‫واجب المناقشة – ‪4‬‬

‫في هذه األيام التي نعيشها نشاهد أن المؤسسات والمنظمات والش ركات تش هد الكث ير من التح ديات ونش هد‬
‫كل يوم بزوغ نجم شركة جديدة وأفول آخر في سماء عالم األعمال ‪ ،‬لذا كان من الضروري تغي ير أس اليب‬
‫انتقاء وتعيين الموظفين من آن آلخر ومراعات ما يستجد من متطلبات في سوق العمل حتى تحاف ظ الش ركة‬
‫على ريادتها ؛ ولتحقيق ذلك أصبح للشركات متطلبات كثيرة في المتقدم للحصول على وظيفة أيا ً كان نوعها‬
‫ومن هذه المهارات التي أصبحت ضمن القائمة مهارة التفكير الناقد وكذلك مه ارة ح ل المش كالت‪ ،‬فم ا هي‬
‫مهارة التفكير الناقد وما هي مهارة حل المشكالت ولما تسعى الشركات خلف أصحاب هذه المهارات؟ وه ل‬
‫هناك معوقات وتحديات تواجه الشركات في العثور على األفراد الصالحين للوظ ائف؟ ان اإلجاب ة على ك ل‬
‫هذه التساؤالت وغيرها من األفكار المرتبطة بها ستأتي من خالل هذا المقال فدعونا نبدأ‪.‬‬

‫بداية ما هو التفكير الناقد؟‬

‫لقد تعددت اآلراء واألفكار والمفاهيم حول ماهية التفكير الناق د ولكن اجم االً نس تطيع أن نق ول أن التفكير‬
‫الناقد أو (‪ ) Critical Thinking‬باإلنكليزية له عدة تعريفات ولكن اجماالً فإن هذه التعريفات ت دور ح ول‬
‫كونه طريقة تفكير تأملي ة هادف ة يس تخدم ص احبها مهارات ه المعرفي ة ويس تفيد من خبرات ه المتراكم ة ‪ -‬في‬
‫مواجهة تحديات وصعوبات سابقة ‪ -‬في مواقف جديدة وفي ابتكار حلول ألي مش كالت ق د تط رأ في رحلت ه‬
‫نحو تحقيق هدفه معتمداً على ما اكتسبه من تنوع طرق في تحليل الموق ف ومعطيات ه والوص ول إلى حل ول‬
‫ومقارنة نتائجها ومن ثم اتخاذ القرارات بتنفيذ طريقة ما لمعالجة المشكلة التي يواجهها‪( .‬مروان ‪ ،‬محم د (‬
‫‪)٢٠٢١‬‬

‫ولعالقة التفكير الناقد بأنواع ال ذكاء وب األنواع األخ رى من التفك ير (ك التفكير اإلب داعي والعلمي والمنطقي‬
‫وغير ذلك) والقدرة على حل المشكالت فإن ذلك كله كان له األثر في دفع الشركات ألن تس عى في توظي ف‬
‫من يتمتع بمثل هذه المهارة لم ا لص احبها من م يزات وخص ائص تم يزه ومن ه ذه الخص ائص على س بيل‬
‫المثال ال الحصر‪:‬‬
‫أنه متفتح العقل على األفكار كلها ويقوم بعملية تحليل للمعلومات والبيان ات وتحدي د الف رق بين‬ ‫‪‬‬
‫ما إذا ك انت ه ذه المعلوم ات ص حيحة أم غ ير ذل ك‪ ،‬فه و ال يج ادل بغ ير علم ب ل يق ف على‬
‫الحقائق أوالً ويسوق األدلة قبل أن يصدر حكما ً وهو بذلك يحاول تجنب األخطاء الشائعة ال تي‬
‫تنتج عن الحكم الصادر عن االنفعاالت العاطفية أو التحيز الفكري غير الموضوعي‪.‬‬
‫يمتلك جانبا ً معرفيا ً عاليا ً بما يمكنه من حسن اختيار أدوات اللغة من انتقاء لأللف اظ والمف ردات‬ ‫‪‬‬
‫ونحو ذلك حتى يستطيع إيصال رسالته إلى اآلخرين بوضوح دون لبس وكذلك فهم ما يريد أن‬
‫يقوله الناس على اختالف مستوياتهم‪.‬‬
‫نستطيع أن نقول أيضا ً أنه يمتلك أسلوبا فري دا يك اد أن يق ترب من أس لوب البحث العلمي عن د‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪‬‬
‫التعامل مع موقف ما ومعطياته وما يتوفر لدي ه من بيان ات ومن ثم ف رض الف روض المالئم ة‬
‫والمناس بة ال تي تس هم ف الح ل وتوق ع النت ائج ومن ثم اختي ار األنس ب من ه ذه الفرض يات‪.‬‬
‫(علي‪ ،‬إسماعيل إبراهيم‪)2009( .‬‬
‫وألهمية التفكير الناقد ودوره في تطوير جودة الحياة بوجه عام إذا ما توافر في نسبة كبية من أفرد المجتم ع‬
‫فقد س عت المؤسس ات والمنظم ات إلى تعليم ه ذه المه ارة في الم دارس والجامع ات في س ن مبك رة‪ ،‬إال أن‬
‫األمر ال يخلو من تحديات ومعوقات جعل الشركات متشككة من مستوى الخريجين أو ما لديهم من مه ارات‬
‫ومن هذه التحديات‪:‬‬
‫مدى مالئم ة مس توى المعلمين والم امهم باس تراتيجيات وط رق تنمي ة مه ارات التفك ير العلي ا‬ ‫‪‬‬
‫كالتفكير الناقد وحل المشكالت لدى الطالب‪.‬‬
‫طرق وأساليب تعليم مهارات التفكير الناقد وحل المشكالت متنوع ة ومتع ددة وق د تك ون غ ير‬ ‫‪‬‬
‫واضحة للبعض فإذا لم يتم تطبيقها بطرق سليمة فقد يؤدي إلى اكس اب الف رد بعض خص ائص‬
‫التفكير المناقضة لسمات التفكير الناقد‪.‬‬
‫حتى اآلن ال توجد طريقة نافذة لقياس وتقييم ق وة أو ض عف مه ارة التفك ير الناق د ل دى الف رد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫(مروان ‪ ،‬محمد (‪)٢٠٢١‬‬

‫ولمواجهة هذه التحديات فإن بعض الش ركات ق د تلج أ لبعض المتخصص ين في مج ال علم النفس أو مج ال‬
‫يختص بدراسة وتحليل التفكير الناق د لوض ع آلي ات وتط بيق االختب ارات المناس بة لقي اس واكتش اف مه ارة‬
‫التفكير الناقد عند المتقدمين للوظائف‪.‬‬

‫‪-----------------‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫علي‪ ،‬إسماعيل إبراهيم‪ .)2009( .‬التفكير الناقد بين النظرية والتط بيق‪ .‬عم ان‪ ،‬األردن‪ :‬دار‬ ‫‪.1‬‬
‫الشروق للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ .2‬مروان ‪ ،‬محمد (‪ ، ٢٠٢١‬سبتمبر ‪ . )١٩‬تعريف التفكير الناقد‪ .‬تم االسترجاع من الرابط‬

‫تعريف التفكير الناقد ‪ -‬موضوع (‪)mawdoo3.com‬‬