‫شهدت الساحة الدولية منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي‪ ،‬تغيرات واسعة وسريعة في االتجاه نحو عولمة كافة

جوانب‬

‫الحياة‪ ،‬وفي مقدمتها الجانب االقتصادي والتنموي‪ ،‬المتمثلة بقطاعات االنتاج والتجارة واالستثمار وحركة رؤوس االموال‬

‫والخدمات وغيرها‪ ،‬تحت مسمى عملية التبادل التجاري الدولي‪ ،‬ما ادى الى آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة على‬

‫مجمل حركة االقتصاد العالمي في الدول المتقدمة والدول النامية (دول االطراف)‪.‬‬

‫وفي ضوء التغيرات الحاصلة في ديناميكية‪ M‬االقتصاد العالمي وانتشار العولمة االقتصادية أصبح للدولة سواء أكانت متقدمة او‬

‫نامية‪ ،‬دور يتماشى مع اقتصاد السوق الجديد‪ M،‬حيث هذا الدور للدولة يتثمل بتعطيل دورها األساسي‪ ،‬وتعطيل حضورها في‬

‫النشاط االقتصادي‪ ،‬مما أثر على الدول المتقدمة من الجانب السياسي في نشر افكار سياسية من خالل قرارات وقوانين تدعو‬

‫للحرية‪ ،‬واالنفتاح الديمقراطي‪ ،‬وازالة الحواجز بين الدول‪ ،‬واالبتعاد‪ M‬عن الشمولية‪ ،‬واتخاذ القرارات في إطار المنافسة‪ .‬أما‬

‫بخصوص الدول النامية فهي ال تؤثر في السياسات االقتصادية الدولية‪ ،‬وإنما هي تمشي مع المسيرة‪ ،‬محاولة تنفيذ تلك‬

‫السياسات التي تفرضها ادوات العولمة االقتصادية‪ ،‬ما أدى بها بنهاية المطاف الى تقليص فاعليتها كدولة‪ ،‬وتآكل مبدئ سيادتها‪،‬‬

‫والتقليل من دورها‪ ،‬نتيجة عالقات الدول فيما بينها‪ ،‬واعتبار الشركات متعددة‪ M‬الجنسيات عابرة الصحراء شريكا ً في صنع‬

‫القرارات‪ ،‬لذا نالحظ نقل السلطة من مؤسسات رسمية تابعة للدولة‪ ،‬الى مؤسسات عالمية تتولى توجيه العالم بأسره‪( .‬طوير‪،‬‬

‫بدون تاريخ)‬

‫أما من الناحية االجتماعية‪ ،‬ساهمت العولمة االقتصادية في الدول المتقدمة في زيادة نصيب العمالة من الدخل الحقيقي بشكل‬

‫فعال لم يصل اليه طوال حياته‪ ،‬وذلك عن طريق اندماج التجارة الدولية والتدفقات االستثمارية الخارجية المباشرة‪ .‬بالمقابل‪،‬‬

‫زيادة التهميش ومعدالت الفقر وانتشار البطالة في الدول النامية؛ بسبب االتجاه الى استخدام التطور التكنولوجي في االسواق‬

‫الحرة من قبل الدول الرأسمالية التي تعتمد‪ M‬على استخدام عدد اقل من القوى العاملة؛ بهدف تخفيف تكاليف االنتاج‪( .‬عبد العزيز‪،‬‬

‫زكريا‪ ،‬الطحان‪.)2010 ،‬‬

‫اتجهت العولمة االقتصادية في تشكيل السوق العالمي‪ ،‬وزرع نظام جديد لإلنتاج‪ ،‬لعولمة السوق االنتاجي والتجاري والمالي‪،‬‬

‫من خالل استخدام االعتماد المتبادل بين الدول ودول األطراف؛ لتسهل حركة السلع والخدمات مثل نقل رؤوس االموال عبر‬

‫الحدود‪ ،‬خاصة مع ازالة كثير من الحواجز الجمركية والعراقيل التي تعترضها‪ ،‬فلجأت الكثير من الدول النامية الى التخلي عن‬

‫القومية االقتصادية والسعي وراء سياسة تشجيع االستيراد اي تشجيع االندماج المتسارع في االقتصاد العالمي‪( .‬طوير‪ ،‬بدون‬

‫تاريخ)‬
 ‫خالصة القول‪ ،‬من خالل هذه المناقشة ن رى أن هناك منظور مختلف بين الدول المتقدمة والدول النامية‪ ،‬حيث للدول النامية‬

‫فرص أقل لالستفادة والتطور من العولمة االقتصادية؛ وذلك بسبب أن الدول المهيمنة الزالت تسيطر عليها من خالل استخدام‬

‫مواردها وعمالتها وعلمائها والتحكم بها وبسياستها‪.‬‬

‫المراجع‬

‫طوير‪ ،‬لخضر‪( .‬بدون تاريخ)‪ .‬العولمة االقتصادية دوافعها وابعادها‪ .‬تم االسترجاع من الرابط‪:‬‬

‫‪https://tinyurl.com/5apchp2n‬‬

‫عبد العزيز‪ ،‬أحمد‪ .‬زكريا‪ ،‬جاسم‪ .‬الطحان‪ ،‬فراس‪ .)2010( .‬العولمة االقتصادية وتأثيراتها على الدول العربية‪ .‬مجلة اإلدارة‬

‫واالقتصاد‪ .‬العدد‪ .86 M‬العراق‪ .‬تم االسترجاع من الرابط‪:‬‬

‫‪https://www.iasj.net/iasj/download/262ed720c45fbc2c‬‬