الحصة 6 دينامية المجال الحضري

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫جامعة ابن طفيل‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫مسلك الجغرافيا‬

‫األسدس‪3‬‬

‫دينامية المجال الحضري‬

‫األستاذ محمد أيت ناصر‬


‫الدورة الخريفية‬
‫‪2021-2022‬‬

‫الدرس السادس‬

‫‪1‬‬
‫تدبير المجال الحضري بالمغرب‬
‫تتميز الدينامية الحضرية بالمغرب بتباينها واختالف خصائصها حسب الجهات‪ .‬ونظ ار الرتباطها المباشر بالبعد االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬فالنتيجة هي بروز فوارق صارخة بين الجهات من حيث مؤشرات التنمية وتكريس هذه الفوارق خالل عقود عبر‬
‫سياسات عمومية غير مالئمة وال تأخد بعين االعتبار الخصوصيات المجالية لكل منطقة‪.‬‬

‫بالنسبة للمجال الحضري‪ ،‬فقد خضع تدبيره طويال للتدخل المباشر للدولة عبر مؤسساتها ومخططاتها‪ .‬غير أن السنوات‬
‫األخيرة عرفت منعطفا هاما في هذه المقاربة عير تكريس المقاربة الجهوية ومأسسة التدبير المحلي‪ ،‬خاصة مع تنامي فعاليات‬
‫المجتمع المدني ووعي هذا األخير بدوره في تدبير الشأن المحلي‪.‬‬

‫عموما‪ ،‬يخضع تدبير المجال الحضري لثالثة أنواع من الفاعلين‪:‬‬

‫‪ -‬الدولة او الفاعلون الحكوميون‬


‫‪ -‬الجماعات الترابية المنتخبة‬
‫‪ -‬الجمعيات والوداديات السكنية‬

‫الفاعلون الحكوميون‬ ‫أ‬


‫يعتير الفاعلون الحكوميون حلقة أساسية في تدبير المجال الحضري نظ ار لالختصاصات المخولة لهم والتي تهم إضافة إلى‬
‫الجانب التدبيري‪ ،‬االشراف ومراقبة مختلف العمليات واالليات المرتبطة بتهيئة المجال الحضري‪ .‬ويتعلق األمر بالوالية‬
‫والعماالت واالقاليم‪ ،‬الوكاالت الحضرية والمفتشيات الجهوية لالسكان والتعمير‪.‬‬

‫العماالت واالقاليم‬ ‫‪‬‬

‫تشكل العماالت واالقاليم امتدادا ترابيا للدولة على مستوى الجهات‪ ،‬وهي تحمل صفة جماعات ترابية منذ دستور ‪ 1962‬وفق‬
‫منظور الالتركيز الترابي حيث كان عددها ‪ 16‬عمالة واقليمين ليصل وفق التقسيم اإلداري لسنة ‪ 2015‬إلى ‪ 13‬عمالة و‪62‬‬
‫إقليما‪ .‬يتواجد على هرم هذه الجماعات الوالي أو العامل الذي خولت له مجموعة من االختصاصات باعتباره وصايته أوال‬
‫على الجماعات الترابية المنتخبة‪ ،‬ودوره كمنسق بين مختلف المصالح اإلقليمية التابعة لمختلف القطاعات‪ .‬وباعتباره عضوا‬
‫في اللجنة المركزية المكلفة بإعداد وتنفيذ المخطط المديري للتهيئة والتعمير وكذا رئيس اللجنة المحلية المكلفة بتتبع تنفيذ هذا‬
‫المخطط وتصميم التهيئة‪ ،‬وبالنظر إلى سلطته فيما يخص رخص التجزئات السكنية فالعامل أو الوالي يتمتع بامتيازات خاصة‬
‫في تدبير المجال الحضري فيما يخص التهيئة‪ ،‬التعمير واإلسكان‪ .‬كما خول له المشرع سلطة الرقابة والهدم للمشاريع والبنايات‬
‫التي ال تحترم المساطر القانونية (الفصل ‪ 71‬من القانون ‪ 90-25‬الخاص التجزئات السكنية)‪.‬‬

‫الزال إحداث العماالت واألقاليم بالمغرب يخضع لمقاربة سياسية وأمنية (أحيانا طارئة) ال تأخذ بعين اإلعتبار المعطى المجالي‬
‫والترابي المندمج المبني على أساس انسجام مختلف مكونات المجال االقتصادية والسوسيوثقافية والطبيعية‪ ،‬مما يفقدها النجاعة‬
‫والفعالية‪ .‬إضافة إلى المنهجية المركزية في التقسيم الترابي في غياب الفاعلين المحليين والقطاعات الحكومية المعنية‪ .‬والنتيجة‬
‫هي تباين في مجال السلطة الترابية بين هذه القطاعات التي تتجاوز أحيانا اإلقليم أو الجهة‪.‬‬

‫الوكاالت الحضرية‬ ‫‪‬‬

‫الوكاالت الحضرية هي مؤسسات عمومية ذات شخصية معنوية واستقالل مالي‪ .‬وهي خاضعة لوصاية الو ازرة المكلفة بالتعمير‬
‫ومراقبة و ازرة المالية‪ .‬وقد أنشأت أول وكالة حضرية سنة ‪ 1984‬بمدينة الدار البيضاء‪.‬‬

‫تتولى الوكاالت الحضرية االضطالع بجموعة من المهام منها ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-‬إجراء الدراسات االستراتيجية في مجال التخطيط الحضري (المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير نموذجا)‬

‫‪-‬تتبع واالشراف على وضع وثائق وتصاميم التهيئة والتعمير كتصميمي التهيئة والتنمية‬

‫القيام بالدراسات الالزمة إلعداد المخططات التوجيهية المتعلقة بالتهيئة الحضرية و متابعة تنفيذ التوجيهات المحددة فيها؛‬

‫برمجة مشاريع التهيئة المرتبطة بتحقيق األهداف التي ترمي إليها المخططات التوجيهية؛‬

‫تحضير مشاريع وثائق التعمير المقررة بنصوص تنظيمية خصوصا خرائط التنطيق و مخططات التهيئة و مخططات التنمية؛‬

‫إبداء الرأي في جميع المشاريع المتعلقة بتقسيم و تجزئة األراضي و إقامة المجموعات السكنية و المباني و ذلك داخل اجل‬
‫أقصاه شهر ابتداء من توجيه تلك المشاريع اليها من قبل الجهات المختصة ‪ .‬و يكون الرأي الذي تبديه في ذلك ملزما؛‬

‫مراقبة أعمال تقسيم و تجزئة األراضي و إقامة المجموعات السكنية و المباني عندما تكون في طور االنجاز و ذلك للتحقق‬
‫من مطابقتها ألحكام النصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل و لرخص التجزيء أو التقسيم و إقامة المجموعات‬
‫السكنية أو البناء المسلمة ألصحاب الشأن؛‬

‫تشجيع و انجاز عمليات إصالح القطاعات الحضرية وتجديد المباني و إعادة هيكلة األحياء المفتقرة إلى التجهيزات األساسية‬
‫و القيام لهذه الغاية بانجاز الدراسات و امتالك األراضي الالزمة لذلك؛‬

‫تقديم مساعدتها الفنية للجماعات المحلية فيما يتعلق بالتعمير و التهيئة و الهيئات العامة و الخاصة فيما تقوم به من أعمال‬
‫التهيئة إذا ما طلبت ذلك؛‬

‫يتضح من خالل هذه المهام دور الوكالة الحضرية في مجال التهيئة والتعمير من خالل صالحيات الترخيص والمراقبة‪ .‬وهو‬
‫ما كان له أثر واضح في تنظيم المجال الحضري والتحكم نسبيا في نموه‪ .‬ونتج عن االمتيازات التي خولها المشرع لهذه‬
‫المؤسسة تنازع في االختصاص مع الجماعات الترابية أثرت سلبا في بعض الجهات على االستثمارات العمومية والخاصة‪.‬‬

‫المفتشيات الجهوية للتعمير‬ ‫‪‬‬

‫ثم إحداث هذه المفتشيات سنة ‪ 1993‬بموجب قرار لو ازرة الداخلية‪ .‬وتضطلع بمجموعة من المهام منها‪:‬‬

‫المساهمة في وضع االستراتيجيات الجهوية للتنمية والسيما في مجاالت التعمير والهندسة المعمارية واعداد التراب الوطني‬
‫والتنمية المجالية ‪ ،‬وتتبعها وتقييم نتائجها ؛‬

‫‪ -‬تنشيط األعمال المتعلقة بإعداد التراب والتنمية المجالية والتعمير والهندسة المعمارية والعمل على تنسيقها ؛‬

‫‪ -‬السهر على انسجام المشاريع المهيكلة مع التوجهات االستراتيجية المحددة بوثائق إعداد التراب والتعمير ؛‬

‫‪ -‬تتبع الديناميات المجالية والعمل من أجل استباق التحوالت على المستوى الجهوي استنادا إلى الدراسات والتحاليل االستشرافية‬

‫‪ -‬دعم وتشجيع المشاريع الترابية ومواكبتها والسهر على ضمان تجانسها مع توجهات وثائق إعداد التراب ؛‬

‫‪ -‬اإلشراف على انتقاء المشاريع المندمجة لتنمية المجاالت الممولة من طرف صندوق التنمية القروية والمناطق الجبلية‬
‫واعداد تركيبتها التقنية والمالية بمعية الشركاء والفاعلين المحليين ‪ ،‬وتتبعها وتقييمها ؛‬

‫‪ -‬اقتراح مختلف الوثائق والدراسات االستراتيجية للتخطيط والتنمية الجهوية والمحلية والمساهمة في إعدادها ؛‬

‫‪ -‬الحث على تطبيق الوثائق المرجعية إلعداد التراب وتأطير السياسة التعميرية بالجهة ؛‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬رئاسة أ شغال اللجان المركزية المكلفة بالبت في تعرضات المواطنين واقتراحات المجالس الجماعية في ما يتعلق بوثائق‬
‫التعمير ‪ ،‬بتفويض من السلطة الحكومية المكلفة بالتعمير ‪ ،‬والتحضير لها بتنسيق مع الوكاالت الحضرية المعنية ؛‬

‫‪ -‬إعداد الدراسات الحضرية التي من شأنها كشف معيقات التنمية الحضرية ؛‬

‫‪ -‬المساهمة في تحديد الحاجيات في مجال الدراسات المتعلقة بالتعمير وبرمجة المراكز والمجاالت التي تتطلب تغطيتها‬
‫بوثائق التعمير ‪ ،‬وذلك بتشاور مع الجماعات الترابية والوكاالت الحضرية المعنية ؛‬

‫‪ -‬المس اهمة في تحديد العقارات التابعة لملك الدولة العام القابلة للتعمير خاصة إلقامة برامج تنموية كبرى ؛‬

‫‪ -‬القيام بالدراسات المتعلقة بالظواهر التي تستدعي عناية خاصة في مجال الدينامية الحضرية والتعمير القروي (معايير‬
‫الهندسة المعمارية القروية ‪ ،‬وطرق البناء الخاصة ‪ )...‬؛‬

‫‪ -‬المساهمة في تتبع الدراسات المتعلقة بإعداد المواثيق المعمارية والمشهدية وكذا الدراسات الرامية إلى إثبات الطابع المعماري‬
‫الجهوي والمحلي ؛‬

‫‪ -‬ا لمساهمة في تقديم الدعم والمساعدة التقنية والتأطير للجماعات الترابية والفاعليين المحليين في مجال إعداد التراب الوطني‬
‫والتعمير والهندسة المعمارية ؛‬

‫‪ -‬تتبع تطبيق مقتضيات النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في مجال اختصاص الو ازرة والمساهمة في تقييمها‬
‫ولفت انتباه الجهات المعنية إلى اإلخالالت المالحظة كي يتأتى اتخاذ التدابير الالزمة ؛‬

‫‪ -‬تحرير بيانات دورية لألعمال المنجزة واعداد تقارير خاصة بوضعية التعمير واعداد التراب الوطني والبناء غير القانوني ؛‬

‫‪ -‬القيام بمهام التنسيق وتتبع أعمال المؤسسات الخاضعة لوصاية الو ازرة ‪ ،‬ورفع تقارير سنوية بشأن ذلك إلى المصالح‬
‫المركزية ؛‬

‫‪ -‬المساهمة في أعمال المراقبة ومعاينة المخالفات لمقتضيات النصوص التشريعية والتنظيمية المعمول بها‪.‬‬

‫بصرف النظر عن الجانب التشريعي واالختصاصات القانونية الموكولة لهذه المفتشيات‪ ،‬فعلى المستوى العملي والتطبيقي‬
‫تتداخل هذه االختصاصات مع صالحيات أجهزة ترابية أخرى كالوكالة الحضرية وقسم التعمير بالجماعات الترابية‪ .‬وهو ما‬
‫قلص من دور المفتشيات وجعلها مجرد اليات إدارية إقليمية‪.‬‬

‫التربية المنتخبة‬
‫ب الجماعات ا‬

‫في ميدان التعمير تتمتع الجماعات الترابية بصالحيات واسعة في وضع مخططات ووثائق التعمير كما هو الشأن بالنسبة‬
‫للتنفيذ والتتبع‪ .‬فرؤساء هذه المجالس المنتخبة يشاركون في أشغال اللجان المركزية المكلفة بإعداد المخطط المديري ‪،SDAU‬‬
‫وبالتالي فلهم دور في تحديد التوجهات األساسية لهذا المخطط‪ .‬والشأن ذاته على المستوى المحلي أثناء انعقاد اللجان المحلية‬
‫لمناقشة وتتبع المخطط المديري‪ ،‬حيث يساهم رؤساء الجماعات المعنية باقتراحاتهم التعديلية أو التكميلية في المخطط‪.‬‬

‫أما بالنسبة لتصاميم التهيئة‪ ،‬فيتم إعدادها بمساهمة من الجماعات المعنية ويتم مناقشة المشروع على مستوى اللجنة المحلية‬
‫التي تبدي رأيها فيه‪ .‬وعلى مستوى تنفيذ وثائق التعمير‪ ،‬فمنح رخص البناء والتجزئات العقارية يدخل ضمن اختصاص رؤساء‬
‫الجماعات المعنية‪ ،‬وهو ما يجعلهم يمارسون سلطة الرقابة القبلية والبعدية (الشرطة اإلدارية) إلى جانب السلطات المحلية‪.‬‬
‫وهذه تعد بمثابة آليات مهمة وأساسية لتدبير المجال الحضري وتوجيه منحى وشكل توسعه‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ساهم التقسيم اإلداري المبني على أساس ديمغرافي في بروز عدة جماعات حضرية داخل مجال جغرافي محدود‪ .‬وهو أمر‬
‫يميز الحواضر الكبرى خاصة‪ .‬هذا التقطيع الترابي أدى إلى تشتيت الموارد المالية ناهيك عن سوء توزيعها‪ ،‬وبالتالي في‬
‫هيمنة المشاريع الصغرى على المشاريع الكبرى المهيكلة التي تتجاوز المعيار االنتخابي‪ ،‬ووضع مخططات ال تتناسب ووحدة‬
‫المدينة‪.‬‬

‫عرف تدبير المجال الحضري‪ ،‬إضافة إلى االكراهات المرتبطة بالتقسيم اإلداري مشاكل مرتبطة بقلة وضعف كفاءة الرؤساء‬
‫الم نتخبين وقلة الكفاءات واألطر مما نتج عنه تسيير عشوائي وارتجالي وتبدير للموارد الترابية وغياب الفعالية والنجاعة في‬
‫التدبير عموما (حوالي ‪ %30‬من المستشارين الجماعيين ال يتجاوز مستواهم اإلبتدائي‪ ،‬وتبلغ نسبة الشباب اقل من ‪ 25‬سنة‬
‫‪ 2,5%‬حسب إحصائيات ‪.)2017‬‬

‫من نتائج سوء تدبير المجال الحضري‪ ،‬ارتفاع مهول في ساكنة األحياء غير المهيكلة (العشوائية) من ‪ 1,3‬مليون سنة ‪1983‬‬
‫إلى أزيد من ‪ 2,4‬مليون حاليا‪ .‬كما ارتفع ارتفعت مساحة التجزيء العشوائي من ‪ 3000‬إلى ‪ 10500‬هكتار‪.‬‬

‫ت الجمعيات‬

‫منذ بداية السبعينات‪ ،‬ظهرت جمعيات قاطني األحياء المهمشة كطرف ترافع يمثل ساكنة الضواحي واالحياء المهمشة التي‬
‫ال تتوفر على شروط السكن الالئق‪ .‬واالمر ال يتعلق فقط بساكني ما سمي بدور الصفيح‪ ،‬بل ظهرت فئات أخرى مالكة‬
‫شيدت مساكنها من البناء الصلب مكون أحيانا من عدة طوابق‪ ،‬هؤالء "الفقراء الجدد" مكونون من ذوي الدخل المحدود الذين‬
‫استثمروا ادخارهم لبناء هذه المساكن‪ .‬وقد تكثفوا على شكل جمعيات كإطار للترافع أمام الجهات الوصية للمطالبة بتجهيز‬
‫أحيائهم وتوفير البنيات التحتية الالزمة‪.‬‬

‫هذه األحياء ما فتئت تتطور من أحياء سكنية إلى أحياء تضم بعض األنشطة الصناعية الخفيفة والخدمات‪ .‬ويتم تجهيزها إما‬
‫من ميزانية الجماعة‪ ،‬أو بمساهمة السكان انطالقا من مخرجات الحوار بين الجمعيات الممثلة للسكان والجهات المعنية‪.‬‬

‫ث الوداديات والتعاونيات السكنية‬

‫ساهمت الوداديات والتعاونيات السكنية بشكل فعال في توفير السكن لفئات الدخل المحدود خاصة‪ .‬ويتمثل الهدف األساسي‬
‫من تأسيسها في التضامن والتعاون من أجل امتالك سكن الئق وبأقل تكلفة ممكنة وبشروط تفضيلية‪ .‬من خالل‪:‬‬

‫– البحت عن وعاء عقاري صالح للبناء يتم تجهيزه وتوزيعه على كل منخرط في الودادية‪،‬‬

‫– تهيئ التجزئة السكنية وفق القوانين الجاري بها العمل‪،‬‬

‫– القيام بشراكة مع جهات حكومية وغير حكومية بما فيها ربط العالقات مع الوداديات والتعاونيات التي تسعى إلى تحقيق‬
‫نفس األهداف المسطرة‪.‬‬

‫تخضع هذه الوداديات لمقتضيات الظهير الشريف رقم ‪1.58.376‬الصادر في ‪ 15‬نونبر ‪ 1958‬المتعلق بالجمعيات‪ .‬وهي‬
‫بذلك تستفيد من إعفاء ضرائبي باعتبار طابعها االجتماعي غير الربحي‪ .‬إال أن عددا من المنعشين العقاريين وغيرهم استغلوا‬
‫الثغرات القانونية لهذا الظهير للمضاربة العقارية والربح السريع‪ .‬كما يعتري أيضا تدبير هذه الوداديات مجموعة من‬
‫االختالالت‪:1‬‬

‫عدم التصريح بالثمن الحقيقي للبيع‬ ‫‪‬‬

‫‪5‬‬
‫استفادة أعضاء المكتب المسير‪ ،‬الذي ال يتم تجديده رغم انتهاء واليته‪ ،‬مجانا وعدم عقد الجموع العامة السنوية منذ‬ ‫‪‬‬
‫التأسيس كما ينص على ذلك القانون األساسي‪ ،‬للتهرب من المحاسبة والمساءلة‪،‬‬

‫إجبار المنخرطين على التوقيع والمصادقة على التزام‪ ،‬يتم صياغته من طرف أعضاء المكتب المسير‪ ،‬يتعهد من‬ ‫‪‬‬
‫خالله المنخرط بااللتزام التام بالقانونين األساسي والداخلي للودادية وكذا مقررات الجموع العامة واالستثنائية و يحدث‬
‫هذا دون اطالع المنخرطين عن القانونين األساسي والداخلي‪،‬‬

‫استغالل الرصيد المالي من دفعات المنخرطين في الودادية في وجهات استثمارية بعيدة عن المشروع الذي من أجله‬ ‫‪‬‬
‫تجمع هده األموال ‪،‬‬

‫تحترف بعض الوداديات النصب و االحتيال بإشهار حسابات علنية و إخفاء أخرى سرية ال علم للمنخرطين بوجودها‬ ‫‪‬‬

‫تكييف و إعادة صياغة القانون األساسي للودادية بطريقة تكفل تحصين أعضاء المكتب المسير من آي متابعات‬ ‫‪‬‬
‫قضائية لضمان عدم محاسبتهم ‪،‬‬

‫الترحيب بفئة من المنخرطين دون سواها تتكون في الغالب من فئة التجار ومن أفراد الجالية المقيمة بالخارج حتى‬ ‫‪‬‬
‫تضمن عدم اعتراض هؤالء على ق اررات الجمعية النشغاالتهم الكثيرة وغيابهم عن أرض الوطن‪،‬‬

‫تتم عملية تسجيل المنخرطين بمزاجية ودون أي ضوابط حيث في الكثير من الحاالت يستوجب على الشخص الذي‬ ‫‪‬‬
‫يريد االنخراط‪ ،‬دفع مقابل مادي لبعض السماسرة حتى يتم تسجيله ضمن الئحة المستفيدين من التجزئة السكنية‪،‬‬

‫يتميز تدبير المجال الحضري بتداخل عدة فاعلين عموميين وخاصين تختلف مقارباتهم وفق األهداف الحقيقية والمصالح التي‬
‫يرومها كل فاعل‪ .‬والنتيجة هي ضعف وصعوبة التنسيق وتوحيد الرؤى حول االستراتيجيات والمخططات الحضرية‪ .‬ولعل قلة‬
‫وضعف الكفاءات الجماعات الترابية المنتخبة (محلية وجهوية) تفسر مركزية القرار وهيمنة األجهزة الحكومية على هذا التدبير‬
‫في انتظار تفعيل مضامين الجهوية الموسعة وتمتيع الفاعلين المحليين بالموارد المادية والبشرية الالزمة لتفعيل هذه الجهوية‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like