Professional Documents
Culture Documents
بحث كوثر اخر تعديل وورد
بحث كوثر اخر تعديل وورد
بحث تتقدم به الطالبة :كوثر ناهي محمد إلى كلية االدارة واالقتصاد – قسم
2017م1438/هــ
1
2
2 | Page
بسم هللا الرحمن الرحيم
ب زدني علماً))
(( َوقل َر ِ
2
3
3 | Page
االهداء
بأسم الخالق الذي اضاء الكون بنوره البهي وحده أعبد ولهُ وحده اسجد خاشعا ً شاكراً
إلى ...
صاحب الفردوس االعلى وسراج االمة المنير وشفيعها النذير البشير محمد (صلى هللا
إلى...
من سهر الليالي ونسي الغوالي وظل سندي الموالي وحمل همي غير مبالي...بدر التمام
والدي الغالي
إلى من ثقلت الجفون سهراً وحملت الفؤادهما وجاهدت االيام صبراً وشغلت البال فكراً
ورفعت االيادي دعاءاً وإيقنت باهلل حمالً ....أغلى الغوالي وأحب االحباب أمي العزيزة
الغالية.
إلى ....
3
4
شكر وتقدير
4 | Page
البد لنا ونحن نخطوا خطواتنا االخيرة في الحياة الجامعية من وقفة تعود الى أعوام في
رحاب الجامعة مع اساتذتنا الكرام الذين قدموا لنا الكثير من اجل بناء جيل الغد لتبعث االمة
((كن عالما ً فأن لم تستطع فكن متعلما ً فأن لم تستطع فأصحب العلماء فان لم تستطع فال
تبغضهم))
جميع اساتذتي الذين وقفوا معي على مدى اربع سنوات بعطائهم العلمي المتواصل
وخاصة الى استاذتي الفاضلة مشرفة البحث (م .سعاد جواد كاظم )أقدم لها شكري
وتقديري على متابعت خطوات البحث نسأل المولى القدير عزوجل ان يمنحهم القوة
4
5
المحتويات
5 | Page
رقم الصفحة المواضيع
2 االية
3 االهداء
5-6 المحتويات
7-8 المقدمة
8 أهمية البحث /مشكلة البحث /فرضية البحث /مدة البحث /هيكلية البحث
5
6
6 | Page ثانيا ً :تردي واقع التعليم واألمية في العراق أحد أسباب تخلف التنمية
فيه
30 االستنتاجات
32 التوصيات
33-34 المصادر
6
7
المقدمة
7 | Page
تولي البلدان الناميه والمتقدمه جهودا خاصه في دعم وتطوير قطاع التعليم ومنها
العراق الذي اعطى اهتماما متزايدا في قطاعا وال سيما بعد عام 2003ويعزى هذا
االهتمام الى ادراك الحكومه العراقيه بان سبب ضعف االداء االقتصادي للبلد هو عدم
توفر مالكات ومستويات من العماله الماهره تواكب التطورات Cالحاصله في العالم مما
ومن اجل تحقيق عملية التنميه البشريه ال بد من تطوير التعليم والتوسع بمختلف مراحله
وانواعه ،وبعد المصدر االساسي لتوفير احتياجات القطاعات االقتصادية ورفدها باليد
ومن اجل االرتقاء بمستوى التعليمي البد من زيادة االنفاق على قطاع التعليم لمواجهة
النمو السكاني المتسارع والذي يؤدي الى زيادة الطلب على الخدمات التعليمية والتي هي
من الحقوق التي تكفلها الدوله لكل فرد فضال عن حاجة البلدان تتمثل في النقص الحاد
في القوى العامله الماهره والفنيه ’اذ العالقه بين المستوى التعليمي والمهاره الفنية.
اهمية البحث:
تاتي اهمية البحث من كون التعليم يمثل االساس المهم على كل خطوة تتخذ نحوه بناء
تنمية شاملة وباألخص التنمية البشرية,وكونه يركز على االنسان بعتباره المورد االهم
7
8
يواجه القانون على التنمية تحديا بسبب عدم الفهم الحقيقي لطبيعة واتجاهات التحوالت
الجديده التي يشهدها العراق بعد صقوط النظام وحالة االحباط التي تسود المجتمع وعدم
الفهم الحقيقي لدى الغالبية لمفهوم التنمية البشرية المستدامة وكيفت الوصول لتحقيقها.
فرضية البحث:
ان الجامعات تعتبر مصدر لالشعاع الفكري ولها الدور الكبير في تعليم الناس
مدة البحث:
هيكلية البحث:
وبهدف الوصول لتحقيق فروض البحث لقد تم تقسيمه الى الى ثالث مباحث وكل
االتي:
المبحث الثالث :رؤية مستقبلية لتفعيل دور التعليم في عملية التنمية المستدامة
8
9
برز مفهوم التنمية البشرية المستدامة كتركيبة مشكلة من مكونين هما استراتيجية التنمية
البشرية االصلية المعبر عنها بتقارير البرنامج االنمائي لالمم المتحدة مفهوم التنمية
المستدامة الذي طوره المعنيون بالبيئة والتنمية الذي عقد في ريودي جانيرو 1992وقد
وصف مدير منظمة البرنامج االنمائي لالمم المتحده تقريره المسمئ (مبادرات من اجل
التنمية التي ال تحدث نموا اقتصاديا فقط بل هي التي توزع هذا النمو وما ينتج عنه من
منافع بالتساوي بين البشر وكذالك تعيد بناء البيئة بدال من تدميرها وتعمل على تطور البشر
وتاهيلهم بدال من تهميشهم وتعطي االولوية وتوسيع فرصهم في الحياه وتشاركهم في صنع
()1
القرارات التي تخص حياتهم وتخلق فرص العمل للنساء وتهتم باالطفال ومستقبلهم
ان مفهوم التنمية البشرية المستدامة باالضافة كونه جامع للمفهومين الذين ذكرناهم اعاله ’
االأنه يشتمل على بعد ثابت عن هذا الجمع هو(رأس المال االجتماعي ) والذي يمثل استعداد
الناس لاللتزام الواعي للتنازل عن بعض طموحاتهم من اجل االجيال المقبله (.)2
1
1-SHD.Andmacro ,economies,VNDD.P.6,1992.
) 2باسيل يوسف ,حقوق االنسان كمرجعية مفاهيمية للتنمية البشرية ,دراسات في التنمية البشرية المستدامة ,بغداد /شباط 2000
9
10
ان التنمية البشرية المستدامة التي طرحت كمفهوم في أواخر القرن العشرين وفق مفاهيم
األمم المتحدة لها ،وتظهر وكأنها تعبير عن ثالث للتنمية البشرية وعلى جميع مستويات
3ـ أن يكون بأمكانهم الحصول على الموارد الألزمة لمستوى معيشه الئق .
أن مؤشرات العديدة لأل مم المتحدة والتي تناولت التنمية البشرية قد تجاوزت المفهموم
األقتصادي المجرد للتنمية وأتجهت الى مفهوم التنمية المخصصة للبشر أي توظيف التنمية
لعالم األنسان ويمكن تشخيص المواضيع الرئيسية التي ركزت عليها المؤتمرات المنعقدة من
1999-1990كاألتي: 3
- 2تعزيز وضمان الحق بالعيش بمستوى معاشي وصحي وتعليمي ألئق والقضاء على
4
الفقر .
- 3المشاركة الشعبية في التنمية وتربط بين الحقوق المدنية والسياسية والحقوق األقتصادية
– 4تعزيز المساواة بين الرجل والمرأة وأزالة التمييز بينهم في ممارسة حقوق األنسان
3
THE World Bank Stratategy for reducing Poverty and hunger 1995,P.170
) 4جورج القصيفي ,التنمية البشرية /مركز دراسات الوحدة العربية ,بيروت 1995,في الوطن العربي
10
11
أن التعليم العالي هو عملية صناعة األجيال المستقبل وأن أستثمار هذا النوع من الصناعة
11 | Page هوأفضل أنواع االستثمار وأكثرها فائدة ألن المؤسسات التعليمية تعمل علىتغذية المجتمع
ويختلف دور الجامعة في هذا المجال من بيئة الى أخرى فالجامعات في الدول المتقدمة
على سبيل المثال والموجودة في بيئة صناعية تهتم بالتخصصات الصناعية وأن الجامعات
في بيئة زراعية تهتم بتخصصات وبحوث وتهتم بمجال الزراعي ،وهذا ما يدلل أهمية ما
يمكن للجامعات أن تفعلة في تطوير المجتمع على مختلف االصعدة وما تفعلة للبيئة التي
ومن هنا يمكن القول أن أهمية الجامعة ليس في مجال التدريس والبحث العلمي فحسب بل
تستند على أهمية الجامعة ودورها في المجتمع وأخراج قيادتها وكوادر جديدة ولكي تقوم
الجامعة بأفضل دور في خدمة المجتمع البد للجامعة أن تصنع تصور واضح المعالم حول
كيفية تلبي الحاجات الفرد والمجتمع والتفكير في برامج التي تقدمها من خالل األقسام
المختلفة وهذا يقودنا الى متطلبات وحاجات السوق الى تشكيل جزءاً أساسا ً وحاسم من
متطلبات وتنمية المجتمع وحاجاته وأدواته وأساليبه بشكل متسارع وعليه فأن دور التعليم
) 5ابو هالل واخرون ,مدى توافق التعليم العالي مع سوق العمل المحلي دراسة تحليلية مركز البحوث والدراسات الفلسطينية ,سلسلة تقارير
االبحاث رقم , 9نابلس ,1998,ص 89-84
) 6مجدي ابراهيم ,تطوير التعليم العالي عصر العولمة ,مكتبة االنجلو المصرية ,القاهرة ,2000,ص .23
11
12
كالً ليس بأعداد الطالب األعداد السليم ليكون مواطنا ً صالحا ً خادم لوطنة بالشكل األمثل
وليكن منافسا ً رابحا ً في أسواق العمل أنها يجعل البحث العلمي الذي تنجزه مراكز
12 | Page ومؤسسات التعليم العالي أحد أهم مدخالت لتنمية المجتمع سياسيا ً وتربويا ً وأقتصاديا ً
وأجتماعيا ً باألضافة الى تنشيط األليات النوعية الضرورية ألسواق العمل من أجل تمكينها
وعلى هذا األساس فأن تعزيز جودة التعليم وتشكلها جيداً عند النظام السياسي كما هو
هاجسا ً للجامعات والجهات ذات العالقة في المجتمع ،مما دفع هذا الى أهمية التعليم وتفعيل
الدورة في أعداد النظام يتحقق من خالل الجودة التي تعتمد على بنية النظام متكامل للمؤسسة
التعليمية .
وهذا يتطلب طبعا ً لتغير األسس التقليدية التي يرتكز عليها التعليم العالي ويتطلب أستجابة
للمتغيرات والحاجات البشرية من خالل أستحداث برامج جديدة ومرنة تلبي متطلبات
المتغيرات سوق العمل مما يجعل التعليم العالي قادراً على تأثير الجدي في المجتمع عبر
تطور العمل البحثي وتكوين المعرفة وأنتاجها ثم نقلها الى المجتمع في خدمة األنسان
والمواطن والوطن واألمة ،فالترابط العضوي بين التعليم العالي وسوق العمل هو معيار
نجاح مشروع أعادة تنظيم التعليم العالي ونعتقد أن ذلك يسهم في حل الصراعات والتي قد
تنتج بسبب الحصول على الشهادات الجامعية ثم األنضمام الى البطالة في المجتمع ليكون
12
13
المشكالت التي يعاني منها النظام التعليمي الجامعي متعددة تنتقص من اسهامه في التنمية
13 | Page بمفاهيمها الراهنة فاألستيعاب الكمي غير مخطط ومحدد ال يواكب سوق العمل والنوعية
غير مرضية ,ان كل هذه الحقائق تتطلب اعادة النظر فيها وتحسينها ,ولذا أن األوان
للتفكير الجاد في اعطاء ميادين المعرفة والدراية والمهارة درجات متكافئة في التكوين
وتكاملها ,وبهذه النظرة يكون نظام التعليم العالي اكثر تنوعا ً في موضوعاتة بما يتناسب مع
تنوع المغازي االجتماعية للمعرفة في المجتمع وما تكسبه للمتعلم من مهارات .
وان ضرورة ارتباط النظام الجامعي بالعمل واعتبار العمل ومقوماتة وادواتة موافق في
المناهج الدراسية ذات اهداف معينة ووسائل محددة ألنجاز اي عمل يدوي او فني وان تكون
()8
مجاالت العمل داخل المدينة او خارجها في مجاالت النشاط المجتمعي
واخيراً فأن التعليم الجامعي البد أن تبني لدى الفرد األنسان المنهج العلمي في التفكير ,ذلك
المنهج الذي يحدد الهدف ويتخذ من وسائل ما يحقق له عن طريق التجربة لبلوغ الهدف .
13
14
ان عملية التنمية في األساس عملية تفاعل بين الموارد المادية والطبيعية والموارد Cالبشرية
14 | Page ,ومن الضروري Cالتخطيط لكل من هذين الموردين وفقا ً لمطالب التنمية األقتصادية
واألجتماعية .ومن المعروف ان حجم الموارد البشرية ونوعية اعداده وتأهيلة لتولي
الموارد الطبيعية واستخدام مصادرها والمحافظة عليها وتنميتها ,9وبذلك فأن عملية اعداد
وتأهيل الجيل الجديد كقوة فعالة ومؤثرة في عملية البناء والتطوير تعد مطلبا ً تنمويا ً ,ويوكل
للنظام التربوي عادة أنجاز هذه المهمة ,اذ أن تطوير عملية األنتاج ورفع معدالت نمو
األقتصاد الوطني اليمكن ان تتم دون توفر القوى العاملة المتخصصة Cوالفنية الماهرة وشبه
ماهرة .
وتتولى مؤسسات التعليم العالي (الجامعات والمعاهد الفنية )هذه المهمة النها تقف في قمة
التعليم وتتميز بالتخصص وتحتاج الى تخطيط سليم لتخرج نسب متوازية من الفنيين
واألختصاصيين وفق حاجة سوق العمالة واألقتصاد الوطني للكوادر المتمكنة لتنمية الطاقات
وتغطية متطلبات البنى التحتية المدمرة والقضاء على البطالة المقنعة او الظاهرة نتيجة لسوء
هذا التخطيط والقضاء على ما سيرافقها من تبعات اجتماعية سلبية او سيئة (.)10
فهنا البد من تجاوز ضعف األعداد ورداء التأهيل التي يؤدي الى تدني مستويات اداء
الخريجين مما ينعكس سلبيا ً على رداءة األنتاج وعلى تنمية األقتصاد الوطني وعليه البد
) 9د.حسين عبد الرحمن ,د.عدنان حقي ,شهاب زنكة ,دور التعليم العالي ومؤسساته التربوية في التنمية االجتماعية واالقتصادية والثقافية في عالم
متغير ,ص .8-7
) 10المصدر السابق ,ص .9
14
15
15 | Page كما عليه بالذات العمل على التخطيط النوعي للتعليم العالي من خالل رفع المستوى
العلمي للخريجين نظريا ً وتطبيقيا ً ومن حيث المعرفة والمهارة وسلوكيات المهنة ,وهذا
يقودنا الى النظرفي المناهج الجامعية ومواكبة احدث التطورات Cالجامعية في العالم
وباألخص المتقدم منها واألبتعاد عن بدعة الكليات واألقسام المتناظرة واستنساخ شهادات
تخريجية بدون غطاء علمي لها ولذا فعلى التعليم العالي ومؤسساتها العلمية بالمشاركة مع
اعداد دليل عنصري تصنيفي للمهن كما هو معمول قي الدول المتقدمة يحتوي -1
على مواصفات المهنة وواجباتها وفرص التقدم بها وتفصيالت مهنية اخرى.
وضع هيكل تركيبي للعمل متضمنا ً الوظائف والمهن الداخلة في هيكلية وبيان -2
تحديد المناهج والبرامج التدريسية الالزمة وفق البند (م) والتي في ضوئها -3
ربط خطة القبول في التعليم العالي بخطة القوى العاملة واحتياجات الوطن -4
15
16
تنويع التعليم الثانوي العامة والخروج من قوقعة (العلمي واالدبي) وانشاء -5
16 | Page كافة المستلزمات الضرورية Cلها من كوادر ومناهج ومواد تقنية وعينية.
أعادة النظر في المناهج الدراسية وتطوير البرامج الدراسية بما يوجب -6
16
17
المبحث الثاني
لقد عرف المجتمع العراقي خالل العقود السابقة تحويالت بنيوية تباين تاثيرها حدةً
وعمقا ً ,طالت اسس ومقومات ومظاهر الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية العامة ولم
يكن التعليم بعيداً عن هذه التحويالت ,أال أن ما يهمنا أن التعليم بات يواجه بمعضالت
عدة ,تدور حول الجوانب المالية والسياسية واألدارية والمناهج والتدريسي ذاته .
وواحدة من اكبر التحديات التي تواجه التدريسي هي تلك المتعلقة بالحريات األكاديمية سواء
في عالقة التدريسي بالمادة والمنهج المكلف به او بالطالب (الذي اصبح قوة بفعل التخريب
المجتمعي الذي فرضته العملية السياسية )او بالمؤسسة التي يعمل بها او بالمجتمع الذي
يعيش فيه فكل هذه المستويات سلبية التعطي للتدريسي وال للعملية التعليمية انطالقا ً لألبداع
( )11وال يعاني التعليم الجامعي في العراق من معضلة األفتقار الى الحرية األكاديمية والتي
تعززت بفعل اسناد األمر لغير اهله في القيادات الجامعية ,انما برزت معضالت مادية
وسياسية وأقتصادية فرضت نفسها على العملية التعليمية وعلى اداء الجامعات ,وهذه
()12
المعضالت يمكن اجمالها باألتي
) 11خضير عباس عطوان وم, .علي سلمان العايل :التعليم العالي في العراق بين متطلبات Cأدارة الجودة وحاجات السوق العمل والواقع المعاش (مع
االشارة الى متبع التعليم في العلوم السلوكية) .96,
) 12د.خضير عباس عطوان ,ود.صالح الطائي,مؤسسات Cاالبحاث السياسية.98 -97,
17
18
1ـ األشكاليات المادية والسياسية واألدارية التي يتعامل معها التدريسي وهي اشكاليات تتعلق
بالموارد واألدارة واستجابات المجتمع لنوع ومخرجات التعليم .ويمكن تقسيم هذه المشاكل
والجدوى فيما يجري تعليمه والجدوى فيما يكتب وينشر ,واشكالية قياس األداء او األثر ,
فال يزال مستوى القدرة على ادخال التحليل الرياضي في القياس ضعيفا ً في المؤسسات
الجامعية العراقية المعينة بالعلوم السلوكية واألخطر منه أن الدولة والقوى السياسية ذاتها
التحترم هذه العلوم فألتكاليف ال تخضع لألختصاص وال يراعيه ,والنتائج يجري تجاوزها
ويالحظ بشكل عام أن ابرز المعضالت التي تواجه تعليم العلوم السلوكية في الجامعات
ـ المشكالت المتعلقة بعدم وجود سياسة تعليمية واضحة في التعليم العالي ,حيث عدم قدرة
مؤسسات التعليم على تكييف مناهجها ومحتويات التعليم فيها بما يتوافق واحتياجات سوق
العمل
التعرض لحياة التدريسيين ,والتخوف من طرح الرأي او حتى من تقديم النصح او
األستشارة الصائبة ,فضالً عن عدم احترام القوى السياسية للتنظير األكاديمي ويرافق كل
) 13أنظر,د.خضير عباس عطوان :التحزب والمهنية يحكمان التعليم في العراق صحيفة الزمان.
18
19
ذلك اشكالية نظرة المجتمع للمدرس والتي باتت نظرة سلبية كون مخرجات التعليم التي
19 | Page ان القدرة على التعبير والبحث بحرية ,وهي في الغالب تحض العلوم السلوكية شبه
معدومة ,واذا ما توفرت في مجاالت غير الحساسة فألكلمات مقسْنة ,وسبب ذلك أن
الظرف األمني والسياسي غير المستقر في العراق ,والذي تفاقم بعد األحداث التغير
السياسي في نيسان ,وبات هذه الظرف يحمل التعليم األعباء السياسية ,واألعتقادات الدنيئة
واألفكار األجتماعية بشكل مضخم ,علما ً نحو فرغت العلوم السلوكية من محتواها وتحديداً
تحت طائل تحزب اغلب القيادات الجامعية وابتعاد التعليم عن المهنية األكاديمية في تيسير
عمله .
ومن ابرز المظاهر هنا هي :الترقية العلمية والترقية الوظيفية توفر أألمكانات المالية
والمادية ,والتخصص ,وأن الغاية من أنشاء األقسام العلمية هو أنشاء وحدات مختصة
لتطوير المعرفة والمساهمة في حل المشكالت المجتمعة إال أنها كانت من أألختصار الى
الصالحيات واألمكانات المتاحة لتسهيل قدرة األقسام على ممارسة استقاللها وهذا ما يالحظ
في :
1ـ عدم توفر استقالل اكاديمي مالئم ,بمعنى عدم توفر صالحيات أختيار النظام والبرامج ,
والمناهج والتدريسيين و ينتج عن ذلك من عدم توافر حرية على ما يقال او ينشر او يعبر
عنه’ من أراء أكاديمية فكل ذلك خاضع لضغوط عدم توافر ضمانات كافية للتدريسي من
التهديد بالفصل أو الطرد أو العقوبة أو حتى االعتقال أو القتل من قبل البعض .
19
20
2ـ وكذلك عدم توفر أستقالل أداري مالئم ,ومعناه حرية االقسام في أتخاذ القرارات الداخلة
في نطاقها وفي تصريف شؤونها وفي وضع األنظمة واللوائح والهياكل التنظيمية التي تنظم
20 | Page بها عملها ,اال أنه ما يالحظ أن هناك مشاكل سابقة على ذلك اال وهي أختيار القيادات
أألدارية لألقسام من بين أناس ليس لهم أهتمام كافي ,بل جاء األمر وفق ألعتبارات
الرصينة الضقية أو وفقا ً للتغالب أو التكالب بحثا ً عن المنافع التي يوفرها المنصب من
وكان من أبرز المخرجات للمشاكل أعاله والتي ضربت جودة التعليم الجامعي في العراق
ـ اصبح التعليم الجامعي ,وفي العلوم السلوكية تحديداً مجدد ديكورات تتباهى الؤسسات
ـ اصبحت األقسام عبارة عن جزرمستقلة بعضها عن البعض األخر كالً منها خاضع
ـ يوجد عجز في تغطية الخدمات األدارية ,نتجه األتجاه نحو فرض األمية على القوى
البشرية (حيث ال يتواءم توزيع القوى البشرية مع األختصاص الذي أنفقت عليه الدولة )
واحيانا ً يجري توزيع القوى البشرية وفقا ً لترضيات على نحو ليس لها .
20
21
ـ عدم المصداقية في توزيع أعباء التعليم (تعليم ,أشراف مناقشات )...,بين أعضاء هيئة
التدريس فألبعض يستأثر بكل ما من شأنه أن يدر مغنما ً يغض النظر عن الفائدة الغلمية في
21 | Page عمله والتي يقيسها مخرج التعليم الرديء خالل المراحل السابقة .
ـ عدم وجود تخطيط سوء لنوع أألقسام والتخصصات أو للحاجة المجتمعية و لسوق العمل
الفعلي لجملة الشهادات ضمن المديات القصيرة والمتوسطة والبعيدة فألعمل اقرب للعشوائي
منه’ الى التخطيط وهو قائم على ملئ الفراغات والقدرة األستيعابية والتقليد .
ثانيا ً :تردي واقع التعليم واألمية في العراق أحد أسباب تخلف التنمية فيه
تشير تقارير اليونسكو أن العراق أمتلك قبل حرب الخليج األولى نظاما ُ تعليما ً يعتبر من
أفضل أألنظمة في المنطقة حيث قدرت نسبة المسجلين بالتعليم أألبتدائي %100من األطفال
,لكن التعليم عانى الكثير بسبب (القادسيات ) والحصار أألقتصادي وقمع السلطات حيث
اصبحت نسبة القادرين على القراءة والكتابة عام 2003هي %55بين الذكور و %23بين
األناث وكانت سياسة تبعث التعليم األكثر ضرراً بحيث أنزلت الخراب بجميع مستويات
التعليم من رياض األطفال الى التعليم الجامعي وأتسم التعليم األبتدائي والثانوي في أواخر
العهد الديكتاتوري الى افتقار المدارس األبتدائية على وجه الخصوص الى أبسط مقومات
الدراسة من مقاعد ووسائل تعليمية ومستلزمات فنية وبدنية وأفترش الكثير من الطلبة
األرض داخل الصفوف وخاصة في المناطق الشعبية وبقية المدن التي تبعد عن مركز
المحفضات واجبار التالميذ على ارتداء الزي العسكري (الطالئع ) اضافة الى الزامهم يدفع
المساعدات الى المدارس بحجج مختلفة أن هذا األمر بأألضافة الى ضغط العامل
21
22
األقتصادي أدى الى تسرب األطفال من المدارس Cتدريجيا ً ,بحيث اصبح معدل األلتحاق
بألدراسة أألبتدائية في الفئة العمرية (6ـ )11سنة بنسبة %85ومن الفئة العمرية (12ـ )14
22 | Page كانت نسبة أأللتحاق %45, 5في المناطق الحضرية وتنخفض الى %28في المناطق
()14
الريفية .
كما تظهر البيانات أن %15, 6من الذكور ال يستطيعون القراءة و %8, 7قراءتهم ضعيفة
في الفئة العمرية عشرة سنوات فأكثر ولنفس الفئة العمرية لدى األناث كانت النسب, 6
%9,1/ %29قرائتهن ضعيفه وتزداد تلك النسب قليالً في القدرة على الكتابة وهذا يعني ان
وقد بلغت خسائر قطاع التربية والتعليم اثر حرب الخليج الثانية في عام 1991حوالي
3,4مليار دوالر ,شملت التدمير المدارس Cوالمعاهد والكليات ومراكز البحوث ومعامل انتاج
اللوازم المدرسية (أثاث ,قرطاسية) وقد بلغ عدد المدارس Cالتي طالها تدمير كلي أو جزئي
حوالي 3800مدرسة و 16معهد فني و 6من الجامعات والمراكز Cالثقافية كما جمدت لجنة (
)661التي شكلتها األمم المتحدة لتنفيذ بنود برنامج النفط مقابل الغذاء استيراد المستلزمات
التعليمية والتربوية وعلقت تنفيذ العقود البالغة 24عقداً جميعها متعلقة بأستيراد هذه
المستلزمات ,وبلغت خسائر المطابع التابعة لقطاع التربية والتعليم حوالي مليوني دينار
()15
عراقي أنذاك
وعموما ً حرمت المرأة من حقها في التعليم بسبب عدم األستقرار والنزاعات و الوضع
األمني المتدهور وأنتعاش األفكار الرجعية المتشددة والتطرف األسالمي والعنف الطائفي ,
) 14د.كاظم عبد الحسين عباس ,التربية والتعليم في ظل نظام البعث ,ج,2جامعة البصرة ,2002,ص .8
) 15سالم ابراهيم كبة ,التربية والتعليم في عراق التنمية البشرية ,القسم الحادي عشر ,ص .20
22
23
بحيث أنخفضت نسبة حضور الفتيات في الدارس Cلتصل في بعض المحافظات الى فتاة
واحدة مقابل 4فتيان ,وتؤكد منظمة المحافظة على حياة أألطفال أن فتياة العراق يعانن من
23 | Page نقص في فرص التعليم وتزداد حدة التباين بين الجنسين الى 1/6وخاصة بعد شباط 2006
كما ان االولوية في عملها سيكون في مجاالت التربية والتعليم والقضاء على البطالة ألن
العراق يعد الدولة أألسوأ بين الدول العربية من حيث فجوة أأللتحاق بالتعليم األساسي حيث
بلغت نسبة الهدر %50في سنة 2000والذي يعود في أسبابه الى العادات االجتماعية
كما أن أنعكاس نسب النجاح في األمتحانات لطلبة الصفوف المنتهية للدراسة األعدادية
للسنوات أألخيرة والتي بلغت في عام 2005الدور أألول %31للفرع العلمي و %37
للفرع األدبي وفي سنة %36 2007للفرع العلمي %45للفرع األدبي مع وجود حاالت
الغش الكبيرة والمؤدية استفحالها الى إلغاء وزير التربية في أوائل أب 2007نتائج ثمانية
من مراكز امتحانية في بغداد وبعض المحافظات بسبب تداعيات الوضع األمني وتدخل
ومن المهم التذكير أن معظم طالب وطالبات العراق يدرسون بمدارس التزال اغلبها تفتقر
الى الكثير من مظاهر النظافة والجمالية والى ساحات اللعب المدرسية والحدائق المنسقة
الجميلة وعدم توفير المياه الصحية ووسائل التبريد والتدفئة والذي يعتبر حقا ً مشروعا ً نصت
23
24
أما بنسبة للتعليم العالي فكما هو معروف تعرضت %80من مؤسساته للتدمير والتخريب
والنهب منذ بدء أألحتالل ودخول قوات التحالف الى العراق سنة 2003ليزداد الوضع سوءاً
24 | Page في معظم الجامعات العراقية بعد أن هاجر بعد حرب الخليج الثانية حوالي %40من
أألساتذة ,هذا بأألضافة الى أغتيال أكثر من 190أستاذاً حسب تقارير وزارة التعليم العالي
العراقية وبلغ عدد المهاجرين منهم حتى أواسط )300( 2006أستاذاً ,أن أكثر أألغتياالت
وقعت في جامعات بغداد وثلثها البصرة والموصل Cهذا بأألضافة الى التهديدات التي نالت
معظم أألساتذة من قبل المجموعات المسلحة المختلفة والمليشيات التي تعود الى هذه الجهة ,
وبذلك حرم المجتمع من خدمة الجامعات في أداء دورها كوسيط في سوق العمل لرفده
بطاقات شابة خالقة ,بل على العكس من ذلك كان قد انتشر شعور من اليأس نحوى
المستقبل لدى الخريجين وكذلك طلبة الجامعات قبل عام 2003عن جدوى دراستهم
الجامعية وذلك بسب تعطلهم عن العمل وعدم وجود وظائف أو عمل يتناسب مع ما يحملون
من شهادات وتخصص وتحولت شهاداتهم الى (جنابر ) في سوق العمل الضائع والمتاهات
التي يبحثون فيها دون جدوى ,هذا بأألضافة الى سوقهم للخدمة العسكرية
24
25
ومن اجل التعرف على واقع قطاع التعليم ومدئ تطوره في العراق البد من معرفة الهيكل
25 | Page التنظيمي للتعليم في العراق والذي يتكون من اربع مراحل تتمثل برياض أألطفال والدراسة
أألبتدائية والدراسة الثانوية ثم المراحل الجامعية فألتعليم في العراق يستند الى دستور العراق
ولدراسة الواقع التعليمي ومعرفة حيثياته نركز على المراحل الثالثة االخيرة حيث ان مرحلة
()16
رياضة االطفال اليدخل فيها نسبة كبيرة من اطفال العراق
تستثمر الدراسة في هاتين المرحلتين ( )6سنوات لكل مرحلة وتخضع المدارس Cفي هذه
المراحل الى وزارة التربية ,وقد شهدت الدراسة في هاتين المرحلتين تطورا كبيرا من حيث
والدكتوراه) وتعد الدراسة في هذه المرحلة هي اخر المطاف بعدها يصبح الطالب مؤهال
للعمل في دوائر الدولة اي ان مخرجات هذه المرحلة تعد مدخالت عمل لدوائر
ومؤسسات الدولة(.)17
25
26
المبحث الثالث
المستدامة وفي تنمية المجتمعات ومن هنا ينبع األهتمام الفائق بالتعليم ,حيث يرى في أدبيات
التنمية خصوصا ً في ظل نظام السوق الحر الذي تتحول ألية البلدان العربية أن الوسيلة
الناجحة لمكافحة الفقر هي في تمكين الفقراء أنفسهم في كسر حلقة الفقر من خالل المشاركة
الفاعلة في النشاط أألقتصادي والمجتمعي وليس لدى الفقراء من رأس المال لقوة عملهم
ويتطلب ذلك تبني الدول لسياسات تزويد أألفراد بأنواع رأس مال البشري بمختلف أنواعة ,
وتشير أألحصائيات أن نسبة ممن يعيشون تحت خط الفقر في الدول العربية %2وفي اليمن
تحديداً %4ويعود سبب ذلك الى قلة أألهتمام بالتعليم ومخرجاتة (ضعف الوعي المجتمعي
()18
في اهمية التعليم ) ,وربطه بمتطلبات المجتمع وحاجاتة
وكلنا يعرف بأن التعليم بشكل عام والتعليم العالي على وجه الخصوص له دوراً هاما
وبارزاً في العملية التنموية للمجتمعات بأعتباره المصنع الذي يعد رأس المال البشري الذي
تقع على عاتق العملية التنموية للمجتمعات بمختلف جوانبها ,وهو بذلك يمتلك الدور
المحوري في تشكيل الصفوف أألكثر رقيا ً من رأس المال البشري بل أن مساهمة التعليم
العالي في بناء المجتمع تتعاظم مع أرتفاع ضعف رأس المال وتكاد مؤسسات التعليم خاصة
الجامعات تتحمل المسؤولية في الحفاظ على ثقافة األمة وتجديدها ,أي بناء رأس المال
26
27
وعلى الرغم من أن النظام التعليمي في العراق بعد عام 2003قد أدخل تحسينات كبيرة في
نظامة التعليمي أال أن هذا التحسن دون مستوى الطموح فما زال النظام التعليمي في العراق
27 | Page في قطاع التربية والتعليم يعاني الكثير من المشاكل مثل قلة عدد أألبنية المدرسية بسبب
ظروف الحصار والحرب وكذلك تعرض المدارس الى أعمال النهب والسلب وكذلك الوضع
أألمني الذي أدئ الى زيادة تسرب المعلمين والمدرسين والطلبة خاصة الفتيات وكذلك
تعرض أألساتذة الى حاالت خطف واألغتيال وغيرها من األسباب التي ادت الى تدهور
المستوى التعليمي في العراق ورغم التحديات التي ال نهاية لها ال يزال النظام التعليمي في
العراق يعمل .وللنهوض بألنظام التعليمي يجب أعادة تأهيل المدارس وزيادة عدد المدارس
والتركيز على تعليم الفتيات وأصالح المناهج الدراسية وأألهتمام بمخرجات التعليم وتوفير
مصادر التعليم الحديثة والمتطورة Cوأصالح الهيكل التنظيمي واألهتمام بالبحث العلمي
مما ال شك فيه أن الرقي بمستوى التعليم وفي كيفية أستيعاب مخرجات التعليم وتوفير
مصادر التعليم والعديد من الجوانب األخرى التي تهتم بهذا القطاع (أهتماما ً بالغا ً ) سواء
بالتعليم او التدريب بشتى مراحلة وتخصصاته ,وهو من منطلق الحرص على التنمية
وتطوير الموارد البشرية التي هي اساس التنمية الشاملة لذلك البد ان يؤكد التعليم العالي في
اهدافه العامة تنمية رأس المال البشري بجميع جوانبه التي تشمل في جملتها تنمية االنسان
الذي يمتلك مفاتيح التقدم والتنمية المجتمعة ويؤكد ذلك التقرير اليونسكو حيث اورد مجموعة
من االهداف العامة للتعليم العالي منها باالضافة الى تطوير المعرفة والبحث والتجديد
والتدريس والتدريب والتربية المستمرة ,تربية قيادة الفكر والسياسة ورؤساء الشركات
27
28
القادرين على اثراء الثقافة وتطوير رؤية المجتمع لالنسان والكون والحياة ,وان يصبح
التعليم العالي مكانا للتعليم ومصدرا للتربية والتعليم المستمر وفهم التكنولوجيا الجديدة
28 | Page ومتطلباتها ومتغيرسوق العمل وان يمثل التعليم العالي المستودع الحي للتراث والثقافة ,وان
يعمل على سد الفجوة بين الشعوب والثقافات والحد من الهجرة من البالد الفقيرة الى البالد
الغنية ,وان تعتبر الجامعات مكانا لتحسين التعاون الدولي وتنمية العالقات واالرتباطات بين
وإذا مانظرنا الى واقع التعليم في وطننا نجد انه يواجه بعض المشكالت التي من شأنها ان
تعيق دوره في المسيرة التنموية للمجتمع ,حيث تقل الموارد المالية لالنفاق عليه ,لذا على
القائمين على العملية التربوية والعملية التنموية من تربويين وقادة ورجال فكر وسياسة وان
يحددوا تلك المشكالت ويعملوا على حلها في حينها ,فعلى سبيل المثال من المشكالت التي
يعاني منها التعليم العالي في البلدان العربية استنساخ النمط الغربي مما ادى الى تدني
مستوى الكفاءة واالداء نتيجة لتقليد النمط الغربي دون االعتماد على اسس واضحة
خاصة ,ذلك االمر الذي دفع الشرائح المختلفة في المجتمع نحو ذلك النوع من الجامعات ذات
الدراسة الطويلة االجل واهمال الدراسة في المعاهد الفنية ذات السنتين او ثالث سنوات بعد
الدراسة الثانوية كما ادى االعتماد على نظريات ومنهجيات غربية جاهزة الى عدم بذل
الجهد في عمل تكوين فكري فلسفي تنظيري يستوعب الواقع العربي وخصائصه واماله
تعاني من الضبابية وعدم الوضوح Cوغياب المنطق العلمي السليم في كثير من عناصرها
ومكوناتها والسبب في ذلك غياب فلسفة تربوية واضحة يتم وضعها على اسس صحيحة
28
29
وباالستناد الى الفلسفة القائمة في الدول التي تنتمي اليها مؤسسات التعليم العالي االمر الذي
يجعل صانعوا االستيراتيجية العربية في التربية الى االعتماد على الخبرة الشخصية ولتفادي
29 | Page ذلك يتطلب ان تعتمد السياسة التعليمية سواء في التعليم العام او التعليم العالي على رؤية
تربوية واجتماعية واضحة ,كما ينبغي ان تستند الى قاعدة من المعلومات والمعارف
المرتبطة بالواقع االجتماعي حتى تنطلق تلك المجتمعات في برامجها التنموية من اسس ثابتة
ونابعة من الواقع االجتماعي لها ,واكثرما يعيق السياسة التعليمية في الوطن العربي هو
تكامل عناصرها انطالقا ً من فلسفة تربوية واضحة تعتمد على فلسفة اجتماعية شاملة
وواضحة أألهداف ومنسقة مع جملة النظام السياسي واألقتصادي واألجتماعي القائم ,
وقدراتها على استشراق أفاق المستقبل ,ووضع البدائل المناسبة للتغيرات المحتملة فيه وبما
أننا في عصر العولمة وتدفق المعلومات وتسارعها فأننا نحتاج الى تعليم عالي من نوع
خاص يمكن حامله تجاوز كل ما قد يعترضه في الحياة بثقة ,أن ثورة التقنية والمعلومات
يجب أن تقوم التنمية على الديمقراطية والتعليم وهذا ال يتحقق أال بوجود قاعدة بيانات
وكذلك ال بد من التوعية الجماهرية الصادقة بأهمية هذه البيانات وعدم أختراقها وأننا بحاجة
الى تعليم عالي يؤدي الى تنوع البشر وتميزهم وقدراتهم على تلقي المعلومات وحسن
أستخدامها في التفكير والتعبير واألتصال واألنتاج وبناء عالقات كما تريد تعليما ً ينتقل باألمة
من الصناعات التقليدية الى صناعات جديدة متطورة ,نريد تعليما ً ينتقل باألمة من العمالة
العضلية الى العمالة العقلية ومن التخصص الضيق الى المرونة والمعرفة الشاملة ,ومن
()19
المركزية الى ألالمركزية ومن التنظيم الصرمي Cالى التنظيم الشبكي
)3019سالم النجفي ,ورقة خلفية لتقرير التنمية البشرية ,المصدر السابق,ص .132
29
30
األستنتاجات
أوالً :أن دور مؤسسات التعليم العالي بجامعاته ومعاهده في التنمية أألقتصادية واألجتماعية
30 | Page يحصر واقع العالقة بخط ذي أتجاه واحد والواقع يبني بعالقة ذات خطين بأتجاهين متقابلين
بمعنى أن مؤسسات التعليم العالي سبب من أسباب التنمية ونتيجة من نتائجها .
ثانيا ً :من تحليل العالقات المتبادلة بين التعليم العالي ومؤسساته وبين عوامل التنمية
التعليم وأحتياجات التنمية من القوئ العاملة حيث على المستوى وتحليل مستلزماتها فحسب
وأنما أألساس في تخطيط التنمية هو التوزيع األمثل للموارد البشرية وطاقتها المنتجة
ثالثا ً :أن وظائف التعليم العالي بمؤسساتة في التنمية األقتصادية واألجتماعية هي :
رابعاً :أن االنفاق على التعليم هو انفاق استثماري يهدف الى تكوين رأس المال البشري
ولكن المالحظ هذا االنفاق كنسبة من الناتج المحلي االجمالي هو اقل من مثيالتها من الدول
خامسا ً :أفتقار مصادر توميل التعليم على الحكومة بأستثناء المدة االخيرة التي سمحت
للقطاع الخاص بالمشاركة ولو بنسبة قليلة مما يرهق كامل الميزانية الحكومية ويؤثر في
30
31
التوصيات
1ـ تحديد المهمة األستراتيجية للتنمية الشاملة لغرض النهوض بالعراق المدمر
31 | Page
وتحقيق الثراء الحضاري في بناء التكوينية وأدخالة الى ساحة المجتمعات ذات
المعرفة األنسانية عبر قفزة نوعية حقيقية اليمكن تحقيقها أال من خالل التنمية
الشاملة
2ـ الحرص على ضمان العدالة األجتماعية بين فئات المجتمع وتوفير فرص
العمل للمجتمع واألعتماد على مبدء الشهادة والكفاءة والخبرة من دون غيرها
للتفضيل في عملية أختيار التوظيف بحيث يشعر الكل أن العراق وطن الجميع وأن
3ـ التصدي من قبل المجتمع ومؤسساتة المختلفة والتعليمية بشكل خاص لظاهرة
4ـ وضع سياسة تشغيلية فعالة أقتصاديا ً ألمتصاص البطالة من جهة واألستفادة
31
32
المصادر
ـ باسل يوسف ,حقوق األنسان ,كمر جعية ,مفاهيمية للتنمية البشرية ,دراسات في 1
32 | Page
التنمية البشرية المستدامة بغداد /شباط 200 ,
ـ جورج القصيفي ـ التنمية البشرية /مركز دراسات الوحدة العربية ,بيروت 1995 ,في2
الوطن العربي
ابو هالل واخرون ,مدى توافق التعليم العالي مع سوق العمل المحلي ,دراسة تحليلية 3-
مركز البحوث والدراسات الفلسطينية ,سلسلة تقارير االبحاث ,رقم (, )9نابلس 1998,
مجدي أبراهيم ,تطوير التعليم العالي عصر العولمة ,مكتبة أألنجلو المصرية 4-,
ـ د .حسين عبدالرحمن ,دـ عدنان حقي شهاب زنكة ,دور التعليم العالي ومؤسساته 5
ـ د .خضير عباس عطوان و م ـ علي سلمان الصايل ,التعليم العالي في العراق بين 6
متطلبات أدارة الجودة وحاجات سوق العمل والواقع المعاش ( مع األشارة الى منبع التعليم
.ـ د ـ خضير عباس عطوان و د ـ صالح الطائي :مؤسسات األبحاث السياسية 7
ـ أنظر ,د ـ خضير عباس عطوان ,التحزب و المهنية يحكمان التعليم في العراق8,
صحيفة الزمان
ـ دـ كاظم عبدالحسين عباس ,التربية والتعليم في ظل نظام البعث الجزء الثاني ,جامعة 9
32
33
ـ سالم أبراهيم كبة ,التربية والتعليم في عراق التنمية البشرية ,القسم الحادي عشر 10
33 | Page ـ مجلة المثنى للعلوم األدارية واألقتصادية ( )3العدد ( )6لسنة 12 2013
المصادر االجنبية
hunger,1995
33