Professional Documents
Culture Documents
197
197
الفهرس
دعاء وترحم
شكر
إهداء
ملخص الدراسة
)1مقدمة ..........................................................ص01
)2الدراسات السابقة................................................ص03
)3اإلشكالية.......................................................ص06
)4الفرضيات......................................................ص07
)5أسباب اختيار الموضوع........................................ص07
)6أهداف البحث................................. .................ص08
)7أهمية البحث...................................................ص08
)8منهجية البحث..................................................ص09
)9تحديد المفاهيم..................................................ص12
الفصل األول :المدرسة القرآنية.
تمهيد.............................................................ص17
- 1الخلفية التاريخية للمدرسة القرآنية...............................ص18ـــ19
- 2المؤسسات التربوية القديمة للمدرسة القرآنية.....................ص20ــــ23
- 3التعليم القرآني في الجزائر.....................................ص24ــــ27
- 4واقع الكتاتيب القرآنية ودورها في التعليم القرآني في الجزائر......ص28ـــ29
- 5أهداف التعليم القرآني في الجزائر..............................ص30ــــ31
- 6وظائف المدرسة القرآنية في المجتمع الجزائري..................ص32ـــــ35
- 7صفات معلم المدرسة القرآنية ودوره التربوي.....................ص36ــــ41
- 8عالقة التعليم القرآني بالمدرسة االبتدائية........................ص42ــــ43
الفهرس
خالصة..........................................................ص44
الفصل الثاني :القراءة.
تمهيد............................................................ص47
– 1مفهوم القراءة..................................................ص48ـــ49
- 2نشأة وتطور مفهوم القراءة.....................................ص49ــــ50
– 3أهمية القراءة..................................................ص51ـــــ53
– 4أنواع القراءة...................................................ص54ـــــ58
- 5طرق تعليم القراءة.............................................ص58ــــــ61
- 6مراحل تعليم القراءة............................................ص62ـــــ63
- 7مقومات تعليم القراءة..............................................ص64
- 8العوامل المؤثرة في تنمية مهارة القراءة.........................ص65ـــــ67
خالصة.........................................................ص68
الفصل الثالث :دور المدرسة القرآنية في تعلم القراءة.
تمهيد .....................................................ص71
ملخص الدراسة:
تهدف الدراسية اليتي بي ن أييدينا واليتي جياءت بعنيوان :المدرسية القرآنيية
ودورها في تعليييم القييراءة إلييى معرفيية مييدى مسيياهمة المدرسيية القرآنييية
بدورها في تعليم القراءة واكتساب القدرات العقلييية والمهييارات المعرفييية,
وتمثل ذلك بالتساؤل حول إن كان للمدرسة القرآنية دور فييي تعليييم مهييارة
القراءة؟
تم تطبيق ميدان الدراسة بمجموعة من المييدارس البتدائييية بييدائرة سيييدي
علي من خلل إجراء عدة مقابلت مع معلمي تلك المييدارس ,وتييم اعتمييدنا
علييى المنهيج المقيارن للمقارنيية بيين التلمييذ الملتحقييين وغيير الملتحقيين
بالمدرسة القرآنية ومن أجل توضيييح الييدور الييذي تلعبييه المدرسيية القرآنييية
والذي ينعكس على نتائج التلميذ داخل القسم ,حيث توصلت الدراسيية ميين
خلل البحث الميداني بذلك إلى التأكد من صييحة الفرضييية الولييى المتمثليية
في أن للمدرسة القرآنية دور في تنمية مهارة القراءة ,وكذا الفرضية الثانية
بأن المدرسيية القرآنييية تسيياعد علييى اكتسيياب المعييارف وتنمييية المهييارات
والقدرات العقلية.لن المدرسة القرآنية كمؤسسة دينية وتربوية تسعى إلييى
تعليييم القييراءة والكتابيية والحسيياب وكسييب التلميييذ سييلمة اللغيية والتعييبير
والرغبة في القراءة.
كما أنها عبارة عن مرحلة تحضيييرية تسيياعد علييى تكييوين الجييانب اليجييابي
بدورها اليجابي في تمكين التلميذ من اكتساب المهارات والمعارف وتنمييية
قدراته العقلية من حفظ وتركيز والتفوق في المستوى التعليمي والمعرفي,
والنضباط داخل الصف والتحلي بالصييفات الخلقييية وبنيياء شخصييية التلميييذ
السليمة ,وهذه المؤشرات من بين النتائج التي توضح صحة الفرضيات التي
توصلنا إليها.
مقدمة عامة
مقدمة عامة
)1مقدمة:
تعتبر ا تربية وا تعليم من أهم ا قطاعات ا تي يرت ز عليهما ا ب اء ااجتماعي من أجل إحداث
هضة علمية وف رية ,أن تطور ا مجتمع يرتبط بتطور ا تعليم و ظرياته وتطبيقاته و ا تر يز على
م اهجه ا تعليمية سواء ان تعليما رسميا أو تعليما قرآ يا ,ذ ك تعتبر ا تربية بمثابة ا عملية
ا م ظمة ا تي تعمل على إحداث تغيرات في سلوك ا فرد في جميع جوا به ا عقلية ,ا جسمية,
اا فعا ية و ااجتماعية ا تي تحدث بين ا معلم وا متعلم أث اء عملية ا تعليم ,ذ ك فا تربية وا تعليم
ا ببغة ا تربوية ا يحدثان عشوائيا وفي فراغ وا ما تقوم بها مؤسسات تعليمية مختلفة باختا
ا مجتمعات. ا تي تميزها وباختا
ومن بين هذ ا مؤسسات ا مدرسة ا قرآ ية ا تي تعتبر مؤسسة دي ية هامة ذات دور تربوي واضح
في ا ب اء ا فسي وااجتماعي وا تربوي وا دي ي دى ا طفل من أجل ت مية ا شخبية ا دي ية
اإسامية وفق مبادئ وأسس متبعة ,م ا تعتبر ا مدرسة ا قرآ ية مؤسسات علمية تربوية إسامية
ان ا تعليم فيها ومزال يقوم على أساس تحفيظ ا قرآن ا ريم ل شء وتلقين مبادئ ا قراءة وا تابة
واا سجام لطفل مع و ا عمل على توفير اأمن ا فسي وااطمئ ان من أجل خلق جو ا تعار
ت يفه مع ا جو ا جديد وتهيئته لدخول ا مدرسي ,ورغم اإم ا يات ا محدودة وبساطة أق ار ه بهد
ا وسائل إا أّها استطاعت أن ت ون جيا من حفظة تاب اه عبر اأزم ة وسعت إ ى جعل
اأطفال ي تسبون ا قدرة ا لغوية,وفباحة ا لسان ا تي تتيح هم فربة ا تعبير عن أف ارهم ب ل
طاقة و تعبي ار بحيحا من أجل إثراء ربيدهم ا لغوية .
ذ ك تم اختيار موضوع بحث ا معرفة أهمية ودور ا مدرسة ا قرآ ية في تعلم ا قراءة و لتفبيل في
جوا ب بحث ا هذا تم اتخاذ فبلين ظريين وفبل ميدا ي من أجل بلوغ تيجة ا بحث وتضمن ذ ك
مايلي:
ا عرض ا تمهيدي لبحث ا ذي يتضمن ا مقدمة واإش ا ية وتحديد ا مفاهيم ا خابة با موضوع و
ا م هجية وا مقاربة ا ظرية ا متبعة و أدوات جمع ا بيا ات ا مقابلة ,ا ماحظة ,وا م هج....ا خ
ا فصل اأول :حيث جاء هذا ا فبل بع وان ا مدرسة ا قرآ ية تضمن في محتوا ثمن مباحث
توضح ا خلفية ا تاريخية لمدرسة ا قرآ ية ,وعرض ا مؤسسات ا تربوية ا قديمة لمدرسة ا قرآ ية,
1
مقدمة عامة
إضافة إ ى ا مراحل ا تاريخية ا تي مر بها ا تعليم ا قرآ ي في ا جزائر قبل ـ ــأث اء ـ ـ وبعد ااحتال
ا مرجوة م ه ,وا تحدث عن واقع ا تاتيب ا قرآ ية في ا جزائر وا تعليم ا فرسي لجزائر واأهدا
ا مدرسة ا قرآ ية,وبفات معلم ا مدرسة ا قرآ ية ودور ا تربوي وتحديد ا قرآ ي فيها,ومعرفة وظائ
ا عاقة بين ا تعليم ا قرآ ي وا تعليم اابتدائي.
با قراءة و شأة وتطور ا فصل ا ثاني :جاء بع وان ا قراءة وتضمن ذ ك ثمن مباحث لتعري
أ واع ا قراءة إضافة طرق ومراحل تعلمها ,وا مقومات مفهومها ,وتوضيح أهميتها ,وعرض مختل
ا تي ترت ز عليها و ا عوامل ا مؤثرة في ت مية مهارة ا قراءة.
ا فصل ا ثا ث :وجاء هذا ا فبل خاص بميدان ا بحث من خال إجراء ا مقابات في مؤسسات
ابتدائية مع عي ة من ا معلمين وتم فيه تحليل محاور ا مقابات وعرض تائج ا فرضيات وفي
اأخير تقديم بعض ااقتراحات.
2
مقدمة عامة
)2ا دراسات ا سابقة :من بين ا دراسات ا سابقة ا تي ارتأي ا أ ها ذات ا بلة بموضوع بحث ا
مايلي:
ا دراسة اأو ى :قام بها يو سي بن بلة,برابح أحمد و د يوج زي ب تحت ع وان دور ا روضة وا مدرسة
ا قرآ ية في ا تحبيل ا دراسي تاميذ ا س ة اأو ى ابتدائي,دراسة مقدمة يل شهادة يسا س
تخبص علم ااجتماع ا تربوي ,بجامعة زيان عاشور با جلفة س ة 2010/2009م.
ـ ـ افترضت ا دراسة أن ه اك تفاوت بين ا روضة وا مدرسة ا قرآ ية في ا تحبيل ا دراسي تاميذ
ا س ة اأو ى ابتدائي وذ ك حسب ا مواد ا د ارسية.
توبلت ا دراسة إ ى أن تلميذ ا مدرسة ا قرآ ية أعلى تحبيل من تلميذ ا روضة في ا مواد اأدبية
علمية وا تق ية فقد ان ا تفوق ميا أطفال ا روضة,
أما ا مواد ا ّ
ارتباطها ا شديد با قرآن ا ريمّ ,
ن واقعيا ا تفوق ان ج س ذ ور ا مدرسة ا قرآ ية ,ما أ ه ان ج س إ اث ا روضة.
ا دراسة ا ثانية :قام بها زيرق حمان بع وان دور ا مدرسة ا قرآ ية في ت مية ا قيم ااجتماعية لتلميذ(
يل درجة ا ماجستير تخبص علم اجتماع دراسة ميدا ية بمدي ة ا جل فة) ,مذ رة م ملة
ا تربية,بجامعة محمد خيضر بس رة س ة .2012/2011
ا دراسة إ ى ا تساؤل حول ما دور ا مدرسة ا قرآ ية في ت مية ا قيم ااجتماعية لتلميذ وذ ك ـ ـ تهد
ا مؤسسات ا تي احتض ته ,ودور في إثراء ا عملية على ا تعليم ا قرآ ي عبر مختل با وقو
وغياب ا ضبط ااجتماعي ا تربوية ,ودعم ا قيم أفراد ا مجتمع في ظل تفشي مظاهر اا ح ار
وا غزو ا ثقافي بيوت ,وعقول ا ثير من أفراد ا مجتمع مما ا ع س سلبيا على مردود ا تحبيل
ا دراسي.
3
مقدمة عامة
ـ ـ اعتمدت ا دراسة على ا ماحظة وااستمارة وتب ي ا م هج ا وبفي ا تحليلي .وتوبلت ا دراسة
بعد تفريغ ا بيا ات وتفسيرها موضوعيا إ ى ا تأ يد من بحة ا فرضية ذ ك فإن لمدرسة ا قرآ ية
دور في ت مية ا قيم ااجتماعية لتلميذ ,ومن هذا ا م طلق وجب ااعت اء با مدرسة ا قرآ ية و ها
مؤسسة أبلية ها دور في ب اء ا مجتمع وا حفاظ على قيمته وهويته ا عربية اإسامية.
ا دراسة ا ثا ثة :دراسة قامت بها هاجر ه ا و بع وان ا تعليم قبل ا مدرسة ودور في ت مية ا مهارات
ا معرفية لطفل(دراسة مقارة بين ا تعليم وا تعليم ا قرآ ي) ,مذ رة م ملة يل شهادة ا ماستر في
علم ااجتماع ا تربوي دراسة ميدا ية في بعض اابتدائيات بدائرة دورال واية بس رة س ة
.2016/2015
ا دراسة إ ى ا تساؤل حول دور ا من ا تعليم ا تحضيري وا تعليم ا قرآ ي في ت مية ـ ـ تهد
عن دور ا تعليم قبل ا مدرسة في ت مية ا مهارات مهارات ا طفل ا معرفية ,ومحاو ة ا ش
وا تشابه بي هما في ا قيام بهذ ا ت مية. ا معرفية لطفل وايضاح أوجه ااختا
ا دراسة ا رابعة :قامت بها عطية بن عبد ا سام ,مرية تاوتي وخديجة ا ر بع وان دور ا مدرسة
ا قرآ ية في إعداد ا طفل دخول مرحلة ا تعليم اابتدائي,مذ رة تخرج ضمن مستلزمات يل شهادة
يسا س تخبص علم ااجتماع ا تربوي بجامعة عاشور زيان با جلفة س ة2011/2010م.
4
مقدمة عامة
ـ ـ ـ هدفت ا دراس ة إ ى ا تساؤل :هل لمدرسة ا قرآ ية دور في إعداد ا طفل دخول مرحلة ا تعليم
مع ا محيط ا مدرسي؟ ومعرفة مدى مساهمة ا مدارس ا قرآ ية في تم ين ا طفل من ا ت ي
ااجتماعي وا ثقافي.
ـ ـ ـ اعتمدت ا دراسة على ا م هج ا وبفي وعي ة من معلمي ا مدارس اابتدائية واستخدام أداة
ا ماحظة وا مقابلة وااستمارة في جمع ا بيا ات حول ا موضوع .ما توبلت ا دراسة إ ى ا تأ د
من بحة ا فرضية من خال ا تائج ا متحبل عليها,وتبين جليا أن ا دور اإيجابي لمدرسة
ا جديدة ا تي مع ا ظرو ا قرآ ية في إعداد ا طفل مرحلة ا تعليم ا مدرسي وتهيئته لت ي
سيواجهها في ا دخول ا مدرسي وتبين ذ ك أن لمدرسة ا قرآ ية دور إيجابي في إعداد ا طفل
مرحلة ا تعليم ا رسمي.
5
مقدمة عامة
)3اإش ا ية:
إ ى غرس مبادئه وقيمه واحداث تش يل سلوك أعضائه ا بغار إن ا مجتمع بطبعه يهد
ّ
فيطبع فيهم ما ي ار ازما استمرار بقائه ويحاول فك ا سلو ات ا غير مرغوبة استقرار,وذ ك عن
طريق مؤسسات ا ت شئة ااجتماعية ا مختلفة ا تي تبدأ مع ا طفل م ذ وادته من اأسرة إ ى
ا مدرسة سواء ا ت رسمية أو غير رسمية ,ومن بين هذ ا مؤسسات ا مدرسة ا قرآ ية مؤسسة
دي ية هامة ذات دور تربوي واضح في تربية ا شء ا باعد على تحفيظ ا قرآن ا ريم,وا عمل على
ضبط معا م ا شخبية اإسامية لطفل ,حيث تعتبر ا مدرسة ا قرآ ية بمثابة ا مؤسسة اأبلية
تعليم وتحفيظ ا قرآن ا ريم ا ت في بداية شأتها عبارة عن تاتيب,ومدارس لتربية وا تعليم
استمر وجودها طيلة فترة ااحتال ا فرسي لجزائر,وما از ت قائمة وقت ا ا راهن.
وبا رغم من تطور ا مجتمع ومؤسساته إا أن ا بلة با مدرسة ا قرآ ية ,واأفراد ا تزال مستمرة,
وباعتبارها سق اجتماعي شأ ها شأن ا مؤسسات ااجتماعية اأخرى تمثل ا م ان اأ سب ا ذي
واأعداد قبد تهيئة ا تحاق با مدرسة يتلقى فيه ا طفل ا مبادئ وا قيم اإسامية ويتعلم ا حرو
ا رسمية ,وه ا أظهر ا مربون بأن « ا عملية ا تربوية تبدأ قبل أن يبدأ ا طفل ا دراسة في ا مدرسة
أن ا مو ا حسي و ا عقلي ا سليم يعتمدان على ا بيئة ا با حة يس في ا م زل اابتدائية ,وأوجدوا ّ
وحد بل وفي ا بيئة ا تي تعيش فيها ا طفل » 1ما أن إ شاء ا مدرسة ا قرآ ية يمثل ا جو ا م اسب
ت مية وتهيئة معارفه وقدراته قبد تدريبه على مل ة وا بيئة ا با حة ا تي تزود ا طفل بمعار
ا حفظ وحب ا قراءة وا تساب مهارات غوية وتوفر ه فرص اا دماج وا تفاعل داخل ا ب
وقدرته على ا قراءة ا تي تعد من ا محاور ا رئيسية في حياة ا طفل حيث تعمل على ت ميته ببورة
أن ا مدرسة ا قرآ ية تعمل على إثراء هذ
عامة في ا تساب عادات حس ة وحسن اإبغاء ,وبما ّ
ا مهارة فا بد من ا بحث في ا قواعد اأساسية ا تي تعتمدها هذ ا مؤسسة في ت مية مهارة ا قراءة
وب اءا على ما سبق طرح اإش ال ا تا ي:
-1رابح تر ي ,أصول ا تربية وا تعليم ,ا مؤسسة ا وط ية ل تاب ,ديوان ا مطبوعات ا جامعية ,ا جزائر1990 ,م ,ص.85
6
مقدمة عامة
)4ا فرضيات:
مما ا شك فيه أن أي دراسة علمية تدفع إ يها جملة ن اأسباب ا ذاتية وا موضوعية ا تي
تجعل من ا باحث يهتم بها ويحاول دراستها وعليه جاءت أسباب اختياري هذا ا موضوع على
ا حو ا تا ي:
ـ ـ ون هذا ا موضوع يقع في مجال تخبب ا ا تربوي ,واعتبار من متطلبات يل شهادة ا ماستر.
ـ ـ رغبة ا زميلة"شاشو ريمة"رحمها اه برحمته ا واسعة بأن ي ون موضوع ا مدرسة ا قرآ ية موضوع
تخرج ا هذ ا س ة.
ـ ـ فت ا تباه ا عودة ا تشار هذ ا مدارس في ا مجتمع مما أثار فضو ا محاو ة معرفة دورها
ا تربوي وا دي ي في ت شئة اأطفال وتهيئتهم لتعليم ا مدرسي ا رسمي.
ـ ـ محاو ة معرفة م ا ة ا مدرسة ا قرآ ية ودور ا تعليم ا قرآ ي في ا محافظة على هوية اإ سان
ا مسلم.
ـ ـ قلة ا دراسات ا علمية اأ اديمية ا تي اهتمت بهذا ا موضوع رغم ا فع ا ذي يعود به على ا فرد
وا مجتمع ا مسلم.
ـ ـ اعتبار ا مدرسة ا قرآ ية مجاا خببا أو مؤسسة من مؤسسات ا ت شئة ااجتماعية ا تي تستحق
ا دراسة.
7
مقدمة عامة
ـ ـ معرفة ا تباين في ا مستوى بين ا تاميذ ا ملتحقين وغير ا ملتحقين با مدرسة ا قرآ ية.
ـ ـ معرفة ما إن ان هذا ا وع من ا تعليم دور في ت مية ا قدرات ا ف رية وا معرفية ومهارات ا قراءة
ا تي تساعد في ا تعليم ا مدرسي.
ـ ـ ـ معرفة ا مستوى ا تعليمي خال ا موسم ا دراسي لتاميذ ا ملتحقين با مدرسة ا قرآ ية.
ـ ـ معرفة ا دور ا ذي تلعبه ا مدرسة ا قرآ ية في تلقين وتعليم ا مبادئ اأو ى ا قراءة.
)7أهمية ا موضوع:
ت تسب ا دراسة أهميتها من أهمية ا موضوع فسه,أي أن ا مدرسة ا قرآ ية ودورها ا فعال ا ذي
قامت به في ا ماضي من حيث ما قدمته من ت شئة أفراد في ا مجتمع على حفظ تاب اه
وا حفاظ على ا شخبية اإسامية ازال قائما ,و م يقتبر على ذ ك فقط بل تعدت ذ ك إ ى
جا ب تحفيظ ا قرآن ا ريم تلقين مبادئ ا قراءة وا تابة وتعليم ا حساب وتحفيظ بعض اأحاديث
ا ت وين ا مت امل شخبية ا طفل ا مسلم. ا بوية ا متعلقة با عقائد واأر ان واأخاق بهد
اا تشار ا واسع لمدارس ا قرآ ية وتزايد عددها في وقت ا ا حا ي فإن دورها في ا ماضي ان تحفيظ
ا قرآن ا ريم واأحاديث,ومع ا تطور ا علمي ا حابل وا تغيرات ا مرافقة ه على جميع ا مستويات
خابة في ا مجال ا معرفي وا وسائل ا تعليمية فإن هذا يجعل ا بحاجة إ ى معرفة ما تقدمه ا مدارس
ا قرآ ية من معار ومهارات ت مية ا قدرة على تعليم ا قراءة.
8
مقدمة عامة
)8اإررااات ا منجرية:
إن طبيعة ا موضوع هي ا تي تحدد ا طبيعة ا م هج ا معتمد وا موضوع ا ذي حن 8ـــ 1ا منججّ :
ببدد دراسته يتمحور حول ا تعليم ا قرآ ي وآثر في تعليم ا قراءة,وا م هج بهذا ا مفهوم يع ي
مجموعة من ا قواعد ا تي يتم وضعها بقبد ا وبول إ ى ا حقيقة في ا علم فقد يعتمد ا باحث
ا م اهج حسب وع ا حقيقة وا تساب ا معرفة ا جديدة وتختل ا م هج وفق طريقة معي ة ا تش ا
ا دراسة أو مش لة معي ة 1و هذا ا غرض اعتمد ا على ا م هج ا مقارن ت اسبه مع موضوع بحث ا
عوامل ا سببية في ظهور ظواهر معي ة إ ى توضيح وتب ي فهو يشير إ ى إجراءات تهد
وتطورها و ذ ك أ ماط ا عاقة ا متباد ة في داخل هذ ا ظواهر بي ها وبين بعضها ا بعض وذ ك
بواسطة توضيح ا تشابهات وااختا فات ا تي تبي ها ا ظواهر ا تي تعد من واح مختلفة قابلة
2
لمقارة.
8ـــ 2ا مقابلة :تعتبر ا مقابلة من اأدوات ا رئيسية جمع ا معلومات وا بيا ات في دراسة اأفراد
وا جماعات اإ سا ية .ما أ ها تعد من أ ثر وسائل جمع ا معلومات شيوعا وفاعلية في ا حبول
على ا بيا ات ا ضرورية أي بحث وا مقابلة يست بسيطة بل هي مسأ ة ف ية 3.وقد عر إنرلش
حبو ه على أ واع من ا مقابلة بأ ها "محادثة موجهة يقوم بها ا فرد مع آخر أو مع أفراد بهد
ا معلومات استخدامها في بحث علمي أو استعا ة بها في عمليات ا توجيه وا تشخيص
وا عاج 4".وعلى هذ ا اأساس اعتمد ا على أداة ا مقابلة باعتبارها اأداة ا م اسبة موضوع بحث ا
وا تي تتوافق مع أسئلة ا مقابلة ا مفتوحة ا تي تم طرحها على عي ة من معلمي ا مدارس اابتدائية
وا تي ا حبرت من أجل ا حبول على ا معلومات ا خابة بعدد ا تاميذ في ا قسم وخابة
ا دارسين بقسم ا تعليم ا قرآ ي أي ا مدرسة ا قرآ ية,ومستواهم ا تعليمي وتمت ا مقابلة في وقت
هم بموضوع ا دراسة و يفية إجرائها م اسب وجو رحب أوا مع مديري ا مدارس اابتدائية لتعري
-1محمد محمود ا ذ يبات ,مناهج ا بحث ا علمي وطرق إعداد ا بحوث ,ديوان ا مطبوعات ا جامعية ,ا جزائر,1995,ص.89
علبي ,ا منجج ا مقارن مع دراسات تطبيقية ,ا مؤسسات ا جامعية لدراسات و ا شر وا توزيع ,ط, 2006 ,1ص.27 -2عاط
-3محمد زياد عمر ,ا بحث ا علمي:مناهره وتقنياته,مطابع ا هيئة ا مبرية ل تاب ,ا قاهرة,ص.154
-4محمد شفيق ,ا بحث ا علمي وا خطوات ا منجرية إعداد ا بحوث اارتماعية ,ا م تب ا جامعي ا حديث ,اإس درية,1985 ,
ص.106
9
مقدمة عامة
ميدا يا في مدرستهم اابتدائية وبعد أن تس ى ا اإقبال تمت ا مقابلة مع جميع أفراد ا عي ة من
ا معلمين.
8ـــ 3ا ماحظة :تتميز ا ماحظة عن غيرها من أدوات جمع ا بيا ات بأ ها تفيد في جمع ا بيا ات
ا واقعية في ا حياة بحيث يم ن ماحظتها ا تي تتبل بسلوك اأفراد ا فعلي في بعض ا مواق
دون ع اء بير ثم أ ها تفيد في جميع ا بيا ات في اأحوال ا تي يبدي فيها ا مبحوثين وعا من
ما أن 1
ا مقاومة لباحث يستطيع أن يستخدمها في ا دراسات ااست شافية وا وبفية وا تجريبية.
ا ماحظة تعر بأ ها توجه ا حواس مشاهدة ومراقبة سلوك معين أو ظاهرة معي ة وتسجيل جوا ب
عن ا بفات وا خبائص و سب معرفة جديدة عن ا ش ذ ك ا سلوك أو خبائبه بهد
2
ظاهرة معي ة
ومادامت ا ماحظة تتبل عموما بمراقبة سلوك اأفراد ,فهي تساعد ثي ار في مراقبة سلوك ا تاميذ
هذا قم ا بماحظة ا فارق بين ا تاميذ ا ذين سبق هم اا تحاق با مدرسة ا قرآ ية وا ذين م يلتحقوا
بها سواء في تعامل داخل اأقسام اابتدائية أو خارجها في ساحة ا مؤسسة ا تربوية (ا مدرسة
اابتدائية).
8ــــ 4ا عينة :إن موضوع بح ث ا هو ا ذي يحدد ا اختيار ا عي ة ا م اسبة لدراسة ,ويقبد با عي ة
ل م ها ا خبائص ا تي حددها ا باحث و يس من ا حاات ا جزئية أو ا مفردات ا تي يتوفر
ا ضروري أن ت ون وحدة ا عي ة أسرة أو ظاما أو مؤسسة ما وحجم ا عي ة هو عدد ا حاات
3
ا مختارة لدراسة وا بحث باعتبارها ممثلة لمجتمع اأبلي.
وعليه فإن ا عي ة ا مختارة من ا مدارس اابتدائية ووفقا طبيعة ا موضوع تمثلت ا عي ة في اختيار
معلمي ا مدارس اابتدائية بطريقة قبديه ا تي بلغ عددها حوا ي 13معلما.
قد تمت دراست ا ااستطاعية ميدان بحث ا هذا م ذ بداية شهر مارس إ ى غاية ا عاشر من شهر
مايو بمجموعة من ا مدارس اابتدائية بدائرة سيدي علي بموافقة من قبل مدراء تلك ا مدارس اآتية
-1عبد ا باسط محمد حسن ,أصول ا بحث اارتماعي ,م تبة اا جلو مبرية ,ط ,3ا قاهرة ,1971 ,ص.241
-محمود زيدان,ااستقراا وا منجج ا علمي ,مؤسسة شباب ا جامعة لطباعة وا شر ,ا قاهرة,ط1980,4ص.46
2
-3محمد أحمد بيومي ,علي عبد ا رزاق وآخرون ,منجرية ا بحث ا علمي واارتماعي ,دار ا معرفة ا جامعية ,اإس درية ,ط,1
,2003ص.309
10
مقدمة عامة
أسمائها ا تا ي:ا مدرسة اابتدائية ا شهيد بن بافي ا حبيب ـ ـ مدرسة أول وفمبر 1945ـ ـ
مدرسة ا شهيد بحراوي محمد ـ ـ مدرسة اإخوة ا شهيدين بن عمة ـ ـ مدرسة ا شهيدين اإخوة
فيطاس.
اعتمد ا في دراسة موضوع ا هذا ا نظرية ا بنائية ا وظيفية ا تي استثمرها علم ااجتماع من ف رة
ا ب اء وا وظيفة في دراسته لمجتمعات وا مؤسسات .فا مؤسسة أو ا سق ا فرعي ه ب اء يتحلل إ ى
م ملة بعض,وذ ك أن ع ابر ب يوية يطلق عليها اأدوار,و ل دور وظيفة.وهذ ا وظائ
ا ت امل بين ا ب ي و ا وظائ 1.ومن هذا ا م طلق ظرت ا ب ائية ا وظيفية إ ى ا مدرسة ا قرآ ية
من مجموعة ع ابر مت املة مع بعضها وا مدرسة اابتدائية ب اء مستقر وثابت سبيا يتأ
وباعتبار ا مدرسة ا قرآ ية سق اجتماعي داخل ا سق ا عام يؤدي ل م ها با ضرورة وظيفة
إيجابية تخدم ا ب اء ا عام وجميع ع ابر هذا ا ب اء تعمل في إطار من ااتفاقيات ا مشتر ة
واإجماع قيمي 2.أن ا مدرسة عبارة عن سق لي وا معلم وا متعلم عبارة أ ساق فرعية داخلها.
ما اعتمد ا في بحث ا هذا على ا نظرية ا تفاعلية ا رمزية باعتبارها تهتم بتحليل اأ ساق
ااجتماعية ا بغرى ,فهي تدرس اأفراد في ا مجتمع ومفهومهم عن ا مواق ,وا معا ي ,واأدوار
وأ ماط ا تفاعل وغير ذ ك من ا وحدات ااجتماعية ا بغرى .ومن أبرز ممثلي هذ ا ظرية
تشارز و ي ,جورج هربرت ميد ,هربرت بلومر .حيث تدور ف رة ا تفاعلية ا رمزية حول مفهومين
أساسين هما ا رموز وا معا ي على أ ها ا قدرة ا تي تمتل ها ا ائ ات اإ سا ية لتعبير عن اأف ار
ا مدرسة ا قرآ ية تعليم مبادئ باستخدام ا رموز في تعاماتهم مع بعضهم ا بعض 3.أن هد
وا لمات من خال ترجمة ا رموز وا داات ا قراءة وا تابة وا يتضح ذ ك إا بعد تلقين ا حرو
ا تي تحملها.
-1إحسان محمد حسن ,ا نظريات اارتماعية ا متقدمة ,دار وائل ل شر ,بغداد ,ط ,2005 ,1ص.51
-2محمد عبد ا ريم ا حو ار ي ,ا نظرية ا معاصرة في علم اارتماع ,دار مجد اوي,عمان ,ط,2008 ,1ص.109
-3روان دورون وف ار سوا زيارو ,موسوعة علم ا نفس ,ا مجلد اأول ,م شورات عويدات ,بيروت ,ط ,1997 ,1ص.372
11
مقدمة عامة
غة :من درس يدرس ,درس ا شيء بمع ى طح ه وجزء ,درس جزء ,وسهل ويسر تعلمه على
أجزاء ,فيقال درس ا تاب يدرسه دراسة ,بمع ى قراءة وأقبل عليه يحفظه ويفهمه ,وا مدرسة م ان
1
ا درس وا تعليم ويقال هو من مدرسة فان:على رأيه ومذهبه.
اصطاحا :هي مؤسسة دي ية تعليمية تابعة و ازرة ا شؤون ا دي ية يلتحق بها أفراد من مختل
اأعمار ،أي من اأطفال ا بغار إ ى ا راشدين ،وتتباين فيها مستويات ا تعلم ،وتدريس باقي
2
ا علوم ا شرعية ا مساعدة على فهم معا ي اأ فاظ ا قرآ ية وروح ا شريعة اإسامية.
-ما يعرفها ا د تور أبو ا قاسم سعد اه":بأ ها اقل وحدة في ا تعليم اابتدائي" و ا ت هذ
ا مؤسسات تعلم وتربي اأطفال على ضوء وهدي ا قواعد اإسامية وعلى حفظ ا مط ااجتماعي
ا محدد,وتقوم بتحفيظ ا قران ا ريم وتساهم أيضا في إعطاء قسط من ا معار ا تي تساعد على
ب اء وا ماء م ظومة ثقافية ودي ية في ا مجتمع إ ى جا ب ذ ك ا ت ا مدارس تعد شعبا متخبص
ا يوجد فيه إا عدد قليل من اأميين،إضافة إ ى حفظ ا قران ا ريم ما أن ت رار ا تعليم فيها
3
يمرن ا لسان على ا فباحة،وا قراءة ثم ا تابة من خال ااعت اء با خط.
إررائيا :قبد با مدرسة ا قرآ ية في بحث ا هذا تلك ا مؤسسة ا تربوية ا دي ية وهي عبارة عن حجرة
أو م ان تعليمي داخل ا مسجد يجتمع فيها تاميذ حفظ ا قرآن ا ريم وتلقين مبادئ ا دين يتو ى
تدريسهم معلمين متخرجين من مدارس ا تعليم ا قرآ ي وفق طريقة م هجية معي ة ,وا يقتبر ا تعليم
فيها على حفظ ا قرآن ا ريم فقط بل تعدى ذ ك إ ى تعليم مبادئ ا قراءة وا تابة وا خط وغرس
بعض ا قيم ا تربوية ا بدق واإحسان إضافة إ ى مساعدة ا متعلم وتهيئته لمراحل ا دراسية
ا احقة ا عمليات ا حسابية وا حفظ لسور واأ اشيد وغيرها.
-1ابراهيم مبطفى ,وآخرون ,ا معرم ا وسيط ج ,1دار ا دعوة ,ا قاهرة,2010 ,ص.281
-2مديرية ا تعليم اأساسي ,ا د يل ا تطبيقي مناهج ا تربية ا تحضيرية ( أطفال 5ــ 6سنوات) ا لج ة ا وط ية لم اهج,
,2008ص.07
-3أبو ا قاسم سعد اه ,تاريخ ا رزائر ا ثقافي( من ا قرن ا عاشر إ ى ا رابع عشر) ج ,1ا شر ة ا وط ية ل شر وا توزيع ,ا جزائر,
,1981ص.277
12
مقدمة عامة
غة :ا تعليم في ا لغة هو من ا فعل علم ,وعلمه ا شيء تعليما فتعلم ,وم ه قو ه تعا ى :وعلم آدم
1
اأسماء لها ثم عرضهم على ا مائ ة فقال أ بئو ي بأسماء هؤاء إن تم بادقين .
اصطاحا :يقبد با تعليم أ ه عملية مقبودة أو غير مقبودة تتم داخل ا مدرسة أو خارجها في أي
وقت يقوم بها ا معلم أو غير ا معلم 2.و ما يذ ر إبراهيم ناصر في تابه أسس ا تربية أن ا تعليم
"هو مجهود شخص معو ة شخص آخر على ا تعلم أي قل ا معلومات من ا معلم إ ى ا متعلم
ا م اسبة ا تي تم ن بقبد إ سابه ا معرفة وتحضير قوا ا عقلية و شاطه ا ذاتي وتهيئة ا ظرو
3
ا متعلم من ا تعلم.
وا قراءة وا تابة ,في ضوء ما تقدمه إررائيا :ا تعليم هو عملية ا سب وا تلقين لعلوم وا معار
ا مدرسة ا قرآ ية لمتمدرسين سواء ان تعليم رسمي أو غير رسمي يتم فيه بذل جهد من قبل
تطوير وت مية قدراتهم ا ذه ية وتهيئتهم لدخول ا مدرسي اإ زامي ا معلم يتفاعل مع طلبته بهد
وا تفاعل مع زمائهم في ا وسط ا مدرسي.
4
غة :يعرفها محمد أبي ب ر ا رازي بأ ها ا جمع وا ضم يقال ":ق أر ا شيء قراءة أي جمعه وضمه.
13
مقدمة عامة
واأش ال ا تي تقع تحت اصطاحا :ا قراءة هي شاط ف ري يقوم على ا تقال ا ذهن من ا حرو
اأ ظار إ ى اأبوات واأ فاظ ا تي تدل عليها وترمز إ يها وع دما يتقدم ا تلميذ في ا قراءة يم ه
1
أن يدرك مد وات اأ فاظ ومعا يها في ذه ه دون بوت أو تحريك شفتيه.
وطريقة طقه,وا قدرة على تش يل إررائيا :ا قراءة هي ترجمة ما تقع عليه ا عين من ش ل ا حر
و لمات وجمل وتحويلها إ ى أبوات مسموعة أي إ قاء ا ظر على ما هو م توب وا طق حرو
به وا قراءة ا تي تع ى بها ا مدرسة ا قرآ ية هي قراءة ا سور ا قرآ ية,واأحاديث ا بوية ا تي تساعد
ا متعلم على ت مية مهاراته لحفظ وااستيعاب في ا مدرسة اابتدائية.
-1فهد خليل زايد ,استراتيريات ا قرااة ا حديثة ,دار يافا ا علمية ل شر وا توزيع ,عمان,2006,ص.09
14
الفصل األول:
المدرسة القرآنية
المدرسة القرآنية الفصل األول
تمهيد:
خالصة
تمهيد:
تعتبر المدرسة القرآنية مؤسسة من مؤسسات التنشئة االجتماعية ذات دور تربوي وديني هام منذ
شمس النبوة وبزوغ فجر اإلسالم ,حيث عرف العالم اإلسالمي خالل مساره التاريخي نظاما
تعليميا بمختلف مؤسساته التربوية.التي شاهدتها المدرسة القرآنية في تخصيص أماكن لتعليم القران
الكريم ,وتلقين مبادئ الدين ,وترسيخها .ورغم اختالف العصور واألحداث إال إن التعليم القرآني
سار وفق هدفه التربوي والديني ,ومزال يقوم بذلك بمختلف الوسائل ,والوظائف التي تقوم عليها
المدرسة القرآنية .ولتوضيح ذلك تطرقنا في فصلنا هذا لمعرفة الخلفية التاريخية للمدرسة القرآنية
إضافة إلى التعليم القرآني في الجزائر بمراحله المختلفة ,وعالقته بالتعليم االبتدائي ,ودور المعلم
التربوي للمدرسة القرآنية ,والصفات التي يتحلى بها.
16
المدرسة القرآنية الفصل األول
- 1خليل النحوي ,أفاق الثقافة والتراث ,المنظمة العربية والثقافة والعلوم ,تونس ,1998 ,ص.85
- 2نعيمة إبراهيم ,ا لدور السوسيولوجي للمسجد وعالقته بالواقع االجتماعي للشباب ,المؤتمر العاشر للدورة العالمية للشباب
اإلسالمي ,القاهرة 30 ,شوال 03-ذي القعدة 1427ه ,بحوث المحور الثاني ,ص.513
-3ابن بطوطة ,تحفة النظار في غرائب األمصار ,دار الكتب العالمية ,بيروت ,ط,2002 ,2ص.698
- 4رابح تركي,التعليم القومي والشخصية الجزائرية ,ديوان المطبوعات الجامعية ,ط,2الجزائر,1982,ص.235
17
المدرسة القرآنية الفصل األول
- 1العبيدي التو زري ,إبراهيم ,تاريخ التربية بتونس ,الشركة الوطنية للنشر ,تونس ,ب-ت ,ص.97
-2بن أحمد التيجاني عبد الرحمن,الكتاتيب القرآنية بندرومة 1900الى, 1977ديوان المطبوعات الجامعية ,الجزائر
,1983,ص.13
- 3ابن خلدون ,المقدمة ,مطبعة محمد عاطف ,مصر بدون تاريخ ,ص.416
18
المدرسة القرآنية الفصل األول
2ــ :1المسجد
المسجد هو مكان للعبادة ومدرسة لتعليم الناس القرآن ,والكتابة وتحفيظهم كتاب هللا وهو جامعة
مفتوحة تعقد فيها حلقات و مركز إعالمي لإلسالم وملجأ لمن ال ملجأ له ,كما يعد أكبر معهد
للدراسة .فلم تكن المساجد للعبادة وحدها ولكن كانت تؤدي فيها أعمال مختلفة ,فهي مكان تقام فيه
الصالة وتخطب فيه الخطب وكان محكمة لتقاضي ,والذي بهمنا اآلن أنه كان معهد للدراسة بل
وأكبر مثال على ذلك مسجد عمرو في مصر ,مسجد البصرة ,الكوفة,والحرم المكي ,والمدني
وغيرها من المساجد تقوم مقام المدارس ,والجامعات في هذا العصر(.)1
إن المسجد هو المنزلة الكبيرة والمهمة في اإلسالم باعتباره المقصد األول للعبادة وتعليم القران
الكريم وإقامة حلقات وندوات قرآنية ,كما يؤدي المسجد دور مهم في اإلسالم .
2ــ :2الزاوية
لقد ظهرت هذه المؤسسة نتيجة التخلف و الجهل وانتشار ظاهرة الزهد عن الدنيا ,واالنشغال
باآلخرة .و ظهرت الزوايا على نطاق واسع في المدن والقرى وخاصة في العهد التركي ,والزاوية
بيت أو مجموعة من البيوت بناها بعض الفضالء إليواء الضيوف ,قراءة القرآن وذكر هللا تعالى.
وأهم أعمال الزوايا التربية والتعليم زيادة عن أعمالها الثقافية فإنها كانت مركز للغرباء والفقراء
) 2(.
ومالجئ للمجاهدين ,و والفدائيين أيام الثورة التحريرية الكبرى ضد فرنسا
هي مؤسسة دينية هامة جاءت الهتمام باألمور الدينية واإلشغال باآلخرة بعيدا عن الدنيا نتيجة
لتفادي الجهل والتخلف الذي كان يسود المجتمعات القديمة في الماضي وانتشرت الزوايا على
المستوى نطاق واسع بهدف التربية والتعليم .
2ــ : 3الرباط
الرباط اسم من رابطة مرابطة إذا الزم ثغر العدو وأطلق هذا اللفظ أيضا على بعض الثكنات
العسكرية التي تقام في الثغور,ويحرس المجاهدون فيها الحدود اإلسالمية ,والرابطات هي مركز
تشبه إلى حد بعيد الزوايا في وظائفها االجتماعية والثقافية إلى أن مكان تواجدها يكون قريبا من
مواقع األعداء (الحدود) وال تقتصر الرابطات على مهمة الدفاع عن المواطن ,والحفاظ على تراثه
()3
اإلسالمي بل تقوم أيضا ً بوظيفة التعليم.
و هي شأنها شأن الزاوية إال أنها كانت متواجدة في الحدود للتغلب على األعداء و المحافظة على
حرص الحدود اإلسالمية ،تقوم بوظائف اجتماعية و ثقافية متمثلة في الدفاع عن المواطن و تراثه
اإلسالمي إضافة إلى نشر التعليم.
-1زغلول راغب ,محمد النجار ,أزمة التعليم المعاصر (نظرة إسالمية ) ,مكتبة الفالح ,الكويت ,ط1980 ,1ص.176
-2بن أحمد التيجاني ,نفس المرجع .ص80
-3بوفلجة غياب,التربية ومتطلباتها,ديوان المطبوعات الجامعية ,الجزائر ,1984,ص.27
19
المدرسة القرآنية الفصل األول
2ــ :4المعمرة
هي عبارة عن مؤسسات ثقافية لها شبه بالكتاتيب القرآنية أحيانا و بالزوايا احيانا أخرى و تنتشر
في أرياف الجزائر و قراها الجبلية،يحضر التالميذ من كل الجهات القريبة و البعيدة و أحيانا من
خارج البالد و ينقطعون فيها لحفظ القرآن الكريم و تجويده و ترتيله بصفة أساسية،و لتلقي بعض
)1(.
العلوم األخرى الدينية و اللغوية
هي مؤسسة ثقافية و دينية غالبا ما تكون منتشرة في المدن و القرى يتلقى فيها التالميذ حفظ القرآن
الكريم و تجويده و العلوم األخرى المختلفة.
2ــ :5الكتاتيب القرآنية
ال ُكتّاب بضم الكاف و تشديد التاء موضع تعليم الكتاب و الجمع كتاتيب،و أستعمل أحيانا ابن
سحنون كلمة "مكتب" عوض لفظة "كتاب" ،ويظهر أن كلمة كتاب يقابلها في مناطق أخرى كلمة
"المسيد" في الجزائر العاصمة،و الكتاتيب مراكز صغيرة نسبيا غالبا ما تتضمن حجرة أو
حجرتين مهمتهما األساسية تتمثل في تحفيظ و تعليم القرآن الكريم للصبيان و قد تكون ملحقة
بمسجد كبير.
وقال ابن باريس في هذا الشأن":إن التعليم المسجدي في قسنطينة كان قاصرا على الكبار ولم يكن
للصغار إلى الكتاتيب القرآنية فلما يسر لي هللا االنتساب للتعليم سنة 1913جعلت من حملة دروسي
من حملة دروسي تعليم صغار الكتاتيب القرآنية بعد خروجهم فكان ذلك أول عهد للناس بتعليم
()2
الصغار.
فالكتاتيب هي عبارة عن مؤسسة تربوية تعليمية تضم حجرة أو حجرتين,غالبا ما تكون ملحقة
بالمساجد وهي مكان رحيب لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم األطفال القراءة والكتابة ,وتلقين قيم الدين
ّ
اإلسالمي.وان المتتبع لتاريخ الكتاتيب يرى أن مراكز تحفيظ القرآن كانت مستقلة عن مراكز تعليم
القراءة والكتابة ,الحساب ,وغيرها من العلوم .
2ــ :6المدرسة القرآنية
تعتبر المدرسة القرآنية مرحلة متقدمة من تطور المؤسسات التربوية ,لقد ظهرت المدرسة في
()3
الجزائر متأخرة نسبيا ,و بقيت المساجد والكتاتيب ودور العلماء في مراكز النشاطات العلمية.
عرف العالم اإلسالمي في مختلف الحقب الزمنية نظاما تعليما بمختلف مؤسساته التربوية التي
شاهدتها المدرسة القرآنية ,وهي مؤسسات التي كانت تعنى بتحفيظ القرآن الكريم وتلقين مبادئ
الدين اإلسالمي وقيمه .فالمدرسة القرآنية هي مؤسسة علمية وتربوية كان التعليم فيها ومزال
مرتكزا أساسا على تحفيظ النشء لكتاب هللا ومساعدة المتعلم على تعلم القراءة ,الكتابة ,الحساب,
األخالق ,وترسيخ أصول الدين والقيم اإلسالمية.
:3التعليم القرآني في الجزائر
3ــ:1التعليم القرآني في الجزائر قبل االحتالل
كان التعليم بصفة عامة في الجزائر قبل االحتالل يعتمد على التعليم القرآني ويرتكز في
الكتاتيب التي كانت تمارس عملية التثقيف ,واإلعداد والتربية إضافة إلى المساجد ,والزوايا التي
تقوم على أساس الدراسات الدينية واللغوية وقليال من الدراسات العملية .حيث كان آنذاك عدد كبير
من المساجد والتي عرفت انتشارا كبيرا والعناية الكافية بفضل جهود األفراد والمؤسسات الخيرية
,حيث كان األولياء هم الذين يسهرون على تعليم أطفالهم وإرسالهم إلى ال ُكتاب ,وتعليم المبادئ
العامة للدين وحفظ القرآن الكريم ,وكذلك تعلم بعض العلوم العلمية كالحساب ,وكان هدف التعليم
فيه غرض ديني بالدرجة األولى )1(.أي أن القرآن كان الركيزة األساسية للتعليم االبتدائي ألن
التعليم بها بسيط ,و بفضل تلك الكتاتيب كانت األمية قليلة االنتشار بالقطر الجزائري ذلك أن
المساجد ,والزوايا كان يشرف عليها شيوخ أصحاب علم ونزاهة.
ويظهر أن حركة التعليم في الجزائر قبل االحتالل كانت أكثر انتشارا وأحسن حاال ,ولقد انتشرت
المعاهد العلمية والتربوية عبر أنحاء الوطن قبل االحتالل منها :الجزائر ,قسنطينة ,تلمسان ,
وبجاية التي كانت تتمثل في المساجد الكبرى ,والزوايا المعروفة والتي كانت مشهودة بالعلم
والعلماء وكثرة الطالب ,والمكتسبات حيث لعبت دورا هاما في نشر التعليم القرآني كحركة نشيطة
() 2
في كافة األوساط الجزائرية .
لقد كان التعليم القرآني في الجزائر قبل االحتالل أكثر انتشارا عبر مختلف المساجد والزوايا
المعروفة في الجزائر إضافة إلى كثرة طلبة العلم والعلماء المهتمين بنشر التعليم في كافة األواسط
مما نتج عنه قلة انتشار األمية في تلك الحقبة.
-1أ بو القاسم سعد هللا ,تاريخ الجزائر الثقافي ج ,1الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ,الجزائر ,1981 ,ص315-314
-2رابح تركي ,الشيخ عبد الحميد بن باديس ,المؤسسة الوطنية للكتاب ,الجزائر ,ط ,4ص.125
21
المدرسة القرآنية الفصل األول
أخرى معه ثم إنشاء المدارس إلى جانبه وتعنى بها المدارس الفرنسية ذات الطراز العصري
والبرنامج العلمي ,والمنهج المتطور )1(.حيث كان الهدف من هذا التعليم تحويل الغرض األصلي
وجعل تلك المدارس التي كانت مخازن أو دكاكين أو إعطائها إلى الجمعيات الفرنسية وذلك تطبيقا
للقوانين والمراسيم التي فرضتها السلطة الفرنسية االستعمارية من أجل القضاء عليه ,وبالتالي
القضاء على الشخصية العربية المسلمة ,ورغم اإلغراءات التي قدمتها المدرسة الفرنسية إالّ أن
الجزائريين رفضوا إرسال أبنائهم إلى تلك المدارس واعتبروها مدارس غربية عنهم وعن ثقافتهم
حيث ساهمت بعض الجمعيات في استمرارية التعليم الكتابي خالل هذه الفترة االستعمارية
مثل:جمعية العلماء المسلمين بقيادة عبد الحميد بن باديس ,ويقرر الباحثين أن عدد الكتاتيب
()2
القرآنية في الجزائر سنة 1956-1931م كانت نحو 5000كتاب قرآني.
لذا فإن التعليم القرآني بالجزائر أثناء االحتالل على الكثير من قبل السلطات ,والمستعمر الفرنسي
ولكن صمود الجمعيات اإلسالمية ورجال الدين تحدى األثر الذي جاءت من أجله السلطة الفرنسية
وتمت المحافظة على التعليم القرآني لوقتنا الراهن.
كان التعليم القرآني في العهد االستعماري يقوم بدون الحفاظ على الشخصية الوطنية لكون
اللغة العربية وتعليم القرآن الكريم كان مفقودين في المدرسة الفرنسية االستعمارية ,وبعد
االستقالل أصبحت اللغة العربية رسمية في جميع المدارس ,و المعاهد وتقلص بذلك دور هذا
التعليم نظرا لقيام هذه المدارس بالمهمة التي كانت عليها ,وقد تحولت المدارس القرآنية التي
)3(.
ورثت في معظمها عن جمعية العلماء المسلمين على وزارة التربية الوطنية
فقد كان التعليم القرآني في هذه الفترة يمس بالخصوص عقل وشخصية الطفل والعمل على توجيه
تفكيره ,وإعداده إعدادا جيدا ليكون عضوا صالحا لنفسه,و مجتمعه ككل ,ومن هنا تجدر اإلشارة
إلى الدور الذي يلعبه التعليم القرآني في تربية األطفال وذلك بتحفيظ القرآن الكريم وغرس العقائد
في أنفسهم ,والعادات الحسنة في تكوينهم الروحي,واألخالقي إلى جانب ذلك ينمي لدى الطفل
الثروة اللغويّة ,والعملية التي تجعله أثر استعدادا للدخول المدرسي الرسمي,وبالتالي كان وال يزال
التعليم القرآني يسعى إلى تحقيق أهداف أسمى ,وأعلى لتكوين شخصية الطفل ,و الحفاظ على
الثقافة العربية اإلسالمية للطفل تقوم على أساس مقومات الشخصية الجزائرية وتهدف إلى ما يلي:
3ــ3ــ: 1الحفاظ على اللغة العربية :
-فاللغة العربية هي اللغة الوطنية ألفراد المجتمع الجزائري تلعب دورا كبيرا في تماسكهم
االجتماعي.
-1أبو القاسم سعد هللا ,تاريخ الجزائر الثقافي ج ,3دار الغرب اإلسالمي ,الجزائر ,ط , 1998 ,1ص .36
-2أحمد توفيق المدني ,جغرافيا القطر الجزائري ,دار المعارف ,القاهرة ,ط ,1962 ,3ص.213
-3رابح تركي ,التعليم القومي والشخصية الجزائرية ,ديوان المطبوعات الجامعية ,الجزائر ,1982 ,ص.114
22
المدرسة القرآنية الفصل األول
- 1عطية بن عبد السالم,مرية تاوتي ,خديجة الكر,دور المدرسة القرآنية في إعداد الطفل لدخول مرحلة التعليم االبتدائي ,مذكرة
تخرج لنيل شهادة الليسانس,جامعة زيان عاشور الجلفة,2011,2010,ص.41
-2رابح تركي ,أصول التربية والتعليم ,ديوان المطبوعات الجامعية ,الجزائر ,ط ,1990 ,2ص.213
23
المدرسة القرآنية الفصل األول
إصالح الكثير من العادات والتقاليد القديمة وإلى حد الساعة يعتبر الكتاب من أقدم البيوت اإلسالمية
()1
وأطولها عمرا ،وامتد تأثيرها إلى الكثير من المساهمات في العطاء الفكري والحضاري.
إن النظر إلى تاريخ التعليم القرآني في الجزائر في الحفظ ,الدرس,التحصيل ,والموضوعات التي
يحويها يعود بنا إلى ماض بعيد حيث كان الكتاب يقوم ما تقوم به المدرسة اليوم ,وذلك يمكن القول
أن األسلوب الذي كانت تتبعه الكتاتيب و المساجد و زواياها يومئذ هو أسلوب يكاد يكون موحدا ً
من حيث النظم,والخطط ,والمناهج ومنها:
-1أن يلتحق التلميذ أو الصبي بالكتاب كمستمع لمدة أسبوع أو أسبوعين حتى يعتاد على الوقت,
ويستأنس مع زمالئه ممن هم في سنه.
-2يبدأ الشيخ بتحفيظه بعض السور القصيرة كسورة اإلخالص ,والفاتحة ,الكوثر مصاحبة
بالترديد الجماعي.
-3التسطير على اللوح ,ويكون ذلك بقلم جاف يخط به الشيخ مجموعة من الحروف الهجائية,
والتلميذ يتبعها.
-4بعد حفظه للحروف الهجائية ينتقل به إلى مرحلة موالية هو المناسب منها كلمات لتعلم النطق بها
مجموعة قراءة وكتابة.
-5أن يتعود الطالب على ذلك حتى ينتقل به الشيخ إلى الصفوف األولى ممن يعتمدون على أنفسهم
في التلقي أثناء الكتابة على اللوح ,وهكذا حتى يصبح التلميذ حراً في االعتماد على نفسه في كتابه
اللوحة ويبقى يربطه بالشيخ مراجعة اللوحة بعد االنتهاء من كتابتها.
-6اعتماد التلميذ على نفسه بعد أن يأذن له الشيخ بذلك.
-7بعد ختم التلميذ للقرآن الكريم مرات عديدة وحفظه بشروطه و لوازمه حتى يصبح من المقربين
للشيخ ,فيقدمه لصالة التراويح في أيام رمضان ,والكثير من أوقات الصالة وأثناء غيابه يعتمد
عليه.
-8ينتقل الطالب مرة أخرى للمسجد للتبرك على يد شيخه لتكون بذلك خاتمة حفظه للقرآن الكريم.
لقد أثبت ت الدراسات بأن هذا المنهج التعليمي للكتاب في حفظ القرآن الكريم وإعداد الطالب يقوم
على إدراك التعليم الديني بمواده األولية.كالنحو,الصرف,علوم الشريعة,وأصول الدين.وحيث كان
الشيخ والفقيه يدرس في كثير من المواد العلمية كالتفسير و تاريخ التشريع ,والحديث وغيرها من
اآلداب ,والعلوم كان المشايخ رحمهم هللا يحللون الحرف والكلمة كما هو حال الخبرات والتجارب
()2
المدرسية والدراسات الجامعية اليوم.
-1الملتقى الوطني للزوايا ,دور الكتاتيب القرآنية والزوايا وعالقاتها بتحفيظ القرآن الكريم ,منشورات مديرية الثقافة ,معسكر,
يومي 28-27جوان ,2007ص. 28
-2الملتقى الوطني للزوايا ,المرجع السابق ,ص.30-29
24
المدرسة القرآنية الفصل األول
25
المدرسة القرآنية الفصل األول
- 1وزارة الشؤون الدينية ,رسالة المسجد مقال حول التعليم القرآني في الطور التمهيدي 4,أفريل ،2009الجزائر،ص.73
-2رشيد ميموني,البعد االجتماعي في القرآن ,مخبر علم اجتماع االتصال,جامعة متنوري ,قسنطينة,الجزائر،2009,ص189
26
المدرسة القرآنية الفصل األول
من العقل,والخيال والشعور معا...سواء كان يأمر أو ينهي أو يخبر أو يقص أو يعلم أو يشرع أو
()1
يُحدث عن غيب أو يحذر من عذاب»
وعلى أساس األهداف التعليمية للمدرسة القرآنية تتضح أهميتها في توضيح المعاني و ترسيخها
لدى الناشئة بشكل يسمح بتبني القيم االيجابية في المجتمع.
- 1عمارة كريمة,حباس صفية ,المؤسسات الدينية والتحصيل الدراسي ,مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر ,جامعة
مستغانم,2016,2017,ص.22
-عبد الرحمن ابن خلدون ,نفس المرجع,ص 3392
29
المدرسة القرآنية الفصل األول
ولقد كان المعلم وسيظل دائما العمود الفقري للعملية التربوية والتعليمية,فهو العنصر الفعال في بناء
عمليتي التعليم والتعلم لدى التلميذ.و رسالة المعلم هي رسالة روحية تربوية نبيلة متوارثة من
األنبياء والرسل,وال يمكن تحقيق العلمية التعليمية الصحيحة لدى المتعلمين إال إذا ّ أعدادنا معلما
مؤهال تأهيال تربويا وعلميا من أجل تهيئة األجواء التعليمية للتالميذ ولهذا ,ولتحقيق دور المعلم
الناجح يجب أن يتلقى معلم القرآن الكريم تكوينا بيداغوجيا بنظريات التعلم التربوية وتطبيقاتها في
2
مجال التدريس بهدف نجاح العملية التعليمية.
-بما أن شخصية المعلم لها تأثير قوي في عقول ونفسية التالميذـــ خاصة وهم في سن صغيرة ـــ
بما تحمله من صفات و مقومات وآداب سلوكية تصدر عن المعلم فإن هذا يجعل من التالميذ
يطمحون لإلقتداء بصفات معلمهم ,وعلى هذا األساس يتميز معلم المدرسة القرآنية بمجموعة من
الصفات التي يجب مراعاتها عند اختيار معلمي المدارس القرآنية لتقويمهم ,ومن أبرز هذه
الصفات مايلي.
أوال :الصفات الفطرية لمعلم المدرسية القرآنية.
إن سالمة العقيدة هي من أولى الصفات التي يجب أن يتصف المعلم -1سالمة االعتقاد (العقيدة)ّ :
«كأن يكون ملتزما بالفرائض والواجبات وأن يأتي بالنوافل والمستحبات و أن يكون مجتنبا
للمحرمات ومبتعدا عن المكروهات و أن يكون مراقبا لربه في سره وعال نيته راجيا ثوابه خائفا
من عقابه». 3
وتأتي أهمية هذه الصفة لمعلم القرآن كونه قدوة للتالميذ وناقال للمعرفة والمعلم لكتاب هللا تعالى
وهذا يقتضي وقوف المعلم على محارم هللا وتجنب نواهيه ,ويستدعي إقباله على طاعة هللا تعالى
وتمسكه بآداب الشريعة وتعاليم الدين اإلسالمي وتربية التالميذ تربية متوازنة.
1
ـــــــ رواه ابن ماجه ,من حديث عبد هللا بن عمرو,برقم .229
2
-الملتقى الوطني للزوايا ,مرجع سابق,ص.77
3
-الملتقى الوطني للزوايا,نفس المرجع,ص.64
30
المدرسة القرآنية الفصل األول
إن اإلخالص من أعظم أعمال القلوب وهو سر عظيم بين العبد وربه, _2اإلخالص وصحة المقصدّ :
1 ص ِد َو َّ
الطا َع ِة». س ْب َحانَهُ ِبالقَ ْ ُّ
الحق ُ ويعد من الصفات األساسية لعلم القرآن ويعرف بأنه « ِإ ْف َرادُ
ي أﹶنَّ َما ِإلَ ُه ُك ْم ِإلهٌ َو ِ
احد ٌ فَ َم ْن َكانَ َي ْر ُجوا ِلقَا َء َر ِبّه قال تعالى ﴿:قُلﹾﹾ ِإنِّما أﹶنا بَش ٌَر ِمثلُ ُك ْم يُو َحى ِإل َّ
2
ص ِل ًحا َوالَ يُ ْش ِركُ بِ ِعبَادَةِ َربِّ ِه أَ َحدَا ﴾.
فَ ْليَ ْع َم ْل َع َمالً َ
-و ال شك تعليم القرآن في الكتاتيب من أعظم القرب التي يتقرب بها العبد إلى هللا تعالى ,وعلى
معلم القرآن الكريم أن يلخص عمله وان يتطهر من األغراض الدنيويّة حتى يوفق في عمله
التربوي وينتفع بثمرة ما يعلم في نفسه وفي غيره.
-وقد أشار العلماء في مسالة اخذ األجر على تعليم القرآن إلى ضرورة حسن النية ,الصحة
َ َّ 3
للَا».
اب ِ والمقصد ,وذلك مصداقا لقوله صلى هللا عليه وسلم «إِ َّن أَ َح َّق ما َ أ َ َخ ْذت ُ ْم َعلَ ْي ِه أ َ ْجرا ً ِكتَ َ
و لهذا فإنه حين يصلح معلم القرآن نيته .يتحول عمله إلى عبادة ويثاب عليها أجرا ويحقق أهدافا
تربوية للمدرسة القرآنية .
-3حسن الخلقّ :
إن حسن خلق المعلم من وسائل التأثير لدى المتعلمين ألن المعلم يساعد تالميذه على
تعلم كتاب هللا وحفظ ه,أما سوء خلق المعلم فيؤدي بهم إلى التسرب وعدم اإلقبال على التقدم في
صدق
الحفظ والمراجعة ,لذلك ينبغي على المعلم أن يتميز بالخير في أخالقه والبر في أعماله,و ال ّ
4
في أقواله فقد قال األعمش«:كان النّاس يتعلمون من الفقيه كل شيء حتى لباسه ونعليه».
يظهر أن جوانب حسن الخلق متعددة فتتمثل في صفة التواضع والوفاء بالعهد ,الصبر ,األمانة,
الشكر,الصدق والكرم وغيرها من الصفات الحسنة التي تعد ذات أهمية بالغة في العمل التربوي
داخل المدرسة وإن انعدام هذه الصفات لدى معلم القرآن يؤدي بالضرورة إلى فشل العمل التربوي
داخل المدرسة القرآنية.
إن العدل بين المتعلمين مطلب شرعي وتربوي أمر هللا تعالى به فقال -4العدل بين المتعلمينّ :
َاء َوا َ ْل ُم ْن َك ِر َواَ ْلبَ ِغي ِ
ِي ْالقُ ْربَى َويَ ْن َهى َع ِن اَ ْلفَ ْحش ِ
ان َو ِإ ِيتَآئِي ذ ْ
س ِ للَاَ يَأْ ُم ُر ِبال َع ْد ِل َو ِ
اإل ْح َ سبحانهِ ﴿ :إ َّن ْ ِّ
يَ ِع ُ
ظ ُك ْم لَعَلَ ُك ْم تَذَ َك ُرون ﴾.
ْ 5
وعلى هذا المبدأ يكتسي المعلم والمتعلم أفضل الثمرات المعرفية والسلوكية ,فعلى المعلم أن يكون
عادال مع طالبه فال يميز بينهم أحدا على األخر حتى ال يكون ضغينة بينهم ,فقد ورد عن مجاهد
6
صبية ُكتِ َ
ب من الظالمين ». قال «:المعلم إذا لم يعدل بين ال ّ
-ويظهر عدل المعلم داخل المدرسة القرآنية فيما يلي:
1
-ابن القيم,تحقيق محمد حامد الفقهي ,مدارج السالكين ,دار الفكر العربي,بيروت,1972,ص.91
2
-القرآن الكريم,سورة الكهف ,آية.110
3
-ابن ماجة,سنن ابن ماجة ,فضل العلماء على طلب العلم ,المكتبة اإلسالميةج,1ص.88
4
-ابم مفلح,اآلداب الشرعية والمنح المعية,مكتبة ابن تيمية ,القاهرة,ج,2ص.129
5
-القرآن الكريم,سورة النحل,أية .90
6
-ابن مفلح,مرجع سابق ,ص.181
31
المدرسة القرآنية الفصل األول
- 3علي بن إبراهيم الزهراني,مهارات التدريس في الحلقات القرآنية ,دار بن عفان,المملكة العربية السعودية,ط، 1،1977ص.196
32
المدرسة القرآنية الفصل األول
لكي يزاول المعلم مهمته التربوية في المدارس القرآنية أو غيرها من مؤسسات التربية يجب
مراعاة الصفات التالية عند اختيار المعلم ,حيث يقول الراغب األصفهاني « :تعلم العلم صناعة من
1
أشرف الصناعات ,فهو من وجه صناعة ومن وجه عبادة ».
-1ينبغي أن يحمل المدرس تالوة القرآن الكريم تالوة مجودة وحفظا كامال أو كامال أو على األقل
جزءا كبيرا منه.
-2يجب أن يكون للمدرس رغبة ذاتية في التدريس ,بحيث ال يقوم بها وهو غير راغب في ذلك.
-3أن يكون المدرس منتظما في مواعيده عديم الغياب حريصا على المجيء قبل بدء الدراسة
والخروج بعد الطلبة.
4ــــ الخبرة التربويةّ .
إن المعلم لديه خبرة تربوية سواء اكتسبها من العمل الميداني التربوي أثناء
ممارسته التدريس في المدارس القرآنية أو التعليم العام ,يكون أكثر فعالية وعطاء من الذي ال
يمتلك هذه التجربة لذلك ينبغي على المعلم أن يكتسب هذه الخبرة ألنها ليست فطرية وإنّما تكتسب
بالممارسة واإلطالع على األساليب والطرق التربوية التي تسهم في نجاح التعليم.
رابعا :الصفات لخارجية لمعلم المدرسة القرآنية.
بما أن شخصية المعلم الخارجية لها تأثير تربوي على سلوك المتعلمين فإنه على المعلم أن يكون
ذا هيئة مقبولة ومعتدلة ,ويظهر في صورة حسنة سواء في مظهره أو أفعاله أو أقواله ومن بين
الصفات مايلي:
-1حسن الشكل والمظهر :لقد أكدت التربية اإلسالمية على النظافة والتجمل ألن ذلك ما يتميز به
2
المعلم المسلم من المظهر الحسن ,والملبس النظيف والرائحة الزكية ,التطيب.
-2البشاشة واالبتسامة الصّادقة :حث المنهج اإلسالمي على السلوك التعاملي فقال صلى هللا عليه
صدَقَة » , 3حيث أشار الحديث إلى أن البشاشة والتعامل من القواعد س ُمكَ فِي َو ْج ِه أ َ ِخيكَ َ
وسلم «:تَبَ ُ
التربويّة النبويّة الواجب إتباعها أثناء التعليم والتعامل في المدارس القرآنية.
-3سالمة النطق وحسن البيان :مما الشك فيه أن سالمة النطق وحسن صفة هامة وشرط ضروري
للمعلم بصفة عامة ومعلم القرآن بصفة خاصة ألن التعليم القرآني يقوم على التلقين وفقدان هذه
الصفة يُخل بالعملية التربوية والتعليمية داخل المدرسة ,ولهذا كان من الشروط التي اشترطها
المربون المسلمون في العلم « سالمة اللغة وحسن البيان واإللمام بقواعد التي تمكنه من العلم حتى
بال نسبة لمعلم الصبيان الصغار ومقرئ القرآن لم يعفوه من شرط سالمة اللغة واإللمام بالقواعد
واألحكام األساسية لتجويد القرآن الكريم و قراءته ورسمه » 4.إنه وبدون هذه الصفات والخصال
الحميدة والحسنة ,ال يستطيع معلم القرآن أداء رسالته التربوية والتعليمية على أكمل وجه من دونها
ال يمكن أن تقوم العملية التربوية بالعطاء الجيد الذي يؤثر تأثيرا ايجابيا في نجاح طالب العلم .
- 1عبد العلي الجسماني,سيكولوجية الطفل المراهقة ,دار العربية للعولمة ,بيروت,ط,1994 ,1ص.109
34
المدرسة القرآنية الفصل األول
وتحمل المسؤولية واالنجاز والمشاركة وتقدير الحرية والعمل 1.وإلى جانب هذا فهي تعمل على
تلقين الطفل مبادئ القرآن الكريم وحفظه ومحاولة إكسابه شخصية إسالمية بحتة.
وكان إلزاما على المدرسة أن تدرس خلفيات األطفال الوافدين إليها من مختلف األماكن وقدرتهم
الذهنية و إمكاناتهم االستيعابية,و حدودهم وطاقاتهم وتنظر في البرامج التربوية المختلفة التي
تلقوها في المدرسة القرآنية وتعمل على تقديم الجديد لهم بناءا على ترسيخ القديم وتثبيته وتدعيمه
بطرق ووسائل جديدة ومتنوعة ,هذا دائما في إطار منهج مدرسي محدد حيث يرى عبد اللطيف
إن المنهج المدرسي يدل على مجموع الموضوعات المختلفة والمحددة للدراسة في كل إبراهيمّ «:
المواد,وبهذا المعنى يصبح المنهج مجموعة الموضوعات المقررة على التالميذ وبناء عليه يصبح
2
لكل مادة منهجا مبنيا حسب المستويات الدراسية ».
لهذا فإن المنهج الدراسي يجب أن يكون على أساس قدرات وإمكانية الطفل وعلى أساس ما تلقاه
الطفل في التعليم ما قبل المدرسي أي المدرسة القرآنية ,فمثال المنهاج المدرسي يجب أن يتبع في
تعليم الطفل لآليات القرآنية وما درسه سابقا في المدرسة القرآنية من الفاتحة إلى الضحى حتى
يستطيع الطفل استرجاع خبراته السابقة وذاكرته وحفظه لآليات ,وعلى هذا األساس فإن دور
المدرسة القرآنية مكمل لما تقدمه المدرسة االبتدائية باعتبارها نقطة االنطالق وفي نفس الوقت
مكملة لما يتلقاه الطفل في مرحلة التعليم ما قبل المدرسي أي المدرسة القرآنية .
خالصة:
يتضح مما جاء في فصلنا هذا أن الخلفية التاريخية للمدرسة القرآنية مرت بعصور مختلفة
من أجل تأكيد دورها الديني ,والتربوي في تنشئة الطفل وبناء مجتمع مسلم عن طريق ترسيخ قيمه,
ومبادئ الدين اإلسالمي ,والمحافظة عليه ,كما مر التعليم القرآني في الجزائر بمراحل مختلفة قبل
وأثناء وبعد االحتالل ,إال ّ
أن هدفه الديني والتربوي ال يزال قائما عبر ما تقوم به المدرسة القرآنية
من دور هام في المجتمع بوظائفها المتبعة ,وانتقائها المعلم الناجح على أساس صفاته الضرورية
التي تمكن من العملية التعليمية بطريقة دينية ومنهجية قائمة على أساس صحيح.
- 1عدلي سليمان ,الوظيفة االجتماعية للمدرسة ,دار الفكر العربي ,القاهرة ,ط ,1996 ,2ص.122
- 2عبد اللطيف إبراهيم ,المناهج أسسها و تنظيمها وتقويم أثرها ,مكتبة مصر ,1976 ,ص.27
35
المدرسة القرآنية الفصل األول
36
الفصل الثاني:
القراءة
القراءة الفصل الثاني
تمهيد.
- 1مفهوم القراءة
- 3أهمية القراءة
- 4أنواع القراءة
خالصة
تمهيد:
إنه ومما الشك فيه أن القراءة أكبر نعمة من نعم هللا التي أنعم بها خلقه ,وكانت أول ما نطق به
الحق ونزله على رسوله الكريم صلى هللا عليه وسلم في قوله تعالى ّ
عز وج ّل ﴿ اِق َرأ بِاس ِم َربِكَ ّ
اَل ِذي ِ َخلَق َخلَقَ ﴾ .ولعل اآلية الكريمة أكبر دليل على أهمية القراءة وقيمتها الكبيرة باعتبارها
األساس الذي تقوم عليه الحضارة اإلنسانية وتقدمها,فهي إحدى المهارات اللغوية األساسية التي
ينبغي أن يمتلكها الفرد ألنها الوسيلة إلحداث عمليتي التعليم والتعلم ,والحصول على المعرفة
وتكمن أهميتها في كونها غاية ووسيلة في نفس الوقت ,غاية كل تلميذ في امتالك القدرة على
القراءة كمادة مستقلة ووسيلة كونها مفتاح الفهم واالستيعاب .
46
القراءة الفصل الثاني
وللتعرف أكثر على ما تحمله هذه المهارة من غايات تطرقنا في هذا الفصل إلى عرض مفهوم
العام للقراءة ونشأته ,وبيان أهميتها واألنواع المختلفة لها ,إضافة إلى تحديد العوامل المؤثرة في
تنمية القدرة على القراءة ,وطرق ,ومراحل تعلمها.
:1مفهوم القراءة
1
-يعرف القاموس الجديد القراءة على أنها « النطق بالمكتوب وإلقاء النظر عليه ومطالعته ».
-وتعرف القراءة في االصطالح بأنها عملية استخراج المعنى من الكلمات المطبوعة أو المكتوبة
وهي أساسية في التعليم وتعد إحدى المهارات المهمة في الحياة اليومية .كما تعتبر مفتاح لكل أنواع
المعلومات حيث تمكننا من معرفة كيف نبني األشياء أو نصلحها ,ونستمتع بالقصص وتكتشف ما
2
يؤمن به اآلخرون ونعمل خيالنا ونوسع دائرة اهتمامنا ونطور أفكارنا,و ومعتقداتنا الخاصة .
-القراءة هي عملية تحويلية يناقش فيها القارئ المعنى ,و آليات المقروءة لفهمه أو تفسيره أثناء
القراءة إذ ال يتجه المعنى من الصفحة إلى القارئ وبدال من ذلك تتضمن القراءة المناقشة للنص
عن طريق عوامل متعددة مثل معرفة القارئ المتعلقة بالموضوع ,وغرض القارئ من القراءة للغة
3
المجتمع الذي يعود إليه ثقافة وتوقعات القارئ من القراءة من منطلق الخبرات السابقة.
وجاء في تعريف أخر أن « :القراءة نشاط عقلي فكري يستند إلى مهارات آلية واسعة تقوم على
االستبصار و الفهم وتفاعل القارئ مع النص المقروء و يدخل في ذلك الكثير من العوامل تهدف
إلى ربط لغة التحدث بلغة الكتابة أي نطق الرموز وفهمها وتحليل ما هو مكتوب ونقده والتفاعل
معه ,و اإلفادة في حل المشكالت واالنتفاع به في المواقف الحيوية والمتعة النفسية بالمادة المقروءة
1
».
-عموما تعد القراءة أهم مادة من المواد الدراسية الرتباطها بكل المواد ,فهي تؤدي دورا هاما في
تحقيق أهداف العلم ,والتربية ,واكتساب ما ينمي اتجاهات المتعلم وتزويده بملكة التفكير المنطقي
السليم ,كما تعتبر القراءة عملية أساسية في التعليم تحمل تعريفات متعددة ومختلفة ,ولكن معناها
اتجاه واحد يصب في كون القراءة عملية لفكيك الرموز المكتوبة والنطق بها سواء كانت جهرا أو
صمتا ,لذلك فإن القراءة تعد من المهارات الضرورية في الحياة اليومية,وهي بمثابة المفتاح,
والموجه األساسي الكتساب المعلومات والمعارف التي يستند إليها الفرد في مسايرة واقعه ومعرفة
األهداف التي يرمي إليها موضوع القراءة .
:2نشأة وتطور مفهوم القراءة
إن االمتداد الزماني جعل من القراءة وسيلة ضرورية من وسائل المعرفة التي ال يمكن للمرء
االستغناء عنها قديما وال حديثا ,ويعود الفضل في ذلك إلى اإلنسان الذي كان يعتمد على الصور,
والرموز كوسيلة إلرسال الرسائل وتدوين األحداث .بيدا أن االنتقال من استخدام الصور إلى
استخدام الحروف التي تمثل أصوات معينة قد تم بطريقة بطيئة وذلك « نتيجة لجهود بشريّة
2
عظيمة بذلت على مر العصور حتى بلغت القراءة ما هي عليه اآلن ».
-لقد كان اإلهتمام بالقراءة قديما يرتكز على ترجمة ما وقعت عليه العين من رسم الحرف إلى
صوت أي النطق به دون اإلهتمام بتفسير المعنى الذي يرمي إليه بمعنى نطق األلفاظ والعبارات
بصوت مسموع بعض النظر عن فهم المقروء و إحساس السامع به ,فما دام الفرد ينظر إلى
الرموز الكتابية فيترجمها ألفاظ ويركب بها جمال وعبارات ويحافظ على بنية الكلمات حين ينطق
بها فهو قارئ وترتفع درجة إجادته ـــ إتقانه ـــ للقراءة كلما أجاد النطق ,ومن ثم يرتفع في نظر
3
معلمه ويستحق التقدير».
وفي مستهل القرن العشرين كان يقول الدكتور محمود رشيد خاطر «:مفهوم القراءة ال يتعدى
تعرف الحروف ,والكلمات ,والنطق بها فحين كان المعلم يعلم تالميذه القراءة كان يوجه اهتمامه
إلى تعليمهم هاتين الناحيتين :أن يعرفوا الحروف والكلمات ,وأن ينطقوا بها » .ال يكاد يتعدى ذلك
أي أن مفهوم القراءة كان محصورا في دائرة ضيقة حدودها اإلدراك البصري للرموز المكتوبة
والتعرف والنطق بها ,وكان القارئ الجيد هو القارئ السليم في األداء.
-وفي العقد الثاني من القرن العشرين بدأت األبحاث العلمية تتناول القراءة ,وقام Thorondike
بسلسة من األبحاث على أخطاء التالميذ الكبار في فقرات وخرج من هذه األبحاث بنتيجة كان لها
ثر بعيد في انتقال مفهوم القراءة على أنها ليست ميكانيكية بحتة يقتصر األمر فيها على مجرد
التعرف والنطق بل أنها عملية معقدة تماثل جميع العمليات التي يقوم بها اإلنسان وهو يحل المسائل
الرياضية فهي تستلزم الفهم ,والربط ,واالستنتاج ونحوها ومن ثم بدأت العناية في تعليم القراءة
الصامتة لمعرفة طبيعة العمليات العقلية التي يقوم بها اإلنسان في أثناء القراءة.
- 1كريمان بدير ,أملي صادق ,تنمية المهارات اللغوية للطفل ,عالم الكتب للنشر والتوزيع ,القاهرة ,2009 ,ص.90
- 2حابس العوامله ,مهارات تعليم القراءة والكتابة لألطفال ,دار وائل للطباعة والنشر ,عمان,ط,2004 ,1ص.14
- 3فهد خليل زايد,استراتيجيات القراءة الحديثة ,دار يافا للنشر والتوزيع ,عمان,ط,2006 ,1ص.12
48
القراءة الفصل الثاني
وباجتماع هذين العنصرين نشأ النقد كعنصر ثالث للقراءة ,واتجهت األنظار إلى العناية بالنقد
لتمكين القارئ من الحكم على ما يقرأ واألخذ منه بما يقبله عقله.
وفي العقد الثالث من هذا القرن انتقل مفهوم القراءة انتقاال جديدا حيث أصبح يعتبر أسلوبا من
أساليب النشاط الفكري في حل المشكالت ,ثم يأخذ اإلنسان في القراءة لحل هذه المشكلة ويقوم في
أثناء ذلك بجميع االستجابات التي يتطلبها في حل هذه المشكلة من عمل وانفعال وتفكير ,ولذلك
فتعلم القراءة اآلن يجب أن يقوم على اإلبعاد األربعة التي ترتكز عليها من أجل الوصول إلى
1
القراءة الهادفة ,والصحيحة من :التعرف ,النطق ,الفهم ,النقد ,الموازنة ,وحل المشكالت.
مرت القراءة بمجهودات بشرية عظيمة عبر مختلف العصور لتصبح عملية فعالة في تفسير
األحداث بواسطة تفكيك الرموز ,وإرسال الرسائل وتدوينها ,وكان ذلك في القدم يعتمد على ترجمة
ما تقع عليه العين من رسم الحرف إلى أصوات والنطق بها وسارت هكذا إلى أن توصلت إلى
تفسير المعنى الذي يرمي إليه رسم الحرف عبر عقود مختلفة إلى أن أصبحت القراءة أسلوبا من
أ ساليب النشاط الفكري الذي يعتمد على أبعاد األساسية بهدف الوصول إلى المعنى الصحيح
والهدف من القراءة من خالل التعرف على شكل الحرف والكلمة والجملة ,والنطق بها وفهم معناه
المقصود ,ونقده إذا تطلب ذلك من أجل الموازنة وحل المشاكل اليومية بانفعال مع ما هو مقروء
والتفكير فيه.
:3أهمية القراءة
للقراءة أهمية كبيرة في حياة الفرد ,والمجتمع فالنسبة للفرد لها أهمية خاصة إلى الطفل ولها
أهمية بالنسبة إلى األفراد عامة .ويتجلى ذلك في:
3ــ: 1أهمية القراءة بالنسبة للطفل :
-تبرز أهمية القراءة بالنسبة للطفل في كونها :توسع خبراته و تفتح أمامه أبواب الثقافة ,وتحقق
التسلية والمتعة ,وتهذب مقاييس التذوق و تساعد على حل المشكالت كما أنها تسهم في اإلعداد
العلمي للطفل وتساعده على التوافق النفسي ,واالجتماعي .وللقراءة دور كبير في تحديد مالمح
شخصية الطفل ,ولذلك يقول رشيد طعيمةّ « :
إن للقراءة دورا في حياة األطفال ال يقل عن الدور
الذّي تلعبه في حياة الكبارـــ إن لم يرد ــ فمن خاللها تغرس القيم وتنمى ,وتعمق المبادئ وتكون
االتجاهات ,وتوسع الميول وترهف األحاسيس وينمى التذوق ,والنقد وتشبع الحاجات النفسية
المختلفة وتوثق الصلة بين الطفل والصفحة المطبوعة ,إنها باختصار تصنيف إلى عمره عمرا,
وإلى حياته حياة ما كان له أن يحظى بهما لو نشأ عزوفا عن القراءة بعيدا عن مصادر المعرفة
1
والتثقيف .
3ــ: 2أهمية القراءة بالنسبة لألفراد عموما:
تتجلى أهمية القراءة بالنسبة لألفراد في سبعة أمور هي:
3ـــ2ــ :1القراءة مفتاح الدين والدنيا ,أي مفتاح الحياة الخيرة السعيدة ,حيث نزلت أول آية قرآنية
تأمر النبي محمدا صلى هللا عليه وسلم بالقراءة ,فقال تعالى ﴿ :اِق َرأ ِباس ِم َر ِبّكَ اَلذِي َخلَق َخلَقَ
2
سانَ ِمن َعلَق ﴾.
اَ ِإلن َ
إن نمو الشخصية يكون في تفاعل مستمر مع القراءة ,ويقول 3ــ2ــ: 2القراءة تنمي الشخصية حيث ّ
عبد العزيز القوصي « :القراءة هي أساس التعليم بمعناه المعروف ,فالشخص الذي يقرأ نام قادر
على استمرار النمو ذلك ألن القراءة هي نتيجة للنمو ومؤدية إلى زيادة النمو وبذلك تكون القراءة
مظهرا أساسيا من مظاهر الشخصية ,وهي فوق ذلك عامل مهم من عوامل نموها ».
3ــ2ــ : 3القراءة هي أوسع النوافذ لإلطالل على المعرفة ,فعلى الرغم من تعدد وسائل المعرفة
الحديثة ,فإن الكلمة المكتوبة ال تزال حتى اآلن أوسع النوافذ الستنشاق المعرفة ,ألن تلك الوسائل ال
تتيح إلنسان فرض االختيار التي تتيحها القراءة ,كما أن الكلمة المسموعة أو المشاهدة قد تكون
بلغة الثقافة والمعرفة تكلفة و أيسرها.
ـــ وتمثل القراءة األداء األساسية للمعرفة المنظمة والمتعمقة ,فهي تصل اإلنسان بمنابع الثقافات
فعن طريقها يتجاوز اإلنسان بفكرة حاجزي الزمان والمكان مما يساعده على توسيع ثقافته,
وارتقاء فكره.
3ــ2ــ : 4خاص بالتلميذ أو الدارس ,فالقراءة ال ريب هي مفتاح نجاح التلميذ فهي أهم عامل تقوم
عليه العملية التعليمية كلها ,والنجاح في القراءة هو الطريق األمثل للتعلم المثمر والتفوق الدراسي
فسائر المواد الدراسية تعتمد بصفة أساسية على القراءة ,والتأخر في القراءة يتبعه تأخر التلميذ في
المواد الدراسية األخرى ,ومن ثم فالنجاح في الدراسة مرتبط بالنجاح في القراءة وال في أية مادة
دراسية عن عملية القراءة.
3ـــ2ــ : 5للقراءة دور فعال في تأصيل الموهبة وتنمية الهواية فكم من مواهب تبددت وكم من
هوايات ذهبت هشيما تذروه الرياح ,حيث فقدت الكتاب الذي يروي ظمأها ويشبع ميلها ويطلع
صاحبها على خبرات البشرية في هذه الموهبة أو تلك الهواية فتنمو في حياة الفرد.
3ــ2ـــ : 6القراءة وسيلة مهمة الرتباط أبناء المجتمع بعضهم ببعض عن طريق الصحافة,
والرسائل ,والكتب ,وغيرها وهي وسيلة لتفاهم هؤالء األفراد وتقاربهم.
- 1عبد هللا عبد الرحمن الكندري,وآخرون,علم النفس اللغوي ,منشورات ذات السالسل ,الكويت,2006,ص.130
- 2القرآن الكريم ,سورة العلق,اية.02
50
القراءة الفصل الثاني
3ـــ2ـــ :7تعد القراءة أساسا لتقويم تقدم الشعوب وتحضرها في العصر الحاضر والشعب
المثقف Literate societyفي أيامنا هو صاحب الثقافة القارئة ,Reading Cultureوالثقافة
1
القارئة هي التي تكون القراءة المنتظمة فيها أمرا طبيعيا مثل األكل ,والنوم.
ــــ تعد القراءة ذات أهمية بالغة في حياة الفرد والمجتمع فهي الوسيلة التي بفضلها يستطيع اإلنسان
أن يتصل بغيره من الناس ,ويندمج في المجتمع .فقد كانت والزالت وسيلة من وسائل المعرفة التي
يرتكز عليها المرء في القديم والحديث ,حيث تعمل بدورها على توسيع الخبرات وتفتح آفاق الثقافة
وتسهم في اإلعداد العلمي للطفل وتهيئه الكتساب مهارات الفهم والتعبير السليم التي عن طريقها
يكتسب الطفل توافقه وتوازنه النفسي و الجتماعي لما لها من دور في الحياة الخاصة والعامة ,وبما
أن الفرد يحتاج إلى أن يعرف ويعي ما يدور حوله من معارف وأخبار في مجتمعه فإنّه يحتك
بالضرورة مع مستجدات واقعه عن طريق قراءة الكتب ,الصحف والمجالت لكي تحقق القراءة
أهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع .
:4أنواع القراءة
- 1سعيد عبد هللا ألفي,القراءة وتنمية التفكير ,عالم الكتب للنشر والتوزيع ,القاهرة ,2006,ص.17
51
القراءة الفصل الثاني
- 1الحسن هشام ,طرق تعليم األطفال القراءة والكتابة ,دار الثقافة للنشر والتوزيع ,عمان ,2005 ,ص.17
- 2محمد عدنان عليوات ,تعليم القراءة لمرحلة رياض األطفال والمرحلة االبتدائية ,دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع,
عمان,ط,2013 ,1ص.100
- 3الحسن هشام ,نفس المرجع السابق,ص.18
- 4محير يق مبروكة عمر ,دراسات في المعلومات و البحث العلمي والتأهيل والتكوين ,عصمي للنشر والتوزيع,
القاهرة,1996,ص.178
52
القراءة الفصل الثاني
في حين يتضح من ذلك أن الجهر بالقراءة هي قدرة الطالب أو القارئ على ترجمة رموز الكتابة
إلى أصوات ينطقها (مسموعة) إضافة إلى استيعاب ,وفهم ما يقرأ ويتحقق ذلك من خالل رؤية
العين للمادة المقروءة كما في القراءة الصامتة ,واإلدراك الذهني للصورة المقروءة وعالوة على
ذلك نطق المادة المقروءة وفهم المعنى الموجود.
وتبرز أهمية القراءة الجهرية وألن هذا النوع من القراءة يأتي في المرتبة الثانية بعد القراءة
الصامتة من حيث مدى االستخدام اليومي لها في الحياة ,فالفرد يحتاجها في عمليتي تعليم ,وتعلم
1
الطالب كما يحتاجها المذيع في قراءة نشرات األخبار ,وغيرها من مواقف الحياة المختلفة .
ثانيا :تصنيف القراءة على أساس الغرض العام للقارئ.
وتنقسم القراءة وفقا لهذا التصنيف إلى نوعين هما:
1ــــ قراءة الدرس:
ــــ وهي القراءة الوظيفية التي ترتبط بحياة األفراد وأنشطتهم اليومية فهي تستخدم داخل الصف
للدرس ,والتحصيل وزيادة المعلومات ,والمصطلحات وبعض الناس يقرؤون المذكرات والتقارير
2
لمعرفة ما فيها واالستفادة بها ,ويقرأ البعض األخر الخرائط ,والالفتات واإلعالنات .
وهي بذلك القراءة اليومية التي تكون في مجال معين كالقراءة داخل القسم لالستفادة ,واستدراك
النقائص ورفع المستوى.
2ــــ قراءة االستماع وأهميتها:
ــــويقصد بها العملية التي يستقبل فيها اإلنسان المعاني ,واألفكار الكامنة وراء ما يسمعه من
األلفاظ والعبارات التي ينطق بها القارئ قراءة جهرية أو المتحدث في موضوع ما ,أو ترجمة
بعض الرموز واإلشارات ترجمة مسموعة .وهي تحتاج في تحقيق أهدافها إلى حسن اإلنصات
3
ومراعاة آداب االستماع واالهتمام بفهم مضمون المادة المقروءة.
ـــ أي أن يقرأ المعلم ويتابعه المتعلمون اصغاءا واستماعا دون النظر إلى النص المقروء في
الكتاب حيث يستقبل المتعلم المعاني ويدركها بفعل العمليات العقلية المختلفة من انتباه وتركيز وفي
االستماع تدريب على حسن اإلصغاء ومتابعة المتكلم ,والفهم.
ـــــ ولقراءة االستماع أهمية كبيرة في حياة الفرد من خالل تكوين مهارة اإلصغاء وتنميتها في
مواقف مختلفة ,وتنمية القدرة على استيعاب المسموع بصورة صحيحة ,والربط بين عناصره
إضافة إلى القدرة على التعبير بلغة سليمة عما استوعبه الطالب مما سمع واالستمتاع بجمال الكالم
4
المسموع وتذوقه.
ثالثا :تصنيف القراءة على أساس األغراض الخاصة للقارئ.
ــــ تختلف القراءة من شخص إلى آخر وفقا لدوافع ,وأهداف كل شخص من هذه القراءة وعلى
هذا األساس تتعدد أنواع القراءة ومنها.
1ــــــ القراءة السريعة :وهي التي تستهدف الوصول إلى غرض محدد مثل قراءة الفهارس وقوائم
األسماء و العناوين.
2ــــــ القراءة التحصيلية :كقراءة االستذكار ,والمراجعة ,واإللمام بالموضوعات المختلفة.
3ــــــ القراءة لتكوين فكرة عامة عن موضوع :كقراءة تقرير أو كتاب جديد.
4ـــــ القراءة لجمع المعلومات :وفيها يتم العودة لعدة مصادر لجمع معلومات تعين إعداد بحث أو
دراسة.
5ـــــ القراءة النقدية التحليلية :التي تستهدف الوقوف على مستوى المادة المقروءة ,وإصدار األحكام
عليها ايجابيا أو سلبيا.
1
6ــــ والقراءة لحل المشاكل التي تواجه األفراد في حياتهم اليومية .
رابعا :القراءة الحرة.
ـــــ القراءة الحرة هي تلك النوع من القراءات التي يؤديها التلميذ رغبة وشوقا منه خارج عرفة
الصف ,وتهدف إلى غرس حب القراءة في نفوس التالميذ لتصبح عادة راسخة يكتسب القارئ من
وإن هذا النوع من القراءة ال يتقيد بغرض وال يحدد بمكان وهو في الوقت خاللها مهارات لغويةّ ,
إن هذا النوع من القراءة يفوق القراءات األخرى الن القارئ إذا مانفسه رفد من روافد المعرفة ّ 2.
وصل إلى حب القراءة الحرة وجعلها جزء من نشاطه اكتسب خبرة ,ومهارات عقلية مميزة بما
توصل إليه من مختلف القراءات التي يتناولها.
ــــ كما أن القراءة الحرة تساعد في انجاز العالقات الشخصية واالجتماعية وتزود القارئ بمواد
ترفيهية ,كما أنها تساعد على النجاح في الدراسة ,فالطالب الذي يعيش مع أبوين يكثران من
المطالعة ولهم مكتبة مزودة بكتب مختارة ويتلقى من معلميه ,وأبويه التشجيع على القراءة وسعة
اإلطالع يجد ما يحفزه على التزويد بالمعرفة ,وإذا ما واصل في دراسته ال يجد في المنهج المقرر
سوى صعوبات طفيفة ال تحتاج منه إال الجهد القليل ,وهذا ما يوفر له الفرصة للتركيز والتأسيس
لتنمية المواهب والقدرات ,كما تجعل حياته المدرسية أكثر نجاحا,و إمتاعا ويسر فيها بأكثر سهولة
3
ونجاح.
وتعرف القراءة الحرة بأنها القراءة التي يؤديها القارئ من تلقاء نفسه ,ورغبة منه حيث يتوجه إلى
اختيار المواضيع ,والمواد التي يود قراءتها في مختلف المجاالت والتي يميل إليها ,وتتميز هذه
القراءة بأهمية كبيرة في طلب العلم ,وتعزيز ثقة القارئ بنفسه واكتساب المعرفة واللغة في أصناف
مختلفة من العلوم .
- 1سعيد عبد هللا الفي ,القراءة وتنمية التفكير ,مرجع سابق ,ص.19
- 2فهد خليل زايد ,استراتيجيات القراءة الحديثة ,مرجع سابق ,ص.121
- 3محمد عبد الرحيم عدس ,تعليم القراءة بين المدرسة والبيت ,دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ,عمان ,1998 ,ص.27
54
القراءة الفصل الثاني
- 1فهد خليل زائد ,استراتيجيات القراءة الحديثة ,مرجع سابق ,ص.83
- 2سعيد عبد هللا ألفي ,القراءة وتنمية التفكير ,مرجع سابق ,ص.21
- 3حابس العوامله ,مهارات تعليم القراءة والكتابة لألطفال ,مرجع سابق ,ص.156
55
القراءة الفصل الثاني
يدرك أجزائها أول مرة وتسمى هذه الطبيعة بأن الجزء ال قيمة له إال بانتمائه لكل يرتبط به »1.أي
أن معرفة الحرف،والنطق به ال يتم توضيحه إال إذا كان في جملة أو كلمة توضح معناها.
ـــــ وتنقسم هذه الطريقة كذلك إلى طريقتين هما:
5ــ2ــ :1طريقة الكلمة :تقوم هذه الطريقة على تقديم الكلمة من الكلمات المألوفة للتلميذ يعرف لفظها,
ومعناها ولكنه ال يعرف شك لها ,وبعد أن يتأكد المعلم من أنه قد حفظ شكلها يقدم إليه كلمة ثانية
بالطريقة نفسها مثال:أسد ـــ بيت ,وعندما يتكون لدى المتعلم قدر كبير من الكلمات يدخلها المعلم
في جمل يعرضها على المتعلم ويدربه على معرفتها وفهمها ,والنطق بها وتستخدم هذه الجمل
أيضا في عرض كلم ات جديدة وبالتالي تكوين رصيد من الكلمات المتشابهة للمتعلم و أخذ أوجه
االختالف والتشابه بينها وصوال إلى خطوة جديدة وهي تحليل الكلمة إلى حروفها « .فإذا عرف
المتعلم الحروف فإن مهمة الطريقة تكون قد انتهت ,ثم يترك ليقرأ جمال أطول وقطعا اكبر على
2
أساس أن معرفته بالحروف تمكنه من التعرف أي كلمة تقابله ».
5ــ2ــ :2طريقة الجملة :تتفق هذه الطريقة مع طريقة الكلمة في أساس اإلهتمام بالمعنى وتعتبر
تطورا لطريقة الكلمة .يعتمد المعلم هذه في إعداد جمال قصيرة مما يستطيع األطفال فهمه ويكتبها
على اللوح ثم ينطق بكل جملة ,ويرددها بعده األطفال فرادا وجماعات عدة مرات ,ويقوم المدرس
بإرشاد الطلبة بتحليل الجملة إلى كلمات ثم تحليل الكلمة إلى حروف ,ويفضل أن تقترن الجمل
بصورة توضحها وتعبر عنها ,كما يشترط أن تكون الجمل قصيرة جدا ,وتكرر كلمات معينة في
3
كل جمل.
5ــ :3الطريقة التو ليفيةّ :
إن الطريقة التو ليفية هي الجمع بين مزايا الطريقة التركيبية والتحليلية من
أجل الوصول بالقارئ إلى قمة الجودة في القراءة « .وقد نشأت هذه الطريقة من اجل تطوير
أساليب تعليم اللغة بهدف الوصول إلى أفضل طريقة ميسرة لتعليم القراءة للتالميذ الصفوف الحلقة
4
األولى ».
لقد أطلقت عليها عدة تسميات مختلفة منها :التوفيقية ,المزدوجة ,والطريقة االنتقائية كونها الطريقة
السائدة التي تأخذ بها معظم البالد العربية في تعليم القراءة وتمر هذه األخيرة بأربع مراحل هي:
5ــ3ــ :1مرحلة التهيئة اإلعداد :ويتم فيها إتباع الخطوات التالية:
ـــــ يتعرف المعلم على قدرات المتعلمين في محاكاة األصوات وإدراكهم الفروق بينهم.
ـــــ إتقان المتعلمين لنطق الكلمات بحسن استماعها و أدائها وتزويدهم بطائفة منها مع فهمهم
لمعانيها.
ـــــ تمكين المتعلمين من نطق وإلقاء ما يكثر دورانه على ألسنتهم من األلفاظ.
ــــــإلقاء بعض اإللغاز السهلة عليهم ليفكروا في حلها.
ـــــ تعويد المتعلمين دقة المالحظة وإدراك مابين األشياء من عالقات أو اختالف بين هذه األشياء.
5ــ3ــ :2مرحلة التعريف بالكلمات والجمل :ويتم فيها إتباع مجموعة الخطوات التالية:
ــــ عرض كلمات سهلة على المتعلمين وتدريبهم على النطق بها.
ــــ إضافة كلمة جديدة أو أكثر في كل درس لتزيد حصيلة األلفاظ التي يتعلمها الدارسون بالتدرج.
ــــ تكوين جمل من األلفاظ التي سبق للمتعلمين تعلمها وتدريبهم على قراءتها ,والنطق بها.
ـــــ استخدام البطاقات ولوحات الخبرة وغيرها من الوسائل التي تساعد على تعلم القراءة ,وتدريب
المتعلمين.
5ــ3ــ :3مرحلة التحليل والتجريد :ويراد بالتحليل تجزئة الجملة إلى كلمات والكلمة إلى الحروف,
ويراد بالتجريد اقتطاع صوت الحرف المكرر في عدة كلمات والنطق به منفرا حيث يثبت رسمه,
ورمزه الكتابي ,كما يجب أن تكون الجمل المختارة للتحليل والتجريد مما سبق للدارسين معرفته,
واإللمام به.
وتعتبر مرحلة التجريد أهم خطوة في تعليم القراءة للمبتدئين حيث تتوقف عليها قدرة الدارسين
على معرفة الكلمات الجديدة وقراءتها.
5ــ3ــ :4مرحلة التركيب وتكوين الكليات من الجزئيات :ترتبط هذه المرحلة بمرحلة التحليل وتواكبها في
منطلقها ,والسير معها والغاية منها تدريب الدارسين على استعمال ما عرفوا من الكلمات,
واألصوات والحروف في تكوين جملة ,وبناء الكلمة ,ويأتي بناء الجملة عقب تحليلها إلى كلمات
ويكون ذلك بإعادة تكوينها من كلماتها أو بتكوين جملة جديدة من كلمات وألفاظ سبق للدارسين
1
معرفتها ألنها وردت عليها في جمل أخرى.
- 1سعيد عبد هللا الفي ,القراءة وتنمية التفكير,مرجع سابق ,ص29ــــ. 30
57
القراءة الفصل الثاني
6ـــ :1مرحلة االستعداد للقراءة « :ويقصد باالستعداد للقراءة امتالك األطفال القادمين إلى المدرسة
من بيوتهم قدرات محدودة( عقلية ,بصرية ,سمعية ,ونطقية) » 1.بمعنى أن هذه المرحلة تأتي قبل
االلتحاق بالمدرسة االبتدائية وفيها يكتسب الطفل الخبرة والتدريب الذي يحفز مدركاته إلى تعلم
القراءة ,وذلك بفضل األسرة التي تعمل عمل تهيئته لذلك عن طريق الكالم المسموع واستخدام
اللغة السليمة في التحدث واالهتمام بالصورة والرسوم مما يساهم بالضرورة في تنمية استعداده
للقراءة ,كما أن برامج دور الحضانة ورياض األطفال وما تقدمه من أنشطة وقصص ينمي أيضا
الجو المناسب الذي يساعده علىهذا االستعداد «.وحتى يتم ذلك االستعداد البد من أن نهيئ للطفل ّ
2
ذلك والعمل نفسيا وعقليا ألنه أمر جوهري في نجاح عملية القراءة والتهيئة لها ».
ــــ كما هناك تدريبات يمكن من خاللها تنمية االستعداد للقراءة والمتمثلة في:
التدريب على تلوين الصور واألشكال الموجودة بالكتب المعدة لهذا الغرض.
تشجيع األطفال على وصف الصور واألشكال بالحديث عنها ومحاكاتها.
تعويد األطفال كيفية الحصول على القصص والكتب من المكتبة ومطالعة ما فيها من صور
وحروف وكلمات.
التدريب على قراءة الحروف,والكلمات.
6ــــ :2مرحلة تعليم القراءة :تبدأ هذه المرحلة في السنة األولى من التعليم االبتدائي وتستمر حتى
نهاية العام الثاني ,وخالل هذه المرحلة يتم تكوين العادات القرآنية األساسية وبعض المهارات,
والقدرات عن طريق معرفة األطفال ألسماء الحروف وأصواتها والتمييز الصوتي والبصري
3
بينهما وربط الصور بالكلمات التي تعتبر عنها.
إ ّنه ومن المتوقع في نهاية مرحلة تعليم القراءة يقرأ األطفال موضوعات القراءة بإتقان مع
مراعاتهم لحركات الضبط الثالثة :الضمة ,الفتحة ,والكسرة.
6ـــ :3مرحلة التوسع في القراءة :تستغرق هذه المرحلة السنوات األخيرة من المرحلة االبتدائية وهي
مرحلة التقدم السريع في اكتساب العادات والمهارات األساسية في القراءة حيث تتميز هذه المرحلة
بالميل إلى حب القراءة والتقدم الملحوظ في دقة الفهم ,والتفسير ,واالستقالل في تعرف الكلمات
وزيادة سرعة القراءة الصامتة واالنطالق في القراءة الجهرية ,وتزويد المتعلم برصيد كبير من
المفردات التي تعينه على الفهم وتدفعه للبحث عن قراءات إضافية.
6ــ :4مرحلة النضج في القراءة :وتبدأ هذه المرحلة من السنوات األولى للمرحلة اإلعدادية وتستمر
حتى نهاية المرحلة الثانوية ونقصد« بالنضج القرائي مدى سهولة العبارات لعمليات القراءة ويتم
على هذا المستوى بسط المدى القرائي وقصر الزمن في العبارات التي يقرؤها» 4.أي السرعة في
القراءة ,وهي مرحلة القراءة الواسعة باعتبارها تزيد من خبرة المتعلمين وقدرتهم على الفهم والنقد
- 1فهد خليل زايد ,استراتيجيات القراءة الحديثة ,مرجع سابق ,ص.14
- 2محمد عبد الرحيم عدس ,تعليم القراءة بين المدرسة و البيت ,دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ,عمان ,ط,1998 ,1
ص.105
- 3سعيد عبد هللا الفي ,المرجع السابق,ص.19
- 4فهد خليل زايد ,نفس المرجع السابق,ص.35
58
القراءة الفصل الثاني
والتحليل .وتتسع ميولهم القرائية ويرتفع مستوى التذوق لديهم 1.كما أن مرحلة النضج في القراءة
تعمل على تنمية حب القراءة لدى القارئ وتقدم مستواه القرائي بجمع رصيد من المفردات اللغوية
التي تكون له ملكة الفهم والتعبير والبحث في القراءات المختلفة سواء كانت جهرية أو صامتة
وتزود القارئ كذلك بمعلومات وأفكار يمكن له أن يستخدمها في كتابة القصص والموضوعات
اإلنشائية ,والتعبير.
تعتبر القراءة من أهم المهارات التي تعلم في المدرسة من أجل تعويد القارئ على فهم ما يقرأ عن
طريق األداء اللفظي السليم وذلك باالعتماد على مجموعة من المقومات التي تعد بمثابة الركيزة
األساسية التي تستند إليها القراءة السليمة.
:8العوامل المؤثرة في تنمية القدرة على تعلم القراءة
إن القراءة تنمو كنمو الجسم والناس يختلفون في درجة نموهم ،بمعنى أن هناك فروق فردية
واضحة في معدل التقدم في القراءة فبعض األطفال يبدأ مبكرا في القراءة ويتقدم فيها بسرعة،
1
وآخرون يبدءون متأخرين ويتقدمون ببطء.
وألنه لكل عملية تعليمية عوامل مساهمة في نجاحها ،فالمؤثرات الوراثية والبيئية والتربوية
المختلفة هي التي تحدد مدى استعداد الطفل للبدء بالقراءة ،ومن أهم هذه العوامل مايلي:
8ــ :1االستعداد العقلي:
إن القراءة عملية معقدة والنجاح فيها يتطلب قدرا معين من النضج العقلي الذي يعتبر واحد من
العوامل التي تقرر أن الطفل مستعد للقراءة أم ال 2.ويزيد العمر العقلي كلما زاد العمر الزمني وهنا
تظه ر قدرة المعلم على تحديد مستويات األطفال وقدراتهم ،مع مراعاة الفرو قات الفردية بينها لكي
يعد لكل مستوى ما يتالءم مع قدراته من أنشطة وأساليب.
8ــ :2االستعداد الجسمي:
إن تعلم القراءة ال يقف على االستعداد العقلي فحسب ,وإنما سالمة الحواس والصحة العامة للطفل
أمر مهم في ذلك إذ تعد « سالمة صحة الطفل من العوامل التي تؤثر في استعداد الطفل للقراءة
وقدرته على البدء بتعليم القراءة تتطلب قوة إبصار مناسبة ليستطيع التلميذ رؤية األشكال
المرسومة» 3.فصحة الطفل وقدرته الجسمية تلعب دور مهم تنمية القدرة على االستعداد للقراءة,
كما أن قدرة السمع تتيح للطفل التمييز بين األصوات المتقاربة للحروف في أشكالها ومخارجها
فهي شرط من شروط القراءة الجيدة والسليمة.
8ــ :3االستعداد االنفعالي:
إن اختالف البيئات يؤدي إلى االختالف في التكيف النفسي لألطفال وأثبتت التجارب على أن ّ
أساليب الوالدين السوية في تنشئة الطفل واالبتعاد عن القسوة والتدليل الزائد يؤدي إلى عدم نضج
الطفل العاطفي,و انعدام الثقة بالنفس والشعور بالخوف والخجل فكل هذا يؤثر على تقبل الطفل لجو
الروضة وبالتالي يؤثر على استعداده للبدء بتعليم القراءة.
8ـــ :4االستعداد التربوي:
ــــ يت ضمن هذا االستعداد المعارف والخبرات التي اكتسبها الطفل منذ نعومة أظفاره حتى قدومه
إلى المدرسة ويختلف هذا التفاوت من طفل ألخر ويظهر ذلك في المجاالت التالية.
إن الخبرات السابقة للطفل عامل مهم في االستعداد لتعلم القراءة ذلك ألن 8ــ4ــ /1الخبرات السابقةّ :
الهدف من تعلم القراءة هو الحصول على المعاني واألفكار ,وال إدراك المعاني واألفكار إال إذا
كانت هناك خبرات سابقة تتعلق بها 4.ذلك أن الخبرة هي التفاعل بين الفرد والبيئة التي أنشأ فيها
- 1حابس العوامله ,مهارات تعليم القراءة والكتابة ,مرجع سابق,ص .75
- 2فهد خليل زايد ,استراتيجيات القراءة الحديثة ,مرجع سابق ,ص.15
- 3بطرس حافظ بطرس ,تدريس األطفال ذوي صعوبات التعلم ,دار المسيرة للنشر والتوزيع ,عمان ,ط1430/2009 ,1ه,
ص.284
- 4حابس العوامله ,نفس المرجع السابق,ص.87
60
القراءة الفصل الثاني
ويظهر بذلك دور األسرة فيها يتمتع به الطفل من جمل ,وقصص ,وآداب اجتماعية تعكس
المستويات التي تتميز بها األسرة سواء كانت اقتصادية,اجتماعية ,أو ثقافية ينجم عنها اختالف
وتفاوت في خبرات األطفال ومعارفهم مما ينتج بالضرورة تمايز في درجات استعدادهم للقراءة.
8ــ4ــ /2الخبرات اللغوية :ويقصد بها مجموعة المفردات والتراكيب اللغوية التي اكتسبها الطفل من
إن هناك من األطفال من يأتي إلى المدرسة ولديه مخزون كبير من األلفاظ, األسرة ,والمجتمعّ .
والكلمات والعبارات التي سمعها وفهمها واألسرة دور كبير في تنمية المعجم اللغوي للطفل وفي
تقويم لغته.
8ــ4ــ /3القدرة على التمييز البصري والنطقي :ويظهر ذلك بين أشكال الكلمات المتشابهة والمختلفة
تحتوي المفردات والجمل التي تعرض على الطفل في بداية تعلمه للقراءة حروفا ونظرا ألن
الحرف العربي الواحد يرسم بأشكال مختلفة في بداية الكلمة أو وسطها أو نهايتها ,فإن قدرة الطفل
على معرفة الصور المختلفة للحرف الواحد والنطق به من مؤشرات القدرة على المتعلم في البدء
بالقراءة.
8ــ4ــ /4الرغبة في القراءة :إن الطفل يأتي إلى المدرسة وهو يرغب في أن يتعلم القراءة إنه مجرد
معنى الذهاب إلى المدرسة هو رغبة في تعلم القراءة ,والكتابة ولكن يختلف مدى تشوق األطفال
إلى تعلم القراءة وهنا دور المعلمة في مساعدة الصغار على ألفة جو الروضة عن طريق ما
1
تعرضه عليهم من صور ,وقصص ,وأناشيد مناسبة.
إن تنمية مهارة القراءة لدى القارئ أمر ضروري من أجل معرفة مدى معدل التقدم في القراءة ـــ ّ
وذلك من خالل مراعاة الفرو قات الفردية التي تتأثر بفعل عوامل مختلفة متمثلة في االستعداد
العقلي والجسمي واالنفعالي إضافة إلى المؤثرات البيئية والتربوية األخرى.
خالصة:
القراءة هي الوسيلة الفعالة لتحقيق مهارات التعليم الذاتي والمستمر لدى التالميذ ,وإيجاد المواطن
القادر على تثقيف نفسه ,وإعداده للحياة كما عنها البعض بأنها مفتاح التعليم والتعلم وتسمى بغذاء
العقل لذا وجب على المعلمين غرس حب القراءة في نفوس التالميذ من أجل تعمقها وتحقيق
أهدافها .وليتم ذلك يجب أن تكون المواد المقروءة سهلة وبسيطة في متناول استيعاب التلميذ بعيدة
عن التكليف والملل ومناسبة للعمر الزمني والعقلي للمتعلم ,إضافة إلى توفير المواد التعليمية
المحفزة على القراءة ,والمساهمة في نموه المهارات واألفكار ومساعدة على التعبير ,وتحقيق
الفصاحة والطالقة.
وللوصول إلى القراءة السليمة يجب إتباع مراحل تعليم القراءةــــ بفعل األسرة أو المعلم ـــ من
االستعداد إلى التو سع إلى مرحلة النضج ,وال يخفى أن طرق تعليم القراءة هي الموجه األساسي في
تعلم القراءة الصحيحة ,التركيبية ,التحليلية ,والتو ليفية.
62
الفصل الثالث:
المدرسة القرآنية
وتعلم القراءة
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
تمهيد:
:1المدرسة القرآنية وتعليم القراءة
1ـــ :1المستوى التعليمي للتالميذ.
خالصة
تمهيد:
يمثل هذا الفصل قاعدة االنطالق في تناول موضوع بحثنا من جانبه الميداني ألن نتيجة أي بحث
علمي ال تبرز إال من خالل دراسته الميدانية ,وألن المدرسة القرآنية مؤسسة دينية تعليمية يتلقى
فيها النشء دروسا في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم ,قمنا بإجراء مجموعة من المقابالت مع معلمي
المدارس االبتدائية ببلدية سيدي علي بهدف التأكد من الدور الذي تلعبه المدرسة القرآنية في تعليم
70
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
القراءة وتنمية القدرة على إدراك المعارف والمعلومات ,وذلك باعتماد محورين في دليل المقابلة
وقمنا بتحليل إجابات المبحوثين إلثبات والتأكد من صحة الفرضيات.
يرتبط المستوى التعليمي بمدى فهم وقراءة التلميذ للنص المقروء و بمستواه التعليمي والثقافي,
حيث ارتفعت نسبة فهمه للمقروء وكلما انخفضت نسبة فهمه أو صعب عليه لذا وجب على الكاتب
للنص مراعاة ذلك 1 .وذلك بمعنى أن المستوى التعليمي للتلميذ مرتبط بالمستوى التعليمي والثقافي
الذي ينشأ فيه والذي يكون بمثابة البيئة والوسط الذي يؤثر فيه سواء باإليجاب في رفع المستوى
التعليمي للقراءة إذا كان نابع من بيئة متعلمة ,ومثقفة والعكس صحيح ,كما تصرح المبحوثة في
المقابلة رقم 08بأن « :المستوى التعليمي لهم جيد من ناحية اللغة السليمة ألن القرآن يؤثر تأثير
إيجابي في سالمة مستواهم اللغوي وبالتالي لهم مستوى تعليمي جيد وهناك غير ملتحقين "بصح
يقروهم والديهم" ويتميزون بمستوى تعليمي جيد كذلك».
- 1البيسوني علي سامية ,قياس بعض جوانب انق رائية ,كتب اللغة بالحلقة األولى من التعليم األساس ,مجلة القراءة والمعرفة ,العدد
2002ص166ــــ.172
71
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
المستوى التعليمي يتضح من ناحية اللغة السليمة باعتبارها أن القرآن له تأثير إيجابي في سالمة
المستوى اللغوي كما أن هناك تالميذ لديهم مستوى تعليمي ال بأس به وذلك بفضل مساعدة أوليائهم
على ذلك ,كما تصرح المبحوثة الثانية في المقابلة رقم 01بأن المستوى التعليمي لتالميذ المدرسة
القرآنية « متميز من ناحية اللغة ولديهم التركيز و القدرة على الحفظ كما أن هناك تباين بين الفصل
األول و الثاني عند بقية التالميذ أ ّما بالنسبة للملتحقين أصبح لهم مستوى تعليمي عالي» .أي أن
المستوى التعليمي للتالميذ متميز ويظهر ذلك من خالل تقدم نتائج التالميذ بين الفصل األول
والثاني,و نشاطهم الدائم المتميز بالتركيز والقدرة على الحفظ.
أن ارتفاع وتفوق المستوى التعليمي للتالميذ خاصة الملتحقين بالمدرسة ـــ ويتضح من خالل ذلك ّ
القرآنية يعود إلى سالمة اللغة التي اكتسبها التلميذ واعتاد على تكرارها في قراءته للسور القرآنية
ألن المدرسة القرآنية تمكنه من زيادة قدرته على الحفظ للسور ونظرا لإللقاء الدائم لها والتعود
على تكرارها يمكنه من سهولة حفظ السورة والقدرة على استرجاعها عند الحاجة بفضل تلك
الملكات التي عملت المدرسة القرآنية على تنميتها لدى التلميذ المتمدرس بها.
1ـــ: 2الرغبة في القراءة:
إن رغبة التلميذ في القراءة لها أثر كبير في فهم ما يقرأ حيث يرى كلير« أن دوافع التلميذ للقراءة
تختلف من قارئ ألخر ولكل دافع مستوى استعداد محدد نحو الدافع» 1.أي أن الرغبة في القراءة
تختلف باالختالف المستويات والدوافع التي تؤدي إلى القراءة فدافع القراءة بهدف التسلية يكون
أضعف من دوافع القارئ بهدف التعلم ويظهر ذلك من خالل النتائج التي يتحصل عليها لتالميذ
أصحاب الرغبة العالية في القراءة وخصائص الطموح و االستقاللية التي يتمتعون بها في
قراءتهم ,كما تصرح المبحوثة في المقابلة رقم «:01أن تالميذ المدرسة القرآنية لديهم رغبة أكثر
في القراءة يقرؤون بكل طالقة يحبون التعبير والقراءة وال يجدون حرج في ذلك».
ويتضح من ذلك أن ميل التلميذ للقراءة وحبه لما يقرأ عامل مهم في استيعابه للنص المقروء
والتعامل معه بكل طالقة وسهولة وألن القراءة اليومية للسور في المدرسة القرآنية تزيد من قدرة
التلميذ ورغبته في القراءة فإن للمدرسة القرآنية نتيجة ذلك لها دور كبير في تنمية القدرة والرغبة
الدائمة في القراءة واكتساب التلميذ ثقته النفسية وعدم اإلحراج أمام زمالئه وهو يقرأ ألنه اعتاد من
قبل على جو القراءة أمام معلمه وزمالئه في المدرسة القرآنية.
1ـــ :3أداء التالميذ أثناء حصة القراءة:
- 1كلير جورج ,ترجمة إبراهيم محمد الشافعي ,مقياس صالحية القراءة ,عمادة شؤون المكتبات ,جامعة الملك سعود ,الرياض,
,1988ص 12ـــ.13
72
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
األداء في القراءة هو القدرة على نطق الحروف والتعرف على الكلمات من مضامينها الصحيحة
ألن« األداء الحسن صفة الزمة للقراءة الجيدة الصحيحة وال يستطيع أن يكون القارئ حسن األداء
1
إال أذا كان قادرا على المالئمة بين اللهجة والمعنى المقروء لكي تكون قراءته بصورة طبيعية».
بمعنى أن صفة األداء الصحيح للقراءة تتوقف على معرفة شكل الحروف والمعني الذي ترمي إليه
الكلمات والجمل ,كما جاء في معظم تصريحات المبحوثين و يبرز ذلك في المقابلة رقم »:12أداء
التالميذ أثناء حصة القراءة أداء جيد يقرؤون قراءة مسترسلة مع مراعاة عالمات الوقف وال يوجد
لهم مشكل في القراءة » .أي أنهم يقرؤون بطريقة جيدة ,ومنظمة مع احترام عالقات الوقف وليست
لديهم صعوبة في ذلك نظرا لرغبتهم الذاتية في القراءة .كما أن هناك حاالت استثنائية ترى أن أداء
القراءة للتالميذ أداء متوسط نظرا لعدم تمكن بعض التالميذ من الحروف ,ويتضح ذلك من خالل
تصريح المبحوثة في المقابلة رقم « :01يكون أداء التالميذ في القسم أثناء حصة القراءة أداء
متوسط وقراءة متقطعة نظرا لعدم تمكن بعض التالميذ من الحروف كلها والبعض األخر متمكن
منها خاصة الممتازين والملتحقين بالمدرسة القرآنية وبالتالي هناك تباين في أداء القراءة».
ويتضح من ذلك أن األداء في القراءة للتلميذ مرتبط بتمكنه من الحروف وإلقاء الجمل والكلمات
بطريقة صحيحة خاصة التالميذ الممتازين وذلك بفضل مساعدة أوليائهم على ذلك أما التالميذ
الملتحقين بالمدرسة القرآنية فيعود تميزهم في ذلك إلى ما تقدمه المدرسة القرآنية من تلقين
للحروف ,ومبادئ القراءة التي اعتاد عليها التلميذ الملتحق بها والقراءة المتكررة للسور القرآنية
التي ساهمت بدورها في اكتساب التلميذ سرعة القراءة وأدائها بطريقة صحيحة وسهلة.
1ـــ: 4الصعوبات التي يواجهها التالميذ في القراءة:
هناك صعوبات تواجه التلميذ أثناء القراءة وتتمثل في تدني لمستوى القراءة خاصة بالفهم وتتمثل
في عدم القدرة على فهم النص أو ضعف في الفهم وكذلك عدم القدرة على التركيز 2.لذا فإن
صعوبة القراءة تتمثل في االضطراب لدى المتعلم في جانب القدرة على القراءة والجانب اللغوي
بشكل عام حيث يعاني من عدم القدرة على التعرف على الكلمات ونطقها بالشكل الصحيح والسليم
ونظرا للفروقات الفردية بين األطفال فهناك تالميذ يلتحقون بالمدرسة وهم متمكنين من الحروف
وهناك تالميذ لديهم خبرة محدودة كما هناك تالميذ يعانون صعوبة بالغة في القراءة حسب تصريح
المبحوثة في المقابلة رقم «:10الصعوبة هي أن معظم القسم جيد في القراءة ويوجد عينة حوالي
7أو 8تالميذ ال يعرفون الحروف أطالقا كوضع نقطة فوق الباء وكذلك صعوبة عدم التفرقة بين
األلف والالم الشمسية والقمرية ,والحروف المتشابهة كالظاء ,الضاد والذال ,وعدم وضع الحركات
فوق الحروف أثناء القراءة ولضيق الوقت وكثافة القسم توجد لدي صعوبة كي أفهم وأصحح لهم
تلك الحروف خاصة المكررين».
- 2فتحي حنان ,دليل المعلم لتفسير صعوبات القراءة ,دار الشتات ,القاهرة ,2005 ,ص.123
73
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
يرجع الفرق بين تلميذ وآخر إلى البيئة التي نشأ فيها كل تلميذ وإلى القدرات العقلية والمهارات التي
يتمتع بها فهناك من لديه سرعة الفهم وإدراك الحروف بسهولة نظرا اللتحاقه بالمدرسة القرآنية من
قبل كما هو الحال في معظم القسم وهناك من يعتمد على الموروث الذي يتمتع به من خالل
تدعيميه من طرف والديه وهناك فئة التي لديها صعوبة في القراءة ولكن على المعلم أن يراعي
تلك الفرو قات الفردية بين التالميذ ألن التلميذ الذي لديه قدرة إلقاء الحروف والكلمات يلقيها كما
سمعها أما الطفل الذي يتعثر في نطقه يجد صعوبة وخجل من القراءة والتحدث بالجهر مما يؤدي
إلى عدم استعداده للقراءة وتجنبه لها وبالتالي يجب على المعلم« أن يبذل المعلم قصارى جهده
ليكفل لهذا الطفل في استمرار النجاح وإعطائه الوقت الكافي للقراءة وإشراكه في نشاط القراءة مع
زمالئه اآلخرين» 1.وبالتالي فإن تحفيز التلميذ على ذلك يساهم في منحه ثقة بنفسه ومساعدته على
اكتساب مهارات جديدة واتجاهات جديدة نحو القراءة.
Hugh w.Gatts. Alan, G .Kamhi ,L Language and Reading disabilities , Publishing by prerson INC ,
2
-Publishing as Pearson éducation copyright ,2012 ,p193 .
74
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
ترسخت في ذهن التلميذ وبالتالي تمكن المدرسة القرآنية من تهيئتها للتلميذ إلدراك الكلمات وإتقان
مخارج الحروف والتفرقة بين األلف والالم الشمسية ومعرفة معنى رموز الحروف لتفادي صعوبة
القراءة وأدائها بطريقة سليمة على غرار التالميذ الغير الملتحقين بالمدرسة القرآنية كما قالت
المبحوثة " par a pourلخرين" أي مقارنة بغير الملتحقين ويتضح منه أن أداء قراءتهم متوسط
في بعض األحيان كنطقهم للكلمة حسب قول المبحوثة " النفافات" ويعود ذلك إلى عدم التمكن من
القدرة على التفرقة بين الحروف المتشابهة والنطق والصوت ونظرا لعدم اإللقاء المتكرر لها
وبالتالي فإن التكرار المتداول في المدرسة القرآنية يسهل عملية القراءة من أدائها المتوسط إلى
الجيد وكسب المتعلم للغة وتعلم مبادئ القراءة وذلك ألن « دور المدرسة القرآنية في اكتساب اللغة
يعود إلى الطريقة المعتمدة في التدريس وألن لغة القرآن صعب التعامل معها فما دونها يسهل
1
بالنسبة لتلميذ المدرسة القرآنية ».
1ـــــ: 6كيفية قراءة السور القرآنية:
إن القراءة هي عملية معرفية تقوم على تفكيك رموز تسمى حروف لتكوين معنى والوصول إلى
مرحلة الفهم واإلدراك 2.فالقراءة جزء من اللغة باعتبارها وسيلة للتواصل أو الفهم وتتكون من
حروف و أرقام ورموز معروفة ومتداولة تحمل دالالت في طياتها معاني تتعدد وتتنوع هذه
الطرق حسب طبيعة النص المقروء,كما أن قراءة القرآن في طبيعتها تحمل أحكام في الغالب
يتابعها القارئ للسور القرآنية كما جاء في تصريح المبحوثين حول كيفية قراءة التالميذ في القسم
للسور القرآنية حيث كانت معظم إجابتهم أن قراءة التالميذ للسور القرآنية وخاصة الملتحقين
بالتعليم القرآني وفق أحكام قرآنية ويظهر ذلك في المقابلة رقم 04حين قالت المبحوثة أن «:قراءة
التلميذ الذي يدرس بالمدرسة القرآنية للسور القرآنية قراءة باألحكام كاملة مشاء هللا كما يقروا
فالجامع يقراو هنا» .تمدح المبحوثة الطريقة التي يقرأ بها التالميذ على أنها طريقة تتناسب مع
طريقة القراءة في المدرسة القرآنية ,وتصرح بذلك المبحوثة الثانية في المقابلة رقم «:09قراءة
التلميذ الذي يدرس بالمدرسة القرآنية للسور القرآنية في األغلب قراءة وفق األحكام الن التعليم
القرآني مراهش كما يقروهم مباشرة باألحكام القرآنية » وفي المقابلة رقم 08تقول المبحوثة بأن «
قراءة التلميذ للسور وفق أحكام قرآنية قراءتهم مرتلة وملحنة وتميزها نبرة خاصة ويقرأ التلميذ
بكل ثقة دون خجل» .بمعنى أن التالميذ الملتحقين بالمدرسة القرآنية يقرؤون السور القرآنية مرتلة
ومجو دة نظرا ألن التعليم القرآني أصبح يدرس وفق األحكام القرآنية مما ينعكس إيجابيا على قراءة
التالميذ للسور القرآنية في القسم بصورة مميزة يتضح من خاللها الفرق بين التالميذ الملتحقين
وغير الملتحقين وغير الملتحقين الذي يتمثل في الصوت الجوهري والقراءة والموزونة والمحكمة
بنبرتها الخاصة وفق األحكام القرآنية.
- 1زايد مهدي ,دور المدارس القرآنية في اكتساب اللغة عند الطفل(4إلى 5سنوات),مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس,
مستغانم.2012,
2
-فهد خليل زايد,استراتيجيات القراءة الحديثة ,مرجع سابق,ص.19
75
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
تتضح نتائج المستوى المعرفي بين التالميذ من خالل ما جاء به بلوم في تصنيفه« باعتبار أن
مستويات المعرفة والتذكر من أبسط وأدنى مستويات المجال المعرفي وأن عملية التذكر هي
العامل األساسي في مستوى المعرفة» 3.فإن المستوى المعرفي بين التالميذ يظهر من خالل تزود
أن هذه المستويات تكون متفاوتة مقارنة بين التالميذ خاصة بين من المعلم بالمعارف والخبرات إال ّ
هم ملتحقين بالمدرسة القرآنية وغير الملتحقين حيث يظهر ذلك من خالل معظم تصريحات
المبحوثين كما ورد في المقابلة رقم «:08مالحظتي للمستوى المعرفي جيد لما يحملونه من
مصطلحات جديدة و األمثلة التي يستشهدون بها من القرآن الكريم مثال في الحصة الماضية طلبت
منهم توظيف كلمة" كم " في جملة مفيدة فأعطت التلميذة فاطمة الملتحقة بالمدرسة القرآنية مثاال
على ذلك تقول فيه :كم المدة التي قضاها الرسول صلى هللا عليه وسلم في غار حراء ,ودما لهم
- 1مختارية تراري ,التعليم بالكتاتيب القرآنية في منظور الدراسات النفسية والتربوية المعاصرة ,مجلة االنتربولوجية والعلوم
االجتماعية,ع ,7وهران ,الجزائر ,ص.20
- 2مختارية تراري ,المرجع السابق ,ص.20
3
-حابس العوامله ,مهارات تعليم القراءة و الكتابة لألطفال,ص.37
76
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
أمثلة راقية» وفي المقابلة رقم 01تقول المبحوثة «:مالحظتي للمستور العرفي أجد لديهم معلومات
أخرى على غرار ما أق دمه في الدرس ألن المدرسة قدمت لهم الكثير» وهناك حاالت استثنائية
ترى بأنه ليس بالضرورة أن يتمتع الملتحق بالمدرسة القرآنية بمستوى معرفي أحسن من غير
الملتحق وذلك من خالل تصريح المبحوثة في المقابلة رقم « :07مالحظتي للمستوى المعرفي انه
مستوى متباين من تلميذ آلخر وليس بالقطع أو الحتمية أن يكون تلميذ المدرسة القرآنية ذو مستوى
أفضل من الثاني فكل حسب بيئته والمحيط الذي يعيش فيه ».
يظهر من خالل تصريحات المبحوثين في المقابلة رقم 04 ,07 ,01 ,08أن المستوى المعرفي
لل تالميذ خاصة الملتحقين بالمدرسة القرآنية يكون في الغالب مستوى ناجح وجيد مقارنة بغير
الملتحقين بالمدرسة القرآنية من خالل المعلومات التي اكتسبها بفضل المدرسة القرآنية ودورها
الذي تقدمه في تزويد المتعلم بخبرة معرفية ذات مستوى يرقى به التلميذ بين زمالئه ويتضح ذلك
من خالل مالحظتنا لطريقة القراءة ,أسلوب الكالم الذين يتميزون به داخل القسم وكذلك التقدم من
ناحية التفكير في توظيف األمثلة ,واإلستشهادات التي تبدو و كأنها أكبر من سن التلميذ الذي
طرحها مثل ما قدمته التلميذة ـــ فاطمة ــ مما نتج عنه أن مستوى التلميذ الملتحق بالمدرسة القرآنية
يكون مزود بالمعرفة والخبرات إضافة إلى تطوير قدراته في اإلدراك والتذكر السريع والفهم ,بيد
أنه في الحاالت االستثنائية توجد فروق فردية بين التالميذ ويعود الفضل في ذلك للبيئة لتي نشأ فيها
التلميذ واكتسب منها أو بفضل مساهمة األولياء في ذلك على غرار إقبالهم على المدرسة القرآنية
لذا فقد أثبتت الدراسات أن« وجود فوارق فردية بين األطفال يرجع لعامل الوراثة والبيئة وهو ما
يالحظه المعلم حين البدء بتعليم القراءة فيجد من هو قادر على إتقان لمهارات بوقت قصير وآخر
1
يحتاج إلى وقت أطول إلتقان المهارات نفسها».
2ــــ :3النتائج التي يتحصل عليها التالميذ:
إن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ورسالة اإلسالم تعمل على تنمية التفكير ونقل الخبرات ّ
والمعلومات 2.والمناهج الدراسية تقتضي االعتماد على اللغة العربية التي تعمل على تنمية قدرة
الطالب على التفكير المنطقي السليم والتفوق الدراسي من خالل النتائج التي يتحصل عليها التلميذ
والتي تعمل على تحديد نجاح أو ضعف التلميذ في مادة اللغة العربية والتربية اإلسالمية خاصة
لمن هم ملتحقين بالمدرسة القرآنية مقارنة بغير الملتحقين حسب ما صرح به المبحوثين لالستفسار
حول هذا السؤال ,ويظهر ذلك في المقابلة رقم «:07النتائج التي يتحصل عليها تالميذ المدرسة
القرآنية في االمتحانات في مادة التربية اإلسالمية واللغة العربية نتائج ممتازة مشاء هللا » وصرح
بذلك أغلب المبحوثين على أن نتائج التالميذ الملتحقين بالمدرسة القرآنية في كال المادتين دوما
نتائج جيدة ويعود السبب في ذلك لتعودهم الدائم وعدم االنقطاع عن الذهاب إلى المدرسة القرآنية
واإللقاء الدائم للسور القرآنية وقراءتها ,إضافة إلى أن المدرسة القرآنية ليست محصورة على
- 1هشام الحسن ,طرق تعليم األطفال القراءة والكتابة ,مرجع سابق ,ص.25
- 2حابس العوامله ,المرجع السابق ,ص .56
77
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
الحفظ فقط بل قائمة على تعليم بعض الدروس لتهيئة التلميذ داخل الصف وتلقين المبادئ
الضرورية للقراءة والكتابة دون أخطاء وتسهل كذلك عملية اإلمالء ,ألن تدريب المتعلم على
الكتابة حينما يملي معلم المدرسة القرآنية السور التي درسها حتى يكتسب الثروة اللغوية واألدبية
ومهاراتها ,ويظهر ذلك من خالل الدراسات التي أظهرت أن« تفوق طلبة تحفيظ القرآن الكريم
على أقرانهم في مهارتي القراءة واإلمالء وهو ما يعرض في صفحات تاريخنا المجيد فإننا نجد
سلفنا الصالح كان دائما حريصا على أن تكون مرحلة التعليمية للطفل هي أخذه بقراءة القرآن
1
الكريم ».
2ــــ: 4أداء التالميذ أثناء حصة التعبير:
إن قدرة التلميذ على التعبير تندرج ضمن قدرته على صياغة األفكار وترتيبها سواء عند التعبير ّ
عما يجول بخاطره أو عند سرد قصة أو محادثة هذه القدرة لها دور في تحديد مدى استعداده
للقراءة 2.بمعنى أن االستعداد للقراءة يظهر خالل األداء اللفظي السليم والتعبير الجيد الذي يحمله
التلميذ من صياغة للجمل واحتوائها على الكلمات المفيدة حتى تكون جم صحيحة التعبير وبذلك
تصرح المبحوثة في المقابلة رقم 08على أن« أداء التالميذ أثناء حصة التعبير يكون أداء ثري
ومزود بألفاظ ومصطلحات جديدة ومقتبسة من القرآن الكريم » أي أن صياغة التعبير للتلميذ من
القرآن الكريم لتكون له حجة يبرهن بها عن تعبيره وهنا تصرح المبحوثة في المقابلة رقم« :04
بأن أداء التلميذ أثناء حصة التعبير يكون جيد خاصة الملتحق بالمدرسة القرآنية يأتي بالحجج
والبراهين من القرآن الكريم ويدل عليها باآليات القرآنية » أي أن التعبير الجيد هو الذي يكون
مفعم بالحجج واألدلة.
حيث يظهر أن قدرة التلميذ على التعبير بفصاحة وطالقة ودون خجل مهمة جيدة في تحديد مدى
استعداد التلميذ للقراءة ,وأن التعبير السليم هو الذي يكون مزود بالحجج واألدلة القرآنية ويعود
الفضل في ذلك إلى المدرسة القرآنية التي اكتسب التلميذ من خاللها رصيد لغوي متميز يمكنه من
التحدث بكل جرأة وطالقة والتي عملت على تهيئته وتكوينه الجيد باالستعداد للقراءة ألن المدرسة
القرآنية بهذا الصدد تزود التلميذ باألفكار والمعلومات لالستدالل بها من القرآن الكريم والسنة
النبويّة ,كما أنها تنمي قدرته على التكلم بكل فصاحة لغوية « وألن القدرة على التحدث وتسلسل
األفكار وزيادة المحصول اللغوي من العوامل التي تسهل للطفل عملية تعلم القراءة وتدعم
االستعداد لها » 3.فالمدرسة القرآنية هدفها المعلوم هو تكوين الرصيد اللغوي الجيد الذي يمكن
المتعلم من التحدث واالستعداد للقراءة بصورة مالئمة.
2ـــ :5المدرسة القرآنية فضاء لتنمية القدرات العقلية واكتساب المعارف:
- 1أحمد أمين ,منحنى اإلسالم ,دار الكتاب العربي ,بيروت,ط ,2د.ت ,ص.51
- 2حابس العوامله ,مرجع سابق ,ص .87
- 3حابس العوامله ,المرجع السابق ,ص.87
78
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
تعتبر المدارس القرآنية المؤسسة األصلية لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم وتلقين مبادئ الدين
اإلسالمي واكتساب الخبرات الدينية والدنيويّة وفصاحة اللسان وسعة األفق والملكات الفطريّة 1.لذا
فإن المدرسة القرآنية بمثابة المؤسسة التعليمية التي تعمل على تنمية قدرات التالميذ المقبلين عليها
وتوسع مدركاتهم وتميزهم بأخالق سامية كما صرح معظم المبحوثين حول ذلك ويظهر من
أبرزها في المقابلة رقم «:03نعم تعتبر المدرسة القرآنية فضاء لمساعدة الطفل ألنها تهيئه
للمدرسة وما يدرسه في القسم يكون قد تطرق إليه من قبل في المدرسة القرآنية كما أنها تعوده على
ملكة الحفظ والفهم » وكذلك في المقابلة رقم 06تقول المبحوثة «:نعم تعتبر المدرسة القرآنية
فضاء يساعد الطفل على تنمية قدراته العقلية وكتساب المعارف والمهارات خاصة من الجانب
األخالقي والمعاملة بين الزمالء حسب ما أرى هناك تالميذ ملتحقين يتميزون بأخالق عالية يرى
مثال زميله قام بتصرف غير أخالقي يأتي ويقول معلمة فالن قال :كالم سوء ويقول لزميله تلك
حرام ويعاقب عليها هللا» يتضح من خالل معظم إجابات المبحوثين حول مكانة المدرسة القرآنية
على أنها مؤسسة ذات دور تربوي وديني هام في بناء المجتمع وشخصية الطفل المسلم ألنها تعمل
على توجيه سلوك الصحيح للتلميذ تربيته وفق مبادئ الدين اإلسالمي والمعاملة الصحيحة وفق
تطبيق مبدأ الدين معاملة ,كما أنها تنمي قدراته العقلية وثروته اللغوية وتكسبه الفصاحة في اللسان
وطالقة الكالم وتعويده على ملكة الحفظ والفهم الذي يمكنه بالضرورة من النجاح في مساره
الدراسي وذلك ألن « الطريقة التربوية التعليمية المعتمدة بالمدرسة القرآنية عرفت نجاحا كبيرا و
خير دليل على ذلك ظهور العلماء واألجالء وحماة وحفظة القرآن الكريم في ميادين مختلفة ناجحة
2
قد تلقوا تعليما بهذه المؤسسة الدينية.
2ــــ: 6ضرورة التعليم القرآني:
إن التعليم القرآني غاية إسالمية وربانية صالحة لكل مؤمن وفي كل زمان ومكان «هدفه المحافظة ّ
على مبادئ الدين اإلسالمي باعتباره عامل هام من عوامل التماسك االجتماعي والديني وتعليم
مبادئ القراءة والكتابة واآلداب اإلسالمية» 3لذا فإنه من الضروري إدراج األولياء ألبنائهم ضمن
مدارس التعليم القرآني حسب ما صرح به معظم المبحوثين وفي المقابلة رقم 09تصرح المبحوثة
بأنه « من الضروري إدراج األولياء ألبنائهم ألن القرآن الكريم والدين اإلسالمي اسبق من
المدرسة وألن التعليم القرآني يعمل على تهذيب سلوك الطفل وألن التربية قبل التعليم فهو يعلمهم
األخالق الحسنة وطريقة الكالم المحترمة كما ينمي لهم سرعة الحفظ خاصة من الجانب اللغوي»
ويتضح من ذلك أن التعليم القرآني ضروري ألن القرآن أسبق من التعليم الرسمي وألن التعليم
القرآني يقدم أكثر مما يكتسب التلميذ في المدرسة حيث يوجه التلميذ بالسلوك القويم والعلم النافع
- 1وزارة الشؤون الدينية واألوقاف ,مجلة رسالة المسجد ,عدد خاص بجائزة الجزائر الدولية ,رمضان 1425ه نوفمبر ,2004
ص.53
- 2زايد مصطفى ,المؤسسات التربوية القديمة في الجلفة ,مجلة الثقافة العدد ,93وزارة الثقافة والسياحة ,الجزائر,
,1986ص.129
- 3رابح تركي ,أصول التربية والتعليم ,مرجع سابق ,ص.213
79
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
ويكون بمثابة المصدر إلثراء التجارب والمعرفة النافعة في الحياة المدرسية واالجتماعية فالتعليم
القرآني له أهمية خاصة وضرورية في ترسيخ اإليمان في نفوس قارئه واستعداده جسميا وعقليا
بفضل حفظ القرآن ,وترسيخ مبادئ اللغة العربية حيث أشار ابن خلدون في مقدمته إلى أهمية تعليم
القرآن الكريم لألطفال وتحفيظه وأوضح أن تعليم القرآن الكريم هو أساس التعليم في جميع المناهج
1
الدراسية في مختلف البالد اإلسالمية.
خالصة:
يتضح من خالل الدراسة الميدانية وتصريحات المبحوثين وبعد تحليل البيانات التي توصلنا إليها
أن المدرسة القرآنية تلعب دور مهم في تحفيظ القرآن الكريم وتعليم القراءة والكتابة واإلمالء
واكتساب المهارات المعرفية من خالل تصريح المبحوثين بتفوق المستوى الدراسي للتالميذ
- 1ابن خلدون ,تشكيل العالمة رشيد عطية ,مقدمة ابن خلدون من كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم
والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر ج ,1مكتبة لبنان ,بيروت,1990,ص.17
80
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
ال ملتحقين بالمدرسة القرآنية مقارنة بغير الملتحقين ,كما أنها تنمي القيم الدينية واألخالقية
والتربوية لدى التلميذ و اكتسابه القدرات العقلية والمهارات اللغوية واالنضباط وإتقان اللغة العربية
كما أنها تساعد التلميذ على امتالك فصاحة اللسان والطالقة في الكالم والثقة بالنفس.
مناقشة الفرضيات
المحور األول :للمدرسة القرآنية دور في تعليم القراءة.
تتضح مصداقية الفرضية األولى والتي تمثلت في أن للمدرسة القرآنية دور في تعليم القراءة من
خالل ما جاء في معظم تصريحات المبحوثين حول اإلجابة على أسئلة المقابلة المتواجدة بالمحور
األول والذين أقروا أن التالميذ الملتحقين بالمدرسة القرآنية يتميزون بمستوى دراسي متفوق
وناجح في األغلب على غير الملتحقين بها نظرا لالستعداد المسبق على تعلم القراءة وسالمة اللغة
وفصاحة اللسان والطالقة التي يتمتع بها التلميذ الملتحق بالمدرسة القرآنية والتي تمكنه من تنمية
قدرته على الرغبة الدائمة في القراءة والثقة بنفسه من خالل ما يقرأ ,ويعود الفضل في ذلك نتيجة
للقراءة اليومية للسور القرآنية ,واإلقبال الدائم على المدرسة القرآنية.
81
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
كما تمنح المدرسة القرآنية للتلميذ االستعداد التربوي قبل دخوله للمدرسة باعتبارها عامل مهم لتعلم
القراءة وإدراك المعاني واألفكار التي تحملها ,واكتسابه مجموعة المفردات والتراكيب اللغوية
لتكون بمثابة المرجع في تنمية المعجم اللغوي للتلميذ ,كما أن قدرة التلميذ على التمييز بين
الحروف المتشابهة والمختلفة من بين المؤشرات التي تساهم في قدرة المتعلم على القراءة نتيجة
لتكوينه المسبق والتحاقه بالمدرسة القرآنية التي تدعمه بالمبادئ األولى للقراءة والكتابة ,وهذه
المؤشرات هي التي تثبت لنا مدى صدق الفرضية األولى.
المحور الثاني :المدرسة القرآنية واكتساب المعارف.
أما بالنسبة للفرضية الثانية والتي تمثلت في أن المدرسة القرآنية تساعد الطفل على اكتساب
المعارف وتنمية المهارات والقدرات العقلية ,ومن خالل الدراسة الميدانية التي قمنا بها والتي
تمحورت أسئلتها في المحور الثاني من دليل المقابلة أثبتت صحتها طبقا لما صرح به المبحوثين
حول الدور الفعال الذي تقوم به المدرسة القرآنية بصفتها المؤسسة التمهيدية والتحضيرية التي
تعمل على تهيئة الطفل لالندماج مع المواقف الجديدة والجو المدرسي قبل دخول المدرسة
االبتدائية ,إضافة إلى توافقه وتوازنه داخل القسم وتجاوبه بكل ثقة وطالقة ,كما أن المدرسة
القرآنية تكسب الطفل القدرة على تنمية مهارة الحفظ السريع نظرا لتعوده الدائم على حفظ القرآن
الكريم ,ألن القرآن صعب الحفظ ,وإذ ما تمكن التلميذ في المدرسة القرآنية من حفظ القرآن الكريم,
فإن الدروس داخل القسم يكون حفظها أسهل وأسرع بالنسبة له وهذا من بين القدرات التي تغرسها
المدرسة القرآنية في الطفل ,ناهيك عن المستوى المعرفي الذي يتميز به من خالل القصص,
واألدآب والمبادئ اإلسالمية التي يرويها معلم المدرسة القرآنية على تالميذه ويعمل على تثبيتها
فيهم قبل أن يتلقوها داخل القسم ,كما جاء في معظم تصريحات المبحوثين حول األدآب و األخالق
التي يتحلى بها تالميذ المدرسة القرآنية من إلقاء السالم ,وتشميت العاطس والنهي عن التبذير
واحترام الكبير ...كل هذه الخبرات المعرفية واألخالقية نتيجة لتهيئة المدرسة القرآنية التلميذ على
ذلك وف ق طريقتها التربوية التي تعتمدها والتي تميزت وال زالت تتميز بنجاح كبيرا وخير دليل
على ذلك األئمة وخصال حفظة القرآن الكريم وما يميزهم من أخالق ومهارات ومعارف وصفات
حميدة في مجتمعنا وبذلك تكون قد تحقق صحة الفرضية الثانية.
82
المدرسة القرآنية و تعليم القراءة الفصل الثالث
83
خاتمة
خاتمة البحث
خاتمة:
يقتضي البحث عن ظاهرة التعليم القرآني داخل المدرسة القرآنية من الجانب التربوي السعي
لمعرفة مدى مساهمة هذه المؤسسة الدينية في تنمية مهارة القراءة واكتساب القدرات العقلية
والمهارات المعرفية ,وبذلك تبين في ختام بحثنا هذا ومن خالل دراستنا أن للمدرسة القرآنية دور
مهم في تنشئة األجيال وتحفيظهم القرآن الكريم لما يحمله من مبادئ ومقومات دينية وتعليمهم
مهارات القراءة والكتابة والحساب.
فالمدرسة القرآنية من العوامل المساهمة في المحافظة على مقومات الشخصية اإلسالمية ,ويعود
الفضل في ذلك إلى التعليم القرآني عبر مختلف مؤسساته التربوية الدينية التي شهدتها المدرسة
القرآنية قديما والمراحل التي مر بها التعليم القرآني في الجزائر وهو ما تطرقنا إليه في الفصل
األول من هذا البحث ,كما تسعى المدرسة القرآنية إلى تعليم القراءة وكسب التلميذ سالمة اللغة التي
تتيح له فرصة التعبير عن أفكاره بطريقة صحيحة وسليمة و القراءة بكل طالقة والعمل إثراء
رصيده اللغوي و تنمية قدرته على الرغبة الدائمة في القراءة ,وهو ما يتضح من خالل تحقيق
الفرضية األول .إضافة إلى صدق الفرضية الثانية والتي أثبتت أن المدرسة القرآنية عبارة عن
مرحلة تحضيرية تساعد على تكوين الجانب اإليجابي بدورها اإليجابي الذي يكمن في اكتساب
التلميذ المهارات والمعارف وتنمية قدراته العقلية من حفظ وتركيز وإدراك والتفوق في المستوى
الدراسي والمعرفي ,واالنضباط داخل الصف والصفات األخالقية التي يتميز بها تلميذ المدرسة
القرآنية.
وهذا ما يبن لنا الدور اإليجابي الذي تتميز به هذه المؤسسة القرآنية الدينية ,والتي أصبح انتشارها
بشكل واسع في مجتمعنا خاصة في وقتنا الراهن.
وبذا نطمح أن يكون اإلقبال عليها أكثر و ننصح األولياء بإدراج أبنائهم لمختلف هذه المؤسسات
ألنها تربي وتوسع مدارك األطفال وتهذب سلوكهم ,كما نأمل للقارئ في مثل هذه المواضيع
التوسع فيها ألن تناول مثل هذه المواضيع أصبح قليال نظرا لقلة الدراسة السابقة في هذا الموضوع
وقلة المراجع وهو مصادفته في بحثي هذا ,وأن البحث في فيه ليس فقط أن المدرسة القرآنية تعلم
القراءة وتعمل على اكتساب المعارف والمهارات فقط بل وألن القرآن الكريم رسالة ربانية ودينية,
وفرض على كل مسلمة ومسلمة تعلمه وقراءته وإقامة شعائر الدين به ,كما أن لتعليم القرآن الكريم
منافع كثيرة دينية و دنيوية.
89
قائمة المراجع
قائمة المراجع
قائمة المراجع:
القرآن الكريم.
السنة النبوية.
/1أبو القاسم سعد هللا ,تاريخ الجزائر الثقافي(من القرن العاشر إلى الرابع عشر)ج ,1الشركة
الوطنية للنشر والتوزيع ,الجزائر.1981 ,
/2أبو القاسم سعد هللا ,تاريخ الجزائر الثقافي ج ,3دار الغرب اإلسالمي ,الجزائر,ط.1998 ,1
/3أحمد توفيق المدني ,جغرافيا القطر الجزائري ,دار المعارف ,القاهرة ,ط.1962 ,3
/4أحمد أمين ,منحى اإلسالم ,دار الكتاب العربي ,بيروت ,ط ,2د.ت.
/5الحسن هشام ,طرق تعليم األطفال القراءة والكتابة ,دار الثقافة للنشر والتوزيع ,عمان.2005 ,
/6إبراهيم مصطفى وآخرون ,المعجم الوسيط ج ,1دار الدعوة ,القاهرة.2010 ,
/7إبراهيم العبيدي التورزي ,تاريخ التربية بتونس ,الشركة الوطنية للنشر ,تونس,بدون تاريخ.
/8ابن بطوطة ,تحفة النظار في غرائب األمصار ,دار الكتب العالمية ,بيروت ,ط.2002 ,2
/9ابن خلدون ,المقدمة ,مطبعة محمد عاطف ,مصر ,بدون تاريخ.
/10ابن خلدون ,تشكيل العالمة رشيد عطية ,مقدمة ابن خلدون من كتاب العبر وديوان المبتدأ
والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر ج ,1مكتبة لبنان,
بيروت.1990,
/11إحسان محمد حسن ,النظريات االجتماعية المتقدمة ,دار وائل للنشر ,بغداد,ط.2005 ,1
/12إيمان عباس الخفاف ,التنمية اللغوية لألسرة والمعلم والباحث الجامعي ,دار الكتب العلمية
للطباعة والنشر والتوزيع ,عمان ,ط2014 ,1م1435 ,ه.
/13بطرس حافظ بطرس ,تدريس األطفال ذوي صعوبات التعلم ,دار المسيرة للنشر والتوزيع,
عمان ,ط2009 ,1م1430 ,ه.
/14بن أحمد التيجاني عبد الرحمن ,الكتاتيب القرآنية بندرومة 1900إلى ,1977ديوان
المطبوعات الجامعية ,الجزائر.1983 ,
/15بوفلجة غياب ,التربية ومتطلباتها ,ديوان المطبوعات الجامعية ,الجزائر.1984,
92
قائمة المراجع
/16بوفلجة غياب ,التربية والتكوين بالجزائر(مخبر البحث في علم النفس وعلوم التربية) دار
الغرب للنشر والتوزيع ,ط ,1الجزائر.
/17حابس العوامله ,مهارات تعليم القراءة والكتابة لألطفال ,دار وائل للطباعة والنشر ,عمان,
ط.2004 ,1
/18حسن شحاتة مروان ,المرجع في تعليم اللغة العربية وتعلمها ,مكتبة الدار العربية للكتاب,
القاهرة ,بدون تاريخ.
/19خليل النحوي ,أفاق الثقافة والتراث ,المنظمة العربية والثقافة والعلوم ,تونس.1998 ,
/20رابح تركي ,أصول التربية والتعليم ,المؤسسة الوطنية للكتاب ,ديوان المطبوعات الجامعية,
الجزائر.1990 ,
/21رابح تركي ,التعليم القومي والشخصية الجزائرية ,ديوان المطبوعات الجامعية ,ط,2
الجزائر.1982,
/22رابح تركي ,الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد اإلصالح والتربية في الجزائر ,الشركة
الوطنية للنشر والتوزيع,ط ,3الجزائر.1981,
/23رابح تركي ,الشيخ عبد الحميد بن باديس ,المؤسسة الوطنية للكتاب ,ط ,4الجزائر,د.ت.
/24رشيد ميموني ,البعد االجتماعي في القرآن ,مخبر علم اجتماع االتصال ,جامعة منتوري
قسنطينة ,الجزائر.2009,
/25روالن ,دورون وفرانسوا زيارو ,موسوعة علم النفس المجلد األول ,منشورات
عويدات,ط ,1بيروت.1997 ,
/26زغلول راغب ,محمد النجار ,أزمة التعليم المعاصر(نظرة إسالمية) مكتبة الفالح ,ط,1
الكويت.1980 ,
/27سعيد عبد هللا الفي ,القراءة وتنمية التفكير ,عالم الكتب للنشر والتوزيع ,القاهرة.2006,
/28سلوى يوسف مبيضين ,تعليم القراءة والكتابة لألطفال ,دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع,
عمان.2003 ,
/29عاطف علبي ,المنهج المقارن مع دراسات تطبيقية ,المؤسسات الجامعية للدراسات والنشر
والتوزيع ,ط.2006 ,1
/30عارف الشيخ ,القراءة من أجل التعلم ,مؤسسة عبد الحميد شومان للنشر ,األردن.2008 ,
93
قائمة المراجع
/31عاشور راتب قاسم وآخرون ,المهارات القرائية والكتابة( طرق تدريسها واستراتيجياتها),
دار المسيرة للنشر والتوزيع ,عمان.2005 ,
/32عبد الباسط محمد حسن ,أصول البحث االجتماعي ,مكتبة االنجلو مصرية ,ط,3
القاهرة.1971,
/33عبد الرحمن السفاسفة ,طرائق تدريس اللغة العربية ,مركز يزيد للنشر ,ط ,3األردن.2003 ,
/34عبد العلي الجسماني ,سيكولوجية الطفل المراهقة ,دار العربية للعولمة ,ط ,1بيروت.1994 ,
,/35عبد هللا الكندري ,وآخرون ,علم النفس اللغوي ,منشورات ذات السالسل ,الكويت.2006 ,
/36عبد اللطيف إبراهيم ,المناهج أسسها وتنظيمها وتقويم أثرها ,مكتبة مصر.1976 ,
/37عبد المنعم الميالدي ,القراءة ...المكتبة المدرسية ,مؤسسة شباب الجامعة ,اإلسكندرية,
.2007
/38عدلي سليمان ,الوظيفة االجتماعية للمدرسة ,دار الفكر العربي ,ط ,2القاهرة.1996 ,
/39علي بن إبراهيم الزهراني ,مهارات التدريس في الحلقات القرآنية ,دار بن عفان ,ط,1
المملكة العربية السعودية.1977 ,
/40علي أحمد لبن ,مرشد المعلمة ,مكتبة السفير ,الرياض ,بدون تاريخ.
/41عمر محمد الشيباني ,من أسس التربية اإلسالمية ,النشأة العامة للنشر والتوزيع ,طرابلس,
.1391
/42فتحي حنان ,دليل المعلم لتفسير صعوبات القراءة ,دار الشتات ,القاهرة.2005 ,
/43فهد خليل زايد ,استراتيجيات القراءة الحديثة ,دار يافا العلمية للنشر والتوزيع ,عمان.2006 ,
/44كريمان بدير ,أملي صادق ,تنمية المهارات اللغوية لطفل ,عالم الكتب للنشر والتوزيع,
القاهرة.2009 ,
/45محمد أحمد بيومي ,علي عبد الرزاق وآخرون ,منهجية البحث العلمي واالجتماعي ,دار
المعرفة الجامعية ,ط ,1اإلسكندرية.2003 ,
/46محمد الطيطي وآخرون ,مدخل إلى التربية ,دار المسيرة للنشر و التوزيع ,عمان ,ط,1
,2002ط.2009 ,2
94
قائمة المراجع
/47محمد زياد عمر ,البحث العلمي مناهجه وتقنياته ,مطابع الهيئة المصرية للكتاب ,القاهرة,
بدون تاريخ.
/48محمد زيدان ,االستقراء والمنهج العلمي ,مؤسسة شباب الجامعة للطباعة والنشر ,القاهرة,
.1980
/49محمد شفيق ,البحث العلمي والخطوات المنهجية إلعداد البحوث االجتماعية ,المكتب
الجامعي الحديث ,اإلسكندرية.1985 ,
/50محمد عبد الرحيم عدس ,تعليم القراء بين المدرسة والبيت ,دار الفكر للطباعة والنشر
والتوزيع ,عمان.1998 ,
/51محمد عبد الكريم الحوراني ,النظرية المعاصرة في علم االجتماع ,دار مجد الوي ,ط,1
عمان.2008 ,
/52محمد عدنان عليوات ,تعليم القراءة لمرحلة رياض األطفال والمرحلة االبتدائية ,دار
اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ,ط ,1عمان.2013 ,
/53محمد محمود الذنيبات ,مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث ,ديوان المطبوعات
الجامعية ,الجزائر.1995 ,
/54محير يق مبروكة عمر ,دراسات في المعلومات والبحث العلمي والتأهيل والتكوين ,عصمي
للنشر والتوزيع ,القاهرة.1996 ,
55/ Hugh w. Gatts, Alan G kamhin, Language and reading disabilities,
publishing by person INC publishing as, Pearson education copyright,
2012.
المجالت.
/1البيسوني علي سامية ,قياس بعض جوانب انقرائية ,كتب اللغة بالحلقة األولى من التعليم
األساسي ,مجلة القراءة والمعرفة ,العدد .2002
/2الملتقى الوطني للزوايا ,دور الكتاتيب القرآنية و الزوايا وعالقاتها بتحفيظ القرآن الكريم,
منشورات مديرية الثقافة ,معسكر ,يومي 27ــــ 28جوان .2007
/3زايد مصطفى ,المؤسسات التربوية القديمة في الجلفة ,مجلة الثقافة العدد ,93وزارة الثقافة
والسياحة ,الجزائر.1986 ,
95
قائمة المراجع
/4مختارية تراري ,التعليم بالكتاتيب القرآنية في منظور الدراسات النفسية والتربوية المعاصرة,
مجلة االنتربولوجية والعلوم االجتماعية ع 7وهران ,الجزائر.
/5مديرية التعليم األساسي ,الدليل التطبيقي لمناهج التربية التحضيرية( أطفال 5ــ 6سنوات)
اللجنة الوطنية للمناهج.2008 ,
/6نعيمة إبراهيم ,الدور السوسيولوجي للمسجد وعالقته بالواقع االجتماعي للشباب ,المؤتمر
العاشر للدورة العالمية للشباب اإلسالمي ,بحوث المحور الثاني30 ,شوال03 ,ذي القعدة1427ه.
/7وزارة اإلعالم والثقافة ,المجلة الثقافية ,الجزائر.1981,
/8وزارة الشؤون الدينية ,رسالة المسجد مقال حول التعليم القرآني في الطور التمهيدي,
الجزائر4 ,أفريل .2009
/9وزارة الشؤون الدينية و األوقاف ,مجلة رسالة المسجد ,عدد خاص بجائزة الجزائر الدولية,
رمضان ,1425نوفمبر.2004
مذكرات.
/1زايد مهدي ,دور المدرسة القرآنية في اكتساب اللغة عند الطفل(4إلى 5سنوات) مذكرة تخرج
لنيل شهادة ليسانس,جامعة مستغانم2012,
/2عمارة كريمة ,حباس صفية ,المؤسسات الدينية والتحصيل الدراسي ,مذكرة تخرج لنيل
شهادة ماستر,جامعة مستغانم2017,2016 ,
/3عطية عبد السالم ,مرية تاوتي ,خديجة الكر ,دور المدرسة القرآنية في إعداد الطفل لدخول
مرحلة التعليم االبتدائي ,مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس ,جامعة الجلفة.2011,2010,
96
المالحق
المالحق
عدد التالميذ المؤسسة التي يدرس بها األقدمية في الشهادة السن البيانات
الملتحقين التعليم
المقابالت
جامعة مستغانم
كلية العلوم االجتماعية
قسم علم االجتماع
تخصص علم االجتماع التربوي
دليل المقابلة
أخي أختي:
إن هذه المقابلة تندرج ضمن بحث في إطار تحضير لمذكرة تخرج بعنوان دور المدرسة القرآنية
في تعليم القراءة لينيل شهادة الماستر تخصص علم االجتماع التربوي.
وان المعلومات المتحصل عليها ضمن هذه المقابلة تستعمل ألغراض علمية فقط وإن نجاح هذا
البحث يتوقف على مدى تجاوبكم مع أسئلة المقابلة وشكرا.
الحور األول :للمدرسة القرآنية دور في تعليم القراءة.
س :1هل في القسم تالميذ ملتحقين بالتعليم القرآني؟
المالحق
س :2كيف تجد مستواهم التعليمي مقارنة بالذين لم لتحقوا بالتعليم القرآني خالل الموسم الدراسي
لهذه السنة؟
س :3أي فئة من التالميذ لديها رغبة أكثر في القراءة الملتحقين بالمدرسة القرآنية أم غير الملتحقين
بها؟
س :4كيف يكون أداء التالميذ أثناء حصة القراءة؟
س :5ما هي الصعوبات التي يواجهها التالميذ في القراءة؟
س :6ما هو تقييمك لقراءة التالميذ الملتحقين بالمدرسة القرآنية وغير الملتحقين بها؟ وإذا كانت
سليمة األداء فمن أي ناحية يتضح ذلك؟
س :7كيف هي قراءة التلميذ الذي يدرس بالمدرسة القرآنية للسور القرآنية مقارنة بالتلميذ الغير
ملتحق بها؟ قراءة عادية أم وفق أحكام قرآنية؟
المحور الثاني :المدرسة القرآنية واكتساب المعارف.
س :1في رأيك هل ترى أن تلميذ المدرسة القرآنية أسرع في حفظ اآليات القرآنية واألحاديث
النبوية مقارنة بالتالميذ الذين لم يلتحقوا بها؟ ولماذا؟
س :2ما مالحظتك للمستوى المعرفي لكال من التالميذ المتمدرسين وغير المتمدرسين بالمدرسة
القرآنية؟
س :3كيف هي النتائج التي يتحصل عليها تالميذ المدرسة القرآنية في االمتحانات خاصة في مادة
اللغة العربية والتربية اإلسالمية مقارنة بالتالميذ الغير ملتحقين بالمدرسة القرآنية؟ وما سبب ذلك
في رأيك؟
س :4كيف يكون أداء التالميذ أثناء حصة التعبير؟ وهل لديهم فصاحة في ذلك؟
س :5في رأيك هل تعتبر المدرسة القرآنية فضاء يساعد الطفل على تنمية قدراته العقلية واكتسابه
المعارف والمهارات؟ أين يبرز ذلك؟
س :6أترى أنه من الضروري إدراج األولياء أبنائهم في المدارس القرآنية؟