‫الفوج ‪03‬‬ ‫سنة أولى ماستر تخصص قانون جنائي‬ ‫الطالب بلكوز الشيخ‬

‫إشــراف د‪ .‬فيصل رمون‬ ‫المقياس اإلثبات الجنائي‬

‫بطاقة تقنية حول اإلعتراف في اإلثبات الجنائي‬
‫إشكالية البحث‪ :‬ما المقصود باالعتراف في االثبات الجنائي؟‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫مقدمة‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف االعتراف‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لالعتراف‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع االعتراف‬
‫المطلب الرابع‪ :‬شروط صحة االعتراف‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫عبد الحميد الشواربي‪ ،‬اإلثبات الجنائي في ضوء القضاء والفقه‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪.1996 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫محمود‪ ,‬نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪.1999 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫م‪,, ,‬روك‪ ,‬نص‪,, ,‬ر ال‪,, ,‬دين‪ ،‬محاض‪,, ,‬رات في اإلثب‪,, ,‬ات الجن‪,, ,‬ائي‪ ،‬أدل‪,, ,‬ة اإلثب‪,, ,‬ات الجن‪,, ,‬ائي‪ ،‬الكت‪,, ,‬اب األول‪ ،‬االع‪,, ,‬تراف‬ ‫‪‬‬
‫والمحررات‪ ،‬دار هومة الجزائر‪.2005 ،‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لم‪,,‬ا ك‪,,‬ان اع‪,,‬تراف المتهم ه‪,,‬و دلي‪,,‬ل تحيط‪,,‬ه الش‪,,‬بهات لم‪,,‬ا ل‪,,‬ه من م‪,,‬اض منته‪,,‬ك لحق‪,,‬وق وحري‪,,‬ات األف‪,,‬راد‪ ،‬فق‪,,‬د ك‪,,‬ان‬
‫في العصور الوسطى وما قبلها يستخلص من التعذيب خاصة ووسائل‪ ,‬اإلكراه عامة‪ ،‬وكان ينظ‪,‬ر لالع‪,‬تراف على أن‪,‬ه‬
‫س‪,,‬يد األدل‪,,‬ة فيقتص‪,,‬ر إس‪,,‬ناده ك‪,,‬دليل إثب‪,,‬ات عن دون‪,,‬ه من األدل‪,,‬ة األخ‪,,‬رى وعلى ه‪,,‬ذا األس‪,,‬اس نط‪,,‬رح اإلش‪,,‬كال الت‪,,‬الي‪ :‬م‪,,‬ا‬
‫المقصود باالعتراف في االثبات الجنائي؟‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف االعتراف‬

‫‪1‬‬
‫لغة‪ :‬اإلثبات يقول اعترفت بالشيء إذن أتيته‪ ،‬ويعرف أيضا بأنه اإلذعان بالحق واإلقرار‪.‬‬
‫شــرعا‪ :‬ه‪,,‬و إخب‪,,‬ار ش‪,,‬خص بح‪,,‬ق علي‪,,‬ه لغ‪,,‬يره‪ ،‬ك‪,,‬أن يق‪,,‬ر زي‪,,‬د ويع‪,,‬ترف بأن‪,,‬ه ارتكب فعال ي‪,,‬ترتب علي‪,,‬ه عقوب‪,,‬ة بدني‪,,‬ة أو‬
‫مالية‪ ،‬كما لو اعترف بأنه قتل عمر و أتلف له ماال‪ ،‬وه‪,‬و عب‪,,‬ارة عن اإلخب‪,‬ار بم‪,‬ا على اإلنس‪,‬ان من الح‪,,‬ق للغ‪,‬ير على‬
‫‪2‬‬
‫نفسه‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتعريف االعــتراف في التشــريع الجزائــري‪ ،‬لم يع‪,,‬رف المش‪,,‬رع الجزائ‪,,‬ري‪ ,‬االع‪,,‬تراف ب‪,,‬ل اكتفى باإلش‪,,‬ارة‬
‫إليه في المادة ‪ 213‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج بقولها‪" :‬االعتراف شأنه كشأن جميع عناصر اإلثبات يترك لحرية تقدير القاضي "‪.‬‬

‫عبد الحميد الشواربي‪ ،‬اإلثبات الجنائي في ضوء القضاء والفقه‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪ ، 1996 ،‬د‪ .‬ط ‪ ،‬ص ‪07‬‬ ‫‪1‬‬

‫مروك نصر الدين ‪ ،‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪ ،‬أدلة اإلثبات الجنائي‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬االعتراف والمحررات‪ ،‬دار هومة الجزائر‪ ، 2005 ،‬ص ‪36‬‬ ‫‪2‬‬
 ‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لالعتراف‬
‫ثار جدل فقهي حول الطبيعي‪,‬ة القانوني‪,‬ة لالع‪,‬تراف‪ ،‬ف‪,‬ذهب البعض الى اعتب‪,‬اره تص‪,‬رفا‪ ,‬قانوني‪,,‬ا ألن‪,‬ه ي‪,‬رتب آث‪,‬ارا‬
‫على المعترف نفسه‪ .‬ويرى‪ ,‬البعض اآلخر أن االعتراف عمل قانوني‪ ,‬بالمعنى الضيق الن اآلث‪,,‬ار المترتب‪,,‬ة عن‪,,‬ه يقره‪,,‬ا‬
‫القانون وحده وليس إلرادة المعترف دخل فيها بعيدا عن سلطان اإلرادة كما أن للقاضي س‪,,‬لطة مطلق‪,,‬ة في تق‪,,‬دير قيم‪,,‬ة‬
‫االعتراف دون أي رد فعل للمعترف ‪ ،‬وهذا ما يميز طبيعته على النحو اآلتي‪: 1‬‬
‫أوال‪ :‬االعــتراف كعمــل قــانوني ‪.‬وأهم م‪,,‬ا يعنين‪,,‬ا في ه‪,,‬ذا التعري‪,,‬ف أن اآلث‪,,‬ار القانوني‪,,‬ة لالع‪,,‬تراف يرتبه‪,,‬ا الق‪,,‬انون ذات‪,,‬ه‬
‫بغض النظ‪,,‬ر عن إرادة الش‪,,‬خص‪ ،‬ف‪,,‬دور اإلرادة هن‪,,‬ا قاص‪,‬ر‪ ,‬على مج‪,,‬رد االتج‪,,‬اه إلى العم‪,,‬ل دون آث‪,,‬اره أن الق‪,,‬انون ه‪,,‬و‬
‫الذي يتولى تحديد هذه اآلثار بعيدا عن نطاق اإلرادة وذلك بخالف الحال في التصرفات القانونية ال‪,,‬تي يك‪,,‬ون لس‪,,‬لطان‬
‫اإلرادة دخل في تحديد آثارها فضال عن نشوئها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االعــتراف كعمــل إجــرائي الخص‪,,‬ومة الجنائي‪,,‬ة هي مجموع‪,,‬ة األعم‪,,‬ال اإلجرائي‪,,‬ة تب‪,,‬دأ بتحري ‪,‬ك‪ ,‬ال‪,,‬دعوى العمومي‪,,‬ة‬
‫بقصد الوصول‪ ,‬إلى إثبات الجريمة ومعاقبة المتهم‪ .‬وينقسم االعتراف كعمل إجرائي إلى نوعين ‪:‬‬
‫االعــتراف كعمــل إجــرائي‪ :‬وه ‪,,‬و ال ‪,,‬ذي يص ‪,,‬در في أثن ‪,,‬اء ‪-‬الخص ‪,,‬ومة‪ :‬الجنائي ‪,,‬ة وذل ‪,,‬ك باعتب ‪,,‬ار أن الخص ‪,,‬ومة‬ ‫‪-1‬‬
‫الجنائي‪,,‬ة ال تنش‪,,‬أ إال بتحري ‪,‬ك‪ ,‬ال‪,,‬دعوى الجزائي‪,,‬ة س‪,,‬واء أم‪,,‬ام قض‪,,‬اء التحقي‪,,‬ق أو قض‪,,‬اء الحكم أو يص‪,,‬در خ‪,,‬ارج‬
‫الخص ‪,,,‬ومة ثم ي‪,, ,‬ؤثر‪ ,‬في نش ‪,,,‬وؤها‪ ,‬وس‪,, ,‬يرها أو تع ‪,,,‬ديلها أو انقض‪,, ,‬ائها‪ ،‬ك‪,, ,‬االعتراف‪ ,‬الص‪,, ,‬ادر‪ ,‬في مرحل ‪,,,‬ة جم‪,, ,‬ع‬
‫االستدالالت ‪.‬‬
‫االعــتراف كعمــل غــير إجــرائي‪ :‬وه‪,,‬و ال‪,,‬ذي يص‪,,‬در خ‪,,‬ارج ‪ -‬الخص‪,,‬ومة‪ ،‬س‪,,‬واء في إح‪,,‬دى المج‪,,‬الس الخاص‪,,‬ة‬ ‫‪-2‬‬
‫وأم‪,,‬ام القض‪,,‬اء الم‪,,‬دني بص‪,,‬دد دع‪,,‬وى مدني‪,,‬ة مرفوع‪,,‬ة أمام‪,,‬ه بش‪,,‬رط أال ي‪,,‬ؤثر في نش‪,,‬وء الخص‪,,‬ومة أو س‪,,‬يرها أو‬
‫‪2‬‬
‫تعديلها أو انقضائها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع االعتراف‬

‫يمكن تقسيم االعتراف إلى عدة أنواع وكل نوع يرجع إلى فكرة معينة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬من حيث السلطة التي يصدر أمامها االعتراف ينقسم إلى ‪:‬‬
‫االعتراف القضائي‪ :‬وهو االعتراف ال‪,‬ذي يص‪,,‬در أم‪,‬ام المحكم‪,,‬ة ال‪,,‬تي تنظ‪,‬ر ال‪,‬دعوى الجزائي‪,,‬ة بالفص‪,‬ل ويح‪,,‬يز‬ ‫‪-1‬‬
‫هذا االعتراف للمحكمة االكتفاء به والحكم‪ ,‬على المتهم بغير سماع الشهود‪ ،‬فيبدأ‪ ,‬التحقيق في الجلسة بالمن‪,,‬اداة‬
‫على الخص‪,,‬وم والش‪,,‬هود‪ ،‬ويس‪,,‬أل المتهم عن اس‪,,‬مه ولقب‪,,‬ه وس‪,,‬نه وبع‪,,‬د ذل‪,,‬ك يس‪,,‬أل المتهم عم‪,,‬ا إذا ك‪,,‬ان معترف ‪,‬ا‪,‬‬
‫بارتك‪,,‬اب الفع‪,,‬ل المس‪,,‬ند إلي‪,,‬ه‪ ،‬ف‪,,‬إن اع‪,,‬ترف ج‪,,‬از للمحكم‪,,‬ة االكتف‪,,‬اء باعتراف‪,,‬ه والحكم بغ‪,,‬ير س‪,,‬ماع الش‪,,‬هود‪ ،‬وإ ال‬
‫فتسمع شهادة الشهود لإلثبات‪.‬‬

‫محمود نجيب حسني ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ، 1999 ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪464 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مروك نصر الدين‪ ،‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫‪2‬‬
‫االعتراف غير القضـائي ‪ :‬وه‪,,‬و االع‪,,‬تراف ال‪,,‬ذي يص‪,,‬در‪ ,‬خ‪,,‬ارج المحكم‪,,‬ة ال‪,,‬تي تنظ‪,,‬ر ال‪,,‬دعوى الجزائي‪,,‬ة‪ ،‬ف‪,,‬إذا‬ ‫‪-2‬‬
‫أص‪,,‬در االع‪,,‬تراف الج‪,,‬زائي أم‪,,‬ام محكم‪,,‬ة مدني‪,,‬ة بص‪,,‬دد دع‪,,‬وى مدني‪,,‬ة منظ‪,,‬ورة أمامه‪,,‬ا فإن‪,,‬ه يعت‪,,‬بر اعتراف‪,,‬ا غ‪,,‬ير‬
‫قض‪,,‬ائي‪ ,‬واع‪,,‬تراف المتهم أم‪,,‬ام النياب‪,,‬ة العام‪,,‬ة أو أم‪,,‬ام إح‪,,‬دى جه‪,,‬ات التحقي‪,,‬ق أو قض‪,,‬اء اإلحال‪,,‬ة أو في محض‪,,‬ر‬
‫جمع االستدالالت يعتبر اعترافا غير قضائي‪. ,‬‬
‫كم‪,,‬ا يعت‪,,‬بر اعتراف‪,‬ا‪ ,‬غ‪,,‬ير قض‪,,‬ائي االع‪,,‬تراف ال‪,,‬ذي ي‪,,‬رد ذك‪,,‬ره في التحقيق‪,,‬ات نقال عن أق‪,,‬وال منس‪,,‬وبة إلى المتهم‬
‫خارج مجلس القضاء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث الحجة ينقسم االعتراف إلى نوعين‪:‬‬
‫االعتراف كدليل إثبات ‪ :‬ويستوي فيه أن يكون اعترافا قضائيا‪ ,‬أو غير قض‪,,‬ائي وينقس‪,,‬م ه‪,,‬ذا االع‪,,‬تراف ب‪,,‬دوره‬ ‫‪-1‬‬
‫إلى نوعين ‪:‬‬
‫االعتراف كدليل إقناع شخصي‪ :‬وه‪,,‬و ال‪,,‬ذي ال يحتم‪,,‬ه ‪ -‬الق‪,,‬انون ك‪,,‬دليل لإلدان‪,,‬ة‪ ،‬ب‪,,‬ل أن‪,,‬ه يس‪,,‬توي‪ ,‬م‪,,‬ع غ‪,,‬يره‬ ‫‪‬‬
‫من أدلة اإلثبات في قوته اإلقناعية ‪.‬‬
‫االعتراف كدليل قانوني‪ :‬وهو الذي يستلزمه القانون ‪ -‬كمصدر‪ ,‬لإلدانة هو أو بعض األدلة األخرى ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االعـتراف كسـبب لإلعفـاء من العقـاب‪ :‬رأي المش‪,,‬رع في بعض الج‪,,‬رائم الخاص‪,,‬ة ال‪,,‬تي ت‪,,‬رتكب في الظالم أو‬ ‫‪-2‬‬
‫يص ‪,,‬عب إثب ‪,,‬ات التهم ‪,,‬ة فيه ‪,,‬ا ب ‪,,‬النظر‪ ,‬إلى م ‪,,‬ا يحيطه ‪,,‬ا من دق ‪,,‬ة في تنفي ‪,,‬ذ أن يش ‪,,‬جع الجن ‪,,‬اة على كش ‪,,‬فها وإ رش ‪,,‬اد‪,‬‬
‫السلطات إلى حقيقة المساهمة فيها فنص على إعفاء الجناة من العقاب إذا اعترفوا‪ ,‬بشروط‪ ,‬معينة‪.‬‬
‫االعتراف الكامل واالعتراف الجزئي‪ :‬قد يكون االعتراف كامال كما ق‪,,‬د يك‪,,‬ون جزئي‪,,‬ا‪ ،‬ف‪,,‬االعتراف الكام‪,,‬ل ه‪,,‬و‬ ‫‪-3‬‬
‫ال‪,,‬ذي يق‪,,‬ر المتهم في‪,,‬ه بص‪,,‬حة إس‪,,‬ناد التهم‪,,‬ة إلي‪,,‬ه كم‪,,‬ا وص‪,,‬فتها‪ ,‬س‪,,‬لطة االته‪,,‬ام أو التحقي‪,,‬ق‪ ،‬فإن‪,,‬ه يك‪,,‬ون ك‪,,‬امال إذا‬
‫انصب على ارتكاب الجريمة‪ ،‬أنواعها وظروفها‪ ,‬كاته‪,,‬ام ش‪,,‬خص بجنح‪,,‬ة ال‪,,‬تزوير‪ ,‬واس‪,,‬تعمال‪ ,‬الم‪,,‬زور‪ ،‬فيع‪,,‬ترف‬
‫بأن‪,,‬ه ق‪,,‬ام بعملي‪,,‬ة ال‪,,‬تزوير باس‪,,‬تعمال الم‪,,‬زور‪ ,‬أو اته‪,,‬ام ش‪,,‬خص بجناي‪,,‬ة القت‪,,‬ل العم‪,,‬دي فيع‪,,‬ترف بأن‪,,‬ه زه‪,,‬ق روح‬
‫الضحية عمدا ‪.‬‬
‫أم‪,,‬ا االع‪,,‬تراف الج‪,,‬زئي فال يك‪,,‬ون إال إذا اقتص‪,,‬ر المتهم في إق‪,,‬راره على ارتك‪,,‬اب الجريم‪,,‬ة في ركنه‪,,‬ا الم‪,,‬ادي‬
‫نافي‪,,,‬ا ب‪,,,‬ذلك مس‪,,,‬ؤوليته الجزائي‪,,,‬ة النع‪,,,‬دام‪ ,‬القص‪,,,‬د الجن‪,,,‬ائي لدي ‪,,‬ه أو يع ‪,,‬ترف بأن ‪,,‬ه ش ‪,,‬ارك في ارتك‪,,,‬اب الجريم‪,,,‬ة‬
‫بالمعاونة دون قيامه بارتكاب السلوك اإلجرامي‪ ,‬المنسوب إليه‪ .‬كما قد يعترف‪ ,‬المتهم بارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬شروط صحة االعتراف‬

‫تجتم‪,, , ,‬ع ش‪,, , ,‬روط‪ ,‬ص‪,, , ,‬حة االع‪,, , ,‬تراف في فك‪,, , ,‬رة أساس‪,, , ,‬ية مض‪,, , ,‬مونها‪ ,‬أن االع‪,, , ,‬تراف تعب‪,, , ,‬ير عن إرادة اإلفص‪,, , ,‬اح‬
‫بالمعلوم ‪,,‬ات‪ ,‬وقب ‪,,‬ول‪ ,‬النت ‪,,‬ائج ال ‪,,‬تي ت ‪,,‬ترتب على إقن ‪,,‬اع القاض ‪,,‬ي بفح ‪,,‬وى ه ‪,,‬ذه المعلوم ‪,,‬ات‪ ،‬ومن ثم يتعين أن تك ‪,,‬ون ه ‪,,‬ذه‬
‫اإلرادة سليمة لكي يعتد به‪,‬ا الق‪,‬انون كمص‪,‬در‪ ,‬لل‪,‬دليل الق‪,‬انوني‪ .‬وعلى ض‪,‬وء ه‪,‬ذه الفك‪,‬رة يتعين أن يت‪,‬وفر‪ ,‬في االع‪,‬تراف‬
‫شروط‪ ,‬ثالثة متى توافرت جميعها كان اعتراف الشخص صحيحا وللمحكمة السلطة التقديرية في تق‪,‬دير قيمت‪,‬ه واألخ‪,‬ذ‬
‫به متى اطمأنت إليه‪ ،‬وهذه الشروط‪ ,‬هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األهلية الجزائية للمعترف تع‪,,‬رف األهلي‪,,‬ة اإلجرائي‪,,‬ة بأنه‪,,‬ا أهلي‪,,‬ة الش‪,,‬خص في مباش‪,,‬رة ن‪,,‬وع من اإلج‪,,‬راءات على‬
‫نحو يعتبر هذا اإلجراء صحيحا و ينتج آثاره القانونية‪.‬‬
 ‫فاألهلية الواجب توافرها‪ ,‬في المعترف هي األهلية اإلجرائية التي تقوم على عنصرين أساسيين هما‪:‬‬
‫أن يك‪,,‬ون المع‪,,‬ترف متهم‪,,‬ا بارتك‪,,‬اب الجريم‪,,‬ة‪ ،‬أي أن تح‪,,‬رك ض‪,,‬ده دع‪,,‬وى عمومي‪,,‬ة قب‪,,‬ل أن يص‪,,‬در‪ ,‬االع‪,,‬تراف‬ ‫‪‬‬
‫منه‪.‬‬
‫ت‪,, ,‬وافر‪ ,‬اإلدراك والتمي‪,, ,‬يز وقت اإلدالء ب‪,, ,‬االعتراف‪ ،‬لكي تكتم‪,, ,‬ل األهلي‪,, ,‬ة اإلجرائي‪,, ,‬ة للمع‪,, ,‬ترف يجب أن يك‪,, ,‬ون‬ ‫‪‬‬
‫المتهم ال‪,,‬ذي ص‪,,‬در من‪,,‬ه االع‪,,‬تراف متمتع‪,,‬ا ب‪,,‬اإلدراك والتمي‪,,‬يز وقت اإلدالء ب‪,,‬ه من أج‪,,‬ل الق‪,,‬درة على فهم ماهي‪,,‬ة‬
‫‪1‬‬
‫أفعاله وطبيعتها‪,.‬‬
‫ثانيــا‪ :‬تمتــع المعــترف بــإرادة حــرة‪ :‬يقص ‪,,‬د ب ‪,,‬اإلرادة الح ‪,,‬رة ق ‪,,‬درة الش ‪,,‬خص على توجي ‪,,‬ه نفس ‪,,‬ه إلى عم ‪,,‬ل معين أو إلى‬
‫االمتناع عنه هذه القدرة ال تتوفر لدى الش‪,‬خص إال إذا انع‪,,‬دمت الم‪,‬ؤثرات الخارجي‪,‬ة ال‪,,‬تي من ش‪,‬أنها أن تعي‪,‬ق اإلرادة‪،‬‬
‫فيجب أن يكون الشخص المعترف قد أدلى باعترافه وهو في كامل إرادته ووعيه وبعيدا عن كل ضغط من الضغوط‪,‬‬
‫المادي‪,,‬ة والمعنوي‪,,‬ة ال‪,,‬تي تعيبه‪,,‬ا أو ت‪,,‬ؤثر‪ ,‬فيه‪,,‬ا‪ ،‬ف‪,,‬أي ت‪,,‬أثير يق‪,,‬ع على المتهم أثن‪,,‬اء اس‪,,‬تجوابه ال ين‪,,‬تزع من‪,,‬ه االع‪,,‬تراف بم‪,,‬ا‬
‫‪2‬‬
‫نسب إليه من اتهام يعيب إرادته وبالتالي‪ ,‬يبطل اعترافه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وضوح االعتراف ومطابقته للحقيقة‪ :‬لع‪,‬ل أهم ش‪,‬رط يجب ت‪,‬وافره لص‪,‬حة االع‪,‬تراف إض‪,‬افة إلى م‪,‬ا س‪,‬بق ذك‪,‬ره‬
‫ه‪,‬و وض‪,‬وح‪ ,‬االع‪,‬تراف ص‪,‬راحة من جه‪,‬ة و مطابقت‪,‬ه للحقيق‪,‬ة من جه‪,‬ة أخ‪,‬رى‪ ،‬فيجب أن يك‪,‬ون ص‪,‬ريحا‪ ,‬ال لبس في‪,‬ه و‬
‫ال غم‪,,‬وض ال يحتم‪,,‬ل أي تأوي‪,,‬ل أو نقص‪ ،‬فال تع‪,,‬د تل‪,,‬ك األقاوي ‪,‬ل‪ ,‬الغامض‪,,‬ة ال‪,,‬تي ي‪,,‬دلي به‪,,‬ا المش‪,,‬تبه في‪,,‬ه أو المتهم من‬
‫حيث داللته ‪,,‬ا على ارتك ‪,,‬اب الجريم ‪,,‬ة المنس ‪,,‬وبة إلي ‪,,‬ه إال إذا ك ‪,,‬انت أدل ‪,,‬ة إثب ‪,,‬ات أخ ‪,,‬رى تعززه ‪,,‬ا‪ ، ،‬كم ‪,,‬ا ال يع ‪,,‬د اعتراف ‪,,‬ا‬
‫إق‪,,‬راره بواقع‪,,‬ة أو أك‪,,‬ثر ذات الص‪,,‬لة بالجريم‪,,‬ة ك‪,,‬إقراره بحق‪,,‬د بين‪,,‬ه و بين المج‪,,‬ني علي‪,,‬ه أو بوج‪,,‬وده في مك‪,,‬ان الجريم‪,,‬ة‬
‫‪3‬‬
‫قبيل وقوعها‪ ,‬أو بعدها‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫في األخير نستخلص أن األدلة القولية كلها بما فيه‪,‬ا االع‪,‬تراف‪ ،‬فق‪,‬دت الكث‪,‬ير في العص‪,‬ر‪ ,‬الح‪,‬الي قيمته‪,‬ا الحقيق‪,‬ة‬
‫ال‪,,‬تي ك‪,,‬ان مص‪,,‬درها‪ ,‬األساس ‪,‬ي‪ ,‬ال‪,,‬ذي يس‪,,‬ندها ال‪,,‬دين واألخالق‪ ،‬فاخ‪,,‬ذ ال‪,,‬دليل الق‪,,‬ولي خصوص‪,,‬ا في البالد المتقدم‪,,‬ة يخلي‬
‫الطريق‪ ,‬إلى الدليل الفني المستمد من التقدم العلمي والتكنولوجي والذي تتالشى فيه نسبة التأثر باألهواء والمصالح‪.‬‬

‫عبد الحميد الشواربي‪ ،‬اإلثبات الجنائي في ضوء القضاء والفقه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪8‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪467‬‬ ‫‪2‬‬

‫مروك نصر الدين‪ ،‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪143‬‬ ‫‪3‬‬