Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫مادة الثقافة اإلسالمية‬


‫بحث عن الصحابي ‪:‬‬

‫أنس بن مالك‬
‫(خادم رسول هللا)‬
‫إعداد الطالب ‪ :‬أنس أحمد حسن‬
‫‪:‬نسبه‬
‫هو أنس بن مالك بن النضر األنصاري الخ زرجي النج اري من ب ني ع دي‬
‫بن النجار‪ ،‬خادم رسول هللا صلى هللا علي ه وس لم‪ ،‬ك ان يتس َّمى ب ه ويفتخ ر‬
‫بذلك‪ ،‬وقد ُولد رضي هللا عنه قبل الهجرة بعشر سنوات‪ ،‬وكنيته أبو حمزة‪.‬‬
‫وأم أنس هي أم س ليم بنت ملح ان رض ي هللا عنه ا‪ ،‬ك انت تحت مال ك بن‬
‫النضر (أبي أنس بن مالك في الجاهلية)‪ ،‬فولدت له أنس بن مالك‪ ،‬فلم ا ج اء‬
‫هللا باإلس الم أس لمت م ع قومه ا وعرض ت اإلس الم على زوجه ا‪ ،‬فغض ب‬
‫عليه ا وخ رج إلى الش ام فهل ك هن اك‪ ،‬ثم خل ف عليه ا بع ده أب و طلح ة‬
‫األنصاري رضي هللا عنه‪.‬‬

‫ما أن هاجر النبي محم د إلى ي ثرب‪ ،‬ح تى دفعت أم س ليم ابنه ا أنس للن بي‬
‫ليقوم على خدمته‪ ،‬وعمره يومها عشر سنين‪ ،‬وقالت له‪ :‬يا رسول هللا‪ .‬هذا‬
‫ُأنيس ابني غالم لبيب كاتب‪ ،‬أتيت ك ب ه يخ دمك‪ ،‬ف ادع هللا له»‪ ،‬فقبل ه الن بي‬
‫محمد‪ ،‬ودعا له قائالً‪ " :‬اللهم أكثر ماله وول ده وأط ل عم ره واغف ر ذنبه "‪.‬‬
‫خدم أنس بن مالك النبي محمد مدة مقامه بالمدينة عشر س نين‪ ،‬عامل ه فيه ا‬
‫النبي محمد معاملة الول د‪ ،‬وك ّن اه أب و حم زة‪ ،‬وأحيا ًن ا م ا ك ان ينادي ه " ي ا‬
‫بني"‪،‬وما عاتبه على شئ فعله‪ ،‬وما ضربه قط‪.‬‬

‫‪:‬علم أنس بن مالك‬


‫روى أنس بن مالك ‪ -‬رضي هللا عن ه ‪ -‬علم ا ً ج ّم ا ً عن الن بي علي ه الس الم‪،‬‬
‫فقد روى عن النبي ‪ 2286‬حديث اتفق البخاري ومسلم على ‪ 180‬ح ديث‬
‫منهم وانفرد البخاري ب ‪ 80‬حديث ومسلم ب ‪ 90‬حديث ‪.‬‬
‫وروى عن الكث ير من الص حابة‪ ،‬منهم‪ :‬أب و بك ر الص ديق‪ ،‬وعم ر بن‬
‫الخطاب‪ ،‬وعثمان بن عف ان وأب و طلح ة‪ ،‬وأب و ذر‪ ،‬وعب ادة بن الص امت‪،‬‬
‫وأبو هري رة رض ي هللا عنهم‪ ،‬وغ يرهم‪ ،‬كم ا روى عن أنس جم ٌع غف يرٌ‪،‬‬
‫منهم‪ :‬ابن سيرين وعمر بن عبد العزيز‪ ،‬والشعبي‪ ،‬وقتادة‪ ،‬والحس ن‪ ،‬وابن‬
‫المنكدر‪ ،‬وعمرو بن عامر الكوفي‪ ،‬وغيرهم ‪.‬‬
‫بعد وفاة النبي‪:‬‬

‫بعد وفاة النبي محمد‪ ،‬استخلف‪ ‬أبو بكر الص ديق‪ ‬على المس لمين ال ذي ش هد‬
‫بداية عهده ردة العديد من القبائل على سلطة المسلمين وعلى دين اإلس الم‪،‬‬
‫ف آذن ذل ك بب دء‪ ‬ح روب ال ردة‪ .‬ش ارك أنس في تل ك الح روب‪ ،‬وك ان أح د‬
‫الرماة المهرة‪ ،‬فكان ممن شهد‪ ‬معركة اليمامة‪،‬وبع د اس تقرار األم ور‪ ،‬أراد‬
‫أبو بكر أن يبعث أنس بن مال ك إلى‪ ‬البح رين‪ ‬ليت ولى جباي ة أم وال الزك اة‪،‬‬
‫فاستش ار‪ ‬عم ر بن الخط اب‪ ،‬فق ال ل ه عم ر‪ :‬ابعث ه‪ ،‬فإن ه ل بيب ك اتب‬
‫فبعث ه‪ .‬ع اد أنس من مهمت ه ليج د الخليف ة األول ق د م ات‪ ،‬وخلف ه الخليف ة‬
‫الثاني عمر بن الخطاب‪ ،‬فبدأ بمبايعته‪ ،‬ثم دف ع إلي ه الم ال‪ .‬ثم انطل ق أنس‪،‬‬
‫وش ارك في‪ ‬فت وح الع راق وبالد ف ارس‪ ،‬وش هد‪ ‬معرك ة القادس ية‪،‬‬
‫وفتح‪ ‬تستر‪ ،‬وهو الذي قدم المدينة المنورة على عمر بن الخط اب بحاكمه ا‬
‫الهرمزان أسيرً ا‪.‬‬

‫وبعد الفت وح‪ ،‬س كن أنس‪ ‬البص رة‪ ،‬وأق ام فيه ا يُح ّدث الن اس بم ا يحف ظ من‬
‫راو عنه‪ .‬ولما‬
‫الحديث النبوي‪ ،‬حتى أحصى علماء الحديث أكثر من مائتي ٍ‬
‫تولى‪ ‬عبد هللا بن الزبير‪ ‬الخالفة بعد موت‪ ‬يزيد بن معاوية‪ ،‬كتب ابن الزبير‬
‫إلى أنس بن مالك ليصلى بالناس بالبصرة‪ ،‬فصلى بهم أربعين يومًا‪.‬‬

‫مواقف من حياة أنس بن مالك مع الرسول‪:‬‬


‫قال أنس بن مالك‪ :‬كان رسول هللا ص لى هللا علي ه وس لم من أحس ن الن اس‬
‫ُخل ًقا‪ ،‬وأرحبهم صدرً ا‪ ،‬وأوفرهم حنا ًنا؛ فقد أرسلني يو ًم ا لحاج ة فخ رجت‪،‬‬
‫وقصدت صبيا ًنا ك انوا يلعب ون في الس وق أللعب معهم‪ ،‬ولم أذهب إلى م ا‬
‫ان يق ف خلفي‪ ،‬ويأخ ذ بث وبي‪،‬‬‫أمرني ب ه‪ ،‬فلم ا ص رت إليهم ش عرت بإنس ٍ‬
‫فالتفت فإذا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يتبسّم ويقول‪" :‬ي ا أنيس‪ ،‬أذهبت‬
‫إلى حيث أمرتك؟" فارتبكت وقلت‪ :‬نعم‪ ،‬إني ذاهب اآلن يا رسول هللا‪ .‬وهللا‬
‫لقد خدمته عشر سنين‪ ،‬فما قال لشي ٍء صنعته ل َم صنعته‪ ،‬وال لش ي ٍء تركت ه‬
‫ل َم تركته‪.‬‬

‫وعن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪ :‬أتاني معاذ بن جبل رضي هللا عن ه‬
‫من عند رسول هللا صلى هللا علي ه وس لم فق ال‪" :‬من ش هد أن ال إل ه إال هللا‬
‫صا بها قلبه دخل الجنة"‪ .‬فذهبت إلى رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم‬ ‫مخل ً‬
‫فقلت‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬ح دثني مع اذ أن ك قلت‪" :‬من ش هد أن ال إل ه إال هللا‬
‫صا بها قلبه دخل الجنة"‪ .‬قال‪" :‬صدق معاذ‪ ،‬صدق معاذ‪ ،‬صدق معاذ"‪.‬‬ ‫مخل ً‬

‫من كلمات أنس بن مالك‪:‬‬


‫قيل ألنس بن مالك رضي هللا عنه‪ :‬إن حبَّ علي وعثمان ‪-‬رضي هللا عنهما‪-‬‬
‫ال يجتمعان في قلب واحد‪ .‬فقال أنس رضي هللا عنه‪ :‬كذبوا‪ ،‬وهللا لق د اجتم ع‬
‫حبهما في قلوبنا‪.‬‬
‫وعن أنس بن مالك رضي هللا عن ه ق ال‪ :‬لم يكن رس ول هللا ص لى هللا علي ه‬
‫وسلم سبَّابًا وال فحَّا ًشا وال لعَّانًا‪ ،‬كان يقول ألحدنا عند المعاتبة‪َ " :‬ما لَهُ تَ ِر َ‬
‫ب‬
‫َجبِينُهُ"‪.‬‬

‫عبادته‪:‬‬
‫ق ال أب وهريرة‪" :‬م ا رأيت أح دًا أش به بص الة رس ول هللا‪ ‬من ابن أم‬
‫سليم" ‪ ،‬وق ال‪ ‬أنس بن س يرين‪ :‬ك ان أنس بن مال ك أحس ن الن اس ص الة في‬
‫الحضر والسفر‪ ،‬وقال حفيده‪ ‬ثمامة بن عبد هللا‪ :‬كان أنس يصلي حتى تفط ر‬
‫قدماه د ًما‪ ،‬مما يطيل القيام‪.‬‬

‫‪:‬أمواله‬
‫كان له بستان يحمل‪ ‬الفاكهة‪ ‬في السنة مرتين‪ ،‬وكان في ه ريح ان يجيء من ه‬
‫ريح‪ ‬المسك‪ .‬يقول أنس‪ :‬وهللا إن مالي لكثير‪.‬‬
‫‪:‬غزواته‬
‫أشهر الغزوات التي شهدها أنس هي الحديبية وخيبر وعمرة القضاء والفتح‬
‫وحنين والطائف وما بعد ذلك‪ ‬كما شهد حجة الوداع‪.‬‬
‫وقد اختلف في ش هوده غ زوة ب در الك برى‪ ,‬والمش هور أن ه لم يش هد ب درا‬
‫لصغر سنه‪ ،‬ولم يشهد أحد أيضا لذلك‪ .‬وقيل بأن ه خ رج م ع الرس ول حين‬
‫توجه إلى بدر وهو غالم يخدم النبي ‪.‬‬

‫وفاته‪: ‬‬

‫أصيب أنس بن مالك في نهاية حياته‪ ‬بالبرص‪ ،‬وضعف جسده‪ .‬وتوفي أنس‬


‫بن مالك في البصرة في خالفة‪ ‬الوليد بن عبد الملك‪ ،‬ولكن على خالف في‬
‫سنة وفاته‪ ،‬فقيل توفي سنة ‪ 90‬هـ‪ ،‬وقيل ‪ 91‬هـ‪ ،‬وقيل ‪ 92‬هـ‪ ،‬وقيل ‪93‬‬
‫هـ‪ .‬وهو آخر من بقي بالبصرة من أصحاب النبي محمد‪ ،‬وآخر من بقي‬
‫ممن صلى إلى القبلتين‪ .‬وكان قد أوصى أن يصلي عليه‪ ‬محمد بن سيرين‪،‬‬
‫فغسّله وصلى عليه‪ ،‬كما أوصى أن ُتدفن معه عصا للنبي محمد كانت‬
‫عنده‪ ،‬فدفنت معه بين جنبه وقميصه‪.‬‬

You might also like