Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫اإلقتراح النظامي‬

‫ملا كانت الغاية األساس هي وضع إطار تنظيمي عبر ترخيص أو تصريح يمنح لإلعالن عبر منصات التواصل‬
‫الجتماعي‪ ،‬مبينة في حدود ذلك‪ ،‬مقترحات األحكام والجراءات والتي من املفترض أن يراعى فيها التغييرات‬
‫الناجمة عن التطورات التشريعية في قطاع العالن لتحقيق التجانس واالنصهار التشريعي‪ .‬واألمر كذلك‬
‫ً‬
‫إلى ما يجب تداركه وفقا للتجارب الدولية في املجال وما قد يترتب عليه من أثر‪ ،‬على أال يتعارض ذلك مع‬
‫أصل األنظمة في اململكة وأعرافها‪.‬‬

‫سن قواعد نظامية تؤطر ألعمال املعلينين تتضمن الضوابط والجراءات‬ ‫وملا كانت التدابير ستشتمل ّ‬
‫ً‬
‫وفرض العقوبات‪ ،‬وما أتصل بذلك من أحكام وفقا لطبيعة الترخيص وماهيته لتستجيب في طبيعتها لتجاه‬
‫النصوص النظامية املقترحة‪ .‬وملا كانت الهيئة العامة لإلعالم املرئي واملمسوع هي الجهة املعنية ليكال مهمة‬
‫سن النصوص النظامية ذات طابع املحتوى بصفة عامة‪ .‬ولجعل الوثيقة قوية االنفاذ فتكون‬ ‫الشراف على ّ‬
‫الحاجة إلى استحداث ضوابط وإجراءات خاصة بالنشاط‪ ،‬ضمن الالئحة التنفيذية لنظام العالم الجاري‬
‫العمل عليه‪ ،‬ويخضع تطبيقها لشراف الهيئة‪ .‬ليتضمن أحكام صريحة للعديد من املسائل املتعلقة‬
‫بالترخيص وضبط العالن عبر منصات التواصل الجتماعي والعقوبات والغرامات‪ .‬وعليه فقد بات من‬
‫الضروري أن توجب الوثيقة القانونية وجود التكييف القانوني لها بما يضمن تسمية النشاط على وجه‬
‫تحديد والنص عليه في موادها وبنودها لضمان توازن عادل يتيح وجود أداة فاعله يمكن الركون إليها والعمل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وارساء للمبادئ القانونية والتشريعية‬ ‫واتقاء ألي تعارض نظامي مع أي جهة كانت وتمكنيا لها‪،‬‬ ‫بمقتضاها‪.‬‬
‫ما يكرس اتجاه الدراسة على أال تقتصر ذلك فحسب على تلك األحكام بل يفترض أن تلزم الالئحة‬
‫العقوبات املقررة في شأن التجاوزات والخالل بمقتض ى أحكامها‪ .‬واليفوت القول‪ ،‬أهمية مراعاة قرار مجلس‬
‫الوزراء رقم (‪ )713‬وتاريخ ‪1438/11/30‬هـ بشأن الضوابط املطلوب مراعاتها عند إعداد ودراسة مشروعات‬
‫األنظمة واللوائح وما في حكمها‪ ،‬ومن ذلك نشر املشروع الستطالع مرئيات العموم‪.‬‬
‫ً‬
‫واتفاقا مع ما تقدم فإنه يتعين استحداث ترخيص تمنحه الهيئة بموجب النظام والئحته التنفيذية لكل‬
‫من تتوافر في الشروط ملمارسة نشاط العالنات عبر منصات التواصل الجتماعي‪ .‬وتحدد الضوابط مسمى‬
‫النشاط وشروطه وإجراءات وقيوده واملتطلبات الخاصة به‪ ،‬دون إخالل بما تم الطالع واالستفادة منه في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سياق التجارب الدولية كما تقدم‪ .‬وعليه‪ ،‬فيعد لزاما أن يكون املسمى املعطى للترخيص متسقا واألهداف‬
‫املرجوه في شأن تنظيم وتقنين أعمال املعلنين عبر منصات التواصل الجتماعي‪ ،‬وترى الدراسة أن يكون‬
‫املسمى ذو مدلول على ماهية النشاط‪ .‬وحيث أن التجارب الدولية قد غاب عنها االتيان على وجوب ترخيص‬
‫ملمارسات النشاط‪-‬عدا دولة المارات‪ -‬فإن الدراسة قد خلصت إلى مناسبة أن يكون مسمى الترخيص‬
‫كالتالي‪" :‬تقديم املحتوى العالني من قبل األفراد عبر منصات التواصل الجتماعي"‪ .‬وما دفع إلى هذا املسمى‬
‫يخص في جوهره‪ ،‬تماشيه مع الغاية التي من أجله وجد القتراح‪ .‬ويمكن الدارك أن الترخيص يمنح لألفراد‬
‫ً‬
‫دون غيرهم باعتبار املعلنين هم في املجمل أفرادا‪ .‬وفي ضوء ما شهدته التجارب الدولية‪ ،‬نخلص من املقترح‬
‫ان النص على "األفراد" مناسب كون مصطلح "املؤثرين" أو "املشاهير" ال يصح القياس عليه وال يمكن‬
‫تحديده على وجه الدقة؛ أو وضع معايير دقيقة له وهو ما لم تأخذه تجارب الدول في الحسبان‪ ،‬وما ينتج‬
‫عن ذلك من صعوبة في تحديد العقوبات بشكل سليم‪ .‬ومن املؤكد أن التجارب الدولية لم توفر القدر الكافي‬
‫لتمييز االصطالحات‪ .‬فعلى سبيل املثال فإنه ال يمكن الستقرار على قاعدة محددة لوصف املؤثر‪ ،‬سواء‬
‫ً‬
‫كان من حيث السقف املحدد ألعداد املتابعين والتي تتباين من منصة إلى أخرى‪ .‬هذا فضال عن صعوبة‬
‫حصر ذلك في من يتعاقد معهم ألجل العالن عن منتج أو خدمة‪ .‬فقد يتخذ العالن من قبل حسابات ذات‬
‫متابعين محدودين‪ ،‬يكون لهم األثر البالغ على املنتج أو الخدمة أو ما يؤدي إلى ارتفاع في أعداد املشاهدين‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى املسمى املتخذ فإن شمولية تقديم املحتوى ال يتنافى مع ضرورة أوجه العالن وخصائصه‪ ،‬كما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يتبين الحقا في البنود املقترحة‪ ،‬ويعد مبدءا لتحقيق مصلحة الضوابط املقترحة‪ ،‬ليأتي ذلك إستجابة‬
‫لحاجيات واقع املمارسة من حيث مفهومه وما أنيط به في صياغته من دقة‪ .‬وال تأتي تلك املصطلحات دون‬
‫التنصيص عليها وتعريفها‪ ،‬كما أتى على ذكرها في هذا الدراسة‪.‬‬

‫وهناك ما يمكن استنباطه من التجارب الدولية من ضوابط ومتطلبات وقيود عامة وتمثل ذلك جزئية هامة‬
‫في توجه هذه الدراسة‪ ،‬مع األخذ بعين العتبار السعي لسد الثغرات على وقع بها من قصور واالستفادة من‬
‫ذلك في النص النظامي بوجه خاص‪ ،‬وغاية ذلك أن يؤدي إلى سعة في توفيق الخيارات‪ ،‬كما تم بيانه في هذه‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫وقد عمدت البنود إلى تقنين الضوابط التي يتوجب مراعاتها عند صياغة "الالئحة التنظيمية" بايجاد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التعريفات واأللفاظ التي تعد مستحدثة في املجال‪ .‬وحيث أنه من الثابت نظاما‪ ،‬أن القاعدة النظامية‬
‫يتوجب أن تتوفر بها صفة الدقة؛ لذا فإنه يبنغي أن تحتوى الضوابط تعاريف تتناول تحديد مدلوالت عدد‬
‫ً‬
‫من االصطالحات‪ .‬وألن الضوابط رهينة بتلبية الحاجيات األساسية املنصوص عليها نظاما؛ وبناء على ما تم‬
‫ً‬
‫استخالصه من الدراسات املعيارية‪ ،‬دون إخالل بالتعاريف املوجودة حاليا في النصوص النظامية التي يكون‬
‫ً‬
‫الركون إليها ضروريا عند صياغة النصوص النظامية‪ .‬فقد رؤي إضافة تعاريف منصات التواصل‬
‫الجتماعي‪ ،‬وتعريف موفر الخدمة أو السلعة؛ وتعريف االتفاق؛ وتعريف الفصاح؛ وتعريف الفرد‪ .‬وقد‬
‫ً‬
‫أضفى بند "نطاق تطبيق" سريانها آخذا بعين العتبار الصالحية القانونية املكانية للمقترح‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واسترشادا بما تم استيعابه من التجارب الدولية وعالوة عليها وسدا للثغرات الناجمة عنها فقد تم‬
‫ً‬
‫التنصيص (كما سيظهر في البنود الحقا) على خصائص املادة املعلن عنها والفصاح عن ذلك ومنها على‬
‫ً‬
‫سبيل املثال الفصاح عن العالن بحسب طبيعته املرئية واملمسوعة واملقروءة كما جاء في البند رابعا‪ .‬فيما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تناول البند خامسا أسس وقواعد الشروط العامة لإلعالن املنتظر عرضه‪ .‬في حين تناول البند سادسا‬
‫سالفي الذكر قد حرصا على توافر العناصر الدقيقة التي ساغ‬ ‫ّ‬ ‫الشروط الخاصة لإلعالن‪ .‬فإن البندين‬
‫استعمالها والتي من خاللها يمكن التأكد من أن املادة املعروضة هي مادة إعالنية بالفعل‪ ،‬وذلك لتجنيب‬
‫حاالت عدم اليقين‪ .‬وأخضعت املعايير املتضمنة خصائص عديدة لم يتم التطرق إليها بشكل أقل فاعلية‬
‫ً‬
‫في تجربة سنغافوره مثال‪ ،‬فقد استلزم األمر تقسيم ذلك البند إلى التالي‪ :‬العالنات الصوتية؛ العالنات‬
‫املرئية واملمسوعة (وينطبق ذلك على املقاطع ذات املدة الزمنية القصيرة واملحدودة‪ ،‬ويشمل كذلك تلك‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫التي يكون فيه املقطع ملرئي صامتا؛ والعالنات املكتوبة؛ والصور‪ .‬وأتاح البند ثامنا شروطا عامة لالتفاق‬
‫ً‬
‫بين املرخص له أو من يمثله مع األطراف صاحب حق التصرف في السلعة أو الخدمة‪ .‬وحوى البند تاسعا‬
‫إقتراح مدة الرخصة بثالث سنوات بمقابل مالي قدره خمسة عشرة ألف ريال (‪ .)15,000‬وعالوة على ذلك‬
‫آثرت بنود الجراءات‪ ،‬كما جاء على ذكرها في هذه الدراسة‪،‬استيفاء املتطلبات الخاصة بها من إجراءات‬
‫للتقديم وشروطها‪ ،‬إضافة إلى التعهدات املقدمة من طرف املرخص له‪.‬‬

‫التجارب الدولية‬
‫تم العمل على مقارنة التجارب الدولية في شأن التشريع لنشاط العالن عبر منصات التواصل الجتماعي‬
‫لألفراد‪ .‬وتراوحت الدول التي تم اختيارها بين دول في تجاربها كما هو مبين‪ ،‬وكنتيجة حتمية فقد تم التركيز‬
‫على تجارب مختلفة في نطاقها الجغرافي وبيئتها التشريعية والقانونية‪.‬‬

‫أملانيا (علم الدولة)‬


‫‪1-‬هيئة املنافسة‪.‬‬ ‫الجهة (الجهات)املشرفة‬
‫والجهة املعنية بتطبيق النصوص ‪2-‬جمعيات مختلفة‪.‬‬
‫‪3-‬غرف التجارة والصناعة‪.‬‬ ‫القانونية‬
‫‪4.‬غرف الحرف‪.‬‬

‫القانون الخاص باملنافسة غير العادلة‬ ‫الوثيقة القانونية‬


‫قانون ‪ Telemedia‬األملاني‬
‫معاهدة الذاعة األملانية بين الدول‬

‫مطالبات التوقف والكف عن العالن ؛ االتعويض علن األضرار‪.‬‬ ‫الجراءات العقابية‬


‫معلومات عن األفعال املخالفة ؛ وتسديد تكاليف‪ .‬من املرجح أن يتم‬
‫تقديم املطالبات في أمر قضائي أو دعوى قضائية‪.‬‬
‫عالوة على ذلك ‪ ،‬يمكن لسلطات الدولة إصدار غرامة مالية‪.‬‬

‫الشارة صراحة وباستخدام الرموز املتعارف عليها مثل (‪)#‬املواكبة‬ ‫الشارة إلى أن املحتوى إعالني‬
‫لذلك لبيان أن املعروض هي مادة إعالنية‪ ،‬والذكر في حال كان هناك‬
‫ً‬
‫مقابل مالي لقاء ذلك‪ .‬كما أن وجود الشارة إلى أن بعضا من املفردات‬
‫املستخدمة ال تعد كافية لالستدالل بأن املادة هي إعالنية‪.‬‬

‫فرنسا (علم الدولة)‬


‫الجهة (الجهات) املخولة ‪-‬املديرية العامة لسياسة املنافسة وشؤون املستهلك ومراقبة االحتيال‬
‫والجهة‬ ‫بالشراف‬
‫‪-‬منظمة التنظيم الذاتي لإلعالن‪ .‬يرجى مالحظة أن املنظمة ليس لها‬
‫بتطبيق صالحيات ملزمة أو عقوبات محددة ولكن ً‬
‫غالبا ما يتم اتباع إرشاداتها‬
‫املعنية‬
‫النصوص القانونية‬
‫من قبل املحاكم والسلطات الفرنسية‪.‬‬

‫‪-‬مواد من قانون املستهلك بشأن املمارسات التجارية غير‬ ‫الوثيقة القانونية‬


‫العادلة‪.‬‬

‫‪-‬مواد من قانون الثقة في االقتصاد الرقمي بشأن تحديد‬


‫العالنات‪.‬‬
‫تبدأ التحقيقات من قبل املديرية العامة لسياسة املنافسة‬ ‫الجراءات العقابية‬
‫وشؤون املستهلم ومراقبة االحتيال‪ .‬ولكن ال توجد غرامات‬
‫حتى اآلن لخرق قانون املنافسة وحماية املستهلك‪.‬‬

‫ً‬
‫تكون الشارة إلى املادة بوصفها إعالنا‪ ،‬في بداية أي إعالن‬ ‫الشارة إلى أن املحتوى‬
‫واللغة الفرنسية‪.‬‬ ‫إعالني‬

‫سنغافوره (علم الدولة)‬


‫هيئة معايير العالن في سنغافورة‪.‬‬ ‫الجهة (الجهات)‬
‫املخولة باإلشراف‬
‫والجهة املعنية بتطبيق‬
‫النصوص القانونية‬

‫‪ -1‬إرشادات لالتصاالت التسويقية التفاعلية ووسائل‬ ‫الوثيقة القانونية‬


‫التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪-2‬املالحظات الرسترشادية لالتصاالت التسويقية التفاعلية‬
‫ووسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫‪-‬الدعاية السلبية من التحقيق ونشر السلطة لنتائج‬ ‫إجراءات العقوبات‬


‫التحقيق حيث يخالف املؤثرون املعايير‪.‬‬
‫‪-‬قد تقوم منصات التواصل االجتماعي بإلغاء تنشيط‬
‫الحسابات املخالفة لخرق معايير املجتمع وإرشاداته‪.‬‬

‫تضمنت الشارات للكثير من اليحاءات عن كون املادة هي‬ ‫اإلشارة إلى أن املحتوى‬
‫مادة إعالنية ويشمل ذلك الزموز األلفاظ والعبارات بشكل‬ ‫إعالني‬
‫ً‬
‫واسع‪ ،‬ولتشمل أيضا وسائل البث املختلفة‪.‬‬
‫اململكة املتحدة (علم الدولة)‬
‫(الجهات) ‪-‬هيئة معايير العالن‪.‬‬ ‫الجهة‬
‫‪-‬لجمة ممارسة العالن‪.‬‬ ‫املخولة باإلشراف‬
‫والجهة املعنية بتطبيق ‪-‬هيئة املنافسة واألسواق‬
‫‪-‬الهيئة العامة لسوق املال‪.‬‬ ‫النصوص القانونية‬

‫‪-‬قانون اململكة املتحدة لإلعالنات غير الذاعية وترويج‬ ‫الوثيقة القانونية‬


‫املبيعات والتسويق املباشر‪.‬‬
‫‪-‬حماية املستهلك من لوائح التجارة غير العادلة لعام‬

‫إجراءات العقوبات‬
‫• سحب أو تعديل العالن املخالف‪.‬‬
‫• التشهير باملعلن‪.‬‬
‫• الحرمان من املساحة العالمية (عبر النترنت أو غير ذلك) ؛‬
‫• إزالة إعالنات البحث املدفوعة من مواقع البحث على‬
‫النترنت‪.‬‬
‫• سحب االمتيازات التجارية‬
‫• التدقيق املسبق لبعض أو كل العالنات املستقبلية للمعلن‪.‬‬

‫يتوجب بيان العالقة بين صاحب العالن واملعلن بحيث تكون‬ ‫اإلشارة إلى أن املحتوى‬
‫املفردات أو الرموز واضحة بما يتضمن عالمات الشكر أو‬ ‫إعالني‬
‫الضيافة‪ ،‬وهي مفصلة على نحو واضح‬
‫اإلمارات العربية املتحدة (علم الدولة)‬
‫املجلس الوطني لإلعالم‪.‬‬ ‫الجهة (الجهات)‬
‫املخولة باإلشراف‬
‫واملعنية بتطبيق‬
‫النصوص القانونية‬

‫دليل العالنات‬ ‫الوثيقة القانونية‬

‫غرامة مالية للمحتوى العالني‬ ‫إجراءات العقوبات‬

‫تضمنت الشارات للكثير من اليحاءات عن كون املادة هي‬ ‫اإلشارة إلى أن املحتوى‬
‫مادة إعالنية ويشمل ذلك الرموز واأللفاظ والعبارات بشكل‬ ‫إعالني‬
‫واضح‪.‬‬

‫تقييم الدراسة املعيارية‬


‫بنظرة متأنية ملا ورد في التجارب الدولية لتقنين أعمال املعلنين عبر منصات التواصل الجتماعي‪ ،‬يتضح من‬
‫خالل تلك الدول‪ ،‬ان القانونين تختلف في بنيتها وأدواتها املستخدمة ونطاقها والعقوبات ذوات الصلة بها‬
‫وتدابير إنفاذها وال تتماثل سوى في عدد منها‪ .‬وكذلك األمر وبخاصة فيما يتصل ببيان العالن مكوناته‬
‫ً‬
‫باعتبار أن لكل دولة طبيعة تشريعية وتنفيذية ذاتية‪ ،‬تعالج وفقا ملا نصت عليه تلك القوانين والتشريعات‪.‬‬
‫ً‬
‫ومن هنا يمكن القول أنه تم االستناد لتلك االعتبارات ذاتها وتقييما ملا وقع عليه الختيار من تجارب‪،‬‬
‫والركون لبعض ما ورد من خاللها على أن يتوافق مع املنظومة التشريعية واستحداث ما يمكن استحداثه‬
‫على ضوئها من قواعد تتصل باملصلحة العامة‪ ،‬وباللتزامات املفروضة على "املؤثرين" وعلى املتعاقد معهم‬
‫لتنفيذ العالنات وعرضها‪.‬‬
‫ً‬
‫وبناء على ما قامت به تلك الدول من تجارب‪ ،‬فيتعين القول‪ ،‬أنه باستثناء المارات تحديدا فيوجد بين‬
‫الدول أكثر من نص نظامي يقنن لإلعالنات عبر مواقع التواصل الجتماعي لألفراد أو ما يسمون بـ "املؤثرين"‪.‬‬
‫ً‬
‫ففي بريطانيا مثال فإن قانونين اثنين أو أجزاء منه يشرعان لالعالن عبر منصات التواصل الجتماعي‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫قانون لإلعالنات وآخر لحماية املستهلك‪ .‬أما في أملانيا فثالثة قوانين تستمد بشكل جزئي القوانين املشرعة‬
‫ّ‬
‫للنشاط‪ .‬وفي سنغافورة فقد سنت ارشادات لالتصاالت التوسيقية ولوسائل التواصل الجتماعي‬
‫ومالحظات استرشادية مرتبطة بها وليس لها قوة االنفاذ املفترضة‪ .‬وفي فرنسا على سبيل املثال فال يوجد‬
‫تشريع على وجه التحديد‪ ،‬بل مجموعة من التشريعات منها املتعلق بحماية املستهلك والقتصاد‪.‬‬
‫ً‬
‫واملالحظ بوجه عام أن الجهات املشرفة على أعمال املؤثرين تتراوح في أعدادها واختصاصاتها ويالحظ أيضا‬
‫بصفة خاصة التقارب بين الدول في استحداث جهات مشرفة تكون في أعدادها أكثر من جهة في أحيان عدة‪.‬‬
‫حيث يتبين من خالل ذلك أن تلك الدول قد حددت على أقل تقدير ماهية الجهات املسؤولة‪ .‬ففي المارات‬
‫ً‬
‫يعد املجلس الوطني االماراتي مسؤوال عن النشاط‪ ،‬وفي سنغافوره فهي هيئة معايير العالن‪ ،‬وفي بريطانيا‬
‫فإنها هيئة معايير العالن‪ ،‬ولجنة ممارسة العالن وفي فرنسا فهي املديرية العامة لسياسات املنافسة‬
‫وشؤون املستهلك ومراقبة الحتيال وكذلك منظمة التنظيم الذاتي لإلعالن‪ ،‬رغم فارق الصالحيات بين‬
‫الجهات‪.‬‬

‫وفي شأن املحتوى العالني فيراعى في القوانين ماهية العالن وطبيعته وذلك بناء على اثبات العالقة التجارية‬
‫ً‬
‫بين األطراف في حال وجود دفوعات لقاء العالن على أن يحدد بشكل واضح‪ ،‬معادلة في ذلك ما يدل على‬
‫وجود إعالن لقاء مقابل مالي أو غير مالي عبر االستدالل السليم لها بالشارة املباشرة إلى تلك األلفاظ أو‬
‫الرموز‪ .‬وال يعني بالضرورة إكتفاء العالن بالعالقة املالية بين الطرفين الناجمة عن أثر دعائي من خالل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫معايير خاصة بذلك‪ .‬وعالوة عليها فإن عددا من التجارب قد حوت على أمرا شرطيا؛ فقد نصت صراحة‬
‫على الرموز والكلمات الواجب وجودها عن أن املعلن من قبل املؤثرين هي مادة دعائية إعالنية واضحة‪ ،‬وأن‬
‫غياب تلك األدوات تؤدي في غالب األحيان إلى لبس في املراد منها‪ .‬ففي القوانين الفرنسية على سبيل املثال‪،‬‬
‫يستخلص من تجربتها اعتبارات عدة فرضت إلزاميتها على أي عالقة كانت بين املؤثر وصاحب الحق في‬
‫التصرف في الخدمة أو املنتج من خالل بيان العالقة التعاقدية‪ ،‬وكذلك املقابل املالي أو العيني لقاء العالن‪،‬‬
‫بما في ذلك تقديم عروض خاصة للمؤثر لقاء ما يتم العالن عنه‪ .‬وعلى خالف ذلك‪ ،‬فإن القانون األملاني‬
‫ً‬
‫أحيان عدة غير‬ ‫قض ى أن تكون الشارة إلى العالن بصورة مقتضبة تتصل في عمومه وحسب‪ .‬وتكون في‬
‫وافية التدابير‪ .‬ويجبر القانون األملاني الشارة إلى املادة بأنها هي إعالنية‪ .‬بينما يضع في عين الوقت عدم‬
‫ً‬
‫الكفاية في حال كان هناك‪ ،‬مثال‪" ،‬شراكة راعية" لتدل على عالقة تحكم "املؤثر" والجهة صاحبة العالن؛‬
‫ما يعد قصورا في تحديد أن املادة هي بالفعل مادة إعالنية‪ .‬وقد نص القانون الفرنس ي على أن تكون اللغة‬
‫املستخدمة هي اللغة الفرنسية وبإستخدام املفردات املتداولة الدالة على أن املعروض هي مادة إعالنية‪ ،‬وال‬
‫يخفى مراد هذا الشرط من حيث إلزامية التحديد وما قد يترتب على ذلك من مآالت‪ ،‬تكون في غالبها‪ ،‬ذات‬
‫أثر عقابي‪ .‬بل أن القانون الفرنس ي أخذ في ذات العتبار ضرورة التفريق بين املحتوى التحريري والعالمة‬
‫التجارية املعلن عنها‪.‬‬

‫وفي القانون السنغافوري فإن املشرع قد خص هذا املنحى بآلية وقيود واضحة املعالم تتمثل في تحديد‬
‫ً‬
‫دقيق ملا يمكن الشارة إلى املادة بوصفها إعالنا‪ .‬على حين جاء في تلك اآللية والقيود أمثلة عديدة تولت بيان‬
‫ً‬
‫ماهية العالن مقرونا بما يتسق معه من إشارات توحي للمشاهد أو القارئ أو املستمع أن ما يعرض هي مادة‬
‫إعالنية‪ .‬وذات املبدأينسحب على ما ورد في القوانين البريطانية وفي المارات كذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫و ما نستخلصه أيضا من التجارب الدولية وهو األثر العقابي الناجم عن مخالفات عدم الحتكام للنصوص‬
‫القانونية املؤطرة للمجال‪ .‬ولعله من املفيد النظر فيما أنطوت عليه تلك العقوبات‪ .‬وبالمكان تحديد ذلك‬
‫ً‬
‫وفقا ملعايرين‪ )1 :‬الغرامات املالية ‪ )2‬العقوبات األخرى‪.‬‬

‫وبالنظر بداية إلى الغرامات املالية‪ ،‬ومدى األثر املترتب عليها‪ ،‬فمن املالحظ أن التفاوت يقع في مبلغ الغرامة‬
‫وماهيتها‪ .‬واملتأمل في القانون األملاني يجد أن الغرامات املالية غير محددة املبلغ أو السقف‪ ،‬إال أنها تعتبر في‬
‫ً‬
‫أحيان عديدة من جانب واقع املمارسة غير مرتفعة نسبيا‪ .‬وقد سار القانون البريطاني على مقتض ى القانون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫األملاني بحيث لم يحدد سقفا للغرامات‪ ،‬بيد أن املشرع البريطاني قد ترك ذلك منحصرا في خانة املخالفات‬
‫الجسيمة املفروضة على كل من الشركات واملؤثرين‪ .‬أما سنغافوره فلم تلزم تدوين تلك الغرامات بشكل‬
‫صريح ودقيق‪ .‬وال يعني هذا العفاء بالضرورة انتفاء مبدأ الغرامة املالية؛ كما أن هذه األداة حسبما يتبين‬
‫من خالل ما أقرته تلك الدول مقدر لكل حالة على حدة‪ .‬بينما ذهب القانون الفرنس ي إلى غرامة بحد أقص ى‬
‫تصل إلى ثالثمئة ألف يورو‪،‬للمؤثرين وتصل الغرامة املفروضة على للشركات املخالفة إلى مليون ونصف‬
‫املليون يورو‪ .‬وال تكفي الغرامات املالية املباشرة في القانون األملاني كأثر عقابي وحسب‪ ،‬بل يكون تسديد‬
‫ً‬
‫التكاليف املالية الناجمة عن تلك األضرار كوجه من أوجه التعويض نموذجا آخر للغرامة‪ .‬أما في التشريع‬
‫الماراتي فقد عبر عن شأن ذلك من خالل دليل العالنات الماراتي طبيعة املخالفات ذوات الشأن باملؤثرين‪.‬‬
‫حيث أتى في "دليل العالنات" على أن املخالفات تنسحب على املخالفات في نطاق املحتوى العالني ولم‬
‫ً‬
‫يحدد املشرع حدود ذلك‪ ،‬جاعال إياها في حدود املحتوى املخالف دون غيره‪ ،‬كما بينت ذلك نصوصه‪ .‬ومن‬
‫الالفت أنه‪ ،‬وبحسب النصوص‪ ،‬أن املخالفات ال تشمل صراحة مخالفات املؤثرين؛ وهو ما قد يؤدي إلى‬
‫فراغ في تطبيق الغرامات املستحقة واآلليات املرتبطة بها‪ .‬بيد أنه تشوب تلك القوانين قصور من حيث أنه‬
‫لم تستجب بعض القوانين إلى تحديد واضح للمخالفات املالية على أسس حجم املخالفة وجسامتها‬
‫وسقفها وغير ذلك‪.‬‬
‫أما أوجه العقوبات األخرى التي تفرضها تلك التجارب إزاء املخالفين من مؤثرين أو كيانات تمتلك حق‬
‫التصرف في العالن كالشركات وغيرها‪ .‬فقد فرضت تجارب الدول عقوبات على أسس التوقف والكف عن‬
‫العالن وهو ما ّ‬
‫سنه القانون األملاني على سبيل املثال أو ما يوازي ذلك من عقوبات أقرتها القوانين‬
‫البريطانية ومنها حظر املواد العالنية ‪ ،‬أو الحرمان من املساحة العالنية‪ ،‬أو إزالة لعالنات البحث‬
‫ً‬
‫املدفوعة من مواقع البحث على االنترنت‪ ،‬أو سحب وتعديل العالن وهو ما يتفق أيضا إلى ما ذهب إليه‬
‫القانون الفرنس ي في هذا الخصوص‪ .‬ويتقاطع القانون السنغافوري‪ ،‬في الشأن أعاله‪ ،‬ورغم محدودية‬
‫ً‬
‫عقوباته‪ ،‬إلى إلغاء الحسابات اآللية للمؤثرين‪ .‬ومن املألوف أيضا في التجارب الدولية مصطلح "املؤثر"‬
‫الشائع واملتداول في أغلب التجارب‪ ،‬وحيث أنه يبنغي التدارك أنه ال يوجد تفسير ّ‬
‫جلي للمصطلح‪ .‬وال يمكن‬
‫الركون في هذه إلى استخدام املصطلح في هذه الدراسة أو النصوص النظامية لغياب تفسير واضح لذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫أما فيما يخص ايجاد ترخيص خاص بأعمال املؤثرين‪ ،‬فإنه يظهر جليا عدم ميل تلك التجارب‪-‬عدا‬
‫المارات‪ -‬إلى استحداث "رخصة" ملزاولة نشاط العالن للمؤثرين‪ .‬ومرد ذلك إلى عدم نضوج القواين‬
‫ً‬
‫املحكمة لها لديها وهو السائد عامليا‪ .‬حيث لم تذهب تلك التجارب إلى وضع إطار يشمل وثيقة تمنح ملمارسة‬
‫النشاط سواء كانت رخصة أو تصريح أو ما في حكمها‪ .‬ويظهر بحسب ما تبين أن غياب تلك الرخصة أدت‬
‫إلى غياب املقنن األوحد املسؤول أمام أي انتهاك للقوانين وفرض العقوبات لتحقيق التوازن العادل‪،‬‬
‫والسعي لعدم تداخل القوانين والشراف على تطبيق النصوص النظامية بما يحقق مصلحة القطاع‬
‫العالني واملستهلكين واألفراد على السواء وهو ما تم معالجته في هذه الدراسة‪.‬‬

You might also like