Professional Documents
Culture Documents
Master 1576
Master 1576
Master 1576
العنوان:
سارة مخلوفي
الموسم الجامعي3110-3112:
1
شكر وعرفان
الحمد هلل الذي هدانا لهذا ,وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا اهلل الحمد و الشكر
هلل الذي أمدنا بالصبر والقوة والعزيمة ,ووفقنا بعونه وقدرته على إنجاز هذا
العمل ,دون أن ننسى الشكر ألمهاتنا ,وآلبائنا على صلواتهم ودعواتهم لنا.
وبكل آيات الشكر الجزيل وبأسمى معاني التقدير وبأرق العبارات وأطيب
الكلمات ,وفاءا بالعرفان نقدمها إلى األستاذ المشرف الدكتور عقيل بن
ساسي على إشرافه لنا ,وعلى نصائحه وتوجيهاته و معلوماته التي لم يبخل
بها علينا.
ونتقدم بالشكر إلى مديري المؤسسات التربوية كل الطاقم التربوي العامل بها
لمساهمتهم في انجاز هذا العمل.
سارة ,لويزة
أ
ملخص الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى معرفة مستوى األمن النفسي لدى الطالب العنيف في المرحلة
المتوسطة ,والكشف عما إذا كان هذا المستوى يتأثر بمتغيرات الجنس والتحصيل والمستوى
الدراسي وذلك من خالل طرح التساؤالت اآلتية:
أ
:ملخص الدراسة باللغة الفرنسية
Résumé de l'étude:
ب
فهرس المحتويات:
-شكر و عرفان
-ملخص الدراسة(..............................................................أ)
-ملخص الدراسة باللغة الفرنسية(...............................................ب)
-الفهرس(......................................................................ج)
-مقدمة(.......................................................................و)
الصفحة المحتوى
الباب األول :الجانب النظري
2 الفصل األول:تقديم الدراسة
2 .4مشكلة الدراسة
7 .3تساؤالت الدراسة
7 .2فرضيات الدراسة
7 .1أهمية الدراسة
0 .5أهداف الدراسة
0 ..حدود الدراسة
0 .7التعريف اإلجرائي لمتغير الدراسة
9 الفصل الثاني :األمن النفسي لدى التلميذ العنيف
40 -تمهيد
44 المبحث األول :األمن النفسي
44 .4تعريف األمن النفسي
43 .3التعريف اإلجرائي لألمن النفسي
43 .2التصور اإلسالمي لألمن النفسي
41 .1أهمية األمن النفسي
45 .5حاجة المراهق إلى األمن النفسي
ج
4. ..أبعاد األمن النفسي
47 .7العوامل المؤثرة في األمن النفسي
40 .0النظريات المفسرة لألمن النفسي
32 .9معوقات األمن النفسي
31 المبحث الثاني:العنف
35 .4مفهوم سلوك العنف
3. .3مميزات سلوك العنف
37 .2أسبابالعنف
30 .1أشكال العنف
39 .5النظريات المفسرة للسلوك العنيف
21 ..المراهق المتمدرس و سلوك العنف
2. .7االستراتجيات العالجية لسلوكيات العنف
10 -خالصة الفصل
البابالثاني :الجانب الميداني
13 الفصل الثالث:اإلجراءات الميدانية للدراسة
12 -تمهيد
12 .4منهج الدراسة
12 .3عينة الدراسة
12 اختيار عينة ممثلة
15 .2أدوات الدراسة
15 .4-2الصدق
17 .3-2الثبات
10 .1المعالجة اإلحصائية
10 -خالصة الفصل
19 الفصل الرابع :عرض وتحليل و مناقشة نتائج الدراسة وتفسيرها
50 -تمهيد
د
50 أ -عرض و تحليل ومناقشة وتفسير نتائج الفرضية العامة
53 ب -عرض و تحليل ومناقشة وتفسير نتائج الفرضية الجزئية األولى
51 ج -عرض و تحليل ومناقشة وتفسير نتائج الفرضية الجزئية الثانية
5. د -عرض و تحليل ومناقشة وتفسير نتائج الفرضية الجزئية الثالثة
50 -خالصة النتائج
59 -خالصة عامة
.0 -دراسات مقترحة
.4 -قائمة المراجع والمصادر
.7 -المالحق
فهرس الجداول
الصفحة عنوان الجدول
11 الجدول رقم 04
17 الجدول رقم 03
50 الجدول رقم 02
53 الجدول رقم 01
51 الجدول رقم 05
5. الجدول رقم 0.
فهرس األشكال
الصفحة عنوان الشكل
34 التسلسل الهرمي عند "ماسلو"
ه
مقدمة
تعد مرحلة المراهقة مرحلة حرجة يواجهها المراهق خالل مسار حياته ,فهي فترة انتقالية مؤقتة
سريعة كونها تتميز بعدم االستقرار النفسي يحتاج فيها إلى الدعم النفسي والمساندة االجتماعية,
وهذا لما تمليه المرحلة من تبادالت وتحوالت عقلية ,ونفسية ,وانفعالية ,واجتماعية للمراهق ,قد
تتجسد في السلوك العنيف لديه ,فمن واجب البيئة األسرية والتربوية خاصة العمل على إشباع
حاجاته األساسية ومن أبرزها الحاجة إلى األمن النفسي ,حيث ال يمكن فهم حاجات المراهق
العنيف بمعزل عن شعورهم باألمن النفسي كونه يعد من الحاجات األساسية التي جاءت في
المرتبة الثانية بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية عند ماسلو ,وهذا ما يؤكد أهمية األمن النفسي
لدى التلميذ المراهق المتمدرس بصفة عامة,و التلميذ العنيف بصفة خاصة ومدى االرتباط
الموجود بين األمن النفسي و هذا السلوك.وبهذا الصدد جاءت الدراسة الحالية للكشف عن
درجة ومستوى األمن النفسي لدى التالميذ العنيفين في المرحلة المتوسطة.ومن ثما ارتأينا
الخطة المنهجية التالية لدراسة هذا الموضوع بشقيه النظري والميداني وتضمنت الخطة ما يلي:
أوال:الجانب النظري :واشتمل على فصلين:
ضم تحديد مشكلة الدراسة ,والفرضيات المقترحة ,وكذا عرض أهمية الدراسة وأهدافها ,بحدود
الدراسة,ثم التعريف اإلجرائي لمتغير الدراسة.
الفصل الثاني :وتناولنا فيه األمن النفسي لدى التلميذ العنيف و اشتمل على مبحثين:
المبحث األول:
تناولنا فيه تعريف األمن النفسي ونضرة اإلسالم إليه ,أهمية األمن النفسي,و حاجة المراهق
إلى األمن النفسي ,أبعاده ,العوامل المؤثرة فيه,والنظريات المفسرة له ,و معوقاته.
و
المبحث الثاني :خصص هذا المبحث لعرض تعريف العنف ,مميزاته ,أسبابه ,وأشكاله
والنظريات المفسرة له ,وسلوك العنف لدى المراهق المتمدرس ,و االستراتجيات العالجية
لسلوكيات العنف ,وخالصة للفصل.
الفصل الثالث:
تضمن اإلجراءات الميدانية للدراسة وهي منهج الدراسة ,و العينة األصلية و الممثلة ,ادوات
الدراسة ,و المعالجة اإلحصائية لبيانات الدراسة.
الفصل الرابع:
ز
الجانب النظري
1
الفصل األول :تقديم الدراسة
.4مشكلة الدراسة
.3تساؤالت الدراسة
.2فرضيات الدراسة
.1أهمية الدراسة
.5أهداف الدراسة
..حدود الدراسة
.7التعريف اإلجرائي لمتغير الدراسة
3
مشكلة الدراسة:
اإلنسان حياة يعد األمن النفسي أحد أهم المطالب التي يجب توفرها لإلنسان فبه يعي
الكريم للفرد والمجتمع ,وقد هادئة مطمئنة يسودها االستقرار والهناء وبغيابه ال يتوفر العي
أولى القرآن أهمية بالغة لألمن النفسي لقوله تعالى "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف
"(قري ,اآلية )4 :
وقد أولى ماسلو أهمية بالغة لألمن النفسي حيث يرى ان األمن النفسي هو شعور الفرد بأنه
محبوب ومتقبل من اآلخرين وله مكان بينهم ,ويدرك أن بيئته صديقة وودودة غير محبطة
يشعر فيها بندرة الخطر والتهديد والقلق ( .العقيلي , 3001 ,ص)31
ويصنف ماسلو االحتياجات اإلنسانية إلى خمس احتياجات يحتل فيها األمن النفسي المرتبة
الثانية بعد االحتياجات الفسيولوجية ,مما يدل على حاجة الفرد لألمن النفسي في حياته.
كما أن الحاجة لألمن النفسي من ابرز الحاجات التي تقف وراء استم اررية عجلة السلوك
البشري ,و من الحاجات النفسية األساسية الالزمة للنمو النفسي ,وتحقيق التوافق و الصحة
ا لنفسية حيث يعد أيضا من المطالب األساسية لجميع األشخاص في كل فئات المجتمع
باختالف خصائصهم ,ومن بين الحاجات الهامة لبناء الشخصية اإلنسانية حيث أن جذوره تمتد
من الطفولة إلى المراهقة و تستمر حتى الشيخوخة ,و مما الشك فيه أن األمن النفسي يرتبط
ارتباطا وثيقا بجميع مجاالت الحياة و أهمها الجانب التعليمي األكاديمي (,طهراوي,300. ,
ص)49
وبتحقق األمن النفسي داخل األسرة أو المؤسسات التعليمية والمجتمع ويدرك الطالب أن بيئته
آمنة وان حاجاته مشبعة و المقومات األساسية لحياته غير معرضة للخطر يتحقق التوازن و
التوافق لديه( الطهراوي ,300. ,ص.)40
2
فاألمن ينتج عن تفاعل الفرد مع بيئته ومحيطه.و قد اتسعت وظيفة المدرسة لتشمل إكسابهم
اآلمن ,و استثمار معطيات الحاضر لبناء وتعليمهم المهارات والقدرات التي تمكنهم من العي
المستقبل ,فالمدرسة مكان صغير يشترك مجموعة من األعضاء يؤثرون و يتأثرون يبعضهم
البعض ,تهدف إلى إعداد الطفل لحياة يسودها األمن و االستقرار واالطمئنان النفسي بعيدا عن
كل الضغوطات النفسية و االجتماعية التي قد تؤدي به إلى ظهور اضطرابات سلوكية لديه ما
قد يجعل منه طفال عنيدا عنيفا مع كل األشخاص المحيطين به.
ويعتبر السلوك العنيف سلوك غير مرغوب فيه في جميع المجتمعات سواء كانت عربية
أو غربية حيث يجعل من الشخص منبوذا مكروها في المجتمع ,وخاصة في المدارس فإن
ظهور مثل هذه السلوكيات العنيفة عند الطالب تؤثر سلبا على عالقة المجتمع المدرسي المبني
على التفاعل و التعاون بين أفراده .كما يؤثر على مستوى األداء المدرسي عند هؤالء الطلبة
الذين يتصرفون تصرفا عنيفا مع زمالئهم ,ويسبب سمعة سيئة للمدارس التي تكتنفها تلك
السلوكيات (.الشهري ,3009 ,ص.)47
الدراسات السابقة:
يعتبر األمن النفسي محل اهتمام العديد من الباحثين في مجاالت علم النفس وعلوم التربية
تكتفي الطالبتان بعرض الدراسات ذات الصلة بموضوع بحثهما وهي كاألتي:
كان موضوعها األمن النفسي وعالقته باألنشطة اإلبداعية لدى التالميذ الخامسة ابتدائي
(دراسة ميدانية بمدينة غرداية ) ,طبقت الدراسة على 93تلميذ ( 62ذكر و 31أنثى) تم
اختيارهم بطريقة عشوائية ,استخدم فيها أداة تقيس األمن النفسي أما بالنسبة لألنشطة اإلبداعية
فتم تبني قائمة "تورانس" و أسفرت الدراسة إلى النتائج اآلتية:
ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين األمن النفسي واألنشطة اإلبداعية لدى تالميذ
السنة الخامسة ابتدائي.
0
ال تختلف طبيعة العالقة بين األمن النفسي واألنشطة اإلبداعية اختالفا داال إحصائيا
باختالف الجنس (ذكور /إناث) لدى تالميذ السنة الخامسة ابتدائي.
ال تختلف طبيعة العالقة بين األمن النفسي واألنشطة اإلبداعية اختالفا داال إحصائيا
باختالف مستوى التحصيل(مرتفع /منخفض) لدى تالميذ السنة الخامسة ابتدائي.
دراسة العقيلي ) : ( 2004
التي هدفت إلى الكشف عن طبيعة العالقة بين االغتراب و باألمن النفسي لدى عينة
عشوائية تكونت من 517طالبا من جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ،واستخدم في
دراسته مقياس االغتراب للمرحلة الجامعية من إعداد(مميرة أبكر ) 1989 ،والمقياس مقنن على
البيئة السعودية ،ومقياس الطمأنينة النفسية من إعداد(الدليم وآخرون ) 1993 ،وتوصلت
الدراسة إلى نتائج منها:
إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الطالب في ظاهرة االغتراب تبعا للكلية
والتخصص األكاديمي .في حين
ال توجد فروق ذات داللة إحصائية لدى الطالب في ظاهرة االغتراب
وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الطالب في الشعور بالطمأنينة النفسية تبعا
للكلية ،الصفوف الدراسية.
وجود عالقة ارتباطيه عكسية متوسطة بين ظاهرة االغتراب والشعور بالطمأنينة النفسية
لدى طالب الجامعة مما
يدل على أنه كلما زاد االغتراب قلت الطمأنينة النفسية بنسبة متوسط لدى الطالب
بعبارة أخرى كلما زادت الطمأنينة
النفسية كلما قل االرتباط(.العقيلي)2004،
5
مستوى األمن النفسي لدى موظفي مجلس الشورى مرتفع نسبيا.
مستوى األداء الوظيفي لدى موظفي مجلس الشورى مرتفع نسبيا.
توجد عالقة بين بعض أبعاد األمن النفسي واألداء الوظيفي(.السهلي( 2007،
تساؤالت الدراسة:
ما مستوى األمن النفسي لدى التالميذ العنيفين في المرحلة المتوسطة؟
هل يختلف األمن النفسي لدى التالميذ العنيفين في المرحلة المتوسطة باختالف
الجنس (ذكور /إناث) ؟
هل يختلف األمن النفسي لدى التالميذ العنيفين في المرحلة المتوسطة باختالف مستوى
التحصيل (مرتفع /منخفض) ؟
هل يختلف األمن النفسي لدى التالميذ العنيفين في المرحلة المتوسطة باختالف
المستوى( )4,3,2,1؟
6
فرضيات الدراسة :
نتوقع وجود أمن نفسي مرتفع للطلبة العنيفين في المرحلة المتوسطة.
ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في األمن النفسي تعزى لمتغير الجنس(ذكور/إناث )
لدى التالميذ العنيفين في المرحلة المتوسطة.
ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في األمن النفسي تعزى لمتغير التحصيل
(مرتفع/منخفض) لدى التالميذ العنيفين في المرحلة المتوسطة.
ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في األمن النفسي تعزى لمتغير المستوى()4,3,2,1
لدى التالميذ العنيفين في المرحلة المتوسطة.
7
حدود الدراسة:
الحد الزماني :تم القيام بالدراسة في السنة الجامعية .3041_3042
الحد المكاني :تم إجراء الخطوات الميدانية لهذه الدراسة ببعض متوسطات مدينة ورقلة.
الحد البشري :تناولنا في هذه الدراسة موضوع األمن النفسي لدى التالميذ العنيفين عند عينة
من التالميذ المراهقين المتمدرسين في بعض متوسطات مدينة ورقلة وقد بلغ تعدادها حوالي
420تلميذ من كال الجنسين خالل السنة الجامعية.3041_3042
التعريف اإلجرائي لمتغير الدراسة:
تعريف األمن النفسي لدى التلميذ العنيف :هو شعور التلميذ العنيف في المرحلة المتوسطة
بحالة من الطمأنينة و االرتياح و االستقرار و أنه مقبول و محبوب من قبل اآلخرين ,فهو يعد
من أهم المحفزات التي تؤدي بالتلميذ إلى تحقيق النجاح في تحصيله الدراسي ,ويتم معرفة ذلك
من خالل الدرجة التي تحصل عليها في مقياس األمن النفسي لدى الطفل و المراهق الذي أعده
(بن ساسي ,)3042,و تصنف مستويات األمن النفسي حسب المتوسط الحسابي النظري()51
كاآلتي:
-أمن نفسي متوسط :درجة الفرد =51
-أمن نفسي مرتفع :درجة الفرد <51
-أمن نفسي منخفض :درجة الفرد>51
8
الفصل الثاني :األمن النفسي لدى التلميذ العنيف
-تمهيد
المبحث األول :األمن النفسي
9
تمهيد
يعد األمن النفسي مطلبا رئيسيا وضروري لحياة الفرد و المجتمع ,فهو احد أهم مقومات
الحياة فال يستطيع الفرد منا تحمل حياة الخوف و التهديد و الفزع و القلق لذا نسعى نحن البشر
إلى محاربة هذه المخ اوف بكل ما لنا من طاقة لننعم بحياة أفضل يسودها االستقرار و الهدوء و
الطمأنينة و السكون .و عند الحديث عن األمن النفسي نجد العديد من العلماء من يصنفونه في
مراتب فهناك من وضعه في المرتبة الثانية بعد الحاجات الفسيولوجية و البعض اآلخر وضعه
في المرتبة األولى مع الحاجة إلى األمن الغذائي وذلك لقوله تعالى" الذي أطعمهم من جوع و
اآلية )1 آمنهم من خوف" (قري
والحديث عن األمن النفسي يجرنا للحديث عن أهم تعريفاته ونظرة اإلسالم إليه
باإلضافة إلى أهميته بالنسبة للفرد ,كما سنتطرق في هذا الفصل إلى أهم النظريات المفسرة له.
أما عن العنف في هذا العصر فهو يعتبر ظاهرة سلوكية واسعة االنتشار تكاد تشمل العالم
درسات نفسية عديدة تناولته خاصة في المراهقة التي تعتبر العنف أمر غير
بأسره ,ولهذا هناك ا
اضطربات في سلوكياته تؤثر على
ا طبيعي ،إذا بقيت مستمرة مع إستمرار نموه فقد تخلق لديه
تكيفه النفسي واالجتماعي داخل المدرسة و خارجها.
11
المبحث األول :األمن النفسي
مفاهيم األمن النفسي
لغة :التعريف اللغوي لكلمة أمن أمنا وأمانا وأمانة وأمنا وآمنا وأمنه اطمأن ولم يخف،
فهو آمن ،وأمن وأمين يقال :لك األمان أي قد آمنتك .والبلد اطمأن أهله فيه ،وأمن الشر ،وفيه:
سليم ،وأمن فالنا على كذا :وثق به واطمأن إليه أو جعله أمينا.
( الشويعر , 1986,ص(159
تعريف سيد صبحي :الشعور باألمن النفسي هو حاجة نفسية دائمة و مستمرة للفرد
لمواجهة ما يهدده من مخاطر ومخاوف تأتيه من الداخل تكون مصحوبة من ذاته نفسها.
( بدير ,3001 ,ص.)334
تعريف حامد زهران :هو الحاجة إلى الشعور بان البيئة االجتماعية بيئة صديقة ,وشعور
الفرد بأن اآلخرين يحترمونه و يقبلونه داخل الجماعة ,و هي من أهم الحاجات األساسية
الالزمة للنمو النفسي السوي و التوافق النفسي و الصحة النفسية ,و يؤدي إشباع حاجات الفرد
إلى تحقيق األمن النفسي(.)Psychological Security
(زهران ,4909,ص)22
وقد حدد ريف Ryffنموذجا لألمن النفسي يتكون من ستة عناصر أساسية تشكل مفهوم
األمن النفسي ،وان عدم وجود هذه العناصر أو تدنيها يعد مؤش ار إلى عدم الشعور باألمن
النفسي ) .باشماخ ، 2001 ،ص) 16
وهي على النحو التالي:
)4تقبل الذات :ويتمثل في نظرة الفرد لذاته نظرة إيجابية والشعور بقيمته وأهمية الحياة.
)3العالقات اإليجابية مع اآلخرين :وتتمثل في قدرة الفرد على إقامة عالقات ايجابية مع
اآلخرين تتسم بالثقة واالحت ارم المتبادل.
)2االستقاللية :وتتمثل في اعتماد الفرد على نفسه وتنظيم سلوكه وتقييم ذاته من خالل
معايير محددة يضعها لنفسه.
)1السيطرة على البيئة الذاتية :وتتمثل في قدرة الفرد على إدارة بيئيته واستغالل الفرص
الجيدة الموجودة في بيئته لالستفادة منها.
11
)5الحياة ذات أهداف :وتتمثل في أن يضع الفرد لنفسه أهدافا محدده وواضحة يسعى إلى
تحقيقها.
).التطور الذاتي :وتتمثل في إدراك الفرد لقدراته وامكانياته والسعي نحو تطويرها مع تطور
الزمن( .العقيلي ,3001 ,ص)35
13
إذا نظرنا إلى النظريات اإلنسانية في األمن النفسي نجد أنها ركزت على الحياة الدنيا
والجوانب المادية فقط في مجال تفسير الواقعية مما يجعلها غير كافية خاصة للفرد المسلم ,ولقد
بدأت تظهر حديثا اتجاهات بين بعض علماء النفس تنادي بأهمية الدين في الصحة النفسية
والتكيف االجتماعي ،وترى أن اإليمان باهلل قوة خارقة تمد اإلنسان بطاقة روحية تعينه في
تحمل مشاق الحياة ،وتجنبه القلق الذي يتعرض له كثير من الناس الذين يعيشون في هذا
العصر الحديث الذي يسيطر عليه االهتمام الكبير بالحياة المادية والتنافس الشديد من أجل
الكسب المادي والذي يفتقر في الوقت نفسه إلى الغذاء الروحي وجعله نهبا للقلق ،وعرضة
لإلصابة باألمراض النفسية.
وتمدنا دراستنا لتاريخ األديان ،وبخاصة الدين اإلسالمي بأدلة عن نجاح اإليمان باهلل في
شفاء النفس من أمراضها ،وتحقيق الشعور باألمن والطمأنينة والوقاية من الشعور بالقلق ،وما
قد ينشأ عنه من أمراض نفسية ومما يجدر مالحظته أن العالج يبدأ عادة بعد حدوث المرض
النفسي ،أما اإليمان باهلل إذا ما بث في النفس اإلنسانية منذ الصغر ،فإنه يكسب اإلنسان مناعة
ووقاية من األمراض النفسية( .نجاتي 2001 ،م ,ص ) 270
فاإليمان باهلل واالعتماد عليه مع تزكية النفس باألعمال الصالحة هو الموصل إلى
السكينة والطمأنينة واألمن ،وقد وصف القرآن الكريم ما يحدثه اإليمان من أمن وطمأنينة في
نفس المؤمن بقوله " :الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم ٍ
بظلم ،أولئك لهم األمن وهم مهتدون"(األنعام
" ،)82الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر اهلل ،أال بذكر اهلل تطمئن القلوب "(الرعد " ،) 28ما
أصاب من مصيبة إالّ بإذن اهلل ،ومن يؤمن باهلل يهد قلبه واهلل بكل شيء عليم" (التغابن.)11,
وقد جاء لفظ األمن في بعض أقوال النبي – صلي اهلل عليه وسلم ،وأدعيته ،تشريعاته،
وتوجيهاته السديدة ومدح به من أنعم اهلل عليهم به ،فقد صح عنه أنه قال "من أصبح منكم آمنا
في سربه ،معافى في بدنه ،عنده قوت يومه ،فكأنما حيزت له الدنيا" ،وكان يقول عليه الصالة
والسالم في دعاءه " اللهم إني أسألك األمن يوم الخوف" ،واذا رأى الهالل دعا ربه قائال " اللهم
أهله علينا باألمن واإليمان"(.يوسف ,د.س ,ص.) 18 – 19
وتؤكد هذه األدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على أن اإلسالم اهتم بإشباع
الحاجة إلى األمن النفسي ،فهو يعتبرها من الضروريات التي ال غنى عنها والتي ال يمكن أن
تتحقق وتشبع إال باإليمان باهلل سبحانه وتعالى.
12
إن ما يحدثه اإليمان من أمن وطمأنينة في نفس المؤمن يمده باألمل والرجاء في عون
اهلل ورعايته وحمايته .إن إيمانه مصدر أمنه ،وألمن من ثمرات الطمأنينة والسكينة بل هو نوع
منها ،إن طمأنينة تتعلق بالمستقبل بكل ما يتوقعه اإلنسان ويخاف منه وال سعادة بدون هذا
األمن النفسي (نقال عن مذكرة العنزي,3001 ,ص ,70مرسي 1994 ،م).
ولتحقيق الصحة النفسية السليمة ،نجد أن المؤمن الصادق اإليمان ال يشعر بالقلق
الناشئ عن اإلحساس الالشعوري بالذنب ،وهو ما يعاني منه كثير من المرضى النفسيين،
ويرجع ذلك لعدة أسباب:
أوال :أن المؤمن الذي يربى منذ طفولته على التربية اإلسالمية الصحيحة ال يتعرض
بسهولة لإلغراءات التي تدفعه إلى ارتكاب الذنوب والمعاصي التي تؤرق ضميره وتشعره
بالدونية وحقارة النفس وتجعله فريسة للشعور بالذنب وتأنيب الضمير.
ثانيا :أن المؤمن إذا أخطأ وهو أمر ال مفر منه ،فإنه ال يلبث أن يتذكر خطأ و يعترف
ً
به ويستغفر اهلل تعالى على ما ارتكب من خطأ ويتوب إلى اهلل ،وهو يعلم أن اهلل
سبحانه وتعالى يقبل التوبة ويغفر الذنوب( .نفس المرجع السابق ,ص ,79نجاتي) 2001،
مما سبق نرى أن األمن النفسي في التصور اإلسالمي مرتبط بقوة اإليمان أوال ثم تحقق
هذه القوة في سلوك االلتزام باألوامر الشرعية والسعي إلشباع كافة الحاجات لدى الفرد ،كما أن
اإليمان يزيل جميع العلل المادية والحضارية في عالمنا المعاصر ،إذ أن األمراض النفسية تزداد
مع نشاط الحياة القائمة على المادة وحدها بعيدا عن اإليمان وقوته.
لذا فإن التصور اإلسالمي لألمن يغطي احتياجات اإلنسان الروحية والجسمية و النفسية
والعقلية واالجتماعية بال إفراط وال تفريط ،مما يجلب له األمن النفسي الذي يسعى إليه كل
إنسان.
10
أهمية األمن النفسي:
يعتبر األمن النفس من أهم مقومات الحياة تطلع إليه اإلنسان في كل زمان ومكان من
مهده إلى لحده ،فإذا وجد ما يهدده في نفسه وماله وعرضه ودينه هرع إلى مكان آمن نشد فيه
األمان و االطمئنان ,وتبدو أهمية الحاجة إلى األمن في تقسيم ماسلو للحاجات اإلنسانية حيث
وضعها في المستوى الثاني من النموذج الهرمي للحاجات ،وهذا التقسيم بدا بالحاجات
الفسيولوجية ثم الحاجة إلى األمن فالحاجة إلى الحب ،فالحاجة إلى التقدير واالحترام ثم الحاجة
إلى تحقيق الذات.
ويرى ماسلو أن تحقيق الذات قليل االحتمال فقد أوضح أن 1%فقط يحققون ذاتهم) .
نقال عن مذكرة الشهري ,3009 ,ص ,20حسين 1989 ،م(
واألمن النفسي أحد الحاجات المهمة للشخصية اإلنسانية حيث تمتد جذوره إلى طفولة
المرء ،واألم هي أول مصدر لشعور الطفل باألمن ،ولخب ارت الطفولة دور مهم في شعور
المرء باألمن النفسي ،فأمن المرء يصير مهددا في مرحلة من مراحل العمر إذا ما تعرض
لضغوط نفسية أو اجتماعية ال طاقة له بها ،مما قد يؤدي إلى االضط ارب النفسي ،لذلك
يعتبر األمن النفسي من الحاجات ذات المرتبة العليا لإلنسان يتحقق بعد تحقيق حاجاته الدنيا.
) نفس المرجع السابق ,ص ,39جبر 1996 ،م(
فالحاجة إلى األمن النفسي تعتبر عند ماسلو حاجة أساسية البد من إشباعها ليستطيع
الفرد أن ينمو سليما ،فتوافق الفرد في مراحل حياته المختلفة يتوقف على مدى شعور الفرد
باألمن في طفولته ،فإذا تربى الفرد في جو أسري آمن فإنه يميل إلى تعميم هذا الشعور على
بيئته االجتماعية فيرى أنها مشبعة لحاجته ،فيتعاون و يتعامل بصدق مما يجعله يحضى
بتقدير وتقبل اآلخرين فينعكس ذلك على تقبله لذلك ).باشماخ 1999 ،م,ص ( 39
يشير الخليل )1991م (إلى أهمية الجو العاطفي لألسرة وتأثيره على شعور األبناء
باألمن النفسي فقد أكد على وجود عالقة بين الجو العاطفي السائد في األسرة ومستوى تكيف
األبناء النفسي واالجتماعي ،فالجو األسري الذي يسوده الوفاق واالحترام والتفاهم يعكس أثره
على تكيف األبناء وعلى نمو االتجاهات اإليجابية عندهم كما أنه ينعكس على عالقتهم
وسلوكهم بشكل عام(نقال عن مذكرة الشهري ,3009,ص ,29الشريف) 2003،
15
حاجة المراهق إلى األمن
المراهق فترة حرجة و هي انتقالية مؤقتة يحكمها تغيرات سريعة فهي غير مستقرة, يعي
وهذا الحرج في هذه الفترة يؤثر على المراهق من حيث االستقرار النفسي ,و الطمأنينة ,فالمراهق
يحتاج إلى األمن و الطمأنينة بقدر ما يعيشه من تبادالت عقلية و نفسية و انفعالية و
اجتماعية ,فهو يحتاج إلى من يبث في روعه االطمئنان و األمان لذا ال بد من إسهام البيئة
التربوية ببث األمن و الطمأنينة (السهيلي ,د س ,ص )12في الكيان النفسي للمراهق حتى
يتمكن من إشباع حاجاته من العلم و المعرفة ,المنهج اإلسالمي يركز على إشباع الحاجات
األمنية و نبذ المخاوف التي تلم بالمراهق و أهم هذه المخاوف هي:
التخوف من تحمل المسؤولية و النجاح فيها.
الخوف من التحوالت الجسدية و الشكلية.
التخوف من مواقف الحوار و المواقف االجتماعية.
التخوف من الحاالت العاطفية و االنفعالية.
والنموذج اإلسالمي هو من أعظم نماذج التعامل مع القضية الحرجة والخطرة في حياة
الشباب ,فإشباع الطمأنينة في جينات المراهق ,وازالة الغموض ,وكشف المخاوف ,بتزويده
بأفكار أساسية وكلية عن الحياة والكون والتي تتمثل في أركان اإليمان.
(المرجع السابق ,ص)11
من خالل ما تطرقنا إليه في هذا العنصر نستخلص أن حاجة المراهق إلى األمن
النفسي ضرورية لتجاوز هذه المرحلة الحرجة والتغلب عن مخاوفه من اجل الوصول إلى
أهداف مرموقة في حياته وتحقيق مستوى من النجاح في حياته ,حيث تعتبر الحاجة إلى األمن
النفسي واالستقرار االنفعالي من أهم العوامل المساعدة على بناء شخصية مراهقة.
أبعاد األمن النفسي
يشتمل األمن النفسي على أبعاد أساسية و أبعاد ثانوية سندرجها فيما يلي:
أوال :األبعاد األساسية :تتمحور في ثالث أبعاد أساسية في ما يلي:
الشعور بمحبة اآلخرين و قبولهم و محبتهم و مودتهم.
الشعور بالعالم كوطن و باالنتماء و المكانة بين المجموعة.
مشاعر األمن و ندرة مشاعر التهديد و القلق.
16
ثانيا :األبعاد الثانوية:
تنتج عن األبعاد األساسية احد عشر بعدا فرعيا تتمثل في :إدراك العالم و الحياة بدفء
بأخوة و صداقة ,إدراك البشر بصفتهم الخيرة من حيث و مسرة بحيث يستطيع الناس العي
الجوهر و بصفتهم ودودين و خيرين مشاعر الصداقة الدافئة نحو اآلخرين حيث التسامح و قلة
العدوانية و مشاعر المودة مع اآلخرين االتجاه نحو توقع الخير و اإلحساس بالتفاؤل بشكل
عام ,الميل للسعادة و القناعة ,مشاعر الهدوء و الراحة و االسترخاء و انتقاء الصراع ,الميل
لالنطالق من خارج الذات على تفاعل مع العالم ومشكالته دون التمركز حول الذات ,تقبل
الذات والتسامح معها و تفهم االندفاعات ,الرغبة في امتالك القوة و الكفاية في مواجهة
المشكالت بدال من الرغبة في السيطرة على اآلخرين ,الخلو النسبي من االضطرابات العصبية
والقدرة النظامية في مواجهة الواقع ,االهتمامات االجتماعية و بروز روح التعاون واللطف
واالهتمام باآلخرين( .سعد ,1999,ص)18
كما تلعب أساليب المعاملة الوالدية دو ار هاما في الشعور األمن النفسي حيث يعتبر التسلط و
السيطرة وعدم احترام حاجات الفرد الفردية وحرمانه من الحنان أو الحماية الزائدة من أهم
17
مصادر عدم الشعور باألمن ولما كانت األسرة هي المجال االجتماعي التي تتشبع فيه الحاجة
لألمن وتمارس تأثيراتها في الطفل لمدة طويلة فان الخبرات الطفلية تعمل على تشكيل األمن
النفسي لدى الفرد( سعد,4999,ص 30و)34
وأشار"أبا بكر" أن األمن الداخلي ينبعث من اإلنسان لعوامل متعددة منها:
المستوى التعليمي
الثقافة
وجود الشخص مع أفراد يعتنون به
السن
بلوغ الهدف(السهيلي ,د س ,ص )1.
التخلي عن موقف متوعد يهدد الفرد
العائلة المباشرة (األسرة)
اإليمان (السهيلي ,د س ,ص)17_1.
من خالل ما تطرقنا إليه في هذا العنصر نستخلص أن هناك العديد من العوامل التي
تؤدي إلى األمن النفسي ,حيث صنفت إلى قسمين و منها العوامل التي تتعلق بالعالم الخارجي
و التي تتمثل في البيئة المحيطة بالفرد ومنه يبرز دور الوراثة و البيئة السيئة لها دور في تنمية
سمة القلق و منه عدم الشع ور باألمن النفسي باإلضافة إلى دور التنشئة االجتماعية التي تبرز
من خالل أساليب المعاملة الوالدية السيئة التي تولد أيضا عدم الشعور باألمن ,أما بالنسبة
للعوامل المتعلقة بالفرد نفسه ما أشار إليه "أبا بكر" و التي تتمثل في المستوى التعليمي ,الثقافة,
السن ,بلوغ ا لهدف ,وجود شخص مع أفراد يعتنون به ,التخلي عن موقف متوعد يهدد الفرد,
العائلة المباشرة أو األسرة ,اإليمان و كيفية تنمية هذه العوامل بالنسبة للفرد من اجل الوصول
إلى مستوى عال من الشعور باألمن النفسي.
18
النظريات المفسرة لألمن النفسي
يختلف مفهوم األ من النفسي باختالف االتجاهات النفسية لكل نظرية من النظريات و
التي سنعرضها على النحو التالي:
أوال :نظرية التحليل النفسي :يرى سيغموند فرويد أن هناك بناءات للشخصية و تتمثل في:
الشعور :ويمثل الجزء الواعي من العقل ,ويشمل الجزء األكبر من "األنا" العمليات
العقلية الواعية.
ما قبل الشعور :ويحوي تلك الخبرات التي ال تكون في مركز الوعي إال انه يمكن
استرجاعها بشيء من الجهد وأيضا الخبرات في طريقها إلى الكبت.
الالشعور :يعد الجزء األهم من وجهة نظر فرويد ,حيث يمثل الجزء األعمق من العقل و
البعيد عن الوعي حيث تكون محتوياته ال شعورية و عادة ما ترتبط الرغبات باإلحداث الماضية
و التي ترتبط عادة بالمركبات االوديبية المرتبطة بالجن و العدوان ,التي حولت عن طريق
ميكانيزمات الدفاع (الكبت) من حيز الوعي إلى حيز الالوعي أو الالشعور .و بذلك فان الفرد
يولد مزودا بغرائز و دوافع معينة ,و إن الحياة عبارة عن سلسلة من الصراعات تعقبها اشباعات
أو احباطات ,وعليه فان الفرد في صراع بين دوافعه الشخصية التي ال يقبلها المجتمع من جهة
و المطالب االجتماعية من جهة أخرى ,و يذكر:
الدوافع األولى :تمثل دوافع الحياة و البقاء و يتبلور حول الدوافع الجنسية
الدوافع الثانية :تمثل دوافع الموت و يتبلور حول الدوافع العدوانية( .السهيلي,3007,ص
)35/31
19
و العالقة بين هذه الدوافع هي عالقة صراع و ليست عالقة انسجام ,و اإلنسان الذي
يكون باستطاعته أن يحب و أن يعمل ,و من ذلك نرى أن محور التوافق النفسي عند أصحاب
هذه النظرية يهمل دور الفرد في الجماعة كما أنه يبعد الفرد عن إنسانيته و يجعله عبدا إلشباع
حاجاته ,و يسلب الفرد إرادته فيجعل سلوكه مقترنا باستجابة تتعدل وفق المتغيرات الخارجية ,و
يجعل اإلنسان طوال حياته أسير نفسه الغريزية و العدوانية و األنانية ,وقد أقام فرويد نظريته
هذه على أساس صراع غريزي ,إذ أن األنا تواجه النزاعات الغريزية للهو التي تحاول التعبير
عن نفسها ,و يترتب عن ذلك صراع داخلي في أعماق الالشعور ,و نتيجة لخشية األنا من
في قلق دائم و ذلك من مسببات عدم الشعور تقهر النزاعات الغريزية للهو فإن الشخصية تعي
باألمن.
و كذلك وجود صراع بين األنا و األنا األعلى عن طريق إصدار األوامر و النواهي
الذي قد يأخذ شكال مرضيا ,و تستحوذ على الفرد أفكار ملحة الهتمام الذات بعدم الشعور
باألمن و الطمأنينة نتيجة لقلق الضمير الذي يصبح شيئا ال يطاق (.الحارث و آخرون300.,
,ص )410
نستخلص من هذه النظرية (نظرية التحليل النفسي) أن هناك صراع غريزي بين األنا
الذي هو بمثابة المراقب و مطالب الهو ,و األنا األعلى و الذي يتمثل في الضمير ,مما يؤدي
إلى انعدام الشعور باألمن النفسي ,حيث انه كي يتحقق الشعور باألمن فإنه على األنا أن يوفق
بين مطالب الهو و األنا األعلى ,و بذلك فإن الشعور باألمن النفسي يتحقق من خالل االنسجام
بين الهو ,و األنا ,و األنا األعلى.
ثانيا :نظرية التعلم االجتماعي :ظهرت هذه النظرية على يد عالم النفس الشهير "
ألبرت بان دو ار " األمريكي بجامعة ستانفورد ,حيث تؤكد نظرية التعلم االجتماعي على التفاعل
الحتمي المتبادل و المستمر للسلوك و المعرفة و التأثيرات البيئية ,و السلوك اإلنساني و
محدداته الشخصية و البيئية تشكل نظاما متشابكا من التأثيرات المتبادلة و المتفاعلة فإنه ال
يمكن إعطاء أي منهما مكانة متميزة و تتضح هذه التأثيرات المتبادلة من خالل السلوك ذو
الداللة( .السهلي ,3007 ,ص .)30_37
31
نستخلص من نظرية التعلم االجتماعي أنها تتصور كل سلوك متعلم عن طريق التعلم
بالمالحظة فبالنسبة لمفهوم األمن النفسي فهو سلوك متعلم وذلك بتعلم األطفال من آبائهم ,أو
المحيطين بهم األمن النفسي .فإذا كانت األسرة أو الوالدين يعيشون في استقرار وأمان فان
األطفال يتعلمون األمن النفسي عن طريقهم واذا كانوا يشعرون بالتهديد و الخطر فإنهم
سيتعلمون هذا السلوك ومنه يشعرون بعدم األمان أي أن شعور األمن النفسي سلوك متعلم
يتعلمه فرد عن أفراد آخرين.
ثالثا :النظرية اإلنسانية :يقوم تصور األمن النفسي عند أصحاب االتجاه اإلنساني ومن
بينهم "روجرز"" ,ألبرت"" ,ماسلو"....الخ على تحقيق الفرد لذاته ,وان الفرد يشعر بالتهديد و
العجز عن عدم استطاعته إشباع حاجاته و مواجهة مشكالته بمعنى آخر فقدان األمن النفسي
وفقا لهرم "ماسلو" للحاجات ,حيث تقوم هذه النظرية على أساس أن اإلنسان لديه رغبات يسعى
إلشباعها حسب التسلسل الهرمي حيث انه رتب الحاجات وفقا للتالي :الحاجات الفسيولوجية,
الحاجة إلى األمن ,الحاجة للحب ,الحاجة لالنتماء ,الحاجة للتقدير الذات ,الحاجة لتحقيق
الذات( .السهيلي ,3007 ,ص )35
افترض "ماسلو" أن هذه الحاجات مرتبة ترتيبا هرميا على أساس أسبقيتها و إلحاحها أو
على أساس قوتها رغم أنها كلها حاجات فطرية فان بعضها أقوى من البعض اآلخر ,حيث انه
كلما انخفضت الحاجات في التنظيم الهرمي كانت أكثر قوة و كلما ارتفعت كانت اضعف ,و قد
وضع "ماسلو" الحاجة إلى األمن تلي الحاجات الفسيولوجية مباشرة نظ ار ألهمية هذه الحاجة
كدوافع مسيطرة( .بدير ,3001 ,ص)320
أطلق "ماسلو" على الحاجات األربع األولى بالحاجات الحرمانية في حين سمى الحاجات
التي يسعى الفرد من ورائه ا لتحقيق أقصى طاقات النمو ليصبح فردا متكامال بالحاجات النمائية
باإلضافة إلى الحاجات الجمالية و الحاجة إلى العلم و المعرفة ,كما هو موضح في الشكل
التالي:
31
التسلسل الهرمي عند "ماسلو"
الحاجات الفيسيولوجية
المستوى الثاني :الحاجة إلى األمن :حيث تشبع الحاجات الفسيولوجية األساسية إشباعا
كافيا ,تظهر الحاجة إلى األمن و تتضمن شعور الفرد بالطمأنينة ,و االستقرار ,و الحماية ,و
النظام و التحرر من الخوف و القلق .والحاجة إلى األمن هي محرك الفرد لتحقيق أمنه ,و هي
ترتبط بغريزة البقاء ,و تتضمن الحاجة إلى األمن شعور الفرد بان بيئته صديقة و مشبعة
للحاجات و بان اآلخرين يحبونه و يتقبلونه داخل الجماعة ,و االستقرار و األمن األسري ,و
التوافق االجتماعي ,و القدرة على حل المشكالت النفسية و االجتماعية.
(الخالدي ,3000 ,ص)494
33
المستوى الثالث :الحاجة إلى االنتماء و الحب :كما هو معروف أن اإلنسان كائن
اجتماعي لذا فعندما يكون هناك توافر للحاجات الفسيولوجية و حاجات لالمان تبرز حاجات
اإلنسان إلى االرتباط باألصدقاء و الجماعات و تتمثل في الحصول على الحب و العطف و
السند و االنتماء للجماعة ,إذ أن االستجابة االيجابية للفرد اتجاه الجماعة تجعله عنص ار مقبوال
معه بود وتفاهم .ويتأتى ذلك من خالل توافقه مع معايير الجماعة من قبل أفراد مجتمعه فيعي
التي ينتمي إليها( .الحارث و آخرون ,300. ,ص)459
المستوى الرابع :الحاجة إلى التقدير و احترام الذات :في هذه المرحلة يسعى الفرد إلى
االعتزاز بنفسه ,وتكوين الثقة بنفسه و االعتناء بالعمل الذي يؤديه و الكفاءة و احترام اآلخرين
له ,و المكانة االجتماعية العالية التي يمكن تحقيقها في مجال العمل من خالل الوصول إلى
وظائف و مواقع مرموقة( .السهيلي ,د س ,ص)49
المستوى الخامس الحاجة إلى تحقيق الذات :في هذه المرحلة يسعى اإلنسان الن
يتميز عن غيره بأعمال مجتمعة و يحاول أن يكون وضعه ذا خصوصية و تحقيق شهرة أعلى
أو مستوى معينا ,وذلك من خالل استغالل الظروف المتوفرة له و إمكانياته الذاتية ,و يتصف
من يسعون لتحقيق هذه الحاجة باستعدادهم للحصول عليها مهما واجهتم من صعاب( .الحارث
وآخرون ,300. ,ص)4.0
الحاجة للمعرفة و الفهم :تتمثل بالرغبة في اكتساب المعلومات ,و الشغف المعرفي و
الفهم و حب االستطالع و المغامرة ,و تظهر هذه الحاجات في الرغبة في االستكشاف معرفة
حقائق األمور و حب االستطالع و تبدو هذه الحاجة أيضا في التحليل و التنظيم و الربط و
إيجاد العالقات بين األشياء( .سليم و آخرون ,300. ,ص)453
الحاجات الجمالية :وتتمثل بما يرتبط باإلحساس بالجمال و االرتياح لألشياء الجميلة و
الخيال و التناسق و النظام(.الحارث و آخرون ,300.,ص)4.0
نستخلص من النظرية اإلنسانية ل "ماسلو" على أنها تقوم على تحقيق الفرد لذاته وذلك
من خالل إشباع رغباته حسب التسلسل الهرمي الذي يقوم على أساس إلحاحها و أسبقيتها بدءا
من الحاجات الفسيولوجية وصوال لحاجات تحقيق الذات و الفرد الذي يشعر بالتهديد و العجز
عن عدم استطاعته إشباع حاجاته و مواجهة مشكالته و هذا ما يؤدي إلى فقدان األمن
النفسي.
32
معوقات األمن النفسي
خطير على المستوى المجتمعي حينما يتعرض الفرد
ا أمر
تمثل معوقات األمن النفسي ا
لعوامل ضاغطة متنوعة ،تؤثر في النسق القيمي للفرد ،مما تجعله في حالة قلق واضطراب
مستمر ومن هذه المعوقات لألمن النفسي:
. 4المعوقات االقتصادية :من المسلّم به أن المستوى االقتصادي المنخفض يهدد حياة األفراد،
حيث أن قلة الدخل الشهري تخلق لدى األفراد مشاعر عدم االطمئنان في إشباع حاجاته
المعيشية اليومية ورغباته الذاتية.
. 3التغيير في نسق القيم :إن القيم تشير إلى معتقدات الفرد التي يؤمن بها ،فإذا حدث تغير
في أشكال السلوك التي يتم اختيارها إلشباع الحاجة لألمن النفسي ،فإن الفرد يتبنى قيما تعمل
على تبرير السلوك غير المقبول اجتماعيا وشخصيا ،كأن يبرر العدوان مثال على أنه دفاع عن
النفس.
. 2الحروب والخالفات :إن وقوع الحروب والخالفات تؤدي إلى إحداث تغيرات اقتصادية
واجتماعية ،تؤدي إلى تفكك العالقات االجتماعية ،وارتباك األوضاع االقتصادية مما يترتب
عليها نشوء حاجات جديدة ألفراد المجتمع ،وظهور أنماط جديدة من ردود األفعال والسلوك،
وهذه التغيرات تكون نتيجة لشعور الفرد بالخوف وعدم المقدرة على سد حاجاته األساسية.
. 1العوامل الثقافية والتنشئة االجتماعية المضطربة :إن العوامل المحيطة بالفرد في وسطه
االجتماعي كاضطراب العوامل الثقافية وشيوع أنماط غير سوية من أساليب التنشئة االجتماعية،
سرعان ما تتحول مستقبال إلى تناقضات وصراعات تهدد الفرد في حالة مواجهته لها أو االنتقال
إلى بيئات أخرى مختلفة في أنماط بنائها( .السهلي ,3000 ,ص .)22
ضعف الوعي الديني :يعد انخفاض مستوى الوعي الديني من اُلسبل التي .5
تعوق وتهدد الطمأنينة واألمن النفسي للفرد والمجتمع أيضا (.نفس المرجع السابق,
ص .)21
من خالل ما تطرقنا إليه في هذا العنصر نستخلص أن العوامل المعيقة و المهددة
لألمن النفسي تنتج غالبا عن مواقف ضاغطة تعترض سبيل الفرد ,و هي تعد للشعور باألمن
النفسي و التي تتمثل في المستوى االقتصادي المتدني أو المنخفض ,التغير في القيم و ذلك من
خالل تغير بعض المعتق دات ,و الحروب و الجرائم التي يتعرض لها الفرد في حياته ,العوامل
30
الثقافية و التنشئة االجتماعية المضطربة و التي تبرز في الفساد االجتماعي و تغير الثقافات
إلى االنحراف األخالقي ,باإلضافة إلى ضعف الوعي الديني لألفراد و الجماعات يؤدي بهم إلى
عدم الشعور باألمن النفسي و الراحة و االستقرار.
35
المبحث الثاني :العنف
مفهوم السلوك العنيف
لقد اهتم الباحثون في مجال العلوم اإلنسانية واالجتماعية بتحديد مفهوم العنف ،وقد
انتهى كل فريق إلى تحديد المفهوم وفقا لتوجهه النظري ،وسوف نعرض بعض التعريفات فيما
يلي:
التعريف اللغوي:
يرجع أصل كلمة " عنف " في اللغة إلى" عّنف "يقال َعنف به وعليه يعنف ،عنفا
وشدة وعتب علي ,إعتنف أي
وعنافة ،لم يرفق به فهو عنيف ،ويقال عنف فالنا أي المه بعنف ّ
أخذه بعنف( .الرفاعي، 2010 ،ص) 89
وهو أيضا":الخرق باألمر ،وّقلة الرفق به ،وأعنف الشيء ،أي أخذه بشدة".
(أبو جادو ، 2004 ،ص(03
تعريف الخطيب:
هو سلوك يهدف إلى إحداث نتائج تخريبية أو مكروهة و إلى السيطرة من خالل القوة
الجسدية أو اللفظية على اآلخرين(محمد حسين العمارية ، 2002 ،ص.(12
يعرفه القاموس الفرنسي على أنه كل ممارسة للقوة عمدا أو جو ار وكلمة عنف
Violenceالفرنسية مستعارة من الكلمة الالتينية التي تشير إلى القوة ,فمصطلح القوة والعنف
مشتقان من أصل واحد ،وان كان مفهوم القوة ( )Forceأكثر شمولية من العنف فهذا األخير
من الناحية اللغوية هو اإلكراه المادي الواقع على شخص إلجباره على سلوك أو التزام ما,
وكلمة عنف في اللغة العربية من الجذر (ع-ن-ف) وهو الخرق باألمر وقلة الرفق به وهو
عنيف ،إذا لم يكن رقيقا في أمره وعنف به وعليه عنفا وعنافة أخده بشدة وقسوة ،والمه وعيره،
واعتنف به اآلمر :أخده بعنف ،وأتاه ولم يكن على علم ودراية به ،واعتنف الطعام واألرض أي
كرههما ,وهكذا نجد كلمة عنف تشير في اللغة العربية إلى كل سلوك يتضمن معاني الشدة
والقسوة ,أما في اللغة اإلنجليزية فإن األصل الالتيني لكلمة Violence ,وهو Violentia
ومعناه :االستخدام غير المشروع للقوة المادية بأساليب متعددة إللحاق األذى باألشخاص
واإلضرار بالممتلكات ،ويتضمن ذلك معاني العقاب واالغتصاب والتدخل في حريات اآلخرين(.
قبي ,3003,ص)403,444
36
التعريف االصطالحي:
عرف روندالف و آخرون العنف بأّنه " سلوك هجومي واعتدائي ،وهو سلوك تخريبي
هدام ،وفي أغلب األحيان يؤدي إلى إلحاق أضرار مادية وجسمية بالغة" ( المفتي، 2002 ،
ص) 134
وتعرفه ( تهاني محمد عثمان منيب) على أنه استجابة سلوكية تتميز بصفة انفعالية
شديدة ،قد تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والتفكير " (منيب ، 2005 ،ص(18
أما (المنظمة العالمية للصحة) فقد عرفت العنف بكونه " :االستعمال المتعمد للقوة
الفيزيائية ،سواء بالتهديد أو باالستعمال المادي ضد الذات أو ضد شخص آخر أو مجموعة"
(الخولي ، 2006 ،ص(44
ويشير(حلمي( إلى أن العنف عبارة عن" :ممارسة القوة البدنية إلنزال األذى باألشخاص
أو الممتلكات ،كما أّنه الفعل أو المعاملة اّلتي تحدث ضرار جسميا ،أو التدخل في الحرية
الشخصية"( .المطيري ، 2007 ،ص( 05
ويعني العنف عند رشاد علي عبد العزيز موسى" :إيذاء بالقول أو الفعل باآلخرين،
سواء كان هذا اآلخر فردا أو جماعة" (موسى , 2009،ص)49
37
أسباب العنف:
.1األسباب األسرية:
أ -غياب األسرة عن القيام بدورها :التنشئة االجتماعية الخاطئة وما ينتج عنها من سوء
معاملة األطفال ,اإلهمال وعدم تلبية الحاجات ,الحرمان المادي ،والحرمان
العاطفي,األجواء المشحونة بالخالفات والتوتر بين أفراد األسرة ,التفكك األسري ,اللجوء
إلى القسوة والعقاب البدني في معاملة األبناء.
ب -المستوى االقتصادي واالجتماعي لألسرة ويتضمن:
الفقر والبطالة والمستوى الثقافي المتدني لألسرة ،و حجم األسرة والمسكن غير المناسب
صحيا لألسرة و اإلعاقات و األمراض المزمنة بين أفراد األسرة.
ج -العوامل المتعلقة باآلباء المسيئين من الذين لديهم تاريخ أسري حافل بالعنف وصفات
شخصية وتوتر.
د -العوامل المتعلقة بالطفل المساء إليه ومنها ترتيب الطفل في األسرة والصفات الشخصية
واألمراض الجسمية والنفسية.
.2األسباب المتعلقة بالبيئة المدرسية والصفية :وتتمثل باآلتي:
افتقار البناء المدرسي للمرافق الصحية المناسبة ,االفتقار إلى إدراك حاجات الطلبة وفق
مراحلهم العمرية المختلفة وضعف القدرة على تلبيتها في الوقت المناسب,االفتقار إلى األساليب
التربوية في معالجة مشكالت الطلبة واللجوء إلى العقاب البدني المرفوض نفسيا و تربويا,
ضعف مراعاة الفروق الفردية ,مزاجية المعلم ،وصفاته الشخصية غير الداعمة للعملية
التعليمية.
.3األسباب المتعلقة بالبيئة المحيطة والمجتمع المحلي :وتتمثل باآلتي:
الفقر و البطالة و التأثير السلبي لوسائل اإلعالم المختلفة ،و تأثير انتشار الثقافات
المختلفة عبر الفضائيات ,بعض مظاهر العادات و التقاليد ذات األثر السلبي ،والتي تؤدي إلى
الخالفات العائلية(.نفس المرجع السابق ,ص)44
38
وقد أرجع مصطفى فهمي تفسير العنف في الوقت الحاضر إلى األسباب اآلتية :
عوامل بيئية خارج المنزل :ومنها مشاكل الرقابة ,وصحبة رفقاء السوء ومشاكل وقت
الفراغ ,ومشاكل في المدرسة.
يمكن أن تقع أعراض االضطرابات السلوكية في أحد الفئات اآلتية :أعراض ترجع إلى نزعة
عدوانية ,أعراض ترجع إلى ضعف الشعور بالخطيئة أو غيابه.
األعراض األولى فإنها تنشأ بصفة خاصة نتيجة الحرمان األموي ,وعدم إشباع حاجات الطفل
األساسية ,ويكون هذا السلوك العدواني على شكل (تمرد -هروب -تخريب ).
أما عن األعراض الثانية (كالسرقة -الكذب – االعتداء الجنسي ) فإنها ترجع في
أساسها إلى االضطرابات تكوين األنا األعلى (الغزالة ,3044,ص)13_29
أشكال العنف:
يتخذ سلوك العنف لدى األفراد والجماعات أشكاال متعددة وبمستويات متفاوتة من الشدة،
يمكن تصنيفها كاآلتي:
-١العنف الجسدي :ويكون بالضرب والرفس وشد الشعر ،والعض وايذاء اآلخرين ،والتخريب
واالعتداء على الممتلكات ،والقتل ،وايذاء الذات أو االنتحار.
-٢العنف اللفظي :ويكون بالشتم والقدح والتهديد والتوبيخ ،و إهانة اآلخرين.
-٣العنف الرمزي (غير اللفظي) :و يكون بتحقير اآلخرين ،و االستهزاء و السخرية بهم،
والحرمان المادي و العاطفي ،و النفسي و االجتماعي ،و النبذ و اإلهمال ،و التفرقة و التمييز،
و إيقاع الظلم ،و عدم المساواة (.العكور و آخرون ,3007 ,ص)0
39
النظريات المفسرة للعنف
باعتبار العنف أحد الظواهر الّنفسية الهامة ،لما يترتب عنها من آثار مدمرة للفرد فقد
اهتم به علماء الّنفس ،وحاولوا تفسيره رغم اختالف مدارسهم وتوجهاتهم ،هذا ما أدى إلى التباين
الكبير في األطر النظرية اّلتي تعتمد عليها كل نظرية أو مدرسة من مدارس علم الّنفس،
وسوف نحاول التطرق إلى أهم النظريات التي فسرت العنف:
.1النظرية البيولوجية:
يرى أصحاب هذا االتجاه أن العنف يرجع إلى أسباب بيولوجية ،ولقد أثبتت الدراسات
التي أجريت في هذا المجال وجود ارتباط بين هرمون الرجولة" األندروجين " وهو السبب
المباشر لوقوع العنف (كامل ، 1987 ،ص( 98
العقاد "هذا االرتباط بين زيادة هرمون الذكورة " التستسترون وبين
ويدعم" عبد اللطيف ّ
العدوانية ،خاصة في حاالت االغتصاب الجنسي(العقاد ، 2001 ،ص(108
أثبت رواد هذه النظرية أن العنف البشري غريزة فطرية ،ولقد عمم كل من "كونارد"و
"أندري "هذا المفهوم ،ويريان أن الغريزة العدوانية غريزة فطرية في الجنس البشري ،وتندرج فكرة
"االرتقاء و التطور " وراء هذه النظرية كما يرى الباحثان أن الحيوانات العدوانية تستمر في
البقاء بسبب الغريزة العدوانية بينما األق ّل عدوانا تنقرض ،ولقد أكد) لورنز (Loranzأن كل
من العنف والعدوان يعدان في غاية األهمية من أجل بقاء الحياة ) .موسى ، 2009 ،ص(80
النظرية الوراثية:
يرى علماء الوراثة أن هناك صفات أساسية في الفرد ،تأتيه من أبويه وأجداده عن طريق
الوراثة ،فينتقل السلوك الجانح عن طريقه ،فاألطفال كما يشبهون آباءهم من الناحية الجسمية
والعقلية فإّنهم يشبهونهم سلوكيا وعاطفيا ،وذلك ما ّبينته الدراسات التي أقيمت على التوائم
المتماثلة( .سيد عبد اهلل ، 2005 ،ص(21
21
.2النظريات التحليلية:
تعد نظرية التحليل النفسي و نظرية اإلحباط– عدوان -أهم النظريات المفسرة لظاهرة
العنف.
نظرية التحليل النفسي:
يتزعم هذه النظرية" فرويد") (Freudحيث يرى أن العنف سلوك واع شعوري ناتج عن
غريزة الموت التي افترض وجودها ،وهي المسؤولة عن التدمير .وان العنف دافع من الدوافع
الغريزية المتعارضة ،وهما غريزة الموت تهدف لحفظ النوع ،وغريزة الحياة وتهدف لحفظ الفرد.
(التيري ، 1998 ،ص(31
فالشخصية اإلنسانية عند" فرويد "تبنى أساسا على ثالثة عناصر متصارعة ومتناقضة،
وهي :الهو وتعني الدوافع القوية التي تبحث عن اإلشباع بأي طريقة .األنا العليا وهي الصور
المثالية والفضائل األخالقية التي يتعلمها في الصغر.األنا :وهي الذات في صورتها العاقلة،
التي تكبح جماح األنا األعلى(Diathine, 2001, p 26) .
يضيف أن العنف يحدث نتيجة الصراع بين اإلنسان ونفسه ،وبين معطيات العالم
فيه ،فعندما يريد تحقيق رغبة من رغباته ،فيصطدم بعائق من العوائق، المحسوس الذي يعي
فإّنه يحدث صراع نفسي والذي بدوره يحدث سلوك العنف (.موسى ، 2009 ،ص( 13
بينما ترى )ميالني كالين (M .Kleinأن العدوان يعمل داخل الطفل منذ بداية حياته
(الحربي ، 2003،ص ) 70فهي ترجع العدوان إلى العالقة األولية مع األم من خالل تجربة
الرضاعة فالطفل عندما يرضع ال يبتلع الحليب فقط إّنما تتشكل لديه في الوقت نفسه صورة عن
األم وعن نفسه .فإذا كانت هذه التجربة سارة و مطمئنة و مشبعة للطفل ،تكون لديه صورة
إيجابية عن األم ،وهذا ما تطلق عليه" كالين "اسم" صورة األم الصالحة" ،أما إذا كانت هذه
التجربة مؤلمة أو محبطة ولم يحصل الطفل من خاللها على االرتياح والطمأنينة ،فتتكون لديه
صورة سلبية عن األم وهو ما تطلق عليه الباحثة اسم" األم السيئة".
وصورة األم هذه سواء كانت إيجابية أم سلبية؛ تكون النواة األولى لكل صورة يكونها
الطفل عن اآلخرين ،وعن العالم وذاته ووجوده ،وهكذا تؤدي صورة األم الصالحة إلى تكوين
صورة إيجابية عن الذات وبالتالي تنشأ" أنا األعلى "ودودا رفيقا ,أما الصورة السيئة فتؤدي إلى
تكوين قيمة عن الذات والى تكوين" أنا أعلى "هجومي عنيف يمارس بطشه على اآلخرين( .
عيسوي ، 1981 ،ص(0._94
21
نظرية إحباط – عدوان:
انطلق أصحاب هذه النظرية وهما ) ميلر و دوالرد ،(Miller et Dollardمن العالقة
السببية إحباط – عدوان ،-حيث توجد عالقة بين اإلحباط كمثير وهو عدم قدرة الفرد على
إشباع حاجة من الحاجات النفسية أو الفسيولوجية -والعدوان كاستجابة ,إذ تختلف شدة السلوك
العنيف باختالف كمية اإلحباط الذي يواجهه الفرد في الحياة اليومية( .العقاد ، 2001،ص
)113
إذ يمثل العنف وسيلة من وسائل التعبير عن اإلحباط (p46 2007, Paul,
)Mbanzoulou
"العدوان إذا نتيجة حتمية لإلحباط" (ناصف ، 1987،ص(20
ويذهب" دوالرد "وزمالؤه إلى وجود ثالثة عوامل أساسية من شأنها تقوي الحافز العدواني
الذي تثيره خبرة اإلحباط ،وهي أهمية المنبه المحيط بالفرد ،ودرجة ما يشعر به من إحباط،
وعدد عواقب أو توابع االستجابة العنيفة أو العدوانية( معتز ،2005 ,ص( 25
نظرية االتجاه نحو الذات:
أعد هذه النظرية) كابلين و كابلين و(1982) (Kaplen et Kaplenهي تشير إلى أن
العنف يحدث عندما يسعى الفرد ويناضل من أجل التغلب على االتجاهات السلبية نحو
الذات لديه ،والتي لديهم نقص في تقدير الذات يميلون إلى تبني أنماط سلوكية منحرفة كوسيلة
يحظى من خاللها باهتمام اآلخرين له(.حسين ، 2007 ،ص(110
.2النظريات االجتماعية:
يرى أصحاب هذا االتجاه أن الظروف والمتغيرات التي عرفها المجتمع هي التي أدت
بالفرد إلى استعمال العنف ،وتعتبر نظرية الضبط االجتماعي والبيئة أهم هذه النظريات:
التعلم االجتماعي:
نظرية ّ
ترجع هذه النظرية إلى )ألبرت باندو ار (Albert Banduraالذي يرى أن العنف ،سلوك
تعلم السلوك العنيف
متعلم من المجتمع ،ويؤكد على التفاعل بين الشخص والبيئة ،فتفرض عليه ّ
كأي نوع من السلوك اآلخر .فحسب هذه النظرية فإن الفرد يكتسب العنف بالتعلم والتقليد من
البيئة المحيطة به ،سواء في األسرة أم المدرسة أم غيرهما.
) الطيار ، 2005 ،ص(90
23
ولقد قام كل من" والتر و باندو ار " ) ( 1983بدراسة بعض العوامل كالممارسة التربوية
للوالدين وتأثير النماذج – األب واألم -كنموذج يقتدي به ،وأثر ذلك على العنف فوجدوا أن
الطفل ي ّقلد سلوكه ,كما ترجع هذه النظرية مصدر العنف إلى التنشئة المتسلطة ومشاهدة األفراد
لألفالم الكرتونية التي تعرف بقصص البطولة ،والسلوكات العنيفة تؤثر فيهم عن طريق التقليد
والمحاكاة )أبو زهري وآخرون ، 2008 ،ص(134
نظرية الضبط االجتماعي:
يذهب أنصار هذه النظرية إلى القول بأن العنف غريزة داخلية في اإلنسان يتم التعبير
عنها عندما يفشل المجتمع في وضع قيود وضوابط محكمة على األفراد ،تقر هذه النظرية كذلك
إلى أن خط الدفاع األول للمجتمع ،هي تلك المجموعات التي ال تشجع العنف ،أما أولئك الذين
ال تسيطر عليهم أسرهم فيتم ضبطهم والسيطرة عليهم عن طريق الشرطة والقانون و باختصار
تدور نظرية الضبط االجتماعي حول افتراض مفاده؛ أن الدافع لالنحراف شيء طبيعي يوجد
لدى جميع األفراد ،لكن الطاعة واالمتثال هما الشيء الذي يجب أن يتعلمه الفرد ) .موسى,
,2009ص(55 _ 54
نظرية التفكك االجتماعي:
يرى بعض علماء االجتماع أن التفكك هو السبب الرئيسي لحدوث سلوك العنف فعوامل
التغير السكاني والظروف السكنية والفقر ّكلها ترتبط ارتباطا وثيقا بالعنف ،أضف إلى ذلك
صراع األدوار االجتماعية.
دور هاما في نمو ظاهرة السلوك المنحرف ،باعتبار أن الفرد
يلعب التفكك االجتماعي ا
يرتبط بمجموعة من الوحدات والنظم ،ولكل وحدة مجموعة من المعايير التي تنظم السلوك ،فإذا
كانت تلك المعايير واحدة بالنسبة لكل الوحدات الممثلة للثقافة في المجتمع حينئذ ال توجد
مشكلة ،لكن تختلف هذه الوحدات في المعايير التي تنظم السلوك تظهر المشكلة.
( الطيار ، 2005 ،ص(88
نظرية الصراع:
يرى أصحاب نظرية الصراع أن العنف وسيلة للصراع بين النوعين )الجنسين( إذ يعد
العنف وسيلة أساسية لفرض سيطرة الرجل وتميزه على المرأة ،وقد أصبح العنف وسيلة لتأكد
من عدم المساواة بين النوعين ،واإلنقاص من مكانة المرأة.
) الخولي ، 2006 ،ص(109
22
النظرية السلوكية:
يؤكد رواد هذه النظرية أن العنف شأنه شأن أي سلوك يمكن اكتشافه ،ويمكن تعديله
متعلم من
التعلم ،لذلك ركزت البحوث والدراسات التي أجراها السلوكيون أن السلوك ّ
وفقا لقوانين ّ
البيئة ،ومن ثم فإن الخبرات أو المثيرات التي اكتسبها شخص معين وفيها سلوك عنيف قد تم
تعزيزه وتدعيمه ).مرشد ، 2002،ص(284
.4النظرية المعرفية:
حاول علماء النفس المعرفي أن يتناولوا سلوك العنف لدى اإلنسان بهدف عالجه وقد
ركزوا في معظم دراساتهم وبحوثهم حول الكيفية التي يدرك بها العقل اإلنساني وقائع أحداث
يتمثل في مختلف المواقف
معينة في المجال اإلدراكي أو الحيز الحيوي لإلنسان ،كما ّ
االجتماعية المعاشة وانعكاسها على الحياة اليومية لإلنسان ،مما يكون لديه مشاعر الغضب
والكراهية ،وكيف تتحول هذه المشاعر إلى إدراك داخلي يقود صاحبه إلى ممارسة السلوك
العدواني ).الشهري ، 2009 ،ص(18
.5النظرية التكاملية:
تمثل النظرية التكاملية من أحدث النظريات التي درست السلوك اإلنساني .فهي ترى أن ّ
العنف ظاهرة إنسانية واجتماعية ذات أبعاد متعددة ومتداخلة في الوقت نفسه وهي ترفض النظرة
األحادية أو التفسير األحادي الذي ينظر للعنف من زاوية واحدة ،ذلك أن هذا التفسير ال يتّفق
مع تعدد وتشابك العوامل المتعددة والمسببة للعنف ،كما أن النظرة التكاملية تؤمن بضرورة
تكاتف التخصصات المختلفة وذلك باالستفادة من نتائجها.
بالّتالي فإن النظرة التكاملية بمثابة" الفهم الّنفسي المتكامل " لهذه الظاهرة ،ال سيما وأن
نظر
هذا الفهم قد اعتمد على التفسيرات السابقة التي ينطوي كل منها على جانب من األهمية ا
لكون كل نظرية قد كشفت الغطاء عن جزء أو زاوية ،ولم تغط بقية الجوانب ،ولذلك فإن
االستفادة منها جميعا مطلبا نفسيا واجتماعيا ومنهجيا للوصول إلى الفهم الناضج والمتكامل
) .أبو عراد الشهري ، 2008 ،ص) 30-31
20
بناء على ما سبق ذكره من نظريات ،نجد أ ن أول ما يلفت االنتباه ،هو افتقارها للبعد
الشمولي للفرد ،على اعتبار أن الفرد متعدد األبعاد ،حيث نجد أّنها انتهت إلى التركيز على
بعض األسباب ،واهمال البعض اآلخر ،فاالتجاه البيولوجي يقر بأن اإلنسان عنيف بطبعه وهو
حصيلة لمجموعة من الخصائص البيولوجية.
كما أسلمت كذلك بأن السلوك العنيف وراثي ،أي يلد الطفل محمل بجينات العنف من
والديه .أما أنصار االتجاه التحليلي فيقولون بأن العنف سمة من سمات الشخصية ،وأن اإلنسان
عدواني بالفطرة حيث ربطوا العنف بغريزتي الموت والحياة ،في حين ربطت نظرية التعلم
االجتماعي سلوك العنف بالمالحظة والتقليد ،فاألطفال يتعلمون السلوك العنيف بنماذج تقدمها
األسرة واألصدقاء ،أما الّنظرية التكاملية فهي تربط بين كل هذه النظريات ،إذ تقر أن الفرد كل
متكامل ،فسلوك العنف ينتج نتيجة عوامل بيولوجية عضوية ،نفسية وبيئية.
المراهق التمدرس و سلوك العنف:
يعتبر الدخول في مرحلة المراهقة مرحلة هامة للغاية ،فالمراهق يجد نفسه في عالم آخر،
وهو عالم الكبار ،فنجده يلجأ لسلوكات جديدة قصد التكيف ،وعادة ما تكون سلوكات عنيفة،
خاصة في المجال المدرسي(Jean-François M.2003, p. 42(.
فكما عرفها" جالل"" :إّنها فترة زمنية في مجرى حياة الفرد ،تتميز بالتغيرات الجسمية
معينة ،ولهذه المرحلة مظاهرها النفسية المتميزة.
الفسيولوجية ،تتم تحت ضغوط اجتماعية ّ
( الزغبي ، 2001 ،ص(319
ففي هذه المرحلة تبدأ الغرائز الجنسية العنيفة بالنمو ،ففي وجهة نظر التحليل النفسي،
هذه الغرائز الجنسية تخلق صراعات و ضغوطات( coslin, 2000, p42).
فالمراهق في هذه المرحلة يتعرض الحباطات عديدة ،وذلك إلشباع حاجاته ،فإذا كانت
الحاجة بيولوجية ,ظ ّل في حالة عدم التوازن) ،(Hoeostasieأما إذا كانت الحاجة نفسية فنجد
معها يلجأ إلى استعمال ميكانيزمات دفاعية مختلفة ،ويمكن أن أن المراهق في محاولته التعاي
يكون العدوان أحدها(.عيالي ، 2006،ص( 145
ويشير )ستانلي هول (Stanly Hallوأتباعه إلى أن" :المراهقة فترة تولد فيها شخصية
المراهق من جديد ،لكثرة الضغوطات ،وصعوبة تحكمه في سلوكه بسبب تقلباته االنفعالية "(.
بن إسماعيل ، 1992 ،ص( 80
25
أوضحت الدراسات أن مرحلة المراهقة تعتبر من أكثر المراحل عرضة لالضطرابات
دور هاما في حدوث ذلك .ففي هذا الصدد يشير
السلوكية عند التالميذ المتمدرسين ،وللمدرسة ا
"كازدين" ) (Cazdinإلى وجود عوامل تساعد على حدوث االضطرابات السلوكية للمراهقين،
منها العوامل المدرسية ،والتي تعد من أبرز العوامل التي تزيد من تعرض هذه الفئة لهذه
االنحرافات.
كما أوضح" الحقيل "أن المرحلة الثانوية تعد من أخطر مراحل حياته ،حيث يتوقف
عليها مسار حياته المستقبلي ،سلبا أو إيجابا ،ويذكر" زهران" أن في هذه المرحلة يزداد لدى
الفرد الوعي االجتماعي والميل إلى العنف ،ومحاولة تحقيق المزيد من االستقالل االجتماعي ،
ورغبته في مقاومة السلطة (.الحارثي ,2008 –2007 ،ص_) 86
و كتعقيب على ما سبق نجد أن مرحلة المراهقة مرحلة هامة تط أر فيها تغيرات
فسيولوجية و نفسية على المراهق ,يلجأ فيها إلى سلوكات جديدة قصد التكيف .و تعتبر هذه
الفترة الزمنية فترة تغيرات و احباطات عديدة إلشباع حاجات المراهق النفسية و االجتماعية و
البيولوجية عن طريق عدة وسائل قد يكون احدها و أبرزها العدوان و العنف ,و حسب ستانلي
تكون شخصية المراهق من جديد بسبب الضغوطات التي يمر بها الفرد تساهم في
هي مرحلة ّ
تقلب انفعاالته.
اإلستراتيجيات العالجية لسلوكات العنف المدرسي:
هناك عديد من البرامج واإلستراتيجيات التي تستخدم في مساعدة المراهقين على خفض
درجة العنف في المدرسة ،فالتدخل المبكر لمنع العنف المدرسي ،يقلل من حدة السلوك العنيف،
ومن ثم التحكم فيه.
تتطلب البرامج واإلستراتيجيات العالجية للسلوك العنيف تضافر جهود األطراف المعنية،
من مدرسين و تالميذ وأسرهم.
. 1دور األسرة في الحد من سلوك العنف المدرسي :تعد األسرة المؤسسة االجتماعية األولى
المسؤولة عن تكوين شخصية المراهق من النواحي العقلية والوجدانية ،واألخالقية ،االجتماعية،
ولقد اهتم بها العديد من الباحثين لما لها من دور كبير في تفشي السلوك العنيف كما أن فقدان
التواصل بين األهل والمدرسة ،يقلل من ثقة أحدهما باآلخر ،ويتيح الفرصة للتلميذ اإلفالت من
الرقابة واإلشراف الضروريين لتعديل السلوك.
يكمن دور األسرة في التخفيف من سلوك العنف فيما يلي:
26
-رعاية نمو األوالد ومراعاة أساليبهم التربوية ،واإلرشادية في التنشئة االجتماعية.
-توفير المناخ األسري المناسب لإلسهام في نمو شخصية المراهق من جميع نواحيها،
وذلك إلشباع حاجياته األساسية ،مع تحقيق العالقات األسرية السوية.
-استمرار االتصال بالمدرسة للتعرف على أوضاع أبنائهم وحاجاتهم ومشكالتهم وكذا
مستواهم التحصيلي.
-مشاركة أولياء األمور بالدورات الخاصة بالمناهج الجديدة ،ومشاركتهم في الدورات
الحفالت ،والندوات التي تقيمها المدرسة .
-تزويد المعلمين والمرشدين التربويين في المدرسة بالمعلومات الصحيحة والدقيقة عن واقع
سلوك األبناء في البيت؛ ألن ذلك يساعد على إعداد البرامج التربوية واإلرشادية الهادفة
لتعديل السلوك وتنمية شخصياتهم (عبد العزيز ، 2004،ص(285
.3دور المدرس في الحد من سلوكات العنف المدرسي :من بين األساليب التي يمكن
للمدرس اّتخاذها للتقليل والحد من سلوك العنف نجد:
توفير األنشطة المالئمة للتالميذ ألن ذلك يشجعهم على اإلفصاح عن خبراتهم
الخاصة ،وذلك من خالل المناقشة.
أن يتعامل المدرس بشكل مباشر مع سلوك العنف داخل الفصل ،وذلك لجعل التلميذ
يدرك أن المدرس ال يتسامح مع هذا النوع من السلوكيات.
مشاركة التالميذ في بناء قواعد ومعايير سلوكية ضد العنف داخل القسم.
تعليم التالميذ السلوك التعاوني والتشجيع على العمل الجماعي.
عقد مناقشات مع التالميذ حول سلوك العنف (حسين, 2007،ص.(396
إعطاء الحرية لألستاذ - ،في حدود ما يسمح به القانون ،-وذلك للتخفيف من
الضغوطات التي يعيشها ،وحله للمشكالت التي يتعرض لها بنفسه كونه األدرى بما
يجري داخل صفه(Isidri, 2008 -2009, p23) .
فالمعلم هو الموجه الوحيد للسلوك ،وأهم األفراد المؤهلين لتغيير سلوك التالميذ أو تعديله.
) بركات ، 2002 ،ص(848
27
.2دور المدرسة في الحد من سلوكات العنف المدرسي :تتعدد برامج مواجهة سلوكات العنف
باختالف النظام المدرسي السائد؛ إذ هناك مدارس تتبنى نظام" الزي الرسمي " أو " الهندام
الرسمي "وهي مبنية على فكرة أن توحيد الزي المدرسي لدى التالميذ يخفض من حوادث
االنضباط ويحسن من اتجاهات التالميذ ويساعد على خلق بيئة تعلم مالئمة.
وهناك ما يعرف ببرامج المراقبة؛ وفيها تشارك المدرسة بدور فعال في الوقاية من العنف
المدرسي ،ومن أمثلة هذه البرامج" برنامج الجرم المدرسي المسدود "ويستخدم هذا البرنامج في
العديد من المدارس ،وهو يتطلب من التلميذ أن يبقى في المدرسة أثناء اليوم الدراسي ،على أن
يسمح -فقط -لبعض التالميذ بمغادرة المدرسة بناء على طلب مكتوب من ولي األمر) .
حسين ، 2007 ،ص (316-315
محاولة دراسة النقص الموجود في المؤسسات التربوية وتوفير احتياجات التلميذ ،أي
تحسين الظروف المدرسية التي تنمي القدرات العقلية واالنفعالية للتلميذ.
)(Genç.2008, p166
في حين تحدث الدكتور )رشاد علي عبد العزيز موسى ( 2009 ,حول العالج المعرفي
الذي يتمثل دوره في مساعدة العميل على توضيح أنظمة معتقداته السلبية وغير المنطقية والتي
تؤدي إلى حدوث مشكالت مختلفة.
يقوم العالج المعرفي على أسس وهي:
•التعامل مع العميل على أساس سلوكه ،أفكاره ،انفعاالته وأهدافه ،مع إهمال القوى
الالشعورية.
•التركيز على جوانب القوة في العميل أكثر من التركيز على جوانب الضعف.
•معرفة أن سلوك العميل يتشكل طبقا ألهدافه الشخصية أكثر من دوافعه البيولوجية.
•العمل على تحقيق التغيرات التي يريدها العميل ،والتي تتضمن زيادة وعيه
وشعوره بنفسه و بالمحيطين به (.موسى ، 2009،ص(414
ويمكن إضافة وجوب وضع خطة عملية تسمح لألساتذة والتالميذ واإلداريين العمل
معا ،وذلك إلشراك التالميذ وكل األطراف المعنية في اتخاذ الق اررات.
هناك مجموعة من اإلستراتيجيات الخاصة بالعالج المعرفي ،والتي يستخدمها األخصائي
االجتماعي عند ممارسة هذا العالج تسير على النحو التالي:
28
-1إستراتيجية البناء المعرفي :تستخدم لتحديد المشكالت ،الخبرات ،األهداف واألفكار غير
العقالنية مع اكتشاف مصادر القوة لدى العميل.
-2إستراتيجية الضبط االجتماعي :تستخدم لمعرفة حديث النفس ،وتحديد الفجوة بين الواقع
والخيال ،ومضامين النسق القيمي ،وطبيعة الخبرات اّلتي تؤدي إلى عدم تحمل الضغوط
واالنفعال.
-3إستراتيجية تغيير السلوك :تستخدم لتحديد السلوك غير المرغوب و الالتوافقي ،وايجاد
الدافع لتغييره ،واقناع العميل بالسلوك اإليجابي الجديد ،مع تدعيم قدراته على تحمل المسؤولية
التي تسير أمور حياته ).نفس المرجع السابق ،ص(420
29
خالصة الفصل:
وكخالصة للفصل األول نستنتج أن األمن النفسي احد أهم المقومات األساسية
للصحة النفسية بصفة عامة و من الحاجات األساسية للفرد بصفة خاصة حيث يتحقق األمن
النفسي عند إشباع الفرد لحاجاته من خالل شعوره بالحب و االهتمام و االنتماء ,وقد علمنا أن
عوامل األمن النفسي ترجع إلى عوامل بيئية او وراثية أو ترجع إلى دور التنشئة االجتماعية
السليمة بالنسبة للعام الخارجي ,و ما يتعلق بالفرد كالمستوى التعليمي و السن و الثقافة...الخ,
مما يبرز أهمية وحاجة األمن النفسي للمراهق خاصة في هذه الفترة المتميزة بعدة تغيرات نفسية
فسيولوجية كونها فترة انتقالية يجب تجاوزها دون مشاكل يمكن أن تؤثر على أهدافه المستقبلية
و ما تتطلبه هذه المرحلة من ضرورة إشباع حاجات الفرد األساسية.
أما عن العنف فهو سلوك او ظاهرة سلوكية منتشرة في جميع أنحاء العالم سواء في
هدام للنفس وللغير باإلضافة إلى انه يؤدي
الوطن العربي او الغربي ,كما يعد سلوك تخريبي ّ
في اغلب األحيان إلى إلحاق أضرار جسمية و مادية بالغة الخطورة.
01
الجانب الميداني
01
الفصل الثالث :اإلجراءات الميدانية للدراسة
-تمهيد
.4منهج الدراسة
.3عينة الدراسة
.4-3تحديد المجتمع األصلي
.3-3اختيار عينة ممثلة
.2أدوات الدراسة
.4-2الصدق
.3-2الثبات
.1المعالجة اإلحصائية
-خالصة الفصل
03
تمهيد:
تعتبر اإلجراءات الميدانية للدراسة حجر األساس في جميع الدراسات و البحوث وذلك ألن
جمع بيانات الدراسة يتم على ضوئها ,لذا سنتطرق في هذا الفصل الى الطرق واإلجراءات التي
اتبعت في هذه الدراسة بما فيها المنهج المستخدم ,عينة الدراسة ,أساليب جمع البيانات,
والمعالجة اإلحصائية التي سيقوم الباحث الستخراج نتائج الدراسة.
.1منهج الدراسة:
يعرف رابح تركي المنهج الوصفي على أنه" :استقصاء ينصب على ظاهرة من الظواهر
التعليمية أو النفسية كما هي قائمة في الحاضر قصد تشخيصها ,وكشف جوانبها ,وتحديد
العالقات بين عناصرها أو بينها وبين ظواهر نفسية واجتماعية أخرى" (تركي,4901 ,
ص.)439
ويعتمد أي باحث على منهجية علمية محددة في إجراء بحثه وتعتبر هذه الخطوة قاعدة أساسية
من قواعد البحث وهذا حسب طبيعة وأهداف البحث والباحث من الدراسة ,وبالنسبة للدراسة
الحالية فإنها تهدف إلى معرفة مستوى األمن النفسي لدى تالميذ المرحلة المتوسطة وذلك في
ضوء المتغيرات الوسيطة المتمثلة في :الجنس ,التحصيل ,المستوى التعليمي ,وعليه فقد
اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج الوصفي االستكشافي كونه يتالءم مع أهدافها.
.2عينة الدراسة:
اختيار عينة ممثلة:
تم اختيار أربع متوسطات عشوائيا من مجموع المجتمع األصلي وهم :متوسطة عائشة
أم المؤمنين ,ومتوسطة موالي العربي ,ومتوسطة سيد روحو ,ومتوسطة أحمد بن هجيرة ،تم
سحب عينة قوامها 420تلميذا عنيفا من المتوسطات األربع من مختلف مستوياتها (األولى,
الثانية ,الثالثة ,الرابعة) للسنة الدراسية 3041/3042منهم 20أنثى و 93ذكرا ,و قد اختيرت
العينة بمساعدة بعض األساتذة و المراقبين داخل المؤسسات وذلك لضمان اختيار عينة البحث
بشكل منطقي ,باإلضافة إلى أن األساتذة و المراقبين أدرى بالتصرفات العنيفة للتالميذ.
02
والجدول اآلتي يوضح توزيع أفراد العينة حسب متغير الجنس:
الجنس
عدد التالميذ المتوسطات
إناث ذكور
00 43 30 عائشة أم المؤمنين
33 2. 50 موالي العربي
00 31 23 سيد روحو
30 30 احمد بن هجيرة
قسمت العينة الكلية إلى مجموعتين :مجموعة استطالعية و أخرى أساسية:
وصف العينة االستطالعية :إلعادة التحقق من الخصائص السيكومترية لمقياس األمن
النفسي تم اختيار عينة عشوائية تقدر ب 50تلميذا عنيفا من المرحلة المتوسطة
لمختلف المستويات و لكال الجنسين الذكور و اإلناث.
وصف العينة األساسية :سحبت من العينة السابقة عينة عشوائية قوامها 00تلميذا –لم
تطبق عليهم الدراسة االستطالعية-عنيفا منهم 30أنثى و 53ذك ار من مختلف
المستويات (األولى ,الثانية ,الثالثة ,الرابعة) ,طبق عليهم مقياس األمن النفسي.
.3أدوات الدراسة:
مقياس األمن النفسي:
استخدمت هذه الدراسة أداة واحدة لقياس مستوى األمن النفسي لدى الطلبة العنيفين في
المرحلة المتوسطة أال وهو مقياس األمن النفسي لألطفال و المراهقين من إعداد عقيل بن
ساسي والذي يحوي على سبعة وعشرين( )37بندا ,يهدف هذا المقياس إلى تحديد درجة األفراد
في األمن النفسي و الذي يتاح فيه للتلميذ اختيار إجابته من ثالثة بدائل وهي" دائما ,أحيانا,
أبدا" ,وذلك بعد مأل البيانات الشخصية المتمثلة في الجنس و السن و المستوى.
00
الخصائص السيكومترية ألداة الدراسة:
.3.1الصدق:
يقصد بصدق االختبار انه قادر على قياس ما وضع لقياسه.
كما يقصد به مدى صالحية االختبار لقياس ما وضع لقياسه ,فعند دراسة الصدق نهتم
بسؤالين هما:
ماذا يقيس االختبار.
ما درجة الدقة التي يقيس بها االختبار ما وضع لقياسه( .مقدم ,3002,ص)41.
.3الصدق التمييزي:
بعد تفريغ البيانات قمنا بترتيب الدرجات المحصل عليها ترتيبا تنازليا ،ثم أخذنا نسبة 27 %
من األعلى و مثلها من األسفل لحساب الصدق التمييزي للفقرات باستعمال اختبار" ت "لعينتين
مستقلتين ،وبعد الحساب عن طريق , SPSS 19.0تم حذف البنود غير المميزة و البالغ
عددها 6بنود ،ليصير عدد بنود المقياس 27بندا( .بن ساسي ,3042 ,ص)353-354
05
وللتحقق من صدق المقياس مرة أخرى قامت الطالبتان بحسابه باستخدام:
يتضح من خالل الجدول السابق أن معظم الفقرات مرتبطة ارتباطا داال إحصائيا عند
مستوى %5أو 1%و هذا ما يدل على ان المقياس يتميز بصدق اتساق داخلي عال.
الثبات:
يقصد بثبات االختبار انه يعطي نفس النتائج تقريبا إذ أعيد تطبيقه على نفس العينة.
06
كما يعرف أيضا على انه":مدى دقة أو اتساق أو استقرار نتائجه فيما لو طبق على
عينة من األفراد في مناسبتين مختلفتين"(.مقدم ,3002 ,ص)453
حسب ثبات المقياس باستخدام معامل ألفا كرونباخ ،وبعد حسابه بلغت قيمة α = 0,68
وهي قيمة عالية تدل على ثبات المقياس.
من خالل النتائج المحصل عليها لصدق وثبات المقياس تبين أن المقياس يصلح للدراسة
األساسية.
.4المعالجة اإلحصائية:
قامت الطالبتان بمساعدة األستاذ المشرف على الدراسة بتصميم برنامج يعمل على تفريغ النتائج
19.0 و تصحيحها آليا باستخدام برنامج ،Excel 2007كما استعملتا برنامج
،SPSSللتحقق من فرضيات الدراسة مع استخدام مجموعة من األساليب اإلحصائية و هي
كاآلتي:
المتوسط الحسابي.
اختبار "ت".
االنحراف المعياري.
اختبار "ف".
درجة االنحراف.
تحليل التباين.
معامل االرتباط بيرسون.
07
خالصة الفصل
تطرقنا في هذا الفصل إلى اإلجراءات الميدانية للدراسة مبرزين فيه المنهج المتبع في
دراستنا حيث اعتمدنا على المنهج الوصفي االستكشافي لمناسبة موضوع الدراسة باإلضافة إلى
تحديد عينة الدراسة والتي سحبت بالطريقة العشوائية البسيطة من أربع متوسطات من مدينة
ورقلة حيث بلغت 420تلميذا وتلميذة يتصفون بالعنف حسب تقديرات المساعدين التربويين و
األساتذة ,خصص عشوائيا 50فردا للدراسة االستطالعية و 00تلميذا ( 30أنثى و 53ذكرا).
و لجمع بيانات الدراسة استخدمت الطالبتان مقياس األمن النفسي للطفل والمراهق من إعداد
الباحث (بن ساسي .)3042 ,وبعد جمع البيانات حللت باستعمال برنامجي ،Excel 2007و
.SPSS 19.0و هذا ما سيتم التطرق إليه في الفصل اآلتي.
08
الفصل الرابع :عرض وتحليل و مناقشة و تفسير نتائج الدراسة وتفسيرها
-تمهيد
أ .عرض و تحليل ومناقشة و تفسير نتائج الفرضية العامة
ب .عرض وتحليل ومناقشة و تفسير نتائج الفرضية الجزئية األولى
ج .عرض وتحليل ومناقشة و تفسير نتائج الفرضية الجزئية الثانية
د .عرض وتحليل ومناقشة و تفسير نتائج الفرضية الجزئية الثالثة
-خالصة النتائج
-خالصة عامة للدراسة
09
تمهيد:
بعد الكشف في الفصل الثالث إلى المنهج المتبع و األدوات المستخدمة و حساب صدق و
ثبات المقياس و المعالجة اإلحصائية للبيانات ,سنحول اآلن موصلة التوصل إلى نسبة األمن
النفسي لدى تالميذ المرحلة المتوسطة ,و ذلك من خالل تحليل النتائج المتوصل إليها و السعي
إلى إيجاد إجابات واضحة عن كل التساؤالت الموضوعة.
" نتوقع وجود أمن نفسي مرتفع لدى الطلبة العنيفين في المرحلة المتوسطة".
البيانات اإلحصائية
النسب المئوية العدد
تصنيفات األمن النفسي
نالحظ من الجدول ( )02أن األفراد ذوي األمن النفسي المرتفع قد بلغ عددهم 75فردا
أي بنسبة ،% 92.75في حين بلغ عدد األفراد الذين يعانون من أمن نفسي منخفض 2أفراد
بنسبة ،% 2.75أما عدد ذوي األمن النفسي المتوسط ,قدرت نسبتهم بـ %3.50 :و عليه نقبل
الفرضية التي نصت على وجود أمن نفسي مرتفع لدى الطلبة العنيفين في المرحلة المتوسطة.
وتخالف نتائج هذه الدراسة ما توصلت إليه دراسة (أقرع ,)3005 ،التي أكدت على وجود أمن
نفسي منخفض لدى طلبة جامعة النجاح و الذي قدر بنسبة .% 19.9
وقد اتفقت هذه الدراسة مع دراسة (مهنا بشير عبد اهلل ,)3040 ,الذي تمحورت دراسته
حول األمن النفسي وعالقته بالتوافق النفسي و االجتماعي لدى طالب معهد أعداد المعلمين في
51
نينوى أسفرت نتائج الدراسة إلى تمتع طالب هادا المعهد باألمن النفسي حيث كان متوسط
درجات الطالب أعلى من المتوسط النظري للمقياس،حيث أن الدرجات العالية تدل على الشعور
باألمن النفسي والدرجات المنخفضة تدل على عدم الشعور باألمن النفسي كما أن متوسط
درجات الطالب على مقياس التوافق النفسي واالجتماعي أعلى من المتوسط النظري للمقياس
وبالتالي ارتباطها بعالقة موجبة) طردية( مع درجاتهم بالشعور باألمن النفسي (.مهنا,3040 ,
ص )3
وفي دراسة أيضا ل(عطية ,)4991 ,هدفت إلى معرفة الحاجات النفسية لدى تالميذ
المرحلة الثانوية بمدينة اإلسكندرية ,حيث أظهرت النتائج أن أهم الحاجات النفسية لدي العينة
هي الحاجة إلى األمن النفسي (.الطهراوي ,300.,ص )40
و ك تفسير للنتائج و على ضوء النظريات السابقة نجد النظرية التحليلية و التي ترى أن
هناك صراع غريزي بين األنا الذي هو بمثابة المراقب و مطالب الهو ,و األنا األعلى و الذي
يتمثل في الضمير ,مما يؤدي إلى انعدام الشعور باألمن النفسي ,حيث انه كي يتحقق الشعور
باألمن فإنه على األنا أن يوفق بين مطالب الهو و األنا األعلى ,و بذلك فإن الشعور باألمن
النفسي يتحقق من خالل االنسجام بين الهو ,و األنا ,و األنا األعلى ,و قد أظهرت النتائج أن
التالميذ الذين أجريت عليهم الدراسة قد وفقوا بين بناءات الشخصية الثالث ,وتبين ذلك من
خالل النسبة المرتفعة لألمن النفسي المتحصل عليها بعد تطبيق المقياس.
أما تفسير نظرية التعلم االجتماعي فترى أن تحقيق األفراد لألمن النفسي المرتفع يعود
إلى اآلباء و البيئة و األفراد المحيطين بالطفل ,حيث يكتسب الفرد األمن النفسي عن طريق
تعلمه من اآلخرين ,و أن الفرد إذا شعر بالتهديد و الخطر فسيقل عنده الشعور باألمن و
االستقرار ,و تتفق هذه النظرة مع النظرية السلوكية في تفسيرها للسلوك العنيف حيث ترى أن
متعلم من البيئة ،ومن ثم فإن الخبرات أو المثيرات التي اكتسبها شخص معين وفيها
السلوك ّ
سلوك عنيف قد تم تعزيزه وتدعيمه.
فيه يسوده األمن ويمكن أن نفسر هذه النتيجة بإرجاعها إلى محيط التلميذ الذي يعي
النفسي و االستقرار و السكينة ,سواء كان هذا المحيط أسرته او مدرسته او رفاقه (جماعة
اللعب) ,و خاصة إذا كان بيئته تتميز بمستوى من الثقافة من خالل مساندة التلميذ على اجتياز
مرحلة المراهقة خاصة في أحسن الظروف و تقديم التشجيع و الدعم و التحفيز له مما يجعل
51
من حياته حياة يسودها األمن النفسي ,كما يستطيع اجتياز هذه المرحلة كونها مرحلة انتقالية
كغيره من المراهقين.
أ -عرض و تحليل و مناقشة و تفسير نتائج الفرضية (:)1
و التي تنص على انه ":ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في األمن النفسي تعزى
لمتغير الجنس (ذكور/إناث) لدى التالميذ العنيفين في المرحلة المتوسطة".
البيانات اإلحصائية
مستوى االنح ارف المتوسط
ت العدد
الداللة المعياري الحسابي
المجموعات
يوضح لنا الجدول ( )01نسبة المتوسط الحسابي ل 30أنثى بلغ ...35وقد تقاربت النسبة مع
فئة الذكور الذين بلغ عددهم 53مما يدل على أنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في
األمن النفسي تعزى لمتغير الجنس (ذكر -أنثى).
وهذه النتيجة المتوصل إليها تتفق مع دراسة (عبد الخالق ,)4990 ,التي طبقت على
عينة من جامعة الكويت ,وكشفت نتائج هذه الدراسة على عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين
الجنسين في األمن النفسي.
و أيضا ما أثبتته دراسة (شنايدر ,)4909 ,على عينة من تالميذ المدارس األمريكية على عدم
وجود فروق فردية ذات داللة إحصائية بين الجنسين بالنسبة لمستوى األمن
النفسي(.المغراوي,3040,ص)40
53
كما اختلفت مع دراسة (مايسة شكري ,)4999 ,التي أجريت على عينة قوامها 340طالبا و
طالبة جامعية في م صر ,كشفت نتائجها عن وجود فروق جوهرية بين الجنسين حيث تبين أن
اإلناث اقل مستوى في درجة األمن النفسي من الذكور( .غزال ,3000,ص)400
أما عن ما اسفرت عليه دراسة (أقرع)3005 ،نجد ان الدراستان اتفقتا على انه ال توجد فروق
ذات داللة إحصائية تعزى للجنس .و التحصيل لدى طلبة جامعة النجاح.
وقد اتفقت هذه الدراسة مع دراسة (جبر) ,بعنوان بعض المتغيرات الديموغرافية المرتبطة
باألمن في محاولة لمعرفة مدى تأثير هذه المتغيرات على األمن النفسي ,وقد أسفرت نتائج
الدراسة عن عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الذكور واإلناث (.السهلي ,3007 ,ص ).3
و توجد دراسة أخرى ل(كوثر إبراهيم ,)3002 ,التي أجريت على 000طالب وطالبة
من المدارس الثانوية العامة ,توصلت نتائجها إلى أن الذكور أكثر عنفا في التعليم العام والفني
سواء العنف البدني أو اللفظي أكثر من اإلناث (.الشهري ,3009 ,ص)15
و ترى النظرية اإلنسانية أن الفرد يزداد عنده األمن النفسي مهما اختلف جنسه سواء
كان ذك ار أم أنثى إذا اشبع جميع رغباته و حاجاته ,و قد أرجعت في تفسيرها الرتفاع مستوى
األمن النفسي لدى الذكور و اإلناث أن لكل منهما رغبات داخلية قام بإشباعها وفقا لهرم ماسلو
و الذي صنف األمن النفسي في المرتبة الثانية بعد الحاجات الفسيولوجية.
و نستطيع القول هنا أنه ال توجد فروق بين الذكور واإلناث في درجة ومستوى األمن
النفسي وقد يرجع ذلك إلى ما توفره األسرة والمحيط المدرسي من رعاية واهتمام للمتمدرس
العنيف و ما توفره البيئة من إشباع لحاجاته النفسية و االجتماعية األساسية مما ينعكس إيجابا
عليه ويظهر ذلك في ارتفاع شعوره باألمن النفسي واإلحساس بالطمأنينة النفسية لدى الذكور و
اإلناث.
52
البيانات اإلحصائية
مستوى االنحراف المتوسط
ت العدد
الداللة المعياري الحسابي
المجموعات
نالحظ من الجدول ( )05أن نسبة المتوسط الحسابي لإلناث المتكون عددهم من 44أنثى قد
بلغت ...37في حين بلغت نسبة المتوسط الحسابي عند الذكور البالغ عددهم 43ذكر
ب ,.9.22و يتضح من خالل الجدول السابق أن قيمة معادلة الفروق في مستوى الداللة في
األمن النفسي لدى الطلبة العنيفين في التحصيل الدراسي تساوي ( )0.325و هذا ما يدل على
انه ال توجد فروق ذات دالة إحصائيا في التحصيل في األمن النفسي.
من خالل النتائج المعروضة بالجدول رقم ( )05الذي توصلنا من خالل المعالجة
اإلحصائية للبيانات أنه ال توجد فروق دالة إحصائيا تعزى لمتغير التحصيل الدراسي
(مرتفع/منخفض) لدى التالميذ العنيفين في المرحلة المتوسطة.
وقد اتفقت (أقرع ,)3005 ،نجد ان الدراستان اتفقتا على انه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية
تعزى التحصيل لدى طلبة جامعة النجاح.
وهذه النتيجة المتوصل إليها اختلفت مع نتائج دراسة (السهلي) ,التي أظهرت نتائجها انه
توجد عالقة إرتباطية سالبة دالة عند مستوى( )0.04بين األمن النفسي والتحصيل الدراسي لدى
طالب دور رعاية األيتام .بمعنى أنه كلما زادت عدم الطمأنينة النفسية قل التحصيل الدراسي.
كما أظهرت الدراسة أيضا أن الطمأنينة النفسية تزيد من التحصيل الدراسي لدى الطالب
المقيمين بدور األيتام بالرياض بدرجة مرتفعة عن بقية أفراد المجتمع المتدنية وغير المطمئنة
نفسيا.
50
و في دراسة أخرى ل(محمود عطا ,)4909 ,بعنوان الشعور باألمن النفسي في ضوء
متغيرات المستوى والتخصص والتحصيل الدراسي لدى طالب المرحلة الثانوية في مدينة
الرياض ,وقد أظهرت النتائج عدم تأثير الشعور باألمن النفسي على التحصيل الدراسي للطالب
في المرحلة الثانوية (.العنزي,3001 ,ص)9.
وحاولت عدة نظريات تفسير السلوك العنيف منها نظرية إحباط -عدوان و هي أحد
النظريات التحليلية و التي تكشف على وجود عالقة بين اإلحباط كمثير وهو عدم قدرة الفرد
على إشباع حاجة من الحاجات النفسية أو الفسيولوجية -والعدوان كاستجابة ,إذ تختلف شدة
السلوك العنيف باختالف كمية اإلحباط الذي يواجهه الفرد في الحياة اليومية ,فالتحصيل الجيد
الذي يناله التلميذ العنيف راجع حسب هذه النظرية إلى مستوى اإلحباط ,فإذا كان التلميذ غير
قادر على تحقيق و إشباع رغباته عانى من اإلحباط و هذا ما يؤدي إلى انخفاض التحصيل
الدراسي لديه ,و العكس صحيح فإذا أشبعت جميع تلك الرغبات قلت نسبة اإلحباط لديه.
وكخالصة مما سبق نجد أن درجة التحصيل الدراسي ال تتأثر بمستوى األمن النفسي
ويمكن تفسير ذلك بالقدرات الذهنية و العقلية التي يتمتع بها كل تلميذ .فإذا كان تحصيل التلميذ
مرتفع دل ذلك على اإلمكانات العقلية لديه ,أما إذا كان العكس دل ذلك على انخفاض قدراته
الذهنية و مستوى الذكاء لديه.
ت -عرض و تحليل ومناقشة و تفسير نتائج الفرضية (:)3
نصت الفرضية الثالثة على ما يلي:
"ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في األمن النفسي تعزى لمتغير المستوى( )4,3,2,1لدى
التالميذ العنيفين في المرحلة المتوسطة".
55
الجدول رقم( :)11يوضح لنا درجة الحرية و متوسط المربعات و مستوى الداللة بين األمن
النفسي و المستوى.
2 بين
27.25 443.07
المجموعات
داخل
غير دال 4.4.2 23.44 7. 3110.14
المجموعات
يمثل الجدول ( )0.أن هناك تباين في النتائج الموضحة على الجدول حيث بلغت درجة
الحرية بين المجموعات ( )3 dfبينما ( ,)7. dfكما بلغ مستوى الداللة 0.239وهذا أقل من
مستوى الداللة الفعلي ( )0.05مما يدل على أنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في األمن
النفسي تعزى إلى المستوى الدراسي.
من خالل النتائج المعروضة بالجدول رقم ( )05الذي توصلنا إليه من خالل المعالجة
اإلحصائية للبيانات إلى أنه ال توجد فروق دالة إحصائيا تعزى لمتغير المستوى الدراسي لدى
التالميذ العنيفين بالمرحلة المتوسطة.
وهذه النتيجة المتوصل إليها تتفق مع دراسة (ماروتا وزمالئه ,)3000 ,في دراسته إلى
أن األفراد الذين يتوفر لديهم األمن النفسي ,يحققون نتائج أفضل على مدى واسع في المواقف
مثل االنتقال إلى الكلية بعد اإلعدادية واجتياز المآزق الصغيرة في حياتهم اليومية.
( عرفات ,300. ,ص)37
56
وفي دراسة (الزعبي ,)3007 ,والتي أسفرت نتائجها إلى أن جميع مجاالت درجات
السلوك العنيف كانت في االتجاه المنخفض لدى أفراد العينة المتكونة من 959طالب وطالبة
في الجامعة الهاشمية باألردن ,كما أظهرت تأثر درجة الميل نحو السلوك العنيف بالمتغيرات
االجتماعية واالقتصادية واألكاديمية وكان مستوى الطالب الدراسي أحد هذه المتغيرات(.
الصالح ,3043 ,ص )13
و تؤكد نظرية التعلم االجتماعي على التفاعل الحتمي المتبادل و المستمر للسلوك و
المعرفة و التأثيرات البيئية ,و السلوك اإلنساني و محدداته الشخصية و البيئية تشكل نظاما
متشابكا من التأثيرات المتبادلة و المتفاعلة فإنه ال يمكن إعطاء أي منهما مكانة متميزة و
تتضح هذه التأثيرات المتبادلة من خالل السلوك ذو الداللة ,فمهما اختلف مستوى أو سن التلميذ
العنيف فذلك يرجع إلى نمط نشأته والسلوكيات المتعلمة من البيئة المحيطة ,فهذه النظرية ترجع
عدم وجود الفروق في نسب األمن النفسي إلى ما تعلمه هؤالء التالميذ من أمن و استقرار
مكتسب من اآلباء و المجتمع.
وكتعقيب على ما سبق نجد أن األمن النفسي ال يختلف باختالف المستوى التعليمي
فسواء كان تلميذ السنة األولى أو الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة فان مستوى األمن ال يكون
مختلفا بينهم وقد يعود ذلك إلى عوامل بيئية و اجتماعية و نفسية و اقتصادية ,فكل هذه
العوامل تلعب دو ار هاما في توفر أمن نفسي مرتفع أو منخفض لدى التلميذ العنيف.
57
خالصة النتائج:
تم التطرق في هذا الفصل إلى تحليل نتائج الفرضيات ومن خالل الجداول السابقة الذي
يعرض المعالجة اإلحصائية للنتائج توصلنا إلى نتائج الدراسة التي دلت على وجود أمن نفسي
مرتفع لدى تالميذ المرحلة المتوسطة في جميع المستويات األولى والثانية والثالثة والرابعة
متوسط حيث قدرت نسبة األمن النفسي المرتفع %92.75وهذا ما يدل على وجود األمن
النفسي وبشكل مرتفع لدى التالميذ العنيفين في المرحلة المتوسطة وهي تعد كإجابة عن
الفرضية العامة ,كما نستخلص انه ال توجد عالقة بين السلوك العنيف الذي يصدر من التلميذ
المتمدرس وبين درجة األمن لديه سواء كانت منخفضة أو مرتفعة ,أما في الفرضيات الجزئية
فقد أسفرت نتائجها على عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية تعزى للجنس والتحصيل
والمستوى.
58
خالصة عامة عن الدراسة
تطرقنا في هذه الدراسة إلى أحد المواضيع الهامة أال وهو "األمن النفسي لدى التالميذ
العنيفين في المرحلة المتوسطة " انطالقا من متغيرات الجنس ,التحصيل ,والمستوى الدراسي,
في دراسة استكشافية هدفت إلى معرفة درجة ومستوى األمن النفسي لدى التالميذ ذوي السلوك
العنيف في المدرسة ,نظ ار ألهمية األمن النفسي في تكوين شخصية التلميذ المراهق في هذه
المرحلة خاصة لكونها مرحلة حساسة وحرجة تظهر فيها العديد من التغيرات الجسمية والنفسية.
وقد اعتمدنا في دراستنا على المنهج الوصفي االستكشافي ,حيث كانت عينة الدراسة
متمثلة في تالميذ جميع السنوات من التعليم المتوسط تم اختيار مجموعة من التالميذ العنيفين
من طرف الطاقم التربوي (المدير ,المراقبين ,واألساتذة) تم توزيع مقياس األمن النفسي كأداة
لمعرفة مستوى األمن لديهم ,وقد تم تقسيم العينة إلى مجموعتين عينة استطالعية وعينة أساسية
وقد تمت المعالجة اإلحصائية للعينة األساسية ,وانطالقا من الفرضيات المطروحة توصلنا إلى
وجود أمن نفسي مرتفع لدى األغلبية من التالميذ العنيفين في المرحلة المتوسطة كإجابة عن
الفرضية العامة ,وأنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية تعزى لمتغير الجنس والتحصيل
والمستوى الدراسي كإجابة عن الفرضيات الجزئية.
وهكذا فإن موضوع األمن النفسي يكتسي أهمية بالغة في حياة الفرد والجماعة ,مما
يجعلنا نؤكد على ضرورة سعي الفرد لتوفير األمن والطمأنينة لنفسه ولغيره من األفراد لكونهما
من المقومات األساسية للصحة النفسية.
59
االقتراحات:
بناءا على النتائج المتوصل إليها يمكننا إدراج جملة من المقترحات المتمثلة فيما يلي:
توفير جو أمن نفسيا للتالميذ سواء كان ذلك في البيت أم المدرسة أم الشارع ,كونه يعد
من الحاجات األساسية للحياة حتى يتسنى للفرد تحقيق مستويات أفضل من النجاح في
جميع مجاالت حياته.
التلميذ العنيف مرحلة مراهقة عادية ال تسودها أي توفير الراحة و الطمأنينة لكي يعي
مشاكل.
استفسار األهل و األساتذة في المدرسة عن سبب السلوك العنيف و محاولة إصالحه و
عالجه.
توفر األمن النفسي لدى الفرد يزيد من إشباع حاجاته المعرفية و العلمية ,فنجد الفرد
كلما قل عنفه كلما زاد تحصيله المعرفي.
التواصل بين المدرسة وأسرة الطفل العنيف من خالل مجالس أولياء األمور.
عقد ملتقيات تبين أهمية األمن النفسي للفرد و خاصة المراهقين.
الفرد حياة ومن ثم توجب على األفراد السعي وراء تحقيق هذه الحاجة الهامة التي بدونها يعي
بائسة شقية و بغيابه ال يوجد استمرار في الحياة ,ونض ار ألهمية هذا الموضوع تقترح الطالبتان
بعض المواضيع في دراسات أخرى:
.4األمن النفسي و عالقته بالتوافق الدراسي لدى التالميذ المقبلين على اجتياز شهادة
البكالوريا.
.3األمن النفسي لدى أصحاب الجرائم.
.2دراسة عن األمن النفسي لدى األطفال الفاقدين احد الوالدين أو كالهما.
61
قائمة المراجع و المصادر
الكتب:
.4أبو جادو ,صالح) . ( 2004سيكولوجية التنشئة االجتماعية ,ط ,1بيروت ،دار
المسيرة
.3بدير ,كريمان( .)3001الرعاية المتكاملة لألطفال ,ط ,4القاهرة ,عالم الكتب.
.2تركي ,رابح( .) 4991مناهج البحث العلمي في علم النفس و علوم التربية ,دون طبعة,
الجزائر ,المؤسسة الوطنية للكتاب.
.1التيري ,مصطفى عمر( .)4990العنف العائلي ,ط ,4المملكة السعودية العربية,
اكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية.
.5الحارث ,عبد الحميد حسين ,حسين سالم ,غسان( .)300.علم النفس األمني ,ط ,4
لبنان.
..الخالدي ,عطا اهلل فؤاد( .)3000قضايا ارشادية معاصرة ,د.ط ,األردن ,دار اليازوري
للنشر و التوزيع.
.7الخولي ,محمود سعيد إبراهيم( .)300.العنف في الحياة اليومية ،ط ,4القاهرة ،دار
اإلسراء للطبع والتوزيع.
.0الزعبي ,أحمد محمد( .)3004علم الّنفس النمو ،الطفولة والمراهقة ،األسس النظرية
والمشكالت ،سبل معالجتها ، ،دون طبعة ,األردن ،دار زهران للنشر والتوزيع.
.9زهران ,حامد عبد السالم( .)4909الصحة النفسية و العالج النفسي ,ط ,2القاهرة ,عالم
الكتاب للنشر و التوزيع.
.40سليم ,مريم .الشعراني ,الهام( .)300.الشامل في المدخل إلى علم النفس ,ط ,4لبنان,
دار النهضة العربية.
.44سيد عبد اهلل ,معتز( .)3005العنف في الحياة الجامعية ،أسبابه ومظاهره والحلول
المقترحة لمعالجته ،د .ط ,القاهرة ،منشورات مركز البحوث والدراسات النفسية كلية
اآلداب.
.43شقير ,زينب( .)3005الشخصية السوية و المضطربة,ط ,2القاهرة ,مكتبة النهضة
المصرية.
61
.42العقاد ,عبد اللطيف ( .)3004سيكولوجية العدوانية وترويضها ،منحى عالجي معرفي
جديد ،ط ,4القاهرة ،دار غريب للطباعة والنشر.
.41العكور ,محمد و آخرون( .)3007الدليل الوقائي لحماية الطلبة من العنف و اإلساءة,
األردن ,إدارة التعليم العام و شؤون الطلبة.
.45العمارية ,محمد حسن( .)3004المشكالت الصفية السلوكية التعليمية األكاديمية ،دار
الميسرة للنشر و التوزيع و الطباعة ،ط. 1
.4.عيالي محمد عوض( .)300.مدخل إلى علم النفس النمو ،الطفولة ،المراهقة
د .ط ,اإلسكندرية ،دار المعرفة الجامعية. والشيخوخة،
.47العيسوى ,عبد الرحمان( .)4904اإلرشاد النفسي ،د ط ,دار المعرفة ،اإلسكندرية.
.40كامل ,مليكة لويس( .)4907علم النفس اإلكلينيكي ،القاهرة ،الهيئة العامة للكتاب،
الجزء األول.
.49محمد إسماعيل( .)4993سوء التوافق الدراسي لدى المراهقين الجزائريين ,ط ,3
الجزائر ،مطبعة الكهنة للنشر والتوزيع.
.30مقدم ،عبد الحفيظ ( .)1993اإلحصاء و القياس النفسي التربوي ،ط ، ,4الساحة
المركزية بن عكنون-الجزائر ،دار المطبوعات الجامعية.
.34موسى ,رشاد علي عبد العزيز( .)3009سيكولوجية العنف ضد األطفال ،د ط ,القاهرة,
علم الكتاب ،دار الكتاب.
.33ناصف ,عبد الكريم ( .)4907سيكولوجية العدوان ،ط ,4عمان ،دار منار للنشر
والتوزيع.
.32نجاتي,محمد عثمان( .)3004الحديث النبوي و علم النفس ,ط ,4القاهرة ,دار الشرق
للنشر و التوزيع.
مجالت:
.31بركات ,زياد( .)3003دوافع السلوك الصفي السلبي لدى تالميذ المرحلة اإلنسانية من
وجهة نظر المعلمين ،دراسات عربية في علم النفس ،العدد ، 04مجلد.05
.35بن ساسي ,عقيل( .)3042األمن النفسي و عالقته باالنشطة االبداعية لدى تالميذ
الخامسة ابتدائي دراسة ميدانية بمدينة غرداية ,مجلة العلوم االنسانية و االجتماعية,
جامعة قاصدي مرباح ورقلة -الجزائر ,العدد .357-312 ,42
63
.3.جبر ,محمد جبر( .)499.بعض المتغيرات الديمغرافية المرتبطة باألمن النفسي ,مجلة
علم النفس ,الهيئة المصرية العامة للكتاب.
.37الرفاعي ,ابتهال عبد اّهلل ( .)3040العنف الطالبي في الجامعة األردنية من وجهة
نظر الطلبة ودور األسرة التربوية في عالجه من المنظور اإلسالمي ،المجلة العربية
للدراسات األمنية والتدريبات ،المجلد ، 25العدد.5
.30سعد ,علي( .) 4999مستويات األمن النفسي لدى الشباب الجامعي ,مجلة جامعة
دمشق لآلداب و العلوم اإلنسانية ,العدد ,4سوريا ,المجموعة . 19 -9 ,45
.39قبي ,آدم ( .)3003رؤية نظرية حول العنف السياسي في الجزائر ,مجلة الباحث,
جامعة ورقلة ,العدد ( ,)04ص ص .444-403
.20مهنا,بشير عبد اهلل( .)3040األمن النفسي وعالقته بالتوافق النفسي و االجتماعي لدى
طالب معهد اعداد المعلمين_نينوى ,مجلة التربية و العلم ,المجلد ,40العدد-2.0 ,2
.201
.24نخبة االساتذة( .)3009دراسات نفسية و تربوية ,مخبر تطوير الممارسات النفسية و
التربوية ,جامعة قاصدي مرباح ,ورقلة ,العدد .2
الرسائل الجامعية:
.23باشماخ ,زهور حسن( .)3004األمن النفسي و الشعور بالوحدة النفسية لدى عينة من
المرضى المرفوضين اسريا و المقبولين اسريا ,رسالة ماجستير غير منشورة,مكة
المكرمة,جامعة أم القرى.
.22الدليم ,فهد عبد اهلل و آخرون( .)4992مقياس الطمأنينة النفسية ,الطائف ,سلسلة
مقاييس مستشفى الطائف ,2مستشفى الصحة النفسية.
.21زيد عبد الزايد أحمد الحارثي( .)3007إسهام اإلعالم التربوي في تحقيق األمن الفكري
لدى طالب المرحلة الثانوية ،بمدينة مكة المكرمة ،من وجهة نظر مديري وكالء
المدارس والمشرفين التربويين ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في اإلدارة التربوية
والتخطيط ،المملكة العربية السعودية ,الرياض.
.25السهلي ,عبد اهلل حميد حمدان( د .س) .األمن النفسي و عالقته بالتحصيل الدراسي
لدى طالب رعاية األيتام ,رسالة ماجستير غير منشورة ,كلية الدراسات العليا بأكاديمية
نايف العربية للعلوم األمنية ,قسم العلوم االجتماعية للرعاية والصحة النفسية.
62
.2.السهلي ،ماجد اللميع حمود ) ( 2007األمن النفسي وعالقته باألداء الوظيفي لدى
موظفي مجلس الشورى السعودي ،رسالة ماجستير غير منشورة ،الرياض ,كلية الدراسات
العليا بجامعة نايف للعلوم األمنية
.27الشهري ,علي بن نوح بن عبد الرحمان( .)3009العنف لدى طالب المرحلة المتوسطة
في ضوء بعض المتغيرات النفسية واالجتماعية في مدينة جدة ,رسالة منشورة لنيل رسالة
الماجستير في اإلرشاد الّنفسي ،المملكة العربية السعودية.
.20الصالح ,تهاني محمد عبد القادر( .)3043درجة مظاهر وأسباب السلوك العدواني لدى
طلبة المرحلة األساسية في المدارس الحكومية في محافظات شمال الضفة الغربية
وطرق عالجها من وجهة نظر المعلمين ,مذكرة ماجستير غير منشورة في برنامج اإلدارة
التربوية في كلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس ،فلسطين.
.29الطهراوي,جميل حسن( .)300.األمن النفسي وعالقته باألداء الوظيفي ,دراسة مسحية
على موظفي مجلس الشورى السعودي مجلة الجامعة اإلسالمية.
.10الطيار ،فهد علي عبد العزيز .( 2005 ).العوامل االجتماعية المؤدية للعنف لدى
طالب المرحلة الثانوية .رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة نايف العربية للعلوم
األمنية ،السعودية،
.14عبد اهلل أبو عراد الشهري ( .)3000فعالية اإلرشاد االنتقائي في خفض مستوى سلوك
العنف لدى المراهقين ،رسالة منشورة لنيل شهادة الدكتوراه في علم النفس ،جامعة نايف
للعلوم األمنية ،المملكة العربية السعودية.
.13العقيلي,عادل بن محمد بن محمد( .)3001االغتراب و عالقته باألمن النفسي ,دراسة
ميدانية على عينة من طالب جامعة اإلمام محمد بن مسعود اإلسالمية ,رسالة مكملة
لنيل شهادة ماجستير غير منشورة ,كلية الدراسات العليا قسم العلوم اإلجتماعية ,جامعة
نايف العربية للعلوم األمنية.
.12العنزي ،منزل عسران جهاد ) ( 2004عالقة اشتراك الطالب في جامعات النشاط
الطالبي باألمن النفسي واالجتماعي لدى طالب المرحلة الثانوية بمدينة الرياض ،رسالة
ماجستير غير منشورة ،الرياض :كلية الدراسات العليا بجامعة نايف للعلوم األمنية.
.11غزال ,نعيمة( .)3000عالقة التفاؤل بالدافعية لإلنجاز لدى تالميذ ستة ثالثة من
التعليم الثانوي العام ,رسالة ماجستير.
60
.15المطيري ,عبد المحسن بن عمار( .)3007العنف األسري وعالقته بانحراف األحداث
لدى نزالء دار المالحظة االجتماعية بمدينة الرياض ،دراسة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير في العلوم االجتماعية ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية.
.1.منيب ،تهاني محمد عثمان) ، ( 2005دراسة فاعلية إستراتيجية إثرائية في التنمية
االبداعية لدى األطفال المبتكرين والعاديين في مرحلة الرياض ،مجلد ، 3عدد ، 29
القاهرة ,جامعة عين شمس.
.17اليوسف ،عبد اهلل عبد العزيز( ١٢٢٢ه) .الدور األمني للمدرسة في المجتمع
السعودي – بحث مقدم لندوة المجتمع واألمن المنعقد في كلية الملك فهد األمنية –
بالرياض.
مواقع انترنت:
.10المغراوي ,زهرة يوسف( .)3040التفاؤل وعالقته بالرضا عن الحياة لدى طلبة مركز
تحفيظ القرآن الكريم بمدينة مصراتة ,رسالة ماجستير ,ليبيا.
المراجع باللغة الفرنسية:
49. Gilbert, Diathine (2001).violence, culture et psychanalyse, éd
Sarp, Paris.
50. Jean François Mattei, (2003), Rapport sur la violences et santé,
Paris.
51. Paule, Mbazoulou (2007). la violence scolaire, mai ou est passé
l’adulte, éd l’harmattan, Paris.
52. Pierre, Coslin (2000). entrée dans l’adolescence, éd académie de
Paris.
65
المالحق
66
جامعة قاصدي مرباح ورقلة
عزيزي التلميذ ،عزيزتيي التلمييذة :نضـع بـين يـديك مجموعـة مـن العبـارات ،بعـد قراءتهـا تجيـب عليهـا واحـدة تلـو األخـرى بوضـع
عالمة (×) في الخانة التي تنطبق عليك،
واعلم أنه ال توجد إجابة صحيحة وأخرى خاطئ ة ،بل إجابتك ستكون مساهمة منك في انجاز هـذه الد ارسـة .و فيمـا يلـي مثـال
يوضح لك كيفية اإلجابة.
"بعد الخروج من المدرسة مساء أفضل مشاهدة التلفاز على اللعب مع أصدقائي".
× بعد الخروج من المدرسة مساءا أفضل مشاهدة التلفاز على اللعب مع أصدقائي.
أما إذا كانت تنطبق عليك في بعض األوقات فإن إجابتك تكون كاآلتي:
× بعد الخروج من المدرسة مساءا أفضل مشاهدة التلفاز على اللعب مع أصدقائي.
بيانات شخصية:
المستوى...... :متوسط.
السن.........:
الصفحة 3/1
67
أبدا أحيانا دائما العبارات
68
.31أشعر بحب المؤسسة التي أدرس بها.
الصفحة 2/2 تأكد من أجابتك عن جميع العبارات وشك ار على حسن تعاونك.
69