Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫جب بين ه وبني ه ذا ال ذي ه و متج هٌ إلي ه‪ ،‬ولكن أليس هنال ك من‬

‫واحل ُ‬
‫ُ‬ ‫متى يدرك اإلنسان حقيقة الدنيا‬ ‫الخطبـة األولـى‬
‫دواء جيعلنا نضع املوت نصب أعيننا؟‬ ‫من علين ا باإلس الم دينا ‪ ،‬وش رع لن ا في ه م ا‬‫احلم د هلل ال ذي ّ‬
‫هنالك أدوية كثريةٌ جداً أيها اإلخوة‪ ،‬منها هذا املوت الذي يتخطف‬ ‫قربنا إليه ويُدنينا ‪ ،‬وأكرمنا بالرس الة اخلامتة ‪ ،‬وأودع فيها ما يكفينا‬ ‫ي ِّ‬
‫أص دقائنا وأقاربن ا من حولن ا‪ ،‬فه ذا ج زءٌ من العالج وج زءٌ من ال دواء‬ ‫ورضي لنا‬
‫َ‬ ‫عن غريها ويُغنينا ‪ ،‬أمحده تعاىل وأشكره ‪ ،‬أمتّ علينا نعمتَ ه‬
‫وهو يف الظاهر مصيبة ويف الباطن رمحة‪ ،‬ألهنا توقظ النائم وتنبه الغافل‬ ‫إهلـنا‬
‫الم دين ا ‪ ،‬وأش هد أن ال إل ه إال اهلل وح ده ال ش ريك ل ه‪ُ ،‬‬ ‫اإلس َ‬
‫وجتعل اإلنسان يستيقظ ببصريته ليتأمل مصريه‪.‬‬ ‫ومليكـنا وناص رنا وهادين ا ‪ ،‬وأش هد أن نبين ا وموالن ا وس يدنا حمم داً‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عبده ورسوله ‪ ،‬أنعم به نبيًّا أمين اً ‪ ،‬وأك رم به رسوالً مبين اً ‪ ،‬صلى اهلل‬
‫ُ‬
‫ال دواء اآلخ ر ه و أن يص غي اإلنس ان جيداً إىل أح داث م ا بع د املوت‬
‫علي ه وعلى آل ه وص حبه ال ذين ك انوا ب احلق وللح ق أنص اراً ميامين اً ‪،‬‬
‫كم ا يص فها بي ان اهلل س بحانه وتع اىل‪ ،‬عن دما يتل و اإلنس ان كتاب اهلل‬
‫والتابعني ومن تبعهم صدقاً وإحساناً ويقيناً‪ ،‬وسلم تسليما‪.‬‬
‫بتدبر ويقف عند املشاهد اليت يرمسها بيان اهلل عز وجل ألحداثِ ما‬
‫بع د املوت ويت دبر ذل ك بعقل ه فلس وف يغيب عن ال دنيا وش هواهتا‬ ‫إن كت اب اهلل س بحانه وتع اىل مليءٌ باآلي ات البين ات ال يت توض ح لن ا تفاه ة ه ذه‬
‫رض باط ل‪ ،‬وكم يتفنن كت اب اهلل‬‫احلي اة ال دنيا وال يت تؤك د أهنا ظ ٌل زائ ل وأهنا ع ٌ‬
‫وأهوائها‪.‬‬
‫سبحانه وتعاىل يف عرض هذه احلقيقة على أمساع الناس‪.‬‬
‫أمل تتدبروا مر ًة هذه اآليات وتقفوا على معانيها اليت تأخذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باأللباب؟‬ ‫ال َوالَْبنُ و َن ِزينَ ةُ احْلَيَ اة ال ُّد ْنيَا ۖ َوالْبَاقيَ ُ‬
‫ات‬ ‫فه و يق ول آن اً‪" :‬الْ َم ُ‬
‫َّ حِل‬
‫ات َخْيٌر ِع َند َربِّ َ‬
‫ك َث َوابًا َو َخْيٌر ََأماًل "‪.‬‬ ‫الصا َ ُ‬
‫اعةُ َي ْو َمِئ ٍذ خَيْ َس ُر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َ‬ ‫وم َّ‬ ‫ض ۚ َو َي ْو َم َت ُق ُ‬ ‫اَأْلر ِ‬
‫الس َم َاوات َو ْ‬ ‫ك َّ‬ ‫" َوللَّ ِه ُم ْل ُ‬
‫َخ َرةَ ِه َي َد ُار‬
‫ويق ول آن اً‪ِ" :‬إمَّنَ ا ه ِذ ِه احْل ي اةُ ال ُّد ْنيا متَ اعٌ وِإ َّن اآْل ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫الْ ُمْب ِطلُو َن (‪َ )27‬وَتَر ٰى ُك َّل َُّأم ٍة َجاثِيَ ةً ۚ ُك ُّل َُّأم ٍة تُ ْد َع ٰى ِإىَل ٰ كِتَاهِبَا الَْي ْو َم‬
‫)ه َذا كِتَابنَ ا ي ِ‬ ‫الْ َقَرا ِر"‪.‬‬
‫نط ُق َعلَْي ُكم بِاحْلَ ِّق ۚ ِإنَّا ُكنَّا‬ ‫ُ َ‬ ‫جُتَْز ْو َن َم ا ُكنتُ ْم َت ْع َملُو َن (‪َٰ 28‬‬
‫نَستَ ِ‬
‫نس ُخ َما ُكنتُ ْم َت ْع َملُو َن"‬ ‫ْ‬
‫ب هَلُم‬‫اض ِر ْ‬
‫ويضرب األمثلة املوضحة واملقربة هلذه احلقيقة‪ ،‬فيقول‪َ " :‬و ْ‬
‫ِ‬ ‫َّمث ل احْل ي ِاة ال ُّد ْنيا َكم ٍاء َأنزلْن اه ِمن َّ ِ‬
‫الحظوا هذا التصوير الذي يضعه بيان اهلل عز وجل أمام بصائرنا‪ ،‬إنه‬
‫ض‬‫اَأْلر ِ‬
‫ات ْ‬ ‫اخَتلَ َط بِ ه َنبَ ُ‬ ‫الس َماء فَ ْ‬ ‫َ َ ََ ُ َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اح ۗ َو َكا َن اللَّهُ َعلَ ٰى ُك ِّل َش ْيء ُّم ْقتَد ًرا"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ليس خيال كاتب‪ ،‬ولكنها احلقيقة اليت ستفاجئ اإلنسان‪ ،‬إهنا احلقيقة‬ ‫الريَ ُ‬
‫يما تَ ْذ ُروهُ ِّ‬
‫َأصبَ َح َهش ً‬
‫فَ ْ‬
‫ٍ‬
‫وأهواء ومالذ أو مصائب‬ ‫ٍ‬
‫شهوات‬ ‫اليت ستنسيه الدنيا بكل ما فيها من‬ ‫وم ع ذل ك ف إن اإلنس ان يظ ل ّنزاع اً إىل ال دنيا وش هواهتا‪ ،‬يَ َظ ُّل على‬
‫ٍ‬
‫وآالم ٍ‬
‫ومآس وأسقام‪.‬‬ ‫ال رغم من مساعه هلذه الق وارع مش دوداً إىل ه ذه ال دنيا وم ا فيه ا من‬
‫واء ومَُت ٍع ومالذ‪ .‬فه ل هنال ك من ٍ‬
‫دواء ينب ه اإلنس ان إىل‬ ‫هوات وأه ٍ‬
‫ش ٍ‬
‫أجل ‪ ...‬أمل تقفوا عند قول اهلل سبحانه وتعاىل وهو يَضَُع لنا صورةٌ‬ ‫معاين هذه اآليات والنُّذُْر؟ هل هنالك من ٍ‬
‫دواء يصغر الدنيا يف بصرية‬
‫أخرى لألحداث اليت كلنا مقبلون عليها‬
‫اإلنسان ويريها فعالً كما يصورها اهلل سبحانه وتعاىل؟‬
‫كالم يضعه أمامنا بيان اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫"ونضع املوازين القسط ليوم القيامة" هذا ٌ‬ ‫أج ل أيه ا اإلخ وة هنال ك دواءٌ ن اجع أال وه و‪ :‬اإلطالل على املوت‬
‫س بحانه وتع اىل بأس لوب احلاض ر وإن ك ان مس تقبالً‪ ،‬ولكن ه للتأكي د‬
‫الذي يرتبص باإلنسان‪ .‬فمادام اإلنسان مُعِْرضاً عن املوت الذي ينتظره‬
‫على أن ه ذا األم ر املس تقبل يف حكم الواق ع ُيَعِّبر عن ه ب األمر الواق ع‬
‫فال ب د أن يظ ل مش دوداً إىل ال دنيا بك ل م ا فيه ا مهم ا مسع ومهم ا‬
‫الذي أراه أمامنا‬
‫ت اآليات له تفاهة هذه الدنيا‪ ،‬ولكن إذا توجه اإلنسان ببصريته‬ ‫صَّوَر ِ‬
‫َ‬
‫س َش ْيًئا ۖ َوِإن َك ا َن‬ ‫"ونَض ع الْم وا ِز ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ين الْق ْس َط لَي ْوم الْقيَ َام ة فَاَل تُظْلَ ُم َن ْف ٌ‬‫َ َ ُ ََ َ‬ ‫إىل املوت واألح داث ال يت تلي املوت‪ ،‬عن دما يُط ل اإلنس ان ببص ريته‬
‫ِ‬ ‫هِب‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ني"‬ ‫م ْث َق َال َحبَّة ِّم ْن َخ ْر َد ٍل َأَتْينَا َا ۗ َو َك َف ٰى بِنَا َحاسبِ َ‬ ‫على املوت الذي ينتظره ويرتبص به ويرى جتسيد ذلك يف الناس الذين‬
‫أمل تتدبروا بيان اهلل وهو يصف لنا الناس كيف ينقسمون إىل طائفتني‪،‬‬ ‫يسبقونه‪ ،‬فإن ذلك هو الدواء الذي جيعله يستصغر الدنيا وينظر إليها‬
‫حِرقه ا لظى اخلزي واألمل‪ ،‬وطائف ة ثاني ة‬ ‫ف الن دم ويُ ْ‬
‫ض َأ ُك َّ‬
‫طائف ة َتعَ ُّ‬ ‫وهي فعالً تافهةً كما أوضح اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬هذا الدواء هو الذي‬
‫أشرق وجهها بنور الرضا عن اهلل ورضا اهلل سبحانه وتعاىل عنها فهو‬ ‫يذيب ِضرام الشهوات واألهواء كما تذيب النار الثلج‪.‬‬
‫َّم ُز َم ًرا ۖ َحىَّت ٰ ِإ َذا‬ ‫ِإ‬ ‫يق ول عن الطائف ة األوىل‪" :‬و ِس َّ ِ‬
‫ين َك َف ُروا ىَل ٰ َج َهن َ‬
‫يق الذ َ‬
‫َ َ‬ ‫ولكن ما أكثر ما يتيه اإلنسان عن مصريه وهو مُْقِب ٌل إليه! وما أكثر‬
‫ت َْأب َوابُ َه ا َوقَ َال هَلُ ْم َخَز َنُت َه ا َأمَلْ يَ ْأتِ ُك ْم ُر ُس ٌل ِّمن ُك ْم َيْتلُ و َن َعلَْي ُك ْم‬ ‫ِ‬
‫وه ا فُت َح ْ‬
‫َجاءُ َ‬ ‫م ا يَشُُّد الق رآن اإلنس ان إىل ت ذكر املوت ولكن ه يظ ل يض ع احلجُبَ‬
‫َّت َكلِم ةُ الْع َذ ِ‬ ‫ِٰ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫آيَ ات َربِّ ُك ْم َويُنذ ُرونَ ُك ْم ل َق اءَ َي ْوم ُك ْم َٰه َذا ۚ قَ الُوا َبلَ ٰى َولَك ْن َحق ْ َ َ‬
‫ين َّات َق ْوا‬ ‫علَى الْ َكافِ ِرين"‪ ،‬مث يتحدث عن الفريق الثاين فيقول‪ " :‬و ِس َّ ِ‬
‫يق الذ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فات الس ِ‬
‫يئة لل دُّنيا‪ ،‬إالّ أهَّن ا‬ ‫ذه الص ِ‬ ‫واعلم وا عب اد اهلل أنَّه م ع ه ِ‬
‫َ‬
‫ت َْأب َوابُ َه ا َوقَ َال هَلُ ْم‬ ‫وه ا َوفُت َح ْ‬ ‫َربَّ ُه ْم ِإىَل اجْلَنَّة ُز َم ًرا ۖ َحىَّت ٰ ِإ َذا َجاءُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين (‪َ )73‬وقَ الُوا احْلَ ْم ُد لِلَّ ِه‬ ‫ِِ‬
‫وه ا َخال د َ‬
‫ِ‬
‫َخَزنَُت َه ا َس اَل ٌم َعلَْي ُك ْم طْبتُ ْم فَ ْاد ُخلُ َ‬
‫ومزرع ةٌ لآلخ ر ِة نفيس ةٌ‪ ،‬ف ِه َي َم ْوس ٌم للطاع ات‪َ ،‬‬
‫وزم ٌن‬ ‫َ‬ ‫فرص ةٌ مثين ةٌ‪،‬‬
‫ِ‬
‫املسلم لآلخر ِة‪،‬‬ ‫يتزو ُد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للعبادات‪ ،‬وميدا ٌن للتنافُ ِ‬ ‫ث نَ َش اءُ ۖ فَنِ ْع َم‬ ‫ض َنتََب َّوُأ ِم َن اجْلَن َِّة َحْي ُ‬
‫اَأْلر َ‬
‫ص َد َقنَا َو ْع َدهُ َو َْأو َرثَنَ ا ْ‬ ‫الَّذي َ‬
‫ُ‬ ‫الصاحلات‪ ،‬فيها َّ‬ ‫س يف‬
‫ني"‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫من فَ ِه َم‬ ‫ٍِ‬
‫ودار جناة ل ْ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ويعم ُل لِْلباقي ِة‪ ،‬ف َّ‬ ‫َأجُر الْ َعامل َ‬ ‫ْ‬
‫ص َدقَها‪ُ ،‬‬ ‫دار ص دق مل ْن َ‬
‫إن ال دُّنيا ُ‬
‫قال‪:‬‬ ‫رض َي اهللُ َعْنهما َ‬ ‫عباس ِ‬‫تزو َد ِمْنها‪ ،‬فَع ِن اب ِن ٍ‬
‫من َّ‬ ‫عْنها‪ ،‬ودار ِغ ِ‬
‫ىن ل ْ‬‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫إذا تأم ل اإلنس ان يف ه ذه الصَُّور ال يت يض عها بي ان اهلل ع ز وج ل أم ام‬
‫اغتنم مخس اً قبل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫مخس‪ :‬شبابَ َ‬ ‫َ‬ ‫وهو يعظُه‪ْ " :‬‬ ‫رسول اهلل َلر ُج ٍل َ‬ ‫ُ‬ ‫قال‬
‫َ‬ ‫بصائرنا تذوب الدنيا كلُّها‪ ،‬ويدرك اإلنسان احلقيقة اليت يصفها بيان‬
‫قبل‬
‫ك َ‬ ‫قبل فق ِر َك‪ ،‬وفرا َغ َ‬‫اك َ‬
‫ك قبل س َق ِمك‪ِ ،‬‬
‫وغنَ َ‬ ‫ك‪ ،‬وصحتَ َ َ‬ ‫قبل َهَرِم َ‬
‫َ‬ ‫الد ْنيَا َمتَ اعٌ َوِإ َّن‬‫ف بي ان اهلل ال دنيا من خالهلا "ِإمَّنَا َٰه ِذ ِه احْلَيَ اةُ ُّ‬ ‫اهلل يَصِ ُ‬
‫احلاكم]‪.‬‬ ‫ه‬ ‫أخرج‬ ‫"[‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫موت‬ ‫قبل‬ ‫ك‬ ‫ت‬‫وحيا‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اآْل ِخَر َة ِه َي َد ُار الْ َقَرا ِر"‪ .‬يقف اإلنسان ببصريته‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َش ْغ َ‬
‫ل‬ ‫عندئذ أمام نداء اهلل عز‬

‫يوص ي أص حابَه‪ ":‬ال دنيا َقْنطَ َرةٌ‬ ‫وق َال س يدنا موس ى علي ِه الس الم ِ‬ ‫س مِب َا َك َسبَ ْ‬
‫ت ۚ اَل ظُْل َم الَْي ْو َم ۚ ِإ َّن اللَّهَ‬ ‫وجل القائل‪" :‬الَْي ْو َم جُتَْز ٰى ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س ِر ِ ِ ِ‬
‫ِِ‬
‫أهل الدنيا يف دنياهم فينا ِزعُوكم يف‬ ‫ِ‬ ‫ني ۚ‬‫وب لَ َدى احْلَنَ اج ِر َك اظم َ‬ ‫يع احْل َساب َوَأنذ ْر ُه ْم َي ْو َم اآْل ِزفَة ِإذ الْ ُقلُ ُ‬‫َ ُ‬
‫فاعربُوها وال َت ْع ُم ُروها‪،‬وال تُنازعُوا َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أصبتُم وال ِدينَكم أبقيتُ ْم"‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ني م ْن مَح ي ٍم َواَل َشفي ٍع يُطَاعُ"‪.‬‬ ‫َما للظَّالم َ‬
‫دينكم‪ ،‬فال ُدنياهم ْ‬
‫ليس بضائ ِر‬ ‫ِ‬ ‫أبقت الدُّنيا علَى ِ‬
‫املرء ِدينَه‬ ‫إذا ِ‬ ‫مث عندما يتصور أحدهم واقعه بعد يوم أو يومني أو شهر أو سنوات‬
‫فَما فاتَهُ مْنهـ ـ ــا َ‬ ‫وق د ص دق علي ه ق ول اهلل ع ز وج ل‪" :‬وج اءت س كْرةُ الْم و ِ‬
‫ت بِ احْلَ ِّق‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َْ‬
‫بالغُك ِمْنها مثل ِ‬
‫زاد املساف ِر‬ ‫ت بالدنيـ ــا بصـرياً فإمَّن ـا‬
‫َ َ‬ ‫إذا ُكْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد (‪ )19‬ونُِفخ يِف ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ك َي ْو ُم الْ َوعيد (‪)20‬‬ ‫الصو ِر َذل َ‬ ‫َ َ‬ ‫نت ِمْنهُ حَتِ ُ‬
‫ك َما ُك َ‬ ‫َذل َ‬
‫ب ِمْنهـا بِص ْف َق ِة خاس ـ ـ ِر‬ ‫ِ‬ ‫امرءً يبتـاعُ ُدنْيــا بدينـِِه‬
‫لَ ُمْن َقل ٌ‬ ‫وإن َ‬ ‫َّ‬ ‫نت يِف َغ ْفلَ ٍة ِّم ْن‬ ‫ِئ‬
‫س َّم َع َه ا َس ا ٌق َو َش ِهي ٌد (‪ )21‬لََق ْد ُك َ‬ ‫ت ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫َو َج اءَ ْ‬
‫اهلل أو ِمعشار ِ‬
‫ريشة طائ ِر‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُر َك الَْي ْو َم َح ِدي ٌد"‪.‬‬ ‫ه َذا فَ َك َش ْفنَا ع َ ِ‬
‫نك غطَاءَ َك َفبَ َ‬
‫َلدى ْ ْ َ‬ ‫بعوضة‬ ‫جناح‬
‫وال َت ْعد ُل الدُّني ـ ــا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يوم مبارك‪ ،‬وفيه بفضل اهلل سائر‬
‫هذا عباد اهلل‪ ،‬وإ ّن يومكم هذا ٌ‬ ‫فإذا ما اجته اإلنسان ليجعل من هذه الدنيا فرصة يزرعها مبا حيب اهلل‪،‬‬
‫اخللل يت دارك‪ ،‬فتوجه وا إىل ب اب م والكم بالتوبة واإلناب ة‪ ،‬عسى أن حَن ظى‬ ‫يش غل نفس ه مبا يرض ي اهلل س بحانه وتع اىل‪ ،‬فلس وف يالحق ه عمل ه‬
‫من كرمي فضله بالقبول واإلجابة‪ ،‬ولنبدأ باحلمد هلل والصالة والتسليم‪ ،‬فإنه‬ ‫ليستقبله مؤنس اً مسعداً عندما يقوم الناس لرب العاملني‪ .‬أما أن يتلهى‬
‫رد من أتى اهلل بقلب س ليم‪ .‬اللّهم لك احلمد حىت ترض ى‪ ... ،‬اللّهم‬
‫ال يُ ّ‬ ‫اإلنس ان هبذه ال دنيا وأن جيع ل منه ا ش راباً بش هواته وأهوائ ه أو لظلم‬
‫ص ّل على سيدنا حممد املص طفى‪ ،‬وآله الش رفاء‪ ،‬وص حبه األبطال األوفي اء‪،‬‬ ‫اآلخ رين ف و اهلل ال ذي ال إل ه إال ه و س يجتمع الك ل عم ا ق ريب حتت‬
‫وكل من تبع هنجهم واقتفى‪ ،‬اللهم نس ألك من فض لك العظيم وفيضك‬ ‫مظلة السلطان اإلهلي ولسوف جيدون أنفسهم أمام قول اهلل عز وجل‪:‬‬
‫العميم‪ ،‬اللهم أمطرنا مطر الرمحة ‪ِ َّ ،...‬‬
‫واس ُت ْر عُيوبَن ا‪،‬‬
‫اللهم اغف ْر ذُنوبَنا ْ‬ ‫ين الْ ِق ْس َط"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ض ُع الْ َم َواز َ‬
‫"ونَ َ‬
‫َ‬
‫ب إلينا اإلميا َن َو َزيِّْن هُ يف قُلوبِن ا‪َ ،‬و َك ِّر ْه إلينا ال ُك ْف َر وال ُفس َ‬
‫وق‬ ‫اللهم َحبِّ ْ‬
‫َّ‬
‫ف مرض انا‪ ،‬وع ِ‬ ‫اللهم ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نبهين اهلل وإياكم من نومة الغافلني‪ ،‬وجعلنا من عباده املعتربين‪ ،‬وختم‬
‫اف‬ ‫َ‬ ‫اش َ ْ‬ ‫دين‪َّ .‬‬ ‫واج َع ْلنا يا َربَّنا م َن الراش َ‬ ‫ص يا َن‪ْ ،‬‬ ‫والع ْ‬
‫لنا مبا ختم به لعباده املقربني‪ ،‬بسر امسه القادر القوى املتني‪ ،‬و ال حول‬
‫اللهم اح َفظنا واملس لمني من الزنا‬ ‫َأع داءَنا‪َّ .‬‬ ‫ك ْ‬ ‫وأهلِ ْ‬ ‫ب ُدعاَءنا ْ‬
‫ِ‬
‫ُمْبتالن ا‪ ،‬وأج ْ‬
‫ض اَّل ِت‬‫الفواحش واحملن‪ ،‬ما ظَه ر ِمْنها وما بطَن‪ ،‬وعافِنا ِمن م ِ‬ ‫ِ‬ ‫والربا‪ ،‬و َجنِّْبنا‬ ‫العلي العظيم‪.‬‬
‫و ال قوة إال باهلل ّ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫الفنَت ِ ‪ .‬اللّهم أص لح ش بابنا وثبت ش يابنا‪ ،‬اللّهم أص لح نس اءنا‬ ‫واء و ِ‬ ‫ِ‬
‫اَأله َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫وبناتن ا‪ ،‬زينا وإي اهم بزينة اإلميان‪ ،‬واجعلنا مجيعا ه داة مهت دين‪َ ،‬واغف ْر لنا‬
‫علمنا ما ينفعن ا‪ ،‬وانفعنا مبا علمتنا‪،‬‬ ‫اللهم ّ‬ ‫أمجعني‪ّ .‬‬ ‫لمني‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َولوال دينا َول ْلمس َ‬
‫َأع َّز اإلس الم واملس لمني‪ِ ،‬‬
‫وَأذ َّل‬ ‫اللهم ِ‬
‫وزدنا من ل دنك علما به ترفعنا‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اهلزات بالدنا وس ائر بالد‬ ‫اح َف ْظ من ّ‬ ‫كني‪ ،‬اللَّ ُه َّم َربَّنَا ْ‬
‫والـم ْش ِر َ‬
‫ُ‬ ‫الش ْر َك‬ ‫ِّ‬
‫خيارنا يا‬ ‫وأمنّا يف دورنا و َْأوطَانِنَا يا أرحم ال رامحني‪ِّ ،‬‬
‫أمورنا َ‬‫وول َ‬ ‫املس لمني‪ّ ،‬‬
‫العالَ ِمنْي َ ‪.‬‬
‫ب َ‬ ‫شرارنا يَا َر َّ‬
‫أمورنا َ‬ ‫تول َ‬ ‫أكرم األكرمني‪ ،‬وال ِّ‬
‫‪ 07‬جانفي ‪2022‬‬

You might also like