Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫موجهة لطلبة السنة اﻷولى ليسانس ‪LMD‬‬

‫السنة الجامعية ‪2021-2020‬‬


‫ساد ﰲ أورو التكوين اﻻجتماعي اﻹقطاعي وذلك ﻹعتماد على طريقة اﻻنتاج الﱵ ﲢدد طبيعة النظام‬
‫السائد الﱵ بدأت ﰲ فرنسا ﰒ انتشرت ﰲ اﳒلﱰا و قي ﳎتمعات أورو ‪.‬‬
‫‪ .1.1‬خصائص النظام اﻻقتصادي في العصور الوسطى‬

‫يتفق معظم اﻻقتصاديين بأن فترة العصور الوسطى في أوروبا هي فترة ركود اقتصادي وفكري‪ ،‬تميزت بــ‪:‬‬
‫‪ 1-1-1‬بسيادة النظام اﻻقطاعي وسيطرة الكنيسة ‪،‬نظام أساسه اﻻنقسام الطبقي بين السادة المالكين لﻸراضي‬
‫واﻷقنان المرتبطين باﻷرض أوﻻ ‪،‬وبالسيد ثانيا‪.‬‬
‫‪2-1-1‬حصر ملكية اﻷراضي الزراعية بعدد قليل من اﻹقطاعيين والنبﻼء‪ ،‬وتحول الرقيق إلى فﻼحين‪،‬أطلق‬
‫عليهم رقيق اﻷرض)اﻷقنان(‪.‬‬
‫‪ 3-1-1‬ارتباط النشاط الصناعي والتجاري بالزراعة ‪،‬لسد حاجات اﻷسواق المحلية الصغيرة أو إنتاج بعض‬
‫السلع المحدودة ذات اﻷهمية للتجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ 4-1-1‬زيادة سلطة الكنيسة على اﻷفراد ‪،‬سواء من الناحية الروحية أو المادية ‪،‬وذلك من خﻼل زيادة ملكيتها‬
‫لﻸراضي وبالتالي امتﻼكها للسلطة الدنيوية زيادة على سلطتها الدينية‪.‬‬
‫‪ 5-1-1‬احتكار الفكر والتعليم من طرف رجال الكنيسة الذي أطلق عليهم إسم المدرسين ‪،‬وبالتالي نشأ بعض‬
‫المفكرين اﻻقتصاديين في أحضان الكنيسة ‪ ،‬تأثروا باﻷوضاع الطبقية واﻻقتصادية ‪.‬‬
‫‪ 6-1-1‬نادى هؤﻻء المفكرون )المدرسين ‪ :‬ومن أشهرهم القديس توماس اﻷكويني( بإخضاع كافة أوجه‬
‫النشاط والفكر اﻻنساني ‪،‬بما فيها النشاط اﻻقتصادي ‪،‬لمبادئ المسيحية‪.‬‬
‫‪ 7-1-1‬زيادة سلطة الكنيسة على اﻷفراد ‪،‬سواء من الناحية الروحية أو المادية ‪،‬وذلك من خﻼل زيادة‬
‫ملكيتها لﻸراضي وبالتالي امتﻼكها للسلطة الدنيوية زيادة على سلطتها الدينية‪.‬‬
‫‪ .2.1‬معالم النظام اﻻقتصادي في العصور الوسطى‬
‫تتلخص أهم معالم الفكر اﻻقتصادي اﻷوروبي في هذه المرحلة بالذات في فكر )المدرسيين( الذي ازدهر‬
‫في جامعات أوروبا الوليدة )وهي جامعات كانت تقوم أساسا على تدريس الﻼهوت بقصد تكوين رجال‬
‫الدين(‪.‬‬
‫ويتمثل جوهر فكر المدرسيين في محاولة التوفيق بين الدين والفلسفة ‪،‬أي بين اﻻيمان والعقل ‪،‬ولقد دار‬
‫الفكر اﻻقتصادي حتى القرن الرابع عشر حول فكرتين أساسيتين ‪:‬الثمن العادل والفائدة‪.‬‬
‫‪ 1-2-1‬الثــــمــن العـــادل‪:‬‬
‫هذا الثمن يجد جذوره في فكرة اﻻعتدال وضرورة عدم المغاﻻة في السعي للحصول على الثروة المادية‬
‫التي نادى بها )المدرسيون(‪ .‬باعتبار أنه يوجد لكل سلعة ثمن عادل يرتكز أساسا على نفقة اﻻنتاج‪ .‬فابتداء‬
‫من نفقة اﻻنتاج هذه يستطيع البائع أن يحقق ربحا معقوﻻ يسمح له بالحياة ‪،‬هو ومن يعولهم ‪،‬وفقا لمستوى‬
‫المعيشة الذي يتمتع به أفراد طبقته‪ .‬و تكون كل محاولة لتحقيق كسب أكبر مخالفة لقواعد اﻷخﻼق‬
‫المسيحية‪.‬‬
‫وهكذا كانت الفكرة اﻷساسية في تحديد الثمن العادل آنذاك تقاس بنفقة اﻻنتاج ‪،‬ولكن مع التوسع في‬
‫النشاط التجاري وتعميم انتاج المبادلة وقيام قوى السوق التلقائية زالت تلك الفكرة الجوهرية‪.‬‬
‫‪ 2-2-1‬الفــــائدة‪:‬‬
‫إذا اعتبرنا أن )المدرسيين( نادوا بتحريم اﻻقراض بفائدة ‪،‬واستنكارهم للفائدة مستندين على أفكار )توماس‬
‫اﻻكويني( والكنيسة وكذا آراء أرسطو إﻻ أن هذا لم يدم خصوصا مع تطور الظروف اﻻقتصادية مما دفع‬
‫بالمدرسين إلى إباحة الفائدة على سبيل اﻻستثناء في بعض الحاﻻت منها‪:‬‬
‫‪ -‬تعرض المقرض للخسارة بسبب القرض؛‬
‫‪ -‬ضياع فرصة المقرض في تحقيق الكسب بسبب إقراض المال؛‬
‫‪ -‬تأجيل سداد الدين‪.‬‬
‫هذا وقد شهدت الفترة اﻷخيرة ‪،‬من القرن الرابع عشر ‪،‬من فكر المدرسيين ارهاصات فكر اقتصادي‬
‫ينشغل بقضايا القيمة واﻷثمان ‪،‬وبمشكﻼت النقود وخاصة المعدنية ‪،‬وبمشكﻼت التبادل مع الخارج‬
‫وبالتحركات الدولية للذهب والفضة ‪،‬فضﻼ عن انشغاله بالفائدة والربح‪.‬‬

‫وهكذا فإن الفكر اﻻقتصادي الذي ساد في أوربا تحت سيطرة الكنيسة ‪،‬تميز بــ ‪:‬‬
‫‪ -‬بتطبيق تعاليم الدين واﻷخﻼق فيما يخص الثروة واﻻقتصاد؛‬
‫‪ -‬فرض الكنيسة العديد من القيود على النشاط اﻻقتصادي‪ ،‬والدعوة بعدم اﻻنقياد للحصول على الثروة‬
‫والربح؛‬

You might also like