احتلال العراق

You might also like

Download as odt, pdf, or txt
Download as odt, pdf, or txt
You are on page 1of 14

‫مقدمة‬

‫كانت الحرب على العراق تطبيقا واضحا لمبدأ الضربات الوقائية التي تبنتها ادارة جورج‬
‫دبليو بوش حيث يمكن القول ان تلك الضربات كانت التطبيق االول لتلك االستراتيجية‪.‬‬
‫وقد قامت هذه االستراتيجية على مجموعة من االفكار منها ابقاء الواليات المتحدة كقوة‬
‫عظمي على العالم وعلى الساحة الدولية ألطول وقت ممكن ومنع ظهور اي قوي‪ /‬منافسة‬
‫للواليات المتحدة واعادة تشكيل مفهوم االمن العالمي بما يتماشى مع المصالح االمريكية‬
‫والتدخل العسكري في مختلف دول العالم لتحقيق المصالح االمريكية وتغيير‪ /‬االنظمة السياسية‬
‫المعارضة لسياسة الواليات المتحدة بما في ذلك النظام العربي‪.‬‬
‫انطالقا‪ /‬مما سبق يمكنا ان نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ماهي أسباب ودوافع إحتالل العراق؟ وما نتائج الحرب عليها؟‬

‫وسوف‪ /‬نتناول موضوع التدخل االمريكي في العراق من خالل دراسة التصعيد االمريكي‬
‫واتخاذ‪ /‬قرار الحرب على العراق والدوافع المباشرة وغير المباشرة للتدخل في العراق‬
‫واالستراتيجية االمريكية المتبعة في العراق وأخيرا‪ /‬نتائج الحرب االمريكية على العراق‪     .‬‬

‫المبحث االول‪ :‬الدوافع االمريكية المباشرة وغير المباشرة للتدخل في العراق‬

‫‪1‬‬
‫أوال‪ :‬الدوافع المباشرة للتدخل االمريكي في العراق كما أعلنتها االدارة االمريكية‬
‫القضاء على أسلحة الدمار الشامل‬ ‫‪-1‬‬
‫من المعروف‪ /‬ان نظام صدام حسين كان يمتلك اسلحة كيماوية وبيولوجية قامت الواليات‬
‫المتحدة والدول الغربية بمده بتلك االسلحة اثناء الثورة االيرانية وقام‪ /‬باستخدام‪ /‬تلك االسلحة‬
‫مرتين االولي ضد االكراد مما ادي الي مقتل خمسة االف كردي والمرة الثانية استخدمها في‬
‫حربة مع ايران ‪ ،‬وقد قامت فرق البحث بالتخلص من مخزون المواد الكيماوية والبيولوجية‬
‫حيث أعلن هنز بليكيس رئيس فريق‪ /‬االمم المتحدة للتفتيش عن االسلحة العراقية والدكتور‪/‬‬
‫محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في ذلك الوقت بان العراق اصبح‬
‫خاليا من أسلحة الدمار الشامل‪  ‬ورغم هذا االعالن الرسمي‪ /‬ان االدارة االمريكية تالعبت‬
‫باألوراق الرسمية وقامت بتوجية االتهامات للنظام‪ /‬العراقي بشراء اليورانيوم من دولة النيجر ‪.‬‬
‫وأصدرت‪ /‬الحكومة البريطانية وثيقة تتهم فيها الحكومة العراقية بامتالك اسلحة دمار شامل‬
‫وكان الوثيقة فيها دالالت على ان نظام صدام حسين مازال مصرا‪ /‬على امتالك اسلحة الدمار‬
‫الشامل ويعطيها االولوية الكبري والعراق‪ /‬مازال مستمرا في تطوير‪ /‬االسلحة النووية وادعي‬
‫كما سبق الذكر ان العراق قام بشراء اليورانيوم من النيجر وزيف‪ /‬الوثائق‪ /‬الخاصة بذلك وان‬
‫العراق تمتلك صواريخ قادرة على الوصول‪ /‬الي اسرائيل وتركيا ويمكن في هذا االطار‪ /‬فهم‬
‫اجماع الكونجرس‪ /‬ليمنح الرئيس االمريكي بشان غزو العراق وهذا القرار كان في ‪ 24‬سبتمبر‬
‫‪1‬‬
‫‪. 2002‬‬
‫وجود عالقة بين تنظيم القاعدة والنظام العراقي‬ ‫‪-2‬‬
‫واستندت‪ /‬االدارة االمريكية هنا بعدة وقائع للربط بين النظام العراقي‪ /‬وتنظيم‪ /‬القاعدة ومنها‬
‫وجود عالقة بينهما منذ منتصف‪ /‬السبعينات وقد‪ /‬عمال سويا على تقديم الدعم للجماعات‬
‫االسالمية في الجزائر ودول‪ /‬أخري ووجود دليل على ان النظام العراقي‪ /‬كان يمول الجماعات‬
‫االسالمية عبر شبكات بن الدن واالستخبارات‪ /‬العراقية قدمت مساعدات لوجستية لتنظيم‬
‫القاعدة وكذلك عرض العراق على بن الدن في عام ‪ 1998‬استضافته في العراق بعد طرده‬
‫من السودان ‪ ،‬ولم يثبت ذلك بالدليل القاطع فاألدلة االمريكية كانت ضعيفة وبال مصداقية‬
‫وعبر سكوكروفت‪ /‬المستشار‪ /‬السابق لألمن القومي عن دهشته من تلك االتهامات الموجهة‬
‫‪2‬‬
‫لصدام حسين وقال ان الرئيس العراقي مدرج على القائمة التي اعدها بن الدن لقتله ‪.‬‬

‫انتهاك العراق للشرعية الدولية‬ ‫‪-3‬‬


‫عدم التزام العراق القرارات الصادرة من مجلس االمن ومن تلك القرارات ‪:‬‬

‫‪ 1‬أماني عصام محمد عبد الحميد ‪ ،‬االستراتيجية االمريكية واعادة هيكلة النظام العربي ‪ ،‬رسلة ماجستير ‪ ،‬جامعة حلوان ‪ ،‬كلية‬
‫التجارة وادارة االعمال ‪ ، 2010 ،‬ص‪.363-362‬‬
‫‪ 2‬رانيا محمود ابراهيم عبد الرحيم ‪ ،‬االستراتيجية االمريكية في المنطقة العربية واالمن القومي العربي (‪،)2004-2001‬رسالة‬
‫ماجستير ‪،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪.2012 ،‬ص‪.249‬‬
‫‪2‬‬
‫– القرار رقم ‪ 707‬والذي طالب العراق بالكشف‪ /‬عن االسلحة والسماح للمفتشين الدوليين‬
‫الوصول الي االماكن المفترض العمل فيها‬

‫– القرار رقم‪ 715 /‬والذي خطط للمراقبة المستقبلية على االسلحة العراقية‪.‬‬
‫– القرار رقم‪ 1441 /‬وهو القرار الذي اعطي للعراق مهلة للتخلص من اسلحة الدمار الشامل‬
‫اال سيواجه عقوبات وخيمة‪.‬‬
‫القضاء على نظام صدام حسين‬ ‫‪-4‬‬
‫رات االدارة االمريكية ان نظام صدام حسين استبد بالسلطة في العراق وقام‪ /‬بتهديد جيرانه‬
‫بغزو‪ /‬الكويت وقبله إيران وقام باستخدام الدمار الشامل ضد شعبه ويمكن الرد على ذلك من‬
‫خالل االتي بالنسبة لغزو الكويت فقد قام المجتمع الدولي بتوقيع العقوبات من خالل عاصفة‬
‫الصحراء اما بالنسبة لغزو إيران فقد كان بتأييد من الواليات المتحدة وبالنسبة لشعبة فكان البد‬
‫‪3‬‬
‫العراقي‪./‬‬ ‫من اسقاطه لصالح الشعب‬
‫نشر الديمقراطية في العراق‬ ‫‪-5‬‬
‫قالت الواليات المتحدة على لسان بوش ان الهدف من الحرب هو االطاحة بنظام صدام حسين‬
‫ذلك النظام الذي اصبح عدوا بعد ان كان صديقا يحارب ايران لحساب الواليات فالحرب من‬
‫وجهة نظرهم كان الهدف منها تحرير الشعب العراقي‪ /‬من قبضة النظام ونشر الديقراطية في‬
‫العراق والتي ستكون بمثابة النواة التي تنتقل من العراق الي باقي دول المنطقة ‪.‬‬
‫فى ‪26‬فبراير‪ 2003 /‬في خطاب القاه بوش‪  ‬في معهد اميركان انتربرايز قال فيه ان هدف‬
‫الواليات المتحدة فى العراق ليس فقط من اجل نزع سالح صدام حسين‪  ‬وانما ايضا من أجل‬
‫تغيير النظام العراقى‪ /‬الى دولة مزدهرة ديمقراطية حقيقية ومستقرة‪  ‬ومثال في التحول‬
‫السياسى فى الشرق االوسط‪ /‬والعراق‪ /‬يمكن ان تكون مثاال مثيرا حرية الدول االخرى فى‬
‫المنطقة ثم توجه الى االشارة الى التجربة التاريخية االمريكية فى تحويل المانيا واليابان بعد‬
‫الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االسباب الحقيقية لغزو العراق‬
‫الدافع االقتصادي‬ ‫‪-1‬‬
‫ان قرار صدام لتبديل عملة التعامل في بيع النفط من الدوالر إلى عملة اليورو‪ /‬االوربية في‬
‫نوفمبر‪ /‬عام ‪ 2000‬كان له تأثير كبير على الواليات المتحدة في التخطيط‪ /‬لتغيير نظام الحكم‬
‫في العراق وانه‪  ‬في عام ‪ 2025‬سيكون ‪ 70‬بالمئة من النفط المستورد‪ /‬مخصصا لالستهالك‬
‫المحلي ولهذا ستكون الواليات المتحدة بحاجة الى السيطرة على منابع النفط العالمية ‪.‬‬

‫‪ 3‬أميرة محمد راكان العجمي ‪ ،‬مفهوم االصالح كمحدد للسياسة الخارجية االمريكية تجاه الشرق االوسط خالل ادارتي جورج دبليو‬
‫بوش ‪ ،‬رسلة ماجستير ‪ ،‬القاهرة كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪3‬‬
‫فالعراق يمتلك احتياطات نفطية تبلغ ‪ 122‬مليار برميل او نحو ‪ % 11‬من االحتياطات‬
‫العالمية ويمثل المرتبة الثانية عالميا بعد السعودية كما ان الواليات المتحدة تري ان‬
‫االحتياطات‪ /‬النفطية تفوق كثيرا ما تعلن عنه بغداد حيث أشار وزير الطاقة االمريكي االسبق‬
‫جون هارنتجون في عام ‪ 1987‬في ان العراق يسبح على بحيرة من نفط وتوصل معهد بيكر‬
‫للسياسة العامة انه في احدي النتائج بعيد المدي ألحداث ‪ 11‬سبتمبر‪ /‬انه على الواليات المتحدة‬
‫البحث عن مصادر‪ /‬جديدة لوارداتها‪ /‬النفطية بالتالي فان الهدف االكبر للواليات المتحدة التحكم‬
‫‪4‬‬
‫في صناعة النفط العالمية والسيطرة على اسعاره في السوق العالمية ‪.‬‬
‫إقامة االمبراطورية االمريكية (مشروع القرن االمريكي)‬ ‫‪-2‬‬
‫والمشروع كما حدده القائمون عليه ينتهي الي اكمال الهيمنة االمريكية على العالم ويقوم‬
‫على االتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬استخدام‪ /‬القوة العسكرية في الخليج وهو مأتم في العراق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب‪ -‬التخلص من كل مصادر تهديد الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ج‪ -‬االدارة االمريكية هي مركز القيادة العالمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫د‪ -‬االحتفاظ بالهيمنة العسكرية واضعاف اي قوة تظهر في منطقة دول الخليج‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ه‪ -‬تطوير نظام عالمي جديد يقوم على قيادة الواليات المتحدة للعالم‪.‬‬
‫تعزيز وضمان أمن اسرائيل‬ ‫‪-1‬‬
‫حقق االحتالل االمريكي للعراق حيث ان اسرائيل تعتبر العراق دولة معادية لها وتمثل خطر‬
‫عليها وبالتالي‪ /‬حيث وقعت بعض المواجهات بين الدولتين في الماضي منها حرب ‪1973‬‬
‫وقصف اسرائيل المفعل النووي‪ /‬العراقي‪ /‬عام ‪ 1981‬وقصف‪ /‬العراق إلسرائيل‪ /‬بالصواريخ‪/‬‬
‫‪   1991‬وكانت التدخل االمريكي‪ /‬في العراق مصلحة إلسرائيل حيث تم اسقاط عدو مباشر‬
‫من وجهة النظر اإلسرائيلية‪.‬‬
‫ترتيب االوضاع االقليمية وردع القوي الصاعدة دوليا‬ ‫‪-2‬‬
‫ففي خطاب لجيمس وولسي‪ /‬المدير السابق لوكالة االستخبارات االمريكية كشف عن دور‬
‫العراق في ترسيخ الهيمنة االمريكية عالميا وقدرتها على ترتيب االوضاع‪ /‬اقليميا واذا نجحت‬
‫الواليات المتحدة في اقامة نظام ديمقراطي في العراق فانة سوف يكون النموذج الذي يحتذي‬
‫به في المنطقة‪.‬‬
‫ويتضح من تحليل الدوافع المعلنة من جانب الواليات المتحدة والتي كانت دوافع مباشرة التخاذ‬
‫قرار الحرب بالنسبة لوجهة نظر االدارة االمريكية فنجد انها كانت مجرد خداع وزيف حيث‬
‫اثبت االدلة كما سبقت االشارة الي عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق ومخزون االسلحة‬

‫‪ 4‬خليل عرنوس سليمان سليم ‪ ،‬التحوالت في النظام الدولي واالدارة االمريكية لالزمات الدولية دراسة حالة االزمة العراقية ‪-2002‬‬
‫‪ ، 2004‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪ ، 2010 ،‬ص‪. 128-127‬‬
‫‪4‬‬
‫الموجودة تم التخلص منه اما عن عالقة صدام بالتنظيمات‪ /‬االرهابية فهي أيضا مجرد ادعاء‬
‫وثبت دحضة على لسان احد المسئولين االمريكيين عندما عبر عن دهشته عن وجود‪ /‬عالقة‬
‫بين بن الدن وصدام‪ /‬حسين أما عن التدخل من أجل حقوق االنسان وترويج الديمقراطية فهو‬
‫أيضا كان سببا ظاهريا للتدخل فقد اثبتت الدارسات الالحقة مدي وحشية الجيش االمريكي‪/‬‬
‫ومدي االنتهاكات والجرائم التي ارتكبت في ظل االحتالل االمريكي وبالتالي يكون السبب‬
‫الحقيقي للتدخل يرجع الي عوامل اقتصادية منها استغالل النفط العراقي‪ /‬وهذا بدا واضحا‪ /‬من‬
‫خالل اولي القرارات التي اتخذتها االدارة االمريكية في العراق وانشاء جهة خاصة بعائدات‬
‫النفط وكذلك كان التدخل من أجل حماية أمن اسرائيل وضمان تفوقها في المنطقة وكذلك كان‬
‫التدخل إلقامة مشروع القرن االمريكي وهذه هي االسباب الحقيقة واالكثر منطقية للتدخل‬
‫االمريكي‪ /‬في العراق ‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬االستراتيجية االمريكية‪  ‬في العراق‬


‫تعمدت الواليات المتحدة سياسة الغموض عند الحيث عن ادارة العراق في مرحلة ما بعد‬
‫سقوط النظام ورغم تصريحات االدارة االمريكية بان حكم العراق سوف يكون ديمقراطيا اال‬
‫‪5‬‬
‫انه لم تحدد االليات التي سوف يتم استخدامها من اجل تحقيق هذا الغرض‪.‬‬

‫‪ 5‬نها عبد الحفيظ شحاته ‪ ،‬دور وزارة الدفاع في صنع السياسة الخارجية االمريكية مع دراسة حاله لقرار غزو العراق ‪ 2003‬م ‪،‬‬
‫رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪ ،2007 ،‬ص ‪166‬‬
‫‪5‬‬
‫وكان زلماي خليل زادة مساعد الرئيس االمريكي بوش قد تحدث عن الخطوط العريضة‬
‫لخطة االدارة االمريكية لمرحلة ما بعد صدام حيث اشار الي اربعة امور رئيسية هي ‪:‬‬
‫ان الهدف االمريكي طويل المدي هو اقامة حكومة ديمقراطية ذات تمثيل واسع ونبذ‬ ‫‪-1‬‬
‫االرهاب‬
‫الهدف االمريكي االقرب هو توحيد العراق‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تلبية الحاجات االنسانية للشعب العراقي وقد اشار زلماي الي اعادة بناء العراق على‬ ‫‪-3‬‬
‫ثالث مراحل المرحلة االولي هي اعادة البناء السياسي للعراق المرحلة الثانية وهي‬
‫اعادة بناء االقتصاد‪ /‬والمرحلة الثالثة وهي اعادة البناء االمني ‪.‬‬
‫العمل لدي الدول الدائنة للعراق من اجل اسقاط جزء من تلك الدول عن العراق‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪6‬‬
‫ويجدر االشارة الي مراحل الحكم‪ C‬االمريكي للعراق ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الحكم‪ C‬العسكري للعراق‬
‫وقع االختيار على الجنرال جي جارنر‪ /‬وخلق جارنر‪ /‬نوع من االزدواجية بين السلطة‬
‫العسكرية الممثلة في القوات االمريكية في العراق وبين السلطة التي يمثلها إلعادة اعمار‬
‫العراق وخالل تلك المرحلة عمت الفوضى‪ /‬البالد وانتشرت‪ /‬الجرائم وعجز الجيش االمريكي‪/‬‬
‫على توفير‪ /‬الحماية االمنية للمواطنين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة الحكم‪ C‬المدني للعراق‬
‫وقد‪ /‬تم تعيين السيد بريمر في منصب الحاكم المدني وتميزت‪ /‬تلك المرحلة بدرجة عالية من‬

‫التخبط واعطاء االولوية لالهتمامات االمنية وفقدان القدرة على االستفادة من االسابيع القليلة‬

‫التي تولي فيها الجنرال جارنر اعادة اعمار العراق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة نقل السلطة للعراقيين‬


‫هذه المرحلة نتيجة للفشل الواضح للسلطات االمريكية في ادارة العراق خالل المرحلتين‬
‫السابقتين‪.‬‬
‫ومن القرارات التي اتخذتها االدارة االمريكية والتي كان لها دور في تفكيك العراق ‪:‬‬
‫حل الجيش العراقي‬ ‫‪-1‬‬
‫بعد سقوط نظام صدام تم تسريح الجيش بقرار من سلطة االحتالل المؤقتة حيث تم حرمان ما‬
‫بين ‪ 350‬ألف و‪ 400‬ألف جندي عراقي من العمل لصالح الجيش وتم تعليق التجنيد االجباري‬
‫وفي‪ /‬غضون أسابيع قليلة ثبت أن هذه القرارات كارثية حيث خلقت وضعا تصعب إدارته‬

‫‪ 6‬نها عبد الحفيظ شحاتة مرجع سابق ص ‪175-168‬‬


‫‪6‬‬
‫وأدت إلى التمرد على نطاق واسع واختار العديد من جنوده المفصولين الجهاد المسلح حيث‬
‫اعتبر العرب السنة أن تسريح هذا الجيش يعني ايضا حل الكيان السني‪.‬‬
‫واألسباب التي أدت الى اتخاذ هذا القرار هو النظر الي الجيش على أنه جزء اصيل من النظام‬
‫السابق بالتالي لن تحدث أي تسوية الي من خالل حل الجيش و من جانب االدارة االمريكية‬
‫قرار حل الجيش يتمثل في اعادة بنائه من خالل عملية لحل واعادة بناء جيش يشمل كافة‬
‫الفصائل والجماعات كانت وجهة النظر االمريكية وهذا أن اعادة بناء الجيش العراقي السابق‬
‫يثير المخاوف لديهم من أن الجيش عندما يصل إلى قدرات معينة فمن المحتمل أن يؤدي إلى‬
‫تصادم‪ /‬مع القوات األمريكية‪.‬‬
‫وكان لذلك القرار نتيجة كارثية مازالت العراق تعاني من أثرها حتي اليوم حيث انضم أعضاء‬
‫الجيش المفصولين الي الجماعات الجهادية وهذا أدي الي ظهور‪ /‬تنظيم الدولة االسالمية في‬
‫مراحل الحقة وهي احد التنظيمات االرهابية التي تشكل خطر كبير على أمن الدولة العراقة‬
‫واالمن االقليمي وأمن الدول العربية ككل بالتالي‪  ‬يمكن القول ان تنظيم الدولة االسالمية من‬
‫نتائج الحرب االمريكية على العراق حيث انه يمكن النظر الي داعش كامتداد لتنظيم القاعدة‬
‫في العراق الذي هو نفسه من نتائج الغزو الذي قادته الواليات المتحدة على العراق ‪ . 2003‬‬
‫وقد انعكس حل الجيش العراقي على‪:‬‬
‫عدم السيطرة على الفوضى المتصاعدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫انضمام العديد من رجال الجيش الي فرق المقاومة انطالق من عوامل وطنية واخري‪/‬‬ ‫‪-‬‬

‫اجتماعية‬
‫تشكيل ميلشيات عراقية لسد الفراغ االمني ومن اهم تلك التشكيالت الجماعة التابعة‬ ‫‪-‬‬

‫للزعيم الديني مقتدي الصدر والتي شكلت في مرحلة الحقة واحدة من اهم التحديات‬
‫التي واجهت االحتالل ومجلس الحكم الموقت والحكومة العراقية الموقتة من بعدهما‪.‬‬
‫البعث؟؟‬ ‫استئصال فلسفة حزب‬ ‫‪-1‬‬
‫أما على صعيد استئصال‪ /‬حزب البعث ‪ ‬لم يمر أسبوعان على احتالل العراق حتى أخرجت‬
‫اإلدارة من أدراجها قرارا‪ /‬كان معدا من قبل وهذا القرار كانت اإلدارة قد أعدت سابقا اليات‬
‫للتنفيذ من أهمها القضاء على فلسفة الحزب في كل البرامج التربوية والمؤسسات‪ /‬السياسية‬
‫واالمنية وفي‪ /‬هذا أعلن بول بريمر‪ /‬حل الحزب على الصعيد الفكري فقد دعا إلى محاربة‬
‫فلسفة الحزب في شتى المجاالت ومن أهمها تطهير المناهج التربوية والدراسية وأما على‬
‫مستوي االفراد الحاملين لفلسفة البعث فقد عملت االدارة االمريكية على تفكيك اي تجمعات‬
‫لهؤالء االفراد ومن خالل ما اقتنعت به االدارة االمريكية بوجود ترابط وثيق‪ /‬بين حزب البعث‬
‫والمقاومة العراقية حاولت القضاء على المقاومة العراقية وافراد‪ /‬الحزب السابقين ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ومن أهم التحديات التي واجهت االدارة االمريكية في العراق‬
‫لقد واجهت الواليات المتحدة مجموعة من التحديات عقب احتالل العراق منها التحديات االمنية‬
‫والسياسة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التحدي االمني في العراق‬


‫‪7‬‬
‫والتحديات االمنية تأخذ شكلين ‪:‬‬
‫العنف بدون أهداف سياسية حقيقية‬ ‫‪-1‬‬
‫وترجع الي محاوالت االنتقام من القيادات البعثية التي قامت بانتهاكات لحقوق االنسان وكذلك‬
‫تهجير االكراد من الشمال واستبدالهم بالعرب خاصة في كركوك الشمال باإلضافة الي اعمال‬
‫الجريمة المنظمة التي انتشرت في العراق لغياب القانون‪.‬‬
‫العنف ذو االهداف السياسية الواضحة‬ ‫‪-2‬‬
‫وهذا بين الجماعات الطائفية والعرقية لتحقيق اهدافهم واعمال المقاومة العراقية والتي تضم‬
‫أعضاء من الجيش العراقي المنحل والجماعات الجهادية وعلى راسها القاعدة‪.‬‬
‫ومن الجماعات الطائفية الشيعة والسنة التي كان هدفهم االساسي‪ /‬الحفاظ على وضعهم السابق‬
‫واال يتم تهميشهم خصوصا‪ /‬بعد حل الجيش العراقي‪ /‬وخصوصا‪ /‬ان سياسة اجتثاث البعث وحل‬
‫الجيش عمل على تهميشهم‪ /‬حيث ان نسبة كبيرة من السنة كان اعضاء في حزب البعث‬
‫وغالبية الجيش من السنة مما ادي الي تركيز المقاومة المسلحة في العرب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التحدي السياسي‬
‫وقد واجهت عملية التحول السياسي والديمقراطي في العراق عدة صعوبات منها‪:‬‬
‫عدم وجود خبرة ديمقراطية لدولة العراق وسيادة الحكم السلطوي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫التنوع الطائفي والعرقي‪ /‬وغياب االتفاق على مشاركة القوي السياسية المختلفة فعدم‬ ‫‪-2‬‬
‫تمثيل االكراد والشيعة كان الشكل السائد في النظام السابق‬
‫تاثر الطبقة الوسطي في العراق بشكل كبير ويرجع ذلك الي الحكم السلطوي‪/‬‬ ‫‪-3‬‬
‫والعقوبات االقتصادية التي استمرت منذ اوائل التسعينات حتي الغزو االمريكي‪ /‬للعراق‬
‫‪.‬‬
‫التدخل الخارجي من دول الجوار في الشئون العراقية واستغالل الخالفات في الداخل‬ ‫‪-4‬‬
‫العراقي‪ /‬من اجل تحقيق المصالح ‪.‬‬
‫وألحداث عملية التحول السياسي البد من مراعاة االتي‪:‬‬
‫احترام الهويات المختلفة وتمثليها‪ /‬في النظام الجديد‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫اعطاء دور لكافة الجماعات والفصائل للتمثيل داخل النظام الجديد‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫‪ 7‬إيمان محمود العيوطي ‪ ،‬السياسية الخارجية االمريكية تجاه االصالح في الشرق االوسط ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلية‬
‫االقتصاد والعلوم السياسية ‪ ، 2007 ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪8‬‬
‫تحليال لما سبق نجد ان االستراتيجية االمريكية في العراق كان لها أثر كارثي على المجتمع‬
‫العراقي‪ /‬فكان قرار حل الجيش والبعث من القرارات التي سببا في تأزم‪ /‬العراق والوصول الي‬
‫الوضع الفوضوي‪ /‬في العراق وظهور‪ /‬التنظيمات المسلحة والجهادية منها تنظيم الدولة‬
‫االسالمية الذي يمثل تحديا كبيرا ألمن واستقرار‪ /‬الدول العربية كذلك يمكن القول ان الواليات‬
‫المتحدة هي من أرسي أسس الطائفية في المجتمع العراقي وبطبيعة الحال كان لتلك القرارات‬
‫في ظهور المقاومة الشرسة من جانب العراقيين والتي تمثلت أغلبها في العرب السنة التابعين‬
‫لحزب البعث ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬نتائج الحرب االمريكية على العراق‬


‫ان التبريرات االمريكية التي انطلقت منها الحرب االمريكية على العراق والتي كان من بينها‬
‫(القضاء على أسلحة الدمار الشامل – القضاء على نظام صدام حسين والذي من وجهة نظرهم‬
‫انه على عالقة مع التنظيمات االرهابية‪-‬وبناء الديمقراطية في العراق – التدخل من اجل‬
‫حقوق االنسان ) تبين زيف بعضها (القضاء على اسلحة الدمار الشامل ) وعدم واقعية البعض‬
‫االخر (بناء الديمقراطية في العراق – التدخل من أجل حقوق االنسان ) وتحولت‪ /‬العراق‬
‫لمركز لإلرهاب بدال ان تكون مقرا لمحاربته وتحول هدف االدارة االمريكية في العراق من‬

‫‪9‬‬
‫االهداف والتبريرات السابقة الي مستوي ادني وهو الحفاظ على استقرار‪ /‬االوضاع في‬
‫‪8‬‬
‫العراق ‪.‬‬
‫ومن هنا سوف نتقصى نتائج الحرب االمريكية على العراق على عدة مستويات منها المستوي‬
‫السياسي واألمني – المستوي االقتصادي‪ – /‬المستوي االجتماعي والثقافي ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬على المستوي السياسي واالمني‬


‫منذ بداية االحتالل االمريكي فان االدارة االمريكية سعت الي استمالة الشيعة على حساب السنة‬
‫وبعد انتهاء الحرب قامت سلطات االحتالل االمريكي‪ /‬بقيادة الحاكم المدني ( بول باريمر‪) /‬‬
‫بتأسيس مجلس الحكم االنتقالي للعراق على أساس طائفية أثنية حيث ضم المجلس ‪ 25‬عضوا‬
‫من بينهم ‪ 13‬عضوا من الشيعة و‪ 5‬أعضاء سنة ‪ 5‬أعضاء أكراد وواحد‪ /‬مسحي وواحد‬
‫تركماني‪.‬‬

‫وطبقا لما ذكره ( ريتشارد‪ /‬هولبرك ) سفير الواليات المتحدة السابق ان اقامة حكومة‬
‫ديمقراطية في العراق سوف يخلق صراعات ونزاعات طائفية وربما تكون تلك النزاعات أسوا‬
‫‪9‬‬
‫مما كانت عليه في البوسنة وذلك الن االنتماءات الطائفية في حالة العراق اشد تعقيدا‪.‬؟‬
‫وكان نتيجة ذلك بطبية الحال تزايد معدالت العنف الطائفي ووصول االمر الي حد الحرب‬
‫االهلية بل وتفتيت وانهيار‪ /‬الدولة ويمكننا القول أن االدارة االمريكية هي التي ارست الطائفية‬
‫في المجتمع العراقي‪ /‬نتيجة السياسات التي اتبعتها في التمييز بين السنة والشيعة واالكراد ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬على المستوي‪  ‬االقتصادي‬
‫أنهت الحرب االمريكية على العراق على ركائز الدولة القومية في العراق فبشكل عام أدت‬
‫سلسة الحروب الي انهيار‪ /‬قيمة الدينار العراقي‪ /‬وبعد الحرب االمريكية تم استبدال الدينار‬
‫العراقي والذي يحوي صورة صدام بدينار أخر جديد حيث ‪ 2000-1500‬دينار عراقي‬
‫تساوي دوالر أمريكي‪ /‬واحد ويمكن القول ان الحرب أدت الي ‪:‬‬
‫معاناة البنية التحتية لالقتصاد‪ /‬العراقي من االنهيار وتدهور‪ /‬الصناعات النفطية‬ ‫‪-‬‬

‫ووصل معدل التضخم الي أكثر من ‪ %58‬نتيجة انهيار سعر الصرف غير الرسمي‪/‬‬
‫للدينار العراقي‪.‬‬
‫معاناة القطاع المصرفي‪ /‬من السلب والنهب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وصول الديون العراقية الي مليات الدوالرات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫معاناة في قطاع النفط ويصل التدهور في بعض االحيان استيراد العراق البنزين من‬ ‫‪-‬‬

‫الدول المجاورة مثل الكويت‪.‬‬


‫‪ 8‬عبد الفتاح الحاروني ‪ ،‬التحديات المفتوحة أمام االمن االقليمي الخليجي تشخيص الوضع واقتراحات الحركة ‪ ،‬مركز الخليج‬
‫للدراست االستراتيجية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2007 ،‬ص‪. 190‬‬
‫‪ 9‬أماني عصام محمد عبد الحميد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪386‬‬
‫‪10‬‬
‫انهيار القطاع الزراعي والبنية التحتية للعراق وتدهور قطاعات الكهرباء ومياه الشرب‬ ‫‪-‬‬

‫واالتصاالت‪ /‬والسكن‪.‬‬
‫وايضا من النتائج االقتصادية تزايد معدالت البطالة بين ‪ 30‬و‪ % 40‬وتضاعفت معدالت‬
‫سوء التغذية وهروب‪ /‬راس المال االجنبي وانتشار‪ /‬الفساد في القطاع النفطي وتدهور الناتج‬
‫المحلي والدخل القومي وتدني مستوي معيشة المواطنين ‪ ،‬وموشرات‪ /‬انتاج النفط انخفضت من‬
‫‪ 2.25‬مليون برميل الي ‪ 2,1‬مليون برميل بين عامي ‪ 2003‬و‪ 2005‬ويرجع ذلك الي‬
‫عمليات المقاومة التي طالت عدد من المصافي هذا باالضافة الي السياست االمريكية التي‬
‫ركزت في معظمها‪ /‬على قطاع‪ /‬النفط لخدمة مصالح الواليات المتحدة ‪.‬‬
‫أما على مستوي‪ /‬الواليات المتحدة تجاوزت خسائر الجيش االمريكي‪ /‬اربعة االف قتيل في‬
‫الذكري الخامسة وبلغ عدد الجرحي ‪ 29314‬مصابا وتتسم‪ /‬التكلفة المادية للحرب بانها أكثر‬
‫ضخامة حتي مقارنة بتكاليف حرب فيتنام‪ /‬فمع دخول الحرب في العام السادس وصلت التكلفة‬
‫الي ‪ 12‬مليار دوالر شهريا اي ثالثة اضعاف ما كانت علىه في السنوات السابقة ‪.‬‬
‫ووفقا‪ /‬للعديد من المراجعات فانه نتج عن الحرب ‪ 2300‬قتيال و ‪ 18469‬جريحا ‪9137‬‬
‫بجراح خطيرة بما فيه الكفاية عاهات دائمة وتم‪  ‬فقدان طائرة عسكرية من بينها‪ 140‬من نوع‬
‫تشينوك‪ /‬سى اتش ‪ 27‬ايه اتش‪ 64-‬اباتشى تتجاوز‪ /‬كلفتها ‪ 15‬مليون دوالر لكل منها وحوالي‬
‫‪ 1180‬من المروحيات‪ /‬المتضررة و حوالى ‪ 30000‬من المركبات البرية وحوالي ‪ 490‬دبابة‬
‫من طراز ابرامز ام‪ 1-‬وحوالي‪ 4500 /‬مروحية ومن المتوقع‪ /‬ان صيانة المروحيات مثلها منذ‬
‫بدء العمليات فى افغانستان فى عام ‪ 2001‬مبلغ ‪ 20.6‬مليار دوالر وبالنسبة للتكاليف المالية‬
‫للحرب في عام ‪ 2004‬بلغت التكاليف ‪ 77.3 ‬مليار دوالر وفي‪ /‬عام ‪2005 ‬وصلت التكاليف‬
‫‪10‬‬
‫‪ 87‬مليار دوالر وفي عام ‪ 2006‬وصلت تقريبا الي ‪ 100‬مليار دوالر‪ .‬‬

‫ثالثا‪ :‬على المستوي الثقافي واالجتماعي‬


‫وفـي أعقـاب احتالل بغداد نهبت المتاحف التاريخية األثرية وسرقت الوثائق والمخطوطات‬
‫داخـل متـاحف بغـداد وتعرض ايضا المتحف القومي العراقي في بغداد ضحية هجوم مخطط‪/‬‬
‫بعناية فاللصوص الذين أخذوا معظم اآلثار القيمة‪  ‬وقد نهب المتحف وسرق ‪ ١٧٠‬ألف قطعة‬
‫من معروضات‪ /‬اآلثار التي تعود إلى آالف السـنوات يعود تاريخها‪ /‬إلى ‪ ٣٥٠٠‬عام ق‪ .‬م‬
‫وتقدر قيمـة هـذه اآلثـار بباليـين الدوالرات كذلك سرقت قطع ذهبية ولوحات ومخطوطات‬
‫نادرة كما نهبت جامعة الموصل‪ /‬ومتحـف الموصل وجامعة البصرة وغير ذلك من المراكز‪/‬‬
‫الثقافية والعلمية العراقية ولم تقتصر النتائج الثقافية للغزو األمريكي على العراق على الكنوز‪/‬‬
‫التاريخية فحسب بل امتـد إلى طبقة المثقفين حيث ان‪ 3500 ‬مطلوب استجوابهم بشأن‬

‫‪ 10‬محمد أحمد ‪ ،‬الغزو األمريكي – البريطاني للعراق عام ‪ ٢٠٠٣‬م بحث في األسباب والنتائج ‪ ،‬مجلة جامعة دمشق ‪ ،‬المجلد ‪، ٢٠‬‬
‫العدد (‪. 2004 ، )4-3‬‬
‫‪11‬‬
‫مشاركتهم‪ /‬في صناعة التسليح العراقية و ‪ 500‬مطلوب رأسهم لمعرفتهم‪ /‬خبايا برامج أسلحة‬
‫الدمار الشامل المزعومة في العراق‪.‬‬
‫وعلى المستوي االجتماعي ارتفعت نسب البطالة وتفككت الحياة االجتماعية وزادت عملية‬
‫االحتكار‪ /‬باإلضافة الي وفاة االطفال نظرا النتشار االمراض وسوء التغذية‪  ‬وبدا عدد من‬
‫الظواهر‪ /‬االجتماعية الخطيرة يظهر على السطح منها ان القيادات المعينة من قبل سلطة‬
‫االحتالل هي قيادات مكروهة من فئات الشعب وتعمل لسلطة االحتالل وهذا ادي الي المزيد‬
‫من الكراهية واالنقسام‪ /‬داخل المجتمع وطغيان التقسيم العرقي‪ /‬والديني‪ /‬على الوحدة الوطنية‬
‫وهذا انعكس بدوره على عدم استقرار العراق لفترة طويلة من الزمن‪  ‬ومن الظواهر‪/‬‬
‫االجتماعية التي ظهرت هجرة الكوادر البشرية ويقدر عدد المهاجرين الي الخارج حوالي ‪3‬‬
‫مليون عراقي من حملة الشهادات العليا وهذا يعني ان العراق فقد الكثير من كوادره الفنية‬
‫‪11‬‬
‫والعلمية ‪.‬‬
‫تحليال لما سبق يمكن القول ان الحرب االمريكية على العراق قضت على العراق واسهمت‬
‫في تحوله الي دوله فاشلة فقبل التدخل االمريكي كان العراق دولة هشة على االقل تتسم‬
‫بالقدرة على بتلبية مطالب المواطنين االساسية اال ان عنصر االحتالل أدي الي تدمير الدولة‬
‫العراقية وتحوله الي دولة فاشلة سياسا واقتصاديا‪ /‬كذلك فان االدارة االمريكية هي التي‬
‫وضعت بذور‪ /‬الطائفية فضال الي اعداد الضحايا واالنتهاكات التي نتجت عن التدخل االمريكي‬
‫في العراق ‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫إن االستراتيجية االمريكية في المنطقة العربية تقوم باألساس علي تحقيق مصلحة الواليات‬
‫المتحدة وحلفائها دون النظر ان كانت تلك السياسات سوف تضر دول المنطقة ام ال ‪ ،‬فكان‬
‫التدخل االمريكي في العراق ‪  2003‬من أبرز االحداث في المنطقة العربية وأوضح مدي‬
‫رغبة الواليات المتحدة في تحقيق أهدافها في المنطقة حتي لو يقتضي االمر باستخدام االداة‬
‫العسكرية وهو بالفعل ما فعلته الواليات المتحدة في التدخل في العراق فرغم المواقف الدولية‬
‫المعارضة للعدوان االمريكي علي العراق اال ان الواليات المتحدة تبنت مجموعة من الدوافع‬

‫‪ 11‬عبدهللا عبدالحليم أسعد عبدالحليم ‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية والتحوالت الثورية الشعبية في دول محور اإلعتدال العربي (‬
‫‪ ، ) 2011-2010‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية ‪ ،‬كلية الدراسات العليا ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 73‬‬
‫‪12‬‬
‫للتدخل في العراق منها رغبتها في التخلص من نظام‪ /‬صدام حسين الديكتاتوري والقضاء علي‬
‫أسلحة الدمار الشامل ومحاربة االرهاب ونشر‪ /‬الديمقراطية في العراق اال انها في حقيقية االمر‬
‫لم تكن االسباب المباشرة للقيام بالغزو‪ /‬وكان هناك دوافع مباشرة منها الدوافع االقتصادية‬
‫واالستفادة من بترول العراق و موارده وضمان أمن اسرائيل وتفوقها وكذلك‪ /‬من أجل اقامة‬
‫مشروع‪ /‬القرن االمريكي‪ /‬وكذلك القضاء علي الدول الصاعدة في المنطقة وتحقيق الهيمنة‬
‫االمريكية علي المنطقة ‪ ،‬أما بالنسبة للقرارات التي اتخذتها في العراق مثل حل الجيش‬
‫العراقي وحزب البعث فقد كان لها نتائج كارثية علي الدولة العراقية ويمكن القول ان من نتائج‬
‫الحرب االمريكية علي العراق ظهور تنظيم‪ /‬الدولة االسالمية في العراق وسوريا الحقا حيث‬
‫ان التنظيم‪ /‬هو امتداد لتنظيم القاعدة الذي هو نفسة نتج عن الحرب االمريكية علي العراق ‪،‬‬
‫والحرب االمريكية كانت مدمرة للمجتمع العراقي فهي قد وضعت البذور‪ /‬االولي للطائفية في‬
‫العراق وساهمت االستراتيجية االمريكية المتبعة في العراق في افشال الدولة العراقية وتحولها‪/‬‬
‫لدولة هشة اقتصاديا وسياسا واجتماعيا وامنيا ‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫أماني عصام محمد عبد الحميد ‪ ،‬االستراتيجية االمريكية واعادة هيكلة النظام العربي ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫رسلة ماجستير ‪ ،‬جامعة حلوان ‪ ،‬كلية التجارة وادارة االعمال ‪. 2010 ،‬‬
‫‪ -2‬رانيا محمود ابراهيم عبد الرحيم ‪ ،‬االستراتيجية االمريكية في المنطقة العربية واالمن‬
‫القومي العربي (‪،)2004-2001‬رسالة ماجستير ‪،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم‬
‫السياسية ‪.2012 ،‬‬
‫أميرة محمد راكان العجمي ‪ ،‬مفهوم االصالح كمحدد للسياسة الخارجية االمريكية تجاه‬ ‫‪-3‬‬
‫الشرق االوسط خالل ادارتي جورج دبليو بوش ‪ ،‬رسلة ماجستير ‪ ،‬القاهرة كلية االقتصاد‬
‫والعلوم السياسية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -4‬خليل عرنوس سليمان سليم ‪ ،‬التحوالت في النظام الدولي واالدارة االمريكية لالزمات‬
‫الدولية دراسة حالة االزمة العراقية ‪ ، 2004-2002‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪،‬‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪.2010 ،‬‬
‫نها عبد الحفيظ شحاته ‪ ،‬دور وزارة الدفاع في صنع السياسة الخارجية االمريكية مع‬ ‫‪-5‬‬
‫دراسة حاله لقرار غزو العراق ‪ 2003‬م ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلية‬
‫االقتصاد والعلوم السياسية ‪.2007 ،‬‬
‫‪ -6‬إيمان محمود العيوطي ‪ ،‬السياسية الخارجية االمريكية تجاه االصالح في الشرق االوسط ‪،‬‬
‫رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية ‪. 2007 ،‬‬
‫‪ -7‬عبد الفتاح الحاروني ‪ ،‬التحديات المفتوحة أمام االمن االقليمي الخليجي تشخيص الوضع‬
‫واقتراحات الحركة ‪ ،‬مركز الخليج للدراسات االستراتيجية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2007 ،‬ص‪. 190‬‬
‫‪ -8‬محمد أحمد ‪ ،‬الغزو األمريكي – البريطاني للعراق عام ‪ ٢٠٠٣‬م بحث في األسباب والنتائج‬
‫‪ ،‬مجلة جامعة دمشق ‪ ،‬المجلد ‪ ، ٢٠‬العدد (‪. 2004 ، )4-3‬‬
‫‪ -9‬عبدهللا عبدالحليم أسعد عبدالحليم ‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية والتحوالت الثورية الشعبية‬
‫في دول محور اإلعتدال العربي ( ‪ ، ) 2011-2010‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة النجاح‬
‫الوطنية ‪ ،‬كلية الدراسات العليا ‪. 2012 ،‬‬

‫‪14‬‬

You might also like