Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

191 ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ )2017 ‫(ديسمرب‬35‫اإليضاح‬

‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬


The Importance of Applied Approach in Teaching
of Hadîth and its Sciences

‫*حممد أنور بن حممد غين‬


‫أمحد جان األزهري‬.‫**د‬

Abstract:
Hadîth is the second important source of Islamic Law after the
Qur’ᾱn. There is a consensus among the Muslims that Sunnah is
the second revealed fundamental source of Islamic sciences. Due
to the importance of these fundamental sources, Muslim scholars
and educational institutions around the world have played an
important role in the development of Hadîth sciences .
There are different teaching methodologies and learning
approaches. We should use different teaching methods to
improve the quality of Hadith studies to the best level and
achieve our objectives.
The Applied approach is an approach that emphasizes the
relevance of what is being learnt to the real world outside the
classroom and makes that relevance as immediate and
transparent as possible. It is a valuable approach that can be
used at all levels of education. It motivates students, improves
their confidence and also provides a meaningful context for
learning both theoretical concepts and practical skills.
There are immense possibilities for development in Hadîth
studies by using the applied approach in teaching and learning
of Hadîth and its sciences. The challenge is to ensure that
applied approach in teaching of Hadith and its sciences plays a
constructive role in improving the educational quality of Hadith
studies to the level best.
This research article is based on importance of applied
approach in teaching of Hadîth and its Sciences .
Key words: Applied approach, Teaching methodology, Sunnah,
Hadîth, Hadîth sciences.
………………………………………………...

‫ إسالم آابد‬،‫ اجلامعة اإلسالمية العاملية‬،‫ تلية أصول الدين‬،‫*ابحث مبرحلة الدتتورا بقسم احلديث وعلومه‬
‫ إسالم آابد‬،‫** األستاذ الدتتور ورئيس قسم الدعوة والثقافة اإلسالمية ابجلامعة اإلسالمية العاملية‬
‫‪192‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ر العداملو والةدالة والسدالم علدف أألدري األنبيدال واملرسدلو ومدا هم حممددد‪،‬‬ ‫احلمدد‬
‫وعلف آله وأصحابه ومن تبعهم إبحسان إىل يوم الدين‪ ،‬أما بعد‬
‫فكددل العل ددوم فيه ددا جوان ددى نمري ددة وأمددرأ عملي ددة أوميداني ددة أو تطبيقي ددة‪ .‬ويل د م ا هتم ددام‬
‫بكلي اجلانبو‪ .‬أي النمري والتطبيقي‪.‬‬
‫علم احلديث النبوي هو من أعمم العلوم والفنون مكانة وأح ّقها وأو ها ابلتعلّم والتعلديم‬
‫لكونه األصل الثاين للتشريع اإلسالمي بعد تتا هللا الكرمي‪ ،‬ولكونده وسديلة ملعرفدة وفهدم تدالم هللا‬
‫اجمليد‪ ،‬وأل ّن عليه مدار أتثر األحكام الفقهية‪.‬‬
‫يعد ّد التعلدديم العملددي أو التطبيقددي مددن أهددم اددرل ال بيددة والتعلدديم‪ ،‬ولدده أ ددر تبد يف اإلفهددام‬
‫والتفهيم وترسيخ املعلومات لدأ الدارسو وماصة مادة علوم احلديث ألاها مادة تطبيقية‪.‬‬
‫وأييت هذا البحث ليبو أمهية املنهج التطبيقي وأهدافه وإمكانية ا ستفادة منه يف تددريس احلدديث‬
‫وعلومه‪ .‬وتذلك اهتمام املدارس الدينية ابملنهج التطبيقي يف تدريس احلديث وعلومه‪.‬‬
‫وقسمت البحث إىل مقدمة‪،‬مخسة مباحث‪ ،‬وما ة‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬تعريف املنهج التطبيقي‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث وعلومه‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬أهداي املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث وعلومه‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬إمكانية ا ستفادة من املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث وعلومه‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬املنهج التطبيقي واملدارس الدينية يف ابتستان‪.‬‬
‫توصلت إليها من مالل تتابة هذا البحث‪.‬‬
‫أما اخلا ة فبينت فيها النتائج اليت ّ‬
‫وأس دهللال هللا سددبحانه وتعدداىل أن هعددل عملددي هددذا املتوارددع مالةددا لوجهدده الكددرمي‪ ،‬وأن ينفعنددا بدده‬
‫وسائر املسلمو وهعله ذمرا لنا يوم الدين يوم ينفع مال و بنون إ من أتدف هللا بقلدى سدليم‪.‬‬
‫آمو‬
‫‪193‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫املبحث األول‪ :‬تعريف املنهج التطبيقي‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املددنهج ل دةل هددو الطري د الوار د ‪ ،‬وقددد ورد يف قولدده تعدداىل‪ :‬ل ُكد َّدل لج لعلنلددا مددن ُكم ألد ل‬
‫درعةل‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫َّوِم لنهاجال‪.‬‬
‫واملنهج اصطالحا‪ :‬له عدة تعريفات منها‪:‬‬
‫‪" .1‬جمموع د ددة اخلد د دربات واألنش د ددطة ال د دديت تق د دددمها املدرس د ددة ا د ددت إألد د درافها للطلب د ددة‪ ،‬بقة د ددد‬
‫احتكاتهم‪ ،‬وتفاعلهم معها‪ ،‬ومن نتائج هذا ا حتكدا والتفاعدل ثددع تعلّدم أو تعدديل‬
‫يف سددلوتهم‪ ،‬ويددهدي هددذا إىل اقي د النحددو الشددامل املتكامددل الددذي هددو ا دددي األ ددف‬
‫‪3‬‬
‫لل بية"‪.‬‬
‫‪" .2‬مط ددة ملرحل ددة دراس ددية يف بي ددة دراس ددية معين ددة‪ ،‬أو جملموع ددة املراح ددل املدرس ددية‪ ،‬ال دديت تبلد د‬
‫الناأل و املستوأ ال بوي والسدلوتي والفكدري املطلدو ليةدبحوا أعضدال صفعدو صداحلو‬
‫‪4‬‬
‫يف أمتهم وجمتمعهم عاملو علف النهوض مبستوأ أمتهم واقي مثلها العليا"‪.‬‬
‫‪" .3‬اريقة وارحة مسدتمرة يف تددريس العلدم‪ ،‬واعتمداد األسدبا املناسدبة سدتيعا املدتعلم‪،‬‬
‫العل ددم‬ ‫تاعتم دداد ترتيب ددات معين ددة‪ ،‬والب دددالة ابألنس ددى فاألنس ددى‪ ،‬م ددع مراع دداة مة ددائ‬
‫املتعلمو‪5".‬‬ ‫املدروس وأحوال وقابلية‬
‫مددن هددذ التعريفددات أ ّن املددنهج الدراسددي ملهسسددة مددا‪ ،‬هددو يف احلقيقددة عبددارة عددن‬ ‫فدديل‬
‫الطري الذي يسلكه املعلّدم واملدتعلّم للوصدول إىل األهدداي املنشدودةد و يددمل فيده جممدوع اخلدربات‬
‫ال بوية واألنشطة املقةودة وامل ططة اليت تقدمها املهسسة ال بوية إلحدداع النمدو الشدامل للطلبدة‬
‫جبميع النواحي‪.‬‬
‫ويعتددرب املددنهج الدراسددي أهددم ج د ل مددن نمددام التعلدديم ويرتّددى حسددى مقاصددد وأهدافدده‪،‬‬
‫وخيتلف من مدرسة إىل مدرسة و من جامعة إىل أمرأ ومن بلد إىل بلد ومن بي ة إىل أمرأ‪.‬‬
‫املددنهج الدراسددي ل دديس هددو قائم ددة املقددررات أو امل دواد الدراسددية فق د ‪ ،‬بددل ه ددو ألددامل إىل املق ددررات‬
‫الدراسية واألهداي ال بوية‪ ،‬وارل التدريس‪.‬‬
‫‪194‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫منهج دراسي‬

‫طرق تدريس‬ ‫مماد دراسية‬ ‫أهداف تربمية‬

‫فم ددنهج دراس ددي ل دده ددالع رت ددائ أساس ددية وه ددي األه ددداي ال بوي ددة واملق ددررات الدراس ددية‬
‫واريقة التدريس ذ املواد املقررة‪.‬‬
‫أما املدنهج التطبيقدي‪ ،‬فداملراد بده هندا الطريقدة العمليدة يف التعلديم‪ ،‬و تطبيد القواعدد النمريدة‬
‫علف الواقع‪ .‬وله أمهيته تب ة يف تعليم مجيع الفنون‪ ،‬وماصة يف تعليم احلديث وعلومده‪ ،‬وأييت بيااهدا‬
‫يف املبحث اآليت‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث ولومم‬
‫ألددك أن املددنهج التطبيقددي والتعلدديم العملددي لدده أ ددر تب د يف اإلفهددام وترسدديخ املعلومددة يف‬
‫عقددول املتعلمددو‪ .‬ولدده أمهيددة يف تدددريس تددل فددن‪ ،‬حيددث هددذا األسددلو يقددوم علددف أسدداس تك درار‬
‫وتثبيت العمل يف نفس الدارس‪ ،‬ويعترب أسدلواب صجحدا عنددما تكدون املوردوعات اتدال إىل ذلدك‪.‬‬
‫ومن مالل هذا األسلو يعري الدارس يف أي مورع وتيف ينطب القواعد النمرية‪.‬‬
‫فاملنهج التطبيقي له أمهية تب ة يف ترسيخ املعلومدات لددأ الدارسدو‪ ،‬وماصدة مدادة علدوم‬
‫احلديث ألاها مادة تطبيقية‪،‬فال ميكن فهم مةطلحات هذا العلدم بددون معرفدة تيفيدة تطبيقيدة علدف‬
‫األحاديث‪ ،‬فإن اب قواعدد علدوم احلدديث تطبيقدا عمليدا فدإنين أرأ أنده سيسداعد الطالدى يف فهدم‬
‫دراس ددة‬ ‫ه ددذا العل ددم‪ .‬إذن يل د م تطبي د املة ددطلحات احلديثي ددة تطبيق ددا علمي ددا وعل ددف وج دده اخلة ددو‬
‫األسانيد وختريج األحاديث‪.‬‬
‫‪195‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫وأهد ّدم مددا مييّد اددرل تدددريس مددادة احلددديث وعلومدده تسددائر العلددوم الشددرعية أن يرّت د علددف‬
‫اجلانى العملي‪ .‬أل ّاها تتضمن املوروعات اليت اتال إىل املمارسة والتطبي العملي تتعلّم الوردول‪،‬‬
‫الةالة‪ ،‬واملناسك وغ ذلك‪.‬‬
‫معرفددة التعدداريف النمري ددة مهد ّدم جدددا يف دراس ددة احلددديث وعلومدده ألن دده ثتددال ال دددارس إىل‬
‫استحضارها عند التطبي العملي‪ .‬لكنها تكفي وحدها بل بد من فهمها وتطبيقها عمليًّا‪.‬‬
‫ولقد اندتهج الرسدول ‪ -‬صدلف هللا عليده وسدلم‪-‬هدذا األسدلو يف التعلديم عنددما تدان يعلّدم‬
‫الةحابة الدين‪ ،‬تما تان يعلّم الةدالة‪ ،‬فةدلّف علدف املندرب وملدا فدرل مدن الةدالة أقبدل علدف النداس‪،‬‬
‫ّ‬
‫‪6‬‬
‫وقال‪" :‬أيّها النّاس إّّنا صنعت هذا لتهللا وا يب ولتعلموا صاليت"‪.‬‬
‫واألحاديث النبوية هي ليسدت النمدر ت فقد بدل هدي أقدوال وأفعدال وتقدارير‪ .‬وقدد اتدال إىل رسدم‬
‫ا‪.‬‬ ‫الفكرة واملمارسة العمليّة يف الفهم الةحي‬
‫تمددا اسددت دم النّد ‪ -‬صددلف هللا عليدده وسددلم‪ -‬الوسددائل التوردديحية‪ ،‬ملددا ددا مددن فوائددد يف‬
‫التعل دديم وتفه دديم املعلوم ددة‪ ،‬ومل ددا فيه ددا م ددن اإل رة واملتع ددة والتش ددوي واإلدرا الت ددام للفك ددرة وحفمه ددا‬
‫وترسددي ها يف العقددول‪ ،‬فعددن عبددد هللا بددن مسددعود ررددي هللا عندده قددال‪ :‬مد ّ الند ‪ -‬صددلف هللا عليدده‬
‫وسددلم‪ -‬مطًّددا مربّعددا وم د ّ مطًّددا يف الوس د مارجددا مندده وم د مطط دال ص د ارال إىل هددذا الددذي يف‬
‫الوس من جانبه الذي يف الوس ‪ ،‬فقال هذا اإلنسان وهذا أجله حمدي بده أو قدد أحدا بده وهدذا‬
‫الذي هو مارل أمله وهذ اخلطو الة ار األعراض فإن أمطدهللا هدذا اهشده هدذا وإن أمطدهللا هدذا‬
‫‪7‬‬
‫اهشه هذا"‪.‬‬
‫فاحلديث املدذتور مدثال يكفدي يف تدريسدها القدرالة والسدماع فقد ‪ ،‬بدل ثتدال إىل رسدم‬
‫م ل سيخ املعىن املراد يف ذهن امل اابو‪.‬‬
‫‪196‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫رسم مطال علف السبورة تالتايل‪:‬‬


‫فاملدرس إذا ّ‬

‫األجل‬
‫األمل‬

‫األعراض‬

‫األعراض‬
‫اإلنسان‬

‫وبد ّدو حمتددو ت احلددديث مددالل هددذا الرسددم‪ ،‬فالألددك أندده يكددون أقددر وأسددرع لفهددم املعددىن‬
‫ترسم املعىن يف ذهن الدارسو‪.‬‬
‫املراد للحديث الشريف‪ .‬أل ّن الرسومات التوريحيّة ّ‬
‫اجلانى التطبيقي لده أمهيدة يف تددريس تدل فدن‪ ،‬حد يعدري الددارس يف أي موردع ينطبد‬
‫هدذا الكدالم‪ .‬لكدن ماصدة هدى تسدلي الضددول علدف ربد وعالقدة دذ األحاديدث ةياتندا اليوميددة‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫لكي يتم ّكن الدارس من عررها علف نفس األسلو أمام عامة الناس‪.‬‬
‫وأحسددن اريقددة يف تدددريس األحاديددث الدديت تتعلد ابلعبددادات هددو الطريقددة العمليّددة‪ ،‬أل ّاهددا تسدداعد يف‬
‫اتتسا الطال املهارة عن اري املمارسة والتدريى العملي‪ ،‬وأل ّاها تنشهللا فيهم الرغبة وامليل علدف‬
‫التقليد واحلرتة‪.‬‬
‫أسلو التطبي العملي يف علوم احلديث يساعد الدارس يف الرجوع إىل املةادر األصلية‬
‫وا ستفادة منها مباألرة‪ .‬ويكسى املقدرة علف البحث عن اري الشبكة العنكبوتية‪.‬‬
‫أل ددك أنّن ددا يف حاج ددة ماس ددة إىل مث ددل ه ددذا األس ددلو يف التعل دديم والت دددريس ماص ددة يف‬
‫املدارس الدينيّة اليت ي لى فيها ا هتمام أبسلو التلقو دامل الفةول الدراسيّة‪.‬‬
‫‪197‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬أهداف املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث ولومم ‪:‬‬


‫إن األعمددال تبددىن دائمددا علددف أسدداس األهددداي العليددا‪ ،‬والوسددائل تتحدددد يف رددول تلددك‬
‫األهداي‪ .‬وا دي املنشود يعترب رتن أساسي يف عملية التعليم‪ ،‬وهو الذي ثددد اريقدة التددريس‪،‬‬
‫وأسلوبه‪.‬‬
‫ا دي من املنهج التطبيقي يف ال بية والتعليم‪ ،‬هدو اارسدة الدارسدو علدف تطبيد القواعدد‬
‫والنمر ت اليت درسوها مالل دراسة املقررات الدراسية يف دامل الفةول‪.‬‬
‫ويه دددي امل ددنهج التطبيق ددي يف ت دددريس احل ددديث وعلوم دده إىل ت وي ددد الط ددال ابملع دداري واخل د دربات‬
‫واملهارات الالزمة ملمارسة مهنة التعامل مع السنّة النبويّة‪ ،‬وذلدك مدن مدالل مسداعدلم علدف ترمجدة‬
‫القواعد والنمرّ ت اليت درسدوها دامدل الفةدول إىل التطبيقدات تسدهم يف حدل مشدكالت الطدال‬
‫وتذليل صعوابلم‪.‬‬
‫ومن أهم أهداي املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث وعلومه ما يلي‪:‬‬
‫التطبي العملي للسنّة النبويّة وتن يل مطالبها علف عامل الواقع املشاهد‪ ،‬بطريقة ّكن‬ ‫‪-1‬‬
‫اجلميع من التفاعل معها‪.‬‬
‫نقل الطالى من اجلانى النمري إىل اجلانى العملي‪ ،‬وتطبي ما يتلقا من العلوم‬ ‫‪-2‬‬
‫النمريّة تطبيقا عمليّا‪.‬‬
‫تطوير املهارات اإلبداعية وارل التفك للطلبة‪ .‬وعرض إجنازات وإبداعالم‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ترمجة القوانو والنمرّ ت إىل جتار عمليّة ل سي ها يف أذهان الدارسو‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تنش ة جيل من الطلبة متمرس ومتدر علف است دام أفضل التقنيات العلمية‬ ‫‪-5‬‬
‫احلديثة‪.‬‬
‫ترمجة النمرّ ت والقوانو إىل جتار واقعيّة ل سي ها يف احلياة العمليّة‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫توسيع املعرفة وإاالع الطال علف املةادر املعِينة يف التطبي العملي‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ُ‬
‫‪198‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬إمكانية استخدام املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث ولومم ‪:‬‬
‫ميكن ا ستفادة من املدنهج التطبيقدي يف مجيدع العلدوم التطبيقيدة‪ ،‬تمدا ميكدن اسدت دامه يف‬
‫تدددريس احلددديث وعلومدده‪ ،‬فعلددف هددذا التقدددير ميكددن اسددت دام املددنهج التطبيقددي يف تدددريس السددنة‬
‫النبوية‪ ،‬وتذلك يف تدريس أصول احلديث‪ ،‬وأييت التفةيل يف املطلبو التاليو‪:‬‬
‫املطلى األول‪ :‬است دام املنهج التطبيقي يف تدريس السنّة النبويّة‪.‬‬
‫املطلى الثاين‪ :‬است دام املنهج التطبيقي يف تدريس أصول احلديث‪.‬‬
‫املطوب األول‪ :‬استخدام املنهج التطبيقي يف تدريس السنّة النبميّة‪:‬‬
‫إن السنّة هي التفسد العملدي للقدرآن‪ ،‬والتطبيد الدواقعي‪ -‬واملثدايل أيضدا‪ -‬لإلسدالم‪ ،‬فقدد‬
‫تان الن صلف هللا عليه وسلم هو القرآن مفسرا‪ ،‬واإلسالم جمسما‪.9‬‬
‫فمن‬
‫أراد أن يع ددري امل ددنهج العمل ددي لإلس ددالم نةائة دده وأرتان دده‪ ،‬فليعرف دده مفة ددال جمس دددا يف‬
‫‪10‬‬
‫السنّة النبويّة القوليّة والعمليّة والتقريريّة‪.‬‬
‫وملا تانت السنّة النبويّة ثّل التطبي العملي للقرآن الكرمي وأاها بيان ملا أن لده هللا سدبحانه‬
‫وتعاىل يف القرآن الكرمي‪ .‬فهدذا البيدان يكدون ابلقدول والعمدل‪ ،‬ويكدون ابلتطبيد العملدي ليتوامدر الديت‬
‫اتال إىل التطبي العملي‪ ،‬تالةالة والتداة والةدوم واحلدج واجلهداد واإلنفدال يف سدبيل هللا‪ ،‬وغ هدا‬
‫من ألرائع اإلسالم‪ ،‬حيث أن هذ العبادات أساسها العمل واملمارسة‪.‬‬
‫تمددا أن السددنة النبويددة ليسددت أق دوا وأحكامددا نمريددة فحسددى بددل هددي تشددمل األفعددال‬
‫واألعمال والتقارير‪ ،‬وا دي هو التطبي علف الواقدع‪ ،‬وتن يدل األقدوال يف السدلو وا جتاهدات‪ ،‬وأن‬
‫الةحابة الكرام اتبعوا املنهج العملي يف تطبي السنة النبوية علف الواقع ةيث يتجاوز ‪.‬‬
‫و"هى علف املسلمو أن يعرفوا تيف ثسنون فهم هذ السنة الشريفة‪ ،‬وتيف يتعاملون‬
‫معهددا فقهددا وسددلوتا‪ ،‬تمددا تعامددل معهددا م د أجيددال هددذ األمددة‪ :‬الةددحابة ومددن اتددبعهم إبحسددان‪،‬‬
‫‪199‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫الذين تعلّموا يف املدرسدة اممديدة‪ ،‬فهللاحسدنوا الدتعلّم‪ ،‬ل عملدوا مبدا تعلّمدوا فهللاحسدنوا العمدل‪ ،‬ل علّمدوا‬
‫‪11‬‬
‫األمم اإلسالم‪ ،‬فهللاحسنوا التعليم"‪.‬‬
‫األزمددة الدديت نعيشددها يف هددذا العةددر‪ ،‬هددي بعددد املسددلمو عددن تعليمددات الدددين يف مجيددع‬
‫ْ‬
‫جما ت حيالم‪ ،‬ح ليس لديهم علدم ابملعداري األساسدية يف تثد مدن جمدا ت الددين‪ 12 .‬والبعدد‬
‫بو ما يُدرس وبو ما يُطبّ ‪ ،‬فالنمر ت تث ة‪ ،‬والتطبيقات قليلة‪ ،‬وهدذا هدو ‪ -‬يف نمدري ‪ -‬سدبى‬
‫أساسي يف أتمر وختلّف املسلمو‪.‬‬
‫واحلددل الوحيددد ددذ املشددكلة هددو تفهدديم فوائددد احلددديث النبددوي إىل عامددة الندداس‪ .‬وتطبيقدده‬
‫تطبيقددا عمليّددا‪ .‬وهددذا جمددر أ ّن أت د تعلدديم احلددديث النبددوي يف هددذا اجملددال أتثددر مددن تعلدديم القددرآن‪.‬‬
‫وصدددل امددد ون أن ا ألددت ال بعلددم احلددديث النبددوي هددو مبن لددة الةددحبة للن د ‪ -‬صددلف هللا عليدده‬
‫وسددلم‪ 13،-‬وأ ّن الكددالم أو التح د ّدع عددن مددا يتعلّ د ابحلددديث وماصددة الواقعددات العمليّددة للنّ د ‪-‬‬
‫‪14‬‬
‫صلف هللا عليه وسلم‪ -‬يس ألد فق ‪ ،‬بل فيه داعية‪ ،‬وأل ف للعمل به‪.‬‬
‫إ ّن األفعد ددال والسد ددلو العمليد ددة الةد ددادقة تعطد ددي الةد ددورة احلقيقيد ددة لإلسد ددالم ألن املسد ددلم‬
‫الةادل يف دينه هدى أن يطداب قولده مدع فعلده ليكدون قددوة لومدرين‪ ،‬وإ فدإن املعرفدة ابألحكدام‬
‫فق تة حجة علية‪ .‬وإذا تثر العلدم وق ّدل العمدل صدار هدذا العلدم عبلدا (‪ )Burden‬و واب علدف‬
‫صاحبه‪ ،‬فيجى أن يُطداب العمدل العلدم‪ .‬والعلدم لديس هدو املدراد أو ا ددي األساسدي يف حدد ذاتده‪،‬‬
‫بل املطلو هو العمل به‪ .‬حنن نتعلّم لنعمل به‪ ،‬وتلما ارتب التعلّم ابلعمل تان له أ در ابقيدا و بتدا‬
‫يف حياتنا‪ ،‬حيث أن اارسة املتعلّم ملا يتعلّمه يهدي علف بات اخلربة التعليمية‪.‬‬
‫عام د ددة النّ د دداس يف حي د ددالم ال ّذاتي د ددة واألسد د دريّة‬
‫احل د ددديث النب د ددوي ل د دده دور تبد د د يف توجي د دده ّ‬
‫وا جتماعية والروحيّة وإصالح ملقهم وسلوتهم‪ .‬هنا أحاديدث تثد ة الديت تتعلد مبشداتل حياتندا‬
‫لتم ةلول املشاتل الفردية واألسدريّة وتدذلك ا جتماعيدة‪ -‬لكدن هدذ‬
‫اليومية‪ - ،‬تاألحاديث اليت ّ‬
‫األحادي ددث مل تُددربز يف الع ددامل الدراس ددي و يف اخلط ددى واملد دواعيف‪ .‬ل ددذا ه ددى أن حن دداول يف ت دددريس‬
‫احلددديث أتهيددل الطددال لفهددم مثددل هددذ األحاديددث‪ ،‬واسددتنبا األحكددام منهددا‪ ،‬وبيااهددا أبسددلو‬
‫‪200‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫تطبيقي‪ .‬واألحاديث اليت تتعل ابل هد والرقال واآلدا واملعامالت اخلُلقية والعملية هى أن يُهد ّتم‬
‫‪15‬‬
‫هبا أأل ّد ا هتمام‪ .‬ينب ي املرور هبا مرور الكرام ظنال أاها أبوا سهلة‪.‬‬
‫فددنحن إذا أردص احلةددول علددف فوائددد هددذ العلددوم هددى علينددا أن ثمددذ هددذ األحاديددث‬
‫مهللاْ لم لذا ِج ِد ًّ وأن ُحناول تطبيقها يف حياتنا اليومية عمليًّا‪.‬‬
‫ألج ددل ه ددذا ينب ددي أن يك ددون ه ددذا ‪ -‬أي التطبي د العمل ددي‪ -‬دام ددال يف أه دددافنا األص ددلية‬
‫االبدده أ نددال تدددريس احلددديث ‪ -‬بعددد حددو‬
‫ددرس أن يعلّددم ّ‬
‫لتدددريس احلددديث النبددوي‪ .‬و"ينب ددي للمد ّ‬
‫أي حددديث وتيددف يعددا قضددية مددن القضددا املعاصددرة‪ .‬وحيثمددا أييت حددديث يسددل رددول‬
‫ألمددر ‪ُّ -‬‬
‫ويبو وجده ا سدتد ل فيده‪ .‬وعندد احلاجدة يطلعده‬
‫علف قضية معاصرة ينب ي أن يوجه الطال إليهد ّ‬
‫‪16‬‬
‫علف ما يتعلّ ابلقضية وملفيتها‪ .‬وهكذا تنمو قدرة ا ستنبا والتفك يف الطالى‪.‬‬

‫املطوب الثاين‪ :‬استخدام املنهج التطبيقي يف تدريس أصمل احلديث‪:‬‬


‫اجملال الثاين الذي ميكن ا ستفادة فيه من املنهج التطبيقي هو تدريس أصول احلديث‪.‬‬
‫إ ّن دراسددة علددوم احلددديث تتطلددى أو ل إتقااهددا نمددر ‪ ،‬ل القيددام بددتعلّم قواعدددها وقوانينهددا‬
‫عمليًّا و تيفية تطبيقها أي الدراسة التطبيقية‪ .‬املنهج التطبيقي له أمهية تب ة يف تدريس مدادة علدوم‬
‫احلددديث ألاهددا مددادة تطبيقيددة‪ ،‬ويةددعى علددف الدددارس فهددم مةددطل احلددديث بدددون معرفددة تيفيّددة‬
‫‪17‬‬
‫تطبيقدده علددف األحاديددث‪ ،‬فيحتددال إىل فهددم املددادة بربطهددا ابجلانددى التطبيقددي إذ بدده يفهددم املقددال‪.‬‬
‫دراسة األسانيد وختريج األحاديث ونقد املتون‪.‬‬ ‫وعلف وجه اخلةو‬
‫ول سدديخ مددادة علددوم احلددديث يف عقددل الدددارس‪ ،‬يل د م أن نطبّد مةددطلحات هددذ العلددوم‬
‫تطبيقا عمليًّا‪ ،‬وهى اإلتثار من الدراسدات التطبيقيدة يف ختدريج األحاديدث ودراسدة األسدانيد ونقدد‬
‫املتددون‪ .‬إذ تدددريس القواعددد والقدوانو ومعرفددة ا صددطالحات لدديس مهد ّدم يف حد ّد ذالددا وإّّنددا املطلددو‬
‫هو القدرة علف تطبي هذ القواعد وا ستفادة منها عمليّا‪.‬‬
‫وت ددذلك بد ددد م ددن العمد ددل عل ددف رب د د م ددنهج امد ددد و النق دداد يف تةد ددحي األحاديد ددث‬
‫وتض ددعيفها وتو يد د ال ددرواة وجت ددرثهم مبب دداده مة ددطل احل ددديث وقواع ددد ‪ ،‬وال تيد د عل ددف الن د دواحي‬
‫‪201‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫التطبيقيّ ددة‪ ،‬وإمد درال القواع ددد النمريّددة إىل حيد د العم ددل‪ ،‬وإأل ددعار الطال ددى أبن عمليّ ددة احلك ددم عل ددف‬
‫األحادي ددث مس ددتمرة م ددا احت ددال النّ دداس إىل معرف ددة درج ددة األحادي ددث‪ ،‬وأن جنع ددل تت ددى املة ددطل‬
‫‪18‬‬
‫تطبيقيّة‪ ،‬تعج ابألمثلة التوريّحية والتطبيقات العمليّة‪.‬‬
‫أقدم لكم يف الفروع التالية موارع است دام املنهج التطبيقي يف أصول احلديث‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املنهج التطبيقي وختريج األحاديث‪:‬‬
‫الت دريج لدديس هددو البحددث عددن احلددديث ومجددع ارقدده فحسددى‪ ،‬بددل "هددو اقي د تامددل للحددديث‪،‬‬
‫ودراسة ألاملة له من مجيع جوانبه‪ .‬أو بلفيف آمدر‪ :‬أنده تطبيد عملدي لكافدة علدوم احلدديث‪ ،‬حيدث‬
‫إنه يكلّدف الددارس ابلبحدث عدن احلدديث يف مةدادر ‪ ،‬واإلادالع علدف ألفاظده امل تلفدة‪ ،‬وأسدانيد‬
‫املتنوعة‪ ،‬والوقوي علدف أقدوال أئمدة احلدديث فيده‪ ،‬ويف رجالده‪ ،‬ودراسدته سدندا ومتندا‪ ،‬ل احلكدم علدف‬
‫‪19‬‬
‫احلديث صحة ورعفا"‪.‬‬
‫يتم بتدريى الطال العملي‬
‫وهي تلّها أعمال تطبيقية اتال إىل املمارسة والتطبي ‪ .‬هذا ّ‬
‫ابلرجوع إىل املةادر احلديثيدة مباألدرة أو عدن اريد اسدت دام أألدهر الدربامج احلديثيدة ومواقدع ختدريج‬
‫احلديث النبوي‪.‬‬
‫ال دددارس ال ددذي يق ددوم بعملي ددة الت د دريج ثت ددال إىل معرف ددة ا ددرل خت دريج احل ددديث‪ ،‬وم ا ه ددا‬
‫وعيوهبددا‪ ،‬وتتددى تددل اريقددة‪ ،‬ومندداهج تتددى احلددديث امل ددرل منهددا‪ ،‬وصددي التعب د عددن خترهدده‪ .‬ل‬
‫اارسة الت ريج عمليًّا‪.‬‬
‫لكددن الكتددى الدديت عنددت بعلددم الت دريج يف ال الددى دراسددات نمريددة بعيدددة عددن التطبي د‬
‫العملي واملمارسة وذتر األمثلة والتدريبات العمليّة‪ .‬وهو جانى مهم يف عمليّة الت ريج اليت تعتمد‬
‫علف اجلانى التطبيقي اعتمادا تب ا‪.‬‬
‫م ددن يق ددوم بت دددريس م ددادة ختد دريج‬ ‫دتم ابلس ددنّة النبويّددة‪ ،‬وابخلة ددو‬
‫خيف ددف عل ددف م ددن يه د ّ‬
‫احلددديث‪ ،‬أن هددذ املددادة اتددال إىل التطبي د العملددي مددن قبددل الدارسددو‪ ،‬اددت إأل دراي مباألددر مددن‬
‫‪202‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫األساتذة‪ ،‬وأن التدريس النمري للمادة له أمهية تب ة لكن بد فيه من التطبي العملدي والتددريى‬
‫امليداين‪.‬‬
‫ميكددن للدددارس فه ددم عمليددة الت دريج نمددر إ أن يق ددوم بت دريج احل ددديث عمليّددا ع ددن‬
‫املةددادر األصددلية مباألددرة أو مددن مددالل تتددى الت دريج أو عددن اري د اسددت دام احلاسددو ‪ .‬ولكد َّدل‬
‫اريقة ماصة ومنهج معو ثتال يف الفهم إىل التدريى واملمارسة عمليًّا‪.‬‬
‫تمددا ثتددال إىل معمد َدل يددتم ّكن فيدده الدددارس مددن تطبي د مددا يدرسدده‪ ،‬إبأل دراي مباألددر مددن‬
‫املدرس أ نال اماررة‪ ،‬ليمارس الةياغة العلمية لت ريج احلديث‪.‬‬
‫من فوائد املنهج التطبي يف علم الت ريج ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬معرفة أهم الكتى املةنفة يف علم الت ريج‪.‬‬
‫‪ -‬اارسة ارل ختريج احلديث من املةادر احلديثية‪.‬‬
‫‪ -‬التدددريى العملددي يسدداعد الطالددى يف امتيددار الطريقددة املناسددبة لت دريج احلددديث بنددال علددف‬
‫اخلربة املكتسبة مالل التدريى العملي‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة أمهية املنهج التطبيقي يف علم الت ريج‪.‬‬
‫‪ -‬ت ويد الباحث ارل ا ستفادة من التقنية احلديثة يف علم الت ريج‪.‬‬
‫‪ -‬يطلع الدارس علف بعض املواقع والربامج احلديثية‪.‬‬
‫‪ -‬يعري أمهية است دام الربامج واملواقع احلديثية وروابطها وحماذيرها‪.‬‬
‫‪ -‬يكسددى اارسددة الت دريج ابحلاسددو ابسددت دام ال دربامج احلديثيددة ومواقددع خت دريج احلددديث‬
‫علف الشبكة‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬املنهج التطبيقي ودراسة األسانيد‪:‬‬
‫دراسة اإلسناد هو ج ل من علم الت ريج فت ريج احلدديث أصدال هدو عبدارة عدن البحدث‬
‫يف املةددادر األصددلية للسددنّة النّبويّددة وتتبّددع ارقدده‪ّ .‬أمددا دراسددة األسددانيد فهددو النّمددر يف حددال السددند‬
‫اتةا وانقطاعا ويف أحوال الرواة جرحا وتعديال‪.‬‬
‫‪203‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫"دراسددة األسددانيد تنفددك عددن علددم خت دريج األحاديددث‪ ،‬بددل ب د ّد لدراسددة األسددانيد مددن‬
‫مجع الطرل بت رهها من ممااها‪ ،‬واعتبار بعضها إىل بعدض للوقدوي علدف مدا قدد خيفدف مدن العلدل‪،‬‬
‫‪20‬‬
‫وإ بات ما ية من الروا ت‪ ،‬وما ية ‪".‬‬
‫من املعلوم أن الباحث يقوم يف دراسة السند أبربع مطوات رئيسية‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬ختريج احلديث‪ ،‬ومجع الطرل والروا ت امل تلفة للحديث الواحد‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬دراسة أحوال رواة السند حرجا وتعديال‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬التحق من ألر اتةال السند‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬التحق من انتفال الشذوذ والعلة يف السند‪ ،‬جبمع ارقه ودراستها‪.‬‬
‫و خيفددف علددف مددن يقددوم بتدددريس هددذ املددادة أن الدددارس ثتددال إىل التطبي د العملددي يف‬
‫معرفددة تددل مددن اتّةددال السددند وانقطاعدده وجت دري ال دراوي وتعديلدده وأ ددر تددل ذلددك يف احلددديث صددحة‬
‫ورعفا‪ .‬تما ثتال إىل اارسة أصول نقد السند ابلتطبي العملي‪.‬‬
‫و"إ ّن رسددم ألددجرة األسددانيد علددف السددبورة‪ ،‬وبيددان موارددع ا نقطدداع أبنواعدده‪ ،‬أو التفددرد ‪،‬‬
‫والعد ة‪ ،‬والتدواتر‪ ،‬واملتابعددات والشدواهد‪ ،‬والنكددارة‪ ،‬والشددذوذ والعلددل يسدداعد تثد ا يف تةددور الطالددى‬
‫ملعاين املةطلحات‪ ،‬وهو أمر ثتال إىل وقت إرايف‪ .‬وإن تعذر تطبي ذلك يف بعض األوقدات‬
‫‪21‬‬
‫ُجلّه‪".‬‬ ‫ينب ي أن يدعوص ذلك إىل ترته ابلكلّيّة‪ ،‬فإن ما يُدر ُتلّه يُ‬
‫وهددد حد ّدال لعدددة مشدداتل مددن مددالل‬
‫إرددافة إىل ذلددك ثةددل الطالددى علددف فوائددد تثد ة‪ ،‬ل‬
‫القيام بدراسة تطبيقية ألسانيد احلديث‪.‬‬
‫من أهم الفوائد اليت ثةدل عليهدا الطالدى مدن مدالل هدذا األسدلو يف دراسدة األسدانيد‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ه ددذا األس ددلو يفي ددد ال دددارس يف رس ددم أل ددجرة األس ددانيد ال دديت تس دداعد يف الوق ددوي عل ددف‬
‫املتابعات والشواهد‪ ،‬وإبراز موارع التفرد‪ ،‬وبيان اويالت األسانيد وغ ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬تما يفيد يف اديد العلة اليت وقعت يف سند احلديث‪ ،‬وبيان تيفية وقوعها‪ .‬حيث يقدوم‬
‫‪204‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫الطال ددى في دده بع ددرض روا ت احل ددديث الواح ددد بعض ددها عل ددف بع ددض‪ ،‬ل يق ددارن ب ددو ه ددذ‬
‫الروا ت ويقف علف ما وقع فيها من علل‪.‬‬
‫‪ -‬من مالل هذا األسلو يعري الطالى معامل النقد عند األئمة امد و‪.‬‬
‫‪ -‬ميارس الدارس تطبي أصول النقد يف السند عمليًّا‪.‬‬
‫‪ -‬يعري الدارس أمهية املنهج التطبيقي يف دراسة السند‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬املنهج التطبيقي ودراسة املتمن‪:‬‬
‫هددي إجدرال دراسددة تطبيقيددة ألدداملة أو ج ئيددة علددف روا ت صددحيحة أو حسددنة مددن مددالل‬
‫تتى السنة‪.‬‬
‫صحة ورعفا‪ ،‬بل بد من دراسدة‬
‫دراسة السند تكفي وحدها للحكم علف احلديث ّ‬
‫دتم علمددال احلددديث هبددذ الدراسددة‬
‫امل د ‪ .‬ألندده قددد ية د ّ السددند لكددن يمهددر اخللددل يف امل د ‪ .‬وقددد اهد ّ‬
‫يرل ا هتمدام بده إىل مسدتوأ ا هتمدام ابلسدند‪ .‬وقدد يس ّدمف‬
‫اهتماما ألديدا‪ ،‬قدميا وحديثا‪ .‬وإن مل ل‬
‫"أمددا تيفيّددة دراسددة امل د فهددي عمليّددة البحددث عددن ملد ّدو امل د عددن أسددبا الضددعف‬
‫بنقددد املتددون‪ّ .‬‬
‫فيُة د ّ أو ُثسد لدن‪ ،‬أو وجودهددا فيدده فدديُحكم عليدده ابلضددعف أو الورددع‪ ،‬واألسددبا املوجبددة لضددعف‬
‫‪22‬‬
‫امل ‪-‬تما حددها أئمة احلديث – هي يف اصطالحهم تنحةر يف الشذوذ والعلة‪".‬‬
‫واألسددبا املوجبددة للنقددد يف املتددون عنددد أئمددة اجلددرح والتعددديل هددي‪ :‬امل الفددة للنةددو‬
‫القرآنيددة أو السددنّة الةددحيحة‪ ،‬الشددذوذ‪ ،‬النكددارة‪ ،‬التحريددف‪ ،‬ا رددطرا ‪ ،‬القلددى‪ ،‬فسدداد املعددىن‪ ،‬أو‬
‫رتاتة اللفيف‪ .‬التفرد وغ ذلك‪.‬‬
‫فيحتددال الباحددث يف دراسددة املتددون إىل مجددع األحاديددث والعمددل علددف فحةددها‪ ،‬وعررددها‬
‫الكتددا والسددنّة النبويّددة‪ ،‬ل العمددل علددف إعمددال‬ ‫األمددرأ‪ .‬وتددذلك علددف نةددو‬ ‫علددف النةددو‬
‫العقل فيها‪ ،‬وبيان ما فيها من علّة وامتالي‪ .‬واإلتثار من الدراسات التطبيقيّة يف نقد املتون‪.‬‬
‫ويقوم الباحث يف عرض احلديث بثالع مطوات رئيسية‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬عرض الروا ت علف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪205‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫الثانية‪ :‬عرض الروا ت علف أصول الدين وقواعد ‪.‬‬


‫‪23‬‬
‫الثالثة‪ :‬عرض الروا ت علف الروا ت األمرأ الةحيحة‪.‬‬
‫ومن أهم الضواب اليت يتعمد عليهدا عندد امدد و يف نقدد املتدون هدو مددأ موافقتهدا للقدرآن اجمليدد‪،‬‬
‫واألحاديث الةحيحة الثابتة‪ ،‬والعقل السليم‪.‬‬
‫قال اخلطيى الب دادي رمحه هللا‪ :‬إذا روأ الث ّقةُ املهللامون مربال متّةل اإلسناد ُرَّد أبمور‪:‬‬
‫أح دددها‪ :‬أن خي ددالف موجب ددات العق ددول ف دديعلم بطالن دده ألن الش ددرع إّن ددا ي د د ِرُد مبج د ّدوزات‬
‫العقول‪ ،‬وأما نالي العقول‪ ،‬فال‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬أن خيالف ن ّ الكتا أو السنّة املتواترة‪ ،‬فيعلم أنّه أصل له‪ ،‬أو منسوخ‪.‬‬
‫دتدل علدف أنده منسدوخ أو أصدل لده‪ ،‬ألنده هدوز أن‬
‫والثالث‪ :‬أن خيالف اإلمجاع‪ ،‬فيس ّ‬
‫يكون صحيحا غ منسوخ‪ ،‬وجتتمع األمة علف مالفه‪.‬‬
‫ددل ذلدك علدف أنده‬
‫والرابع‪ :‬أن ينفرد الواحد براويدة مدا هدى علدف تافدة اخللد علمده‪ ،‬في ّ‬
‫أصل له ألنه هوز أن يكون له أصل‪ ،‬وينفرد هو بعلمه‪ ،‬من بو اخلل العميم‪.‬‬
‫واخلددامس‪ :‬أن ينفددرد الواحددد براويددة مددا جددرت بدده العددادة‪ ،‬أبن ينقلدده أهددل التدواتر فددال يقبددل‬
‫ألنه هوز أن ينفرد يف مثل هدذا ابلروايدة‪ .‬فهللامدا إذا ورد فالفدا للقيداس‪ ،‬أو انفدرد الواحدد براويدة مدا‬
‫تعم به البلوأ مل يدُلرّد"‪.24‬‬
‫و خيفف علف من يقوم بتدريس هذ املادة أن الطال ثتداجون إىل التطبيد العملدي يف‬
‫معرفة تل من العلّة والشذوذ أي ملو املد عدن أسدبا الضدعف‪ ،‬أو وجودهدا فيده‪ ،‬وأ در تدل ذلدك‬
‫يف احلديث صحة ورعفا‪ .‬تما ثتال إىل اارسة أصول نقد امل ابلتطبي العملي‪.‬‬
‫من فوائد الدراسة التطبيقية يف دراسة املتون ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬هذا األسلو يساعد الباحث يف اديد العلّة اليت وقعت يف م احلديث‪ ،‬وبيان تيفية‬
‫وقوعها‪ .‬وتذلك الشذوذ والنكارة‪ ،‬من مالل عرض روا ت احلديث الواحد بعضها‬
‫علف بعض‪ ،‬ل يقارن بو هذ الروا ت ويقف علف علّة أو ألذوذ وقع يف امل ‪.‬‬
‫‪206‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫‪ -‬يعري الطالى من مالل هذا األسلو معامل نقد املتون عند امد و‪.‬‬
‫‪ -‬ميارس الدارس تطبي أصول النقد يف متون احلديث عمليًّا‪.‬‬
‫يتم هبا نمر ام ّدع يف م احلديث‪.‬‬
‫‪ -‬ويعري الكيفية اليت ّ‬
‫‪ -‬يعري الفرل بو العلة القادحة وبو غ القادحة‪.‬‬
‫‪ -‬يعري أمهية املنهج التطبيقي يف دراسة املتون‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬املنهج التطبيقي واملدارس الدينية يف ابكستان‪:‬‬
‫مر يف املبحث الرابع أنه ميكن است دام املدنهج التطبيقدي يف تددريس احلدديث النبدوي‪،‬‬
‫قد ّ‬
‫وتددذلك يف أصددول احلددديث‪ ،‬فلننمددر هددل املدددارس الدينيددة يف ابتسددتان لددتم ابملددنهج التطبيقددي يف‬
‫تعليم احلديث وعلومه أم ‪ ،‬وإىل أي ح ّد؟‪.‬‬
‫فبنس ددبة اجمل ددال األول – أي تعل دديم الس ددنة النبوي ددة‪ -‬قم ددت بدراس ددة ميداني ددة يف تثد د م ددن‬
‫املدارس الدينية‪ ،‬وسهللالت علمال احلديث‪ :‬هل هم يرغّبون االهبم للعمل علف األحاديث النبوية يف‬
‫حيالم اليومية؟ فكان جوا أتثرهم يف اإل بات‪ ،‬وجالت النتيجة علف الشكل التايل‪:‬‬

‫است دام أسلو ال غيى للعمل‬


‫ال‬
‫‪3%‬‬

‫نعم‬
‫‪%97‬‬

‫يهتمدون هبدذا األسدلو ‪ ،‬ولدذا جندد لده‬


‫فيمهر من هذ الدراسة أن علمال احلديث أغلدبهم ّ‬
‫أت ا يف اال املدارس الدينيّة يف بعض جما ت الدين تالعبادات والسلو وغ ذلك‪.‬‬
‫‪207‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫ووجدددت مددالل دراسدديت امليدانيددة أ ّن مددن يقددوم بتدددريس احلددديث مددن علمددال احلددديث يف‬
‫يهتم ددون يف ال ال ددى ب درب حمت ددو ت احل ددديث ابلقض ددا املعاص ددرة وتي ددف يعاجله ددا‪.‬‬
‫امل دددارس الديني ددة ّ‬
‫حيث سهللالتهم هل هم يطبقون مفداهيم األحاديدث النبويدة علدف القضدا املعاصدرة؟ فجدالت النتيجدة‬
‫علف النحو التايل‪:‬‬

‫تطبي حمتو ت احلديث يف العةر احلارر‬


‫‪30‬‬
‫‪25‬‬

‫عدد علمال احلديث‬


‫‪20‬‬
‫‪15‬‬
‫‪10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬
‫سكوت‬ ‫نعم‬
‫اجلماب‬

‫أم ددا اجمل ددال الث دداين وه ددو أص ددول احل ددديث‪ ،‬واجلان ددى التطبيق ددي والعمل ددي في دده يعت ددرب العنة ددر‬
‫دتم ابلندواحي العمليّدة‬
‫األهم‪ .‬لكن ليتسف الشديد أن املددارس الدينيدة بعيددة عدن هدذا املدنهج‪ ،‬ل ّ‬
‫التطبيقيّة يف تدريس أصول احلديث فيتم تدريسها غالبا نمر ‪ .‬واملنداهج الدراسدية واخلطد الفةدلية‬
‫لمل هذا اجلانى‪ ،‬وذلك ألسبا منها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم وجود املكتبات‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود املعامل وامل تربات‪.‬‬
‫‪ -‬قلة الوسائل املادية‪.‬‬
‫تعود املدرسو ابملنهج النمري للتعليم‪ ،‬وعدم قدرلم علف التطبي العملي‪.‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫وألجددل هددذا األسددلو جنددد أن املت ددرجو مددن املدددارس الدينيددة عندددما ينةددرفون إىل أدال‬
‫دورهددم تمت ةةددو يف فددروع علددم احلددديث ي تد جهدددهم علددف العلددم النمددري فقد ‪ ،‬لكددن عندددما‬
‫‪208‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫يتّجهددون إىل تطبي د هددذ القواعددد عمليّددا فددإ ّاهم يقةددرون عملُهم‪.‬بددل أحيدداص ثفدديف الدددارس القواعددد‬
‫النمرية دون أن يرأ ربطا بينه وبو التةحي والتضعيف تتطبي عملي‪ ،‬ونرأ أاهي رل بعدد تلقيده‬
‫علوم احلديث ثفيف تعريفات معينة دون أن يرأ ا أ را يف واقع التطبي ‪.‬‬
‫ه ددذا ونلح دديف يف تث د م ددن املن دداهج ال دديت ت دددرس يف امل دددارس الديني ددة بُع دددها ع ددن اجلان ددى‬
‫العملددي والتطبيقددي‪ ،‬وترتي هددا علددف اجلانددى النمددري‪ .‬لكددن علمددال احلددديث واملدرسددون يف املدددارس‬
‫الدينيدة ينكدرون أمهيدة هدذا املددنهج و ي فلدون عنده‪ .‬وصدلت إىل هددذ النتيجدة مدن مدالل دراسدديت‬
‫امليداني ددة يف امل دددارس الديني ددة عن دددما س د دهللالتهم‪ :‬ه ددل ميك ددن اس ددت دام امل ددنهج التطبيق ددي يف ت دددريس‬
‫احلديث وعلومه؟ فجوا أتثرهم تان يف اإل بات‪ .‬وجالت النتيجة تالتايل‪:‬‬

‫إمكانية است دام املنهج التطبيقي يف دراسة احلديث وعلومه‬


‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫عدد املدارس‬
‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫سكوت‬ ‫نعم‬
‫عدد‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪27‬‬

‫تمددا نددرأ أن هددذا اجلانددى أي التطبيقددي مهمددل لامددا مددن قبددل بعددض املدددارس الدينيددة‪،‬‬
‫دتم بدده أألددد ا هتمددام‬
‫لددذلك فددإنين أرأ أن مددن واجبنددا أن نسددعف جب د ّد يف ا رتقددال هبددذا اجلانددى واهد ّ‬
‫لينتفع به الدارس وحنق دور املدارس الدينية املنشود ا ادي‪.‬‬
‫‪209‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫اخلامتة‪:‬‬
‫إن أهم النتائج اليت توصلت إليها ةمد هللا وتوفيقه ميكن تل يةها يف النقا التالية‪:‬‬
‫إن علم احلديث هو من أعمم العلوم والفنون مكانة وأحقها وأو ها ابلتعلم والتعليم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مهم جدا يف دراسة احلديث وعلومه ألنه ثتال الدارس إىل‬
‫معرفة التعاريف النمرية ّ‬ ‫‪‬‬
‫استحضارها عند التطبي العملي‪.‬‬
‫فهم األحاديث النبوية الةحي قد ثتال إىل رسم الفكرة واملمارسة العملية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫است دم الرسول ‪ -‬صلف هللا عليه وسلم‪ -‬منهج التعليم العملي والوسائل التوريحية يف‬ ‫‪‬‬
‫تعليم الةحابة ‪ -‬رري هللا عنهم أمجعو‪.‬‬
‫التعليم العملي أو التطبيقي له أ ر تب يف اإلفهام والتفهيم وترسيخ املعلومات لدأ‬ ‫‪‬‬
‫الدارسو‪.‬‬
‫املنهج التطبيقي فيه اإل رة واملتعة والتشوي واإلدرا التام للفكرة وحفمها وترسي ها يف‬ ‫‪‬‬
‫العقول‪.‬‬
‫يعري الدارس من مالل املنهج التطبيقي يف أي مورع ينطب القواعد النمرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن اارسة املتعلم ملا يتعلمه يهدي إىل بات اخلربة التعليمية‪ ،‬ومن مال ا تنمو قدرة‬ ‫‪‬‬
‫ا ستنبا والتفك يف الطالى‪.‬‬
‫أحسن اريقة يف تدريس األحاديث اليت تتعل ابلعبادات هي الطريقة العملية‪ ،‬ألاها‬ ‫‪‬‬
‫تساعد يف اتتسا الطال املهارة عن اري املمارسة والتدريى العملي‪.‬‬
‫مادة علوم احلديث مادة تطبيقية‪،‬فال ميكن فهم مةطلحات هذا العلم بدون معرفة‬ ‫‪‬‬
‫تيفية تطبيقها علف األحاديث‪.‬‬
‫أهم ما ميي ارل تدريس مادة احلديث وعلومه هو ال تي علف اجلانى العملي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫أسلو التطبي العملي يف علوم احلديث يساعد الدارس يف الرجوع إىل املةادر األصلية‬ ‫‪‬‬
‫وا ستفادة منها مباألرة‪.‬‬
‫‪210‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫ابملعاري‬ ‫يهدي املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث وعلومه إىل ت ويد الطال‬ ‫‪‬‬
‫واخلربات واملهارات الالزمة للممارسة مهنة التعامل مع السنة النبوية‪.‬‬
‫هى أن يكون التطبي العملي دامال يف أهدافنا األصلية لتدريس احلديث النبوي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ميكن است دام املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وتذلك يف علوم احلديث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مهم يف ح ّد ذالا وإّنا املطلو هو القدرة‬
‫معرفة القواعد والقوانو واملةطلحات ليست ّ‬ ‫‪‬‬
‫علف تطبي هذ القواعد وا ستفادة منها عمليّا‪.‬‬
‫إن عملية احلكم علف األحاديث مستمرة ما احتال الناس إىل معرفة درجة األحاديث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الكتى اليت عنت بعلوم احلديث يف ال الى دراسات نمرية بعيدة عن التطبي العملي‬ ‫‪‬‬
‫واملمارسة وذتر األمثلة والتدريبات العملية‪.‬‬
‫علم ختريج احلديث ثتال إىل التطبي العملي من قبل الدارسو‪ ،‬ات إألراي مباألر‬ ‫‪‬‬
‫من األساتذة‪ .‬ميكن للدارس فهمه نمر إ أن يقوم بت ريج احلديث عمليا‪.‬‬
‫ثتال الدارس إىل التطبي العملي يف معرفة تل من اتةال السند وانقطاعه وجتري‬ ‫‪‬‬
‫الراوي وتعديله‪،‬ومعرفة تل من العلة والشذوذ‪ ،‬وأ ر تل ذلك يف احلديث صحة ورعفا‪.‬‬
‫لتم املدارس الدينية يف ابتستان ابملنهج التطبيقيفي تعليم السنة النبوية وتطبي‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫مفاهيمها علف القضا املعاصرة إىل ح ّد ما‪ ،‬لكنها يف ال الى لمل اجلانى التطبيقي يف‬
‫تدريس أصول احلديث لعدة أسبا ‪.‬‬
‫مدرسو مادة احلديث وعلومه يف املدارس الدينية يع فون ابست دام املنهج التطبيقي‬ ‫‪‬‬
‫وإفادته يف تدريس احلديث وعلومه‪.‬‬
‫هى ا هتمام ابملنهج التطبيقي يف تدريس احلديث وعلومه لتحقي دور املدارس الدينية‬ ‫‪‬‬
‫املنشود‪.‬‬
‫وصلف هللا تعاىل علف م ملقه حممد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫اهلمامش‪:‬‬

‫‪-1‬‬
‫ينمر‪ :‬ابن منمور‪ ،‬لسان العر مادة اهج (‪ ،)383 / 2‬دار صادر ب وت ‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪.‬‬
‫سورة املائدة‪.48 :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عبد املوجود‪ ،‬حممد ع ت وآمرون‪ ،‬أساسيات املنهج وتنميماته ( ‪ ،)11‬دار الثقافة‬ ‫‪-3‬‬
‫للنشر‪ ،‬القاهرة‪1979 ،‬م‪.‬‬
‫عبد الرمحن النحالوي‪ ،‬أصول ال بية اإلسالمية وأساليى تدريسها ( ‪ )93‬الطبعة‬ ‫‪-4‬‬
‫الثانية‪ ،‬دار الفكر املعاصر لبنان‪ ،‬ودار الفكر‪ ،‬سور ‪2001‬م‪.‬‬
‫علوم احلديث واقع وآفال ( ‪( .)305‬ندوة علمية دولية عقدت برعاية رئيس جملس‬ ‫‪-5‬‬
‫األمنال معايل مجعة املاجد يف رحا تلية الدراسات اإلسالمية والعربية بديب ‪ 8-6‬صفر‬
‫‪1424‬ه)‪.‬‬
‫الب اري‪ ،‬الةحي ‪ :‬تتا اجلمعة‪ ،‬اب اخلطبة علف املنرب‪ ،‬وقال أنس مطى الن علف‬ ‫‪-6‬‬
‫املنرب وموارعه (ح‪ .)875‬ومسلم يف الةحي ‪ :‬تتا املساجد وموارع الةالة‪ ،‬اب‬
‫جواز اخلطوة واخلطوتو يف الةالة (ح‪ .)544‬وابن حبان يف صحيحه‪ :‬ذتر جواز‬
‫صالة اإلمام علف مكان أرفع من املهللامومو إذا أراد تعليم القوم الةالة‪( ،‬ح‪.)2142‬‬
‫وابن م مية يف صحيحه‪ :‬تتا اإلمامة‪ ،‬اب الرمةة يف قيام اإلمام علف مكان أرفع‬
‫من مكان املهللامومو لتعليم الناس الةالة‪( .‬ح‪.)1521‬‬
‫الب اري‪ ،‬تتا الرقال‪ ،‬اب يف األمل واوله (ح‪ .)6054 :‬وال مذي يف اجلامع مثله‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫تتا صفة القيامة والرقائ والورع‪( ،‬ح‪ .)2454‬وقال‪" :‬هذا حديث صحي "‪ .‬وابن‬
‫ماجه يف السنن مبعنا ‪ :‬تتا ال هد‪ ،‬اب األمل واألجل‪( ،‬ح‪ .)4231‬والدارمي يف‬
‫السنن‪ :‬تتا الرقائ ‪ ،‬اب يف األمل واألجل‪(،‬ح‪.)2729‬‬
‫انمر‪ :‬اجمللة الشريعة مايو‪ -‬يونيو ‪2009‬م‪ .)58 ( ،‬جملة ألهرية تةدر من تلية‬ ‫‪-8‬‬
‫الشريعة مبدينة گجرانواله ابتستان‪.‬‬
‫حيث قالت أم املهمنو السيدة عائشة ‪-‬رري هللا عنها‪" -‬إ ّن ُمل ن هللا ‪ -‬صلف هللا‬ ‫‪-9‬‬
‫عليه وسلم‪ -‬تان القرآن"‪ .‬أمرجه مسلم يف الةحي ‪ ،‬أ نال حديث اويل‪ ،‬يف‬
‫بداية"اب جامع صالة الليل ومن صم عنه أو مرض"‪ .‬وروا ابن حبان يف صحيحه‪:‬‬
‫‪212‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫اب النوافل‪ ،‬فةل يف قيام الليل‪( ،‬ح‪ .)2551‬وابن م مية يف صحيحه‪ :‬تتا الةالة‪،‬‬
‫مجاع أبوا صالة التطوع ابلليل‪( ،‬ح‪ .)1127‬وأبو داود يف السنن‪ :‬تتا الةالة‪،‬‬
‫اب يف صالة الليل‪( ،‬ح‪.)1342‬‬
‫يوسف القرراوي‪ ،‬تيف نتعامل مع السنة النبوية‪ ،‬معامل ورواب ‪ .)25 ( ،‬دار‬ ‫‪-10‬‬
‫الشرول ابلقاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1423‬ه‪.‬‬
‫املةدر الساب ( ‪ .)35‬بتةري مفيف‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫اجمللة الشريعة‪( ،‬مايو‪ -‬يونيو ‪.)58 ،2009‬‬ ‫‪-12‬‬
‫بيت مشهور نسى إىل اإلمام الشافعي أنه قال‪( :‬أهل احلديث هم أهل الن وإن‬ ‫‪-13‬‬
‫مل يةحبوا نفسه فهللانفاسه صحبوا)‪ .‬ومل أعثر علف مةدر األصلي‪.‬‬
‫انمر‪ :‬اجمللة الشريعة‪( ،‬مايو‪ -‬يونيو ‪2009‬م‪.)58 ،‬‬ ‫‪-14‬‬
‫انمر ‪ :‬جملة الشريعة مايو‪ -‬يونيو ‪2009‬م‪.)59 ،58 ( ،‬‬ ‫‪-15‬‬
‫انمر ‪ :‬جملة الشريعة مايو ‪ /‬يونيو ‪2009‬م‪.)57 ،56 ( ،‬‬ ‫‪-16‬‬
‫استفدت فيه من "علوم احلديث واقع وآفال"( ‪ .)257‬ندوة علمية دولية‪ ،‬عقدت‬ ‫‪-17‬‬
‫برعاية رئيس جملس األمنال معايل مجعة املاجد يف رحا تلية الدراسات اإلسالمية‬
‫والعربية بديب (‪ 7-6‬صفر ‪1424‬ه املواف ‪ 10-8‬ابريل ‪2003‬م)‪ .‬مطبعة املعاري‬
‫انمر‪ :‬علوم احلديث واقع وآفال ( ‪.)326‬‬ ‫‪-18‬‬
‫د‪ .‬حممد أبو الليث مشس الدين اخل آابدي القا ي أستاذ احلديث املشار يف قسم‬ ‫‪-19‬‬
‫دراسات القرآن والسنة بكلية معاري الوحي والعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية العاملية‬
‫مبالي ‪.‬ختريج احلديث – نشهللاته ومنهجيته‪ )10 ( -‬ااحتد بک دوپ دويدنب‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪1425‬ه‪2004 .‬م‪ .‬بتةري‪.‬‬
‫د‪ .‬عمرو عبد املنعم سليم‪ ،‬تيس ختريج األحاديث‪ .)6 ( ،‬دار ابن القيم للنشر‬ ‫‪-20‬‬
‫والتوزيع ابلر ض اململكة العربية السعودية‪ .‬ودار ابن عفان ابلقاهرة مجهورية مةر العربية‪.‬‬
‫الطبعة الثانية‪1430 ،‬ه‪2009 -‬م‪.‬‬
‫انمر‪ :‬علوم احلديث واقع وآفال ( ‪ .)241‬بتةري مفيف‪.‬‬ ‫‪-21‬‬
‫د‪ .‬حممد أبو الليث مشس الدين اخل آابدي‪ ،‬ختريج احلديث – نشهللاته ومنهجيته‪-‬‬ ‫‪-22‬‬
‫( ‪.)277‬‬
‫‪213‬‬ ‫أمهية املنهج التطبيقي يف تدريس احلديث النبوي وعلومه‬ ‫اإليضاح‪(35‬ديسمرب ‪)2017‬‬

‫ينمر للتفةيل‪ :‬الدتتور مسفر ع م هللا الدميين‪ ،‬مقاييس نقد متون السنة ( ‪-285‬‬ ‫‪-23‬‬
‫‪ )455‬الطبعة السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1404‬هد ‪1984‬م‪.‬‬
‫أبو بكر أمحد بن علي اخلطيى الب دادي‪ ،‬املتوىف سنة ‪462‬ه‪ .‬الفقيه واملتفقه‪،‬‬ ‫‪-24‬‬
‫(‪ .)133-132/1‬دار ابن اجلوزي – السعودية‪ .‬الطبعة الثانية‪1421-‬ه‪.‬‬

You might also like