور ْج ِ نفوس الورى ُ
ُ يا لها ِم ْن معيشة ٍ ،لم تُ َدّن ْسهَا
ذات قُ ِ
دس حياة ٌ غريبة ٌُ ، هي في الكون يا لها من معيشة ٍَ ،