Professional Documents
Culture Documents
المماثلة
المماثلة
البحث
المماثلة
:تعريف المماثلة و انواعها
تتأثر األصوات اللغوية بعضها ببعض في المتصل من الكالم .فحين ينطق المرء
بلغته نطقا طبيعيا ال تكلف فيه ،نلحظ أن أصوات الكلمة الواحدة قد يؤثر بعضها
فى البعض اآلخر ،كما نلحظ أن اتصال الكلمات فى النطق المتواصل قد يخضع
.ايضا لهذا التأثر
و تتنوع صور التأثر بين الألصوات Fتنوعا كبيرا ،و تعددت اشكال المماثلة تبعا
لذلك التنوع ،و صنفها علماء األصوات وفق اعتبارات متعددة ،يمكن ان نلخصها
1 :في ما يأتي
بحسب اتجاه التأثير :اذا أثر الصوت األول فى الثاني كانت المماثلة مقبلة ،و _1
يسميها بعض الدارسين تقدمية ،واذا أثر الصوت الثاني في األول كانت مدبرة ،و
.تسمى مزدوجة
و ادرك بعض العلماء السلف هذه األنواع من المماثلة ،و إن لم يطلق عليها ما
اطلقه المحدثون من مصطلحات F،يقول عبد الوهاب القرطبي " :ثم اإلدغام في
المتقاربين تارة يكون بقلب الحرف األول الى الثاني ،و هو األكثر األشيع،
.كقولك :النعيم ،و السالم ،و هو األصل
و تارة يكون بقلب الثاني الى األول نحو (مذكر) في لغة من أبدل من تاء افتعل
.ذاال معجمة و أدغمها في الذال األصلية
و تارة يكون بأن يبدال بحرف مناسب لهما ،ثم يدغم ،و ذلك نحو (مدكر) بدال غير
2.معجمة
:و ذكر ذلك ابن يعيش ايضا بقوله " :و اإلدغام على ثالثة أضرب
1ينظر :أحمد مختار عمر " :دراسة الصوت اللغوي" ص ،325و رمضان عبد التواب " :التطور اللغوي" ص ،22و مالمبرك " :علم
األصوات" ص 142-141
" 2الموضح" ص ،140و ينظر :الفراء " :معاني القرآن" 1/215و 2/289
1
ضرب يقلب األول الى لفظ الثاني ،ثم يدغم فيه ،و هذا حق اإلدغام
و ضرب يقلب فيه الثاني الى لفظ األول ،فيتماثل الحرفان فيدغم األؤل في الثاني
3و ضرب يبدل الحرفان معا فيه مما يقاربهما ثم يدغم أحدهما في اآلخر
بحسب درجة التأثير :اذا انقلب الصوت الى مثل الصوت اآلخر كانت _2
المماثلة كلية أو كاملة و اذا تأثر الصوت بالصوت اآلخر تأثرا ال يصل الى
صيروته مثل اآلخر كا نت المما ثلة جزئئية او ناقصة ،و أمثلة ذلك في العربية
كثيرة ،أكتفي هنا باإلشارة الى ادغم النون الساكنة إن كان بغير غنة فالمماثلة
كلية ،و ذلك في نحو (من ربهم) ،و (من لم يتب) ،فإن كان اإلدغام بغنة كانت
.المماثلة جزئية ،و ذلك في نحو (من يقول) و (من وال)
بحسب التصال واالنفصال :اذا كان الصوت المؤثر متصال بالصوت اآلخر_3
كانت المماثلة متصلة أو تجاورية ،واذا كان منفصال كانت المماثلة منفصلة أو
تباعدية ،و المماثلة المتصلة أمثلتها في العربية كثيرة و متنوعة لكن المنفصلة
أمثللتها أقل ،و منها قلب السين صادا بتأثير الطاء في مثل سراط => صراط،
.مسيطر => مصيطر
و في التراث الصوتي العربي دراسة وافية ألنواع المماثلة جاءت تحت أبواب و
عناوين متعددة من أشهرها باب اإلدغام ،و سوف نعرض هنا أشهر صور
المماثلة في العربية من خالل دراسة موضوع المضارعة و اإلدغام
أوال :المضارعة (المماثلة الجزئية)
المضارعة في اللغة :المشابهة و المقاربة ،4و هي من مصطلحات سيبويه ،5و
سماها ابن جني في الخصائص باإلدغام األصغر ،و ذلك حيث قال " :قد ثبت أن
اإلدغام المألوف المعتاد إنما هو تقريب صوت من صوت ،و هو في الكالم على
:ضربين
أحدها :أن يلتقي المثالن على األحكام التي يكون عنها اإلدغام ،فيدغم األول في
اآلخر
" 3شرح المفصل" ،10/132و ينظر :ابن السراج " :األصول" 3/413
7في "الكتاب"< ( 4/477الذال) معجمة ،و هو تصحيف في هذا الموضع و المراضع األخرى السابقة و الالحقة التي تخص الموضع
3
و مرفق مطلقا ،و هو سائر الحروف ،اال الراء و االم _2
و األول (أي الراء) أصله التفخيم ،و قد يرفق لموجب _3
و الثاني (أي االم) أصله الترقيق و قد يفخم _4
و من صور المضارعة غير الجائزة تفخيم األلف بعد صوت مرفق ،اذا وقع بعده
صوت مفخم ،و ذلك في مثل كلمة (باطل) ،فاأللف هنا حكمها الترقيق ،لكن
.اللسان قد يسبق الى تفخيمه بسبب الطاء ،و هو لحن اجتنابه
صور أخرى للمضارعة _3
ترد في النطق العربي صور أخرى للمضارعة ،سواء أكان ذلك فى الفصحى أم
اللهجات F،أم من صور اللحن الخفي التي يجب اجتنابها F،و من تلك صور
أ_ التأنيف او الغنة :فقد تلحق الغنة بعض األصوات القريبة من النون ،خاصة
الالم الساكنة قبل النون في مثل :جعلنا ،و قلنا ،و أنزلنا و نحوها ،فيجب التحفظ
من إعطاء الالم غنة في هذه الحالة ،فإنه لحن يجب تجنبه
ب_ اإلمالة :و من صور المضارعة اإلمالة ،و إنما وقعت في الكالم لتقريب
الصوت من الصوت F،و ذلك نحو :عالم و كتاب و سعى و قضى ،فتقرب فتحة
العين من عالم الى كسرة الالم منه ،فتمال االلف نحو الياء F،و عليه بقية الباب
ج_ المضارعة في الحركات ،فمن ذلك قراءة من قرأ (الحمد هلل) ،بضم الالم
(الحمد هلل) أو بجر الدال (الحمد هلل) ،و هذه و إن كانت لغة ال يلتفت اليها ،لكنها
تشير الى طلب الخفة بتقريب النطق بين الحركات Fو مثل ذلك قول العرب :
شعير ،و بعير ،و رغيف ،و هذه لغة لبعض العرب أرادوا بها تقريب حركة
الحرف األول من حركة الحرف الثاني
ثانيا :اإلدغام (المماثلة الكلية)
تعريف اإلدغام _1
اإلدغام مصدر من أدغم ،يقال :دغم الغيث األرض ،و أدغمها :اذا غشيها ،و
اإلدغام :إدخال الشيء في الشيء ،و إدخال اللجام في أفواه الدواب .و إدغام
.الحرف في الحرف مأخوذ من هذا ،و كالهما ليس بعتيق إنما هو كالم نحوي
4
قال ابن السراج في تعريف اإلدغام " :هو وصلك حرفا ساكنا بحرف مثله من
موضعه من غير حركة تفصل بينهما وال وقف ،فيصيران بتداخلهما كحرف
.واحد ،ترفع اللسان عنهما رفعة واحدة ،و يشتد الحرف
أصول اإلدغام في العربية _2
أ_ أصل اإلدغام أن يكون األول ساكنا ،ألن الصوت األول متى تحرك امتنع
اإلدغام ،ألن الحركة قد فصلت بين الصوتين ،فتعذر االتصال ،فإذا ما أريد
اإلدغام في هذه الحالة فإنه يجب أن يسكن المتحرك األول لتزول الحركة الحاجزة
بين الصوتين ،فيرتفع اللسان بهما ارتفاعة واحدة ،فيخف اللفظ
ب_ و أصل اإلدغام أن يدغم األول في اآلخر ،و جاءت Fكلمات معدودة أدغم
الثاني فيها فى األول ،خاصة في باب افتعل ،اذا أبدلت تاء االفتعال صوتا يماثل
صوت الفاء ،نحو :مذكر في مذدكر ،و مصبر في مصطبر ،و مظلم في مظطلم،
و سبقت اإلشارة الى ذلك في أنواع المماثلة
ج_ و أصل اإلدغام في حروف الفم و اللسان ،و ليس حروف الحلق و الشفتين
بأصل لإلدغام .و من ثم فإن ما كان أدخل في الحلق لم يدغم فيه األدخل في الفم،
و إنما يدغم األبعد في األقرب أبدا و هذا األصل يفسر شيوع اإلدغام بين أصوات
مخارج طرف اللسان و قلته في أصوات مخارج الحلق و الشفتين
د_ و أصل اإلدغام أن يدغم األضعف في األقوي ،ألن "اإلدغام ال يبخس
الحروف وال ينقصها و جملة هذا ان حق الناقص ان يدغم في الزائد ،و حق الزائد
ان ال يدغم في الناقص
ه_ كلما تقاربت المخارج و تدانت كان اإلدغام أقوى ،و كلما تباعدت المخارج
ازداد اإلظهار حسنا
أنواع اإلدغام في العربية _3
أ_ ينقسم اإلدغام بحسب نوع العالقة بين الصوتين على ثالثة أقسام :إدغام
متماثلين ،و إدغام متجانسين ،و إدغام متقاربين
ب_ ينقسم اإلدغام الى :كامل و هو ما يتحول فيه الصوت األول الى مثل الصوت
الثاني ،و ناقص و هو ما يبقى من صفات الصوت األول شيء .و اإلدغام الناقص
يختلف عن المضارعة ،فهو و إن كان من جنس المماثلة الجزئية اال انه ينطبق
5
عليه تعريف اإلدغام المتضمن وصل صوت ساكن بصوت متحرك ،و ارتفاع آلة
النطق بهما ارتفاعة واحدة ،لكن تبقى من الصوت األول بعض صفاته
ج_ ينقسم اإلدغام الى واجب ،و جائز ،و ممتنع
المخالفة
من التطورات التي تعرض أحيانا لألصوات اللغوية ما يمكن أن يسمى بالمخالفة،
و هي أن الكلمة قد تشمل على صوتين متماثلين كل المماثلة فيقلب أحدهما الى
صوت آخر لتتم المخالفة بين الصوتين المتماثلين .و قد دلت البحوث التي قام بها
علماء األصوات F،أن ظاهرة المخالفة قد شاعت في كثير من اللغات .و ليست هذه
الظاهرة اال تطورا تاريخيا في األصوات .و لم يفطن علماء العربية القدماء لهذه
الظاهرك ،او لم يولوها ما تستحق من عناية ،و اضطرب تفسيرهم لها .فقد أشار
اليها سيبويه فى باب سماه "باب ماشذ فأبدل مكان الالم لكراهية التضعيف و ليس
بمطرد" ثم ضرب أمثلة لهذا (كتسريت و تظنيت و تقصيت) كما أشير الى هذا
ايضا فى أمالى الشجرى حين قال "و أما ما حذفوا منه و عوضوا فنحو تظننت
قالو تظنيت فعوضوا من النون الياء "ثم ضرب أمثلة هي (تتلعى من اللعاعة .و
تسريت من السر .و تقضي من التقضض و ال أماله بدال من أمله .و دساها من
.دسسها .و يتمطى من يتمطط
:و هناك أمثلة لتأبيد هذا الرأى
الطح :البسط طحا كسعى ،بسط _1
المح :صفرة البيض ،و الماح Fصفرة البيض _2
الجب و الجواب :القطع _3
عس :طاف بالليل و العوس :الطوفان بالليل _4
زحه :نحاه عن موضعه .زاح يزيح :بعد و ذهب و أزحته _5
قيراط :أصلها قراط .و دينار :أصلها دنار _6
قصيت أظفارى :قصصت _7
و أما بفعل الصالحين فيأتمى :فيأتم _8
6
غم الهالل حال دونه سحاب رقيق ،و غامت السماء _9
حن عليه :حنا عليه _10
.فقد قلب أحد الصوتين المدغمين فى كل هذه االمثلة الى صوت لين طويل
و هاك بعض االمثلة التي يحتمل فيها ان أحد الصوتين المدغمين قد قلب الى أحد
.أشباه أصوات اللين
تشعر في قبيح تمادى و تعمق :الشنغير السيء الخلق _1
تحدس األخبار أراد ان يعلمها من حيث ال يعلم به .تحدس الليل :أظلم .فعالقة _2
الخفاء بين الفعلين واضحة
الرس :دفن الميت و الرمس :الدفن ايضا _3
العباس :األسد و العنبس :األسد ايضا _4
7