Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 33

‫‪1‬‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة القادسية‪/‬كلية االدارة واالقتصاد‬

‫قسم االقتصاد ‪ /‬الدراسات الصباحية‬


‫‪1 | Page‬‬

‫دور التعليم في تحقيق التنمية البشرية‬

‫بحث تتقدم به الطالبة ‪ :‬كوثر ناهي محمد إلى كلية االدارة واالقتصاد – قسم‬

‫االقتصاد وهو جزء من متطلبات نيل درجة البكالوريوس في العلوم االقتصادية‬

‫بأشراف ‪ :‬م‪ .‬سعاد جواد كاظم‬

‫‪ 2017‬م‪1438/‬هــ‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫‪2 | Page‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫ب زدني علماً))‬
‫(( َوقل َر ِ‬

‫صدق هللا العضيم‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬

‫‪3 | Page‬‬
‫االهداء‬
‫بأسم الخالق الذي اضاء الكون بنوره البهي وحده أعبد ولهُ وحده اسجد خاشعا ً شاكراً‬

‫لنعمته وفضله علي في اتمام هذا الجهد‪.‬‬

‫إلى ‪...‬‬

‫صاحب الفردوس االعلى وسراج االمة المنير وشفيعها النذير البشير محمد (صلى هللا‬

‫علية وسلم) فخراً واعتزازاً‪.‬‬

‫إلى‪...‬‬

‫من سهر الليالي ونسي الغوالي وظل سندي الموالي وحمل همي غير مبالي‪...‬بدر التمام‬

‫والدي الغالي‬

‫إلى من ثقلت الجفون سهراً وحملت الفؤادهما وجاهدت االيام صبراً وشغلت البال فكراً‬

‫ورفعت االيادي دعاءاً وإيقنت باهلل حمالً ‪....‬أغلى الغوالي وأحب االحباب أمي العزيزة‬

‫الغالية‪.‬‬

‫إلى ‪....‬‬

‫القلعة الحصينة التي الجأ اليها عند شدتي صديقاتي العزيزات‬

‫نهدي ثمرة جهدنا المتواضع‬

‫‪3‬‬
‫‪4‬‬

‫شكر وتقدير‬
‫‪4 | Page‬‬

‫البد لنا ونحن نخطوا خطواتنا االخيرة في الحياة الجامعية من وقفة تعود الى أعوام في‬

‫رحاب الجامعة مع اساتذتنا الكرام الذين قدموا لنا الكثير من اجل بناء جيل الغد لتبعث االمة‬

‫من جديد ‪.‬‬

‫((كن عالما ً فأن لم تستطع فكن متعلما ً فأن لم تستطع فأصحب العلماء فان لم تستطع فال‬

‫تبغضهم))‬

‫وأخص بالشكر والتقدير‬

‫جميع اساتذتي الذين وقفوا معي على مدى اربع سنوات بعطائهم العلمي المتواصل‬

‫وخاصة الى استاذتي الفاضلة مشرفة البحث (م‪ .‬سعاد جواد كاظم )أقدم لها شكري‬

‫وتقديري على متابعت خطوات البحث نسأل المولى القدير عزوجل ان يمنحهم القوة‬

‫والمقدرة على تقديم المعلومات العلمية ليصنعوا كفاءات تغير المجتمع‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪5‬‬

‫المحتويات‬

‫‪5 | Page‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫المواضيع‬

‫‪2‬‬ ‫االية‬

‫‪3‬‬ ‫االهداء‬

‫‪4‬‬ ‫شكر وتقدير‬

‫‪5-6‬‬ ‫المحتويات‬

‫‪7-8‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪8‬‬ ‫أهمية البحث ‪/‬مشكلة البحث‪ /‬فرضية البحث ‪ /‬مدة البحث ‪/‬هيكلية البحث‬

‫‪16 -9‬‬ ‫المبحث االول‬

‫تطور مفهوم التنمية البشرية‬

‫أوالً‪ :‬مفهوم التنمية البشرية‬

‫ثانيا ً ‪ :‬دور التعليم العالي في التنمية البشرية وسوق العمل‬

‫ثالثا ‪ :‬موقف التعليم العالي ومنطلقاته المستقبلية‬

‫رابعاً‪ :‬تنمية الموارد البشرية‬

‫‪25 -17‬‬ ‫المبحث الثاني‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬

‫الواقع الراهن للتعليم العالي‬

‫أوالً‪ :‬وضع التعليم في العراق‬

‫‪6 | Page‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬تردي واقع التعليم واألمية في العراق أحد أسباب تخلف التنمية‬

‫فيه‬

‫ثالثا ً ‪ :‬واقع النظام التعليمي في العراق وتطوره‬

‫‪30 -26‬‬ ‫المبحث الثالث‬

‫رؤيه مستقبلية لتفعيل دور التعليم في عملية التنمية المستدامة‬

‫‪30‬‬ ‫االستنتاجات‬

‫‪32‬‬ ‫التوصيات‬

‫‪33-34‬‬ ‫المصادر‬

‫‪6‬‬
‫‪7‬‬

‫المقدمة‬
‫‪7 | Page‬‬
‫تولي البلدان الناميه والمتقدمه جهودا خاصه في دعم وتطوير قطاع التعليم ومنها‬

‫العراق الذي اعطى اهتماما متزايدا في قطاعا وال سيما بعد عام ‪ 2003‬ويعزى هذا‬

‫االهتمام الى ادراك الحكومه العراقيه بان سبب ضعف االداء االقتصادي للبلد هو عدم‬

‫توفر مالكات ومستويات من العماله الماهره تواكب التطورات‪ C‬الحاصله في العالم مما‬

‫ادئ الى وجود فجوة تكنولوجية ومعرفية مع العالم المتقدم‪.‬‬

‫ومن اجل تحقيق عملية التنميه البشريه ال بد من تطوير التعليم والتوسع بمختلف مراحله‬

‫وانواعه ‪ ،‬وبعد المصدر االساسي لتوفير احتياجات القطاعات االقتصادية ورفدها باليد‬

‫العامله لتنفيذ خطة التنمية‪.‬‬

‫ومن اجل االرتقاء بمستوى التعليمي البد من زيادة االنفاق على قطاع التعليم لمواجهة‬

‫النمو السكاني المتسارع والذي يؤدي الى زيادة الطلب على الخدمات التعليمية والتي هي‬

‫من الحقوق التي تكفلها الدوله لكل فرد فضال عن حاجة البلدان تتمثل في النقص الحاد‬

‫في القوى العامله الماهره والفنيه ’اذ العالقه بين المستوى التعليمي والمهاره الفنية‪.‬‬

‫اهمية البحث‪:‬‬

‫تاتي اهمية البحث من كون التعليم يمثل االساس المهم على كل خطوة تتخذ نحوه بناء‬

‫تنمية شاملة وباألخص التنمية البشرية‪,‬وكونه يركز على االنسان بعتباره المورد االهم‬

‫في عملية التنمية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪8‬‬

‫‪8 | Page‬‬ ‫مشكلة البحث‪:‬‬

‫يواجه القانون على التنمية تحديا بسبب عدم الفهم الحقيقي لطبيعة واتجاهات التحوالت‬

‫الجديده التي يشهدها العراق بعد صقوط النظام وحالة االحباط التي تسود المجتمع وعدم‬

‫الفهم الحقيقي لدى الغالبية لمفهوم التنمية البشرية المستدامة وكيفت الوصول لتحقيقها‪.‬‬

‫فرضية البحث‪:‬‬

‫ان الجامعات تعتبر مصدر لالشعاع الفكري ولها الدور الكبير في تعليم الناس‬

‫مفهوم التنمية البشرية واشاعته لدى الشباب والمؤسسات المختلفه‪.‬‬

‫مدة البحث‪:‬‬

‫حسب المدة التي اخترتها‬

‫هيكلية البحث‪:‬‬

‫وبهدف الوصول لتحقيق فروض البحث لقد تم تقسيمه الى الى ثالث مباحث وكل‬

‫االتي‪:‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬تطور مفهوم التنمية البشرية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الواقع الراهن للتعليم العالي‬

‫المبحث الثالث‪ :‬رؤية مستقبلية لتفعيل دور التعليم في عملية التنمية المستدامة‬

‫‪8‬‬
‫‪9‬‬

‫‪9 | Page‬‬ ‫المبحث االول‬

‫تطور مفهوم التنمية البشريه المستدامة‬

‫مفهوم التنمية البشرية ‪:‬‬

‫برز مفهوم التنمية البشرية المستدامة كتركيبة مشكلة من مكونين هما استراتيجية التنمية‬

‫البشرية االصلية المعبر عنها بتقارير البرنامج االنمائي لالمم المتحدة مفهوم التنمية‬

‫المستدامة الذي طوره المعنيون بالبيئة والتنمية الذي عقد في ريودي جانيرو ‪1992‬وقد‬

‫وصف مدير منظمة البرنامج االنمائي لالمم المتحده تقريره المسمئ (مبادرات من اجل‬

‫التغيير ) التنمية البشرية المستدامة بانها ‪:‬‬

‫التنمية التي ال تحدث نموا اقتصاديا فقط بل هي التي توزع هذا النمو وما ينتج عنه من‬

‫منافع بالتساوي بين البشر وكذالك تعيد بناء البيئة بدال من تدميرها وتعمل على تطور البشر‬

‫وتاهيلهم بدال من تهميشهم وتعطي االولوية وتوسيع فرصهم في الحياه وتشاركهم في صنع‬
‫(‪)1‬‬
‫القرارات التي تخص حياتهم وتخلق فرص العمل للنساء وتهتم باالطفال ومستقبلهم‬

‫ان مفهوم التنمية البشرية المستدامة باالضافة كونه جامع للمفهومين الذين ذكرناهم اعاله ’‬

‫االأنه يشتمل على بعد ثابت عن هذا الجمع هو(رأس المال االجتماعي ) والذي يمثل استعداد‬

‫الناس لاللتزام الواعي للتنازل عن بعض طموحاتهم من اجل االجيال المقبله (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1-SHD.Andmacro ,economies,VNDD.P.6,1992.‬‬
‫‪ ) 2‬باسيل يوسف ‪,‬حقوق االنسان كمرجعية مفاهيمية للتنمية البشرية ‪,‬دراسات في التنمية البشرية المستدامة ‪,‬بغداد ‪/‬شباط ‪2000‬‬

‫‪9‬‬
‫‪10‬‬

‫ان التنمية البشرية المستدامة التي طرحت كمفهوم في أواخر القرن العشرين وفق مفاهيم‬

‫األمم المتحدة لها ‪ ،‬وتظهر وكأنها تعبير عن ثالث للتنمية البشرية وعلى جميع مستويات‬

‫‪10 | Page‬‬ ‫التنمية هي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن يعيش الناس حياة طويلة وصحية ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن يكون الناس مزودين بالمعرفة ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أن يكون بأمكانهم الحصول على الموارد الألزمة لمستوى معيشه الئق ‪.‬‬

‫أن مؤشرات العديدة لأل مم المتحدة والتي تناولت التنمية البشرية قد تجاوزت المفهموم‬

‫األقتصادي المجرد للتنمية وأتجهت الى مفهوم التنمية المخصصة للبشر أي توظيف التنمية‬

‫لعالم األنسان ويمكن تشخيص المواضيع الرئيسية التي ركزت عليها المؤتمرات المنعقدة من‬

‫‪ 1999-1990‬كاألتي‪: 3‬‬

‫‪ - 1‬تعزيز وحماية حقوق الديمومة والبقاء لألطفال ‪.‬‬

‫‪ - 2‬تعزيز وضمان الحق بالعيش بمستوى معاشي وصحي وتعليمي ألئق والقضاء على‬
‫‪4‬‬
‫الفقر ‪.‬‬

‫‪ - 3‬المشاركة الشعبية في التنمية وتربط بين الحقوق المدنية والسياسية والحقوق األقتصادية‬

‫واألجتماعية والثقافية ‪.‬‬

‫‪ – 4‬تعزيز المساواة بين الرجل والمرأة وأزالة التمييز بينهم في ممارسة حقوق األنسان‬

‫وأسهام المرأة في صنع القرارات‪. C‬‬

‫‪3‬‬
‫‪THE World Bank Stratategy for reducing Poverty and hunger 1995,P.170‬‬
‫‪ ) 4‬جورج القصيفي ‪,‬التنمية البشرية ‪/‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪,‬بيروت ‪ 1995,‬في الوطن العربي‬

‫‪10‬‬
‫‪11‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬دور التعليم العالي في التنمية البشرية وسوق العمل‬

‫أن التعليم العالي هو عملية صناعة األجيال المستقبل وأن أستثمار هذا النوع من الصناعة‬

‫‪11 | Page‬‬ ‫هوأفضل أنواع االستثمار وأكثرها فائدة ألن المؤسسات التعليمية تعمل علىتغذية المجتمع‬

‫بقيادة مستقبلية في كافة المجاالت ‪.‬‬

‫ويختلف دور الجامعة في هذا المجال من بيئة الى أخرى فالجامعات في الدول المتقدمة‬

‫على سبيل المثال والموجودة في بيئة صناعية تهتم بالتخصصات الصناعية وأن الجامعات‬

‫في بيئة زراعية تهتم بتخصصات وبحوث وتهتم بمجال الزراعي ‪ ،‬وهذا ما يدلل أهمية ما‬

‫يمكن للجامعات أن تفعلة في تطوير المجتمع على مختلف االصعدة وما تفعلة للبيئة التي‬

‫تكون فيها(‪. )5‬‬

‫ومن هنا يمكن القول أن أهمية الجامعة ليس في مجال التدريس والبحث العلمي فحسب بل‬

‫تستند على أهمية الجامعة ودورها في المجتمع وأخراج قيادتها وكوادر جديدة ولكي تقوم‬

‫الجامعة بأفضل دور في خدمة المجتمع البد للجامعة أن تصنع تصور واضح المعالم حول‬

‫كيفية تلبي الحاجات الفرد والمجتمع والتفكير في برامج التي تقدمها من خالل األقسام‬

‫المختلفة وهذا يقودنا الى متطلبات وحاجات السوق الى تشكيل جزءاً أساسا ً وحاسم من‬

‫متطلبات وتنمية المجتمع وحاجاته وأدواته وأساليبه بشكل متسارع وعليه فأن دور التعليم‬

‫العالي في أسواق العمل وفي المجتمع (‪.)6‬‬

‫‪ ) 5‬ابو هالل واخرون ‪,‬مدى توافق التعليم العالي مع سوق العمل المحلي دراسة تحليلية مركز البحوث والدراسات الفلسطينية ‪,‬سلسلة تقارير‬
‫االبحاث رقم ‪, 9‬نابلس ‪,1998,‬ص ‪89-84‬‬
‫‪ ) 6‬مجدي ابراهيم ‪,‬تطوير التعليم العالي عصر العولمة ‪,‬مكتبة االنجلو المصرية ‪,‬القاهرة ‪,2000,‬ص ‪.23‬‬

‫‪11‬‬
‫‪12‬‬

‫كالً ليس بأعداد الطالب األعداد السليم ليكون مواطنا ً صالحا ً خادم لوطنة بالشكل األمثل‬

‫وليكن منافسا ً رابحا ً في أسواق العمل أنها يجعل البحث العلمي الذي تنجزه مراكز‬

‫‪12 | Page‬‬ ‫ومؤسسات التعليم العالي أحد أهم مدخالت لتنمية المجتمع سياسيا ً وتربويا ً وأقتصاديا ً‬

‫وأجتماعيا ً باألضافة الى تنشيط األليات النوعية الضرورية ألسواق العمل من أجل تمكينها‬

‫من تحديث بنائها األقتصادية والتكنولوجيا والعلمية ‪...‬الخ‬

‫وعلى هذا األساس فأن تعزيز جودة التعليم وتشكلها جيداً عند النظام السياسي كما هو‬

‫هاجسا ً للجامعات والجهات ذات العالقة في المجتمع ‪ ،‬مما دفع هذا الى أهمية التعليم وتفعيل‬

‫الدورة في أعداد النظام يتحقق من خالل الجودة التي تعتمد على بنية النظام متكامل للمؤسسة‬

‫التعليمية ‪.‬‬

‫وهذا يتطلب طبعا ً لتغير األسس التقليدية التي يرتكز عليها التعليم العالي ويتطلب أستجابة‬

‫للمتغيرات والحاجات البشرية من خالل أستحداث برامج جديدة ومرنة تلبي متطلبات‬

‫وتطوير مهارات الموارد البشرية وفقا ً للضروف األقتصادية واألجتماعية ‪ ،‬وكذالك‬

‫المتغيرات سوق العمل مما يجعل التعليم العالي قادراً على تأثير الجدي في المجتمع عبر‬

‫تطور العمل البحثي وتكوين المعرفة وأنتاجها ثم نقلها الى المجتمع في خدمة األنسان‬

‫والمواطن والوطن واألمة ‪ ،‬فالترابط العضوي بين التعليم العالي وسوق العمل هو معيار‬

‫نجاح مشروع أعادة تنظيم التعليم العالي ونعتقد أن ذلك يسهم في حل الصراعات والتي قد‬

‫تنتج بسبب الحصول على الشهادات الجامعية ثم األنضمام الى البطالة في المجتمع ليكون‬

‫هذا األنتاج الذي يسهم في معانات المجتمع بدالً من أزدهاره (‪.)7‬‬

‫‪ ) 7‬أبو هالل واخرون ‪,‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪.70‬‬

‫‪12‬‬
‫‪13‬‬

‫ثالثا ً ‪:‬موقف التعليم العالي ومنطلقاتة المستقبلية‬

‫المشكالت التي يعاني منها النظام التعليمي الجامعي متعددة تنتقص من اسهامه في التنمية‬

‫‪13 | Page‬‬ ‫بمفاهيمها الراهنة فاألستيعاب الكمي غير مخطط ومحدد ال يواكب سوق العمل والنوعية‬

‫غير مرضية ‪ ,‬ان كل هذه الحقائق تتطلب اعادة النظر فيها وتحسينها ‪ ,‬ولذا أن األوان‬

‫للتفكير الجاد في اعطاء ميادين المعرفة والدراية والمهارة درجات متكافئة في التكوين‬

‫والتعليم سواء ارتبطت بمقومات االنسان الفكرية او المهارات األنسانية في تكافؤها‬

‫وتكاملها ‪ ,‬وبهذه النظرة يكون نظام التعليم العالي اكثر تنوعا ً في موضوعاتة بما يتناسب مع‬

‫تنوع المغازي االجتماعية للمعرفة في المجتمع وما تكسبه للمتعلم من مهارات ‪.‬‬

‫وان ضرورة ارتباط النظام الجامعي بالعمل واعتبار العمل ومقوماتة وادواتة موافق في‬

‫المناهج الدراسية ذات اهداف معينة ووسائل محددة ألنجاز اي عمل يدوي او فني وان تكون‬
‫(‪)8‬‬
‫مجاالت العمل داخل المدينة او خارجها في مجاالت النشاط المجتمعي‬

‫واخيراً فأن التعليم الجامعي البد أن تبني لدى الفرد األنسان المنهج العلمي في التفكير ‪ ,‬ذلك‬

‫المنهج الذي يحدد الهدف ويتخذ من وسائل ما يحقق له عن طريق التجربة لبلوغ الهدف ‪.‬‬

‫‪ ) 8‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪.71‬‬

‫‪13‬‬
‫‪14‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬تنمية الموارد البشرية‬

‫ان عملية التنمية في األساس عملية تفاعل بين الموارد المادية والطبيعية والموارد‪ C‬البشرية‬

‫‪14 | Page‬‬ ‫‪ ,‬ومن الضروري‪ C‬التخطيط لكل من هذين الموردين وفقا ً لمطالب التنمية األقتصادية‬

‫واألجتماعية ‪ .‬ومن المعروف ان حجم الموارد البشرية ونوعية اعداده وتأهيلة لتولي‬

‫مسؤليات النمو األقتصادي والتطور األجتماعي تعتبر من العوامل المهمة في استقالل‬

‫الموارد الطبيعية واستخدام مصادرها والمحافظة عليها وتنميتها ‪ ,9‬وبذلك فأن عملية اعداد‬

‫وتأهيل الجيل الجديد كقوة فعالة ومؤثرة في عملية البناء والتطوير تعد مطلبا ً تنمويا ً ‪ ,‬ويوكل‬

‫للنظام التربوي عادة أنجاز هذه المهمة ‪ ,‬اذ أن تطوير عملية األنتاج ورفع معدالت نمو‬

‫األقتصاد الوطني اليمكن ان تتم دون توفر القوى العاملة المتخصصة‪ C‬والفنية الماهرة وشبه‬

‫ماهرة ‪.‬‬

‫وتتولى مؤسسات التعليم العالي (الجامعات والمعاهد الفنية )هذه المهمة النها تقف في قمة‬

‫التعليم وتتميز بالتخصص وتحتاج الى تخطيط سليم لتخرج نسب متوازية من الفنيين‬

‫واألختصاصيين وفق حاجة سوق العمالة واألقتصاد الوطني للكوادر المتمكنة لتنمية الطاقات‬

‫وتغطية متطلبات البنى التحتية المدمرة والقضاء على البطالة المقنعة او الظاهرة نتيجة لسوء‬

‫هذا التخطيط والقضاء على ما سيرافقها من تبعات اجتماعية سلبية او سيئة (‪.)10‬‬

‫فهنا البد من تجاوز ضعف األعداد ورداء التأهيل التي يؤدي الى تدني مستويات اداء‬

‫الخريجين مما ينعكس سلبيا ً على رداءة األنتاج وعلى تنمية األقتصاد الوطني وعليه البد‬

‫‪ ) 9‬د‪.‬حسين عبد الرحمن ‪,‬د‪.‬عدنان حقي ‪,‬شهاب زنكة ‪,‬دور التعليم العالي ومؤسساته التربوية في التنمية االجتماعية واالقتصادية والثقافية في عالم‬
‫متغير ‪,‬ص ‪.8-7‬‬
‫‪ ) 10‬المصدر السابق ‪,‬ص ‪.9‬‬

‫‪14‬‬
‫‪15‬‬

‫للجامعة من التعاون مع الوزارات األخرى ذات العالقة والمؤسسات األقتصادية والبحثية‬

‫بقية التخطيط الكمي لمتطلبات التنمية وسوق العمالة المستقبلية ‪.‬‬

‫‪15 | Page‬‬ ‫كما عليه بالذات العمل على التخطيط النوعي للتعليم العالي من خالل رفع المستوى‬

‫العلمي للخريجين نظريا ً وتطبيقيا ً ومن حيث المعرفة والمهارة وسلوكيات المهنة ‪ ,‬وهذا‬

‫يقودنا الى النظرفي المناهج الجامعية ومواكبة احدث التطورات‪ C‬الجامعية في العالم‬

‫وباألخص المتقدم منها واألبتعاد عن بدعة الكليات واألقسام المتناظرة واستنساخ شهادات‬

‫تخريجية بدون غطاء علمي لها ولذا فعلى التعليم العالي ومؤسساتها العلمية بالمشاركة مع‬

‫الجهات ذات العالقة والتركيز على مايأتي ‪:‬‬

‫اعداد دليل عنصري تصنيفي للمهن كما هو معمول قي الدول المتقدمة يحتوي‬ ‫‪-1‬‬

‫على مواصفات المهنة وواجباتها وفرص التقدم بها وتفصيالت مهنية اخرى‪.‬‬

‫وضع هيكل تركيبي للعمل متضمنا ً الوظائف والمهن الداخلة في هيكلية وبيان‬ ‫‪-2‬‬

‫مواصفات ومستويات المعرفة أو المهارة التي تتطلبها تلك المهنة بغية‬

‫اعتمادها في توفير التخصصات في الكليات والمعاهد ذات العالقة‪.‬‬

‫تحديد المناهج والبرامج التدريسية الالزمة وفق البند (م) والتي في ضوئها‬ ‫‪-3‬‬

‫تؤدي الى تزويد الطلبة المصارف العامة والمتخصصة والمهارات ذات‬

‫العالقة لمواصفات هذه المهن والوظائف بغية تمكين الخريجين من ممارسة‬

‫مسؤولياتهم بكفاءة وتأدية اعمالهم بشكل صحيح ‪.‬‬

‫ربط خطة القبول في التعليم العالي بخطة القوى العاملة واحتياجات الوطن‬ ‫‪-4‬‬

‫الحالية والمستقبلية الختصاصيين والفنيين والعمالة المهارة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪16‬‬

‫تنويع التعليم الثانوي العامة والخروج من قوقعة (العلمي واالدبي) وانشاء‬ ‫‪-5‬‬

‫ثانويات تخصيصية بمؤهالت ومستويات علمية وتقنية كفوءة ومالية وتهيئة‬

‫‪16 | Page‬‬ ‫كافة المستلزمات الضرورية‪ C‬لها من كوادر ومناهج ومواد تقنية وعينية‪.‬‬

‫أعادة النظر في المناهج الدراسية وتطوير البرامج الدراسية بما يوجب‬ ‫‪-6‬‬

‫التطورات العلمية والتقنية وتجاوز ضخ المعارف القديمة وتزويد الطلبة‬

‫مهارات التتوافق مع متطلبات التكنولوجية ومتطلبات االنتاج الحديث‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪17‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫‪17 | Page‬‬ ‫الواقع الراهن للتعليم العالي‬

‫أوال ‪ :‬وضع التعليم في العراق‬

‫لقد عرف المجتمع العراقي خالل العقود السابقة تحويالت بنيوية تباين تاثيرها حدةً‬

‫وعمقا ً ‪,‬طالت اسس ومقومات ومظاهر الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية العامة ولم‬

‫يكن التعليم بعيداً عن هذه التحويالت ‪ ,‬أال أن ما يهمنا أن التعليم بات يواجه بمعضالت‬

‫عدة ‪ ,‬تدور حول الجوانب المالية والسياسية واألدارية والمناهج والتدريسي ذاته ‪.‬‬

‫وواحدة من اكبر التحديات التي تواجه التدريسي هي تلك المتعلقة بالحريات األكاديمية سواء‬

‫في عالقة التدريسي بالمادة والمنهج المكلف به او بالطالب (الذي اصبح قوة بفعل التخريب‬

‫المجتمعي الذي فرضته العملية السياسية )او بالمؤسسة التي يعمل بها او بالمجتمع الذي‬

‫يعيش فيه فكل هذه المستويات سلبية التعطي للتدريسي وال للعملية التعليمية انطالقا ً لألبداع‬

‫(‪ )11‬وال يعاني التعليم الجامعي في العراق من معضلة األفتقار الى الحرية األكاديمية والتي‬

‫تعززت بفعل اسناد األمر لغير اهله في القيادات الجامعية ‪ ,‬انما برزت معضالت مادية‬

‫وسياسية وأقتصادية فرضت نفسها على العملية التعليمية وعلى اداء الجامعات ‪ ,‬وهذه‬
‫(‪)12‬‬
‫المعضالت يمكن اجمالها باألتي‬

‫‪ ) 11‬خضير عباس عطوان وم‪, .‬علي سلمان العايل ‪ :‬التعليم العالي في العراق بين متطلبات‪ C‬أدارة الجودة وحاجات السوق العمل والواقع المعاش (مع‬
‫االشارة الى متبع التعليم في العلوم السلوكية) ‪.96,‬‬
‫‪ ) 12‬د‪.‬خضير عباس عطوان ‪,‬ود‪.‬صالح الطائي‪,‬مؤسسات‪ C‬االبحاث السياسية‪.98 -97,‬‬

‫‪17‬‬
‫‪18‬‬

‫‪1‬ـ األشكاليات المادية والسياسية واألدارية التي يتعامل معها التدريسي وهي اشكاليات تتعلق‬

‫بالموارد واألدارة واستجابات المجتمع لنوع ومخرجات التعليم ‪ .‬ويمكن تقسيم هذه المشاكل‬

‫‪18 | Page‬‬ ‫(‪)13‬‬


‫الى األتي‪:‬‬

‫المشاكل المتعلقة بالتعليم في العلوم السلوكية وابرز مظاهرها هي ‪ :‬اشكالية التفكير‬

‫والجدوى فيما يجري تعليمه والجدوى فيما يكتب وينشر ‪ ,‬واشكالية قياس األداء او األثر ‪,‬‬

‫فال يزال مستوى القدرة على ادخال التحليل الرياضي في القياس ضعيفا ً في المؤسسات‬

‫الجامعية العراقية المعينة بالعلوم السلوكية واألخطر منه أن الدولة والقوى السياسية ذاتها‬

‫التحترم هذه العلوم فألتكاليف ال تخضع لألختصاص وال يراعيه ‪ ,‬والنتائج يجري تجاوزها‬

‫في الغالب طالما أن المسألة نسبية ‪.‬‬

‫ويالحظ بشكل عام أن ابرز المعضالت التي تواجه تعليم العلوم السلوكية في الجامعات‬

‫العراقية ‪ ,‬والتي التزال قائمة ‪ ,‬هي المتعلقة بمسألتين ‪:‬‬

‫ـ المشكالت المتعلقة بعدم وجود سياسة تعليمية واضحة في التعليم العالي ‪,‬حيث عدم قدرة‬

‫مؤسسات التعليم على تكييف مناهجها ومحتويات التعليم فيها بما يتوافق واحتياجات سوق‬

‫العمل‬

‫ـ فقدان الفكر المهني في حياة القوى السياسية المختلفة‬

‫ومظاهر هذه المشكلة يمكن تلمسها من خالل ‪:‬‬

‫التعرض لحياة التدريسيين ‪ ,‬والتخوف من طرح الرأي او حتى من تقديم النصح او‬

‫األستشارة الصائبة ‪ ,‬فضالً عن عدم احترام القوى السياسية للتنظير األكاديمي ويرافق كل‬

‫‪ ) 13‬أنظر‪,‬د‪.‬خضير عباس عطوان ‪:‬التحزب والمهنية يحكمان التعليم في العراق صحيفة الزمان‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪19‬‬

‫ذلك اشكالية نظرة المجتمع للمدرس والتي باتت نظرة سلبية كون مخرجات التعليم التي‬

‫يتعامل معها المجتمع باتت في العموم فيها رداءة واضحة ‪.‬‬

‫‪19 | Page‬‬ ‫ان القدرة على التعبير والبحث بحرية ‪ ,‬وهي في الغالب تحض العلوم السلوكية شبه‬

‫معدومة ‪ ,‬واذا ما توفرت في مجاالت غير الحساسة فألكلمات مقسْنة ‪ ,‬وسبب ذلك أن‬

‫الظرف األمني والسياسي غير المستقر في العراق ‪ ,‬والذي تفاقم بعد األحداث التغير‬

‫السياسي في نيسان ‪ ,‬وبات هذه الظرف يحمل التعليم األعباء السياسية ‪ ,‬واألعتقادات الدنيئة‬

‫واألفكار األجتماعية بشكل مضخم ‪ ,‬علما ً نحو فرغت العلوم السلوكية من محتواها وتحديداً‬

‫تحت طائل تحزب اغلب القيادات الجامعية وابتعاد التعليم عن المهنية األكاديمية في تيسير‬

‫عمله ‪.‬‬

‫ـ األشكاليات القانونية وأألدارية‬

‫ومن ابرز المظاهر هنا هي ‪ :‬الترقية العلمية والترقية الوظيفية توفر أألمكانات المالية‬

‫والمادية ‪ ,‬والتخصص ‪,‬وأن الغاية من أنشاء األقسام العلمية هو أنشاء وحدات مختصة‬

‫لتطوير المعرفة والمساهمة في حل المشكالت المجتمعة إال أنها كانت من أألختصار الى‬

‫الصالحيات واألمكانات المتاحة لتسهيل قدرة األقسام على ممارسة استقاللها وهذا ما يالحظ‬

‫في ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ عدم توفر استقالل اكاديمي مالئم ‪ ,‬بمعنى عدم توفر صالحيات أختيار النظام والبرامج ‪,‬‬

‫والمناهج والتدريسيين و ينتج عن ذلك من عدم توافر حرية على ما يقال او ينشر او يعبر‬

‫عنه’ من أراء أكاديمية فكل ذلك خاضع لضغوط عدم توافر ضمانات كافية للتدريسي من‬

‫التهديد بالفصل أو الطرد أو العقوبة أو حتى االعتقال أو القتل من قبل البعض ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪20‬‬

‫‪ 2‬ـ وكذلك عدم توفر أستقالل أداري مالئم ‪ ,‬ومعناه حرية االقسام في أتخاذ القرارات الداخلة‬

‫في نطاقها وفي تصريف شؤونها وفي وضع األنظمة واللوائح والهياكل التنظيمية التي تنظم‬

‫‪20 | Page‬‬ ‫بها عملها ‪ ,‬اال أنه ما يالحظ أن هناك مشاكل سابقة على ذلك اال وهي أختيار القيادات‬

‫أألدارية لألقسام من بين أناس ليس لهم أهتمام كافي ‪ ,‬بل جاء األمر وفق ألعتبارات‬

‫الرصينة الضقية أو وفقا ً للتغالب أو التكالب بحثا ً عن المنافع التي يوفرها المنصب من‬

‫الباطن (الفساد العلمي ) أو سد لوجاهة مفقودة ‪.‬‬

‫وكان من أبرز المخرجات للمشاكل أعاله والتي ضربت جودة التعليم الجامعي في العراق‬

‫بالصميم ‪ ,‬هو أألتي ‪:‬‬

‫ـ اصبح التعليم الجامعي ‪ ,‬وفي العلوم السلوكية تحديداً مجدد ديكورات تتباهى الؤسسات‬

‫الرسمية بوجودها ‪.‬‬

‫ـ اصبحت األقسام عبارة عن جزرمستقلة بعضها عن البعض األخر كالً منها خاضع‬

‫لمحاصصة منافع أو لمحاصصة فئوية ‪.‬‬

‫ـ عدم أهتمام جدي بتطوير التعليم ‪ ,‬وتحديد العلوم السلوكية‬

‫ـ يوجد عجز في تغطية الخدمات األدارية ‪ ,‬نتجه األتجاه نحو فرض األمية على القوى‬

‫البشرية (حيث ال يتواءم توزيع القوى البشرية مع األختصاص الذي أنفقت عليه الدولة )‬

‫واحيانا ً يجري توزيع القوى البشرية وفقا ً لترضيات على نحو ليس لها ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪21‬‬

‫ـ عدم المصداقية في توزيع أعباء التعليم (تعليم ‪ ,‬أشراف مناقشات ‪ )...,‬بين أعضاء هيئة‬

‫التدريس فألبعض يستأثر بكل ما من شأنه أن يدر مغنما ً يغض النظر عن الفائدة الغلمية في‬

‫‪21 | Page‬‬ ‫عمله والتي يقيسها مخرج التعليم الرديء خالل المراحل السابقة ‪.‬‬

‫ـ عدم وجود تخطيط سوء لنوع أألقسام والتخصصات أو للحاجة المجتمعية و لسوق العمل‬

‫الفعلي لجملة الشهادات ضمن المديات القصيرة والمتوسطة والبعيدة فألعمل اقرب للعشوائي‬

‫منه’ الى التخطيط وهو قائم على ملئ الفراغات والقدرة األستيعابية والتقليد ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬تردي واقع التعليم واألمية في العراق أحد أسباب تخلف التنمية فيه‬

‫تشير تقارير اليونسكو أن العراق أمتلك قبل حرب الخليج األولى نظاما ُ تعليما ً يعتبر من‬

‫أفضل أألنظمة في المنطقة حيث قدرت نسبة المسجلين بالتعليم أألبتدائي ‪ %100‬من األطفال‬

‫‪ ,‬لكن التعليم عانى الكثير بسبب (القادسيات ) والحصار أألقتصادي وقمع السلطات حيث‬

‫اصبحت نسبة القادرين على القراءة والكتابة عام ‪ 2003‬هي ‪ %55‬بين الذكور و ‪ %23‬بين‬

‫األناث وكانت سياسة تبعث التعليم األكثر ضرراً بحيث أنزلت الخراب بجميع مستويات‬

‫التعليم من رياض األطفال الى التعليم الجامعي وأتسم التعليم األبتدائي والثانوي في أواخر‬

‫العهد الديكتاتوري الى افتقار المدارس األبتدائية على وجه الخصوص الى أبسط مقومات‬

‫الدراسة من مقاعد ووسائل تعليمية ومستلزمات فنية وبدنية وأفترش الكثير من الطلبة‬

‫األرض داخل الصفوف وخاصة في المناطق الشعبية وبقية المدن التي تبعد عن مركز‬

‫المحفضات واجبار التالميذ على ارتداء الزي العسكري (الطالئع ) اضافة الى الزامهم يدفع‬

‫المساعدات الى المدارس بحجج مختلفة أن هذا األمر بأألضافة الى ضغط العامل‬

‫‪21‬‬
‫‪22‬‬

‫األقتصادي أدى الى تسرب األطفال من المدارس‪ C‬تدريجيا ً ‪ ,‬بحيث اصبح معدل األلتحاق‬

‫بألدراسة أألبتدائية في الفئة العمرية (‪6‬ـ ‪ )11‬سنة بنسبة ‪ %85‬ومن الفئة العمرية (‪12‬ـ ‪)14‬‬

‫‪22 | Page‬‬ ‫كانت نسبة أأللتحاق ‪ %45, 5‬في المناطق الحضرية وتنخفض الى ‪ %28‬في المناطق‬
‫(‪)14‬‬
‫الريفية ‪.‬‬

‫كما تظهر البيانات أن ‪ %15, 6‬من الذكور ال يستطيعون القراءة و ‪ %8, 7‬قراءتهم ضعيفة‬

‫في الفئة العمرية عشرة سنوات فأكثر ولنفس الفئة العمرية لدى األناث كانت النسب‪, 6‬‬

‫‪ %9,1/ %29‬قرائتهن ضعيفه وتزداد تلك النسب قليالً في القدرة على الكتابة وهذا يعني ان‬

‫االمية موجودة فعالً في العراق وستستمر لألجيال القادمة ‪.‬‬

‫وقد بلغت خسائر قطاع التربية والتعليم اثر حرب الخليج الثانية في عام ‪ 1991‬حوالي‬

‫‪ 3,4‬مليار دوالر ‪,‬شملت التدمير المدارس‪ C‬والمعاهد والكليات ومراكز البحوث ومعامل انتاج‬

‫اللوازم المدرسية (أثاث ‪,‬قرطاسية) وقد بلغ عدد المدارس‪ C‬التي طالها تدمير كلي أو جزئي‬

‫حوالي ‪ 3800‬مدرسة و‪ 16‬معهد فني و‪ 6‬من الجامعات والمراكز‪ C‬الثقافية كما جمدت لجنة (‬

‫‪ )661‬التي شكلتها األمم المتحدة لتنفيذ بنود برنامج النفط مقابل الغذاء استيراد المستلزمات‬

‫التعليمية والتربوية وعلقت تنفيذ العقود البالغة ‪ 24‬عقداً جميعها متعلقة بأستيراد هذه‬

‫المستلزمات ‪ ,‬وبلغت خسائر المطابع التابعة لقطاع التربية والتعليم حوالي مليوني دينار‬
‫(‪)15‬‬
‫عراقي أنذاك‬

‫وعموما ً حرمت المرأة من حقها في التعليم بسبب عدم األستقرار والنزاعات و الوضع‬

‫األمني المتدهور وأنتعاش األفكار الرجعية المتشددة والتطرف األسالمي والعنف الطائفي ‪,‬‬

‫‪ ) 14‬د‪.‬كاظم عبد الحسين عباس ‪,‬التربية والتعليم في ظل نظام البعث ‪,‬ج‪,2‬جامعة البصرة ‪,2002,‬ص ‪.8‬‬
‫‪ ) 15‬سالم ابراهيم كبة ‪,‬التربية والتعليم في عراق التنمية البشرية ‪,‬القسم الحادي عشر ‪,‬ص ‪.20‬‬

‫‪22‬‬
‫‪23‬‬

‫بحيث أنخفضت نسبة حضور الفتيات في الدارس‪ C‬لتصل في بعض المحافظات الى فتاة‬

‫واحدة مقابل ‪ 4‬فتيان ‪ ,‬وتؤكد منظمة المحافظة على حياة أألطفال أن فتياة العراق يعانن من‬

‫‪23 | Page‬‬ ‫نقص في فرص التعليم وتزداد حدة التباين بين الجنسين الى ‪ 1/6‬وخاصة بعد شباط ‪2006‬‬

‫وتؤكد لجنة المانحين لمرفق الصناديق الدولية ألعمار العراق‬

‫كما ان االولوية في عملها سيكون في مجاالت التربية والتعليم والقضاء على البطالة ألن‬

‫العراق يعد الدولة أألسوأ بين الدول العربية من حيث فجوة أأللتحاق بالتعليم األساسي حيث‬

‫بلغت نسبة الهدر ‪ %50‬في سنة ‪ 2000‬والذي يعود في أسبابه الى العادات االجتماعية‬

‫‪ .‬الموروثة وتردي الوضع التعليمي بشكل عام‬

‫كما أن أنعكاس نسب النجاح في األمتحانات لطلبة الصفوف المنتهية للدراسة األعدادية‬

‫للسنوات أألخيرة والتي بلغت في عام ‪ 2005‬الدور أألول ‪ %31‬للفرع العلمي و ‪%37‬‬

‫للفرع األدبي وفي سنة ‪ %36 2007‬للفرع العلمي ‪ %45‬للفرع األدبي مع وجود حاالت‬

‫الغش الكبيرة والمؤدية استفحالها الى إلغاء وزير التربية في أوائل أب ‪ 2007‬نتائج ثمانية‬

‫من مراكز امتحانية في بغداد وبعض المحافظات بسبب تداعيات الوضع األمني وتدخل‬

‫الجماعات المسلحة فيها ‪.‬‬

‫ومن المهم التذكير أن معظم طالب وطالبات العراق يدرسون بمدارس التزال اغلبها تفتقر‬

‫الى الكثير من مظاهر النظافة والجمالية والى ساحات اللعب المدرسية والحدائق المنسقة‬

‫الجميلة وعدم توفير المياه الصحية ووسائل التبريد والتدفئة والذي يعتبر حقا ً مشروعا ً نصت‬

‫عليه اللوائح الدولية لحقوق أألنسان في التعليم ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪24‬‬

‫أما بنسبة للتعليم العالي فكما هو معروف تعرضت ‪ %80‬من مؤسساته للتدمير والتخريب‬

‫والنهب منذ بدء أألحتالل ودخول قوات التحالف الى العراق سنة ‪ 2003‬ليزداد الوضع سوءاً‬

‫‪24 | Page‬‬ ‫في معظم الجامعات العراقية بعد أن هاجر بعد حرب الخليج الثانية حوالي ‪ %40‬من‬

‫أألساتذة ‪ ,‬هذا بأألضافة الى أغتيال أكثر من ‪ 190‬أستاذاً حسب تقارير وزارة التعليم العالي‬

‫العراقية وبلغ عدد المهاجرين منهم حتى أواسط ‪)300( 2006‬أستاذاً ‪ ,‬أن أكثر أألغتياالت‬

‫وقعت في جامعات بغداد وثلثها البصرة والموصل‪ C‬هذا بأألضافة الى التهديدات التي نالت‬

‫معظم أألساتذة من قبل المجموعات المسلحة المختلفة والمليشيات التي تعود الى هذه الجهة ‪,‬‬

‫هذا بأألضافة الى هجرة أكثر من (‪ )1000‬طبيب معظمهم من أألكاديمين ‪.‬‬

‫وبذلك حرم المجتمع من خدمة الجامعات في أداء دورها كوسيط في سوق العمل لرفده‬

‫بطاقات شابة خالقة ‪ ,‬بل على العكس من ذلك كان قد انتشر شعور من اليأس نحوى‬

‫المستقبل لدى الخريجين وكذلك طلبة الجامعات قبل عام ‪ 2003‬عن جدوى دراستهم‬

‫الجامعية وذلك بسب تعطلهم عن العمل وعدم وجود وظائف أو عمل يتناسب مع ما يحملون‬

‫من شهادات وتخصص وتحولت شهاداتهم الى (جنابر ) في سوق العمل الضائع والمتاهات‬

‫التي يبحثون فيها دون جدوى ‪ ,‬هذا بأألضافة الى سوقهم للخدمة العسكرية‬

‫‪24‬‬
‫‪25‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬واقع النظام التعليمي في العراق وتطوره‬

‫ومن اجل التعرف على واقع قطاع التعليم ومدئ تطوره في العراق البد من معرفة الهيكل‬

‫‪25 | Page‬‬ ‫التنظيمي للتعليم في العراق والذي يتكون من اربع مراحل تتمثل برياض أألطفال والدراسة‬

‫أألبتدائية والدراسة الثانوية ثم المراحل الجامعية فألتعليم في العراق يستند الى دستور العراق‬

‫الذي يكفل الفرص التعليمية لكل افراد المجتمع‬

‫ولدراسة الواقع التعليمي ومعرفة حيثياته نركز على المراحل الثالثة االخيرة حيث ان مرحلة‬
‫(‪)16‬‬
‫رياضة االطفال اليدخل فيها نسبة كبيرة من اطفال العراق‬

‫التعليم في المرحلتين االبتدائية والثانوية‬ ‫‪-1‬‬

‫تستثمر الدراسة في هاتين المرحلتين (‪ )6‬سنوات لكل مرحلة وتخضع المدارس‪ C‬في هذه‬

‫المراحل الى وزارة التربية ‪,‬وقد شهدت الدراسة في هاتين المرحلتين تطورا كبيرا من حيث‬

‫اعداد الطلبة واعداد الهيئة التعليمية والتدريسية واعداد المدارس‪.‬‬

‫التعليم في المرحلة الجامعية‬ ‫‪-2‬‬

‫وتشمل هذه المرحلة المعاهد والجامعات فضالً عن الدراسات العليا (الماجستير‬

‫والدكتوراه) وتعد الدراسة في هذه المرحلة هي اخر المطاف بعدها يصبح الطالب مؤهال‬

‫للعمل في دوائر الدولة اي ان مخرجات هذه المرحلة تعد مدخالت عمل لدوائر‬

‫ومؤسسات الدولة(‪.)17‬‬

‫‪ ) 16‬مجلة كلية التراث الجامعة ‪,‬العدد السادس ‪,‬ص‪.39‬‬


‫‪ ) 17‬سالم ابراهيم كبة ‪,‬التربية والتعليم في عراق التنمية البشرية ‪,‬المصدر السابق ‪https://www.al-nnas.com,‬‬

‫‪25‬‬
‫‪26‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫رؤية مستقبلية لتفعيل دور التعليم في عملية التنمية المستدامة‬


‫‪26 | Page‬‬
‫تمثل تنمية رأس المال البشري عنصراً (جوهرياً) واساسيا ً وفعاالً في تحقيق التنمية‬

‫المستدامة وفي تنمية المجتمعات ومن هنا ينبع األهتمام الفائق بالتعليم ‪ ,‬حيث يرى في أدبيات‬

‫التنمية خصوصا ً في ظل نظام السوق الحر الذي تتحول ألية البلدان العربية أن الوسيلة‬

‫الناجحة لمكافحة الفقر هي في تمكين الفقراء أنفسهم في كسر حلقة الفقر من خالل المشاركة‬

‫الفاعلة في النشاط أألقتصادي والمجتمعي وليس لدى الفقراء من رأس المال لقوة عملهم‬

‫ويتطلب ذلك تبني الدول لسياسات تزويد أألفراد بأنواع رأس مال البشري بمختلف أنواعة ‪,‬‬

‫وتشير أألحصائيات أن نسبة ممن يعيشون تحت خط الفقر في الدول العربية ‪ %2‬وفي اليمن‬

‫تحديداً ‪ %4‬ويعود سبب ذلك الى قلة أألهتمام بالتعليم ومخرجاتة (ضعف الوعي المجتمعي‬
‫(‪)18‬‬
‫في اهمية التعليم ) ‪ ,‬وربطه بمتطلبات المجتمع وحاجاتة‬

‫وكلنا يعرف بأن التعليم بشكل عام والتعليم العالي على وجه الخصوص له دوراً هاما‬

‫وبارزاً في العملية التنموية للمجتمعات بأعتباره المصنع الذي يعد رأس المال البشري الذي‬

‫تقع على عاتق العملية التنموية للمجتمعات بمختلف جوانبها ‪ ,‬وهو بذلك يمتلك الدور‬

‫المحوري في تشكيل الصفوف أألكثر رقيا ً من رأس المال البشري بل أن مساهمة التعليم‬

‫العالي في بناء المجتمع تتعاظم مع أرتفاع ضعف رأس المال وتكاد مؤسسات التعليم خاصة‬

‫الجامعات تتحمل المسؤولية في الحفاظ على ثقافة األمة وتجديدها ‪ ,‬أي بناء رأس المال‬

‫الثقافي لألنسان من خالل أألنتاج البحثي واعمال الفكر ‪.‬‬

‫‪ ) 18‬مجلة المثنى للعلوم االدارية واالقتصادية ‪ ,3,‬العدد‪, 6‬لسنة ‪,2013‬ص ‪.12‬‬

‫‪26‬‬
‫‪27‬‬

‫وعلى الرغم من أن النظام التعليمي في العراق بعد عام ‪ 2003‬قد أدخل تحسينات كبيرة في‬

‫نظامة التعليمي أال أن هذا التحسن دون مستوى الطموح فما زال النظام التعليمي في العراق‬

‫‪27 | Page‬‬ ‫في قطاع التربية والتعليم يعاني الكثير من المشاكل مثل قلة عدد أألبنية المدرسية بسبب‬

‫ظروف الحصار والحرب وكذلك تعرض المدارس الى أعمال النهب والسلب وكذلك الوضع‬

‫أألمني الذي أدئ الى زيادة تسرب المعلمين والمدرسين والطلبة خاصة الفتيات وكذلك‬

‫تعرض أألساتذة الى حاالت خطف واألغتيال وغيرها من األسباب التي ادت الى تدهور‬

‫المستوى التعليمي في العراق ورغم التحديات التي ال نهاية لها ال يزال النظام التعليمي في‬

‫العراق يعمل ‪ .‬وللنهوض بألنظام التعليمي يجب أعادة تأهيل المدارس وزيادة عدد المدارس‬

‫والتركيز على تعليم الفتيات وأصالح المناهج الدراسية وأألهتمام بمخرجات التعليم وتوفير‬

‫مصادر التعليم الحديثة والمتطورة‪ C‬وأصالح الهيكل التنظيمي واألهتمام بالبحث العلمي‬

‫وتطويره بما يتالئم ومستجدات المعارف المتطورة والمتسارعة ‪ ...‬الخ‬

‫مما ال شك فيه أن الرقي بمستوى التعليم وفي كيفية أستيعاب مخرجات التعليم وتوفير‬

‫مصادر التعليم والعديد من الجوانب األخرى التي تهتم بهذا القطاع (أهتماما ً بالغا ً ) سواء‬

‫بالتعليم او التدريب بشتى مراحلة وتخصصاته ‪,‬وهو من منطلق الحرص على التنمية‬

‫وتطوير الموارد البشرية التي هي اساس التنمية الشاملة لذلك البد ان يؤكد التعليم العالي في‬

‫اهدافه العامة تنمية رأس المال البشري بجميع جوانبه التي تشمل في جملتها تنمية االنسان‬

‫الذي يمتلك مفاتيح التقدم والتنمية المجتمعة ويؤكد ذلك التقرير اليونسكو حيث اورد مجموعة‬

‫من االهداف العامة للتعليم العالي منها باالضافة الى تطوير المعرفة والبحث والتجديد‬

‫والتدريس والتدريب والتربية المستمرة ‪,‬تربية قيادة الفكر والسياسة ورؤساء الشركات‬

‫‪27‬‬
‫‪28‬‬

‫القادرين على اثراء الثقافة وتطوير رؤية المجتمع لالنسان والكون والحياة ‪,‬وان يصبح‬

‫التعليم العالي مكانا للتعليم ومصدرا للتربية والتعليم المستمر وفهم التكنولوجيا الجديدة‬

‫‪28 | Page‬‬ ‫ومتطلباتها ومتغيرسوق العمل وان يمثل التعليم العالي المستودع الحي للتراث والثقافة ‪,‬وان‬

‫يعمل على سد الفجوة بين الشعوب والثقافات والحد من الهجرة من البالد الفقيرة الى البالد‬

‫الغنية ‪,‬وان تعتبر الجامعات مكانا لتحسين التعاون الدولي وتنمية العالقات واالرتباطات بين‬

‫الدول المتقدمة والدول النامية‪.‬‬

‫وإذا مانظرنا الى واقع التعليم في وطننا نجد انه يواجه بعض المشكالت التي من شأنها ان‬

‫تعيق دوره في المسيرة التنموية للمجتمع ‪,‬حيث تقل الموارد المالية لالنفاق عليه ‪,‬لذا على‬

‫القائمين على العملية التربوية والعملية التنموية من تربويين وقادة ورجال فكر وسياسة وان‬

‫يحددوا تلك المشكالت ويعملوا على حلها في حينها ‪,‬فعلى سبيل المثال من المشكالت التي‬

‫يعاني منها التعليم العالي في البلدان العربية استنساخ النمط الغربي مما ادى الى تدني‬

‫مستوى الكفاءة واالداء نتيجة لتقليد النمط الغربي دون االعتماد على اسس واضحة‬

‫خاصة ‪,‬ذلك االمر الذي دفع الشرائح المختلفة في المجتمع نحو ذلك النوع من الجامعات ذات‬

‫الدراسة الطويلة االجل واهمال الدراسة في المعاهد الفنية ذات السنتين او ثالث سنوات بعد‬

‫الدراسة الثانوية كما ادى االعتماد على نظريات ومنهجيات غربية جاهزة الى عدم بذل‬

‫الجهد في عمل تكوين فكري فلسفي تنظيري يستوعب الواقع العربي وخصائصه واماله‬

‫ولمستقبلية ذلك االمر جعل السياسة التعليمية في الوطن العربي عموماً‪.‬‬

‫تعاني من الضبابية وعدم الوضوح‪ C‬وغياب المنطق العلمي السليم في كثير من عناصرها‬

‫ومكوناتها والسبب في ذلك غياب فلسفة تربوية واضحة يتم وضعها على اسس صحيحة‬

‫‪28‬‬
‫‪29‬‬

‫وباالستناد الى الفلسفة القائمة في الدول التي تنتمي اليها مؤسسات التعليم العالي االمر الذي‬

‫يجعل صانعوا االستيراتيجية العربية في التربية الى االعتماد على الخبرة الشخصية ولتفادي‬

‫‪29 | Page‬‬ ‫ذلك يتطلب ان تعتمد السياسة التعليمية سواء في التعليم العام او التعليم العالي على رؤية‬

‫تربوية واجتماعية واضحة ‪,‬كما ينبغي ان تستند الى قاعدة من المعلومات والمعارف‬

‫المرتبطة بالواقع االجتماعي حتى تنطلق تلك المجتمعات في برامجها التنموية من اسس ثابتة‬

‫ونابعة من الواقع االجتماعي لها ‪,‬واكثرما يعيق السياسة التعليمية في الوطن العربي هو‬

‫تكامل عناصرها انطالقا ً من فلسفة تربوية واضحة تعتمد على فلسفة اجتماعية شاملة‬

‫وواضحة أألهداف ومنسقة مع جملة النظام السياسي واألقتصادي واألجتماعي القائم ‪,‬‬

‫وقدراتها على استشراق أفاق المستقبل ‪ ,‬ووضع البدائل المناسبة للتغيرات المحتملة فيه وبما‬

‫أننا في عصر العولمة وتدفق المعلومات وتسارعها فأننا نحتاج الى تعليم عالي من نوع‬

‫خاص يمكن حامله تجاوز كل ما قد يعترضه في الحياة بثقة ‪ ,‬أن ثورة التقنية والمعلومات‬

‫يجب أن تقوم التنمية على الديمقراطية والتعليم وهذا ال يتحقق أال بوجود قاعدة بيانات‬

‫وكذلك ال بد من التوعية الجماهرية الصادقة بأهمية هذه البيانات وعدم أختراقها وأننا بحاجة‬

‫الى تعليم عالي يؤدي الى تنوع البشر وتميزهم وقدراتهم على تلقي المعلومات وحسن‬

‫أستخدامها في التفكير والتعبير واألتصال واألنتاج وبناء عالقات كما تريد تعليما ً ينتقل باألمة‬

‫من الصناعات التقليدية الى صناعات جديدة متطورة ‪ ,‬نريد تعليما ً ينتقل باألمة من العمالة‬

‫العضلية الى العمالة العقلية ومن التخصص الضيق الى المرونة والمعرفة الشاملة ‪ ,‬ومن‬
‫(‪)19‬‬
‫المركزية الى ألالمركزية ومن التنظيم الصرمي‪ C‬الى التنظيم الشبكي‬

‫‪ )3019‬سالم النجفي ‪,‬ورقة خلفية لتقرير التنمية البشرية ‪,‬المصدر السابق‪,‬ص ‪.132‬‬

‫‪29‬‬
‫‪30‬‬

‫األستنتاجات‬

‫أوالً‪ :‬أن دور مؤسسات التعليم العالي بجامعاته ومعاهده في التنمية أألقتصادية واألجتماعية‬

‫‪30 | Page‬‬ ‫يحصر واقع العالقة بخط ذي أتجاه واحد والواقع يبني بعالقة ذات خطين بأتجاهين متقابلين‬

‫بمعنى أن مؤسسات التعليم العالي سبب من أسباب التنمية ونتيجة من نتائجها ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬من تحليل العالقات المتبادلة بين التعليم العالي ومؤسساته وبين عوامل التنمية‬

‫األقتصادية واألجتماعية تبدأ من الحسابات األولية في التخطيط وتطويره وتنتهي بربط‬

‫التعليم وأحتياجات التنمية من القوئ العاملة حيث على المستوى وتحليل مستلزماتها فحسب‬

‫وأنما أألساس في تخطيط التنمية هو التوزيع األمثل للموارد البشرية وطاقتها المنتجة‬

‫ثالثا ً ‪ :‬أن وظائف التعليم العالي بمؤسساتة في التنمية األقتصادية واألجتماعية هي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ تكوين رأس المال اليشري وتنميته ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ البحث والكشف عن المعارف الجديدة في هذا المجال‬

‫‪-3‬تطوير االتجاهات الفكرية واالجتماعية‬

‫‪-4‬نشر المعرفة والثقافة بين ابناء الوطن‬

‫رابعاً‪ :‬أن االنفاق على التعليم هو انفاق استثماري يهدف الى تكوين رأس المال البشري‬

‫ولكن المالحظ هذا االنفاق كنسبة من الناتج المحلي االجمالي هو اقل من مثيالتها من الدول‬

‫العربية والنامية والمتقدمة‪.‬‬

‫خامسا ً ‪ :‬أفتقار مصادر توميل التعليم على الحكومة بأستثناء المدة االخيرة التي سمحت‬

‫للقطاع الخاص بالمشاركة ولو بنسبة قليلة مما يرهق كامل الميزانية الحكومية ويؤثر في‬

‫حجم االنفاق على التعليم ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪31‬‬

‫التوصيات‬

‫‪ 1‬ـ تحديد المهمة األستراتيجية للتنمية الشاملة لغرض النهوض بالعراق المدمر‬
‫‪31 | Page‬‬
‫وتحقيق الثراء الحضاري في بناء التكوينية وأدخالة الى ساحة المجتمعات ذات‬

‫المعرفة األنسانية عبر قفزة نوعية حقيقية اليمكن تحقيقها أال من خالل التنمية‬

‫الشاملة‬

‫‪ 2‬ـ الحرص على ضمان العدالة األجتماعية بين فئات المجتمع وتوفير فرص‬

‫العمل للمجتمع واألعتماد على مبدء الشهادة والكفاءة والخبرة من دون غيرها‬

‫للتفضيل في عملية أختيار التوظيف بحيث يشعر الكل أن العراق وطن الجميع وأن‬

‫لكل مواطن الحق في أيجاد فرصة عمل وحياة كريمة فيه‬

‫‪3‬ـ التصدي من قبل المجتمع ومؤسساتة المختلفة والتعليمية بشكل خاص لظاهرة‬

‫التسرب من المدارس والجامعات‬

‫‪ 4‬ـ وضع سياسة تشغيلية فعالة أقتصاديا ً ألمتصاص البطالة من جهة واألستفادة‬

‫من الموارد األقتصادية الغير مستقلة في المجتمع من جهة اخرى ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪32‬‬

‫المصادر‬

‫ـ باسل يوسف ‪ ,‬حقوق األنسان ‪ ,‬كمر جعية ‪ ,‬مفاهيمية للتنمية البشرية ‪ ,‬دراسات في ‪1‬‬
‫‪32 | Page‬‬
‫التنمية البشرية المستدامة بغداد ‪ /‬شباط ‪200 ,‬‬

‫ـ جورج القصيفي ـ التنمية البشرية ‪ /‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ,‬بيروت ‪ 1995 ,‬في‪2‬‬

‫الوطن العربي‬

‫ابو هالل واخرون ‪,‬مدى توافق التعليم العالي مع سوق العمل المحلي ‪,‬دراسة تحليلية ‪3-‬‬

‫مركز البحوث والدراسات الفلسطينية ‪,‬سلسلة تقارير االبحاث ‪,‬رقم (‪, )9‬نابلس ‪1998,‬‬

‫مجدي أبراهيم ‪ ,‬تطوير التعليم العالي عصر العولمة ‪ ,‬مكتبة أألنجلو المصرية ‪4-,‬‬

‫القاهرة ‪2000 ,‬‬

‫ـ د‪ .‬حسين عبدالرحمن ‪ ,‬دـ عدنان حقي شهاب زنكة ‪ ,‬دور التعليم العالي ومؤسساته ‪5‬‬

‫التربوية في التنمية األجتماعية و األقتصادية والثقافية في يتغير‬

‫ـ د ‪ .‬خضير عباس عطوان و م ـ علي سلمان الصايل ‪ ,‬التعليم العالي في العراق بين ‪6‬‬

‫متطلبات أدارة الجودة وحاجات سوق العمل والواقع المعاش ( مع األشارة الى منبع التعليم‬

‫في العلوم السلوكية )‬

‫‪ .‬ـ د ـ خضير عباس عطوان و د ـ صالح الطائي ‪ :‬مؤسسات األبحاث السياسية ‪7‬‬

‫ـ أنظر ‪ ,‬د ـ خضير عباس عطوان ‪ ,‬التحزب و المهنية يحكمان التعليم في العراق‪8,‬‬

‫صحيفة الزمان‬

‫ـ دـ كاظم عبدالحسين عباس ‪ ,‬التربية والتعليم في ظل نظام البعث الجزء الثاني ‪ ,‬جامعة ‪9‬‬

‫البصرة ‪2002 ,‬‬

‫‪32‬‬
‫‪33‬‬

‫ـ سالم أبراهيم كبة ‪ ,‬التربية والتعليم في عراق التنمية البشرية ‪ ,‬القسم الحادي عشر ‪10‬‬

‫ـ مجلة كلية التراث الجامعة ‪ ,‬العدد السادس‪11‬‬

‫‪33 | Page‬‬ ‫ـ مجلة المثنى للعلوم األدارية واألقتصادية (‪ )3‬العدد (‪ )6‬لسنة ‪12 2013‬‬

‫‪ .‬ـ سالم النجفي ‪ ,‬ورقة خلفية لتقرير التنمية البشرية ‪13‬‬

‫المصادر االجنبية‬

‫‪14- SHD . And Macro economies, VNDD., 1992‬‬

‫‪15-The world Bank strategy For reducing poverty and‬‬

‫‪hunger,1995‬‬

‫‪33‬‬

You might also like