Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫فصل االول‬

‫االمومة‬

‫تمهيد‬

‫تعريف االمومة‬ ‫‪.1‬‬


‫مشاكل الحمل والشروط النفسية الضرورية له‬ ‫‪.2‬‬
‫الحمل‬ ‫‪.3‬‬
‫الوالدة‬ ‫‪.4‬‬
‫عقابيل الوالدة واإلرضاع بداية العالقات مع الطفل‬ ‫‪.5‬‬
‫التجربة المبكرة بين الطفل واألم‬ ‫‪.6‬‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المراجع‬
‫تمهيد‬

‫أم هي نبع الحنان وهي الصدر الدافئ ووضع هللا سبحانه وتعالى الجنة تحت اقدام األمهات ألن األم‬
‫تتعب كثيرا أثناء حملها لكي تحتضن جنينها‪ ،‬وبسبب ذلك هي تعاني كثيرا من األلم والمتاعب وال‬
‫تستطيع النوم من كثر األلم في جسدها وبعد هذه اآلالم عندما تلد تفرح كثيرا وتنسى جميع آالمها بل هي‬
‫تتقبل طفلها بالفرح والحب والحنان‪ ،‬فإالم هي زهرة الحياة وال راحة لنا في الدنيا بدون ان نري‬
‫ابتسامتها وضحكتها الجميلة وعند عضبها علينا فال جنه لنا في اآلخرة‪ ،‬فهي دائما تعطي بال مقابل وال‬
‫تنتظر الرد من أطفالها فقد هي تريد دائما النجاح والتفوق الدائم ألوالدها‬

‫تعريف األمومة‬

‫فعبارة «أمومة» تعود لعالقة األم بطفلها ككل ا جتماعي وفيزيولوجي وعاطفي‪ .‬وتبدأهذه العالقة من‬
‫لحظة تكون الطفل وتمتد إلى جميع مراحل التطورالفيزيولوجي ا لالحقة‪,‬من الحمل إلى الوالدة إلى‬
‫اإلضاع إلى العناية الجسدية‪ .‬وتترافق كل هذه الوظائف بردود فعل عاطفية متماثلة في ما بينها‬
‫وواصفة للنوع‪ ،‬لكنها تتنوع إلى حد كبير بصورة فردية‪ ،‬ألنها على صلة وثيقة‪ ،‬بالنسبة لكل امرأة‪ ،‬مع‬
‫مجمل شخصيتها‪ ،‬في ما شدة ردود الفعل هذه‪ ،‬وظهور الزامات جديدة وعالقات عاطفية جديدة‪ ،‬كل هذا‬
‫يطلق مخاوف تبلبل وتقلب حالة األمور‪ ،‬في آن واحد‪ ،‬في نفس الفرد وفي عالقاته مع العالم المحيط به‪.‬‬

‫)هيلين دوتش‪ ,2008,‬ص ‪)28,27,‬‬

‫مشاكل الحمل والشروط النفسية‪ /‬الضرورية له‬

‫مشاكل الوظيفة التناسلية للمرأة معقدة‪ ،‬وربما لوضوح أكثر‪ ،‬ستتم دراستها ضمن السياق الزمني‪ .‬وقبل‬
‫دراسة نفسية الحمل بالتفصيل‪،‬سنربط ذلك بشرطه الضروري‪ ،‬أال وهو اإلخصاب فاإلخصاب يفترض‬
‫سلفا ً الخصوبة‪ ،‬وهي غير متوفرة إال في فترة محددة من حياة المرأة‪ .‬وفي مدنيتنا‪ ،‬تتراوح هذه الفترة ما‬
‫بين عمرالسادسة عشرة والخمسين‪ .‬كما ترتبط بأطوار جسدية معينة‪ ،‬ومحددة تحديداً فيزيولوجيا ً‬
‫وتشريحياً‪ ،‬ومجموعة التطورات الفيزيولوجيةالغددية التي تهيئ لإلخصاب هي بال شك‪ ،‬في جميع‬
‫المراحل‪ ،‬وحدة جسدية وروحية‪ ،‬إذ تتأثر باستمرار‪ ،‬وفي آن واحد‪ ،‬بالحياة النفسيةوالعضوية‪ .‬كما أن‬
‫وظيفة الهرمونات‪ ،‬التي تتفعل كـ «رسائل كيميائية» (نستخدم هذا التعبير أحياناً)‪ ،‬وهي وفقا ً ألي‬
‫احتمال‪ ،‬تتأثباستمرار بعوامل نفسية‪ .‬هذه الخدمة الرسائلية المعقدة‪ ،‬منظمة تنظيما ً عالياً‪ ،‬مع جهاز‬
‫مركزي‪ ،‬بتشعباتها وتفاعالتها ووظائفها المستقلة‪.‬وهي تمتد إلى األعضاء الواقعة بعيداً عن منشأ الرسالة‬
‫‪ ،‬كما تمتد لألعضاء المجاورة بصورة مباشرة‪ .‬في ما يشكل تحديد نقطة المدارالذي يتواجد فيه‬
‫االضطراب النفسي المنشأ‪ ،‬بصورة عامة‪ ،‬مسألة فيزيولوجية‪.‬وعندما نتحدث عن صعوبات نفسية للحمل‬
‫نريد القول بأن العجز الذي تجد امرأة ما نفسها فيه في أن تصبح أماً‪ ،‬يعود ألسباب نفسية تشوش جزءاً‬
‫ما من التطور الفيزيولوجي كما يعترف الطب الحديث أن االضطرابات المختلفة للوظائف الجسدية‪،‬‬
‫وخاصة هنا حيث ال يمكن اكتشاف أي سبب عضوي لها تتعلق‪ ،‬من حيث األسباب المرضية‪،‬‬
‫باضطرابات نفسية‪ .‬كما يفترض ‪ ،‬بصورة عامة‪ ،‬أن ثمة عوامل نفسية قد تكون مشمولة في نمو‬
‫اختالالت وظيفية ألمراض النساء‪ ،‬والتأثير النفسي أيضا ً يفعل فعله بشكل خاص في العوامل الهرمونية‬

‫وفي مواجهته كاختالل وظيفي‪ ،‬يعتبر العقم عند المرأة نفسي المنشأ‪ ،‬ظاهرة معقدة جداً ومعاندة‪ ،‬وسببه‬
‫األول هو بصورة عامة صعب االكتشاف‪ ،‬حتى عندما تلقي الطرائق الحديثة في التقصي الضوء على‬
‫االختالالت الهرمونية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يستمر عرض (العقم) أحيانا ً رغم العالج المناسب ضد اآلفة‬
‫الهرمونية‪ ،‬ألن هذه اآلفة‪ ،‬برأينا‪ ،‬تستمر بالتواجد بطاقات نفسية‪ .‬وعلى العكس‪ ،‬يتبين أن المعالجة‬
‫النفسية عديمة المفعول إذا تعثرت بعوامل عضوية يستحيل تصحيحها حتى ولو كانت ذات منشأ محدد‬
‫تحديداً نفسياًومع أن الميول النفسية المختلفة‪ ،‬والتي‪ ،‬في بعض الظروف‪ ،‬قد تؤدي إلى العقم‪ ،‬تظهر‬
‫بوضوح كبير أثناء أطوار الحمل‪ ،‬والوالدة‪ ،‬واألمومة‪ ،‬يبدو لنا صحيحاً‪ ،‬اختبار العوامل النفسية التي قد‬
‫تحول دون الحمل‪ ،‬قبل أن تنجم عنها األطوار االحقة‬

‫) هيلين دوتش مرجع السابق‪ ,‬ص ‪(124 ,123,‬‬

‫الحمل‬

‫تهم أطوار الحمل‪ ،‬علم البيولوجيا وعلم النفس وعلم االجتماع‪ .‬وسأهتم أوالً‪ ،‬بالظواهر النفسية المرافقة‬
‫لألطوار البيولوجية‪ .‬إذ الحمل انقالب هائل للعضوية األنثوية في كليتها‪ .‬وتؤكد كثير من النساء على‬
‫قدرتهن على الشعور بانطالق الحمل‪ .‬ومع ذلك لم أسمع ذلك القول إال من النساء اللواتي يرغبن في‬
‫الحمل واللواتي‪ ،‬بالنتيجة ‪ ،‬يخلطن بين استعدادهن للطور والطور نفسه‪ ،‬ويرى ذلك بصورة خاصة بعد‬
‫مرحلة ضبط إرادي للحمل‪ ،‬وعندما يترك هذا الضبط عن عمد وعندما تستقر وتعشش البويضة الملقحة‬
‫في الغشاء المخاطي الرحمي‪ ،‬يتضخم الرحم‪ ،‬وتتوسع أوعيته الدموية‪ ،‬ويتالءم تصاعديا ً مع مهمته في‬
‫حماية الجنين‪ .‬فتؤثر األطوار التناسلية تأثيراً هائالً على العضوية بأسرها للمرأة بواسطة عدد كبير من‬
‫األطوار الفيزيولوجية‪،‬بحيث تصبح العضوية مكرسة تماما ً لخدمة مهمة التكاثر‪ .‬وتسهم كل خلية‪ ،‬على‬
‫نحو أو آخر‪ ،‬بهذه المهمة‪ ،‬وشيئا ً فشيئاً‪ ،‬تصبح الشخصية الجسدية للمرأة حامية للجنين‪ ،‬رمع ذلك يوكل‬
‫الدور الجوهري لإلتمام لألعضاء التناسلية وحدهاوتتلقى النفسية‪ ،‬لقاء هذه األحداث الفيزيولوجية‪،‬‬
‫منبهات تحريض واكتئاب من مختلف األصناف‪ ،‬وتلتمس التماسا ً مباشراً التهيجات اآلتية من النهايات‬
‫العصبية للجهاز التناسلي‪ .‬كما تستخدم النفسية األطوار العضوية للحمل بيسر لكي تظهر التوترات‬
‫المؤثرة السابقة الموجودة ‪ ،‬وبالنتيجة‪ ،‬نتمكن ليس فقط مالحظة تأثير األطوار الجسدية على األطوار‬
‫النفسية‪ ،‬إنما يمكننا التعرف‪ ،‬بشكل معاكس‪ ،‬على العالقة الموجودة بين الصراعات العاطفية المؤثرة‬
‫والدالئل الجسدية للحمل‪ ،‬إنما أكرر وبإلحاح‪ ،‬أن على هذه العناصر النفسية أن ترتبط باألطوار الجسدية‬
‫للحمل‪ ،‬بطريقة تجدر دراسة تفاعلهاتصل كل امرأة إلى الحمل بعوامل انفعالية ومواقف صراعات تدخل‬
‫بعالقة مع حالتها بمجملها‪ ،‬وبمظاهر عضوية متميزة للحمل ومن ناحية أخرى‪ ،‬تنطلق كذلك مجموعات‬
‫مختلفة نمطية ألطوار عضوية للحمل من مواقف عاطفية معينة تظهر اآلن على المأل‪،‬مفضية ومسلمة‬
‫كل الخلفية الديناميكية التي ترافقها‪ ،‬حتى لو كانت هذه األخيرة‪ ،‬على صلة مباشرة بالحمل‪ .‬ومثال على‬
‫ذلك‪ ،‬يمكن للغثيان ذي األصل العضوي أن يفصح عن جميع مشاعر التقزز‪ ،‬والتي تبقى‪ ،‬دون أن‬
‫تنكشف‪ ،‬على بساط البحث في الالشعور منذسنوات عديدة‪ .‬وعلى العكس‪ ،‬تعزز أحيانا ً وبعنف مشاعر‬
‫التقزز المترافقة ببعض األفكار عن الحمل‪ ،‬التهيج العضوي للغثيان وقديؤدي عندئذ إلى قيء متكرر ال‬
‫راد له‪ ،‬ويتوضح هنا التباين مع أطوار أخرى نفسية جسدية‪ ،‬ففي حالة القيء غير القابل للرد‪ ،‬تكون‬

‫األعراض العضوية المضاعفات النهائية لعدد كبير من األحداث العضوية‪ ،‬حتى لو تعلقت بداية هذا‬
‫التطور بمضمون نفسي خاص‪ .‬وفي الحمل‪ ،‬تصبح الظاهرة الجسدية المكونة سابقا ً بصورة طبيعية‪،‬‬
‫تعبيراً مباشراً عن مضامين نفسية معينة ونحن نعلم ان التخيالت الوهمية للحمل تمأل الحياة النفسية‬
‫لألوالد‪ ،‬وبخاصة البنات‪ ،‬منذ الطفولة األولى‪ .‬وهذه التخيالت لها طابع نمطي تماماً‪ ،‬وتغذى خاصة‬
‫بالتحريضات المرافقة لمختلف مراحل الحياة الطفولية الغريزية‪ .‬فالمص الفموي واالستبعاد‪ ،‬واالحتجاز‬
‫واإلطراح الشرجي‪ ،‬واالغتصاب العدواني‪ ،‬كل هذه التحريضات البدائية ترافق وظائف جسدية محددة‪.‬‬
‫وتلعب دوراً هاما ً في الطور البيولوجي للحمل وتسيطر بجزء كبير على الديناميكية النفسية لهذه‬
‫المرحلةوعند دراستنا للجماع‪ ،‬نوهنا عن التماثل الحاصل بين المص الفموي والوظيفة االستقبالية‬
‫لالمتصاص في المهبل‪ .‬وخالل الحمل‪ ،‬يمكن لجميع األفكار والتخيالت الجنسية المرافقة للمص الفموي‬
‫واإلجالء أن تحيا من جدید‪ ،‬بما يخص الميل للغثيان المقدر بصورةفيزيولوجية‪ .‬ونرى هنا كيف أن‬
‫بعض األطوار الديناميكية تخدم التحريض الجسدي ألفكار سابقة وراسخة‪ ،‬إنها هنا حالة «تواطؤ‬
‫جسدي»‪ ،‬نستخدم هنا عبارة مألوفة‪ .‬إنما يعلمنا علم التحليل النفسي أن التفاقم النفسي الجنسي الموروث‬
‫لغثيان الحمل‪ ،‬ال يصدر إال إذا ترافقت ميول اإلجالء الفموي بعواطف الشعورية ‪( ،‬أو على وشك أن‬
‫تكون كذلك) لعدائية تجاه الحمل أو تجاه الجنين ويمكن لهذه العواطف أن تكون مختلفة‪ ،‬إذ يمكن أن تأخذ‬
‫شكل معارضة غاضبة‪ ،‬أو عقابا ً ذاتيا ً لمشاعر عدائية‪ ،‬أو لخوف‪ ،‬أو ألفعالعنيفة مشابهة‪ .‬وكلما ازدادت‬
‫الدوافع العدائية ضد الجنين‪ ،‬كلما كانت الشعورية‪ ،‬وتستخدم الطور الديناميكي بعنف‪ .‬وإن ترافقت‬
‫الميول الالشعورية برغبة معارضة لالحتفاظ بالطفل نما صراع داخلي يحول الطور النفسي الجسدي إلى‬
‫عرض عصابي‪ ،‬وعموماًهستيري‪ .‬وقد الحظت أحياناً‪ ،‬خالل التحليل النفسي‪ ،‬أن المحتوى النفسي‪ ،‬في‬
‫حالة القيء غير القابل للرد‪ ،‬كان نفسه بالتحديد في اإلقياء الهستيري للفتاة الشابة‪ ،‬والذي يتحرض بتخيل‬
‫الشعوري للحمل وليس بحالة واقعية‪ .‬ويتكون الجسر الرابط لهاتين الحالتين عادة‪ ،‬في الخوف الذي‬
‫يظهر العرض‪ ،‬وهو خوف ذو مضمون تخيلي عند الفتاة الشابة‪ ،‬في ما هو خوف ذو مضمون‬
‫واقعي ‪،‬ومادي في الجسد‪ ،‬أي الجنين‪ ،‬عند المراة الحامل‪ .‬وفي كلتا الحالتين‪ ،‬تعود للظهور الفكرة‬
‫القديمة الطفولية في االخصاب بواسطة الفم‪ .‬إنما في قيء المرأة الحامل‪ ،‬هناك دوما ً سبب فعلي حقيقي‬
‫‪.‬كثيف يحرض العالقة السلبية والمقلقة مع الطفل‬
‫) هيلين دوتش مرجع السابق‪ ,‬ص ‪(147,146 ,145,‬‬

‫الوالدة‬
‫إذا كانت الوالدة طوراً جسديا ً فيزيولوجيا ً صافياً‪ ،‬فقد ال تكون بال شك كذلك في اإلختالفات الفردية‬
‫‪.‬والتأثيرات الثقافية‬
‫ففي شروط عضوية طبيعية‪ ،‬قد يكون دوما ً الطور نفسه‪ .‬في ما تقودنا تعقيدات الوالدة إلى أن ندرك ألي‬
‫درجة يتحدد هذا الطور بعوامل نفسيةويقدم المختصون في علم اإلنسان‪ ،‬كثيراً من النظريات‪ ،‬لشرح أن‬
‫فعل الوالدة يكون يسيراً على نحو ما‪ ،‬وفقا ً للعصور‪ ،‬ووفقا ً للثقافات ‪،‬والشعوب‪ ،‬واألعراق ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ويعزي بعض الباحثين هذه اإلختالفات‪ ،‬إلى تأثير المناخ أو إلى مؤثرات أخرى خارجية‪ ،‬تمارس‬
‫تأثيرهاعلى وظائف الغدد التي لها شأنها في هذا الحدث‪ ،‬ويصر آخرون على أهمية نوع الحياة‪ ،‬في‬
‫كليتها أو في بعض مظاهرها‪ ،‬بالعالقة مع نمو الجسد األنثوي وبصورة خاصة‪ ،‬األعضاء التناسلية‪.‬‬
‫ويرى آخرون أن العامل األساسي هو في العضالت الحوضية‪ ،‬التي تكمن في تحركاتها عملية الوالدة‪.‬‬
‫ووفقا ً لهؤالء‪ ،‬تكون الفاعلية الوظيفية للعضالت الحوضية أكبر عند النساء البدائيات‪ ،‬بسبب طريقتهن في‬
‫الحياة األكثر نشاطاً‪ ،‬في ما يعتقدون أن الحضارة‪ ،‬تمارس تأثيراً مخالً وكابتا ً على وظائف الوالدة‪.‬‬
‫وغالبا ً ما يتم اإلصرار أيضاً‪ ،‬على الحساسية الضئيلة للنساء البدائيات تجاه آالم الطلق‪ .‬وموضوع‬
‫احتمالهن األلم بصورة أفضل‪ ،‬قد يعطي انطباعا ً خاطئاً‪ ،‬بأن طور الوالدة بحد ذاته هو عندهن أسهل‬
‫وأسرع‪ .‬وفي جميع األحوال‪ ،‬نعتبرعموما ً كأمر راسخ‪ ،‬أن الطور التناسلي عند النساء البدائيات‪ ،‬هو‬
‫أكثر سهولة مما هو عند النساء اللواتي «أفسدتهن» الحضارة‪ .‬لكن هذه المسألة‪ ،‬ال زالت غامضة جداً‪،‬‬
‫وتوحي دراسات مختلفة‪ ،‬بأن البساطة النسبية أو تعقيد الطور ليس له عالقة دوما ً بالدرجة المرتفعةللثقافة‬
‫على نحو ما الشعوب البدائية‪ ،‬ونرى في ذلك مثالً‪ ،‬نساء تموت أو تحديداً تبقى مرضى‪ .‬ونحن ال نستطيع‬
‫مطلقا ً أن نمنح الثقة للمعطيات المتعلقة بمدة الطور‪ ،‬إذ ال نتمكن دوماً‪ ،‬من إقرار البدء الفعلي للوالدة‬
‫استناداً لسلوك المرأة‪ .‬وهناك تشوش في المعطيات الموجودة‪ ،‬يعود جزء منهاإلى أخطاء المالحظة‪،‬‬
‫وجزء آخر بسبب الفروقات الفردية التي تمس طور الوالدة في شروط ثقافة متماثلة‪ .‬وهكذا‪ ،‬ووفقا ً‬
‫لمستكشفين مختلفين‪ ،‬تتراوح مدة الطور عند قبائل استرالية تعيش في نفس الظروف الثقافية‪ ،‬وتتغير‬
‫ابتداء من بضع ساعات وحتى يوم أو عدة أيام وعند بعض القبائل‪ ،‬تكون المرحلة اإلجمالية لما بعد‬
‫الوالدة مسألة دقائق‪ ،‬وحالما تستحم األم الشابة ووليدها معها في أقرب جدول مثيرة وجدير باالهتمام لـ‬
‫كوهلبردج (‪ ،)1‬أن والدة امرأة نانجيرسينية من جاوا‪ ،‬نادراً ما تأخذ أكثر من ساعة‪ ،‬إنما في بعض‬
‫الحاالت الفردية المنعزلة‪ ،‬يستغرق ذلك وقتا ً أطول‪ ،‬وخاصة لدى النساء اللواتي تستغرق والدة أمهاتهن‬
‫فترة طويلة‪ .‬وفسر هذا األمر بالوراثة‪ .‬ولو نتذكر‪ ،‬في ظروفنا الثقافية‪ ،‬كم أن طور الوالدة يتأثر باندماج‬
‫المرأة بأمها‪ ،‬الستطعنا إثبات أن الطور البيولوجي لدى النساء البدائيات ال يتحرر تماما ً من تأثيرات‬
‫نفسية‪ .‬لم ال تحدث الوالدات وفقا ً لمثالية في الوظيفة الطبيعية‪ ،‬حتى لدى الشعوب البدائية‪ ،‬عندنا البرهان‬
‫على ذلك‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬لدى كثير من الشعوب اآلسيوية‪ ،‬تتم المبادرة بطلب المعونة من القابالت‪.‬‬
‫وبما أن هؤالء النساء ليس لديهن أدنى فكرة عن التعقيم الحديث‪ ،‬أو دراية فعلية ذات شأن بطور الوالدة‪،‬‬
‫فإنهن يبدين عامل اضطراب أكثر من عامل مساعدة‪ ،‬ونسبة الوفيات أثناء الوالدة هي نسبة ذات شأن‬
‫لعل الكثير من الوصفات‪ ،‬والقواعد‪ ،‬والمحرمات‪ ،‬المتعلقة بالمرأة الحامل‪ ،‬تجعلنا نفكر بأن البدائيين هم‬
‫أيضا ً عرفوا تجارب مؤسف خالل الوالدات‪ .‬وتؤكد لنا هذه األعراف في رأينا بأن المستوى الحضاري‬
‫لشعب ما‪ ،‬ال تحدده سهولة أو صعوبة الوظيفة التناسلية ومن الجدير بالمالحظة ‪ ،‬أن كثيراً من األعراف‬
‫والخرافات للشعوب البدائية والتي تمس الحمل والوالدة‪ ،‬تظهر تشابهات ليس فقط في سلوك عصابيات‬
‫حضارتنا‪ ،‬إنما أيضا ً في سلوك نسائنا ذوي النفسية الطبيعيةوهكذا فاألعراف األولية المتعلقة بمكان‬
‫الوالدة‪ ،‬تعول عليه نساؤنا أفضلية فردية جدا‪( .‬ومع ذلك ال تهتم عموما ً أنظمتنا المدنية الصحية‬
‫ودساتيرنا بهذه األفضليات)‪ .‬فمثالً‪ ،‬لدى بعض القبائل‪ ،‬تحصل الوالدة في وحدة تامة‪ ،‬في الغابات أو‬
‫على الشاطيء‪ .‬وتلد النساء الماوريات في نيوزيلنده في األدغال على ضفة جدول‪ ،‬وتعتكف بذلك‬
‫وحيدات تماماً‪ .‬في ما تلد نساء جيبريتو ومونتيسكا في الفيليبين دون مساعدة‪ ،‬وغالبا ً ما يكن لوحدهن‬
‫عندما تبدأ آالم الطلق‪ .‬وتكون وقتئذ المرأة واقفة‪ ،‬وتسند بطنها إلى ساق شجرة الخيزران وتضغط عليه‬
‫بقوة‪ .‬ويتلقى الطفل رماداً دافئا ً ‪ ،‬ثم تتمدد المرأة إلى جانبه وتقطع بنفسها لحبل السريوتغادر المرأة‬
‫الهندية فارام في غينيا البريطانية قريتها ما إن تأتي ساعتها‪ .‬وتنتظر الوالدة وحيدة في كوخ في األدغال‪،‬‬
‫وال تتعرض ظاهريا ً ألي خطر بالنسبة لها‪ ،‬ثم تعود بعد ذلك إلى عائلتها مع وليدها الجديد‪ ،‬دون اللجوء‬
‫لمساعدة أي إنسان‪ .‬وتتصرف على هذا النحو أيضاً‪ ،‬نساءوهناك عرف قديم جداً‪ ،‬منتشر بين الشعوب‬
‫البدائية‪ ،‬يفرض على المرأة مكانا ً خاصا ً للوالدة‪ ،‬وهو مكان منفصل عن سكنها‪ ،‬إنه كوخ مكرس لذلك‪.‬‬
‫وعند كثير من الشعوب‪ ،‬تستخدم النساء الكوخ نفسه أيضا ً في فترة الحيض‪ ،‬مما يبرهن على أن هاتين‬
‫الوظيفتين تخضعان لنفس المحرمات والتقييدات وفي هذا الكوخ‪ ،‬تعيش المرأة أثناء الوالدة وحيدة‪ ،‬وال‬
‫يحتك بها إال صديقات من عمرها يحضرن والدتها‪ .‬وفي بلدان مختلفة‪ ،‬هؤالء الرفيقات يبقين معها حتى‬
‫أربعينها‪ .‬وتغادر نساء نيما نيما في أفريقيا الوسطى‪ ،‬مثالً‪ ،‬عند اقتراب والدتهن‪ ،‬منزل الزوجية‪ ،‬إلى‬
‫الغابات المجاورة‪ ،‬حيث ينجبن أطفالهن بمعونة صديقاتهن الشابات‪ ،‬أال يذكرنا هذا بما نسمعه أحيانا ً ‪:‬‬
‫«تنتظر صديقتي المفضلةطفالً‪ ،‬وقد تكون حزينة ومتألمة إن لم أكن بقربها»؟‪ .‬وهكذا‪ ،‬فالوعد القديم‪،‬‬
‫الذي يعود إلى مرحلة البلوغ حيث ال تكتسب أي تجربة معناها الحقيقي إال بمشاركة صديقة‪ ،‬يعود إلى‬
‫نساء حضارتنا‪ .‬وخالل تلك المرحلة‪ ،‬تقطع الفتيات الشابات على أنفسهن أيضا ً هذا االلتزام‪« :‬من تكون‬
‫األولى بيننا‪ .»..‬فالوالدة الشابة في ما بعد ترغب بإشراك تجربتها في االندماج‪ ،‬مع الصديقة‪ ،‬ويسبب‬
‫مشاعرها بالذنبكمالكة سعيدة لطفل‪ ،‬تذهبان معا ً إلى الغابة المجاورة‪ .‬ويتحول ذلك إلى أمومة حديثة‪.‬‬
‫ولنتذكر تلك المرأة (ص‪ )167‬التي حملت طفلها شهراً إضافيا ً لتلد في نفس موعد صديقتها‪ .‬لكن هذه‬
‫الحاجة لإلتحاد‪ ،‬تعبر عن نفسها عادة ببساطة أكثر وبين الشعوب البدائية‪ ،‬وألسباب جيدة وعقالنية‪،‬‬
‫تحل‪ ،‬شيئا ً فشيئاً‪ ،‬محل الرفيقات‪ ،‬نساء أكثر نضجا ً وتجربة في مهمتهن كمساعدات وخيار هؤالء النساء‬
‫‪،‬جدير باالهتمام‪ ،‬فعند الماوريات في نيوزيلنده(‪ ،)۱‬تحضر الجدة‪ ،‬من ناحية األم‪ ،‬والدة الطفل األول‬

‫) هيلين دوتش مرجع السابق‪ ,‬ص ‪(227,226 ,225,‬‬

‫عقابيل الوالدة واإلرضاع بداية العالقات مع الطفل‬

‫عالم جديد تفتح أبوابه على األم كلما فصلت الوالدة ابنها عنها‪ .‬لكن استمرارية العناصر النفسية لمختلف‬
‫مراحل األمومة (حمل‪ ،‬والدة‪،‬إرضاع) تكون مراعاة بالكامل‪ .‬ويمكن لهذه العناصر أن تظهر بشدة‬
‫متغيرة‪ ،‬في إحدى المراحل‪ ،‬أو أن تتوارى‪ ،‬أو تبقى ضمن الحدود الطبيعية‪ ،‬وفي مرحلة أخرى‪ ،‬يمكن‬
‫أن تزداد إلى درجة مرضية‪ .‬ويمكن أن تقدم أشكاالً في التعبير مماثلة لكل مرحلة أو تتخفى خلف آليات‬
‫للدفاع‪ ،‬مصدرة‪ .‬ظواهر متعارضة مع السابقة ظاهرياً‪ .‬ويمكن للعالقة النفسية مع الجنين أن تستمر حتى‬
‫إلى المرحلة البيولوجية للحمل‪ ،‬ثم تستأنف لزمن يطول أو يقصر في العالقة مع الطفل‪ ،‬أو أن فرحة‬
‫المرأة الحامل واالهتمام بما تحمله في جسدها الخاص قد ينتقال‪ ،‬مع والدة الطفل‪ ،‬إلى القطب المقابل‪ ،‬وقد‬
‫يؤدي ذلك إلى مصاعب مختلفة في عالقة األم بالطفل‪ .‬ويمكن لمخاوف الحمل أن يتمتجاوزها عند عملية‬
‫الوضع‪ ،‬أو تستمر بصورة قلق نفسي حاد لموضوع الطفل‪ .‬في البداية‪ ،‬لنتذكر االختالف األساسي‪،‬‬
‫فردود الفعل الغريزية والبدائية تجعل األمهات الحيوانيات يبلغن غايات بيقين كبير‪ ،‬وال يستهدفنها ال‬
‫بصورة عاطفية وال بصورة ذهنية‪ .‬في ما لدى األمهات البشريات‪ ،‬وربما لدى األمهات الحيوانيات‬
‫الذكيات‪ ،‬تترافق العالقة مع الطفل بعواطف وأفكار‪ ،‬وقد تشرك هذه العواطف واألفكار بتمثالت عاطفية‬
‫شعورية والشعورية تمنع هذه العالقة إلى حد بعيد عن متابعة تطور بسيط‪ .‬وحتى يمكننا القول أن مثل‬
‫هذه التمثالت العاطفية تكون حاضرة دوما ً إلى درجة معينة‪.‬وقد يصبح موقف غير أمومي‪ ،‬ومعاكس‬
‫للميول الشعورية للمرأة‪ ،‬قويا ً جداًويظهر في الوظائف البيولوجية‪ ،‬حتى لو افترضنا هيمنة الغريزة‬
‫األمومية‪ .‬وفي دراستنا للحمل‪ ،‬أشرنا سابقا ً إلى ذلك األمر المثيرللفضول‪ ،‬في أنه يمكن للمرأة أن تمتلك‬
‫جميع صفات األم‪ ،‬وكذلك الرغبة الصادقة في الحمل وتغذية الطفل‪ ،‬ومع ذلك ترى نفسهامجبرة على‬
‫قطع طريقها ‪ ،‬إلى حد ما‪ ،‬في إحدى محطات األمومة‪ .‬ومن الواضح هنا أن األمومة النفسية تشكل بنية‬
‫قوية معقدة‪ ،‬لن تعرف تحديد موقعنا فيها دون استخدام عدة طرق في التقصي‪ ،‬وأيضا ً ال تتوصل إليها‪،‬‬
‫‪.‬إال بدرجة محدودة جداً‬

‫وسأبدأ عرضي بوصف األحداث البيولوجية بيولوجياً‪ ،‬تلعب المرأة حتى حملها دور حاملة سلبية‬
‫لمستقبل‪ ،‬وتسمح لها فقط حياتها التخيلية في تصور هذا المستقبل بفرح أمومي خالق‪ .‬وخالل الحمل‪،‬‬
‫تتكيف جميع األطوار العضوية للمرأة مع حاجات فيزيولوجية لثمرة تنضج في أحشائها‪ .‬وتشبه العالقة‬
‫العضوية الموجودة بين الجنين واألم عالقة طفيلي مع مضيفه‪ ،‬فالخيال وحده المتوجه نحو المستقبل‪،‬‬
‫والشحنة العاطفية لهذا الخيال‪ ،‬يجعالن ثمرة الجسد كائنا ً محبوبا ً جداً‪ ،‬وتنظر كثير من النساء بحرارة‬
‫كبيرة نحو هذا المستقبل‪،‬ونالحظ هنا‪ ،‬استمرارية األطوار العضوية التي تخدم الوظيفة التناسلية‪.‬‬
‫فاالنفصال الجسدي للجنين ال يقطع هذه االستمرارية في تلك اللحظة‪ .‬وال تعود العضوية لحالها مبكرة‬
‫من الصدمة الفيزيولوجية الكبرى للوالدة‪ ،‬والتي عليها تأمين وظيفة فيزيولوجية جديدة في إرضاع‬
‫الطفل‪ ،‬ومنذ المراحل األولى لوظيفة التناسل‪ ،‬يعمل الجهاز الفيزيولوجي كلهللجسد األمومي بطريقة‬
‫إيثارية‪ ،‬لصالح الطفل‪ ،‬ويتكيف جسد األم كله مع المهمة الكبرى في األمومة‪ ،‬أوالً في الوجود الجنيني‬
‫للطفل‪ ،‬ثم وجوده الرحمي الممتاز‪ .‬وبعد الوالدة‪ ،‬يمر القسط األكبر من الطاقات الجسدية باتجاه الطفل‪،‬‬
‫إنما اآلن خارجا ً عن جسد األم‪.‬نحس المرأة أثناء الوضع وكأنها «في نهاية العالم»‪ ،‬ألنها انسحبت لفترة‬
‫من كل عالقاتها مع العالم المحيط‪ ،‬وقد تهيأ هذا الشعور أثناء الحمل بحكم أن كل اهتمامها في الحياة‪،‬‬
‫كان يتركز حول خوفها‪ .‬واآلن‪ ،‬الوالدة انتهت‪ ،‬وهي تعيد بناء العالم حول الطفل‪ ،‬كما تعود عالقاتها‬
‫المتروكة مع ما يحيط بها إلى الحالة الطبيعية‪ ،‬شيئا ً فشيئاً‪ ،‬من خالل الطفل‬

‫) هيلين دوتش مرجع السابق‪ ,‬ص ‪(286,285 ,284,‬‬

‫التجربة المبكرة بين الطفل واألم‬

‫لقد أشار بعض الباحثين إلى أن الفروق الفردية عند الصغار ترتبط بالفروق المالحظة في تفاعلهم مع‬
‫األم في األيام العشرة األولى التي تعقب الوالدة ومن الممكن أن تكون هذه الفروق قـد تطورت نتيجة‬
‫للظروف التي أحاطت بمرحلة لحمل حيث أوضحت بحوث أخرى أن األمهات اللواتي سبق أن عانين من‬
‫القلق أثناء الحمل يلجأ أطفالهن للبكاء أكثر من غيرهم في المرحلة التي تلي الوالدة‪ .‬وهكذا يمكن لمرحلة‬
‫الحمل أن تؤثر في صياغة مزاجية الطفل‪ ،‬وهذا بدوره يؤثر في طبيعةالتفاعل مع األم وفي تطور العالقة‬
‫بينهما‪ .‬إن التجربة المبكرة التي يتعرض لها الطفل واألم يمكن أن تؤثر في مستقبل العالقات المتبادلة‬
‫بينهما‪ .‬فمن الناحية البيولوجية ثبت أن التغير المبكر في محيط الطفل يمكن أن يغير مجرى تطوره‪،‬‬
‫خاصة خالل الثمانية عشر شهرا األولى؛ فيهذه المرحلة‪ ،‬ينمو دماغ الطفل بسرعة قصـوى ال يبلغها في‬
‫مراحل الحقة‪ .‬فالنضج الداخلي ومؤثرات المحيط المختلفة تعمل بتفاعل دائم‪ ،‬وهي ذات أهمية قصوى‬
‫بالنسبة لتطور الطفل ومن وجهة النظر النفسية يشدد علماء النفس على أهمية التاريخ المبكر في تطور‬
‫الفرد خاصة من الناحية العاطفية‪ .‬لقد بينت الدراسات التي أجريت على األنواع األخرى أنه يوجد مرحلة‬
‫حساسة بعد الوالدة تؤثر في نمو العالقة بين األم والصغير وأن منع االتصال الحسي أو ندرته يمكن أن‬
‫يؤدي إلى تعديل في سلوك األم أما بالنسبة للنوع البشري هناك من يقترح بأن األربع والعشرين ساعة‬
‫التي تلي الوالدة يمكن أن تلعب دورا هاما في تحديد سلوك األمومة‪ ،‬ويمكن اعتبارها مرحلة حساسة في‬
‫نمو العالقة بين األم والطفل‪ .‬الستجابة الطبيعية لألم تجاه المولود الجديد تتأثر تأثرا هاما في هذه‬
‫المرحلة‪ .‬وكذلك بالنسبة لالختالفات الكمية والكيفية في سلوك األمومة في مرحلة الحقة فهي تعتمد إلى‬
‫حد كبير على طبيعة االتصال في الساعات األربع والعشرين األولى بعد الوالدة وفي رأي هؤالء يمكن‬
‫أن يؤدي االنفصال بين األم وطفلها إلى اضطراب العالقة بينهما فيما بعد‪ .‬إال أن فمفهوم‬

‫بعض الباحثين وجه انتقادا إلى هذا الرأي يتعلق بمدى صالحية الطريقة التي أدت إلى تلك النتائج‬
‫المرحلةالحساسة أو المرحلة األمثل مفهوم جامد ال يأخذ بعين االعتبار مرونة نظام التطور عند العضوية‬
‫الصغيرة‪ ،‬فمن المؤكد أن الوالدةواأليام التي تتبعها تعتبر مرحلة مهمة‪ ،‬إال أن هذه المرحلة لن تكون‬
‫المرحلة األولى وال األخيرة من حيث األهمية‪ ،‬ألن سياق العالقةبين األم وطفلها يبدأ قبل الوالدة بوقت‬
‫طويل‪ ،‬ويستمر بعدها بوقت طويل أيضا وتبين دراسة أخرى مدى تأثير عالقة األم بطفلها في تطور‬
‫التعبير االنفعالي عند الطفل في السنة األولى‪ .‬إال أنه من غير الواضحإسناد الفروق الفردية بعد السنة‬
‫األولى إلى طبيعة العالقة‬

‫أن القول بأن تجربة التبادل المبكرة يمكن أن تفسر‪ Schaffer,1984‬بين األم والطفل‪ .‬ویری شافر‬
‫العالقات االجتماعية الالحقة قول مفرط في التبسيط‪ ،‬يتجاهل تأثير العوامل األخرى التي يمكن أن تعدل‬
‫من مسار نمو الطفل في فترة تالية‪ .‬فالترابط بين عالقات التبادل المبكرة لألم والطفل وبين النمو‬
‫االجتماعي عند هذا األخير في مرحلة الحقة يمكن إثباته فقط في حالة استمرارية ظروف المحيط عند‬
‫الطفل‬

‫)فايز قنطار‪,1992,‬ص ‪(68,69‬‬


‫خالصة‬
‫وفي األخير قد تناولنا في هذا الفصل مفهوم األمومة و التي في عالقة األم بإبنها و ثم تطرقنا إلى عنصر‬
‫الحمل المتمثل في الفترة التي تكون فيها ىالجنين في بطن أمه و المشاكل التي تصادق المرأةالحامل و‬
‫الشروط النافسية الضرورية له و أيضا التجربة المبكرة بين الطفل و األم و أخيراعقابيل الوالدة و‬
‫اإلرضاع و الممثلة في بداية العالقات مع الطفل‬

‫قائمة المراجع‬
‫هيلي دوتش ‪ . )2008( .‬علم نفس المرأة األمومة ‪ ,‬الطبعة األولة ‪ ,‬المؤسسة للدراسات و النشر‬ ‫‪)1‬‬
‫و التوزيع ‪ -‬بيروت‬
‫قنطار فايز‪ . )1992( .‬األمومة ‪ ,‬نمو العالقة بين الطفل و األم ‪ ,‬سلسلة كتب ثقافية شهرية‬ ‫‪)2‬‬
‫يصدرها المجلس الوطني للثقافة و الفنون و األدب ‪ -‬ااكويت‬

You might also like