‫قبل بداية الحديث عن مصطلحات المكدلة واألمركة والكوكلة‪ ،‬وهل هي مصطلحات واشتقاقات لظاهرة العولمة‪ ،‬وجب أن‬

‫نعرّف اوالً ماهي العولمة‪ ،‬وفي رأي الكاتب وبعد المطالعة العميقة لمصطلح العولمة استنبط تعريفا اصطالحيا ً عاما ً بها‪.‬‬

‫العولمة هي مفهوم وظاهرة حديثة نتجت من تطور الرأسمالية الليبرالية‪ ،‬وأخذت أكثر من شكل وصيغة‪ ،‬فهي مرتبطة بالتقدم‬

‫التكنولوجي مثل تكنولوجيا المعلومات واالتصال الالسلكي وذلك من أجل ربط العالم‪ ،‬رغم تباعده جغرفيا ً وسياسيا ً وجعل العالم‬

‫كقرية كونية صغيرة‪( .‬التكريتي‪.)2009 ،‬‬

‫وكما عرفها ايضا المفكر البريطاني رونالد روبرتسون (‪ )Ronald Robertson‬بأنها ذو اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم‪،‬‬

‫وزيادة وعي االفراد بهذا االنكماش ‪.‬‬

‫وهنا تظهر أمريكا على قائمة االمثلة في نشر العولمة بدال من استخدام كلمة العولمة تم استخدام األمركة‪ ،‬وغيرها من‬

‫المصطلحات واالشتقاقات بحيث تؤثر هذه االخيرة على دول العالم الثالث‪ ،‬بل وتسيطر عليها اجتماعيا ً وسياسيا ً واقتصاديا ً‬

‫وثقافياً‪.‬‬

‫وهناك الكوكلة والمكدلة وكلها ضمن اشتقاق وتداخل واحد يصبان في مصلحة العولمة‪ ،‬والتي بدورها يتم صبغ المجتمعات‬

‫بصبغة أمريكية‪ ،‬كاالستعمار االستهالكي للحياة‪ ،‬وتغيير نمط العيش‪ ،‬و فقدان الثقافة االصلية والتقليدية̀‪.‬‬

‫نالحظ هنا تم نشر الثقافة االمريكية من خالل وسائل االعالم لديهم المنتشرة على مستوى العالم‪ ،‬بهدف حداثة العالم وحمل القيم‬

‫االمريكية التى يذيعونها دوما تحت مسمى الحرية وحقوق االنسان‪.‬‬

‫وفي السنوات االخيرة‪ ،‬ظهرات هناك تداعيات الى انشاء نظام ثقافي موحد على النطاق العالمي‪ ،‬وتحقيقها على ارض الواقع‪،‬‬

‫ولكن تم االصطدام بها مع احد المعارضات المثقفة دولياً‪ ،‬وتم استعادة الثقافة االصلية في العديد من تلك الدول‪ ،‬مثل اعادة إحياء‬

‫التراث واالعمال الفنية والتاريخية واالفكار الدينية والحضارية‪( .‬العاجيب‪.)2019 ،‬‬

‫لذا يرى الكاتب مهما تعددت الكلمات والمصطلحات فكلها عبارة عن هدف واحد لتحقيق غاية واحدة وهو السيطرة على العالم‬

‫اقتصاديا ً واجتماعيا ً وثقافيا ً بشتى انواع الطرق‪ ،‬والقضاء على الهوية القومية والشعبية والثقافية‪ ،‬واستبدالها بهوية خاصة‪،‬‬

‫وتهميش كل تراث الشعوب الفكرية والحضارية‪ ،‬تحت غطاء ومسمى الحرية والحقوق‪.‬‬
‫ختاماً‪ ،‬لقد اصبح من الواضح أن تأثير العولمة امراً حتميا ً على ثقافات الشعوب‪ ،‬وذلك بعد ان اصبحت تكنولوجيا المعلومات‬

‫الرقمية منتشرة وسهل المنال لجميع االفراد كباراً وصغاراً‪.‬‬

‫المراجع‬
‫التكريتي‪ ،‬هيفاء‪ .) 2009( .‬آليات العولمة االقتصادية وآثارها المستقبلية‪ .‬عمان‪ :‬دار حامد‪.‬‬
‫العاجيب‪ *،‬ليلى‪ .)03/06/2019( .‬العولمة والتنوع الثقافي‪ .‬تم االسترجاع من الرابط‪:‬‬

‫‪https://tinyurl.com/2thk5d8w‬‬