Professional Documents
Culture Documents
كتاب-النموذج-التنموي-الاسس-النظرية-الكبرى - الدكتور محمد البكوري-PDF-2
كتاب-النموذج-التنموي-الاسس-النظرية-الكبرى - الدكتور محمد البكوري-PDF-2
مقدمة
كثر الحديث مؤخراً ،في السياق المغربي "المتحرك" – شأنه شأن باقي السياقات التيي ررني ،
وبطم ح مأم ل ومشروع ،اللحاق بركب الدول الصاعدة ،-عن النمي ج التنمي "الجدييد"،
ب صفه إحدى أهم "البراديغميات" المقترحي لتجياو مثبطيات الف يل التنمي القيا م بيالمغر
وإنهيياح حيياوت ي ح أنميياا الحمامي المرربطي بييه :اجتماعيياً ،اقتصييادياً ،إداريياً ،مؤ سييارياً،
م ياريا ً ،...أ ال مل الحثيث – وبحرص ا تشرافي شديد -على وضع التشخيصيات المممني
لألعطييا المسيياهم فييي فشييل مييا ه ي كييا ن "رنم ي يا ً" ،والتفمييير فييي الصيييئ الم مي القمين ي
بضمان نجاح ما ينبغي أن يم ن "رنم يا ً".1
همذا ،نجد أن خطا الملك محمد السادس ح ل النم ج التنم "الجديد" ،2كنم ج يتسيم
بميييل أشيييمال المفايييي والنجاعييي -والتيييي عليهيييا أن رسيييتجيب فيييي عمقهيييا ل حتياجيييات الملحييي
والمتزايدة للم اانين والم اانات ،-فيت نقاشيا ً وا ي ا ً حي ل إشيمالي التنميي بيالمغر ،حييث
أصب التفمير في نم ج رنم "جدييد" ومتطي ر ،يحظيى باههميي القصي ى فيي انشيغاوت
أعلييى ييلط فييي الييب د والحم مي والفيياعلين المؤ سيياريين والسيا يييين والمييدنيين والبيياحثين.
نمييي ج مفمييير فييييه ،بتبصييير ورويييي ،يتييي خى التجدييييد المسيييتمر لغا ياريييه وأهدافيييه والتجييياو
المت اصل لمظاهر القص ر المزمن وال جز البين التي قد رمب رياديته.
1في إاار ما يممن أن ن تبره "عملي بناح براديغم جديد" يح ل ،وبصف جذري وحقيقي ،ارا ق التنمي ،من يادة
مؤشرات "الفشل" إلى رسييد مؤشرات النجاح .ون تقد أن عملي البناح هاره ،تم ن من أبر المهام الملقاة على عارق
"اللجن الخاص بالنم ج التنم " ،والم لن عنها في خطا الذكرى ال شرين ل يد ال رش 29-ي لي .- 2019وهي
اللجن التي يل الملك في نفس الخطا ،على أنها لن رم ن إا قا ً حم م ثاني أو مؤ س ر مي م ا ي ،بل هي هيئ
ا تشاري محددة الزمن من حيث المهم الم ك ل لها ،تشمل رركيبتها مزيجا ً متن عا ً ومتداخ ً من التخصصات الم رفي
والروافد الفمري والمفاحات ال اني في المجالين ال ام والخاص .ومن أهم الصفات التي ينبغي ر فرها في رمثيلي هذه
اللجن -من منظ ر الملك -الخبرة والتجرد والم ض عي ،والتحلي بالشجاع واوبتمار في اقتراح الحل ل والقدرة على فهم
نبض المجتمع وانتظاراره ،وا تحضار المصلح ال اني ال ليا .وليحرص الملك ب د جلك ،على وضع خارا اريق ينبغي
او ترشاد بها من ارف اللجن الخاص بالنم ج التنم ،عن انها او تراريجي ال ريض ":التحلي بالجرأة لرفع الحقا ق
التنم ي ول كانت قا ي ومؤلم " .هذه اللجن التي ينبغي –كما يرى الملك دا ما ً في خطا ال رش -أن رضع في حسبانها ،
ك ن اهمر ،و يت لق ،أ ا ا ً ،بإجراح قطي مع الماضي ،وإنما رظل الغاي المبرى من كل جلك ،ه إضاف لبن جديدة في
المسار التنم ال اني ،في ظل او تمراري ،من خ ل ال مل على اقتراح جيل جديد من المشاريع ،من شأنه ر زيز
قدرات ب دنا على رحقيق مممنات "اإلنجا التنم " المررفع ،المفيل في كنهه ،باو تجاب الف ال ونشغاوت الم اانين
"الم ع د" التنم ي ،المت ددة اهب اد والمست يات .وبالتالي ،السير ،قدماً ،بالمغر -عبر الت ل بالنم ج التنم
والمتط ر ، -نح المجتم ات الرا دة "رنم يا ً" .
2الخطا اوفتتاحي للدورة اهولى من السن التشري ي الثاني من ال وي التشري ي ال اشرة للبرلمان أكتي بر . 2017وهي
الخطييا الييذ أقيير فييي مضييامينه ،بالفشييل الييذريع للنم ي ج التنمي المغربييي الحييالي ،لدرج ي م هييا ،يممننييا اعتبييار هييذا
الت صيف التشخيصي /التقييمي ،المؤكيد فيي يياقاره المبيرى ،عليى فشيل النمي ج الي اني المتبنيى عليى صي يد ييرورة
التنمي ي :اجتماعي يا ً واقتصيياديا ً وإداري يا ً وقيمي يا ً ،...شييبيه رمام ياً ،بإحييدى الت صيييفات الشييهيرة للملييك الراحييل الحسيين الثيياني
لألوضياع التنم يي التييي لييت إليهييا الييب د ،خص صيا ً خي ل ال قيد اهخييير ميين القييرن ال شييرين .وهي الت صيييف الم بيير عنييه
"السمت القلبي ".
2
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ومن ثم يممن الق ل ،أن ال ضع الراهن :محلياً ،وانيا ً ودوليا ً ،أخيذ يسيت جب ،وبالضيرورة،
بل رة نم ج رنمي "منيت"" و"را يد" بيالمغر ،ي ميل فيي كنهيه ،وبشيمل شيم لي وهيمليي،
عليى إيقياف التييدفق السيلبي لبييؤر اونتمياس ومي اان الخلييل ،أو ميا يمميين رسيميته "التثياؤ
التنم المندحر" – والمقص د به ،أ ا ا ً ،الصيغ التحديدي التالي :خط ة رنم ي متقدمي
إلى اهمام وخط رين رنم يتين متراج تين إلى ال راح.-
وبذلك ،يصب ر يع /ر ميق النقاش الحالي ح ل النمي ج التنمي فيي يياق يتمييز بتحي ل
النماج /البراديغمات ورط رها ،يبي ً منيا ً ،و محييد عين او ترشياد بم ياريتيه "الفضيلى"،
لل ص ل إلى حل ل ناج و ني للمشاكل المطروح ورقي يم اوخيت وت المتناميي ،والتيي ميا
فتئت التقارير والمؤشرات الصادرة عن المؤ سات ال اني والدولي المهتمي بقضيايا التنميي
البشري رشير إليها ،في كل وقت وحين.
ويبدو لزوما ً ،أنه ،وقبل الحديث عن الفشل أو النجاح على مست ى النم ج التنم ه بلد،
ال ق ف على مق مات وأ س هذا النم ج والبحث عن الصيئ المممن لتبل ره ورط ره -من
خيي ل رحليييل مجمييل مباد ييه ودعامارييه ،-ودرا يي مجمييل الظييروف السيا ييي واوجتماعييي
واوقتصييادي المحيطي بييه ،والتييي ميين الممميين أن يحييدثها التحي ل الر يسييي فييي نمي رحس يين
مسييارات يييرورة الحمام ي كمييل ،ميين حيييث بل ي مييدراك النم ي ج التنم ي " المثييالي" أو
"نمي ج المثيال "idéal typeللتنميي .ومين أبر هيا ،نجييد عليى وجيه الخصي ص ،ضييمان
اونتقاوت المبرى من دول الريع إليى دولي اإلنتيا ،ومين رنميي محصي رة أو " م اقي " إليى
رنميي "را ييدة" ومنتج ي ،واو ييتفادة ال ادل ي والمنصييف ميين ع ا ييد التنمي ي ،ورجسييير فج ي ات
المنظ ميي الخاصيي بييالت ا ن الم يييار السييا د ،وفييي نهاييي المطيياف ،التأ يييس التميياملي /
التفاعلي /التشاركي لمممنات اونتقال التنم "الحقيقي".
إن التجار ال المي المتراكم ،على ص يد المسارات التنم ي المختلف ،وفيي يياق ا يتلهام
التجييار كممار ييات فضييلى ،ييتممن ،ب ي شييك ،ميين اونمبييا ،وب ييزم شييديد ،علييى رق ي يم
النمي ج التنمي السييا د داخييل أيي دولي ميين الييدول .وجلييك كلييه ،ميين أجييل م اكبي رح ورهييا
السيا ييي واوقتصييادي واوجتماعيي والديم ارافي ي ،مييع ضييرورة كييب شييتى م يقييات الف يل
التنم القا م.
علييى هييذا اه يياس ،فدرا ييتنا هارييه – فييي جانبهييا النظيير كجييزح أول ميين مسيياهمتنا ح ي ل
النم ج التنم الجديد بالمغر ،-3ردخل في ياق إثراح النقاش الدا ر ،في ال قيت الحيالي،
ح ل ارا ق رجديد النم ج التنم بب دنا ،ور زييز قدراريه ،بميا يممنيه-ب ميق و ي نظير-
3الجزح الثاني من مساهمتنا ،يركز على النم ج التنم الجديد بالمغر ،من حيث :أوه ،رحليل اهعطا القا مي :
اوجتماعي ي ،اوقتصييادي واإلداري ي ...وثاني يأ ،ال مييل علييى درا ي مق مييات اونتقييال ميين مييا يمميين أن نسييميه "حمام ي
الدول " إلى "دول الحمام " -مما ه "كا ن" إلى ما يجب أن "يم ن" "رنم يا ً" ، -أ رحديد ماهي المسيتلزمات الضيروري
لبناح لبنات الصرح المتمامل للنم ج التنم المنش د بالمغر .
3
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ييبل رحسييين نمي الحمامي التنم يي ،ورقي يم ميين التجيياو اهفضييل للمثبطييات التييي ر تيير
مجمل اوخت وت المرربط بهيذا الينم ،بغيي التق يي الدا مي وشيترااات التأ ييس للمغير
المممن –حسب ر بير ما مي بتقرير الخمسيني -أو مغر الحمام .
فالرهييان المطييروح اليي م ،وبقي ة ،هي اونخييراا التييام والمامييل فييي إبييرا مسييارات اوررقيياح
الف لي والف ال بأ س النم ج التنم القا م والمساهم في إاناح رجلياره المت ددة ،من خ ل
البحث اهكيد عين ميا هي إيجيابي ،واقتيراح المخرجيات الضيروري ،علمييا ً وعمليياً ،لمجابهي
التحديات المطروح وا تشراف الرهانات المأم ل .كيل جليك ،ييتم فيي يياق "م ي لم" متسيم
بتح وت مت حق ومتسارع ،رمس في ال ميق ،وعليى صي يد التجيار الدوليي المختلفي فيي
جمييييع أنحييياح الم مييي ر ،كيييل السيا يييات التنم يييي المت يييل بهيييا مييين ايييرف متخيييذ القيييرار
"التنم ".
كل المؤشرات السابق ،ردل على ك ن النم ج التنم في كنهه النظر الصرف ،ه إاار
مؤ ساري متمامل اهب اد لضب الت ا نات البني ي والهيملي ور م السيا ات المختلف ،وفيق
رص رات ا تراريجي ورؤى ا تشرافي ،رج ل من رر يخ أ س التنمي المنصيف والمندمجي
للمجتم ات اا يتها المبرى ،من خ ل التأ ييس لنمي ج رنمي حقيقيي ونياج ،ي ميل جاهيداً
علييى خلييق الثييروات وإنتييا الخيييرات ،وبشييمل متميياهي ،الحييرص علييى ر ي هييا الت يييع
الديمقرااي -ال ادل -بين كاف مم نات المجتمع-أفراداً وجماعات.-
والنم ي ج التنم ي -وفييق هييذا التحديييد الشييم لي -االب يا ً مييا يييتم الحييديث عنييه ،فييي نطيياق
المبادرات المتخذة من مختلف مم نات وعناصر الحمام لتحقييق أ يس التنميي ،وميا ييررب
بها من رقدم اقتصاد ورفاه اجتماعي ،وما ينجم عنها كيذلك ،مين "ني ار"" إيجابيي فيي ريدبير
ا ر مجاوت الف ل التنم "المنش د" م ياريا ً.
-1الستراتيجية التنموية
ينظر عادة إلى او تراريجي التنم ي ،إميا باعتبارهيا ،أووً ،منهجيا ً رماملييا ً ،يسترشيد بأدواريه،
بغييي ر ضييي ارا يييق ا ييتخدام ميي ارد وإممانيييات الدوليي ،وإمييا بصيييفتها ثانييياً ،اإلواليييي –
الميمانيزم ،-التي ر مل عبرها الدول ،على رحقيق أهدافها المبيرى المسيطرة واايارهيا ال امي
المرج ة ،وإما من اوي ربل رها ،ثالثا ً ،كرؤي ا تشرافي شامل ،يت خى من خ لها ،إر ياح
نظام متداخل اهب اد ،يمس مختلف مجاوت الحياة التنم ي .
كييل جلييك ،يييتم ،أ ا ياً ،فييي أف يق م الج ي اإلشييماليات المرربط ي بالسيييرورة التنم ي ي ،وكييذا
اوررقاح بفرص اإلممان البشر ،ور فير الدعامات الحقيقي لتجسيد رطل اره ،وإنتا كل القيم
والم ارد اإليجابي ،المساهم في رجسيد م الم مجتمع الرفاه.
4
Huynh Cao Tri,« Le concept du développement endogène et centré sur l’homme » , dans
«Clés pour une stratégie nouvelle du développement» , Collective ) Paris : Les Editons
ouvrière /Unesco ,1984 (, p.14.
5
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
واو ييتراريجي التنم ييي بهييذا المغييزى ،رحبييل بال ديييد ميين المييدل وت ،ميين قبيييل :المييدل ل
اونتقالي ،المدل ل البرااماري ،المدل ل او تباقي ،المدل ل التشاركي ،المدل ل الشم لي.
-المدلول النتقالي
ررمييي او ييتراريجي التنم يي ،فييي عمقهييا ،إلييى رحقيييق أهييداف التنميي المسييتدام ،ميين خي ل
الحييرص علييى التخفيييف المسييتمر ميين الفي ارق اوجتماعيي ،والحييد البنيي ميين اوخييت وت
المجاليي ،ومحاربي كييل أشييمال التهميييو واإلقصيياح ،ور زيييز دعامييات الحمايي اوجتماعي ي -
خاص بالنسب للفئات الهش ،-ورحسين او تفادة من الخدمات اه ا ي ،وإدما كل مم نات
المجتمييع فييي يييرورة ال ملييي التنم ييي ،ميين نسيياح وشييبا ،والرفييع ميين مممنييات اونتقييال
اوقتصاد واوجتماعي ،وبالتالي من مممنات اونتقال التنمي .وهيي المممنيات ،التيي ريدور
كلهيييا فيييي فليييك إشيييباع الحاجيييات اإلنسييياني ،باعتبارهيييا ،المحيييرك اليييدينامي لميييل اهنشيييط
اوقتصييادي .وجلييك كلييه ،رتجسييد أهميتييه القصيي ى ،مييا دام أن التفسييير المنطقييي لمييل نشيياا
اقتصاد ،في نهاي المطاف ،ه إشباع الحاجات اإلنساني .5
يت خى المدل ل اونتقالي للتنمي ،نتيج جلك ،وبصف عام ،إبرا ارا ق التحي ل التيي يممين
أن رمس النماج التنم ي ،وإممانات رغيير بنيات اوقتصاد والمجتمع-في ياق رلبي الحاجات
اإلنساني الملحي ،-وميا ييررب بهيا مين م يايير اهداح التنمي ،وميا رخلقيه هيذه الم يايير مين
مق مات النجاح والتط ر.
5
) Lionel Robbins, «Essay on the Nature and Significance of Economic Science» ,
London: Macmillan, 1949(, p.75.
6
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
هنا ،ينبغي ا تحضار مسأل الم ض عات التي يهتم بها علم اوقتصياد ،وعليى رأ يها درا ي
أ با النم اوقتصياد ومحدداريه .في يمفيي أن ن يرف مياجا نف يل بم اردنيا القا مي إلشيباع
الحاجيات الحاليي ،وإنمييا ينبغييي أن نت يير أيضيا ً لمييدى قييدرة اوقتصيياد ل ييت داد للمسييتقبل
لتييي فير إممانيييييات الت ييييع المسيييتمر .وهييييذا مييييا ي يييرف با ييييم "نظريييييات النميييي Growth
والتنمي .6" Development
ا ييتناداً إلييى جلييك ،رنش يأ او ييتراريجي التنم ي ي كضييامن مسييتقبلي لهييذا الت ييع ،وفييق رؤي ي
انتقالي صرف ،رجسد في كنهها ،كل أب اد رحسين مؤشرات التنمي ورثمين م دوت النم .مع
اهخذ ب ين اوعتبار ،المميزات المرربطي بالمراحيل اونتقاليي -فيي أ مجيال مين المجياوت-؛
فم ن المرحل انتقالي ،ي ني أن عليى مسيتقبلها ع ميات ا يتفهام عدييدة( النجياح أو الفشيل أو
النجاح الجز ي ) .لذلك ،رتسم المرحل اونتقالي ،بالشك والحذر من جه ،والتفاؤل والحمياس
الشديدين من جه أخرى .فهذه السمات ر م المرحل اونتقالي .7
إن مستلزمات او تراريجي التنم ي ،في ال قت الراهن ،رفتر اوررما على مبدأ التيدري"
فيي رطي ير المسييارات التنم يي كميل ،وفييي بنيياح الرؤيي او يتراريجي علييى أ ييس متيني ،ميع
إنشاح منظ م متراص من المؤ سات القمين بتي فير ع اميل رييادة وكفايي الغايي التنم يي ،
وخلق دعامات الرفع من القدرات التمميني للمشاريع والبرام" التنم ي .
يحقيق كل جلك عليه ،أن يتم وفق رص ر علمي ومنهجي رصين ،يج ل من اونتقيال التنمي
مراميه ،بشمل لس ومرن.
الميدل ل اونتقيالي ل يتراريجي التنم يي يحيلنيا ،وج بياً ،عليى إحيدى أهيم المفياهيم المرربطي
بالتنميي ،أو وهي مفهي م "أ يل التنميي ،" Style de développementكمفهي م بير
حديثا ً في اهدبيات الدولي .وأصيل هيذا المفهي م ،يجيد مرج ياريه ،أ ا ياً ،ليدى منظمي اهميم
المتحدة ،مين خي ل بحثهيا عين مقاربي م حيدة للتحلييل والتخطيي التنمي يين .وهيي المقاربي ،
التييي رضييم فييي ايارهييا ،وبشييمل كلييي ومنييدم" ،مختلييف الج انييب اوقتصييادي ،اوجتماعي ي ،
الثقافي ،وأيضا ً السيا ي .
في هذا السياق ،نجد أن رقرير منظم اهمم المتحدة حي ل الم نيى الم حيد للتحلييل والتخطيي
التنمي يين ( ، )E/CN5/477ي ييرف أ ييل التنميي ،بم نييه" ر ليفي مين الغايييات وال ييا ل
المطبقي علييى مختلييف البنيييات الملم ي للنمي والتغيييرات :التغيييرات علييى صي يد مسييت يات
وبنيات اإلنتا ،وفي مشارك ا ر الطبقات والجماعات اوجتماعي في اهنشيط اوقتصيادي
6حا م البب و "،أص ل اوقتصاد السيا ي ( ،اإل مندري :منشأة الم ارف ، ) 1974 ،ص.37
7خالييد عبيييدات" ،المرحل ي اونتقالي ي ،ابي تهييا ومم نارهييا وأنمااهييا" ،ضييمن "إدارة المرحل ي اونتقالي ي مييا ب ييد الث ي رات
ال ربي " ،رحرير ج اد الحمد ،شهري الشرق اهو ،21 ،ا( ،1عمان :مركيز درا يات الشيرق اهو ي ، ) 2012 ،
ص ص.18- 17
7
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
واوجتماعيييي والسيا ييييي ،وفيييي ر يييييع الميييي ارد والثيييروة ،وفييييي بنييييات او ييييته ك ،فييييي
المؤ سات ،أنظم القيم ،الم اقف والح افز".
بالنسييب لهييذا التقرييير ،فالم يييار اهدنييى الييذ يسييم بييالحمم علييى أ ييل التنمي ي ،ه ي جاك
المقياس المررب بهذا اه ل ،والذ يتي في كنهه لمجتمع ما ،اوشتغال على المدى الب ييد
لصال ال يو اهفضل لجميع أفراده ،حيث بني المؤ سات والسيرورات ،والتي على ض ها
رتخييذ القييرارات (أو يييتم رفاديهييا) ،رشييمل واحييدة ميين المجيياوت اهكثيير أهمي ي ،علييى ص ي يد
اه ل الحقيقي للتنمي .8
صف ة الق ل ،فالمدل ل اونتقالي ل تراريجي التنم يي هي ر بيير عين التطي ر المرصي د فيي
التص رات المطروح على ص يد السييرورة التنم يي ،وميا قيد يمتنيف رجليارهيا المختلفي مين
رح وت عميق .
-المدلول البراغماتي
رتبلييي ر او يييتراريجي التنم يييي ،باعتبارهيييا اه يييل اهفضيييل ل يييتخدام الرشييييد لمييي ارد
وإممانات الدولي ،ميع ضيرورة القييام بالتشخيصيات المطل بي ،مين خي ل ال ميل عليى رحدييد
نقاا الق ة والض ف ورحديد كيفيات مجابه المخاار ال اق والمحتمل ،فتصب عليى ضي ح
جلك او تراريجي التنم ي فنا ً برااماريا ً ل قلني ا يتخدام مي ارد وإممانيات الدولي بغيي رحقييق
أهدافها التحقيق اهمثل.
المدل ل البرااماري على ضي ح جليك ،يختليف بياخت ف أنمياا التنميي .فالتنميي الثقافيي ميث ً،
رفتر على مست ى إشمالي التراث ،الت ل المت اصل بمقارب مندمجي وشيم لي .وهي ميا
قييد يحقييق إعييادة إ دمييا مطلقي لمييل عناصيير التييراث فييي ييياق متسييم علييى الييدوام بالتنا ييق
8
Le Thanh Khoi ,« Les trois dimensions du développement » , dans «Clés pour une stratégie
nouvelle du développement» , op. cit. , p. 32.
8
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
والبرااماريييي ،ميييع اهخيييذ فيييي الحسيييبان ،يييا ر مم نيييات اإلرث الطبي يييي ،بشيييمله المت يييدد
والمركب.9
البرااماري هنا ،رتجلى في الدفع بالقيدرات واإلممانيات نحي المزييد مين الترشييد ،ميع البحيث
المستمر عن السبل المفيل بتجاو ك اب التنمي في شتى رجليارها .وه ما يتطلب في كنهه،
وضع رص رات واق ي رستجيب او تجاب الف ال لمختلف متطلبيات كيل عناصير ومم نيات
الحمام ،من دولي وقطياع خياص ومجتميع ميدني ومي اان .كميا يتطليب الم نيى البراامياري
للتنمي ،أيضاً ،م الج المشاكل اوقتصيادي المطروحي بشيمل نيي أو مسيتقبلي ،وفيق مقاربي
اا ي ر جه المسارات التنم ي نح المزيد من النجاع والمفاي .هذا مع ضرورة عدم إافيال
درا مؤشرات رحسين نم الحمام التنم ي ،مع اوعتماد على رؤي منهجي ق يم ،رط ر
با ييتمرار القييدرات الذارييي والجماعييي الخاصيي بتييدبير الميي ارد المتاحيي ،ميين أجييل ررشيييد
ا تخدامها ورفاد كل ع امل التبذير واإل راف.
الطابع البرااماري الذ يممن أن ر صف به او تراريجي التنم يي ،يحفزنيا فيي ال ميق عليى
رحليل مفه م "الم ارد" .ف ج د حاجات إنساني ي ني في نفيس ال قيت وجي د و يا ل صيالح
إلشيييباع هيييذه الحاجيييات وم رفييي ب ج دهيييا وصييي حيتها .ونطليييق عليييى هيييذه ال يييا ل ا يييم
"الم ارد" .فالم ارد هي كل ما يصل إلشباع الحاجات اإلنساني .
والم ي ارد بهييذا الشييمل مت ييددة ومتن ع ي ) اله ي اح ،الشييمس ،اهر الزراعي ي ، )...إو أنييه
يممن الق ل ،أن اوقتصياد و يهيتم بميل أني اع المي ارد ،وو حتيى بأهمهيا وأكثرهيا ضيرورة.
فاوقتصاد و يهتم إو بالم ارد النادرة .أما الم ارد اير النادرة ،ويطلق عليها ا يم "المي ارد
الحرة ،" Free resourcesفهي رخر من مجال علم اوقتصاد.
9
Jean-Marie Breton (dir.) ,«Patrimoine, tourisme, environnement et développement
durable (Europe-Afrique-Caraïbes-Amériques-Asie-Océanie) », (éditions Karthala-Crejeta ,
2010) ,p.12.
9
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وينبغي أن نحدد رماما ً المقص د بأن الم رد نادر أو أنه مي رد حير .فيالم رد النيادر ،و يمي ن
بالضييرورة قليييل .وو ي نييي الم ي رد الحيير ،أنييه م ج ي د بمميييات اييير محييدودة .فالمقص ي د
بالندرة ،ه الندرة النسبي ،بم نى أن ي جد المي رد بمميي أقيل مميا يشيبع كيل الحاجيات التيي
يصل إلشباعها .وعلى ال مس ،ي تبر الم رد حراً ،إجا كان م ج داً بممي أكبر مما يشبع كل
الحاجييات التييي يصييل إلشييباعها .فيياله اح مييث ً ،عنصيير محييدود علييى المييرة اهرضييي .وهي
ضرور لمل ص ر الحياة ،ولمنه ي جد بمميات أكبر من الحاج إليه .ومن ثم ،ي تبر مي رداً
حراً . 10
برااماري ي او ييتراريجي التنم ي ي ،ميين خ ي ل جلييك ،رتجسييد ،بشييمل شييم لي ،فييي مييدى قييدرة
ا تخدام الم ارد المنا ب -الم ارد النادرة أو الم ارد الحرة -على إشيباع الحاجيات اإلنسياني
ال محيدودة ،والمسيياهم ،بالتييالي ،وبطريقي كافيي ،فييي رنيياقص أو وال الشي ر بالحرمييان،
عبر رحقيق منف قص ى وإرضاح كل عناصر اإلممان التنم .
-المدلول الستباقي
وفق رص ر هيذا الميدل ل ،فيإن او يتراريجي التنم يي الحقيقيي ،هيي التيي رصينع اايارهيا مين
منظ ر ا تباقي ،عبير الت يل بمخرجيات الدرا يات المسيتقبلي والدرا يات التيي لهيا ع قي
بالتخطي .ومين ثيم ،ربل رهيا ك مليي ل ضيع بيرام" ومشياريع قابلي للتطبييق وفيق أميد منيي
م يييييين يتطليييييع إليييييى رحقييييييق اههيييييداف فيييييي يييييياق بنييييياح مسيييييتقبل" مسيييييتدام" للجمييييييع.
عرف مفهي م "او يتباقي " كمبيدأ مين المبياد او يتراريجي ،انبثاقيه اإلرهاصيي اهوليي فيي
ميييدان السيا ي الدولي ي ،وبالضييب علييى المسييت يين ال سييمر واهمنييي :اهميين الجميياعي،
الضرب او تباقي أو ال قا ي ،11الحر ضد اإلرها ...
في هذا الشأن ،شمل مفه م "او تباقي " مح راً أ ا يا ً من محاور ا تراريجي اهمين القي مي
لل ويات المتحدة .وهي او تراريجي ،التي رأ ست بالدرجي اهوليى ،عليى عقييدة او يتباقي ،
باعتبارها" نقل الم رك إلى أر ال دو ،ورش يو خططه ،وم اجه أ ح التهدييدات ،قبيل
أن رظهر" ،أ القدرة على القراحة المسبق لم اجه اهحداث المباات والتهديدات الناشئ ،
اإلرهابي منها على وجه الخص ص.
وقيد رطي رت ا ييتخدامات هيذا المفهي م لتشييمل مجياوت أخيرى ،ميين قبييل الم ل مييات .هنييا،
يممن الحديث ،عن ما ي يرف بنظيام اليدفاع Proactive Defenseللحمايي مين المخياار
12مطب ع "رقرير عن التنمي في ال الم ،" 2014الصادرة رحت عن ان " :المخاار والفيرص :إدارة المخياار مين أجيل
التنمي ".
L. Araújo, R. Gava, «Proactive Companies: How to Anticipate Market Changes» , ) New
13
-المدلول التشاركي
14البيان الصحفي ح ل مطب ع "رقرير عن التنمي في ال الم ،"2014السابق الذكر ،وارد بم قع البنيك اليدولي بتياريخ 6
أكت بر .2013
15مجيد كرخي "،التخطي او تراريجي المبني على النتا " "( ،و ارة الثقاف والفن ن والتراث بقطر ،) 2014 ،
ص.52
12
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
او يتراريجي التنم يي ،وكمييل ا ييتراريجي هييي ،باه ياس ،خطي عمييل لتحقيييق اإليجييابي مين
النتا " في الحياة المجتم ي ،وعند ربطها بالتنمي يصب الهدف من او تراريجي هي رحقييق
النم ال ادل والمنصف والمستدام لمل الشرا اوجتماعي ورحسين مست ى م يشتها ورط ير
مؤشييرارها ،فييي أفييق بنيياح ر اقييد اجتميياعي جديييد-رشيياركي ورض يامني -يتييي فييرص اوررقيياح
الشامل للجميع.
وجلييك كلييه و يمميين أن رق ي م لييه قا م ي إو فييي ظييل رضييافر جه ي د جميييع مم نييات وعناصيير
الحمام ومساهمتها الف ال في ر زيز ركا ز ال مليي التنم يي ل قتصياد الي اني ،عبير رحدييد
أهداف و يا يات وبيرام" قابلي للتنفييذ ،رتي خى فيي صيلبها ضيمان رحقييق النمي اوقتصياد
ضمن المتغييرات المحليي وال الميي ،ميع ر اييد ال قيع اإليجيابي عليى المنظ مي اوجتماعيي
كمل.
لقد رأ ست او تراريجي التنم ي ،ومنذ بدايي عقيد الثمانينييات مين القيرن الفا يت ،عليى فميرة
المشارك الم اان ،16 La participation citoyenne /Active Citizenshipكشيمل
جديييد للتييدبير التنم ي ،حيييث يتح ي ل السييمان ميين مجييرد مسييتفيدين ييلبيين ميين المشيياريع
التنم ي إلى فاعلين مح ريين في السيرورة التنم ي ،مين حييث ال ميل عليى ريدبير شيؤونهم
الخاص ي بأنفسييهم .17وه ي مييا يتجسييد فييي قيييامهم بمجم ع ي ميين المبييادرات الفاعل ي لصييال
المجتمع الذ ي يش ن في كنفه .هنا ،رتبل ر فمرة متقدم بخص ص الم اان التي رتشبع في
مضم نها بمل قيم المسؤولي والتشارك والتما ك الجماعي .وهي الفمرة التيي رتمحي ر حي ل
مفه م "الم اان الناشط /الفاعل " ،والتي رقلص من أدوار الدول ورشيجع فيي المقابيل كيل
ما له صل بالف ل التطي عي /التشياركي .وهي اهمير ،اليذ يج يل مين او يتراريجي التنم يي
16رييم ا ييتخدام ريم ي "الم اان ي الناشييط أو الفاعل ي " Active Citizenshipميين اييرف رجييل السيا ي البريطيياني
دوا س هيرد Douglas Hurdكت بير عن رط ر فميرة الم ااني فيي ارجياه ال ميل التطي عي الف يال ور ييع دعاميات
روح المبادرة الحرة واونتقال من اوعتماد على مستلزمات دول " الرفاهي " إلى اوررما على مباد دول " الم اان " .
17
Alexandra de Heering, Stéphane Leyens,« Stratégie de développement durable au Sud ,
Question de genre et approche participative » , dans «Stratégies du développement durable:
Développement, environnement ou justice sociale ? » ,) Presses Universitaires de
Namur,2010 (, p.257.
13
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
القا م ي علييى هييذه الصيييغ المتط ي رة ميين الم اان ي ا ييتراريجي رتسييم بمييل صييفات النجاع ي
والف الي .
فييي ال اقييع ،إن الم اان ي الناشييط /الفاعل ي ليسييت مفه م يا ً جديييداً ،لميين رراجييع دور الدول ي
وقييدررها علييى القيييام بمسييؤوليتها بييات يررييب مسييؤوليات إضييافي علييى المي اانين ويسييتدعي
مبادرة ناشط منهم ،رأري في إاار رنيامي دور المجتميع الميدني ب صيفه قطبيا ً جدييداً وشيريما ً
للسلط والقطاع الخاص ،في إاار الس ي إلى التنميي والحيد مين ثيار ال لمي وريداعيارها.18
وه ما يج ل من الم اان الناشط /الفاعل ميثاقا ً ر اقديا ً للمبيادرات التشياركي – ي اح رليك
التي يق م بها اهفراد أو الجماعيات ،-فيي يبيل رر ييخ كيل اليرؤى او يتراريجي التيي ر يز
أ س ال مل الجماعي ،مع او تناد الدا م إلى المباد القان ني المؤارة لم اان كل مم نيات
وعناصيير الحمام ي -قطيياع عييام ،قطيياع خيياص ،مجتمييع مييدني وم ي اان ،-ميين حيييث ضييمان
ممار حق قها ور ايد دعامات قيامها ب اجبارها على ص يد السيرورة التنم ي .
لقد قامت ،باه اس ،او تراريجي التنم ي وفق فمرة الم اان الناشط /الفاعل على منطيق
روح الفريق-روح ال مل التشاركي /الجم ي لمل مم نات وعناصير الحمامي .وهي المنطيق،
الييذ يج ييل التخطييي عملييي جماعييي بامتيييا ،رنبنييي علييى محييددات ،ميين قبيييل المشييارك
والمساهم والتشارك والت اضد.
إن إعييداد ورنفيييذ ورتبييع ورقييييم أ ا ييتراريجي يصييب علييى ض ي ح هييذا المنطييق ،نتييا عمييل
الجميييع ،مييع ضييب منهجي ي اشييتغال النشييااات التنم ي ي و ليييات ر يييع المهييام المت لق ي بمييل
متدخل على حدة ،وفق مباد الم اان الناشط /الفاعل .
-المدلول الكلي
إن او تراريجي التنم ي ،ر مل ،وبالضرورة ،على إي ح اهول ي ههداف التنميي المسيتدام
وارخاج اإلجراحات الناج على مست ى السيا ات المختلف .وهي اهمير اليذ بإممانيه ج يل
او تراريجيات ال اني للتنمي عم ما ً أداة مرج ي من أجل رحقيق أهداف التنميي المسيتدام .
إن مين أهيداف او ييتراريجي التنم يي ،فيي ب ييدها المليي ،ال ميل علييى ا يتدام مسيت ى عييو
المي اانين ور يييع القييدرات اإلبداعيي والرفييع ميين ريييادة اهعمييال ور زيييز ييبل او ييتقرار
اوقتصاد والمالي.
18ميار رو لييزل" ،الم ااني الفاعلي والني ع اوجتميياعي والمسييتحقات اوجتماعيي الم ااني الناشييط ،مسييؤولي ال فيياح
بالحق ق" ،ورق عمل قدمت إلى :ورشي عميل مجم عي اهبحياث والتيدريب لل ميل التنمي حي ل الم ااني الفاعلي والني ع
اوجتماعي والمستحقات اوجتماعي التي أقيمت في بيروت ي مي 13 / 12ما ،2006ص ص . 6-4
14
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وجلك كله ،في إاار التيزام م ييار بضيرورة اوررقياح الف ليي والف يال بمنظ مي التنميي فيي
ياقها الملي ،مع ر فير كل اشترااات رحقق ال دال اوجتماعي ،وفي ظل ر ايد لبنات دولي
الرفاه.
او تراريجي التنم ي ،وفق هذا السياق ،هي أداة شم لي ،ررن ،منهجيا ً ،رحقيق كل اههيداف
اإلنما ي واو تجاب لسيا ر المتطلبيات الحياريي وإدراك الت ا نيات الضيروري :اوقتصيادي ،
اوجتماعي والبيئي ،...على مست ى اهفراد والجماعيات ،وفيي إايار بنياح مسيتقبل "مسيتدام"
للمجتم ات.
وبشمل بديهي ،ومادامت او تراريجي التنم ي ،هي أداة كلي وشم لي لتحليل مدارك التنمي ،
فإنييه االبيا ً مييا ينظيير إلييى هييذه اهخيييرة ،باعتبارهييا واقييع جييد م قييد ،متغييير با ييتمرار ،حسييب
ال قيا ع التاريخيي والسيا ييي ،وحسيب ال امييل واإلكراهييات التيي رصيياحبها .كمييا أن اهفمييار
الجدييدة المرربطي بالسييرورة التنم يي ،رظيل جيد متن عي :راريخيي ،اقتصيادي ،رمن ل جيي ،
علمي ،ديني ،يا ي ،اجتماعي ،بيئي ...
في هذا الشأن ،يبدو لزوما ً على متخذ القرار التنم مراعاة الطابع الملي للتنمي واهفمار
المرربطيي بهييا ،وربنيهييا ،بشييمل رييدريجي وقييار ،مييع اهخييذ فييي الحسييبان ،مجمييل الظييروف
المحيط .19
كميا أن التنميي عبيير جلييك ،هيي كليي جدليي Une totalité dialectique؛ ف نييدما نفحييص
كيييف ي مييل بلييد مييا علييى التأ يييس لنظييام أول يارييه ويحقييق (أو و يحقييق) رابييات ر ليفاريييه
اوقتصادي ،اوجتماعي والثقافي ،فإننيا يندرك رماميا ً مختليف أني اع وأ ياليب التنميي داخيل
البلد ،مع اإلحال دا ما ً على مسأل ك ن هيذا النظيام وهيذه الرابيات ،ايير مسيتقل إا قيا ً عين
خصا ص السلط السيا ي والطبق المهيمن .20
19
Gutu Kia Zimi,« Le Développement Conscient: Un Autre Regard Du Développement» ,
) Author House, 2012(, pp.13-14.
20
Le Thanh Khoi , op. cit. , p.31.
15
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
همذا ،فالمدل ل الملي ل تراريجي التنم ي ،ينطليق ،أ ا يا ً ،مين ر رييف التنميي ،مين اويي
شم لي ،ب صفها " أفمار وأف ال ون ار" واايات ،من شأنها ررقي مت اصل للحيياة البشيري ،
بمنظ ر شم لي رماملي ،ضمن إاار ثقافي محدد".21
وه ما يج ل او تراريجي التنم ي ،وفق هذا الت ريف ،رؤكد ،ومين أجيل كفايي أدا هيا ،عليى
ضرورة ا تحضار اهب اد التماملي أثناح وضع البرام" والمشياريع .وجليك كليه ،بغيي رحقييق
إممانات اوررقاح بالحياة البشري ،ورج يد أنماا عيو كل الشرا المجتم ي .
إن او تراريجي التنم ي ،وفق الدووت –المدل وت -السابق ،وحتى رتممن من ج ل التنمي
رحقق مراميها ،عليهيا أن رتأ يس عليى جملي مين ال ناصير القميني بتي فير اشيترااات المفايي
والف الي على مست ى مضامينها القيمي والم ياري .
-العقلنة
يقصيد "ال قلني " ك نصير مين عناصير او يتراريجي التنم يي ال ميل عليى رطي ير القييدرات
الذاري فيي رسييير المي ارد المتاحي ،بغيي ررشييدها ورفيع أدا هيا باو يت مال اهمثيل لهيا .مميا
21عبدهللا بن عبدالرحمن البرييد "،التنميي المسيتدام :ميدخل رمياملي لمفياهيم او يتدام ورطبيقارهيا ،ميع التركييز عليى
ال الم ال ربي" ،ا (1الريا :ال بيمان ، ) 2015 ،ص. 34
16
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ي نييي فييي اهخييير ،رجنييب التبييذير وا ييته ك التييرف .22وه ي مييا يتجسييد فييي خط ي ات ر بئ ي
الطاقيييات ،والتيييي رشيييتغل ،وفيييق رؤيييي واضيييح الم يييالم ،عليييى اقتيييراح السيا يييات الناج ييي
واإلجراحات المرربط بها ،والمفيل بتحريك دواليب عجل التنمي .
فال قلنييي أو الترشييييد ،رحييييل ،بالدرجييي اهوليييى ،عليييى حسييين ا يييتخدام مخرجيييات السيا يييات
وبل ررها وفق منطلقات إيجابي ،رؤكد اههمي القص ى ل تثمار التنم ورحقيق المتطلبات
التنم ي الملح للمجتم ات ،بأقل التماليف ،خاص في ظل عصر يتسم بالنيدرة المفراي فيي
الم ارد واإلممانات.
إنييه ،وميين أجييل أن رحقييق او ييتراريجي التنم ي ي اههييداف المأم ليي منهييا فييي رحسييين نميي
اوررقاح التنم للمجتم ات ،ينبغي الرفع الدا م من مست يات عقلن المقدرات واإلممانيات –
البشري والطبي ي والرمزي -وخلق الجانب "المنت"" في المشاريع والبرام" التنم ي .
هنا ،يممن الحديث عن إعادة رشميل ا تراريجي جماعي رمب في كنهها م يقات او تراريجي
التقليدي ي .وهييي او ييتراريجي "الفضييلى" ،التييي رييؤمن بضييرورة رجيياو السييل كيات ال ا لي ي
والفردي والبحث عن اونسجام الداخلي الم حد للممار ات المختلفي لجماعي ميا ،ميع ال قلني
المستمرة لها.
وجلك كله ،بغي التأ يس لمنظ م من الت ا ن القار-والذ نادراً ما ي جد – .وبالتالي ،يممن
التأكيد على أن إعادة رشميل او تراريجيات التقليدي هي بدون أدنى رييب ،رطبييق مفييد ،بييد
أنه يظل رطبيقا ً محف فا ً ب دد من المخاار.23
ومع جليك ،ف قلني المي ارد جات الصيل باو يتراريجيات التنم يي كثييراً ميا رتمياهى ميع مسيأل
اإلنصاف ،والتي ربر كمسأل مح ري في التحليل اوقتصاد للتنمي المستدام .24
الم ارف الجديدة ، ) 2002 ، 22محمد حركات" ،اوقتصاد السيا ي وجدلي الثروة والفقر" ،ا ( 1الرباا :مطب
ص. 175
23
Lambert Mossoa,« Gestion, maîtrise et aménagement des ressources naturelles en Afrique
de l'Ouest et du Centre» , Collection : Études africaines. Série Environnement , ) Paris :
l'Harmattan, 2016 (, p.15.
17
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ومن ثيم ،وحتيى يممين أن رنبنيي او يتراريجي التنم يي عليى م يايير اإلنجيا الف يال ورضيمن
أ س ريادرها المطلق ،يت ين على متخذ القرار التنمي الت يل بال قلني ك نصير جي هر
مررب بالتفمير ال اعي ،اير اهناني رجاه الم ارد واإلممانات.
وال قلنييي ،وفيييق هيييذا التصييي ر الييي اعي الصيييرف ،قيييد رج لنيييا نصييينفها فيييي أصيييناف ث ثييي :
-عقلنةةة يطةةي ة :وهييي ال نصيير الييذ يضييفي ،فييي إاييار رسي يغي /ربرييير ،علييى اهشييياح
واهفمار-من قبيل او تراريجيات -ااب ي الرشيد والف اليي ،عليى اليرام مين عيدم م ياريتهيا-
أخ قيتها -أو عدم ف اليتها.
-عقلنةةةة مركبةةةة :وهيييي ال نصييير اليييذ يتبلييي ر فيييي يييياق مغليييف ،إميييا بغييي ف الفلسيييف أو
اهيدي ل جيا أو برنام" حز بلئ درج عالي من التط ر .25مما يج ل منه عنصير متيداخل
اهب اد ومتشابك المصال .اهمر الذ ي ر مع مرور ال قت عن أ با ض فه البين.
-عقلنة" يوتويية" :وهي ال نصر ،الذ يحدد ،ووفق منطق مين اهول ييات –منطيق مثيالي
في االب اهحيان ، -كل الخط ات المرربط ،إما بالغايات ،والتي ينبغيي أن ربنيى عليى رؤيي
عام واضح ،وإما بالنشااات أو البرام" المراد إنجا ها ،والتي عليها أن رت ل باه ياليب
القمين ي بضييمان نجاعتهييا ،وإمييا بالنتييا " المرا ي فييي رحقيقهييا ،والتييي يجييب أن رق ي م علييى
م ايير اهداح اإليجابي.
همذا ،يبدو ،وبشمل جلي ،أن او تراريجي التنم ي رظل في أمس الحاج إلى عنصير ال قلني
"الي ر بي " ،مادام عنصراً يحقق الت ا ن المنش د بين كل مم نات الف ل التنمي ،مين حييث
الغايييات والبييرام" والنتييا " ،ويج ييل عملييي ا ييتثمار هييذه المم نييات ،عملييي فاعليي /ف اليي
. ومتسم بمل مظاهر المرون والس
24
Muriel Maillefert, Olivier Petit, Sandrine Rousseau)dir.( ,« Ressources, patrimoine,
territoires et développement durable» , ) Bruxelles :P.I.E Peter Lang ,2010 (, p.16.
م ،أحمد حالي، 25ريشارد ب ل ،ليندا إيلدر"،التفمير النقد كأداة لحل مشم ت ال مل والحياة الخاص " ،ررجم عمرو
ا ( 1لندن ، ) 2016 ،E-Kutub :ص. 329
18
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
-التنبؤ
من ال ناصر اه ا ي التي رشيمل جي هر بنياح او يتراريجي التنم يي ،نجيد التنبيؤ ،أ ال ميل
علييى ا تشييراف ا ييتراريجي شييم لي فييي م الجي المشيياكل اوقتصييادي المبييرى ،عبيير التنبييؤ
بحييدوثها أو رتبييع رط رهييا ( النم ي الييديم ارافي ،التشييغيل ،ال جييز الغييذا ي ،الهجييرة ،البيئ ي
والتل ث ،التهيئ وإعداد الترا ال اني ،التضخم ال مراني ،مشاكل السمن ،إليخ .26)...هنيا،
نم ن أمام مفه م "التنبؤ او تراريجي" ،والذ يتحيدد ب صيفه جاك الني ع مين اإلدراك الب ييد
المدى وال ا ع النطاق للظ اهر واهحداث ،ميع وضيع فرضييات – عليى شيمل ييناري هات
محتمل ي ،-لم اجه ي التح ي وت الطار ي -البسيييط وال ميق ي ،-والتييي يمميين أن رمييس مجمييل
الظ اهر واهحداث.
او تراريجي التنم ي بذلك ،ومن منطلق مفه م "التنبيؤ او يتراريجي" ،هيي ا يتراريجي جات
رؤي ا تباقي ،رضيع التخطيي وصيياا الفرضييات المممني حي ل أحيداث ووقيا ع المسيتقبل
ضييمن أبيير أول يارهيا .وجلييك ميين خي ل ،الت ييل المسييتمر بتقنيييات متطي رة خاصي ،وعبيير
مراحل مني مت ددة.
على ض ح جلك ،يبر التنبيؤ ،باعتبياره ال مليي التيي يسيتند عليهيا ميدبرو السيا يات وصيان
القرارات في رط ير اوفترا او تشرافي بخص ص المستقبل ووضع كيل السييناري هات
المحتمل المت لق بمختلف مجاوت هذا المستقبل.
همذا ،وبخص ص او تشرافي ،فيممن الق ل ،أن" الم رف هي التنبؤ والتنبؤ ه السيلط ".
فمق ل ي "أواسييت ك نييت" هييذه ،ر بيير بدق ي عيين منظ ي ر وأفييق ل تشييراف ،باعتبيياره أداة
ا تراريجي "فضلى" ونم ججي ،اايتها وضع التص رات الحقيقي للم رف الشامل ،المقترن
بحس الت قع وحدس التنبؤ ،والمت خي في نهاي اهمر ،ج يل السيلط ر يرف اونبثياق المبيير،
وفق رجليات مت ددة ،من أبر ها "صناع قا م الذات" للمستقبل.
وميين ثييم ،فإننييا فييي حاج ي إلييى جسيير ل نتقييال ميين مفه ي م "مسييتقبل مرا ي " إلييى رجسيييد
"مسيييتقبل مسيييتدام" ،و"قابيييل للتحقييييق" ،مسيييتقبل يتسيييم بالرييييادة ومسيييتقبل يسيييع الجمييييع.
عليييى هيييذا اه ييياس ،ي يييد او تشيييراف او يييتراريجي ،أداة أ ا يييي خاصييي ،ليييدم" رطل ارنيييا
وام حارنا ،والت بير عنها ضمن كامل أب ادها.
ويييررب ب ييدين ميين هييذه اهب يياد عض ي يا ً ب مييل او تشييراف او ييتراريجي .فميين جه ي ،نجييد
التسييير الييذ يتمحي ر حي ل النتييا " ،GARيييدف نا إلييى يييادة اونسييجام وال جاهي و يييادة
27قيس الهمامي في رمهيده لمتا "او تشراف او تراريجي للمؤ سات واهقاليم " ،ميشال ا دييه ،فيلييب دورانيس ،قييس
الهمامي ،ررجم محمد ليم ق ل وقيس الهمامي (،منظم اهمم المتحدة للتربي وال ل م والثقاف ، ( 2009 ،ص ص
.8 -6
28محمد حركات ،مرجع ابق الذكر ،ص ص. 176-175
29مجيد كرخي ،مرجع ابق الذكر ،ص ص.52-51
20
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وبالتالي ،رم ين نظرة ا تشرافي متمامل ،مدقق ومضيب ا ،كفيلي بقيراحة الني ار" المحتملي
للظ اهر وال قا ع او تراريجي -بما فيها رلك المرربط بالشأن التنم .-
رتطليييييب التكنولوجيةةةةةا
او ييتراريجي التنم ييي ،لضييمان كفايتهييا ،الت ييل بالتقنيييات التمن ل جييي الحديثيي -بمييا فيهييا
مجاوت ردخل الذكاح او تشرافي للخبراح او تراريجيين ،والمتمثل فيي درا يارهم المسيتقبلي
.-حيث أن امت ك التمن ل جيا والتحمم اإليجابي في أدوارها ي يد فيي ال قيت الحيالي ،الدعامي
اه ا ي التي يق م عليها صرح التنمي ،وينبني عليها أ مجتمع يرن رحقيق اايارها.
التمن ل جيا ،بشمل عام ،هي صيرورة شامل رتأ يس عليى رطبييق ال لي م والم يارف الجدييدة
بطريق منظم ومنهجي فيي مجياوت مختلفي .وجليك ،بغيي رحقييق أايرا عيدة ،جات كفايي
عملي للفرد والمجتمع.
فالتمن ل جيييا ،ميين خ ي ل جلييك ،هييي او ييتخدام اهنجييع للم رف ي ال لمي ي وضييب ممار ييارها
ال ملي ،أ رط ي ها بغاي خدم اإلنسان والرفع من قدراره .وبالتيالي ،رحقييق أ يس رفاهيتيه
وا دهاره.
في هذا الصدد ،ربر التمن ل جيا التنم ي – أ الرفع من مست يات إدراك المسا ل التنم يي -
،باعتبارهييا التصييميم المفميير بييه ل جييراحات المفيلي بتسييريع وريييرة فييرص النجيياح للتجييار
التنم ي المتن ع .
على هذا اه اس ،يممن ر ريف "التمن ل جيا التنم ي " ،بم نها اريق منهجي للتفمير رتطليع
إلى وضع الحل ل الم اري للمشاكل المت لق بالمسأل التنم ي .وهي أداة علمي وعمليي لج يل
الفييرد أو الجماع ي يحققييان الغايييات التنم ي ي المرج ي ة ،فييي إاييار عقلن ي مت اصييل و ييتخدام
اإلدراكيييات والتقنييييات والم يييارف والرهانيييات ،مييين أجيييل اإلشيييباع المسيييتمر و"المسيييتدام"
للحاجات التنم ي للفرد والجماع .
هنا ،يممين الحيديث عين اوختيراع التمن لي جي "التنمي " .وهي كميل اختيراع ،ي تبير فميرة
جديدة رجد رطبيقها في أر ال اقع ورنسخ ما قبلها من أفمار .وفي ع قته بالتنمي ،فإن هذا
النم من اوختراعات ،يشمل كل ميا ليه صيل بالتنميي فيي شيتى رجليارهيا .فالطاقي "النظيفي "
واوقتصيياد اهخضيير والمييدارس اإليم ل جيي واإليم ل جيييا اوجتماعيي والتنميي المسييتدام
...كلها نماج من اوختراعات التمن ل جي "التنم ي ".
ورهدف اوختراعات التمن ل جي "التنم ي " ،بشمل عام ،إلى دعم قدرات المؤ سيات الفاعلي
في الحقل التنم ،بص رة مستمرة ،لغاي مجابه يا ر التحي وت اوجتماعيي واوقتصيادي
التي يفرضها ريار ال لم الجارف.
21
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
في الحقيق ،رحتل ا تراريجي اوختراع التمن لي جي "التنمي " مميان الرييادة والصيدارة فيي
لم او تراريجيات التنم ي كمل .فبدون الت ل با تراريجي من هذا القبيل ،ربقيى المسيارات
التنم ي م رض للهشاش على مسيت ى بنيارهيا التم ينيي ،مميا يضي ف ،بالتيالي ،مين ف اليتهيا
وكفايتها.
رحتيييا أ ا يييتراريجي رنم يييي إليييى الت يييل بيييأدوات التمن ل جييييا المتطييي رة –خاصييي منهيييا
الرقمي ي ،-بالشييمل الييذ ينسييجم ويييت حم مييع هييذه او ييتراريجي ،ويخلييق الفييرص المت ييددة
لتط رهييا ونم هييا المسييتدام .وهيي اهميير ،الييذ يييتم ،ميين خيي ل اوعتميياد علييى جمليي ميين
المؤشييرات التمن ل جيي ال الميي ،يبقييى ميين أبر هييا مييا ي ييرف بمؤشيير التمن ل جيييا كمؤشيير
فرعي رابع لمؤشر رنافسي النم ( .Growth Competitivenes Index (GCIومين أهيم
ركا ز هذا المؤشر -مؤشرات فرعي ،-والذ يهتم ،باه ياس ،بمسيت يات رطي ر التمن ل جييا
للدول المختلف ،نجد :مؤشر اإلبداع التمن ل جي أو عامل اوبتمار ،مؤشر نقل التمن ل جييا،
مؤشر رمن ل جيا الم ل مات واورصال . ICT
-اإليداع
يجسد اإلبداع على مست ى او تراريجي التنم ي منطلقا ً من منطلقات رنافس المجتم يات فيي
ال قت اليراهن ،بحميم ربلي ره كأ ياس قيميي لتثميين الثي رة الم رفيي والتمن ل جيي والرقميي ،
وباعتباره منبع ر يسي للتقدم التنم الخ ق والتف ق او تراريجي المستدام ،ومصدر حي
للرفع من مست يات القيم المضاف وقتصاديات الدول.
فاإلبداع ،يتناول ،وفق هذا التحديد ،مجريات التحي ل مين النمي إليى التنميي .فيالنم ،كمقاربي
محا بتي صرف ،خاص بخلق ورقا م الثروة وما يررب بها من قيمي مضياف ،يطيرح ،عليى
الييدوام ،أ ييئل كبييرى حي ل فييرص نجاحييه ورطي ره .وجلييك كلييه ،يييتم فييي ييبيل إيجيياد الصيييئ
الضروري لتح ل النم نح التنمي .30هذه اهخيرة ،رج ل من اإلبداع مؤشراً من مؤشرات
30
Gisèle Béjot,« La croissance économique et le développement» , ) Dijon : Educagri éditions
,2008 (, p.7.
22
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
الرفيييع مييين حمامتهيييا– كفايتهيييا وف اليتهيييا . -ولييين يتيييأرى لهيييا ال صييي ل إليييى جليييك ،إو بر يييم
ا ييتراريجيات حقيقي ي ،مبدع ي فييي رص ي رارها وجريئي فييي رؤاهييا ،رنبنييي ،بالضييرورة ،علييى
رفمير ا تراريجي عميق وب يد المدى.
هنا ،نجد أن التفمير او تراريجي ،ه رفمير افتراقيي أو رباعيد ، Divergentلم نيه ي تميد
اإلبداع واوبتمار في البحيث عين أفميار جدييدة أو يمتشيف رطبيقيات مسيتحدث لم رفي يابق .
وه لذلك ،يحتا إلى قدرات ف ق ال ادي للتخيل والتص ر وإدراك م اني اهشياح والمفياهيم
وع قارها.31
إن اإلبييداع ك نصيير ميين عناصيير او ييتراريجي التنم ي ي ،ي مييل ،أ ا يا ً ،عل يى مسيياعدة هييذه
او تراريجي على ر م يا ات ب يدة اهمد بخص ص البرام" التنم ي .
ويفتر اإلبداع إي ح ال ناي ال م بمل ال امل المساهم فيي إنتيا الم يارف والتقنييات،
والتي بإممانها أن ررفع من المردودي التنم ي للدول.
اإلبداع والخلق والتجديد واوبتمار كلها عناصير مين اههميي بمميان ،لليدفع بالمجتم يات نحي
مدار الرقي والتط ر وإراح أ س رقدمها ورف قها .وهي ال ناصر المفيل بتمثيف مساهمات
المؤ سات المختلف في ضمان رنافسي أفضل للبرام" التنم ي المقترح ،مع رط ير دعامات
رحفيز نشااات اهفراد والجماعات ،من منطلق ر فير ركيا ز التمن ل جييا الحديثي -أو اليذكاح
اوصيطناعي -ورشيجيع أ يس البحيث ال لميي – خاصي فيي المجياوت الجدييدة ،مين قبييل،
اإلع ميات والشبمات الرقمي والطاقات المتجددة -ور ايد كفاي اوبتمار.
إنه ،وبالنظر لألهمي المركزيي التيي رحظيى بهيا هيذه ال ناصير عليى مسيت ى ربلي ر ورطي ر
او ييتراريجي التنم ييي ،يبييدو ،لزومييا ً ،ريي فير الظييروف الم ارييي لتر ييخها اإليجييابي داخييل
منظ م الف ل التنم الرا د.
وعليييى ضييي ح جليييك ،يممييين التأكييييد عليييى أن ثيييروة اهميييم الحاليييي رقييياس بمنجزارهيييا ال لميييي
ومبتمرارها التقني ورراكمارها الم رفي .اهمر الذ يست جب ال مل ،وبا يتمرار ،عليى إيجياد
قن ي ات يييتم عبرهييا دعييم اوبتمييارات ال لمي ي والتمن ل جي ي ورح يييل مخرجارهييا إلييى مشيياريع
ناجح .وه ما يممن أن يتم ،أ ا ا ً ،من خ ل ميا يممين أن نسيميه "حاضينات اوبتميار"،
والتييي رشييتغل ،وفييق إاييار مؤ سيياري ،علييى ر ي فير كييل ع امييل الجييذ والتحفيييز لألفمييار
والطم حات جات الصل بالخلق واوبتمار ،ومنها على بيل المثال ،الحاضنات التمن ل جيي
الم ج دة في مراكز البحث ال لمي والمؤ سات الجام ي .وهي الحاضنات المفيلي بمسياعدة
-التشريع
ي تبييير التشيييريع مييين ال ناصييير اه ا يييي ل يييتراريجي التنم يييي .وهييي مييين ال اميييل ايييير
اوقتصييادي ،التييي ينبغييي أخييذها ب ييين اوعتبييار ،عنييد التفمييير فييي حييل المشيياكل اوقتص يادي
المطروح .
في هذا الجانب ،رت لى الدول -ممثل في مؤ ستها التشري ي -رقنيين اوقتصياد ور جيهيه ،مين
خي ل وضيع قي انين–رتسيم بيالج دة والمفايي ،-كفيلي بتنشيي ديناميي او يتثمارات .وهي مييا
يبيير ،عبيير يين جمل ي ميين اإلجييراحات الداعم ي ،ميين قبيييل :اإلعفيياحات الجبا ي ي ،اإلعان يات
الماليييي ومختليييف التشيييجي ات والمحفيييزات ،...والتيييي رسيييتهدف رحرييييك دعاميييات النشييياا
اوقتصاد كمل.
ويفتر مبدأ التشريع في او تراريجي التنم ي الحرص على ربني ،وبصف مستمرة،
أ اليب قان ني مستحدث أو ما يممن أن نسميه "رقنيات التجديد القان ني" ،من خ ل
صياا ق انين جديدة ،32ر اكب الف ل التنم ور فر ضمانات ممار ته الممار الفضلى،
32نرى في هذا الشأن ،وبخص ص التشريع المغربي ،ضرورة القيام بالتجديد القان ني -وه اهمر المطل ،بإلحاح
شديد ،في ال قت الراهن على مست ى ق انين م ين ،-بحيث يساهم هذا التجديد في الرفع من الدعامات اإليجابي للف ل
التنم بالمغر .وه ما يممن أن يبر عبر ق انين عديدة ،من قبيل الظهير الشريف لـ 13أاسطس 1913المت لق
بالتحفيظ ال قار ،الظهير الشريف ل 27أبريل 1919المت لق بأراضي الجم ع ،الظهير الشريف ل 15ن نبر 1958
اوقتصار على مقارب المت لق بتنظيم حق رأ يس الجم يات ...وجلك ،عبر القيام بمراج شامل لهذه الق انين ع
24
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
مع مراعاة مختلف التحديات المطروح على مست ى هذه اهخيرة .المسأل ،التي بإممانها،
رحقيق التنمي المنش دة ،وفق أب اد ر لي أهمي بالغ للجانب القان ني -ربسي المساار
ور حيدها ،إر اح نظام قان ني للتحفيزات الضريبي ،-...وكذا الجانب القضا ي -الفصل في
النزاعات ،ردع ظ اهر الفساد من رش ة وادر وإثراح ب بب-...
فا ليات القان ني ،إن هي قامت على الم اكب والمصاحب المستمررين لل ملي التنم ي ،من
شأنها خلق وض ي منا ب ،بإممانها الرفع من اإلنتاجي وضب التنافسي .
كما أن اهداح القان ني الف يال ،هي اليذ يقي م عليى عناصير ،رتجسيد ،عليى وجيه الخصي ص
في :عصرن اإلواليات القان ني ،رأهيل التر ان التشري ي ،الدعم القان ني للخدمات ،البناح
القان ني للمؤ سيات ،ر حييد ورجمييع القي انين التيي ييتم ينها فيي ميدونات ،م ييرة مخرجيات
الق انين ...فال صر الحالي ،يستدعي وضع ا تراريجي رنم ي خاص بإعادة إن ياش ورطي ير
القطاعات المنتج ،لم احم رغيرات واقع اوقتصاد ال المي الجديد فيي يياق ال لمي ،والتيي
رست جب ضرورة ر فير ليات قان ني ومؤ ساري ،مت لق باههداف التنم ي ،من المفرو
على أ مجتمع من المجتم ات الس ي الدا م نح رحقيقها-من حيث الصياا والتنفيذ والتتبع-
والتفمييير فييي خلييق الظييروف الم ارييي إلنتييا ال قييع اإليجييابي لهييذه اههييداف علييى اهفييراد
والجماعات.
التشريع "التنم " الجييد ،إجاً هي اليذ يتي خى اإل يهام الف يال فيي إيجياد محفيزات التماميل
التنم .ومن ثم ،رن ييع اختييارات المسيارات التنم يي ،وج لهيا ،قيادرة ،بالتيالي ،عليى خليق
ديناميميييي شيييامل داخيييل السييييرورة التنم يييي ،ميييع الت زييييز المت اصيييل إلجيييراحات م اجهييي
اوخت وت المرص دة على ص يد ارا ق اشتغال هذه السيرورة.
–التنظيم
التنظيم ك نصر من عناصر او تراريجي التنم ي ،وك احد من ال اميل الهامي فيي ييرورة
اإلنتا – من وجه نظير اوقتصياد وعيالم اوجتمياع اهمريميي ج ييف شي مبيتر ،-يبير
في كل أب ياد إدارة الف يل التنمي والمم نيات المرربطي بيه ،حييث ي ميل التنظييم عليى ري فير
اهرضي المنا ب لتحقيق المشاريع والمنجزات التنم ي .
التنظيم ،وفق هذا السياق ،يج ل من التفمير او تراريجي منطلقا ً ر يسيا ً لت زيز قدراريه .وهي
التفمييير ،الييذ ي ييد فييي عمقييه رفميييراً منظميا ً ،Systematic Thinkingباعتميياده الرؤي ي
اإلص ح الجز ي-عبر التغيير والتتميم ،من خ ل ورود عبارة "اير ورمم" ،-بما ي اكب ،من جه أولى ،رحديات
ال صر الحالي ،وفق قاعدة "رغير اهحمام لتغير اه مان" .ويساهم ،من جه ثاني ،في الرفع من مقدرات الف ل التنم
بالمغر .فالتجديد القان ني ،في نهاي المطاف ،ه م احم الق انين مع متطلبات ال اقع واو تجاب لضرورات التممين
اإليجابي والف ال لفرص رط ير ورنمي هذا ال اقع ،بما يخدم مصلح الفرد والمجتمع.
25
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
الشم لي لل الم المحي ولربطه اهجزاح فيي كلهيا المنيتظم وونط قيه مين الملييات فيي رحليليه
للظ اهر وفهمه لألحداث.
هذا التنظيم ،ومن أجل الدفاع عن مق مات رأثيره ورأثره ،االبا ً ،ما ينمي أب اده المتشابم ،من
خ ل ر له بالتفمير او تراريجي ،كتفمير مت دد الرؤى والزواييا ،يتطليب النظير إليى اهميام
في فهمه للماضي ويتبنى النظر من اهعلى لفهم ما ه أ فل وي ظف او تدول التجرييد
Abstractلفهيم مييا هي كليي ويلجيأ للتحليييل التشخيصيي Diagnosticلفهييم حقيقي اهشييياح
ب اق ي .ومثلما يم ن للخيال وللحدس دوره في ارح اهفمار التط يري السابق لزمنها ،فإنيه
ي ظف اه اليب الممي ولغ اهرقام وقي انين السيببي واوايراد فيي فهيم المتغييرات المسيتقل
والمتاب في ع قات اهشياح مع ب ضها .33
ويستلزم التنظيم ،عبر جلك ،رط ير ال ظا ف الخاص بمؤ سات الحمام ،بأنمااها المختلف -
الت جيهي والتنظيمي والتقييمي والتق يمي .-
هييذا التط ي ير ،يصييب ،مييع مييرور ال قييت قييادر ،ب ض ي ح ودق ي ،علييى ضييمان نجاع ي الف ييل
التنم .وجليك ميا يتحقيق ،مين خي ل حرصيه الشيديد عليى خدمي أايرا هيذا الف يل ،عبير
رسهيل اإلجراحات وربسي المساار ،الت جييل بدرا ي ملفيات او يتثمار ،البيت اإليجيابي فيي
اهجون والرخص اإلداري ،رحسيين وظا فيي المرافيق ال م ميي ،ر زييز البنييات التحتيي ،مين
ارق وم انئ ومطارات ...بنياح عليى جليك ،يل يب التنظييم دوراً و يسيتهان بيه فيي الرفيع مين
مردودي الف ل التنم .وه ما يتجلى في مساهمته عليى صي يد المسيت يات التاليي - :
إثراح المضم ن "المستدام" لألنشط المرربط بالف ل التنمي :اجتماعييا ً ،اقتصياديا ً ،ثقافييا ً،
يا يا ً ،بيئيا ً ...؛
– مؤ سيات الدولي ،اإلدارات ،المقياووت، -دعم النسق اإلنتياجي لمم نيات الف يل التنمي
الجم يات ،ال ا ت- ...؛
-رط ير وحدات اشتغال كل التدفقات المسياعدة عليى رحقييق اإلنجيا ال يالي للف يل التنمي
وضمان إدماجه في يرورة المجتمع المنجز؛
-ارح المشاريع التنم ي ،وفق رص رات منهجيي ومق ميات رنظيميي ،رميرس رييادة الف يل
التنم .
هذه المست يات ،رج ل من ابي ي او يتراريجي التنم يي ابي ي مركبي ،رتي خى فيي عمقهيا،
عبر التنظيم ،ك نصر من عناصيرها الج هريي ،بلي رة يا يات جدييدة ،ب ييدة الميدى ،ريدعم
اإلممان التنم ور جهه نح المزيد من التحفيز والتط ير ور فير إنتاجي أكبر وأكثر كفاي .
وجليك ،شيريط وضيع اإلجييراحات ال مليي المفيلي بتيدارك م قييات التنميي ،والتصيد لحالي
-2المخ ط التنموي
التخطي ه عملي ا تشرافي ررن وضع رص رات محددة لبرام" ومشاريع مستقبلي رحقيق
متطلبييات اهفييراد والجماعييات والمؤ سييات ورضييمن أ ييس النجاع ي والف الي ي والمفاي ي لم يل
مم ي ن ميين مم نييات هييذه ال ملي ي او تشييرافي .فييالتخطي أداة ا ييتراريجي لتحقيييق اههييداف
اإليجابي للمؤ سات المختلف والرفع من قدرارها التمميني .
التخطييي التنم ي ه ي ،باه يياس ،رخطييي ا ييتراريجي . Planning Strategicوه ي كييل
عملييي شيييامل ،رتييي خى رحقييييق اههيييداف ،وفيييق رؤيييي ا يييتراريجي ب ييييدة الميييدى للمنظميييات
المختلف ،المشتغل في الحقل التنم ،وخليق الم احميات الضيروري بيين نشيااارها المت يددة
وم اردها المتاح ،ميع القييام بصيف مسيتمرة ودوريي بخطي ات لتحلييل ال ضيع الحيالي لهيذه
المنظمات ،ورقييم نتا " مدخ رها ودرا ثارها المررقبي عليى الفئيات المسيتهدف مين عمليي
التخطي التنم او تراريجي.
التخطييي التنم ي بهييذا الم نييى ،يبنييي دعامارييه علييى مم نييات ث ث ي :المييدخ ت ،الخط ي
الغايات .كما أن اشتغاله يتم وفق مسيت يات ث ثي :المسيت ى النسيقي ،مسيت ى وحيدات الف يل
التنم ،المست ى ال ظيفي.
34
Anthony Taylor, "What is the Strategic Planning Process?"ٍ ،SME.
https://www.smestrategy.net/blog/what-is-the-strategic-planning-process.
27
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ويشييمل التخطييي او ييتراريجي ،عبيير التحديييد السييابق ،المنظميي كمييل .ويتيي خى فييي جلييك،
ال ق ف ،وبدق ،على مست يات اهداح ال يام للمنظمي ،وم رفي كفايي وف اليي اشيتغالها ،وفيق
ررابطات م ين مع باقي المنظمات.
ويس ى التخطي التنم ،باعتباره رخطي ا تراريجي ،فيي كنهيه ،إليى م رفي أداح المنظمي
المشييتغل فييي الميييدان التنم ي فييي المنظيي ر الزمنييي ،ميين خيي ل أب يياده الث ثيي :القريييب،
والب يد ،مع التركيز عليى رحدييد الت جهيات المبيرى للهيدف ال يام للمنظمي ،وضيب المت
اايارها المأم ل ،وفق منطق رسلسلي مين اهول ييات ،واإلبيداع الخي ق ،المحميم والمت اصيل
لطرا ق رحقيقها.
نجد :المدخ ت ،الخط ،الغايات. من أبر مم نات التخطي التنم
المدخالت
كيل مين الم طييات والقييم والسيمات رشمل المدخ ت كمم ن مين مم نيات التخطيي التنمي
الفريدة.
فبخص ص الم طيات ،فإنها ربر في عملي رجميع الم ل مات المت لق بالمخططيات التنم يي
السييابق وال مييل علييى مييت اإليجييابي منهييا ،والقيييام با ييتقراح او ييتبيانات الضييروري ،بغي ي
ال ص ل إلى رحليل م ض عي خاص بها ،وجمع الم طيات من اهجهزة المسيرة للمنظم ،
مع الحرص الشديد على ردقيقها ورنقحيها المستمرين.
أما القيم ،فالمقص د بها على مست ى التخطي التنم مجم ع الممار ات التي رتم في ياق
أنماا التنمي المختلف .وهي القيم ،التي ينبغي أن رنغرس فيي كييان ال ياملين داخيل المنظمي ،
ميين أجييل رج يييد ف ييل التييدبير بشييمل عييام ،والف ييل التنم ي بشييمل خيياص ،ومنهييا الشييفافي
والمسييؤولي والتخليييق والمسيياواة ...كقيييم م ياري ي قابل ي للتطبيييق اإليجييابي .وبالتييالي ،يمميين
الق ل ،أن من شيأن ربنيي هيذه القييم فيي دوالييب المنظمي التمميين السيلس والميرن مين رحقييق
ر التها .مع اهخذ ب ين اوعتبار ،ك ن التخطي التنم كتخطيي ا يتراريجي يل يب ،وعبير
هذه القيم ،دوراً مح ريا ً في رحقيق الت ا ن المطل بين المدى القصير والمدى الط يل ه
ا تراريجي .35
35
Paul Carlson ,«The Long and Short of Strategic Planning » ,The Journal of Business
Strategy, May/June1990.
28
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وفيما يت ليق بالسيمات الفرييدة ،ب صيفها مين مشيتم ت الميدخ ت ،فهيي الخصيا ص الممييزة
التي رتسم بها أ منظم من المنظمات ،في إاار رباين أو اخت ف مع باقي المنظمات ،أ ما
يميز المنظم عن ايرها من المنظمات المشابه لها .36ورشمل السمات الفرييدة عناصير دفيع
إيجابي وحقيقي نح المزيد من النجاعي والمفايي ،عليى مسيت ى أداح المنظمي ،بالشيمل اليذ
يج لها منظم ريادي بامتيا .
وعلى ض ح ميا يلف ،رتجليى أهميي ممي ن الميدخ ت فيي اعتبيارين اثنيين :يشيمل اوعتبيار
اهول ،رحليل البيئ الخارجي التي رشتغل في دواخلها المنظم – أ كل ما رت امل به المنظم
خار إاار نشااها ،والذ يؤثر عليهيا بطريقي مباشيرة أو ايير مباشيرة ،-والسيياق المحيي
بها :مؤ ساريا ً ،ثقافيا ً ،اجتماعيا ً ،اقتصياديا ً ،رمن ل جييا ً وقان نييا ً ، ...فيي حيين ينظير اوعتبيار
الثيياني ،إلييى ال امييل الداخلي ي المتحمم ي فييي رط ي ر بني ي اشييتغال المنظم ي -والمقص ي د ب يذلك
درا أداح جميع اهنشط داخل المنظم ورحديد مجياوت القي ة والضي ف بهيا ، -مين حييث
م رف قيمها والسمات الفريدة المميزة لها ودرا أوضياعها الحاليي والمسيتقبلي واإلممانيات
التييي رمتلمهييا وقييدرارها التنافسييي والفييرص المتاح ي أمامهييا فييي ع قتهييا الترابطي ي م يع بيياقي
المنظمات واإلكراهات التي من المممن أن ر ترضها واقتراح بل رجاو ها.
همذا ،ي تبر رحليل البيئ التي ر يشها المنظم في الماضي والحاضر بتفاصيلها المختلف ،من
أهم المراحل في بناح خطتها او تراريجي ،هن هذا التحلييل ،ميا هي إو أداة إلجيراح مراج ي
شامل هح ال المنظم والظروف التي ر مل فيها وكشف القضايا الر يسي لنشيااارها ،والتيي
لها صل وثيق في رحديد نجاح المنظم أو فشلها.
36
"Nancy D. Olsen and Howard W. Olsen." Elements of a Strategic Plan
،https://onstrategyhq.com/wp-content/uploads/2010/01/Elements-of-a-Strategic-Plan-Article-
in-Ledger-Winter-09.pdf
29
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وحييث أن بيئي المنظمي رحتي عليى ر قييدات ومتغييرات عديييدة ورحممهيا يا يات وق اعييد
عميل وأ ياليب رنظيميي ،فيإن رحلييل كيل هيذه المفاصيل يج يل المنظمي قيادرة عليى رشيخيص
الق من الض يف من ليات عملها .وبذلك ،رستطيع ر ظيف النافع والميفح منهيا فيي عملهيا
القييادم ورجنيييب أو ا ييتب اد اه ييياليب أو ا ليييات التيييي لييم ر يييد رتنا ييب ميييع رطيي ر المنظمييي
ور جهارها المستقبلي .37
هنييا ،رتبل ي ر مجم عيي ميين القيييم الج هري ي ،والتييي رتفاعييل داخييل فضيياحات ث ث ي :البيئيي
الخارجي ال ام والبيئ الداخلي -ع وة على اه اق . -وهي الفضاحات الهام ،التي رتحدد
من منطلق رراكم ع امل ون ار" أ رخطي ا تراريجي.38
ومن شأن دق الم طيات وإيجابي القييم وكفايي السيمات الفرييدة المت لقي بممي ن المخرجيات،
ووفق اوعتبارين السابقين ،أن رضمن ريادة ف يل المنظمي ،ومسياعدرها عليى إنجياح خططهيا
او يتراريجي –خاصي التنم يي منهييا .-وجليك ،مين خي ل رييرجي فرضيي ربنيي أ يس القييرار
او تراريجي الصا ب.
-الخ ط
من الناحي النظري ،على المخط التنم ،أن ينبني على مجم ع من الخط التيي رتيداخل
ورتمامل فيما بينها ،من أجل ضمان مؤشرات نجاحه ورحقيق اههيداف المت خياة منيه كصييغ
من صيئ اوررقاح او تراريجي بالرؤى والتصي رات المرربطي بيه .ومين أبير هيذه الخطي ،
نجد أ ا ا ً :
خ ةةة الاةةياغة واإلعةةدا :والمييراد بهييذا المم ي ن ،ه ي وضييع رص ي رات م ين ي بخص ي ص
المخط ي التنم ي المنش ي د .وهييي التص ي رات ،التييي رتأ ييس فييي ييياقها كييل أب يياد المنطييق
الشم لي للتنمي ،مما ير م ،ووفق منهجي ا تشرافي رصيين ،الميفيي النم ججيي -أو بم نيى
خر نم ج مثال ،-القمين بخلق نم رنم منصيف ومسيتدام .والم حيظ أن هيذا الينم مين
الخط ي ،وفييي إاييار ميين المسييؤولي الغا ي ي – الجماعي ي والمشييترك ،-يتطلييب جه ي د كبيييرة
وخبييرات متراكمي وم رفي وا ي بظييروف المؤ سي – هنييا نقصييد المؤ سي المشييتغل فييي
41مجم عي ميؤلفين "،رنفيييذ او يتراريجي :حلي ل ميين الخبيراح لتحييديات الحيياة الي ميي " ،ررجمي الحيارث النبهييان ،ا( 1
:ال بيمان ، ) 2015 ،ص ص . 52-51 الريا
31
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وكنتيج لذلك ،الحرص على القيام بالتصحيحات ال م ،فيما يت لق باوخت وت التي يممين
أن رظهيير خي ل مرحلي التنفيييذ علييى وجييه الخصي ص .وعلييى ضي ح جلييك ،يييتم ربنييي خطي
و تدراك كل اخت ل محتمل .فالتقييم هنا – والمقص د به رقييم البيانات والم طييات التيي ريم
ا تخدامها أو اوشتغال عليها والبرام" التي رم رنفيذها والمشياريع التيي ريم إنجا هيا ،-عبيارة
عن قياس ورقرير نها ي عما رم بالف ل .والخط ة اهوليى فيي التقيييم ،هيي رحدييد ميا اليذ ييتم
قيا ه ،مع التشديد على كيفي رقييم الفاعلي ( ال ق بين المدخ ت والمخرجات) حتى و ييتم
إهمال رأثير البرام" -أو البيانات ،أو الم طيات أو المشاريع.-أما التقييم النها ي ،في ني مدى
رحقق التغيرات المنش دة لما يتفيق ميع وجهي النظير اهخ قيي واوجتماعيي .وبيذلك يشيمل
التقييم ث ث مجاوت :المخرجات والنتا " والتأثير.42
وبخص ص التق يم ،فه يبر باعتباره الغاي التيي ييتم التطليع إليى رحقيقهيا مين جيراح عمليي
التقييم ،والمتمثل في الت ديل والتصحي والتحسين.43
خ ة التواصن :وهي الخط التي رت خى رر يخ ف ل اإلدراك أو او تي ا للمسأل التنم ي
كمل ،من حييث ر ضيي أب ادهيا ورجليارهيا ور مييق الفهيم التيام ليدى فرييق المنظمي بأهيدافها
او تراريجي ،مع رحديد اهول يات وارا ق او تجاب لمختلف اوحتياجات المطروح عليى
صي يد الف ييل التنمي ،ي اح بالنسييب لألشييخاص أو بالنسييب للجماعييات .والت اصييل كمهييارة
ف الييييي ييييييتم الت يييييل بهيييييا عليييييى مسيييييت ى السييييييرورة التنم يييييي المتحركييييي هييييي اهداة
الم ياريي /المرج ي ي المبييرى التييي ر ضي فييي عمقهييا ،وبشييمل جلييي ،ارا ييق إعييداد ورنفي يذ
ورقييييم ورقي يم الخطي ،ومييا يييررب بهييا ميين قضييايا واختيييارات جات اههميي القصي ى عليى
مختلف مناحي الف ل التنم ،والتي ر د في نهاي المطياف ،بيالنفع ال مليي والملمي س عليى
او تراريجيات التنم ي المتخذة.
-الغايات
عنييد ارخيياج ا ييتراريجي ،مهمي ،قييرارات حا ييم ،يت ييين ا تحضييار علييى مسييت ى المنظمييات
44
جملييييي مييييين الغاييييييات :رحلييييييل الم طييييييات ،مناقشييييي القضيييييايا ،ا يييييتخ ص النتيييييا "...
42امي عبد ال زيز "،من الصاب ن إلى الر يس؛ التس يق اوجتماعي والسيا ي" ( ،الجيزة :دار نهض مصر للنشر
، ) 2012 ،ص.153
النجاح الجديدة ، )2001، 43عبد المريم اريب"،المفايات وا تراريجيات اكتسابها" ،ا ( 1الدار البيضاح :مطب
ص.216
44
Byron K. Simerson, op. cit. , p.27.
32
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
رتجلى في جمل من ال ناصر ،مين الغايات عم ماً ،وباعتبارها من مم نات التخطي التنم
قبيل :
الرسالة :وهي المهم الملقياة عليى عيارق المنظمي ،والتيي ،االبيا ً ،ميا ريتم فيي إايار وظيا في
خيياص ،يممنهييا ،فييي نهايي اهميير ،ميين إنجييا اههييداف المر ي م فييي رؤيتهييا او ييتراريجي .
وجلك ،ب د رحديد مساهم كل ارف من اهاراف المتدخل فيي ارخياج القيرار التنمي ،وكيذا
الفئات المستهدف بهذا القرار .في هذا الصدد ،وبد مين البحيث عين أ يس ر اجيد المنظمي فيي
حد جارها وأهدافها و بل رحقيق هذه اههداف45؛
الرؤية :رتبل ر الرؤي ،ب صفها الطم ح المأم ل رحقيقه مين ايرف المنظمي .وجليك ،خي ل
مدة مني رتراوح بين ث ث وخمس ن ات .والرؤيي ،هنيا ،هيي التصي ر ال يام ،اليذ ر ميل
أ منظم على ر م أب اده ،وفق منظ ر مستقبلي ،يجسد روح عمل الفريق .ومن ثيم ،فهيي،
ربر ،بصفتها أ اس التخطي او تراريجي؛
الهةةدا الطةةنوي :وهي الهييدف الييذ ي ضييع فييي ظييرف منييي محييدد فييي يين ،بغيي رط يييم
الهيدف الب ييد الميدى .ومين أجييل المزييد مين الضيب ،علييى الهيدف السين ،أن يمي ن واق ييا ً
وقاب ً للتحقيق والقياس ،وأن يم ن له وقت محدد46؛
45
Mission and Vision Statements", bain&company .
https://www.bain.com/insights/management-tools-mission-and-vision-statements/.
46
Dan Mccarthy, "7 Elements of a Strategic Plan"،the balance careers.
https://www.thebalancecareers.com/strategic-plan-elements-2276139.
33
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
الهةدا البعيةد المةةد :هي نتييا لتيراكم اههيداف السيين ي .وهي كهييدف ا يتراريجي ،يرصييد
رط ر التخطيي ،كميا ي يال" واييا النظير الخاصي بالرؤيي ومسيت يات رحققهيا فيي السيا يات
المختلف المتبناة من ارف ب ض مم نات الحمام من دول وقطاع خاص.
الغايييات بييذلك ،ووفييق ال ناصيير السييابق الييذكر ،رشييمل مم نييا ً هام يا ً ميين مم نييات التخطييي
التنم ،إو أنه ،وفي مجتمع المخاارة –وفق ر بير عالم اوجتمياع اهلمياني أوليريو بييك،-
ربر ،وبشمل حا م ،الرهانات أمام رحقق اايات التنمي كمل.
في هذا الشأن ،ومن أجل الضب السليم لمشتم ت التخطي التنم الرياد والف ال ،ينبغي،
وبصف ا تشرافي ،درا التحديات المطروح ورحديد المخاار المحتمل ،ميع وضيع لييات
للتخفيف من ا ثار السلبي لهذه المخاار-الما ن أو التي من المت قع أن رم ن -على المنظم .
-المطتو النطقي
ونقصد بهذا المست ى ،ما يررب ،عادة ،بطرق اشتغال المنظمات الفاعل في المجال التنمي
وكيفيات إدارة أنشطتها ومسارات رحديد الخصا ص المميزة لمل منظم على حيدة والر يا ل
الغا ي الملقاة على عارقها ،مع ضرورة ال مل على رخصيص اوشترااات المت لقي بيالم ارد
واإلممانييات .وجلييك ،فييي ظييل ف ييل رشيياركي بييين مختلييف وحييدات رنميي اهفييراد والجماعييات.
والتخطي التنم على المست ى النسقي ،يحاول ،وبشمل دا م ،اإلحاا بال ديد من عناصير
ربل ي ر ورط ي ر ف ييل المنظم ي داخييل المحييي الملييي لف ييل التنمي ي .وجلييك ميين قبيييل :الغيير
اه ا ييي للمنظم ي ،الرؤي ي او ييتراريجي الم ض ي ع ،حمام ي اهجهييزة المسيييرة للمنظميي ،
م ايير اإل نجيا ليدى الفيرد والجماعي ،رخصييص المي ارد وررشييد ا يتخدامها ،هيملي بنييات
اشتغال المنظم ...يررمز التخطي التنم ،وفق مسيارات المسيت ى النسيقي ،عليى دعاميات
ف ل ما يسمى "او يتراريجيات الم رب راريي /المليي "Corporate Strategiesوالتيي
رت لق بطرا ق اشتغال المنظم ،مع وج رحديد درجات رأثيرهيا عليى بياقي مم نيات الف يل
التنم ودرا نتا " انصهارها مع م طييات البيئي الخارجيي ،وميا يممين أن رسياهم بيه فيي
ر يع مجاوت النشاا اإلنساني كمل.
ورق م او تراريجي التنم ي ،وفيق هيذا المنظي ر ،عليى رحفييز منطلقيات الف يل التنمي ،مين
خ ل دعم التنسيق التام بين رؤ اح ال حدات او تراريجي للمنظمات المختلف ور يع فرص
اوررقييييييياح بأنشيييييييطتهم اإلنتاجيييييييي ورثميييييييين مسيييييييارات التنميييييييي فيييييييي يييييييا ر رجليارهيييييييا.
والمسؤولي اه ا ي لهذا المسيت ى النسيقي ،هيي التفميير فيي الت ظييف اهفضيل لمشيتم ت
يبل اشيتغالها ،ميع ضيب المنظم وم ساعدرها على رجاو ال قبات ال ظيفي التي قد ر تر
ارا ق ارخاج القرارات او تراريجي ال ام المحددة للف ل التنم فيي اهفيق المسيتقبلي ،مين
قبيل :اوندما والتممين والتشيارك ورحسيين كيل أب ياد اشيتغال المنظمي ورحلييل يا ر نتيا "
والب يد. هذا اوشتغال في اهمدين المت
ويممن النظر إلى التخطيي التنمي ،باعتبياره نظيام قيا م اليذات ،يتي خى ،باه ياس ،رجمييع
الم طيات الضروري الخاص باو تراريجيات التنم ي ،وأيضا ً رحديد مساهم هذه الم طيات
المجم ي فييي الزييادة علييى مسيت ى منسي النجاعي والف اليي ،فيمييا يت ليق بر ييال المنظمي
المشتغل في مجال اوررقاح التنم ،مع القيام بمل إجراحات التحليل اليدقيق لمضيامين البيئي
الداخليي المييؤثرة فييي دعامييات التنميي ،وكييذا البيئي الخارجي ي المي فرة للفييرص واإلممانييات
المتاح ،وكذلك رحديد مق مات مجابه المخاار المحتمل .
35
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
التخطي التنم النسقي عبر كل المم نات السيالف اليذكر رظهير مخرجاريه مين خي ل ربنيي
أنمييياا مت يييددة مييين او يييتراريجيات :او يييتراريجيات الغا يييي ،او يييتراريجيات ال ظيفيييي ،
او ييتراريجيات الشييم لي ،او ييتراريجيات الملي ي ،ا ييتراريجيات اشييتغال ال حييدات التنم ي ي .
وبذلك ،يممن التأكيد على أن نظام التخطي التنم وفق اهب اد الملي /النسيقي ،هي نظيام
متماميل المسيت يات ر تميل فيي كنهيه كيل مين الميدخ ت وقني ات التغذيي اإلرجاعيي المرريدة
" "Feedback channelوالمخرجات .وهي كلها مست يات متقارب اههداف بحمم أنها و
رت اني عن رحقيق متطلبات الف ل التنم المنش د.
المست ى النسقي ،ومين أجيل صيياا حقيقيي لمم نيات او يتراريجي التنم يي علييه أن يي فر
البيئ الحاضن ل ناصير اوررقياح النمي ججي بالسيا يات المتخيذة عليى الصي يد التنمي ،ميع
القيييام ،وبشييمل مسييتمر ،ب مليييات التصييحي ل خييت وت التييي قييد ررصييد فييي لحظييات منيي
م ين بخص ص ليات اشتغال المنظمات.
-المطتو الوظي ي
لمل مشروع وظيف /ر ال يرن رحقيقها ،عادة ما رساهم م ايير قيمي على رج ييد إنجا هيا
ورحسين أدا ها ،في إاار دوافع المجتميع المنجيز .The acheving societyهيذه ال ظيفي /
الر ال ر مل وفق نم م ين ،يرفع من اإلدراك المؤ ساري للتص رات او تراريجي ويج ل
منهييا رصي رات متما ييم ومتجانسي مييع أهييداف وحييدات ال مييل او ييتراريجي ،والتييي ر ي ع
مم نييات مقاربتهييا ال ظيفي ي ،بطريق ي متسيياوي ،علييى وحييدات أخييرى متفرع ي عنهييا ،رميييل،
وبشمل رلقا ي ،إلى هيمل نظررها النقديي الشيم لي رجياه ف يل المنظميات المشيتغل فيي مجيال
التخطي التنم ،وكذا ر زيز قدرارها اإلنتاجي في كل مناحي السيرورة التنم ي .
المنطلييق التنظيمييي ل حييدات ال مييل او ييتراريجي ،يتطلييب إي ي ح ال ناي ي ال م ي ل ض ي يات
اشتغال المنظم .اهمر ،الذ يج ل من التخطي او يتراريجي الي ظيفي ،مسيأل مين اههميي
بممان ،على مست ى ر م اإلاار ال ام وارح اهفمار الر يسي لت جيه هذه ال ض يات نحي
الرفع اإل يجابي من مق مات رط رها ال محدود بخص ص مختلف السيا يات المتخيذة عليى
ص يد اهنشط التنم ي .
37
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
عليه ،نجد أنفسنا ،وبغي او ترشاد المنهجيي للخطي التنم يي الرا يدة ،أميام نمطيين اثنيين
ل تراريجي ال ظيفي :ا تراريجي ال حيدات او يتراريجي واو يتراريجي المليي .ميع اهخيذ
ب ين اوعتبار ،ك ن ارا ق ا تخدام دعامات كل من او تراريجيتين ،رتني ع حسيب اهنشيط
المزمييع القيييام بهييا عليى صي يد المنظمي بييين اهنشييط المت ييددة ،والتييي رتي خى ،بالضييرورة،
ر زيز قدرات المنظم والنشاا ال احد ،الذ يهدف إلى التقدم بهيذه اهخييرة ،خطي ات مهمي
نح ال ض يات المتط رة.
وميين ثييم ،فييإن رخطييي اإلنجييا ،ه ي نمي ج حقيقييي لصييناع ال ظييا ف "الفضييلى" المت لق ي
باهنشط الر يسي للمنظم .وه اهمر ،الذ يسيت جب ضيمان اهرضيي المنا يب لممار ي
هذه اهنشط ،اح على مست ى التفمير أو التنفيذ أو التقييم.
ويت لييق هييذا المسييت ى ميين مسييت يات التخطييي التنمي ،بخلييق يا ييات للرفييع الرييياد ميين
منسييي او يييتجاب للمتطلبييييات المجتم يييي ا نيييي والملحيييي ،والخاصييي بمجييياوت التييييدبير
اوقتصاد وإدارة اهعمال .وهي المسأل ،التي من المممن جيداً رحقييق أهيدافها المأم لي ،إن
ر فرت إرادة حقيقي إلحداث التغيير ،عبر ر فير مداخل إص ح بني وعميق ،وعلى شتى
اهص دة :اوقتصاد ،اوجتماعي ،السيا ي ،الثقيافي والبيئيي ...ويممين القي ل فيي اهخيير،
أن المخطي التنمي بمم نارييه ومسييت ياره السييابق الييذكر ،هي ميين أدوات السيا ي التنم ي ي ،
والتي االبا ً ما يتحقق إنجا ها اهفضل عبر ارا ق اا ي ريادي ،من قبيل الخط والبيرام".
-3الطياسة التنموية
يمميين ر ريييف السيا ي التنم يي ،ب صييفها جييزح ميين السيا ي ال ام ي للدولي التييي لهييا ع ق ي
بقضيايا التنميي .وهييي عبيارة عيين مجم عي المبياد واههييداف والم يايير والقيييم ،التيي رحمييم
نشاا الدول رجاه عمليات رنظيم التنمي المختلف وإداررهيا ورقابتهيا ورقيييم نظمهيا وأنشيطتها،
ميين أجييل رحقيييق أفضييل النتييا " التنم ي ي المممني ،فييي إاييار النم ي ج السيا ييي واوجتميياعي
القا م .ورأري هذه السيا في ياق جمل التشري ات والق اعيد التيي رسينها الدولي لليتحمم فيي
حرك ي النشيياا التنم ي فييي المجتمييع .كمييا رتحييدد فييي مجم ع ي ميين المحييددات اوقتصييادي
واوجتماعي والسيا ي .ويممن رحقيقها في ص رة خط وبرام" ومشروعات يتم رنفيذها في
إاار ردابير وإجراحات مت ددة .47
والسيا التنم ي من منظ ر هذا التحديد ال ام ،رؤكد من جه ،على أهمي جانبها الم ييار .
وعبره كل ميا يميت لهيا بصيل ،مين أ يس وإدراكيات قيميي .ومين جهي أخيرى ،عين رر يخ
جانبها "التطبيقي" ،من خ ل جمل الممار ات ال ملي المرربط بها.
47بخيت أحمد درويو "،قيم اهخبار في الصحاف المصري في إاار السيا ات التنم ي :درا رطبيقي في الصحاف
الق مي والحزبي خ ل (،"1990-1987ر ال دكت راه ،قسم الصحاف ،كلي اإلع م ،جام القاهرة ،)1996 ،ص .68
38
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
48علي الزعبي "،السيا ات التنم ي ورحديات الحراك السيا ي في ال الم ال ربي :حال الم يت"( ،الم يت :مركز
درا ات الخلي" والجزيرة ال ربي ،ماي ، ) 2015ص . 21
39
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
الفقر واإلقصاح والهشاش والتهميو وال مل على ر زيز دعامات الرخياح المشيترك ور اييد
لبنات صرح مجتمع الرفاه.
ففيي نهايي المطيياف ،يبيدو مين الصي ب بمميان ،رحقييق هييذه اههيداف ،ميا لييم يسيتفد الجميييع،
بطريق عادل ومنصف ،من الثمار اإليجابي للتنمي .وهي المسأل التي رست جب ،وعلى نحي
مستمر ومت اصل ،التركيز على كل اهب اد الشم لي للسيا التنم ي المتب داخل الدول .
إن المشروعات والبرام" التي رس ى إليى م الجي القضيايا جات اورربياا بالتنميي ،فيي ب يدها
الشامل ،إنما رق م بذلك ،اشتراااً ،من منظ ر رابتهيا الت اقي فيي رحقييق كيل ااييات التنميي
المسييتدام ،وج لهييا ،بالتييالي ،ررفييع ميين مسييت يات اهميين اإلنسيياني لجميييع اهجيييال المت اقبي .
همذا ،وفيي إايار مين التمياهي بيين "الشيم لي " و"التنميي " ،ينبثيق مفهي م "التنميي الشيامل "،
والذ ينظر إليه باعتباره "التركيز على جميع م اان الض ف في مجتمع ما ،اح كان جلك
اقتصاديا ً أو يا يا ً أو اجتماعيياً ،ورسياهم القي ى الداخليي والخارجيي مجتم ي بتحقييق التقيدم
والتنمي في مختلف اهب اد ،وال مل على رق ي نقاا الض ف التي ر اني منها ،كما رس ى إلى
رفجير الطاقات المامن لدى اهفراد بفت أفق اوبداع واوبتمار أمامهم".49
لييذلك ،فالسيا ي التنم ي ي ،وفييي إاييار شييم لي ،ينبغييي أن يييتم ربنيهييا وفييق منطييق برااميياري
خالص باوررميا ،لييس وفقي عليى رفيع م يدوت ومؤشيرات النمي اوقتصياد ،ولمنيه مين
ال م أن رشمل أيضيا ً اوررقياح باإلمميان البشير والبنييات المجتم يي والسيا يات الحم ميي
المستقبلي .
-التكاملية
رشمل السيا التنم ي مجم عي القيرارات الصيادرة عين السيلطات واهجهيزة المختصي فيي
المجتمع لتحقيق أهدافه التنم ي .ور ض هذه القرارات مجاوت التنمي واورجاهيات الملزمي
وأ ل ال مل وأهدافه في حدود أيدي ل جي المجتمع .ويتم رنفيذ هذه السيا بر م أو وضع
خط رح عدداً من البرام" ومجم ع من المشروعات التنم ي المترابط والمتمامل .50
فالسيا التنم ي ،رت خى ،في كنهها المتمامل ،البحث عن الحل ل الم اري لتجاو الم قيات
البني ي للتنمي في المجتم ات المختلف – .وهي الم قات التي رظل ر ز با تمرار يرورة
التخلف .-وجلك ،عبر اونط ق من التمريس الف لي والف ال لتداخل أدوار الفاعلين ،والت ل
بالمقاربات جات اإلنتاجي المررف لمؤشرات التنمي ،من قبيل المقارب التماملي ،والتي ررب
" 49ال مالي ،القضيياح علييى الفقيير ورحقيييق التنميي الشييامل " ( ،الييدورة الخاصي للجني ال مييل والشييؤون اوجتماعيي ل رحيياد
اهفريقي ،وينده ك ،ناميبيا 25- 23 ،أبريل . )2014أنظر . www.au.int :
50منى عطي خزام خلييل "،ال لمي والسيا ي اوجتماعيي " ( ،اإل يمندري :الممتيب الجيام ي الحيديث ، ) 2010 ،ص
. 25
40
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
الرباا ال ثيق بين اوشترااات الضيروري للف يل التنمي واههيداف او يتراريجي المممني ،
ورجميع كل ال امل المساهم في رحسين اختيارات اهفراد والمجتم ات ،وفيق نمي ج را يد
لتدبير الم ارد المتاح .
االب يا ً ،مييا رثبييت ال ديييد م ين المحطييات فييي المسييارات التنم ي ي أهمي ي ال ق ي ف علييى رماملي ي
البرام" والمشروعات المرربط بها ،مع مراعاة كل الج انب التي رب دها عين التنياقض اليذ
من المممين أن يينقص مين كفايتهيا ،خاصي فيي ظيل يياق ال لمي ،التيي أضيحت فيي ال قيت
الحييالي ،ييييرورة متراكمييي التجييار ،والتيييي رفييير اهخيييذ ب ييين اوعتبيييار كييي ن التنميييي
المسييتدام ميين منطلييق هييذا السييياق ،ربقييى مشييروعا ً مجتم ي ياً ،يتسييم بمييل مظيياهر الضييبابي
.وهييي الم حظ ي ،التييي رسييم لنييا ،بإعييادة رركيييب أ ييئل التماملي ي والتنيياقض، والغم ي
بطريق أحادي اورجاه.51
كميا رنطي التمامليي ،ب صييفها ييم مين ييمات السيا ي التنم يي علييى عنصير ف ييال ،وهي
المت لق بالتمامل بين المشاريع المبرمج فيي يياق هيذه السيا ي .وجليك ،هنهيا أقيميت أ ا يا ً
لحل وع مشم ت المجتمع .إج ،يجب في هذا الشأن ،م اجه كيل المشيم ت المطروحي ،
بخط محمم ومتمامل ،رتصف بما يلي :
اح كانت اقتصادي أو اجتماعي أو عمراني ؛ -الشم ل ،أ رغطي جميع ج انب التنمي ،
-التييي ا ن بيييين قطاعيييات التنميييي المختلفييي ،أ اوهتميييام بميييل قطييياع بقيييدر حاجييي المجتميييع
والقطاعات اهخرى إليه؛
51
Jean –Pierre Revéret ,«Mondialisation et développement durable :complémentarité ou
contradiction ? » , Dans «La mondialisation contre le développement durable? » , Géraldine
Froger) dir. ( ,)Bruxelles :Peter Lang ,2006 (, p.21.
41
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
-التنسيق ،أ منع التداخل والتمرار والتضار بيين جهي د التنميي اوقتصيادي واوجتماعيي
وال مراني ،اح كانت حم مي أو أهلي ؛
-التفاعيل ،أ رشيجيع الت ياون المسيتمر والجياد بيين التنميي المختلفي حتيى ربيدو جهيداً واحييداً
مت ا نا ً ؛
-اهصييال ،أ الييرب بالجييذور واو ييتفادة ميين التييراث وعييدم اإلاييراق فييي الم اصييرة علييى
حسا الخبرات الماضي .52
التماملي ،رتجلى عم ما ً على مست ى السيا ي التنم يي فيي رحدييد ع اميل التيداخل القيا م بيين
أنشط هذه السيا وأهدافها .إج ،أن السيا ي التنم يي ،هيي بمثابي اه يل أو الفلسيف التيي
رتم بها عملي التنمي أو هي رحديد خط ا التحرك الج هري التي رمفل نقل المجتمع من حال
التخلف إلى حال التقدم .كما أنها الركييزة اه ا يي لتحقييق اههيداف التيي ييتم مراعارهيا عنيد
وضع الخط والمشروعات والبرام" ،وو يممين النظير إليهيا بم يزل عين اهنشيط المت يددة
والمتداخل التي رنتهيي بارخياج القيرارات الميؤثرة فيي المجتميع .وهيذه اهنشيط المتداخلي ربيدأ
أووً بصياا أهداف عام يس ى المجتمع لل ص ل إليها-وهذه هيي صيياا أهيداف السيا ي
التنم ي ي -ورسييتمر عبيير مراحييل مختلف ي حتييى يييتم ررجمتهييا فييي عييدد ميين الخط ي التفصيييلي
والبرام" جات اههداف المحددة التي يتم رنفيذها عبر شبم كبيرة من الهيئات واهجهزة.53
كما أن التماملي ،كسم من مات يا الف ل التنم ،ربر على مست ى رحدييد اههيداف
المت خيياة منهييا ،ميين خ ي ل الحييرص علييى رفييع ميين دال ي اإلممييان التنم ي ورج يييد فييرص
اوررقاح الدا م بها .وجلك ،بالشمل ،اليذ يؤهيل متخيذ القيرار التنمي عليى اختييار القيمي "
الفضلى" -ضمن مجم ع من الت ليفات الم ج دة والصيئ المممن -للسيا التنم يي ،التيي
من المفتر ،أن يم ن لها ،بالئ اهثر على الفئات المستهدف منها.
والب ييد التميياملي ،وفييق هييذا السييياق الم يييار الصييرف ،ه ي الب ييد الييذ ينبنييي علييى قاع يدة
ارساق /ا ت ف اههداف التي رصب إليها أ يا رنم ي .وجليك ،رابي مين هيذه اهخييرة،
بييالتم قع فييي منييأى عيين مشييمل المفاضييل بييين اههييداف ،فييي الحال ي التييي يم ي ن فيهييا ع يدد
اهدوات– المت ل بها من ارف السيا التنم ي -أقل من عدد اههيداف .فنسيتطيع ،حينئيذ،
ومن خ ل خيار التماملي ،ضمان رحقيق كل اههداف المأم ل من السيا التنم ي .
52فيصل محم د الغرايبه "،أب اد التنمي اوجتماعي ال ربي في ض ح التجرب اهردني "( ،عمان :دار يافا ال لمي للنشر
والت يع ، )2010 ،ص.71
53بخيت أحمد درويو ،مرجع ابق الذكر ،ص .68
42
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ميين منطلييق هييذا الب ييد المررمييز علييى قاعييدة ارسيياق /ا ييت ف اههييداف ،يبييدو ميين الضييرور
التأ ييييس لطرا يييق جدييييدة ،جات ابي ييي بني يييي ،قيييادرة عليييى رحفييييز – خليييق ع اميييل جيييذ
وا تقطا -متخذ القرار التنم والفاعلين في السيرورة التنم ي عليى حيل المشياكل التيي
قد ر تر هذه اهخيرة ،مع ر فير إواليات متن عي ونتيا " مختلفي ،فيميا يت ليق بميفييات حيل
هذه المشاكل وال مل على رجاو رب ارها السلبي ،خاصي فيي اليدول الناميي أو اليدول السيا رة
في اريق النم .
-الستدامة
يص ب إيجاد كلم واحيدة فيي اللغي ال ربيي ر ميس بدقي محتي ى الت بيير اونملييز اليذ ليه
أكثيير ميين م نييى .فملم ي " ،" Sustainableر نييي "القابييل ل ييتمراري أو الديم م ي " ،كمييا
ر ني "القابل للتحمل" ،وبالتيالي "القابيل ل يتمرار" .ورقيارير برنيام" اهميم المتحيدة للتنميي
المت لق بالتنمي البشري رست مل ،في ررجمتها إلى اللغ ال ربي ،ر بير "التنمي المستدام "،
ويممن أيضا ً ،في اللغ ال ربي ،أن نلجأ إلى كلم "الدعم" للت بير عن م اني المفه م".54
ونقصييد "او يييتدام " فيييي أدبييييات التنميييي او يييتفادة المسيييتمرة والمت اصيييل بيييين اهجييييال
المت حق من ف ا د التنمي المختلف .
او تدام بذلك ،هي رلبي حاجيات الجيل الحيالي دون المسياس بحاجييات اهجييال المقبلي فيي
ظل التق يد لسيا رنم ي مستديم .ور ني ،او تدام ،ك نصر من ال ناصر التي يق م عليها
نه" التنمي البشري المستدام -حسب رحديد رقرير التنمي البشري ال المي ل ام - 1995عدم
إلحاق الضرر باهجييال القادمي ،ي اح بسيبب ا يتنزاف المي ارد الطبي يي ورل ييث البيئي أو
بسبب الدي ن ال ام التي رحمل عبئها اهجيال ال حق أو بسبب عدم اوكتراث بتنمي الم ارد
البشري .مما يخلق ظروفا ً ص ب في المستقبل ،نتيج خيارات الحاضر.55
ورام أن مسارات السيا التنم ي –التي ررن رحقيق النم المستدام -هي مسارات مت يددة،
فإن الغايي الحقيقيي مين مجميل هيذه المسيارات هي ر جييه التنميي الت جييه اه يلم نحي خدمي
مختلف شرا المجتمع للدرج التي رصب م ها السيا التنم ي هي جملي القيرارات التيي
رتضيييمن ارجاهيييات منظمييي ومجييياوت وارقيييا ً واجيييب ا يييتخدامها لتحدييييد اههيييداف التنم يييي
للمجتمع ،أو أنها نتا التفمير المنظم اليذ ي جيه الخطي والبيرام" التنم يي ،حييث رنبيع رليك
54محمد كمال التاب ي " ،التنمي البشري المستدام :المفه م والمم نات" ،مجل مفاهيم اه س ال لمي للم رف ،ال دد 14
،2006 ،ص .10
55فتيحي بي حرود ،عميير بيين ييديرة " التنميي البشييري المسييتدام كلليي لتف يييل المفيياحة او ييتخدامي للمي ارد المتاح ي "،
(الملتقييى الييدولي ح ي ل التنمي ي المسييتدام والمفيياحة او ييتخدامي للم ي ارد المتاح ي ،جام ي فرحييات عبيياس ،ييطيف8- 7 ،
أبريل ، ) 2008ص.647
43
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
السيا من أيدي ل جي المجتمع ،لت بر عن أهدافه الب يدة ور ض مجاوت البرام" والخط
التنم يي ورحييدد اورجاهييات ال امي لتنظيمهيا وأدا هييا .56وهي مييا ييتم ميين خي ل السي ي -عبيير
السيا التنم ي -إلى خلق حالي مين التمياهي بيين او يتدام والدمقراي .فالسيا ي التنم يي
وفييق هييذا السييياق ،رنبثييق ب صييفها جمليي المبيياد والقييرارات التييي رت صييل إليهييا الحم ميي
والتنظيميييات والجماعيييات والقييي ى السيا يييي والمهنيييي واوجتماعيييي فيييي إايييار ديمقراايييي
وبمقتضاها رتحدد اه اليب والغايات التنم يي للمجتميع .وييتم رحدييد هيذه السيا ي ،فيي إايار
مجم ع من المحيددات اوقتصيادي واوجتماعيي والسيا يي التيي رأخيذ صي رة رشيري ي فيي
أالب اهح ال ورحقق اههداف التنم ي المبتغاة.57
ل ييتدام فييي ع قتهييا بالتنمي ي عييدة رطبيقييات ،رجييد مرج يارهييا المبييرى فييي التنزيييل السييليم
لمختلييف اهب يياد اإليجابي ي المت لق ي بالمسييارات التنم ي ي .هنييا ،نجييد أن ميين أبيير مشييتم ت
او تدام ،هناك الس ي يا ي والبيئي والتمن ل جي .والتحد المطروح ،في هيذا الشيأن،
ومن أجل فحص الخيارات المتن ع للمستقبل ،ه رحليل هذه المشتم ت ،بالطريق التيي ييتم
من خ لها إدميا كيل أب ادهيا .وعي وة عليى جليك ،فيإن الج انيب البشيري والتمن ل جيي ه
ييي اقتصيياد ،رظ يل ،ديناميميييا ً ،مترابط ي ومتراص ي .كمييا أن البنيييات الس ييي نظييام
يا ييييييي ،ر مييييييس مييييييدى التطيييييي ر التمن ليييييي جي واوقتصيييييياد ،وال مييييييس صييييييحي .58
إنه ،ولمي رصب او تدام جزحاً و محيد عنه من السيا التنم يي كمبيدأ مين مباد هيا ،و بيد
56كمال التاب ي "،علم اوجتماع اوقتصاد " ( ،القاهرة :دار النصر للنشر والت يع ، )2009،ص . 75
57محييروس محم ي د خليف ي "،السيا ي اوجتماعي ي والتخطييي فييي ال ييالم الثالييث" ( ،اإل ييمندري :دار الم رف ي الجام ي ي
، )2003،ص . 15
58
John.B.Robinson, Caroline Van Bers ,Deanna McLeod,«Life in 2030 :The Sustainable
Society Project »in «Achieving Sustainable Development» Edited by Ann Dale, John
Bridger Robinson, )Vancouver :UBC Press,1996 (, p.4.
44
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ميين القيييام بم احمي ورييراب بييين ث ثي عناصيير مت ا يي ومتداخلي فيمييا بينهييا ر ضييد ب ضييها
الب ض .وهي المتمثل :
أولا ،في ر يع قاعدة اإلنتا في إاار مراعاة اوقتصاد للمثاف السماني المتزايدة والحرص
على ر فير الفرص المممن لألجيال المت اقب ؛
ثانيا ا ،حرص كيل مم نيات الحمامي مين دولي وقطياع خياص ومجتميع ميدني والمي اان عليى
ر زيز او تقرار اوقتصاد واوجتماعي ورق ي دعامات المفاي والنجاع ؛
ثالثا ا ،وأخيراً عميل مم نيات الحمامي السيابق عليى رن ييع كيل القطاعيات اوقتصيادي ورج ييد
الخدمات اوجتماعي مع التحفيز المستمر على كل أشمال الخلق واوبتمار.
السيا التنم ي ،من خ ل جلك ،وكسيا مستدام ،رمت ق رها ال لمي وال ملي ،من مفهي م
"التنمي المستدام " أو كما يسميها الب ض ،بالتنميي القابلي ل يتدام .وهيي التيي أ سيت لهيا
كمفه م "لجن برونت ند" ،59وجلك منذ أواخر عقد الثمانينيات من القرن المنصرم.
إج ،ي تبيير أول ميين أشييار إليييه بشييمل ر ييمي هي رقرييير" مسييتقبلنا المشييترك" ،والصييادر عيين
اللجن ال المي للتنمي والبيئ عام .1987
والم حظ أنه ،ولحدود ي منا هذا ،ما ال مفه م "التنميي المسيتدام " المفهي م اهكثير التبا يا ً
في الممار ات التنم ي الدولي ،حيث لم رتممن التجيار المتراكمي مين النيزول بيه كمفهي م،
من علياح التجريد النظر إلى أشمال وأب اد عملي واضح الم الم.60
الذ يمتنف مفه م "التنمي المستدام " ،فإنه يممين القي ل ،أن فميرة هيذه ورام هذا الغم
التنمي كثيراً ما رم ر زيزها ورمريسها ،وفق مسيارات ومحطيات دوليي مختلفي ،ومين أهمهيا،
المصادق على "فمرة التنمي المستدام " ر ميا ً في مؤرمر قم اهر ،والذ عقد في "ري
د جييانيرو" عييام 1992؛ حيييث رمييت المصييادق عليهييا كفمييرة ،بشييمل ر ييمي .وجلييك ميين
منظ ي ر ،إدراك القييادة السيا يييين – فييي هييذا المييؤرمر -ههميتهييا فييي ضييمان كين ن ي ال ج ي د
البشر في ال الم بأ ره ،و يما ،وأن هؤوح القادة ،قد أخذوا ،من جه أولى ،عليى عيارقهم
مسؤولي التممين التنم لجزح كبير من يمان ال يالم ميا ال يير ح رحيت ربقي الفقير ،كميا
أخييذوا ،ميين جه ي ثاني ي ،فييي اعتبييارهم أن هنيياك رمظهييرات عييدة لتفاورييات كبيييرة فييي أنميياا
الم ي ارد التييي رسييتخدمها كييل ميين الييدول الغني ي ورلييك الفقيييرة ،ع ي وة علييى أن النظييام البيئييي
59رشييييملت هييييذه اللجنيييي بقييييرار ميييين الجم ييييي ال اميييي لألمييييم المتحييييدة فييييي ديسييييمبر ميييين عييييام ، 1983بر ا يييي "اييييرو
هييارلم برونت نييد "Gro Harlem Brundtlandر يس ي و راح النييروي" وعض ي ي ( ) 22شخصييي ميين النخييب السيا ييي
واوقتصادي الحاكم في ال الم .وجلك ،بهدف م اصل النم اوقتصاد ال المي ،دون الحاج إلى إجراح رغيرات جذريي فيي
بني النظام اوقتصاد ال المي.
60أ ام الخ لي " ،البيئ وقضايا التنمي والتصنيع .درا ات ح ل ال اقع البيئي في ال ان ال ربيي واليدول الناميي " ،عيالم
الم رف ،عدد ، 285المجلس ال اني للثقاف والفن ن وا دا ،الم يت ،شتنبر ، 2002ص .79
45
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ال المي ما فتئ ي اني من رهديدات جم وضغ ا خطيرة ،كل هذه اإلشيماوت وايرهيا كثيير
أخذت رفر ضيرورة إعيادة ر جييه النشياا اوقتصياد بطيرق م قلني ورشييدة ،بغيي رلبيي
الحاجات التنم ي الما للفقراح ومنع حدوث مخاار ،من شأنها ،أن رن مس لبا ً على البيئي
ال المي ي .وميين ثييم ،رييم رصييد خط ي ات جبييارة علييى ص ي يد صييياا ميثيياق عييالمي للحمام ي
التنم ي ،من ارف جميع الدول اح منهيا الناميي أو الصيناعي .وهي الميثياق ،اليذ ر يم
م الم عهد جديد من التنمي ،لم الج مختلف قضايا الفقر والمشاكل التي قد ر اني منها اليدول
اهقييل فقييراً ،مييع بييذل الجه ي د المضييني ،ميين أجييل يييادة ييبل النجاعي الطاقيي والبحييث عيين
الم ي ارد الف ال ي والمافي ي ،إضيياف إلييى إحييداث كييل أشييمال التح ي ل اإليم ل ي جي فييي النشيياا
اوقتصاد للتخفيف من حدة وجسام اهعباح المطروح في ال قت الحالي على كاهل البيئ .
عم م يا ً ،لقييد صيينفت الت يياريف التييي حييددت بشييأن التنمييي المسييتدام إلييى صيينفين – وهييي
الت اريف التي رحدد ،باه اس ،مجمل اايات التنمي كسيا ،-هما:
الانف األول ،تعاريف مختارة وموجزة:
وهييي الت يياريف ،التييي يطلييق عليهييا عييادة ،رسييمي "الت يياريف اهحادي ي للتنمي ي المسييتدام ".
ووفق الدووت السيميا ي ،يممن اعتبار أن هيذه الت ياريف هيي أقير للشي ارات "الصياخب "
و"الرنان " .ومن ثم ،فهي في الغالب اهعم ،رفتقد لل مق ال لمي والتحليلي .ومنها:
أ ا ي لقدرات الحمام التنم ي ال المي ؛ -التنمي المستدام ،هي راف
تمرار؛ -التنمي المستدام ،هي التنمي المتجددة والقابل ل
-التنمي المستدام ،هي رنمي اإلممانات وإراح الفرص أمام اهجيال المت اقب على مسيت ى
اهمد الب يد؛
-التنمي المستدام ،هي التنمي التي رؤكد على عقلن وررشيد الم ارد والطاقات.
الانف الثاني ،تعاريف أكثر شمولا ،ومنها:
* التعريف الستشرافي :عيرف رقريير برونت نيد -السيابق اليذكر ،-واليذ أصيدرره اللجني
الدولي للبيئ والتنمي فيي عيام ،1987ب ني ان "مسيتقبلنا المشيترك" التنميي المسيتدام ،بأنهيا
" التنميي التييي رلبييي احتياجييات الحاضيير دون أن ي يير للخطيير قييدرة اهجيييال القادمي علييي
إشباع احتياجارها".
فهذا الت ريف ،وفي إاار القراحة المسيتقبلي للتنميي ،يؤكيد عليى مسيأل اليتحمم او يتباقي فيي
الم ارد والطاقات ،-والتي ما فتئت ر اني من مظاهر الندرة والتبذير وعدم التجدد، -وج لهيا
46
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
رتم قع في منأى عن المخاار المحدقي بسيا ر أوجيه وكافي رجلييات التنميي .ومين ثيم ،ري فير
فرص التنمي الحقيقي لألجيال المت اقب .
* التعريةف اإليكةةو مؤسطةةاتي :ر يرف منظمي اهاذيي والزراعي (الفيياو) التنميي المسيتدام
(الذ رم ربنيه في عام ) 1989كما يلي":التنمي المستدام هيي إدارة وحمايي قاعيدة المي ارد
الطبي ي ور جيه التغير التقني والمؤ سي بطريق رضمن رحقيق وا تمرار إرضاح الحاجيات
البشيييري لألجييييال الحاليييي والمسيييتقبلي .إن رليييك التنميييي المسيييتدام (فيييي الزراعييي والغابيييات
والمصادر السممي ) رحمي اهر والمياه والمصادر ال راثيي النباريي والحي انيي وو رضير
بالبيئي ورتسييم بأنهييا م مي ميين الناحيي الفنيي ومنا ييب ميين الناحيي اوقتصييادي ومقب لي مين
الناحيي اوجتماعيي " .الت رييف اإليمي مؤ سياري ،ووفيق هيذه ال ناصيير ،ييج ل مين التنميي
المسييتدام ،إايياراً ف يياوً للتنميي الشييامل والمندمجي ،والتييي و يمميين أن رتحقييق رهانارهييا ،إو
بتضييافر جه ي د كييل دول ومجتم ييات ال ييالم ،وفييي ييياق اونخييراا ال ي اعي لجميييع مم نييات
الحمام ،في بناح منظ م متمامل من التنمي ال ادل والمنصف .
61
Huynh Cao Tri,op. cit,p.13.
47
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
للدول ،ونجاع رص رارها التنم يي ،مميا ييدعم فاعليي النمي ج المسيتدام اليذ رتبنياه كخييار
ا تراريجي.
ميين خ ي ل جلييك ،وعبيير كييل أب يياد الف ييل او ييتراريجي المتسييم بالتص ي رات ال ميق ي الخاص ي
بالتدبير المستدام للتنميي ،كثييراً ميا رتبلي ر مخرجيات السيا يات التنم يي المتبنياة مين ايرف
الدول في التجليات التالي :التأ يس لنم متط ر يممن من رحقييق نمي أكثير يرع ،الرفيع
مين مؤشيرات التنميي البشيري لألفيراد والمجتم يات ،مين حييث الت لييم النيافع والشيغل المنييت"
والصييح السييليم والسييمن ال ييق ،حمامي ف ييل التييدبير ال مي مي ،وضييع ق اعييد متفييق عليهييا
لتيسير او تفادة الجماعي من نم أكثر عدال وإنصاف.
وبشيييمل شيييم لي ،يممييين ال قييي ف عليييى مخرجيييات السيا ييي التنم يييي كميييا يليييي :الجدوا يييي
اإلنتاجي ،المفاي الغا ي ،ال دال الم ياري .
-الجدوائية اإلنتاجية
ر يييد الجدوا يييي اإلنتاجيييي مييين أهيييم مخرجيييات السيا ييي التنم يييي ،خاصييي عليييى المسيييت يين
اوقتصاد واوجتماعي .وه ما يبر فيي اهدوار الهامي التيي رقي م بهيا هيذه السيا ي -عبير
رجسيد دعامات ام حها المنش د -في رحريك دوالييب السييرورة التنم يي ،مين خي ل الرفيع
اإليجابي من إواليات المردودي ،والزيادة الم تبرة في القدرة التنافسي ،ور فير اوشترااات
ال مي لتطي ير التفاعيل المتمياهي بيين كيل مين البيئي الداخليي والبيئي الخارجيي ل ييتثمار،
ورحفيييز ع امييل جييذ وا ييتقطا المشيياريع او ييتراريجي جات الجييدوى الشييم لي ،ورن يييع
فرص اإلنتا في كل مجاوت الحياة اوقتصادي ،ميع ميا ييررب بهيا ،مين ضيمان أ يس ف الي
على الصي يد اوجتمياعي .وجليك كليه ،مين منظي ر اعتبيار اإلنتاجيي –ك نصير مين عناصير
التنمي البشري المستدام ، -هي مقدرة البشر على القيام بنشااات منتج وخ ق .62
ال فت أن الجدوا ي اإلنتاجي رمت الشيح المثيير مين ريمي الجدوا يي Faisabilitéفيي حيد
جارها .ولهذه اهخيرة ،حسيب ال دييد مين البياحثين المشيتغلين فيي علميي اوقتصياد واوجتمياع
والدرا ات التنم ي ،نمطين اثنين :
-جدوائيةةة الاةةف األول :أ إمماني ي إنجييا رخصيييص م ييين فييي اشييترااات رقني ي محييددة
وبم ارد كيذلك محيددة ،ميع اهخيذ ب يين اوعتبيار ،م يايير م ق لي ومضيب ا فيي م حظي
ورصد المتغيرات ال اق ،والت ل بفرضيات أ ا ي ،مين قبييل وجي د الم ل ميات المافيي
لدى الجميع ووج الخض ع التام للق اعد اوجتماعي من ارف اهفراد.63
64
Caroline Guibet Lafaye, «Justice sociale et éthique individuelle ») Québec : Les Presses de
l'Université Laval,2006 (,p. 35.
65
Ibid,p.36.
49
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
باو يتناد المنهجييي إلييى هيذا التنمييي الخيياص بالجدوا يي .وميين منظي ر ر املنيا مييع السيا ي
التنم ي ي ،ب صييفها إجييراحات متداخل ي ورييدابير متراص ي ،يسترشييد بهييا فييي اوشييتغال ،وميين
منطلق الت امل م ها كمشروع ،نجد ،من حيث المبدأ ،أن اهص ل اإلنتاجي لهيذه السيا ي ،
ربيير ،مباشييرة ،ميين خ ي ل الت ييل ،فيمييا ي ييرف فييي اإلريم ل جيييا اوقتصييادي "درا ي
الجدوا ي " أو"درا الجدوى".
همذا ،وبخص ص التركيب المت لق بدرا جدوى مشروع ميا ،يممين القي ل ،أن مين المهيام
الر يسييي لهييذه الدرا ي ،هنيياك خلييق ارا ييق للتفيياهم بييين مختلييف الفيياعلين وضييب ييياقهم
التداولي ورجميع مسالك ومباد الممار يات الفضيلى والتطليع إليى الت يل بمبيادرات ارخياج
القرار واقتراح ليات البناح المتمامل لدرا الجدوى.
وبشييمل عييام ،فدرا ي الجييدوى ،رسييم للمؤ سي بالتسيياؤل حي ل فا ييدة ورؤيي مشييروع مييا.
وهي الدرا ،التي رهدف في عمقها ،إلى إدما ،رقييم وفهم المجياوت المفييدة للمشيروع.
وبفضل درا الجدوى ،يممن أن نحدد القدرات واإلممانيات الحقيقي للمؤ س ،بغي إنجاح
مشييروع مييا .وكييذا ،مميييزات ومسيياو ،مخيياار والشييروا المسيياهم أو السييلبي ،وأيضييا ً
مقاربات رس يق المشروع ،بشمل إيجابي ،وفرضيات رحققه :رقنيياً ،قان نييا ً ورنظيمييا ً وميدى
قب له اجتماعييا ً ودرجيات ربحيه مادييا ً .وبالتيالي ،فيإن درا ي الجيدوى ،ر تبير بمثابي الحجير
اه اس لتنمي مشروع ما .66
جييدير باإلشييارة ،أن الجدوا يي اإلنتاجيي ،وب صييفها ميين مخرجييات السيا ي التنم يي ،ر مييل
ومن أجل ضمان ريادرها "اإلنتاجي " ،وفي شتى مناحي ردخ رها ،على او يت ان المت اصيل
بأدوات رحليل ورشخيص درا الجدوى ،والتي رتم في إاار علمي ا تشرافي بحت .وه ما
66
Gilles Corriveau, Valérie Larose , « Démarrer brillamment son étude de faisabilité » , dans
«Guide pratique pour étudier la faisabilité de projets » , Gilles Corriveau ) dir. ( ,
67أنظر:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A9_%D8%A7
%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9
51
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
كمييا أن م ييايير المفايي ،فييي هييذا السييياق ،ر مييل علييى رحديييد مجمييل ارا ييق اشييتغال الحسييا
النسبي لألب اد التقني وضب مختلف ال ظا ف المرربطي باإلنتاجيي أو كفايي اوقتصياد ال يام
بنمطيها :المفاي التقني وكفاي الت يع .68
فم ييايير المفاي ي ،رت ي خى بييذلك ،رحديييد اههييداف المييأم ل رحقيقهييا علييى مسييت ى المنظم يات
الفاعل ،مع وضع ال ا ل المنا ب هجرأرهيا وصييااتها فيي ق اليب /نمياج م يني ،رتجسيد،
من خ لها المضامين المبرى لما يممن أن نسميه " المفاي الغا ي ".
ويقصييد "المفاي ي الغا ي ي " ،كت بييير صييري عيين رجيياو مثبطييات مييا ي ييرف "الهشاشيي
المؤ ساري ،"La fragilité institutionnelleخط ة الدفع التلقا ي باشترااات النجاع
والف الي لدى المؤ سات المختلف -بما فيها عناصر ومم نات الحمام من دول وقطاع خاص
ومجتمع مدني-في اورجاه اهفضل اا يا ً -خاص على مست ى اهمد الط يل. -
المفاي الغا ي ،بيذلك ،هيي كفايي ديناميميي ،Efficience dynamiqueب صيفها -عميس
المفايييي السيييتاريمي ،- L'efficience statiqueالقيييدرة الخ قييي والرياديييي عليييى اإلبيييداع
واوبتمار في اههداف ،مع ضمان حسن ا تجابتها وف الي م احمتها ،وباعتبارهيا أيضيا ً الب يد
اهكثر اههمي في الم نى اوقتصاد للمفاي .69
68
Timothy J. Coelli, Dodla Sai Prasada Rao, Christopher J. O'Donnell, George Edward
Battese, «An Introduction to Efficiency and Productivity Analysis» , Second Edition ,)New
York: Springer,2005 (,p. 51.
69
Jesus Huerta de Soto, «La théorie de l'efficience dynamique»,)Paris: L'Harmattan,2017
(,p. 37.
52
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وعلى مسيت ى السيا ي التنم يي ،رتأكيد المفايي الغا يي فيي مختليف اههيداف – الغاييات-التيي
يممن أن رروم هذه السيا رحقيقها ،باعتبارها من مخرجارها اه ا ي .وهي اههداف ،التي
يت ين على متخذ القرار التنم ا تحضارها ،با تمرار ،بغي رممين بلدانهم مين ال صي ل
إلى درجات م ق ل من النم اوقتصاد -رحفيز مؤشرات الظرفي اوقتصادي ،رحسين مناخ
او ييتثمار ،الرفييع ميين نسييب النم ي ،- ...وم ين خ لهييا إر يياح منظ م ي متمامل ي ميين التنمي ي
اوجتماعيي – رج يييد الخييدمات اوجتماعيي ،بمييا فيهييا الت ليييم والحمايي اوجتماعيي والرعاي ي
الصحي -...
-العدالة المعيارية
يقصد بال دال ،في مدل لها القيميي ،جاك اولتيزام الم ييار بال ميل القيان ني وربنيي يل كيات
وفقا ً لق اعد القان ن ،اح ا تندت هذه الق اعد على الت افقات البشري أو على اوشترااات
اوجتماعي ،والمناداة بضرورة الخض ع الط عي لض اب المساواة واإلنصاف بيين اهفيراد
والجماعات.
ويؤكد ب ض المفمرين والباحثين على المفه م ال ام لل دال ،ب صفه يحيل عليى جاك التصي ر
اإلنساني المررب بها ،والذ يت خى في ج هره رحقيق-وبصيف م ياريي -التي ا ن المطلي
بين جميع أفراد ومم نات المجتمع ،من حيث الحق ق.
وبيذلك فال دالي ،كغا يي م ياريي مأم لي ،متضيمن فيي مخرجيات السيا ي التنم يي ،ر نييي،
باه اس ،وضع ركا ز لنم عيادل ،منصيف ومسيتدام ،يسيتفيد مين ثمياره الجمييع ،عليى قيدم
المساواة ،مع محارب كل أشمال الف ارق الهيملي السا دة داخل مجتمع ما ،من ف ارق ابقي
وفئ ي وف ارق مجاليي :الفي ارق بيين ال يطين الحضير والقيرو والفي ارق الجغرافيي .
ال دالي ،وفييق التص ي رات السييابق ،والتييي رلبسييها لب يا ً م ياري ي صييرف ،رحمييل فييي كنههييا
دووت اجتماعي ومجالي .
فبخصي ص الب ييد المجييالي لل دالي ،فإنييه كثيييراً مييا اعتبيير ركيييزة أ ا ييي ه يا ي رنم يي
ام ح في أ مجتمع من المجتم ات .فاو يتناد المرج يي عليى هيذا الب يد ،يممين فيي عمقيه
ميين إيجيياد الحلي ل المنا ييب لل ديييد ميين اوخييت وت التنم ي ي .وجلييك ،عبيير ربنييي يا ييات،
رحرص على إا ق ديناميات اقتصادي ف ال وفاعل ،رستثمر ،بشمل إيجابي ،إممانييات كيل
ررا جغرافي – عليى الصي يد الي اني أو الجهي أو اإلقليميي أو المحليي -وريسير ر ي يا ً
53
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
أكثر عدوً وإنصافا ً للثروات والخيرات ورخفف من اهعباح الناجم عن رمركز إنتا ور يع
الثروات في مجاوت ررابي محددة.
فييييي هييييذا الشييييأن ،ر ييييددت فييييي اهعيييي ام اهخيييييرة اهبحيييياث الجغرافييييي المهتميييي بالب ييييد
المجالي /الجغرافي ،وبصف خاصي ليدى الجغيرافيين الفرنسييين ،بيالنظر إليى ان يدام ال دالي
(أو عدم المساواة) ي تبر من المشم ت الشا م التيي ر تير ال يالم ورطيرح يؤاوً ج هرييا ً
عن ال ق المفصلي بين التباينيات المجاليي ،أو ان يدام ال دالي المجاليي مين جهي ،والفيروق
اوجتماعي من جه أخرى.70
همذا ،فال دال المجالي ،رس ى ،وبشمل مطلق ،إلى رحقييق ني ع مين المصيالح ميع التياريخ،
وأيضيا ً مييع المجييال .ومحتي ى هييذه المصييالح ،يتجسييد فييي إر يياح كييل أب يياد ال دالي المجاليي
و تدراك كل مظاهر القص ر الذ رئن رحت واأره ال ديد من المنااق داخل مجتمع ما في
إاار رجليات واضح للتفاوت الترابي .وه ما قد يبر في ب ض مجاوت هذا المجتميع مين
المجال القرو .وبالتحديد جلك ،الحيز المررب بالمنااق الجبلي ،والتي مين ال اجيب لتر ييخ
نم ج رنمي ف ال صال للجميع ،رثميين إممانيارهيا ورحسيين خيارارهيا التنم يي ورح يلهيا إليى
ثروات وقيم مضاف ،عبر الحرص عليى إاي ق دينامييات ا يتثماري ررابيي ناج ي ومحققي
للصيرورة التنم ي .
هنا ،نستطيع التأكيد ،وفي ياق م يار دقيق لل دال ،وعبره ،التأ يس لمخرجات "فضيلى"
للسيا التنم ي المتب في بلد ما ،على أنه ،من المممن جداً ،أو رتناقض التفاوريات المجاليي
مع اإلنصاف المجالي .وجلك ،في الحال ،التي رم ن فيها هيذه التفاوريات ،نتيا خيالص لتنميي
حقيقي ،يستفيد مين ثمارهيا الجمييع ،رنميي متسيم بإعيادة ر ييع عيادل لخيرارهيا ،مين منطليق
قاعدة ررابي مجالي .وه الدور ،الملقى ،بالدرج اهولى ،على عارق الدول .71أما فيما يت لق
70عبييد المييريم داود "،ال دال ي المجالي ي والتنمي ي فييي ر ي نس :قييراحة جغرافي ي فييي مفه ي م ال دال ي " ،ضييمن " مييا ال دال ي ؟
م الجات في السياق ال ربي" ،مجم ع ميؤلفين ،ا( ، 1بييروت :المركيز ال ربيي لألبحياث ودرا ي السيا يات، )2014،
ص. 479
71
Bernard Bret , « Les Inégalités : Une Question de géographie politique» , L'Information
géographique, vol .60 ,no.1 )1996 (,p.10.
54
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
بالب ييد اوجتميياعي لل دالي ،رجييدر اإلشييارة ،بدايي ،إلييى أن مفهي م "ال دالي اوجتماعيي " ،نشيأ
ورط ر بشمل مطرد ،ورم ربنيه مؤ سياريا ً فيي أواخير عقيد اهرب ينييات مين القيرن المنصيرم،
حيث أضحت ال دال اوجتماعي رمثل إااراً مرج يا ً ما فتئت ر تمد عليه االبي المؤ سات –
بما فيها الدول -في صياا يا تها وبرامجها التنم ي .
وميين ثييم ،وعنييد ال ق ي ف علييى ارا ييق مأ س ي ال دال ي كمييل ،يينجد أن الجدوا ي ي المرربط ي
بإنجيا ات النظرييات اوقتصيادي لل دالي -وعليى وجيه الخصي ص اإلنجيا ات اوجتماعيي ،-
رسيييت جب التميييييز بيييين حقليييين :ال دالييي الس يييي اوقتصيييادي للمجمييي ع وعدالييي المييياكرو
اوقتصاد .هذه اهخيرة ،و رخص ى الجماعات الصيغيرة للفياعلين وو ر جيه اهتمامارهيا
ى للقضايا الجز ي .
إن النظري اوقتصادي لل دال ،ر فر عبير جليك ،ل قتصياد ال مي مي مسيألتين هيامتين :فمين
جه أولى ،ر فر له أهداف مست حاة مين مختليف السيا يات -جات النفحي اوجتماعيي أ ا ياً،
بما فيها السيا الجبا ي ،الحماي اوجتماعي ،خلق ور يع الخييرات ال امي ...وبشيمل عيام،
أهييداف ر مييل علييى اونمبييا عليى مجيياوت التشييريع اوقتصيياد .وميين جهي ثانيي ،ري فر لييه
م ايير رسم بالمقارني بيين النمياج المختلفي للتنظييم اوقتصياد وبيين اليدول وبيين اهنظمي
اوقتصادي القا م .72
وشك أنه ،ومن منطلق م ياري رحليل نتا " النظري اوقتصادي ،يممن الحمم عليى كي ن هيذا
المجتمع عادل ،وجاك المجتمع اير عادل ،مادام أن "المجتمع ال ادل" أكثر نجاعي اقتصيادي
ميين "المجتمييع اييير ال ييادل" ،ومييادام أيضييا ً أن ال قييي اوجتماعييي عنصيير مركييز فييي
اوقتصاد.73
72
Caroline Guibet Lafaye, op. cit, p. 39.
73مراد دياني "،ارساق الحري اوقتصيادي والمسياواة اوجتماعيي فيي نظريي ال دالي ،أو ا يتقراح م يالم النمي ج الليبراليي
المستدام لما ب د الريع ال ربي " ،ضمن " ما ال دال ؟ م الجات في السياق ال ربي" ،مرجع ابق الذكر ،ص. 361
55
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ينبغيي اليي م ه نظريي مسيتدام لل دالي أن رحياول الت فييق ،داخييل نظيام عييام متنا يق ،بييين
اوحترام المتساو لتن ع رص رات الحياة الجيدة فيي المجتميع واوهتميام المتسياو بمصيال
جميع أفراد المجتمع.74
هنا ،وفي إاار الب د المستدام لل دالي اوجتماعيي ،يبيدو أنيه ايير مجيد ،بالبيات والمطليق ،أ
حديث عن التنمي المستدام و رحتيل ال دالي اوجتماعيي فييه مسياح م تبيرة ،مثلميا أنيه ايير
مجد أ حديث عن ال دال اوجتماعي يختزلها في إجراح أو أكثر من يزل عين المجيرى ال يام
للتنمي ،وو يبر ما بينها وبين قضي التنمي المستدام من رواب عض ي ق ي .75
وي ني مفه م "ال دالي اوجتماعيي " ،مين خي ل ميا يبق ،كيل الممار يات المرربطي ،إيجابيا ً،
بمنظ م متمامل ومستدام من السيا ات واإلجيراحات القميني بضيمان فيرص النمي للجمييع
على قدم المساواة ،أ بشمل منصف ،ب يد كل الب د عن كل أشمال المحاباة أو اإلقصاح.
إجمييياوً ،وإجا عملنيييا ،م ياريييياً ،عليييى خليييق حالييي التمييياهي المطليييق بيييين الم نييييين المجيييالي
واوجتميياعي لل دال ي ،وفييي ييياق رطبيقييات ال دالي الت ي ي ي ومييدى ربل رهييا فييي مخرجييات
السيا التنم ي ،فإننا نستطيع الق ل ،أن ال دال المجالي داخل البلد ال احد ،يممين أن رتحقيق
عبر ال دال اوجتماعي .وجلك ،من خ ل ،ليات ر ديل للفيروق اوجتماعيي بيين المجم عيات
البشييري فييي مختلييف اهقيياليم .ويمميين أن يحصييل الت ييديل ميين خ ي ل التهيئ ي ،ك مييل إراد
وم قليين لمجم عي بشييري عليى مجالهييا الترابييي .وإجا ارسييمت رلييك التهيئي بالصييبغ اإلراديي
وال ق ني ،فذلك ي ني أنها رمت في إايار مين التشيارك والت افيق بيين مختليف الفياعلين ،فيي
مجتمع ديمقرااي وعادل.76
أ-ماهية النموذج
لقياس أ نم ج ،وباعتباره رمثل فمر ومؤ ساري خالص ،ينتقل بإدراك اهشياح والظ اهر
والتص ي رات ميين وض ي ي "الق ي ة" إلييى وض ي ي "الف ييل" ،ينبغييي ،وج ب يا ً ،رحديييده منهجيييا ً
وم ياريا ً ،وكذا إبرا أهميته ،وفق عدة مست يات ،مع رسلي الض ح عليى عناصيره المت يددة
وإماا اللثام عن صيغه المتن ع .وبناح على جلك ،رتجسد ماهي النم ج ،في ك نها ،وبشمل
عام وشم لي ،اررباا ع قيي متيراص ،يجميع فيي كيل واحيد المقاصيد المبيرى لهيذا المفهي م
النظر -النم ج -المتحرك.
77علي ال زاو "،اه اليب الممي اإلحصا ي في الجغرافي "( ،عمان :دار اليا ور ال لمي للنشر والت يع )2017،
،ص. 361
78
Philippe Braud , «La science politique » , (Editions CHAARAOUI,2017) ,p .3.
57
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ميين ي رفييه كطريق ي فضييلى لتييدبير اإلواليييات الخاص ي بيياهدوار التييي يق ي م بهييا أ رنظيييم
اجتماعي ،أ أنه الدليل او ترشاد لبناح الدور اوجتماعي .وهناك ،ثالثاً ،من ي تبره نتيا
رركيبي /ر ليفي شامل لمنطلقات واايات ال ملي اوجتماعيي ،أ الحيرص عليى رجمييع هيذه
المنطلقات والغايات ،بغي رنظيمها ورس يغها بشمل كامل.
كما أن النم ج المت لق بأ مسأل اقتصادي كانت أو اجتماعي أو إداري أو علمي ،وبصف
عام ،ما ه إو شمل مبس ومركز ور ضيحي لهذه المسأل ،وفيق منطيق ع قيي ،يجميع
في كل واحد مختليف ال اميل المتحممي فيي ربلي ر هيذه المسيأل وقيا يها ميع ظيروف نشيأرها
ورط رها وم الجتها ل شماليات المرربط بها.
ومن ثم ،فالنم ج يختصر في القدرة على ربسي ال ضع الم قد لل اقع ،مين خي ل الت يل
ب قات وعناصر محددة مسبقا ً كمدخ ت و تخرا متغيرات مت ددة مرربط بهذا ال ضيع،
في إاار نتا " رضيب المؤشيرات المسيتقبلي لتطي يره والرفيع مين إمماناريه ،باعتبياره وضيع
متداخل اهب اد ومتشابك السبل.
ور ريف النم ج ،حسب م ع ويميبيديا wikipediaالنم ج ال لميي بشيمل مجيرد (أ
النمي ج اوصييط حي) ،هي عبييارة عيين رركيييب نظيير يمثييل عمليي فيزيا ي ي أو حي ي ي أو
اجتماعي ،مع مجم ع متغيرات ومجم ع ع قات منطقي أو كمي بين المتغيرات.
رؤلييف النميياج بهييذا المفهي م ،لتممننييا ميين او ييتنتا ضييمن إاييار منطقييي مثييالي ،فيمييا يت لييق
بالقضايا وال مليات التي نبحثها ،ورشمل مم نا ً هاما ً جداً من النظريات ال لمي .
ونقصد "مثالي" هنا ،أن النم ج يممن أن يتضمن افتراضات ،ن رف أنها قد رم ن خاائ
أحيان يا ً أو علييى أقييل رقييدير ربسيييطي ،لميين الغاي ي ميين هييذه اوفتراضييات ،ه ي ربسييي عملي ي
النمذجي ،فيمي ن النمي ج الحاصيل متحققيا ً فييي حياوت خاصي محيددة فقي .وربييدأ عمليي ميين
رحسين النمي ج ورطي يره ،ليي م كافي الظيروف ،عين ارييق رقلييل اوفتراضيات التبسييطي
ورحسين ال قات ضمن النم ج .ويم ن كافيا ً للنم ج أن يقدم حلي وً رقريبيي بشيمل م قي ل
للمسا ل التي نطرحها لها .ف نطالبه بحل ل ااي في الدق .79
هنا ،ومن منطلق بنا ي /رط ير ،يبيدأ النمي ج فيي اوشيتغال .كميا ي ميل -وبشيمل م اكيب-
على رحسين مست يات رر خه كبني منظم .وه ما يتجلى ،باه اس ،في اوررقاح ال ظيفي
الذ رضطلع به عملي " النمذج " ،La modélisationب صفها صيرورة متحرك ،رت خى
في كنهها ،رط ير النم ج وصيااته في رركيبي محيددة ،رنقليه مين الجانيب المثيالي ال صيق
79
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC_%D8%B9%
D9%84%D9%85%D9%8A
58
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
به ،من حيث اعتباره رمثل جهني خالص إلى الجانب ال اق ي المأم ل رحققه ،ب صفه المبتغى
المنتظر من أ نم ج كيفما كان.
والنمذج أو عملي بناح النم ج ،عبر جلك ،هي القدرة عليى إر ياح منظ مي متماملي ومفمير
فيها لتحقيق ااي عمليي م يني ،وال ميل أيضيا ً عليى محاكياة أوضياع محيددة لتصيرفات ،مين
شأنها أن ر جه بشمل أنسب القرارات ورضمن للف ل رماهيه مع الممار ات الفضلى.
والمقص ي د بييذلك ،وضييع حليي ل م اري ي للمشيياكل المطروح ي ،مييع الضييب الييدقيق لمختلييف
ال مليات المرربط بها ،واإلحاا الشامل بمجمل ال امل المؤثرة فيها.
عليى هيذا اه يياس ،فالنمياج جمي هييا رشيترك فييي يم واحييدة ريتلخص فييي الهيدف الر يسييي
المت خى من عملي النمذجي ،باعتبارهيا "جملي اإلجيراحات وال ملييات الخاصي ببنياح نمي ج
م يييين لتفسيييير وإدراك اليييدووت الم قيييدة لظييياهرة ميييا" .مييين هيييذا المنظييي ر ،ييييرى لييي ر
،I.Lowryأن النمذج هي "عبارة عن فن ربسي ال قات ضمن نظام ما".
-أهمية النموذج
للنم ج ،وفق التحديدات السابق ،أهمي منهجي جات أب اد ا تراريجي عميق ومتن ع .وهي
ما يتجلى في عدة مست يات:
-علةةى مطةةتو المشةةكالت واإلكراهةةات :قييدرة النم ي ج علييى ر ريييف مشييمل مييا ووصييفها
بشييمل دقيييق ومضييب ا .اهميير ،الييذ يممن يه ،كتمثييل جهنييي ،ميين ر ضييي عناصيير المشييمل
المطروح وإيجاد الحل ل الم اري لها على المسيت ى ال مليي وري فير اإلممانييات الضيروري
للت رف على اإلكراهات المرربط بالمسأل المدرو .وجلك ،ميا ييتم بصييغ مبسيط ومرني
ومتنا ق ؛
-على مطتو التوقع والتديير :ا تخدام النم ج او تخدام اهفضل على مست ى ما يتملمه
من إ واليات للف ل الت ق ي التأويلي بخص ص المسا ل التي ردخل في صيميم ريراكم التجيار
اإل نساني ور قحها المستمرين في الزمان والممان وفت المنافيذ الضيروري فيي وجيه متخيذ
القييرارات ،ميين خ ي ل وضييع رص ي رات عيين الحال ي ا ني ي والمسييتقبلي للمؤ سييات ورحديييد
درجات رط رها التدبير ،مع من المفاي ال م للحمم على قدرة المؤ سات المختلف على
إنجا مشاري ها ورحقيق أهدافها وبل رة رص رارها ؛
-على مطتو الخيارات والبدائن :ارح الخيارات المت ددة والبيدا ل المختلفي بخصي ص
السيا ات ،مما يممن كل المتدخلين في يرورة ف ل التدبير ،وفي ا ر القطاعات ،من إيجاد
كييل الصيييئ القميني بإعطيياح النجاعي الضييروري لتطي ر السيا ييات المتخييذة والمسيياعدة علييى
اإل حااييي الشيييم لي بالمقاربيييات المميييي والميفيييي الخاصييي بيييالظ اهر المدرو ييي ،وم رفييي
59
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
مست يات رأثيرهيا عليى المحيي المتغيير ،وميدى ا يتهدافها للفئيات الت اقي إليى اإلنجيا المليي
للمشيياريع والبييرام" ،مييع إبييرا النتييا " المختلف ي للقييرارات المتخييذة فيمييا يخييص الخيييارات
المطروح وم الجتها – أ رحليلها و رشخيصها -بشمل واعي وممنه" ؛
-على مطتو الستخدام والتوظيف :هنا نتحدث عن نمطين من النماج :النم ج الماد
الملمي س ،Physical Modelوهي النمي ج اليذ يييتم ا ييتخدامه بغيي رجسيييد علييى أر
ال اقييع مجمييل الحقييا ق الماديي الملم ي ،جات التييأثير المباشيير علييى الفئييات المسييتهدف ،ميين
رييدخل مجيياوت الف ييل التييدبير .وجلييك ميين قبيييل ،النميياج المرربط ي بالمشيياريع التنم ي ي ،
والنم ج التجريد البحت Abstract Modelأو ما يطلق عليه ،بصيغ أخرى" ،النم ج
الفميير الخييالص" ،حيييث يييتم ،ميين خ لييه ،ر ظيييف مختلييف اهب يياد الفمريي وع امييل ب ييث
الحركي المطلق في مم ناره ،من منظي ر اعتبياره نمي ج دينياميمي، Dynamic Model
متحرك با تمرار في الزمن والممان ،و يت انى عبر ليات اشتغاله فيي القضياح عليى مظياهر
ييييييييييم ني ال قييييييييييا ع المرربطيييييييييي بت اجييييييييييد النميييييييييي ج السييييييييييتاريمي Static Model؛
-على مطتو التقييم والتقويم :يستطيع النم ج ،وبطرا ق مختلف رقييم القرارات المتخيذة
بخصي ص الظ ي اهر /المسييا ل المدرو ي ورحديييد نقيياا ق رهييا ونقيياا ض ي فها وإبييرا مييدى
رأثيرهييا علييى البنيييات المؤ سي لييدوا ر ارخاجهييا ،بمييا فيه يا الفئييات المسييتهدف منهييا وإر يياح،
بالتالي ،نظام متمامل فيما يت لق بصيرورة إنجا ها الملي – الف لي والميأم ل ،-ميع ضيرورة
القيام المت ارر بم الجات رق يمي رصحيحي لمل اهف ال والممار ات ،جات الصل بميل قيرار
متخذ على حدة.
-عناصر النموذج
والنم ج كيفما كانت ابي ته ومجال ر ظيفيه يررميز عليى مجم عي مين ال ناصير اه ا يي ،
رتمثيل كميا ييرى جليك M.Kilbridgeفيميا يليي :الم ضي ع ،المهمي ،النظريي ،الطريقي .
الموضوع :والمقص د به مضم ن المسأل التي ر ال" ظاهرة ما ،أ بماجا يت لق النمي ج ؟
أ رحديد مجاوت ردخل النم ج ومختلف القضايا التي يؤارها وي مل على وصيف أب ادهيا
وضب ارا ق صييااتها ورقيديم الحلي ل الم اريي أو ال جيات الضيروري للمشياكل القا مي
جات الصييل بتصي راره كتمثيييل ر ضيييحي /ربسيييطي ووضييع درا ي محممي حي ل ررابطارييه
الشبمي وجمع الم ل مات المتدفق مين كيل صي وحيد .كيل هيذه المم نيات /المشيتم ت
التييي يتضييمنها أ نم ي ج مت ييل /محتييذى بييه ،ميين شييأنها أن رسيياعده علييى ال ص ي ل إلييى
النتا " المرج ة ،بمل يسر ومرون .
المهمة :وم نى جلك رحديد ما ه منتظر من النم ج ،أ ماجا يف ل النمي ج ؟ وهي ميا
يبر في ارجياهين اثنيين :مثيالي وواق يي؛ فاورجياه اهول ،يسيتند إليى "ميا ينبغيي أن يمي ن"،
من أجل رحقيق اههيداف جات التصي رات المثاليي ،وفيق منطليق وصيفي خيالص ،يبحيث فيي
60
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
الحل ل الط باوي للمشاكل .أما اورجاه الثاني ،فه المررمز على النظام الحقيقي "الميا ن"،
وعلييييى مييييا هيييي ييييا د رقريريييييا ً فييييي ال اقييييع الميييييداني ،أ درا يييي ال ضيييي يات الم جيييي دة.
المهميي ك نصيير ميين ال ناصيير اه ا ييي للنميي ج كثيييراً مييا رتبليي ر فييي النتييا " المرربطيي
بالم ادوت المطروح في السياقين السابقين –المثالي وال اق ي.-
النظرية :والمراد من جلك الدعامات التي يق م عليهيا النمي ج ،أ عليى أيي نظريي يتأ يس
النمييي ج ؟ فيييالنم ج يسيييتند فيييي كنهيييه عليييى نظريييي دقيقييي اليييرؤى والتصييي رات ،ريسييير ليييه
اشييترااات علمي ي و ييتط ع ال اقييع الحقيقييي الخيياص بمختلييف مجيياوت الحييياة :اإلنسيياني،
اوقتصاد ،اوجتماعي ،اإلدار ،الثقافي ،البيئي ...هذه النظري ،ومين أجيل بلي مراميهيا،
رت ل بمقاربات منهجي مختلفي ،رتيرواح أووً بيين المقاربي ال صيفي التحليليي ،والتيي رؤكيد
على أهمي الجانيب او يتقرا ي فيي رحدييد المتغييرات الميؤثرة فيي مسيأل أو ظياهرة ميا ،وميا
يدور في فلمها ،من مشاكل قد يص ب ،أحيانياً ،إيجياد حلي ل منا يب لهيا-رفسييري باه ياس،-
وكيييذا ثانييييا ً المقاربييي التنبؤيييي كمقاربييي للت قيييع واو تشيييراف بخصييي ص ارا يييق اشيييتغال
المؤ سات المختلف وقدرارها التمميني على المجابه ال لمي للمسيتقبل والمحفي ف بالمخياار
المحدقي بييه ميين كييل جانييب ،ثييم أخيييراً المقاربي التخطيطيي أو اإلحصييا ي كيينم إيجييابي ميين
المقاربييات الممي ي ،القييادر علييى وضييع مخططييات مدرو ي ومضييب ا لمييل مجيياوت الف ييل
التدبير ،مع الرفع الم يار من المؤشيرات الف الي ل مليي ربي اههيداف المت خياة بالنتيا "
المتحقق .
ال ريقةةة :وم ناهييا القنيياة المرج ييي التييي يتبل ي ر ميين خ لهييا النميي ج ،أ كيييف يسييتخدم
النم ج نظريته؟ وهي الطريق التي رختلف من مجال مدروس إلى خر ،من منظي ر اعتبيار
النمي ج رمثيييل رخطيطييي مبسي ،يقي م بت ضييي اهمي ر المتضيمن فييي الظي اهر .فالطريقي ،
على ض ح جلك ،ربين ،بدق ومرون ،التأثيرات المتبادل بين مختلف ال ناصر الث ث السابق -
الم ض ع /المهم /النظري – ،مع وصف رشخيصي عميق لمجمل ال قيات التيي قيد رنميي
الم ارف المرربط بتط ر النم ج .
-صيغ النموذج
وفق ر اريف ال ديد من الدار ين ،يممين أن نستشيف جملي مين الصييئ الخاصي بيالنم ج ،
من قبيل :
النموذج نظرية :هذه الصيغ رج يل النمي ج يتبلي ر باعتبياره رمثييل مبسي وواضي لأل يس
الم ض عي التي رتحمم في نظري ما .في هذا الصدد ،ي تبر بريت ن أريس Britton Harris
النم ج بم نه "مخط رجريبي يستند على نظري ".
61
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
والنظري ي ،التييي ي يتم او ييتناد إليهييا ميين خ ي ل جلييك لبنيياح النم ي ج ،هييي كمييا يييرى اا ييت ن
باشي ر ، Gaston Bachelardرسيبق بطبي تهيا التجربي .اهمير ،اليذ رت ليد عنيه الم رفي
ال لمي كرهان يتم ضع بين النظري والتجرب .هنا ،نجد ،وبشمل دا م ،أن اهولى هي التيي
ر جه ورستبق الثاني ،وليس ال مس.
إنه ،ومن أجل اوعتراف بالقيم ال لمي للم حظ ،ينبغي ،وبالضيرورة ،اوعتيراف ب اق هيا.
وه اوعتراف الذ ينبغي أن يمر عبر اوندما في النظام النظر .
بصيغ أخرى ،يممن الق ل ،أن ال ل م و رنطلق بتارا ً مين الصيفر –أ مين التجربي البحتي ،-
حيييث أنييه ي جييد دا ميا ً نظييام نظيير ييابق ،بالشييمل الييذ يسيياعدها ،أ ا ياً ،علييى او ترشيياد
المنهجيييي بيييه .ويج يييل ،بالتيييالي ،م طييييات التجربييي رسيييتقبل التفسيييير النمييي ججي للمسيييا ل
المدرو .80
النمــوذج صيغة لتجـاوز وت ليــن الاعاب :فحسيب ر رييف .رارملييف ، J. Ratcliffe
فإن النم ج ه إعادة بناح مبس لل ضيع الحقيقيي ،واليذ يتأ يس عليى رجياو كيل ع اميل
الت قيد على مست ى هذا ال ضع ،مع ج ل أ مخط ييدرك ااياريه والتم قيع فيي منيأى عين
الص بات التي يممن أن رمب م الم رط ره.
وميين الص ي بات التييي ي مييل النم ي ج علييى رجاو هييا ،نجييد رلييك المرربط ي باهب يياد ال لمي ي
للمسا ل والظ اهر المدرو ؛ ف لى مست ى رشمل الروح ال لمي مث ً ،فيإن التجربي اهوليى،
ر د في ج هرها ،هي الص ب اهولى التي يممن أن ر تير هيذه اليروح ورفرميل ام حهيا
ال لمي.
80
Alberto Molina,« Théorie et expérience (Fiche notion): Comprendre La Philosophie» ,
)Paperback,2013 (.
62
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
والمقص د بالتجرب اهولى ،في السيياق الم رفيي ،هيي رليك التجربي التيي ر جيد قبيل أو في ق
النقد .هذا اهخير ،الذ ي تبر عنصراً مندمجا ً في مسارات الروح ال لمي .81
النموذج حن رياضي لمشكلة ما :ينظر إلى النم ج وفق مقارب رياضي صرف ،من حيث
أنه صياا المشمل -في أ مجال من المجاوت -في إاار م ين ومحدد ،يممن من إيجياد حيل
أمثل لها بالطرق الرياضي .
ور تميد الطريقي جات الميدخ ت الرياضييي عليى عنصيير التميرار فييي محاولي وضييع الحلي ل
المنا ب لمشمل ما.
ويتم الت صل إلى الحل ،عنيدما نجيد حي ً يسيمى "الحيل اهمثيل" .ويسيمى أ يل الحيل هيذا،
"اريق التبسي " ،والتي ر صل إليها علماح الرياضيات منذ عديد من السين ات .وجليك فيي
محاول لحل المشاكل جات دوال خطيي للهيدف ،ورحتي عليى مجم عي مين القيي د الخطيي .
وقد قام عديد من البياحثين بتطي ير اريقي التبسيي هيذه .وهيذا اه يل ي تميد عليى التميرار
وه يصل إلى الحل اهمثل من خ ل عدد محدود من الخط ات.
ومن أجل الت امل مع المشيمل ،مين وجهي نظير التبسيي ،يجيب إدخيال ب يض أني اع جدييدة
من المتغيرات التي رسم بالت امل بسه ل مع مجم عي المتباينيات التيي ر جيد فيي المشيمل .
وفييي الحقيق ي ،فييإن أول خط ي ة فييي أ ييل التبسييي ،هييي رح يييل المتباينييات إلييى م ييادوت
با تخدام المتغيرات المهمل .82
النم ج من خ ل هذه الصيغ ،يبني ق ره المنهجي ،وبدق عالي وبطريق مبسط ،من خ ل
الت ل بالتمرار الروريني والمت اصل للخط ات المتخذة ،والمحددة مسبقا ً .وي مل بذلك ،على
وضع مشمل ما في إاار قالب رياضي ،يؤد في نهاي المطاف ،إلى إيجاد حلها اهمثل.
النموذج يناء عالئقي :في هذا السياق ،يتجلى النم ج كتمثيل مبسي ل ضيع ميا كيفميا كانيت
ابي ته :يا ي ،اجتماعي ،اقتصاد ،إدار ...وكمنظ م متمامل من ال قات الرياضي -
81
Gaston Bachelard,« La formation de l'esprit scientifique ; contribution à une psychanalyse
de la connaissance»,) Paris :Librairie Philosophique J.VRIN,2004 (,p.23.
82أمين حلمي كامل "،التخطي والتط ير ل دارة المتمامل للمنشأة الصناعي الحديث " ،ا( 1راج راح :مركز ال ربي
البح ث الصناعي ، )2009 ،ص. 291
63
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
كمي أو بياني ،-والتي رممن جمييع مم نيات وعناصير الحمامي مين ارخياج القيرارات المثاليي
الصا ب .
وال قيات أو الييرواب الرياضييي ،هيي حلقييات وصييل وربي بييين المفيياهيم اليدنيا لبنيياح وخلييق
مفاهيم عليا.
وررجييع أهمي ي درا ي ال قييات الرياضييي ،لم نهييا حلقييات وصييل ورب ي بييين أجييزاح المييادة
المختلف ،مما رساهم في رماملها وررابطها وخلق مفاهيم جديدة أعلى درج مين يابقتها .فهيي
ال امل الف ال المساعد على رط ير ونم المادة.
ويممين القي ل ،بيأن المفياهيم والمهيارات الغيير مترابطي والغيير متحيدة ،أ المبنيي والمت لقي
عليى أ ياس الحفيظ والتفميك ،رمييل إليى أن رنسييى ورت شيى بأ يرع ميا يممين ،بالمقارني بتلييك
المبني على أ اس ع قي متين.
وهناك أهمي كبرى لل قات الرياضي ،حيث بدونها و يممن ال ص ل إلى المفاهيم الثان يي ،
ونبقى نت امل مع مفاهيم أولي اير مترابط .وبالتالي ،يص ب التط ير والتقدم في المادة.83
فالنم ج ،كبناح ع قي متداخل اهب اد ،وعلى ضي ح ميا يلف ،ي بير فيي كنهيه ،عين مجميل
ال ناصر الترابطي الشامل ،والتي رجمع في منظ م واحدة ومتمامل -رياضي باه اس -كل
الخصا ص المميزة -الثابت والمتغيرة -للنم ج كبناح متراص ومتما ك.
النموذج تبطيط عام لواقع معقد :حييث يؤكيد أييان ما يير Ian Masserعليى أن النمي ج ،
ه ربسي مفيد ل اقع حال مركب .وعبر جلك ،فه اه اس المثيال لتجرييد ال اقيع مين الت قييد
الذ قد يطب ه ورحييده عن مثبطات هذا ال اقع .كما يبر هنا كأداة يحتذى بها في كل ما من
شأنه ريسير بل البحث في مسأل ما أو ظاهرة م ين .
إنييه ،وفييي ييياق نظريييات النميياج – ووفييق مقارب ي يا ييي صييرف ،-ف يالنم ج مييا ه ي إو
ص ي رة مبسييط لل اق يع ،يق ي م بتط يرهييا علميياح اوجتميياع ،ميين أجييل جمييع البيانييات ووضييع
النظريات والتنبؤ .فالنم ج الجيد ،يطابق ال اقع ولمنه يبسطه ،هن النم ج الم قد مثل ال الم
الحقيقي قد و يجد .
وعم ماً ،عند ربسي ال اقع قد رقع النماج في شرك التبسي المبالئ فييه .ورممين المشيمل فيي
القدرة المحدودة لل قل البشر ،حيث و يممننا ا يتي ا كيل الم ل ميات المتاحي فيي الحيال،
بل علينا أن نختار النقاا المهم ونتجاهل البقي ...قيد نت قيف ب يض ال قيت لميي نسيأل ميا إجا
83عباس ناجي عبد اهمير المشهداني "،ارا ق ونماج ر ليمي في ردريس الرياضيات "( ،عمان :دار اليا ور ال لمي
للنشر والت يع ، )2016 ،ص. 67
64
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
كان النم ج قد ب د عن الحقيق .في هذه الحال ،إجا ب د عن الحقيق هنا يجب التخليي عنيه أو
رغييره .و رتجاهل الحقيق ك نها و رتطابق مع النم ج .84
النموذج تاور واقعي للةقيقة :نجد هنا أن من بين ر ريفات النم ج ،التحديد الذ أرى به
كي ون لييي ، Colin leeميين منظي ر اعتبيياره رمثيييل واق ييي ورجسيييد حييي للحقيقي ،ييسيير
إممانييات ضيييب ورفسيييير الحيياوت جات الخصيييا ص المهمييي ه حقيقيي م ضييي ع الدرا ييي
والبحث.
فييالنم ج ،بييذلك ،ه ي رص ي ر واق ييي للحقييا ق ،وفييي ا ن نفسييه –وكأنييه ن ي ع ميين المفارق ي
الغريبي -هي صي رة مثاليي للت بييير عيين الحقييا ق ال اق يي ،بقصييد ر ضييي -ربسييي وإبييرا -
ب ض مارها الممييزة .85أ النمي ج يتحي ل بيذلك ،فيي عمقيه ،إليى و ييل مين و يا ل الفهيم
الشم لي وال اض للحقا ق المختلفي ،يحيرص عليى ضيبطها المنهجيي المت اصيل؛ فيالنم ج
في نهايي التحلييل ،هي ربسيي للحقيقي ،يتيي للباحيث فرضيا ً يقابليه بيال اقع ،يخضيع ل ختبيار
والفحص.86
خير صف ح "،الجغرافي :م ض عها ومناهجها وأهدافها" ( ،بيروت :دار الفمر الم اصر ، )2002،ص. 110 86
65
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
اهمرا الم دي وردني الحال الصحي ،ال فاة المبمرة ،)...وبالتالي ،ال مل على ر فير ا ر
أن اع الحق ق والفرص واإلممانات لت يع حريات البشر.87
همذا ،رتبل ر التنميي ،بيالمفه م ال يام ،كسييرورة متماملي الغاييات ،رتي خى ،باه ياس ،رج ييد
ظروف عيو الم اانين ورغيير أنماا مقاربتهم لحياة "الرفاه" ،عين ارييق رحسيين مجياوت
ردبير الف ل اإلنساني كمل ،ورحريك دواليب اشتغال او تراريجيات التنم ي "المستدام "،
التي رتطلع ،في ا تشرافيتها ،إلى خدم اهجيال المت اقب .
-تةديةد التنميةة
ر تبيير التنمييي عم مييا ً ،ميين اإلشيييماليات المركبيي الم قييدة جات اهب يياد المتداخليي والج انيييب
المت ييددة .همييذا ،رضييمن ر ليفي التييداخل /الت ييدد هارييه ،كفاي ي الف ييل التنم ي برمتيه ،والييذ
أضحى يجسد في ال قيت اليراهن ،عليى مسيت ى إدارة السيا يات والبيرام" والخطي ،السيبيل
ال اعد للرفع من نجاع ريدخ ت مختليف الفياعلين اوجتمياعيين بمجياوت التنميي اوجتماعيي
ومحاربيي الفقيير ووليي الخييدمات اه ا ييي ،كمييا أنييه يمثييل ا لييي الناج يي للتحديييد الييدقيق
للمستهدفات ،ولتحقيق أفضل النتا " في ميادين التنمي البشري .
ويبدو أن عمس جلك ،أ اوررما على المقاربي اهحاديي فيي م الجي القضيايا التنم يي ،مين
شأنه إفشال مختلف حركات اإلصي ح واليرؤى التنم يي ،واليذ ي يد مين أهيم أ يبابه اررميا
هاره الحركات والرؤى على جانب واحد ،ول كان مهما ً ،على حسيا إهميال بقيي الج انيب،
وال جييز عيين ري فير المنيياخ الم ييم والمحاضيين الترب يي والسيا ييي واإلعي م والت ليييم للف ييل
التنم وامت ك الرؤي او يتراريجي ،التيي ر فيق إليى رحقييق التي ا ن بيين رنميي خصيا ص
وصفات اإلنسان وبين رنمي و ا ل وأشياح اإلنسان.88
87
Amartya Kumar Sen, «Development as Freedom » , ) New York: Knopf , 1999(.
.رؤي في اإلص ح" ،مؤلف جماعي ،ا1 88أحمد بن عبد هللا ارا المر ،ضمن " إشمالي التنمي وو ا ل النه
( الدوح :مركز البح ث والدرا ات ال ربي ، )2008 ،ص . 12
66
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
واوررقيياح بالجانييب الميياد هنييا ،يتأكييد المفه ي م الشييم لي للتنمي ي ب صييفها "عملي ي النه ي
والم نيي للمجتمييع ،بارجيياه رحقيييق اههييداف والمقاصييد المطل بيي ،والتييي ريي فر الظيييروف
المنا ب لسم اإلنساني في جميع اورجاهات".
هذا المفه م الشم لي للتنمي على عدة رحديدات ،ومنها : وينط
-التنمي عملي مستمرة ودا م .ومن هنا ،ف وج د لمجتمع بلئ المرحل النها ي منها؛
-التنميييي عمليييي مت يييددة اهب ييياد ،ويجيييب أن رشيييمل جمييييع أب ييياد حيييياة اإلنسيييان( الب يييد
اوقتصاد ،الب د السيا ي ،الب د الثقافي ،الب د النفسي )...؛
-التنمي و يل لتحسين الج انب المادي والم ن يي فيي حيياة اإلنسيان .ليذا ،فيإن اإلنسيان هي
مح رها.
وبناح على هذه التحديدات ،يممن أن نستنت" ما يلي :
-التنمي مفه م نسبي يطرح من منظ ر قيمي؛
-و يممن ردوين ق انين عام وشامل للتنمي ؛ بل يممين الحيديث عين م يايير ومقياييس عامي
لها في كل مرحل مني .89
على هذا اه اس ،رمثل التنمي كركن من أركيان الحمامي إحيدى الرهانيات اه ا يي الم ي ل
عليهييا فييي مسييار ر زيييز المؤ سييات الديمقرااي ي كمسلسييل يت ييين أن يييدعم البنيييات التنم ي ي
للمجتم ييات ،وكسيييرورة شييم لي رج ييل نصييب عينيهييا التنمييي كنتييا خييالص للديمقرااييي
التشاركي التي ررفع من قيم الم اان -وبشمل عام اإلنسان -ورممنه من بل رة جاره باعتبياره
جييي هر أ ف يييل مجتم يييي ر اقيييد ،حييييث يتم قيييع ريييدبير الشيييأن ال يييام -المحليييي والجهييي
وال اني -في أعلى لم هرم هذا الف ل.
وبذلك ،يممين التأكييد عليى أنيه بيدون إشيراك فاعيل وف يال للمي اان فيي ريدبير شيؤونه وانييا ً
وجه يا ً ومحليا ً رفر الديمقراايي مين محت اهيا القيميي الرفييع .وهي اهمير الجي هر عليى
اعتبييار أن المنييه الحقيقييي للديمقراايي هي حمييم الشي ب للشي ب ب ا ييط الشي ب ،حيييث كييل
السلط للش ب.
وفق هذا التحليل ،وشك أن التدبير الديمقرااي ير م م الم السيا ات التنم ي الرا يدة .وجليك
عبر ا تلهام مختلف أب ياد ورجلييات التنميي البشيري التيي أضيحت أكثير مين أ وقيت مضيى
مؤشييراً أ ا يييا ً للتقي يم فييي مختلييف المجيياوت ،كمييا أصييبحت هييدفا ً لييم ي ييد ميين الممميين عييدم
89فيرو راد ،أمير رضا ي "،رط ير الثقاف :درا اجتماعي في مفه م التنمي الثقافي عند علي شري تي" ،ا2
(بيروت :مركز الحضارة لتنمي الفمر اإل مي ، )2016،ص ص .38-37
67
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ا تحضيييياره ،90بحمييييم أهميتهييييا علييييى مسييييت ى رحديييييد نجاعيييي رييييدخ ت مختلييييف الفيييياعلين
اوجتماعيين ،في بيل رحقيق ،كل ع امل التقدم واو دهار.
في هذا الشأن ،يأري ر ريف هيئ اهمم المتحدة عام 1956للتنمي ،باعتبارها" ،هي ال مليات
التييي بمقتضيياها ر جييه الجهيي د لمييل ميين اههييالي والحم ميي بتحسييين اهحيي ال اوقتصييادي
واوجتماعي ي والثقافي ي فييي المجتم ييات المحلييي ،لمسيياعدرها علييى اونييدما فييي حييياة اهمييم
واإل هام في رقدمها بأفضل ما يممن".
وميين هييذا المنطلييق فييي التحديييد ،رتبل ي ر التنميي بييالمفه م ال ييام ،كسيييرورة متط ي رة وحي ي ي
رت خى ،باه اس ،رج يد ظروف الم اانين ورغيير أنماا عيشهم ،عن اريق رحسين دخلهيم
الفرد والرفع من شروا الرعاي الصيحي ورقيديم أحسين منتي فيي مجيال التربيي والت لييم
والتثقيييف ،عبيير ال مييل الييدؤو علييى رمثيييف بييرام" ال مييل جات الطييابع البشيير واإلنسيياني
واههلييي ،وإعييداد مشيياريع رنم يي وا ييتثمارات ميين أجييل خدمي هييؤوح المي اانين واهجيييال
ال حق ي ضييمن مييا يسييمى "التنمي ي المسييتدام " أو "التنمي ي الط يل ي اهمييد" .فتصييير بييذلك
التنمي كل جامع لل ديد من المجاوت ،بما فيها بطبي ي الحيال ،المجيال اوقتصياد .ومين ثيم،
يممن الق ل ،أنه ،وبدون عناح في التفمير ،يدرك المرح أن التنميي التيي ربيدو هول وهلي أنهيا
قضيي اقتصيادي بحتي ،رت لييق لزوميا ً بمجياوت كثييرة ،علييى رأ يها حقي ل السيا ي والت ليييم
وال قات الدولي والبيئ ...إلخ ،هيذا إجا اقتصيرنا عليى اهوجيه ال مليي عنيد التفميير بمسيأل
التنمي ،91حيث رصب هذه اهخيرة ،ركنا ً أ ا ييا ً مين أركيان نظيام الحمامي ،والقيادر برمتيه،
على ضمان وا تدام النتا " اإليجابي لفرص التنمي كمل ،وعلى شتى اهص دة.
همييذا ،يييأري ر ريييف التنميي ،ب صييفها عمليي يييتم فيهييا يييادة الييدخل الحقيقييي يييادة رراكميي ،
ري ومستمرة ،عبر فترة من الزمن ،بحيث رم ن هذه الزيادة أكبر من م دل نمي السيمان،
مع ر فير الخدمات اإلنتاجي واوجتماعي وحماي الم ارد المتجددة من التل ث والحفياظ عليى
الم ارد اير المتجددة من النض .92
ر ني التنمي :النماح والزيادة بشمل مطلق .وهي كذلك ،نم في اهشياح واهشخاص والمنافع
والف ا د ،أ أنها الزيادة وال فرة والج دة .وهي أيضاً ،او تمرار واواراد في جلك كله.
ولفظ " التنميي " ،هي مين اهلفياظ الدالي عليى م نيى محيدد ،ايير أنيه وا يع عليى نحي يج ليه
مست عبا ً كل عمل يتجه نح الرقي باإلنسان ،في أ جانب من ج انب حياره .وقد كان أقر
"90في الملخص التركيبي لتقرير" المغر المممن :إ هام في النقاش ال ام من أجل ام ح مشترك" ،مجل عدال ج ت،
ال دد 16ن نبر ، 2011ص . 84
.رؤي في 91ما ن م فق هاشم " ،اونسجام الثقافي شرا التنمي الراشدة " ،ضمن " إشمالي التنمي وو ا ل النه
اإلص ح" ،مرجع ابق الذكر ،ص. 28
92ميشيل ر ادور " ،التنمي اوقتصادي " ،ررجم محم د حسن حسني ( ،الس دي :دار المريخ للنشر) .2006 ،
68
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
م نى للفظ "التنمي " ،ه النماح في المجال اوقتصاد ،ولمن التنمي ليسيت خاصي بياهم ر
اوقتصادي البحت ،وإنما هي أب د من جلك وأشمل؛ فهناك رنمي اقتصيادي ورنميي اجتماعيي ،
وهناك رنمي بشري أو إنساني .93
لقد بر مفهي م "التنميي " ب يد الحير ال الميي الثانيي ،خاصي ميع م جي حصي ل مجتم يات
ال يالم الثالييث عليى ا ييتق لها السيا يي .وجلييك ،حينميا بييدأت اليدول الرأ ييمالي المبيرى رييرو
للفمر التنم التقليد ،والذ يؤكد على أن ما ر اني منه دول ال الم الثالث ،من فقر وجهيل،
إنما ه نتا منطقي لتخلفها – ولييس و يت مارها لسين ات ا يلي – .ومين ثمي ،ايرح جليك
الفمر مفه م "التنمي " كأداة رستطيع من خ لها دول ال الم الثالث -خاص منها الدول ال اق
في القيارة اإلفريقيي مين منظي ر اعتبارهيا أفقير قيارة وأ ي أ القيارات عليى صي يد مؤشيرات
التنميييي -أن رتجييياو حالييي التخليييف .ولييين يتيييأرى لهيييا جليييك -بطبي ييي الحيييال مييين منظييي ر
المؤ سات المالي الدولي ،-إو بتبني خيار الحمام ،باعتباره الم ج ال حيد وا من ل ن تياق
من ربق التخلف واللحاق بركب دول ال الم المتقدم.
-سيرورة التنمية
يممن أن نميز فيا يت ليق بالتنميي ،عليى اهقيل ،بيين ب يدين اثنيين هيامين :نشياا أو ييرورة
التنميي » « L’action ou Le processus du développementواا يي التنميي La
» .« finalité du développement
ويبر نشاا -أو يرورة -التنمي ب صفه الجهد المبذول من أجل رثمين اإلممانات المتاح
لبلد ما (أو فرد ما).
وعلى ض ح جليك ،فالتنميي ليسيت فقي بشيمل أ ا يي مجيرد رح ييل المي ارد مين بليد إليى
خر( على بيل المثال المساعدات الدولي ) ،أو رح يل من قطاع جي -اقتصاد إلى خر (
كتم ييل قطياع حضير مين ايرف قطياع قيرو وال ميس صيحي ) .إن التنميي وفيق هيذا
المن ال ،هي ر بئ الم ارد ال اني في بلد ما.94
، )2002، 93علي حسن الشرفي "،دور اهمن في التنمي " (،المؤرمر السادس وال شرون لقادة الشرا واهمن ال ر
ص .11
94
Huynh Cao Tri, op. cit ,p.13.
69
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ورست جب يرورة "التنمي " في كنههيا ،ال قي ف عليى مقياربتين اثنتيين –ربيدوان متناقضيتين
رماما ً .-وه ما يتجلى ،اح على مست ى مجال التحليل اوقتصاد أو على مست ى النقاش
ال م مي.
فحسب المقارب اهولى ،فإن التنمي ،ربدو كسيرورة صلب رظل في أميس الحاجي إليى مزييد
من -مما ي بر عنه أمارريا صن "الدم ال رق والدم ع" » de sang, de sueur et de
، « larmesحيث اإلرادة الق ي التي ررافقها والتدبير المحمم لخيي ا الحمايي اوجتماعيي
الم جه للفئات اهكثر فقراً واو تفادة من الخدمات اوجتماعي المفت ح أمام الجمييع ،ميع
ضرورة التر ييخ المسيتمر والمسيتدام لجي دة الديمقراايي .وبيذلك ،يممين مسيتقب ً أن رقطيف
ثمار التنمي .
وفيمييا يت لييق بالمقارب ي الثاني ي ،فإنهييا ر تبيير التنمي ي ،أ ا يا ً ،يييرورة شييامل .وهييي مقارب ي
جماعي ي فييي التفمييير والتأمييل ،ي بيير عنهييا وفييق أشييمال مختلف ي ،ب ضييها يهييدف إلييى إن يياش
المبادوت المربح لمل اهاراف (حسب رص ر دم ميث) وب ضها ا خر يتي خى رحسيين
اشتغال خي ا اهمن اوجتماعي أو رأ يس الحريات السيا يي أو التنميي اوجتماعيي أو أيضيا ً
دم" اثنين أو أكثر من هذه الغايات.95
ورنبغي اإلشارة ،إلى أنه هناك ع ق واييدة بيين ارا يق اشيتغال كيل مين ييرورة "التنميي "
في بلد ما ونم الحمام السا د في هذا البلد؛ فأالب دار ي نظريات التنمي ،يؤكد بما و يدع
مجاوً للشك ،على أن أ م إفريقيا هي أ م حمام قبل أن رم ن أ م حمم .وعبر جلك ،ربقى
وراتها التنم ي عميق .وه ما يتجليى فيي كي ن م ظيم اليدول اإلفريقيي ر ياني ،وبشيدة ،مين
رب ات ما يسميه ور دايم نيد "الفيخ التنمي " ،إج ر جيد اليدول اليث ث وال شيرون اهشيد
فقراً في ال الم من حييث التنميي البشيري فيي إفريقييا .96وهي ميا ييبر مين خي ل القيا يات
المركب ي ( رتييأرج ميين 0إلييى ) 100لمؤشييرات التنمي ي البشييري علييى ص ي يد ييا ر الييدول
95
Amartya Sen,«Un nouveau modèle économique: développement, justice, liberté» Traduit
de l’anglais par Michel Bessières,) Paris : Editions Odile Jacob,1999 (,pp.45-46.
96ور دايم ند "،روح الديمقرااي :المفاح من أجل بناح مجتم ات حرة " ،ررجم عبيد الني ر الخراقيي ،ا(1بييروت:
الشبم ال ربي لألبحاث والنشر ،)2014،ص. 378
70
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
اإلفريقيي ،ي اح فيمييا يخييص مت ي ال ميير المت قييع وصييلته بأمييد الحييياة ،أو الييدخل الفييرد
وارربااييه بالقييدرة الشييرا ي للم ي اانين ومسييت يات الم رف ي وع قتهييا بمسييا ل مح ي اهمي ي
ونسب التمدرس.97
كمييا ربيير كييذلك هشاشي يييرورة التنميي بأالييب البلييدان اإلفريقيي .وميين ثييم ،هشاشي نظييام
حمامتها -على وجه الخصي ص نمي الحمامي اوجتماعيي ،-مين خي ل رحلييل ب يض اهرقيام
المت لق بمؤشرات التنمي ال الميي ،مين قبييل :نصيف اهفارقي يفتقير إليى مي رد و يق للمياح
الشرو ،ث ث ن في المئ منهم ي ان ن من ح التغذي ،عشرة في المئ من أافالهم يت ف ن
ن الخامس من ال مر.98 قبل السن اهولى من عمرهم ،و 17في المئ و يتممن ن من بل
إن هذه اهرقام الحيي والدالي –كميا يؤكيد ور دايم نيد -ليسيت عديمي اورربياا بمجم عي
أخرى من الم طيات ،وعلى رأ يها :جي دة الحمامي .فيإلى حيدود عهيد قرييب ،ظليت إفريقييا
منطق صحراح /قاحل من حيث الديمقرااي ،و يادة القان ن ،وبقييت إحيدى المنيااق اهكثير
فساداً في ال الم واهكثر ض فا ً من حيث الحمام .
فيي هييذا الصييدد ،وخي ل السيين ات القليلي الماضييي ،اي ر عييالم اوقتصيياد اهرجنتينييي دانيييال
ك فمان و م ؤه في مؤ س البنك الدولي ت مقاييس لتقييم ج دة الحمام فيي بليد ميا ،ومين
أهم هذه المقاييس نجد الت بير والمحا ب ( بما في جلك حريي الت بيير ومشيارك المي اان فيي
اختيار الحم م ) كبديل للديمقرااي ( وإن كان جز يا ً).
أما المقاييس اهخرى ،فتقيم او تقرار السيا ي(وايا ال نف) ،وف الي الحم م ( في مييدان
الخييدمات ال امي واإلدارة ال امي ) ،وجي دة نظييام الحم مي ( ليسييم بتطي ير القطيياع الخيياص
ور زيزه ) ،وحمم يادة القان ن( بما في جلك ج دة رنظيم المجتمع وج دة المحاكم) ،ومراقب
الفساد.
إن وضيع إفريقيييا يظيل يييئا ً للغايي عليى مسييت ى كييل هيذه المقيياييس .ف لييى ال مي م ،رييأري فييي
المرربي الث ثييين نسييبيا ً -أفضييل بقليييل علييى مسييت ى المقيياييس السيا ييي التييي رهييتم بالمحا ييب
واو ييتقرار ،وأ ي أ بقليييل علييى مسييت ى مقيياييس يييادة القييان ن ،ومراقب ي الفسيياد ،والج ي دة
المنظم ،وف الي الحم م .
97
United Nations Development Programme) UNDP (,«Human Development Report 2006,
Beyond Scarcity : Power, Poverty and the Global water Crisis » , )New york : Palgrave,
Macmillan,2006 (,p.276, table 1 and pp.283-286.
-غائية التنمية
نقصييد "اا ي ي التنمي ي " ،مجمييل المخرجييات التييي رتبل ي ر عبيير السيا ييات واو ييتراريجيات
التنم ي المختلف .وهي أ ا ا ً مت ددة واير محدودة .وبذلك ،يممن الق ل ،أن للتنمي اايات
يص ب حصرها كميا ً ،إو أنها في المقابل ،من المممن جيداً أن رحصير كيفييا ً .وهي ميا يتجليى
فييي الغايييات التالي ي :ممافحي كييل أشييمال الفقيير والهشاش ي والجهييل والميير ،رنميي إنتاجي ي
اقتصييياد ال ليييم والم رفييي ،الت ييييع ال يييادل للثيييروات والميييداخيل ،محاربييي مظييياهر الرييييع،
او تخدام اهمثل للم ارد والطاقات ،رط ير منظ م القطاعيات اهكثير خلقيا ً لفيرص الشيغل،
ر زيز فرص التضامن اوجتماعي ،رحسين أداح الخيدمات اوجتماعيي ،ررشييد ايرق صيرف
النفقات ال م مي ،رخليق مست يات اشتغال المرفق ال م مي ،رثمين قدرات اإلمميان البشير ،
ال ناي بأنماا الرأ مال اير الماد ...
ورهدف التنميي ،بصيف عامي ،إليى إشيباع مطاليب وحاجيات اإلنسيان اه ا يي ،والتيي رتمثيل
بالحاجات البي ل جي .ويتم إشيباع هيذه الحاجيات اه ا يي فيي أ مجتميع مين خي ل التنظييم
والمؤ سات اوجتماعي التي رق م في المجتمع وما يصاحبها من قييم وم يايير رحيدد مين ني ع
ال قات التي رس د بين أفراد المجتمع وحاجارهم.100
رستلزم اايات التنمي -كما ه الشأن بالنسب ل ا لها-درا فاحص وردقيقا ً ،وص وً إلى فهم
كامل ورام ل ملي النم والتط ير ،إج و يمفيي أن نقنيع بيأن يمي ن هيدفنا اه ا يي أقصيى قيدر
من الدخل أو الثروة ،حيث أنهما كما أشيار أر يط " مجيرد أداة ناف ي للحصي ل عليى شييح
خر" .كيذلك ،وللسيبب نفسيه ،و يممين أن ن يال" النمي اوقتصياد م الجي م ق لي باعتبياره
ااي في جاره ،وإنما يلزم أن رم ن التنمي م ني أكثر بت زيز الحياة التي نبنيهيا ودعيم الحريي
103اإلدارة ال ام للت عي ال لمي والنشر " ،اإلنسان ورل ث البيئ " ( ،مدين الملك عبد ال زيز لل ل م والتقني ،المملم
ال ربي الس دي ، )2000 ،ص.8
74
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
الب يد ،وكذا يادة المفاي والنجاع فيي ا يتخدام المي ارد الطاقيي المختلفي مين شيأنها كيرؤى
ا تراريجي ،أن رساهم المساهم الف ال في خدم اههداف البيئي المتن ع .
104
Alexandra de Heering, Stéphane Leyens ,op. cit, p.257.
75
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
هنيا ،يتت لد ال دييد مين الت صييفات الخاصي بهييذا الينم اوقتصياد مين التنميي ،مين قبيييل :
"ال قلن ي او ييتغ لي " عنييد ي ي ران هابرميياس" ،او ييت " عنييد كييارل ميياركس" ،انمحيياح
الشخصي " عند ماكس فيبر و"مسخ اإلنسان" عند كارل مانهايم...
وعلييى هييذا ،فيإن هييذه الت صيييفات هييي ميين جملي ا ثييار السييلبي للت جييه البحييت نحي اهب يياد
اوقتصادي للتنميي ،فيي حيين رلي الضيرورة عليى ر ييع النظيرة إليى التنميي – بحسيب رأ
مايمل ر دارو -لتذهب إلى ما ه أب د من الم يار اوقتصاد الضيق.105
بناح علييه ،إن مسيارات التنميي اوقتصيادي رميس عيدة ج انيب فيي السييرورة التنم يي ،مين
بينهييا ،ضييمان أ ييس التخصييص المييفح الف ييال والنيياجع للمي ارد اإلنتاجي ي ،والحييرص علييى
او تغ ل الرشيد والم قلن لمؤشرات النم المت اصل والمتراكم ،عي وة عليى القيدرة عليى
التفاعيييل اإليجيييابي والمت اصيييل ميييع مختليييف ا لييييات المؤ سييياري والسيا يييي واوجتماعيييي
واوقتصييادي المرربط ي بييأداح كييل عنصيير ميين عناصيير الحمام ي ،ميين دول ي وقطيياع خيياص
ومجتمع مدني وم اان.
التنمي اوقتصادي من خ ل جلك ،هي بالدرج اهوليى ،رنميي القي ى اإلنتاجيي Les forces
،productivesوالتييي رتشييمل ميين عمييل ال نصيير البشيير وأدوارييه اإلنتاجي ي .وهييي رنمي ي
،أ إنتا يتسم بالنم على ص يد و ا ل اإلنتا وخييرات رفتر عملي إعادة إنتا م
او ييته ك .فهييي رنميي ،رفتيير بييذلك ،رييراكم الرأ ييمال Une accumulation de
.capital
La ور رف رنمي الق ى اإلنتاجي في اللغ المتداول -بالم نى الضيق -بيالنم اوقتصياد
. croissance économiqueوه نم مررب بن عين اثنين من التقدم :
-التقييدم اوجتميياعي ،Le progrès socialميين خي ل رقييييم مسييت ى ال يييو وال مييل
المامل .وه رقدم رابع بالضرورة لمست ى التقدم اوقتصاد ؛
-التقدم اوقتصاد . Le progrès économiqueوهي رقيدم ريابع لم يدوت النمي المت لقي
بالنار" ال اني الخام .106 P.N.B
فيرو راد ،أمير رضا ي ،مرجع ابق الذكر ،ص ص.39-38 105
106
Le Thanh Khoi , op. cit, p. 39.
76
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
رام أهمي التنمي اوقتصادي في رحقيق أ س رقدم الدول والمجتم ات ،فإننا قيد نجيد مظياهر
و تنزاف كبير قد يمس بنيات التنمي بصيف عامي .فيي هيذا الشيأن ،رهيدف التنميي المسيتدام
بالنسب للبلدان الغني إليى التفميير ال مييق فيي إيجياد الصييئ المنا يب للتقلييص المت اصيل مين
حجم ا ته ك الطاق والمي ارد الطبي يي ،واليذ قيد يبليئ أضي اف أضي افه فيي اليدول الغنيي
بالمقارن مع الدول الفقييرة .وكمثيال عليى جليك ،رشيير الدرا يات ،إليى كي ن ا يته ك الطاقي
الناجم عن النف والغا والفحم في ال ويات المتحدة اهمريمي يصل إلى مست ى أعلى منه
في الهند بـ 33مرة.
الب د اوقتصاد ،وعلى ض ح هذا المنظ ر ،يج ل الدول المتقدم ،رمتلك ام حيا ً كبييراً فيي
او يييتنزاف الها يييل للثيييروات والمييي ارد ال الميييي ،بغيييي رلبيييي "نهمهيييا" اوقتصييياد الجشيييع
وال محدود.
رام ما لف ،يممن الق ل ،أن رحقيق التنمي اوقتصادي و يستتب ه بالضرورة رحقيق التنمي
اوجتماعيييي أو السيا يييي .ويت قيييف اهمييير إليييى حيييد كبيييير عليييى عدالييي ر ييييع ثميييار التنميييي
اوقتصادي .107
ومن أجل رثبيت الدعامات الديمقرااي لهذا الب د ،االبا ً ما نقف عند حقيق مفادها ،أن التنميي
اوقتصادي ،رح ل مجتم ا ً ما بطرق شتى ،بحيث يصير من الص ب جداً فييه رركييز السيلط
في يد شخص واحيد أو حيز واحيد أو نخبي محيدودة ايير مسيؤول .أووً ،رغيير هيذه التنميي
البني اوجتماعي واوقتصادي لبلد ما ي ع السلط والم ارد عليى نحي وا يع .ثانيياً ،رحي ل
الم اقييف والقيييم ب مييق فييي ارجيياه ديمقرااييي .108رتسييم التنميي باو ييتدام اوقتصييادي ،عنييدما
رتضمن في ج هرها السيا ات التي رمفيل لهيا ا يتمرار كفايي اهنشيط اوقتصيادي بيالمجتمع
وأداح الدور المأم ل منها ،ورم ن في ا ن نفسيه ،يليم مين الناحيي اإليم ل جيي ،فيي إايار
حرصييها ال ميييق علييى ضييمان الت ا نييات البيئي ي المختلف ي .فالتنمي ي الف حي ي ،مييث ً ،رتميييز
باو تدام ،حينما رم ن يليم مين الناحيي اإليم ل جيي ،وقابلي للتنفييذ ال مليياري واإلجرا يي
ميين الناحي ي اوقتصييادي ،وعادل ي ومنصييف ميين الناحي ي اوجتماعي ي ،ومنا ييب ومتن ع ي ميين
الناحي ي الثقافي ي ،وأن رم ي ن بالدرج ي اهولييى إنسيياني رت ييل بمنيياه" علمي ي شييامل ،ور ييال"
ارا ق التنمي الف حي بشيمل متماميل ومتيراص ،مين خي ل اوهتميام بأ يس التنميي القرويي
107أدهم أحمد حشيو "،المجتمع اههلي ومحارب الفساد في ض ح مباد قان ن التنمي " ،المجل ال ربي لل ل م السيا ي
،ال دد ، 28خريف ، 2010ص .74
108ور دايم ند ،مرجع ابق الذكر ،ص.156
77
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
المستدام ،وربطها ب ناصر أخرى ،رظل مين اههميي بمميان ،عليى مسيت ى رحرييك دوالييب
يرورة هيذه التنميي ،مين قبييل المحافظي وررشييد ا يتغ ل الثيروة الما يي ،رميريس النجاعي
الطاقي ي واولتييزام بت ي فير الطاقييات البديليي وضييمان التن ي ع البي ل ي جي للمم نييات الحي انييي
والنباري .
*التنمية اإليكولوجية
منذ مؤرمر ا تمه لم عام 1972اد التأكييد عليى أن المم نيات الطبي يي لم كيب اهر (أو
النظم اإليم ل جي ) رشمل في مجملها نظام الحياة اليذ ي تميد علييه بقياح البشيري ورط رهيا
المجتم ي في المستقبل .وبهذا ،فإن او تغ ل الرشيد واهمثل لم طيات هذا النظام ه بمثاب
صمام اهمان لبقاح ومستقبل اهجيال.
فالقضي ،بذلك -والحل في ال قت نفسه أيضا ً ،-رممن فيي إيجياد أنمياا إنما يي بديلي ،رضيمن
قابلي ا تمرار التنمي بدون ردمير للبيئ .
ولقد كانت أولى الجه د التي بذلت في هذا الصدد ،متمثل فيي صيدور ميا ي يرف "إعي ن
ك ك يييك" ،عيين نييدوة "ا ييتخدام المصييادر والبيئيي وا ييتراريجيات التنمييي " ،والمن قييدة فييي
الممسيييك عييام ، 1974بالتنسيييق بييين برنييام" اهمييم المتحييدة للبيئ ي ومييؤرمر اهمييم المتحييدة
للتجارة والتنمي ،إج أشار هذا اإلعي ن ،بشيمل واضي ،إليى التفياوت والفي ارق ال الميي التيي
80
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
كانت قا م نذاك ،وما الت قا م إلى حد ا ن ،فيما يخص ا تغ ل المي ارد الطبي يي ،وميا
يخص التقدم نح رخفيف حدة الفقر .وشدد في النهاي ،على عدة مباد أهمها: 110
-أن ال اميل اإلنسياني (اوجتماعيي واوقتصيادي ) رمثيل فيي االيب اهحييان السيبب الر يسيي
للتده ر البيئي؛
-يجب ال مل على رلبي حاجات اإلنسان اه ا ي ،دون رجاو قدرات النظم البيئيي المختلفي
على ال فاح بهذه الحاجات؛
-يجب أن رم ن لدى الجيل الحالي رؤي مستقبلي ،رشدد على عدم ا تنزاف الم ارد الطبي ي
المحدودة المتاح له ،وعلى عدم اإلهدار من ن عي الينظم البيئيي المختلفي ،حتيى و يقليل مين
فرص أجيال المستقبل في التنمي والرفاهي المنش دة.
ومنذ جلك ال قت ،ظهر رغير كبيير عليى مسيت ى التفميير اإلنميا ي ال يالمي ،بحييث ا يتخدمت
عبيارات "نج مي ي " جديييدة ،ميين قبيييل "اهنميياا البديل ي فييي التنميي " و"التنمي ي اإليم ل جي ي "
و"التنميي بيدون ريدمير" و"التنميي المسيتدام " وايرهيا للت بيير عين الفميرة نفسيها ،وهييي أن
التنميي والبيئي شيييئان مترابطييان ررابطيا ً وايييداً ،ويييدعم كييل منهمييا ا خيير .وإنيه ،إجا صييحت
المنظ م اوجتماعي واوقتصادي والسيا ي ،صحت رب ا ً لذلك البيئ ،وال مس الصحي .111
في هذا السياق ،رق م التنمي اإليم ل جي ،باه اس ،على م احمي النمي ميع واقيع المحيددات
البيئي ،مع ضرورة الحيرص عليى وضيع بيرام" ومشياريع لت زييز كيل اهب ياد البيئيي ،عبير
ضمان نجاع القطاعات اوقتصادي وررشيد ا تخدام الم ارد الطبي ي ،ميع رفياد اإلضيرار
بمصال اهجيال المقبل في إاار "ا تدام " التنمي اإليم ل جي .
110
van den Bergh, J., and J. van der Straaten (eds.) «Toward Sustainable
Development: Concepts, Methods, and Policy» ,) Washington, DC: Island Press, 1994( ,p.5.
111فريد مير "،حماي البيئ وممافح التل ث ونشر الثقاف البيئي "( ،عمان :دار الحامد للنشر والت يع ، )2013،ص
ص .22-20
81
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ويقصييد "او ييتدام البيئيي " ،رلييك القييدرة ،التييي علييى البيئي ،أن رمتلمهييا ميين أجييل م اصييل
الجهييد فييي ال ميييل بصيي رة ييليم وب ييييدة عيين كييل التمظهيييرات السييلبي الم يقيي للمنظ مييي
اإليم ل جي ،والتي أضحت ،في ال قت الحالي ،أكثر هشاش ورخاوة ،من ج قبل.
تدام البيئيي فيي التقلييص إليى أدنيى مسيت ى مين أخطيار ومن ثم ،رتجسد الغاي الفضلى ل
قادرة على رجديد مسببات الت ا ن البيئي. التده ر البيئي ،وكذا ج ل الطبي
همذا ،فمسار التنمي المستدام بيئيا ً ،يسيت جب القييام بخطي ات حا يم عليى مسيت ى أنمياا
او ته ك واإلنتا ،مع ضرورة ر زيز جلك بتحسيينات دا مي ومسيتمرة فيي اإلدارة واهداح
اليذ ي ييو فييه اإلنسيان ويميارس البيئيين .من منطلق اعتبار البيئ ،رتبل ر ب صفها "ال
أنشييطته اإلنتاجييي واوجتماعييي ،والخييزان الها ييل للميي ارد الطبي ييي المتجييددة ،مثييل حقيي ل
الزراعي ومصييايد اه ييماك ،والمي ارد الطبي يي اييير المتجييددة ،مثييل منيياجم الم ييادن و بييار
النف " ،112رت خى التنمي المستدام رحقيق ال ديد من اههداف البيئيي البالغي اههميي ،والتيي
رتجسد أ ا ا ً فيما يلي:
،أ الحيرص عليى -او تخدام الرشيد والم قلن للم ارد ايير المتجيددة أو القابلي للنضي
حفظ الم ارد الطبي ي ؛
م ي لضييمان ييليم لألجيييال المسييتقبلي وخلييق البييدا ل ال -الراب ي الت اق ي فييي رييرك بيئ ي
متها المستدام ؛
-الحمايي المتط ي رة هنظمي ا ييتي ا النفايييات بمييل أشييمالها وبلي رة مخططييات ا ييتراريجي
لضب مست يات هذه الحماي ؛
-او يت مال الف يال لميل مي رد مين المي ارد الناضيب ،وال ميل عليى رحدييد قيمتيه اوقتصييادي
الحقيقي المنصف ،ورحديد ر منا ب له بناح على رلك القيم ،بشمل يضمن الت يع ال يادل
للثروة النارج عن التمدس اإليجابي لهذه القيم ؛
-خلييق الم احمييات الضييروري بييين التنميي اوقتصييادي والمحافظي علييى البيئي ،مييع اولتييزام
بمبدأ مراعاة حق ق اهجيال القادم في الم ارد الطبي ي ،خاصي الناضيب منهيا .وعبير جليك،
رحقيق ا تدام الحمام على مست ى رجليها البيئي.
كل جلك ،من الص ب جداً الحديث عن أهميتيه القصي ى-لأل يف الشيديد ، -فيي ظيل التغيييب
الملييي ،ميين لييدن صييناع القييرار التنم ي الييدولي ،للراب ي فييي دميي" اوعتبييارات البيئي ي فييي
المخططات والسيا ات التنم ي .وه الدم" ،المفيل بتجنيب الم ارد واإلممانيات الطبي يي ،
من كل أشمال المخاار المحدق واهضرار المارثي على ال الم بأ ره.
112اإلدارة ال ام للت عي ال لمي والنشر ،مرجع ابق الذكر ،ص .7
82
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
*التنمية الثقافية
في اللغ المتداولي ،حينميا نتحيدث عين التنميي الثقافيي ،فإننيا نحييل عليى رنميي الت لييم( رقياس
بالتمييدرس ) ،ال لييم ،التمن ل جيييا واهنشييط "الثقافي ي " :الممتبييات ،المتيياحف ،نشيير المتييب،
اإلبداع الفني...ع وة على الم نى الضمني للثقاف ،من حييث اعتبارهيا "مجمي ع المجياوت
الفمري لحضارة ما" .113
وبذلك ،يتجسد الهدف اه ا ي لهذا النم من التنمي في ال ميل عليى الزييادة فيي الثقافي بميل
أشمالها وج انبهيا ودعامارهيا ورجليارهيا ،ميع الحيرص عليى أن يظيل كيل مين التربيي والت لييم
والم رفي والي عي كلهييا عناصيير لل عيياح الييذ يحتضيين التنميي الثقافيي بمييل مييا رتضييمنه ميين
رمظهييرات التط ي ير الفميير واوررقيياح الثقييافي ،وه ي ال عيياح /الحاضيين الييذ يشييمل نيياظم
ارصيال بييين مفهي م "التنميي " ومفهي م" الثقافي " .وبييذلك ،ينجد أنييه كلميا اد منسي الثقافي
ادت درجات التنمي ،وال مس صحي .
فالتنمي الثقافي ،في هذا المقام ،هي عملي اوعت ح واوررقاح بالشيؤون الثقافيي المختلفي ،فيي
ييياق اههييداف والمقاصييد المنشي دة ،والتييي ري فر القاعييدة المنا ييب لتنميي المجتمييع ،ونضيي"
البشري و م ها /ر اليها.
هذا التحديد لنم التنمي الثقافي على نقاا مهم عدة : وينط
-المقصييي د بالشيييؤون المختلفييي للثقافييي هيييي اليييرؤى والقييييم وال يييادات والتقالييييد والقييي انين
واهيدي ل جيات...؛
-التنميي الثقافيي هييي عملي ي دا مي ومسييتمرة و يمميين وضييع حييد نهييا ي لهييا فييي المجتم ييات
البشري ؛
113
Le Thanh Khoi , op. cit, p.29.
83
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
-ر تبر التنمي الثقافي أحد اهب اد اه ا ي في عملي التنمي بحيث أنها ر فر القاعدة المنا ب
للتنمي ؛
-التنمي الثقافي هي عل التنمي وم ل لها في ال قت نفسه؛
-إن كمال البشري ه الهدف المح ر في التنمي الثقافي .
ورمثل التنمي الثقافي ب داً واحداً في عملي التنمي ،إو أن للثقاف حض راً ظاهراً مسيتتراً فيي
جميع ج انب الحياة البشري .ولذلك ،يممن رص ر دور بار لها في عملي التنمي .114
على هذا اه اس ،فهذا النم من التنميي -الينم الثقيافي ،-هي عمليي دا مي ومسيتمرة .وهي
ال امل المسبب للتنمي ونتيج لها في ال قت نفسه.
وقد ربل رت على ص يد التنمي الثقافي ارجاهات نظري مختلف ومتباين ،من جملتها :
-نظرية الن وذ والنتشار :والتي ررى أن التنمي مممن عن اريق اقتباس ال ناصير الثقافيي
وانمحياح للغر ،وارح الثقاف التقليدي .وهذا التيار الفمر يؤد في النهاي إليى اونسي
اله ي الثقافي ،ور زيز التب ي وجم د التنمي ؛
-نظرية المركزية اإلثنية :والتيي رؤكيد عليى الثقافي المحليي والتيراث ،ورتجاهيل بشيمل ريام
رقريبا ً أهمي الممتسبات الحضاري والتط ر ال لمي الحاصيل فيي الغير .وقيد ر رضيت هيذه
النظري إلى انتقادات جدي من قبل المفمرين؛
-نظرية التنمية الداخلية :وهي النظري التي قد ربدو أكثر واق يي مين النظيريتين السيابقتين
بيييدليل ا يييتنادها إليييى اهصييي ل الث ثييي :الثقييي بالثقافييي المحليييي ،اربلييي المصيييادر الثقافيييي ،
واوررباا ال اعي مع الثقافات اهخرى .وبذلك رأخذ هذه النظريي فيي الحسيبان إمميان إعيداد
أرضي ثقافي منا ب لتنمي مزدهرة.
بما أن السل كيات اوقتصادي واوجتماعي والسيا ي والثقافي المنبثق من المؤ سيات التاب ي
للمجتمع ،رل ب دوراً كبيراً في عملي التنمي ،وأن هيذه السيل كيات ناب ي مين رؤى وقييم جليك
المجتمع ،لذا ر تبر هذه الرؤى والقييم مفتاحيا ً لفهيم التنميي أو التخليف فيي المجتم يات .أميا إجا
ر ارضيييت رؤى وقييييم المجتميييع ميييع إجيييراحات ونشيييااات التنميييي اوقتصيييادي واوجتماعيييي
والسيا ي ،ف يممن التفاؤل ببرام" التنمي في جلك المجتمع.
من هذا المنطلق ،يجب أن يم ن لتغيير الرؤى والقييم ورجانسيها ميع بيرام" التنميي ،اهول يي
في أمر التنمي ،وأن يتم نشر وإشاع الم تقدات الثقافي المساعدة للتنمي في المجتمع.115
أ-المن لق البنيوي
ب-المن لق الوظي ي
إن الخطابات كما السيا ات ليست م زول عن السيرورة اوجتماعي ل يدي ل جيات .ويق دنا
هذا المنزع إلى او تفهام بشأن ال ظيف اه ا ي للنم ج التنم .
ويقييدم الميينه" البنيي الي ظيفي ب ييض المييداخل المسيياعدة علييى إبييرا ال ظيفي أو ال ظييا ف
الخفي للسيا ات التنم ي المتب ،119وكذا ال ظيف أو ال ظا ف المرربط بالتدخ ت التنم ي
لسا ر المم نات اه ا ي والفاعل للحمام -خاص القطياع ال يام والقطياع الخياص ،-والتيي
رختلييف المنهجيييات واورجاهييات المتب ي فييي رحديييدها ك ظييا ف علييى صي يد رحقيييق اههييداف
118عا ش التايب "،يا ات التنمي في ر نس ورأثيرها في فرص ال مل" ،ضمن " النم اوقتصاد والتنمي المستدام
في الدول ال ربي ،يا ات التنمي وفرص ال مل :درا ات قطري " ،مجم عي ميؤلفين ،ا( ، 1بييروت :المركيز ال ربيي
لألبحاث ودرا السيا ات. )2013،
119أشغال ندوة " ال لم الرأ مالي وأثرها على اقتصاديات الدول النامي " ،مرجع ابق الذكر ،ص . 260
87
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
اوجتماعي .وهذا اوخت ف ليس ثان ياً ،بل له ع ق بتباينات ج هري بشأن المقارب ال امي
التي ي تمدها كل ارف رجاه القضايا اوقتصادي عم ما ً .120
يمت المنطلق ال ظيفي عناصره الج هري من اهدوار الجديدة التي رق م بها مم نات الحمام
في صياا نم ج رنم م ين.
فالدول مث ً كمم ن من مم نات الحمام رس ى إليى رأديي ال دييد مين ال ظيا ف ،بغيي ضيمان
أ س بقا ها وا يتدام دعاميات رط رهيا .وهيي ال ظيا ف ،التيي رتجسيد فيي االيب اهحييان –
وانط قا ً من رجار عالمي رراكمي مختلف -كما يلي: 121
-وظي ة التثبيت :ورق م على اعتماد يا ات ضيريبي وإنفاقيي ونقديي ورسي يري للصيرف
ر فر فرص التشغيل وا تقرار اه ار وو رؤد إلى عجز في الم ا ن أو إلى رضخم؛
ييتثمار ورحم يي ل -وظي ةةة التشةةريع والتنظةةيم :ورق ي م علييى ر ي فير التشييري ات المشييج
الملمي ورماف اوحتمار ورحمي ال مل والمستهلمين؛
-وظي ة توفير الطلع والخةدمات العامةة :فيي مجياوت اليدفاع واهمين والبيئي وضيب النمي
السماني والت ليم والبحث والصح والتنمي المنااقي ؛
-وظي ة الرعاية الجتماعية :ورتمثل بتح وت لرعاي الفقراح والجماعات الهش عن اريق
اإلعفاحات الضريبي والتأمينات اوجتماعي وردخ ت المنظمات اير الحم مي ؛
-وظي ةةة الستشةةراا السةةتراتيجي ( :ميين أجييل اللحيياق بركييب التقييدم ) ورق ي م علييى بن ياح
السيناري هات والخط في مجاوت السيا ات البحثي والتمن ل جي واوقتصادي .
الدول ،ومن أجل اهداح الف ال على ص يد النمي ج التنمي اليذ رتبنياه /أو مين المممين أن
رتبناه ،عليها أن ربل ر -ع وة على قيامهيا ،وبشيمل أ ا يي ،بال ظيا ف ا نفي اليذكر -مقاربي
وظا في رشاركي ميع بياقي مم نيات الحمامي :مؤ سيات القطياع الخياص وف الييات المجتميع
المدني وم ااني المجتمع.
ويممن الق ل ،أن ردخ ت كل مم ن من مم نات الحمام على مست ى إر اح م الم النمي ج
التنم المأم ل رتض ،وفق مررمزات المقارب ال ظا في التشاركي ،كما يلي: 122
120عبد الحليم فضل هللا "،ر يع المهام بين القطاعين ال ام والخاص في رحقيق اههداف اوجتماعي " ،ضمن " دور
القطاع الخاص في مسار التنمي المستدام وررشيد الحمم في اهقطار ال ربي " ،مجم ع مؤلفين ،ا( ، 1بيروت :
المركز ال ربي لألبحاث ودرا السيا ات ، )2013،ص. 191
121كما ه وارد في التقرير ال ام للتنمي بمصر ل ام .1995أنظر :أحمد ب لبمي" ،م ض عات وقضايا خ في في رنمي
الم ارد ال ربي :مقارب اجتماعي -اقتصادي "( ،بيروت :دار الفارابي ،)2007،ص .50
88
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
-الدولة :في ياق رجسير فج ات أ نم ج رنم قا م ،هناك أن اع محددة من اهنشط
والخدمات و يممن لغير الدول القيام بها ،مثل :م اشيات التقاعيد ،ممافحي الفقير ،المشياريع
المبرى ،برام" الحماي اوجتماعي .وجلك من منظ ر ،أن ريدبير هيذه المجياوت – اهنشيط
والخيييدمات -يتضيييمن مخييياار مررف ييي ويتطليييب رمييي ي ً ضيييخما ً ،أو هنيييه و يخضيييع لمبيييدأ
او تب اد ،123وو ليات التس ير التلقا يي فيي السي ق .هنيا ،نجيد ث ثي ارجاهيات متحممي فيي
صياا الدول لنم ججها التنم :
-أو ال ،التجاه الق اعي :على الدول اوهتمام بالقضايا الج هري والمهميات اه ا يي ،مثيل
-ثانيةاا، الت لم وال ناي الصحي ،من دون أن رنشغل بمسا ل أقل أهميي ؛
التجةاه القتاةةا ي :حيييث الجييدوى هييي اه يياس فييي ر يييع المهييام التنم يي – اوقتصييادي
واوجتماعي -بين الدول وبين باقي مم نات الحمام .والمبدأ ه البحيث عمين يقيدم الخيدمات
بيأعلى كفيياحة وفاعليي .والدولي عبيير هيذا اورجيياه ،عليهييا أن رمي ن جييد حريصي علييى رحديييد
اههييداف ور ييم السيا ييات ال ام ي ورهييييئ البيئي التشييري ي والقان ني ي ،مييع وضييع ض ي اب
صارم وملزم لتطبيق جلك؛
-ثالثاا ،التجاه الجتماعي الوظي ي :يركز على رحقيق اههداف-التنم ي بالدرجي اهوليى،-
وفيق أعلييى الم ييايير .هنييا ،ينبغييي عييدم رجاهيل الفاعليي والمفيياحة ،لميين الم يييار اههييم هي أن
رحقق الدول إحدى أهم وظا فها ،أ إشباع الحاجات اه ا ي بمست يات مقب ل ،رشمل أو ع
شييريح ميين السييمان .ويييرى هييذا اورجيياه ،الخدمي اوجتماعيي ميين منظييار المصييلح ال امي ،
م طيا ً اهول ي للمستفيد -مستهلك السيا ات التنم ي -على المنت" -متخذ السيا ات التنم يي -
وللقطيياع ال ييام علييى القطيياع الخيياص ،هنييه اهقييدر علييى الم احميي بييين الميي ارد المتاحيي
واههداف اوجتماعي المت خاة .هنا يت لد مفه م "الدول التنم ي " ،كدول وثيق الصل بمبيدأ
ال مييد أو التغييير اإلراد ومبييدأ رلبييي الحاجييات اإلنسيياني .فممييا أثبتييت رجييار دول شييتى،
خص صا ً دول شرق يا و يممن الركي ن إليى قي ى السي ق لتحقييق نمي راعيي وصيناعي
جيياد ،وميين بييا أولييى و يمميين اوعتميياد عليهييا لتحقيييق رنميي شييامل وعادلي ومسييتدام رفييي
بالحاجييات اإلنسيياني للم ي اانين .وو منيياص ميين اضييط ع الدول ي بقيييادة التنمي ي ميين خ ي ل
رخطي ق مي شيامل ،ومين خي ل اشيتراك الدولي فيي او يتثمار اإلنتياجي– و او يتثمار فيي
اليينقص الم حييظ فييي قييدرات القطيياع البنيي اه يياس والمرافييق الخدميي فحسييب -بمييا ي ي
الخاص ويتغلب على الخلل في ر جهاره التنم ي .وهذه هيي الدولي التنم يي التيي ،وإن كانيت
رفتر ر ييع قاعيدة الملميي ال امي ،ورف ييل مبياد التخطيي الجياد ،إو أنهيا و رسيت جب
122عبد الحليم فضل هللا ،مرجع ابق الذكر ،ص ص .194-191
يا (اإل م ا) -بم نه " النتيج الطبي ي لحزم 123ي رف او تب اد –من منظ ر اللجن اوقتصادي واوجتماعي لغر
مترابط من المشاكل رتضمن :البطال ،ض ف المهارات ،الدخل المنخفض ،المساكن الرديئ ،الم دوت المررف
للجريم ،ال ناي السيئ بالصح ،التفمك اه ر "...
89
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
إقصيياح القطيياع الخيياص ،وو رييدع إلييى ا ييتب اد دور الس ي ق فييي الحييياة اوقتصييادي .فييدور
القطيياع الخيياص ودور السي ق مطلي شييريط أن يمييارس هييذا الييدور فييي إاييار الت جيهييات
ال ام للتنمي التيي رضي ها الدولي التنم يي وفيق المصيلح ال انيي ،والتيي رترجمهيا الخطي
الق مي الشامل للتنمي إلى بيرام" ومشيروعات ،ورحيدد ميا يليزم مين يا يات لحسين رنفييذها
.124
– الق اع الخاص :في مجال اوررقاح التنم ،عادة ميا يمي ن القطياع الخياص بيدي ً منا يبا ً
لتجاو مثبطات التنمي التي يممين أن رلصيق بالتيدخ ت ايير الم فقي للقطياع ال يام .وبيذلك،
حينما يفشل هذا القطاع اهخير في القيام بمهامه ورأدي وظا فه أو حينميا يمير بأ مي فيي فتيرة
من فترات ردبيره التنم ،يم ن من الم يم جيداً ،فيت المجيال أميام القطياع الخياص ،وعليى
وجه التحديد ،على مست ى حمله للمسؤولي المامل والتام في ر فير الخدمات اه ا ي ،ول
بشمل ا تثنا ي ،في إاار ما ي رف "المدخل اإلنقاج . 125" Rescue Approach
همذا ،نجد أن دور القطاع الخاص في مسار أ نم ج رنم -التنمي المسيتدام عم ميا ً-
حي إليى أب يد الحيدود ،حييث التنميي و رت قيف فيي حيال مين اهحي ال كلييا ً عليى ميا يؤدييه
القطيياع ال ييام ميين دور .وشييك أن للقطيياع ال ييام دوراً أ ا يييا ً فييي التنميي ،وكثيييراً مييا رم ي ن
مشاريع التنمي مت قف على مبادرات منه ،إو أن القطاع الخياص ،وبخاصي حييث اوقتصياد
ال ي اني يصييطبئ بإ ييهام بييار ميين جانييب هييذا القطيياع ،يييؤد دوراً فييي مسييار التنمييي
اوقتصادي واوجتماعي .
التنمي و رم ن مسيتدام ،فيي حقيقي اهمير ،ميالم رمين ناب ي مين حي يي رلقا يي خ قي .وهيذه
الحي ي ،و رت افر عم ما ً ،إو ب ج د قطاع خاص ،رد في أوصاله حركي مشه دة .126
المنطلق ال ظيفي للقطاع الخاص على مست ى الصياا الجيدة ه نم ج رنم ،إجاً ،يبر
مين خي ل اهدوار الرياديي الهامي التيي مييا فتيئ يضيطلع بييه هيذا القطياع فييي ر اييد دعامييات
اوقتصادات خص صا ً ور زيز حرك التنمي المستدام عم ما ً.
-المجتمع المدني :الخصيا ص التط عيي التيي رتصيف بهيا المؤ سيات المشيتغل فيي الحقيل
المدني رج ل منها مؤ سات را دة على مست ى النم ج التنم اليذ ينشيده أ مجتميع مين
المجتم ييات الحي ي والنابض ي بالغايييات ال ظا في ي القص ي ى ،ميين قبيييل رحسييين رفاهي ي عيييو
126ليم الحص "،القطاع الخاص ومسار التنمي المستدام " ،ضمن " دور القطاع الخاص في مسار التنمي المستدام
وررشيد الحمم في اهقطار ال ربي " ،مرجع ابق الذكر ،ص ص.36- 35
90
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
م ااني هذه المجتم ات؛ إج يبر عبر جلك ،الدور الحا م للف ل التط عي في عمليي التغييير
الملي ي الم صييل لمجتمييع او دهييار اإلنسيياني .127فييي هييذا الشييأن ،يبييدو أن اورجيياه ال ي ظيفي
للهيئات التط عي في شتى مم نارها -اه رة والمنظمات الخيري وف اليات المجتمع المدني،-
له من السمات اإليجابي النزر المثير .وجلك بحمم ربل رها كركن أ ا يي وف يال ،فيي رحقييق
ر افق ا راح والطم حات ،بخص ص السيا ات التنم ي – السيا ات اوجتماعي عليى وجيه
التحديييد ،128-مييع ضييرورة اهخييذ ب ييين اوعتبييار ،ابي ي ع قتهييا بالفيياعلين ا خييرين-بيياقي
عناصر الحمام ،-والمت خي في عمقها المسياهم الفضيلى عليى صي يد مسيت يات الرفيع مين
مممنات اونتقال التنم الحقيقي.
– المواطن :يشمل الم اان حجر الزاوي في أ منظ ر ردبير /رنم .فالتدبير الحديث
والمتطييي ر ،واليييذ يتييي خى ،رب يييا ً ليييذلك ،الرفيييع مييين القيييدرات التممينيييي التنم يييي لمختليييف
المؤ سات /التنظيمات ،يظيل فيي عمقيه ،ومين أجيل رحقيق المبتغيى التنمي ،ي ميل جاهيداً،
وفق ليات رجدد نفسها با يتمرار ،عليى ميت عناصير ق ريه مين شيرعي او يتجاب لمتطلبيات
الم اان .وهي المسأل التي يتم ا تحضارها في ا ر الخطي واو يتراريجيات والسيا يات،
والتي ما فتئت رتخذها الدول في ا ر مجاوت ردخلها التنم .
الم اان كمم ن من مم نات الحمام ،ه " إنسان نم ججي" :رشاركي فاعل /مشارك ف ال
فيي ييرورة يا ييات الف يل التنمي ،وفيي مسييارات ريدبير قضييايا الشيأن ال ييام ،فيي إاييار
رر يخ مق مات ،ما ماه روبرت دال "الديمقرااي المتضامن " ،والضامن فيي ج هرهيا،
للميي اان اليييديمقرااي ،لمييل حق قيييه وحريارييه ،والمفيلييي بج لييه يسيييتفيد ميين ثميييار رشييياركه/
مشاركته في إر اح اهب اد المؤ ساري للدولي الحاضين لطم حاريه وراباريه فيي الت بيير عين
127عروس الزبير "،المجتمع المدني وبدا ل التغيير :اإلممانيات والحدود" ،ضمن " رقرير التنمي اإلنساني ال ربي لل يام
، 2004نح الحري في ال ان ال ربي ،درا ات وبح ث الندوة الدولي المنظم من ارف مركيز الدرا يات الد يت ري
والسيا ي بت اون مع مؤ س ك نراد أديناور ،مراكو 12-11- 10ن نبر ، " 2005رنسيق امحمد مالمي " ،دور القطاع
الخاص في مسار التنمي المستدام وررشيد الحمم فيي اهقطيار ال ربيي " ،ا( ، 1اليدار البيضياح :مطب ي النجياح الجدييدة
، )2006،ص.211
128
Nicolas Deakin ,« True Partnership» ,New Statesman,20/6/1997.
91
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ه اجسه وانشغاوره-خص صا ً التنم ي ،-جات الصل ال ثيق بالمنطلقيات المرج يي للم ااني
الحق .
فنتحدث بذلك ،وعبير المسياهم اإليجابيي للمي اان فيي ييرورة التنميي ،عين انبثياق لنمي ج
رنم رشاركي /رضامني.
ج-المن لق المؤسطاتي
أ صب رحديد دور الدول في رق ي القرارات المؤ ساري ببلد ما-بما فيها القيرارات التنم يي ،-
ضمن بيئ اقتصادي جديدة ومتغيرة ،يتأثر باهتمام كل الدار يين والمنظميات الدوليي ورجيال
اهعمال ،هن ر فر عامل الريادة للنشياا او يتثمار والتنمي هي رهيين ب جي د مؤ سيات
ف الي ومنيياخ م ييم و ليييات وق اعييد وقيييم رضييمن رطي ير او ييتثمار واإلنتييا .كمييا أن نش ي ح
الطبق ي الريادي ي يحتييا إلييى ق ي ات دفييع مؤ سيياري مهم ي ،حيييث يبييين التيياريخ دا م يا ً أن هييذا
.129 النش ح ليس من اهم ر التي رتأرى في المدى القصير أو المت
و يممن التحد الذ ر اجهه كل المجتم ات البشري في خلق نسيق مؤ سياري شيامل ،يضيمن
التنمييي المسيييتديم ورحقيييق أهيييداف ا يييتراريجي ،ق امهييا م اجهييي الفقيير والتهمييييو وبلييي رة
يرورة مشروع المجتمع المنجز.130
وم ل م أن يرورة المجتمع المنجز ،رتطلب في الدرجي اهوليى ،مين أجيل رحرييك دواليبهيا،
ضب ما يسمى "البيئي المؤ سياري " ،والتيي ر يرف بم نهيا مجمي ع اإلجيراحات القان نيي ،
السيا يي ،القضيا ي والثقافيي التيي رييؤار ،ريدفع ،ر ييز وريأجن لتبلي ر اهنشيط الشييم لي أو
الفردي .وهي اهنشط التي رتجذر على مست ى كل بني منظم أو اير منظم .131
-المن لق الترايي
رجسد مسأل التدبير الترابي ،منطلقا ً حقيقيا ً لبل مدارك التنميي المنصيف والمت ا ني ،والتيي
بإممانها او تجاب ا ني والف ال لمل متطلبات اهفراد والجماعات على ص يد النسق الترابي
وفق اشترااات مين إنتاجيي ومردوديي وجاجبيي اوقتصياديات الترابيي الجدييدة ،وميا لهيا مين
ان ما ات إيجابي على مست ى يرورة التنمي ،مع ما يررب بها من ضرورة رجاو الفرص
الضييا ،والتييي قييد ر يؤخر ييبل اإلق ي ع الترابييي الف ييال ورييبخس ميين مجه ي دات مم نييات
وعناصر الحمام فيي رحقييق كيل ااييات التنميي الترابيي المسيتدام .اهمير ،اليذ يج يل مين
التفمير في بنياح نمي ج رنمي يراعيي منطلقيات التسي يق الترابيي النياج مسيأل حا يم فيي
ضييمان رنيياام وانسييجام مسييارات التنمي ي ،بسييا ر رجليارهييا ،وا تحضييار ميين أجييل كييل جلييك،
مختلف اهب اد او تراريجي التي من شيأنها رج ييد الخيدمات الترابيي والرفيع مين نمي عييو
الفئات المستهدف من يا ات التدبير الترابي.
132أنظير :محميد عبييد ال زييز ربيييع "،التنميي المجتم يي المسيتدام :نظريي فييي التنميي اوقتصييادي والتنميي المسييتدام "
(،عمان :دار اليا ور ال لمي للنشر والت يع .) 2015،
94
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ويتجلى المنطلق الترابيي للنمي ج التنمي ،أ ا يا ً ،عليى مسيت ى "التنميي المحليي " ،واليذ
ظهر كمفه م را د في بحر الستينيات من القرن المنصرم على إثر النقاشات التي ر الت ح ل
رهيئ وإعداد الترا .وجلك من أجل م الج اوخت وت القا م بين الجهات.
ولقد كان ال الم القرو الحقل اهول لتطبيق مفه م "التنمي المحلي " ،لمنه الي م رجاو حدود
القري إلى المدن ،خص صا ً في اهحياح.
والتنميي المحليي هييي عمليي ،يمميين ب ا ييطتها ،رحقييق الت يياون الف ييال بييين المجهي د الشي بي
والحم مي ل ررقاح بمست ى التجم ات وال حدات المحلي :اقتصاديا ً واجتماعيا ً وثقافيا ً...
من منظ ر رحسين ن عي الحياة لسمان رلك التجم ات المحليي فيي أ مسيت ى مين مسيت يات
اإلدارة المحلي في منظ م شامل ومتمامل .
إنها عملي رغيير ،رتم بشمل قاعد مين اه يفل ،ر طيي اه يبقي لحاجييات المجتميع المحليي،
ورتأ س على المشارك الفاعلي لمختليف المي ارد المحليي وكيل جليك فيي يبيل ال صي ل إليى
الرفع من مست يات ال يو واوندما والشرك والحركي .133
من منظ ر اررباا النم ج التنم المنش د بمجاوت حمام ردبير الشأن ال ام المحلي ،وفي
إاار الرابي الجم يي لتقا يم ورشيارك المسيؤوليات التنم يي ،فإننيا ،وعبير رحلييل ال دييد مين
مؤشيييرات اليييدفع بقيييدرات وإممانيييات كيييل عناصييير الحمامييي فيييي ارجييياه رنظييييم وصيييياا
او تراريجيات والسيا ات الترابي ،ين حظ ،بشيمل جليي ،اررفياع أهميي مسياهم المجتميع
المدني في مختلف مست يات ردبير قضايا الشأن "الترابي" المحلي .وجلك ،من منطلق ،ربل ره
كشريك جديد للحمام – الترابي باه اس .-إج ،أضحى المجتمع الميدني ،وفيق هيذا الم طيى،
بالبرام" والمشاريع التنم ي المحلي ،خاص ،ب د أن باحت بالفشل فاع ً أ ا يا ً في النه
اليييذريع مختليييف الجهييي د الف قيييي والقطاعيييي للدولييي .حييييث عيييادة ،ميييا ييييتم إعيييداد ورحضيييير
المخططات التنم يي –بميا فيهيا حتيى المخططيات المحليي -عليى صي يد مركيز ،دون القييام
بالتشخيص الضرور والمسبق للحاجيات ومتطلبات الفئات المستهدف محليا ً.
وبذلك ،فمؤ سات المجتميع الميدني هنيا ،وبغيي الخيرو السيليم مين رخبطيات "الميأ ق /الفيخ
التنم " ،رظل مسأل إي هيا ال نايي ال مي ،أميراً مين اههميي بمميان ،بحميم ر فرهيا عليى
شرعي "القر " من الساكن المحلي ،مما ييسر لها ،بالضرورة ،إممانات وظروف المساهم
اإليجابيييي والف الييي فيييي وضيييع المبيييادرات-النمييياج -التنم يييي وإنجا هيييا ورتب هيييا ورقييمهيييا
ورق يمها ،وكذا لت لها المت اصل بجمل من ا ليات القمين بالتأ يس الف لي والف يال للتيدبير
الترابي او تراريجي ،والتي رر م لها م يالم خاراي ارييق حقيقيي ،رممنهيا مين بنياح نمي ج
ياد عب د عل ش "،لبنان التنمي :فاق ورحديات" ( ،بيروت :دار الفارابي ، )2014 ،ص. 59 133
95
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
رنم " ق " ،يمت عناصر ريادره من هذا التيدبير الترابيي ،واليذ ييروم أ ا يا ً فيي كنهيه،
بل ي أهييداف التنمي ي الترابي ي "المسييتدام " .وجلييك باعتبييار رأ سييه علييى مق مييات رشيياركي
"جكي " رضمن التنسيق الم ع بين مختلف الفاعلين الترابيين.
من ال اض جداً ،أن فلسف التدبير الترابي او تراريجي ،إجاً ،هي في حقيق أمرها ،رهان من
رهانات بناح دول الحمام -الترابي باه اس ،-مع ما يررب بها من مباد التشيارك والت ياون
والمأ سي والقيير ،والتييي بإممانهييا رثمييين مقييدرات ومممنييات الف ييل الترابييي السييا د ،وج لييه
مررمزاً من مررمزات الديمقرااي المحلي .وجلك لن رتحقق مراميه ،إو بالحرص اهكيد على
القيام ب ملي إدما ف ال ومتماهي للمشاريع الترابي في ييرورة النمي ج التنمي المنشي د،
مع ضرورة اهخذ ب ين اوعتبار كل مست يات التشيخيص الشيم لي لمي اان القي ة والضي ف
لمل يرورة رنم ي ررابي ،وعلى ص يد شتى مجاوت الف ل الترابي.
لقييد أثبتييت المثييير ميين التجييار التراكميي والممار ييات الفضييلى فييي مجييال التييدبير الترابييي،
خاص على مست ى صياا ورنفيذ السيا ات -البرام" والمشاريع -التنم يي ضيرورة إر ياح
نم من الحمام الترابي ،قادر في عمق جاريه ،عليى رحقييق اايتيه القصي ى ،أو وهيي وضيع
لبنيييات الصيييرح اليييديمقرااي الترابيييي الحقيقيييي ور اييييد أركانيييه فيييي كيييل مسيييت يات التنميييي
وامتدادارها الشم لي .
ه-المن لق التوزيعي
المنطلق الت ي ي ه اه ياس القيميي اليذ ييدور فيي فلميه أ نمي ج رنمي يتي خى رييادة
المجتمع واوررقاح بمم ناره الم ياري .وهي المسأل ،التيي قيد رتجسيد ب يض رجليارهيا المبيرى
فيييي التميييا المفيييرو بيييين المفييياهيم جات الصيييل بالتنميييي ،مييين قبييييل مفهييي مي "ال دالييي
اوجتماعي " و"التنمي المستدام ".
فحسب ال ديد من الباحثين ،هناك رراب وثيق بين ال دال اوجتماعي وا تدام التنمي ؛ فالبدح
بال دالي ينتهييي بنييا إلييى ضييرورة مراعيياة مطلييب او ييتدام والبييدح باو ييتدام ينتهييي بنييا إلييى
ال دال كشرا ضرور ل تدام .
والحيق أن ال دالي اوجتماعيي وا يتدام التنميي وجهييان ل ملي واحيدة-خاصي عليى المسييت ى
الت ي ي ،-إج أن ك منهما م ني باإلنصاف في ر يع الحقي ق والفيرص والمزاييا واهعبياح
بين الناس في المجتمع الذ ي يش ن فيه ،وبين مجتم هم والمجتم ات اهخيرى ،وفيي ميا بيين
الزمن الحاضر والزمن المقبل.134
ونقد " ،ررجم حيدر نجف ،ا( 1بيروت :مركز الحضارة لتنمي الفمر 136أحمد واعظي "،نظريات ال دال :درا
اإل مي ، )2017،ص . 339
في مؤلفه "Spheres of Justice: A Defense of Pluralism and Equality ": 137
97
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
على هذا النح ،فإننا نجد أن فمرة ال دال في كيل مجتميع مين المجتم يات ،رتيأثر بتفسيير جليك
المجتمييع لسيياح الخيييرات اوجتماعيي وأصي ل الت يييع ال ييادل لتلييك الخيييرات وم يياييره لييه
ع ق مباشرة بتفسير جلك المجتمع لمل واحد من رلك الخيرات.138
المنطلييق الت ي ي ي ،قييد يبييدو ميين جه ي أخييرى ،فييي رجليييات ر يييع المنييافع والخيييرات علييى
الطبقات المت اجدة على ص يد أ نسق اجتماعي ا د – يتمثل أ ا ا ً في مستلزمات النم ج
التنم القا م .-فمما يرى جلك ،عزمي بشارة ،فال دال ،ر ني ،االباً ،ري ؤم حصيص مختلفي
من المنافع أو الخيرات مع المرارب والطبقات المختلف .كميا أنهيا ر نيي وجي د نظيام مضيب ا
من ر يع الحصص في الثروة والجاه والسلط وال وح أيضا ً ،139أ ر يع كل ما ينيت" عين
النم ج التنم من اومتيا ات والخيرات اهولي ،وكذا الم ارد والخيدمات المتن عي -ماديي
أو م ن ي ،-وبشمل عادل ،متساو ومنصف.
همذا ،يت لد مفه م "ال دالي الت ي يي " ،والتيي رخيتص بت ييع ميا يبق جكيره :اومتييا ات،
الخيرات ،الم ارد ،الخدمات ...مع ضرورة إي ح ال ناي ال م لألب اد المؤ ساري المت لق
بهذا الن ع من ال دال ،والتيي نجيد أن مين اإلشيماليات الر يسيي المرربطي بيه -كميا ييرى جليك
جي ن رولييز فييي ييياق حديثييه عيين المؤ سييات الخلفيي لل دالي الت ي يي ،-هييي اختيييار نظييام
اجتماعي رطبق مباد ال دال على البني اه ا ي ورنظم كيف رجميع مؤ سيارها الر يسي فيي
مخط ي واحييد .140وعدال ي الت يييع هارييه ،هييي مرربط ي أكثيير بالمسييا ل التنم ي ي ؛ فهييي ربيير
كقضي مهم في ر يع ع ا د التنمي ،141في إاار من التماهي والتمامل المطلقين مع ال دال
الت يضي أو التصحيحي ،والتي رت خى في عمقها الم يار ،خلق التنا ب المفق د وضيمان
المساواة في ال دال الت ي ي ورحققها الف لي والف ال.
142حسييب الم ي ع الحييرة "ويميبيييديا" ،ف يإن "اليييد الخفي ي ) ، ) Invisible handهييي ا ييت ارة ابتمرهييا اوقتصيياد
او متلند دم ميث ،والذ قام بشرحها كمبدأ في كتابه الشهير "ثروة اهمم" باإلضياف إليى مؤلفيات أخيرى ،إج يقي ل فيي
هذا الصدد ،بأن الفرد الذ يق م باوهتمام بمصلحته الشخصيي يسياهم أيضيا ً فيي اررقياح المصيلح الخييرة لمجتم يه كميل مين
خ ل مبدأ "اليد الخفي " .ويشرح جلك ،بأن ال ا د ال ام للمجتمع ه مجم ع ع ا د اهفراد .وعلى الرام من ك ن دم ميث،
ا ت مل المصطل لث ث مرات فق ،إو أنه عرف انتشارا ً وا ا ً ومنقطع النظير.
143ر ماس س .بارر ن "،التغيير والتنمي في القرن ال شرين" ،ررجم عزة الخميسى ،ا ( ، 1القاهرة :المجلس
اهعلى للثقاف ، )2005 ،ص. 41
99
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
إعادة الت ان إلى جاره ،بق ره الذاري ،من اير ريدخل خيارجي (حمي مي أو اييره ) .144مين
منطلييق م الجي ني ار" المشييمل اوقتصييادي -والتييي رختصيير فييي كي ن المي ارد محييدودة نسييبيا ً
والحاجات التي رقابلها متزايدة ومت ددة -يتبل ر النم ج التنم في النظام الرأ مالي.
ورجدر اإلشارة هنا ،إلى أن ما يحمم عملي اإلنتا في هذا النظيام ،هي ليي السي ق (ال ير
والطليب) .فيي هيذا الصيدد ،يممين القي ل ،أنيه و ر جيد أوامير إداريي محيددة ريتحمم بييال ر
والطلب ،بل إن هنالك اليد الخفيي ،والتيي ر فيق بيين القيرارات اوقتصيادي .فيالرب هي اليذ
يحرك اإلنتا ،واررفاع الس ر يغر المشياريع الرأ يمالي بيالرب ،و ييادة الطليب هيي التيي
رؤد إلى اررفياع السي ر؛ فيمي ن اإلنتيا ،فيي النهايي ،م جهيا ً مين قبيل المسيتهلمين القيادرين
علييى الشييراح ومميفيا ً ابقيا ً لرابييارهم وحاجييارهم ،والتييي ي بيير عنهييا ،ميين خي ل يييادة الطلييب
واررفاع الس ر .وعليه ،فإن الطلبات جات القي ة الشيرا ي الضيخم ،هيي التيي رحتمير اإلنتيا
ور جهه ورملي إرادرها عليه.145
ومن ثم ،نجد -وفي ياق التطبيقيات التنم يي لميا يسيميه بي ل فيابرا "رميز الييد الخفيي أو
الرأ يييمالي /اقتصييياد السييي ق عييياملين ايييير المر يييي " ،-أن ميييا يحيييرك اوقتصييياد التنمييي
اثنين: 146
اإلرا ة الةرة :فما يميز أرمت ما ،في اوقتصاد -كما في الفيزياح أو الميمانيك ،-ه أنه عندما
يؤثر في بب ما ،نستطيع بص رة م ق ل ،أن نتأكيد مين الحصي ل عليى نتيجي ميا .وهيذا
ي ني أن اقتصاداً رتفاعل ضمنه ا ليات ال تيدة ه في ال اقع ،اقتصاد جييد الضيب ،يسيتطيع
فييه اإلنسييان ،أن يمي ن حييراً ،بقيدر مييا يممنييه جلييك ،إجا ييمينا الحريي اإلممانيي المتاحي لييه
لممار ف ل واع .وهذا حقا ً أفضل ربرير للسي ق :مياهي السي ق ،إن ليم رمين ممانيا ً يحيدد
فيه الس ر بالف ل الحر ل دد كبير من ال م ح اوقتصاديين؟ .إن على السلط ال ام ،من أجل
أن رؤثر في ق ما ،أن رستند بالت ريف إليى ف يل ا خيرين .وهيذا ،ي نيي أن لييات اقتصياد
ق جيد الضب ،رنجم عن إرادة االبي ال م ح اوقتصاديين ،وو رفر عليهم كما يقال.
القةةوة العقالنيةةة :فاقتصيياد السي ق -وعمييس اوقتصيياد المخطي الييذ يمي ن أدنييى رنظيميا ً
بمثييير منييه – ،رم ي ن فيييه المشييروعات حييرة فييي حركارهييا .وميين ثييم ،فمييل مش يروع فييي هييذا
اوقتصاد ،عليه أن يتصرف بأكبر قدر مممن مين ال ق نيي ،هنهيا هيذه الطريقي هيي وحيدها،
144ج اد ال ناني "،البحث عن نم ج اقتصاد جديد" ،ضمن " اوقتصاد بين نظريتين الس ق اوجتماعي واإل مي نح
خطا إ مي ديمقرااي مدني ،"3-مؤلف جماعي( ،عمان :مركز القدس للدرا ات السيا ي ، )2010 ،ص ص -9
.10
ياد عب د عل ش ،مرجع ابق الذكر ،ص. 25 145
146ب ل فابرا "،اقتصاد المستقبل " ،الجزح اهول ،ررجم أنط ن حمصي( ،دمشق :منش رات و ارة الثقاف )1994،
،ص ص.81-77
100
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
التي يستطيع أن يبلئ بها ااياره الذاري .وربر الق ة ال ق نيي التيي يتسيم بهيا اقتصياد السي ق،
أ ا ا ً ،فيما يتم ارخاجه من قرارات على شمل رص يبات للمشروعات القا م .في هيذا الشيأن،
وإجا كان اوقتصاد المخط ،وبغي أن يتطابق مع ال اقيع ،يلزميه القييام بيأمرين اثنيين :أووً،
أن يتصرف بممي كبيرة من الم ل مات .وثانيا ً ،أن يملك قيدرة عليى المحاكمي والتنبيؤ أعليى
بمثير من القيدرة التيي رحتيا إليهيا كيل أنيا خاصي ،عليى اعتبيار أن واجبيه و يقتصير عليى
التقرير نياب عنها ،بل يشمل الت فيق بين مختليف القيرارات التيي يحملهيا عليى ارخاجهيا ،فيإن
الس ق الحرة ،وعمس جلك رماماً ،و حاج لها بالتصري ب دم الت افق على مست ى كيل أنيا،
هنه يش ر ف راً ،رقريبا ً ،بلثياره ،بمجيرد أن رمي ن المنافسي عليى ميا يمفيي مين القي ة .ومين
هنا ،التصحي الدا م لب ض او تراريجيات بب ضها ا خر ( المشيروع "أ" يحميم با يتمرار
رص يبه بم جب ما رقرره المشروعات " " و " " ...إلخ وال مس بال مس) .وعليى ضي ح
جلك ،رنبثق م م الخط المنزلق لمحاول حل المسيا ل التيي و رحصيى .وهي ميا يج لهيا،
رييركض كخط ي وراح ال ق ني ي الف ري ي التييي هييي عق ني ي الس ي ق ،والتييي يمميين ،رياضيييا ً،
رحليلها ،ب صفها ،في حدها اهقصى الخط المامل .
إن النم ج التنم الرأ مالي ،ووفق السمات الخاص باقتصاد الس ق -التنافسيي ،التي ا ن،
اإلرادة الحرة والق ة ال ق ني ،-كان بالنسب لل ديد من دول ال الم الثاليث ،بميا فيهيا المنطقي
ال ربي ،نم ججا ً "مثاليا ً" ينبغي بالضيرورة اوحتيذاح بيه والسيير عليى من اليه ،إج ي ت هيذه
الدول إلى ا تيراد النم ج التنمي الرأ يمالي ،إو أنهيا ليم رفلي بتاريا ً فيي أن رسيتنبته ،بشيمل
ليم ومثمر ،في مجتم ارها النامي ،بقدر ما ظلت رتخب في ميأ ق التب يي لل يالم الرأ يمالي،
وانتظار م ناره اوقتصادي والفمري والتمن ل جي ،فمانت النتيج أن فشيلت م ظيم مشياريع
التنميي المسييت ردة ميين الغيير .147ونييرى ميين وجهي نظرنييا ،أن هييذا الم طييى-وفييق ب ديييه :
التب ي المطلق وعدم مراعاة الخص صيات المرربط بالتجار المستلهم للنمي ج المحتيذى
به أو خص صيات او تنبات -ي د من اه با ال جيه والم ض عي التي اهمت ،وبشمل
كبير ،في فشل م ظم النماج التنم ي السا دة في بلدان ال الم النامي.
"،هل هناك نظري اقتصادي في اإل م؟ أين رلتقي ورختلف مع النظريات المختلف ؟ " ،ضمن " 155إ ماعيل أو
اوقتصاد بين نظريتين الس ق اوجتماعي واإل مي نح خطا إ مي ديمقرااي مدني ،"3-مرجع ابق الذكر ،ص
ص .28-27
104
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
م بشمل فرييد مين ن عيه ،ابي ي ال قي د ومسيؤوليات -التعاقد المخلص :حيث ي ض اإل
المت اقدين حيال ب ضهم الب ض؛
-العتةةدال اإلن ةةاقي :إج يحييدد اإل ي م كثيييراً ميين م ييالم السييل ك اإلنفيياقي ،بييدحاً ميين أصي ل
التبرع لآلخر وانتهاح باإلنفاق او ته كي-عدم التبذير واإل راف – .ويضع لمل هذا حدوداً
مرن ،يقدرها اإلنسان ،ولمن يجب أن يجتمع فيها شراا اوعتدال والق ام ؛
-تداول الثروة :فاإل م على هذا الص يد ،و يقبل من جه ،مفه م "الثروة الراكدة" .ومين
جه أخرى ،يح ل دون التزين بال م ت النادرة للرجال – الحلي والمج هرات-؛
-التكامن الجتماعي :ي د مفه م "التمامل اوجتماعي" –وعبره مفه م "التمامل التنمي "-
في اإل م متط راً جداً ،من حيث أص له وق اعده ومؤ ساره ،بدحاً من الزكاة وبيت الميال،
وانتهيياحاً بييال قف .ووريييب أن مؤ سييات رطيي رت عبيير الييزمن لهييذه الغاييي ،وميين أبر هييا
صندوق الح" الذ وضع في ماليزيا ،واعتبر من أنج الصناديق او تثماري اودخاري في
هذا اوقتصاد الفتي .كما أنه و شك ،أن مفهي م بنياح رأس الميال اوجتمياعي متطي ر جيداً فيي
اإل م ،وله راريخ ا يل من التطبيق المؤ سي والق اعد الرا خ عبر الزمن؛
-المالية الرشيدة :اي ر اإل ي م مفهي م ال قي الماليي بيين الحياكم والمحمي م .ومين أبير
م اد هذه ال ق :الضرا ب ورط رهيا بم جيب الق اعيد اإل ي مي ،الحميم الرشييد ،ال دالي
أص ل الت يع للثروة والدخل؛
-ال كر القتاا ي :و أحد ينمر رط ير المفمرين اإل ميين المثير من اهفمار اوقتصادي ؛
فهييم السييباق ن فييي فهييم اقتصيياديات المالي ي ال ام ي والتض يخم ورم ي ين رأس المييال والتجييارة
الدولي والميزة المطلق .
بحسب عبارة ماركيز رشايلدس Marquis W. Childsفي كتابه الصادر عام . (Middle Way)1936 156
105
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وكان وبد ،وبغي ريأمين انتظيام اإلنفياق البياجخ عليى البنيي اه ا يي ،وعليى الخيدمات ال امي
وخييدمات الرعاي ي اوجتماعي ي ،ميين ال مييل علييى فيير ضييرا ب دخييل عالي ي لمقابل ي الحجييم
المتضخم ل نفياق ال يام .فميان ،وكنتيجي ليذلك ،أن جم يت اليدول اإل يمندنافي ،بيين خاصيي
اإلنفاق الضخم والضرا ب ال الي .
ظلت الس يد النم ج اهبر لتطبيقات منها اريق التنمي الثالث ،حييث شيمل اإلنفياق ال يام
نسب 67في المئ من إجمالي النار" المحلي في الس يد على بيل المثال في عام ،1993كما
كانت على مدى عق د الستينيات والسب ينيات والثمانينيات من القيرن الماضيي ،مثياوً لطريقي
م احم المبيادرة الخاصي ميع الب يد اوجتمياعي للتنميي ،والتيي رفير عنهيا فيميا ب يد ،نمي ج
الرأ ييمالي اوجتماعيي فييي ألمانيييا .وهمييذا ،ييي مل نمي ج الطريييق الثالييث ،علييى ري فير كييل
ع امل الرخاح واو تقرار بالنسب لدول الس يد.157
ولميين بمييا أن مثييل هييذا النم ي ج و يسييتطيع م اصييل حقيين دورة نم ي ه اوقتصيياد باوعتميياد
المبير على متغيير جيي ) (Gفيي مم نيات إجميالي النيار" المحليي ،أ اإلنفياق الحمي مي ،فيي
حين ر اصل النماج اهخرى او تفادة من أفضيليارها التنافسيي (لجهي انخفيا إنفاقهيا ال يام
ومخصصات برام" رعايتها اوجتماعي في الم ا ن ،وإضفاح المرون الشديدة عليى أ ي اق
عملها) ،فقد كان وبد لهذا النم ج أن يفقد م اق ه التنافسي وم ق ه في ر يع وإعيادة ر ييع
الثيروة ال الميي ،أ أن هيذا النمي ج ،ورايم ميزاريه اإليجابيي المثيييرة ،وصيل -وفيي مرحلي
م ين -مداه .ومن ثم ،ارحت مسأل إلحاحي التفمير في نم ج خر أكثير رطي راً وا يتجاب
للحاجات التنم ي لم ااني البلدان اإل مندنافي .
همذا ،ومثلما قدمت نم ججها التنم الفريد" الطريق الثالث" أو" الطرييق ال ي " ،وعليى
مدى أرب عق د (من عقد الخمسينيات إلى عقد الثمانينيات من القرن الماضيي) ،رقيدم اليدول
اإل مندنافي اليي م نم ججهيا لميفيي التغليب عليى ميأ ق النمي ج السيابق ،بنمي ج خير ،أكثير
م اكب ل قتصاد الم لم.
ومن أبر يمات هيذا النمي ج التنمي اإل يمندنافي الجدييد :التخفييض مين حجميي اإلنفياق
الحم مي والضرا ب .158كما رم على مست اه أيضيا ً ربنيي يا ي جدييدة للتحريير-اللبرلي -؛ إج
محت كل من الدانمارك والنروي" لشركات القطياع الخياص بيإدارة المستشيفيات الحم ميي ،
157إج ممن ربني هذا النم ج الحز الديمقرااي اوجتماعي الس يد من البقاح في الحمم لمدة 44عاما ً متصل ،من
1932إلى ، 1976ولمدة 21ن من 24ن من 1982إلى .2006
158حيث اشتملت السيا اوقتصادي الجديدة بالس يد على خط لخفض حص اإلنفاق الحم مي في إجمالي النار" المحلي
بنسب 18في المئ (أخفض من فرنسا) .في هذا الصدد ،االباً ،ما يتم جم السيا يين والح من قدرهم إجا ضبط ا وهم
يستخدم ن يارات الليم ين الر مي بدوً من الدراجات اله ا ي ،كما خفضت أيضا ً الضريب على الشركات بم دل 22
في المئ .
106
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وأدخلت الس يد والدانمارك ر دي ت على نظام امتيا ات الخدم الت ليمي بغر قياس كفاي
أدا ها ووضع المستشفيات والمدارس الحم مي في منافس منتج مع المستشيفيات والميدارس
الخاص .ع وة على جلك ،رم ارخاج إجيراحات اايي فيي الصيرام بالنسيب للشيفافي الحم ميي
في ا اي ع الجمهي ر عليى أ يج ت أو م ل ميات رخيص اهداح الحمي مي ،159وكيذا ري فير
اشترااات القدرة المبيرة عليى إدارة المي ارد ب قلني وحمامي ؛ فيالنروي" ميث ً ،ورايم أن 65
في المئ من صادرارها من السلع هي مين الينف -لدرجي م هيا قيد ربيدو ،وهول وهلي ،نمي ج
من نماج الدول الري ي ،-ورام أنها رنفق أكثر من نسب النار" المحليي اإلجميالي 35.9-فيي
المئ في عام ،-160 2009فإنها ا تط ت في المقابل ،أن ربني نم ججا ً رنم يا ً "منتجا ً /مثمراً"
،من أهم خصا صيه التيدبير الرشييد للمي ارد .وجليك ،ميا ريأرى لهيا مين منظي ر رممنهيا -وقبيل
اكتشاف النف في حقب السب ينيات من القرن الماضي ،-من رر يخ أ س الدول الديمقرااي -
دولي اإلنتييا ،-مييع رطي ير اليدعامات التشيياركي مييع أهييم ممي ن ميين مم نييات الحمامي ،وهي
المجتمع المدني.
فالت جه الجديد للتنمي ،أصب في اإلنسان أكثر وعيا ً بأهمي المجتمع المدني فيي رنميي ال اقيع
الذ ينتظم فيه .وقد أدت منظم اهمم المتحدة ،دوراً مفصلياً ،في نشر هذا الني ع مين الفمير،
من خ ل التقارير والمنش رات والم اثيق التي رصدرها.161
مع جلك ،يممن الق ل ،أن النم ج التنم اإل مندنافي الجديد ،ووفق دعاماره السالف الذكر-
اللبرلي ،المفايي ،التنافسيي ،ال قلني ،التشيارك .وبشييمل عييام "،الحمامي " ، -لييم يفيرا كلييا ً فييي
159محمد الصياد " ،النم ج الرأ مالي اإل مندنافي" ،الخلي" اوقتصاد ،رم اوضط ع على المقال بتاريخ :الث ثاح
12مارس ، 2019على الراب التالي http://www.alkhaleej.ae/analyzesandopinions/page/0919925f- :
. e9e6-42f7-a56e-ffafeceb31a2
The World Bank , « World Development Indicators 2011» , ) Washington: World Bank,
160
2011(.
164فخ ل شهر شتنبر ، 2018شرعت ال ويات المتحدة في رطبيق إجراحات فر ر م جمركي جديدة بنسب عشرة
بالما على بضا ع صيني مست ردة بقيم ما تي مليار دوور .وكإجراح مقابل ردت الصين بتطبيق ر م جمركي بنسب
خمس أو عشرة بالمئ على منتجات أميركي بقيم تين مليار دوور أميركي .وشملت المنتجات الصيني التي فرضت
ال ويات المتحدة عليها ر ما ً جمركي الممانس المهربا ي واهجهزة المتصل باإلنترنت ،في حين أن السلع اهميركي
التي ا تهدفتها الصين رشمل الغا الطبي ي المسال وأن اعا ً م ين من الطا رات .كما أنه ،وبدحا ً من شهر ما ،2019
ا تأنفت واشنطن وبمين م رك الر م بينهما ،ب دما باحت المحادثات التجاري في ال ويات المتحدة بالفشل وانتهت بدون
ارفاق مرج ي ،مع ارهام الجانب اهمريمي للمفاوضين الصينيين بالتنصل من التزامات ابق ،حسب ما كشفت عنه و ا ل
اإلع م الدولي .وهي الم رك التي يزداد وايسها مع إع ن و ارة التجارة اهمريمي إدرا مجم ع "ه او " على
ما يسمى "قا م الميانات" ه با مرربط باهمن الق مي ،وه ما ي ني من ها من الحص ل على المم نات اهمريمي
الصنع التي رحتاجها لم دارها .ولترد عليها مباشرة و ارة التجارة الصيني ،باإلع ن أنها تصدر من جهتها ،قا م
"كيانات اير م ث ق بها" ،رفسخ عق دها التجاري ورت قف عن إمداد الشركات الصيني .
165الب د الرأ مالي الشم لي الذ رتبناه الصين ج لها رسن ا تراريجي ميركانتيلي ،رت خى في عمقها اوقتصاد ،رحقيق
ع ا د /ف ا ض رجاري مت اصل ومتجددة وو محدودة .
109
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
عبر رمريس مفه م اقتصاد الس ق اوشتراكي أو اهخذ بما مي في إاار ن ع من المزاوجي
الغريب "الرأ مالي الشم لي " - 166يا جريئ قا م على اإلص ح واونفتاح على ال الم
الخييارجي ،ورجيياو المركزي ي المفرا ي ل قتصيياد واإلشييراف المهيييمن للدول ي علييى ر يييع
الم ارد في إاار رنمي مشترك لها ،والحرص على ر ي ها ،وفق مبدأ السي ق ،بشيمل ف يال
وجيد ،مع ما يحتمه جليك عليى هيذه السيا ي ،مين خليق الم احميات الضيروري ميع متطلبيات
ال صر الراهن.
ما بق ،يؤكد أن هناك ام حا ً مفراا ً لدى الصيين ،فيي ع لمي "نم ججهيا التنمي " .وييرى
المثيييرون ،فييي هييذا السييياق ،إن الصييين كدول ي رأ ييمالي شييم لي ،وميين خ ي ل ا ييتراريجيتها
اوقتصييادي "المتغ ل ي " -أ المتسييم بالراب ي الشييديدة فييي رمييريس اييابع النف ي ج اوقتصيياد
ال محدود ،-رس ى إلى عزع اقتصاديات البلدان المتقدم ،من أجل او تح اج على الهيمن
ال المي ،وبما يسم لها في ال قيت جاريه ،بت ضييد نظامهيا السيا يي ورصيديره إليى بياقي دول
ال الم.167
أمييام هييذا الطم ي ح "الجييام " ،يينجد أن أص ي ارا ً عديييدة فييي بلييدان ال ييالم المتقييدم علييى وجييه
الخص ص – 168والتي أحست بالخطر الصييني القيادم ،-أضيحت رنياد بضيرورة قييام هيذه
البلدان ،بم اجهي الهجي م الصييني المسيتمر والمت حيق ،خاصي عليى المسيت ى اوقتصياد ،
وجلك بارخاج التدابير التيي مين شيأنها حمايي اقتصياديارها فيي اهجيل القصيير ،وكيذلك ب ضيع
نظييام جديييد لل قييات اوقتصييادي الدوليي فييي اهجييل الط يييل يقي م علييى رحقيييق التي ا ن فييي
المبادوت التجاري .169
عم ما ً ،فالنم ج التنم الصييني ،هي نمي ج يبيرهن ،بيالملم س ،ميدى أهميي ا تحضيار
البيئي الثقافيي والحضيياري لحظي التفميير فييي إ حيداث القفيزات الن عيي عليى مسيت ى النظييام
اوقتصيياد والسيا ييي ،وكييذا نجاع ي ال مييل ،وبشييمل متييزامن ،علييى اونخييراا الم قليين فييي
منظ ميي رطيي ر ال اقييع بييل ،وحتييى السيييطرة عليييه ،بالشييمل الييذ "ي يي لم" اييابع الهيمنيي .
في المحصيل ،يممين القي ل ،أنيه ورايم ربلي ر -فيي يياق عليم اوقتصياد ،-اهنمياا المت يددة
166وهي الرأ مالي التي رم رأ يس ق رها النظري وال ملي ،على النقيض رماماً ،من الرأ مالي الديمقرااي .في هذا
الصدد "،لم يت ان الحز الشي عي الصيني عن التأكيد ،على أن الرأ مالي كنظام رت افق ،بشمل كلي ،مع التنظيم الشم لي
للمجتمع ،حيث يجب أن يخضع كل فرد في هذا المجتمع إلى الدول ورم ها" .أنظر :أنط ان برونيه ،ج ن ب ل جيشار،
" الت جه الصيني نح الهيمن ال المي :اإلمبريالي اوقتصادي " ،ررجم عادل عبد ال زيز أحمد ،ا( 1القاهرة :
المركز الق مي للترجم ، )2016 ،ص ص .19- 18
167أنط ان برونيه ،ج ن ب ل جيشار ،مرجع ابق الذكر ،ص .19
168والمقص د بها بلدان مجم ع السبع : G7فرنسا ،ألمانيا ،إيطاليا ،اليابان ،المملم المتحدة ،كندا وال ويات المتحدة
اهمريمي .
169أنط ان برونيه ،ج ن ب ل جيشار ،مرجع ابق الذكر ،ص.21
110
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ح ي ً مثالي يا ً لمييل دول ي ،حيييث أن لمييل دول ي ،إو أنييه و يمثييل أ نم ي ج للنم ي ج التنم ي
خص صيتها .170
أ-النمو /التنمية
يتيرادف مصيطلحا "النمي " La croissanceو"التنميي " Le développementاالبياً،
في حين أنهما ،في الحقيق ،يحم ن مفه مين متباينين :
170عمر الر ا "،من الريع إلى اإلنتا :الطريق الص ب نح عقد اجتماعي عربي جديد" ،ضمن " النم اوقتصاد
والتنمي المستدام في الدول ال ربي :اهب اد اوقتصادي " ،مجم ع مؤلفين ،ا( ، 1بيروت :المركز ال ربي لألبحاث
ودرا السيا ات ، )2013،ص. 198
111
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
أو ال :إن النم مفه م عام وجو ب د واحد -اقتصاد بالدرج اهولى ،-في حين أن التنمي هيي
مصطل متش ب مت دد اهب اد ،وبت بير أدق مفه م كمي ون عي؛
ثانيةا ا :أن النمي قابييل للمقارني والقييياس لم نييه مفه ميا ً كميياً ،بخي ف التنميي التييي و رخضييع
للمقارن والقياس بسه ل ،هنها رمثل مفه ما ً ن عياً؛
ثالثا ا :إن مفه م "التنمي " ه مفه م نسبي لم نه ن عيا ً .ولذلك و يممن احتسا م يار م حد
بالنسب إلى جميع المجتم ات.171
وفق هذا المنطلق ،يممن التأكيد على أن كل رنمي هي نم وليس كل نم رنمي .وجلك ،بالنظر
إلى ك ن أن النم ه مجرد و يل من ال ا ل المت ددة لتحقيق مدارك التنميي ،والتيي رظيل
في عمقها ،رتمح ر ح ل رحسين أنماا عيو اهفراد والجماعات.
من الضرور جيداً فهيم اليديناميات الميؤثرة فيي السيا ي والنمي حتيى نيتممن مين ا تشيراف
التط رات المستقبلي المحتمل .172وه الفهم الذ يختليف مين مجيال إليى خير؛ ففيي المجيال
اوقتصاد مث ً ،يممن الق ل ،أنه ل و قضي التخلف التي عانى منها كثير من اليدول ،لظيل
النم ي والتنمي ي اوقتصيياديين مصييطلحا ً واحييداً ،حيييث كييان ينظيير لهمييا بأنهمييا يييادة الطاقيي
اإلنتاجي ل قتصاد ،أ يادة او تثمار المنت" في رنميي اإلممانييات الماديي والبشيري إلنتيا
الدخل الحقيقيي فيي المجتميع ،ولمنهميا يختلفيان فيي المضيم ن واههيداف ،وفيي القضيايا التيي
ي الجانها .فالنم اوقتصاد ،ي ني ببساا الزيادة في كميي وقيمي السيلع والخيدمات المنتجي
في المحلي .وه و يق د بالضرورة إلى رحسينات ن عي الحياة ،وهي إحدى م ياني التنميي
اوقتصادي .173
173يد أحمد كبيداني "،أ ثير النمي اوقتصياد عليى عدالي ر ييع اليدخل فيي الجزا ير مقارني باليدول ال ربيي :درا ي
رحليلي وقيا ي " ( ،أاروح دكت راه في ال ل م اوقتصيادي ،كليي ال لي م اوقتصيادي وال لي م التجاريي والتسييير ،جام ي
112
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
إنييه ،وبييالرام ميين ر ييدد وجهييات النظيير ،ارفقيت م ظييم ا راح علييى أن النمي اوقتصيياد هي
حدوث ييادة فيي إجميالي النيار" المحليي اإلجميالي)GDP( Gross Domestic Product
أو الدخل ال اني اإلجمالي ، )GNI( Gross National Incomeوالذ يؤد إليى ييادة
نصيب الفرد من الدخل الحقيقي.174 مستمرة في مت
وحتيييى يحقيييق النمييي اوقتصييياد مرامييييه المبيييرى ،علييييه أن يسيييتجيب وشيييترااات ث ثييي
ضروري .وهي :مراعاة يادة م دل النم السماني ،الرفع الحقيقي و النقد من دخل الفرد،
الب د المستمر و ا ني و تفادة الفرد من الدخل الحقيقي.
والنم اوقتصاد ،وفق هذه اوشترااات ،ي مل على رحقيق م دوت مررف ي مين التغييرات
اوقتصييادي الملي ي ،والقمين ي فييي كنههييا علييى رحقيييق ثييار إيجابي ي علييى التنمي ي ،بمييا يضييمن
او تجاب الف ري وحتياجات اهفراد والجماعات ،من حيث ال مل على رلبيي وإشيباع أقصيى
ما يممن منها ،واإل راع ،وبشمل شم لي ،بم دوت النم لل ص ل إلى مسيت يات أعليى ،مين
خ ل إنتا المزيد من السلع والخدمات ورحسين ج درها .175والتأ يس ،بالتالي ،لدول النمي .
ومن ثم ،لدول "الرفاهي التنم ي ".
إن التييأثير اإليجييابي والف ييال إلواليييات النمي ،وعلييى مسييت ى اشييتغالها فييي يييرورة التنمي ي ،
يج ل من هذه اهخيرة ،رتبلي ر ،باعتبارهيا ،ال مليي ،التيي ييتم ،بمقتضياها ،اونتقيال مين حالي
التخلييف إلييى حالي التقييدم ،ومييا رتطلبييه ميين إحييداث ال ديييد ميين التغيييرات الجذريي فييي البنيييان
والهيمييل اوقتصيياد ،والتييي رسييم بييدخ ل اوقتصيياد مرحل ي اونط ي ق نح ي النم ي الييذاري،
نصيب الفرد من الدخل الحقيقيي عليى ميدار ال قيت .وهيي رحيدث ورحقيق يادة في مت
من خي ل رغييرات فيي كيل مين هيميل اإلنتيا ون عيي السيلع والخيدمات المنتجي شيريط أن
رم ن مصح ب بإحداث رغيير في هيمل ر يع الدخل لصال الفقراح.176
همييذا ،فييالنم ،وراييم أنييه يختلييف عيين التنمييي ،فهيي ي تبيير شييراا ً و محيييد عنييه ل ررقيياح
بالمسارات التنم ي في رجليارهيا المت يددة ،ميع ضيرورة الت يل بيأدوات أخيرى ،عليى شيمل
م ايير ،رحدد في عمقها القياس الممي /ال دد للنم ،باعتباره مفه م قابل للقياس والمقارن
والضب الميفي /القيمي للتنمي ،بالنظر إلى ك نها مفه م ن عي.
أبيي بمير بلقاييد ،رلمسيان ،السين الجام يي ، ) 2013 - 2012ص . 16يممين اوضيط ع عليى اهاروحي عليى اليراب
التالي http://dspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/3550/1/Kebdani-sid-ahmed.doc.pdf :
174محمد عبد ال زيز عجمي ،إيمان عطي ناصف " ،التنمي اوقتصادي :درا ات نظري ورطبيقي " ( ،جام
اإل مندري ، )2000 ،ص .51
175محم د مير ا بار " ،مباد اوقتصاد " ( ،الزقا يق :بدون ناشر ، )1996،ص .26
176محمد عبد ال زيز عجمي ،إيمان عطي ناصف ،مرجع ابق الذكر ،ص ص .59 - 56
113
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وميين أهييم هييذه الم ييايير ،نجييد ،لزومييا ً ،رلييك المرربطيي بالب ييد اوقتصيياد (الييدخل) والب ييد
اوجتميياعي والب ييد الهيملييي .وهييي كلهييا م ييايير حا ييم ،قييد رجسييد وصييف "مثالي ي " إلر ياح
دعامات النم ج التنم المنش د ،والذ رروم رحقيقه دول "الحمام التنم ي الصاعدة".
ب-القتاا ي /الجتماعي
لقد أثبتت رجار عدد من الدول -خاص منها النامي ،-على مسيت ى مسيارارها التنم يي ،أن
التنيياقض -وبالتييالي التراجيييع فييي مسييت يات رنميييي هييذه اليييدول ،-الييذ قييد يبيييدو أحيانييا ً بيييين
اوقتصاد واوجتمياعي( بيين ريراكم النمي ور ييع ن ارجيه) ،و ي يدو ك نيه رناقضيا ً جز يياً،
ينحسيير رييأثيره -البسييي -علييى المييدى القصييير ،بينمييا رييت حم أهييدافهما بشييمل رييدريجي ،كلييي
ومطلق على المدى الط يل.
ورشمل الم احم بين اوقتصاد واوجتماعي -والتي رشمل ج هر اشتغال النمياج التنم يي
الرا دة ،-إجاب صريح عن السؤال المبير ،والذ ميا فتيئ يشيغل ،فيي ن واحيد ،بيال صيناع
القرار التنم والمشتغلين في حقل الدرا ات التنم ي .وه المتمثل في الم ادل التالي :إلى
أ حد يممن خلق حال من التماهي بين وريرة النم اوقتصاد -السريع والمررفع -ومست ى
الت يع اوجتماعي -ال ادل والمنصف ،-من أجل رحقيق التنمي بشمل "منت"" و"مستدام" ؟
في هذا الشأن ،وعلى مست ى ارا يق الم احمي بيين اوقتصياد واوجتمياعي ،أدت اليدروس
المسييتفادة ميين البييرام" اوقتصييادي المتبنيياة خي ل ال قي د اهخيييرة ميين القييرن ال شيرين ،ومييا
اررب بها من المبتمرات في النظريي اوقتصيادي والسيا يي واوجتماعيي ،إليى ر جييه الفمير
التنمي نحي نمي ج يتصييف بفهييم ل مليي التنميي أو ييع نطاقيا ً وأفضييل رميام ً ،وإلييى يييادة
النظرة ال ملي المركزة على النتا " فيما يت لق بأدوات التنمي .
لقد كانت فمرة التنمي في م ظم خمسينيات و تينيات القرن ال شيرين مرادفي إلجميالي النمي
المتحقيق .وانط قيا ً مين عيام ،1965بيدأت اهمي ر فيي التغيير ،وأصيبحت فميرة التنميي أكثير
التصاقا ً ب ملي التغيير اوقتصاد واوجتماعي .كما ت درا ات عملي رجريبي للدم" بيين
النم والت يع .ولمن هذه المساعي ا تندت – إلى حد كبير نتيج لقي د ومحدوديات عملي -
إلييى رؤيي بسيييط جييداً لمييا يشييمل التنميي والت يييع .اييير أن هييذا اهميير ،بييدأ فييي التغييير فييي
رس ينيات القرن ال شرين ،مع التقدم الها ل المحر في الرب على ص يد المفاهيم بين أفمار
النم اوقتصاد والت يع ورخفيض أعداد الفقراح.177
همذا ،وفي إاار التداخل اإليجابي -اوندما الجم ي -بين اوقتصاد واوجتماعي ،نجد أن
النم ج التنم الحقيقي ،يتأ يس عليى قييام دولي "ال دالي " ،حييث إر ياح ال دالي -بصينفيها
البنك الدولي" ،التنمي ورخفيض أعداد الفقراح :النظر إلى ما فات والتطلع لما ه ت " ، )2004( ،ص.3 177
114
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
المجيالي واوجتميياعي -وضييمان الت ييع المنصييف لني ار" التنميي ،مين شيأنه رحقيييق ا ييتدام
وكفاي النم ج ال اني في اإلص ح المتجدد ،وفي اونتقال السلس وفي او تقرار الجماعي.
ويممن ،بالتالي ،اإلص حات المت افق بخص صها بين كل الفاعلين من رحقيق اايارها ورثمين
محت اها.
ويبدو ،وج باً ،أنيه ،ومين منطليق م ياريي "دولي ال دالي "– وميا ييررب بهيا مين م احمي بيين
اوقتصاد واوجتماعي ،أ بين إنتا التنمي ور يع ثمارهيا – ،فيإن النمياح اوقتصياد -أو
التنمي ي اوقتصييادي ،-ييبر كضييرورة وج دي ي فييي المجتم ييات التييي رتزايييد ييمانيا ً ،هنييه
الطريق ال حيدة لت فير فرص عميل لألجييال الجدييدة ،رسيم لهيم بيال يو الميريم والمسياهم
المثمرة .هنا ،فال دل أ اس و دهار اوقتصاد ،ول ل أهم أشماله ه رمافؤ الفرص.178
ولهييذا ،وفييي ييياق ر زيييز القييدرات التممينيي لدولي "ال دالي " ،أضييحت م احمي اوقتصياد
باوجتمياعي مين أكبيير انشيغاوت التنميي .وهييي الم احمي التيي رسييت جب فيي ايارهيا ،وبشيمل
مستمر ،القيام ب مليات "ممثف " بخص ص رجسير الفج ات المتسارع ،والتي رنشأ بمل رأكيد
كنتا حتمي ل دة أ با ،من قبيل :الهيمن القص ى لطابع التفاوت -والذ يممن أن رتصف
به البرام" التنم ي ،-الض ف الجليي عليى صي يد نسيب النمي اوقتصياد ،التغيييب القسير
لسيا ييات رمييافؤ الفييرص ،اإلب يياد المفييرو لمممنييات رحقييق ال داليي الت ي ييي -اجتماعيييا ً
ومجاليا ً ، -التباين المبير على مست ى او تفادة من الخدمات اوجتماعي اه ا ي -الصيح ،
الت ليم ،الشغل ،الحماي اوجتماعي -وايرها من الفجي ات أو اوخيت وت التيي رضياعف مين
هشاش نظام "م احم اوقتصاد /اوجتماعي".
م احم ي اوقتصيياد باوجتميياعي ،رفتيير فييي المجتم ييات -ميين خ ي ل نماججهييا التنم ي ي ،-
وبغي إيجاد صيغ فضلى خاص بتج يد الحياة داخلها ،أن رت افر فيها ،على اهقل ،واحد من
اههداف الث ث التالي ،والتي ر تبر ج هري بالنسب للتنمي : 179
-يادة إراح ور يع ر يع السلع اه ا ي المساعدة والمق م للحيياة ،مثيل الغيذاح والسيمن
والحماي ...؛
-رفع مست ى الم يش ،بشمل يضمن ر فير فرص عمل أكبير ور ليميا ً أفضيل واهتماميا ً أكثير
بالقيم الثقافي واإلنسياني ،والتيي ريؤد إليى جانيب رحقييق الرفاهيي الماديي ر لييد عيزة الينفس
للفرد بشمل كبير؛
178لؤ صيافي " ،الرشيد السيا يي وأ سيه الم ياريي :مين الحميم الراشيد إليى الح كمي الرشييدة ،بحيث فيي جدليي القييم
والمؤ سات والسيا ات" ،ا (1بيروت :الشبم ال ربي لألبحاث والنشر ، )2015،ص.182
:دار المريخ للنشر ، )2006 ،ص 179ميشال ر دارو " ،التنمي اوقتصادي " ،ررجم محم د حسن حسني ( الريا
ص .59 - 58
115
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
-ر يع نطاق اوختيارات اوقتصادي واوجتماعي المتاح لألفراد واهمم .وجليك بتخليصيهم
ميين ال ب ديي واوعتماديي ،ليييس فقي فييي ر يياملهم مييع ا خييرين ،ولميين أيضيا ً لتحريييرهم مين
الجهل والم اناة اإلنساني .
اههداف السابق -بشمل منفرد أو شم لي ،-يممن أن ربني في يرورة اشتغالها نظاميا ً صيارما ً
للحمام التنم ي ،من منطلق خلقها لتماملي ،ما يسمى "مؤشيرات الرفياه المسيتدام" ،ومين
أهمها:
-مؤشر النمو القتاةا ي :وهي المؤشير اليذ ي ميل عليى وضيع ضي اب دقيقي ومنهجيي ،
لقييياس التغيييرات الطار ي علييى النييار" الييداخلي اإلجمييالي ،باعتبيياره مركييز ربل ي ر الحسييابات
ال اني .180على ض ح جلك رحديد عناصير هيذا المؤشير ،ي يرف النمي اوقتصياد ،ب صيفه
الزيادة السن ي الحقيقي في النار" الداخلي اإلجمالي (أو ب بارة أخرى ،ه حص كل فرد من
النار" الداخلي) ،أ الزيادة في حجم السيلع والخيدمات التيي يقي م بإنتاجهيا اوقتصياد خي ل
يين محييددة ،والتييي يمميين قيا ييها بييالتغير السيين الحقيقييي فييي مت ي المسييت ى الم يشييي
الماد لألفراد .181وييرى فيلييب بييرو ،أن النمي اوقتصياد ،هي "اوررفياع المسيجل خي ل
180
Jean Gadrey et Florence Jany-Catrice,« Les Nouveaux indicateurs de richesse » ,
)Paris :La Découverte ,2007 (, p.3.
181
Andrew Dunett ,«Understanding the Economy: An Introduction to Macroeconomics » , 4th
edition, ) London ; New York : Longman,1998 (.
116
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
فترة مني -عيادة ميا رمي ن ين أو فتيرات منيي مت حقي ،-لمتغيير اقتصياد ر ي ي ،هي
النار" الصافي الحقيقي" .في حين ي رفه ك ف ،بأنيه " التغيير المسيجل فيي حجيم النشياا
اوقتصاد .182أما يم ن كيزينت ،Simon Kuzentفينظر إلى النمي اوقتصياد ،بم نيه
يلع اقتصيادي مختلفي ،بشيمل جاك "اوررفاع الط يل اهمد في اإلممانيات المرربطي ب ير
متنامي ،للسمان .وهي اإلممانيات التيي رررميز فيي ج هرهيا ،عليى جملي مين اليدعامات ،مين
أهمهييا :التقنيييي المتطيي رة والتمييييف المؤ سيياري واهييييدي ل جي" .183همييذا ،وبشيييمل عيييام،
فمؤشيير النم ي اوقتصيياد ،وميين منطلييق الت يياريف السييابق ،يبيير كمؤشيير حي ي لتجسييير
الفج ات التي يممن أن رنجم عن التنمي اوقتصادي .وجلك ،باو تناد إلى متغيرات اقتصادي ،
كمي ،ر ي ،مستدام و عابرة؛
-مؤشر قياس ال قر :يتيي قيياس الفقير إيجياد السيبل المفيلي بتجياو ه ويسياعد عليى صيياا
الفرضيييات المت لق ي بأ ييبا الفقيير .ولقييد رميييز قييياس الفقيير ،بتبنييي مؤشييرات عديييدة ،منهييا
الم يمي ،من قبيل :المنه" المباشر القا م عليى او يته ك والمينه" ايير المباشير الميررب
بالييدخل وميينه" روانتيير ح ي ل قل ي الييدخل وميينه" خ ي الفقيير ومؤشيير عييدد الييرؤوس.184
ولت رف مؤشرات قياس الفقر رط راً ملح ظا ً -عبر رجاو مؤشرات المقارب التقليدي ،-مين
والتنمي اوقتصيادي "( ،اإل يمندري : 182محمد مدحت مصطفى ،هير عبد الظاهر أحمد " ،النماج الرياضي للتخطي
ممتب ومطب اإلش اع الفني ، )1999 ،ص ص .40 - 39
) Michael P Todaro; Stephen C Smith,«Economic Development » , 8th edition,
183
184المنهج المباشر القائم على الستهالك :ه " المنه" الذ ي تميد عليى احتسيا رمياليف ا يته ك ب يض السيلع المحيددة
مقارن ي مييع الييدخل" .المةةنهج غيةةر المباشةةر المةةرتبط يالةةدخن :ه ي " الميينه" الييذ ي تبيير أن الييدخل ه ي اوختيييار الطبي ييي
والمنطقي لقياس الفقير ،هن اليدخل يحيدد قيي د الميزانيي التيي رفير عليى الفيرد أو الجماعي ميا يسيتهلمه وميا و يسيتهلمه".
منهج روانتري :وه "المنه" الذ ي رف الفقر بأنه مست ى من إجميالي المسيب أو اليدخل اليذ و يمفيي للحصي ل عليى
الحد اهدنى من الضر وريات ال م للحفاظ على مجرد المفاحة البدني التيي رتطليب مصياريف لتغطيي الغيذاح وإيجيار
السمن " .منهج خط ال قةر :هي "المحاولي المنهجيي الراميي إليى وضيع رقيدير كميي للحاجييات اه ا يي ل نسيان ،الغيذاح
والم بس والسمن والنقل ،التي رشمل الحد اهدنى اوجتماعي الذ ينبغي رحقيقه من أجل ا تمرار الحياة اونسياني للفيرد
بطريق مقب ل " .مؤشر عد الرؤوس :ي ميس هيذا المؤشير عيدد اهفيراد أو اه ير فيي المجتميع اليذين يق ي ن رحيت خي
الفقر .أنظر :محمد حركات ،مرجع ابق الذكر ،ص ص.223-222
117
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
خ ل ربني منه" جديد ،يطلق عليه في أدبيات البنك الدولي ،اهب اد المت ددة للفقر ،أ ارح
الفقيير فييي ييا ر رجليارييه الدولي ي والمؤ سيياري والس ييي ل جي أو الفقيير ميين خ ي ل أص ي ات
الفقراح ،أ رشخيص م اني حياة الفقر على لسان الفقيراح .185ولقيد ممين المينه" الجدييد ،مين
ر يع نطاق فهم الفقر؛ فب د أن كان التركيز ضيقا ً ومنصبا ً على الدخل واو يته ك ،أصيب
الفقر فميرة مت يددة اهب ياد ،رتضيمن كي ً مين الت لييم والرعايي الصيحي والمشيارك السيا يي
واوجتماعي واهمن والحري الشخصي ون عي البيئ و اها186 ...؛
-مؤشر التنمية البشةرية :وهي المؤشير اليذ بيدأ ال ميل بيه مين قبيل برنيام" اهميم المتحيدة
اإلنما ي منذ ن ، 1990كمؤشر رركيبي لث ث مؤشرات مت ا ن ،والمتمثل في: 187
-طول العمر :يقاس على أ اس أمل الحياة عند ال ودة؛
-مطتو التعليم :يقاس انط قا ً من م دل مح أمي المبار والم دل ال الي للتمدرس؛
-مطتو المعيشة ( :الثروة) ويقاس بالنظر إلى النار" الداخلي اإلجمالي الحقيقي.
وقد رناول رقريير التنميي البشيري اهول الصيادر فيي ،1990التنميي البشيري ،عليى أنهيا نهي"
إنما ي مح ره اإلنسان .وح ل نه" التنمي البشري الخطا اإلنما ي مين الثيراح المياد إليى
الرفياه البشيير ،مين يييادة الميداخيل إلييى ر ييع اإلممانييات ،مين رحقيييق النمي إلييى ر يييع
الحريات .وركز على ثروة الحياة ،وليس على ثروة اوقتصاد .فغير بذلك ،النظرة إلى النتا "
اإلنما ي .وبناح على ما بق ،وفي إاار التط ير المستمر لقياس التنميي البشيري ،االبيا ً ،ميا
يت ل في جلك ،على أب اد أ ا ي ث ث -مع اوررباا المتماهي بجمل من القدرات . -وهي :
أولا ،مت ي ال ميير المت قييع عنييد ال ي ودة والقييدرة علييى عيييو حييياة مديييدة وصييحي ؛ ثاني ةا ا،
ن ات الدرا وال دد المت قع لسن ات الدرا والقدرة على اكتسا الم رف ؛ ثالثا ا، مت
نصيب الفرد من الدخل الق مي اإلجمالي والقدرة على رحقيق مست ى م يشي و ق .كميا أنيه،
ولقياس أكثر شم وً للتنمي البشري ،رم او ترشاد باهدل اهرب ي التاليي :دلييل التنميي عليى
أ اس عدم المسياواة ،دلييل التنميي حسيب الجينس ،دلييل الفي ارق بيين الجنسيين ودلييل الفقير
المت دد اهب اد.188
185رقرير البنك الدولي في ال الم " ،شن هج م على الفقر " ، )2001- 2000( ،ص.135
البنك الدولي " ،التنمي ورخفيض أعداد الفقراح ، "...مرجع ابق الذكر ،ص.3 186
187محمد حركات" ،رقييم السيا ات ال م مي وأنظم الحمام :رحديات منطق في ظرفي مت ررة" ،ضمن" مفارقات
حمام الدول في البلدان ال ربي " ،ررجم محمد مست د ،ا ( 1مؤ س هانس ايدل ، )2018 ،ص. 183
" 188لمح عام :رقرير التنمي البشري 2016؛ رنمي للجميع " ،برنام" اهمم المتحدة اإلنما ي ، 2016 ،ص ص- 2
.3
118
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
عبر هذه المؤشرات ،وايرها ،رق م دول "الرفاه المستدام" ،بأدوار م ياري هام ،فيي يبيل
اوررقاح بسييرورة مشيروع المجتميع المنجيز ،وردعيميه المسيتمر ب اميل الرييادة ،والمفييل فيي
نهاي المطاف ،بضمان أ س حمام النم ج التنم المأم ل ،اقتصاديا ً واجتماعيا ً.
191علي عبد القادر علي "،م حظات ا تمشافي على النم المستدام والتنمي في الدول ال ربي " ،ضمن " النم
اوقتصاد والتنمي المستدام في الدول ال ربي :اهب اد اوقتصادي " ،مرجع ابق الذكر ،ص. 26
192محمد عبد ال زيز عجمي ،إيمان عطي ناصف ،مرجع ابق الذكر ،ص.65
120
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وا تناداً إلى التجيار والم يايير التاريخيي ،ارضي أن م يدوت النمي المررف ي التيي شيهدرها
الدول النامي رذهب في م ظمها إلى اهانياح وو رشمل إو منف ي بسييط للفقيراح .ليذلك ،فيإن
نسب كبيرة من السمان في كل من أفريقيا و يا وأمريما ال ريني ر اني مين مسيت يات م يشي
إمييا متدنيي أو ثابتي ،بييالتزامن مييع اررفيياع م ييدوت البطالي والفقيير واهميي وضي ف اهنظمي
الت ليمي والخدمات الصحي .193
ومن أجل رجاو هذه المثبطات ،يبدو من المفرو ،التفمير ال ميق ،في خلق نم ج رنمي
رشاركي جديد ،قادر على إحرا رقدم حقيقي ،بالنسب لدول الم مي ر –دول ناميي أو متقدمي -
وه ما يممن أن يتم ،المضي فيه قدما ً ،عبر عقد شراكات مين أجيل التنميي ،وفيق رصي رات
محددة وأجندات واضح .فمن جه ،على البلدان النامي ،أن ر اصل رحسين يا ارها ونظيام
اإلدارة ال ام فيها .ومن جه أخرى ،يت جب على البلدان المتقدم ال فاح بالتزامارها :يادة
رحرير رجاررها ،و يادة الم نات التي رق م بتقديمها ،ور ميق رخفيف أعباح الدي ن التي على
عارق البلدان الفقيرة.194
-الةاجيات /اإلمكانات
ر جد حاج فيسدها الصانع ب يل ،إو أن الجديد ،أن ر جد و يل أووً ،ثم رخترع لها حاج .
بالمثل ،ر جد وظيف ،ثم يجر البحيث عين شياال منا يب يشيغلها .فيي ال يالم الثاليث ،ي جيد
إنسان ،فتنشأ وظيف كي يشغلها.195
ويييررب مفهي م "الحاج ي " فييي ج ي هره الفميير ب ييدة مفيياهيم قيميي وم ياري ي ،وعلييى رأ ييها
"مفه م ال دال اوجتماعي " .في هذا الصدد ،وحسب رأ المشتغلين في حقل الفمر التنم ،
فإنه و يممن إا قا ً فصل فمرة ال دال اوجتماعي عن فمرة الحاجات اإلنساني للبشر .إج ،أنه
ميين دون إشييباع هييذه الحاجييات و رمتمييل للفييرد إنسييانيته وو يتي افر لديييه مييا هي مسييتحق ميين
المراميي .وعلييى جلييك ،فييإن إقييرار ال دالييي اوجتماعييي يقتضييي ريي افر ظييروف ومؤ سيييات
اقتصييادي واجتماعي ي و يا ييي وارا ييق حييياة رسيياعد كييل فييرد فييي إشييباع حاجارييه .وميين
المحقق ،أن الطاقات والقدرات المامن في البشر رميل إليى اونطي ق رلقا يياً ،عنيدما رتياح لهيم
فرص كاف إلشباع حاجارهم؛ وهذا ركن أ اس من أركان ال دال اوجتماعي .196
194البنك الدولي " ،التنمي ورخفيض أعداد الفقراح ،" ...مرجع ابق الذكر ،ص.26
:رؤي 195ن مان عبد الر اق السامرا ي "،الب د الثقافي إلشمالي التنمي " ،ضمن " إشمالي التنمي وو ا ل النه
في اإلص ح " ،مرجع ابق الذكر ،ص.215
،مرجع ابق الذكر ،ص .106 196إبراهيم ال يس
121
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ر ني التنمي البشري ،ر يع الحريات للجميع ،بحيث يتممن كل إنسان من ارخاج ما ينشده من
خييييارات .وفيييي جييي هر هيييذه الحرييييات ،اثنتيييان :حريييي الرفييياه التيييي رتحقيييق بال ظيييا ف
واإلممانات ،وحري التصرف التيي رتحقيق بيإع ح الصي ت واو يتق لي .وكي الني عين مين
الحريات ضرور للتنمي البشري .
هميذا ،يمميين اعتبيار أن ال ظييا ف – هنيا الحاجييات ،-هييي ميا ينشييد اإلنسيان أن يمي ن عليييه أو
يف له – رح يل الحاجات من الق ة إلى الف ل ،-كان يم ن يداً ،في حال اكتفاح ايذا ي ،فيي
صح جيدة ،وأن يتمتع باحترام الذات ،ويشارك في حياة المجتمع.
أما اإلممانيات -هنيا القيدرات ،-فهيي مختليف ال ظيا ف( أ ميا ينشيد اإلنسيان أن يمي ن علييه
ويف له) التي يستطيع اإلنسان رحقيقها وهي رنبني ،بالضرورة ،عليى حريي التصيرف السيالف
الييذكر؛ إج أن القييدرة علييى التصييرف ،رييررب بمييا ل نسييان ميين حريي للقيييام ب مييل أو إنجيا ه،
رحقيقا ً لما يراه هاما ً من أهداف وقيم.
التنمي البشري عبير جليك هيي عمليي ر ييع خييارات اإلنسيان .كميا أنهيا رنميي اإلنسيان ببنياح
اإلممانات البشري ؛ فهي للبشر ،إج رحسين حييارهم وهيي مين البشير ،إج يشيارك ن بف اليي فيي
كل ما يم ن حيارهم .ونه" التنمي البشري أو ع من نهي" أخيرى ،كتليك التيي ر نيى بيالم ارد
البشري أو اوحتياجات اه ا ي أوالرفاه البشر .197
في هيذا السيياق ،ي يرف برنيام" اهميم المتحيدة اإلنميا ي( )2003التنميي البشيري المسيتدام ،
بأنهيا "عمليي ر ييع خييارات البشير ،وأن البشير هيم الثيروة الحقيقيي لألميم" .وبيذلك ،رقي م
التنمي البشري المستدام حسب هذا الت ريف على مح رين أ ا يين: 198
-األول :بناح القدرات البشري للت صل إلى مست ى رفاه إنسياني راق ،وعليى رأ يها ال ييو
حياة ا يل وصحي واكتسا الم رف والتمتع بالحري لجميع البشر دون رمييز؛
-الثاني :الت ظييف الميفح للقيدرات البشيري فيي جمييع مجياوت النشياا اإلنسياني ،اإلنتيا ،
منظمات المجتمع المدني والسيا .
لقد جاح هذا التط ر في مفهي م "التنميي البشيري المسيتدام " رزامنيا ً ميع التطي ر فيي اهحي ال
اوقتصيادي واوجتماعيي .مميا أدى إليى حصي ل إشيباع كليي أو جز يي ليدى االبيي السييمان،
وانتشار المطالب بإشباع الحاجات الم ن ي والروحي ،إج ادت شراا ً أ ا يا ً لحدوث التنميي
البشيييري المسيييتدام .وإضييياف إليييى حاجتهيييا إليييى شيييراين مهميييين ،وهميييا رطييي ير المييي ارد
" 197لمح عام :رقرير التنمي البشري 2016؛ رنمي للجميع " ،ص ص. 2 -1
198الم تصيم بياا الج ارني ،ديمي محميد وصي ص "،التنميي البشيري المسيتدام واليينظم الت ليميي "( ،عميان :دار الخلييي"
، )2009،ص ص .43- 42
122
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
واإلممانيييات المحليي وال دالي فييي ر يييع مق مييات التنميي ونتا جهييا ،فإنهييا رحتييا إلييى ري فير
المررمزات التالي : 199
-ر فير الدخل المافي لتغطي اوحتياجات المادي والم ن ي ؛
-ر فير راب حقيقي لتحقيق التنمي البشري لدى االبي أفراد وفئات المجتمع؛
-ر فير إ رادة يا ي رؤمن بمنه" التغيير لتحقيق التنمي البشري المستدام ؛
-ر فير إدارة كفؤة.
في المحصل ،يممن ج هر الب د اهخ قي الذ يجسيد الضيمان اه ا يي للتنميي المسيتدام ،
في رأكيد اإلنصاف داخل الجييل ال احيد واإلنصياف بيين اهجييال؛ فالتنميي المسيتدام ،ريأري
بمثابيي عملييي رغيييير ،يميي ن فيهييا ا ييتغ ل الميي ارد ور جيييه او ييتثمارات ور جيييه التقنييي
والتغييييرات المؤ سيييي كلهيييا فيييي حالييي انسيييجام ،مسيييتهدف إن ييياش اإلممانييييات الحاضيييرة
والمستقبلي ال م لضمان الحاجات والتطل ات اإلنساني .200
ه-الوسائن /األهداا
كيل مجتمييع وكيل دولي رتطلييع إليى التنميي ،والنياس عييادة و يختلفي ن كثييراً حي ل( اههييداف)
وميادام المبيرة ،لمنهم يختلف ن ح ل( ال ا ل) ،هل ر صيل إليى اههيداف أم و ؟
أنه كلما كثرت التفاصيل ور ددت كثر الخ ف ح لها ور دد ،فإنه بالمثل إجا كانت ( ال ا ل)
مبهم واامض ،فالخ فات رنشب في المستقبل القريب والب يد.201
ميين اهدوات التييي يييتم الت ييل بهييا لتحقيييق الزيييادات السييري والدا مي ،بخصي ص يييرورة
التنمي ،نجد اإلجراحات التي ييتم ارخاجهيا عليى مسيت ى الهيميل اوقتصياد -اليدخل الي اني،
دخيل الفيرد ،او ييتثمار ،اليرأس مييال ،دورة اوقتصياد -...ه مجتميع ميين المجتم يات ،وكييذا
ربطهييا المسييتمر ب يالتغيرات التييي يمميين أن رطييرأ علييى بيياقي الهياكييل :اوجتميياعي والثقييافي
والسيا ييي؛ ممييا يج ييل هييذه اإلجييراحات قييادرة علييى رفسييير مجمييل اإلشييماليات جات الصييل
بالمسأل التنم ي .وينبغي من أجل ضمان الغا يي الم ياريي لهيذه اإلجيراحات ،الحيرص عليى
وضع أ س "مستدام " لنم ج رنم حقيقي ،يت خى في كنهه بل رة رصي رات ا يتراريجي
كفيل بتحسين أوضاع جميع فئات المجتمع ،وبأقصى درج من المفاي والف الي .
202محمد عبد الشفيع عيسى "،دور الدول التنم درا مقارن للخبرة المصري الم اصرة " ،ضمن " النم
اوقتصاد والتنمي المستدام في الدول ال ربي :اهب اد اوقتصادي " ،مرجع ابق الذكر ،ص.125
124
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
رركز على أفضلي القطاع الخاص على ال ام ،وو رهدف إليى خصخصي المؤ سيات ،بيل
رركز على كيفيي ج يل الدولي ر ميل أفضيل ورسيهم بفاعليي أكبير فيي المشياريع التنم يي –
وعلى رأ ها المشروع الم روف في التجرب ا ي ي " التصنيع المتأخر" -وه ما ماه
بريت ن "ر ليم الحم مي ،" Learning Gouvernmentأ أن نقطي اونطي ق ليسيت
إ اح الدول ،بل ج ل الدول ر د إلى قيادة التنمي .203
من ال ا ل او تشرافي التي ينبغي الت ل بها – عبير ا يتخدامها وا يتغ لها ،بشيمل يليم
وم قلن ،-والتي من المممن أن ر جه ،وفي إاار ا ترشاد محض ،اههداف التي يرن إلى
رحقيقها أ نم ج رنم ام ح ،نجد التخطي او تراريجي ،باعتباره أداة "فضيلى" ،ر ميل
في عمقها ،عليى رحدييد السيا يات والبيرام" التنم يي المتخيذة ،ورنفييذها التنفييذ الف يال ،ونقيل
أهييدافها ميين الق ي ة إلييى الف ييل ،ورح يلهييا ،بالتييالي ،وعلييى مسييت ى اهمييد الب يييد ،إلييى أهييداف
واق ي ،عملي وملم .
وجلك كله ،يجب أن ييتم ،ميع ضيرورة او تحضيار اليدا م للخطي التمميليي – بشيمل م اكيب
للخط الر يسي ،-يممن ر ظيفها في حال ر ثر مرص د -بسبب من اه با المررب أ ا ا ً
بمفاي ي ال ييا ل ،-علييى مسييت ى أ محط ي ميين محط يات الف ييل التنم ي .ثالث ةا ا :مبةةا
النموذج التنموي
النمييي ج التنمييي هييي صييييغ متطييي رة ومتغييييرة ،با يييتمرار ،لضيييب مسيييارات السييييرورة
التنم ي ي ،وج ييل هييذه اهخيييرة ،وبطريقيي ا ترشييادي ونم ججي ي صييرف ،ر جييه السيا ييات
المتخييذة علييى مسييت اها ،وبييدرجات متزايييدة ،نح ي مسييايرة التح ي وت المتسييارع والحقييا ق
المتجددة التي أضحى يتسم بها عالم الي م ،عالم النماج ال متناهي ،والتي يبدو مين الصي ب
جداً ،السيطرة المطلق على كل اهب اد "المستدام " التي رت ق إلى رحقيقها ،جيليا ً ومجالياً.
والنم ج التنم بهذا التحديد الشم لي ،يسيت جب ري افر مبياد رر يخ ،مين جهي ،مم نيات
"رضمينيته" ،ور ز ،من جه أخرى ،مق مات "ا تدامته" ،في إاار إر اح البنياح المتماميل
للتنميي ،ورحفيييز ج انييب ارسيياقه الم يييار الخييالص .وميين أبيير هييذه المبيياد التييي يممين أن
رحقيييق هيييذا الميييراد الغيييا ي ،نجيييد ،ج هريييياً ،ث ثييي مبييياد ،وهيييي :التضيييامن والمأ سييي
والتضميني .
-1مبدأ التضامن
203ألبير داار "،إص ح مؤ سات القطاع ال ام في البلدان ال ربي في ض ح التجرب ا ي ي " ،ضيمن " دور القطياع
الخاص في مسار التنميي المسيتدام وررشييد الحميم فيي اهقطيار ال ربيي ،بحي ث ومناقشيات النيدوة التيي أقامتهيا المنظمي
ال ربي لممافح الفساد ي مي 22و 23يبتمبر ، " 2011مجم عي ميؤلفين ،ا( ، 1بييروت :المركيز ال ربيي لألبحياث
ودرا السيا ات ، )2013 ،ص. 180
125
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
يقصد بمبدأ التضيامن عليى هيذا المسيت ى ،التأ ييس لنمي ج رنمي "متضيامن" فيي مجتميع
"متضييامن" اجتماعي يا ً ،يس ي ى إلييى اإلعمييال المنفييت والمييرن لق اعييد نيياجزة م ياري يا ً ،ر ييز
اوقتناع الماميل بأهميي قيمي التضيامن فيي يبيل ال صي ل التشياركي إليى "الخيير" التنمي
ال ييام ،ور ي ييه الت يييع ال ييادل والمنصييف بييين الجميييع ،وبالتييالي ،رر يييخ دعامييات دول ي
التضامن.
أ-قيمة التضامن
ي د التضامن ر بيير ملمي س عين مختليف ال قيات واليرواب اوجتماعيي التيي رجميع ميا بيين
اهفراد والجماعات .ومن ثم ،فالتضامن يتبل ر كقيم م ياري راقي قا مي ميا بيين النياس فيي
ييا ر المجتم ييات والحضييارات ،وكمبتغييى إيجييابي ل نييدما والييت ق والت قييي بييين الق ي ى
المنتج والق ى المستهلم للثروات والقيم.
فييي هييذا اإلاييار ،يياهم وقي ع التضييامن فييي صييلب ال مليييات المشييمل و ييتمراري ال قييات
البني ي في مست اها المحلي أو الدولي ،بص رة ر يسي فيي رقديميه ب صيفه ادعياحاً أخ قييا ً جا
دعامي قيميي كبيييرة وإضييفاح صييف اإللزاميي عليييه ميين حيييث ه ي مسييؤولي 204أو نظييام حييام
و تمراري القيم المشترك وارربااه بالراب والجاهزي لتقديم المساعدة عند الحاج .205
التضامن بذلك ،ومن منظ ر م يار خالص ،ي د أحد أبر المررمزات التي يق م عليها نهي"
التنمي البشيري المسيتدام خاصي فيي رجليارهيا اوجتماعيي .هنيا نتحيدث عين ربلي ر التضيامن
اوجتماعي كقيم من القيم الرفي داخل المجتم ات البشري .
وفق هذا المنطلق القيمي ،فاهفراد مخل قات اجتماعي جبلت على ال يو فيي مجتميع بشير ،
مما يقتضي على كل منهم المشارك والت اضد في إدارة شؤون الحياة .وهذا اهمر ،من شأنه،
أن يساهم فيي ر مييق الشي ر باونتمياح ،ويضييف ،بالتيالي ،الغبطي إليى المشيارك المجتم يي
الهادف .
وعلى هذا الص يد ،ربر ب ضي ح ال قي ال ثيقي بيين التنميي البشيري والثقافي ،ا يتناداً إليى
واق أن الش ر بالت اضد والتضامن اوجتماعي ينبع منطلقيه مين الثقافي والقييم والم تقيدات
204رام قيام ع ق رفاعليي بيين التضيامن والمسيؤولي ،إو أنيه هنياك اخيت ف جليي بيين المبيدأين؛ فيإجا كيان التضيامن يتبلي ر
ب صفه متغير مستقل ،فإن المسؤولي ربر باعتبارها متغيرا ً راب ا ً .
205أمين ي مصييطفى دل "،جدلي ي أ ول ي ي "الدول ي الحار ي " مقابييل المسييؤولي الدولي ي :رحقيييق مبييدأ التضييامن مييع مراعيياة
الخص صي ال ربي " ،مجل يا ات عربي ،ال دد ،20ما ، 2016ص.19
126
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
المشييترك ،رلييك التييي رشييمل السييل كي الفردي ي بارجيياه التنمي ي البشييري والخيييارات البشييري
رت اظم ،وو ريب ،كلما كانت حلقات التضامن اوجتماعي أو ع وأكثر فاعلي .206
الب ييد الثقييافي للتضييامن ،يج ييل ميين هييذا اهخييير ،قيم ي ثقافي ي واجتماعي ي رتجلييى رمظهرارهييا
اإليجابي المثيرة في رلك القدرة الفا ق عليى رجسييد الت ا نيات المممني ،والناجمي ،باه ياس،
عين ال ميل الجمياعي الم حيد والمشيترك .وميين ثيم ،فالتضيامن كقيمي إنسياني وك نيي رفي ي ،
ي تبير فييي كنهييه نتاجيا ً م يارييا ً خالصيا ً للممار ييات الم ضي عي واإلجرا يي الفضييلى السييا دة
داخل أ مجتم ات من المجتم ات .وهي المسأل التي رت اظم أهميتها اوعتباري على صي يد
اشتغال يرورة التنمي ،في رجليارها المختلف ،خاص حينما نصيادف التفياع ت القا مي بيين
الطبقيات السييا دة داخيل مجتميع مييا ،فيي إايار دفاعهيا المسييتميت عين مصيالحها اوقتصييادي
الضيروري –وبصيف عامي المصيال جات ال قي ال اييدة بالغا ييات التنم يي ،-مين منظي ر
رجذر وعيها التضامني التشاركي ،ورر خ قدررها على إظهار ال مل الجماعي.207
كما أن التص ر ال ق ني الخاص بقيم التضامن ،208والذ قدمه ميما يل هيشتر Michael
،Hechterي طيييي اهتماميييا ً بالغيييا ً لمجميييل اهواصييير وال قيييات واليييرواب الناظمييي لألفيييراد
والجماعييات ،والمتحممي فييي الغايييات التييي رتي خى اوررقيياح بييال يو المشييترك .فميين منظ ي ر
اعتبار السل ك اوجتمياعي هي جملي اهف يال والتصيرفات الصيادرة عين الفيرد "ال ق نيي"،
ييرى هيشييتر ،بيأن اهفيراد يم ني ن فيمييا بيينهم جماعييات للتضييامن ،رتضيافر جهي دهم ،بشييمل
جماعي منظم ،بغي إدراك مصالحهم المت اظم واو تجاب لحاجييارهم المتزاييدة .وجليك كليه،
في إاار يهم الحثيث ،لتحقييق يا ر اههيداف المشيترك .اهمير اليذ يحفيزهم عليى إنتيا
Michael ) Brekely, 208ح ل هذا التص ر ال ق ني أنظر ,CA:University of California Press,1987
Hechter, «Principles of Group Solidarity
127
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
القييم الم ياريي المتبادلي والسيلع الماديي المختلفي أو كيل ميا يممين أن ي صيل إليى اا يي بنيياح
الرفاه اوجتماعي ،مع الحرص الدا م على ضمان ا تفادة الجميع من ع ا ده القيمي .
ومن ثيم ،يممين التأكييد ،عليى أن رضيامن اهفيراد –واليذ يجسيد ماهيي رشيمل وابي ي أدوار
الجماعييات -ه ي قيم ي عق ني ي قا م ي ،بص ي رة أ ا ييي ،علييى اورصييال التفيياعلي والت اض يد
الترابطي بين هؤوح اهفراد ،وانصهارهم التام والمندم" في الذات الجماعي ،وفق ق اعد من
ال ض ح على مست ى الرؤي والتشارك اإليجابي في اهف ال ،ومن منطلق اشترااات م ين ،
رخص بشمل محدد ،ر زيز دعامات رنسيق السل ك اوجتماعي ورط ير أب اده المتن ع .يظل
اررباا النم ج التنم بقيم التضامن وثيقا ً ل دة اعتبارات ،ومنها ك ن:
-الصال ال يام ،ومين خي ل المجياوت التيي يسي ى لخيدمتها كمجياوت رضيامني ،هي مطليب
ضرور لتحقييق الخيير "التنمي " للجمييع ،مين حييث ر ييع ع ا يد التنميي بشيمل منصيف
وعادل؛
-الت ل المرج ي بالسل ك التضامني هي منطليق حقيقيي لتيسيير ع اميل قييام رنميي بشيري
مستدام ومت ا ن و"مأنسن "؛
-التطبيق اهفضل لممار ات الفمير التضيامني هي يبيل نياجع لتق يي القيدرات المؤ سياري
التمميني الخاص ب ناصر الحمام ورحسين أدا ها الم يار ؛
-المساهم اإليجابي في رط ير خصا ص الفاعلي والتشارك والت اون والتنسيق هي شرا و
محيييد عنهيييا لتر ييييخ لبنيييات صييرح "دولييي التضيييامن" ور زييييز أ سييها التنم يييي ،وفيييق قييييم
المسؤولي الجم ي ،ومن منطلق مبدأ التنضيد التشاركي أو التللف التماثلي.
و للشك ،أهمي قيم التضامن في يرورة النمياج كل هذه اوعتبارات ،ربر بما و يدع مجا ً
التنم ي .وجلك من منظ ر ربل رها كقيم قان ني اجتماعي و يا ي ميؤارة لل ميل الجمياعي
التشاركي ،من شأن او ترشاد المرج يي بهيا ،رحقييق الميأم ل مين هيذه النمياج ،بميل كفايي
وف الي .
لألوقيات وهيدر ل ممانيات" ،جرييدة هسيبريس اإللمترونيي ، بي ثقافي مضيي 209محميد ني ر اليدين أفايي "،نمي ج رنمي
الخميس 25أكت بر .2018
" 216الجيل الثاليث لحقي ق اإلنسيان " أ و "حقي ق التضيامن " كمفهي م ا يتخدمه هول ميرة كيارل فا يك K. Vasakفيي
محاضرره اوفتتاحي في الم هد الدولي لحق ق اإلنسيان عيام . 1979وهي كمفهي م ارريب بتسلسيل التصينيف التياريخي
المتداول :الجيل اه ول المررب بالحق ق المدني والسيا ي لألفراد والجيل الثاني المت لق بيالحق ق اوقتصيادي واوجتماعيي
والثقافي لألفراد.
131
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
الرفييياه اوقتصييياد واوجتمييياعي لم اانيهيييا ور زييييزه ،بتطبييييق يا يييات ال دالييي والرعايييي
اوجتماعي ،ك نها رضمن ر يع الثروة وال ا د اوقتصادي على مجتم ها.217
وبذلك ،ومن منطلق ال امل المساهم في رر يخ قيم التضامن ،نجد أن الدول المؤ س
على السل ك التضامني هي دول اولتزام الم يار واهخ قي بميل اهب ياد المتسيم بالمفايي
والف الي والريادة والنجاع .وبالتالي ،فهي دول "ا تحقاق" بامتيا .
-2مبدأ المأسطة
يجسد الحديث عن المأ س كمبدأ مين مبياد النمي ج التنمي منطلقيا ً مين منطلقيات التقيييم
الم ض ي عي لمؤشييرات اهجييرأة ،التييي يمميين أن نقيييس علييى ض ي ها ،درجييات رط ي ر هييذا
النم ج ،في ارجاه رحقيق كل أب اد التنميي اإلنسياني .فالمأ سي ،ك مليي متحركي ،رميس فيي
ال مييق ،الج انييب المختلف ي لسييا ر اهشييمال التنظيمي ي ،ورحيياول جاهييدة رضييييق الخنيياق علييى
عناصر محدودي اشتغالها .اهمير اليذ قيد يسيهم يلبا ً فيي إضي اف أدوار أنمااهيا – خاصي
على مست ى كل من المأ س النسيقي والمأ سي الم ياريي .-وفيي المحصيل ،التقلييل ،وعليى
اهمد الب يد ،من فرص رممينها.
أ-المأسطة النطقية
أ خلق نسق مؤ ساري شامل ومندم" ،ي فر الشيروا الضيروري لتبلي ر أ يس التنميي ،فيي
شييتى رجليارهييا ،عبيير رحقيييق اههييداف او يتراريجي لتضييبي مسييارات يييرورة المجتمييع
المنجز ،والقا م عليى رر ييخ م يايير المفايي والتج ييد والف اليي والنجاعي ورحفييز أفيراد هيذا
المجتمييع والجماعييات السييا دة فيييه ،علييى اوررقيياح بالف ييل التنميي وفييق متطلبييات اإلنجييا
والتبار والتنافس.
فالمجتمع ،ومن منطلق الق اعد القيمي التي ريتحمم فيي ييرورره يتجليى ب صيفه نسيق يتمي ن
من أنساق فرعي ،أو عدد من اهجيزاح المترابطي المتماملي ،التيي ي جيد بينهيا اعتمياد متبيادل
ولمل نسق احتياجات أ ا ي وبد من ال فاح بها ،حتى يممن ا تمرار النسق ،وإو فإن النسيق
قد يتغير رغيراً ج هريا ً.218
219
Michel Crozier, Erhard Friedberg, « L’acteur et le système » ,)Paris :Le Seuil ,1990 (,
p.30.
133
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ويممن الق ل ،أن مأ س النسق هي مأ س للمجتميع .وجليك مين منظي ر اعتبيار المجتميع فيي
حييد جارييه ،نسييق اجتميياعي ،أ أنييه مركييب ميين عييدد ميين ال ناصيير أو المم نييات التييي رييررب
بب ضها الب ض ،بص رة ثابت نسبياً ،خ ل فترة م ين من الزمن.220
ويضمن المنطق "الممأ يس" للنسيق كيل ع اميل او يتمراري والبقياح ،عبير رحقييق دعاميات
الت ا ن ال ظيفي لهيذا البنياح التنظيميي .وهي ميا ييتم بشيروا أرب ي ،يماها عيالم اوجتمياع
اهمريميييي ريييالم ت بار ييي نز فيييي نظريتيييه الخاصييي بالنسيييق اوجتمييياعي ،بالمسيييتلزمات أو
المتطلبات ال ظيفي ،وهي :التميف مع البيئ ،رحقيق الهيدف ،التماميل ،المحافظي عليى بقياح
النم وإدارة الت رر.
-التكيةةف مةةع البي ةةة : Adoptionيتطلييب أن يقي م النسييق اوجتميياعي بتييأمين التسييهي ت
وال ا ل اوقتصادي الضروري لحياة أعضاح المجتمع ،ور ي ها من خ ل النسق؛
-تةقيق الهةدا : Goal Attainmentيشيير إليى مشيمل رحدييد اهول ييات بيين أهيداف
المجتمع ،واو تخدام اهمثل لم ارد النسق ،من أجل رحقيق هذه اههداف؛
– التكامن : Integrationي ني ضرورة التنسيق بين أجزاح النسق اوجتماعي والمحافظ
على ال قات الداخلي بين هذه اهجزاح؛
-المةافظةة علةى الةنمط وإ ارة التةوتر– Pattern Maintenance and Tension
: Managementرشييير إلييى ضييرورة أن يتأكييد المجتمييع ميين أن أعضييا ه رتي افر فيييهم
الخصا ص المنا ب ( مثل الح افز ومهارات أداح الدور) لتحقييق اولتيزام الضيرور بيالقيم
اوجتماعيي .كمييا رشيير أيضيا ً إلييى وجي الت امييل مييع التي ررات الداخليي والضييغ ا ،أ أن
ب-المأسطة المعيارية
رتر خ أكثر بتبني م ايير اإلنجا ورنمي قدرات المأ س كمبدأ من مباد النم ج التنم
اهفراد والجماعات والتنظيمات على الدفع اإليجابي بهذه الم ايير نح الممار ات الفضيلى
وضب مختلف التص رات المتما م والمتجانس المرربط بها.
إن رحقيق اههداف التنم يي يسيت جب ،باه ياس ،بنياح قيدرات مؤ سياري ورنظيميي ،وإ يداح
الخدمات الضروري للم اانين بصي رة جييدة وشيفاف ،ورميريس اهب ياد المتداخلي لمختليف
عناصر ومم نات الحمام ،من خي ل إقامي ع قيات الت ياون والشيراك بيين القطياعين ال يام
لمؤ سات والخاص ،وإيجاد الظروف الم اري لممار اهعمال ،ور زيز دور أكبر وحي
المجتمع المدني.
ورشمل المأ س الم ياري منطلقا ً وظيفيا ً إلبرا قدرة أ نم ج أو نسق على رق يي دعاماريه
ور زيييز نشيياااره .وميين ثييم ،ري فير ضييمانات ا ييتمراره وعناصيير رثبيتييه .وهي مييا يتأكييد فييي
الم نييى القيمييي "البرااميياري" لل ظيفي ،ب صييفها ،ر بييير عيين رمامييل اهجييزاح المم ني للمييل،
حيث يساند كل جزح الجزح ا خر.223
221ال ت إبراهيم لطفي ،كمال عبد الحميد يات " ،النظري الم اصرة في علم اوجتماع " ( ،القاهرة :دار اريب
للطباع والنشر والت يع ، )1999 ،ص ص. 73-72
222علي عبد الر اق جلبي" ،اورجاهات اه ا يي فيي نظريي عليم اوجتمياع " ( ،اإل يمندري :دار الم رفي الجام يي ،
، ) 1993ص ص. 291-286
) ،ص . 193 ي ل جي " ( ،دمشق :دار اههالي 1998، كرياح خضر " ،نظريات 223
135
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
والمأ س ي الم ياري ي ،وفييق جلييك ،هييي مأ س ي اا ي ي أو وظيفي ي بامتيييا ،رس ي ى إلييى ج ييل
المأ س النسقي ،رحفيز المقاربيات المهتمي باهنسياق أو الظي اهر اوجتماعيي المختلفي عليى
الت ل او ترشاد بم ايير اإلنجا ،بغي رحقيق وظا ف م ين .وهي ال ظا ف – كما ييرى
جلك روبرت ميرر ن R.Mertonأحد أبر المشتغلين فيي مجيال عليم اوجتمياع الي ظيفي
والذين نهل ا الشيح المثير من كتابات وأفمار رالم ت بار نز -التي يممن أن رم ن ظياهرة
وجلي ،كما يممن أن رم ن كامن ومستترة .
-الوظائف الظاهرة :هي رلك ال ظا ف المقص دة بشمل صري ومباشر ،والتي ربيدو لل ييان
بشييمل بييين وجلييي .ويييتم رأديتهييا االبييا ً علييى مسييت ى عمييل اهنسيياق أو البنيييات بمنطلقييات
واضح ،فهي و رحتا بتارا ً إلى ارا ق م قدة في التفسير أو و يا متشيابم فيي التحدييد.
اهمر الذ يممن من م رفتها وإدراكها ،بص رة مرن و لس ،وبيدون أدنيى رأوييل "ايا ي"
فضفا ،قد ينقص ،في أ وقت من اهوقات ،من قيمتها الم ياري المطل ب .
– الوظائف الكامنة :وهي رلك ال ظا ف اير المقص دة واير المدرك فيي االيب اهحييان
بشيمل واعييي 224وربيير كإواليييات مسييتترة رضييمر المتي خى ميين اههييداف -فييي هييذا الصييدد،
نميي ن ،وكأننيييا أمييام "ااقيييي إخفيياح" رميييارس عبرهيييا ،وبإرقييان محميييم ورييام ،ل بييي الصيييري
والضمني أو ل ب الشد والجذ بين اههداف المر م واههيداف المرجي ة .-وبيذلك ،وفيي
إاار الفهم الس ي ل جي والسيم ل جي للدوافع المتحمم في هذا النم من ال ظا ف ،نجد
أن الدافع أو الحافز اه ا يي الميتحمم فيي يل ك اهفيراد والجماعيات ،لييس بالضيرورة ،أن
يم ي ن بادي يا ً لل م ي م وظيياهراً للجميييع ،بالصيييغ الفضييلى التييي يمميين أن رتررييب عنهييا نتييا "
م ض عي مت افق ،في نهاي المطاف ،مع ابي السل ك المتخذ.225
224
James.W.Vander .Zanden,op.cit, p. 30.
225
Alex Thio , «Sociology :An Introduction » ,)New York :Harper& Row ,Publishers,1986 (,
p. 30.
136
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
المنظ ي ر ال ظييا في بص ي رره المزدوج ي /المت ييددة :الظيياهر والمضييمر ،المقص ي د أو اييير
المقصي د ،الصييري أو الضييمني ،الجليي أو الخفييي ...إجاً ،هي منظ مي مؤ سياري متماملي
اههداف ومتداخلي اهب ياد أو منظ مي لليدفع اإليجيابي بالم يايير المتخيذة عليى صي يد الف يل
التنم نح المزييد مين المنجيزات ،أ رق يي م يايير اإلنجيا والرفيع مين قيدرارها التممينيي
الناج ييي ،ميييع مراعييياة كيييل الت ق يييات المحتملييي جات الصيييل بيييالمتغيرات المحليييي والجه يييي
وال اني ،ومنها المتغيرات المرربط بالمخاار المحدقي بالمجتم يات الحاليي ،والتيي رج لهيا
رفميير فييي البحييث المسييتمر والمت اصييل عيين رحقيييق السييبل المفيل ي باوررقيياح التنم ي ،بأقييل
الخسييا ر أو ا ثييار السييلبي التييي قييد ريينجم عيين ي ح اوشييتغال ال ي ظيفي لمم نييات وعناصيير
الحمام المختلف .
أ-تضمينية المشاركة
ر ني"التضيييميني ،"Inclusivenessمميييا ر نييييه ،أن كيييل مهيييتم ب مليييي إدارة الحميييم ويرييييد
المشارك فيها -وهم كل الم اانين من دون رمييز -قادر على القييام بيذلك ،عبير اونتخابيات
والمساهم في مراقب الهيئات المسؤول عن الخدمات ال ام ،وأيضا ً رنمي ف يل التشيارك فيي
صياا القرارات ووضع السيا ات.
ورتجلييى رضييميني المشييارك فييي رر يييخ الييدعامات اه ا ييي للديمقراايي التشيياركي ،والتييي
رشمل الديمقراايي النيابيي أو التمثيليي ،لمنهيا رتجاو هيا بإضياف صي ر للمشيارك مسيتلهم
من فمرة الديمقرااي المباشرة .ومن هذه الص ر مشارك الم اانين في إدارة أو في مراقب
137
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
أداح المرافيييق ال امييي والمستشيييفيات والميييدارس والجام يييات ،ومشيييارك ال ميييال فيييي إدارة
المصانع والشركات ،بما في جلك الشركات الخاص المبيرة ،والمشارك في إدارة أم ال نظم
التأمينات اوجتماعي والم اشات من جانب المشتركين فيها والمنتف ين منها .أضف إلى جليك،
قيام حمم محلي على أ اس انتخابات حرة ونزيه للمجالس المحليي ،ولمين يت لي ن ال ظيا ف
ال ام الر يس .226
وبييذلك ،فتضييميني المشييارك رج ييل ميين هييذه اهخيييرة ،كمررمييز ميين المررمييزات المسيياندة أو
المدعم لنه" التنمي البشري المستدام ،منطلقا ً أ ا يا ً ،لتثبيت جدوا ي الف ل التشياركي بيين
اهفراد ،باعتبارهم مم ن من مم نات الحمام .ومهما رباين حقل مشارك اهفراد ،اح كان
اقتصاديا ً أو يا يا ً أو اجتماعيا ً أو ايره ،فإن ج هر المشارك يبقى ه جاريه :إنيه المشيارك
في عملي صنع القرار الذ يت لق بحياة هيؤوح اهفيراد ،وبالتيالي شيؤون المجتميع ومسيتقبله.
وعملي ي صيينع القييرار رتييابع فييي مسييت يين مت حمييين " :رميي ين" القييرار و"ارخيياج" القييرار.
وابي ييي أن مجييال المشييارك فييي رم ي ين القييرار يمتلييك قاعييدة رف ي ق بس ي تها رلييك المت لق ي
بارخاجه ،وهي التي رحممها أارها الخاص في التمثيل والم اقع وميا شيابه .فالتنميي فيي نهايي
المطاف هي من صنع الناس ،وليس من أجلهم فق .227
ورتجسد رضميني المشارك عبر جلك ،في مختلف رمظهرات ما ي رف "الم اان الناشط
أو الفاعل " ،228والتي رشمل ردخ ت كل مم نات وعناصر الحمام ( القطاع ال ام ،القطاع
الخاص ،المجتمع المدني ،المي اان) ،عليى مسيت ى ييرورة القيرارات والسيا يات :إعيداداً،
ارخاجاً ،رنفيذاً ،رقييما ً ورق يما ً.
ويممن الق ل ،أن المشارك على ض ح "الم اان الناشط أو الفاعل " ،رصب ،وفيي يياق
ع قتها الترابطي مع ال ملي التنم ي ،إوالي من إواليات رجسير الفج ات ،المممن أن ررصد
على ص يد ارا ق اشتغال الف ل التنم لسيا ر مم نيات الحمامي ؛ فتتحي ل المشيارك فيي
نهاي اهمر ،إلى حال رفاعلي – وجداني باه اس -إيجابي ومتط رة ،رجدد نفسها با تمرار،
مادامت رمت عناصر ق رها ومنطلقات ريادرها ،من الممار يات الفضيلى الناشيط والتجيار
التراكمي المت حق .
إن اه اس الم يار الذ رق م عليه رضميني المشارك بخص ص الف يل التنمي ،هي جاك
اه اس المررب بج هر ال ملي التنم يي ،والمتمثيل فيي "التشيارك" المسيتدام ،واليذ ي تبير
نتاجا ً خالصا ً للمساهم اإليجابي على مست ى ارخياج ورنفييذ القيرارات بيين اهجييال المت اقبي .
،مرجع ابق الذكر ،ص ص .33-32 226إبراهيم ال يس
ب-تضمينية المطاواة
ي ني هذا الن ع من التضميني ،أن الدول ر امل الجميع على أ اس المساواة ،ورحمي حقي ق
الجميييع بالحما ي عينهييا ورح ي ل دون التهميييو أو التمييييز فييي رييأمين الخييدمات ال ام ي ،وأن
وشمال أفريقيا ،رحسين التضميني والمساحل "2003، 231البنك الدولي " ،الحمم الجيد هجل التنمي في الشرق اهو
ص. 3
232فتيح ب حرود ،عمر بن ديرة ،مرجع ابق الذكر ،ص.647
233با ل البستاني ،مرجع ابق الذكر ،ص. 56
،مرجع ابق الذكر ،ص.191 234إبراهيم ال يس
مراد دياني ،مرجع ابق الذكر ،ص ص. 358- 356 235
140
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
-ال رضةةةية األولةةةى :عليييى خييي ف الطبي ييي الصييي ري للحريييي فيييي النمييي ج النيييي ليبرالي
المت حو ،ينط النم ج الليبرالي المستدام على حري حقيقي متمثلي فيي القيدرات الفرديي
المضمن في ثنايا المساواة اوجتماعي ،والضامن لتمافؤ الفرص في المسبق اهولي؛
-ال رضةةةية الثانيةةةة :فتت ليييق بأصيييال ارسييياق الحريييي والمسييياواة اوجتماعيييي مييين منظييي ر
اوقتصاد السيا ي ،ورحديا ًد بطبي اررباا عملي ر يع القيم بمست ى ر ليد القيم .ب بيارة
أخرى ،ينت" الت يع المتساو لم م صغيرة الحجم رفاها ً اجتماعيا ً أقيل كثييراً مين الت ييع
اييير المتسيياو (على أ يياس المفيياحات والجه ي د المبذول ي ) لم مي جات حجييم مضيياعف .ففييي
ايا أنظم رحفيزي ف ال في المسبق اهوليي قا مي عليى الحريي ،فيإن مين هي أكثير إنتاجيا ً
يصييب اهقييل إنتاج يا ً ،وليين ي جييد ،فييي نهاي ي المطيياف ،مييا يمميين اقتسييامه أو إعييادة ر ي ييه؛
-ال رضةةية الثالثةةة :يضييمن النم ي ج الليبرالييي المسييتدام الحفيياظ علييى المحفييزات الفردي ي
لت ليييد الثييروة ،ميين خيي ل التييراب الت مييي بييين الحرييي فييي المسييبق اهولييي والمسيياواة
اوجتماعي في ال حق الب د .فإجا كانت هذه اهخييرة ،رنيتقص مين المحفيزات الفرديي فيي
المسبق اهولي ،فإن أثرها في ر ليد الثروة في ال حق الب د مضاعف بشمل أكبر رنا بيا ً؛ -
ال رضةةية الرايعةةة :ارسيياق الحري ي بالمسيياواة و يسييتقيم ميين دون انبثيياق عنصيير ثالييث ،ه ي
اإلخياح .وميؤدى جليك ،هي أن الت ييع منصيف حييث و يمين أ شيخص ضيغين أو حقيداً
اجتماعيا ً لشخص خر على أ اس هيذا الت ييع ،مين خي ل اليرب بيين مجيالي ر لييد القيمي
(النجاع اوقتصادي ) ور يع القيمي ( اإلنصياف اوجتمياعي) ،يتضي أن ر ييع مجم عي
من اهص ل على قدم المساواة ،من دون ارح ؤال كيفي رشجيع إنتاجها ،ه ر يع ايير
ف ال على اإلا ق خ فا ً لذلك ،فإن المنطق اإلنتاجي بمفرده ،اير مستدام ،ما دام يؤد إليى
حياوت ميين ال مسياواة اوجتماعيي ( فيي ال حييق الب يد ) التييي رحي ل دون إر يياح "ال قيي
اوجتماعي " المضمن داخلها عملي اإلنتا ( في المسبق اهولي).
كما رشترا رضميني المساواة فيما يخص إنتا الخيرات التنم ي الحرص اهكيد ،على ر فير
اإلممانات المتن ع للنم اوقتصاد داخل المجتم ات المختلف .وبالتالي ،التقليص مين حجيم
التفاورييات ورحقيييق أ ييس ال دال ي المأم ل ي –اجتماعي يا ً ومجالي يا ً ،-خاص ي فيمييا يت لييق بمس يأل
محارب الفقر .في هذا السياق ،يرى رقرير صيادر عين منظمي ال ميل الدوليي ،أنيه "مهميا بليئ
م دل النم ،فإن البلدان التي رن دم فيها المساواة بشمل كبير رحتا إلى المزيد من ال قت للحد
من الفقر ،مقارن بالبلدان التي رن دم فيها المساواة بشمل أقل" .236
إو أنه رنبغي اإلشارة ك ن المساواة المقب ل – في رضيمينيتها -ليم رمين ي ميا ً ميا هيي المسياواة
المطلقي – والتييي ر نييي التسيياو الحسييابي فييي أنصييب أفييراد المجتمييع ميين الييدخل القي مي أو
" 236حقب جديدة من ال دال اوجتماعي " ( ،رقرير المدير ال ام التقرير اهول( ألف) ،مؤرمر ال مل الدولي ،الدورة
الما ،ممتب ال مل الدولي ،جنيف ، ) 2011ص.10
141
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
الثييروة الق مي ي مييث ً أو التسيياو ال ييدد فييي او ييتفادة ميين ع ا ييد ون ي ار" التنمي ي عم م يا ً:
المييداخيل ،الثييروات ،المنييافع ،القيييم ،الحصييص ،الخيييرات -...أو المسيياواة "ال مييياح" التييي
رتجاهييل الفييروق الفردي ي بييين النيياس فييي أم ي ر كثيييرة .ميين هييذه اهم ي ر الفييروق فييي الجهييد
المبذول ،وفيي ميا يتطلبيه ال ميل مين درجيات مختلفي مين المهيارة والتأهييل ال لميي ،وميا إليى
جلك ،مما ييدخل ضيمن مبيدأ الجيدارة .Meritومنهيا الفيروق فيي الحالي الصيحي ؛ فالشيخص
الم تل صحيا ً يحتا إلى م ارد أكثر من الشخص السليم ل نفاق على ع جه .ومنهيا الفيروق
في اوحتياجات الغذا ي ؛ فالحاج إلى الط يام ليسيت متسياوي بيين الطفيل والبيالئ وو بيين مين
ي مل عم ً شاقا ً ومن ي مل عم ً و ينط على عنياح كبيير .ومنهيا الفيروق فيي القيدرة عليى
رحمل اهعباح؛ ف يست الغني والفقير في القدرة على دفع الضرا ب ،بل إن من حق الفقير
أن يحصل على إعانات رممنه من م اجه المتطلبات الضروري للحياة.
فالمسيياواة علييى ض ي ح جلييك ،هييي مفه ي م اجتميياعي وفلسييفي ،وليسييت مفه م يا ً رياضيييا ً ،وو
يت يار م هيا وجي د فيروق م يني بيين حصيص اهفيراد فيي اليدخل أو الثيروة أو فيي رحميل
اهعباح .والمهم في اهمير ،أن رمي ن هيذه الفيروق مقب لي اجتماعييا ً .237مميا يج يل رضيميني
المساواة هنا ،ر صف بالطابع المطلق على مست ى إنتا دواعي التنمي -أ التميافؤ فيي خليق
الفرص واإلممانات .-وفي المقابل ،رتسم بالطابع النسبي على مست ى ر يع ع ا د التنمي –
أ ليس بالضرورة أن يم ن الت يع ال ادل ه الت يع اهكثر المساواة ،وال مس صحي –.
فتضميني المساواة من خ ل هذا التحليل ،هي رضميني أقر إلى إحقاق اإلنصياف منهيا إليى
رمافؤ الفرص -المساواة المطلق -أو إلى ر يع ال دال -المساواة النسبي .-
- 1الةكامة
ينظيير إلييى الحمام ي ،باعتبارهييا الدعام ي الر يسييي لمختلييف مجيياوت الف ييل اإلنسيياني -ومنهييا
المجيياوت جات الصييل بالشييأن التنميي .-وهييي بييذلك ،رتجلييى كييأداة م يارييي ف اليي ،يمميين
ب ا طتها ضب ورفسير ،ر جييه ورحدييد الت جهيات او يتراريجي المبيرى التيي رطيال مجميل
الج انب اوقتصادي والمؤ ساري ،ومختلف البنى اوجتماعي والثقافي والفمري وايرها .كما
240أحمد بن عبد هللا ارا المر ،مرجع ابق الذكر ،ص . 12
144
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
بالضرورة-وفيي إايار مين التمياهي المفيرو ميع الحمامي ،-رحسيين ورطي ير أنمياا الحيياة
اوقتصادي /الم اشي ،اوجتماعي ،الصحي ،والبيئيي ،...بهيدف الحصي ل عليى اوحتياجيات
اإلنساني المختلف ،بنم ن عي أكثر كفاحة ،مع الس ي لتحسينها واوررقاح بها.241
وفي ا ن نفسه ،يبدو ،وج با ً ،ومن أجل خلق منظ م ا تراريجي خاص بالتنمي في رجليارها
المت ددة ،ال مل الدا م على رفع التحيد الر يسيي لليدول والمجتم يات ،والمتمثيل فيي رحسيين
أنظم الحمام المنفتح .242 La gouvernance ouverte
همذا ،فإن المسأل التنم ي ،وحتى رحقق اههداف المت خاة منها ،رطرح في عمقها ،ضيرورة
التميياهي المطلييق بييين "الحمام ي " و"التنميي " .وجلييك مييا رتجسييد أب يياده اإليجابي ي ،ميين خ ي ل
الحيييرص عليييى ضيييب الترابطيييات المممنييي لم يييايير رحسيييينهما ،بشيييمل مسيييتمر ومت اصيييل.
والتنمي ،وفق الفهم الغا ي ،ينظر إليها ،باعتبارها ،عمليي ر زييز قيدرات رثميين وإثيراح حيياة
الناس ،ور ايد كل اهدوار –البنا ي أو اإلنشا ي ،اهدواريي أو ال يا لي -المرربطي بيالتممين
التنم ،والقادرة على وضع إواليات لتفاد مختلف أشمال الحرمان( الج ع و ح التغذي ،
ي ح ر ييع الثيروات ،رفشيي اهميرا الم ديي وريدني الحالي الصيحي ،ال فياة المبمييرة،)...
ور فير ا ر أن اع الحق ق والفرص واإلممانات لت يع حريات البشر.243
فض ً عين جليك ،رمثيل التنميي كيركن مين أركيان الحمامي إحيدى الرهانيات اه ا يي الم ي ل
عليهييا فييي مسييار ر زيييز المؤ سييات الديمقراايي كمسلسييل يت ييين أن يييدعم البنيييات التنم ي ي
للمجتم ات ،وكسيرورة رج ل نصب عينيها التنمي كنتا خالص للديمقرااي التشاركي التي
ررفيع مين قيمي المي اان ورممنيه مين بلي رة جاريه باعتبياره جي هر أ ف يل مجتم يي ر اقييد ،
حيث يتم قع ردبير الشأن ال ام -المحلي والجه وال اني -في أعلى لم هرم هذا الف ل.
في هذا الصدد ،يممن التأكيد على أنيه بيدون إشيراك فاعيل وف يال للمي اان فيي ريدبير شيؤونه
وانيا ً وجه يا ً ومحليا ً ،رفر الديمقرااي من محت اها القيمي الرفيع .وه اهمر الجي هر ،
على اعتبار ،أن المنه الحقيقي للديمقرااي ،هي حمم الشي ب للشي ب ب ا يط الشي ب ،حييث
كل السلط للش ب.
241مجيييييد مليييي ك السييييامرا ي "،الجغرافييييي و فيييياق التنمييييي المسييييتدام " ( ،عمييييان :دار اليييييا ور ال لمييييي للنشيييير
والت يع ، )2015،ص. 26
242ح ل مفه م "الحمام المنفتح " La gouvernance ouverteيممن اوضط ع على A.Meijer, D .Curtin :
et M.Hillbrand, « La gouvernance ouverte :relier visibilité et moyen d’expression » ,in n°
spécial la Transparence gouvernementale,RISA, n° 1,Mars 2012.
243
Amartya Kumar Sen,« Development as Freedom», ) New York: Knopf,1999 (.
145
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وميين ث يم ،ير ييم التييدبير الييديمقرااي م ييالم السيا يات التنم ي ي الرا ييدة .وجلييك عبيير ا ييتلهام
مختلف أب اد ورجليات التنمي البشري التي أضحت أكثر من أ وقت مضى ،مؤشيراً أ ا ييا ً
للتق يم في مختلف المجاوت ،كما أصبحت هدفا ً لم ي د من المممن عدم ا تحضاره ،244بحمم
أهميتها على مست ى رحديد نجاع ردخ ت مختلف الفياعلين اوجتمياعيين ،فيي يبيل رحقييق،
كل ع امل التقدم واو دهار.
في هذا الشأن ،يأري ر ريف هيئ اهمم المتحدة عام 1956للتنمي ،باعتبارها" ،هي ال مليات
التييي بمقتضيياها ر جييه الجهيي د لمييل ميين اههييالي والحم ميي بتحسييين اهحيي ال اوقتصييادي
واوجتماعي ي والثقافي ي فييي المجتم ييات المحلييي ؛ لمسيياعدرها علييى اونييدما فييي حييياة اهمييم
واإل هام في رقدمها بأفضل ما يممن".
ميين هييذا المنطلييق فييي التحديييد ،رتبل ي ر التنمي ي بييالمفه م ال ييام ،كسيييرورة متط ي رة وحي ي ي ،
رت خى باه اس رج يد ظروف الم اانين ورغيير أنماا عيشهم ،عين ارييق رحسيين دخلهيم
الفرد والرفع من شروا الرعاي الصيحي ورقيديم أحسين منتي فيي مجيال التربيي والت لييم
والتثقيييف ،عبيير ال مييل الييدؤو علييى رمثيييف بييرام" ال مييل جات الطييابع البشيير واإلنسيياني
والمييدني ،وإعييداد مشيياريع رنم يي وا ييتثمارات ميين أجييل خدمي هييؤوح المي اانين واهجيييال
ال حقي ضييمن مييا يسييمى "التنميي المسييتدام " أو " التنميي الط يلي اهمييد" .فتصييير بييذلك
التنمي كل جامع لل ديد مين المجياوت ،بميا فيهيا بطبي ي الحيال ،المجيال اوقتصياد .وبيذلك،
يممن الق ل ،أنه ،وبدون عناح في التفمير ،يدرك المرح ،أن التنمي التي ربيدو هول وهلي أنهيا
قضيي اقتصيادي بحتي ،رت لييق لزوميا ً بمجياوت كثييرة ،علييى رأ يها حقي ل السيا ي والت ليييم
وال قات الدولي والبيئ ...إلخ ،هذا ،إجا اقتصرنا عليى اهوجيه ال مليي عنيد التفميير بمسيأل
التنمي ،245حيث رصب هذه اهخيرة ،ركنا ً أ ا يا ً من أركيان نظيام الحمامي ،والقيادر برمتيه،
على ضمان وا تدام النتا " اإليجابي لفرص التنمي كمل ،وعلى شتى اهص دة.
-2اللتقائية
ينظير إلييى اولتقا يي علييى مسيت ى رييدبير عمليي التنميي ،ب صيفها ميين أهيم دعامييات النمي ج
باهدوار الجديدة المن ا بمختلف مم نات وعناصر الحمام . التنم المت ل به للنه
فاولتقا ي بذلك ،منطلق ا تراريجي لتسريع وريرة إنجا المشاريع والبرام" التنم يي ورنسييق
الجهي د والتييدخ ت المؤ سيياري :محلييا ً ،جه ييا ً ووانييا ً .وميين ثمي ،فهييي ربيير ،باعتبارهييا،
اهداة الحي ييي المفيليي بضييمان نجاعيي رييدبير الشييأن التنميي كمييل ،وجلييك لمييا ريي فره ميين
اشييترااات للف ييل الم قليين ،قييادرة فييي عمقهييا علييى الت بئي المتماملي والمتما ييم ل ممانييات
244في الملخص التركيبي لتقرير" المغر المممن :إ هام في النقاش ال ام من أجل ام ح مشترك" ،مرجع ابق الذكر،
ص .84
245ما ن م فق هاشم ،مرجع ابق الذكر ،ص.28
146
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
يرورة الحمام التنم ي -البشري والطبي ي ،-وج لها ،بالتالي ،دعام و محيد عنها لخدم
واوررقاح المندم" والمستدام بأنمااها المت ددة.
246محمد حركات " ،رأثير المصال المت ارض في رم ين السيا ات المالي والنقدي التجرب المغربي " ،ورق بحثي
مقدم إلى ندوة "ر ار المصال في الدول والمجتمع" التي عقدرها المنظم ال ربي لممافح الفساد في بيروت ،ي مي 15
16 -شتنبر ، 2015منش رة ضمن مؤلف جماعي" ر ار المصال في الدول والمجتمع" ،ا ( 1المركز ال ربي
لألبحاث ودرا السيا ات.)2017 ،
148
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
او تح اج – اإليجابي -عليه، أصبحت الحم م مجرد فاعل في صنع وارخاج القرار ع
فاعل له مسؤولي مح ري في خلق اولتقا ي ورق ي ف ل باقي مم نات وعناصر الحمام من
مؤ سات القطاع الخاص ومم نات المجتمع المدني ومختلف شرا الم اانين.
ورممن التقا ي عناصر الحمام في مختلف الخط ات التي رق م بها هذه ال ناصير فيي رجسيير
الفج ات المرربط بالتحمم البرااماري في ا ر أنظم الحمام ورجسيدارها المؤ ساري .وه
ما ي بر عنه "التقا ي السيا ات".
هذه اولتقا ي رتجسد في مختلف ردخ ت الفاعلين عليى مسيت ى السيا يات ،أ البيرام" التيي
رت خى رحقيق قيم نها ي والقيام بتطبيقات محددة.247
وإجا كان مفه م "الحمام " يتضمن أ ا ا ً شؤون السلط الحم مي ( وعم ما ً كل ما ليه صيل
بالدولي :إقليميا ً وشي با ً و يلط يا يي ) ،فيإن هيذا المفهي م بيدأ يت جيه نحي الت يع ال اضي
248
ليحت ي عناصيير أخييرى فاعل ي فييي المجتمييع .فالرؤي ي القا م ي حالي يا ً رييأري ث ثي ي اهب يياد
ومتضمن المم نات التالي :
-الدول ،ومركزي دورها يتمح ر ح ل خلق البيئ اوقتصادي والقان ني الداف ؛
-القطاع الخاص ،الذ يتحمل مسؤولي رهيئ الفرص المطل ب لل مال والدخل؛
-المجتميييع الميييدني ،اليييذ ينصيييب دوره بصييي رة خاصييي عليييى رسيييهيل التفاعيييل السيا يييي
واوجتماعي ،ورحريك الجماعات للمشارك في الف اليات اوقتصادي واوجتماعي والسيا ي .
وفيي هيذا اإلاييار المجتم يي الملييي ،يبير اليدور الحيي للحمامي المتضييمن رشيجيع التفاعييل
والتشابك بين هذه اهاراف المم ن للمجتمع بخلق البيئ المنا ب والت ا ن فيما بينها.249
همييييذا ،رشييييمل حماميييي التييييدبير ،مجمييييل رفيييياع ت وررابطييييات السيييييرورة والميمانزمييييات
والمؤ سيات ،...والتيي يممين مين خ لهيا للمي اانين ولمجمي ع شيرا المجتميع الميدني ميين
Régularisationمصيييالحهم وممار ييي الحقييي ق ورحميييل المسيييؤوليات ،وكيييذا رضيييبي
التفاو ح ل نزاعارهم .ومن هذا المنطلق ،فإن نطاق ممار حمام التدبير و ينحصر في
الدول ولمنه يشمل كذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني .ويممن التحيد اليذ ر اجهيه كيل
247يا ين السيد "،السيا ات ال ام ،القضايا النظري والمنهجي " ،ضمن " رحليل السيا ات ال ام ،قضايا نظري
ومنهجي " ،مؤلف جماعي ،ا ( 1القاهرة :ممتب النهض المصري ، )1988 ،ص ص . 9-3
248وقد رتح ل إلى رباعي اهب اد إجا أضفنا إليها "الم اان" ك نصر من عناصر الحمام .
249با ل البستاني ،مرجع ابق الذكر ،ص ص .70- 69
149
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
المجتم ات البشري من خلق نسق مؤ ساري شامل يضمن التنمي المستديم ورحقييق أهيداف
ا تراريجي ق امها م اجه الفقر والتهميو وبل رة يرورة مشروع المجتمع المنجز.250
إنييه ،وميين أجييل أن رق ي م الحمام ي ،بشييمل عييام ،و منيياص ميين رمامييل ورييداخل عمييل الدول ي
ومؤ سييارها والقطيياع الخيياص ومجاورييه والمجتمييع المييدني ورنظيمارييه والميي اان وارا ييق
مشاركته .ف يممن إا قا ً الحديث عن الحمام ،دون التمريس الف لي والف ال لقيم المشيارك
"المنتج ي /المسييتدام " والتشييارك اإليجييابي /الرييياد بييين مختلييف الفيياعلين ،مييع وج ي
التقا ي ي أدوارهييم وانييدما مهييامهم .كمييا أنييه ،يسييتحيل وج ي د الحمام ي فييي ييياق اييير متسييم
باهج اح الديمقرااي – خاص منها المت لق بنم الديمقرااي التشاركي .-
الحمامييي إجاً ،مقاربييي التقا يييي :شيييم لي /متماملييي ،رركيييز فيييي عمقهيييا عليييى دور اهفيييراد
والجماعات والقي ى اوجتماعيي فيي رطي ير السيا يات التيي رينظم الحيياة ال امي فيي المجتميع
السيا ي ،وربحث في رفاعلها ،بص رة مت ا ي ومتراكب ،مع المؤ سيات اه ا يي اليث ث
التي رحمم رنظيم المجتمع الحديث ،وبالتحديد مؤ سات الدول ومؤ سيات السي ق ومؤ سيات
المجتمع المدني .251وباإلضاف إلى هذه المؤ سات ،و ينبغي إافال اهدوار الهامي التيي أخيذ
252
يضطلع بها الم اان في المجتم ات الحديث –خاص ما يسمى "الم اان اليديمقرااي"
.-وجلك من منظ ر ربل ره ك نصر من ال ناصر البار ة للحمام .
إنه ،وعلى الرام من أهمي التماهي الذ ينبغي أن يقي م بيين اولتقا يي والحمامي كيدعامتين
أ ا يتين مين دعاميات أ نمي ج رنمي مطيروح فيي السيياق الي اني ،فإنيه يممين التأكييد،
ك ن مفه م "الحمام " ،رم رأ يسه في ج هره القيميي ،عليى جملي مين اه يااير ،253ومنهيا
أ ط رة اولتقا ي واإلدما .
250محمد حركات " ،اوقتصاد السيا ي وجدلي الثروة والفقر " ،مرجع ابق الذكر ،ص. 127
251لؤ صافي ،مرجع ابق الذكر ،ص .21
252نقصد "الم اان الديمقرااي" جلك الم اان الذ يل على التمتع بحق قه ،وبالمقدار جاره ،يحرص على أداح واجباره.
ومن ثم ،فه " المي اان المقتنيع ،وبشيمل متمياهي ،بف اليي الممار ي الماملي لم اانتيه ،وبمفايي او يتفادة التامي مين القييم
الديمقرااي المخ ل له .ه أيضا ً الم اان ،الذ يشارك في اونتخابات -ررشحا ً ورص يتا ً ،-بنفس اوعتبار اليذ ييؤد بيه
الضرا ب للدول .ه الم اان ،الذ يل" م عب كرة القدم ل تمتاع بالل ب -كحق ،-وفي ال قت جاره يحافظ عليى ميدرجارها
ويحميها من المسر وال بث-ك اجب .-ه الم اان ،الذ يطالب بحق قيه فيي الت لييم والصيح والسيمن والشيغل ...وفيي ا ن
نفسه ،يساهم ،وبشمل متضامن ،إبان كل اللحظات-بما فيها المصيري -وكل اهحداث – بما فيهيا المبيرى -فيي رقيي ورطي ر
مج تم ه .ه الم اان ،الحريص على رشييد لبنات صرح دول الحمامي عليى أ يس متيني وصيلب ،وكيذلك اليدفاع المسيتميت
عيين مق مييات الم اان ي "المسييتدام " لصييال اهجيييال المت اقب ي .باختصييار شييديد ،فهييذا الم ي اان -والييذ يتبل ي ر فييي كنهييه
ك نصر مين عناصير الحمامي -هي "ديمقراايي" وكفيى" .للمزييد حي ل مفهي م "المي اان اليديمقرااي" ،يممين او يت ان
بمؤلفنا "الحمام :مقارب أولي للمفه م" ،منش رات مجل القضاح المدني /مجل ال ل م القان ني ،والصادر ن . 2018
253أجملنها في خ صات مؤلفنا السيالف اليذكر "-الحمامي :مقاربي أوليي للمفهي م" ،-فيي عشير أ يااير متحممي ،وبقي ة
،على اهجهان وال ق ل ،وهي :أ ط رة رقا م الهيمن ،أ ط رة الخطا الرنان ،أ يط رة رفي ق الديمقراايي التشياركي ،
أ ط رة الت صيف الم يار ،أ ط رة اإلرادة الحرة المقييدة ،أ يط رة التمميين اإليجيابي ،أ يط رة اولتقا يي واإلدميا ،
أ ييط رة اإلص ي ح ومحارب ي الفسيياد ،أ ييط رة رميياهي القيييم ،وأخيييرا ً أ ييط رة اونتقييال ميين دول ي "الحمييم" إلييى دول ي
"الحمام ".
150
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
فالتقا ي مجاوت ومضامين الحمام ور فير أ س اإلدما للسيا ات واو يتراريجيات لبلي
مختلف مدارك الحمام ،...كلها أم ر ،رج ل من اشترااات إيجاد الصيئ التفاعلي الفضلى
لتنزيل أركان الحمام ،من ديمقراايي ورنميي مسيتدام وحريي ،امي ح ميأم ل لبنياح صيرح
دول الحمام ،مع ميا ي نييه جليك ،مين التصيد لمي اب اوررقياح المتطي ر بمنظ مي الحمامي .
كييل جلييك ،و ي نييي ،إا قيا ً ،اررمييا هند ي الحمامي علييى ركييا ز واضييح فييي ا تشييرافيتها.
فالراب المامن لدى متخذ القرار وصان ي السيا ات في ضمان نجاع التدخ ت وضب
ال قييات علييى ص ي يد المشيياريع والبييرام" المقترح ي ،وفييق المسييت يات المختلف ي -ال اني ي
والمحلي ،-عادة ما ر اني من انسداد جلي في اهفق .وه ما يبر فيي عيدة رمظهيرات ،مين
قبيل رشتيت الجه د المتضافرة لدى كاف مم نات وعناصر الحمام .وه التشتيت اليذ "
يفرمل" كيل الج انيب اإليجابيي للتيدبير ،والمت خيي إلر ياح نمي حمامي رنم يي صياعدة
وف ال .
-3اإلنااا
كثيراً ما رحدثت أدبييات الفلسيف السيا يي عين كي ن اإلنصياف هي المفهي م السيا يي لل دالي .
وه الم نى الذ ا يتخدمه جي ن روليز فيي رق ييده لأل يس النظريي الخاصي بال دالي ،وكيذا
رمث رها الم ياري على أر ال اقع :ال دالي المجاليي وال دالي اوجتماعيي ،وربي كيل جليك
بمباد حسن التنظيم والنجاع اوقتصادي والم اان الفاعل والحري المتساوي .
حقيقيي :ر ياوني /رمياملي ،رنافسيي/ همذا ،يجسد اإلنصاف دعام ق يي لبنياح نمي ج رنمي
اح من حيث رحقيق أهدافه المختلف أو مت ا ن -من منطلق اقتصاد بحت ،-مت افق عليه،
من حيث رنزيل أب اده المتن ع .
( بييروت : 255ج ن رولز "،ال دالي كإنصياف :إعيادة صيياا " ،ررجمي حييدر حيا إ يماعيل؛ مراج ي ربييع شيله
المنظم ال ربي للترجم ، )2009،ص ص . 96-95
256با ل البستاني ،مرجع ابق الذكر ،ص. 57
152
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وإجا كانييت التنمي ي البشييري ر ييرف بأنهييا "ر يييع حريييات البشيير وقييدرارهم علييى أن ي يش ي ا
الحياة التي ي تبرونها قيم " ،فإن إضاف مطليب او يتدام إليى مطليب التنميي البشيري يق دنيا
مباشيرة إليى قضيي ال دالي اوجتماعيي بيين اهجييال.
فالتنمي البشري المسيتدام هيي عمليي ر ييع للحرييات الم ضي عي للبشير اليي م ،ميع بيذل
جهييييد م قيييي ل لتجنييييب الجيييي ر علييييى فييييرص أجيييييال المسييييتقبل فييييي ر يييييع حريييييارهم.257
ب-إنااا الدولة العا لة جالعدالة كإنااا
الدولي ال ادلي هييي دولي القييان ن ،أ رلييك الدولي التييي رجمييع – فييي ا ن جارييه –بييين الحقي ق
وال اجبات ،ورضمن الت ا ن بينها ،هن ال اجب الذ و يقابله حيق يتحي ل إليى قهير ،والحيق
الذ و يقابله واجب يتح ل إلى ف ضيى وانحي ل .ودولي القيان ن هيي التيي رينج فيي رجنيب
القهر والف ضى م ا ً ،وهي "المدين الفاضل " لل صر الحديث.258
رفتر ال دال – حسب ج ن رولز -رنظيما ً للمؤ سات المبرى للمجتمع على نح يم ن فييه
ر يع ف ا د الت اون اوجتماعي ورماليفه ر ي ا عادوً على أ اس الم اان حتى و يش ر أ
اييرف شييريك بالضيييم أو يشييم ميين الحيييف واإلجحيياف فييي حقييه .فالنظريي السيا ييي رضييع
ص ي رة أو نم جج يا ً مثيياوً لمجتمييع حسيين التنظيييم well-ordred societyيمميين ميين نقييد
المؤ سات القا م وال مل على إعادة رنظيمها .وييرى روليز أن مجتميع مثيل هيذا و بيد رمي ن
مؤ ساره ردار من خ ل رص ر عم مي لل دال يم ن م ضع وفاق بين أفيراده والمجم عيات
المم ن له ويم ن م روفا ً منهم ويحظى بقب لهم الحر .ويق ل رولز إن المداولي بيين أايراف
متسياوي ميين حييث الم ل مييات التييي ليديهم عيين أنفسيهم وعيين مجييتم هم يتق دهم إلييى اختيييار
إجماعي للمبدأين التاليين:
المبةةدأ األول :لمييل شييخص حييق متسيياو مييع ايييره فييي النسييق الشييامل ميين الحريييات اه ا ييي
المتساوي وعلى نح يتسق مع نسق مماثل من الحري للجميع.
المبدأ الثاني :و بد أن رـنظم مظاهر التفاوت اوجتماعي واوقتصاد على نح :
أـ رم ن فيه لصال اهقل امتيا اً؛
259ن رالدين عل ش ،ح ار خاص مع اهكاديمي الدكت ر منير كش ،أ تاج في الفلسف السيا ي واهخ قيي الم اصيرة بقسيم
الفلسييف بجام ي ر ي نس -كلي ي ال ل ي م اإلنسيياني واوجتماعي ي ،-م قييع دي ي ان ال يير . 2012 / 9 / 18 ،أنظ ير الييراب
التالي https://www.diwanalarab.com/spip.php?article34307#.XLpd3ehKiM9 :
270
Hussein Mahdavy ,«The Patterns and Problems of Economic Development in Rentier
States :The Case of Iran » , Paper Presented at: M.A. Cook ) ed . ( , Studies in Economic
History of Middle East : From the Rise of Islam to the Present Day ) London ;New York :
Oxford U.P. ,1970 (,p .428.
276حا م البب و "،الدول الري ي في ال ان ال ربي" ،مجل المستقبل ال ربي ،ال دد ، 103شتنبر ، 1987ص.70
277عمر الر ا ،مرجع ابق الذكر ،ص. 168
المرجع نفسه ،ص.172 278
160
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
-رج يد المهارات والمفايات التدبيري وخلق منظ م ردبير مندمج ومتراص ؛
-إر اح المزيد من رمظهرات الشفافي وكب ف الفساد ،باعتبارها من أبر ع ا ق التنمي ؛
-وضع اإلاار المؤ ساري الم م بخص ص منظ م الرقاب واإلشراف.
وبذلك ،فاونتقال من دول ري ي إلى دولي إنتاجيي ،ي تبير مين اههيداف او تشيرافي المبيرى
منش د .وهي اهمير ،اليذ يسيتدعي مين هيذا النمي ج ، التي يرن رحقيقها أ نم ج رنم
التفمييير او ييتراريجي فييي صييياا عقييد اجتميياعي جديييد ،قييا م علييى ال ديييد ميين مق مييات ف يل
التدبير "المح كم" ،وعلى رأ ها :ر زيز دعامات الم اان الحق ،ري فير مسيتلزمات ال ييو
المييريم ،الت يييع المنصييف وال ييادل للخيييرات والثييروات ،ر يييع نطيياق الحقي ق والحريييات،
دمقرا السلط والمجتمع ،اإلدارة الشفاف للم ارد واإلممانات ،خلق منظ م مت ا ن لتمافؤ
الفييرص (كمييييا ً وكيفيييا ً ) ،رضيييييق الفجيي ات المجاليييي أو إر يياح ال دالييي المجالييي ،اوررقييياح
التدريجي بالتمن ل جيات ال اعدة...
والتنمي 279ثناح فؤاد عبد هللا "،ح ل النم اوقتصاد و يا التنمي في ال ان ال ربي" ،ضمن " النم اوقتصاد
المستدام في الدول ال ربي :اهب اد اوقتصادي " ،مرجع ابق الذكر ،ص. 401
280محمد حركات " ،مظاهر ورهانات حمام الدول في البلدان ال ربي " ،ضمن " مفارقات حمام الدول في البلدان
ال ربي " ،مرجع ابق الذكر ،ص. 54
161
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
-ايا رؤي ا تراريجي ومشترك للتنمي اوقتصادي واوجتماعي ( خلل في الهياكل ،ايا
التصنيع ،ان دام رلقا ي القطاعات ،...واير جلك ) ؛
-الهشاش اوقتصادي واوجتماعي وهيمن ثقاف الريع؛
ح ر يع الثروة؛ -رفاورات اجتماعي ناجم عن
-عدم وج د ابق و طى ق ي ؛
-اوفتقييار إلييى ثقافييي لتقييييم السيا يييات ال م مييي وضييي ف نظييام المسييياحل ورقييديم الحسيييا
والشفافي ،وكذا نظام للمراقب الداخلي للمالي ال ام .
انط قا ً من هذه المؤشرات وايرها ،وبنياح عليى رحلييل ميا يبق فيي السيياق ال ربيي ،يممننيا
رحديد مع ثناح فؤاد عبد هللا -في إاار وضع اهصبع على الداح -أهم م الم "النم ج التنم
ال ربي" الذ رحقق على أ ر ال اقع على بيل "التشيخيص" للمير التنمي فيي الحالي
ال ربي ،ومن جلك :ردني نسب رشغيل الم ارد ،و ح إدارة الخط التنم ي ،ور ار الميم
الها يييل مييين اهمييي ال (النفطيييي وايرهيييا) ميييع رطييي ر القييي ى اإلنتاجيييي واخيييت ل السيا يييات
اوقتصييادي واوجتماعييي ،و يي ح ر يييع الثييروات ،ور ثيير التنمييي الصييناعي والزراعييي ،
وضلل المحصل اإلنتاجي ،والمبالغ في رم يل او ته ك الترفي وشراح المماليات ورشيجيع
الحيياة المسييتفزة( لييدى القلي ) ،وا ييتنزاف المي ارد الطبي يي ،واللجي ح إلييى القييرو إلشييباع
حاجييات أ ا ييي ،و يييطرة نخب ي صييغيرة علييى الثييروة والسييلط ،ورشييابك المصييال بييين
السيا يييين والبيروقييراايين ،ور ي لي مسييؤولين حم ي ميين بيييع أم ي ك الدول ي والتييرب منهييا،
وشي ع حال ا يتغ ل السيلط للمنف ي ومنطيق الصيفق ،وانتشيار نشياا الشيركات اهجنبيي
ووكاوت ال م وت والسمسرة ،وضياع الف ا ض المالي والهيمني الغربيي عليى منيابع الينف
ال ربييي ،وض ي ف دور الدول ي فييي الت جيييه اوقتصيياد وإدارة عمليييات التنمي ي واو ييتثمار
ور جيه الخدمات للم اانين ،واوفتقار إلى بناح قاعدة إنتاجي على أ اس م رفي ،وا تسهال
جلب الخبرة اهجنبي بدوً من ال مل على إنتاجها ور ظيفها في النشاا اوقتصاد ،وعدم بناح
أ ييس المجتمييع الم رفييي ،وضيي ف الطلييب ال ييام علييى الم رفيي ،وض ي ف مجيياوت البحييث
ال لميي ،وخضي ع المؤ سيات البحثيي للت جهييات السيا يي ،وانخفيا اإلنفياق عليى الت ليييم
ال الي ،ما أدى إلى قتل الم اهب وانسداد أفق اإلبداع ،وا تمرار أمي النساح واهافال ،وفيي
ال م م ،ا تشرت قيم المنف ،ورقديم الخير الخاص على الخير ال ام ،واابت فضيل النزاه
والمسؤولي اوجتماعي ،وشاع القمع والتهميو اوقتصياد والسيا يي واوجتمياعي ،واابيت
ال دال ي ،وشيياعت حيياوت اوكتئييا وهيياجرت اهدمغ ي ال ربي ي إلييى الخييار .281التجليييات
السييابق للنمي ج التنمي "الم يياق" ،رفتيير ميين متخييذ القييرارات التنم يي ،البحييث عيين
281ثناح فؤاد عبد هللا ،مرجع ابق الذكر ،ص ص.402– 401
162
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ارا ق جديدة ومبتمرة إلقام أ س صلب لنم ج رنم را د .وه الرهيان اليذ لين يمتميل
بنيانه ،إو بالتبني الناجع ليات الف ل "المح كم" ،والمتسم بجملي مين الخصيا ص اإليجابيي ،
من قبيل :
م اكبييي التغييييرات التنم يييي الطار ييي عليييى المسيييت ى ال يييالمي ،واهخيييذ عليييى هيييذا الصييي يد
بالممار ات التنم ي الفضلى؛
-الت ييل المت اصييل بالتحسييينات الها ليي المرربطيي بالتمن ل جيييات الحديثيي ،وعلييى رأ ييها
رمن ل جيا الم ل مات؛
-التفميييير فيييي إر ييياح م يييالم "رنميييي متجيييددة" رييينهض بشيييؤون البليييد :اقتصيييادياً ،اجتماعييييا ً
و يا يا ً ...وجلك عبر ر ظيف ملمات الفمر الخ ق والمبدع؛
-الم الج ي الف لي ي والف ال ي للمشيياكل المرربط ي بم ضييل الفقيير ،ومييا يت لييق بهييا ميين رهميييو
اجتماعي وايا كل أشمال الحماي اوجتماعيي .وهي ميا يممنيه أن يتحقيق بتجسيير الفجي ات
القا م بين اهانياح والفقراح؛
-التنشييي المسييتمر لديناميي منظمييات المجتمييع المييدني والييدفع المييفح نحي مسييارات التنميي
التشاركي أو التنمي بالمشارك ؛
والهيملييي لفييرص -ضييب اا يي التمامييل اوقتصيياد القطيياعي والمجييالي والت يييع البنيي
اوررقاح التنم .
همذا ،فإن التأ ييس للحمامي التنم يي ،بتجليارهيا المت يددة -الف يل التنمي "المحي كم" ،-مين
شأنه ر ايد أركان دول إنتا ق يي ،ضيامن لفيرص او يتفادة المنصيف وال ادلي ،مين ع ا يد
ون ار" التنمي "الرا دة" المسيتدام .وهي التأ ييس ،اليذ بإممانيه ،أيضياً ،التقلييص الملحي ظ
ميين ا ثييار ال خيم ي -التييداعيات السييلبي -لمييا قييد ييينجم عيين رطبيييق إواليييات نم ي ج التنمي ي
"الم اق ".
282محمد حركات "،اوقتصاد السيا ي وجدلي الثروة والفقر " ،مرجع ابق الذكر ،ص. 126
163
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
اوجتماعي اهخرى؛ وبت بير أدق – من وجه نظر رييس جنمييز -Rhys Jenkinsضيمان
أ س "او تق لي النسبي للدول " ،أ إبرا مؤشيرات حا يم عليى مسيت ى قي ة الدولي فيي
نه" يا ات رت خى في ج هرها رحقيق مصلح اوقتصياد ،وفيق التصي رات ال امي للقطياع
الخاص كمل ،حتى وإن كانت رت ار مع مصال ب ض الفئيات المشيتغل فيي هيذا القطياع.
ورتسييم هييذه القييدرة علييى او ييتق لي التييي رمتلمهييا الدولي "النسييبي " ،بحمييم أنهييا و يممنهييا
إا قيا ً – وفيي يياق براامياري خيالص ،-أن رتبنيى قيرارات قيد رنياقض فيي عمقهيا المصييال
الط يل اهمد الخاص بالمجم ع اوجتماعي المسيطرة في كليتها.283
رييأري التنمي ي البشييري المسييتدام مشييمل ميين ر ليف ي بييين ر ي جهين :التنمي ي البشييري والتنمي ي
المسيييتدام ،أ لقييياح بيييين ب يييد إنسييياني و خييير عق نيييي؛ اهول نب يييه عدالييي ر ييييع المنيييافع
واو تفادة منها ،والثاني قاعدره رأكيد ضرورة النم واو تدام .ب بيارة أخيرى ،هي الت بيير
عن ثنا ي رجمع بين قدرات البشر عن ارييق او يتثمار فيي النياس ورأكييد او يتخدام الماميل
لهذه القدرات من خ ل إايار التمميين .فركييزة التنميي البشيري رنطليق مين التشيديد ،عليى أن
البشر هم الثروة الحقيقي لألمم .وبالتالي ،وبد من أن يم ن ا "محي ر التنميي واايتهيا" .وهيذا
ه الذ يحدد وظيف التنمي ،في أنها "عملي رستهدف ر يع خيارات الناس".284
وبذلك ،ي ني التممين ،ك نصر من ال ناصر التي يق م عليها نهي" التنميي البشيري المسيتدام -
حسب رحديد رقرير التنمي البشري ال المي ل ام - 1995النظر إلى التنمي باعتبارهيا عمليي
من اإلنسان ،وعبر اإلنسان ،ومن أجل اإلنسان .فالتنمي ،عم ميا ً ،ريتم بالنياس ولييس فقي مين
أجلهم .ولذلك ،ف لييهم أن يشيارك ا بشيمل ريام فيي القيرارات واإلجيراحات التيي رميس حييارهم.
283
Rhys Jenkins, «The Pilitical Economy of Industrialization :A Comparison of Latin
American and East Asian Newly Industrializing Countries » , Development and
Change,vol.22,no.2 ) April 1991 (, p.202.
284راضي أ مهان خزا "،دور يا ات اإلص ح اوقتصاد في الدول النامي في رحقيق التنمي البشري المستدام "
درا حال الجزا ر خ ل الفترة( ( ، " )2012- 2001مذكرة مقدم ضمن متطلبات نيل شهادة الماجيستر ،كلي ال ل م
طيف ، 1السن الجام ي ، )2012- 2011ص.48 اوقتصادي والتجاري وعل م التسيير ،جام
164
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
وربر هنا ،بشمل خاص ،أهمي منظمات المجتمع المدني وإمماني المحا يب ور يديل المسيار
عند الضرورة؛ فالناس في التنمي ليس ا مجرد متلق لبي ،بل عامل فاعل في رشميلها.285
ويممن أن نميز بين نمطيين مين التمميين :التمميين مين دواعيي-أ يبا -التنميي والتمميين مين
ع ا د-ن ار" -التنمي .
التمكين من واعةي التنميةة :وهي ميا يتجليى فيي التمميين مين أ يبا التنميي ،وعليى رأ يها
القدرات( الفرص والخيارات) .فمن من المررمزات اه ا ي للتنمي البشري المستدام ،نجيد
التممين ،والذ ي تمد ،أ ا اً ،على ر ييع قيدرات النياس ،داف يا ً إليى ر زييز خييارارهم .وهيذا
بدوره ،يأري داعما ً ونفتاح فاق حريتهم .ولمن هذا يبقى مره نا ً بمست ى القدرات ،حتى رأري
ال قي ارديي فيي كييل اورجياهين .ميين ناحيي ثانيي ،فيإن فاعليي التمميين ،رت يياظم ميع درجي
المسيياهم فييي ارخيياج القييرارات ،التييي ميين ش يأنها أن رح ي ل اهفييراد ميين مجييرد منتف ييين إلييى
مشياركين فيي عمليي خليق و يييادة قيدرارهم .286وهيذا الينم ميين التمميين يحيرص عليى الييدفع
اإليجابي بمساهمات كيل الفئيات المجتم يي فيي السييرورة التنم يي (الشيبا والميرأة أ ا ياً).
فبخص ص الشبا ،هناك ثنا ي رتحمم في رممين هذه الفئ الحي ي والنابض في المجتم ات،
وهي ثنا ي ر زيز القدرات ور يع الفرص؛ ف مليا ً يست جب رمميين الشيبا إدخيال رغييرات
جذري في البيئ السيا ي واوقتصادي واوجتماعيي التيي رتسيبب فيي إقصيا هم .وينبغيي لتليك
التغيرات أ ن ر يع فيرص مشيارك الشيبا وانخيرااهم فيي المجيال السيا يي الر يمي ،وأن
رنش اقتصاداً كليا ً قادراً على إنتا فرص ال مل ال ق للشبا ور زييز قيدرارهم عليى رييادة
اهعمييال ،وأن ير ييخ فييي المنظ ميي اوجتماعييي أ ييس ال داليي والمسيياواة ورمييافؤ الفييرص
ويتصدى لمل الممار ات التمييزي عليى أ ياس اله يي أو ال قييدة أو الني ع اوجتمياعي.287
أما بخص ص رممين المرأة ،فيبر في ك نه رلك ال ملي التي رصب المرأة من خ لها ،فرديا ً
وجماعياً ،واعي بالطريق التي رؤثر من خ لها ع مات الق ة في حيارها فتمسب الثق بالنفس
والقيدرة علييى التصييد ل ييدم المسياواة بينهييا وبييين الرجييل .ورتجليى عمليي التممييين هارييه ،ميين
خ ل برام" وا تراريجيات ربني ورزيد مين قيدرات الميرأة ،ومين الفيرص المتاحي لهيا ،ومين
فهمها لما لها من حق ق إنساني .كما ر طي هذه ال ملي أول ي للمبادرات التي رس ى إلى خلق
ظروف رج ل المرأة مسؤول عين رنميي نفسيها وعين رمميين نفسيها وعين حق قهيا .كميا رركيز
287ص في دوكاين ،ضمن " رقرير التنمي اإلنساني ال ربي لل ام : 2016الشبا و فاق التنمي اإلنساني في واقع متغير
" برنام" اهمم المتحدة اإلنما ي –الممتب اإلقليمي للدول ال ربي -ص .7أنظر :
https://www.undp.org/content/dam/rbas/report/AHDR%20Reports/AHDR%202016/AHDR%
202016%20AR/AHDR%202016%20Exec%20Summary%20(Ara)%20-%20FINAL%20-
%20Oct%2022.pdf
165
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
عملي التممين على قدرة التغيير المافي في مبادرات التنمي ورسلي الض ح على الطرق التي
رستطيع المرأة من خ لها أن رخلق بنفسها بمساح جديدة لل مل والتحرك.288
التمكين من عوائد التنميةة :وهي ميا يتمثيل فيي التمميين مين ني ار" التنميي ،مين قبييل المنيافع
(الثروات والخيرات) .إن الخير اوقتصاد (كجزح مين الخيير التنمي ) و يصيب خييراً إو
إجا كان ناف ا ً ،ي ني يؤد ا يت ماله إليى او يتجاب إليى رابي م يني .289هنيا ،يممننيا الحيديث
عيين "المنف ي التنم يي " كنتييا اييا ي لمييدى قييدرة المييدخ ت التنم يي علييى إشييباع الحاجييات
اإلنساني المتن ع ؛ فيبر بذلك ،نم ج " التنميي البشيري المسيتدام " ،ب صيفه نم ججيا ً اا ييا ً
"متراصا ً" ،مشم ً ر ليف بين ر جهين :التنمي البشري ،والتنمي المستدام ،أ لقاح بين ب د
إنساني و خر عق ني .اهول نب ه عدال ر يع المنافع واو تفادة منها ،والثياني قاعدريه رأكييد
ضرورة النم واو يتدام .ب بيارة أخيرى ،هي الت بيير عين ثنا يي ر ييع قيدرات البشير عين
ارييييق او يييتثمار فيييي النييياس ،ورأكييييد او يييتخدام الماميييل لهيييذه القيييدرات مييين خييي ل إايييار
التممين.290
او تخدام الغا ي للن ار" التنم ي ،وفي ياق ررابطاريه المت يددة والم جي دة ميع التمميين مين
أ ييبا التنمييي ،يتطلييب ،بالضييرورة ،الت ييل بلليييات التييدبير الم قليين والرشيييد بخصيي ص
ر ي ها ،والذ ينبغي أن يتم وفق أ س م ياريي مين ال دالي واإلنصياف .كيل جليك ،علييه أن
يتجسد في إاار الص ر المختلف للتممين الشم لي من ال ا د التنم ي ،كالتممين من الثروات
والتممين من الخيرات ،والحرص عليى او يتجاب المليي والمسيتدام لسيا ر مخرجيات الف يل
التنم القا م -مخرجات مادي أو مخرجيات رمزيي .-وهيي او يتجاب القيادرة عليى رحرييك
دواليب السيرورة التنم ي ورحقيق كل متطلبات النم ج التنم المأم ل.
إن المنطلقات السيابق ،والمرربطي بتحلييل مسيأل التمميين – ي اح عليى مسيت ى اليدواعي أو
ال ا د ،-رؤكد على الدوام ،وبما و يدع مجاوً للشك ،أهمي المناه" الم تمدة في هذا السياق،
ميين اييرف التجييار التنم ي ي ال المي ي ،وكييذا أهمي ي مييا جسييدره هييذه التجييار ميين درجييات
التماهي بين كل من مسأل التممين ومسأل التثمين ،وما يل به كل جلك ،من أدوار ا ي فيي
صياا نم ج رنم "منت"" و"مثمر".
292حسنين ر فيق إبراهيم علي "،اهب اد السيا ي ه م التنمي اإلنساني في ال ان ال ربي( درا في رأثيرات التسلطي
السيا ي في عملي التنمي " ،ضمن " النم اوقتصاد والتنمي المستدام في الدول ال ربي :اهب اد السيا ي واوجتماعي
" ،مجم ع مؤلفين ،ا( ، 1بيروت :المركز ال ربي لألبحاث ودرا السيا ات ، )2013،ص ص.24– 23
168
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
منظ م الت ا ن الم يار بذلك ،وعلى ص يد التنمي ،هي مم ن ضرور لدعم ورق ي
مجاوت الف ل اإلنساني وحماي وج ده الماد واوعتبار .وه ما يستدعي بذل المزيد من
الجهد ،بخص ص ر يع نطاق التنمي اإلنساني ،من حيث ج لها رشمل كل اهب اد اإليجابي
لهذا الف ل ،عبر ر فير اشترااات اهمن اإلنساني ،وفق ص ره المختلف :اهمن اوقتصاد
(محارب الفقر والهشاش والتهميو) ،اهمن السيا ي( التمتع بالحق ق والحريات) ،اهمن
الشخصي (ضمان أمن اهشخاص والممتلمات) ،اهمن المجتم ي ( ر فير اهمان الماد
لألفراد والجماعات) ،اهمن البيئي ( مجابه المخاار البيئي ) ،اهمن الصحي (الحماي
هنا ،يبدو والرعاي الصحيتين) ،اهمن الغذا ي (الحص ل وال ص ل إلى الغذاح)...
من الص ب جداً اعتماد مؤشرات واضح لم الج وضب مختلف المشاكل التي من المممن
أن رررب مستقب ً بهذا الت ان ،والذ ما فتئ ي لي اهتماما ً كبيراً بج ل عملي التنمي رحتل
حيزاً وا ا ً في مدارك المجتم ات ال المي .وهي الص ب التي رتجلى في ر قد م ايير قياس
مدى نجاح ا ر عناصر الحمام في بناح المستقبل "التنم " المنش د والتم قع في منأى
عن اهج اح المحف ف بالمخاار( اوضطرا وايا الت ان وعدم او تقرار)...
وبذلك ،فإنه ،االبا ً ،ما يتم النظر إلى منظ م الت ان الم يار باعتبارها مفتاح نجاح
الخط ات المتخذة على ص يد المسارات التنم ي للمجتم ات .وهي المسأل التي رتجلى
خص صيتها الهام ،في ما أخذ يضفيه ر ان هذه المنظ م على ابي وديناميات الف ل
التنم ،من مأ س ونجاع وكفاي وف الي ...والمساهم ،بالتالي ،في خلق القاعدة اه ا ي
المفيل بت ايد البنيان المتمامل للحمام التنم ي .
297في هذا الشأن ،وكما جاح في ديباج إع ن الحق في التنمي ،والذ اعتمد ونشر بم جب قرار الجم ي ال ام لألمم
المتحدة رقم ،41/128والمؤرخ في 4ديسمبر ،1986فإن" التنمي عملي اقتصادي وثقافي و يا ي شامل ،رستهدف
التحسين المستمر لرفاهي السمان بأ رهم واهفراد جمي هم ،على أ اس مشاركتهم ،النشط والحرة والهادف في التنمي ،
وفي الت يع ال ادل للف ا د الناجم عنها" .كما أنه ،وضمن مقتضيات المادة الثاني من نفس اإلع ن ،ف"اإلنسان ه
الم ض ع الر يسي للتنمي .وينبغي أن يم ن المشارك النش في الحق في التنمي والمستفيد منه".
298محمد جمال احيان " ،النزعي او يتبدادي ورمبييل المؤ سيات" ،ضيمن " رقريير التنميي اإلنسياني لل يام ، 2004نحي
الحري في ال ان ال ربي" ،مرجع ابق الذكر ،ص . 115
299فحسب الفقرة اهولى من المادة اهولى من إع ن الحق فيي التنميي السيابق اليذكر ،ف"الحيق فيي التنميي حيق مين حقي ق
المشيارك واإل يهام فيي رحقييق رنميي اقتصييادي اإلنسيان ايير قابيل للتصيرف .وبم جبيه يحيل لميل إنسييان ،ولجمييع الشي
واجتماعي وثقافي و يا يي والتمتيع بهيذه التنميي التيي يممين فيهيا إعميال جمييع حقي ق اإلنسيان والحرييات اه ا يي إعمياوً
راما ً".
للنشير والت ييع ، ) 2014،ص 300يا ير شي بان "،الديمقراايي ،أصي ل الديمقراايي ومسيارارها " ( ،القياهرة :كني
ص. 133-132
171
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
الق اعد :رمريس أول ي القيان ن –حميم أو ييادة القيان ن ،-المشيروعي الديمقراايي لمختليف
مجاوت الف ل التنم ،إر ياح منظ مي متراصي للتيدبير الشيفاف والنياجع ،رر ييخ الت دديي
التنم ييي أو رن ييييع اهنميياا التنم يييي ،ر زييييز الديمقرااييي التشييياركي بييين مختليييف عناصييير
الحمام ،م حمي البيرام" والتقا يي السيا يات ،ضيمان الت ييع ال يادل والمنصيف للمقيدرات
والثروات ،رق ي ص حيات أجهزة المحا ب والرقاب ...
وميين ثييم ،ينبغييي علييى متخييذ القييرارات التنم ي ي اهخييذ الم يييار بهييذه الق اعييد ،وج له يا،
بالتالي،
دعامات حقيقي لتر يخ دول الحق والقان ن /دول الحمام التنم ي .
خاتمة
إجا كانت الباحث اهمريمي المتخصص في نظيام الشيبمات" ،ش شياننا وبي ف" ،رؤكيد عليى
ك ي ن ال صيير الحييالي هيي "عصيير ا ليي الذكييي " ،بييالنظر ،أ ا يا ً ،إلييى الهيمنيي "الناعميي "
والمطلقي للتمن ل جيييا والم رفي ،فإننييا ،نييرى أنييه أيضيا ً "عصيير النميياج الذكيي " بامتيييا ...
النميييياج المتغيييييرة والمتجييييددة با ييييتمرار ...فييييي اوقتصيييياد والثقافيييي والسيا يييي والمجتمييييع
وال مران ...وبشمل شم لي ،في التنمي ،بتجليارها المت ددة وأنمااها المتن ع .
وإجا كانت "التنمي " ،يرورة متحرك ،ر مل ،بشمل اا ي "مسيتدام" ،عليى ر ييع خييارات
النيياس ورخفيييف اهعبيياح عيينهم وري فير المي ارد المافيي لتحقييق حاجييارهم اه ا ييي ،وميين ثييم،
اوررقاح بهيم نحي ميدار حيياة "أفضيل" ،عليى جمييع اهصي دة ،فإننيا ،نيرى أن التفميير فيي
البحييث عيين نميياج "خ قيي " ومبدعيي ،كفيليي بضييب التصيي رات المرربطيي بهييا كسيييرورة
متط رة ،ي تبر في ال قت الراهن ،ضرورة ملحي ومسيأل مين اههميي بمميان لت لييد اهفميار
الجديدة ،التي من شأنها ،اإل هام الممثيف والف يال فيي او يتجاب للتحيديات المطروحي عليى
مست ى ال اقع "التنم " السا د داخل أ مجتمع من مجتم ات الم م ر.
وبييذلك ،ف يإن إنجييا "النم ي ج التنم ي " ه ي نتييا "رث ي ير" حقيقييي للتطل ييات المأم ل ي لييدى
مختلييف عناصيير ومم نييات الحمام ي ،والتييي رر ييم التنمي ي -بم ناهييا الشييامل -كهييدف أ ييمى
للسيا ات اوقتصادي واوجتماعيي المتخيذة .فيالنم ج بشيمل عيام ،كإايار نظير مؤ سياري
ورنظيمي ه اشتراا ملزم لبناح الترابطات المممن بين مسارات إخرا اهفميار مين "القي ة"
إلى "الف ل".
عبر هذا التحديد الفلسفي ال ميق ،نجد أن نم ج السيرورة التنم ي هي جليك النمي ج اليذ
يج ييل أفمييار التنميي "الرا ييدة" رتبلي ر علييى أر ال اقييع .ور ييع ،بالتييالي ،ميين نطيياق بنيياح
الدولييييي التنم يييييي "المسيييييتدام " ،ليشيييييمل فيييييي كنهيييييه يييييا ر مجييييياوت الف يييييل اإلنسييييياني.
172
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
إن بحثنييا هييذا حي ل اه ييس النظريي المبييرى للنمي ج التنمي هي مسيياهم حثيثي ميين أجييل
إماا ي اللثييام عيين ماهي ي -منطلقييات وم احمييات وأنميياا -ومررمييزات –مبيياد ودعامييات -
ورهانات النم ج التنم "الرا د" – إن لم نقل "المثالي" أو نم ج المثال بالفهم الفيبير ،-
الذ من المممن الت ل به وا تلهام مضامينه الم ياري المبيرى ،لليتخلص ا نيي مين مجميل
ك ي اب التنمي ي الم ط ب ي ،والتييي مييا فتئييت ريير ح رحييت نيرهييا بلييدان ال ييالم الثالييث ،بييالنظر،
أ ا ا ً ،إلى ح نم الحمام السا د في م ظمها.
لقد رمثل المظهر اهكبر للخلل التنم – أو المر التنم – في عدد من البلدان – خاصي
بال يييالم الثاليييث ،حييييث اإلنجيييا التنمييي المتيييدني -فيييي اييييا ،أو عليييى أقيييل رقيييدير ضييي ف
المساهمات البحثي على ص يد بناح النماج "التنم ي " ،مع ميا ييررب بيذلك ،لأل يف الشيديد،
وفي مراحل مختلف لسيرورة التنمي ،من ا تب اد قهر ل شيترااات التيي عليهيا أن رراعيي
المم نات الث ثيي اهب ياد لمنظ مي الف يل التنمي كميل :الخص صييات المحليي ،المقيدرات
ال اني والمتطلبات الدولي .
فييي خضييم ا تحضييار هييذا النقيياش ،يمميين الق ي ل ،أن ربنييي نميي ج رنم ي مييا ،ه ي قييرار
ا ييتراريجي ،ب يييد المييدى ،يسييتند فييي عمقييه ،وميين أجييل ضييمان نجاعي وا ييتمراري ارا ييق
اشتغاله ،عليى مؤشيرات جات ارربياا وثييق بالقيدرة المرني للمجتم يات عليى إدارة ام حهيا
المت خى في اإلصي ح "الم يم" .وفيي نهايي المطياف ،رحقيق أملهيا المنشي د -وإن كيان جليك
بدرجات متفاور -في اإلنجا التنم "المررفع" و"المستدام".
عم ما ً ،رممننيا الدرا ي النظريي للنمي ج التنمي مين إبيرا اشيترااات او يتثمار اهفضيل
ه سه ،وكذا او ترشاد المنهجي بها ،بغي رر يخ رضمينيته الم ياري المطلقي ورق يي قيدرة
متخذ القرار التنمي عليى بنياح المنظ مي المؤ سيي المتماملي الداعمي لهيذا النمي ج .كيل
جلك ،في ياق يتطلب ،بإلحاح شديد ،خلق نمياج جدييدة ر يز اإلنتاجيي والرييادة التنمي يتين
للمجتم يييات ،ميييع الحيييرص أيضييياً ،وبشيييمل مت اصيييل ،وفيييي كيييل وقيييت وحيييين ،عليييى القييييام
بالمراج ات الضروري (إعادة النظر) فيي النمياج القا مي .وجليك لميا قيد يينجم عين ثبيات أ
نم ج رنم من ن ار" لبي على مسارات عملي التنمي برمتها ،رتبل ر على شمل م قات
هنا، ومخاار محتمل ،رؤثر ،ب شك ،على ديناميات التح ل الخاص بهذه ال ملي .
وبد من التأكيد ،على ك ن أن اهب اد النظريي الخاصي بيالنم ج التنمي ،مين شيأنها ،إن ريم
الت امييل م هييا بجهييد أكيياديمي مضيياعف ،وضييع المسييتلزمات الضييروري التييي يتسيينى عبرهييا
رحقيييق النم ي ج التنم ي "المنييت"" والمت ي ا ن ،والقييادر علييى إحييداث الطفييرات "التنم ي ي "
الن عي ،الرا دة والط يل اهمد.
كل جليك -رحقييق النمي ج المنيت" وإحيداث الطفيرات الرا يدة بخص صيه ،-يجيب أن ييتم وفيق
مقارب رشاركي بين مختلف عناصر ومم نات الحمام ،على مست ى التشخيص أو اوقتيراح
173
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
أو التنفيييذ أو التقييييم أو التقي يم .وهييي المقاربي "الفضييلى" ،التييي ينبغييي ا تحضييارها أيضيا ً،
بشمل دا م ،اح أثناح رفميك النم ج التنم السا د – القا م على اوخت وت المرص دة في
مسييارات عملي ي التنمي ي -أو خ ي ل بنيياح نم ي ج رنم ي "جديييد" -الييذ ينبغييي أن يق ي م فييي
ج هره على رجاو مثبطات الف ل التنم .-
هذا التص ر المت لق بسبل "رط ير" النم ج التنمي -أ اعتمياد نفيس جدييد عليى مسيت اه،
مين خي ل ال مييل عليى رصييحي النقيا ص ورق يي المسييارات "التنم يي " ،-هي التصي ر الييذ
يممن الق ل ،أنيه أضيحى بيار اً بيالمغر -كدولي رطمي ،وبقي ة ،إليى ال لي السيريع لنياد
الييدول المتقدم ي ،-منييذ خطييا الملييك محمييد السييادس ح ي ل النم ي ج التنم ي "الجديييد" أمييام
البرلمان في أكت بر . 2017وليتم رأكيد أب اده او تراريجي ،وب زم را خ وإرادة ثابت ،عبر
الخطا الملمي أمام نفس المؤ س التشري ي ين ب يد جليك -أكتي بر ،-2018حييث اليدع ة
الملمي الصريح لضرورة انخراا الجميع في التفميير والحي ار -ربنيي المقاربي التشياركي ،-
على مست ى صيياا المضيامين المبيرى لهيذا الي رش المصيير بالنسيب لمسيتقبل المغير ؛
ال رش الذ بإممانه -باعتباره مدخ ً لمرحل جديدة ، -301ضمان اونتقال السيلس مين "قي ة"
حمام الدول إلى "ف ل" دول الحمام .
301وهييي المرحل ي ال اعييدة التييي رييم اإلع ي ن عيين أبيير مضييامينها ميين اييرف الملييك محمييد السييادس فييي خطييا الييذكرى
ال شرين ل يد ال رش كمرحل مفصلي حا يم " يت رف ،جيي ً جدييدا ً مين المشياريع" .حييث مميا جياح فيي هيذا الخطيا
الم جه إلى اهم عشي ي مه 29ي لي " : 2019إن رجديد النم ج التنمي الي اني ،لييس اايي فيي حيد جاريه؛ وإنميا هي
مدخل للمرحل الجديدة ،التي نريد ،ب ن هللا ور فيقه ،أن نقي د المغير ليدخ لها .مرحلي جدييدة ق امهيا المسيؤولي واإلقي ع
الشامل " .واعتبر الملك أن "نجاح هذه المرحل الجديدة يقتضي انخراا جميع المؤ سات والف اليات ال اني الم نيي ،فيي
إعطيياح نفييس جديييد ،ل ملي ي التنمي ي اوقتصييادي واوجتماعي ي بب دنييا .كمييا يتطلييب الت بئ ي الجماعي ي ،وج ييل مصييال ال ي ان
والم اانين رسم ف ق أ اعتبار ،حقيق ملم ،وليس مجرد ش ارات" .وليضيف الملك في الخطا جاريه" :وإليى جانيب
الييدور الهييام ،الييذ يجييب أن رق ي م بييه مختلييف المؤ سييات ال اني ي ،أريييد ،هنييا ،أن أؤكييد علييى ضييرورة انخييراا الم ي اان
المغربييي ،باعتبيياره ميين أهييم الفيياعلين فييي إنجيياح هييذه المرحل ي ".ودعييا الملييك محمييد السييادس "جميييع المغارب ي ،للمسيياهم
اإليجابي فيهيا ،بيروح الم ااني الفاعلي ؛ هن النتيا " التيي نطمي إليهيا ،والمشياريع والمبيادرات ،التيي نقيدم عليهيا ،لهيا هيدف
واحد ه :رحسين ظروف عيو الم اانين ".وقيد ر يم المليك محميد السيادس م مي المرحلي الجدييدة ،بيالق ل إنهيا "مرحلي
واعدة ،هن ما يزخر به المغر مين ااقيات وميؤه ت ،رسيم لنيا بتحقييق أكثير مميا أنجزنياه .ونحين بالف يل ،قيادرون عليى
جلك .ويظل ام حنا اه مى ه أن يلتحق المغر بركيب اليدول المتقدمي ".وليؤكيد فيي الختيام " :أن المرحلي الجدييدة ،التيي
نحن مقبل ن عليها ،حافل أيضا ً بال ديد من التحديات والرهانات الداخلي والخارجي ،التي يت ين كسيبها؛ وفيي مقيدمتها :أولا:
رهان ر ايد الثق والممتسبات :لم نها أ ياس النجياح ،وشيرا رحقييق الطمي ح :ثقي المي اانين فيميا بيينهم ،وفيي المؤ سيات
ال اني ،التي رجم هم ،واإليمان في مستقبل أفضل .ثانيا ا :رهان عدم اونغ ق على الذات ،خاص فيي ب يض المييادين ،التيي
رحتا ل نفتاح على الخبرات والتجار ال المي ،باعتبار جلك عماد التقدم اوقتصياد والتنمي ،بميا يتيحيه مين ا يتفادة مين
فرص الرفع من رنافسي المقاووت والفاعلين المغارب .ثالثا ا :رهيان التسيريع اوقتصياد والنجاعي المؤ سيي :لبنياح اقتصياد
ق ورنافسي ،من خ ل م اصل رحفيز المبادرة الخاصي ،وإاي ق بيرام" جدييدة مين او يتثمار المنيت" ،وخليق المزييد مين
فرص الشغل .رايعا ا :رهان ال دال اوجتماعي والمجالي :و تممال بناح مغر اهمل والمساواة للجميع .مغر و ممان فييه
للتفاو رات الصارخ ،وو للتصرفات المحبط ،وو لمظاهر الريع ،وإهدار ال قت والطاقات" .ونيرى أنيه مين شيأن او يتجاب
لهذه التحديات ورحقيق هذه الرهانات الظفر بنم ج رنم "منت"" و"را د" ،قميين بج يل المغير المممين والميأم ل مغربيا ً
للحمام ،على شتى اهص دة ،وفي ا ر مجاوت الف ل التنم .
174
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
فهــرس
" النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبر
مقدمة 1.................................................................................
أولا :من الستراتيجية التنموية إلى النموذج التنموي4..................................
- 1الستراتيجية التنموية 5..............................................................
أ-مدلول الستراتيجية التنموية 5.........................................................
-المدلول النتقالي 6....................................................................
-المدلول البراغماتي 10.................................................................
-المدلول الستباقي 12.................................................................
-المدلول التشاركي16..................................................................
-المدلول الكلي 18......................................................................
ب-عناصر الستراتيجية التنموية 21....................................................
-العقلنة 21.............................................................................
-التنبؤ 24.............................................................................
-التكنولوجيا27.........................................................................
-اإليداع 29.............................................................................
-التشريع32...........................................................................
175
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
-التنظيم 34............................................................................
- 2المخ ط التنموي 36................................................................
أ-مكونات التخ يط التنموي 36..........................................................
-المدخالت37..........................................................................
-الخ ط40.............................................................................
-الغايات43............................................................................
ب-مطتويات التخ يط التنموي46.......................................................
-المطتو النطقي47...................................................................
-مطتو وحدات ال عن التنموي 48......................................................
-المطتو الوظي ي 50..................................................................
-3الطياسة التنموية 51................................................................
أ-سمات الطياسة التنموية 52...........................................................
-الشمولية 52.........................................................................
-التكاملية54...........................................................................
-الستدامة 58..........................................................................
ب-مخرجات الطياسة التنموية 64.......................................................
-الجدوائية اإلنتاجية 65.................................................................
-الك اية الغائية 69.....................................................................
-العدالة المعيارية 72...................................................................
-4النموذج التنموي 77.................................................................
أ-ماهية "النموذج"77...................................................................
-تعريف النموذج 78...................................................................
-أهمية النموذج 81.....................................................................
-عناصر النموذج82...................................................................
-صيغ النموذج 84.....................................................................
ب-م هوم "التنمية" 89..................................................................
-تةديد التنمية90.....................................................................
-سيرورة التنمية 95...................................................................
-غائية التنمية 99.....................................................................
-تيبولوجية التنمية 103................................................................
*التنمية القتاا ية 104...............................................................
*التنمية الجتماعية108...............................................................
*التنمية اإليكولوجية 111..............................................................
*التنمية الثقافية 115..................................................................
ثانيا ا :ماهية النموذج التنموي118.....................................................
-1من لقات النموذج التنموي118......................................................
أ -المن لق البنيوي 119...............................................................
ب-المن لق الوظي ي 122...............................................................
176
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
ج-المن لق المؤسطاتي 128............................................................
-المن لق الترايي131.................................................................
ه-المن لق التوزيعي 134,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
- 2أنماط النموذج التنموي137.....................................................
أ-النموذج التنموي الليبرالي 138........................................................
ب-النموذج التنموي الشتراكي142.....................................................
ج-النموذج التنموي اإلسالمي 144......................................................
-النموذج التنموي اإلسكندنافي147............................................,.......
ه-النموذج التنموي الايني 150.......................................................
- 3مواءمات النموذج التنموي155....................................................
أ-النمو /التنمية 156.................................................................
ب-القتاا ي /الجتماعي 159.........................................................
ج-الدول الااعدة /الدول المتقدمة166................................................
-الةاجيات /اإلمكانات169............................................................
ه-الوسائن /األهداا 172.............................................................
ثالثا ا :مبا النموذج التنموي 175......................................................
-1مبدأ التضامن 176..................................................................
أ-قيمة التضامن176...................................................................
ب -ولة التضامن 180..................................................................
-2مبدأ المأسطة 185..................................................................
أ-المأسطة النطقية 185................................................................
ب-المأسطة المعيارية 189.............................................................
-3مبدأ التضمينية 192.................................................................
أ-تضمينية المشاركة192...............................................................
ب-تضمينية المطاواة 195..............................................................
رايعا ا :عامات النموذج التنموي199...................................................
-1الةكامة 199........................................................................
أ -الةكامة وإنتاج التنمية200..........................................................
ب-الةكامة وتةطين التنمية202.......................................................
– 2اللتقائية205......................................................................
أ-األساس القادي لاللتقائية 206,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,.
ب-التقائية عناصر الةكامة208........................................................
-3اإلنااا 212......................................................................
أ-اإلنااا "المطتدام" 212.............................................................
ب-إنااا الدولة العا لةجالعدالة كإنااا 214.........................................
خامطا ا :رهانات النموذج التنموي220..................................................
- 1من ولة الريع إلى ولة اإلنتاج221...............................................
- 2من تنمية" معاقة" إلى تنمية "رائدة"226.............................................
177
"النموذج التنموي" :األسس النظرية الكبرى
- 3التمكين :من" واعي" إلى "عوائد" التنمية229.....................................
- 4في اتجاه منظومة التوازن المعياري233...........................................
-5التأسيس لالنتقال التنموي "الةقيقي"237............................................
خاتمة241.............................................................................