عنوان المداخلة سياسات دعم المقاولاتية في تفعيل التمويل الاسلامي للقطاع الزراعي في الجزائر

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫الملتقى العلمي الوطني‪ :‬المقاوالتية آلية محورية لتنويع المنتجات االقتصادية الوطنية‬

‫الجزائرية ( التحديات و اآلفاق )‪.‬‬


‫محور المشاركة‪ :‬هيئات دعم إنشاء وتمويل وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪.‬‬
‫عنوان المداخلة‪ :‬سياسات دعم المقاوالتية في تفعيل التمويل االسالمي للقطاع الزراعي في الجزائر‪.‬‬

‫ط‪/‬د‪ .‬علي محبوب ‪ ،University of M’sila/‬مخبر االستراتيجيات والسياسات االقتصادية في الجزائر‪،‬‬


‫‪ali.mahboub@univ-msila.dz‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬علي سنوسي ‪ ،University of M’sila/‬مخبر االستراتيجيات والسياسات االقتصادية في الجزائر‪،‬‬
‫‪ali.senoussi@univ-msila.dz‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫تتطرق هذه الدراسة بشكل أساسي إلى المقاوالتية الزراعية من خالل تفعيل دور التمويل اإلسالمي لهذا‬
‫القطاع‪ .‬ان االستثمار في القطاع الفالحي في الجزائر يمثل أحد الحلول االقتصادية البديلة من أجل التوجه‬
‫نحو اقتصاد متنوع بعيدا عن المحروقات‪.‬‬
‫يعتبر القطاع الزراعي من القطاعات اإلستراتيجية والحساسة التي تساهم بفعالية كبيرة في عملية‬
‫التنمية‪ ،‬من حيث مساهمته في الناتج المحلي اإلجمالي وأهميته الكبيرة في تأمين مصادر الغذاء وتشكل مجاال‬
‫واسعا لتشغيل اليد العاملة‪ ،‬و كذا امتصاص جزء كبير من البطالة المتفشية‪ ،‬ومن ثم يعمل على تحقيق تنمية‬
‫اقتصادية مستدامة‪.‬‬
‫وعليه فعلى الجزائر أن تولي أهمية كبيرة لهذا القطاع من خالل سياسات دعم المقاوالتية في هذا‬
‫المجال من أجل تحسينه وذلك عن طريق تفعيل صيغ التمويل االسالمي لهذا القطاع من طرف البنوك‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪.:‬المقاوالتية‪ ،‬ترقية المقاوالتية‪ ،‬التمويل اإلسالمي‪ ،‬صيغ التمويل اإلسالمي‪ ،‬القطاع‬
‫الزراعي‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪This study address mainly to agricultural entrepreneurship through activating the role of the‬‬
‫‪Islamic finance sector. Investment in the agricultural sector in Algeria is one of the alternative‬‬
‫‪economic solutions for the trend toward diversified economy away from the fuel.‬‬
‫‪The agricultural sector is one of strategic and sensitive sectors that contribute effectively in‬‬
‫‪the development process, in terms of its contribution to the gross domestic product and its‬‬
‫‪importance in securing food sources and constitute a wide scope for the operation of the labor force,‬‬
‫‪and so absorbed a considerable part of the widespread unemployment, and thus achieve sustainable‬‬
‫‪economic development‬‬
‫‪So Algeria attaches great importance to this sector through policies in support is‬‬
‫‪helping agricultural Entrepreneurship in this area to improve it through activating the Islamic‬‬
‫‪Funding formulas for this sector by banks‬‬
‫‪Keywords : Entrepreneurship, upgrade Entrepreneurship, Islamic finance, Islamic finance‬‬
‫‪formulas, the agricultural sector, Algeria‬‬

‫‪0‬‬
‫مقدمــة‪ :‬تحتل المقاوالتية مكانة هامة في مختلف االقتصاديات‪ ،‬ويرجع ذلك إلى الدور المهم الذي تلعبه‬
‫في حل العديد من المشاكل االقتصادية واالجتماعية وعلى غرار هذا فان لها دورا هاما على مستوى األسواق‬
‫الدولية‪ ،‬وهذا بالنظر لما تتمتع به من مرونة وسرعة التي تساعدها على مسايرة التحوالت‪ ،‬إضافة إلى تلبية‬
‫احتياجات األسواق من السلع التي ترتبط بأذواق وتفضيل المستهلكين‪ ،‬هناك العديد من التجارب الدولية‬
‫الناجحة في مجال تنمية وتطوير ودعم المقاوالتية ‪،‬وقد استطاعت أن تتكيف مع المتغيرات العالمية وتتجاوز‬
‫كل الصعوبات والعوائق التي واجهتها عن طريق إرساء سياسات وإجراءات سمحت لها بأن يكون قاطرة‬
‫التنمية فيها‪.‬‬
‫لذلك عملت الجزائر على تشجيع المقاوالتية وعيا منها بأهميته وبأن يكون البديل االقتصادي الفعال لقطاع‬
‫المحروقات وبالتالي الخروج من االقتصاد الريعي نحو اقتصاد متنوع‪ ،‬لذلك مفروض على المقاوالتية اليوم‬
‫تطوير أسلوبه ا التسييري ليتماشى مع تطور محيطها‪ ،‬وتكييف نمطها التنظيمي مع الضغوطات الجديدة‬
‫للسوق‪ ،‬بحيث تواجه اليوم رهانات متعددة وضرورة التكيف حتى تتمكن من تحقيق أهدافه‪.‬‬
‫يعتبر القطاع الفالحي في الجزائر أحد الحلول االقتصادية للخروج إلى اقتصاد متنوع بعيدا عن‬
‫المحروقات‪ ،‬وللدور الكبير الذي يؤديه هذا القطاع من حيث مساهمته في الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وأهميته‬
‫الكبيرة في تأمين مصادر العيش وكذا امتصاص جزء كبير من البطالة التي تعيشها البالد‪ ،‬بغية تحقيق التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬من خالل سياسات دعم المقاوالتية في هذا المجال وهذا ما يجب على الجزائر أن تعطي لهذا‬
‫القطاع أهمية كبيرة بهدف تحسينه وتكييفه من خالل التمويل االسالمي وهذا بوسائل تمويلية شرعية مناسبة‬
‫مع صيغ التمويل االسالمي‪.‬‬
‫وفي ورقتنا هذه نريد أن نسلط الضوء على تفعيل التمويل االسالمي في هذا القطاع برؤية استشرافية‪.‬‬
‫‪ -1‬إشكالية البحث‪ :‬يعد التمويل من أبرز المشكالت التي تواجه القطاع الزراعي‪ ،‬ولذا فإن مشكلة البحث‬
‫تتمثل في بيان الصيغ التمويل اإلسالمية‪ ،‬التي تساهم في تفعيل التمويل االسالمي لهذا القطاع‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل اإلجابة عن االشكالية التالية‪ :‬هل تعتبر المقاوالتية خيار استراتيجي لتفعيل التمويل االسالمي في‬
‫القطاع الزراعي؟‬
‫‪ -2‬فرضية البحث‪ :‬يمكن للتمويل االسالمي أن يساهم بالنهوض بالقطاع الفالحي في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -3‬أهداف وأهمية البحث‪ :‬بيان أهمية الرجوع إلى الفقه اإلسالمي في حل مشكالتنا المعاصرة‪.‬‬
‫الدعوة إلى إيجاد عالقة فعلية بين صيغ التمويل االسالمي خاصة في المجال الزراعي‪.‬‬
‫‪ -4‬منهج البحث‪ :‬يعتمد البحث األدلة النقلية والعقلية التي يستدل بها الفقهاء‪ ،‬بما أن البحث يسعى إلى‬
‫التركيز على النظام المالي اإلسالمي وأدواته فإننا سنتبع المنهج االستقرائي ومن ثم المنهج االستنباطي‪ ،‬حيث‬
‫سنتناول المقاوالتية والسياسة العامة لترقيتها في الجزائر باالضافة إلى صيغ التمويل االسالمي واقتراح ما‬
‫يمكن اقتراحه لتفعيل التمويل االسالمي في هذا القطاع الحيوي‪ ،‬وسوف يتم تناول هذا البحث من خالل‬
‫المحاور التالية‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬االطار المفاهيمي للمقاوالتية‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬السياسة العامة لترقية المقاوالتية في الجزائر‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬التمويل اإلسالمي ومنتجـات الصناعـة الماليـة اإلسالميـة‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬تفعيل التمويل االسالمي لإلنتاج الزراعي في الجزائر رؤية استشرافية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المحور األول‪ :‬االطار المفاهيمي للمقاوالتية‬
‫أوال‪ :‬المقاول والمقاوالتية‪:‬‬
‫لقد تم التعرض إلى مسألة المقاولة من عديد من رواد االقتصاد من الناحية النظرية مثل‪ :‬كانت يون‪ ،‬جان‬
‫يول ساي‪ ،‬شومبيتر‪ ،‬بيتردراكر‪ ،‬بحيث أن هؤالء من األوائل الذي أشاروا إلى تحول اإلقتصاديات الحديثة‬
‫من إقتصاد تسيير )‪ (Eco-Management‬إلى إقتصاد المقاولين)‪ ، (Eco-d'entrepreneurs‬حيث تم‬
‫اعتبار المقاول بأنه الشخص المبدع الذي يقوم بجمع وتنظيم وسائل اإلنتاج‪ ،‬بهدف خلق منفعة جديدة‪ ،‬كما‬
‫عرف شومبيتر المقاول بأنه هو ذلك الشخص الذي لديه اإلرادة والقدرة على تحويل فكرة جديدة أوابتكار‬
‫اختراع جديد إلى ابتكار وبالتالي فإن وجود قوى الريادة في األسواق والصناعات المختلفة تنشأ منتجات‬
‫ونماذج عمل جديدة‪ ،‬وبالتالي فإن الرياديين يساعدون ويقودون التطور الصناعي والنمو االقتصادي على‬
‫المدى الطويل‪ ،‬وبالتالي فالمقاول هو الشخص المستقل الذي لديه اإلرادة والقدرة‪ ،‬إذا كان لديه الموارد الكافية‬
‫على تحويل فكرة جديدة أو اختراع إلى ابتكار يجسد على ارض الواقع‪ ،‬باالعتماد على معلومة هامة‪ ،‬من‬
‫اجل تحقيق عوائد مالية ‪،‬عن طريق المخاطرة‪ ،‬كما يتصف بالجرأة‪ ،‬الثقة بالنفس‪ ،‬المعارف التسييرية‪،‬‬
‫والقدرة على اإلبداع‪.‬‬
‫وبالتالي فإ ن التعرف على مفهوم المقاول يمكننا من فهم مدلول المقاوالتية التي تم تعريفها على أنها الفعل‬
‫الذي يقوم به المقاول والذي ينفذ في سياقات مختلفة وبأشكال متنوعة‪ ،‬فيمكن أن يكون عبارة عن إنشاء‬
‫مؤسسة جديدة بشكل قانوني‪ ،‬كما يمكن أن يكون عبارة عن تطوير مؤسسة قائمة بذاتها‪ .‬إذ أنه عمل اجتماعي‬
‫بحت‪ ،‬بينما يرى "‪ "Beranger‬وزمالئه المقاوالتية ) ‪ (Entrepreneuriat‬المشتقة من )‪(Entrepreneurship‬‬
‫‪1‬‬
‫والمرتكزة على إنشاء وتنمية أنشطة‪ ،‬فالمقاولية يمكن أن تعرف بطرقتين‪:‬‬
‫‪ -‬على أساس أنها مجموعة من األنشطة تدمج إنشاء وتنمية مؤسسة أو بشكل أشمل إنشاء نشاط‪.‬‬
‫‪ -‬على أساس أنها تخصص جامعي‪ :‬أي علم يوضح المحيط ومدى مسايرة خلق ثروة وتكوين‬
‫اجتماعي من خالل مجابهة خطر بشكل فردي‪.‬‬
‫فقد عرف للمشرع الجزائري المقاولة بموجب المادة ‪ 945‬من القانون المدني على أنها "عقد يتعهد بمقتضاه‬
‫أحد المتعاقدين أن يصنع شيئا أو أن يؤدي عمال مقابل أجر يتعهد به المتعاقد األخر"‪ ،‬كما عرفها القانون‬
‫األساسي للحرفي المقاولة على أنها إستخدام وسائل اإلنتاج في منظمة دائمة أسست على نشأة مادية‪ ،‬فالعمل‬
‫‪2‬‬
‫يعتبر تجاريا إذا كان يتم على شكل مشروع ‪ ،‬وهو موضوع يعتمد على فكرتي التكرار والتنظيم‪.‬‬
‫فالمقاوالتية هي العمليات االجتماعية واألفعال التي يقوم بها المقاول‪ ،‬سواء إلنشاء مؤسسة جديدة‪ ،‬أو تطوير‬
‫مؤسسة قائمة في إطار القانون السائد‪ ،‬وهذا من اجل إنشاء ثروة‪ ،‬من خالل األخذ بالمبادرة‪ ،‬وتحمل‬
‫المخاطر‪ ،‬وكذا التعرف على فرص األعمال‪ ،‬باالضافة إلى متابعتها وتجسيدها على ارض الواقع‪ ،‬ونشير هنا‬
‫إلى أنه يوجد أوجه تشابه وإختالف بين إنشاء المؤسسة والمقاوالتية تبرز في‪:‬‬
‫‪ -‬إن فكرة إنشاء مؤسسة تتشابه مع مدلول المقاوالتية في كونهما عبارة عن إنشاء كيان (مؤسسة)‬
‫بصفة قانونية‪ ،‬يشتركان في الهدف الذي أنشئا من أجله والمتمثل في تحقيق أرباح الذي يقوم على‬
‫نسبة المخاطرة المرتبطة بطبيعة المجازفة والمبادرة‪ ،‬كما قد تصبح المؤسسة المقاوالتية مؤسسة‬
‫نمطية إذا اعتمدت على تقديم منتجاتها بشكل واسع في ظل عدم تطويرها‪.‬‬

‫‪ 1‬توفيق خذري‪ ،‬عماري علي‪ ،‬المقاوالتية كحل لمشكل البطالة لخريجي الجامعة دراسة حالة طلبة جامعة باتنة‪ ،‬الملتقى الدولي حول إستراتيجية‬
‫الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة محمد بوضياف المسيلة‪ ،‬يومي ‪ 61-61‬نوفمبر ‪.1166‬‬
‫‪2‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬القانون رقم ‪ 11-28‬المؤرخ في ‪ 82‬أوت ‪ 1828‬المتضمن القانون األساسي للحرفي‪ ،‬العدد ‪. 6161 ،51‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬في حين يختلفان من حيث أن المقاوالتية هي إنشاء مؤسسة غير نمطية‪ ،‬فهي تمتاز باإلبداع‪ ،‬كما‬
‫أنها تمتاز أيضا بارتفاع نسبة المخاطرة في المقاوالتية ألنها تأتي بالجديد‪ ،‬وبمعدالت عوائد‬
‫مرتفعة في حالة قبول المنتج في السوق‪ ،‬أرباح احتكارية ناتجة عن حقوق االبتكار قبل تقليدها‬
‫وهذا مقارنة بالمؤسسة النمطية التي تطرح منتجات عادية‪ ،‬بحيث تتميز المقاوالتية بالفردية‪،‬‬
‫مقارنة بإنشاء المؤسسات هذه األخيرة التي يمكن إنشاؤها مع مجموعة الشركاء‪ ،‬هذا ما يمكن‬
‫المقاول من ممارسة التسيير بشكل مباشر ومستقل بدل االعتماد على مجلس اإلدارة‪ ،‬وهو‬
‫مايسمح له بتجسيد أفكاره على أرض الواقع‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬المقاوالتية هي بيئة للتعاون المؤسساتي‪:‬‬
‫هي من أهم أشكال التعاون الذي يميز المؤسسات الصناعية الحديثة‪ ،‬حيث يمكن أن يتجسد هذا التعاون بين‬
‫مؤسسات رئيسية كبيرة وأخرى مقاولة صغيرة التي تقوم بإنجاز أعمال معينة للغير بمقابل‪ ،‬إذ يشكل قطاع‬
‫البناء واألشغال العمومية أهم المجاالت التي تنمو فيها‪ ،‬حيث أن هذا التعاون يتجسد عمليا إما بطريقة مباشرة‬
‫‪3‬‬
‫من خالل التعاون المباشر أو بطريقة غير مباشرة من خالل تقسيم السوق‪.‬‬
‫‪ -6‬التعاون المباشر ‪:‬‬
‫يتم هذا التعاون عن طريق العالقة التي تجمع المصانع المنتجة بحيث نجد إنتاج أحدها مكمال إلنتاج‬
‫آخر‪ ،‬وفي هذه الحالة تعمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على تلبية حاجيات المؤسسات األكبر‬
‫منها نشاطا وحجما‪ ،‬وذلك وفق عقد يربط الطرفين ويشكل هذا التعاون وسيلة هامة لخلق مناصب‬
‫الشغل و تنمية الصناعات وحل مشاكل التسويق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -1‬التعاون غير المباشر ‪:‬‬
‫وهو ذلك التعاون الذي يتم عن طريق تخصص المؤسسات الصغيرة في إنتاج معين في حدود‬
‫إمكانيتها اإلدارية والفنية والمالية‪ ،‬في تلك النشاطات التي ال تدخلها المؤسسات الكبيرة‪ ،‬لذلك فهي‬
‫تتجنب منافسة هذه األخيرة‪ ،‬إذ تتمركز أعمالها في األسواق التي تتميز بالنوعية واألسعار المنخفضة‬
‫نسبيا ومنتجات كثيفة العمل‪ ،‬كما أنها تعمل على تدعيم نظام تقسيم العمل والتخصص وبهذا فأعمال‬
‫المقاولة تأخذ أشكاال متعددة تختلف باختالف النشاط الذي تعمل به‪ ،‬كما أنها تقوم بمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬القيام بتنفيذ األشغال‪ :‬ويتمثل في قيام المؤسسة المقاولة بتنفيذ أعمال معينة لصالح مؤسسة أو‬
‫مؤسسات أخرى وهذا خالل مدة زمنية محددة مسبقا وبمقابل متفق عليه مسبقا‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنتاج غير التام‪ :‬هنا تقوم المؤسسة المقاولة بإنتاج منتجات نصف مصنعة كأن تقوم بتصنيع قطاع‬
‫الغيار وبعض األدوات حسب الخصائص المتفق عليها مع الجهة المستفيدة‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الخدمات‪ :‬تقوم المؤسسة المقاولة بتقديم خدمة أو خدمات محددة أو تشكيلة متنوعة من الخدمات‬
‫لفائدة مؤسسات كالبحث والدراسة واالستشارات الفنية واالقتصادية إلى غير ذلك‪.‬‬
‫كما يمكن أن نميز بين أشكال المؤسسة المقاولة وفق لطبيعة العالقات التي تربطها بالمؤسسة أو المؤسسات‬
‫المستفيدة من إنجازاتها إلى نوعين هما‪:‬‬

‫‪ 3‬ناصر مراد‪ ،‬دور ومكانة المقاول في التنمية اإلقتصادية في الجزائر‪ ،‬الملتقى الدولي حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية‪ ،‬المركز الجامعي خميس‬
‫مليانة ‪ ،‬ص ‪.162‬‬

‫‪4‬مصطفى طويطي‪ ،‬إستراتيجيات قطاع التشغيل في دعم المبادرات المقاوالتية التجربة الجزائرية نموذجا‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬العدد‪،70‬‬
‫الجزائر‪ ،2702 ،‬ص‪.04‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المقاولة الباطنية‪ :‬وهو أن يقوم مقاول أصلي أو مؤسسة كبيرة بتكليف مقاول أخر بإنجاز خدمات‬
‫تكميلية أو أشغال كجزء من المشروع األصلي‪ ،‬ومن بين أمثلة هذه المقاولة‪ :‬الحراسة في المؤسسة‪،‬‬
‫أشغال التنظيف‪ ،‬قطاعات أعمال الصيانة و اإلعالميات وإستقبال المكالمات الهاتفية‪ ،‬وحتى ما يسمى‬
‫تدبير الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬المقاولة المتخصصة‪ :‬تقوم المؤسسات الكبيرة باللجوء إلى المؤسسة المقاولة المتخصصة في مجال‬
‫معين وهذا من أجل تنفيذ أعمال يصعب عليها تحقيقها أو يتطلب منها فترة زمنية طويلة خاصة إذا‬
‫كانت ال تنتمي إلى النشاط األساسي للمؤسسة المتعاقدة كإنتاج العجالت لمصنع السيارات‪ ،‬تصنيع‬
‫الورق للمطابع إلى غير ذلك‪.‬‬
‫وبالتالي فإن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تلجأ إلى أعمال المقاولة إلجتناب المشاكل التي قد تعترضها في‬
‫مجال التسويق من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تلجأ المؤسسات الكبيرة إلى المؤسسات المقاولة قصد توفير رأس‬
‫المال‪ ،‬القوى العاملة والوقت‪ ،‬باإلضافة إلى اإلستفادة من األجور المنخفضة في المؤسسات الصغيرة وكذلك‬
‫اإلستفادة من التكنولوجيا المتخصصة التي تتمتع بها تلك المؤسسات المقاولة الناتجة عن تعدد الممارسات‪ ،‬إذ‬
‫أن بعض األنشطة تعتبر روتينية رغم أنها صعبة التنفيذ لدى مؤسسات أخرى‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تبني دعم المبادرات المقاوالتية وأهميتها‪:‬‬
‫للمقاوالتية دور كبير في العديد من المجاالت خاصة فيما يتعلق بالتشغيل‪ ،‬والتنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‪،‬‬
‫وهو ذا أهمية بالغة في دول العالم النامية وذلك راجع إلى العناصر اآلتية‪:5‬‬
‫‪ -‬توفر فرص عمل‪ ،‬باإلضافة إلى تواضع مؤهالت العمالة المطلوبة مما يعزز دورها في امتصاص‬
‫البطالة التي في األغلب تتصف بتدني مستواها التعليمي والمهني خاصة البلدان النامية‪.‬‬
‫‪ -‬قدرتها على التأقلم الحتياجات السوق المتغيرة‪ ،‬وإيجاد منتجات جديدة وتقليل تكلفة اإلنتاج للوحدة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير العملة الصعبة وهذا من خالل تعويض االستيراد وبالتالي المساهمة في التصدير إذا ما تهيأت لها‬
‫الظروف للقيام بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬مساهمتها في تلبية بعض من احتياجات المشاريع الكبرى وهذا عن طريق المقاولة من الباطن سواء كان‬
‫بالمواد األولية أو االحتياجات األساسية‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من الخامات التكنولوجية والمحلية‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على إقامة مشروعات البنى التحتية من خالل توكيل معظم مشروعات البناء‪ ،‬كتعبيد الطرقات وإلى‬
‫غير ذلك‪ ،‬وهذا من خالل المناقصات و المزايدات القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في تنمية الملكية الوطنية والرفع من مساهمة القطاع الخاص في الناتج الوطني وخلق طبقة‬
‫جديدة من رجال األعمال عن طريق قيام أفراد المجتمع بالمساهمة في مشروعات االستثمار أو القيام‬
‫باستحداث مشروعات جديدة مساندة للمشروعات االستثمارية األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬بث روح المنافسة بين الشركات المحلية‪ ،‬وما يصاحبه من منافع عديدة تتمثل في خفض االحتكار وتحفيز‬
‫الشركات على تحسين نوعية الخدمات و المنتجات‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬السياسة العامة لترقية المقاوالتية في الجزائر‪:‬‬

‫‪5‬زيدان محمد‪ ،‬قورين حاج قويدر‪ ،‬المقاوالت في الوطن العربي بين تحديات الواقع ومأمول المستقبل مقارنة مع تجربة اليابان و مقومات نجاحها‪،‬‬
‫الملتقى الدولي حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية ‪ ،‬المركز الجامعي خميس مليانة ‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪4‬‬
‫ركزت عمليات دعم المقاوالتية على مجموعة من الهيئات في الجزائر التي تسعى باألساس إلى توفير التمويل‬
‫الالزم والتشجيع من خالل الحوافز الضريبية وشبه الضريبية لخلق المؤسسات الجديدة‪ ،‬تقوم سياسة الجزائر‬
‫فيما يتعلق بإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬السيما في إطار وكاالت دعم الشباب‪ ،‬على مجموعة من‬
‫العناصر التي تشكل قاعدة التفكير األساسية في هذا المجال والتي تكشف في حقيقة األمور على العديد من‬
‫المفارقات التي تخلق تباعدا واضحا بين أهداف الطموح المعلن وبين بلوغ هذه األهداف‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الهياكل الداعمة لترقية المقاوالتية وتمويل المؤسسات في الجزائر‪:‬‬
‫اعتمدت الجزائر على عدة هيئات لدعم المقاوالتية في الجزائر وإنشاء المؤسسات‪ ،‬متمثلة في‪:‬‬
‫‪ -0‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ‪: ANDI‬‬
‫أنشأت من خالل األمر التشريعي رقم ‪ 03-01‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬المتعلق بتنمية االستثمار والنظام‬
‫المطبق على االستثمارات الوطنية واألجنبية المندرجة في إطار األنشطة االقتصادية إلنتاج السلع والخدمات‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫فضال عن االستثمارات التي تنجز في إطار منح االمتيازات و‪/‬أو الرخص‪.‬‬
‫باإلضافة إلى الحوافز الضريبية وغير الضريبية والجمركية المنصوص عليها في القانون العام‪ ،‬حيث يجوز‬
‫للمستثمرين المنصوص عليهم في المادتين األولى و الثانية التمتع بتطبيق النسبة المخفضة للرسوم الجمركية‬
‫بشأن األجهزة المستوردة التي تدخل مباشرة في إنجاز مشروع االستثمار واإلعفاء من ضريبة القيمة‬
‫المضافة بالنسبة للسلع والخدمات التي تدخل مباشرة في إنجاز المشروع االستثماري‪ ،‬باإلضافة إلى اإلعفاء‬
‫من رسوم نقل ملكية العقارات الالزمة إلنجاز المشروع االستثماري‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -2‬الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪:ANDPME‬‬
‫تم إنشاؤها بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 169 -09‬المؤرخ في ‪ 03‬ماي ‪ ،2772‬تعتبر أداة الدولة في تنفيذ‬
‫السياسة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬لهذا فهي تعمل على‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ إستراتيجية القطاع في تعزيز وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪ -‬تنفيذ البرنامج الوطني لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتابعته‬
‫‪ -‬ترقية الخبرة واإلستشارة للمؤسسات‪ ،‬والمتابعة الديمغرافية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من حيث‬
‫اإلنشاء والتوقيف وتغيير النشاط‪.‬‬
‫‪ -‬إنجاز دراسات حول فروع قطاعات النشاطات االقتصادية و المذكرات الظرفية الدورية‬
‫‪ -‬جمع واستغالل ونشر معلومات محددة في ميدان نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫‪ -3‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ‪: ANSEJ‬‬
‫‪8‬‬
‫أنشأت بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،256-56‬فإنه يستهدف الشباب العاطلين عن العمل بين ‪ 15‬و‪39‬‬
‫عاما الذين يرغبون إنشاء مشاريعهم الصغيرة الخاصة‪ ،‬تقدم ‪ ANSEJ‬مساعدات مالية من خالل القروض‬
‫الممنوحة من البنوك المحلية المعتمدة‪ ،‬التي يتم فيها وضع ملفات الشباب حاملي المشاريع المؤهلة‪ ،‬كما‬
‫تم إنشاء صندوق ضمان القروض في عام ‪ 1551‬لتقديم مزيد من التسهيالت للمؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة للحصول على التمويل‪.‬‬
‫‪ -4‬الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة ‪: CNAC‬‬

‫‪6‬‬
‫األمر رقم ‪ ،15-16‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 2 ،21‬أوت ‪ ،1116‬ص‪2‬‬
‫‪7‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،062 -72‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 4، 32‬ماي ‪ ،2772‬ص‪22‬‬
‫‪8‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،266-66‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 2 ،22‬سبتمبر ‪ ، 0666‬ص‪02‬‬
‫‪9‬‬
‫تأسس بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 111 -54‬المؤرخ في ‪ 6‬جويلية ‪ ،1554‬تطبيقا للمرسوم التشريعي رقم ‪54‬‬
‫‪ 1/‬المؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪ ،1554‬ويعتبر الركيزة األساسية التي يرتكز عليها المهددون بفقدان مناصب‬
‫العمل بطريقة غير إرادية ألغراض اقتصادية‪ 9،‬تعمل ‪ CNAC‬على ضمان وتوفير جميع الظروف‬
‫للتمكن من إنجاز المزيد من المشاريع‪ ،‬كما توفر أيضا خدمات أو مساعدات مالية تشبه إلى حد بعيد ما‬
‫تقدمه ‪( ANSEJ‬قرض ثالثي بين المقاول‪ CNAC ،‬والبنك)‪ ،‬وكذلك المرافقة في جميع مراحل المشروع‪.‬‬
‫‪ -2‬الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ‪: ANGEM‬‬
‫تأسست في عام ‪ ،2004‬تتمثل مهمتها في تعزيز إنشاء المشاريع المصغرة في المناطق الحضرية‬
‫والريفية‪ ،‬وتشجيع بروز األنشطة االقتصادية والثقافية التي تولد الدخل في المناطق الريفية‪.‬‬
‫هدفها األساسي هو ترقية النمو االجتماعي عن طريق النشاط االقتصادي ومحاربة التهميش بفضل نوع من‬
‫الدعم ال يكرس فكرة االتكال المحض بل يرتكز أساسا على االعتماد على النفس‪ ،‬والمبادرة الذاتية وعلى‬
‫روح المقاولة‪ ،‬لهذا الغرض فإن القرض المصغر يوفر خدمات مالية متماشية مع احتياجات المواطنين غير‬
‫المؤهلين لالستفادة من القرض البنكي والمشكلين أساسيين فئة األشخاص بدون دخل أو ذوي الدخل غير‬
‫المستقر والبطالين والذين ينشطون عموما في القطاع غير الشرعي‪.‬‬
‫‪ -6‬المقاوالتية من خالل حاضنات األعمال‪ :‬يكمن عمل حاضنات األعمال إلى مساعدة المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة ودعمها‪ ،‬وهي مؤسسات عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‪ ،‬تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية واالستقالل المالي‪ 10،‬وتأخذ ثالثة أشكال‪:‬‬
‫‪ -‬المحضنة‪ :‬وهي تتكفل بأصحاب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في قطاع الخدمات‪ ،‬ورشة الربط‪:‬‬
‫هي هيكل دعم يتكفل بأصحاب المؤسسات في قطاع الصناعات الصغيرة والمهن الحرفية‪ ،‬نزل‬
‫المؤسسات‪ :‬يتكفل بأصحاب المؤسسات المنتمين إلى ميدان البحث‪.‬‬
‫‪ -‬تتكفل المحاضن (المشاتل) بما يلي‪:‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ ‬تسيير وإيجار المحالت‪.‬‬


‫‪ ‬تقديم الخدمات المتعلقة بالتوطين اإلداري والتجاري‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم اإلرشادات الخاصة واالستثمارات في الميدان القانوني والمحاسبي والتجاري والمالي والمساعدة‬
‫على التدريب المتعلق بمبادئ وتقنيات التسيير خالل مرحلة إنضاج المشروع‪ ،‬وتتكون المشتلة من مجلس‬
‫إدارة ومدير ومجلس اعتماد للمشاريع‪.‬‬
‫‪ -‬مراكز التسهيل‪ :‬وهي مؤسسات عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل‬
‫‪12‬‬
‫المالي‪ ،‬بحيث تتكفل هذه المراكز بمهام عدة أهمها‪:‬‬
‫دراسة الملفات واالستشراف على متابعتها وتجسيد اهتمام أصحاب المشاريع‪ ،‬وتجاوز العراقيل أثناء‬ ‫‪‬‬
‫مرحلة التأسيس‪.‬‬
‫مرافقة أصحاب المؤسسات في ميدان التكوين والتسيير‪ ،‬ونشر المعلومة االقتصادية المتعلقة بفرص‬ ‫‪‬‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪،611 -42‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 1 ،22‬جويلية ‪ ،6442‬ص‪1‬‬
‫‪10‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم‪ ، 11/15‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 11 ،65‬فبراير ‪ ،1115‬ص‪62.‬‬
‫‪11‬‬
‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪12‬‬
‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪6‬‬
‫دعم وتطوير القدرات التنافسية ونشر التكنولوجيا الجديدة‪ ،‬وتقديم االستشارات في مجال تسيير الموارد‬ ‫‪‬‬
‫البشرية والتسويق والتكنولوجيا واالبتكار‪ ،‬ويدير مراكز التسهيل مجلس توجيه ومراقبة ويسيره مدير‪.‬‬
‫‪ -‬المجلس الوطني لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬هو جهاز استشاري يسعى لترقية الحوار‬
‫والتشاور بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وجمعياتها المهنية من جهة‪ ،‬وبين السلطات العمومية‬
‫‪13‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬وهو يتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬ومن مهامه‪:‬‬
‫‪ ‬ضمان الحوار الدائم والتشاور بين الشركاء االجتماعيين‪ ،‬مما يسمح بإعداد سياسة واستراتيجيات لتطوير‬
‫القطاع؛‬
‫‪ ‬تشجيع وترقية إنشاء الجمعيات المهنية وجمع المعلومات المتعلقة بمنظمات أرباب العمل والجمعيات‬
‫المهنية‪.‬‬
‫ويتشكل المجلس من الجمعية العامة‪ ،‬الرئيس‪ ،‬المكاتب واللجان الدائمة‪.‬‬
‫‪ -0‬مبادرات ترقية المقاوالتية في الجزائر‪:‬‬
‫شهدت الجزائر أيضا العديد من المبادرات من الجهات الفاعلة االقتصادية الخاصة‪ ،‬مع أهدف متماثلة في‬
‫كل مرة وهي تعزيز التوجه والفعل المقاوالتي‪ ،‬تكمن هاته المبادرات في صورة األكاديمية الجزائرية‬
‫للمقاوالتية‪ ،‬والتي أنشئت في أكتوبر ‪ 2010‬وتعمل من خالل عمليات التوعية وعن طريق المسابقة على‬
‫إعطاء توجيه الشباب حاملي المشاريع من األوساط األكاديمية‪ ،‬وجميع شرائح المجتمع‪.‬‬
‫تأسست مبادرة المؤسسات المبتكرة الجزائرية (‪ )ASI‬في عام ‪ 2005‬من خالل شراكة بين المؤسسات‬
‫الجزائرية والمؤسسات الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ASI ،‬تنظم مسابقة سنوية ألفضل خطة عمل ألصحاب المشاريع الناشئة‪ ،‬ويحصل الفائزون‬
‫على الحضانة في حاضنة سيدي عبد اهلل في الجزائر العاصمة (أنظر أعاله)‪ ،‬وتقدم لهم المشورة‬
‫ودورات التدريب‪.‬‬
‫كما أعلنت نفس التعاونية في أكتوبر ‪ 2011‬عن إنشاء صندوق استثماري جزائري أمريكي يسمى مالئكة‬
‫أعمال القصبة‪ ،‬وبالتالي إدخال طريقة جديدة للتمويل في الجزائر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬فعالية هيئات دعم المقاوالتية في الجزائر‪:‬‬
‫بالرغم من العديد من المبادرات التي اتخذتها الجزائر لدعم المقاوالتية إال أن دور هذه المبادرات بقي نسبي‬
‫ألن هذه المساعدات ال تؤدي دائما إلى النتائج المتوقعة‪ ،‬فعلى سبيل المثال ‪ ،ANSEJ‬التي تم إجراء العديد من‬
‫الدراسات التقييمية لها من قبل الباحثين‪ ،‬على غرار( ‪ )Bensedik 2009‬الذي درس البعد النفسي في النجاح‬
‫المقاوالتي‪ ،‬حيث يوضح المؤلف أن ‪ ANSEJ‬ال تأخذ بعين االعتبار معرفة متعمقة بالخصائص النفسية‬
‫لحاملي المشاريع الشباب‪ ،‬حيث أن هذه الخصائص‪ ،‬مثل الدوافع والصفات الشخصية تلعب دورا مهما في‬
‫نجاح أي مشروع مقاوالتي‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬يبدو من الصعب ألصحاب المشاريع الشباب العثور على‬
‫مرافقين ذوي كفاءة في هذه الوكاالت (‪.)Benredjem, 2010‬‬
‫‪ -0‬عدم وضوح الهدف‪:‬‬ ‫‪14‬‬

‫تهدف سياسات وبرامج وهياكل دعم إنشاء المؤسسات في الجزائر وعلى رأسها الوكالة الوطنية لدعم تشغيل‬
‫الشباب إلى إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة‪ ،‬هدفها األساسي توفير مناصب شغل لحل مشكلة البطالة في‬

‫‪13‬‬
‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 14‬الطاهر لطرش‪ ،‬المؤسسات المتوسطة والصغيرة تحليل بعض عوامل النجاح‪ ،‬األيام العلمية الدولية الثانية حول المقاوالتية‪ :‬آليات دعم ومساعدة إنشاء‬
‫المؤسسات في الجزائر الفرص والعوائق‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ماي ‪ .1166‬بتصرف‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫الجزائر‪ ،‬غير أن هناك مفارقات واضحة بين األهداف السياسية المعلنة واألبعاد النظرية للموضوع من حيث‬
‫أن هذه الهيئات تعتبر آلية للتشغيل أم سياسة مدروسة للمقاوالتية؟‪ 15‬فالهدف األساسي يندرج في سياق سياسة‬
‫للتشغيل‪ ،‬ال سيما في أوساط الشباب وبالرغم من موضوعية هذا الطرح إال أن هذه الفكرة ال تعتبر صحيحة‬
‫بالمطلق والتي نذكرها في النقطتين التاليتين‪:‬‬
‫‪ -‬تحتاج المؤسسات المنشئة حديثا إلى فترة زمنية يمكن أن تصل إلى ‪ 9‬سنوات حتى تستقر وتفكر في‬
‫النمو والتوسع وتوفير مناصب عمل‪ ،‬حيث يتحدد مستوى التشغيل بناءا على برامجها اإلنتاجية‬
‫والتطويرية‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر هذه السياسة ضعيفة ويتجلى ذلك في عدم دقة ووضوح أهداف المجهودات الحكومية إلنشاء‬
‫المؤسسات‪ ،‬فالمصالح الحكومية المعنية ال تذكر العدد المرجو خلقه من المؤسسات بواسطة دعم الدولة‪،‬‬
‫وال تعطي جدول زمني‪ ،‬وال تبين حتى أي القطاعات المستهدفة بتدعيمها بمؤسسات جديدة‪ ،‬فبالرغم من‬
‫التصريح ببعض التوجهات كالقطاعات ذات األولوية‪ ،‬ومناطق الوطن ذات األولوية‪ ،‬ومختلف صيغ‬
‫الدعم‪ ،‬تبقى غير دقيقة وغير واضحة في وتحديد األهداف بوضوح لمختلف القطاعات‪ ،‬ولمختلف‬
‫المناطق‪ ،‬والتمسك بصيغ الدعم لفترة معينة و ضرورة تغييرها أو تدعيمها الحقا‪ ،‬يغيب عادة في‬
‫تصريحات و تقارير المصالح المعنية‪.‬‬
‫يمكن اعتبار وصول المؤسسة المصغرة إلى مرحلة النمو والتوسع أنه ال يمكن أن يتحقق إال إذا توفرت لدى‬
‫أصحابها المميزات والخصائص المقاوالتية كاالبتكار والرؤية اإلستراتيجية‪ ،‬وبالتالي فالسلطات العمومية‬
‫يجب أن يكون هدفها األساسي هو العمل على ظهور طبقة المقاولين الذين يشكلون في مجموعهم محرك‬
‫النشاط االقتصادي في المستقبل نظرا للمقدرة التي يمتلكونها على تجاوز العادات االجتماعية الموجودة كما‬
‫أشار إلى ذلك شامبيتر (‪ ،)Schumpeter‬أم كون التشغيل هو الهدف الرئيسي من هذه الهيئات كما هو الحال‬
‫بالنسبة للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب فهذا يعكس بعدا اجتماعيا للعملية ال يراعي األبعاد المقاوالتية‬
‫التي من شأنها توفير شروط المؤسسة الناجحة مستقبال والتي تكون لها قدرة على التكيف واالستمرار‬
‫والتوسع‪.‬‬
‫‪ -2‬غياب المرافقة لالستثمار بالرغم من تخصيص أموال ضخمة‪:‬‬
‫‪16‬‬

‫تقوم إستراتيجية هيئات دعم إنشاء المؤسسات في الجزائر على توفير التمويل ومنح اإلعانات الجبائية‬
‫وأهميته في جذب الشباب العاطل وتحفيز روح المبادرة لديه في االستثمار في المؤسسات المصغرة عن‬
‫طريق تسهيل التمويل إلنجاز المشاريع الجديدة‪ ،‬وتطوير المشاريع المنشأة التي تكون محفزا قويا للشباب‬
‫العاطل على اإلقدام إلنشاء المؤسسات المصغرة‪ ،‬غير أنه هناك عدة انتقادات تم طرحها في هذا اإلطار‬
‫ترتكز أهمها على‪:‬‬
‫‪ -‬عدم التوافق والتوازن بين قيمة األموال المستثمرة وطبيعة المشاريع والمؤسسات المنشأة في إطار الوكالة‬
‫من حيث اقتصار نشاطاتها على النشاطات الخدمية (النقل‪ ،‬اإلطعام‪ ،‬وغيرها ‪ )..‬والتي ال تحتاج في‬
‫طبيعتها إلى استثمارات كبرى‪.‬‬
‫‪ -‬على الرغم من كون التمويل يعتبر من أهم ركائز قيام االستثمار إلى أن ذلك ال يكون مطلقا فغالبية‬
‫المؤسسات الناجحة تاريخيا على المستوى العالم (بيل غايتس مثال)‪ ،‬انطلقت كمشاريع صغيرة جدا‬
‫وبإمكانيات جد متدنية‪ ،‬وبسبب امتالك أصحابها للخصائص األساسية لنجاح إنشاء المؤسسات (باعتبارها‬

‫‪15‬‬
‫نفس المرجع السابق‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫محمد قوجيل‪ ،‬يوسفي قريشي‪ ،‬سياسات دعم المقاوالتية في الجزائر‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،70‬الجزائر‪ ،2702 ،‬ص‪066‬‬
‫‪1‬‬
‫مقاولة)‪ ،‬وهذا ال يكون سوى نوع خاص من الناس يتميز بقدرة كبيرة على توليد أفكار وتصميم برامج‬
‫وتنفيذها‪ ،‬حيث تصبح للفكرة التي يحملها القيمة األكبر في المشروع ويتحول التمويل إلى أداة مساعدة‬
‫على التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬إن اعتماد تمويل المشاريع بهذا الشكل سوف يؤدي به إلى إتاحة الوصول إلى مصادر التمويل بسهولة‬
‫وهذا وفق منطق وضمان ال يستجيبان إلى القواعد االقتصادية‪ ،‬مما به يؤدي إلى اندفاع األفراد نحو‬
‫االستفادة من هذه الوضعية‪ ،‬التي ال تختلف كثيرا عن المنطق الريعي‪ ،‬مهما كانت نوعية المشاريع التي‬
‫يقدمونها‪ ،‬وهو األمر الذي من شأنه أن يقوي من حالة السلوك المناوئ لدى البنوك التي تجد نفسها أمام‬
‫عدد هائل من طالبي التمويل بمستويات مخاطر عالية‪ ،‬كما يؤدي ذلك إلى ارتفاع القضايا المتعلقة بعدم‬
‫التسديد والتحايل للحصول على هذه األموال أو التجهيزات بطرق ملتوية‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -3‬عدم المراعاة لخصوصيات االقتصاد في الجزائر‪:‬‬
‫هناك عدة أسباب تبين مدى التباعد بين الواقع االقتصادي واالجتماعي وفلسفة هيئات الدعم أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬توفر بدائل متاحة لالستثمار في الجزائر تتمثل أساسا في اإلمكانيات المتاحة في المحروقات والشركات‬
‫البترولية‪ ،‬والتي تشكل بدورها بدائل أكثر جاهزية لتحقيق النمو وتوفير مناصب الشغل وتحقيق التنمية‬
‫بشكل عام‪ ،‬فبالنسبة للبلدان الرائدة في اعتماد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كتوجه استراتيجي للتنمية‬
‫قامت بسلك هذا النهج في ظل ظروف مختلفة‪ ،‬سواء كان ذلك بسبب عدد توفرها على إمكانيات وموارد‬
‫طبيعية أو بسبب تشبع أسواقها واستغالل مواردها وإمكانياتها الطبيعية (الفالحية‪،‬الصناعية‪ ،)...‬مما أدى‬
‫بها إلى االعتماد على اإلبداع وترقية وتأهيل المؤسسات الصغيرة كبديل آخر للتنمية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مالئمة التمويل والذي تعتبره فئة معتبرة من الشباب الجزائري الذي يرغب في الحصول على‬
‫قروض خالية من الفوائد الربوية التي ال تتوافق مع الدين اإلسالمي للمجتمع الجزائري‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬التمويل اإلسالمي ومنتجـات الصناعـة الماليـة اإلسالميـة‬
‫أوال‪ :‬ماهية التمويل اإلسالمي‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم التمويل االسالمي‪:‬‬


‫‪ " -‬تقديم تمويل عيني أو معنوي إلى المنشآت المختلفة بالصيغ التي تتفق مع أحكام ومبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية ووفق معايير وضوابط شرعية وفنية لتساهم بدور فعال في تحقيق التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪."18‬‬

‫‪ " -‬تقديم ثروة عينية أو نقدية بقصد االسترباح من مالكها إلى شخص آخر يديرها ويتصرف فيها لقاء‬
‫عائد تبيحه األحكام الشرعية‪." 19‬‬
‫‪ " -‬أن يقوم شخص بتقديم شيء ذو قيمة مالية لشخص آخر إما على سبيل التبرع أو على سبيل‬
‫التعاون بين الطرفين من أجل استثماره بقصد الحصول على أرباح تقسم بينهما على نسبة يتم االتفاق‬

‫‪17‬‬
‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.066‬‬
‫‪18‬‬
‫هايل عبد المولى طشطوش‪ ،‬المشروعات الصغيرة ودورها في التنمية‪ ،‬دار الحامد ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪ ،2702 ،‬ص‪. 20‬‬
‫‪19‬‬
‫منذر قحف‪ ،‬مفهوم التمويل في االقتصاد اإلسالمي تحليل فقهي واقتصادي‪ ،‬المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬ط‪ ،0‬جدة‪0402 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪. 02‬‬
‫‪5‬‬
‫عليها مسبقا وفق طبيعة كل منهما ومدى مساهمته في رأس المال واتخاذ القرار اإلداري‬
‫واالستثماري‪".20‬‬
‫ومن خالل هذه التعريفات فإن نظرة الفكر االقتصادي اإلسالمي للتمويل تكون من خالل نظرة أشمل وأعم‬
‫من النظرة االقتصادية المجردة‪ ،‬ألنه ينظر إليه وفق نظرة االقتصاد اإلسالمي للمال وطرق كسبه وانفاقه‬
‫واستثماره‪ ،‬وبالتالي فإن مفهوم التمويل اإلسالمي يبنى على القواعد الشرعية التي تنظم هذه المسائل‪.‬‬

‫‪ -2‬أهداف التمويل اإلسالمي‪:‬‬


‫‪21‬‬

‫بناء على مفهوم التمويل اإلسالمي والذي ينطلق من نظرة عامة وشاملة‪ ،‬فالمال في اإلسالم له وظائف‬
‫اجتماعية باإلضافة إلى الوظائف االقتصادية‪ ،‬ولذا فقد وضع اإلسالم ضوابط لكسبه وانفاقه‪ ،‬وبناء على‬
‫هذا يمكن إبراز أهم أهداف التمويل اإلسالمي في اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬إيجاد بدائل للتمويل التقليدي على مستوى األفراد أوالمؤسسات‪.‬‬


‫‪ -‬تحقيق عوائد جيدة ألصحاب رؤوس األموال‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في تخصيص الموارد‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة في هذا السياق إلى أن التمويل اإلسالمي يرتبط ارتباطا وثيقا باإلنتاج الحقيقي الذي يضيف‬
‫شيئا جديدا إلى المجتمع‪ ،‬فإذا كان التمويل التقليدي (الربوي) يعتمد على الضمانات المقدمة للسداد‪ ،‬فإن‬
‫التمويل اإلسالمي يقدم من خالل وسائل وأساليب تقوم على المشاركة في الغنم والغرم‪.‬‬
‫‪ -3‬خصائص التمويل اإلسالمي‪:22‬‬
‫تنبع خصائص التمويل اإلسالمي من نظرة اإلسالم إلى المال‪ ،‬وهي أن المال هو في األساس مال اهلل‬
‫وأن اإلنسان مستخلف على هذا المال في األرض ويجب عليه أن يسير بهذا المال وفقا ألوامر اهلل‬
‫ومقاصده‪ ،‬ولهذا فإن التمويل اإلسالمي يتميز بجملة من الخصائص والميزات‪ ،‬تشكل مرتكز القوة‬
‫والمرونة والتنوع لهذا التمويل‪ ،‬ويمكن إجمال أهم الخصائص المتعلقة بالتمويل اإلسالمي في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬استبعاد التعامل بالربا أخذا وعطاء‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة توجيه المال نحو االستثمار الحقيقي‪ ،‬واإلنفاق المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬التعدد والتنوع بما يلبي جميع المتطلبات‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة المقاصد الشرعية‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة الغنم بالغرم‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫هايل عبد المولى طشطوش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪21‬رحيم حسين‪ ،‬وسلطاني محمد رشيدي‪ ،‬نماذج من التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬المضاربة السلم‪ ،‬االستصناع‪ ،‬ملتقى دولي حول‬
‫سياسات التمويل وأثرها على االقتصاديات والمؤسسات دراسة حالة الجزائر والدول النامية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ 22-20 ،‬نوفمبر ‪،2776‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ص ‪. 0‬‬
‫‪22‬‬
‫خليل الشماع‪ ،‬ترويج وتمويل المنشآت الصغرى والصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مجلة الدراسات المالية والمصرفية‪ ،2774 ،‬ص ص ‪. 6-3‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬العدالة بين أطراف المعاملة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدوات المالية اإلسالمية‪:‬‬
‫لقد استطاع الفقهاء الماليون بالمؤسسات اإلسالمية تطوير مجموعة من األدوات المالية اإلسالمية تراعي‬
‫اعتبارات إدارة السيولة والموجودات في المؤسسات المالية اإلسالمية دون أن تتضمن عالقة الدائنية‬
‫والمديونية‪ ،‬فبالنسبة لصيغ ووسائل التمويل اإلسالمي فهي مختلفة من حيث األسس ومتنوعة من حيث‬
‫األساليب والطرق‪ ،‬و هي تقوم على المشاركة بدال من القرض‪ ،‬وعلى المشاركة في األرباح بدال من الفوائد‬
‫المحددة مسبقا‪ ،‬وتنتهج مبدأ الغنم بالغرم‪ ،‬كما أنها تقوم على مزيج متنوع من الصيغ واألساليب التي توفر‬
‫اختيارات متنوعة ألصحاب المشروعات على اختالف أحجامها‪ ،‬تتمثل في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬المشاركة‪:‬‬
‫ويقصد بها المساهمة في رأس مال المشروع لرفع قدراته المالية‪ ،‬وهي تقوم على اشتراك طرفين أو‬
‫أكثر في المال أو العمل مع االتفاق على كيفية تقسيم الربح‪.‬‬
‫والمشاركات تتفاوت من حيث المدة والطبيعة والنشاط؛ فباعتبار المدة تتنوع المشاركات إلى قصيرة‬
‫ومتوسطة وطويلة‪ ،‬وباعتبار الطبيعة تنقسم إلى مشاركة مستمرة ومتتالية ومتناقصة أو منتهية بالتمليك‬
‫ومستردة بالتدريج‪ ،‬ومستردة في نهاية المدة‪ ،‬وباعتبار النشاط تتنوع إلى مشاركات في سلع زراعية أو‬
‫صناعية وغيرها وعقارية‪.‬‬
‫‪ -2‬المضاربة‪:‬‬
‫وهي نوع من أنواع الشركة يتكون فيها رأس المال من شخص يسمى صاحب رأس المال (الممول)‪،‬‬
‫والعمل من شخص آخر يسمى المضارب (المشروع)‪ ،‬ويقوم األخير بالعمل بالمال المقدم في مشروعه‪،‬‬
‫ويتم اقتسام الربح يقتسم بينهما بنسب معلومة متفق عليها مسبقا‪ ،‬أما الخسارة فيتحمل صاحب رأس المال‬
‫خسارة ماله‪ ،‬ويتحمل المضارب خسارة جهده وعمله‪ ،‬ما لم يثبت أن المضارب قد قصر أو أهمل عمله‬
‫أو أخل بأحد شروط المضاربة‪.‬‬
‫‪ -3‬المزارعة‪:‬‬
‫وفي هذه الصيغة يقوم الممول (المصرف) بتمويل المدخالت وتوفير اآلالت والمعدات الزراعية لتحضير‬
‫األرض واإلمداد بالبذور المحسنة والمخصبات‪ ،‬ويقوم صاحب المشروع بتوفير األرض والقيام بالعمل‪،‬‬
‫وهذه اآللية مناسبة جدا لتمويل المشروعات الزراعية الصغيرة منها والكبيرة‪ ،‬كما أنها ذات عائد مجز‬
‫للطرفين‪.23‬‬
‫‪ -4‬المساقاة‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫أنس الحسناوي‪ ،‬التمويل اإلسالمي كبديل لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬الدورة التدريبية الدولية‪ ،‬تمويل المشروعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‪ 22 – 22 ،‬ماي ‪ ،2773‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والمعهد اإلسالمي للبحوث‬
‫والتدريب‪ ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪11‬‬
‫وهنا يلتزم الممول (المصرف) بتوفير آالت الري وملحقاتها‪ ،‬ويقوم صاحب المشروع الصغير باستخدام‬
‫هذه اآلالت في السقي للمزروعات واألشجار‪ ،‬وهذه الصيغة مناسبة جدا لتمويل أصحاب المزارع التي‬
‫‪24‬‬
‫يكون فيها أشجار أو نخيل‪ ،‬كما أنها وسيلة استثمارية مضمونة العائد بالنسبة للمصرف اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -2‬صكوك المقارضة‪:‬‬
‫تعرف بأنها‪" :‬الوثائق المحددة (والموحدة) القيمة والتي تصدر بأسماء مالكيها مقابل األموال التي قدموها‬
‫لصاحب مشروع بعينه‪ ،‬بقصد تنفيذ المشروع واستغالله وتحقيق الربح‪ ،‬ويحصل مالكوها على نسبة‬
‫محددة من أرباح المشروع‪ ،‬وال تنتج هذه السندات (الصكوك) أي فوائد‪.25‬‬
‫‪ -6‬صكوك المشاركة‪:‬‬
‫وهي صكوك استثمارية تمثل ملكية رأسمال المشاركة‪ ،‬وال تختلف عن صكوك المقارضة إال في تنظيم‬
‫العالقة بين جهة اإلصدار الراعية للصكوك وحملة الصكوك‪ ،‬وقد تشكل الجهة المنوط بها اإلدارة لجنة‬
‫للمشاركين يُرجع إليهم في اتخاذ القرارات االستثمارية‪ ،‬كأن تشترك فيها الدولة أو شركة مساهمة من‬
‫طرف ومالكي الصكوك من طرف آخر لتمويل شراء عقارات مثال تديرها جهة متخصصة وذلك بهدف‬
‫‪26‬‬
‫تحقيق عائد يتم توزيعه على المالكين بنسبة ما يملكه كل منهم‪.‬‬
‫‪ -0‬صكوك السلم و صكوك االستصناع‪:‬‬
‫سلَم هي "صكوك تمثل بيع سلعة مؤجلة التسليم بثمن معجّل‪ ،‬والسلعة المعجلة التسليم هي من‬ ‫صكوك ال َ‬
‫قبيل الديون العينية‪ ،‬ألنها موصوفة تثبت في الذمة‪ .‬ال يزال في ذمة البائع‪ ،‬لذلك تعتبر هذه الصكوك‬
‫غير قابلة للبيع أو للتداول في حالة إصدار الصك من قبل أحد الطرفين‪ :‬البائع أو المشتري‪ ،‬فهي من‬
‫قبيل االستثمارات المحتفظ بها حتى تاريخ االستحقاق"‪ 27.‬أما صكوك االستصناع فهي في حقيقتها‬
‫كصكوك السَ لَم‪ ،‬إذ تمثل بيع سلعة مؤجلة التسليم بثمن معجّل‪ ،‬والسلعة هي من قبيل الديون العينية‪ ،‬ألنها‬
‫موصوفة تثبت في الذمة‪ ،‬إال أنه يجوز تأجيل ثمنها‪ ،‬والمبيع في الحالتين ال يزال في ذمة الصانع أو‬
‫البائع بالسلم‪ ،‬لذلك تعتبر هذه الصكوك غير قابلة للبيع أو التداول في حالة إصدار الصك من قبل أحد‬
‫الطرفين‪ :‬البائع أو المشتري‪.‬‬
‫‪ -2‬صكوك اإلجارة‪:‬‬
‫هي‪ " :‬صكوك متساوية القيمة تمثل أجزاء متماثلة مشاعة في ملكية أعيان معمرة مرتبطة بعقود إجارة أو‬
‫تمثل عدداً متماثالً من وحدات خدمة موصوفة تقدم من ملتزمها لحامل الصك في وقت مستقبلي‪ ،‬فهذه‬
‫الصكوك تمثل أعيان معمرة أو ملكية خدمات مستقبلية"‪.‬‬
‫‪ -6‬شهادات االستثمار اإلسالمي‪:‬‬
‫تقوم هذه الشهادات على أحكام المضاربة في شكلها وجوهرها‪ ،‬ففي هذا النوع يكون أصحاب الودائع أو‬
‫الشهادات هم أرباب المال‪ ،‬وتقوم الجهة المصدرة بدور المضارب مع االتفاق على نسبة الربح و تحمل‬

‫‪24‬كمال رزيق‪ ،‬وفارس ممدور‪ ،‬صيغ التمويل بال فوائد للمؤسسات الفالحية الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬الملتقى الدولي تمويل المشروعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‪ 22-22 ،‬ماي ‪ ،2773‬سطيف ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫سامي حمودة‪ ،‬الوسائل االستثمارية للبنوك اإلسالمية في حاضرها و اإلمكانيات المحتملة لتطويرها‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬اتحاد المصارف العربية‪،‬‬
‫‪ ،0626‬ص‪.060‬‬
‫‪26‬‬
‫وليد خالد الشايجي‪ ،‬دعبد اهلل يوسف الحجي‪ ،‬صكوك االستثمار الشرعية‪ ،‬مؤتمر المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬اإلمارات‬
‫العربية المتحدة‪ ،‬مارس ‪ ،2772‬ص‪.676‬‬
‫‪27‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.602‬‬
‫‪12‬‬
‫رب المال الخسارة‪ ،‬والمضارب يخسر عمله‪ ،‬تصدرها المصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬وال يقل اجلها عن‬
‫عام‪ ،‬أو مضاعفات العام وهي نوعان‪ :‬شهادات االستثمار المخصص‪ ،‬وشهادات االستثمار العام‪.28‬‬
‫ثانيا‪ :‬المشتقات المالية اإلسالمية‪:‬‬
‫المشتقات المالية منتجًا من منتجات الهندسة المالية وأداة في نفس الوقت تستخدم لتحقيق أهداف الهندسة المالية‬
‫مثل التحوُّط وإدارة المخاطر والمراجحة والمضاربة وإدارة األصل والخصوم‪ ،‬وإذا كان الهدف الرئيس من‬
‫عقود المشتقات هو تقليل المخاطر‪ ،‬إال أنها في الحقيقة هي التي عظمت المخاطر ثم عملت على إدارتها دائمًا‬
‫باستخ دام الهندسة المالية‪ ،‬فهي التي خلقت المشكلة من أجل البحث لها عن عالج‪ ،‬بحيث تعتبر المشتقات‬
‫‪29‬‬
‫المالية بشكلها الحالي محرمة شرعاً‪.‬‬
‫‪ -1‬ضرورة تطوير مشتقات مالية إسالمية‪:‬‬
‫تبرز ضرورة االستفادة من المشتقات المالية في النظام المالي اإلسالمي في أنها تقدم أدوات فعالة إلدارة‬
‫المخاطر العامة‪ ،‬ولكن تطوير المشتقات المالية اإلسالمية من خالل الهندسة المالية اإلسالمية يجب أن‬
‫تتوافر فيه الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون المشتقات متوافقة مع الشريعة اإلسالمية‬
‫‪ -‬يجب أن تحقق الفوائد والمنافع للمشتقات المالية التقليدية‬
‫‪ -‬يجب أن تكون قابلة للتداول في أسواق المال الدولية‬
‫وتبرز الحاجة للمشتقات المالية اإلسالمية على الرغم من الخالف الفقهي الذي تثيره من جانبين‪:‬‬
‫الجانب األول‪ :‬ضرورة تكيف المؤسسات المالية اإلسالمية مع واقع النظام العالمي والذي من سماته األساسية‬
‫التقلبات في األسعار بما فيها أسعار الفائدة وأسعار األسهم والسندات وأسعار السلع والخدمات‪.‬‬
‫الجانب الثاني‪ :‬يستدعي المحافظة على أصالة المؤسسات المالية اإلسالمية وضمان معاصرتها األخذ‬
‫باالبتكارات الجديدة أو إيجاد البدائل التي تحقق نفس المزايا لتلك التي تحققها األدوات التقليدية وفي نفس‬
‫الوقت تحقق ميزة المصداقية الشرعية‪.‬‬
‫‪ -2‬التكييف الفقهي لعقود الخيارات‪:‬‬
‫من خالل االستقراء والتأمل يمكن أن يندرج عقد الخيار الذي تتعامل به األسواق المالية في الوقت‬
‫الحاضر (بعد إضافة الضوابط الشرعية وتغيير العقود المنظمة لهذه العقود) تحت عدد من العقود و‬
‫التكييفات الفقهية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬عقد الخيار هو حق معنوي‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬عقد الخيار هو بيع عربون‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬محل عقد الخيار هو ضمان أو كفالة‪.‬‬
‫‪ -3‬عقد خيار الشراء وبيع العربون‪ :‬بيع العربون جائز عند الحنابلة على خالف الجمهور‪ .‬ومثاله أن يشتري‬
‫الرجل السلعة بألف دينار‪ ،‬فيدفع من ثمنها جزءاً (عشرة دنانير مثال)‪ ،‬ويقول للبائع إذا لم أشتر منك غدًا‬
‫فالدن انير العشرة لك‪ ،‬ويعد هذا العقد ملزماً في حق البائع أي أنه ال يستطيع أن يمتنع عن تنفيذه‪ ،‬أما المشتري‬
‫فهو بالخيار خالل المدة المتفق عليها‪ ،‬ودون الخوض في الخالف الفقهي حول بيع العربون‪ ،‬فإننا نرى األخذ‬

‫‪28‬‬
‫شعبان محمد إسالم البرواري‪ ،‬بورصة األوراق المالية من منظور إسالمي‪-‬دراسة تحليلية نقدية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬الطبعة األولى‪،2772 ،‬‬
‫ص‪.060‬‬
‫‪29‬‬
‫سمير عبد الحميد رضوان‪ ،‬المشتقات المالية و دورها في إدارة المخاطر ودور الهندسة المالية في صناعة أدواتها‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،2772 ،‬ص‪202-260‬‬
‫‪13‬‬
‫برأي المجيزين خاصة وأن أدلتهم هي األقوى باإلضافة إلى أن هذا الرأي هو الذي ينسجم مع تحقيق المقاصد‬
‫الشرعية المتمثلة في دفع الضرر والحرج والمشقة‪ ،‬ففي تحريم العربون تضييق على الناس ومصالحهم‪،‬‬
‫وسماح بإيقاع الضرر‪ ،‬والمتمثل في تفويت الفرص على البائع أو المؤجر‪ ،‬أو تعريض األعيان والخدمات‬
‫‪30‬‬
‫لتقلبات األسعار وتدهورها‪.‬‬
‫‪ -4‬عقد خيار البيع هو التزام أو ضمان أو كفالة‪:‬‬
‫األرجح من آراء الفقهاء جواز أخذ األجرة على االلتزام أو الضمان أو الكفالة‪ ،‬لقوة األدلة خاصة مع وجود‬
‫معامالت مالية تبتعد بالكفالة عن عقود التبرعات‪ ،‬ويتحقق من خاللها مصالح ومكاسب لطرفي المعاملة‪ ،‬وبما‬
‫ال يخالف المقاصد الشرعية‪ ،‬وقياسا على هذا الحكم يمكن القول بجواز خيار العرض أو الدفع إذا خال من‬
‫المخالفات الشرعية األخرى فمالك األوراق المالية الذي يدفع العمولة مقابل أن يكون له حق البيع في الفترة‬
‫المتفق عليها يقوم بحماية ممتلكاته (من األوراق المالية) بشراء التزام من الطرف اآلخر بضمان هذه األوراق‬
‫بشرائها إذا رغب الطرف األول‪.31‬‬
‫‪ -5‬العقود اآلجلة في إطار عقد السلم‪:‬‬
‫إذا ما كانت السلع طيبة مباحة‪ ،‬وكانت العقود التي تمثلها أو األسهم المتداولة تمثل شركات مشروعة‪ ،‬فإن‬
‫العقود اآلجلة والمستقبليات في هذه الحالة هي أشبه ما تكون بعقود السلم الجائزة شرعا‪.‬‬
‫‪ -6‬أوجه التشابه بين عقد السلم والعقود اآلجلة‪:‬‬
‫هناك تشابه كبير بين عقد السلم والعقود اآلجلة‪ ،‬حيث يوجد عقد بيع يتفق فيه الطرفان على التعاقد على بيع‬
‫بثمن معلوم يتأجل فيه تسليم السلعة الموصوفة بالذمة وصفا مضبوطا إلى أجل معلوم‪ ،‬ومع ذلك فإنها تختلف‬
‫عن عقد السلم في عدة أمور‪:‬‬
‫‪ -‬األول‪ :‬أن المسلم فيه (السلعة) يباع قبل قبضه‪.‬‬
‫‪ -‬الثاني‪ :‬أن رأس مال في العقود اآلجلة والمستقبليات‪ ،‬ال يدفع معجال بل يقتصر على دفع نسبة منه‬
‫فكأن البدلين فيه مؤجالن‪.‬‬
‫‪ -‬الثالث‪ :‬أنه ال غرض للبائع والمشتري بالسلعة وإنما غرضهما تحقيق الربح‪.‬‬
‫‪ -7‬عقود المستقبليات في إطار عقد االستصناع‪:‬‬
‫يعرف عقد االستصناع بأنه‪" :‬عقد مع صانع على عمل شيء معين في الذمة‪ ،‬وتكون العين المصنوعة‬
‫ومادتها األولية من الصانع‪ ،‬ويكون هذا المعقود عليه هو العمل فقط‪ ،‬ألن االستصناع طلب الصنع‪ ،‬وهو‬
‫العمل‪ ،‬فإذا كانت العين أو المادة األولية كاألخشاب والجلود من المستصنع ال من الصانع‪ ،‬فإن العقد يكون‬
‫‪32‬‬
‫إجارة ال استصناعاً"‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬تفعيل التمويل االسالمي لالنتاج الزراعي في الجزائر رؤية استشرافية‬
‫تعتبر الزراعة على أنها ذلك النشاط االقتصادي الذي يشمل جميع االعامل المنتجة التي يقوم بها المزارعون‬
‫للنهوض بعملية االنتاج‪ ،‬ولتحسن عمليات نمو النبات والحيوان‪ ،‬وذلك بقصد توفري المنتجات النباتية‬
‫والحيوانية المطلوبة لالنسان‪.‬‬
‫وللجزائر العديد من المقومات التي تجعل من هذا القطاع أكثر فعالية ومن هذه المقومات‪:‬‬

‫‪ 30‬القرار رقم‪/3/26:‬د‪ 2‬بشأن بيع العربون لمجمع الفقه اإلسالمي في دورته الثامنة ‪ 0-0‬محرم ‪ ،0404‬الموافق ‪ 20-20‬يونيو ‪(0663‬بروناي‪ -‬دار‬
‫السالم)‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫كمال توفيق حطاب‪ ،‬نحو سوق مالية إسالمية‪ ،‬المؤتمر العالمي الثالث لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪32‬‬
‫محمد علي القرة داغي‪ ،‬األسواق المالية في ميزان الفقه‪ ،‬مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬الدورة السابعة‪ ،0662 ،‬القرار ‪ ،000/0‬ص‪.6‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬المقومات الطبيعيــة‪ :‬وتتمثل في الرقعة الزراعية والظروف المناخية والموارد المائية وموارد الثروة‬
‫الحيوانية‪.‬‬
‫‪ -‬المقومات البشرية‪ :‬وتتعلق بالعمل والتسويق الزراعي ومدى استخدام التكنولوجيا الزراعية‬
‫كاألسمدة والبذور ومجاالت البحث العلمي الستغاللها في المقومات الطبيعية في الزراعة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التمويل االسالمي لالنتاج الزراعي‪:‬‬
‫صحيح إن النشاط الزراعي تكتنفه مخاطر جمة كانت سببا في إحجام العديد من المؤسسات التمويل عن‬
‫االستثمار في هذا القطاع‪ ،‬ولكن وفي ظل تذبذب أسعار النفط أصبح من الضروري إيجاد بدائل للخروج من‬
‫االقتصاد الريعي‪ ،‬إذ يصبح حريا من الهيئات الرسمية وكذا األفراد في تمويل المشاريع الزراعية ونميز في‬
‫التمويل مشاريع زراعية صغيرة ومتوسطة وأخرى كبيرة‪.‬‬
‫‪ -0‬التمويل من خالل صيغ التمويل االسالمي للمشاريع الزراعية الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬
‫يصبح حريا المصارف االسالمية العاملة في الجزائر تمويل المشاريع الزراعية الهامة لتنمية قطاعات‬
‫واسعة من المجتمع بالسلع والمنتجات الضرورية‪ ،‬فمعاصر الزيوت‪ ،‬ومزارع صغار الفالحين‪،‬‬
‫وقاعات تسمين الدواجن‪ ،‬وحضائر تربية االغنام واالبقار‪ ،‬واحواض تربية االسماك‪ ،‬وغيرها من‬
‫المشاريع الصغيرة والمتوسطة لها اسهامات كبيرة في تنمية المجتمع الريفي عبر توفير السلع‬
‫الضرورية لسوق االستهالك المباشر‪ ،‬وتوفير فرص عمل عديدة للشباب‪ ،‬وغالبا ما يأخذ تمويل من‬
‫خالل صيغ التمويل االسالمي القطاع الزراعي أشكاال رئيسية ثالثة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬التمويل قصير األجل الهدف منه توفير مدخالت االنتاج الحديثة كاألسمدة والبذور والمبيدات‪ ،‬ويسدد‬
‫في مدة اقصاها خمسة عشر شهرا‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل متوسط األجل‪ :‬الهدف منه تمكين الفالح من شراء المعدات الزراعية والحيوانات وحقول‬
‫الدواجن وغيرها‪ ،‬ويسدد في مدة ‪ 3‬إلى ‪ 2‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل طويل األجل‪ :‬الهدف منه تمويل االستثمارات للحصول على أصول ثابتة كشراء واستصالح‬
‫األراضي‪ ،‬وبناء محطات كبيرة لتربية الحيوانات‪ ،‬ويسدد في مدة أقصاها ‪ 07‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -2‬التمويل من خالل صيغ التمويل االسالمي للمشاريع الزراعية الكبيرة‪:‬‬
‫إذا كان المشروع الزراعي كبير وطويل األجل ويتطلب تملك األصول الثابتة الموجودة من ضـمن‬
‫المشروع‪ ،‬كإنشاء محطات كبيرة لتربية األبقار واألغنام أو مجمعات حقـول الـدواجن‪ ،‬أو شـراء‬
‫مساحات واسعة من األراضي الزراعية بغية زراعتها واالستفادة من مخرجاتها في االنتاج الصناعي‬
‫الغذائي وبالتالي فإن تمويلها يكون باالعتماد على تمويل رأس المال الثابت والذي يعتبر األمثل لجميع‬
‫تلك المشاريع‪.‬‬
‫حيث يقوم المصرف بتقديم التمويل الجزئي للمشروع كطرف ممول في العقد‪ ،‬بينما يقـوم الطـرف‬
‫الثاني من التمويل بتقديم مساهمة اخرى بالمشروع كاألرض مثال‪ ،‬ويكون االتفاق على انه من حـق‬
‫اصحاب الشركة شراء حصة المصرف االسالمي وفق برنامج زمني يتفق عليه وبنسب سداد معينـة‬
‫دوريا‪ ،‬بحيث يحل اصحاب الشركة الكبيرة محل المصرف في الملكية تدريجيا الى ان تتخارج حصة‬
‫المصرف تماما من المشروع‪ ،‬وتؤول الملكية بعدئذ ألصحاب الشركة بالكامل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تفعيل التمويل االسالمي لالنتاج الزراعي‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫بعدما تم عرض القاعدة التمويلية لإلنتاج الفالحي‪ ،‬تأتي عملية تفعيله وتنفيذه على أرض الواقـع‪ ،‬وبمـا أن‬
‫مصادر التمويل في النشاط االقتصادي تنقسم إلى مصدرين أساسيين‪ :‬مصادر تمويل داخلية ومصادر تمويل‬
‫خارجية‪ ،‬وكالهما بحاجة إلى قوة دفع وجذب لتحفيز البنوك المحلية واإلسالمية وحتى البنوك العالمية للدخول‬
‫في الميدان االستثماري وذلك عبر تهيئة أجواء استثمارية مالئمة وبالتالي عرض بعـض الصـيغ واألدوات‬
‫التمويلية المناسبة لهذا النشاط بما يضمن تقليل التعرض للمخاطر‪ ،‬والتي اليمكـن الغاؤهـا فـي االقتصـاد‬
‫االسالمي (فالخراج بالضمان)‪ ،‬والقاعدة الذهبية في العمل التجاري‪ :‬أنه الشيء من الخطـر الشـيء مـن‬
‫الكسب‪ ،‬وذلك من خالل عدة خيارات وسيطة في التمويل أهمها هو استخدام الصكوك االسالمية كأداة تمويلية‬
‫معاصرة في تمويل رأس المال العامل الثابت لالنتاج الفالحي‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫بعدما تم عرض السياسة العامة للمقاوالتية في الجزائر باإلضافة لوسائل التمويل اإلسالمية المتاحة للقطاع‬
‫الفالحي‪ ،‬يمكن أن نبرز نتائج هذه الدراسة في اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬ارتباط التمويل اإلسالمي ارتباطا وثيقا باالقتصاد الحقيقي‪ ،‬فإذا كان التمويل التقليدي يعتمد على‬
‫الضمانات المقدمة وقدرة المستفيد على السداد‪ ،‬فإن التمويل اإلسالمي يُقدم من خالل وسائل وأساليب تقوم‬
‫على المشاركة في الغنم والغرم‪ ،‬وعلى أساس مشروع استثماري تمت دراسة جدواه االقتصادية ونتائجه‬
‫المتوقعة‪.‬‬
‫‪ -‬تنبع خصائص التمويل اإلسالمي من نظرة اإلسالم إلى المال؛ وأن المال مال اهلل واإلنسان مستخلف على‬
‫هذا المال في األرض ويجب عليه أن يسير بهذا المال وفقا ألوامر اهلل ومقاصده‪ ،‬ولهذا فإن التمويل‬
‫اإلسالمي يتميز بجملة من الخصائص والميزات‪ ،‬من أبرزها المرونة والتنوع‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز صيغ ووسائل التمويل اإلسالمي عن الوسائل التقليدية بأنها مختلفة من حيث األسس ومتنوعة من‬
‫حيث األساليب والطرق‪ ،‬فهي تقوم على المشاركة بدال من القرض‪ ،‬وعلى األرباح بدال من الفوائد‬
‫المحددة مسبقا‪ ،‬وتنتهج مبدأ الغنم بالغرم‪ ،‬كما أنها تقوم على مزيج متنوع من الصيغ واألساليب التي توفر‬
‫اختيارات متنوعة ألصحاب المشروعات على اختالف أحجامها وأنواعها‪.‬‬
‫‪ -‬يتميز النظام االقتصادي اإلسالمي بوجود صيغ تمويلية غير ربحية‪ ،‬ومن أبرزها الزكاة والوقف‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫‪ -‬ضرورة قيام المصارف اإلسالمية بتطوير استراتيجيات تهدف إلى توضيح الصيغ واألدوات والبرامج‬
‫التمويلية التي تعتمدها في تمويل المشروعات االستثمارية وبخاصة في القطاع الفالحي‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن تفعيل التمويل االسالمي من خالل الصكوك االسالمية كأداة استثمارية تهدف إلى جذب االستثمار‬
‫وتوسيع قاعدته وفق ضوابط الشريعة االسالمية وغاياتها‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على توجيه أموال الزكاة والوقف إلى المشاريع االستثمارية واإلنتاجية‪ ،‬وليس فقط إلى المجاالت‬
‫االستهالكية‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تشجيع اإلنتاج المحلي عن طريق وضع سياسة شاملة للحد من استيراد المنتجات التي يمكن‬
‫إنتاجها في الداخل‪ ،‬ومحاربة ظاهرة االقتصاد غير الرسمي؛‬
‫‪16‬‬
‫تنمية مناخ األعمال وتخفيف اإلجراءات اإلدارية في إنشاء المؤسسات وتفعيل الحوكمة والرقابة ومحاربة‬
‫الفساد اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة دراسة التجارب الناجحة في العالم العربي واإلسالمي والعمل على االستفادة منها‪.‬‬
‫أهم مراجع الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬توفيق خذري‪ ،‬عماري علي‪ ،‬المقاوالتية كحل لمشكل البطالة لخريجي الجامعة دراسة حالة طلبة‬
‫جامعة باتنة‪ ،‬الملتقى الدولي حول إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬جامعة محمد بوضياف المسيلة‪ ،‬يومي ‪ 61-61‬نوفمبر ‪.1166‬‬
‫‪ -2‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬القانون رقم ‪ 11-28‬المؤرخ في ‪ 82‬أوت ‪1828‬‬
‫المتضمن القانون األساسي للحرفي‪ ،‬العدد ‪6161 ،51‬‬
‫‪ -3‬ناصر مراد‪ ،‬دور ومكانة المقاول في التنمية اإلقتصادية في الجزائر‪ ،‬الملتقى الدولي حول المقاولة‬
‫واإلبداع في الدول النامية‪ ،‬المركز الجامعي خميس مليانة‪.‬‬
‫‪ -4‬مصطفى طويطي‪ ،‬إستراتيجيات قطاع التشغيل في دعم المبادرات المقاوالتية التجربة الجزائرية‬
‫نموذجا‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،07‬الجزائر‪.2019 ،‬‬
‫‪ -9‬زيدان محمد‪ ،‬قورين حاج قويدر‪ ،‬المقاوالت في الوطن العربي بين تحديات الواقع ومأمول المستقبل‬
‫مقارنة مع تجربة اليابان و مقومات نجاحها‪ ،‬الملتقى الدولي حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية‬
‫‪ ،‬المركز الجامعي خميس مليانة‪.‬‬
‫‪ -6‬األمر رقم ‪ ،15-16‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 2 ،21‬أوت ‪.1116‬‬
‫‪ -7‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،169 -09‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 4، 32‬ماي ‪.2009‬‬
‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،256-56‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 1 ،92‬سبتمبر ‪. 1556‬‬
‫‪ -5‬المرسوم التنفيذي رقم ‪،611 -42‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 1 ،22‬جويلية ‪.6442‬‬
‫‪ -10‬المرسوم التنفيذي رقم‪ ، 11/15‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 11 ،65‬فبراير ‪.1115‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬المؤسسات المتوسطة والصغيرة تحليل بعض عوامل النجاح‪ ،‬األيام العلمية‬ ‫‪-11‬‬
‫الدولية الثانية حول المقاوالتية‪ :‬آليات دعم ومساعدة إنشاء المؤسسات في الجزائر الفرص والعوائق‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة ماي ‪.1166‬‬
‫‪ -12‬محمد قوجيل‪ ،‬يوسفي قريشي‪ ،‬سياسات دعم المقاوالتية في الجزائر‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،07‬الجزائر‪.2019 ،‬‬
‫‪ -13‬هايل عبد المولى طشطوش‪ ،‬المشروعات الصغيرة ودورها في التنمية‪ ،‬دار الحامد ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬األردن‪.2012 ،‬‬
‫منذر قحف‪ ،‬مفهوم التمويل في االقتصاد اإلسالمي تحليل فقهي واقتصادي‪ ،‬المعهد اإلسالمي‬ ‫‪-14‬‬
‫للبحوث والتدريب‪ ،‬ط‪ ،1‬جدة‪1412 ،‬هـ‬
‫رحيم حسين‪ ،‬وسلطاني محمد رشيدي‪ ،‬نماذج من التمويل اإلسالمي للمؤسسات الصغيرة‬ ‫‪-19‬‬
‫والمتوسطة‪ :‬المضاربة السلم‪ ،‬االستصناع‪ ،‬ملتقى دولي حول سياسات التمويل وأثرها على‬
‫االقتصاديات والمؤسسات دراسة حالة الجزائر والدول النامية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪22-21 ،‬‬
‫نوفمبر ‪ ،2006‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -16‬خليل الشماع‪ ،‬ترويج وتمويل المنشآت الصغرى والصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مجلة الدراسات المالية‬
‫والمصرفية‪.2004 ،‬‬
‫أنس الحسناوي‪ ،‬التمويل اإلسالمي كبديل لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬الدورة‬ ‫‪-17‬‬
‫التدريبية الدولية‪ ،‬تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات‬
‫المغاربية‪ 21 – 29 ،‬ماي ‪ ،2003‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والمعهد اإلسالمي للبحوث‬
‫والتدريب‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -11‬كمال رزيق‪ ،‬وفارس ممدور‪ ،‬صيغ التمويل بال فوائد للمؤسسات الفالحية الصغيرة والمتوسطة‪،‬‬
‫الملتقى الدولي تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‪،‬‬
‫‪ 21-29‬ماي ‪ ،2003‬سطيف ‪.‬‬
‫‪ -15‬سامي حمودة‪ ،‬الوسائل االستثمارية للبنوك اإلسالمية في حاضرها و اإلمكانيات المحتملة‬
‫لتطويرها‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬اتحاد المصارف العربية‪.1515 ،‬‬
‫‪ -20‬وليد خالد الشايجي‪ ،‬دعبد اهلل يوسف الحجي‪ ،‬صكوك االستثمار الشرعية‪ ،‬مؤتمر المؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة والقانون‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬مارس ‪.2009‬‬
‫‪ -21‬شعبان محمد إسالم البرواري‪ ،‬بورصة األوراق المالية من منظور إسالمي‪-‬دراسة تحليلية‬
‫نقدية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬الطبعة األولى‪.2002 ،‬‬
‫‪ -22‬سمير عبد الحميد رضوان‪ ،‬المشتقات المالية و دورها في إدارة المخاطر ودور الهندسة المالية‬
‫في صناعة أدواتها‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2009 ،‬‬
‫‪ -23‬كمال توفيق حطاب‪ ،‬نحو سوق مالية إسالمية‪ ،‬المؤتمر العالمي الثالث لالقتصاد اإلسالمي‪،‬‬
‫جامعة أم القرى‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -24‬محمد علي القرة داغي‪ ،‬األسواق المالية في ميزان الفقه‪ ،‬مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬الدورة السابعة‪،‬‬
‫‪ ،1552‬القرار ‪.177/1‬‬

‫‪11‬‬

You might also like