Professional Documents
Culture Documents
الحصة 6 دينامية المجال الحضري
الحصة 6 دينامية المجال الحضري
الحصة 6 دينامية المجال الحضري
مسلك الجغرافيا
األسدس3
الدرس السادس
1
تدبير المجال الحضري بالمغرب
تتميز الدينامية الحضرية بالمغرب بتباينها واختالف خصائصها حسب الجهات .ونظ ار الرتباطها المباشر بالبعد االقتصادي
واالجتماعي ،فالنتيجة هي بروز فوارق صارخة بين الجهات من حيث مؤشرات التنمية وتكريس هذه الفوارق خالل عقود عبر
سياسات عمومية غير مالئمة وال تأخد بعين االعتبار الخصوصيات المجالية لكل منطقة.
بالنسبة للمجال الحضري ،فقد خضع تدبيره طويال للتدخل المباشر للدولة عبر مؤسساتها ومخططاتها .غير أن السنوات
األخيرة عرفت منعطفا هاما في هذه المقاربة عير تكريس المقاربة الجهوية ومأسسة التدبير المحلي ،خاصة مع تنامي فعاليات
المجتمع المدني ووعي هذا األخير بدوره في تدبير الشأن المحلي.
تشكل العماالت واالقاليم امتدادا ترابيا للدولة على مستوى الجهات ،وهي تحمل صفة جماعات ترابية منذ دستور 1962وفق
منظور الالتركيز الترابي حيث كان عددها 16عمالة واقليمين ليصل وفق التقسيم اإلداري لسنة 2015إلى 13عمالة و62
إقليما .يتواجد على هرم هذه الجماعات الوالي أو العامل الذي خولت له مجموعة من االختصاصات باعتباره وصايته أوال
على الجماعات الترابية المنتخبة ،ودوره كمنسق بين مختلف المصالح اإلقليمية التابعة لمختلف القطاعات .وباعتباره عضوا
في اللجنة المركزية المكلفة بإعداد وتنفيذ المخطط المديري للتهيئة والتعمير وكذا رئيس اللجنة المحلية المكلفة بتتبع تنفيذ هذا
المخطط وتصميم التهيئة ،وبالنظر إلى سلطته فيما يخص رخص التجزئات السكنية فالعامل أو الوالي يتمتع بامتيازات خاصة
في تدبير المجال الحضري فيما يخص التهيئة ،التعمير واإلسكان .كما خول له المشرع سلطة الرقابة والهدم للمشاريع والبنايات
التي ال تحترم المساطر القانونية (الفصل 71من القانون 90-25الخاص التجزئات السكنية).
الزال إحداث العماالت واألقاليم بالمغرب يخضع لمقاربة سياسية وأمنية (أحيانا طارئة) ال تأخذ بعين اإلعتبار المعطى المجالي
والترابي المندمج المبني على أساس انسجام مختلف مكونات المجال االقتصادية والسوسيوثقافية والطبيعية ،مما يفقدها النجاعة
والفعالية .إضافة إلى المنهجية المركزية في التقسيم الترابي في غياب الفاعلين المحليين والقطاعات الحكومية المعنية .والنتيجة
هي تباين في مجال السلطة الترابية بين هذه القطاعات التي تتجاوز أحيانا اإلقليم أو الجهة.
الوكاالت الحضرية هي مؤسسات عمومية ذات شخصية معنوية واستقالل مالي .وهي خاضعة لوصاية الو ازرة المكلفة بالتعمير
ومراقبة و ازرة المالية .وقد أنشأت أول وكالة حضرية سنة 1984بمدينة الدار البيضاء.
2
-إجراء الدراسات االستراتيجية في مجال التخطيط الحضري (المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير نموذجا)
-تتبع واالشراف على وضع وثائق وتصاميم التهيئة والتعمير كتصميمي التهيئة والتنمية
القيام بالدراسات الالزمة إلعداد المخططات التوجيهية المتعلقة بالتهيئة الحضرية و متابعة تنفيذ التوجيهات المحددة فيها؛
برمجة مشاريع التهيئة المرتبطة بتحقيق األهداف التي ترمي إليها المخططات التوجيهية؛
تحضير مشاريع وثائق التعمير المقررة بنصوص تنظيمية خصوصا خرائط التنطيق و مخططات التهيئة و مخططات التنمية؛
إبداء الرأي في جميع المشاريع المتعلقة بتقسيم و تجزئة األراضي و إقامة المجموعات السكنية و المباني و ذلك داخل اجل
أقصاه شهر ابتداء من توجيه تلك المشاريع اليها من قبل الجهات المختصة .و يكون الرأي الذي تبديه في ذلك ملزما؛
مراقبة أعمال تقسيم و تجزئة األراضي و إقامة المجموعات السكنية و المباني عندما تكون في طور االنجاز و ذلك للتحقق
من مطابقتها ألحكام النصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل و لرخص التجزيء أو التقسيم و إقامة المجموعات
السكنية أو البناء المسلمة ألصحاب الشأن؛
تشجيع و انجاز عمليات إصالح القطاعات الحضرية وتجديد المباني و إعادة هيكلة األحياء المفتقرة إلى التجهيزات األساسية
و القيام لهذه الغاية بانجاز الدراسات و امتالك األراضي الالزمة لذلك؛
تقديم مساعدتها الفنية للجماعات المحلية فيما يتعلق بالتعمير و التهيئة و الهيئات العامة و الخاصة فيما تقوم به من أعمال
التهيئة إذا ما طلبت ذلك؛
يتضح من خالل هذه المهام دور الوكالة الحضرية في مجال التهيئة والتعمير من خالل صالحيات الترخيص والمراقبة .وهو
ما كان له أثر واضح في تنظيم المجال الحضري والتحكم نسبيا في نموه .ونتج عن االمتيازات التي خولها المشرع لهذه
المؤسسة تنازع في االختصاص مع الجماعات الترابية أثرت سلبا في بعض الجهات على االستثمارات العمومية والخاصة.
ثم إحداث هذه المفتشيات سنة 1993بموجب قرار لو ازرة الداخلية .وتضطلع بمجموعة من المهام منها:
المساهمة في وضع االستراتيجيات الجهوية للتنمية والسيما في مجاالت التعمير والهندسة المعمارية واعداد التراب الوطني
والتنمية المجالية ،وتتبعها وتقييم نتائجها ؛
-تنشيط األعمال المتعلقة بإعداد التراب والتنمية المجالية والتعمير والهندسة المعمارية والعمل على تنسيقها ؛
-السهر على انسجام المشاريع المهيكلة مع التوجهات االستراتيجية المحددة بوثائق إعداد التراب والتعمير ؛
-تتبع الديناميات المجالية والعمل من أجل استباق التحوالت على المستوى الجهوي استنادا إلى الدراسات والتحاليل االستشرافية
-دعم وتشجيع المشاريع الترابية ومواكبتها والسهر على ضمان تجانسها مع توجهات وثائق إعداد التراب ؛
-اإلشراف على انتقاء المشاريع المندمجة لتنمية المجاالت الممولة من طرف صندوق التنمية القروية والمناطق الجبلية
واعداد تركيبتها التقنية والمالية بمعية الشركاء والفاعلين المحليين ،وتتبعها وتقييمها ؛
-اقتراح مختلف الوثائق والدراسات االستراتيجية للتخطيط والتنمية الجهوية والمحلية والمساهمة في إعدادها ؛
-الحث على تطبيق الوثائق المرجعية إلعداد التراب وتأطير السياسة التعميرية بالجهة ؛
3
-رئاسة أ شغال اللجان المركزية المكلفة بالبت في تعرضات المواطنين واقتراحات المجالس الجماعية في ما يتعلق بوثائق
التعمير ،بتفويض من السلطة الحكومية المكلفة بالتعمير ،والتحضير لها بتنسيق مع الوكاالت الحضرية المعنية ؛
-المساهمة في تحديد الحاجيات في مجال الدراسات المتعلقة بالتعمير وبرمجة المراكز والمجاالت التي تتطلب تغطيتها
بوثائق التعمير ،وذلك بتشاور مع الجماعات الترابية والوكاالت الحضرية المعنية ؛
-المس اهمة في تحديد العقارات التابعة لملك الدولة العام القابلة للتعمير خاصة إلقامة برامج تنموية كبرى ؛
-القيام بالدراسات المتعلقة بالظواهر التي تستدعي عناية خاصة في مجال الدينامية الحضرية والتعمير القروي (معايير
الهندسة المعمارية القروية ،وطرق البناء الخاصة )...؛
-المساهمة في تتبع الدراسات المتعلقة بإعداد المواثيق المعمارية والمشهدية وكذا الدراسات الرامية إلى إثبات الطابع المعماري
الجهوي والمحلي ؛
-ا لمساهمة في تقديم الدعم والمساعدة التقنية والتأطير للجماعات الترابية والفاعليين المحليين في مجال إعداد التراب الوطني
والتعمير والهندسة المعمارية ؛
-تتبع تطبيق مقتضيات النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في مجال اختصاص الو ازرة والمساهمة في تقييمها
ولفت انتباه الجهات المعنية إلى اإلخالالت المالحظة كي يتأتى اتخاذ التدابير الالزمة ؛
-تحرير بيانات دورية لألعمال المنجزة واعداد تقارير خاصة بوضعية التعمير واعداد التراب الوطني والبناء غير القانوني ؛
-القيام بمهام التنسيق وتتبع أعمال المؤسسات الخاضعة لوصاية الو ازرة ،ورفع تقارير سنوية بشأن ذلك إلى المصالح
المركزية ؛
-المساهمة في أعمال المراقبة ومعاينة المخالفات لمقتضيات النصوص التشريعية والتنظيمية المعمول بها.
بصرف النظر عن الجانب التشريعي واالختصاصات القانونية الموكولة لهذه المفتشيات ،فعلى المستوى العملي والتطبيقي
تتداخل هذه االختصاصات مع صالحيات أجهزة ترابية أخرى كالوكالة الحضرية وقسم التعمير بالجماعات الترابية .وهو ما
قلص من دور المفتشيات وجعلها مجرد اليات إدارية إقليمية.
التربية المنتخبة
ب الجماعات ا
في ميدان التعمير تتمتع الجماعات الترابية بصالحيات واسعة في وضع مخططات ووثائق التعمير كما هو الشأن بالنسبة
للتنفيذ والتتبع .فرؤساء هذه المجالس المنتخبة يشاركون في أشغال اللجان المركزية المكلفة بإعداد المخطط المديري ،SDAU
وبالتالي فلهم دور في تحديد التوجهات األساسية لهذا المخطط .والشأن ذاته على المستوى المحلي أثناء انعقاد اللجان المحلية
لمناقشة وتتبع المخطط المديري ،حيث يساهم رؤساء الجماعات المعنية باقتراحاتهم التعديلية أو التكميلية في المخطط.
أما بالنسبة لتصاميم التهيئة ،فيتم إعدادها بمساهمة من الجماعات المعنية ويتم مناقشة المشروع على مستوى اللجنة المحلية
التي تبدي رأيها فيه .وعلى مستوى تنفيذ وثائق التعمير ،فمنح رخص البناء والتجزئات العقارية يدخل ضمن اختصاص رؤساء
الجماعات المعنية ،وهو ما يجعلهم يمارسون سلطة الرقابة القبلية والبعدية (الشرطة اإلدارية) إلى جانب السلطات المحلية.
وهذه تعد بمثابة آليات مهمة وأساسية لتدبير المجال الحضري وتوجيه منحى وشكل توسعه.
4
ساهم التقسيم اإلداري المبني على أساس ديمغرافي في بروز عدة جماعات حضرية داخل مجال جغرافي محدود .وهو أمر
يميز الحواضر الكبرى خاصة .هذا التقطيع الترابي أدى إلى تشتيت الموارد المالية ناهيك عن سوء توزيعها ،وبالتالي في
هيمنة المشاريع الصغرى على المشاريع الكبرى المهيكلة التي تتجاوز المعيار االنتخابي ،ووضع مخططات ال تتناسب ووحدة
المدينة.
عرف تدبير المجال الحضري ،إضافة إلى االكراهات المرتبطة بالتقسيم اإلداري مشاكل مرتبطة بقلة وضعف كفاءة الرؤساء
الم نتخبين وقلة الكفاءات واألطر مما نتج عنه تسيير عشوائي وارتجالي وتبدير للموارد الترابية وغياب الفعالية والنجاعة في
التدبير عموما (حوالي %30من المستشارين الجماعيين ال يتجاوز مستواهم اإلبتدائي ،وتبلغ نسبة الشباب اقل من 25سنة
2,5%حسب إحصائيات .)2017
من نتائج سوء تدبير المجال الحضري ،ارتفاع مهول في ساكنة األحياء غير المهيكلة (العشوائية) من 1,3مليون سنة 1983
إلى أزيد من 2,4مليون حاليا .كما ارتفع ارتفعت مساحة التجزيء العشوائي من 3000إلى 10500هكتار.
ت الجمعيات
منذ بداية السبعينات ،ظهرت جمعيات قاطني األحياء المهمشة كطرف ترافع يمثل ساكنة الضواحي واالحياء المهمشة التي
ال تتوفر على شروط السكن الالئق .واالمر ال يتعلق فقط بساكني ما سمي بدور الصفيح ،بل ظهرت فئات أخرى مالكة
شيدت مساكنها من البناء الصلب مكون أحيانا من عدة طوابق ،هؤالء "الفقراء الجدد" مكونون من ذوي الدخل المحدود الذين
استثمروا ادخارهم لبناء هذه المساكن .وقد تكثفوا على شكل جمعيات كإطار للترافع أمام الجهات الوصية للمطالبة بتجهيز
أحيائهم وتوفير البنيات التحتية الالزمة.
هذه األحياء ما فتئت تتطور من أحياء سكنية إلى أحياء تضم بعض األنشطة الصناعية الخفيفة والخدمات .ويتم تجهيزها إما
من ميزانية الجماعة ،أو بمساهمة السكان انطالقا من مخرجات الحوار بين الجمعيات الممثلة للسكان والجهات المعنية.
ساهمت الوداديات والتعاونيات السكنية بشكل فعال في توفير السكن لفئات الدخل المحدود خاصة .ويتمثل الهدف األساسي
من تأسيسها في التضامن والتعاون من أجل امتالك سكن الئق وبأقل تكلفة ممكنة وبشروط تفضيلية .من خالل:
– البحت عن وعاء عقاري صالح للبناء يتم تجهيزه وتوزيعه على كل منخرط في الودادية،
– القيام بشراكة مع جهات حكومية وغير حكومية بما فيها ربط العالقات مع الوداديات والتعاونيات التي تسعى إلى تحقيق
نفس األهداف المسطرة.
تخضع هذه الوداديات لمقتضيات الظهير الشريف رقم 1.58.376الصادر في 15نونبر 1958المتعلق بالجمعيات .وهي
بذلك تستفيد من إعفاء ضرائبي باعتبار طابعها االجتماعي غير الربحي .إال أن عددا من المنعشين العقاريين وغيرهم استغلوا
الثغرات القانونية لهذا الظهير للمضاربة العقارية والربح السريع .كما يعتري أيضا تدبير هذه الوداديات مجموعة من
االختالالت:1
5
استفادة أعضاء المكتب المسير ،الذي ال يتم تجديده رغم انتهاء واليته ،مجانا وعدم عقد الجموع العامة السنوية منذ
التأسيس كما ينص على ذلك القانون األساسي ،للتهرب من المحاسبة والمساءلة،
إجبار المنخرطين على التوقيع والمصادقة على التزام ،يتم صياغته من طرف أعضاء المكتب المسير ،يتعهد من
خالله المنخرط بااللتزام التام بالقانونين األساسي والداخلي للودادية وكذا مقررات الجموع العامة واالستثنائية و يحدث
هذا دون اطالع المنخرطين عن القانونين األساسي والداخلي،
استغالل الرصيد المالي من دفعات المنخرطين في الودادية في وجهات استثمارية بعيدة عن المشروع الذي من أجله
تجمع هده األموال ،
تحترف بعض الوداديات النصب و االحتيال بإشهار حسابات علنية و إخفاء أخرى سرية ال علم للمنخرطين بوجودها
تكييف و إعادة صياغة القانون األساسي للودادية بطريقة تكفل تحصين أعضاء المكتب المسير من آي متابعات
قضائية لضمان عدم محاسبتهم ،
الترحيب بفئة من المنخرطين دون سواها تتكون في الغالب من فئة التجار ومن أفراد الجالية المقيمة بالخارج حتى
تضمن عدم اعتراض هؤالء على ق اررات الجمعية النشغاالتهم الكثيرة وغيابهم عن أرض الوطن،
تتم عملية تسجيل المنخرطين بمزاجية ودون أي ضوابط حيث في الكثير من الحاالت يستوجب على الشخص الذي
يريد االنخراط ،دفع مقابل مادي لبعض السماسرة حتى يتم تسجيله ضمن الئحة المستفيدين من التجزئة السكنية،
يتميز تدبير المجال الحضري بتداخل عدة فاعلين عموميين وخاصين تختلف مقارباتهم وفق األهداف الحقيقية والمصالح التي
يرومها كل فاعل .والنتيجة هي ضعف وصعوبة التنسيق وتوحيد الرؤى حول االستراتيجيات والمخططات الحضرية .ولعل قلة
وضعف الكفاءات الجماعات الترابية المنتخبة (محلية وجهوية) تفسر مركزية القرار وهيمنة األجهزة الحكومية على هذا التدبير
في انتظار تفعيل مضامين الجهوية الموسعة وتمتيع الفاعلين المحليين بالموارد المادية والبشرية الالزمة لتفعيل هذه الجهوية.
6