Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫الفوج‪6+2 :‬‬ ‫[قضايا الوطن العربي]‬

‫اللوو‪ :‬ليسانس‬
‫السداس ي‪2:‬‬
‫املستوى الدواس ي‪ :‬السنة الثالثة‬
‫التخصص ‪ :‬علم الاجتماع‬
‫عنوان املقياس‪ :‬قضايا الوطن العربي‬
‫املجموعة‪1 :‬‬
‫الفوج‪6+2:‬‬
‫طبيعة املادة‪ :‬تلبيق‬
‫ألاستاذة ‪ :‬د‪ .‬برجم سومية‬
‫عنوان موضوع الدوس الرابع ‪ :‬النظرية الخلدونية‬
‫ملخص‪:‬‬

‫ىو عبد الرحمن بن دمحم بن خمدون الحضرمي ولد في تونس (‪732‬ىـ‪1332.‬م) وتوفي‬
‫‪808‬ىـ‪1406.‬م) درس خالل حياتو العموم الدينية والمغوية والفمسفية والرياضية وتتممذ عمى يد االبمي‬
‫أشير فالسفة عصره‪ ،‬وىو الفيمسوف المغربي‪ ،‬شارح زمكمل فمسفة العقالنيين العظام‪ ،‬أمثال ابن رشد‪،‬‬
‫وابن سينا‪ ،‬والفرابي‪ ،‬والرازي وبفضل ىذا الفيمسوف الكبير استفاد ابن خمدون طوال ثالث سنوات من تعميم‬
‫فمسفي وتكوين عقالني فريد بالنسبة لتمك المرحمة التي سادت فييا الظالمية وأكسبو استاذه اآلبمي تكوينا‬
‫منطقيا بالغ القوة‪ ،‬وأتاح لو فيم أفكار الفالسفة العظام‪.‬‬
‫ان تكوين ابن خمدون بادئ ذي بدء لم يكن تكوين مؤرخ ‪ ،‬ولم يكن يعني بالتاريخ اال بعد ان بمغ من‬
‫العمر خمسة واربعين عاما‪ ،‬فتوجيو االول كان فمسفيا والتقاؤه بالتاريخ كان عرضيا مفاجئا لقد انعزل في‬
‫قمعة بني سالمة في سنة ‪776‬ىـ واتجو الى التاريخ يستفتيو الدروس والعبر‪ ،‬نتيدة وضع العضر الذي‬
‫عاش فيو ونتيجة ثقافتو أيضا‪ ،‬فابن خمدون لم يكن كغيره من المؤرخين الدين سبقوه وأعطوه التاريخ معنى‬
‫سرديا قصصيا‪،‬بل ان اابن خمدون بوصفو رجل دولة كان يعرف تماما ان العوامل التاريخية ال توجد‬
‫جميعا في ساحات القتال أو في القصور‪ ،‬بل كان يريد البحث عنيا منيجيا في مختمف صعد الحياة‬
‫االقتصادية واالجتماعية الن القمق الدي منى بو المغرب في تمك الفترة جعمو يأخذ بعين االعتبار ان‬
‫الخيبات التي لحقت بو ليست سوى احد المظاىر الضئيمة لظاىرة عامة‪.‬حاول أن يفيميا‪.‬‬
‫تفسير التاريخ عند ابن خمدون‪:‬‬
‫الفوج‪6+2 :‬‬ ‫[قضايا الوطن العربي]‬

‫لقد كان ابن خمدون شاىد عيان لحقبة من الفوضى واالنحاللواالنييار عاشيا المغرب االسالمي‬
‫بخاصة والعالم العربي بعامة ‪،‬ابان القرن الرابع عشر ميالدي فمقد سعى لمتعرف الى االسباب العميقة‬
‫لذلك الحال‪ ،‬ومن خالل بحثو عن تمك االسباب توصل الى مفيوم شامل لممجتمع وتطوره الكمي ‪ .‬اال ان‬
‫نظريتو تشير الى ان تطور المجتمع مر بمرحمتين أساسيتين‪ ،‬وتشيد كل مرحمة منيما تطورات بشكل‬
‫دائم‪،‬يؤسس كل تطور منيا لما بعده‪ ،‬وتتسم بسمات معينة في جميع مناحي الحياة‪ .‬وىاتان المرحمتان‬
‫ىما‪ :‬مرحمة العمران البدوي(العصبية) والثانية العمران الحضري والحضارة‪.‬‬
‫وحتى نفيم المقصود البد لنا من تعريف العمران عند ابن خمدون وىي تعني القضايا الديمغرافية‬
‫واالقتصادية والنشاطات االجتماعية والسياسية والثقافية‪....‬أي كل ما يتعمق باالنسان فمذلك ىو يريد‬
‫البحث في طبيعة العمران لمخميقة وما يعرض فييا من البدو والحضر والتغمب والكسب‪ ......‬وما الى ذلك‬
‫من العمل‪.‬‬
‫وفي مقدمة ابن خمدون نجد انو يشير في عدة مواقع الى طبيعة الممك وطبيعة العصبية وطبائع‬
‫االكوان وطبيعة الوجود‪.‬فطبيعة العمران لديو ىي تعميل جميع احوال العمران بأسباب طبيعية وقوانين‬
‫حتمية أي ان الظواىر االنسانية لدى ابن خمدون مقيدة بقوانين طبيعة كغيرىا من ظواىر الطبيعة‪.‬‬
‫أىم إسيامات ابن خمدون‬
‫إن ما يميز نظريات ابن خمدون االجتماعية والسياسية واالقتصادية والثقافية والتربوية أن أكثرىا قابل‬
‫لمتطبيق في كل زمان وفي كل مكان وبالتالي سيظل عبد الرحمان ابن خمدون الباحث االجتماعي‬
‫واالقتصادي والسياسي حجة في نظر الباحثين في كل ما يتعمق بالحياة االجتماعية واالقتصادية وستظل‬
‫نظرياتو الواردة في مقدمتو صالحة لالستفادة منيا‪.‬‬
‫النظرية االجتماعية عند ابن خمدون‬
‫يمكن تمخيص المقدمة في مجموعة نظريات وأسس وضعيا ابن خمدون لتجعل منو المؤسس الحقيقي لعمم‬
‫االجتماع ودلك من خالل ثالثة مفاىيم أساسية تؤكد دلك وىي أن ابن خمدون في مقدمتو بين أن‬
‫المجتمعات البشرية تسير وتمضي وفق قوانين محددة وىده القوانين تسمح بقدر من التنبؤ بالمستقبل إدا‬
‫ماد رست وفقيت جيدا وأن ىدا العمم)عمم العمران كما أسماه( ال يتأثر بالحوادث الفردية وانما يتأثر‬
‫بالمجتمعات ككل وأخي ار أكد أن ىده القوانين يمكن تطبيقيا عمى مجتمعات تعيش في أزمنة مختمفة ‪ .‬وقد‬
‫توصل إلى نظريات في ىدا العمم حول قوانين العمران ونظرية العصبية وبناء الدولة وأطوار عمارىا‬
‫وسقوطيا‪.‬‬
‫ويمكن إجمال اسياىامات ابن خمدون في تاريخ الفكر االجتماعي فيما يمي‪:‬‬
‫الفوج‪6+2 :‬‬ ‫[قضايا الوطن العربي]‬

‫‪-‬قدم دراسة تاريخية لممجتمع أي كل مجتمع يمر بثالث مراحل تاريخية متباينة وكل مرحمة متصمة‬
‫بالمرحمة التي سبقتيا‪.‬‬
‫‪-‬قسم المجتمعات إلى أنواع مختمفة تبعا لدرجة تقدميا الحضاري واالقتصادي وذكر نوعين من المجتمعات‬
‫البشرية األول ىو المجتمع الريفي والدي سماه بالبدو والدي يتميز بالعصبية‪ ،‬أما الثاني فيو المجتمع‬
‫الحضري الذي يتميز بمستوى اقتصادي عال وبدرجة كبيرة من التقدم الثقافي العمراني والصحي‪.‬‬
‫‪-‬االجتماع اإلنساني ضروري ألن اإلنسان مدني بطبعو‪ ،‬وأن عدم كفاية الفرد لنفسو يدفعو إلى التعاون‬
‫واالشتراك في حياة الجماعة‪.‬‬
‫‪-‬اىتم ابن خمدون اىتماما ممموسا بنظم اجتماعية عديدة كالنظام السياسي والنظام االقتصادي والعالقات‬
‫المتبادلة بينيما ‪.‬‬
‫ويرتكز المنيج الخمدوني عمى أن كل الظواىر االجتماعية ترتبط ببعضيا البعض فكل ظاىرة ليا سبب‬
‫وىي في ذات الوقت سبب لمظاىرة التي تمييا لدلك كان مفيوم العمران البشري عنده يشمل كل الظواىر‬
‫سواء كانت سكانية أو ديموغرافية ‪،‬اجتماعية‪،‬سياسية‪،‬اقتصادية أو ثقافية‪ ،‬فيو يقول في دلك‪ ":‬فيو خبر‬
‫عن االجتماع اإلنساني الذي ىو عمران العالم وما يعرض لطبيعة ىدا العمران البشري من األحوال مثل‬
‫التوحش والتآنس والعصبيات وأصناف التغمبات لمبشر بعضيم عمى بعض وما ينشأ عن الكسب والعموم‬
‫والصنائع وسائر مايحدث في دلك العمران بطبيعتو من األحوال وقد تجسد ىدا المنيج بجممة من القواعد‪:‬‬
‫‪ -‬الشك والتمحيص‬
‫‪ -‬قانون األشياء من خالل التنقيب ثم التمحيص والتقيد العممي فاستقراء الواقع وبالتالي‬
‫كشف القوانين‪.‬‬
‫‪ -‬الواقعية االجتماعية أي النظر إلى الحقائق االجتماعية والوجود االجتماعي كما ىو مشخص في مواده‪.‬‬
‫‪ -‬القياس واالستدالل لمبرىنة عمى قوانينو العمرانية‪.‬‬
‫‪ -‬التعميم وأصولو وكيفية االنتقال من الجزء إلى الكل أي من الحوادث المشاىدة األخرى التي لم تشاىد‪.‬‬
‫وقد سبقت أراء ابن خمدون ونظرياتو ما توصل إليو الحقا بعدة قرون عددا من عمماء االجتماع الغربيين‬
‫وعمى رأسيم أوجست كونت ‪ ،‬فعمم االجتماع الخمدوني يختمف عن عمم االجتماع األوربي ‪ ،‬ويمكن القول‬
‫أن ابن خمدون من خالل أفكاره ونظرياتو تناول مختمف مناحي الحياة االجتماعية في عصره وىو الباحث‬
‫االجتماعي الذي سيظل في نظر الباحثين حجة في كل ما يتعمق بالحياة االجتماعية واالقتصادية وستظل‬
‫نظرياتو الواردة في كتابو المقدمة صالحة لالستفادة منيا في وقتنا الحالي‪).‬‬

You might also like