Professional Documents
Culture Documents
O U o U o o o o U U o o o U o o U o U o U o o o o U Oyo o o U o o U U U o o U o U o o U o o U U o
O U o U o o o o U U o o o U o o U o U o U o o o o U Oyo o o U o o U U U o o U o U o o U o o U U o
O U o U o o o o U U o o o U o o U o U o U o o o o U Oyo o o U o o U U U o o U o U o o U o o U U o
ن
تحت إشراف ألاستاذ: من إعداد الطلبة:
حيدرا مولودي
د .محمد بوجيدة
علي ابيتي
عبد السالم الرسموكي
7102/7102
مقدمة
أفرد الدستور الجديد حيزا هاما للمجلس األعلى للحسابات التي تعتبر هيأة عليا للرقابة
على المال العام ،وخصها بمقتضيات تمنحها اختصاصات ذات طبيعة إدارية وقضائية حقيقية
(الفصول من 241إلى 251من دستور )1122وضمن استقالليته وخوله مهام جسيمة تتعلق
أساسا بمراقبة تنفيذ الميزانية وبكيفية تدبير المالية العمومية في مجاالتها المتعددة ،خاصة
المتعلقة بإعداد وتنفيذ السياسات العمومية ذات األثر المالي والميزانيات وقد أطر المشرع ضمن
القانون 21/99المتعلق بمدونة المحاكم المالية بعض القواعد التي تحدد مآل األفعال المكتشفة
بفعل رقابة القضاة الماليين للمجلس األعلى للحسابات المالية ،والمنشورة في التقارير الرقابية
السنوية المرتبطة بحاالت تبذير المال العام أو هدره أو سوء استعماله ،كما تنص على ذلك
المادة ( )222منه.
كما حرص المشرع المغربي على حماية المال العام من خالل العديد من اآلليات ،أهمها الرقابة
القضائية ،التي تشكل أحد الركائز األساسية التي ينبني عليها صرح الحكامة الجيدة للشأن
العام بكل تجلياته ،االقتصادية والمالية واالقتصادية والقضائية والثقافية.
وتعد الرقابة القضائية على المال العام عنصرا مركزيا في مفهوم الحكامة ،إذ تشمل تقديم
الحساب وتقدير اإلدارة الجيدة للنفقات العمومية ،وهي بذلك تتجاوز الرقابة التقليدية التي
تنصب عادة على العمليات البسيطة للتدقيق من خالل مطابقة التدبير ،لتركز على مسائل أخرى
تتعلق بالنجاعة واألخالق واحترم البيئة واالقتصاد والكفاءة والمردودية وهي أهداف جوهرية
لجودة اإلنفاق العام .وهكذا تم توضيح الوظائف المخولة للمحاكم المالية بهدف تأمين ممارسة
رقابة مندمجة وإقامة أفضل توازن في مسؤوليات الخاضعين للرقابة والوصول بالتالي إلى نظام
عقوبات ومتابعات أكثر عدال وإنصافا لهم.
ويجد هذا االهتمام أسسه ومنطلقاته من كون الرقابة على المال العام تستلزم وجود جهاز
قضائي يتوالها ،ذلك أن التصدي الفعال لعمليات صرف المال العام ،وكذلك حسن تدبيره وترشيد
أدائه ،ال يمكن أن تؤمنه األجهزة اإلدارية لوحدها،نظرا لمحدودية مجال تدخلها وضعف مواردها
البشرية و المادية ،كما ال يمكن لألجهزة السياسية أن تقوم برقابة فعالة في هذا اإلطار سواء
تعلق األمر باألجهزة المنتخبة على الصعيد الوطني أو المحلي ،وهو ما يفرض وجود هيئة
رقابية عليا متخصصة في الميدان المالي الوطني والترابي ،ومستقلة ومحايدة عن الجهاز
اإلداري و التشريعي.
كما أن التنصيص على دسترة المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات اع ُت ِبر
األمر حينها نقلة نوعية ،وتم الحديث عن دخول المغرب مرحلة تاريخية في إقرار الرقابة
القضائية الحقيقية على التدبير المالي العمومي ،وأُعطي االنطباع حينها أن حماية المال العام قد
تم إقرارها في القانون األساسي للمملكة.
فالمجلس األعلى للحسابات أصبح يكتسي أهمية معنوية كبرى على الرغم من إشكاالت النص
الدستوري وغموض الوضعية القانونية ومحدودية اإلمكانيات المادية والبشرية ،وإذا كانت
حماية المال العام تعتبر في صلب اإلصالح السياسي والدستوري ،فإن تعزيز الرقابة القضائية
وتفعيل دور المجلس األعلى للحسابات يوجد في صلب النقاش الدائر حاليا بخصوص إقرار
مبادئ الحكامة السياسية والمالية والتدبيرية.
اإلشكالية الرئيسية:
فإلى أي حد تساهم الرقابة القضائية واالدارية التي تقوم بها المحاكم المالية في حماية
المال العام ؟ وأيهما األكثر فعالية؟
التصميم
املبحث الثاني :تقييم فعالية رقابة املحاكم املالية على املال العام
املطلب ألاول :الاختصاصات القضائية للمحاكم املالية بين إلاشكاالت القانونية
والصعوبات العملية
يعتبر التدقيق والبث من أهم الوظائف القضائية التي التدقيق والبث في الحسابات:
منحت للمحاكم المالية ،إذ في هذا الشأن تختص المحاكم المالية في التدقيق في حسابات مرافق
الدولة وكذا حسابات المؤسسات العمومية والمقاوالت التي تملك الدولة أو المؤسسات العمومية
رأسمالها كليا أو بصفة مشتركة بين الدولة والمؤسسات العمومية و الجماعات الترابية ،وتتم
المراقبة عن طريق مراقبة حسابات المحاسبين العموميين لهذه الهيئات .إذ يتعين على هؤالء
المحاسبين تقديم بيانات حسابية إلى المجلس ،ليتم فيما بعد التحقيق من هذه الحسابات من قبل
المستشار المقرر ليتم في األخير تقديم التقرير إلى الهيئة لتبث وتتخذ قرارها حول مدى إثبات
مخالفة المحاسب العمومي من عدمها.
ويعد هذا االختصاص اختصاصا مشتركا بين المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية
للحسابات .إذ تبث هذه األخيرة في حسابات الهيئات الخاضعة موضوعيا الختصاصاتها ،ويتعلق
األمر أساسا بمساطر التحقيق والبث في حسابات محاسبي الجماعات الترابية ،وباقي الهيئات
والمؤسسات الخاضعة لرقابة المجالس الجهوية للحسابات1.
عرفت مدونة المحاكم المالية في مادتها 42 البث في قضايا التسيير بحكم الواقع:
المحاسب بحكم الواقع بأنه كل شخص يباشر من غير أن ِيؤهل لذلك من لدن السلطة المختصة
عمليات قبض الموارد ودفع النفقات وحيازة واستعمال أموال أو قيم في ملك أحد األجهزة
العمومية الخاضعة لرقابة المجلس ،أو يقوم دون أن تكون له صفة محاسب عمومي بعمليات
تتعلق بأموال أو قيم ليست في ملك األجهزة المذكورة ،ولكن المحاسبين العموميين يكلفون
وحدهم بإنجازها وفقا للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل.
1عبد اللطيف بروحو ،مالية الجماعات الترابية بين واقع الرقابة ومتطلبات التنمية ،املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية ،الطبعة الثانية ،6102 ،ص .632
يحيل الوكيل العام للملك الى المجلس العمليات التي قد تشكل تسييرا بحكم الواقع إما من تلقاء
نفسه أو بطلب من الوزير المكلف بالمالية ،...وتطبق على المحاسب بحكم الواقع نفس
مقتضيات المحاسب الحقيقي.
أما فيما يخص المجال الترابي فإنه تتولى المجالس الجهوية للحسابات الرقابة على المحاسبين
بحكم الواقع ،إذ تتم إحالة العمليات التي يتم تكييفها بهذه الصفة على هاته المجالس إما تلقائيا
من قبل وكالء الملك أو بمبادرة من السلطات الوصية على الجماعات الترابية وهنا أقصد
باألساس وزارة الداخلية أو من قبل المدبرين المحليين.
البث في قضايا التأديب املتعلقة بامليزانية والشؤون املالية :يمارس المجلس وظيفة
قضائية جد مهمة والمتمثلة في التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية بالنسبة لكل
مسؤول أو موظف أو عون بأحد األجهزة الخاضعة لرقابة المجلس
ويتضح هنا بالملموس أن الرقابة تنقسم إلى رقابة األجهزة ورقابة األشخاص ،فبالنسبة لألولى
فإنه تخضع لرقابة المجلس األعلى للحسابات كل مرافق الدولة ،والمؤسسات العمومية،
والشركات أو المقاوالت التي تملك فيها الدولة أو المؤسسات العمومية على إنفراد أو بصفة
مشتركة بشكل مباشر أو غير مباشر ،أغلبية األسهم في الرأسمال أو سلطة مرجحة في اتخاذ
القرار2.
أما الثانية ،فإنها تخضع لرقابة قضائية كل المسؤولين والموظفين الذين تتصل اختصاصاتهم
بشكل وثيق باألموال العمومية( اآلمرين بالصرف .المحاسبيين العموميين).
ويستثنى من هذه الرقابة أعضاء الحكومة وأعضاء مجلس النواب ،والمستشارين عندما
يمارسون مهامهم بهذه الصفة طبقا للمادة 51من القانون .21.99
ويتشارك المجلس األعلى للحسابات مع المجالس الجهوية للحسابات في هذا االختصاص إذ
تختص هذه األخيرة بدورها في رقابة الجماعات الترابية ،وهيأتها ومختلف المؤسسات
العمومية الخاضعة لوصايتها والمقاوالت ذات االمتياز ،وشركات االقتصاد المختلط المحلية3.
2المادة 45القانون رقم 26.66املتعلق بمدونة املحاكم املالية ،الصادر بتنفيذه الظهر الشريف رقم 0.16.062بتاريخ 0ربيع الثاني 0263املوافق 03يونيو .6116
ج .ر.عدد 0131بتاريخ 00غشت 6116
3عبد اللطيف بروحو ،مرجع سابق ،ص .322
مراقبة التسيير :بالرغم من كون هذه الرقابة تعتبر بدورها قضائية نظرا لطبيعة الجهاز
الذي يشرف عليها فإنها تبقى في جوهرها رقابة إدارية لتعلقها و إعتمادها على مساطر إدارية
ال على إجراءات قضائية ،إذ ال يتمتع القاضي المالي حين اجرائها بسلطة قضائية على اإلدارة
فهو يكتفي بمراقبة نتائج ومناهج تسييرها وطرق صرفها للمال العام ،وإبداء مالحظاته
ومقترحاته بشأن تحسين وسائل العمل دون الحق في زجر المخالفات4.
إن الهدف من منح هذا االختصاص للمحاكم المالية هو إجراء تقييم كيفي لمناهج وطرق التدبير
المعتمدة من طرف الهيئات التي أخضعها للرقابة والتحقق من مدى بلوغ األهداف المسطرة بأقل
التكاليف.
ولتيسير مهمة القاضي المالي ،فإن مدونة المحاكم المالية تمنحه سلطة واسعة من أجل االطالع
على كل الوثائق والبيانات والمعلومات التي تساعده على القيام بمهمته الرقابية ،كما يمكن له
االستماع إلى األشخاص الذين يرون أن إفادتهم ضرورية.
وتمارس هذه المراقبة حسب المادة 12من المدونة ،على مرافق الدولة ،المؤسسات العمومية،
المقاوالت المخولة االمتياز في مرفق عام أو المعهود إليها بتسييره ،الشركات والمقاوالت التي
تملك فيها الدولة أو مؤسسات عمومية على انفراد أو بصفة مشتركة بشكل مباشر أو غير
مباشر أغلبية األسهم في الرأسمال أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار.
الشركات والمقاوالت التي تملك فيها الدولة أو مؤسسات عمومية بصفة مشتركة مع الجماعات
المحلية اغلبية األسهم في رأسمال أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار.
أما في المجال المحلي أو الترابي فإنه تختص المجالس الجهوية للحسابات بممارسة رقابة
التسيير على الجماعات الترابية وهيأتها ومختلف المؤسسات العمومية ذات الطابع المحلي ،كذا
المقاوالت ذات امتياز تدبير المرافق العمومية المحلية إضافة إلى مؤسسات والشركات التي
تملك الجماعات حصص في رأسمالها5.
لقد أسندت للمجلس األعلى اختصاصات إدارية مراقبة استخدام ألاموال العمومية:
مهمة ،وأقصد هنا مهمة مراقبة استخدام األموال العمومية ،إذ تمتد صالحيات القاضي المالي
إلى حيت يصرف المال العمومي من أجل التأكد من مدى مطابقة أوجه استعماله للغايات
واألهداف التي كانت سببا في الحصول عليه ،حيث يتمتع القاضي المالي بالحق القانوني في
تتبع ومراقبة استخدام المال العام الذي تحصل عليه الهيئات العمومية والمنظمات كيفما كانت
طبيعتها وكيفما كان شكلها في شكل مساعدات مالية من الدولة أو مؤسسة عمومية أو جماعة
محلية أو هيئة أو أي جهاز أخر يخضع لرقابة القاضي المالي كيفما كان شكل وطبيعة المساعدة
4معمر المصطفى :قراءة في مضمون مدونة المحاكم المالية :المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية عدد مزدوج ، 43-45يوليوز -اكتوبر
.3002ص .521
5المادة 551من مدونة المحاكم المالية مرجع سابق
المقدمة سواء أخدت صورة مساهمة في الرأسمال أو مجرد إعانة أو منحة مالية ، 6إال أنه
تبقى هذه الرقابة إخبارية تنتهي بإعالن النتائج التي أسفر عنها التحقيق وتبليغها عند االقتضاء
إلى السلطات االدارية التي تمتلك صالحيات اتخاد اإلجراءات الالزمة وال يحق للقاضي أن يتخذ
بنفسه العقوبات
ويعد هذا االختصاص مشترك بين المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات ،إذ
تراقب هذه األجهزة الهيئات المتواجدة في نطاقها الترابي ،من خالل مراقبة مجاالت استخدام
هاته االموال ،كما هو محدد في المادة 254من المدونة.
مراقبة استخدام ألاموال التي يتم جمعها عن طريق إلاحسان العمومي :يمارس المجلس
األعلى للحسابات دون المجلس الجهوي للحسابات رقابة على األموال التي يتم جمعها عن
طريق إلتماس من اإلحسان العمومي من طرف الجمعيات ذات النفع العام ،وتهدف هذه المراقبة
إلى التأكد من أن استعمال الموارد التي تم جمعها يطابق األهداف المتوخاة من اإلحسان
العمومي ،إال أن هذه المراقبة تكون مقيدة بطلب ،إذ أنه ال يمكن للمجلس األعلى للحسابات،
مراقبتها إال بعد طلب من رئيس الحكومة.
ويتوجب على الجمعيات موضوع طلب المراقبة أن تقدم إلى المجلس األعلى للحسابات،
الحسابات المتعلقة باستخدام الموارد التي ثم جمعها7.
مراقبة إلاجراءات املتعلقة بتنفيذ امليزانية :تعتبر هذه المراقبة اختصاصا أصيال للمجالس
الجهوية للحسابات ،ويعتبر الكثيرون أن منح هذا االختصاص للمجالس الجهوية للحسابات
يستهدف باألساس ضبط آليات ووسائل تنفيذ ميزانيات الجماعات الترابية وكذا مساعدة
السلطات الوصية على الجماعات الترابية لتتبع وتنفيذ والتدخل لضمان السير العادي والطبيعي
للجماعات الترابية8.
إذ تتم مراقبة بيان تنفيذ الميزانية من طرف المجالس الجهوية للحسابات ،إذ أنه كل سنة يأتي
المحاسب بحساب التدبير فيراقبه المجلس من خالل طرق التصويت عليه و كيفية تنفيد هذه
الميزانية.
باإلضافة إلى كل ما سلف ذكره تتمتع المحاكم المالية بصفة عامة بمجموعة من االختصاصات،
والمجلس األعلى للحسابات بصفة خاصة ،إذ أنه يختص أيضا بوظائف غير رقابية أو عرضية
والمتمثلة في مساعدة البرلمان والحكومة ،واالشهاد بالمطابقة .و أيضا وظيفة تفتيش المجالس
الجهوية للحسابات باعتبار هذه األخيرة تابعة له.
6خديجة بلكبير ،مساهمة المحاكم ا لمالية في الرقابة العليا دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد
الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية الرباط ،السنة الجامعية 3001-3001 ،ص .340
7المادة 00من مدونة المحاكم المالية ،مرجع سابق.
8عبد اللطيف بروحو مرجع سابق ،ص 352
كما يختص أيضا من جهته بمراقبة وتتبع التصريح بالممتلكات ،والتدقيق في حسابات األحزاب
السياسية ،وفحص النفقات المتعلقة بالعمليات االنتخابية ،وقد تم التنصيص على كل هذه
الوظائف األخيرة في الوثيقة الدستورية لسنة ،1122وبالضبط في الفصلين 241و .241
املبحث الثاني :تقييم فعالية رقابة املحاكم املالية على املال العام
تعتبر المحاكم المالية هيأت عليا للرقابة على المال العام تناط بها مهام مراقبة تنفيذ الميزانية
العامة وميزانيات الجماعات الترابية بمراحلها المختلفة وأجهزتها المتعددة ،وتمثل بالنظر
للمقتضيات الواردة في القانون المنظم لها "محاكم مالية" تناط بها ممارسة اختصاصات رقابية
قضائية وإدارية كما هو مبين في المبحث األول أعاله ،إال أن هذه الرقابة و رغم أهميتها
ودورها الفعال في حماية المال العام تعرف عدة إشكاالت تجعلها قاصرة على أداء الدور المنوط
بها.
-9الصديق حيدة ،المحاكم المالية و إشكالية حماية المال العام ،مجلة المالية ،العدد -35يناير ،3055ص 21
المادة 1منن القنانون ،99. 21يالحنظ أن المشنرع أنناط بنوزير المالينة بصنفته رئيسنا تسلسنليا
للمحاسبين العموميين بناء على نتائج المراقبة التي تقنوم بهنا األجهنزة التابعنة لنه إمكانينة إثنارة
مسؤولية هؤالء ،والحكم عليهم بأداء المبالغ التي تسببوا فني ضنياعها ،بمعننى أن وزينر المالينة
يؤدي نفس الوظيفة المنوطة بالمحاكم المالية فني مواجهنة المحاسنبين العمنوميين ،أي أن لهمنا
نفننس اإلختصنناص فنني مجننال التنندقيق والبننت فنني الحسننابات .كمننا يمكننن لننوزير الماليننة إعفنناء
المحاسبين العموميين الذين ثبتت مسؤوليتهم في مخالفة القوانين و األنظمنة الجناري بهنا العمنل
أو عنندم اتخنناذهم اإلجننراءات التنني يتوجننب علننيهم القيننام بهننا فنني مجننال تحصننيل المننوارد وأداء
النفقات ،وذلك بقرار اإلعفاء من الذمة المالية على سبيل اإلحسان وهو ما يعتبر تطناول واضنح
على اختصاصات المحاكم المالية و كأن وزير المالية قاض مالي ثاني10.
وفيما يرتبط بمسطرة التأديب المتعلق بالميزانينة والشنؤون المالينة ،فنإن مدوننة المحناكم المالينة
قامت بتحديد األشخاص المعنيين بهنذه المسنطرة وذلنك منن خنالل المنادة 52وحنددت المخالفنات
المواد ( )52-55-54ارتباطا بصفة هؤالء األشخاص ومهامهم ،إال أنه بالرغم من هنذا التحديند
سنواء علننى المسننتوى األشننخاص أو المخالفننات فننإن نجاعنة هننذه المسننطرة تبقننى غيننر فعالننة فنني
غياب التنصيص على مجموعة من األشخاص الذين لهم دور فعال ومؤثر في حماية المال العام،
وعلى رأسهم فئة الوزراء و أعضاء مجلس النواب والمستشارين..
وفنني مننا يتعلننق بالعقوبننة الناشننئة عننن التأديننب المننالي ،فننإن المحنناكم الماليننة حاولننت اإلتيننان
بمقتضيات تهدف الى الرفع من شدة هنذه العقوبنات ،إال أن الصنيغة الحالينة لهنذه العقوبنات تثينر
أكثننر مننن تسنناؤل وأكثننر مننن انتقنناد فنني األوسنناط الفقهيننة القانونيننة حيننث أنهننا ال تتناسننب ووزن
وحجننم المخالفننات المرتكبننة مننن طننرف المعنيننين بالمراقبننة ،فكيننف يعقننل أن يتننورط المحاسننب
العمومي في ضياع ماليين الدراهم ويسبب بذلك خسارة مالية فادحة تكون لها انعكاسات خطينرة
ووخيمننة علننى سننير المرفننق العمننومي ومساسننا بمصننالح المسننتفيدين منننه وأن يحكننم عليننه فقننط
بغرامات مالية11،
وبننالرغم مننن وجننود المننادة 222التنني تنننص علننى إمكانيننة ممارسننة النندعوى الجنائيننة فنني حالننة
ثبوت أفعال جرمية مرتبطة بالمنال العنام ،تقيند الفقنرة الثالثنة منن نفنس المنادة المتابعنة الجنائينة
بإجراء استثنائي خولت صنالحيات تجناوزه لنرئيس النيابنة العامنة النذي لنه وحنده إعمنال سنلطة
المالءمة بتحريك المتابعة من عدمها12.
ومنا يمكنننا قولنه فني هننذا اإلتجناه أننه إذا كنان دور المحناكم الماليننة هنو حماينة المنال العننام ،وأن
المشرع قد أحدث آليات مؤسساتية و قانونية لتفعيل هنذه الحماينة ،فنإن ذلنك يشنوبه الكثينر منن
-10محمد بوجيدة ،محاضرات السداسي الثالث ،مادة القضاء المالي ،ماستر العلوم اإلدارية و المالية ،سنة الجامعية 3051
-11اسماعيل بنيحي ،مسؤولية المحاسب العمومي أمام المحاكم المالية في التشريع المغربي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في
القانون الخاص ،جامعة محمد الخامس السويسي ،كلية العلوم القانونية و اإلقتصادية و اإلجتماعية ،الرباط ،3001-3002 ،ص .11
-12الصديق حيدة ،مرجع سابق ،ص .20
النقص سواء في الفعالية أو المساطر الواجبة التطبيق ،كما أن كل تهاون في حماينة المنال العنام
له تأثير سلبي على الجانب االقتصادي و اإلجتماعي و البنيات التحتية.
-13محمد حركات ،المجالس الجهوية للحسابات و الحكامة المحلية الجيدة ،المجلة المغربية للتدقيق و التنمية ،3004 ،ص 25
الرشيدة وشرطا ضروريا لشفافية تدبر المال العنام وتحديند المسنؤولية المترتبنة علنى ذلنك ،لهنذا
فعلى المجلس لوضع حد لهذه الظاهرة أن يفعل تطبيق المقتضيات الزجرية 14.
أما مراقبة استخدام األموال التني ينتم جمعهنا عنن طرينق التمناس اإلحسنان العمنومي ،فمنا يمينز
هننذه الرقابننة عننن مثيالتهننا كونهننا ال تثننار تلقائيننا ،و إنمننا يتوقننف ذلننك علننى طلننب يوجهننه رئننيس
الحكومة الى رئيس األول للمجلس األعلى للحسابات ،كما أنها تهم فقط جزء الرأسنمال النذي تنم
الحصول عليه بالتماس اإلحسان العمومي دون أن تطال باقي أداء الرأسمال األخرى .
عموما تبقى الرقابة اإلدارية التي يقوم بها القاضي المالي مجرد رقابة إخبارينة ،تنتهني بنإعالن
النتننائج التنني أسننفر عنهننا التحقيننق و تبليغهننا عننند االقتضنناء الننى السننلطات اإلداريننة التنني تمتلننك
صالحية اتخاذ اإلجراءات الالزمة ،وال يحق للقاضني المنالي أن يتخنذ بنفسنه الجنزاءات ،فأقصنى
ما يمكنه فعله هو نشر نتائج أشغاله بموجب تقارير عامة وخاصة يسمح له القانون بإعدادها.
و إضافة الى هذه االختصاصات اإلدارية للمجلس ،يمارس هذا األخير كذلك مهام يمكنن اعتبارهنا
ذات طبيعة إدارية خاصة ،تهم المساعدة التي يقدمها المجلس للبرلمان و الحكومنة ،وكنذا مهنام
التفتننيش إزاء المجننالس الجهويننة للحسننابات ،وقنند أسننفر الحننديث عننن هننذه الصننالحيات علنننى
المالحظات التالية15:
فبخصوص المساعدة المقدمة للبرلمان و التي يعتبر االهتمام بها من بين توصيات "األنتوساي"
ويتجسد هذا التعاون من خالل تقديم التقرير عن تنفيذ قانون المالي الذي يساعد دون شك ننواب
األمة من االطالع على تفاصيل تنفيذ ميزانية الدولة ،16غير أن ما يعاب على التجربنة المغربينة
بهذا الخصوص هو أن المجلس األعلى للحسابات يكتفي بنشنر ملخنص تقرينره عنن تنفينذ قنانون
المالية في التقرير العام السنوي ،وذلك على خالف المحناكم المالينة الفرنسنية التني تقنوم بإعنداد
تقارير مفصلة حول تنفيذ قوانين المالينة ومسنتقلة عنن التقرينر العنام السننوي وينتم نشنرها هني
األخرى في الجريدة الرسمية للجمهورية ،وعليه فإن إعداد المجلس لمجرد ملخنص تقرينر حنول
تنفيذ قوانين المالية ،لن يضمن بالشكل المرغوب معالجنة شناملة وتصنور صنريح لتنفينذ قنوانين
الماليننة ،لهننذا نننرى مننن المستحسننن أن تبلننو التجرب نة المغربيننة بننالء حسنننا فنني تقلينند نظيرتهننا
الفرنسية من حيث العمل على إعداد تقارير مفصلة ومسنتقلة عنن التقرينر العنام السننوي وتنشنر
هي األخرى في الجريدة الرسمية.
أما بخصوص المساعدة التي يقدمها المجلس للحكومة ،فتتمثل في قينام المجلنس بتقينيم البنرامج
و المشاريع العمومية أو مراقبة التسيير أحد األجهنزة الخاضنعة لرقابتنه ،وقند قنام المجلنس بهنذا
الخصننوص بتقننديم العدينند مننن التوصننيات قصنند تحسننين مردوديننة و فعاليننة المشنناريع ،غيننر أنننه
ورغننم ذلننك فالتوصننيات ال تكفنني وإنمننا يلننزم تتبعهننا للوقننوف علننى منندى إلننزام المسننؤولين فنني
-14عادلة الوردي ،رقابة المجلس األعلى للحسابات على المال العام بالمغرب ،مجلة الحقوق المغربية ،دار نشر المعرفة ،الطبعة األولى ،3053
ص .503
-15عادلة الوردي ،نفس المرجع ،ص .505
-16عبد اللطيف بروحو ،مرجع سابق ،ص302
اعتمادهننا و األخننذ بهننا .كمننا أنننه منن االنتقننادات التنني توجننه إلننى المحنناكم الماليننة أنهننا ال تراقننب
طرق تدبير السياسات العمومية و االستراتيجيات القطاعية ومحاربة الجرائم المالية وكذا مراقبة
وتقييم برامج التنمية الجهوية والمحلية التي ينتم تنفينذها منن قبنل وكناالت إنعناش وتنمينة أقناليم
الشمال و الجنوب
من خالل ما سبق يظهر بعد وقوفنا عند أهم أشكال الرقابة ،ثم بعد إلقاء الضوء على جملة من
االكراهننات والحنندود التنني تحنند مننن فعاليننة كننال الرقننابتين ممننا أثننر سننلبا علننى عمننل هننذه المحنناكم
وتقزيم دورها المنوط بها .لكن البد من اإلشارة إلى مسألة أساسية وهي أن الرقابة القضائية و
الرقابة االدارية هما رقابتين من الناحية القانونينة متكناملتين ،حينث تسناعدان علنى الكشنف عنن
العديند منن الهفنوات واألخطناء ،فناألولى يمنا يميزهنا منن أدوات و آلينات كالمسناطر ،واألحكنام
والقننرارات ،والثانيننة أي الرقابننة االداريننة التنني تمارسننها المحنناكم الماليننة والمتميننزة بشننموليتها
لكافننة أنننواع جوانننب التنندبير ،رغننم كثننرة األجهننزة والهيئننات التنني تنندبر الشننأن العننام إذ هننناك
مجموعة من الهيئات واإلدارات التزال خارج نطاق رقابة هذه المحاكم نظرا للعدد الكبير للهيئات
العمومية ،غير أن ما يشفع لهذه المحاكم هو قيامها بمراقبة مجموعة من األجهزة لم يسبق لها
أن خضننعت ألي مراقبننة ولننو مننرة واحنندة فنني تاريخهننا رغننم وجننود أجهننزة أخننرى مكلفننة بننذلك
كالمفتشيات العامة وهيئنات أخنرى للرقابنة .،...إلنى أن قامنت المحناكم المالينة بمراقبتهنا ،وذلنك
من خالل الرقابة الدورية التي تجريها كل أربع سنوات بشكل دوري.
خاتمة
من هنا يمكن القول أن المراقبة االدارية هي التي كان لها بالغ األثنر فني تقوينة مكاننة المحناكم
المالية وفعالية أداءها ،واإلعنالء منن شنأنها عكنس الرقابنة القضنائية التني التنزال محندودة حتنى
اآلن رغننم أنهننا تنننتج عنهننا قننرارات وأحكننام وغرامننات ،لكننن تبقننى هننذه الغرامننات قليلننة ،وحالننة
إرجاع األموال قليلة ،لنذلك فالرقابنة اإلدارينة هني التني أظهنرت هنذه المحناكم علنى هنذا المظهنر
الذي عليه اآلن ،لشمولتمها العديد من األجهزة وجوانب عندة منن أوجنه التسنيير والتندبير كمنا
قامت بنشر تقاريرهنا وذلنك مننذ ، 1112حينث تنم الكشنف عنن العديند منن مظناهر الخنالل التني
تالحظ عن التدبير العمنومي بعندما كاننت المسنألة تندخل فني نطناق السنريات علنى آمنال أن تنشنر
التقارير المفصلة ألعمال المجلنس عنوض االكتفناء بملخصنات التقنارير ،لنذلك فالرقابنة االدارينة
هي التي كانت فعالة على األقل في الفترة الراهنة لطبيعة المزاينا التني حققتهنا ،علمنا أن المندة
التي عمرتها هذه المحناكم التنزال قاصنرة مقارننة بنبعض التجنارب األخنرى المقارننة .ألن بفضنل
هذه ا لرقابة تمكنت المحاكم المالية من إظهنار العديند منن االخنتالالت التني تعتنري تسنيير العديند
من المؤسسات والمنشآت العامة .،..والتي طالها الكتمان لردح طويل من الزمن.
لنذلك فمننن الضننروري التفكيننر فني إيجنناد حلننول قانونيننة مناسننبة ،حتنى يننتم رفننع أحنند المعوقننات
الكبرى التي تحد من فعالية رقابة القضناء المنالي بشنكل عنام منن خنالل تعزينز مكانتهنا (المحناكم
الماليننة) ،وتمكينهننا مننن آليننات حقيقينة لتقويننة دورهننا المنننوط بهننا كوسننيلة الزجننر علننى الجننرائم
المالية وتوقيع العقوبات الجنائية على مرتكبيها ،و كذلك الرفع من مساهمتها في تحسين التدبير
العمننومي .والسننماح لهننا مننن بسننط رقابتهننا علننى كننل مننن يتننولى تسننيير الش نأن العننام وكننذا المننال
العمومي.
الئحة المراجع
الكتب:
عبد ددد اللطيد ددف بروحد ددو ،ماليد ددة الجماعد ددات الترابيد ددة بد ددين واقد ددع الرقابد ددة ومتطلبد ددات التنميد ددة ،املجلد ددة
املغربية لإلدارة املحلية والتنمية ،الطبعة الثانية.6102 ،
عادلددة الددورد ،رقابددة املجلد ألاعلد للحسددابات علد املددال العددا بدداملغر ،مجلددة الحقددو املغربيددة،
دار نشر املعرفة ،الطبعة ألاول 6106
النصوص القانونية:
ظهي ددر ر ددريف رق د ددم 0.00.60الص ددادر بت دداريخ 62م ددا ر ددعبان 66 ( 0236يولي ددو ) 6100بتنفي ددذ
نص الدستور ،الجريدة الرسمية عدد .0622
ظهيددر رددريف رق ددم 0.12.060الصددادر بتدداريخ 31نددون ر 6112بتنفيددذ القددانون رقددم 22.12املتعلددق
بجبايات الجماعات املحلية..
القد ددانون رقد ددم 26.66املتعلد ددق بمدوند ددة املحد دداكم املاليد ددة ،الصد ددادر بتنفيد ددذه الظهد ددر الشد ددريف رقد ددم
0.16.062بتدداريخ 0ربيددع الثدداني 0263املوافددق 03يونيددو .6116ج .ر.عدددد 0131بتدداريخ 00غشددت
،6116
املجالت:
معمد ددر املصد ددطف :ق د درامة ف د د مملد ددمون مدوند ددة املحد دداكم املاليد ددة :املجلد ددة املغربيد ددة
لإلدارة املحلية والتنمية عدد مزدوج ، 06-00يوليو -اكتوبر 6113
الص ددديق حي دددة ،املحد دداكم املالي ددة و إر د د الية حماي ددة امل ددال العد ددا ،مجل ددة املاليد ددة،
العدد -60يناير ،6102
محمددد حركددات ،املجددال الجهويددة للحسددابات و الح امددة املحليددة الجيدددة ،املجلددة
املغربية للتدقيق و التنمية6110 ،
الفهرس.
مقدمة0..................................................................................................................................
المبحث الثاني .:تقييم فعالية رقابة المحاكم المالية على المال العام0.............................................
المطلب االول :.االختصاصات القضائية للمحاكم المالية بين اإلشكاالت القانونية والصعوبات العملية0........
خا مة06................................................................................................................................