Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 22

‫الفص ـل الثال ـث‬

‫المراهقة والمراهق مجهول النسب المكفل‬

‫تمهيد‬
‫‪ .1‬المراهقة‬
‫‪ 1-1‬تعريف المراهقة‬
‫‪ 1-2‬أنماط المراهقة‬
‫‪ 1-3‬مظاهر النمو في المراهقة‬
‫‪ 1-4‬خصائص المراهقة‬
‫‪ 1-5‬النظريات المفسرة للمراهقة‬
‫‪ 1-6‬حاجات المراهق‬
‫‪ 1-7‬مشاكل المراهقة و مظاهرها االنفعالية‬
‫‪ 1-8‬رعاية المراهقين انفعاليا ونفسيا‬
‫المكفل‬
‫‪ .2‬المراهق المجهول النسب ُ‬
‫المكفل‬
‫‪ 2-1‬تعريف المراهق المجهول النسب ُ‬
‫‪ 2-2‬عوامل ظهور مجهولي النسب‬
‫‪ 2-3‬تعريف الكفالة‬
‫‪ 2-4‬تعريف األسرة الكافلة‬
‫‪ 2-5‬الشروط الواجب توفرها في األسرة الكافلة‬
‫‪ 2-6‬محاسن ومساوئ األسرة الكافلة‬
‫المكفل‬
‫‪ 2-7‬مشكالت المراهق المجهول النسب ُ‬
‫المكفل‬
‫‪ 2-8‬حاجات المراهق المجهول النسب ُ‬
‫‪ 2-9‬المراهق المجهول النسب في الوسط الجزائري‬
‫خالصة الفصل‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫في األحوال العادية يستقبل المولود بفرحة ويحاط بالرعاية في حضن أمه وكتف أبيه‬
‫ويكبر في جو من الحب والقبول‪ ،‬ويشعر باالنتماء وتتحدد عليه هويته‪ ،‬ولكن لألسف في‬
‫حاالت أخرى يستقبل الطفل باالشمئزاز والنفور‪ ،‬ويتم التخلص منه فور والدته فقد يلقى‬
‫البعض نصيبه فيؤوى في مراكز والبعض اآلخر تكفله أسرة قد ال ينتمي إليها بيولوجيا لكن‬
‫تعوضه كنف الجو األسري الذي حرم منه‪ ،‬ورغم ما قد تحمله من مزايا وعيوب إال أنها تبقى‬
‫أفضل بديل لهذا الغريب الذي أصبح له انتماء وقد كان على حافة الضياع‪.‬‬
‫وفي هذا الفصل نتطرق إلى تقديم هذه الفئة من المراهقين مجهولي النسب المكفلين بكل‬
‫جوانبها‪.‬‬

‫‪ – 1‬المراهقة‬
‫تعريف المراهقة‪:‬‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪ 1-1-1‬التعريف اللغوي‬
‫‪ -‬يرى البعض أن اشتقاقها من فعل رهق ويعني الحمق والجهل ويعني دخول الوقت والدنو‬
‫واللحاق والقرب‪ ،‬ويقال رهق الغالم أي ق‪CC‬رب وقت الحلم‪ ،‬ومنه نع‪CC‬ني بالمراهقة في اللغة‬
‫العربية الفتى الذي دنى وقرب من الحلم‪.‬‬
‫)حسن عبد القادر‪ ،1987 ،‬ص‪(190:‬‬
‫‪ -‬رهق بمعنى مشى ولحق ودنى والمراهق هو الفتى الذي يدنو من الحلم واكتمال الرشد‪.‬‬
‫(الهاشمي‪ ،1979 ،‬ص‪)164:‬‬
‫ومعناه الت‪CC‬درج‬ ‫‪Adolescere‬‬ ‫مشتقة من الفعل الالتيني‬ ‫‪ADOLESCENCE‬‬ ‫‪ -‬وكلمة المراهقة‬
‫نحو النضج الجسمي والجنسي والعقلي واالنفعالي واالجتماعي ‪.‬‬
‫)زيدان‪ ،‬ب‪.‬ط‪ ،‬ص ‪(157‬‬

‫‪ 1-1-2‬التعريف االصطالحي‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫هي لفظ وظيفي يطلق على المرحلة التي يقترب فيها الطفل من مرحلة البلوغ ثم الرشد‬
‫ثم الرجولة‪.‬‬
‫المراهقة هي مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الرشد وتمتد من الثانية عشر إلى التاسعة‬
‫‪C‬عب تحديد‬
‫‪C‬هل تحديد المراهقة ولكن من الص‪C‬‬
‫‪C‬امين أي من الس‪C‬‬
‫عشر أو قبل ذلك بعام أو ع‪C‬‬
‫نهايتها‪.‬‬
‫(حامد زهران‪ ،1977،‬ص ‪)279‬‬
‫‪C‬دأ في نهاية‬
‫‪C‬تي تب‪C‬‬
‫‪C‬رد ال‪C‬‬
‫ويعرفها فاخر عاقل بقوله المراهقة وهي الفترة من حياة الف‪C‬‬
‫طفولته وتنتهي في بداية بلوغه سن الرشد‪ ،‬وهي فترة انتقالية يبدأ خاللها المراهق باالستقالل‬
‫عن أسرته إلى أن يصبح شخصا مستقال يكفي ذاته فالمراهقة لها فترة تختلف من ف‪CC‬رد آخر‬
‫ومن حضارة ألخرى‪.‬‬
‫(عاقل ‪ ،1982‬ص ‪)117‬‬
‫‪ 1-1-3‬التعريف السيكولوجي‪:‬‬
‫هي فترة معينة تترتب عليها مقتضيات في سلوكات جديدة يألفها الفرد من قبل وقد‬
‫يستطيع تصرفه بالتوافق والتكيف اإليجابي‪ ،‬وربما أدت عنه بوادر سلوك يقتضيه التزام نفسه‬
‫باالمتثال لمعايير المجتمع ولعله ال يتلفت إلى هذه الجوانب التفاتا ذاتيا لذا فهو بحاجة إلى من‬
‫يراعاه ويوجهه‪.‬‬
‫(الجسماني ‪،1994 ،‬ص‪)191:‬‬
‫‪ 1-1-4‬التعريف االجتماعي‪:‬‬
‫هو فترة انتقال من دور الطفولة المتصف باالعتماد على اآلخرين إلى ط‪CC‬ور بل‪CC‬وغ‬
‫مرحلة االلتفات إلى الذات على اعتبارها أنها متميزة كما كانت عليه أيام الطفولة المعتمدة على‬
‫غيرها اعتمادا كليا‪.‬‬
‫وهكذا يمكن أن نوضح بأن المراهقة بمعناها الشامل تعني النمو والتطور الديناميكي عند الفرد‬
‫وهي فترة انتقالية من الطفولة إلى سن الرشد أي أنها تنطلق على مختلف المراحل ال‪CC‬تي يمر‬
‫بها الفرد قبل أن يصل إلى مرحلة النضج‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ 1-2‬أنماط المراهقة‪:‬‬
‫لقد اختلف علماء النفس والباحثون في تصنيف المراهقة إلى أنماط ‪ ،‬ومن ه‪CC‬ذه التص‪CC‬نيفات‬
‫نذكر‪:‬‬
‫صنف محمد عماد الدين إسماعيل (‪ )1972‬الذي قسم المراهقة إلى ثالثة أصناف وهي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ .1‬المراهقة السو ّية‪.‬‬
‫‪ .2‬المراهقة االنسحابية ومعناها هو تفضيل المراهق االنفصال عن أسرته‪.‬‬
‫‪ .3‬المراهقة العدوانية أو المنحرفة والتي يسودها عودان المراهق‪.‬‬
‫(عماد الدين إسماعيل‪ ،1972 ،‬ص‪)167:‬‬
‫‪ -2‬قام " صامونيل مغاريوس " ‪ 1957‬بدراسة أنواع المراهقة المختلفة في مصر ‪ ،‬وتمكن من‬
‫تحديد أربعة أنماط وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬المراهقة المتوافقة‪ :‬تتسم باالعتدال والميل إلى االستقرار‪.‬‬
‫‪ .2‬المراهقة االنسحابية االنطوائية‪ :‬وتتسم باالنطواء واالكتئاب والعزلة والشعور بوجه عام‬
‫واالنحرافات الجنسية‪.‬‬
‫‪ .3‬المراهقة العدوانية المتمردة‪ :‬وتتسم بالمتمرد والثورة على األسرة والمدرسة بوجه ع‪CC‬ام‬
‫واالنحرافات الجنسية‪.‬‬
‫‪ 1-2‬مظاهر النمو في المراهقة‬
‫‪ 1-2-1‬النمو الجسمي‪:‬‬
‫‪C‬نوات‬
‫‪C‬ات حيث أنه في الس‪C‬‬
‫‪C‬ان والفتي‪C‬‬
‫إن لهذه المرحلة سمات خاصة تظهر عند الفتي‪C‬‬
‫‪C‬داء من السن الحادية عشر‬
‫‪C‬وزن ابت‪C‬‬
‫‪C‬ول وال‪C‬‬
‫‪C‬ادة في الط‪C‬‬
‫األولى من المراهقة ويظهر الزي‪C‬‬
‫‪C‬ية‬
‫‪C‬فات الجنس‪C‬‬
‫والسادسة عشر‪ ،‬فيزداد طول الفتيان مقارنة مع الفتيات اللواتي يظهرن الص‪C‬‬
‫الثانوية قبل الفتيان بسنة أو سنتين‪.‬‬
‫وهناك تغيرات فسيولوجية ومن ذلك التغير في معمل النبض الذي ينخفض بعد البلوغ بمعدل‬
‫ثمانية (‪ )08‬مرات في الدقيقة والتغير في ضغط الدم الذي يرتفع تدريجيا والتغير في نس‪CC‬بة‬
‫استهالك الجسم لألوكسجين الذي ينخفض عما قبل‪ ،‬حيث تشعر هذه التغيرات المراهق بالتعب‬

‫‪31‬‬
‫‪C‬بب للمراهق قلق الختالفه‬
‫‪C‬اق كما تس‪C‬‬
‫‪C‬دني الش‪C‬‬
‫والتخاذل وعدم القدرة على بذل المجهود الب‪C‬‬
‫الجسمي المفاجئ‪.‬‬
‫(محمد زيدان‪1986 ،‬م‪ ،‬ص ‪)163‬‬
‫‪ 1-2-2‬النمو العقلي‪:‬‬
‫يكون النمو في هذه المرحلة مع تقدم الوقت من سنة إلى أخرى وبما أن‪ ،‬الطاقة العقلية‬
‫‪C‬درة عقلية إلى أن يصل إلى‬
‫‪C‬نة من عمر الطفل طاقة أو ق‪C‬‬
‫‪C‬ذكاء فكل س‪C‬‬
‫ويقصد بها عموما ال‪C‬‬
‫‪C‬تى‬
‫‪C‬طربا ح‪C‬‬
‫مرحلة المراهقة فينمو الذكاء والقدرة العقلية الفطرية المعرفية العامة‪ ،‬نموا مض‪C‬‬
‫الثانية عشر ثم يتعثر قليال في أوائل فترة المراهقة نظرا لحالة االضطراب النفسي السائدة في‬
‫هذه المرحلة‪.‬‬
‫(نبيل المالوطي‪ ،‬محمد زيدان‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ص‪)1547:‬‬
‫" كما تكمن أهمية النمو العقلي في ه‪CC‬ذه المرحلة في تك‪CC‬وين شخص‪CC‬ية المراهق وتكيفه‬
‫االجتماعي وينمو الذكاء وهو القدرة العقلية الفطرية المعرفية العامة "‪.‬‬
‫(بدر الشيباني‪ ،1989 ،‬ص‪)205:‬‬
‫‪ 1-2-3‬النمو االنفعالي‪:‬‬
‫يسلك المراهق في هذه المرحلة سلوكات اجتماعية أخالقية ونفسية مصحوبة بانفعاالت‬
‫حادة وصراع نفسي يظهر في سلوكاته اليومية التي تمتاز بالعنف وعدم االستقرار ألنه يب‪CC‬دأ‬
‫‪C‬كاال مختلفة كالغضب‬
‫‪C‬االت المراهق تتخذ أش‪C‬‬
‫في االنتقال جزئيا من الطفولة إلى الرشد فانفع‪C‬‬
‫والخجل نتيجة المؤثرات التي يواجهها من غيره ويتس‪CC‬اءل المراهق على كل أس‪CC‬باب القلق‬
‫والتشاؤم‪.‬‬
‫‪C‬اك من‬
‫‪C‬ق‪ ،‬فهن‪C‬‬
‫‪C‬اة المراه‪C‬‬
‫وقد اختلف العلماء في تقييم االضطرابات االنفعالية التي تسود حي‪C‬‬
‫يرجعها إلى ما يطرأ من تغيرات على إفرازات الغدد وهن‪CC‬اك من يرجعها إلى العوامل البيئية‬
‫التي تحيط بالمراهق‪.‬‬
‫(محمد زيدان‪ ،1986 ،‬ص‪)170:‬‬

‫‪32‬‬
‫أما فيما يخص الخصائص االنفعالية لدى المراهق ‪ :‬فتتمثل في ‪:‬‬
‫‪ ‬شدة الحساسية‬
‫‪ ‬اليأس والقلق والكآبة‬

‫‪ ‬التمرد والعصيان‬
‫‪ ‬التهور‬
‫(بدر الشيباني‪1989 ،‬م ‪،‬ص‪)205:‬‬
‫‪ 1-2-4‬النمو االجتماعي‪:‬‬
‫إن هذه المرحلة كغيرها من المراحل تتأثر بالتنشئة االجتماعية فكلما كانت بيئة الطفل‬
‫مالئمة ساعدت ذلك على أن يكون المراهق عالقات اجتماعية سليمة وتتصف ه‪CC‬ذه المرحلة‬
‫‪C‬ره ومكانته‬
‫‪C‬ام بمظه‪C‬‬
‫بكونها تجعل من المراهق أكثر اجتماعية ‪ ،‬إذ يبدأ في الميل إلى االهتم‪C‬‬
‫‪C‬دأ في التغافل عن‬
‫فيؤثر هذا الميل على سلوكه ونشاطه كما يبدأ في كسب ثقته وتأكيد ذاته فيب‪C‬‬
‫متطلبات األسرة والبحث عن تأكيد شخصيته وإشعار أقرانه واآلخرين بها‪.‬‬
‫‪C‬درس‬
‫‪C‬اعي فلزاما على كل من األب واألم والم‪C‬‬
‫‪C‬رة تفاعله االجتم‪C‬‬
‫ونظرا التساع دائ‪C‬‬
‫‪C‬تي‬
‫‪C‬راع النفسي ال‪C‬‬
‫‪C‬المراهق لتمكينه من التغلب على مرحلة الص‪C‬‬
‫والمشرف عناية خاصة ب‪C‬‬
‫تعتريه‪.‬‬
‫(محمد زيدان‪،1986 ،‬ص‪)179:‬‬
‫د‪ .‬المراهقة المنحرفة‪ :‬وتتسم باالنحالل الخلقي الشامل واالنهيار النفسي التام والجنوح‪.‬‬
‫(بفريوة عباس‪ ،1985،‬ص‪)58:‬‬
‫‪ 3 -1‬خصائص المراهقة‪:‬‬
‫تتميز هذه المرحلة بمواص‪CC‬فات خاصة تميزها عن ب‪CC‬اقي المراحل فهي مرحلة بين الطفولة‬
‫والرشد من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى اكتمال النضج ‪ ،‬ومن أهم خصائصها نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬النمو الواضح والمستمر نحو النضج وكافة المظاهر وجوانب الشخصية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -‬التقدم نحو النضج الجسمي واالختالف من فرد آلخر‪.‬‬

‫‪ -‬التقدم نحو النضج الجنسي‪.‬‬

‫‪ -‬التق‪CC‬دم نحو النضج العقلي حيث يتم تحقق الف‪CC‬رد واقعيا من قدراته من خالل الخ‪CC‬برات‬

‫والمواقف التي يتوافر فيها الكثير من المحكات التي تظهر قدراته وتعرفه حدودها‪.‬‬

‫‪C‬لوكية االجتماعية‬
‫‪ -‬التقدم نحو النضج االجتماعي والتطبع االجتماعي واكتساب المعايير الس‪C‬‬

‫‪C‬رارات فيما‬
‫‪C‬اذ الق‪C‬‬
‫وتحمل المسؤوليات‪ ،‬وتكوين عالقات اجتماعية والقيام باالختيارات واتخ‪C‬‬
‫يتعلق بالتعليم والمهنة والزواج‪.‬‬
‫(حامد زيدان‪،1980 ،‬ص‪)323:‬‬
‫وهناك خصائص أخرى وهي‪:‬‬

‫‪ -‬التقلبات واالنفعاالت نتيجة االختالل في االتزان الغددّي الداخلي‪.‬‬

‫‪ -‬الميل نحو االستقاللية عن األسرة وتحمل المسؤولية وهذا ما يسمى بتوكيد الذات واكتشاف‬
‫األدوار‪.‬‬

‫‪ -‬الميل إلى الجنس اآلخر ومحاولة معرفة خصائصه ومحاولة بناء عالقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬اختيار المراهق للهواية التي تحقق له أكبر درجة من المنفعة والرضا‪.‬‬

‫‪ -‬التمرد والعصيان ومالزمة التوتر االنفعالي للمراهق لفترة طويلة‪.‬‬

‫‪ -‬لجوء الكثير من المراهقين إلى التمارض للهروب من المواقف غير المرغوب فيها‪.‬‬

‫‪ 4 -1‬النظريات المفسرة للمراهقة‪:‬‬


‫‪C‬ير مرحلة‬
‫‪C‬دة في تفس‪C‬‬
‫‪ 1-4-1‬النظرية البيولوجية‪ :‬تعتبر هذه النظرية من النظريات الرائ‪C‬‬
‫‪C‬ذه‬
‫المراهقة لكونها أولى الدراسات التي اهتمت بهذه المرحلة وقد كان‪ :‬ستانلي هول " رائد ه‪C‬‬

‫‪34‬‬
‫النظرية‪ ،‬حيث أكد على أن هناك فرق بين سلوك المراهق والسلوك السابق في مرحلة الطفولة‬
‫وبين سلوكه وسلوكه الالحق في مرحلة الرشد‪.‬‬
‫واعتبر هول أن مرحلة المراهقة والدة جديدة أو والدة ثانية لإلنس‪CC‬ان للتغ‪CC‬يرات البيولوجية‬
‫المصاحبة لهذه الفترة البلوغ واستيقاظ بعض الدوافع الكامنة في عضوية الفرد‪.‬‬
‫ووضعت هذه النظرية خصائص بيولوجية لهذه المرحلة نذكر بعضها‪:‬‬
‫إن التغيرات التي تحدث في مرحلة المراهقة تكون بصفة سريعة ومفاجئة في مختلف جوانب‬
‫الشخصية ولهذا يمكن أن نصفها بالخطيرة إذا لم يجد المراهق من يستند إليه في هذه المرحلة‬
‫بالذات يتم فيها نضج بعض الدوافع وكذلك ظهورها بشكل مفاجئ‪.‬‬
‫إن تلك التغيرات تسبب للمراهق معاناة قوية وفعالة تتجلى فيها صور القلق حتى يمكن‬
‫وصف المراهق بأنه يمر في فترة عاصفة مضطربة‪.‬‬
‫أن هناك قوى فكرية جديدة وتظهر عند المراهق بصورة مفاجئة كالخيال واالستدالل‪.‬‬
‫إن طبيعة النمو في هذه المرحلة فهو يظهر في ص‪CC‬ورة مماثلة عند جميع األش‪CC‬خاص على‬
‫السواء‪.‬‬
‫(الحليوسي وآخرون ‪ ،2002 ،‬ص ‪)177 :‬‬
‫‪ 1-4-2‬النظرية االجتماعية‪:‬‬
‫تؤكد هذه النظرية على األهمية وأثر ودور العامل االجتماعي الثقافي الس‪CC‬ائد في المجتمع في‬
‫تطور ونمو شخصية المراهق‪.‬‬
‫(محمد جبل‪ ،2001 ،‬ص ‪)419:‬‬
‫ومن أهم الدراسات التي تؤيد هذه النظرية هي دراس‪CC‬ات الباحثة األمريكية " م‪CC‬اركيت تميد‬
‫‪C‬أن أزمة‬
‫‪ )Mead .M1928‬عن سكان جزيرة سامو في جنوب المحيط الهادي‪ ،‬والتي أثبتت ب‪C‬‬
‫المراهقة ال وجود لها في المجتمعات البدائية في حين تمر هذه المرحلة بش‪CC‬دة وعص‪CC‬بية في‬
‫أمريكا وهكذا فإن مشكالت المراهقة وأزماتها راجعة إلى الظروف الثقافية واالجتماعية‪.‬‬
‫(الكبيسي والداهري‪ ، 2000 ،‬ص ‪)155‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ 1-4-3‬النظرية النفسية‪:‬‬
‫كما يؤكد أصحاب هذا االتجاه على النمو الجسمي والجنسي لهذه المرحلة فإنه يؤكد ما‬
‫يصاحب هذا النمو من ت‪CC‬أثيرات على نمو المراهق وس‪CC‬لوكه ‪ ،‬فغم‪CC‬وض هوية المراهق و‬
‫ميوالته المتناقضة وصراعاته النفسية وقلقه الجنسي تعتبر عوامل أساس‪CC‬ية في اض‪CC‬طراب‬
‫عالقاته مع ذاته واآلخرين‪.‬‬
‫" ‪ ،‬حيث يرى أن مرحلة المراهقة هي المرحلة‬ ‫‪FREUD‬‬ ‫ومن رواد هذه النظرية " فرويد‬
‫األخيرة من مراحل النمو‪ ،‬وإذ تتميز هذه المرحلة بالقلق نتيجة عودة القوى الليبيدية للظه‪CC‬ور‬
‫‪C‬رى‬
‫‪C‬ون‪ ،‬ومن ناحية أخ‪C‬‬
‫مما يهدد التوازن بين الهوى واألنا الذي يكون سائدا في مرحلة الكم‪C‬‬
‫تتميز المراهقة بمراحل ارتقائية هامة منها‪ :‬التحول إلى عشق الذات‪ ،‬واحترام الواق‪CC‬ع‪ ،‬ونمو‬
‫الميول الجنسية‪.‬‬
‫(مرسي ‪،2002،‬ص‪)41:‬‬
‫‪ 1-5‬حاجات المراهق‪:‬‬
‫إن المراهق مثلما يحتاج إلى الطعام والشراب فإنه يحتاج إلى تحقيق بعض حاجاته الضرورية‬
‫كالحاجة لألمن‪ ،‬وإلى الحب وإلى النجاح ‪ ....‬الخ ألنه من المعل‪CC‬وم أن الحاج‪CC‬ات النفس‪CC‬ية‬
‫للمراهق تكون بمثابة الطاقة الدافعة له ‪ ،‬ومن بين الحاجات نذكر منها‪:‬‬
‫‪ 1-5-1‬الحاجة إلى القبول والحب‪:‬‬
‫وتتضمن حاجة المراهق إلى الحب من طرف أسرته وأصدقائه‪ ،‬فما يعرف على المراهق أنه‬
‫ال يحب االنعزالية والوحدة " فالمراهق يتطلع إلى االعتراف بوجوده ويحب أشد الحب في أن‬
‫يحظى باهتمام من حوله ‪ ،‬فهو ينشد احترام أبويه له وأقرانه "‬
‫‪C‬رف والديه‬
‫‪C‬رة‪ ،‬أو أنه ليس محبوبا من ط‪C‬‬
‫وإذا شعر المراهق بأنه غير مرغوب فيه في األس‪C‬‬
‫وإخوته‪ ،‬فإنه يصبح قلقا حائرا ألن مرحلة المراهقة مرحلة حساسة وأن المراهق شديد التأثر‪،‬‬
‫‪C‬ترتب عنها نزوعه للعدوانية‬
‫وإذ توفر الحب للمراهق فإنه ال يقع في صراعات نفسية والتي ي‪C‬‬
‫واالنحراف كنتاج لفقدان الهوية‪.‬‬
‫(الجسماني ‪،1994،‬ص‪)44 :‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ 1-5-2‬الحاجة إلى االستقالل‪:‬‬
‫‪C‬دي األم‪ ،‬فمن المهم أيضا‬
‫‪C‬وية على ث‪C‬‬
‫" إذا كان مهما لطفل األمس أن يفطم من اتكاليته العض‪C‬‬
‫للمراهق اليوم أن يفطم من اتكاليته على والديه "‪.‬‬
‫(ميخائيل أسعد ‪،1991،‬ص‪)385:‬‬
‫فالمراهق يسعى إلى تحقيق ذاته وتحقيق استقالليته عن األس‪CC‬رة والميل نحو االعتم‪CC‬اد على‬
‫نفسه‪ ،‬كما يرفض التعرض للقيود التي تفرضها األسرة والمجتمع بأعرافه‪.‬‬
‫‪ 1-5-3‬الحاجة إلى النجاح والتقدم الدراسي‪:‬‬
‫الحاجة إلى النجاح أمل المراهق في يومه وغده‪ ،‬وهي حلمه الذي ال يفتأ أن ينتهي منه ح‪CC‬تى‬
‫يعادوه من جديد‪.‬‬
‫وهذا يظهر من خالل اهتمام المراهق وإصراره على النجاح في كل شيء سواء تعلق بأموره‬
‫الشخصية أو في مجاله الدراسي‪.‬‬
‫وال يستطيع المراهق تحقيق ذلك لوحده‪ ،‬إال بمساعدة األهل سواء من الناحية المادية كش‪CC‬راء‬
‫اللوازم التي يحتاجها وتساعده في دراسته‪ ،‬أو تعلق األمر بالدعم المعنوي كالحب والطمأنينة‬
‫التي يحتاجها لكي يطور من إنجازاته‪.‬‬

‫‪ 1-6‬مشاكل المراهقة ومظاهرها االنفعالية‪:‬‬


‫‪ 1-6-1‬مشاكل المراهقة‪:‬‬
‫إن مشكالت المراهقة هي نتاج طبيعي في هذه المرحلة والوضع االجتماعي للمراهق‬
‫والمناخ النفسي لألسرة‪ ،‬وهذه المشكالت تكون نتيجة اصطدام متطلبات المراهق مع شخصية‬
‫‪C‬الي‬
‫‪C‬ام وبالت‪C‬‬
‫األب واألم مع المجتمع والمدرسة‪ ،‬والمعايير األخالقية والدينية في إطارها الع‪C‬‬
‫فالمراهق ال يعرف الحقيقة من الخطأ أو الحق من الباطل‪ ،‬وحتى وإن كان يعرف فإن وجهته‬
‫ال تتطلب بالضرورة مع وجهة نظر اآلخرين ومن هذا قد تطرأ أنواع من المشكالت ال‪C‬تي قد‬
‫يتعرض لها المراهق‪ :‬ويوضح زين عباس عمارة بعض مشكالت المراهقة فيما يلي‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫مشاكل صح ّية‪ :‬يشعر المراهق بسرعة التعب والشعور بالدوار والصداع وكثرة حب‬ ‫‪)1‬‬
‫‪C‬وف الواضح‬
‫الشباب في الوجه والنحافة أو السمنة واالهتمام المفرط بالمظهر الخارجي والخ‪C‬‬
‫أو المستتر من التغيرات الفسيولوجية الداخلية‪.‬‬
‫‪ )2‬مشاكل مدرسية‪ :‬حيث المراهق ال يعرف كيف يذاكر دروسه‪ ،‬ويرى أن بعض المدرسين‬
‫يتحيز للطلبة وال يهتم بهم مما يؤدي إلى الفشل‪ ،‬وعدم النجاح وعدم االلتحاق بالجامعة‪.‬‬
‫كما يرغب المراهق في العمل في وقت الفراغ لكسب الرزق‪ ،‬ويخشى الفشل في اختيار الكلية‬
‫المناسبة‪ ،‬كما يخشى العمل بعيدا عن األسرة‪.‬‬
‫ج) المشاكل األسرية‪ :‬المتمثلة في مالحقة أهل المراهق بضرورة الم‪CC‬ذاكرة‪ ،‬وع‪CC‬دم تركه‬
‫يشتري حاجاته بنفسه‪ ،‬وعدم أخذ أسرته برأيه في المشاكل‪ ،‬ت‪CC‬دخل الوال‪CC‬دين في ص‪CC‬دقات‬
‫المراهق الشخصية وشؤونه الخاصة‪.‬‬
‫د) المشاكل الدينية‪ :‬ضيق المراهق عندما ال يؤدي الف‪CC‬رائض الدينية خصوصا وأنه يخشى‬
‫عقاب اآلخرة‪ ،‬ويشعر بالذنب عندما يخطئ كما يشعر بال مباالة اتجاه اآلخ‪CC‬رين‪ ،‬ويض‪CC‬يق‬
‫بسلوك بعض الناس اتجاه المسائل الدينية‪.‬‬
‫هـ) المشاكل االقتصادية‪ :‬فغالبا تكون إجابة المراهقين في مشاكلهم االقتص‪CC‬ادية في ع‪CC‬دم‬
‫‪C‬ديهم‬
‫‪C‬افي من وال‪C‬‬
‫‪ C‬الك‪C‬‬
‫وجود غرفة خاصة يهم كما أن في الغالب ال يحصلون على المصروف‬
‫خصوصا و إنهم ال يجدون العمل في فترات العطلة ليعوضهم ذلك ‪ ...‬وغيرها من المش‪CC‬اكل‬
‫اإلقتصادية التي يرونها في نظرهم‪.‬‬
‫و) المشاكل النفسية‪ :‬شعورهم بتأنيب الضمير الدائم ألي هفوة يرتكبها كما أنه خيالي‪ ،‬كثير‬
‫‪C‬عوبة التحكم في‬
‫‪C‬زاج وص‪C‬‬
‫‪C‬يز بتقلب الم‪C‬‬
‫السرحان وتجد صعوبة في التركيز واالنتباه و يتم‪C‬‬
‫االنفعاالت وكثيرا ما يعجز في التعبير‪ ،‬إما لخجله أو لقلة تنبهه أو تركيزه أو لقصور معلوماته‬
‫وخبراته‪.‬‬
‫ي) المشاكل االجتماعية‪ :‬خشية المراهق من الفشل أمام اآلخرين كما أنه يعجز من التح‪CC‬دث‬
‫عن مشاكله لشدة خجله وكثيرا ما يعجز عن التصرف السليم في المناسبات الرسمية‪.‬‬
‫(قناوي ‪ 1992‬ص ص‪)165-164 :‬‬

‫‪38‬‬
‫* نستطيع أن نقول بأن هذه المشاكل قد تكون بص‪CC‬وره متفاوت‪CC‬ة‪ ،‬أي تطغى الواح‪CC‬دة على‬
‫‪C‬ون‬
‫األخرى‪ ،‬قد يعاني المراهق من عدة مشاكل متميزة أو مشكلة واحدة منفردة وعلى هذا يك‪C‬‬
‫العالج كل مشكلة و تحليل عناصرها ووضع حل لها دون تعميم‪.‬‬

‫‪ 1-6-2‬المظاهر االنفعالية في مرحلة المراهقة‪:‬‬


‫و تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الرهافة‪ :‬المراهق مرهف الحس في بعض أموره تسيل دموعه سرا وجهرا‪ ،‬ويذوب أسى‪،‬‬
‫وحزنا حينما يمسه الناس حتى بنقد هادئ‪.‬‬
‫‪ .2‬الكآبة‪ :‬يتردد المراهق أحيانا في اإلفصاح عن انفعاالته‪ ،‬وعن نفسية خشية‪ ،‬أن يث‪CC‬ير نقد‬
‫‪C‬حبة‬
‫‪C‬ه‪ ،‬ويبتعد عن ص‪C‬‬
‫‪C‬وذ بأحزانه وهمومه وهواجس‪C‬‬
‫الناس ولومهم فينطوي على ذاته‪ ،‬ويل‪C‬‬
‫الناس‪ ،‬وقد يسترسل في كآبته حتى تثوب إليه نفسه‪ ،‬حينما يجد في نفسه وهواياته وموالته ما‬
‫يمأل به فراغه‪.‬‬
‫‪ .3‬االنطالق‪ :‬يندفع المراهق أحيانا وراء انفعاالته حتى يمسي متهورا يركب رأسه‪ ،‬فيقدم على‬
‫أمر ثم يتخاذل عنه في ضعف وتردد ‪ ،‬ويرجع باللوم على اآلخرين ولذلك سرعان ما يستجيب‬
‫لسلوك الجمرة الصاخبة الثائرة للطيش وقد يرمي به إلى التهلكة‪.‬‬
‫(زيدان ‪،‬ب‪.‬ط ‪،‬ص‪)171 :‬‬
‫ومنه نستطيع أن نقول بأن المراهق بهذه المظاهر المتمثلة في الرهافة والحس والكآبة ‪ ...‬إلى‬
‫غيرها من هذه الصفات‪ ،‬فيصبح المراهق من الصعب عليه مواجهة بعض المواقف التي يمكن‬
‫أن تطرأ عليه في هذه الفترة وخاصة مع المحيط الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫‪ 1-7‬رعاية المراهقين انفعاليا ونفسيا‪:‬‬
‫إن رعاية المراهقين تتطلب فنا ومعرفة بطبيعتهم ولهذا فإنه يلزم االهتمام برعاية النمو‬
‫االنفعالي وأن يدرب المراهق على كيفية التحكم في انفعاالته وإبعاد عوامل التوتر عنه وإبعاد‬
‫كل ما من شأنه أن يثيره انفعاليا أو أن يستثيره نفسيا وتتلخص سبل رعاية المراهقين انفعاليا‬
‫ونفسيا فيما يلي‪:‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ -‬غرس ثقته بالنفس‪ ،‬بتنصيره بذاته وتعويده على حسن المناقشة واإلنص‪CC‬ات واالس‪CC‬تماع‬

‫وتقبل النقد‪ ،‬وأن ينقد بموضوعية وأن يتقبل اآلخرين مثلما يريد اآلخرين أن يتقبلوه‪.‬‬

‫‪ -‬الكشف عن قدراته وهواياته وميوله‪ ،‬توجهه تبعا للفروق الفردية‪.‬‬

‫‪ -‬تمكينه من التغلب على مخاوفه وانفعاالته الفجة وخجله المربك وذلك بقيادته بحكمة‬

‫وتشجيعه على أن يجرب المعترك الحياة ويخوض فيه على قدر‪.‬‬

‫‪C‬يب‬
‫‪C‬تزام وال الميوعة والتس‪C‬‬
‫‪C‬راهقين‪ ،‬فال االل‪C‬‬
‫‪C‬ادة الم‪C‬‬
‫‪ -‬الجمع بين المرونة والضبط في قي‪C‬‬

‫بمفرديهما بمؤدية إلى نتائج مجزية‪.‬‬


‫(الجسماني‪ ،1994،‬ص ص‪)199 -198 :‬‬

‫‪ - 2‬المراهق المجهول النسب ال ُمكفل‬


‫‪ 2-1‬تعريف المراهق المجهول النسب المكفل‬
‫هو ذلك المراهق الذي يكون ضحية للعالقة الغير شرعية‪ ،‬وأودع في بداية طفولته‬
‫بمراكز خاصة تتكفل به ‪.‬‬
‫)‬ ‫‪SILLAmY. 1996 . P : 32‬‬

‫)‬
‫وهو الذي تم إنجابه خارج إطار الزواج الشرعي ‪ ،‬قد يكون مجهول الوالدين أو‬
‫مجهول األب ومعروف األم فيحمل اسم أمه فتوجه هذه الفئة من طرف المستشفيات إلى‬
‫عائالت بديلة تتكفل بهم و البعض اآلخر إلى مصالح معنية تشرف عليهم وتتكفل بهم‪.‬‬
‫( إبراهيم سعد‪ ،1986 ،‬ص‪) 310 :‬‬
‫وهم المراهقين الذين جاؤوا إلى الدنيا نتيجة لعالقة جنسية غير شرعية ‪ ،‬أي خارج‬
‫إطار عالقة زوجية شرعية‪ ،‬وهذه الفئة من المراهقين تعرف كذلك بالمراهقين المحرومين أو‬
‫الغير شرعيين ألن األمهات التي أنجبتهم تنازلت عنهم و آباءهم البيولوجيين رفضوا‬
‫االعتراف بهم‪ ،‬وفي حاالت عديدة يعثر عليهم في الشارع أو في أي مكان آخر‪ ،‬وبالتالي يكون‬

‫‪40‬‬
‫التعرف على آباءهم أمر صعب و بالتالي يكون وضعهم داخل المؤسسات والمستشفيات أمر ال‬
‫بد منه‪ ،‬إال أن بعضهم يحضون بعائالت بديلة تتكفل بهم‪.‬‬
‫(‪)KAREM HORNEY. 1977 . P : 249‬‬
‫كما يعرف زكي بدوي المراهق المجهول النسب في معجم مصطلحات العلوم‬
‫االجتماعية بأنه " المولود نبذه أهله فرار من تهمة الزنا وهو من تركه أهله ال يعلم صلته بأبيه‬
‫و أمه " ‪.‬‬
‫( محمد فهمي‪ ،2000 ،‬ص‪) 213 :‬‬
‫المراهق المجهول النسب يطلق عليه ( اللقيط ) والغير شرعي وهو المولود من أبوين‬
‫ال تربط بينهما رابطة الزواج ‪.‬‬
‫(أحمد البعليكي‪ ،2003 ،‬ص‪)448 :‬‬
‫‪ 2-2‬عوامل ظهور مجهولي النسب‬
‫تغير الحياة االجتماعية في الوقت الحالي أدى إلى تغير شكل المجتمع وقد أثر ذلك‬
‫بدوره على بناء األسرة على وظائفها‪.‬‬
‫ولم تعد العالقات اإلنسانية عالقات مباشرة أولية بسيطة كما كانت‪ ،‬بل أصبح من‬
‫التعقيد بحيث ال يجد بعض األطفال أسر تهتم بخدمتهم أو تسهر على راحتهم وقد يحضى‬
‫البعض اآلخر بذلك‪.‬‬
‫كما انتشرت ظاهرة التخلي عن األطفال سواء كان هذا التخلي في الشارع أو قرب‬
‫المستشفيات أو داخلها‪.‬‬
‫ومن العوامل التي أدت إلى ظهور األطفال غير الشرعيين‪:‬‬
‫‪ 2-2-1‬العوامل االجتماعية‪:‬‬
‫‪ -‬الفقر والجهل وتأخر سن الزواج في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬االنتشار الكبير لظاهرة العنوسة والعزوبة وكثرة األرامل والمطلقات‪.‬‬
‫‪ -‬إلزام و إرغام الفتاة على الزواج دون األخذ برأيها مما يؤدي بها إلى ارتكاب الخطيئة‪.‬‬
‫‪ -‬الحروب والتغير االجتماعي السريع و فترات عدم االستقرار‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬انتشار البطالة والفراغ القاتل لدى الشباب‪.‬‬
‫‪ -‬االنتشار الواسع لحبوب منع الحمل وعيادات إجهاض والتكفل بالمولود بالمستشفى‪.‬‬
‫‪ 2-2-2‬العوامل الجنسية‪:‬‬
‫‪ -‬الحرية في السلوك الجنسي وقلة االهتمام بالدين والسلوك الديني‪.‬‬
‫‪ -‬االنتشار الواسع ألماكن العري والدعارة‪.‬‬
‫‪ -‬سن المراهقة التي تتصف غالبا بالرعونة في السلوك والجهل في التصرف والنقص في‬
‫الخبرة‪.‬‬
‫‪ -‬غياب التربية الجنسية المشروعة للمراهقين‪.‬‬
‫‪ 2-2-3‬العوامل االقتصادية‪:‬‬
‫‪ -‬انتشار البطالة‪.‬‬
‫‪ -‬األزمات االقتصادية وتفاحش المادية مما أدى بكثير من الفتيات المجتمع إلى بيع‬
‫‪ C‬لكسب قيمة العيش أو البحث عن الثراء والرفاهية‪.‬‬
‫أغراضهن‬
‫(حمزة بلعراقب‪ ،2003 ،‬ص‪)26 :‬‬ ‫‪ -‬غالء المهور وتكاليف الزواج‪.‬‬
‫‪ 2-2-4‬العوامل الثقافية‪:‬‬
‫‪ -‬عقدة االنبهار بالغرب في جوانبه السلبية‪.‬‬
‫‪ -‬الهجمة اإلباحية الشرسة لبعض وسائل اإلعالم ( االنترنت – السينما – التلفزيون )‬
‫‪ -‬انتشار ظواهر االغتصاب والتحرش والتكتم العائالت وصمتها خوفا من العار‪.‬‬
‫‪ -‬سلبيات العصرنة التي أصبحت تهدد المجتمعات اإلسالمية والعربية التي تصل أحيانا حد‬
‫االنحالل وتزايد جرائم العرض واالغتصاب‪.‬‬

‫‪ 2-3‬تعريف الكفالـة‬
‫إن ظروف المراهق مجهول النسب تستدعي من الناحية اإلنسانية وباب الرحمة‬
‫والعطف ضرورة الحفاظ على وجوده ‪ ,‬ومعاملته برفق ولين و ود ‪ ،‬وإيجاد حل عاجل له‬
‫يكون بديال من جهة للتبني ومن جهة أخرى يضمن العائل والمربي ‪ ،‬وهذا النظام هو الكفالة‬

‫‪42‬‬
‫‪ 2-3-1‬التعريف اللغوي‪:‬‬
‫( الكافل ) و( الكفيل ) جمع ( كفالء )‪ ،‬وهو القائم بأمر اليتيم المربي له وهو يسمى‬
‫أيضا الضمين‪ ،‬سواء كان الكافل من ذوي رحمه وأنسابه‪ ،‬أو كان أجنبيا لغيره تكفل به‪.‬‬
‫( نظيرة عتيق‪ ،2008 ،‬ص ‪) 163‬‬
‫‪ 2-3-2‬التعريف االصطالحي‪:‬‬
‫أما المفهوم االصطالحي للكفالة التي تعينينا هي التزام وتعهد برعاية شؤون مجهولي‬
‫النسب وهو المعنى الذي ذكر في القران الكريم في قوله تعالى ‪ {:‬فتقبلها ربها بقبول حسن‬
‫وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا } آل عمران‪37 :‬‬

‫قال الرازي‪ :‬الكفالة هو الذي ينفق على إنسان ويهتم بمصالحه‪.‬‬


‫( نضيرة عتيق‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪)164 – 163‬‬
‫فالكفالة إذن هي أن يضم الشخص ولد غيره‪ ،‬ويجعله كولد النسب في الرعاية‬

‫والتربية فقط‪ ،‬دون أن يلحقه نسبه فال يكون كأوالده الشرعيين وال يثبت له شيئا من‬
‫أحكامهم‪.‬‬
‫( عطية صقر‪ ،1990 ،‬ص‪)90 :‬‬
‫‪ 2-4‬تعريف األسرة الكافلة‪:‬‬
‫وهي أسرة ال ينتمي إليها المراهق بيولوجيا‪ ،‬ولكنه يعيش في كنفها وربما يحمل اسمها‬
‫فيكون متبني‪ ،‬أو ال يحمل اسمها فيكون مكفوال‪.‬‬
‫)‬ ‫‪http : WWW.ELAZAYEM.COM‬‬ ‫(‬
‫األسرة الكافلة أو كما يطلق عليها غالبا األسرة البديلة ‪ ،‬هي شكل من أشكال رعاية‬
‫األيتام السائدة في العالم‪.‬‬
‫وتقوم فكرتها على احتضان الطفل يتيم أو من في حكم اليتيم من قبل إحدى األسر‬
‫ليعيش بينها كأحد أطفالها ويتظلل مضلة األسرة الطبيعية‪ ،‬ونجد فيها جميع االشباعات التي‬

‫‪43‬‬
‫يحتاجها سواء النفسية واالجتماعية أو المادية لينمو نموا متوازنا بين ركني الحياة األسرية‬
‫السوية‪ ،‬ويحقق التكيف االجتماعي النفسي الموازن‪.‬‬
‫(عبد اهلل بن ناصر‪ ،1999 ،‬ص‪)9 :‬‬
‫واألسرة البديلة لفظ يطلق على كل الوسائل التي تتخذ لتربية الطفل بعيدا على أسرته‬
‫البيولوجية‪ ،‬وتقوم المؤسسات االجتماعية باختيار األسرة البديلة التي يلحق بها الطفل وتظل‬
‫هذه األسر تحت أشراف وتوجيه تلك المؤسسات وينبغي توفير أسرة بديلة كافلة من أبوين‬
‫بديلين يستطيعان أن يمنحا الطفل المكفول الحب والرعاية والفهم والتوجيه وكلها من األمور‬
‫األساسية لتنمية ما لدى الطفل من قدرات وإعداد لحياة نافعة‪.‬‬
‫)‬ ‫(‪http uqu. Edu. Sa / ar / 115170‬‬

‫وهكذا فان تعريف األسرة الكافلة بالنسبة لمجهولي النسب بأنها األسرة التي تقوم‬
‫بشؤون المكفول من تربية وتعليم وتوجيه والقيام بما يحتاجه من حاجات تتعلق بحياته‬
‫الشخصية من المأكل والمشروب والملبس والعالج والتربية‪.‬‬

‫‪ 2-5‬الشروط الواجب توفرها في األسرة الكافلة‪.‬‬


‫‪ -1‬أن يكون األسرة الكفيلة متكاملة‪ ،‬بمعنى أن تتكون من زوجين‪.‬‬
‫‪ -2‬صالحية األسرة الكفيلة للرعاية من حيث يسر الزوجين وقضاءها لحاجات الطفل المكفل‪،‬‬
‫وتوافر نضوج أفراد األسرة اجتماعيا وأخالقيا واستجاباتهم لعاطفة األمومة‪.‬‬
‫‪ -3‬توافر الشروط الصحية للزوجين الكافلين وكذا نظافة المسكين العائلي‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تكون العقيدة الدينية لألسرة الكافلة مماثلة لدين الطفل المكفول‪.‬‬
‫(‪) tp: uqu. Edu . sa/ar/115170‬‬
‫‪ 2-6‬محاسن ومساوئ التكفل‬

‫‪44‬‬
‫يحضى بعض المراهقين المجهولي النسب من طفولتهم األولى بعائلة بديلة تكفلهم‬
‫‪ C‬في كنفها‪ ،‬كما تحمل هذه األسرة محاسن فان هذا ال يخلو من أن تحمل األسرة‬
‫ويترعرعون‬
‫مساوئ‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫محاسن التكفل‪:‬‬ ‫‪2-6-1‬‬
‫‪ -‬حل مشكلة العقم في األسرة باستحضار طفل يرضي دوافع األمومة واألبوة داخل األسرة‬
‫وفي هذه الحالة يستخدم الطفل لحل مشكلة األسرة ال العكس‪.‬‬
‫‪ -‬الرحمة والشفقة اتجاه هذا الطفل وعدم انتظار أي مكافئة دنيوية‪.‬‬
‫‪ -‬إشباع الطفل بالحب والمودة والرحمة من طرف الوالدين الكافلين‪.‬‬

‫مساوئ التكفل‪:‬‬ ‫‪2-6-2‬‬


‫‪ -‬التدليل‪ :‬وخاصة إذا كانت األسرة المتكفلة قد عانت لفترة طويلة الحرمان من طفل بسبب‬
‫العقم‪ ،‬فيحيطوا هذا الطفل القادم بالتدليل وتحقيق كل رغباته فينشأ أنانيا‪ ،‬كثير المطالب غير‬
‫قادر على تحمل المسؤولية‪.‬‬
‫‪ -‬الحماية الزائدة‪ :‬خاصة إذا كانت األم البديلة لديها سمات عصابية تجعلها شديدة الحرص‬
‫والخوف عليه‪ ،‬فتحيطه في كل حركاته وسكناته‪ ،‬فينشأ اعتماديا خائفا أو يتمرد بعد ذلك على‬
‫تلك الحماية ويظهر في ذلك في مرحلة المراهقة فيصبح عدوانيا ثائرا‪.‬‬
‫‪ -‬اإلهمال‪ :‬وهذا يحدث في حالة األسرة التي تتكفل الطفل مقابل مكافئة مادية‪ ،‬فغالبا ال يكون‬
‫عطاء عاطفي له‪ ،‬وهذا اإلهمال يجعله ينشأ منطويا حزينا فاقدا للثقة بنفسه وبالناس‪.‬‬
‫‪ -‬النبذ ‪ :‬وهو يحدث ال شعوريا أو شعوريا نتيجة الوصمة االجتماعية التي يحملها هذا‬
‫المراهق لكونه لقيطا أو منبوذا من أسرته األصلية وهذا النبذ يجعله مليئا بالغضب يميل إلى‬
‫العدوانية نحو اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬التفرقة في التعامل‪ :‬إذا كان المتبني يعيش في أسرة بها أطفال آخرين من صلب أب وأم‬
‫فغالبا ما تحدث تفرقة في المعاملة تؤدي إلى الشعور باالختالف والنبذ والظلم وعدم األمان‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬الغيرة‪ :‬تحدث غالبا في فترة المراهقة فإذا كانت المتبناة فتاة فربما حدثت غيرة من األم‬
‫البديلة اتجاهها‪ ،‬حيث تخشى حدوث ميل عاطفي بين البنت وأبوها بالتبني وهذه الغيرة ربما ال‬
‫تظهر بشكل مباشر وإنما تظهر في صورة تغيير في العالقات ربما تصل إلى محاولة التخلص‬
‫منها بشكل عدواني‪.‬‬
‫(‪)http : uqu . edu . sa / ar / 115170‬‬
‫‪ 2-7‬مشكالت المراهق مجهول النسب المكفل‬
‫إن إجابة المراهق مجهول النسب المكفل الماسة إلثبات نفسه إذ يصبح غالبا أكثر‬
‫تصادما ونزاعا في الوسط الذي يعيش فيه‪ ،‬مما يظهر عنده مشاكل يعاني منها وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬إذ نجد أن أزمة الهوية أكثر األزمات التي يعاني منها المراهق من هذه الفئة ‪ ،‬إذ تتمثل في‬
‫إحساسه بالضياع في المجتمع ال يساعده على فهم ذاته ‪ ،‬وال في تحديد دوره في الحياة وال‬
‫يوفر له فرصا يمكن أن تعينه في اإلحساس بقيمته االجتماعية ‪.‬‬
‫(عادل محمد‪ ،2000 ،‬ص ‪) 56‬‬
‫‪ -2‬عدم التوافق النفسي واالجتماعي للمراهق مجهول النسب المكفل بعد االعتراف بحقيقته‬
‫ومن البديهي أن يشعر بعدم تكيفه مع الواقع‪ ،‬مما يعمل على معرفته لحقيقته أو رفضها مما‬
‫يجعل هذا المراهق يسعى لحل لغز حياته النفسية بلغز والدته‪.‬‬
‫و من الواضح أن حل هذه المصاعب يكون شاقا جدا‪.‬‬
‫( هيلين دوتش‪ ،2008 ،‬ص ‪)462‬‬
‫اختالف اسم المراهق مجهول النسب المكلف عن اسم األسرة القائمة بكفالته‪ ،‬مما‬ ‫‪-3‬‬
‫يسيطر عليه اإلحساس بعدم االنتماء مما يزيد حدة الصراع الداخلي لديه فيلجئ إلى االنعزال‬
‫عن العالم االجتماعي واالنطواء والخجل واالغتراب النفسي وأحيانا إلى التمرد‪.‬‬
‫ومن المشكالت النفسية واالجتماعية أيضا نجد‪:‬‬
‫‪ -‬إحساسه بعدم األمن والكبت‪.‬‬
‫‪ -‬العزلة واالنسحاب‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور باالضطهاد‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ -‬عدم الثقة بالنفس‪.‬‬
‫‪ -‬البحث في تأكيد الذات يجب التعدي والميل للتخريب‪.‬‬
‫( خيري خليل‪ ، 1995 ،‬ص ‪)222‬‬
‫‪ 2-8‬حاجات المراهق المجهول النسب المكفل‬
‫ال يختلف المراهق المجهول النسب المكفل كثيرا عن المراهق العادي من حيث‬
‫الحاجات األولية البيولوجية‪ ،‬أما الحاجات الثانوية ( النفسية ) فهي تختلف نظر لخصوصية‬
‫المراهق مجهول النسب المكفل‪ .‬فمن الحاجات المميزة له نذكر الحاجة إلى الحب واألمان‬
‫الحاجة إلى االحترام‪ ،‬الحاجة إلثبات الذات‪ ،‬الحاجة للمكانة االجتماعية‪ ،‬الحاجة للتوجيه‬
‫االيجابي‪.‬‬
‫‪ -1‬الشعور بالحب والتقبل ‪ :‬لكي يتمكن من تكوين شعور ايجابي نحو الذات ونحو اآلخرين‬
‫وعلى الوالدين المتكفلين لعب دور األسرة الحقيقية وتوضيح فهم الجودة والطيبة والخير‬
‫والحب للمراهق كي يمكنه العيش بسعادة والشعور بالرضا واالرتياح‪.‬‬
‫( دعد الشيخ‪ ،2001 ،‬ص ‪)172‬‬
‫‪ -2‬الحاجة إلى تأكيد الذات والهوية‪ :‬حيث من األسئلة التي يحاول المراهق مجهول النسب‬
‫العثور على إجاباتها‪ :‬من أنا ؟ من هم أهلي؟ ومن هم والديا الحقيقيين ؟ لمن أنتمي؟ محاوال‬
‫منه تثبيت شخصيته‪.‬‬
‫( روبرت واطسن‪ ،2001 ،‬ص ‪) 254‬‬
‫‪ -3‬الحاجة إلى االستقاللية ‪ :‬بحيث يعتبر االستقالل االنفعالي والمادي من أهم حاجات‬
‫المراهق المجهول النسب المكفل في هذه المرحلة‪ ،‬إذ يدفع هذا المراهق إلى محاولة االعتماد‬
‫على النفس في اتخاذ القرارات‪ ،‬ونالحظ أن معظم العائالت الكفيلة يبدون خوفا زائدا وحرصا‬
‫شديدا على المراهق‪ .‬هذا ما يترتب عنه صراعا داخليا لدى هذا المراهق‪.‬‬
‫‪ -4‬الحاجة إلى االنتماء‪ :‬إن شعور المراهق مجهول النسب المكفل باألمان داخل األسرة‬
‫الكفيلة يؤدي به إلى االنتماء إلى أعضاءها واشتراكه معهم‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -5‬الحاجة إلى التكيف‪ :‬ضرورية جدا لدى المراهق المجهول النسب المكفل نظرا لما يمر به‬
‫في هذه المرحلة من صراعات وتغيرات كبيرة فهو يسعى للحصول على القبول االجتماعي‬
‫والمكانة االجتماعية ليتحدد مفهومه عن ذاته من موقعه في دائرته االجتماعية ومدى شعوره‬
‫بالقبول والمحبة‪ ،‬فإذا شعر أن الراشدين يفهمون طبعه ويعطفون على مصاعبه الشخصية‪،‬‬
‫نجد أن من األسهل عليه أن يتكيف مع نفسه ومع عالمه الخارجي‪.‬‬
‫( دعد الشيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪)174 – 173‬‬
‫فالمراهق مجهول النسب بحاجة إلى معاملة عادية معتدلة خالية من العطف المبالغ فيه‬
‫والشفقة الزائدة التي يمكن أن تكرس في نفسه اإلحساس بالغربة واالختالف وكذلك الشعور‬
‫بالعجز والنقص والذي من شأنه أن يهزم معنوياته وطموحاته واستعداده لقبول الحياة والتعامل‬
‫معها‪.‬‬
‫إذ يجب أن يتعامل معه كما يتعامل أي أب مع ابنه ألنه كل ما يحتاجه المراهق مجهول‬
‫النسب من األبوين الكفيلين ما يحتاجه االبن العادي من أبويه واإلحساس باألبوية واالرتباط‬
‫العائلي‪.‬‬

‫‪ 2-9‬المراهق المجهول النسب في الوسط الجزائري‬


‫في المجتمع الجزائري ال تزال العالقات بين الرجل والمرأة تقوم على منطلق ديني‬
‫وهو السبب الذي يحتم بوضع حواجز بين الجنسين في كل الميادين‪ ،‬فالتقاليد والعادات القديمة‬
‫والمحرمات تجعل المرأة سجينة الظروف الصعبة‪ ،‬ودورها داخل هذا المجتمع يتوقف على‬
‫إنجاب وتربية األطفال‪ ،‬ويمكن أن تتحسن إذا ما أنجبت عدد من الذكور فتصبح لها أهمية‬
‫واعتبار داخل المجتمع الذي تنتمي إليه‪ ،‬وبالرغم من خروج المرأة للعمل ومشاركتها في‬
‫معظم الميادين غير أن مفهوم الشرف يبقى دائما طاغيا على المجتمع الجزائري والمشكل‬
‫الذي يطرح نفسه هنا هو أن هناك مجموعة من الظواهر التي فرقت اإلطار االجتماعي‬
‫وطغت على المجتمع وقيمه‪ ،‬ومن بينها العالقات الجنسية الغير الشرعية فتنال األم العازبة من‬

‫‪48‬‬
‫العقاب جزاء هذا الفعل فيلبسها العار طول حياتها وينبذها أهلها‪ ،‬أما األطفال فينظر إليهم‬
‫بمنظار أسود ألنهم أبناء حرام ال أصل لهم وال نسب‪.‬‬
‫( حامد زهران‪ ،1985 ،‬ص ‪) 98‬‬
‫ونتيجة لقساوة الظروف االجتماعية التي تؤدي بالوالدين إلى استغناء عن أطفالهم‬
‫فيرمى في الشوارع فيكفله مركز أو تكفله عائلة‪.‬‬
‫‪ -‬إن المراهق المجهول النسب يبقى هو الضحية التي تعيش المعاناة الكبرى فيصب عليه‬
‫المجتمع غضبه فتهضم حقوقه ويمنع من ممارسة حرياته وعالقاته الخاصة وأحالمه ويهمش‬
‫ويرمي جانبا كأنه غير موجود فينال من الحياة قساوتها ومرارتها وحتى بعد انتقاله إلى‬
‫المدرسة أو إلى عالم الشغل فان المعاملة البيئية والكالم الجارح ونظرة االستهزاء تتبعه أينما‬
‫وجد وكأنه هو الذي اختار هذه الوضعية‪ ،‬ويصعب إدماجهم اجتماعيا‪ ،‬ويرجع ذلك إلى‬
‫ذهنيات أفراد المجتمع الذي اصطبغت بتلك العادات والتقاليد والتي تفشت صورة ذلك‬
‫المراهق المجهول النسب بأقبح الصور اإلنسانية والذي يالم على وجوده‪.‬‬
‫‪s. hachauf.1993‬‬ ‫( ‪. p 10‬‬
‫)‬

‫خالصة الفصل‬
‫تطرقنا في هذا الفصل إلى التعريف بمرحلة المراهقة بكل جوانبها ثم سلطنا على فئة‬
‫المراهقين المجهولي النسب المكفلين‪ ،‬إذ تناولنا تعريفهم وحاجاتهم ومشكالتهم ووضعهم في‬
‫المجتمع الجزائري وعوامل ظهورهم مع إعطاء نظرة على األسرة التي تكفلهم ومزاياها‬
‫وعيوبها والشروط الواجب توفرها في تلك األسر‪.‬‬

‫‪49‬‬

You might also like