حديث الرقم 7 صحيح البخارى

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 12

‫كتاب بدء الوحي‬

‫صحيح البخاري‬

‫باب بدء الوحي‬

‫أخى الكريم أختى الفاضلة ساهموا معنا في نشر‬


‫قتاة أهل السنة اإلسالمية ‪ .Alsonah‬التنسونا من‬
‫صالح دعائكم ‪ .‬زيارتكم لمواقعنا المغربية مهمة‬
‫لنا موقع فضيلة الشيخ الدكتور القاضي برهون‬
‫حفظه هللا‪www.barhoun.com‬موقع فضيلة‬
‫الشيخ عبد اللطيف بكار حفظه‬
‫هللا‪www.bekkar.com‬موقع فضيلة الشيخ‬
‫الدكتور حميد بن بوشعيب العقرة حفظه‬
‫قناة أهل السنة‬ ‫هللا‪www.alakra.com‬‬
‫‪Islam .ma@hotmail.fr‬‬
‫‪00212671714038‬‬
‫‪212644557252‬‬
‫صحيح البخارى‬
‫كتاب بدء الوحي‬
‫باب بدء الوحي‬
‫حديث رقم ‪7‬‬
‫حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال ‪:‬أخبرنا شعيب عن الزهري قال ‪:‬أخبرني عبيد ﷲ بن عبد ﷲ بن عتبة بن‬
‫مسعود أن عبد ﷲ بن عباس أخبره ‪:‬أن أبا سفيان بن حرب أخبره ‪:‬أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش‪،‬‬
‫وكانوا تجارا بالشأم في المدة التي كان رسول ﷲ ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم ‪-‬ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش‪،‬‬
‫فأتوه وهم بإيلياء‪ ،‬فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم‪ ،‬ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال ‪:‬أيكم أقرب نسبا‬
‫بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ ‪.‬فقال أبو سفيان ‪:‬ﻓﻘﻠﺖ ‪:‬أنا أقربهم نسبا ‪.‬فقال ‪:‬أدنوه مني‪ ،‬وقربوا أصحابه‬
‫فاجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه ‪:‬قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل‪ ،‬فإن كذبني فكذبوه ‪.‬فوﷲ لوﻻ‬
‫الحياء من أن يأثروا علي كذبا ‪.‬لكذبت عنه ثم كان أول ما سألني عنه أن قال ‪:‬كيف نسبه فيكم؟ ‪.‬ﻗﻠﺖ ‪:‬هو فينا‬
‫ذو نسب قال ‪:‬فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟‬

‫ﻻ‪: .‬ﻗﻠﺖ‬

‫قال ‪:‬فهل كان من آبائه من ملك؟‬

‫ﻻ‪: .‬ﻗﻠﺖ‬

‫قال ‪:‬فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ ‪.‬ﻓﻘﻠﺖ\ ‪:‬بل ضعفاؤهم قال ‪:‬أيزيدون أم ينقصون؟ ‪.‬ﻗﻠﺖ\ ‪:‬ب\\ل يزي\\دون‬
‫قال ‪:‬فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟‬

‫ﻻ‪: .‬ﻗﻠﺖ‬

‫قال ‪:‬فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟‬

‫ﻻ‪: .‬ﻗﻠﺖ‬

‫قال ‪:‬فهل يغدر؟ ‪.‬ﻗﻠﺖ\ ‪:‬ﻻ‪ \،‬ونحن\ منه\ في\ مدة\ ﻻ\ ندري\ ما\ هو\ فاعل\ فيها ‪.‬قال ‪:‬ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا‬
‫غير هذه الكلمة قال ‪:‬فهل قاتلتموه؟ ﻗﻠﺖ ‪.:‬ﻧﻌﻢ قال ‪:‬فكيف كان قتالكم إياه؟ ‪.‬ﻗﻠﺖ ‪:‬الحرب بيننا وبينه سجال‪ ،‬ينال‬
‫منا وننال منه قال ‪:‬ماذا يأمركم؟ ﻗﻠﺖ\ ‪:‬يقول ‪:‬اعبدوا ﷲ وحده وﻻ تشركوا ب\ه ش\\يئا‪ ،‬واترك\\وا م\\ا يق\\ول آب\\اؤكم‬
‫‪.‬ويأمرنا بالصﻼة والزكاة والصدق والعفاف ‪.‬والصلة فقال للترجمان ‪:‬قل له س\ألتك عن نس\به ف\ذكرت أن\ه فيكم‬
‫ذو نسب‪ ،‬فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها ‪.‬وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن ﻻ‪ ،‬فقلت ‪:‬لو كان‬
‫أحد قال هذا القول قبله‪ ،‬لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله ‪.‬وسألتك هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن ﻻ‪ ،‬قلت‬
‫‪:‬فلو كان من آبائه من ملك‪ ،‬قلت رجل يطلب ملك أبيه وسألتك ‪:‬هل كنتم تتهمونه بالكذب قب\\ل أن يق\\ول م\\ا ق\\ال؟‬
‫‪ .‬فذكرت أن ﻻ‪ ،‬فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على ﷲ وسألتك ‪:‬أشراف الن\اس اتبع\وه أم‬
‫ض\\عفاؤهم؟ ‪.‬ف\\ذكرت أن ض\\عفاءهم اتبع\\وه‪ ،‬وهم أتب\\اع الرسل وس\\ألتك ‪:‬أيزي\\دون أم ينقص\\ون؟ ‪.‬ف\\ذكرت أنهم‬
‫يزيدون‪ ،‬وكذلك أمر اﻹيمان حتى يتم وسألتك ‪:‬أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل في\\ه؟ ‪.‬ف\\ذكرت أن ﻻ‪ ،‬وك\\ذلك‬
‫اﻹيمان حين تخالط بشاش\ته القل\\وب وس\\ألتك ‪:‬ه\ل يغ\در؟ ‪.‬ف\ذكرت أن ﻻ‪ ،‬وك\ذلك الرس\ل ﻻ تغ\در وس\ألتك ‪:‬بم\ا‬
‫يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا ﷲ‪ ،‬وﻻ تشركوا به شيئا‪ ،‬وينهاكم عن عبادة اﻷوث\\ان‪ ،‬وي\\أمركم بالص\\ﻼة‬
‫والصدق والعفاف‪،‬‬

‫‪.‬فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم‪ ،‬فل\\و أني أعلم‬
‫أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه‪ ،‬ول\و كنت عن\ده لغس\لت عن ‪.‬قدمه ‪:‬ثم دع\ا بكت\اب رس\ول ﷲ ‪-‬ص\لى ﷲ علي\ه‬
‫وسلم ‪-‬الذي بعث به دحية إلى عظيم بص\رى‪ ،‬فدفع\\ه إلى هرق\\ل‪ ،‬فق\رأه‪ ،‬ف\إذا فيه بس\م ﷲ ال\رحمن ال\رحيم ‪.‬من‬
‫محمد عبد ﷲ ورسوله إلى هرقل عظيم الروم ‪.‬سﻼم على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية اﻹسﻼم‪،‬‬
‫أسلم تسلم يؤتك ﷲ أجرك مرتين ‪.‬فإن توليت فإن عليك إثم اﻷريسيين و )يا أهل الكتاب تع\\الوا إلى كلم\\ة س\\واء‬
‫بيننا وبينكم أن ﻻ نعبد إﻻ ﷲ وﻻ نشرك به شيئا وﻻ يتخ\\ذ بعض\نا بعض\\ا أرباب\\ا من دون ﷲ )ف\\إن تول\\وا فقول\\وا‬
‫اشهدوا بأنا مسلمون ‪.‬قال أبو سفيان ‪:‬فلما قال ما قال‪ ،‬وفرغ من ق\\راءة الكت\\اب‪ ،‬ك\\ثر عن\\ده الص\\خب‪ ،‬وارتفعت‬
‫اﻷصوات‪ ،‬وأخرجنا ‪.‬فقلت ﻷصحابي حين أخرجنا ‪:‬لقد أمر أمر ابن أبي كبشة‪ ،‬إنه يخافه ملك ب\ني اﻷص\فر ‪.‬فم\\ا‬
‫زلت موقن\ا أن\\ه س\يظهر ح\تى أدخ\ل ﷲ علي اﻹس\\ﻼم وك\ان ابن الن\\اظور ‪-‬ص\\احب إيلي\اء وهرق\\ل ‪-‬س\قفا على‬
‫نصارى الشأم‪ ،‬يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء‪ ،‬أصبح يوم\ا خ\بيث ‪.‬النفس‪ ،‬فق\\ال بعض بطارقت\ه ‪:‬ق\\د اس\تنكرنا‬
‫هيئتك قال ابن الناظور ‪:‬وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم‪ ،‬فقال لهم حين سألوه ‪:‬إني رأيت الليل\\ة حين نظ\\رت‬
‫في النجوم ملك الختان قد ظهر‪ ،‬فمن يختتن من هذه اﻷمة؟ ‪.‬قالوا ‪:‬ليس يختتن إﻻ اليه\\ود‪ ،‬فﻼ يهمن\\ك ش\\أنهم‪،‬‬
‫واكتب إلى مدائن ملك\\ك فيقتل\\وا من فيهم من اليه\\ود‪.-‬فبينم\\ا هم على أم\رهم‪ ،‬أتي هرق\\ل برج\\ل أرس\\ل ب\ه مل\\ك‬
‫غسان‪ ،‬يخبر عن خبر رسول ﷲ ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم فلما استخبره هرقل قال ‪:‬اذهبوا ف\\انظروا أمختتن ه\\و أم‬
‫ﻻ؟ ‪.‬فنظروا إليه‪ ،‬فحدثوه أنه مختتن‪ ،‬وسأله عن العرب فقال ‪:‬هم يختتنون ‪.‬فقال هرقل ‪:‬هذا ملك ه\ذه اﻷم\ة ق\د‬
‫ظهر ‪.‬ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية‪ ،‬وكان نظيره في العلم وسار هرقل إلى حمص‪ ،‬فلم ي\\رم حمص ح\\تى‬
‫أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم ‪-‬وأنه نبي ‪.‬فأذن هرق\\ل لعظم\\اء‬
‫ال\\روم في دس\\كرة ل\\ه بحمص‪ ،‬ثم أم\\ر بأبوابه\\ا فغلقت‪ ،‬ثم اطل\\ع فق\\ال ‪:‬ي\\ا معش\\ر ال\\روم‪ ،‬ه\\ل لكم في الفﻼح‬
‫والرشد‪ ،‬وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي؟ ‪.‬فحاصوا حيص\\ة حم\\ر ال\\وحش إلى اﻷب\\واب فوج\\دوها ق\\د غلقت‪،‬‬
‫فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من اﻹيمان قال ‪:‬ردوهم علي ‪.‬وقال ‪:‬إني قلت مقالتي آنف\\ا أخت\\بر به\\ا ش\\دتكم على‬
‫دينكم‪ ،‬فقد رأيت ‪.‬فسجدوا له ورضوا عنه‪ ،‬فكان ذلك آخر ش\\أن هرقل ‪.‬رواه ص\\الح بن كيس\\ان وي\\ونس ومعم\\ر‬
‫عن الزهري‬

‫شرح الحديث "فتح البارى"‬

‫قوله) ‪:‬قال حدثنا أبو اليمان (في رواية اﻷصيلي وكريمة ‪:‬حدثنا الحكم بن نافع‪ ،‬وه\\و ه\\و‪ ،‬أخبرن\\ا ش\\عيب ‪:‬ه\\و‬
‫ابن أبي ‪.‬حمزة دينار الحمصي‪ ،‬وهو من أثبات أصحاب الزهري ‪.‬قوله) ‪:‬أن أبا سفيان (ه\\و ص\\خر بن ح\\رب بن‬
‫أمية بن عبد شمس بن عبد مناف قوله) ‪:‬هرقل (هو ملك الروم‪ ،‬وهرقل ‪:‬اسمه‪ ،‬وه\\و بكس\\ر اله\\اء وفتح ال\\راء‬
‫وسكون الق\اف‪ ،‬ولقب\ه قيص\ر‪ ،‬كم\ا يلقب ﻣﻠﻚ ‪.‬الف\رس ‪:‬كس\رى ونح\وه ‪.‬قوله) ‪:‬في ركب (جم\ع راكب كص\حب‬
‫وصاحب‪ ،‬وهم ‪:‬أولو اﻹبل‪ ،‬العشرة فما فوقها والمعنى ‪:‬أرسل إلى أبي سفيان حال كونه في جملة ال\\ركب‪ ،‬وذاك‬
‫ﻷنه\ كان\ كبيرهم\ فلهذا\ خصه‪ \،‬وكان\ عدد\ الركب\ ثﻼثين\ ‪.‬رجﻼ‪ ،‬رواه الحاكم في اﻹكليل وﻻبن السكن ‪:‬نحو من‬
‫عشرين‪ ،‬وسمي منهم المغيرة بن شعبة في مصنف ابن أبي ش\يبة بس\\ند مرس\\ل‪ ،‬وفي\\ه نظ\\ر‪ ،‬ﻷن\\ه ‪.‬ك\\ان إذ ذاك‬
‫مسلما ‪.‬ويحتمل أن يكون رجع حينئذ إلى قيصر ثم قدم المدينة مسلما وقد وقع ذكره أيضا في أثر آخ\ر في كت\اب‬
‫السير ﻷبي إسحاق الفزاري‪ ،‬وكتاب اﻷموال ﻷبي عبيد من طريق سعيد بن المسيب قال ‪:‬كتب رس\ول ﷲ ‪-‬ص\لى‬
‫ﷲ عليه وسلم\ ‪-‬إلى كسرى وقيصر ‪..‬الحديث ‪.‬وفيه ‪:‬فلما قرأ قيصر الكتاب قال ‪:‬هذا كتاب لم أسمع بمثله‪.-‬ودعا‬
‫أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة وكان\ا ت\اجرين هن\اك‪ ،‬فس\أل عن أم\ر رس\ول ﷲ ‪-‬ص\لى ﷲ علي\ه وس\لم‬
‫قوله) ‪:‬وكانوا تجارا (بضم التاء وتش\\ديد الجيم‪ ،‬أو كس\\رها والتخفي\\ف‪ ،‬جم\\ع ت\\اجر) ‪ )1/34.‬قوله) ‪:‬في الم\\دة‬
‫(يعني مدة الصلح بالحديبية‪ ،‬وسيأتي شرحها في المغازي‪ ،‬وكانت في سنة ست‪ ،‬وكانت مدتها عشر س\\نين كم\\ا‬
‫في السيرة‪ ،‬وأخرجه أبو داود من حديث ابن عمر‪ ،‬وﻷبي نعيم في مسند عبد ﷲ ابن دين\\ار ‪:‬ك\\انت أرب\\ع س\\نين‪،‬‬
‫‪.‬وك\\ذا أخرج\\ه الح\\اكم في ال\\بيوع من المس\\تدرك‪ ،‬واﻷول أش\\هر ‪.‬لكنهم نقض\\وا‪ ،‬فغ\\زاهم س\\نة ثم\\ان وفتح مكة‬
‫‪.‬وكفار قريش بالنص\ب مفع\ول معه قوله) ‪:‬ف\أتوه (تق\ديره ‪:‬أرس\ل إليهم في طلب إتي\ان ال\ركب‪ ،‬فج\اء الرس\ول‬
‫يطلب إتيانهم فأتوه‪ ،‬كقوله تعالى) ‪:‬فقلنا اضرب ‪.‬بعصاك الحج\\ر ف\\انفجرت (أي ‪:‬فض\\رب ف\\انفجرت ‪.‬ووق\\ع عن\\د‬
‫المؤلف في الجهاد أن الرسول وجدهم ببعض الشام ‪.‬وفي رواية ﻷبي نعيم في الدﻻئل تعيين الموضع وه\\و غ\\زة‬
‫‪.‬قال ‪:‬وكانت وجه متجرهم وكذا رواه ابن إسحاق في المغازي عن الزهري‪ ،‬وزاد في أول\\ه عن أبي س\\فيان ق\\ال‬
‫‪:‬كنا قوما تجارا‪ ،‬وكانت الحرب قد حصبتنا‪ ،‬فلم\\ا ك\\انت الهدن\\ة خ\\رجت ت\اجرا إلى الش\\ام م\\ع ره\\ط من ق\\ريش‪،‬‬
‫فوﷲ ما علمت بمكة امرأة وﻻ رجﻼ إﻻ وقد ‪.‬ﺣﻤﻠﻨﻲ ﺑﻀﺎﻋﺔ ‪.‬فذكره ‪.‬وفيه ‪:‬فق\ال هرق\ل لص\احب ش\رطته ‪:‬قلب‬
‫الشام ظهرا لبطن حتى تأتي برجل من قوم هذا أسأله عن شأنه ‪.‬فوﷲ إني وأصحابي بغزة‪ ،‬إذ هجم علينا فساقنا‬
‫جميعا قوله) ‪:‬بإيلياء (بهمزة مكسورة بعدها ياء أخيرة ساكنة‪ ،‬ثم ﻻم مكسورة ثم ي\\اء أخ\\يرة ثم أل\\ف مهم\\وزة‪،‬‬
‫وحكى البكري فيها القصر‪ ،‬ويقال لها أيضا إليا بحذف الياء اﻷولى وسكون الﻼم حكاه البك\\ري‪ ،‬وحكى الن\\ووي‬
‫مثله لكن بتقديم الياء على ‪.‬الﻼم واستغربه‪ ،‬قيل ‪:‬معناه بيت ﷲ ‪.‬وفي الجهاد عند المؤلف ‪:‬أن هرقل لما كش\\ف‬
‫ﷲ\ عنه\ جنود\ فارس‪ \،‬مشى\ من\ حمص\ إلى\ إيلياء\ شكرا\ زاد\ ابن\ إسحاق\ عن\ الزهري\ ‪:‬أنه كان تبسط له البسط‬
‫وتوضع عليها الرياحين فيمشي عليها‪ ،‬ونحوه ﻷحمد من حديث ‪.‬ابن أخي الزهري عن عمه وكان سبب ذلك م\\ا‬
‫رواه الطبري وابن عبد الحكم من طرق متعاضدة ملخصها ‪:‬أن كسرى أغزى جيشه بﻼد هرقل‪ ،‬فخرب\\وا كث\\يرا‬
‫من بﻼده‪ ،‬ثم استبطأ كسرى أميره فأراد قتله وتولية غيره‪ ،‬فاطلع أميره على ذلك فباطن هرقل‪ ،‬واصطلح ‪.‬معه‬
‫على كسرى وانه\زم عن\ه بجن\\ود ف\ارس‪ ،‬فمش\ى هرق\ل إلى بيت المق\دس ش\كرا تع\\الى على ذلك ‪.‬واس\م اﻷم\ير‬
‫المذكور ‪:‬شهر براز‪ ،‬واسم الغير الذي أراد كسرى تأميره فرحان قوله) ‪:‬فدعاهم في مجلسه (أي ‪:‬في حال كونه‬
‫في مجلس\\\ه‪ ،‬وللمص\\\نف في الجه\\\اد "فأدخلن\\\ا علي\\\ه‪ ،‬ف\\\إذا ه\\\و ج\\\الس في "‪.‬مجلس ملك\\\ه وعلي\\\ه الت\\\اج‬
‫‪.‬قوله) ‪:‬وحوله (بالنص\ب ﻷن\\ه ظ\رف مك\ان ‪.‬قوله) ‪:‬ﻋﻈﻤﺎء\ (جم\\ع عظيم وﻻبن الس\كن ‪:‬فأدخلن\\ا علي\ه وعن\ده‬
‫بطارقته والقسيسون والرهبان والروم من ولد عيص بن إسحاق بن إبراهيم ‪-‬عليهم\\ا الس\\ﻼم ‪-‬على الص\\حيح‪،‬‬
‫ودخل فيهم طوائف من العرب من تنوخ وبهراء وسليح وغيرهم من غسان ك\\انوا س\\كانا بالش\\ام‪. ،‬فلم\\ا أجﻼهم‬
‫المسلمون عنها دخلوا بﻼد الروم‪ ،‬فاستوطنوها فاختلطت أنسابهم‬

‫قوله) ‪:‬ثم دع\\اهم ودع\\ا ترجمان\\ه (وللمس\\تملي "بالترجم\\ان "مقتض\\اه ‪:‬أن\\ه أم\\ر بإحض\\ارهم‪ ،‬فلم\\ا حض\\روا‬
‫استدناهم ﻷنه ‪.‬ذكر أنه دعاهم ثم دعاهم فينزل على هذا‪ ،‬ولم يقع تكرار ذلك إﻻ في هذه الرواية والترجمان بفتح‬
‫التاء المثناة وضم الجيم ورجحه النووي في شرح مسلم‪ ،‬ويجوز ضم الت\\اء اتباع\\ا‪ ،‬ويج\وز فتح الجيم م\\ع ‪.‬فتح‬
‫أوله حكاه الجوهري‪ ،‬ولم يصرحوا بالرابعة وهي ضم أوله وفتح الجيم وفي رواية اﻷصيلي وغ\يره "بترجمان\ه‬
‫"يع\\ني ‪:‬أرس\\ل إلي\\ه رس\\وﻻ أحض\\ره ص\\حبته‪ ،‬والترجم\\ان المع\\بر عن لغ\\ة بلغ\\ة‪ ،‬وه\\و مع\\رب وقي\\ل ‪.:‬ﻋﺮﺑﻲ‬
‫‪.‬قوله) ‪:‬فقال ‪:‬أيكم أقرب نسبا (أي قال الترجمان على لس\ان هرقل ‪.‬قوله) ‪:‬به\ذا الرج\ل (زاد ابن الس\كن ‪:‬ال\ذي‬
‫خرج بأرض العرب يزعم أنه نبي ‪.‬قوله) ‪:‬قلت أن\\ا أق\\ربهم نس\\با (في رواي\\ة ابن الس\\كن ‪:‬فق\\الوا ه\\ذا أقربن\\ا ب\\ه‬
‫نسبا‪ ،‬هو ابن عمه أخي أبيه وإنما كان أبو سفيان أقرب ﻷنه من بني عبد مناف‪ ،‬وقد أوض\\ح ذل\\ك المص\\نف في‬
‫الجهاد بقوله ‪:‬قال ما قرابتك منه؟ قلت ‪. :‬هو ابن عمي ‪.‬قال أبو سفيان ‪:‬ولم يكن في الركب من بني عب\\د من\\اف‬
‫غيري ا هـ وعبد مناف اﻷب الرابع للنبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وس\\لم ‪-‬وك\\ذا ﻷبي س\فيان‪ ،‬وأطل\\ق علي\\ه ابن عم ﻷن\\ه‬
‫نزل كﻼ منهما منزلة‬

‫‪))1/35‬جده‪،‬‬

‫فعبد المطلب بن هاشم بن عب\\د من\اف ابن عم أمي\\ة بن عب\د ش\\مس بن عب\\د من\اف‪ ،‬وعلى ه\\ذا ففيم\ا أطل\\ق في‬
‫رواية ابن السكن تجوز‪ ،‬وإنم\\ا خص هرق\\ل اﻷق\\رب ﻷن\ه أح\\رى ب\\اﻻطﻼع على أم\\وره ظ\\اهرا وباطن\\ا أك\ثر من‬
‫غيره‪ ،‬وﻷن اﻷبعد ﻻ يؤمن أن يقدح في نسبه بخﻼف اﻷقرب‪ ،‬وظهر ذلك في سؤاله بعد ذلك ‪:‬كي\\ف نس\\به فيكم؟‬
‫وقوله " ‪:‬بهذا الرجل "ﺿﻤﻦ ‪.‬أقرب معنى أوصل فعداه بالباء‪ ،‬ووقع في رواية مسلم " ‪:‬من هذا الرجل "وهو‬
‫على اﻷصل "‪.‬وقوله " ‪:‬الذي يزعم "في رواية ابن إسحاق عن الزهري "يدعي ‪.‬وزعم ‪:‬قال الجوهري بمع\\نى‬
‫قال‪ ،‬وحكاه أيضا ثعلب وجماعة كما سيأتي في قصة ضمام في كتاب العلم ‪.‬ﻗﻠﺖ\ ‪:‬وهو كثير ويأتي موضع الشك‬
‫غالبا ‪.‬قوله) ‪:‬فاجعلوهم عند ظهره (أي ‪:‬لئﻼ يستحيوا أن يواجهوه بالتكذيب إن كذب‪ ،‬وقد صرح بذلك الواق\\دي‬
‫‪.‬وقوله " ‪:‬إن كذبني "بتخفيف الذال أي ‪:‬إن نقل إلي الكذب ‪.‬قوله) ‪:‬قال (أي ‪:‬أب\\و س\\فيان ‪.‬وس\\قط لف\\ظ ق\\ال من‬
‫رواية كريمة وأبي الوقت فأشكل ظاهره‪ ،‬وبإثباتها يزول اﻹشكال ‪.‬قوله) ‪:‬ف\وﷲ ل\وﻻ الحي\اء من أن ي\أثروا (أي‬
‫‪:‬ينقلوا علي الكذب لكذبت عليه ‪.‬ولﻸصيلي عنه أي ‪:‬عن اﻹخبار بحاله ‪.‬وفيه دلي\\ل على أنهم ك\\انوا يس\\تقبحون‬
‫الكذب إما باﻷخذ عن الشرع السابق‪ ،‬أو بالعرف وفي قوله ‪:‬يأثروا دون قوله يكذبوا‪ ،‬دلي\\ل على أن\\ه ك\\ان واثق\\ا‬
‫منهم بعدم التكذيب أن لو كذب ﻻشتراكهم معه في عداوة النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم‪ ،-‬لكنه ت\\رك ذل\\ك اس\\تحياء‬
‫وأنفة من أن يتحدثوا بذلك بعد أن يرجعوا فيصير عند سامعي ذلك ‪.‬كذابا وفي رواية ابن إسحاق التصريح ب\\ذلك‬
‫ولفظه "فوﷲ لو قد كذبت ما ردوا علي"‪ ،‬ولكني كنت امرءا سيدا أتك\\رم عن ‪.‬الك\\ذب‪ ،‬وعلمت أن أيس\\ر م\\ا في‬
‫ذلك إن أنا كذبته أن يحفظوا ذلك عني ثم يتحدثوا ب\ه‪ ،‬فلم أكذبه ‪.‬وزاد ابن إس\حاق في روايت\ه ‪:‬ق\\ال أب\\و س\فيان‬
‫فوﷲ ما رأيت من رجل قط كان أدهى من ذلك اﻷقلف ‪ ،‬يعﻨﻲ ‪:‬هرقل ‪.‬قوله) ‪:‬كان أول (هو بالنصب على الخ\\بر‪،‬‬
‫وبه جاءت الرواية‪ ،‬ويج\\وز رفع\\ه على اﻻس\\مية ‪.‬قوله) ‪:‬كي\\ف نس\\به فيكم؟ (أي ‪:‬م\\ا ح\\ال نس\\به فيكم‪ ،‬أه\\و من‬
‫أشرافكم أم ﻻ؟ فقال ‪:‬هو فينا ذو نسب ‪.‬ف\\التنوين في\\ه للتعظيم‪ ،‬وأش\\كل ه\\ذا على بعض الش\\ارحين‪ ،‬وه\\ذا وجهه‬
‫قوله) ‪:‬فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ (وللكش\\ميهني واﻷص\\يلي ب\\دل قبل\\ه "مثل\\ه "فقول\\ه ‪:‬منكم أي من‬
‫قومكم ‪.‬يعني قريش\\ا أو الع\\رب ‪.‬ويس\\تفاد من\\ه أن الش\\فاهي يعم‪ ،‬ﻷن\\ه لم ي\\رد المخ\\اطبين فقط وك\\ذا قول\\ه ‪:‬فه\\ل‬
‫قاتلتموه؟ وقوله ‪ :‬بماذا يأمركم؟ واستعمل قط بغير أداة النفي وهو نادر‪ ،‬ومنه قول عمر " ‪:‬صلينا أك\\ثر ‪.‬م\\ا كن\\ا‬
‫قط وآمنه ركعتين "ويحتمل أن يقال ‪:‬إن النفي مضمن فيه كأنه قال ‪:‬هل قال هذا الق\\ول أح\\د أو لم يقل\\ه أح\\د قط‬
‫قوله) ‪:‬فهل كان من آبائه ملك؟ (ولكريمة واﻷصيلي وأبي الوقت بزيادة "ﻣﻦ "الجارة‪ ،‬وﻻبن عساكر بفتح من‪،‬‬
‫ومل\\ك ‪.‬فع\\ل م\\اض‪ ،‬والج\\ارة أرجح لس\\قوطها من رواي\\ة أبي ذر‪ ،‬والمع\\نى في الثﻼث\\ة واحد قوله) ‪:‬فأش\\راف‬
‫الناس اتبعوه (فيه إسقاط همزة اﻻس\تفهام وه\و قلي\ل‪ ،‬وق\د ثبت للمص\نف في التفس\ير ولفظ\ه ‪:‬أيتبع\ه أش\راف‬
‫الن\\اس؟ والم\\راد باﻷش\\راف هن\\ا أه\\ل النخ\\وة والتك\\بر منهم‪ ،‬ﻻ ك\\ل ش\\ريف‪ ،‬ح\\تى ﻻ ي\\رد مث\\ل أبي بك\\ر وعم\\ر‬
‫وأمثالهما ‪.‬ممن أسلم قبل هذا السؤال ‪.‬ووقع في رواية ابن إس\\حاق ‪:‬تبع\\ه من\\ا الض\\عفاء والمس\\اكين‪ ،‬فأم\\ا ذوو‬
‫اﻷنساب والش\رف فم\ا =تبع\ه منهم أحد ‪.‬وه\و محم\ول على اﻷك\ثر اﻷغلب ‪.‬قوله) ‪:‬ﺳﺨﻄﺔ (بض\م أول\ه وفتحه‬
‫‪ .‬وأخرج بهذا من ارتد مكرها‪ ،‬أو ﻻ لسخط لدين اﻹسﻼم بل لرغبة في غيره كحظ نفساني‪ ،‬كما وقع لعبيد ﷲ بن‬
‫جحش‬

‫قوله) ‪:‬هل كنتم تتهمونه بالكذب؟ (أي ‪:‬على الناس‪ ،‬وإنم\\ا ع\\دل إلى الس\\ؤال عن التهم\\ة عن الس\\ؤال عن نفس‬
‫الكذب‪. ،‬تقريرا لهم على صدقه‪ ،‬ﻷن التهمة إذا انتفت انتفى سببها‪ ،‬ولهذا عقب\\ه بالس\\ؤال عن الغ\\در قوله) ‪:‬ولم‬
‫تمكني كلمة أدخل فيها شيئا (أي ‪:‬أنتقصه به ‪ ،‬على أن التنقيص هنا أمر نسبي‪ ،‬وذلك أن من يقط\\ع بع\\دم غ\\دره‬
‫أرفع رتبة ممن يجوز وقوع ذلك منه في الجملة‪ ،‬وقد كان معروفا عندهم باﻻس\\تقراء من عادت\\ه أن\\ه ﻻ يغ\\در) ‪.‬‬
‫‪ )1/36‬ولما كان اﻷمر مغيبا ‪ -‬ﻷنه مستقبل ‪ -‬أمن أبو سفيان أن ينسب في ذلك إلى الكذب‪ ،‬ولهذا أورده بالتردد‪،‬‬
‫ومن ثم لم يعرج ‪.‬هرقل على هذا القدر منه "‪.‬وقد صرح ابن إسحاق في روايته عن الزهري بذلك بقوله " ‪:‬قال‬
‫فوﷲ ما التفت إليها مني ووقع في رواية أبي اﻷسود عن عروة مرسﻼ "\ ‪:‬خرج أبو سفيان إلى الشام ‪ -‬ف\\ذكر‬
‫الحديث‪ ،‬إلى أن قال ‪ -‬فقال أبو ‪.‬سفيان ‪:‬هو ساحر كذاب فقال هرقل ‪:‬إني ﻻ أريد ش\تمه‪ ،‬ولكن كي\ف نس\به ‪ -‬إلى‬
‫أن قال ‪ -‬فهل يغدر إذا عاهد؟ ‪.‬قال ‪:‬ﻻ‪ \،‬إﻻ\ أن\ يغدر\ في\ هدنته\ هذه فقال ‪:‬وما يخاف من هذه؟ ‪.‬فقال ‪:‬إن قومي‬
‫أمدوا حلفاءهم على حلفائه "‪.‬قال ‪:‬إن كنتم بدأتم فأنتم أغدر ‪.‬قوله) ‪:‬س\\جال (بكس\\ر أول\\ه‪ ،‬أي ‪:‬ن\\وب ‪ ،‬والس\\جل‬
‫‪:‬الدلو‪ ،‬والحرب ‪:‬اسم جنس‪ ،‬ولهذا جعل خبره اسم جمع ‪.‬وينال أي ‪:‬يصيب‪ ،‬فكأنه ش\\به المح\\اربين بالمس\\تقيين‬
‫‪:‬يستقي هذا دلوا وهذا دلوا وأشار أبو سفيان بذلك إلى ما وق\\ع بينهم في غ\\زوة ب\\در وغ\\زوة أح\\د‪ ،‬وق\\د ص\\رح‬
‫بذلك أبو سفيان يوم أحد في قوله " ‪:‬يوم بيوم بدر‪ ،‬والحرب سجال "ولم يرد عليه النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وس\\لم‬
‫‪-‬ذلك بل نطق النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم ‪-‬ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ‪.‬حديث أوس بن حذيفة الثقفي لما كان يح\\دث وف\\د ثقي\\ف‪،‬‬
‫أخرجه ابن ماجة وغيره ووقع في مرسل عروة "قال أبو سفيان ‪:‬غلبنا مرة ي\\وم ب\\در وأن\\ا غ\\ائب‪ ،‬ثم غ\\زوتهم‬
‫في بيوتهم ببقر البطون وجدع اﻵذان ‪" .‬وأشار بذلك إلى يوم أحد ‪.‬قوله) ‪:‬بماذا يأمركم (؟ يدل على أن الرس\\ول‬
‫من شأنه أن يأمر قومه قوله) ‪:‬يقول اعبدوا ﷲ وحده (فيه أن لﻸمر صيغة معروفة‪ ،‬ﻷنه أتى بقوله " ‪:‬اعب\\دوا‬
‫ﷲ\ "في جواب ما يأمركم‪ ،‬وه\و من أحس\\ن اﻷدل\ة في ه\ذه المس\ألة‪ ،‬ﻷن أب\ا س\\فيان من أه\\ل اللس\ان‪ ،‬وك\\ذلك‬
‫الراوي عنه ابن عباس‪ ،‬بل هو من أفصحهم ‪.‬وق\\د رواه عن\\ه مق\\را له ‪.‬قوله) ‪:‬وﻻ تش\\ركوا ب\\ه ش\\يئا (س\\قط من‬
‫رواية المستملي الواو فيكون تأكيدا لقوله وحده قوله) ‪:‬واتركوا ما يقول آباؤكم (هي كلمة جامعة لترك ما كانوا‬
‫عليه في الجاهلية‪ ،‬وإنما ذكر اﻵباء تنبيها على عذرهم ‪.‬في مخ\\الفتهم ل\\ه‪ ،‬ﻷن اﻵب\\اء ق\\دوة عن\\د الف\\ريقين‪ ،‬أي‬
‫عبدة اﻷوثان والنص\\ارى قوله) ‪:‬ويأمرن\\ا بالص\\ﻼة والص\\دق (وللمص\\نف في رواي\\ة "الص\\دقة "ب\\دل الص\\دق‪،‬‬
‫ورجحها شيخنا شيخ اﻹسﻼم‪ ،‬ويقويها رواية المؤلف في التفسير "الزكاة "واقتران الصﻼة بالزكاة معتاد في‬
‫الشرع‪ ،‬ويرجحها أيضا ما تقدم من أنهم كانوا ‪.‬يستقبحون الكذب فذكر ما لم يألفوه أولى ﻗﻠﺖ ‪:‬وفي الجملة ليس‬
‫اﻷمر بذلك ممتنعا كما في أمرهم بوفاء العهد وأداء اﻷمانة‪ ،‬وقد كانا من مألوف عقﻼئهم‪ ،‬وقد ثبتا عند المؤلف‬
‫في الجهاد من رواية أبي ذر عن شيخه الكش\\ميهني والسرخس\\ي‪ ،‬ق\\ال " ‪:‬بالص\\ﻼة والص\\دق والص\\دقة "وفي‬
‫قوله ‪ :‬يأمرنا بعد قوله يقول اعبدوا ﷲ إشارة إلى أن المغايرة بين اﻷمرين لما يترتب على مخالفهما‪ ،‬إذ مخ\الف‬
‫اﻷول ‪.‬كافر‪ ،‬والثاني ممن قبل اﻷول عاص قوله) ‪:‬فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها (الظ\اهر أن إخب\ار هرق\\ل‬
‫بذلك بالجزم ك\ان عن العلم المق\رر عن\ده في الكتب ‪.‬الس\\الفة قوله) ‪:‬لقلت رج\\ل تأس\ى بق\\ول (ك\ذا للكش\ميهني‪،‬‬
‫ولغيره "يتأسى "بتقديم الياء المثناة من تحت‪ ،‬وإنما لم يقل هرقل " ‪ :‬ﻓﻘﻠﺖ "إﻻ في هذا وفي قوله " ‪:‬هل كان‬
‫من آبائ\\ه من مل\\ك "ﻷن\ هذين\ المقامين\ مقام\ فكر\ ونظر‪ \،‬بخﻼف\ غيرهما\ من \ ‪.‬اﻷس\\ئلة فإنه\\ا مق\\ام نقل‬
‫‪.‬قوله) ‪:‬فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه (هو بمعنى قول أبي سفيان ضعفاؤهم‪ ،‬ومثل ذلك يتسامح به ﻻتحاد المع\\نى‬
‫وقول هرقل " ‪:‬وهم أتباع الرسل "معن\اه ‪:‬أن أتب\اع الرس\ل في الغ\الب أه\ل اﻻس\تكانة ﻻ أه\ل اﻻس\تكبار ال\ذين‬
‫أص\\روا على ‪.‬الش\\قاق بغي\\ا وحس\\دا‪ ،‬ك\\أبي جه\\ل وأش\\ياعه‪ ،‬إلى أن أهلكهم ﷲ تع\\الى‪ ،‬وأنق\\ذ بع\\د حين من أراد‬
‫سعادته منهم قوله )وكذلك اﻹيمان (أي ‪:‬أمر اﻹيمان‪ ،‬ﻷن\ه يظه\\ر ن\ورا‪ ،‬ثم ﻻ ي\زال في زي\ادة ح\تى يتم ب\اﻷمور‬
‫المعتبرة فيه من صﻼة وزكاة وصيام وغيرها‪ ،‬ولهذا نزلت في آخر سني النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم ‪: )-‬الي\\وم‬
‫أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم ﻧﻌﻤﺘﻲ (ومنه) ‪:‬ويأبى ﷲ إﻻ أن يتم نوره (وك\\ذا ج\\رى ﻷتب\\اع الن\\بي ‪-‬ص\\لى ﷲ‬
‫عليه وسلم‪: -‬لم يزالوا في زي\ادة ح\تى كم\ل ‪.‬بهم م\ا أراد ﷲ من إظه\ار دين\ه وتم\ام نعمت\ه‪ ،‬فل\ه الحم\د والمنة‬
‫) ‪.‬قوله) ‪:‬حين يخالط بشاشة القلوب كذا روي بالنصب على المفعولية والقلوب مضاف إليه‪ ،‬أي ‪:‬يخالط اﻹيمان‬
‫انشراح الصدور‪ ،‬وروي " ‪:‬بشاشة القلوب " بالضم والقلوب مفعول‪ ،‬أي يخال\\ط بشاش\\ة اﻹيم\\ان وه\\و ش\\رحه‬
‫القلوب التي يدخل فيها) ‪. )1/37.‬زاد المصنف في اﻹيمان " ‪:‬ﻻ يسخطه أحد "كما تقدم‬

‫"‪.‬وزاد ابن السكن في روايته في معجم الصحابة " ‪:‬يزداد به عجبا وفرحا "‪.‬وفي رواية ابن إسحاق " ‪:‬وكذلك‬
‫حﻼوة اﻹيمان ﻻ تدخل قلبا فتخرج منه ‪.‬قوله) ‪:‬وكذلك الرسل ﻻ تغدر (ﻷنها\ ﻻ\ تطلب\ حظ\ الدنيا\ الذي\ ﻻ\ يبالي‬
‫طالبه بالغدر‪ ،‬بخﻼف من طلب اﻵخرة ‪.‬ولم يعرج هرقل على الدسيسة التي دسها أبو سفيان كما تقدم وسقط من‬
‫هذه الرواية إي\راد تق\دير الس\ؤال العاش\ر وال\ذي بع\\ده وجواب\ه‪ ،‬وق\د ثبت الجمي\\ع في رواي\\ة المؤل\ف ال\\تي في‬
‫‪.‬الجهاد وسيأتي الكﻼم عليه ثم‪ ،‬إن شاء ﷲ تعالى فائ\\دة ‪( :‬ق\\ال الم\\ازني ه\\ذه اﻷش\\ياء ال\تي س\\أل عنه\\ا هرق\\ل‬
‫ليست قاطعة على النبوة‪ ،‬إﻻ أنه يحتمل أنها كانت عنده عﻼمات ( ‪.‬على هذا النبي بعينه ﻷن\\ه ق\\ال بع\\د ذل\\ك ‪:‬ق\\د‬
‫كنت أعلم أنه خارج‪ ،‬ولم أكن أظن أنه منكم ‪.‬وما أورده احتماﻻ جزم به ابن بط\\ال؛ وه\\و ظ\\اهر ‪.‬قوله) ‪:‬ف\\ذكرت‬
‫أنه يأمركم (ذكر ذلك باﻻقتضاء‪ ،‬ﻷنه ليس في كﻼم أبي س\\فيان ذك\\ر اﻷم\\ر ب\\ل ص\\يغته وقول\\ه " ‪:‬وينه\\اكم عن‬
‫عبادة اﻷوثان "مستفاد من قوله " ‪:‬وﻻ تشركوا به شيئا‪ ،‬واتركوا ما يقول آباؤكم "ﻷن\ مقولهم\ ‪.‬اﻷم\\ر بعب\\ادة‬
‫اﻷوثان ‪.‬قوله) ‪:‬أخلص (بضم الﻼم أي ‪:‬أصل‪ ،‬يقال خلص إلى كذا أي وصل ‪.‬قوله) ‪:‬ﻟﺘﺠﺸﻤﺖ\ (ب\\الجيم والش\\ين‬
‫المعجمة‪ ،‬أي ‪:‬تكلفت الوصول إليه وهذا يدل على أنه ك\\ان يتحق\\ق أن\ه ﻻ يس\لم من القت\\ل إن ه\اجر إلى الن\بي ‪-‬‬
‫صلى ﷲ عليه وسلم‪ ،-‬واستفاد ذلك بالتجربة كما ‪.‬في قصة ضغاطر الذي أظهر لهم إسﻼمه فقتل\\وه وللط\\براني‬
‫من طريق ضعيف عن عبد ﷲ بن ش\\داد عن دحي\\ة في ه\\ذه القص\\ة مختص\\را‪ ،‬فق\\ال قيص\\ر ‪:‬أع\\رف أن\\ه ك\\ذلك‪،‬‬
‫‪.‬ولكن ﻻ أستطيع أن أفعل‪ ،‬إن فعلت ذهب ملكي وقتلني الروم وفي مرسل ابن إسحاق بعض أه\\ل العلم أن هرق\\ل‬
‫قال ‪:‬ويحك‪ ،‬وﷲ إني ﻷعلم أنه نبي مرسل‪ ،‬ولكني أخاف ال\\روم على ‪.‬نفس\\ي‪ ،‬ول\\وﻻ ذل\\ك ﻻتبعته لكن ل\\و تفطن‬
‫هرقل لقوله ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم ‪-‬في الكتاب الذي أرسل إليه "أس\\لم تس\\لم "وحم\\ل الج\\زاء على عموم\\ه ‪.‬في‬
‫الدنيا واﻵخرة‪ ،‬لسلم لو أسلم من كل ما يخافه ‪.‬ولكن التوفيق بيد ﷲ تعالى ‪.‬قوله " ‪:‬لغسلت عن قدميه "مبالغ\\ة‬
‫في العبودية له والخدمة زاد عبد ﷲ بن شداد عن أبي سفيان " ‪:‬لو علمت أنه هو لمشيت إليه حتى أقب\ل رأس\ه‬
‫وأغسل قدميه "وهي تدل على ‪.‬أنه كان بقي عنده بعض شك وزاد فيها " ‪:‬ولقد رأيت جبهت\ه تتح\\ادر عرق\\ا من‬
‫كرب الصحيفة "يعني ‪:‬لما قرئ عليه كتاب النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه ‪.-‬وسلم وفي اقتصاره على ذكر غسل الق\\دمين‬
‫إشارة منه إلى أنه ﻻ يطلب منه ‪ -‬إذا وصل إلي\ه س\\الما ‪ -‬ﻻ\ وﻻية\ وﻻ\ منصبا‪ \،‬وإنما\ ‪.‬يطلب م\ا تحص\\ل ل\ه ب\ه‬
‫البركة ‪.‬وقوله " ‪:‬وليبلغن ملكه ما تحت قدمي "أي ‪:‬بيت المقدس‪ ،‬وكنى ب\\ذلك ﻷن\\ه موض\\ع اس\\تقراره ‪.‬أو أراد‬
‫الشام كله ﻷن دار مملكته كانت حمص ومما يقوى أن هرقل آثر ملكه على اﻹيم\\ان واس\\تمر على الض\\ﻼل‪ ،‬أن\\ه‬
‫حارب المسلمين في غزوة مؤت\ة س\نة ثم\\ان بع\د ه\\ذه القص\\ة ب\دون الس\نتين‪ ،‬ففي مغ\\ازي ابن إس\حاق ‪:‬وبل\\غ‬
‫المسلمين لما نزلوا معان من أرض الشام‪ ،‬أن هرقل نزل في مائة ‪.‬ألف من المشركين‪ ،‬فحكى كيفية الوقعة وكذا‬
‫روى ابن حبان في صحيحه عن أنس أن النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وس\\لم ‪-‬كتب إلي\\ه أيض\\ا من تب\\وك ي\\دعوه‪ ،‬وأن\\ه‬
‫قارب ‪.‬اﻹجابة‪ ،‬ولم يجب فدل ظاهر ذلك على استمراره على الكفر‪ ،‬لكن يحتمل مع ذلك أنه ك\\ان يض\\مر اﻹيم\\ان‬
‫ويفعل هذه المعاص\ي مراع\اة لملك\ه ‪.‬وخوف\ا من أن يقتل\ه قومه ‪.‬إﻻ أن في مس\ند أحم\د أن\ه كتب من تب\وك إلى‬
‫النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم‪: -‬إني مسلم ‪.‬فقال النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم‪: -‬كذب‪ ،‬بل ه\\و على نص\\رانيته ‪.‬وفي‬
‫كتاب اﻷموال ﻷبي عبيد بسند صحيح من مرسل بكر عبد ﷲ المزني نح\\وه‪ ،‬ولفظ\\ه فق\\ال ‪:‬ك\\ذب ع\\دو ﷲ‪ ،‬ليس‬
‫بمسلم فعلى هذا إطﻼق صاحب اﻻستيعاب أنه آمن ‪ -‬أي أظهر التصديق ‪ -‬لكنه لم يستمر عليه ويعمل بمقتض\\اه‪،‬‬
‫بل شح بملكه ‪.‬وآثر الفانية على الباقية ‪.‬وﷲ الموفق ‪.‬قوله) ‪:‬ثم دعا (أي ‪:‬من وك\ل ذل\ك إلي\ه‪ ،‬وله\ذا ع\دى إلى‬
‫الكتاب بالباء‬

‫‪. ))1/38‬وﷲ أعلم‬

‫قوله) ‪:‬دحية (بكسر الدال‪ ،‬وحكى فتحها لغت\ان‪ ،‬ويق\\ال إن\ه ال\\رئيس بلغ\ة أه\\ل اليمن‪ ،‬وه\و ابن خليف\ة الكل\\بي‪،‬‬
‫صحابي جليل كان أحسن الناس وجها‪ ،‬وأسلم قديما‪ ،‬وبعثه النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم ‪ -‬في آخر سنة ست بع\\د‬
‫أن رجع من الحديبية ‪.‬بكتابه إلى هرقل‪ ،‬وكان وصوله إلى هرقل في المحرم سنة سبع‪ ،‬قال\\ه الواق\\دي ووق\\ع في‬
‫تاريخ خليفة أن إرسال الكتاب إلى هرقل كان سنة خمس‪ ،‬واﻷول أثبت‪ ،‬بل هذا غلط لتصريح أبي سفيان بأن‬

‫‪.‬ذلك كان في مدة الهدنة‪ ،‬والهدنة كانت في آخر سنة ست اتفاقا‪ ،‬ومات دحية في خﻼفة معاوية ‪.‬وبص\\ري بض\\م‬
‫أوله والقصر مدينة بين المدينة ودمشق‪ ،‬وقيل هي حوران‪ ،‬وعظيمها ه\\و الح\\ارث بن أبي ش\\مر الغس\\اني وفي‬
‫الصحابة ﻻبن السكن أنه أرسل بكتاب النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم ‪-‬إلى هرقل مع عدي بن حاتم‪ ،‬وك\\ان ع\\دي إذ‬
‫ذاك ‪.‬نصرانيا‪ ،‬فوصل به هو ودحية معا‪ ،‬وكانت وف\\اة الح\\ارث الم\\ذكور ع\\ام الفتح ‪.‬قوله) ‪:‬ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ (في\\ه أن‬
‫السنة أن يبدأ الكتاب بنفسه‪ ،‬وهو قول الجمهور‪ ،‬بل حكى فيه النحاس إجم\\اع الص\\حابة ‪.‬والح\\ق إثب\\ات الخﻼف‬
‫وفيه أن "ﻣﻦ "التي ﻻبتداء الغاية تأتي من غير الزمان والمكان كذا قاله أبو حيان‪ ،‬والظاهر أنها هن\\ا أيض\\ا لم‬
‫تخرج ‪.‬عن ذلك‪ ،‬لكن بارتكاب مجاز ‪.‬زاد في حديث دحية ‪:‬وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس ‪.‬وفيه ‪:‬لم\\ا‬
‫قرأ الكتاب سخر فقال ‪:‬ﻻ تقرأه‪ ،‬إنه بدأ بنفسه ‪.‬فقال قيصر ‪:‬لتقرأنه ‪.‬فقرأه وقد ذكر البزار في مسنده عن دحية‬
‫الكلبي أن\ه ه\و ن\اول الكت\اب لقيص\ر‪ ،‬ولفظ\ه "بعث\ني رس\ول ﷲ ‪-‬ص\لى ﷲ علي\ه وس\لم "‪-.‬بكتاب\ه إلى قيص\ر‬
‫فأعطيته الكتاب قوله) ‪:‬عظيم الروم (فيه عدول عن ذكره بالملك أو اﻹمرة‪ ،‬ﻷنه معزول بحكم اﻹس\ﻼم‪ ،‬لكن\ه لم‬
‫يخل\\ه من إك\\رام لمص\\لحة ‪.‬الت\\ألف ‪.‬وفي ح\\ديث دحي\\ة أن ابن أخي قيص\\ر أنك\\ر أيض\\ا كون\\ه لم يق\\ل مل\\ك ال\\روم‬
‫‪.‬قوله) ‪:‬سﻼم على من اتبع اله\\دى (في رواي\\ة المص\\نف في اﻻس\تئذان "الس\\ﻼم "ب\\التعريف ‪.‬وق\\د ذك\\رت في‬
‫قصة موسى وهارون مع فرعون ‪.‬وظاهر السياق يدل على أنه من جملة ما أمرا ب\\ه أن يق\\وﻻه ف\\إن قي\\ل ‪:‬كي\\ف‬
‫يبدأ الكافر بالسﻼم؟ فالجواب أن المفسرين قالوا ‪:‬ليس الم\راد من ه\ذا التحي\ة‪ ،‬إنم\ا معن\اه س\لم من ع\ذاب ﷲ‬
‫‪.‬من أسلم ‪.‬ولهذا جاء بعده أن العذاب على من كذب وتولى "‪.‬وكذا جاء في بقي\\ة ه\\ذا الكت\\اب "ف\\إن ت\\وليت ف\\إن‬
‫عليك إثم اﻷريسيين فمحصل الجواب أنه لم يبدأ الكافر بالسﻼم قصدا وإن كان اللفظ يشعر به‪ ،‬لكنه لم يدخل في‬
‫المراد ﻷنه ليس ممن اتب\\ع ‪.‬اله\\دى فلم يس\\لم عليه قوله) ‪:‬أم\\ا بع\\د (في قول\\ه "أم\\ا "مع\\نى الش\\رط‪ ،‬وتس\\تعمل‬
‫لتفصيل ما يذكر بعدها غالبا‪ ،‬وقد ترد مستأنفة ﻻ لتفصيل كالتي ‪.‬هنا‪ ،‬وللتفصيل والتقرير ‪.‬وق\\ال الكرم\\اني ‪:‬هي‬
‫هنا للتفصيل وتقديره ‪:‬أما اﻻبتداء فهو اسم ﷲ‪ ،‬وأما المكت\وب فه\و من محم\د رس\ول ﷲ الخ‪ ،‬ك\ذا ق\ال ولفظ\ة‬
‫"ﺑﻌﺪ "مبنية على الضم‪ ،‬وكان اﻷصل أن تفتح لو استمرت على اﻹضافة‪ ،‬لكنها قطعت عن اﻹضافة فبنيت على‬
‫‪.‬الضم‪ ،‬وسيأتي مزيد في الكﻼم عليها في كتاب الجمعة ‪.‬قوله) ‪:‬بدعاي\\ة اﻹس\\ﻼم (بكس\\ر ال\\دال‪ ،‬من قول\\ك دع\\ا‬
‫يدعو دعاي\\ة نح\\و ش\كا يش\\كو ش\\كاية ولمس\\لم " ‪:‬بداعي\ة اﻹس\\ﻼم "أي ‪:‬بالكلم\ة الداعي\ة إلى اﻹس\\ﻼم‪ ،‬وهي‬
‫شهادة أن ﻻ إله إﻻ ﷲ وأن محمدا رس\\ول ﷲ‪. ،‬والب\\اء موض\\ع إلى ‪.‬وقول\\ه " ‪:‬أس\\لم تس\\لم "غاي\\ة في البﻼغ‪،‬‬
‫وفيه نوع من البديع وهو الجناس اﻻشتقاقي ‪.‬قوله) ‪:‬يؤتك (جواب ثان لﻸمر وفي الجهاد للمؤلف "أسلم أس\\لم‬
‫يؤتك "بتكرار أسلم‪ ،‬فيحتمل التأكيد‪ ،‬ويحتمل أن يكون اﻷم\\ر اﻷول لل\دخول في اﻹس\ﻼم ‪.‬والث\اني لل\\دوام علي\\ه‬
‫كما في قوله تعالى) ‪:‬يا أيها الذين آمن\\وا آمن\\وا ب\\ا ورس\\وله (اﻵية ‪.‬وه\\و مواف\\ق لقول\\ه تع\\الى) ‪:‬أولئ\\ك يؤت\\ون‬
‫أجرهم مرتين (اﻵية وإعطاؤه اﻷج\\ر م\\رتين لكون\\ه ك\\ان مؤمن\\ا بنبي\\ه ثم آمن بمحم\\د ‪-‬ص\\لى ﷲ علي\\ه وس\\لم‪،-‬‬
‫ويحتمل أن يكون تضعيف اﻷجر له ‪.‬من جهة إسﻼمه ومن جهة أن إسﻼمه يكون سببا لدخول أتباعه وس\\يأتي‬
‫التصريح بذلك في موض\عه من ح\ديث الش\عبي من كت\اب العلم إن ش\اء ﷲ‪ \.‬ﺗﻌﺎﻟﻰ واس\تنبط من\ه ش\يخنا ش\يخ‬
‫اﻹسﻼم أن كل من دان بدين أهل الكتاب كان في حكمهم في المناكحة والذبائح‪ ،‬ﻷن هرق\\ل ه\\و ‪..‬وقوم\\ه ليس\\وا‬
‫من بني إسرائيل‪ ،‬وهم ممن دخل في النصرانية بعد التبديل وقد ق\ال ل\ه ولقومه) ‪:‬ي\\ا أه\ل الكت\\اب (ف\\دل على أن‬
‫لهم حكم أهل الكتاب )‪. )1/39‬خﻼفا لمن خص ذلك باﻹسرائيليين أو بمن علم أن سلفه ممن دخ\\ل في اليهودي\\ة‬
‫أو النصرانية قب\ل التب\\ديل ‪.‬وﷲ أعلم ‪.‬قوله) ‪:‬ف\إن ت\وليت (أي ‪:‬أعرض\\ت عن اﻹجاب\\ة إلى ال\\دخول في اﻹس\\ﻼم‬
‫‪.‬وحقيق\\\ة الت\\\ولي إنم\\\ا ه\\\و بالوج\\\ه‪ ،‬ثم اس\\\تعمل مج\\\ازا في اﻹع\\\راض عن الش\\\يء‪ ،‬وهي اس\\\تعارة تبعية‬
‫قوله) ‪:‬اﻷريسيين (هو جمع أريسي‪ ،‬وهو منسوب إلى أريس بوزن فعيل‪ ،‬وقد تقلب همزت\ه ي\اء كم\ا ج\اءت ب\ه‬
‫رواية أبي ‪.‬ذر واﻷصيلي وغيرهم\\ا هن\\ا‪ ،‬ق\\ال ابن س\\يده ‪:‬اﻷريس اﻷك\\ار‪ ،‬أي ‪:‬الفﻼح عن\\د ثعلب‪ ،‬وعن\\د ك\\راع‬
‫‪:‬اﻷريس هو اﻷمير‬

‫وقال الجوهري ‪:‬هي لغة شامية‪ ،‬وأنكر ابن فارس أن تك\\ون عربي\\ة‪ ،‬وقي\\ل في تفس\\يره غ\\ير ذل\\ك لكن ه\\ذا ه\\و‬
‫الصحيح هن\ا‪ ،‬فق\د ج\اء مص\رحا ب\ه في رواي\ة ابن إس\حاق عن الزه\ري بلف\ظ "ف\إن علي\ك إثم اﻷك\ارين "زاد‬
‫البرقاني في روايته ‪:‬يعني الحراثين‪ ،‬ويؤي\\ده أيض\\ا م\\ا في رواي\\ة الم\\دائني من طري\\ق مرس\\لة "ف\\إن علي\\ك إثم‬
‫الفﻼحين"‪ ،‬وكذا عند أبي عبيد في كتاب اﻷموال من مرسل عبد ﷲ بن شداد "وإن لم ت\\دخل في اﻹس\\ﻼم فﻼ‬
‫تحل بين الفﻼحين وبين اﻹسﻼم "قال أبو عبيدة ‪. :‬المراد بالفﻼحين أهل مملكته‪ ،‬ﻷن كل من كان يزرع فه\\و‬
‫عند العرب فﻼح‪ ،‬سواء كان يلي ذلك بنفسه أو بغيره ‪.‬قال الخطابي ‪:‬أراد أن عليك إثم الضعفاء واﻷتب\\اع إذا لم‬
‫يسلموا تقليدا له‪ ،‬ﻷن اﻷصاغر أتباع اﻷكابر ﻗﻠﺖ\ ‪:‬وفي الكﻼم حذف دل المعنى عليه وهو ‪:‬فإن عليك م\\ع إثم\\ك‬
‫إثم اﻷريسيين‪ ،‬ﻷنه إذا كان عليه إثم اﻷتباع بسبب أنهم تبعوه على استمرار الكفر فﻸن يك\\ون علي\\ه إثم نفس\\ه‬
‫أولى‪ ،‬وهذا يعد من مفهوم الموافقة‪ ،‬وﻻ يعارض بقوله تعالى) ‪:‬وﻻ ت\\زر وازرة وزر أخ\\رى (ﻷن\ وزر\ اﻵثم\ ﻻ‬
‫يتحمله غيره‪ ،‬ولكن الفاعل المتسبب والمتلبس بالسيئات يتحمل من جهتين جهة ‪.‬فعل\\ه وجه\\ة تس\\ببه وق\\د ورد‬
‫تفس\\ير اﻷريس\\يين بمع\\نى آخ\\ر‪ ،‬فق\\ال الليث بن س\\عد عن ي\\ونس فيم\\ا رواه الط\\براني في الكب\\ير من طريق\\ه ‪:‬‬
‫‪.‬اﻷريسيون العشارون يعني أهل المكس ‪.‬واﻷول أظهر وهذا إن صح أنه المراد‪ ،‬فالمعنى المبالغة في اﻹثم‪ ،‬ففي‬
‫الصحيح في المرأة التي اعترفت بالزنا "لقد تابت توبة لو تابها ‪".‬ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻜﺲ ﻟﻘﺒﻠﺖ قوله) ‪:‬ويا أهل الكتاب‬
‫الخ (هكذا وقع بإثب\\ات ال\\واو في أول\\ه‪ ،‬وذك\\ر القاض\\ي عي\\اض أن ال\\واو س\\اقطة من رواي\\ة اﻷص\\يلي وأبي ذر‪،‬‬
‫وعلى ثبوتها فهي داخلة على مقدر معطوف على قوله " ‪:‬أدعوك"‪ ،‬فالتقدير ‪:‬أدعوك بدعاية اﻹس\\ﻼم‪ ،‬وأق\\ول‬
‫) ‪.‬لك وﻷتباعك امتثاﻻ لقول ﷲ تعالى) ‪:‬ي\\ا أه\\ل الكت\\اب ‪.‬ويحتم\\ل أن تك\\ون من كﻼم أبي س\\فيان ﻷن\\ه لم يحف\\ظ‬
‫جميع ألفاظ الكتاب‪ ،‬فاستحضر منها أول الكتاب فذكره‪ ،‬وكذا اﻵية ‪.‬وكأنه قال فيه ‪:‬كان فيه كذا وكان فيه يا أه\\ل‬
‫الكتاب فالواو من كﻼمه ﻻ من نفس الكتاب‪ ،‬وقيل إن النبي ‪-‬ص\\لى ﷲ علي\\ه وس\\لم ‪-‬كتب ذل\\ك قب\\ل ن\\زول اﻵي\\ة‬
‫فوافق لفظه لفظها لما نزلت‪ ،‬والسبب في هذا أن هذه اﻵي\\ة ن\\زلت في قص\\ة وف\\د نج\\ران‪ ،‬وك\\انت قص\\تهم س\\نة‬
‫الوفود سنة تسع‪ ،‬وقصة سفيان كانت قبل ذلك سنة ست‪ ،‬وس\يأتي ذل\ك واض\حا في المغ\ازي‪ ،‬وقي\ل ‪:‬ب\ل ن\زلت‬
‫سابقة في أوائل الهجرة‪ ،‬وإليه يومئ كﻼم ابن ‪.‬إسحاق ‪.‬وقيل ‪:‬نزلت في اليهود ‪.‬وجوز بعضهم نزولها م\\رتين‪،‬‬
‫وهو بعيد فائدة ‪ ( :‬قيل في هذا دليل على جواز قراءة الجنب لﻶية أو اﻵيتين‪ ،‬وبإرسال بعض الق\\رآن إلى أرض‬
‫العدو وكذا بالسفر ( ‪.‬به ‪.‬وأغ\\رب ابن بط\\ال ف\\ادعى أن ذل\\ك نس\\خ ب\\النهي عن الس\\فر ب\\القرآن إلى أرض الع\\دو‬
‫ويحت\\اج إلى إثب\\ات الت\\اريخ ب\\ذلك ‪.‬ويحتم\\ل أن يق\\ال ‪:‬إن الم\\راد ب\\القرآن في ح\\ديث النهي عن الس\\فر ب\\ه أي‬
‫المصحف‪ ،‬وسيأتي الكﻼم على ذلك في موضعه وأما الجنب فيحتمل أن يقال إذا لم يقصد التﻼوة ج\\از‪ ،‬على أن‬
‫في اﻻستدﻻل بذلك من هذه القصة نظرا‪ ،‬فإنها واقعة عين ﻻ عموم فيها‪ ،‬فيقيد الج\\واز على م\ا إذا وق\\ع احتي\اج‬
‫إلى ذلك كاﻹبﻼغ واﻹنذار كما في هذه القصة‪ ،‬وأما الجواز مطلق\ا حيث ﻻ ض\رورة فﻼ يتج\\ه‪ ،‬وس\يأتي مزي\\دا‬
‫لذلك في كتاب الطهارة إن شاء ﷲ ت‪.‬ﻌﺎﻟﻰ وقد اشتملت هذه الجمل القليلة التي تضمنها هذا الكت\\اب على اﻷم\\ر‬
‫بقوله " ‪:‬أسلم "والترغيب بقوله " ‪:‬تسلم ويؤتك " "والزجر بقوله " ‪:‬فإن توليت‬

‫(‪)40 /1‬‬

‫والترهيب بقوله " ‪:‬فإن عليك "والدﻻلة بقوله " ‪:‬يا أهل الكتاب "وفي ذلك من البﻼغة م\\ا ﻻ يخفى‪ ،‬وكي\\ف ﻻ‬
‫وهو كﻼم ‪.-‬من أوتي جوامع الكلم ‪-‬صلى ﷲ علي\ه وس\لم قوله) ‪:‬فلم\ا ق\ال م\ا ق\ال (يحتم\ل أن يش\ير ب\ذلك إلى‬
‫اﻷسئلة واﻷجوبة‪ ،‬ويحتمل أن يشير بذلك إلى القصة التي ذكرها ابن ‪.‬الن\\اطور بع\\د‪ ،‬والض\\مائر كله\\ا تع\\ود على‬
‫هرقل ‪.‬والص\\\خب ‪:‬اللغ\\\ط‪ ،‬وه\\\و اختﻼط اﻷص\\\وات في المخاص\\\مة‪ ،‬زاد في الجه\\\اد ‪:‬فﻼ أدري م\\\ا ق\\\الوا‬
‫‪.‬قوله) ‪:‬ﻓﻘﻠﺖ ﻷﺻﺤﺎﺑﻲ (زاد في الجهاد ‪:‬حين خلوت بهم ‪.‬قوله) ‪:‬أمر (هو بفتح الهمزة وكسر الميم أي ‪:‬عظم‪،‬‬
‫وسيأتي في تفسير سبحان وابن أبي كبش\\ة أراد ب\\ه الن\\بي ‪-‬ص\\لى ﷲ علي\\ه وس\\لم ‪-‬ﻷن\ أبا\ كبشة\ أحد\ أجداده‪،‬‬
‫وعادة العرب إذا انتقصت نسبت إلى جد ‪.‬غامض‪ ،‬قال أبو الحسن النسابة الجرجاني ‪:‬هو ج\\د وهب ج\\د الن\\بي ‪-‬‬
‫صلى ﷲ عليه وسلم ‪-‬ﻷمه وه\ذا في\ه نظ\ر‪ ،‬ﻷن وهب\ا ج\د الن\بي ‪-‬ص\لى ﷲ علي\ه وس\لم ‪-‬اس\م أم\ه عاتك\ة بنت‬
‫اﻷوقص بن مرة بن هﻼل‪ ،‬ولم يقل أحد من ‪.‬أهل النسب إن اﻷوقص يكنى أب\ا كبشة وقي\ل ‪:‬ه\و ج\د عب\د المطلب‬
‫ﻷمه‪ \،‬وفيه\ نظر أيضا ﻷن\ أم\ عبد\ المطلب سلمى\ بنت عمرو\ بن زيد\ الخزرجي‪ \،‬ولم\ يقل أحد من\ ‪.‬أهل النسب إن‬
‫عمرو بن زيد يكنى أبا كبشة ولكن ذكر ابن حبيب في المجتبي جماعة من أجداد النبي ‪-‬ص\\لى ﷲ علي\\ه وس\\لم ‪-‬‬
‫من قبل أبيه ومن قبل أمه كل واحد منهم يكنى أبا كبشة‪ ،‬وقيل هو أب\\وه من الرض\\اعة واس\\مه الح\\ارث بن عب\\د‬
‫العزي‪ ،‬قاله أبو الفتح اﻷزدي وابن ماكوﻻ‪ ،‬وذكر‬

‫‪.‬يونس ابن بكير عن ابن إسحاق عن أبيه عن رجال من قومه أنه أس\\لم وك\\انت ل\\ه بنت تس\\مى كبش\\ة يك\\نى بها‬
‫وقال ابن قتيب\ة والخط\ابي وال\دارقطني ‪:‬ه\و رج\ل من خزاع\ة خ\الف قريش\ا في عب\ادة اﻷوث\ان فعب\د الش\عرى‬
‫فنسبوه إليه ‪.‬لﻼشتراك في مطلق المخالفة‪ ،‬وكذا قاله الزبير‪ ،‬قال ‪:‬واسمه وجز بن عامر بن غالب ‪.‬قوله) ‪:‬إن\\ه‬
‫يخافه (هو بكسر الهمزة استئنافا تعليلي\ا ﻻ بفتحه\ا ولثب\وت الﻼم في "ليخاف\ه "في رواي\ة أخ\رى قوله) ‪:‬مل\ك‬
‫بني اﻷصفر (هم الروم‪ ،‬ويقال إن ج\دهم روم بن عيص ت\زوج بنت مل\\ك الحبش\\ة فج\\اء ل\ون ول\ده بين البي\\اض‬
‫‪.‬والسواد فقيل له اﻷصفر‪ ،‬حكاه ابن اﻷنباري ‪.‬وقال ابن هش\\ام في التيج\\ان ‪:‬إنم\\ا لقب اﻷص\\فر ﻷن جدت\\ه س\\ارة‬
‫زوج إبراهيم حلته بالذهب قوله) ‪:‬فما زلت موقن\\ا (زاد في ح\\ديث عب\\د ﷲ بن ش\\داد عن أبي س\\فيان "فم\\ا زلت‬
‫مرعوبا من محمد حتى أسلمت " ‪.‬أخرجه الط\\براني ‪.‬قوله) ‪:‬ح\\تى أدخ\\ل ﷲ على اﻹس\\ﻼم (أي ‪:‬ف\\أظهرت ذل\\ك‬
‫اليقين‪ ،‬وليس المراد أن ذلك اليقين ارتفع ‪.‬قوله) ‪:‬وكان ابن الناطور (هو بالطاء المهملة ‪.‬وفي رواي\\ة الحم\\وي‬
‫بالظاء المعجمة‪ ،‬وهو بالعربية حارس البستان ‪.‬ووقع في رواي\\ة الليث عن ي\\ونس "ابن ن\\اطورا "بزي\\ادة أل\\ف‬
‫في آخره ‪.‬فعلى هذا هو اسم أعجمي تنبيه ‪( :‬الواو في قوله " ‪:‬وكان "عاطف\\ة‪ ،‬والتق\\دير عن الزه\\ري أخ\\برني‬
‫عبيد ﷲ فذكر الحديث‪ ،‬ثم قال الزهري ‪:‬وك\ان ( ابن الن\اطور يح\دث ف\ذكر ه\ذه القص\ة‪ ،‬فهي موص\ولة إلى ابن‬
‫الناطور ﻻ معلقة كما زعم بعض من ﻻ عناية له بهذا الشأن‪ ،‬وك\\ذلك أغ\\رب بعض المغارب\ة ف\زعم أن قص\ة ابن‬
‫الناطور مروية باﻹسناد المذكور عن أبي سفيان عنه ﻷنه لما رآها ﻻ تص\\ريح فيه\\ا بالس\\ماع حمله\\ا على ذل\\ك‪،‬‬
‫وقد بين أبو نعيم في دﻻئل النبوة أن الزهري قال ‪:‬لقيته بدمشق في زمن عبد ‪.‬الملك بن مروان وأظنه لم يتحمل‬
‫عنه ذلك إﻻ بعد أن أسلم‪ ،‬وإنما وصفه بكونه كان سقفا لينبه على أنه كان مطلع\\ا على أس\\رارهم عالم\\ا بحق\\ائق‬
‫أخبارهم‪ ،‬وكأن الذي جزم بأنه من رواية الزهري عن عبيد ﷲ اعتمد على م\ا وق\ع في س\يرة ابن إس\حاق فإن\\ه‬
‫قدم قصة ابن الناطور هذه على حديث أبي س\فيان‪ ،‬فعن\ده عن عبي\د ﷲ عن ابن عب\اس أن هرق\ل أص\بح خ\بيث‬
‫النفس‪ ،‬فذكر ‪.‬نحوه ‪.‬وجزم الحف\اظ بم\ا ذكرت\\ه أوﻻ‪ ،‬وه\\ذا مم\\ا ينبغي أن يع\د فيم\ا وق\ع من اﻹدراج أول الخ\\بر‬
‫‪.‬وﷲ أعلم قوله) ‪:‬صاحب إيلياء (أي ‪:‬أميرها‪ ،‬هو منصوب على اﻻختصاص أو الحال‪ ،‬أو مرف\\وع على الص\\فة‪،‬‬
‫وهي رواية أبي ذر‪ ،‬واﻹضافة التي فيه تقوم مقام التعريف) ‪ )41/ 1.‬وقول من زعم أنه\\ا في تق\\دير اﻻنفص\\ال‬
‫في مقام المنع‪ ،‬وهرقل معطوف على إيلياء‪ ،‬وأطلق عليه الص\\حبة ل\\ه إم\\ا بمع\\نى اتب\\ع‪ ،‬وإم\\ا بمع\\نى الص\\داقة‪،‬‬
‫وفيه استعمال صاحب في معن\\يين مج\\ازي وحقيقي‪ ،‬ﻷن\\ه بالنس\\بة إلى إيلي\\اء أم\\ير وذاك مج\\از‪. ،‬وبالنس\\بة إلى‬
‫هرقل تابع وذلك حقيقة قال الكرماني ‪:‬وإرادة المعنيين الحقيقي والمج\\ازي من لف\\ظ واح\\د ج\\ائز عن\\د الش\\افعي‪،‬‬
‫وعند غيره محمول على إرادة مع\نى ‪.‬ش\امل لهم\\ا وه\\ذا يس\مى عم\وم المج\\از وقول\ه " ‪:‬ﺳﻘﻔﺎ "بض\\م الس\ين‬
‫والقاف كذا في رواية غير أبي ذر‪ ،‬وهو منصوب على أنه خ\\بر ك\\ان‪ ،‬و "يح\\دث "ﺧﺒﺮ ‪.‬ﺑﻌﺪ ﺧﺒﺮ ‪.‬وفي رواي\\ة‬
‫الكشميهني سقف بكسر القاف على ما لم يسم فاعله وفي رواية المستملي والسرخسي مثله لكن بزيادة ألف في‬
‫أوله‪ ،‬واﻷسقف والسقف لفظ أعجمي ومعناه رئيس دين ‪.‬النصارى‪ ،‬وقيل ‪:‬عربي وهو الطويل في انحناء‪ ،‬وقيل‬
‫‪:‬ذلك للرئيس ﻷنه يتخاشع وقال بعضهم ‪:‬ﻻ\ نظير\ له\ في\ وزنه\ إﻻ\ اﻷسرب\ وهو\ الرصاص‪ \،‬لكن\ حكى\ ابن\ سيده‬
‫ثالثا وهو اﻷسكف للصانع‪ ،‬وﻻ يرد اﻷترج ﻷن\ه جم\ع والكﻼم إنم\\ا ه\\و في المف\رد‪ ،‬وعلى رواي\ة أبي ذر يك\\ون‬
‫الخبر الجملة التي هي " ‪:‬يحدث أن هرقل"‪ ،‬فالواو في قوله" ‪:‬وكان "عاطفة والتق\\دير عن الزه\\ري ‪:‬أخ\\برني‬
‫عبيد ﷲ بن عبد ﷲ‪ ،‬فذكر حديث أبي سفيان بطوله ثم ‪.‬ق\\ال الزه\ري ‪:‬وك\\ان ابن الن\اطور يح\دث ‪.‬وه\ذا ص\ورة‬
‫اﻹرسال قوله) ‪:‬حين قدم إيلياء ( يعني في هذه اﻷيام‪ ،‬وهي عند غلبة جنوده على جنود فارس وإخراجهم‪ ،‬وكان‬
‫ذلك في السنة ‪.‬التي اعتمر فيها النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم ‪-‬عمرة الحديبية‪ ،‬وبلغ المسلمين نصرة ال\\روم على‬
‫فارس ففرحوا وقد ذكر الترمذي وغيره القصة مستوفاة في تفسير قوله تعالى) ‪:‬ويومئذ يفرح المؤمنون بنص\\ر‬
‫ﷲ \ (‪ ،‬وفي أول الحديث ‪.‬في الجهاد عند المؤلف اﻹمارة إلى ذلك ‪.‬قوله) ‪:‬خبيث النفس (أي ‪:‬رديء النفس غ\\ير‬
‫طيبها‪ ،‬أي مهموما وقد تستعمل في كسل النفس‪ ،‬وفي الص\\حيح " ‪:‬ﻻ\ يقولن\ أحدكم\ خبثت نفسي\ "كأن\\ه ك\\ره‬
‫اللفظ‪ ،‬والمراد بالخطاب ‪.‬المسلمون‪ ،‬وأما في حق هرقل فغير ممتنع "‪.‬وصرح في رواية ابن إسحاق بقولهم ل\\ه‬
‫" ‪:‬لقد أصبحت مهموما ‪.‬والبطارقة ‪:‬جمع بطريق بكسر أوله وهم خواص دولة الروم‬

‫قوله) ‪:‬حزاء (بالمهملة وتشديد الزاي آخره همزة منونة أي كاهنا‪ ،‬يقال حزا ب\\التخفيف يح\\زو ح\\زوا أي تكهن‪،‬‬
‫وقوله " ‪ :‬ينظر في النجوم "إن جعلتها خبرا ثانيا صح ﻷنه كان ينظر في اﻷمرين‪ ،‬وإن جعلته\\ا تفس\\يرا لﻸول‬
‫فالكهانة تارة تستند إلى إلقاء الشياطين وت\\ارة تس\\تفاد من أحك\\ام النج\\وم‪ ،‬وك\\ان ك\\ل من اﻷم\\رين في الجاهلي\\ة‬
‫شائعا ذائعا‪ ،‬إلى أن أظهر ﷲ اﻹسﻼم فانكسرت شوكتهم وأنك\\ر الش\\رع اﻻعتم\\اد عليهم‪ ،‬وك\\ان م\\ا اطل\\ع علي\\ه‬
‫هرقل من ذلك بمقتضى حساب المنجمين‪ ،‬أنهم زعم\\وا أن المول\\د النب\\وي ك\\ان بق\ران العل\\ويين ب\\برج العق\\رب‪،‬‬
‫وهما يقترنان في كل عشرين سنة مرة إﻻ أن تستوفى المثلث\\ة بروجه\\ا في س\\تين س\\نة‪ ،‬فك\\ان ابت\\داء العش\\رين‬
‫اﻷولى المولد النبوي في القران المذكور‪ ،‬وعند تمام العشرين الثانية مجيء جبريل بالوحي‪ ،‬وعند تم\\ام الثالث\\ة‬
‫فتح خيبر وعمرة القضية التي جرت فتح مكة وظهور اﻹسﻼم‪ ،‬وفي تلك ‪.‬اﻷيام رأى هرق\\ل م\\ا رأى ومن جمل\\ة‬
‫ما ذكروه أيضا أن برج العقرب مائي وهو دليل ملك القوم ال\\ذين يختتن\\ون‪ ،‬فك\\ان ذل\\ك دليﻼ على انتق\\ال المل\\ك‬
‫‪ .‬إلى العرب‪ ،‬وأما اليهود فليسوا مرادا هنا ﻷن هذا لمن ينقل إليه الملك ﻻ لمن انقضى ملكه فإن قيل ‪:‬كيف س\\اغ‬
‫للبخاري إيراد هذا الخبر المشعر بتقوية أمر المنجمين واﻻعتماد على ما تدل علي\\ه أحك\\امهم؟ ف\\الجواب ‪:‬أن\\ه لم‬
‫يقصد ذلك‪ ،‬بل قصد أن يبين أن اﻹشارات بالنبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم ‪-‬جاءت من ك\\ل طري\\ق وعلى لس\\ان ‪.‬ك\\ل‬
‫فريق من كاهن أو منجم محق أو مبطل أنسي أو جني‪ ،‬وهذا من أب\\دع م\\ا يش\\ير إلي\\ه ع\\الم أو يجنح إلي\\ه محتج‬
‫‪.‬وقد قيل ‪ :‬إن الحزاء هو الذي ينظر في اﻷعضاء وفي خيﻼن الوجه فيحكم على صاحبها بطريق الفراسة وه\\ذا‬
‫إن ثبت فﻼ يلزم منه حصره في ذلك بل الﻼئق بالسياق في حق هرقل ما تقدم) ‪. )42/ 1.‬قوله) ‪:‬ملك الخت\\ان‬
‫(بضم الميم وإسكان الﻼم‪ ،‬وللكشميهني بفتح الميم وكسر الﻼم قوله) ‪:‬قد ظهر (أي ‪:‬غلب‪ ،‬يعني دله نظ\\ره في‬
‫حكم النجوم على أن ملك الختان قد غلب‪ ،‬وهو كما قال‪ ،‬ﻷن في تلك اﻷي\\ام ك\\ان ابت\\داء ظه\\ور الن\\بي ‪-‬ص\\لى ﷲ‬
‫عليه وسلم ‪-‬إذ صالح كفار مكة بالحديبية وأنزل ﷲ تع\\الى عليه) ‪:‬إن\\ا فتحن\\ا ل\\ك فتح\\ا ‪.‬مبين\\ا (إذ فتح مك\\ة ك\\ان‬
‫سببه نقض قريش العهد الذي كان بينهم بالحديبية‪ ،‬ومقدمة الظهور ظهور قوله) ‪:‬من هذه اﻷم\ة (أي ‪:‬من أه\ل‬
‫هذا العصر‪ ،‬وإطﻼق اﻷمة على أهل العصر كلهم فيه تجوز‪ ،‬وهذا بخﻼف قوله ‪:‬ﺑﻌﺪ هذا ملك هذه اﻷمة قد ظهر‪،‬‬
‫فإن مراده به العرب خاصة‪ ،‬والحصر في قولهم إﻻ اليهود هو بمقتض\\ى علمهم‪ ،‬ﻷن اليه\\ود ك\\انوا بإيلي\\اء وهي‬
‫بيت المقدس كثيرين تحت الذلة مع الروم‪ ،‬بخﻼف العرب فإنهم وإن كان منهم من ه\\و تحت طاع\\ة مل\\ك ‪.‬ال\\روم‬
‫كآل غسان لكنهم كانوا ملوكا برأس\\هم ‪.‬قوله) ‪:‬فﻼ يهمن\\ك (بض\\م أول\\ه‪ ،‬من أهم ‪:‬أث\\ار الهم ‪.‬وقول\\ه " ‪:‬ش\\أنهم‬
‫"أي ‪:‬أمرهم و "مدائن ‪":‬جمع مدينة قال أبو علي الفارسي ‪:‬من جعله فعليه من قول\\ك م\\دن بالمك\\ان أي ‪:‬أق\\ام‬
‫به‪ ،‬همزه كقبائل‪ ،‬ومن ‪.‬جعله مفعلة من قولك دين أي ‪:‬ملك‪ ،‬لم يهمز كمعايش ‪.‬انتهى ‪.‬وما ذكره في معايش هو‬
‫المشهور‪ ،‬وقد روى خارجة عن ن\افع الق\\ارئ الهم\\ز في مع\ايش ‪.‬وق\ال الق\\زاز ‪:‬من همزه\ا توهمه\\ا من فعيل\\ة‬
‫لشبهها بها في اللفظ ‪.‬انتهى ‪.‬قوله) ‪:‬فبينما هم على أمرهم (أي ‪:‬في هذه المشورة ‪.‬قوله) ‪:‬أتى هرق\\ل برج\\ل (لم‬
‫يذكر من أحضره وملك غسان هو صاحب بصرى الذي قدمنا ذكره‪ ،‬وأشرنا إلى أن ابن الس\\كن روى أن\\ه أرس\\ل‬
‫من عنده عدي بن حاتم‪. ،‬فيحتمل أن يكون هو المذكور ‪.‬وﷲ أعلم قوله) ‪:‬عن خ\\بر رس\\ول ﷲ ‪-‬ص\\لى ﷲ علي\\ه‬
‫وسلم ‪( -‬فسر ذلك ابن إسحاق في روايته فقال ‪:‬خرج من بين أظهرن\\ا رج\\ل ‪.‬ي\\زعم أن\\ه ن\\بي‪ ،‬فق\\د اتبع\\ه ن\\اس‪،‬‬
‫وخالفه ناس‪ ،‬فكانت بينهم مﻼحم في مواطن‪ ،‬فتركتهم وهم على ذلك‪.-‬فبين ما أجمل في حديث الباب ﻷن\\ه ي\\وهم‬
‫أن ذلك كان في أوائل ما ظهر الﻨﺒﻲ ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم ‪.‬وفي رواية أنه قال ‪:‬جردوه‪ ،‬ف\\إذا ه\\و مختتن‪ ،‬فق\\ال‬
‫‪:‬هذا وﷲ الذي رأيته‪ ،‬أعطه ثوبه ‪.‬قوله) ‪:‬هم يختتنون (في رواية اﻷصيلي "هم مختتنون "ب\\الميم واﻷول أفي\\د‬
‫وأشمل قوله) ‪:‬هذا ملك هذه اﻷمة قد ظهر (ك\\ذا ﻷك\\ثر ال\\رواة بالض\\م ثم الس\\كون‪ ،‬وللقابس\\ي ب\\الفتح ثم الكس\\ر‪،‬‬
‫وﻷبي ذر عن الكشميهني وح\ده يمل\ك فع\ل مض\ارع‪ ،‬ق\ال القاض\ي ‪:‬أظنه\ا ض\مة الميم اتص\لت به\ا فتص\حفت‪،‬‬
‫ووجهه السهيلي في أماليه ‪.‬بأنه مبتدأ وخبر‪ ،‬أي هذا المذكور بملك هذه اﻷمة ‪.‬وقيل يجوز أن يكون يمل\ك نعت\ا‪،‬‬
‫أي ‪:‬هذا رجل بملك هذه اﻷمة وقال شيخنا ‪:‬يجوز أن يكون المحذوف هو الموصول على رأي الكوفيين‪ ،‬أي ه\\ذا‬
‫الذي يملك‪ ،‬وهو نظير قوله " ‪:‬وهذا "‪.‬تحملين طليق على أن الكوفيين يجوزون استعمال اس\\م اﻹش\\ارة بمع\\نى‬
‫اﻻسم الموصول‪ ،‬فيكون التقدير ‪:‬الذي يملك‪ ،‬من غير حذف‪. ،‬ﻗﻠﺖ\ ‪:‬لكن اتفاق الرواة على حذف الي\\اء في أول\\ه‬
‫دال على ما قال القاضي فيكون شاذا على أنني رأيت في أصل معتمد وعليه عﻼم\\ة السرخس\\ي بب\\اء موح\\دة في‬
‫أوله‪ ،‬وتوجيهها أقرب من توجيه اﻷول‪ ،‬ﻷنه حينئذ تكون اﻹشارة بهذا إلى ما ذك\\ره من نظ\\ره في حكم النج\\وم‪،‬‬
‫والباء متعلقة بظهر‪ ،‬أي هذا الحكم ظهر بملك هذه اﻷمة ‪.‬التي تختتن‬

‫‪.‬قوله) ‪:‬برومية (بالتخفيف‪ ،‬وهي مدينة معروفة للروم ‪.‬وحمص مجرور بالفتحة من\\ع ص\\رفه للعلمي\\ة والت\\أنيث‬
‫‪.‬ويحتمل أن يجوز صرفه ‪.‬قوله) ‪:‬فلم يرم (بفتح أوله وكسر ال\راء أي ‪:‬لم ي\برح من مكان\ه‪ ،‬ه\ذا ه\و المع\روف‬
‫‪.‬وقال الداودي ‪:‬لم يصل إلى حمص وزيفوه قوله) ‪:‬حتى أتاه كتاب من ص\احبه (وفي ح\\ديث دحي\ة ال\\ذي أش\\رت‬
‫إليه قال ‪:‬فلما خرجوا أدخلني عليه وأرسل إلي اﻷسقف ‪.‬وهو صاحب أمرهم فقال ‪:‬هذا الذي كنا ننتظر‪ ،‬وبش\\رنا‬
‫به عيسى‪ ،‬أما أنا فمصدقه ومتبعه فقال له قيص\\ر ‪:‬أم\\ا أن\\ا إن فعلت ذل\\ك ذهب ملكي‪ ،‬ف\\ذكر القص\\ة‪ ،‬وفي آخ\\ره‬
‫‪:‬فقال لي اﻷسقف ‪:‬خذ هذا الكتاب واذهب إلى صاحبك ف\\اقرأ علي\\ه الس\\ﻼم وأخ\\بره أني أش\\هد أن ﻻ إل\\ه إ ﻻ ﷲ‬
‫وأن محمدا رسول ﷲ‪ ،‬وأني قد آمنت به وص\\دقته‪ ،‬وأنهم ق\د أنك\روا علي ذلك) ‪. )1/43.‬ثم خ\رج إليهم فقتل\وه‬
‫وفي رواية ابن إسحاق أن هرقل أرسل دحية إلى ضغاطر ال\\رومي وق\\ال ‪:‬إن\\ه في ال\\روم أج\\وز ق\\وﻻ م\\ني‪ ،‬وإن‬
‫ضغاطر المذكور أظهر إسﻼمه وألقى ثيابه التي كانت علي\\ه ولبس ثياب\\ا بيض\\ا وخ\\رج على ال\\روم ف\\دعاهم إلى‬
‫اﻹسﻼم وشهد شهادة ‪.‬الحق‪ ،‬فقاموا إليه فضربوه حتى قتلوه ‪.‬قال ‪:‬فلما رجع دحية إلى هرق\\ل ق\ال ل\\ه ‪:‬ق\د قلت‬
‫لك إنا نخافهم على أنفسنا‪ ،‬فضغاطر كان أعظم عندهم مني ﻗﻠﺖ ‪:‬فيحتمل أن يكون هو صاحب رومية الذي أبهم‬
‫هنا‪ ،‬لكن يعكر عليه ما قيل ‪ :‬إن دحية لم يقدم على هرقل بهذا الكتاب المكتوب في سنة الحديبية‪ ،‬وإنما قدم عليه‬
‫بالكتاب المكتوب في غزوة تبوك‪ ،‬فالراجح أن دحية قدم على هرقل أيضا في اﻷولى‪ ،‬فعلى هذا يحتم\\ل أن تك\\ون‬
‫وقعت لكل من اﻷسقف ومن ضغاطر قصة قتل كل منهما بسببها‪ ،‬أو وقعت لضغاطر قصتان إحداهما التي ذكره\\ا‬
‫ابن الناطور وليس فيها أنه أسلم وﻻ أنه قتل‪ ،‬والثانية التي ذكرها ابن إسحاق فإن فيه\ا قص\ته ‪.‬م\ع دحي\ة وأن\ه‬
‫أسلم وقتل ‪.‬وﷲ أعلم ‪.‬قوله) ‪:‬وسار هرق\\ل إلى حمص (ﻷنها\ كانت دار\ ملكه\ كما\ قدمناه‪ \،‬وكانت في\ زمانهم‬
‫أعظم من دمشق ‪.‬وكان فتحها على يد أبي عبيدة بن الجراح سنة ست عشرة بعد هذه القصة بعشر سنين قوله)‬
‫‪:‬وأنه نبي (يدل على أن هرقل وصاحبه أقرا بنبوة نبينا ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم‪ ،-‬لكن هرقل كم\\ا ذكرن\ا لم يس\تمر‬
‫على ‪.‬ذلك بخﻼف ص\احبه ‪.‬قوله) ‪:‬ف\\أذن (هي ‪:‬بالقص\ر من اﻹذن ‪.‬وفي رواي\ة المس\تملي وغ\يره بالم\د ومعن\\اه‬
‫أعلم و "الدسكرة "بسكون السين المهملة ‪:‬القصر الذي حوله بيوت‪ ،‬وكأنه دخل القصر ثم أغلق\\ه وفتح أب\\واب‬
‫البيوت اﻟﺘﻲ ‪ .‬حوله وأذن للروم في دخولها ثم أغلقها ثم اطلع عليهم فخاطبهم‪ ،‬وإنما فعل ذلك خشية أن يثبوا به‬
‫كما وثبوا بضغاطر قوله) ‪:‬والرش\د (فتح\تين )وأن يثبت ملككم (ﻷنهم\ إن\ تمادوا\ على\ الكفر\ كان\ سببا\ لذهاب‬
‫ملكهم‪ ،‬كم\\ا ع\\رف ه\\و ذل\\ك من ‪.‬اﻷخب\\ار الس\\ابقة قوله) ‪:‬فتب\\ايعوا (بمثن\\اة ثم موح\\دة‪ ،‬وللكش\\ميهني بمثن\\اتين‬
‫وموحدة‪ ،‬ولﻸصيلي "فنبايع "بنون وموحدة )لهذا النبي (كذا ‪.‬ﻷبي\ ذر\ وللباقين\ بحذف\ الﻼم قوله) ‪:‬فحاصوا‬
‫(بمهملتين أي ‪:‬نفروا‪ ،‬وشبههم ب\\الوحوش ﻷن نفرته\\ا أش\\د من نف\\رة البه\\ائم اﻹنس\ية‪ ،‬وش\بههم ب\\الحمر ‪.‬دون‬
‫غيرها من الوحوش لمناسبة الجهل وعدم الفطنة بل هم أضل ‪.‬قوله) ‪:‬وأيس (في رواي\ة الكش\\ميهني واﻷص\\يلي‬
‫"ويئس "بيائين تحتانيتين وهما بمعنى قنط واﻷول مقلوب من الث\\اني قوله) ‪:‬من اﻹيم\\ان (أي من إيم\\انهم لم\\ا‬
‫أظه\\روه‪ ،‬ومن إيمان\\ه ﻷن\\ه ش\\ح بملك\\ه كم\\ا ق\\دمنا‪ ،‬وك\\ان يحب أن يطيع\\وه فيس\\تمر ملك\\ه ويس\\لم ويس\\لموا‬
‫بإسﻼمهم‪ ،‬فما أيس من اﻹيمان إﻻ بالش\\رط ال\\ذي أراده‪ ،‬وإﻻ فق\\د ك\\ان ق\\ادرا على أن يف\\ر عنهم وي\\ترك ‪.‬ملك\\ه‬
‫رغبة فيما عند ﷲ وﷲ الموفق ‪.‬قوله) ‪:‬آنفا (أي ‪:‬قريبا‪ ،‬وه\\و منص\\وب على الح\\ال ‪.‬قوله) ‪:‬فق\\د رأيت (زاد في‬
‫التفسير ‪:‬فقد رأيت منكم الذي أحببت قوله) ‪:‬فكان ذلك آخر شأن هرقل (أي ‪:‬فيم\\ا يتعل\\ق به\\ذه القص\\ة المتعلق\\ة‬
‫بدعائه إلى اﻹيمان خاصة ﻷنه انقضى أمره حينئذ ومات‪ ،‬أو أنه أطلق اﻵخرية بالنسبة إلى م\\ا في علم\\ه‪ ،‬وه\\ذا‬
‫أوجه‪ ،‬ﻷن هرقل وقعت له قصص أخ\\رى بع\\د ذل\ك‪ ،‬منه\\ا م\ا أش\\رنا إلي\\ه من تجه\يزه الجي\وش إلى مؤت\ة ومن‬
‫تجهيزه الجيوش أيضا إلى تبوك‪ ،‬ومكاتبة النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم ‪-‬له ثانيا‪ ،‬وإرس\\اله إلى الن\\بي ‪-‬ص\\لى ﷲ‬
‫عليه وسلم ‪-‬بذهب فقسمه بين أصحابه كما في رواية ابن حبان التي أشرنا إليه\\ا قب\\ل وأبي عبي\\د‪ ،‬وفي المس\\ند‬
‫من طريق سعيد بن أبي راشد التنوخي رسول هرق\\ل ق\\ال ‪:‬ق\\دم رس\\ول ﷲ ‪-‬ص\\لى ﷲ علي\\ه وس\\لم ‪-‬تب\\وك فبعث‬
‫دحية إلى هرقل‪ ،‬فلما جاءه الكتاب دعا قسيسي الروم وبطارقتها‪ ،‬فذكر الحديث‪ ،‬ق\\ال فتح\\يروا ح\\تى إن بعض\\هم‬
‫‪.‬خرج من برنسه‪ ،‬فقال ‪:‬اسكتوا‪ ،‬فإنما أردت أن أعلم تمسككم بدينكم وروى ابن إسحاق عن خال\\د بن بش\\ار عن‬
‫رجل من قدماء الشام ‪ :‬أن هرقل لما أراد الخروج من الشام إلى القسطنطينية عرض على الروم أمورا) ‪)1/44:‬‬
‫إما اﻹسﻼم وإما الجزية‪ ،‬وإما أن يصالح النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم ‪-‬ويبقى لهم م\\ا دون ال\\درب‪ ،‬ف\\أبوا‪ ،‬وأن\\ه‬
‫انطلق حتى إذا أشرف على ال\\درب اس\\تقبل أرض الش\\ام ثم ق\\ال ‪:‬الس\\ﻼم علي\\ك أرض س\\ورية ‪ -‬يع\\ني الش\\ام ‪-‬‬
‫تسليم المودع‪ ،‬ثم ركض‬

‫‪.‬حتى دخل القسطنطينية ‪.‬واختلف اﻹخباريون هل هو الذي حاربه المس\\لمون في زمن أبي بك\\ر وعم\\ر أو ابن\\ه؟‬
‫واﻷظهر أنه هو ‪.‬وﷲ أعلم تنبيه (لما كان أمر هرقل في اﻹيمان عند كثير من الن\\اس مس\تبهما‪ ،‬ﻷن\ه يحتم\ل أن‬
‫يكون عدم تصريحه باﻹيمان للخوف ( ‪.‬على نفس\ه من القت\ل‪ ،‬ويحتم\ل أن يك\ون اس\تمر على الش\ك ح\تى م\ات‬
‫كافرا وقال الراوي في آخر القصة ‪ :‬فكان ذلك آخر شأن هرقل‪ ،‬ختم به البخاري هذا الباب الذي استفتحه بح\\ديث‬
‫اﻷعمال بالنيات‪ ،‬كأنه قال إن صدقت نيته انتفع بها في الجملة‪ ،‬وإﻻ فق\\د خ\\اب و‪.‬ﺧﺴﺮ ‪.‬فظه\\رت مناس\\بة إي\\راد‬
‫قصة ابن الناطور في بدء الوحي لمناسبتها حديث اﻷعمال المصدر الباب به ‪.‬ويؤخذ للمص\نف من آخ\ر لف\ظ في‬
‫القصة براعة اﻻختتام‪ ،‬وهو واضح مما قررناه ف\\إن قي\\ل ‪:‬م\\ا مناس\\بة ح\\ديث أبي س\\فيان في قص\\ة هرق\\ل بب\\دء‬
‫الوحي؟ فالجواب أنها تضمنت كيفية حال الناس مع النبي ‪-‬صلى ﷲ عليه وس\\لم ‪-‬في ذل\\ك اﻻبت\\داء‪ ،‬وﻷن اﻵي\\ة‬
‫المكتوبة إلى هرقل للدعاء إلى اﻹسﻼم ملتئمة مع اﻵية التي في ‪.‬الترجمة وهي قول\\ه تع\\الى) ‪:‬إن\\ا أوحين\\ا إلي\\ك‬
‫كما أوحينا إلى نوح (اﻵية وقال تعالى) ‪:‬شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا (اﻵية‪ ،‬فبان أنه أوحى إليهم كلهم‬
‫أن أقيموا الدين‪ ،‬وهو معنى قوله ‪.‬ﺗﻌﺎﻟﻰ)\ ‪:‬سواء بينن\\ا وبينكم (اﻵية تكمي\\ل (ذك\ر الس\هيلي أن\ه بلغ\\ه أن هرق\\ل‬
‫وضع الكتاب في قصبة من ذهب تعظيما له‪ ،‬وأنهم لم يزالوا يتوارثونه حتى كان ( عند مل\\ك الف\\رنج ال\\ذي تغلب‬
‫على طليطلة‪ ،‬ثم كان عند سبطه‪ ،‬فحدثني بعض أصحابنا أن عبد الملك بن سعد أحد قواد ‪.‬المسلمين اجتمع بذلك‬
‫الملك فأخرج ل\\ه الكت\\اب‪ ،‬فلم\\ا رآه اس\\تعبر وس\\أل أن يمكن\\ه من تقبيل\\ه‪ ،‬ف\\امتنع ﻗﻠﺖ\ ‪:‬وأنب\\أني غ\ير واح\\د عن‬
‫القاضي نور الدين بن الصائغ الدمشقي قال ‪:‬حدثني سيف الدين فليح المنصوري قال ‪ :‬أرسلني الملك المنص\\ور‬
‫قﻼوون إلى ملك الغرب بهدية‪ ،‬فأرسلني ملك الغرب إلى ملك الفرنج في ش\\فاعة فقبله\\ا‪ ،‬وع\\رض علي اﻹقام\\ة‬
‫عنده فامتنعت‪ ،‬فقال لي ‪:‬ﻷتحفنك\ بتحفة\ سنية‪ \،‬فأخرج\ لي\ صندوقا\ مصفحا\ بذهب‪ \،‬فأخرج\ منه\ مقلمة\ ذهب‪،‬‬
‫فأخرج منها كتابا قد زالت أكثر حروفه وقد التصقت عليه خرقة حرير فقال ‪:‬هذا كتاب نبيكم إلى جدي قيصر‪ ،‬ما‬
‫زلنا نتوارثه إلى اﻵن‪ ،‬وأوصانا آباؤنا أنه ما دام هذا الكتاب عندنا ﻻ يزال الملك فينا‪ ،‬فنحن نحفظه غاي\ة الحف\ظ‬
‫ونعظمه ‪.‬ونكتمه عن النصارى ليدوم الملك فينا ‪.‬انتهى ويؤيد هذا ما وق\\ع في ح\\ديث س\\عيد بن أبي راش\\د ال\\ذي‬
‫أشرت إليه آنفا أن اﻟﻨﺒﻲ ‪-‬صلى ﷲ عليه وسلم ‪-‬عرض على التنوخي رسول هرقل اﻹسﻼم فامتنع‪ ،‬فقال له ‪:‬ي\\ا‬
‫أخا تنوخ إني كتبت إلى ملككم بص\\حيفة فأمس\\كها‪ ،‬فلن ي\\زال الن\\اس ‪.‬يج\\دون من\\ه بأس\\ا م\\ا دام في العيش خ\\ير‬
‫وكذلك أخرج أبو عبيد في كتاب اﻷموال من مرسل عمير بن إسحاق قال ‪:‬كتب رسول ﷲ ‪-‬صلى ﷲ علي\ه وس\لم‬
‫‪ -‬إلى كسرى وقيصر‪ ،‬فأما كسرى فلما قرأ الكتاب مزقه‪ ،‬وأما قيصر فلما قرأ الكتاب طواه ثم رفعه‪ ،‬فق\\ال رس\\ول‬
‫ﷲ\ ‪-‬ﺻﻠﻰ ﷲ\ عليه\ وسلم‪: -‬أما هؤﻻء فيمزقون‪ ،‬وأما هؤﻻء فستكون لهم بقي\ة‪ ،‬ويؤي\\ده م\ا روي أن الﻨﺒﻲ ‪-‬‬
‫صلى ﷲ عليه وسلم ‪-‬ﻟﻤﺎ ‪.‬جاءه جواب كسرى قال ‪:‬مزق ﷲ ملكه ‪.‬ولما جاءه ج\\واب هرق\\ل ق\\ال ‪:‬ثبت ﷲ ملكه‬
‫‪.‬وﷲ أعلم قوله) ‪:‬رواه صالح بن كيسان ويونس ومعم\\ر عن الزه\ري (ق\ال الكرم\\اني يحتم\ل ذل\\ك وجهين ‪:‬أن‬
‫يروي البخاري عن ‪.‬الثﻼثة باﻹسناد المذكور كأنه قال ‪:‬أخبرنا أبو اليمان أخبرنا هؤﻻء الثﻼث\\ة عن الزه\\ري‪،‬‬
‫وأن يروي عنهم بطريق آخر ‪.‬كما أن الزهري يحتمل أيض\\ا في رواي\\ة الثﻼث\\ة أن ي\روى لهم عن عبي\\د ﷲ عن‬
‫ابن عباس‪ ،‬وأن يروى لهم عن غيره هذا ما يحتمل اللفظ‪ ،‬وإن كان الظاهر اﻻتحاد) ‪. )1/45.‬ﻗﻠﺖ\ ‪:‬هذا الظاهر‬
‫كاف لمن شم أدنى رائحة من علم اﻹسناد واﻻحتماﻻت العقلية المجردة ﻻ مدخل لها في هذا الفن‪ ،‬وأما اﻻحتم\ال‬
‫اﻷول فأشد بعدا ﻷن أبا اليمان لم يلحق صالح بن كيسان وﻻ سمع من يونس‪ ،‬وه\\ذا أم\\ر يتعل\\ق بالنق\\ل المحض‬
‫فﻼ يلتفت إلى م\ا ع\داه‪ ،‬ول\و ك\ان من أه\ل النق\ل ﻻطل\ع على كيفي\ة رواي\ة الثﻼث\ة له\ذا الح\ديث بخصوص\ه‬
‫فاستراح من هذا التردد‪ ،‬وقد أوضحت ذلك في كتابي تعليق التعليق وأشير هنا إليه إشارة مفهمة ‪:‬فرواية صالح‬
‫وهو ابن كيسان أخرجها المؤلف في كتاب الجهاد بتمامها‪ ،‬من طريق إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن‬
‫الزهري عن عبيد ﷲ بن عبد ﷲ عن ابن عباس‪ ،‬وفيها من الفوائد الزوائد ما أشرت إلي\\ه في أثن\\اء الكﻼم على‬
‫هذا الحديث من قبل‪ ،‬ولكن\ه انتهى حديث\ه عن\د ق\ول أبي س\فيان " ‪:‬ح\تى أدخ\ل ﷲ على اﻹس\ﻼم "زاد هن\ا ‪. :‬‬
‫"وأنا كاره "ولم يذكر قصة ابن الناطور وكذا أخرجه مسلم بدونها من حديث إبراهيم الم\\ذكور‪ ،‬ورواي\\ة ي\ونس‬
‫أيضا عن الزهري بهذا اﻹسناد أخرجها المؤلف في الجهاد مختصرة من طريق الليث‪ ،‬وفي اﻻستئذان مختص\\رة‬
‫أيضا من طريق ابن المبارك كﻼهما عن يونس عن الزهري بسنده بعينه‪ ،‬ولم يسقه بتمامه‪ ،‬وقد س\\اقه بتمام\\ه‬
‫الطبراني من طريق عبد ﷲ بن صالح عن الليث‪ ،‬وذكر فيه قصة ابن الناطور‪ ،‬ورواية معمر عن الزهري ك\\ذلك‬
‫ساقها المؤلف بتمامها في التفسير‪ ،‬وقد أشرنا إلى بعض فوائد زائدة فيما ‪.‬مضى أيضا‪ ،‬وذكر فيه من قص\\ة ابن‬
‫الناطور قطعة مختصرة عن الزه\ري مرس\لة فق\\د ظه\ر ل\\ك أن أب\\ا اليم\ان م\\ا روى ه\\ذا الح\\ديث عن واح\\د من‬
‫الثﻼثة‪ ،‬وأن الزهري إنما رواه ﻷصحابه بسند واحد عن‬

‫شيخ واحد وهو عبيد ﷲ بن عبد ﷲ‪ ،‬وأن أحاديث الثﻼثة عند المص\\نف عن غ\\ير أبي اليم\\ان‪ ،‬ول\\و احتم\\ل أن‬
‫يرويه لهم أو لبعضهم عن شيخ آخر لكان ذلك اختﻼفا قد يفضي إلى اﻻضطراب الموجب للضعف‪ ،‬فﻼح فس\\اد‬
‫ذلك اﻻحتمال‪ ،‬وﷲ سبحانه وتعالى الموفق والهادي إلى الصواب ﻻ إله إﻻ هو‬

‫‪http://www.youtube.com/watch?v=aefvvovGUmI‬‬

‫التنسونا من صالح دعائكم ‪.‬‬

‫زيارتكم لمواقعنا المغربية مهمة لنا‬

‫موقع فضيلة الشيخ الدكتور القاضي برهون حفظه هللا‬


‫‪www.barhoun.com‬‬
‫موقع فضيلة الشيخ عبد اللطيف بكار حفظه هللا‬
‫‪www.bekkar.com‬‬
‫موقع فضيلة الشيخ الدكتور حميد بن بوشعيب العقرة حفظه هللا‬
‫‪www.alakra.com‬‬

You might also like