Maitrise de La Pollution de L'eau Et de L'air

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 61

‫التأثيرات الصحية والبيئية للملوثات الناتجة عن مصانع االسمدة‬

‫‪ ‬‬
‫إعداد‬
‫‪ ‬‬
‫احمد احمد السروي‬
‫استشاري معالجة مياه‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫تعد مصانع االسمدة من اكثر المنشأت الصناعية تلويثا للبيئة ‪ ,‬اذ تنبعث من هذا النوع من المصانع العديد من المخلفات السائلة والصلبة والغازية التي لها تأثير سلبي علي البيئة مسببة تلوثا‬
‫وضررا بيئيا وصحيا لكافة الكائنات الحية ومنها االنسان ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫اوال المخلفات السائلة الناتجة عن صناعة األسمدة‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫يمكن تقسيم مصادر مياه الصرف والمخلفات السائلة الناتجة عن صناعة األسمدة وتصنيعها‪ ،‬إلى أربعة مجموعات‪:‬‬
‫·‪        ‬مخلفات سائلة ناتجة عن عمليات التشغيل وناتجة عن التالمس مع الغاز‪ ،‬أو السوائل أو المواد الصلبة‪.‬‬
‫·‪        ‬السوائل المخصصة والتى قد يتم فصلها لألستخدام فى عملية ما أوأعادة‪  ‬تدويرها بمعدل محكوم ‪.‬‬
‫·‪        ‬السوائل الناتجة عن المرافق مثل التنظيف المعالجة المبدئية‪N.‬‬
‫·‪        ‬السوائل التى تتواجد مصادفة مثل التسرب أو االنسكاب‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تعد االمونيا والنترات والنتروجين العضوى والحمل العضوى للصرف السائل والمواد الصلبة العالقة هى أهم معايير التلوث فى الصرف السائل لصناعة األسمدة النتروجينية‪ .‬ويتولد عن‬
‫صناعة األسمدة الفوسفاتية صرفا ً سائالً ملوثا ً بالفوسفات والفلوريدات والمعادن الثقيلة باإلضافة إلى الحمل العضوى للصرف السائل والمواد الصلبة العالقة‪ .‬وال يتواجد غاز الفلورين فى حالة‬
‫حرة إنما يكون متحداً بعناصر أخرى‪ .‬تتسبب الفلوريدات في تسمم اإلنسان والحيوان عند تركيز ‪ 1‬مجم‪ /‬لتر فى مياه الشرب‪ ،‬كما تشير بعض البحوث إلى أن الصرف السائل من المصانع‬
‫الذى يحتوى على تركيزات من الفلوريدات تصل إلى ‪ 10‬مجم‪/‬لتر يتسبب فى أضرار بالغة بالمحاصيل‪ .‬ومن جهة أخرى تسبب الفلوريدات أضراراً للعظام بسبب ميل آيوناتها للتفاعل مع‬
‫الكالسيوم‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وتحفز المواد العضوية الموجودة بالصرف السائل نمو الطحالب والبكتريا فى المسطحات المائية المستقبلة مما يؤدى إلى زيادة استهالك األكسجين الذائب فى المياه واجون المسطحات المائية‪.‬‬
‫وتتسبب زيوت التزليق المستهلكة فى المعدات والورش والجراج فى مشاكل بيئية خطيرة إذا تم صرفها على شبكة المجارى‪ .‬كما يتضمن الصرف السائل معادن ثقيلة ومواد خطرة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تتوقف تأثيرات الصرف السائل البيئية على نوعية المسطحات المائية المستقبلة‪ .‬وتؤثر الملوثات الصناعية فى الصرف السائل على الحياة المائية وعلى النباتات والمزروعات‪ ،‬فتتسبب الزيوت‬
‫والشحوم والملوثات العضوية فى زيادة الطلب على األكسجين الحيوى واألكسجين الكيميائى مما يؤدى إلى أجون المسطحات المائية وتغير التنوع البيولوجى لها‪ .‬كما يؤدى الصرف السائل‬
‫المفاجئ الملوث بالزيوت والشحوم والمواد العضوية على شبكة الصرف العمومية إلى مشاكل بيئية‪ N‬غير مباشرة‪ .‬إذا تتسبب األحمال المفاجئة فى انخفاض كفاءة محطات معالجة مياه الصرف‬
‫العمومى‪ .‬إن صرف المذيبات المستهلكة ومياه الغسيل القلوية على شبكة الصرف الخاصة بالمصنع يؤدى إلى تآكلها‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ثانيا تأثير انبعاثات الهواء الناتجة عن مصانع االسمدة‬
‫‪ ‬‬
‫تتعدد‪ N‬المكونات الغازية المنبعثة‪ N‬الي الهواء من مصانع االسمدة ‪ ,‬تتصاعد من هذه المصانع كميات كبيرة من المخلفات الغازية مثل االمونيا واليوريا وحامض الفسفوريك وحمض الكبيريتيك‪N‬‬
‫والميثانول وكثير من المركبات المتطايرة مثل مركبات النترات باالضافة الي الجسيمات الدقيقة واالكاسيد الغازية مثل االكاسيد النتروجينية والكبريتية واول وثاني اكسيد الكربون وفلوريد‬
‫الهيدروجين وكلها بال استثناء مركبات ضارة بالبيئة واالنسان والحيوان ‪.‬‬
‫وسوف نستعرض بايجاز بعض هذه المركبات الضارة وتأثيرها البيئي وتأثيرها علي االنسان‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪     -1‬االمونيا‬
‫األمونيا غاز عديم اللون يمكن إسالته بالضغط‪ .‬تذوب األمونيا في الماء حتى نسبة ‪ ،%34‬وتبلغ درجة حرارة الغليان ‪ْ °15.5‬م‪ .‬واألمونيا مادة مسببة للتآكل‪ )corrosive(   ‬ذات رائحة نفاذة‬
‫(حادة) وتعتبر المصدر الرئيسى للنتروجين المكون لكافة األسمدة النتروجينية وأسمدة األمونيوم الفوسفاتية‪.‬‬
‫تتسبب األمونيا الالمائية في حدوث االلتهابات والتهيجات بالجلد واألعين واألنف والحلق والجزء العلوى من الجهاز التنفسى وحيث أن األمونيا هى المصدر الرئيسى لعنصر النتروجين الالزم‬
‫لنمو النباتات المائية فمن الممكن أن تسهم األمونيا في زيادة االثراء الغذائي (‪ )eutrophication‬للمسطحات المائية الراكدة أو بطيئة السريان وخاصة تلك المسطحات ذات المحتوى المحدود‬
‫من النتروجين‪ .‬باإلضافة إلي ذلك تعتبر األمونيا متوسطة السمية بالنسبة للكائنات المائية‪ .‬وحتى اآلن لم يثبت علميا ً أن األمونيا من المواد المسببة للسرطان‪.‬‬
‫ترجع المشاكل البيئية التى تتسبب فيها األمونيا إلي خاصية ذوبانها في الماء وميلها للتسرب في الحالة الغازية‪ .‬وقد تتسبب األمونيا في حدوث أضرار بالغة بالحياة البرية‪ ،‬وعند امتصاصها في‬
‫التيارات المائية تسبب أضراراً لألسماك وألسماك المياه الباردة كذلك‪ .‬أما في الهواء فتتحد األمونيا مع أيونات الكبريتات وتذوب في مياه األمطار لتعود بسرعة إلي التربة والمسطحات المائية‪.‬‬
‫وتعتبر األمونيا مركبا ً رئيسيا ً في دورة النتروجين في الطبيعة وتتحول األمونيا في البحيرات واألنهار والمجارى المائية الطبيعية إلي نترات‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪     -2‬حامض الفوسفوريك‬
‫يتكون حامض الفوسفوريك من مادة صلبة بلورية كثيفة عديمة‪ N‬اللون والرائحة ويستخدم غالبا ً كمحلول مائى حيث انه يذوب في الماء‪ ،‬وتبلغ درجة غليان حامض الفوسفوريك ‪ْ °230.5‬م‪.‬‬
‫ويعتبر حامض الفوسفوريك المصدر الرئيسى للفوسفور األولى المستخدم في صناعة األسمدة الفوسفاتية‪.‬‬
‫وحامض الفوسفوريك مادة أكالة تتسبب في تهيج الجلد والعيون بالمالمسة وحدوث تقرحات باألغشية واألنسجة‪ ،‬كما أنه يؤدى إلي التسمم في حالة البلع أو االستنشاق‪ .‬وحيث أن حامض‬
‫الفوسفوريك هو مصدر للفوسفور الالزم لنمو النباتات المائية فمن الممكن أن يسهم حامض الفوسفوريك في أجون المسطحات المائية الراكدة أو بطيئة السريان وخاصة تلك المسطحات ذات‬
‫المحتوى المحدود من الفوسفور‪ .‬وحتى اآلن لم يثبت علميا ً أن حامض الفوسفوريك من المواد المسببة للسرطان‪ .‬أما في الطبيعة فإن المعادن المسببة لعسر المياه تؤدى إلى خفض درجة‬
‫حامضيته وتظل أمالح الفوسفات باقية في التربة حتى تستخدمها النباتات كسماء طبيعي‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪      -3‬مركبات النترات‬
‫تتكون العديد‪ N‬من المركبات اآلزوتية (مركبات النترات) أثناء صناعة األسمدة النتروجينية‪ .‬وتذوب بعض هذه المركبات في الماء على شكل أيونات النترات التى تتسبب في أضرار بيئية‬
‫وصحية بالغة‪ .‬إذ يؤدى تعرض األطفال أليونات النترات في المياه إلي انخفاض قدره الهيموجلبين بالدم على االتحاد باألكسجين ويترتب على ذلك تلف بأعضاء الجسم والوفاة نتيجة لنقص‬
‫األكسجين‪.‬‬
‫وحيث أن المركبات النتروجينية تعتبر مصدراً للنتروجين الالزم لننمو النباتات المائية فمن الممكن أن تسهم أيونات النترات في أجون المسطحات المائية الراكدة أو بطيئة السريان وخاصة تلك‬
‫المسطحات ذات المحتوى المحدود من النتروجين‪ .‬وحتى اآلن لم يثبت علميا ً أن مركبات النترات من المواد المسببة للسرطان‪.‬‬
‫تستخدم النبات النتروجين الموجود في المركبات اآلزوتية حيث تمتص أيونات النترات لتدخل بذلك ضمن دورة النتروجين في الطبيعة وتؤدى الزيادة في النترات إلي تخفيض نمو النباتات‬
‫األولية في المياه وتغيراً في أنواع النباتات السائدة ويترتب على ذلك أجون المسطحات المائية وانخفاض نوعية وجودة المياه‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪      -4‬اليـوريـا‬
‫تتواجد اليوريا إما على شكل بلورات منشوريه عديمة‪ N‬اللون أو بيضاء أو على هيئة مسحوق أبيض متبلور‪ .‬واليوريا تكاد تكون عديمة الرائحة غير أنها بمرور الوقت وفي وجود الرطوبة‬
‫تصدر رائحة أمونيا خفيفة‪ .‬وتتميز اليوريا بطعم ملحى مبرد وتبلغ درجة حرارة انصهارها ‪°132.7‬م‪.‬‬
‫تتسبب اليوريا في احمرار وتهيج الجلد والعينين‪ ،‬كما تتسبب في حدوث ردود أفعال متباينة في الجسم مثل الصداع والغثيان والقيء واإلغماء وفقدان االتزان والشرود المؤقت واالستنفاد‬
‫االلكتروليتى (نقص الصوديوم ونقص البوتاسيوم ‪ .)hyponatremia and hypokalemia‬ويؤدى تعرض العيون لليوريا فى حدوث انخفاض فى الضغط الشريانى يتلوه ارتفاع فى الضغط‬
‫الداخلى للعين وزيادة فى الحجم البلوري‪ .‬وتتسبب اليوريا فى تهيج األنسجة عند المالمسة واإلحساس باأللم فى موضع المالمسة وقد يترتب على ذلك موت الخاليا فى هذه الموضع إذا لم‬
‫تجرى عملية بزل (‪ )extravasations‬سريعة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ً‬
‫أما فى الطبيعة فإن استخدام األسمدة النتروجينية مباشرة فى التربة يؤدى إلى تحرر اليوريا إما فى الهواء الجوى فى التربة‪ .‬وفى الهواء الجوى تتحلل اليوريا سريعا متفاعلة مع شق‬
‫الهيدروكسيل (‪ )hydroxyl radial‬الناتج عن التفاعالت الكيماوى ضوئية (التفاعالت الفوتوكيمائية هى تفاعالت كيميائية يحفزها وجود الضوء)‪ .‬أما فى التربة فتتحلل اليوريا بالماء إلى‬
‫أمونيا بواسطة أنزيم يورييز التربة (‪ .)soil urease‬ويتراوح معدل التحلل فى التربة بين يوم واحد أو عدة أيام‪ ،‬وبين عدة أسابيع وفقا ً لعدة عوامل‪ .‬إذ يؤدى زيادة حجم حبيبات السماد مثالً‬
‫إلى انخفاض معدل التحلل ‪ .‬وتتحلل اليوريا سريعا ً فى المياه (التحلل الحيوى ‪ )biotic hydrolysis‬حيث تعتمد‪ N‬العوالق النباتية المائية على اليوريا كمصدر للنتروجين وتزيد من معدالت‬
‫تحللها بوساطة التمثل الضوئى (‪ )photosynthesis‬كما تزيد أشعة الشمس وارتفاع درجات حرارة المياه من معدالت التحلل‪ .‬وعند تحلل اليوريا حيويا ً ينطلق ثانى أكسيد الكربون واالمونيا‪.‬‬
‫أما فى غياب الكائنات الدقيقة تتواجد اليوريا فى المحاليل المائية فى حالة توازن مع أيونات األمونيوم ومماثالت السانات (‪ ،)isocyanate‬وتتحلل ببطء شديد منتجة كربامات األمونيوم (‬
‫‪ )ammonium carbomate‬الذى يتحلل بدوره إلى أمونيا وثانى أكسيد الكربون‪ .‬ويؤدى ارتفاع درجة حرارة ودرجة قلوية المياه إلى تحفيز عملية تحلل اليوريا‪ .‬إن إضافة اليوريا إلى المياه‬
‫يؤدى إلى انخفاض القدرة على امتصاص عنصر الفوسفور‪ .‬ويتم التعرض المهنى لليوريا عن طريق المالمسة (الجلد) أو استنشاق الغبار (الجهاز التنفسى)‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -5‬الميثانول‬
‫الميثانول هو سائل عديم اللون‪ ،‬ذو رائحة نفاذة‪ .‬وذو قابلية لالمتزاج فى الماء‪ ،‬درجة غليانه ‪ °81.6‬م‪ .‬ينتج الميثانول أثناء إنتاج األمونيا ويستخدم كذلك كمذيب ولتنظيف المعدات‪ .‬وهو مادة‪ ‬‬
‫سريعة االشتعال‪ ،‬يعد من المواد سهلة االمتصاص في األمعاء والشعب الهوائية‪ ،‬سام عند مختلف التركيزات المعتدلة‪ N‬والمرتفعة‪ .‬ويتحول الميثانول في الجسم إلى حمض الفورميك‬
‫والفورمالدهيد‪ .‬كما يفرز من الجسم في صورة حمض الفورميك‪ .‬وعند التركيزات المرتفعة فان أبرز أعراض السمية تشتمل علي تلف الجهاز العصبي المركزي باإلضافة إلى العمي‪ .‬كما أن‬
‫تعرض الحيوانات لمدد‪ N‬طويلة لتركيزات مرتفعة من الميثانول يؤدي إلى تلف الكبد والدم‪ .‬ومن الناحية البيئية فالميثانول يعتبر ذو تأثير ضعيف علي الكائنات الحية المائية‪ .‬و التركيز القاتل‬
‫لنصف عينة االختبار من الكائنات الدقيقة يصل إلى ‪ 1‬مج‪/‬لتر‪ .‬ومن غير المعتاد أن يبقى أو يتراكم الميثانول في الكائنات الحية المائية‪ .‬ال يوجد دليل حاليا على انة يسبب السرطان‪.‬‬
‫عادة ما يتبخر الميثانول عند تركه معرضا للجو‪ .‬ويتفاعل مع الهواء مكونا الفورمالدهيد‪ N‬والذي يسهم بدوره في تلويث الهواء‪ .‬كما أنه يمكن أن يتفاعل مع عدد من الكيماويات التي يحتويها‬
‫الهواء الجوي أو يمتص في مياه األمطار‪ .‬والميثانول يسهل التخلص منه في التربة والمياه وذلك بواسطة الكائنات التي تتغذى عليه‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -6    ‬حامض الكبريتيك‬
‫حامض الكبريتيك هو سائل أكال (‪ )corrosive‬زيتى القوام عديم الرائحة‪ ،‬يتراوح لونه بين والبنى الداكن‪ ،‬وهو سائل قابل لالمتزاج وتبلغ درجة حرارة غليانه‬
‫‪307.7°‬م‪ .‬أما حامض الكبريتيك النقى فهو مادة صلبة عند درجات الحرارة األقل من ‪°28‬م‪ .‬ويتفاعل حامض الكبريتيك بعنف مع الماء وتتولد الحرارة عن هذا التفاعل‪ .‬ويدخل حامض‬
‫الكبريتيك‪ N‬ضمن المدخالت المستخدمة فى صناعة معظم حامض الكبريتيك‪ N‬هو سائل أكال (‪ )corrosive‬زيتى القوام عديم الرائحة‪ ،‬يتراوح لونه بين والبنى الداكن‪ ،‬وهو سائل قابل لالمتزاج‬
‫وتبلغ درجة حرارة غليانه‬
‫‪307.7°‬م‪ .‬أما حامض الكبريتيك النقى فهو مادة صلبة عند درجات الحرارة األقل من ‪°28‬م‪ .‬ويتفاعل حامض الكبريتيك بعنف مع الماء وتتولد الحرارة عن هذا التفاعل‪ .‬ويدخل حامض‬
‫الكبريتيك‪ N‬ضمن المدخالت المستخدمة فى صناعة معظم األسمدة‪ .‬ويتسبب رذاذه فى أمراض متعددة تلحق بالجهاز التنفسى كالسعال ويؤدى إلى تهيج األغشية المخاطية عند المالمسة وتهيج‬
‫العيون وتآكل األغشية المخاطية المبطنة للفم والحلق والمرئ وآالم فورية وعسر فى عملية االبتالع‪ N.‬وهناك أدلة كافية تؤكد أن التعرض المهنى ألبخرة األحماض غير العضوية بما فيها‬
‫حامض الكبريتيك يعد من العوامل المسببة للسرطان‪.‬‬
‫أما فى البيئة فتتسبب الحوادث التى يتسرب من خاللها حامض الكبريتيك إلى المسطحات المائية فى األضرار بالحياة المائية فى بسبب زيادة درجة حمضية المجارى المائية (انخفاض األس‬
‫الهيدروجينى)‪ .‬ويهم رذاذ حامض الكبريتيك‪ N‬المنبعث إلى الجو فى تكون األمطار الحمضية التى تلحق أضراراً بالغة بالمحاصيل والغابات‪ .‬أما المياه السطحية والتربة فلها قدرات كبيرة على‬
‫معادلة حامض الكبريتيك المتسرب إليها جزئياً‪ ،‬ويتوقف مدى معادلة الحامض المتسرب على خصائص كل بيئة منها‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -7   ‬الجسيمات الدقيقة‬
‫إن معظم األضرار الصحية الناتجة عن التعرض للجسيمات العالقة تتسبب فيها جسيمات متناهية في الصغر‪ ،‬وتخترق هذه الجسيمات طريقها حتى تصل إلى الرئة مسببة أعراض مرضية‬
‫مختلفة (مثل الربو الشعبى‪ ،‬السعال واألزمات التنفسـية‪..‬الخ)‪ .‬و معظم هذه الجسيمات العالقة تكون ناتجة عن عمليات االحتراق الغير تام ومن أمثلتها‪ :‬الرماد ‪ ،‬السناج والمركبات الكربونية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك تضم الجسيمات العالقة متكثفات حمضية ومعادن مثل الرصاص والكادميوم و كبريتات ونترات‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -8‬أكاسيد الكبريت‬
‫تعتبر أكاسيد الكبريت ضارة بصحة اإلنسان‪ ،‬فتسبب التهابات الجهاز التنفسى‪ .‬واستنشاق تركيزات صغيرة منها يتسبب فى آالم ناتجة من حروق صدرية‪ .‬ويعد تلوث الهواء بأكاسيد الكبريت‬
‫من أهم المشكالت البيئية وهى مركبات ضارة للحيوانات والنباتات ولمواد البناء كما أن ذوبان هذه الجزئيات في جزئيات بخار الماء العالقة في الجو يسبب ظاهرة األمطار الحمضية التي‬
‫تؤدي إلى تآكل المعادن واألحجار الجيرية ومواد أخرى مختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -9    ‬اكاسيد النتروجين‬
‫تذوب أكاسيد النيتروجين فى بخار الماء مسببة األمطار الحمضية‪ .‬وتسبب هذه األكاسيد التهابات حادة فى األعين والجهاز التنفسى‪ .‬كما تسبب التركيزات العالية االختناق الفورى‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -10    ‬ثاني اكسيد الكربون‬
‫يسهم حرق الوقود العضوي إلنتاج الحرارة والكهرباء في ظاهرة االنحباس الحراري بسبب تكوين ثاني أكسيد الكربون حيث تتكون طبقة من هذا الغاز تمنع تسرب االنبعاث الحراري من‬
‫األرض مما يؤدى إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الكرة األرضية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -11    ‬اول اكسيد الكربون‬
‫يتم امتصاصه عن طريق الرئتين و ويتحد الغاز مع الميجلوبين ‪ ,‬و السيتكروم ‪ ,‬و األنزيمات (‪ . )metalloenzymes‬يتحد أول أكسيد الكربون مع الهيموجلبين فى الدم و تقل بذلك قدرة‬
‫الهيموجلبين على نقل األكسجين فيحدث تسمم مبدئى عند التعرض إلى نسبة منخفضة من الغاز‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -12    ‬فلوريد الهيدروجين‬
‫يتواجد فلوريد الهيدروجين على هيئة غاز عديم اللون أو سائل متبخر‪ ،‬له رائحة نفاذة ومهيجة‪ ،‬وهو مادة أكالة ألغلب العناصر والمركبات ما عدا الرصاص والشمع والبوليثيلنين‪ N‬والتفلون‬
‫والبالتين‪ .‬فلوريد الهيدروجين غير قابل لالشتعال ولكنه يتحلل بالتسخين وينتج أبخرة أكالة سامة‪ .‬يؤدى استنشاق الغاز أو ابتالعه إلى ظهور أعراض التسمم بالفورين‪ :‬فقدان الوزن‪ ،‬التوعك‪،‬‬
‫األنيميا‪ ،‬نقص فى كريات الدم البيضاء (‪ )leucopoenia‬وزوال لون األسنان‪ .‬إلى جانب ذلك يتسبب الغاز فى وقوع أضرار بالعيون وحروق شديدة بالجلد وأمراض بالجهاز التنفسى‪ ،‬وفى‬
‫الحاالت القصوى يتسبب فى الوفاة‪ .‬ويؤدى ابتالع الغاز إلى آالم شديدة بسبب تآكل الغشاء المخاطى المبطن للفم والمرئ والمعدة‪ .‬ويتسبب استنشاق فلوريد الهيدروجين الجاف (الالمائى‪:‬‬
‫‪ )anhydrous‬والتعرض له أو لرذاذه أو ألبخرته فى تهيج شديد بالجهاز التنفسى قد يؤدى إلى الوفاة‪ ،‬وتهيج شديد بالعيون قد يترتب عليه ضعف فى اإلبصار‪ ،‬وحروق شديدة بالجلد‪ .‬كما‬
‫يؤدى استنشاق األبخرة المركزة إلى تهيج الجهاز التنفسى والسعال والتهاب المنطقة الخلفية للقص (‪ )netrosternal burning‬ويتسبب التعرض لمحاليل حامض الهيدروفلوريك المركزة أو‬
‫المخففة أو ألبخرته فى حروق شديدة‪ .‬فيؤدى ابتالع كمياه كبيرة من الحامض إلى الوفاة الفجائية دون ظهور أعراض مرضية واضحة‪ .‬بينما يؤدى تكرار ابتالع كميات ضئيلة من الحامض‬
‫إلى حاالت تصلب عظام شديدة (‪ .)osteosclerosis‬إن التعرض لفلوريد الهيدروجين السائل أو ألبخرته يتسبب فى جفاف األنسجة وموتها تماما ً مثلما يحدث عند التعرض لألحماض غير‬
‫العضوية‪ ،‬كما تنفذ محاليله بسرعة من الجلد واألغشية المخاطية المبطنة للفم ومن خالل أنسجة العيون‪ .‬وهكذا فإن فلوريد الهيدروجين فى كافة صوره يتسبب فى حاالت تسمم حادة ومزمنة‬
‫مما يضيف إلى خطورته على صحة اإلنسان‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمواد المعدنية‪ N‬فإن خصائص فلوريد الهيدروجين األكالة (‪ )corrosive‬تؤدى إلى تكون غاز الهيدروجين فى الحاويات والمواسير المعدنية مما قد يهدد‪ N‬بنشوب الحرائق لذلك ينبغى‬
‫إخالء المناطق المحيطة بالحاويات والمعدات التى تحتوى على فلوريد الهيدروجين من أي مصادر اشتعال محتملة‪ .‬ويتفاعل فلوريد الهيدروجين مع الماء مطلقا ً غازات أكالة وسامة وحرارة‬
‫عالية تزيد من تركيز أبخرته فى الهواء‪ .‬وتتباين تركيزات الفلوريد فى المياه الجوفية تباينا ً كبيراً‪ ،‬وتكون تركيزاته أكبر من البحار عنها فى المياه العذبة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -13   ‬مركبات السليكون‬
‫تتكون مركبات السليكون أثناء عملية إنتاج األسمدة الفوسفاتية‪ .‬هناك أدلة كافية تثبت تسبب استنشاق بلورات السيليكا فى حدوث األمراض السرطانية‪ .‬وتتوقف قدرة السيليكا على التسبب فى‬
‫السرطان على خصائص السيليكا المستنشقة أو على عوامل خارجية تؤثر فى نشاطها الحيوى أو على توزيع تعدد‪ N‬أشكالها البلورية ‪ .)polymorph( ‬وال توجد أدلة كافية إلثبات أن تراب‬
‫المشطورات الدياتومية غير المتكلسة (‪ )uncalcined diatomaceous earth‬يتسبب فى السرطان (المشطورات الدياتومية هى طحالب مجهرية وحيدة الخلية جدرانها مشبعة بالسيليكا‬
‫وتتواجد بالتربة)‪ .‬يتسبب استنشاق بلورات السيليكا فى حدوث تليف عقدى ينتشر فى األنسجة المشوية بالرئة وبالجهاز اللمفاوى‪ .‬ويستمر هذا التليف فى االنتشار والتضخم حتى بعد مرور‬
‫سنوات من التعرض‪ .‬وأهم أعراض التسمم السيليكى (‪ )silicosis‬هى ضيق النفس الناشئ عن عدم قدرة القفص الصدرى على االتساع‪ ،‬وقد يصبحه سعال جاف‪ .‬ويؤدى تطور هذه الحالة إلى‬
‫الشعور باإلرهاق الشديد‪ N،‬مع صعوبة فى التنفس (‪ )dispnea‬واالزرقاق (تحول لون البشرة لألزرق نتيجة نقص األكسجين فى الدم ‪ ،)oyanosis‬وفقدان الشهية وآالم بالجانب (‪pleuritic‬‬
‫‪ )pains‬وعدم القدرة على العمل‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -14     ‬كبريتات األمونيوم‬
‫تنتج كبريتات األمونيوم خالل عمليات صناعة األسمدة كبريتات األمونيوم وتعبئتها وتخزينها‪ .‬ويؤدى استنشاقها إلى انقباض القصبة والشعب الهوائية مما يتسبب فى انخفاض تدفق تيار الهواء‬
‫إلى الرئة‪ .‬كما تتسبب أتربة كبريتات األمونيوم فى تهيج الجلد والعيون والجهازين الهضمى والتنفسى‪ .‬وال تعتبر كبريتات األمونيوم من المواد المسببة للسرطان‪.‬‬
‫يتسبب احتراق كبريتات األمونيوم فى انبعاث الغازات السامة مثل االمونيا وأكاسيد الكبريت والنتروجين وحامض الكبريتيك‪.‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ -15     ‬الكبريت وكبريتيد الهيدروجين‬
‫يستخدم الكبريت فى عملية توحيد عنصر الكبريت بالماء لصناعة حامض الكبريتيك‪ N،‬ويتفاعل الكبريت مع األكسجين ليكون ثانى أكسيد الكبريت عديم اللون ذو الرائحة المهيجة‪ ،‬وهو غاز سام‬
‫ومهيج للعيون ولألغشية المخاطية يتسبب التعرض للكبريت فى حدوث حروق شديدة باألنسجة بينما يؤدى التعرض لكبريتيد الهيدروجين برائحته النفاذة المعروفة (رائحة البيض الفاسد) إلى‬
‫تهيج المسالك التنفسية وفقدان حاسة الشم مؤقتاً‪ ،‬وعند التعرض لتركيزات أعلى من ‪ 550‬جزء فى المليون يحدث تدافع سريع للهواء خارج الرئة مما يؤدى لالختناق‪ .‬كما يؤدى التعرض‬
‫لكبريتيد الهيدروجين إلى الغثيان والسعال والصداع والدوار وااللتهاب الحاد للعيون وااللتهاب الشعبى‪ .‬ويتسبب اشتعال غاز كبريتيد‪ N‬الهيدروجين فى حدوث انفجارات ويؤدى احتراقه إلى‬
‫انبعاث الغازات السامة مثل ثانى أكسيد الكبريت وحامض الكبريتيك‪ N‬ومركبات كبريتية أخرى‪ .‬أما الكبريت المنصهر فيتسبب فى انبعاث األبخرة الخطرة عند انسكابه وال يعتبر الكبريت السائل‬
‫مصدراً شديد الخطرة للحرائق‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -16   ‬الجبس‬
‫يتسبب التعرض ألتربة الجبس فى تهيج األغشية المخاطية المبطنة للفم والجهاز التنفسى والعينين‪ .‬ويتسبب استنشاق العاملين لألتربة بشكل مستمر فى التهاب مزمن باألنف والبلعوم والمرئ‬
‫وتلف حاسة الشم والتذوق‪ ،‬باإلضافة إلى نزيف األوعية الدموية فى األنف والتهاب األغشية المبطنة للشعب الهوائية‪ .‬وتحتوى مخلفات الجبس على الفلوريد وبقايا المعادن‪.‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ -17    ‬الدولوميتات (كربونات الكالسيوم والماغنسيوم البلورية)‬
‫كربونات الكالسيوم البلورية هى المكون الرئيسى للدولوميتات وتتسبب فى تأثيرات متنوعة خاصة على الكلى مثل االرتفاع الشديد فى محتوى البول من الكالسيوم وفى قلوية البول الذى يترتب‬
‫عليه تكون الحصوات الكلوية‪ .‬كما تتسبب كربونات الكالسيوم البلورية فى حدوث الضم القلوى (‪ )metabolic alkalosis‬وفقر فى الدم‪.‬‬
‫الجرعات الكبيرة من كربونات الكالسيوم تؤدى إلى زيادة اإلفرازات المعدية‪ N‬الحمضية لفترة من الزمن فتتغلب على ارتفاع األس الهيدروجينى (قلوية المعدة)‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -18    ‬الكاولين (‪)kaolin‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ثالثا تأثير المخلفات الصلبة والخطرة‬
‫‪ ‬‬
‫يعتبر الجبس الفوسفورى (‪ )phosphogypsum‬من أهم المخلفات الصلبة الناتجة عن صناعة حامض الفوسفوريك فى مصانع األسمدة‪ ،‬إذ يحتوى على آثار للعديد من الشوائب المعدنية‪N‬‬
‫الموجودة فى صخور الفوسفات‪ .‬ويعتبر الجبس الفوسفورى من المخلفات الخطرة بسبب ما يحتويه من عناصر مثل الراديوم والنيكل والكادميوم والرصاص واأللومنيوم والفلوريد وحامض‬
‫الفوسفوريك‪ .‬والكادميوم معدن ثقيل يتراكم من أجهزة الكائنات الحية ويصبح ساما ً عند حدود معينة‪ N.‬وتحتوى صخور الفوسفات على كميات متباينة من الكادميوم تتراوح بين صرف و‪300‬‬
‫مجم‪ /‬كجم من خامس أكسيد الفوسفور (‪ .)P2O5‬ويحتاج تخزين الجبس الفوسفورى إلى مساحات كبيرة‪ ،‬وينبغى معالجة مياه الصرف الناتجة عن مناطق التخزين وتنبعث الفلوريدات‬
‫والجسيمات إلى الهواء فى المناطق المحيطة بالمخازن‪ .‬وتؤدى تسربات والجبس الفوسفورى إلى تلوث المياه السطحية والمياه الجوفية‪.‬‬
‫ينبغى استبدال المحفزات المستخدمة فى عمليات اإلصالح البخارى (‪ )steam reforming‬كل بضعة سنوات وفقا ً لظروف التشغيل ونوع وفترة صالحية المادة المحفزة المستخدمة‪.‬‬
‫والمحفزات مواد خطرة وال ينبغى التخلص منها إال فى المدافن اآلمنة المخصصة لذلك‪ .‬ويفضل قبل ذلك محاولة إعادة تنشيط المحفزات المستهلكة إلعادة استخدامها‪.‬‬
‫تتسبب الحمأة الناتجة عن محطات معالجة الصرف السائل فى تلوث األوساط البيئية المختلفة (التربة‪ ،‬المياه السطحية‪ ،‬المياه الجوفية)‪ .‬لذلك ينبغى تجفيف الحمأة أوالً قبل دفنها فى المدافن‬
‫المخصصة لذلك‪ .‬يحتوى الرماد الناتج عن حريق الوقود أنواعا ً مختلفة من المعادن الثقيلة تبعا ً لنوع الوقود المستخدم‪.‬‬
‫وتنشأ عن صناعة األسمدة مخلفات صلبة أخرى متنوعة من العمليات الصناعية والوحدات الخدمية المختلفة تؤدى إلى تلوث األوساط البيئية المستقبلة إذا لم يتم معالجتها وتداولها والتخلص‬
‫منها بالطرق المناسبة‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫المصادر‬
‫‪-1‬جهاز الدولة لشئون البيئة دليل التفتيش عن صناعة االسمدة ‪. 2005‬‬
‫‪-2‬الملوثات المائية (المصدر –التأثير – التحكم والعالج ) أحمد احمد السروي‪  ‬دار الكتب العلمية للنشر ‪2007‬‬
‫‪-3‬البيئة المائية أ‪.‬د‪ .‬حسين السعدي‪  ‬دار اليازوري العلمية ‪.2006‬‬
‫‪4- Water pollution (Cause- Effect –Control) PK.GOEL New age International limited publisher1997.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫البريد االليكتروني‪aelserwy71@yahoo.com    ‬‬
‫‪ ‬‬
‫موبيل ‪0124767852    /‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪22558543-22503874‬‬
‫منشآت مياه الشرب‬
‫‪ ‬‬
‫الدكتور المهندس شبلي الشامي‬
‫‪ ‬‬
‫‪_ ‬أستاذ هندسة المياه والبيئة _كلية الهندسة المدنية‪ N‬ـ جامعة دمشق‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫مقدمة‬
‫‪ ‬‬
‫تتألف أنظمة مياه الشرب من أعمال التجميع‪-‬أعمال التنقية –أعمال النقل‪-‬أعمال التوزيع‪.‬ويحدد مصدر المياه طبيعة أعمال المياه فقد يكون مصدر المياه من مياه األمطارأو المياه السطحية أو‬
‫الجوفية – حيث تسحب المياه السطحية اما سحبآ مستمرآ(اذا كان المصدر أكبرتصريفآ من السحب) أوسحبآ اختياريآ (اذا كان المصدر صغير الغزارة أو ملوثآ وعندئذ‪ N‬تسحب المياه في موسم‬
‫الفيضان) أونخزن مياه المصدرلتصبح أكبر من االستهالك وعندئذ توزع على المستهلكين بالضخ أو الجاذبية‪.‬‬
‫وتسحب المياه الجوفية من الينابيع أو األبارأو منصات الترشيح أو الخزانات الجوفية‪.‬‬
‫أما أعمال التنقية فقد تحقق أغراضآ محددة‪  ‬أما أعمال النقل من المصدر المائي الى شبكة التوزيع فتتعلق باالعتبارات االقتصادية واالنشائية والهيدروليكية‪. N‬‬
‫أعمال التوزيع الذي يوصل المياه للمستهلكين‪ N‬فتكون بنموذج الشجرة أو الحلقات‪ ‬ويمكن امداد المياه للمشاريع الخاصة من مصدر متوفر وقريب‪. ‬‬
‫‪ ‬‬
‫المتطلبات االنشائية‬
‫‪ ‬‬
‫•تتعرض النواقل التي تنقل المياه تحت الضغط الى قوى مختلفة ‪ ،‬منفردة أو مجتمعة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫•‪ -1‬الضغط الداخلي المساوي للضاغط الساكن‬
‫•‪-2‬الضغط غير المتوازن على األكواع والتقاطعات والنهايات‬
‫•‪-3‬المطرقة الداخلية أو الضغط الداخلي المتزايد الناتج من تناقص التصريف المفاجىءمن تسكير مفاجئ أو سريع للبوابات أو توقف المضخات مثآل‪.‬‬
‫•‪ -4‬القوى الخارجية على شكل ردم أو مرور أو الوزن الذاتي بين الدعامات الخارجية (دعامات أو حماالت)‬
‫•‪ -5‬درجة الحرارة المسببة للتمدد أو التقلص‬
‫•يسبب الضغط الداخلي والمطرقة المائية لالجهادات العرضية أو الشد ولكنه يتسبب بضغط غير متوازن واجهادات طولية على االكواع والنهايات والبوابات ‪ ،‬وعندما ال يسمح للناقل بتغيير‬
‫طوله فتغير درجة الحرارة ستخلق اجهادات طولية بينما رد فعل االساسات والحمولة الخارجية ووزن الناقل الممتلىء والضغط الجوي ( عندما يكون الناقل تحت التفريغ ) ستنتج اجهادات‬
‫التواء (فتل) وبمعرفة رموز ومعادالت القوى واالجهادات كالشد الحلقي لوحدة الطول واالجهادات العرضية الناتجة والشد الطولي واالجهادات الطولية الناتجة وسرعة موجة الضغط للقساطل‬
‫الصلبة والمرنةوالزمن الحرج الغالق البوابة والمطرقة المائية العظمى والضغط الساكن والحركي‪ ‬الالمتوازن على األكواع والتغير في طول القسطل من درجة الحرارة واالجهادات الطولية‬
‫الناتجة من تغير درجة الحرارة لقساطل مثبتة النهايات والقوى الطولية الناتجة منها وضغط االنهيار السطوانة فوالذية عادية أو مدعمة‪ N‬بحلقات تقوية (كالفلنجات) ‪ ...‬حيث تقاوم االجهادات‬
‫الطولية عبر وصالت القساطل كوصلة الرأس والذيل للفونت مثال أو تلغى االجهادات الطولية من حركة لوصلة التمدد‪ N‬مثال وتقاوم الوصالت الميكانيكية‪ N‬االجهادات الطولية أكثر مما تقاوم‬
‫وصلة الرأس والذيل حسب معادلة بريور ‪ ..‬وتعتمد الحموالت الخارجية المطبقة على النواقل في الخنادق على طبيعة التغطية ومواد الفرشة وطرق تدعيم الناقل وعرض الحفرية النسبي‬
‫وعمق الخندق وطريقة الملء وصالبة الناقل (أنظر كتاب فير وكير واكن)‬
‫‪ ‬‬
‫مواقع النواقل‬
‫‪ ‬‬
‫تنفذ نواقل االمداد كما تنفذ السكك الحديدية‪ N‬والطرق السريعة حيث ينفذ قاع الناقل أو النفق المتدرج بنفس ميل التدرج الهدرليكي كما يجب أن يتوازن الحفر والردم أوالحفر والتغطية لتحقيق‬
‫تدرج منتظم ولتقليل نقل المواد وكما ينفذ جسور للسكك الحديدية والطرق السريعة فيمكن تنفيذ الجسور للنواقل المائية الجتياز الوديان واالنهار واال تنفذ السيفونات ألن النواقل تحت الضغط قد‬
‫حلت محل النواقل المتدرجة أو تنفذ األنفاق تحت الضغط نتيجة ألبحاث جيولوجية تحدد مسار تدرج النفق وهكذا تنفذ القساطل فوق وتحت ميول التدرج الهيدروليكي في المقطع الشاقولي أو‬
‫كمسار مستقيم في المسقط االفقي وذلك السباب اقتصادية كما يجب أن تتوازن سماكة وقطر الناقل مع مصاعب التنفيذ وطول الناقل ألن تناقص طول المسار ليس اقتصاديآ بالضرورة ‪..‬‬
‫فالموقع الممكن يجب دراسته على الخرائط المتوفرة للمنطقة ( طوبوغرافيآ وجيولوجيآ) مع دراسة حقوق الطرق وطبيعة العوائق القائمة من خالل الدراسات التفصيلية‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫المنحنيات األفقية والشاقولية‪ :‬وتتعلق بمسألة حفظ الضاغط وتجنب الضغط غير المتوازن ويحدد االنحناء لقساطل الفونت بالزاوية العظمى لالنعطاف وباألطوال النظامية للقساطل لتبقى‬
‫الوصالت كتيمة حيث ينشأ المنحني المطلوب بعدد من االنزياحات من خالل الوصالت وأما المنحنيات الحادة فنشكلها من قساطل قصيرة وأما القساطل الملحومة األقل قطرآ من ‪ 15‬انش‬
‫فتلوى حقليآألنها مرنة حيث نلحم عدة وصالت وكذلك القساطل الفوالذية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تنفذ المنحنيات الحادة والمقاطع االنتقالية والتفريعات بملحقات خاصة أو تصنع أو تبنى في المكان من نفس مواد القسطل‪.‬‬
‫عمق التغطية ‪ :‬أكبرمن عمق التجمد ولتقليل الحمولة الخارجية على النواقل الكبيرة وفي سورية العمق ‪5‬قدم وفي البالد الباردة ‪7‬قدم ‪ ،‬ويؤخذ وزن مواد الردم فوق القسطل كبير القطر بعين‬
‫االعتبار ؟ فقد يبقى القسطل كبير القطر في خندق مكشوف لتقليل الحموالت عليه‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫مواد االنشاء‪ :‬ويعتمد على التصريف الداخلي للقسطل حيث يتناقص التصريف مع االستعمال ‪ ،‬كما يعتمد على مقاومة القسطل ( مقاومته للضغط الداخلي والحموالت الخارجية) ومقاومته‬
‫للتآكل (للقساطل المعدنية ) أومقاومته للحت واالهتراء( قساطل البيتون واالسبستوس) أو على التشقق واالهتراء(قساطل البالستك) وتراعى صعوبة أوسهولة النقل والتداول والتوضع‪ ‬للقساطل‬
‫تحت شروط مختلفة كالطوبوغرافية والجيولوجية والوصول اليها ‪ ،‬كما تراعى امكانية توفر االقطار المصنعة وسالمتها ورخصها – وتوفر العمال المهرة لتنفيذ القساطل من مختلف االنواع –‬
‫والصيانة واالصالح المطلوبين ورشح المياه وسلوك واستقرار القساطل‬
‫‪ ‬‬
‫التصريف ‪ :‬يعتمد‪ N‬تناقص التصريف مع الزمن أو الخدمة على – مميزات المياه المنقولة و‪ -‬على مميزات القسطل‪ – ‬والطرق الحديثة للتحكم بالتآكل وآكلية المياه ( للقساطل المعدنية)‪ N‬واهتراء‬
‫البطانة االسمنتية للقساطل البيتونية ولالسبستوس والبيتون المسلح‬
‫‪ ‬‬
‫المقاومة‪ :‬تقاوم قساطل الفوالذ للضغط الداخلي المرتفع ولكن اقطاره الكبيرة التتحمل الحموالت الخارجية الثقيلة عند تفريغها من المياه كليآ أو جزئيآ لذا يكون عمق التغطية صغيرآ أو تحاط‬
‫بالبيتون – تتحمل قساطل الفونت واالسبستوس لضغط مياه معتدل ولحموالت خارجية معقولة اذا كانت فوق فرشة منتظمة – تتحمل قساطل البيتون المسلح للحموالت الخارجية العالية‬
‫‪ ‬‬
‫الديمومة‪ : N‬عمر قساطل الفونت المغلفة ‪100‬سنة والفوالذ المغلفة ‪25‬الى‪50‬سنة والبيتون المسلح ‪ 75‬سنة والخشبية ‪ 25‬الى ‪ 50‬سنة ويجب تجنب االهتراء وتآكل التربة والتآكل الداخلي‬
‫وتجنب التربة الحامضية ومياه البحر والردم بالرماد وتجنب مخاطر التحلل الكهربائي من خالل الحماية المهبطية أو غيرها من طرق الحماية‬
‫‪ ‬‬
‫نقل القساطل ‪ :‬التنفيذ في أراضي وعرة وغير سالكة يراعي وزن القساطل حيث نستعمل القساطل بطول أقصر ووزن أقل ويفضل استعمال قساطل االسبستوس ألنها بوزن ربع قساطل‬
‫الفونت – واذا تعذر استعمال القساطل المسبقة الصنع للبيتون المسلح فيفضل صبها في الموقع ‪...‬‬
‫‪ ‬‬
‫•السالمة ‪ :‬تنكسر قساطل الفونت وتنهار قساطل الفوالذ ببطىء بفعل التآكل ولكن تفريغ قساطل الفوالذ يسبب انهيارها وتتكسر قساطل االسبستوس بينما قساطل البيتون المسلح والخشب تنهار‬
‫تتدريجيآ‬
‫‪ ‬‬
‫•العمال المهرة ‪ :‬الوصالت الميكانيكية والمصنعة سهلة التنفيذ بينما الوصالت الملحومة أو المصبوبة تستدعي عمال مهرة وبأعداد كبيرة‬
‫‪ ‬‬
‫الصيانة‪ :‬التسرب أو تناقص الضغط داللة على تدهور حالةالقسطل وصيانة القساطل كبيرة القطر أسهل وكافة أقطار القساطل تستدعي الصيانة لكن اصالح قساطل البيتون المسبقة الصنع‬
‫اكثر صعوبة من اصالح بقية انواع القساطل رغم قلة االحتياج لصيانة قساطل البيتون ‪ ،‬تنظف قساطل الفونت وقساطل الفوالذ الملحومة الصغيرة القطر بآلة كشط وتبطن في المكان باالسمنت‬
‫لنحافظ على التصريف المطلوب ويجب تطهير القساطل الجديدة والقساطل بعد االصالح قبل وضعها في الخدمة‬
‫‪ ‬‬
‫التسرب‪ :‬تجربة الرشح لقياس التسرب ويتناسب الفاقد بالتسرب مع الجذر التربيعي للضغط وتنص المواصفات العالمية على قيمة الرشح المسموح ( أو كتاب فير وكير واوكن )‬
‫‪ ‬‬
‫الملحقات‪ :‬لعزل القساطل وصرفها من أجل اجراء تجربة الضغط أو التفتيش أو الغسيل والتنظيف أو االصالح فيلزمنا ملحقات‪  ‬وتوضع في أغلب نقط القاع والقمة ولصرف المياه بالراحة من‬
‫القاع وتنفذ غرفة للسكر أو البوابة على ناقل بجريان تحت الجاذبية وينفذ أيضآ عند النقط االستراتيجية لتشغيل االمداد وعلى نهاية القسطلين المتوازيين وانفاق الضغط وعند نقط الصرف‬
‫المناسبة وتستعمل السكورة المناسبة لكل حالة لوحدها ‪ ---‬سكورة الغسيل –وتنفذ في النقاط المنخفضة على المسارلتصريف المياه الى أقنية الصرف الطبيعي‬
‫‪ ‬‬
‫وصالت العزل‪ :‬حيث تتحطم القساطل بالتحلل الكهربائي ووصالت العزل تقاوم جريان التيارات الكهربائية على طول القسطل ‪ ،‬ومن أنواعها حلقة مطاطية تغطي مقاطع القسطل بطول كافي‬
‫لتحدث المقاومة المطلوبة‬
‫‪ ‬‬
‫وصالت التمدد‪ :‬لمعالجة التغير الحراري ننفذ وصالت التمدد‪ N‬ألن وصالت القساطل تسمح بالحركة الكافية ولكن الوصالت الصلبة (على القساطل الفوالذية مثال)فنسمح بتمددها من خالل‬
‫الوصالت أو نقيدها بصالبة بدعامات على القساطل لتقليل فعل التمدد‪ N‬الحراري‬
‫‪ ‬‬
‫الدعامات‪ :‬وتستخدم لمنع القسطل من الجر عند األكواع وغيرها من النقط االخرى للضغط غير المتوازن عندما تتزايد مقاومة الوصالت لالجهادات الطولية (القص) – ولمنع القساطل المنفذة‬
‫بميول شديدة من الجر عند عدم كفاية الوصالت لالجهادات الطولية (القص)‪ -‬والعاقة تمدد‪ N‬أو تقلص الوصالت الصلبة للقساطل تحت تأثير تغير درجة الحرارة ( في المواصفات أمثلة حسابية‬
‫عن القوى التي تتحملها الدعامات )‪ ---‬وتأخذ الدعامة االشكال التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    -1‬لألكواع األفقية والشاقولية حيث تنشأ دعامة من البيتون لمقاومة الضغط غير المتوازن من خالل وزن الدعامة كسد ثقلي لمقاومة ضغط المياه خلفه وتقدم وصالت القساطل المقاومة‬
‫الالزمة باحتكاك المحيط الخارجي مع القساطل وتبعآ لقيمة تحمل التربة حيث تردم الدعامة وردم الدعامة يؤخذ بالحسبان‬
‫‪    -2‬طوق فوالذي مرتبط بكتلة بيتونية‪ N‬كبيرة أو بأساس صخري‬
‫‪    -3‬ظفر من الفونت ليمسك قضيب الربط المانع لحركة القساطل‬
‫‪    -4‬دعامة من البيتون على قسطل فوالذي لمنعه من الحركة أو لدفع الحركة لتأخذ مكانها في وصالت التمدد ويجب ربط القساطل جيدآ للدعامة فمثال نلحم زاوية معدنية‪ N‬على القساطل ‪ ،‬وفي‬
‫غياب وصالت التمدد‪ N‬فيجب دعم قساطل الفوالذ على كل جانب من البوابات والعدادات لمنع التحطم من حركة القساطل‬
‫‪    -5‬تصمم غرفة البوابات من الفوالذ أو البيتون لمسك نهايتي قسطل الفوالذ بصالبة وفي مكانها – وفي غياب الدعامات نلحم‪ ‬البوابة بالفلنجة الى القسطل من جانب الحبس العلوي عادة‬
‫ونربط الجانب االخر لوصلة فونت مرتبطة بالقسطل كوصلة تمدد أو كم ( مقمط)‬
‫‪ ‬‬
‫الملحقات االخرى‪:‬وتتضمن مثآل‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    -1‬برج اطالق الهواء عند أول قمة على القساطل الزالة الهواء آليآ‬
‫‪    -2‬خزانات الدفق في نهاية المسار لتقليل المطرقة المائية الناتجة من االغالق السريع للسكر في نهاية المسار‬
‫‪    -3‬سكر تنفيس الضغط أو برج المفيض على قمة أو أكثر لحفظ الضغط في القساطل تحت قيمة معطاة عندما يرتفع الضغط فوق القيمة التصميمية‬
‫‪     -4‬سكر عدم رجوع على القسطل الرئيسي لمنع المياه الراجعة عند توقف المضخة‬
‫‪    -5‬سكر التسكير الذاتي ويغلق ذاتيآ عندما تزيد سرعة المياه عن القيمة المقررة مسبقآ كنتيجة النكسار مفاجىء مثل‬
‫‪    -6‬سكر التحكم بالمنسوب والذي يغلق مدخل خزان الخدمة أو خزانات الضاغط أو الصوامع المائية وقبل وصول منسوب المياه الى المفيض‬
‫‪    -7‬فينتوري أو عدادات أخرى ومسجالت لقياس التصريف‪ ‬‬
‫التلوث البيولوجي للبيئة المائية‬
‫إعداد‬

‫احمد احمد السروي‬


‫‪ ‬‬
‫استشاري معالجة مياه‬
‫‪aelserwy71@yahoo.com‬‬

‫موبيل ‪0124767852 /‬‬


‫يقصد بالتلوث البيولوجي وجود كائنات حية مرئية أو غير مرئية بالعين المجردة‪ -‬نباتية كانت أو حيوانية في البيئة المائية العذبة أو المالحة – السطحية أو الجوفية‪ .‬‬
‫والتلوث الذي يحدث للماء غالبا يكون بفعل ‪ ‬بعض انواع الكائنات الحية الدقيقة المسببة لألمراض‪ ،‬مثل البكتريا والفيروسات والطفيليات والطحالب واالوليات ‪,‬أو بفعل‬
‫الكائنات الحية المائية النباتية والحيوانية التي تتواجد في المياه ‪ .‬وتنتج الملوثات من الكائنات الممرضة في الغالب‪ ،‬عن اختالط فضالت‪  ‬األنسان ‪ ‬والحيوان بالماء‪،‬‬
‫بطريق مباشر عن طريق صرفها مباشرة في مسطحات المياه العذبة‪ ،‬أو المالحة‪ ،‬أو عن طريق غير مباشر عن طريق اختالطها بماء صرف صحي أو زراعي‪ .‬ويؤدي‬
‫وجود هذا النوع من التلوث‪ ،‬إلى اإلصابة بالعديد من األمراض‪ .‬لذا‪ ،‬يجب عدم استخدام هذه المياه في االغتسال أو في الشرب‪ ،‬إالّ بعد تعريضها للمعاملة بالمعقمات‪N‬‬
‫المختلفة‪ ،‬مثل الكلور واالوزون‪ N‬والترشيح بالمرشحات الميكانيكية وغيرها من نظم المعالجة‪.‬‬
‫كما قد يوجد داخل البيئة المائية مراحل (اطوار) دقيقة (بويضات – يرقات – اطوار معدية) من دورة حياة بعض الكائنات النباتية أو الحيوانية مثل بعض الطفيليات‬
‫كالبلهاريسيا والدودة الكبدية وديدان القناة الهضمية ‪ ,‬وكذلك الحشرات مثل البعوض وغيره‪ .‬‬
‫اما التلوث بالنباتات والحيوانات المائية فينتج غالبا نتيجة تغير االنظمة والتراكيب البيئية الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية فتنمو انواع وتتكاثر بدرجة اكبر من الالزم‬
‫وتطغي علي انواع اخري ‪ ,‬أو تختفي انواع كانت موجودة وسائدة في البيئة المائية ‪ ,‬وقد يحدث التلوث باالحياء المائية عندما تنتقل انواع الي مواطن غير مواطنها‬
‫االصلية مثل انتقال بعض االنواع الغريبة الغازية خالل ماء توازن ناقالت البترول من اماكن الي اماكن اخري ‪.‬‬
‫وقد تتفاعل الكائنات الحية الموجودة في الماء مع البيئة المائية بدرجة ما تؤدي الي حدوث خلل معين ( عدم اتزان) بهذه البيئات وهو ما يعرف بالتلوث البيولوجي داخل‬
‫البيئة المائية ‪.‬‬
‫والكائنات الحية المسببة للتلوث البيولوجي منها ما يري بالعين المجردة كبعض الطحالب والنباتات المائية مثال ‪ ,‬ومنها ال يري اال باستخدام المجهر كالبكتريا واغلب‬
‫الفطريات ‪ ,‬واالوليات الحيوانية (البرتوزوا) ‪ ,‬ومنها ال يري اال باستخدام الميكرسكوبات االلكترونية لدقة حجمها مثل الفيروسات ‪.‬‬
‫ومن هذه الكائنات ما ينتشر بصورة اكبر من غيره في بيئات معينة ويرجع ذلك الي طبيعة وحجم تلك الكائنات وانتشار أو ندرة اعداؤها الطبيعين باالضافة الي التنافس‬
‫بين الكائنات في البيئة الواحدة ‪.‬فكلما كان الكائن دقيقا كلما كان انتشاره في العديد من البيئات امر سهال ويتضح ذلك جليا في حالة البكتريا والفيروسات والفطريات التي‬
‫تنتشر في الماء والهواء والتربة ‪.‬فمثال الجرام الواحد من التربة الزراعية قد يحتوي علي اكثر من ‪ 200‬مليون خلية بكتيرية بجانب ‪ 300‬الف فطر ومياه الصرف الصحي‬
‫الخام يحتوي الستتيمتر المعكب منها علي اكثر من مليون خلية بكتيرية واالالف من الفيروسات والطفيليات‪  ‬بصرف النظر عن كون هذه الكائنات ضارة أو نافعة‪ .‬وياتي‬
‫علي العكس االوليات الحيوانية والمراحل المختلفة من دورة حياه العديد من الطفيليات ‪..‬ففي هذه الحالة تكون احجام هذه الكائنات كبيرة نسبيا ولها طبيعة حياه مختلفة‬
‫ولذك فمن الصعب ان توجد هذه الكائنات في الهواء ‪ ,‬ولكن وسطها البيئي المفضل هو المياه والتربة الرطبة ‪  .‬‬
‫والشكل التالي يبين صور التلوث البيولوجي للبيئة المائية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫التلوث البيولوجي وعالقته بالتلوث الكيميائي‬
‫للتلوث الكيميائي عالقة بالتلوث البيولوجي فالكائنات المائية النباتية والجيوانية والكائنات الدقيقة تتأثر بصورالتلوث الكيميائي الموجودة في البيئة المائية ‪ ,‬فالملوثات‬
‫الكيميائية علي اختالف صورها وانواعها تؤثر علي نمو وتكاثر وانتشار الكائنات المائية داخل بيئاتها ‪.‬‬
‫وعموما فقد يتداخل التلوث البيولوجي مع التلوث الكيميائي في النقاط الهامة االتية‪:‬‬
‫●ان التلوث الكيميائي قد يضيف الي البيئة المائية عناصر جديدة قد تؤدي الي زيادة وانتشار التلوث البيولوجي بالكائنات الدقيقة الحية وبالنباتات المائية ‪ ,‬وخير مثال‬
‫التلوث بالمركبات الفوسفاتية والنتروجينية للمسطحات المائية يعمل علي النمو الزائد للطحالب المائية بصورة قد تؤدي في النهاية الي تحلل األنهار والبحيرات وموتها‬
‫بيولوجيا مسببا خلال بيئيا جسيما ‪.‬‬
‫● ان بعض الملوثات الكيميائية العضوية تزيد من تكاثر الكائنات الحية الدقيقة الممرضة وغير الممرضة فالمركبات العضوية القابلة للتحلل بيولوجيا تعد من مصادر‬
‫الكربون للكائنات الحية الدقيقة الممرضة وغير الممرضة مما قد يسبب تلوثا بيولوجيا للبيئة المائية الموجود فيها الملوثات الكيميائية ‪.‬‬
‫● ان التلوث البيولوجي قد يضيف الي البيئة المائية سموما كيميائية وعناصر ضارة منتجة بالكائنات الحية الدقيقة ( مثل بعض انواع الطحالب ) والتي يؤدي تراكمها‬
‫وزيادتها الي انتاج عناصرغريبة تحدث خلال بيئيا للبيئة المائية ‪.‬‬
‫● التلوث الكيميائي قد يقلل من عمليات التنقية الذاتية للمسطحات المائية مما قد يؤدي الي تراكم بعض الملوثاتوالتي قد تزيد من معدالت نمو بعض الكائنات المائية بدرجة‬
‫قد تسبب تلوثا بيولوجيا واضحا بتلك البيئات‪.‬‬

‫التلوث البيولوجي وعالقته بالتلوث الفيزيائي‬


‫التلوث البيولوجي كما ذكرنا هو تلوث بملوثات حية كالكائنات الدقيقة الممرضة او بالنباتات والحيوانات المائية الضارة ‪ ,‬وتتمثل العالقة بين التلوث البيولوجي للماء‬
‫والتلوث الفيزيائي من خالل المظاهراالتية ‪:‬‬
‫●وجود الملوثات البيولوجية في الماء من شأنها ان تغير من الصفات القيزيائية الطبيعية للماء محدثة تغيرا أو تلوثا فيزيائيا ومن امثلة ذلك تلوث الماء بكميات كبيرة من‬
‫الطحالب التي تؤدي الي زيادة عكارة الماء وبالتالي تغير وتقلل من نفاذ الضوء خالل طبقات الماء ‪.‬‬
‫●التلوث الفيزيائي للماء مثل التلوث الحراري من شانه ان يؤثر علي الكائنات الحية الموجودة في الماء ومن ثم يؤثر علي االتزان البيولوجي الموجود به ‪ ,‬فالماء الملوث‬
‫حرارايا قد يعمل علي هجرة بعض الكائنات الي اماكن اخري مالئمة حرارايا ‪ ,‬لذا فإن تعرض األحياء لحرارة عالية سوف يؤدي إلى تغيرات في معدالت التكاثر‬
‫والتنفس والنمو وقد يؤدي إلى موت هذه األحياء ويتناسب هذا التأثير مع مقدار الزيادة في درجة الحرارة وفترة التعرض لهذه الحرارة‪.‬‬
‫● التلوث الفيزيائي للماء بالمخلفات الصلبة مثل المخلفات البالستيكية غير القابلة للتحلل البيولوجي بشكل خاص ( ‪ ، ) Nonbiodegradable‬والتي لها القدرة على‬
‫الثبات داخل البيئة ‪ ،‬وهذه المخلفات قد تلتهمها األسماك الكبيرة فتختنق وتموت ‪ ،‬وبعض شباك الصيد التي تُهمل وتُترك في البحر تتعرض لها الطيور الخواضة فتموت‬
‫فيها ‪ ،‬أو أنها تعيق حركة األسماك والكائنات البحرية األخرى فتهلك فيها‪.‬‬
‫وتعد الجيوانات والطيور النافقة داخل البيئات المائية من صور التلوث البيولوجي لهذه البيئات‪.‬‬
‫● التلوث الفيزيائي للماء بالمخلفات الصلبة القابلة للتحلل بيولوجيا او كيميائيا قد تتحلل الي مركبات كيميائية تؤثرعلي االتزان البيولوجي للبيئة المائية عن طريق تأثيرها‬
‫علي معدالت النمو والتكاثر للكائنات المائية‪.‬‬
‫ومن اهم االسباب التي تؤدي الي انتشار وتكاثر الكائنات الحية الدقيقة الممرضة في المياه الملوثة بمخلفات الصرف الصحي والصناعي هو صرف مخلفات المستشفيات‬
‫والمراكز الطبية والعالجية الي شبكة المجاري العامة دون تعقيم أو تطهير لهذه المخلفات مما يؤدي الي انتشار االمراض المعدية التي تكون المياه الملوثة ناقلة لها‪.‬‬

‫المصادر‬
‫‪ -1‬التلوث البيولوجي للبيئة المائية أحمد احمد الدار العلمية للنشر ‪.2008‬‬
‫‪ -2‬الملوثات المائية (المصدر –التأثير – التحكم والعالج ) أحمد احمد دار الكتب العلمية للنشر ‪2007‬‬
‫‪ -3‬البيئة المائية أ‪.‬د‪ .‬حسين السعدي دار اليازوري العلمية ‪.2006‬‬
‫‪.Water pollution (Cause- Effect –Control) PK.GOEL New age International limited publisher1997‬‬
‫مخاطر التلوث المائي في العصر الحديث‬
‫‪ ‬‬
‫محمد الشيرازي‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫المياه وكيفية الحفاظ عليها‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫يجب الحفاظ علـى المياه من التلوث‪ ،‬فإن الماء هو من أهم عناصر الحياة‪ ،‬فهـو المكوّن األساسي لتركيب مـادة الخلية‪ ،‬حيث يكوّن القسم األعظم من جميع الخاليا الحية‬
‫فـي مختلف صورها وأشكالها وأحجامها وأنواعها مـن النبات والحيـوان واإلنسان‪ ،‬وهو يكون نحو (‪ ) %90‬من أجسام األحياء في الدنيا‪ ،‬ونحو (‪ 60‬إلى ‪ ) %70‬من‬
‫أجسام األحياء الراقية بما في ذلك اإلنسان‪.‬‬
‫و معلوم أن الماء سبب حياة كل شيء ح ّي على سطح األرض أو في سمائها أو في بحارها‪ ،‬فقد قال هللا سبحانه‪( :‬وجعلنا من الماء كل شيء حـ ّي أفال يؤمنون)‪ .‬ومن دون‬
‫الماء ال يمكن لخاليا الجسم الح ّي أن تحصل على الغذاء‪ ،‬فالماء مكوّن رئيسي ألجهزة نقل الغذاء في الكائنات الحيّة والفضالت‪ N‬السامة الناتجة عن العمليات الحيوية‬
‫كالبـول والعرق وتطرح خارج الجسم الح ّي ذائبة في الماء‪.‬‬
‫والماء ضروري لقيام كل عضو في جسم اإلنسان بوظائفه على الوجه األكمل‪ ،‬فمن دون الماء ال يمكن لهذا العضو وغيره من االستمرار في عمله واإلبقاء على وجوده‪،‬‬
‫فقد قال سبحانه‪( :‬وهو الذي أنـــزل من السماء مـــا ًء فأخرجنا به نبــــات كل شـــيء )‪ ،‬وقد ورد الحديث عن رسول هللا (صلّى هللا عليه وآله وسلّم) أنه قال‪( :‬الناس‬
‫شركاء في ثالثة النار والماء والكأل)‪.‬‬
‫والمـاء سواء كان مالحا ً أو عذباً‪ ،‬بيئة خصبة للكثير من المخلوقات والكائنات الحية‪ ،‬ولذا قـال سبحانه‪( :‬وهو الذي س ّخر البحر لتأكلوا منه لحما طريّا …)‪ ،‬وقـال تعالى‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا ً لكم ‪ .)… ‬وقال سبحانه‪( :‬وهـو الذي أنزل من السماء ماءاً فأخرجنا به نبات كل شيء …)‪ ،‬ومـن الواضح أن للماء حرارة نوعية‬
‫عالية وبذلك يُع ُّد وسطا ً ممتازاً النتقال الطاقة الحرارية‪ ،‬كما أن الماء مذيب جيد للكثير من المواد والمركبات الكيماوية وبدون الماء ال يكون شجر وال حيوان وال إنسان‪.‬‬
‫الح َكم الربانيّة أن كمية الماء في األرض تظ ّل ثابتة ألنها تسير وفق دورة متكاملة‪ ،‬فالذي يتبخر من الماء يعود إلى األرض في صورة المطر وهكذا دواليك‪ ،‬فال‬ ‫ومن ِ‬
‫يمكن زيادة الماء وال إنقاصه‪ ،‬بخالف سائر مخلوقات هللا سبحانه وتعالى كالنباتات واألسماك والحيوانـات والطيور وغير ذلك‪ .‬وكذلك المواد الحرارية كالنفط والفحم‬
‫الحجري وما أشبه ذلك‪ ،‬فقد قال سبحانـه‪( :‬وهللا الذي أرسل الرياح فتثير سحابـا ً فسقناه إلى بلد ميّت فأحيينا به األرض …)‪.‬‬
‫ويظهر من اآليات القرآنية والروايات أن فـي اآلخرة يوجد ما ٌء أيضاً‪ ،‬كما ورد في القرآن الكريم‪( :‬مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من‬
‫لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفّى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ما ًء حميما ً فقطّع‬ ‫لبن لم يتغيّر طعمه وأنهار من خمر ّ‬
‫أمعائهم)(‪ ،)10‬فإن في كل من الجنة والنار ماء أيضاً‪.‬‬
‫تغطي مياه المحيطات (‪ ) %70,8‬من مساحة الكرة األرضية(‪ )12‬أما البحـيرات واألنهار فتغطـي ( ‪ ) %3‬من مساحة األرض باإلضافة إلى الجليد الذي فـي القارة‬
‫القطبية الجنوبية وفي غريلندا وهي أكبر جزيرة على سطح الكرة األرضية وكذلك في أعالي الجبال‪ .‬وعلى هذا فالمياه تنقــــسم إلى ثالثة أقسام‪ :‬مياه المـــحيطات والمياه‬
‫الجوفية والمياه الجليدية‪ .‬فمساحة المحيطات أكثر من (‪ 300‬مليون) كيلو متر مربع‪ .‬أما مساحة المياه الجوفية‪ ،‬فهي (‪ 60‬ألف) كيلو متر مربع‪ ،‬ومساحة المنطقة الجليدية‬
‫(‪24‬ألف) كيلو متـر مربع(‪ ،)13‬وفـي قارتـي آسيا وأوربا يقطن (‪ ) %70‬من سكان العالم‪ ،‬وهي تضم (‪ ) %39‬من مياه األنهار‪.‬‬
‫ودور المياه في الصناعة كبير جداً‪ ،‬إذ تتركز الصناعة حول مصادر المياه واألنهـار والبحيرات‪ ،‬حيث يستعمـل الماء كمذيب في الصناعة وفي التبريد والتنظيف وغيرها‬
‫من العمليات‪ .‬وقد أشار القرآن الكريم إلى احتياج اإلنسان والحيوان والنبات إلى الماء احتياجا ً كبيراً‪ ،‬والغالب أن يكون الماء مصدر األمطار التي تتساقط في األنهار‬
‫واألودية والغدران‪ .‬كما وإن ماء المطر هو في األصل ماء البحر بعد التبخر‪ ،‬وعملية التبخير هي عملية تقطير للماء وعزله عن الملوثات وعن األمالح‪ ،‬وقـد قال تعالى‪:‬‬
‫(وأنزلنا من المعصرات ما ًء ثجاجا)‪ ،‬وقال سبحانه‪( :‬أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنـزلون)‪ ،‬وقال ع ّز اسمه‪( :‬الذي جعل لكم األرض‬
‫فراشا ً والسماء بنا ًء وأنزل من السماء ما ًء فأخرج به مـن الثمرات رزقا ً لكم فال تجعلوا هلل أنداداً وأنتم تعلمون)‪،‬‬
‫وعلى أي حال فإن كمية المياه العذبة الموجودة في األرض كافية لتلبية احتياجات اإلنسان في الوقت الحاضر وفي المستقبل القريب‪ .‬إالّ أننا بحاجة إلى برنامج ينظم بعدل‬
‫توزيع المياه‪ ،‬على سبيل المثال نهر األمازون وحده يحتوي على (‪ ) %15‬من إجمالي كمية المياه العذبة‪ ،‬في حين يحتوي ‪ 15‬نهراً غيره على (‪ ) %33‬فقط من هذا‬
‫اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫صو ٌر من تل ّوث المياه‬
‫‪ ‬‬
‫وتلوث الماء مـن األمور المهمة التي َجلبت انتباه العلماء المتخصصين في مجال حماية البيئة‪ .‬وقـد عرّفوا تلوث الماء بأنه إحداث تلف أو إفساد بنوعية المياه مما يؤدي‬
‫إلـى حدوث خلل في نظامها بصورة أو بأخرى بما يقلل من قدرتها علـى أداء دورها الطبيعي‪ ،‬بل تصبح ضارة مؤذية عند استعمالها أو تفقـد الكثير مـن قيمتها‬
‫االقتصاديـة‪ ،‬وبصفة خاصة مواردها من األسماك واألحياء المائية‪ .‬ويتحقق ذلك بتدليس مجاري المياه من أنهار وبحار ومحيطات وغير ذلك‪ .‬إضافة إلـى مياه األمطار‬
‫واآلبار والمياه الجوفية مما يجعل من هذه المياه غير صالحـة للحيوان والنبات حتى األحياء التي تعيش في الوسط المائي‪ ،‬وبالتالي يرجـع الضرر إلى اإلنسان‪ ،‬ألن‬
‫اإلنسان هـو الذي يستعمل الماء‪ ،‬واألمور القائمة به من حيوان أو نبات أو ما أشبه ذلك‪.‬‬
‫في الماء سواء كان اإللقاء في البحار أو‬ ‫صبّ‬ ‫ُ‬ ‫ويتلوث الماء عـن طريق المخلَّفات اإلنسانية أو النباتية أو الحيوانية أو المعدنية أو الصناعية أو الكيماوية التي تلقى أو ت‬
‫ُ‬
‫البحيرات أو األنهار أو المياه الجوفية أو ما أشبه ذلك‪.‬‬
‫وقد ذكر العلماء ع ّدة صور لتلوث المياه مثل استنـزاف كميات كبيرة مـن األوكسجين الذائب في مياه المحيطات والبحار والبحيرات واألنهار‪ ،‬وما أشبه ذلك‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى تناقص أعداد األحياء المائية‪ .‬ومثل زيادة نسبة المواد الكيماوية في المياه مما يجعلها سامة لألحياء‪ .‬وثمة أنهار كادت أن تصبح خالية مـن مظاهر الحياة بسبب ارتفاع‬
‫تركيز الملوثات الكيماوية فيها‪ .‬ولعل البحر الميت الواقع بمحاذاة األردن مـن هذا القبيل‪ ،‬فإنه من مخلفات العذاب الذي صُبَّ على قوم لوط لفعلهم السيئ‪.‬‬
‫كمصـدر للشـرب أو ريٍّ للمحاصيل الزراعية أو حتى للسباحة والترفيه وما أشبه ذلك أو‬ ‫ٍ‬ ‫كما وإن نمـو الجراثيم والطُفَيليّات واألحياء الدقيقة في المياه يقلل من قيمة الماء‬
‫قلّة الضوء الذي يع ّد ضروريا ً بالنسبة إلى نمو األحياء النباتية المائية كالطحالب والعوالق‪ .‬باإلضافة إلى أن الطحالب تكوّن من طعام اإلنسان‪.‬‬
‫وقـد أخذ تلوث األنـهار والبحيرات يزداد بشكل سريع بعد الحرب العالمية الثانيـة‪ ،‬وذلك نتيجـةً لزيادة اإلنتاج الصناعي ومخلفاته من األحماض والمعادن والقلويات‬
‫واألمالح والزيوت وغيرهـا‪ ،‬والتي بلغ عددها أكثر من (‪ )300‬مادة على ما أحصاه بعض العلماء‪ .‬وقد تضاعف تركيزها في المياه أكثر مـن مـرّة ع ّما كان عليـه قبل‬
‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وتلوثت األنهار بالجراثيـم والعصيّـات (الكوكز) والح ّمى والكزاز وفيروس شلل األطفال وبيوض الطفيليات‪ ،‬باإلضافة إلـى المواد الكيماويـة‬
‫الناجمة عن المخلفات الصناعية‪ ،‬والتي بلغت كمياتها فـي أنهار الواليات المتحدة األمريكية لوحدها حوالي (‪ 40‬مليون) طن في سنة ‪1390‬ه‍ (‪1970‬م)‪.‬‬
‫وأصبح تلوث المياه في اليابان أكبر مما هو موجود في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وقد ظهرت العديد من األمراض وخاصة لدى سكان السواحل‪ ،‬وترتبط هذه األمراض‬
‫بتلوث المياه بالزئبق والزرنيخ والنحاس وغيرها‪ ،‬والمياه الجوفية أيضا ً هي مسربات من المياه السطحيّة‪.‬‬
‫وهكذا بسبب االستعمال الزائد للمياه الجوفية في اليابان أخذت التربة تهبط في العديد من المدن الكبرى‪ .‬ويعاني في الوقت الراهن ثلث سكان الكرة األرضية من نقص‬
‫المياه‪ ،‬وينذر الخبراء بأن في الخمسين سنة القادمة سيصبح التلوث أمراً شائعا ً وكارثيا ً فـي المياه التي هي اآلن صالحة للشرب‪ ،‬مسببا ً أمراضا ً خطيرة‪ ،‬ليس لإلنسان فقط‬
‫بل يشمل الحيوان والنبات أيضاً‪.‬‬
‫كما تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب مياه المجاري ومياه التصريف التي تجتمع فيها المكروبات المختلفة باإلضافة إلى المركبات الكيماوية‪ ،‬فيجعل الماء غير مستساغ‬
‫لالستعمـال سواء لإلنسان أو للحيـوان أو لنمو النبات مثل اكتسابه الرائحة الكريهة أو اللون أو المذاق السيئ‪.‬‬
‫أن بُقع الزيت وجدت فـي األجزاء المركزية من المحيط الهادي والمحيط الهندي‪.‬‬ ‫أما تلوث المحيطـات والبحار فال يق ّل عـن تلوث البحيرات واألنهار لدرجة ّ‬
‫ومما يزيد من خطر تلوث الوسط المائي كونه متصالً في كل أنحاء الكرة األرضية‪ .‬لذا فإن تلوث مكان ما سينتشر على مساحة كبيرة‪ .‬وكما أن المياه تجري مـن هنا إلى‬
‫هناك‪ ،‬فتأخذ معها أمراض هذا المحيط إلى ذلك المحيط‪ ،‬وهكذا الحال بالنسبة إلى تلوث المياه األخرى مـن مكان آلخر حيث يسري بسرعة مذهلة مع سرعة أمواج البحر‬
‫وسرعة تيار الماء‪ .‬وهذا النوع من التلوث ينذر بخطرين اثنين‪:‬‬
‫‪ -‬الخطر المتوجه إلى اإلنسان بصورة مباشرة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬الخطر المتوجه إلـى اإلنسان بسبب النباتـات واألحياء األخرى‪ ،‬فإنه يعيش في المحيطات والبحار حوالي (‪180‬ألف ) نوعا من الحيوانات‪ ،‬وحوالي (‪10‬آالف) نوع من‬
‫النباتات ويدخل قسم كبير من هذه الحيوانات في السلّم الغذائي لإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وقد بدأ اإلنسان وبشكل ناجح في تطوير المزارع البحرية ذات المردود االقتصادي‪ ،‬وقـد ذكر بعض علماء مصر أن بلداً كمصر تتمكن بواسطة المزارع البحريـة أن‬
‫تضاعـف مـن عدد سكانـها مـن (‪60‬مليون) إلى (‪120‬مليون)‪.‬‬
‫فإن للبحار فائدة كبرى هي إنتاجها نصف ما يحتاجه اإلنسان‬ ‫وتنتج البحار والمحيطات حاليا ً أكثر من (‪100‬مليون) طن من األسماك سنويا‪ .‬أضف إلى الفوائد المتقدمة‪ّ ،‬‬
‫ً‬
‫من األوكسجين‪ ،‬وكذا تساعد على إيجاد التوازن الغذائي لثاني أكسيد الكربون‪.‬‬
‫والمالحظ أن التلوث يض ّر بكل ذلك‪ ،‬ولـذا نـالحظ كثرة األمراض وانتشارها في أوساط البشر مما ال سابقة له فـي التاريخ‪ ،‬وليس األمر كما يقول‪ N‬بعضهم من أنه ال‬
‫أمراض جديدة وإنما الجديد اكتشاف هذه األمراض‪ ,‬ومـا ذكرناه يتطابق والحديث المروي الذي يشير إلـى هذه الحقيقة (كل ّما أحدث الناس معصية جديدة أحدث هللا لهم‬
‫أمراضا ً جديدة) ‪ ،‬ويمكن أن يكون بالسببيّة مثـل حدوث مرض اإليدز الذي ينشأ نتيجة الشذوذ الجنسي‪ ،‬كما يمكن أن يكون بمجـ ّرد العالئميّة والقرينيّة ال العليّة مثل (إذا‬
‫ظهر الزنا كثر موت الفجأة)‪.‬‬
‫وال ينجـم تلوث البحار والمحيطات فقط عن زيادة استغالل الثروات الطبيعية منها‪ ،‬بل كـون مياه البحـار والمحيطات تش ّكل حاليّا ً خزانا ً كبيراً للنفايات‪ ،‬من فضالت المدن‬
‫ومن نفايات المصانع‪ ،‬فأصبحت بعض السواحل قد فقدت قدرتها على جذب السوّاح‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫دور النفط في التلوث المائي‬
‫‪ ‬‬
‫ويأتي النفط فـي مقدمـة الملوثات خطـورة‪ ،‬وتد ّل الدراسات على أن (‪ 200‬ألف) طن مـن النفط كافية لتحويـل بحر البلطيق من الناحية البيولوجية إلى صحراء قاحلة ال‬
‫تعيش فيها الكائنات الحية ؛ وناقلة بترول واحدة كافية لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫ومن مصادر تلوث البحار عملية تنظيف البواخر وناقالت النفط‪ ،‬والتي تسبب تسرب (‪ 10‬مليون) طن من النفط إلى البحر‪ ،‬ويكون تركيز النفط عاليا ً بشكل خاص في‬
‫المناطق الساحلية‪.‬‬
‫وتشكو البحار المغلقة من مشكلة التلوث أكثر من غيرها‪ ،‬ويعتبر البحر األبيض المتوسط من البحار المغلقة التي تعاني من مشكلة التلوث‪ .‬وهناك تحذير من قبل العلماء‬
‫بتحويل البحر األبيض المتوسط إلى بحر ميّت إذا ظلّت معدالت التلوث بهـذا الشكل خصوصا ً مـن قبل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا لذا كانت السواحل الفرنسيّة واإليطاليّة‬
‫واإلسبانيّة أكثر المناطق تضرّراً مـن تلوث البحر األبيض المتوسط‪.‬‬
‫وقد ق ّدر الباحثون الفرنسيّون أنه قبل عشرين عاما ً كانت الجراثيم الملوثة ال توجد على بعد أكثر من (‪ )200‬كيلو متر عن الشاطئ الفرنسي ولكنها وصلت حاليا ً إلى مسافة‬
‫تزيد عن (‪ )320‬كيلو متراً‪.‬‬
‫ومن أخطر أنواع التلوث البحري النفط الذي يشكل طبقة عازلة تمنع التبادل الغازي بـين الماء والهـواء‪ ،‬فتمنع وصول األوكسجين إلى الكائنات البحرية‪ .‬كما وإن التصاق‬
‫البقع النفطية باألجسام يسبب لها أمراضا ً خطيرة‪.‬‬
‫وقد أ ّدى غرق ناقلة نفط واحدة سنة ‪1396‬ه‍ (‪1976‬م) بحمولتها البالغة (‪ 109‬ألف) طـن إلى أضرار مادية تق ّدر بأربعمائة مليون فرنك فرنسي‪ ،‬وتسبب في حرمان (‪40‬‬
‫ألف) عائلة من عملها الذي قوامه صيد األسماك‪ .‬هـذا باإلضافة إلى األضرار التي ألحقت بالنباتات والحيوانات البحرية‪ ،‬والتي مـن الصعب تقديرها‪ .‬ومثل هذه األضرار‬
‫تمتد أحيانا ً عقوداً مـن الزمان‪ .‬وتشكل قطرات النفط طبقة دقيقة جداً تعزل الماء عن الوسط الخارجي وتمنع بالتالـي التبادل الغازي فتنتشـر قطرة واحدة من النفط على‬
‫مساحة يصل قطرها إلى (‪ 150‬سنتمتر) كما ويغطي طن واحد من النفط مساحة قطرهـا ( ‪ 12‬كيلـو متراً)‪ ،‬ويشكل النفط طبقة على سطح الماء تتراوح سماكتهـا بين (‪1‬‬
‫سنتمتـر إلى ‪ 2‬سنتمتر)‪ ،‬فينقطـع التفاعل بين األوكسجين الخارجي واألوكسجين الموجود في الماء‪ ،‬وكثيراً ما يعلو من مثل هذا السطح البخار الملوث‪ ،‬مما يض ّر الزرع‬
‫واإلنسان بأضرار بالغة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫المخلّفات الصناعية والتلوث المائي‬
‫‪ ‬‬
‫وإلى جانب النفط هنـاك مخلَّفات الصنــاعات التي تتجه صوب البحر‪ ،‬وتعتبر مصدراً من مصادر التلوث‪ ،‬فيتلوث الماء بالمعادن واألمالح الكيماوية المختلفة كمصانع‬
‫الحديد والصلب والسيارات و…‪.‬‬
‫ً‬
‫ومن المواد الملوثة التي تصل وبكميّات كبيرة إلى المياه‪ ،‬مادة الزئبق وهي مـادة شديدة الس ّمية‪ ،‬فالصناعـات األمريكيـة وحدها تلقي سنويا حوالي (‪ )500‬طن من هذه‬
‫المادة في المياه‪ ،‬والصناعات الفرنسية تلقي (‪ )50‬طنّا ً كما يتسرّب مـا حجمه (‪250‬ألف) طن مـن الرصاص إلى مياه البحار والرصاص ليس بأقل من الزئبق في الس ّمية‪.‬‬
‫ويرمى إلى المحيطات والبحار سنويا ً حوالي (‪ )100‬طن من الكادميوم‪ ،‬والذي يؤثر بشكل مباشر على مخ العظام‪ ،‬وبالتالي يتسبب في فقر الدم‪ ،‬ألن مخ العظام هو‬
‫المسؤول عن صنع الكريات الحمر‪.‬‬
‫ويتسرب إلـى البحر حوالي (‪ )300‬طن مـن النحاس باإلضافة إلى المعادن األخرى كالنيكل‪ ،‬وكل ذلك يؤثر على اإلنسان بصوّرة خاصّة وعلى بقيّة المخلوقات بصورة‬
‫عا ّمة‪.‬‬
‫وقد ظهرت فـي مدينة (مينامـاتا) في اليابان منذ فترة ليست ببعيدة أمراضٌ خطيرة حيث لوحظ لـدى الصيادين تخلخل في النطفة وضعف في الرؤية‪ ،‬وظهرت أعراض‬
‫شلل في عضالت اليدين والرجلين‪ .‬وبعد الدراسة تبيّن أن السبب يعود إلـى تلـوث البحيرة الموجودة في المدينة بالزئبق حيث يقذف المعمل القريب من المدينة مخلفاته إلى‬
‫الماء‪ ،‬وينتقل تأثير هذا التلوث إلى األسماك ومنها إلى الصيادين الذين يـــتغـــذون علـى هذه األسماك‪ ،‬وقد نجم عن ذلك إصابات بالموت بلغت حوالي (‪ 30‬ألف) إنسان‪.‬‬
‫كما ودلّت الدراسات على أثر هذا المرض في انتقاله وراثيا ً إلى أطفال الصيادين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫التخلص من األعراض الناشئة من التلوث‬
‫‪ ‬‬
‫ويتم ذلك بأمور‪:‬‬
‫األول‪ :‬ضبط الموازنة بين الصحة واالقتصاد‪ ،‬فال يجوز إهمال الجانب الصحّي لصالح العامل االقتصادي‪ ،‬فما الفائدة من وجود أكداس من المال في البنوك اليابانية مثالً‬
‫لو ابتُلي الشعب باألمراض‪.‬‬
‫إن اإلسالم جعل اإلنسان هو المحور ال المادة‪ ،‬قال سبحانه‪( :‬هو الذي أنزل من السماء ما ًء لكم)‪ .‬فاإلنسان هو محور الكون حسب هذه اآلية وغيرها من اآليات‪ .‬يجب أن‬
‫يصبح هدف الحكومات هو اإلنسان وليس المادة‪ ،‬إذ المادة في خدمة اإلنسان وليس اإلنسان في خدمة المادة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬إيجاد توصيـالت لنقل المياه الملوثة مـن أماكن تواجدها إلى المنخفضات‪ ،‬فتأسيس األنابيب لهـذا الغرض ال يقل أهمية عن تأسيس أنابيب النفط‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬يلزم تقسيم الماء فـي المدن إلى صنفين‪ :‬ماء صالح للشرب‪ ،‬وماء لتنظيف وإزالـة األوساخ‪ ،‬حيث هناك ماءان‪ :‬ماء للشرب وماء آخر ‪ ‬يستفاد منه في أمور‬
‫التنظيف ولسقي الحدائق‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬اإلكثار من حمالت التشجير التي ال تحتاج إلى سقي إذ إنها تصل بجذورها إلـى المياه الجوفية الموجودة فـي باطن التربة‪ ،‬أو استعمال أساليب التقطير في سقي‬
‫المزروعات‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬الحفاظ علـى النظافـة قدر اإلمكان سواء نظافة البيت أو المدرسة أو المدينة‪.‬‬
‫شـن حمالت تنظيف شعبية في المدن‪ ،‬وذلك بدعوة أهالي المدينة إلى تنظيف بيوتهـم وشوارعهـم‪ ،‬وتتوقف عملية اإلصالح هذه على مقدار الوعـي و النية‬ ‫السادس‪ّ :‬‬
‫الصادقة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫أقسام التلوث المائي‬
‫‪ ‬‬
‫ثم إن التلوث المائي قد يكون طبيعيّا ً وهو تغيّر الماء بسبب رائحة كريهة أو تلوّن الماء بألوان الملوثات أو تغيّر مذاقه بسبب موت حيوان فيه وقد يكون غير طبيعي بسبب‬
‫المخلّفات الصناعية‪ .‬فقد يكون الماء مصدر سا ّم يهـدد حياة اإلنسان‪ ،‬إذا تلـوث بأحد المركبات الكيماوية مثـل الزئبق والرصـاص والزرنيخ أو أحد مبيدات الحشرات أو ما‬
‫أشبه ذلك‪ .‬وال فرق هنـا بين كـون المادة الكيماويـة التي لوّثت الماء مادة قابلة للذوبان أو غير قابلـة للذوبان بـل تتراكم الكائنات الحية التي تعيش في الماء كالرصاص وما‬
‫أشبه ذلك‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومـن أعراض تلوّث المياه ارتفاع درجة حرارتها‪ ،‬فالماء المستخدم في عمليات التبريد وفي محطات توليد الكهرباء وفي معامل الصلب والورق الذي يصرّف إلى البرك‬
‫واألنهار والبحيرات يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة في تلك المياه‪.‬‬
‫كما وإن ارتفاع درجة الحرارة فـي المياه يؤدي إلى زيادة نمو الطحالب غير المرغوبة فيها وغير الصالحـة لغذاء األحياء المائية‪ ،‬وينتج عن ذلك غازات كريهة وسموم‬
‫تتراكم سنة بعـد أخرى لتقضي علـى الحياة في الوسط المائي الملوث بها‪ .‬وينجم عـن التلـوث الحراري‪ ،‬فقس بيوض األسماك قبل مواسم توفر الغذاء المناسب مما يجعلها‬
‫تواجه خطر اإلبادة الجماعية‪.‬‬
‫أما التلـوث البيولوجـي يعني وجـود مكروبات أو طفيليات مسببة لألمراض فـي المياه‪ ،‬كبعض أقسام الديدان أو البلهارزيا أو الطحالب أو ما أشبه ذلك‪ ،‬تسبب في تغيير‬
‫طبيعة المياه ونوعيتها‪.‬‬
‫علـى أي حال فالالزم تجنيب البحيرات والبحار واألنهار وما أشبه ذلك‪ ،‬مـن المخلفات الصناعية التي يتم تصريفها إلى الماء‪ ،‬والتي تؤدي إلى تلوث الماء باألحماض‬
‫والقلويّات واألصباغ والـــمركبات الضارة واألمالح السامة والدهون والدم والبكتيريا والصابـون والمــنظفات الصناعية وما أشبه ذلك من اإلفرازات التي يفرزهـا جسم‬
‫اإلنسان‪ ،‬وهـذه تنتقل إلى األحياء عن طريق الجلـد والجروح والفـم‪ ،‬عند االستحمام والسباحة أو عند تناول األسماك والكائنات البحرية المصابة بهذه األحياء الدقيقة‬
‫ال ُم َمرِّ ضة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫طرق الوقاية‬
‫‪ ‬‬
‫وللوقاية من التلوث المائي باإلضافة إلى ما تقدم يجب أن نقوم بما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -1‬مالحظة أماكن رشّ المبيدات التي تستعمل للمحاصيل الزراعية أن ال تكون بالقرب من الترع والقنوات‪ N‬واألنهار‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم صرف المياه التي يُغسل فيها األموات إلى األنهار وبعبارة أخرى معالجة مياه الصرف الصحي قبل دفعها إلى األنهار‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ عدم إلقاء المواد البالستيكية في المياه‪ ،‬ألن ذلك يسبب قتل األسماك والطيور وإلحاق الضرر بها‪.‬‬
‫‪ -4‬منع تصريف المياه الحارة الناتجة عـن المفاعالت النووية أو مراكز التحلية أو توليد الطاقة‪ ،‬إلى األنهار والبحار‪،‬كما ينبغي عقد اتفاقيات دولية في هذا المضمار‪.‬‬
‫معالجة الحمأة في محطات الصرف الصحي وأثرها على حملها الوبائي‬

‫‪ ‬‬

‫إن الحاجة إلى تنقية مياه الصرف الصحي مع ازدياد الطلب على إعادة استخدامها قاد إلى ارتفاع مستوى المواصفات‪ N‬والمعايير الخاصة بتنقيتها لتحقق أعلى درجات‬
‫األمان البيئي والصحي في حالة إعادة استخدام هذه المياه أو التخلص منها في البيئة‪ ،‬وكان من أهم معايير الجودة لهذه المياه هو محتواها من الشوائب و المواد الصلبه‬
‫والتي أدى إزالتها في محطات المعالجة إلى تكون نفاية صلبة(حمأة) لمحطات الصرف الصحي مستخلصة من هذه المياه‬

‫وفي مياه الصرف الصحي عرفت ثالث أنواع من المواد الصلبة وهي العوالق الصلبة والمواد الصلبة الذائبة والعوالق الصلبة المتطايرة ‪ ،‬وقد وجد أن أغلب محتوى‬
‫المواد الصلبة العالقة في مياه الصرف الصحي هو من المواد العضوية في حين أن المواد الغير عضوية كانت تشكل أعلى نسبة في مكونات المواد الصلبة الذائبة في مياه‬
‫الصرف الصحي‪ ‬‬

‫تسمى المواد الصلبة المتكونة أثناء فترة المعالجة لمياه الصرف الصحي في المحطات بالحمأة ‪ ،‬وهي تحوي كميات ضخمة من الماء قد تتجاوز نسبتها ‪ %97‬من حجمها‪،‬‬
‫كما أنها تحوي مقادير من الممرضات المنقولة مع مياه الصرف الصحي والتي أزيلت معها أو ضمنها عالوةً على محتواها الكيميائي كمواد عضوية قابلة للتخمر والتحلل‬
‫الحيوي‬

‫ولكي تصبح مقبولة وآمنه بيئيا ً وصحيا ً في حالة التخلص منها في البيئة أو إعادة استخدامها فإنه البد من معالجتها للحد من مشكلة الممرضات المنقولة بها‪ ،‬و لتثبيتها‬
‫بخفض قابليتها للتخمر والتحلل وبالتالي التحكم في التلوث الميكروبي الذي قد ينجم عن استعمارها وتعاقب الكائنات الحية الدقيقة عليها وأيضا ً للتحكم في الروائح المنبعثة‬
‫من جرّاء ذلك‪ ،‬كما أن خفض محتواها المائي يعتبر من األهداف الرئيسية أيضا ً لمعالجتها وذلك للتحكم في نمو الكائنات الحية الدقيقة عليها ولتقليص حجمها وبالتالي‬
‫تقليص حجم اإلنفاق على النقل والمعالجة وخالفه وعموما تصل مياه الصرف الصحي إلى محطات المعالجة قادمة من مصادرها المتعددة لمختلف األنشطة البشرية في‬
‫المدينة ليتم معالجتها بخطوات يمكن إيجازها كالتالي‬

‫عند مدخل المحطة يتم ص ّد النفايات الصلبة الكبيرة التي ال يمكن معالجتها في المحطة كالعلب وقطع القماش واألخشاب وما إلى ذلك بواسطة المناخل المثبّتة عند المدخل‬
‫ليتم استبعادها من مياه الصرف الداخلة إلى نظام المعالجة‪ ،‬وهذا النوع من النفايات الصلبة ليس هو المعني في هذا المقال‬

‫يلي هذه المرحلة خطوة إلزالة المواد سريعة الترسب كالرمل والحصى وكذلك المواد سريعة الطفو كالشحوم والزيوت حيث يتم فصل األولى بالترسيب واألخرى بالكشط‪.‬‬
‫بعد ذلك تدخل مياه الصرف الصحي والتي ال زالت تحمل المواد الصلبة العالقة والذائبة وكل ما لم يزل في المرحلة االبتدائية المذكورة آنفا ً إلى مرحلة الترسيب األولي‬
‫حيث يتم في فترة االحتجاز الطويلة نسبيا ً انفصال كميات كبيرة من المواد الصلبة العالقة في مياه الصرف على شكل رواسب من الحمأة تتجمع في قاع خزانات الترسيب‬
‫األولي وذلك بفعل قوة الجاذبية األرضية‪ ،‬ومن هذه المرحلة تخرج مياه الصرف الصحي وهي تحوي المواد الصلبة الذائبة ومقادير من المواد الصلبة العالقة ويتم نقلها‬
‫بعد ذلك إلى مرحلة المعالجة الحيوية حيث تتكون الكتل الحية من نمو الكائنات الحية الدقيقة على المغذيات الذائبة في مياه الصرف‪ ،‬يلي هذه المرحلة الترويق الثانوي‬
‫حيث تنفصل الكتل الحية عن مياه الصرف الصحي على شكل كتل من الحمأة ترسب في قاع خزانات الترويق الثانوي‬

‫إن مرحلتي الترسيب األولي و الترويق الثانوي هما المصدر الرئيسي للنفايات الصلبة لمحطة الصرف الصحي ومن المراحل األخرى وعن طريق الكواشط والفالتر‬
‫والطواحن وخالفه يمكن توليد كميات من النفايات الصلبة لكن بكميات ثانوية نسبيا ً‬

‫‪ ‬‬
‫إن مصدر الحمل الوبائي الرئيسي للنفايات الصلبة المتولدة في محطات الصرف الصحي هو البراز اآلدمي ‪ ،‬حيث يستطيع اإلنسان الواحد أن يصرف إلى المحطة يوميا ً‬
‫ما يقدر بـ ‪ 60-30‬جرام جاف من البراز مما يشكل أكبر مصدر للنفايات الصلبة لمحطة الصرف الصحي‪ ،‬وعليه فإن حملها الوبائي مرتبط بشكل رئيسي بالحالة الصحية‬
‫لألفراد الذين يصرفون مخلفاتهم إلى المحطة وعليه فإنه ال يمكن الحد من وصول الممرضات إلى المحطة بشكل مباشر ‪ ،‬وعموما ً نجد أن الممرضات تتركز في الحمأة‬
‫بشكل أكبر مما هو عليه في مياه الصرف المولدة لها حيث تتجمع الممرضات وتُمتص على الرواسب‪ .‬إن عملية التثخين هي أولى مراحل معالجة الحمأة حيث يتم فيها‬
‫تهيئة الحمأة للعمليات الالحقة سواءاً للتثبيت أو لخفض المحتوى المائي‪ ،‬وهدف هذه المرحلة هو زيادة تركيز المواد الصلبة‪ ،‬وهي غير موجهة لخفض مقادير الممرضات‬
‫وال لتثبيت المكونات العضوية‪ ،‬ويتم ذلك بفصل الماء جزئيا ً عن الكمية المتكونة_ أثناء مراحل معالجة مياه الصرف الصحي_ بآليات فيزيائية في مجملها مثل التثخين‬
‫بالترسيب حيث يتم احتجاز النفايات الصلبة (الحمأة) المتولدة من مرحلتي الترسيب األول والترويق الثانوي وغيرهما في خزان لعدة ساعات تكفي النفصالها إلى طبقات‬
‫بحسب كثافتها بحيث تصبح الطبقة العلوية هي من الماء المنفصل عن الحمأة والذي تهدف هذه المرحلة إلى إزالته منها العديد من الطرق يمكن استخدامها لتحقيق التثخين‬
‫بآليات غير الجاذبية األرضية كالطرد المركزي أو الحزام الضاغط وغير ذلك‪  ‬‬

‫يلي ذلك مرحلة التثبيت والتي تهدف إلى تثبيت المكونات العضوية أي تخفيض قابليتها للتحلل والتعفن في البيئة وذلك بتحويلها في محطة المعالجة إلى مركبات ثابتة‬
‫حيويا ً مما يحد أيضا ً من انبعاث الروائح الناجم عن استخدامها كمواد أساسية للنمو الميكروبي‪ ،‬كما يتم في العديد من تطبيقات التثبيت التأثير على مقادير الممرضات‬
‫بخفضها إلى مستويات تتفاوت بحسب التطبيق المستخدم‪ ،‬ومن فوائد التثبيت أيضا أن النفايات الصلبة المثبّتة يمكن بسهولة خفض محتواها المائي‬

‫‪ ‬‬
‫إن تثبيت الحمأة يمكن أن يتحقق بالعديد من اآلليات كالهضم الحيوي الهوائي أو الالهوائي في درجات حرارة متوسطة أو مرتفعة‪ ،‬أو باألكسدة الكيميائية مثل استخدام‬
‫الجير وغيرها‪ ،‬ويتم اختيار الطريقة بحسب نوع الحمأة واإلمكانيات المتاحة ونظام التخلص أو إعادة االستخدام المطبق للمنتج المثبت‬

‫‪ ‬‬
‫وأكثر التطبيقات شيوعا ً في محطات الصرف الصحي هو الهضم الحيوي الالهوائي في درجات الحرارة المتوسطة حيث تخضع فيه النفايات الصلبة لمحطة الصرف‬
‫الصحي المتولدة على هيئة حمأة إلى االحتجاز في خزانات محكمة الس ّد لمنع دخول الهواء إليها ولفترات طويلة نسبيا ً (‪40-20‬يوماً) حيث وضحت الدراسات أن أعلى‬
‫نسبة لهضم هذا النوع من المركبات العضوية يتحقق في حالة الهضم الالهوائي وذلك مقارنة بالهضم الهوائي‪ .‬إن وحدة الهضم الحيوي الالهوائي تستطيع في ظروف‬
‫التشغيل المثلى أن تحقق خفضا في مقادير المواد الصلبة القابلة للهضم الحيوي بحوالي ‪ %50‬ويمكن تلخيص الدور الذي تقوم به األحياء الدقيقة في هذا المفاعل الحيوي‬
‫بالتالي‬

‫‪ ‬الهضم األولي للمواد ذات الجزيئات الكبيرة وتحويلها إلى مواد ذائبة‪ ‬‬

‫(‪)Polysaccharidase, Protease and Lipase‬وذلك بواسطة بعض األنزيمات الخارج خلوية مثل‪   ‬‬

‫تخمير هذه المواد الذائبة وتوليد أحماض دهنية‪ ،‬كحوالت‪ ،‬هيدروجين وثاني أكسيد الكربون وذلك بواسطة البكتيريا مولدة الحامض‪ ‬‬

‫تخمير األحماض الدهنية وتوليد اإلسيتيت ‪ ،‬ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين‪ ،‬وأحيانا ً الفورميت‪  ‬‬

‫تحويل الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون أو االسيتيت والهيدروجين إلى غاز الميثان بواسطة بكتيريا الميثان‬

‫عالوة على المسارات االيضية األخرى للبكتيريا المختزلة للحديد أو المنجنيز أو تلك المولدة لغاز كبريتيد الهيدروجين والتي تستطيع أن تتسبب في معدنه المواد العضوية‬
‫وتحليلها إلى صور بسيطة )‪ ‬‬

‫وقد وجد أن الغازات الخارجة من هذا النوع من المفاعالت الحيوية قد‬

‫تحوي مقادير من مشتقات هيدروجينية للمعادن والمواد الغروية المعدنية كشاهد على مسارات أيضيه تستغل فيها بعض األجناس البكتيرية المركبات المعدنية‪ ،‬ورصد‬
‫ألول مرة ضمن غازات خزان الهضم الالهوائي مركب (‪ )Trimethyl Bismuth‬‬

‫إن الحاجة إلى زمن االحتجاز الطويل نسبيا ً سببه بطء العمليات الحيوية‪ ،‬وقد اقترح بعض الباحثين إمكانية تقليص الفترة الالزمة للتثبيت في هذا النوع من المفاعالت‬
‫الحيوية بإضافة خطوه معالجة تؤدي إلى تكسير جدران بكتيريا‬
‫الكتل الحية الموجودة في النفايات الصلبة لمحطة الصرف الصحي و الداخلة على هذا المفاعل وذلك إلتاحة مكوناتها للتثبيت ألن طول الفترة الالزمة للتثبيت سببها‬
‫صعوبة هضم محتويات الخاليا بسبب تركيب جدرانها وتمكن بعضهم من إثبات ذلك عندما حُطمت جدر البكتيريا بالمعالجة الكيميائية الحرارية أو الضغط العالي أو‬
‫الموجات الصوتية وغيرها وهذه اآللية لو طبقت فإنها ستخفض مقادير الممرضات الموجودة ضمن هذه الكتل الحية‬
‫إن خفض المحتوى المائي بعد التثبيت يعتبر عملية مهمة اقتصاديا ً وتشغيليا ً حيث يتم بها تقليص تكاليف وإمكانيات نقل وتداول وتجفيف النفايات الصلبة لمحطة الصرف‬
‫الصحي وكذلك لتهيئتها للمراحل التالية من المعالجة‬
‫ولما كانت دقائق المواد الصلبة في الحمأة ناعمة وضئيلة الحجم وأيضا ً ذوّابة ولها شحنة كهربية سالبة كان البد من تهيئة الحمأة أو تكييفها قبل مرحلة خفض المحتوى‬
‫المائي وذلك لرفع قابليتها لفقد الماء أثناء هذه المرحلة‬
‫العديد من الطرق تستخدم لتكييف الحمأة وإعدادها لمرحلة خفض المحتوى المائي ولبعضها القدرة على قتل الكائنات الحية الدقيقة‪ ،‬ومن هذه الطرق التهيئة الكيميائية‬
‫باستخدام كلوريد الحديد والجير أو كبريتات الحديدوز وال ّشب أو الرماد والتي تقود إجماالً إلى تكتل الحمأة وزيادة حجم حبيباتها‪ ،‬ومن وسائل التهيئة الكيميائية أيضا ً‬
‫استخدام البوليمرات العضوية ‪ ،‬والبوليمرات عموما ً مركبات طويلة السالسل تذوب في الماء على شكل محلول حيث يلتصق البوليمر الذائب بسطوح دقائق الحمأة مما‬
‫يؤدي إلى ترابطها و تكتّلها‪ ،‬كما يقود أيضا ً إلى تعادل الشحنات على سطوح دقائق الحمأة‬

‫ومن الطرق الممكن استخدامها لهذا الغرض أيضا ً طرق فيزيائية مثل غسيل وتصفية الحمأة من المواد الذائبة لتحسين تركيب دقائق الحمأة وتستخدم مياه الصرف الصحي‬
‫المعالجة لذلك‪ ،‬ومنها أيضا ً التهيئة الحرارية بتسخين الحمأة عند درجات حرارة من ‪240ْ-140‬م لـ ‪ 40-15‬دقيقة بغرض تخثير الحمأة وتحطيم التراكيب الهالمية‪ ،‬ومثل‬
‫هذه الطريقة تعتبر مطهرة للحمأة وتؤدي إلى خفض للحمل الوبائي فيها‪ ،‬ومن الطرق أيضا ً التجميد وخالفه‬
‫بعد التهيئة والتكييف بإحدى الطرق المذكورة آنفا ً تنقل النفايات الصلبة لمحطة الصرف الصحي إلى وحدة خفض المحتوى المائي‬
‫العديد من الطرق المتاحة يمكن استخدامها في هذه المرحلة ويتم اختيار الطريقة حسب نوع ومواصفات‪ N‬الحمأة ‪،‬اإلمكانيات المتاحة ودرجة الرطوبة المطلوبة للمنتج‬
‫النهائي‪ .‬وكان استخدام أحواض التجفيف أو برك التجفيف أول الطرق المستخدمة لهذا الغرض حيث تنشر الحمأة على أرضية تسمح للماء بالنفاذ وال تلتصق بها الحمأة‬
‫بشدة وغالبا ً ما يستخدم الرمل لذلك ‪ ،‬وتترك لفترة تتراوح بين أيام إلى أسابيع عرضة للهواء الطلق حتى تجف‪ ‬‬
‫ومن الطرق المستخدمة أيضا ً الطرد المركزي حيث تستخدم قوة الطرد المركزي لتسريع معدل الترسيب وفصل الماء‪ ،‬ومن الطرق أيضا ً استخدام التفريغ عبر مرشح ‪،‬‬
‫وطرق أخرى عديدة ومن أكثر الطرق انتشاراً في الوقت الحالي طريقة الحزام الضاغط حيث يتم ضغط الحمأة بين حزامين مرشحين بواسطة آالت دوّارة ترصّ الحمأة‬
‫حتى ينفذ الماء من خالل الحزام المرشح وتبقى‪ N‬المواد الصلبة بين الحزامين على هيئة طبقة رقيقة نسبيا ً‪ ‬‬
‫هذا ولم تُشر األبحاث المنشورة حول هذه العملية إلى قدرة تقنية الخفض اآللي للمحتوى المائي باستخدام الحزام الضاغط على التأثير على الحمل الوبائي للنفايات الصلبة‬
‫لمحطة الصرف الصحي إال ما يفهم بالضرورة من أن المياه التي سوف تزال من الحمأة أثناء هذه المرحلة لن تكون معقمة بل سوف تحوي مقادير من الممرضات التي‬
‫كانت في الحمأة أصالً وبالتالي تنخفض مقادير الممرضات في الحمأة بقدر ما يخرج منها مع الماء أثناء هذه المرحلة‬

‫المصدر‪  ‬موقع المياه‪ ‬‬


‫نظرة مختصرة الى معالجة المياه‬
‫‪ ‬‬
‫م‪ .‬عارف سمان‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫يرجع اهتمام اإلنسان بنوعية الماء الذي يشربه إلى أكثر من خمسة آالف عام ‪ .‬ونظرا للمعرفة المحدودة في تلك العصور باألمراض ومسبباتها فقد كان االهتمام محصور‬
‫في لون المياه وطعمها ورائحتها فقط ‪ .‬وقد استخدمت لهذا الغرض ـ وبشكل محدود خالل فترات تاريخية متباعدة ـ بعض عمليات المعالجة مثل الغليان والترشيح‬
‫والترسيب وإضافة بعض األمالح ثم شهد القرنان الثامن والتاسع عشر الميالديان الكثير من المحاوالت الجادة في دول أوربا وروسيا للنهوض بتقنية معالجة المياه حيث‬
‫أنشئت ألول‪ N‬مرة في التاريخ محطات لمعالجة المياه على مستوى المدن ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ففي عام ‪1807‬م أنشئت محطة لمعالجة المياه في مدينة جالسكو األستكلندية ‪،‬وتعد هذه المحطة من أوائل المحطات في العالم وكانت تعالج فيها المياه بطريقة الترشيح ثم‬
‫تنقل إلى المستهلكين عبر شبكة أنابيب خاصة ‪ .‬وعلى الرغم من أن تلك المساهمات تعد تطورا تقنيا في تلك الفترة إال أن االهتمام آنذاك كان منصبا على نواحي اللون‬
‫والطعم والرائحة ‪ ،‬أو ما يسمى بالقابلية ‪ ،‬وكانت المعالجة باستخدام المرشحات الرملية المظهر السائد في تلك المحطات حتى بداية القرن العشرين ‪ .‬ومع التطور الشامل‬
‫للعلوم والتقنية منذ بداية هذا القرن واكتشاف العالقة بين مياه الشرب وبعض األمراض السائدة فقد حدث تطور سريع في مجال تقنيات المعالجة حيث أضيفت العديد من‬
‫العمليات التي تهدف بشكل عام إلى الوصول بالمياه إلى درجة عالية من النقاء ‪ ،‬بحيث تكون خالية من العكر وعديمة اللون والطعم والرائحة ومأمونة من النواحي‬
‫الكيمائية والحيوية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫معالجة المياه ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫لقد كان وباء الكوليرا من أوائل األمراض التي اكتشفت ارتباطها الوثيق بتلوث مياه الشرب في المرحلة السابقة لتطور تقنيات معالجة المياه ‪ ،‬فعلى سبيل المثال أصيب‬
‫حوالي ‪ 17000‬شخص من سكان مدينة هامبورج األلمانية بهذا الوباء خالل صيف ‪1829‬م أدى إلى وفاة ما ال يقل عن نصف ذلك العدد ‪ .‬وقد ثبت بما ال يدع مجاال للشك‬
‫أن المصدر الرئيس للوباء هو تلوث مصدر المياه لتلك المدينة ‪ .‬يعد التطهير باستخدام الكلور من أوائل العمليات التي استخدمت لمعالجة المياه بعد عملية الترشيح وذلك‬
‫للقضاء على بعض الكائنات الدقيقة من بكتريا وفيروسات مما أدى إلى الحد من انتشار العديد من األمراض التي تنقلها المياه مثل الكوليرا وحمى التيفويد ‪ .‬وتشمل‬
‫المعالجة ‪ ،‬ومن هذه العمليات ما يستخدم إلزالة عسر الماء مثل عمليات التيسير ‪ ،‬أو إلزالة العكر مثل عمليات الترويب ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ونظرا للتقدم الصناعي والتقني الذي يشهد هذا العصر وما تبعه من ازدياد سريع في معدالت استهالك المياه الطبيعية ‪،‬‬
‫‪ ‬‬
‫النقية نوعا ما ‪ ،‬ونظرا لما يحدث من تلوث لبعض تلك المصادر نتيجة المخلفات الصناعية ومياه الصرف الصحي وبعض الحوادث البيئية األخرى فإن عمليات المعالجة‬
‫قد بدأت تأخذ مسارا جديدا يختلف في كثير من تطبيقات عن مسار المعالجة التقليدية ‪ .‬وفي هذه المقالة سنستعرض بإيجاز طرق المعاجلة التقليدية لمياه الشرب إضافة‬
‫لبعض االتجاهات الحالية والمستقبلية لتقنيات المعالجة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫طرق المعالجة التقليدية‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫تختلف عمليات معالجة مياه الشرب باختالف مصادر تلك المياه ونوعيتها والمواصفات‪ N‬الموضوعة لها ‪ .‬ويجب اإلشارة الى أن التغير المستمر لمواصفات المياه يؤدي‬
‫أيضا في كثير من األحيان إلى تغير في عمليات المعالجة ‪ .‬حيث أن المواصفات‪ N‬يتم تحديثها دوما نتيجة التغير المستمر للحد األعلى لتركيز بعض محتويات المياه وإضافة‬
‫محتويات جديدة إلى قائمة الموصفات ‪ .‬ويأتي ذلك نتيجة للعديد من العوامل مثل ‪:‬‬
‫‪ ‬التطور في تقنيات تحليل المياه وتقنيات‪ N‬المعالجة‪.‬‬
‫‪ ‬اكتشاف محتويات جديدة لم تكن موجودة في المياه التقليدية أو كانت موجودة ولكن لم يتم االنتباه إلى وجودها أو مدى معرفة خطورتها في السابق‪.‬‬
‫‪ ‬اكتشاف بعض المشكالت التي تسببها بعض المحتويات الموجودة أصال في الماء أو التي نتجت عن بعض عمليات المعالجة التقليدية ‪ .‬هذا ويمكن تناول عمليات‬
‫المعالجة التقليدية المستخدمة للمياه استنادا إلى مصادرها السطحية والجوفية مع التركيز على المياه الجوفية نظرا العتماد المملكة عليها مقارنة بالمياه السطحية ‪.‬‬

‫معالجة المياه السطحية ‪:‬‬


‫‪ ‬‬
‫تحتوي المياه السطحية ( المياه الجارية على السطح ) على نسبة قليلة من األمالح مقارنة بالمياه الجوفية التي تحتوي على نسب عالية منها ‪ ،‬وهي بذلك بعد مياه يسرة‬
‫( غير عسرة ) حيث تهدف عمليات معالجتها بصورة عامة إلى إزالة المواد العالقة التي تسبب ارتفاعا في العكر وتغيرا في اللون والرائحة ‪ ،‬وعليه يمكن القول أن معظم‬
‫طرق معالجة هذا النوع من المياه اقتصر على عمليات الترسيب والترشيح والتطهير ‪ .‬وتتكون المواد العالقة من مواد عضوية وطينية ‪ ،‬كما يحتوي على بعض الكائنات‬
‫الدقيقة مثل الطحالب والبكتيريا ‪ .‬ونظرا لصغر حجم هذه المكونات وكبر مساحتها السطحية مقارنة بوزنها فإنها تبقي معلقة في الماء وال تترسب ‪ .‬إضافة إلى ذلك فإن‬
‫خوصها السطحية والكيميائية باستخدام عمليات الترويب الطريقة الرئيسية لمعالجة المياه السطحية ‪ ،‬حيث تستخدم بعض المواد الكيمائية لتقوم بإخالل اتزان المواد العالقة‬
‫وتهيئة الظروف المالئمة لترسيبها وإزالتها من أحواض الترسيب ‪.‬ويتبع عملية الترسيب عملية ترشيح باستخدام مرشحات رملية إلزالة ما تبقى من الرواسب ‪ ،‬ومن‬
‫المكروبات المشهورة كبريتات األلمنيوم وكلوريد الحد يديك ‪ ،‬وهناك بعض المكروبات المساعدة مثل بعض البوليمرات العضوية والبنتونايت والسليكا المنشطة‪ .‬ويمكن‬
‫أيضا استخدام الكربون المنشط إلزالة العديد من المركبات العضوية التي تسبب تغيرا في طعم ورائحة المياه ‪ .‬تتبع عمليتي الترسيب والترشيح عملية التطهير التي تسبق‬
‫إرسال تلك المياه إلى المستهلك ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫معالجة المياه الجوفية‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫تعد مياه اآلبار من أنقى مصادر المياه الطبيعية التي يعتمد عليها الكثير من سكان العالم ‪ .‬إال أن بعض مياه اآلبار وخصوصا العميقة منها قد تحتاج ألى عمليات معالجة‬
‫متقدمة وباهظة التكاليف قد تخرج عن نطاق المعالجة هي إضافة الكلور لتطهير المياه ثم ضخها الى شبكة التوزيع ‪ ،‬إذ تعد عملية التطهير كعملية وحيدة لمعالجة مياه‬
‫بعض اآلبار النقية جدا والتي تفي بجميع مواصفات المياه ‪ ،‬اال أن هذه النوعية من المياه هي األقل وجودا في الوقت الحاضر ‪ ،‬لذلك فأنه إضافة لعملية التطهير فان غالبية‬
‫المياه الجوفية تحتاج الى معالجة فيزيائية وكيمائية إما إلزالة بعض الغازات الذائبة مثل ثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين ‪ ،‬أو إلزالة بعض المعادن مثل الحديد‬
‫والمغنيز والمعادن المسببة لعسر الماء‪ ،‬وتتم إزالة الغازات الذائبة باستخدام ‪ .‬عملية التهوية والتي تقوم أيضا بإزالة جزء من الحديد والمنغنيز عن طريق األكسدة ‪ ،‬وقد‬
‫يكون الغرض من التهوية مجرد كما يحدث لبعض مياه اآلبار العميقة التي تكون حرارتها عالية مما يستدعي تبريدها حفاظا على كفاءة عمليات المعالجة األخرى ‪ .‬أما‬
‫إزالة معادن الحديد والمنغنيز فتتم بكفاءة في عمليات األكسدة الكيمائية باستخدام الكلور أو برمنجنات البوتاسيوم ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ان الطابع العام لمعالجة المياه الجوفية هو إزالة العسر بطريقة الترسيب ‪ ،‬ويتكون عسر الماء بصورة رئيسة من مركبات الكالسيوم والماغنسيوم الذائبة في الماء ‪ .‬ويأتي‬
‫االهتمام بعسر الماء نتيجة لتأثيره السلبي على فاعلية الصابون ومواد التنظيف األخرى ‪ ،‬بإضافة الى تكوين بعض الرواسب في الغاليات وأنابيب نقل المياه‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫أ ـ التيسير ( إزالة العسر ) بالترسيب‬
‫‪ ‬‬
‫تعني عملية التيسير أو إزالة العسر للمياه ( ‪ )water softening‬إزالة مركبات عنصري الكالسيوم والماغنسيوم المسببة للعسر عن طريق الترسيب الكيمائي ‪ .‬وتتم هذه‬
‫العملية في محطات المياه بإضافة الجير المطفأ ( هيدروكسيد الكالسيوم ) إلى الماء بكميات محدودة حيث تحدث تفاعالت كيمائية معينة تتشكل عنها رواسب من كربونات‬
‫الكالسيوم و هيدروكسيد الماغنسيوم ‪ .‬وقد يتم اللجوء في كثير من األحيان الى إضافة رماد الصودا (كربونات الصوديوم ) مع الجير للتعامل مع بعض صور العسر ‪.‬‬
‫وتشمل عملية التيسير على حوض صغير الحجم نسبيا تتم فيه إضافة المواد الكيمائية حيث تخلط مع الماء الداخل خلطا سريعا لتوزيعها في الماء بانتظام ‪ ،‬ثم ينقل الماء‬
‫الى حوض كبير الحجم ليبقي فيه زمنا كافيا إلكمال التفاعالت الكيمائية وتكوين الرواسب حيث يخلط الماء في هذه الحالة خلطا بطيا يكفي فقط لتجميع والتصادق حبيبات‬
‫الرواسب وتهيئتها للترسيب في المرحلة التالية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ب ـ الترسيب‬
‫‪ ‬‬
‫تعد عملية الترسيب من أوائل العمليات التي استخدامها اإلنسان في معالجة المياه ‪ .‬وتستخدم هذه العملية إلزالة المواد العالقة والقابلة للترسيب أو إلزالة الرواسب الناتجة‬
‫عن عمليات المعالجة الكيمائية مثل التيسير والترويب ‪ .‬وتعتمد المرسبات في أبسط صورها على فعل الجاذبية حيث تزال الرواسب تحت تأثير وزنها ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تتكون المرسبات غالبا من أحواض خرسانية دائرية أو مستطيلة الشكل تحتوي على مدخل ومخرج للماه يتم تصميميها بطريقة مالئمة إلزالة أكبر كمية ممكنة من‬
‫الرواسب ‪ ،‬حيث تؤخذ في االعتبار الخواص الهيدروليكية لحركة الماء داخل الخوض ‪ .‬ومن المالمح الرئيسة لحوض الترسيب احتوائه على نظام لجمع الرواسب‬
‫( الحمأة ) وجرفها إلى بيارة في قاع الحوض حيث يتم سحبها والتخلص منها بواسطة مضخات خاصة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ج ـ الموازنة ( إعادة الكربنة )‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫نظرا ألن المياه الناتجة هن عملية التيسير تكون في الغالب مشبعة برواسب كربونات الكالسيوم ‪ ،‬وحيث أن جزءا من هذه الرواسب يتبقى في الماء بعد مروره بأحواض‬
‫الترسيب فإنه من المحتمل أن يترسب بعضها على المرشحات أو في شبكات التوزيع مما يؤدي إلى انسداد أو الحد من كفاءة المرشحات الشبكات ‪ .‬لذلك فإن عملية التيسير‬
‫لضمان عدم حدوث تلك األضرار ‪ .‬ومن عمليات الموازنة األكثر استخداما في التطبيق التقليدية هي إضافة غاز ثاني أكسيد الكربون بكميات محددة بهدف تحويل ما تبقى‬
‫من كربونات الكالسيوم الى صورة البيكربونات الذائبة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫د ـ الترشيح ‪:‬‬
‫هو العملية التي يتم فيها إزالة المواد العالقة ( العكارة ) ‪ .‬وذلك بإمرار الماء خالل وسط مسامي مثل الرمل وهذه العملية تحدث بصوره طبيعية في طبقات األرض عندما‬
‫تتسرب مياه األنهار الى باطن‬
‫األرض ‪ .‬لذلك تكون نسبة العكر قليلة جدا أو معدومة في المياه الجوفية مقارنة بالمياه السطحية ( األنهار والبحيرات وأحواض تجميع مياه األمطار ) التي تحتوي على‬
‫نسب عالية من العكر ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تستخدم عملية الترشيح أيضا في إزالة الرواسب المتبقية بعد عمليات الترسيب في عمليات المعالجة الكيمائية مثل الترسيب والترويب ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تعد إزالة المواد العالقة من مياه الشرب ضرورية لحماية الصحة العامة من ناحية ولمنع حدوث مشاكل تشغيلية في شبكة التوزيع من الناحية األخرى ‪ .‬فقد تعمل هذه‬
‫المواد على حماية األحياء الدقيقة من أثر المادة المطهرة ‪ ،‬كما أنها قد تتفاعل كيمائيا مع المادة المطهرة كما أنها قد تتفاعل كيمائيا مع المادة المطهرة مما يقلل من نسبة‬
‫فاعليتها على األحياء الدقيقة ‪ ،‬وقد تترسب المواد العالقة في بعض أجزاء شبكة التوزيع مما قد يتسبب في نمو البكتريا وتغير رائحة المياه وطعمها ولونها‪.‬تتم عملية‬
‫الترشيح داخل المرشح الذي يتكون من ثالث أجزاء رئيسة وهي ‪ :‬صندوق المرشح والتصريف السفلي ووسط الترشيح ‪ .‬يمثل صندوق المرشح البناء الذي يحوي وسط‬
‫الترشيح ونظام التصريف السفلي ‪ ،‬ويبني صندوق المرشح في العادة من الخرسانة المسلحة ‪ ،‬كما توجد في قاعة ـ الذي يتكون من أنابيب وقنوات مثقبة ـ طبقة من‬
‫الحصى المدرج لمنع خروج حبيبات الرمل من خالل الثقوب ‪ .‬والغرض من نظام التصريف السفلي تجميع المياه المرشحة وتوزيع مياه الغسيل عند إجراء عملية الغسيل‬
‫للمرشح ‪ .‬أما وسط الترشيح فهو عبارة عن طبقة من رمل السيليكون ‪ ،‬وحديثا أمكن االستفادة من الفحم المجروش ورمل الجارنت ‪ .‬عند مرور المياه خالل وسط الترشيح‬
‫تلتصق المواد العالقة في بجدران حبيبات الوسط ‪ ،‬ومع استمرار عملية الترشيح تضيق فجوات الوسط للمياه بحيث يصبح المرشح قليل الكفاءة وعند ذلك يجب إيقاف‬
‫عملية الترشيح وغسل المرشح لتنظيف الفجوات من الرواسب يتم في عملية الغسيل ضخ ماء نظيف بضغط عال من أسفل المرشح عبر نظام التصريف السفلي ينتج عنه‬
‫تمدد الوسط وتحرك الحبيبات واصطدم بعضها مع البعض ‪ ،‬وبذلك يتم تنظيفها مما علق بها من رواسب ‪ .‬وتندفع هذه الرواسب مع مياه الغسيل التي تتجمع في قنوات‬
‫خاصة موضوعة في أعلى صندوق المرشح ‪ ،‬وتنقل‪ N‬الى المكان الذي يتم فية معالجة مخلفات المحطة وتستمر عملية الغسيل هذه لفترة قصيرة من الزمن (‪ 10– 5‬دقائق)‬
‫بعدها يكون المرشح جاهزا للعمل ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫هـ التطهير ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫هو العملية المستخدمة لقتل الكائنات الحية الدقيقة المسببة لألمراض (الجراثيم )‪ ،‬وتتم هذه العملية باستخدام الحرارة ( التسخين ) أو األشعة فوق البنفسجية أو المواد‬
‫الكيميائية مثل البروم أو اليود أو األوزون أو الكلور بتركيزات ال تضر باإلنسان أو الحيوان ‪ .‬وتعد طريقة التسخين الى درجة الغليان أولى الطرق المستخدمة في التطهير‬
‫والتزال أفضلها في حماالت الطوارئ عندما تكون كمية المياه قليلة ‪ ،‬لكنها عير مناسبة عندما تكون كمية المياه كبيره كما في محطات المعالجة نظرا الرتفاع تكلفتها ‪ .‬أما‬
‫استخدام األشعة فوق البنفسجية والمعالجة بالبروم واليود فتعد طرقا مكلفة ‪ .‬هذا وقد انتشر استخدام األوزون والكلور في تطهير مياه الشرب ‪ ،‬حيث راج استخدام‬
‫األوزون في أوربا والكلور في أمريكا ‪ .‬وفي اآلونة األخيرة اتجهت كثير من المحطات في الواليات المتحدة األمريكية الى استخدام األوزون بالرغم من عدم ثباته كيمائيا‬
‫وارتفاع تكلفته مقارنة بالكلور‪ ،‬وذلك لظهور بعض اآلثار السلبية الصحية الستخدام الكلور ( الكلورة ) في تطهير مياه الشرب يتفاعل الكلور مع الماء مكونا حامض‬
‫الهيبوكلوروز وأيونات الهيبوكلورايت ثم يتفاعل جزء من حامض الهيبوكلوروز‪ N‬مع األمونيا الموجودة في الماء مكونا أمنيات الكلور ( الكلور المتحد المتبقي) ويطلق‬
‫على ما تبقى من حامض الهيبوكلوروز وأيونات الهيبوكلورايت‪ N‬الكلور الحر المتبقي وهذه المركبات ( الكلور الحر والكلور المتحد )هي التي تقوم بتطهير الماء وقتل‬
‫الجراثيم الموجودة به ‪ ،‬ولذلك تلجا كثير من محطات المعالجة الى إضافة الكلور بنسب تكفي للحصول على كلور حر متبقي يضمن تطهير الماء الخارج من المحطة‬
‫بكفاءة عالية ‪ ،‬بل في الغالب تكون كمية الكلور المضاف كافية لتأمين كمية محدود من الكلور الحر المتقي في شبكة توزيع المياه ‪ ،‬وذلك لتطهير المياه من أي كائنات‬
‫دقيقة قد تدخل في الشبكة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫و ـ معالجة المخلفات‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫تمثل الحماة المترسبة في أحواض الترسيب ومياه الغسيل الناتجة عن غسل المرشحات المصدرين الرئيسين للمخلفات في محطات معالجة المياه ‪ .‬وتحتاج هذه المخلفات‬
‫إلى معالجة لتسهيل عملية التخلص منها ولحماية البيئة من التلوث الناتج عنها ‪ .‬ويتم ذلك بضخ مياه الغسيل الى حوض للتر ويق ‪ ،‬حيث تضاف إليها مادة كيمائية مناسبة‬
‫مثل البوليمر لتساعد على ترسيب المواد العالقة في مياه الغسيل ‪ ،‬ثم تعاد المياه الناتجة عن هذه العملية إلى بداية خط المعالجة في المحطة ‪ .‬آما الحمأة الناتجة من أحواض‬
‫الترسيب والمواد المترسبة في حوض الترويق فيتم إرسالها إلى حوض للتثخين حيث يتم تثخينها بإضافة البوليمة الناسب ‪ ،‬وتعاد المياه الناتجة عن هذه العملية إلى مدخل‬
‫المياه في المحطة ‪ ،‬وبع ذلك تتعرض الحمأة المثخنة إلى عملية نزع المياه منها بطرق ميكانيكية ( الطرد المركزي أو الترشيح الميكانيكي ) يتم في النهاية الحصول على‬
‫مواد صلبة تحتوي على كميات قليلة من المياه يمكن التخلص منها بوضعها في أحواض للتجفيف أو دفنها في باطن األرض ‪ ،‬كما يمكن استخالص بعض المواد الكيمائية‬
‫من هذه المخالفات ليعاد استخدامها في عمليات المعالجة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تحديات جديدة‬
‫‪ ‬‬
‫وشهدت اآلونة األخيرة تغيرات جذرية في تقنيات المعالجة ترجع في كثير من األحوال الى النقص الشديد الذي تعانية كثير من دول العالم في المياه الصالحة للشرب أو‬
‫نتيجة لتلوث مصادر المياه كما هو الحال في أكثر الدول الصناعية ‪ .‬وقد أدت هذه العوامل إلى البحث عن مصادر جديده غير المصادر التقليدية والتي تحتاج بطبيعة‬
‫الحال إلى تقنيات معالجة متقدمة باإلضافة إلى المعالجة التقليدية ‪ .‬ولذلك لجأت كثير من الدول ال تحلية مياه البحر وإلى تحلية بعض مصادر المياه الجوفية المالحة ‪ ،‬وفي‬
‫سبيل ذلك يتم استخدام تقنيات باهظة التكاليف مثل عمليات التقطير الومضي‪ N‬وعمليات التناضح العكسي ‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من العمليات األخرى للتحلية ‪ .‬وقد أدى‬
‫تلوث مصادر المياه في بعض أنحاء العالم إلى الشروع في استخدام تقنيات متقدمة ومكلفة مثل استخدام الكربون المنشط وعمليات الطرد بالتهوية في إزالة الكثير من‬
‫الملوثات العضوية مثل الهيدروكربونات وبعض المبيدات والمركبات العضوية الهالوجينية ‪ .‬ومن مظاهر التلوث الطبيعي وجود عناصر مشعة مثل اليورانيوم والراديوم‬
‫والرادون في بعض مصادر المياه ‪ .‬وتتركز األبحاث الحديثة حول إزالة هذه العناصر باستخدام عمليات االمتصاص ( استخدم الكربون المنشط والسيليكا ) وعمليات‬
‫التناضح العكسي مع تحسين األداء للعمليات التقليدية مثل التيسير والترويب ‪.‬‬
‫ومن االتجاهات الحديثة في عمليات المعالجة التوجه نحو استخدام بدائل لتطهير المياه غير الكلور نظرا لتفاعله مع بعض المواد العضوية الموجودة في المياه ـ خاصة‬
‫المياه السطحية ـ وتكوين بعض المركبات العضوية التي يعتقد بأن لها أثرا كبيرا على الصحة العامة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وتعد المركبات الميثانية ثالثية الهالوجين ‪ ،‬مثل الكلوروفورم ‪ ،‬في مقدمة نواتج الكلورة التي القت اهتمام كبيرا في هذا الصدد ‪ ،‬إال أن الحماس الستخدام بدائل الكلور ما‬
‫لبث أن تباطأ في اآلونة أالخيرة نتيجة الكتشاف أن هذه البدائل ينتج عن األوزون مركبات مثل الفورمالدهايد واالسيتالدهايد ‪ ،‬وعن الكلورامين ينتج كلوريد السيانوجين ‪،‬‬
‫وعن ثاني أكسيد الكلور ينتج الكلورايت والكلوريت‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫تالقي المعالجة الحيوية باستخدام الكائنات الدقيقة اهتمام بالغا في العصر الحاضر بعد أن كانت وقفا على معالجة مياه الصرف لسنوات‬
‫‪ ‬‬
‫طويلة ‪ ،‬حيث أثبتت األبحاث فاعلية المعالجة الحيوية في إزالة الكثير من المركبات العضوية والنشادر والنترات والحديد والمنغنيز ‪ ،‬إال أن تطبيقاتها الحالية ال تزال‬
‫محدودة ومقتصرة في كثير من األحوال على النواحي التجريبية والبحثية ‪ .‬وختاما نشير الى أن ادخال التقنيات الحديثة على محطات المعالجة التقليدية قد تستوجب‬
‫تغييرات جذرية في المحطات القائمة وفي طرق التصميم للمحطات المستقبلية ويعني ذلك ارتفاعا حادا في تكلفة معالجة المياه ‪ ،‬ويمكن تفادي ذلك أو اإلقالل من أثره‬
‫بوضع برامج مدرسة للترشيد في إستخدام المياه والمحافظة على مصادرها من التلوث‬
‫المياه‬
‫‪ ‬‬
‫يعتبر الماء من أهم الموارد الطبيعية على اإلطالق حيث يعتبر عامالً أساسيا ً ترتكز إليه حياة اإلنسان وكافة أنشطته االجتماعية واالقتصادية في مختلف المجاالت وعلى‬
‫األخص في مجال الزراعة والصناعة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ويتميز هذا الماء عن غيره من الموارد الطبيعية بكون كميته ثابتة في الكرة األرضية ويتجدد باستمرار خالل فترة محددة من الزمن بفضل الدورة الهيدرولوجية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الماء اسم يطلق علي الحالة السائلة لمركب الهيدروجين واألكسجين ‪ .‬وكان الفالسفة األقدمون يعتبرون الماء كعنصر اساسي لكل المواد السائلة وظل هذا اإلعتقاد سائدا‬
‫حتي القرن ‪ . 18‬ففي عام ‪ 1781‬استطاع العالم الكيميائي البريطاني هنري كافنديش ‪ Henry Cavendish‬تخليق االماء بحرق الهدروجين في الهواء محدثا فرقعة ولم‬
‫يكن كنمه هذه التجربة معروفا حتي أتي الكيماوي الفرنسي أنطوان الفوازييه ‪ Antoine Lavoisier‬وأثبت أن الماء ليس عنصرا بل مركبا من الهيدروجين واألكسجين‬
‫ثم أكتشف لعالمان الفرنسي جوزيف لويس واأللماني الكسندر فون همبولد ت أن الماء يتكون من حجمين من الهيدروجين وحجم من األكسجين كما هما في التركيبة (‬
‫‪ )H2O‬السائدة حاليا‪ ،‬أي أن الماء يتكون من "جزيئات"‪.‬‬
‫يحتوي كل جزئ على ثالثة ذرات عبارة عن ‪ 2‬ذرة هيدروجين وذرة أكسجين ‪.‬وقطرة الماء الواحدة تحتوي على الماليين من هذه الجزيئات وكل الهيدروجين في الماء‬
‫ْْ‬
‫الجزييء ‪. 1‬‬ ‫وزنه‬

‫لقد وجد بالماء نسبة متدنية جدا من الماء الثقيل ‪ heavy water‬أو ما يسمي ب (اكسيد الديتيريم )‪ deuterium oxide (D2O‬والديتريم هو هو نظير الهيدروجين الذي‬
‫وزنه الجزييء ‪ . 2‬كما به آثار قليلة من أكسيد التريتيم )‪tritium oxide (T2O‬والتريتيم نظير للهيدروجين وزنه الجزييء ‪ .3‬فالهيدروجين‪ ،‬هو أخف عناصر الكون‪،‬‬
‫وأكثرها وجوداً به‪ ،‬حيث تصل نسبته إلى أكثر من ‪ ،%90‬وهو غاز قابل لالشتعال‪ .‬و األكسجين غاز نشط يساعد على االشتعال ‪ .‬ويُ َك ِّون حوالي ‪ %20‬من الهواء‬
‫الجوى‪ ،‬وهو ضروري لتنفس الكائنات الحية‪ ،‬ويدخل في التركيب العضوي لجميع األحياء‪ ،‬مع الهيدروجين والكربون‪ .‬وعلى الرغم من أن الهيدروجين غاز مشتعل‪،‬‬
‫واألكسجين غاز يساعد على االشتعال‪ ،‬إالّ أنه عند اتحاد ذرتي هيدروجين مع ذرة أكسجين‪ ،‬ينتج الماء الذي يطفئ النار‪ .‬ورغم أن الماء مكون من ذرات اكسجين إال أنه‬
‫ليس األكسجين الذي تحتاجه الكائنات المائية الحية كالسمك والنباتات البحرية ‪ .‬ألنها تعيش علي األكسجين الذائب كغاز في الماء‪ .‬والمياه الجارية في األنهار والمحيطات‬
‫والمجاري المائية بها نسبة أعلي من األكسجين عما في المياه الراكدة بالبرك والمستنقعات التي تعيض بها أحياء مائية تستهلك االكسجين بها ‪.‬‬

‫وليس صحيحا أن مياه األمطار هي أنقي أنواع المياه العذبة‪ .‬قهي تحتوي علي مغادن مذابة من الرياع الملوثة وجسيمات من التراب وغازات مذابة كثاني أكسيد الكربون‬
‫وثاني أكسيد الكبريت كما في األمطار الحمضية ‪ . acid rain‬والجليد أثناء تكوينه يمتص من الجو غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الموجودة به ومواد‬
‫عضوية وغير عضوية ‪ .‬والمياه في انسيابها فوق قشرة األرض تتفاعل مع المعادن في التربة والصخوروتذوب بالمياه السطحية والجوفية كبريتات وكلوريدات‬
‫وبيكربونات الصوديوم والبوتاسيوم واكاسيد الكالسيوم والماغنيسيوم ‪ .‬والمياه السطحية قد تتلوث بمياه المجاري والنفايات الصناعية ‪ .‬وقد تتسرب مياه النفايات والمجاري‬
‫للمياه الجوفية أو اآلبار الضحلة بما فيها فضالت اإلنسان والحيوانات مكونة موادا نيتروجينية وكلوريداتية ‪ .‬ومعظم المياه الطبيعية للشرب من اآلبار العميقة بها مادة‬
‫الفلوريد بكميات متفاوتة والتي تقلل تسوس األسنان ‪ .‬ومياه البحار والمحيطات يتركز بها ملح الطعام(كلوريد الصوديوم )‪.‬‬

‫هذا وقد أشارت الدراسات الشاملة للتوازن المائي على سطح األرض إلى ان هذه الموارد تفوق بصفة عامة الطلب على المدى المنظور ‪ .‬و للمزيد حول تركيب المياه و‬
‫تكونها انقر هنا‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الضجيج‬
‫‪ ‬‬
‫الحدود المسموح بها لشدة الصوت ومدة التعرض اآلمن له‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫الضجيج هي األصوات غير المرغوب في سماعها وتتمثل مصادر الضجيج من فعل اإلنسان في األصوات الصادرة من اآلالت والمصانع ووسائل النقل والمواصالت‬
‫واألجهزة الكهربائية ومكبرات الصوت وآالت التنبيه والموسيقا الصاخبة‪.‬‬
‫والضجيج البيئي المزعج الذي يتعرض له اإلنسان يؤثر على صحته النفسية والعصبية ويسبب له الضيق والقلق مما يعتبر انتهاكا ً لراحة اإلنسان وحقه في التمتع بالهدوء‪.‬‬
‫يعتبر الضجيج واحداً من أخطر أمراض العصر ويؤثر على قدرة التالميذ على استيعاب الدروس‪ ،‬كما إنه يعرض الحوامل لالضطرابات العصبية مما يؤثر على الجنين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫واقع الضجيج في سوريا‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫كانت المدن السورية قبل عقود عدة من المدن الهادئة إال من أصوات الباعة المتجولين واألصوات المنطلقة من بعض الصناعات اليدوية والقليل من السيارات التي تعبر‬
‫الطرقات بين الفينة واألخرى‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ولكن هذا الواقع تبدل تبدالً جذريا وغدت معظم المناطق الحضرية وحتى التجمعات الريفية مرتفعة مستويات الضجيج التي تجاوزت كثيرا الحدود المسموح بها‪.‬وقد بينت‬
‫أحدث الدراسات التي قامت بها هيئة الطاقة الذرية حول الضجيج أن متوسط مستويات الضجيج في معظم مناطق دمشق تتراوح بين ‪ 70‬و ‪ 80‬ديسبل‪ A-‬كما يبين ذلك‬
‫( الجدول ‪ )1‬واألمر نفسه في مدينة حلب (الجدول ‪ ،)2‬وحتى في المناطق السكنية التي يجب أن ال تزيد مستويات الضجيج فيها نهاراً عن ‪ 55‬ديسبل‪      .A -‬‬
‫و كانت مستويات الضجيج مرتفعة سوا ًء في البيوت السكنية أو المستشفيات (الجداول‪ )5-4-3‬حيث تظهر أن مستويات الضجيج في المستشفيات أعلى من الحدود‬
‫المسموح بها بمعدل أكثر من ‪ 30‬ديسبل‪ ،A -‬واألمر نفسه كان في المناطق التجارية والصناعية سوا ًء في مدينة دمشق أو حلب (الجداول ‪ 2‬و‪.)6‬‬
‫إن ما يزيد من خطورة الضجيج االختالفات الكبيرة في مستوياته بين لحظة وأخرى‪ ،‬إذ قد تصل الفروقات أحيانا ً إلى ‪ 30‬ديسبل –‪ ،A‬وهذا ناجم عن األصوات المفاجئة‬
‫الناتجة من أبواق السيارات ومن مرور الدراجات النارية والحافالت والشاحنات وغيرها‪ .‬كما تبقى مستويات الضجيج مرتفعة حتى بعد التاسعة مسا ًء‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫األسباب الموجبة العتماد الحدود المسموحة واإلجراءات المقترحة‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫لقد أضحى من الضروري اعتماد حدو ٍد قصوى لمستويات الضجيج ليصار للعمل بها للحد من هذه الظاهرة المزعجة خاصةً بعد صدور القانون رقم‪ /50/‬واستكماالً‬
‫للوائحه التنفيذية حيث نصت الفقرة ‪ /1/‬من المادة (‪ )26‬على " أن تحدد مصادر الضجيج ومواصفات‪ N‬الحد األعلى لكل المصادر وبيان كيفية تجنبها والتقليل منها إلى الحد‬
‫األدنى المسموح به بيئيا ً بمقتضى تعليمات يصدرها المجلس ومدة التعرض األمن"‪ .‬ويبين المرفق رقم ‪ 1‬مقترحا ً لمستويات الضجيج الخارجي المسموح بها والذي تم‬
‫إعداده استناداً إلى تجربة العديد من الدول في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫المرفق رقم ‪/1/‬‬
‫‪ ‬‬
‫الحدود المسموح بها لشدة الصوت ومدة التعرض اآلمن له‬
‫‪ ‬‬
‫شدة الصوت داخل أماكن العمل وداخل األماكن المغلقة‪ :‬القيمة المعطاة مبينة على أساس عدم التأثير على حاسة السمع‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫الحد المسموح به لمنسوب شدة الضجيج داخل أماكن األنشطة اإلنتاجية‬
‫‪ ‬‬
‫الحد األقصى المسموح به لشدة‬ ‫تحديد نوع المكان والنشاط‬
‫الضجيج المكافئة ديسبل (‪)A‬‬
‫‪ -1‬أماكن العمل ذات الوردية حتى‪ 8‬ساعات وبهدف الحد من مخاطر‬
‫‪90‬‬
‫الضجيج على حاسة السمع‪.‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪ -2‬أماكن العمل التي تستدعي سماع إشارات صوتية وحسن سماع الكالم‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪ -3‬حجرات العمل لمتابعة وقياس وضبط التشغيل وبمتطلبات عالية‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪ -4‬حجرات العمل لوحدات الحاسب اآللي أو اآلالت الكاتبة أو ما شابه ذلك‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪ -5‬حجرات العمل لألنشطة التي تتطلب تركيز ذهني روتيني‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫أقصى مدة تعرض للضجيج مسموح بها بأماكن العمل (مصانع وورش)‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫يجب أن ال تزيد شدة الضجيج المكافئة عن ‪ 90‬ديسبل (ِ‪ )A‬خالل وردية العمل اليومي ‪ 8‬ساعات‪ .‬أما في حالة ارتفاع منسوب شدة الضجيج المكافئة عن ‪ 90‬ديسبل (‪)A‬‬
‫يجب تقليل مدة التعرض طبقا للجدول اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪115‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪95‬‬ ‫منسوب شدة الضجيج ديسبل‪(  ‬‬
‫‪)A‬‬
‫‪4/1‬‬ ‫‪2/1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫مدة التعرض (ساعة)‬
‫‪ ‬‬
‫حيث يحب أال يتجاوز منسوب شدة الضجيج اللحظي خالل فترة العمل ‪ 135‬ديسبل‪ .‬أما في حالة التعرض لمستويات مختلفة من شدة الضجيج أكثر من ‪ 90‬ديسبل‪.‬‬
‫‪ )1‬لفترات متقطعة خالل وردية العمل‪ ،‬يجب أال يزيد الناتج من المعادلة التالية عن الواحد الصحيح‪ ( :‬أ ‪ 1‬ب‪ +1‬أ ‪ 2‬ب‪)........... +2‬‬
‫‪ ‬‬
‫أ‪ -‬مدة التعرض لمستوى معين من الضجيج (ساعة)‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ب‪ -‬مدة التعرض المسموح بها عند نفس مستوى الضجيج (ساعة)‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ )2‬أما في حال التعرض للضجيج المتقطع الصادر من المطارق الثقيلة فتتوقف شدة الضجيج المسموح بها على مدة التعرض (عدد الطرقات خالل الوردية اليومية) طبقا‬
‫للجدول التالي‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫عدد الطرقات المسموح بها خالل فترة العمل‬ ‫شدة الصوت (ديسبل)‬
‫اليومي‬
‫‪300‬‬ ‫‪135‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪130‬‬
‫‪3000‬‬ ‫‪125‬‬
‫‪10000‬‬ ‫‪120‬‬
‫‪30000‬‬ ‫‪115‬‬
‫‪ ‬‬
‫هذا ويعتبر الضجيج الصادر من المطارق الثقيلة متقطعا ً إذا كانت الفترة بين كل طرقة والتي تليها ‪ 1‬ثانية أو أكثر‪ .‬أما إذا كانت الفترة أقل من ذلك فيعتبر ضجيجا ً مستمراً‬
‫ويطبق عليه ما جاء في البنود السابقة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫الحد األقصى المسموح به لشدة الضجيج في المناطق المختلفة‬
‫‪ ‬‬
‫الحد المسموح به لشدة الضجيج في المناطق‬
‫المختلفة‬ ‫نوع المنطقة‬
‫ليالً‬ ‫مسا ًء‬ ‫نهاراً‬
‫‪45-55‬‬ ‫‪50-60‬‬ ‫‪55-65‬‬ ‫المناطق التجارية واإلدارية ووسط المدينة‬
‫‪40-50‬‬ ‫‪45-55‬‬ ‫‪50-60‬‬ ‫المناطق السكنية وبها بعض الورش أو األعمال التجارية أو على‬
‫طريق عام‬
‫‪35-45‬‬ ‫‪40-50‬‬ ‫‪45-55‬‬ ‫المناطق السكنية في المدينة‪N‬‬
‫‪30-40‬‬ ‫‪35-45‬‬ ‫‪40-50‬‬ ‫الضواحي السكنية مع وجود حركة ضعيفة‬
‫‪25-35‬‬ ‫‪30-40‬‬ ‫‪35-45‬‬ ‫المناطق السكنية الريفية مستشفيات وحدائق‬
‫‪50-60‬‬ ‫‪55-65‬‬ ‫‪60-70‬‬ ‫المناطق الصناعية (صناعات ثقيلة)‬
‫‪ ‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نهارا من ‪ 7‬صباحا حتى ‪ 6‬مسا ًء‬
‫مسا ًء من ‪ 6‬مسا ًء حتى ‪ 10‬مسا ًء‬
‫ليالً من ‪ 10‬مسا ًء حتى ‪ 7‬صباحا ً‬

‫‪ ‬‬
‫اإلجراءات المقترحة للتخفيف من الضجيج‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -1‬تعميق نشر الوعي عبر وسائل اإلعالم المختلفة بالتنسيق والتعاون مع وزارة اإلعالم حول الضجيج وأخطاره على الصحة العامة وخاصة على صحة األطفال ونموهم‬
‫الجسدي والفكري‪.‬‬
‫‪ -2‬التخفيف من الضجيج داخل المدارس والمشافي بزراعة باحات ومحيط المدارس وطرقات وباحات المشافي واحاطتهم بحزام من األشجار ألن األشجار تلعب دور‬
‫المصد والمشتت لألصوات إذ أن كل صف من األشجار يخفض الضجيج بنحو ‪ 1.5‬ديسبل كما أن األشجار المورقة تمتص ‪ %25‬من األصوات الساقطة عليها‪.‬‬
‫‪ -3‬متابعة تطبيق القوانين مثل قانون السير رقم ‪ 19‬تاريخ ‪ 30/3/1974‬المعدل بالقانون رقم ‪ 6‬تاريخ ‪ 7/2/1979‬والذي ينص أحكام خاصة بمنع الضجيج الصادر عن‬
‫السيارات وخاصة الفقرة الثالثة من المادة ‪ 87‬من القانون ومنع استعمال منبهات السيارات ومراقبة محركاتها‪.‬‬
‫‪ -4‬متابعة تطبيق قرار منع الدراجات النارية والعربات ذات الثالث محاور في مدينة دمشق ومصادرتها‪.‬‬
‫‪ -5‬يتم مراعاة عدم مرور الطائرات فوق المدن والمناطق األهلة بالسكان‪.‬‬
‫‪ -6‬استكمال الطرق المحلقة حول المدن لمنع السيارات الكبيرة والشاحنات من المرور داخل المدينة‪.‬‬
‫‪ -7‬متابعة تنفيذ قرار منع استعمال مكبرات الصوت وأجهزة التسجيل في الشوارع والمحالت العامة‪.‬‬
‫‪ -8‬إلزام أصحاب الصناعات التي يصدر عنها ضجيج بوضع األجهزة المصدة للضجيج على أرضيات عازلة أو مواد عازلة للصوت بحيث ال تنتشر الموجات الصوتية‬
‫إلى الخارج إضافة لتوعية عمال هذه الصناعات باستعمال كواتم الصوت على آذانهم‪.‬‬
‫‪ -9‬إعادة النظر بتخطيط وتنظيم بعض المناطق في المدن وتعريض شوارعها وتشجيرها للتقليل من الضجيج‪.‬‬
‫‪ -10‬إحاطة المدن بحزام أخضر وزيادة مساحة الحدائق والمنتزهات وزراعة الشوارع والمنصفات واألرصفة‪.‬‬
‫‪ -11‬نقل الصناعات المضرة بالصحة والبيئة التي ينتج عنها ضجيج مثل الحدادة والبالط والرخام وإصالح السيارات لخارج الحدود اإلدارية للمدن‪ ،‬وإنشاء مناطق‬
‫صناعية خاصة لها‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫المرفق رقم ‪-2-‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬الجدول (‪ )1‬متوسط مستويات الضجيج الخارجي في مواقع مختلفة من مدينة دمشق (ديسبل‪)A -‬‬
‫األقصى‬ ‫األدنى‬ ‫المتوسط‬ ‫الموقع‬
‫‪84.8-96.9‬‬ ‫‪53.5-62.8‬‬ ‫‪79.3-78.4‬‬ ‫مساكن برزة‬
‫‪88.0-98.4‬‬ ‫‪62.2-65.1‬‬ ‫‪75.6-78.2‬‬ ‫شارع بغداد‪N‬‬
‫‪95.4-102.0‬‬ ‫‪61.6-65.4‬‬ ‫‪79.5-82.5‬‬ ‫المجتهد‬
‫‪78.2-88.0‬‬ ‫‪45.0-49.8‬‬ ‫‪62.5-70.1‬‬ ‫جامع األكرم‬
‫‪77.9-94.3‬‬ ‫‪48.1-54.1‬‬ ‫‪64.9-79.7‬‬ ‫الجاحظ‪ -‬المالكي‬
‫‪85.9-97.1‬‬ ‫‪57.2-66.0‬‬ ‫‪70.4-77.0‬‬ ‫المحافظة‬
‫‪87.6-96.0‬‬ ‫‪59.3-63.1‬‬ ‫‪72.5-77.5‬‬ ‫الميدان‬
‫‪82.0-102.3‬‬ ‫‪55.4-63.0‬‬ ‫‪70.4-80.6‬‬ ‫ابن عساكر‬
‫‪70.0-95.7‬‬ ‫‪44.4-50.8‬‬ ‫‪52.5-70.4‬‬ ‫دمر (مناطق سكنية)‬
‫‪74.5-90‬‬ ‫‪48.3-53.2‬‬ ‫‪62.3-66.7‬‬ ‫دمر (المركز التجاري)‬
‫‪86.7-99.1‬‬ ‫‪66.6-69.9‬‬ ‫‪75.3-77.9‬‬ ‫برامكة (سانا)‬
‫‪90.0-98.3‬‬ ‫‪58.3-65.0‬‬ ‫‪75.4-79.6‬‬ ‫الطلياني‬
‫‪92.8-96.7‬‬ ‫‪59.7-65.4‬‬ ‫‪74.9-78.1‬‬ ‫شارع الحمراء‬
‫‪87.8-92.8‬‬ ‫‪59.2-67.8‬‬ ‫‪77.8-79.1‬‬ ‫المزة‪ -‬الرازي‬
‫‪94.8-99.4‬‬ ‫‪54.9-60.9‬‬ ‫‪76.4-79.9‬‬ ‫ركن الدين‬
‫‪87.8-97.8‬‬ ‫‪53.6-58.9‬‬ ‫‪73.9-77.2‬‬ ‫الدويلعة‬
‫‪85.6-96.6‬‬ ‫‪55.9-64.0‬‬ ‫‪69.8-77.2‬‬ ‫المواساة‬
‫‪92.8-98.9‬‬ ‫‪55.1-65.7‬‬ ‫‪76.6-81.0‬‬ ‫اليرموك‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الجدول‪ -2-‬متوسط مستويات الضجيج (ديسبل‪ )Aِ-‬في مواقع مختلفة من مدينة حلب‬
‫الحدود المسموح بها‬ ‫متوسط مستوى‬
‫المجال‬ ‫صفته‬ ‫الموقع‬
‫ليالً‬ ‫نهاراً‬ ‫الضجيج‬
‫‪66-90‬‬ ‫‪74.6‬‬ ‫شارع اسكندرون سكني‬
‫‪45‬‬ ‫‪55‬‬
‫‪55-82‬‬ ‫‪68.0‬‬ ‫سياحي‪ -‬سكني‬ ‫خان الشيخ‬
‫‪66-92‬‬ ‫‪74.6‬‬ ‫دوار السبع بحرات سكني‪ -‬تجاري‬
‫‪50‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪61-84‬‬ ‫‪70.7‬‬ ‫شارع السجن‬
‫‪64-86‬‬ ‫‪72.8‬‬ ‫العزيزية‬
‫تجاري‬ ‫شارع إبراهيم‬
‫‪64-89‬‬ ‫‪72.4‬‬
‫هنانو‬
‫‪60-92‬‬ ‫‪76.3‬‬ ‫خان الحرير‬
‫‪61-84‬‬ ‫‪71.0‬‬ ‫أمام الجامع الكبير‬
‫‪55‬‬ ‫‪65‬‬
‫‪58-82‬‬ ‫‪74.8‬‬ ‫خان الوزير‬
‫‪65-86‬‬ ‫‪74.2‬‬ ‫شارع الخندق‬
‫شارع القوتلي‪-‬‬
‫‪65-86‬‬ ‫‪73.6‬‬
‫بارون‬
‫‪60‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪70-90‬‬ ‫‪77.1‬‬ ‫صناعي‪ -‬سكني‬ ‫الميدان‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الجدول‪ -3-‬مستويات الضجيج (ديسبل‪ )A -‬الخارجي والواقع في بعض المواقع السكنية والمستشفيات في مدينة حلب‬
‫المجال‬ ‫متوسط مستوى الضجيج‬ ‫الموقع‬
‫‪49-60‬‬ ‫‪52.5‬‬ ‫المدينة‪ N‬الجامعية‬
‫‪60-88‬‬ ‫‪71.5‬‬ ‫( ساحة الحطب)‬ ‫الجديدة (ساحة الحطب)‬
‫‪61-96‬‬ ‫‪72.9‬‬ ‫في أزقة الحي‬ ‫باب قنسرين‬
‫‪50-68‬‬ ‫‪51.8‬‬ ‫داخل الدور العربية‬
‫‪50-77‬‬ ‫‪59.6‬‬ ‫داخل غرف المعيشة‬ ‫الميدان‬
‫‪60-78‬‬ ‫‪66.1‬‬ ‫داخل غرف الطابق األرضي‬
‫‪60 -42‬‬ ‫‪45.2‬‬ ‫الفرقان (الشارع)‬ ‫حلب الجديدة‬
‫‪68-80‬‬ ‫‪74.7‬‬ ‫األروقة‬ ‫القصر العدلي‬
‫‪50-63‬‬ ‫‪55.4‬‬ ‫داخل المشفى‬ ‫مستشفى الجامعة‬
‫‪- -60‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ساحة المستشفى‬ ‫مستشفى الرازي‬
‫‪38-56‬‬ ‫‪44.7‬‬ ‫داخل المستشفى‬
‫‪72-88‬‬ ‫‪76.8‬‬ ‫خارج المستشفى‬ ‫مستشفى الحياة الجراحي‬
‫‪56-70‬‬ ‫‪61.3‬‬ ‫داخل غرف ط‪1‬‬
‫‪52-60‬‬ ‫‪55.4‬‬ ‫داخل غرف ط‪2‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الجدول ‪ -4-‬متوسط مستويات الضجيج المقيسة في بعض مستشفيات مدينة دمشق (ديسبل‪)A -‬‬
‫األقصى‬ ‫األدنى‬ ‫المتوسط‬ ‫موقع القياس‬ ‫المستشفى‬
‫‪91.4‬‬ ‫‪57.8‬‬ ‫‪76.6‬‬ ‫خارج المستشفى‬ ‫الفرنسي‬
‫‪75.2‬‬ ‫‪53.5‬‬ ‫‪63.7‬‬ ‫داخل المستشفى‬
‫‪73.3‬‬ ‫‪45.1‬‬ ‫‪55.5‬‬ ‫بجانب غرف المرضى‬
‫‪97.1‬‬ ‫‪67.0‬‬ ‫‪77.8‬‬ ‫خارج المستشفى‬ ‫المجتهد‬
‫‪84.7‬‬ ‫‪59.6‬‬ ‫‪67.9‬‬ ‫داخل المستشفى‬
‫‪89.0‬‬ ‫‪55.9‬‬ ‫‪68.6‬‬ ‫بجانب غرف المرضى‬
‫‪88.9‬‬ ‫‪64.2‬‬ ‫‪74.2‬‬ ‫خارج المستشفى‬ ‫الرازي‬
‫‪77.9‬‬ ‫‪50.9‬‬ ‫‪60.9‬‬ ‫داخل المستشفى‬
‫‪72.6‬‬ ‫‪49.2‬‬ ‫‪60.7‬‬ ‫بجانب غرف المرضى‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫خارج المستشفى‬ ‫الطلياني‬
‫‪81.2‬‬ ‫‪47.7‬‬ ‫‪62.4‬‬ ‫داخل المستشفى‬
‫‪73.8‬‬ ‫‪45.8‬‬ ‫‪58.1‬‬ ‫بجانب غرف المرضى‬
‫‪ ‬‬
‫الجدول ‪ -5-‬التحليل اإلحصائي للعالقة بين شدة الضجيج والزمن‬
‫نسبة الزمن (خالل فترة القياس) الذي كان فيه متوسط مستوى الضجيج‬ ‫موقع القياس‬ ‫المستشفى‬
‫(ديسبل‪ )A -‬أعلى من‬
‫‪1%‬‬ ‫‪5% 10% 50%‬‬ ‫‪90% 95% 99%‬‬
‫‪86.5 81.7 79.4‬‬ ‫‪72.8‬‬ ‫‪65.1‬‬ ‫‪63.7 60.4‬‬ ‫الفرنسي خارج المستشفى‬
‫‪72.5 68.9 66.8‬‬ ‫‪61.3‬‬ ‫‪56.8‬‬ ‫‪55.9 53.8‬‬ ‫داخل المستشفى‬
‫‪65.1 60.8 57.7‬‬ ‫‪50.7‬‬ ‫‪47.2‬‬ ‫‪46.4 45.4‬‬ ‫بجانب غرف المرضى‬
‫‪68.5 82.2 79.7‬‬ ‫‪73.0‬‬ ‫‪68.7‬‬ ‫‪67.9 66.6‬‬ ‫خارج المستشفى‬ ‫المجتهد‬
‫‪76.3 72.7 70.2‬‬ ‫‪64.8‬‬ ‫‪61.1‬‬ ‫‪60.3 59.0‬‬ ‫داخل المستشفى‬
‫‪76.4 072.7 70.9‬‬ ‫‪65.4‬‬ ‫‪60.2‬‬ ‫‪58.8 56.6‬‬ ‫بجانب غرف المرضى‬
‫‪85.4 77.4 75.4‬‬ ‫‪71.8‬‬ ‫‪66.5‬‬ ‫‪65.7 64.3‬‬ ‫خارج المستشفى‬ ‫الرازي‬
‫‪70.3 65.9 63.6‬‬ ‫‪57.5‬‬ ‫‪53.5‬‬ ‫‪52.7 51.6‬‬ ‫داخل المستشفى‬
‫‪70.0 66.1 64.1‬‬ ‫‪57.4‬‬ ‫‪51.6‬‬ ‫‪50.2 48.6‬‬ ‫بجانب غرف المرضى‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫الطلياني خارج المستشفى‬
‫‪70.3 66.8 65.1‬‬ ‫‪57.9‬‬ ‫‪50.3‬‬ ‫‪49.4 48.1‬‬ ‫داخل المستشفى‬
‫‪67.7 63.4 62.0‬‬ ‫‪52.5‬‬ ‫‪49.1‬‬ ‫‪48.1 46.5‬‬ ‫بجانب غرف المرضى‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الجدول‪ -6-‬متوسط مستويات الضجيج المقيس في بعض المناطق التجارية والصناعية في مدينة دمشق (ديسبل‪)A -‬‬
‫األقصى‬ ‫األدنى‬ ‫المتوسط‬ ‫الموقع‬
‫‪77.9‬‬ ‫‪63.1‬‬ ‫‪69.1‬‬ ‫الحميدية‬
‫‪90.1-93.6‬‬ ‫‪65.0-65.6‬‬ ‫‪74.6-75.0‬‬ ‫الحمراء‬
‫‪88.7-93.0‬‬ ‫‪65.5-69.0‬‬ ‫‪75.5-79.0‬‬ ‫المحافظة‬
‫‪89.8-95.6‬‬ ‫‪62.1-64.3‬‬ ‫‪73.2-74.8‬‬ ‫القصاع‬
‫‪99.7-106.7‬‬ ‫‪69.4-72.6‬‬ ‫‪86.3-94.0‬‬ ‫سوق النحاسين‬
‫‪88.4-112.9‬‬ ‫‪60.4-62.7‬‬ ‫‪73.9-87.0‬‬ ‫المنطقة الصناعية (حوش‬
‫بالس)‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫مالحظة‪ :‬جميع محتويات الموقع ذات حقوق محفوظة و اليسمح بإعادة النشر أو االستخدام‪ ‬إال بعد أخذ إذن مدير الموقع حصريا" تحت طائلة المسؤولية‪ .‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪II- The maximum emission limits of air pollution parameters at source‬‬
‫الحد األقصى‬ ‫الوحدة‬ ‫الرمز‬ ‫الملوث‬ ‫‪ ‬‬
‫* ‪Max limit‬‬ ‫‪unit‬‬ ‫‪code‬‬ ‫‪pollutant‬‬
‫‪250-500‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب (‪)mg/m3‬‬ ‫‪CO‬‬ ‫أول اكسيد الكربون‬ ‫‪1‬‬
‫‪300-3000‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب ( ‪)mg/m‬‬
‫‪3‬‬
‫‪NOx‬‬ ‫أكاسيد النيتروجين‬ ‫‪2‬‬
‫‪1000-3000‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب ( ‪)mg/m‬‬
‫‪3‬‬
‫‪SO2‬‬ ‫ثاني أكسيد الكبريت‬ ‫‪3‬‬
‫‪50-150‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب ( ‪)mg/m‬‬
‫‪3‬‬
‫‪SO3‬‬ ‫ثالث أكسيد الكبريت‬ ‫‪4‬‬
‫‪50-200‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب ( ‪)mg/m‬‬
‫‪3‬‬
‫‪TSP‬‬ ‫الجسيمات العالقة الكلية‬ ‫‪5‬‬
‫‪2-20‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب ( ‪)mg/m‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Pb‬‬ ‫الرصاص‬ ‫‪6‬‬
‫‪1-10‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب ( ‪)mg/m‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Sb‬‬ ‫أنتيمون ومركباته‬ ‫‪7‬‬
‫‪1-10‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب ( ‪)mg/m‬‬
‫‪3‬‬
‫‪As‬‬ ‫زرنيخ ومركباته‬ ‫‪8‬‬
‫‪1-5‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب ( ‪)mg/m‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Cd‬‬ ‫كادميوم ومركباته‬ ‫‪9‬‬
‫‪5-20‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب ( ‪)mg/m‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Cu‬‬ ‫نحاس ومركباته‬ ‫‪10‬‬
‫‪0.5-5‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب ( ‪)mg/m‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Hg‬‬ ‫زئبق ومركباته‬ ‫‪11‬‬
‫‪1-5‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب ( ‪)mg/m‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ni‬‬ ‫نيكل ومركباته‬ ‫‪12‬‬
‫‪Total value for‬‬
‫‪5-20‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب (‪)mg/m3‬‬ ‫مجموع العناصر الثقيلة **‬ ‫‪13‬‬
‫‪**heavy metals‬‬
‫‪5-10‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب (‪)mg/m3‬‬ ‫‪H2S‬‬ ‫كبريتيد‪ N‬الهيدروجين‬ ‫‪14‬‬
‫‪5-20‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب (‪)mg/m3‬‬ ‫‪CL2‬‬ ‫كلور‬ ‫‪15‬‬
‫‪10-100‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب (‪)mg/m3‬‬ ‫‪HCL‬‬ ‫كلوريد الهيدورجين‬ ‫‪16‬‬
‫‪1-20‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب (‪)mg/m3‬‬ ‫‪F‬‬ ‫فلور ومركباته‬ ‫‪17‬‬
‫‪2-20‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب (‪)mg/m3‬‬ ‫‪CH2O‬‬ ‫فورمالدهيد‪N‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪50-250‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب (‪)mg/m3‬‬ ‫‪C‬‬ ‫كربون‬ ‫‪19‬‬
‫‪10‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب (‪)mg/m3‬‬ ‫‪SiF4‬‬ ‫فلوريد السيلكون‬ ‫‪20‬‬
‫‪5-20‬‬ ‫ملليجرام‪/‬متر مكعب (‪)mg/m3‬‬ ‫‪NH3‬‬ ‫األمونيا‬ ‫‪21‬‬
‫‪ ‬‬
‫* الرقم األقل هو الحد األقصى لالنبعاثات بشكل عام والرقم األعلى هو الحد األقصى لبعض الصناعات (مثل الصناعات المنتجة للمادة)‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫** المعادن الثقيلة تتضمن كل من‪    :‬الرصاص‪ -‬االنتيمون ومركباته‪ -‬الزرنيخ ومركباته‪ -‬الكادميوم ومركباته ‪ -‬الكروم ‪ -‬النحاس ومركباته‪ -‬الزئبق ومركباته‪ -‬النيكل ومركباته‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫مالحظة‪ :‬جميع محتويات الموقع ذات حقوق محفوظة و اليسمح بإعادة النشر أو االستخدام‪ ‬إال بعد أخذ إذن مدير الموقع حصريا" تحت طائلة المسؤولية‬
‫التلوث‬
‫‪ ‬‬
‫إعداد د‪.‬م عبد الرزاق محمد سعيد التركماني‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -1‬العلم و التلوث‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫إن التلوث ال يحتاج إلى أحد كي يثبت تواجده‪ ،‬فهو قد اجتاح العالم بأسره و يأخذ عدة أشكال و أنواع‪ .‬و على سبيل المثال‪ ،‬فمنظر غروب الشمس الجميل الذي نراه إنما‬
‫ينتج عن تداخل الضوء مع الملوثات الجوية‪ .‬إن التلوث يمكن أن يعرّف بأنه التأثير السلبي للملوثات على صحة البشر و سعادتهم وعلى بيئتهم المحيطة‪ .‬و حتى نفهم بدقة‬
‫و بشكل حقيقي التلوث فإنه علينا تحديد مصدر و طبيعة الملوثات األساسية‪ .‬إن الملوثات يمكن أن تنتج من المواد الملوثة الصادرة عن نشاطات الكائنات الحيّة و‬
‫خصوصا" البشر‪ .‬و على أية حال‪ ،‬فإن الملوثات يمكن أن تنتج عن عوامل الطبيعة أيضا" و هي ربما تكون بحالة صلبة أو سائلة أو غازية‪ .‬الشكل ( ‪  ) 1‬يبين المصادر‬
‫الرئيسية للملوثات و معرف أن العديد منها ينتج بسبب النشاطات الزراعية و صناعات التعدين‪ .‬و لكن أيضا" فإن التلوث يمكن أن ينشأ من النشاطات البشرية الغير‬
‫مباشرة ‪  ،‬مثل حرق الوقود االحفوري الذي يزيد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الجو‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الشكل ( ‪ ) 1‬يبين مصادر الملوثات الرئيسية‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫و هناك أنواعا" من التلوث تنتج عن عدم اإلدارة الفعالة للملوثات و عدم التخلص الصحيح منها‪ .‬و هذا ما يؤدي مثال" إلى تلوث المياه بالعوامل الممرضة و الجدول (‪)1‬‬
‫يبين بعض العوامل الممرضة الميكروبية واألمراض الناتجة عنها‪ .‬و من األمثلة األخرى عن النشاطات البشرية حوادث انسكاب و تسرب المواد العضوية التي يمكن أن‬
‫تكون سامة مثل المذيبات المكلورة أو التسربات النفطية الهيدروكربونية و التي يمكن أن تلوث المياه الجوفية أو السطحية‪ .‬و بعض الملوثات الشائعة يكون تأثرها السلبي‬
‫في مناطق بعيدة غير المناطق التي نشأت عنها‪.‬‬
‫الشكل ( ‪ )  2‬يشير إلى الفروع‪ N‬العلمية التي تسهم في تفسير التلوث و تساعد في التحكم به و تحديد سبل معالجته‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الجدول ( ‪ ) 1‬بعض العوامل الممرضة و األمراض الناتجة عنها‬
‫‪ ‬‬
‫األمراض الناجمة‬ ‫طريقة نقل العدوى‬ ‫العوامل الممرضة‬
‫اإلسهال‬ ‫الماء‬ ‫‪Rotavirus‬‬
‫التهاب الكلى و الكبد و األمعاء‬ ‫الماء‬ ‫‪Legionella‬‬
‫الحمى‬ ‫الغذاء‬
‫‪Escherichia coli O157:H7‬‬
‫الفشل الكلوي‬ ‫الماء‬
‫التهاب الكبد‬ ‫الماء‬ ‫‪Hepatitis E virus‬‬
‫اإلسهال‬ ‫الماء‬
‫‪Cryptosporidium‬‬
‫اإلسهال‬ ‫الغذاء‬
‫اإلسهال‬ ‫الماء‬
‫‪Calicivirus‬‬
‫اإلسهال‬ ‫الغذاء‬
‫القرحة المعدية‬ ‫الغذاء‬
‫‪Helicobacter pylori‬‬
‫القرحة المعدية‬ ‫الماء‬
‫اإلسهال‬ ‫الغذاء‬ ‫‪Cyclospora‬‬
‫اإلسهال‬ ‫الماء‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الشكل ( ‪ ) 2‬الفروع العلمية التي تسهم في تفسير التلوث‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -2‬المنظور العام للبيئة‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫تلعب البيئة الدور الرئيسي في تحديد المصير النهائي للملوثات‪ .‬فالبيئة تتألف من األرض و الماء و الجو و كل الملوثات تصرف أو تلقى ضمن إحدى هذه العناصر‬
‫المشكلة للبيئة‪ .‬و حالما تتفاعل هذه الملوثات مع البيئة فإن تغيرات فيزيائية أو كيميائية يمكن أن تحث و ربما تغير البيئة المحيطة بمكان التلوث‪ .‬إن الملوثات بدورها‬
‫تنسجم مع القانون القائل بأن المادة ال تفنى و لكن تتحول من شكل إلى شكل آخر‪ .‬و تبعا" للطريقة التي تطرح فيها المادة الملوثة إلى البيئة و حسب كمية طرحها و‬
‫التغيرات التي تسببها فإنه عندئذ باإلمكان تحديد أثر هذه المادة الملوثة على البيئة‪ .‬و من المهم أن نميز بأن البيئة من حيث المبدأ هي عبارة عن وحدة متكاملة و هذا يتضح‬
‫بأن كل العمليات الفيزيائية والكيميائية و البيولوجية ال يمكن أن تحدث ضمن الهواء دون تأثر الماء أو األرض و لكن هناك تداخل بين العناصر المشكلة للبيئة (ماء‪،‬‬
‫هواء‪ ،‬تربة) مع العمليات المختلفة الحاصلة بسبب التغيرات الناجمة عن طرح الملوثات‪ .‬إن مبدأ الوحدة المتكاملة للبيئة يعني أن أي مصدر يتم استهالكه بنفس معدل‬
‫إعادة بناءه‪  ‬و أن أي ملوث (ذو منشأ طبيعي) يطرح للبيئة سيتم تحطيمه و تحليله إلى عناصر بسيطة مفيدة يمكن استهالكها من جديد‪ .‬و هناك العديد من الملوثات ذات‬
‫المنشأ الصناعي و التي من الصعب أن تتحلل بيولوجيا"‪ .‬كما أن بعض المركبات التي ال تعتبر بحد ذاتها مواد ملوثة يمكن أن تسبب التلوث إذا أضيفت إلى البيئة بتراكيز‬
‫مرتفعة كما هو الحال في أسمدة النترات‪ .‬فعادة ما تضاف هذه األسمدة لتحسن التربة و لكنها تنتهي إلى مصادر المياه الجوفية التي تستخدم للشرب و ينتج عنها أمراض‬
‫تصيب األطفال الرضّع‪.‬‬
‫بعض الملوثات تكون طبيعية بالكامل كما هو الحال عليه في العوامل الممرضة البكتيرية (‪ )Microbial Pathogens‬و حتى لو تواجدت في البيئة بتراكيز بسيطة إال‬
‫أنها تكون قادرة على التسبب باألمراض للبشر‪ .‬هناك آليتان تمنعان العوامل الممرضة من االنتشار و التزايد ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪         -‬نفاذ المواد المغذية‬
‫‪         -‬تعرض الكائنات الدقيقة لمواد سامة تثبطها و تؤدي إلى موتها‬
‫‪ ‬‬
‫منذ ماليين السنين كانت البيئة قادرة على استيعاب الملوثات المطروحة بسبب ضعف الكثافة السكانية و قلة المواد الملوثة المطروحة‪ .‬و خالل هذه الفترة كانت المصادر‬
‫الطبيعية المتنوعة غنية و هذا ما أعطى البيئة إمكانية التأقلم و التعامل بسهولة مع أي تلوث يحصل في مكان ما‪ .‬مؤخرا" ومع بدء عدد سكان األرض بالتزايد السريع و‬
‫هذا ما ترافق باستنزاف المصادر الطبيعية و بطرح كميات كبيرة من الملوثات إلى البيئة المحيطة‪  .‬الشكل ( ‪ )  3‬يبين تزايد عدد السكان على مر السنين‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الشكل ( ‪ )  3‬يبين تزايد عدد السكان على مر السنين‬
‫‪ ‬‬
‫و حاليا" يزيد عدد السكان حول العالم على ‪ 6‬مليارات نسمة و هذا ترافق مع نشاطات زراعية و صناعية واسعة االنتشار و كان لهذه النشاطات األثر البالغ في صرف‬
‫الملوثات الخطرة بكافة أشكالها إلى البيئة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -3‬نظرة عامة لخصائص البيئة‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫حتى يتم تعيين المحتوى الفعلي للتلوث الحاصل البد من إجراء المراقبة البيئية للموقع الملوّث‪ .‬و هذا يعني تحديد التوصيف الالزم للموقع و للمنطقة المصابة و مقارنتها‬
‫مع المناطق المجاورة غير المصابة لتحديد مستوى و درجة التلوث‪ .‬و لذلك البد من أخذ عينات للتربة و الماء و الهواء و فحصها مخبريا"‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 3-1‬فحص التربة السطحية و تحت السطحية‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫من السهولة الحصول على عينات من التربة السطحية للموقع من أجل فحصها و الشكل ( ‪ ) 4‬يبين المثقب اليدوي الذي يستخدم ألخذ عينة من التربة‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫الشكل (‪ ) 4  ‬يبين المثقب اليدوي المستعمل ألخذ عينات من التربة‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫المثاقب اليدوية تعتبر مفيدة ألنها تسمح بالحصول على عينات مباشرة من التربة و بنفس العمق في المكان المصاب بالتلوث‪ .‬و هذه المثاقب تستطيع أخذ عينات حتى‬
‫عمق ‪ 2‬متر و بحيث تنتقل باتجاه العمق بشكل تدريجي و عادة ما يكون وزن عينة التربة ‪ 2‬كغ‪ .‬و بسبب أن التربة متغايرة الخواص فمن األفضل أخذ عدة عينات و‬
‫مزجها لتعطي عينة مركبة‪ .‬فالعينات المأخوذة بغاية الفحص الميكروبي للتربة يجب حفظها بحافظات ذات درجة حرارة مساوية لدرجة التجمد حتى تصل إلى المخبر‪ .‬و‬
‫يجب إجراء التحاليل الميكروبية بأسرع وقت ممكن من أجل الحصول على نتائج مطابقة للواقع‪ .‬و أما عينات التربة المراد التحليل الكيميائي لها فيجب تجفيفها‪ N‬بواسطة‬
‫تعريضها لتيار من الهواء الجاف و من ثم حفظ عينة التربة لفحصها بالمخبر‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫بالنسبة ألخذ العينات التحت سطحية للتربة فيمكن االستعانة بالحفارات مثل الحفارة الطينية الدوّارة (الشكل ‪ ) 5‬أو باستخدام آلة الثقب ذات الذراع الدوّارة ( الشكل ‪) 6‬‬
‫تكون ضرورية‪ .‬إن أخذ العينات تحت السطحية أكثر تعقيدا" و أكثر كلفة" من العينات السطحية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الشكل ( ‪ )  5‬آلة الحفر الطينية الدوّارة‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الشكل ( ‪ ) 6‬جهاز ذو ذراع دوّار ألخذ عينة التربة بالعمق‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 3-2‬فحص الماء‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫إن جمع عينات المياه أسهل من جمع عينات التربة‪ ،‬كما أن المياه تكون متجانسة و ال حاجة لتعدد أمكنة أخذ العينات كما هو في حالة التربة‪ .‬تجمع عينات المياه في‬
‫قوارير مصنوعة من البولي ايتيلين ذات مدخل عريض‪ .‬و بالنسبة للمياه الجوفية فيمكن أخذ عينات منها عبر البئر أو باستخدام خرطوم المياه مرتبط بمضخة بحال توفر‬
‫إمكانية القيام بذلك‪ .‬و كمية المياه التي تجمع تكون بضعة مليمترات بحالة فحص ‪ pH‬المياه‪ .‬و أما بحالة الحصول على عينات ذات حجم كبير‪ ،‬كما هو الحال عند اختبار‬
‫وجود الفيروسات في المياه البحرية فتكون العينة الواحدة بحجم متر مكعب واحد‪ .‬و عادة" ما تحفظ عينات المياه في جو بارد لمنع النشاط البيولوجي و الكيميائي و لتجنب‬
‫التبخر‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 3-3‬فحص الهواء‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫إن جمع عينات من الهواء يمكن أن يتم بطرق متنوعة‪ .‬ففي بعض الحاالت يتم سحب الهواء اوتوماتيكيا" ليتم الفحص المتواصل لتراكيز الملوثات الموجودة ضمن الهواء‪.‬‬
‫و في بعض الحاالت يتم جمع عينة الهواء في أكياس خاصة حيث يتم فحص عينة الهواء الحقا" في المخبر‪.‬‬
‫إن الجزيئات الدقائقية البيولوجية المنتشرة بالهواء تسمى الرذاذ الحيوي (‪ )Bioaerosols‬و هناك العديد من األجهزة المخصصة لجمع هذا الرذاذ الحيوي مثل جهاز‬
‫ال ّدهم (‪ )Impingement‬و فيه يتم صيد الجزيئات الموجودة بالهواء بواسطة صدم الهواء بالسائل‪ ،‬و هناك جهاز آخر لجمع الرذاذ الحيوي و هو جهاز الرّص (‬
‫‪ )Impacting‬و يعمل على مبدأ الترسيب اإلجباري للجزيئات المحمولة بالهواء على السطح الصلب‪  .‬الشكل ( ‪ ) 7‬يبين أحد األجهزة األكثر شيوعا" ألخذ عينات الرذاذ‬
‫الحيوي (‪.)SKC-West Incorporated, Fullerton, CA‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
 
SKC ‫ ) جهاز قياس الرذاذ الحيوي‬7 ( ‫الشكل‬
 
 
 
REFERENCES AND ADDITIONAL READING
 
Ian L. Pepper, Charles P. Gerba, and Mark L. Brusseau. (2006)  ENVIRONMENTAL & POLLUTION SCIENCE. 2nd ed. USA
 
Artiola J.F., Brusseau M.L., and Pepper I.L. (2004) Environmental Monitoring and Characterization. Academic
Press, San Diego, California. USA
 
Maier R.M., Pepper I.L., and Gerba C.P. (2000) A Textbook of Environmental Microbiology. Academic Press, San Diego, California. USA
‫‪ ‬‬
‫‪Pepper I.L., Gerba C.P., and Brusseau M.L. (1996) Pollution Science. Academic Press, San Diego, California. USA‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫مالحظة‪ :‬جميع محتويات الموقع ذات حقوق محفوظة و اليسمح بإعادة النشر أو االستخدام‪ ‬إال بعد أخذ إذن مدير الموقع حصريا" تحت طائلة المسؤولية‬
‫مدخل إلى علم‪ ‬المياه‬
‫‪ ‬‬
‫إعداد ‪ ‬د‪.‬م عبد الرزاق محمد سعيد التركماني‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫المياه تعني أشياء مختلفة لمختلف الناس‪ .‬فمنهم من يهتم بها للزراعة ومنهم من يهتم بها للصناعة و آخرون ينظرون اليها كمصدر لمياه الشرب و كضرورة للبقاء على قيد‬
‫الحياة‪ .‬و معروف أن المياه تملك خصائص فريدة من حيث تركيبها الفيزيائي و الكيميائي‪ .‬فيمكن تجميد المياه أو غليها أو تبخيرها ‪...‬الخ‪ .‬تعتبر المياه مادة سائلة مؤلفة من‬
‫جزيئات تحوي ذرة أكسجين و ذرتين من الهيدروجين (‪ )H2O‬كما مبين بالشكل ( ‪ .) 1‬الماء النظيف و الصافي ال لون له و ال مذاق و ال رائحة و يتحول الى مادة صلبة‬
‫عند درجة حرارة صفر مئوية و يتحول الى بخار عند درجة حرارة‪100  ‬مئوية و تعتبر المياه مذيبا" جيدا" جدا"‪ .‬و ال يُع ّد الماء‪ ،‬فقط‪ ،‬أكثر المواد وجوداً على األرض‪،‬‬
‫بل يُع ّد‪ ،‬كذلك‪ ،‬أكثرها غرابة‪ ،‬إذ ال تستطيع مادة على سطح األرض‪ ،‬أن تحل محل الماء أو تقوم بدوره‪ ،‬كما ال توجد أي مادة معروفة‪ ،‬حتى اآلن‪ ،‬لها خصائص مشابهة‬
‫للماء‪ .‬فالماء هو استثناء لكثير من قوانين الطبيعة‪ ،‬وذلك لخصائصه الفريدة‪.‬‬
‫الماء أساس الحياة و معلوم أن االنسان يستطيع العيش بدون طعام لمدة شهر تقريبا" و لكن ال يستطيع الحياة من دون ماء اال بضعة ايام فقط‪ .‬فالكائنات جميعها تحتاج‬
‫للماء لتبقى حيّة و سبحان الذي قال في محكم التنزيل " و جعلنا من الماء كل شيء حي"‪ .‬و يشارك الماء في معظم التفاعالت الكيميائية الحاصلة في البيئة إما كمذيب أو‬
‫مشارك أو وسيط‪ .‬و الماء مادة بسيطة و معقدة بنفس الوقت‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الشكل ( ‪  ) 1‬رسم توضيحي لجزيئة الماء‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫على الرغم من كبر المساحة التي يغطيها الماء‪ ،‬من سطح الكرة األرضية‪ ،‬إالّ أن الحجم الفعلي للماء مقارنة بحجم الكرة األرضية‪ ،‬يبدو ضئيالً‪ .‬فإذا تخيلنا األرض مثل‬
‫برتقالة‪ ،‬فإن الحجم اإلجمالي للماء ال يكاد يمأل ملعقة شاي‪ ،‬والحجم الحقيقي الذي تحتويه هذه الملعقة هو حوالي ‪ 1.5‬مليار كيلومتر مكعب‪ .‬يشكل ماء المحيطات حوالي‬
‫‪ %97‬من حجم الماء الموجود على سطح األرض‪ ،‬إالّ أن هذا الماء مالح وال يصلح لالستخدام اآلدمي‪ ،‬من شرب‪ ،‬أو زراعة‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬نتيجة ذوبان العديد من األمالح‬
‫فيه‪ .‬أ ّما كمية الماء العذب الصالحة لالستهالك اآلدمي‪ ،‬فال تتجاوز ‪ %0.3‬من الماء الموجود في الكرة األرضية‪ .‬ويتضمن هذا الماء‪ ،‬ماء البحيرات ‪ ،‬واألنهار‪ ،‬والمياه‬
‫الجوفية الموجودة في أقل من نصف ميل عمق‪ .‬ويدخل في هذا‪ ،‬حساب كمية الماء العذب الموجود على هيئة بخار ماء‪ ‬في الغالف الجوي‪ ،‬الذي سوف يتحول في النهاية‬
‫إلى أمطار‪ ،‬والرطوبة الموجودة في تربة األرض السطحية‪ .‬وتمثل الجبال القطبية غالبية الماء العذب الموجود على سطح الكرة األرضية‪ ،‬حيث تصل نسبتها إلى حوالي‬
‫‪ %2,2‬من إجمالي كمية المياه في األرض‪ ،‬ممثلة ما يزيد عن ثالثة‪  ‬أرباع مخزون الماء العذب في العالم‪.‬‬
‫أ ّما المياه الجوفية ‪ ،Underground water‬فإن نسبتها تصل إلى حوالي ‪ %0.6‬من كمية الماء الموجود في األرض‪ ،‬وهي إ ّما أن تكون قريبة من سطح األرض فتكون‬
‫عذبة‪ ،‬وإ ّما أن تكون على أعماق سحيقة‪ ،‬فنجد في مياهها نسبة عالية من األمالح‪ ،‬التي ذابت فيها أثناء رحلتها الطويلة إلى باطن األرض‪ .‬الشكل ( ‪  ) 2‬يوضح صور‬
‫المياه على سطح األرض‪ ،‬بالحجم كنسبة مئوية‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫الشكل ( ‪  ) 2‬صور تواجد المياه على سطح األرض‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫دورة الماء على سطح األرض‬
‫‪ ‬‬
‫يتميز الماء الموجود فوق األرض‪ ،‬بالحركة الدائمة والدوران المستمر‪ .‬فماء المحيطات والبحار يصعد إلى الهواء‪ ،‬عن طريق عملية التبخر (‪ ،)Evaporation‬حيث‬
‫ُكون السحاب‪ ،‬الذي تدفعه الرياح إلى مناطق األرض المختلفة‪ ،‬ثم يتكثف ويهطل أمطاراً على األرض‪ ،‬ومنها يرجع إلى المحيطات مرة أخرى‪ .‬وتبلغ كمية المياه‬
‫ي ِّ‬
‫المتكون‪ ،‬ينشأ من المحيطات عن طريق عملية البخر‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫المتبخرة من األرض‪ ،‬بفعل حرارة الشمس لت ّكون السحاب‪ ،‬حوالى ‪ 500‬ألف كيلو متر مكعب‪ .‬ومعظم هذا السحاب‬
‫كما أن هناك كمية قليلة من السحاب‪ ،‬الذي يت ّكون من خالل عملية البخر من الرطوبة الموجودة في سطح التربة وعملية النتح (‪ )Transpiration‬من أوراق النبات حيث‬
‫تعرف هاتان العمليتان معا ً باسم "البخر ـ النتح" (‪ ( )Evapotranspiration‬ثم يتكثف هذا السحاب‪ ،‬ليسقط أمطاراً على األرض‪ .‬وتسقط معظم هذه األمطار‪ ،‬مرة‬
‫أخرى‪ ،‬في المحيطات و البحار‪ ،‬ويتبقى جزء قليل يسقط على اليابس‪ .‬وبمقارنة كمية ماء األمطار المتساقطة على اليابس‪ ،‬بالماء الذي تبخر منها عن طريق البخر والنتح‪،‬‬
‫تعد كمية األمطار أكثر بكثير من تلك التي تصاعدت من اليابسة‪ .‬إالّ أن هذه الزيادة ترجع مرة أخرى إلى المحيطات والبحار‪ ،‬عن طريق ظاهرة الجريان السطحي لمياه‬
‫األمطار (‪ )Runoff‬من خالل المياه الجوفية واألنهار الجارية‪ .‬ثم تبدأ دورة جديدة للمياه من المحيطات‪ ،‬إلى الهواء‪ ،‬إلى األرض‪ ،‬ثم إلى المحيط‪ .‬وهذه الدورة الدائمة‬
‫لمياه األرض (الشكل ‪.) 3‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫الشكل ( ‪  ) 3‬دورة المياه على األرض‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ونتيجة لهذه الدورة‪ ،‬فإن كمية الماء العذب الموجود على سطح األرض‪ ،‬هي الكمية نفسها منذ قديم األزل‪ ،‬وهي الكمية نفسها‪ ،‬التي سوف تظل فوق سطح األرض‪ .‬وهذه‬
‫الكمية يعاد استخدامها مرة بعد مرة‪ .‬و يمكن تقسيم المياه‪ ،‬تبعا ً لمصادرها الطبيعية‪ ،‬إلى‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫* ماء المحيطات والبحار‪.‬‬
‫* ماء األمطار‪.‬‬
‫* ماء األنهار‪.‬‬
‫* ماء البحيرات‪.‬‬
‫* المياه الجوفية‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫مالحظة‪ :‬جميع محتويات الموقع ذات حقوق محفوظة و اليسمح بإعادة النشر أو االستخدام‪ ‬إال بعد أخذ إذن مدير الموقع حصريا" تحت‬

You might also like