Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة 1.3. تاريخ الوقائع الاقتصادية في العصور الوسطى. في أوروبا
المحاضرة 1.3. تاريخ الوقائع الاقتصادية في العصور الوسطى. في أوروبا
يتفق معظم اﻻقتصاديين بأن فترة العصور الوسطى في أوروبا هي فترة ركود اقتصادي وفكري ،تميزت بــ:
1-1-1بسيادة النظام اﻻقطاعي وسيطرة الكنيسة ،نظام أساسه اﻻنقسام الطبقي بين السادة المالكين لﻸراضي
واﻷقنان المرتبطين باﻷرض أوﻻ ،وبالسيد ثانيا.
2-1-1حصر ملكية اﻷراضي الزراعية بعدد قليل من اﻹقطاعيين والنبﻼء ،وتحول الرقيق إلى فﻼحين،أطلق
عليهم رقيق اﻷرض)اﻷقنان(.
3-1-1ارتباط النشاط الصناعي والتجاري بالزراعة ،لسد حاجات اﻷسواق المحلية الصغيرة أو إنتاج بعض
السلع المحدودة ذات اﻷهمية للتجارة الخارجية.
4-1-1زيادة سلطة الكنيسة على اﻷفراد ،سواء من الناحية الروحية أو المادية ،وذلك من خﻼل زيادة ملكيتها
لﻸراضي وبالتالي امتﻼكها للسلطة الدنيوية زيادة على سلطتها الدينية.
5-1-1احتكار الفكر والتعليم من طرف رجال الكنيسة الذي أطلق عليهم إسم المدرسين ،وبالتالي نشأ بعض
المفكرين اﻻقتصاديين في أحضان الكنيسة ،تأثروا باﻷوضاع الطبقية واﻻقتصادية .
6-1-1نادى هؤﻻء المفكرون )المدرسين :ومن أشهرهم القديس توماس اﻷكويني( بإخضاع كافة أوجه
النشاط والفكر اﻻنساني ،بما فيها النشاط اﻻقتصادي ،لمبادئ المسيحية.
7-1-1زيادة سلطة الكنيسة على اﻷفراد ،سواء من الناحية الروحية أو المادية ،وذلك من خﻼل زيادة
ملكيتها لﻸراضي وبالتالي امتﻼكها للسلطة الدنيوية زيادة على سلطتها الدينية.
.2.1معالم النظام اﻻقتصادي في العصور الوسطى
تتلخص أهم معالم الفكر اﻻقتصادي اﻷوروبي في هذه المرحلة بالذات في فكر )المدرسيين( الذي ازدهر
في جامعات أوروبا الوليدة )وهي جامعات كانت تقوم أساسا على تدريس الﻼهوت بقصد تكوين رجال
الدين(.
ويتمثل جوهر فكر المدرسيين في محاولة التوفيق بين الدين والفلسفة ،أي بين اﻻيمان والعقل ،ولقد دار
الفكر اﻻقتصادي حتى القرن الرابع عشر حول فكرتين أساسيتين :الثمن العادل والفائدة.
1-2-1الثــــمــن العـــادل:
هذا الثمن يجد جذوره في فكرة اﻻعتدال وضرورة عدم المغاﻻة في السعي للحصول على الثروة المادية
التي نادى بها )المدرسيون( .باعتبار أنه يوجد لكل سلعة ثمن عادل يرتكز أساسا على نفقة اﻻنتاج .فابتداء
من نفقة اﻻنتاج هذه يستطيع البائع أن يحقق ربحا معقوﻻ يسمح له بالحياة ،هو ومن يعولهم ،وفقا لمستوى
المعيشة الذي يتمتع به أفراد طبقته .و تكون كل محاولة لتحقيق كسب أكبر مخالفة لقواعد اﻷخﻼق
المسيحية.
وهكذا كانت الفكرة اﻷساسية في تحديد الثمن العادل آنذاك تقاس بنفقة اﻻنتاج ،ولكن مع التوسع في
النشاط التجاري وتعميم انتاج المبادلة وقيام قوى السوق التلقائية زالت تلك الفكرة الجوهرية.
2-2-1الفــــائدة:
إذا اعتبرنا أن )المدرسيين( نادوا بتحريم اﻻقراض بفائدة ،واستنكارهم للفائدة مستندين على أفكار )توماس
اﻻكويني( والكنيسة وكذا آراء أرسطو إﻻ أن هذا لم يدم خصوصا مع تطور الظروف اﻻقتصادية مما دفع
بالمدرسين إلى إباحة الفائدة على سبيل اﻻستثناء في بعض الحاﻻت منها:
-تعرض المقرض للخسارة بسبب القرض؛
-ضياع فرصة المقرض في تحقيق الكسب بسبب إقراض المال؛
-تأجيل سداد الدين.
هذا وقد شهدت الفترة اﻷخيرة ،من القرن الرابع عشر ،من فكر المدرسيين ارهاصات فكر اقتصادي
ينشغل بقضايا القيمة واﻷثمان ،وبمشكﻼت النقود وخاصة المعدنية ،وبمشكﻼت التبادل مع الخارج
وبالتحركات الدولية للذهب والفضة ،فضﻼ عن انشغاله بالفائدة والربح.
وهكذا فإن الفكر اﻻقتصادي الذي ساد في أوربا تحت سيطرة الكنيسة ،تميز بــ :
-بتطبيق تعاليم الدين واﻷخﻼق فيما يخص الثروة واﻻقتصاد؛
-فرض الكنيسة العديد من القيود على النشاط اﻻقتصادي ،والدعوة بعدم اﻻنقياد للحصول على الثروة
والربح؛