القرعان ابو رياض

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 122

‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫‪1‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫سا ٍء‬
‫سا ٌء ِمنْ نِ َ‬‫سى َأنْ يَ ُكونُوا َخ ْي ًرا ِم ْن ُه ْم َواَل نِ َ‬‫س َخ ْر قَو ٌم ِمنْ قَ ْو ٍم َع َ‬ ‫قال تعالى ‪ " :‬يَا َأيُّ َها الَّ ِذينَ آ َمنُوا اَل يَ ْ‬
‫ق بَ ْع َد اِإْل ي َما ِن َو َمنْ لَ ْم‬
‫سو ُ‬‫س ُم ا ْلفُ ُ‬
‫ْئس ااِل ْ‬
‫ب بِ َ‬ ‫س ُك ْم َواَل تَنَابَ ُزوا بِاَأْل ْلقَا ِ‬
‫سى َأنْ يَ ُكنَّ َخ ْي ًرا ِم ْن ُهنَّ َواَل تَ ْل ِم ُزوا َأ ْنفُ َ‬
‫َع َ‬
‫يَت ُْب فَُأولَِئ َك ُه ُم الظَّالِ ُمونَ‬

‫ضا َأيُ ِح ُّب‬ ‫سوا َواَل يَ ْغت َْب بَ ْع ُ‬


‫ض ُك ْم بَ ْع ً‬ ‫س ُ‬ ‫ض الظَّنِّ ِإ ْث ٌم َواَل ت ََج َّ‬‫اجتَنِبُوا َكثِي ًرا ِمنَ الظَّنِّ ِإنَّ بَ ْع َ‬ ‫يَا َأ ُّي َها الَّ ِذينَ َآ َمنُوا ْ‬
‫اب َر ِحي ٌم‬‫َأ َح ُد ُك ْم َأنْ يَْأ ُك َل لَ ْح َم َأ ِخي ِه َم ْيتًا فَ َك ِر ْهتُ ُموهُ َواتَّقُوا هَّللا َ ِإنَّ هَّللا َ تَ َّو ٌ‬
‫ارفُوا ۚ ِإنَّ َأ ْك َر َم ُك ْم ِع ْن َد هَّللا ِ َأ ْتقَا ُك ْم ۚ ِإنَّ‬ ‫اس ِإنَّا َخلَ ْقنَا ُك ْم ِمنْ َذ َك ٍر َوُأ ْنثَ ٰى َو َج َع ْلنَا ُك ْم ُ‬
‫ش ُعوبًا َوقَبَاِئ َل لِتَ َع َ‬ ‫يَا َأيُّ َها النَّ ُ‬
‫هَّللا َ َعلِي ٌم َخبِي ٌر" ‪.‬‬

‫سورة الحجرات ‪ :‬من االية ‪13 - 11‬‬

‫اس َأاَل ِإنَّ َربَّ ُك ْم َوا ِح ٌد َوِإنَّ َأبَا ُك ْم َوا ِح ٌد َأاَل اَل فَ ْ‬
‫ض َل‬ ‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪" -:‬يَا َأيُّ َها النَّ ُ‬
‫س َو َد َعلَى َأ ْح َم َر ِإاَّل بِالتَّ ْق َوى "‬ ‫س َو َد َواَل َأ ْ‬ ‫ِل َع َربِ ٍّي َعلَى َأع َْج ِم ٍّي َواَل ِل َع َج ِم ٍّي َعلَى ع ََربِ ٍّي َواَل َأِل ْح َم َر َعلَى َأ ْ‬
‫مسند عبد هللا بن المبارك‬

‫يقول الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي هللا عنه ‪ " -:‬تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم‪ ،‬وال تكونوا‬
‫سئل أحدهم‪ :‬ممن أنت؟ قال‪ :‬من قرية كذا‪ ،‬فو هللا إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء لو‬ ‫كنَبط السواد إذا ُ‬
‫يَعلم الذي بينه وبينه من ِدخلةٌ الرحم لَردَعه ذلك عن انتهاكه " ‪.‬‬
‫ويروى عن الشاعر مويال بن جهم المذحجي قوله ‪:‬‬
‫تموت إذا لم يحيهن أصول‬ ‫وكم قد رأينا من فروع كريمة‬

‫الإهداء‬
‫‪ .1‬الى أبي وأمي اللذان سهرا عل ّي وربياني صغيرا فخفضت لهما جناح الذل من الرحمة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫‪ .2‬إلى زوجي العزيزة وأبنائي الكرام وأخص منهم ‪ :‬رياض وأحمد وإبراهيم وإسالم واخواني الستة‬
‫وأخص منهم أخي ابراهيم محمود عويصي – ابو معاذ – حفظهم هللا جميعا ً ‪.‬‬
‫‪ .3‬الى أرواح شهداء فلسطين األبرار الذين هم أشرف منا جميعا ً وقدموا أرواحهم رخيص‪FF‬ة من أج‪FF‬ل‬
‫تراب فلسطين الغالي ‪.‬‬
‫‪ .4‬الى أسرانا البواسل في زنازين وس‪F‬جون االحتالل ‪ ...‬القابض‪FF‬ين على الجم‪FF‬ر‪ ...‬أص‪FF‬حاب األمع‪F‬اء‬
‫الخاوية ‪ ...‬الصامدين أمام الطغيان ‪ ...‬المنادين بالشرف والكرامة ‪.‬‬
‫‪ .5‬الى المهتمين بماض‪FF‬يهم وحاض‪FF‬رهم ومس‪FF‬تقبلهم وعدال‪FF‬ة قض‪FF‬يتهم من أهلن‪FF‬ا و أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرتنا ‪....‬‬
‫أص‪F‬حاب القل‪F‬وب الط‪F‬اهرة النقي‪F‬ة واألي‪F‬ادي البيض‪F‬اء المتوض‪F‬ئة أص‪F‬حاب العق‪F‬ول الن‪F‬يرة الكب‪F‬يرة‬
‫والمتفتحة كباراً وصغاراً ذكوراً وإناثا‪.‬‬
‫‪ .6‬الى الذين ال زالوا يفتخرون بنسبهم الطاهر المشرف المخلص‪FF‬ين وال‪FF‬داعين‪ F‬الى الوح‪FF‬دة والتع‪FF‬اون‬
‫والعزة والمجد وقدموا كل النصح واالرشاد حول ماضي القرعان العريق ‪.‬‬
‫‪ .7‬الى من برهنوا لآلخرين بأنهم يد واحدة معطاءة وخيرة كريم‪FF‬ة بيض‪FF‬اء ورؤوس‪FF‬هم ش‪FF‬امخة عالي‪FF‬ة‬
‫مرتفعة على مر الزمان في الماضي والحاضر والمستقبل إن شاء هللا ‪.‬‬
‫‪ .8‬الى مشايخنا وكبارنا وأحبتنا وشبابنا الذين ما زالوا يذكرون األحداث والواق‪FF‬ع والت‪FF‬اريخ الماض‪FF‬ي‬
‫العريق والذين نقلوه ألجيال اليوم والمستقبل بكل صدق وإخالص وأمانة ‪.‬‬
‫‪ .9‬الى الذين سطروا تاريخ ماضيهم وحاضرهم بدمائهم الزكية وع‪FF‬رقهم الطيب وبجب‪FF‬اههم الس‪FF‬مراء‬
‫وأياديهم الخشنة الكريمة ‪.‬‬
‫‪ .10‬الى كل من ساهم وساعد وعمل ليكون للعشيرة تاريخ ناص‪FF‬ع وقيم حض‪FF‬ارية يع‪FF‬تز ويفتخ‪FF‬ر بك‪FF‬ل‬
‫معانيها األصيلة المتجذرة ‪.‬‬

‫أ‪ .‬محمد محمود محمد عويصي‬


‫أبو رياض‬

‫شكر وتقدير وعرفان‬


‫أتقدم بجزيل الشكر والتقدير والعرفان لكل من ساعدني على إنجاز وإتم‪FF‬ام هذه الدراس‪FF‬ة ‪ ،‬القديم ‪F‬ة الحديث ‪F‬ة‬
‫من كبار السن والشباب المتبصرين والمهتمين بأصلهم وفصلهم بماضيهم وحاضرهم بعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم‬
‫‪3‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫ليوصلوها بكل صدق وامانة وموضوعية إلى األجيال الصاعدة ‪ ،‬فلهم منا كل الشكروالتقدير ‪ ،‬لقول‪FF‬ه ص‪FF‬لى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ " -:‬ال يشكر هللا من ال يشكر الناس " ‪.‬‬

‫والشكر إلى كل مخلص ساهم في مساعدتي وعوني ‪ ،‬وأخص بالذكر األخ إبراهيم محمود عويصي ‪ -‬أب‪FF‬و‬
‫معاذ – الذي بذل قصارى جهده من سهر وبحث ولقاءات وطباعة وتح‪FF‬ري وت‪FF‬دقيق ومراجع‪FF‬ة لبي‪FF‬ان وتوض‪FF‬يح‬
‫أصل ونسب وماضي عشيرة القرعان العريق ‪.‬‬

‫فيد هللا مع الجماعة " وهللا في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه "‪" ،‬وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية "‪.‬‬

‫والشكر لكل من قدم العون ‪ ،‬بعقله وفكره وقلمه ومعلوماته ‪ ،‬ولم يبخل علينا بالمش‪FF‬ورة والنص ‪F‬ح‪ F‬في كتاب‪FF‬ة‬
‫هذا العمل األصيل هنا وهناك ‪ ،‬وأخص بالذكر األحب‪FF‬ة واألص‪FF‬دقاء والمخلص‪FF‬ين – أ ‪ .‬يوس‪FF‬ف عب‪FF‬د الك‪FF‬ريم أب‪FF‬و‬
‫حامد ( أبو بشار ) ‪ ،‬الحاج صالح محمد سالم أبو عصب ( أب‪FF‬و عمي‪FF‬د ) ‪ ،‬الح‪FF‬اج رمض‪FF‬ان إب‪FF‬راهيم أب‪FF‬و حام‪FF‬د‬
‫( أبو وائل ) ‪ ،‬الحاج إب‪FF‬راهيم ع‪FF‬وض وابن‪FF‬ه ع‪FF‬زام ‪ ،‬أ‪ .‬عب‪FF‬د ال‪FF‬رؤوف محم‪FF‬ود حس‪FF‬ان ( أب‪FF‬و جم‪FF‬ال )‪ ،‬والمق‪FF‬دم‬
‫إبراهيم عبد القادر عويصات ( أبو عالء – القذافي ) ‪ ،‬والذين كان همهم كتابة ت‪FF‬اريخ وس‪FF‬يرة عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان‬
‫بكل فخر واعتزاز ‪،‬وكان لهم باع طويل ورغبة جامحة شديدة في ذلك رحمهم هللا جميعا ً واسكنهم فسيح جناته ‪.‬‬

‫وهذا ما دفعني الكمال المسيرة والكتابة في نسب وسيرة العشيرة ‪.‬‬

‫‪ .1‬محمد محمود محمد عويصي‬


‫أبو رياض‬

‫أهمية الدراسة‬
‫‪ ‬تكمن أهمية الدراسة بأنها تبحث في ممارسات العدو الصهيوني ضد شعبنا الفلس‪FF‬طيني من‪F‬ذ العش‪FF‬رينيات‬
‫من القرن العشرين وحتى اليوم وما زالت هذه األساليب الخبيثة والمدعومة عالميا ً ح‪F‬تى قي‪F‬ام الس‪F‬اعة ‪،‬‬
‫ارى َحتَّى تَتَّبِ ‪َ F‬ع ِملَّتَهُ ْم قُ‪FF‬لْ ِإ َّن هُ ‪F‬دَى هَّللا ِ‬
‫ص َ‬‫ضى َع ْنكَ ْاليَهُو ُد َوال النَّ َ‬
‫وصدق رب العزة في قوله ‪َ " :‬ولَ ْن تَرْ َ‬

‫‪4‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫ير" ‪.‬‬
‫َص‪ٍ FFF‬‬ ‫‪FFF‬وا َءهُ ْم بَعْ‪َ FFF‬د الَّ ِذي َج‪ FFF‬ا َءكَ ِمنَ ْال ِع ْل ِم َم‪FFF‬ا لَ‪َ FFF‬‬
‫ك ِمنَ هَّللا ِ ِم ْن َولِ ٍّي َوال ن ِ‬ ‫‪FFF‬و ْالهُ‪FFF‬دَى َولَِئ ِن اتَّبَعْتَ َأ ْه َ‬
‫هُ َ‬
‫سورة البقرة ‪ :‬اآلية ‪. 120‬‬ ‫س‬
‫‪ ‬وحتى نتذكر تاريخ أهلنا وأبناء شعبنا وللحفاظ على هويته وتراثه وموروثه الحضاري عبر السنين ‪.‬‬
‫‪ ‬ولنتعرف على تاريخ اآلباء واألجداد الثابت‪FF‬ة والمتجذرة في قلوبن‪FF‬ا ‪ ،‬ولنح‪FF‬دث ب‪FF‬ه األجي‪FF‬ال القادم‪FF‬ة بك‪FF‬ل‬
‫صدق وأمانة ومسؤولية ‪.‬‬
‫‪ ‬ولنحاف‪FF‬ظ علي‪FF‬ه من الطمس والتش‪FF‬ويه والنس‪FF‬يان ال‪FF‬ذي يخط‪FF‬ط ل‪FF‬ه الص‪FF‬هاينة وحس‪FF‬ب مقول‪FF‬ة زعم‪FF‬ائهم ‪:‬‬
‫( الكبار يموتون والصغار ينسون ) حقا ً الكبار يموتون ولكن الصغار ال ينسوا االمانة‪.‬‬
‫‪ ‬وكذلك للكش‪FF‬ف عن فض‪FF‬ائح الممارس‪FF‬ات الص‪FF‬هيونية واالنتهاك‪FF‬ات االجرامي‪FF‬ة ض‪FF‬د المقدس‪FF‬ات والحج‪FF‬ر‬
‫والشجر واالنسان الفلسطيني ‪.‬‬
‫‪ ‬وإن هذه الدراسة تدعم الدراسات االخرى في توثيق ح‪FF‬ق ش‪FF‬عبنا الفلس‪FF‬طيني البط‪FF‬ل والص‪FF‬امد والمراب‪FF‬ط‬
‫على أرضه ‪ ،‬في حق العودة لأراضيه وممتلكاته وثبات هويت‪FF‬ه وتراث‪FF‬ه ال‪FF‬ذي ال ينس‪FF‬ى (فال يض‪FF‬يع ح‪FF‬ق‬
‫وراءه مطالب) وحق شعبنا في تقرير مصيره وبناء دولته وتشييد مؤسساته‪.‬‬
‫‪ ‬لنضع المواطن الفلسطيني عند مسؤولياته في معرفة تراث العشيرة وتاريخها وقيمها وعاداتها والأعمال‬
‫قديما وأعمال الأبناء اليوم ‪.‬‬
‫ً‬ ‫التي كان يزاولها الأجداد‬
‫أما الخوض في تاريخ عشيرة القرعان ونسبها وحياتها ‪ ،‬يعتبر نقلة نوعية تاريخية واقتصادية وسياسية في‬
‫عالم التاريخ والجغرافيا والمجتمع والأنساب ‪ ،‬والوصية للأجيال الحاضرة بكل أمانة وصدق وواقعية ‪.‬‬
‫كان الإعتماد بشكل كبير على المقابالت الميدانية الشفوية لكبار السن الذين عايشوا النكبة والأحداث الواقعة‬
‫‪ ،‬وعلى مراج‪FF‬ع أص‪FF‬لية بحثت في الت‪FF‬اريخ والجغرافي‪FF‬ا والمجتم‪FF‬ع والأنس‪FF‬اب ‪ ،‬وك‪FF‬ذلك الرج‪FF‬وع إلى مواق‪FF‬ع‬
‫وصفحات معتمدة في االنترنت ‪.‬‬

‫أهداف وأسباب الدراسة‬


‫يتمثل سبب اختياري لهذه الدراسة وهي بعنوان عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر ‪:‬‬

‫‪ .1‬الإص‪F‬رار على التمس‪F‬ك والإنتم‪F‬اء لأرض الآب‪F‬اء والأج‪F‬داد ‪ ،‬أرض فلس‪F‬طين بل‪F‬د الإس‪F‬راء والمع‪F‬راج‬
‫وأرض الرساالت السماوية المجيدة وأرض الشهداء ‪ ،‬أرض المحشر والمنشر وأرض األنبياء ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫‪ .2‬بيان جرائم وممارس‪FF‬ات وانتهاك‪FF‬ات الع‪FF‬دو الص‪FF‬هيوني المج‪FF‬رم بح‪FF‬ق أبن‪FF‬اء ش‪FF‬عبنا الفلس‪FF‬طيني الآمن‬
‫الأعزل إال من حبل هللا المتين ‪.‬‬

‫‪ .3‬المحافظة على تراثنا وموروثنا الحضاري الأصيل في ذاكرة االبن‪FF‬اء والأجي‪FF‬ال والمس‪FF‬تقبل ‪ ،‬وخوفاً‬
‫من عمليات الطمس والتشويه والتزوير المتعمد من قبل الصهاينة وأعوانهم ‪ ،‬وحفظ هذا الم‪FF‬وروث‬
‫من الضياع والنسيان ‪ ،‬وكما في مقولة العدو ( الكبار يموتون والصغار ينسون ) ‪.‬‬

‫‪ .4‬صالبة الشعب الفلسطيني في مطالبته بحقوقه وثوابته وتمسكه الص‪FF‬لب بها ‪ ،‬ال كم‪FF‬ا ق‪FF‬ال قائد جيش‬
‫العدو موشيه ديان ‪ ( :‬الثورة الفلسطينية في يدي كالبيضة أكسرها متى أشاء وكيفما أشاء ) ‪.‬‬

‫‪ .5‬تقوية روابط الصداقة والآخاء بين أبناء الوطن الواحد في المدن والقرى والهجر والعزب والحماي‪FF‬ل‬
‫الفلسطينة كما حدث في الثالثينيات من الهبات والفزعات لمقاومة العدو ‪.‬‬

‫‪ .6‬الواجب الوطني والنضالي الذي يشعر به كل فلسطيني اتجاه أرضه وشعبه ومقدساته ومدن‪FF‬ه وق‪FF‬راه‬
‫واتجاه هويته وتاريخه وموروثه الحضاري الأصيل ‪.‬‬

‫‪ .7‬انعدام الباحثين الذين تناولوا البحث في القرى والهجر المدمرة ‪ ،‬بخصوصية وتفصيل ودق‪FF‬ة وأمان‪FF‬ة‬
‫وخاصة عن عشيرة القرعان ( النسب والأصل والعادات والتراث والهوية والتاريخ ) ‪.‬‬

‫‪ .8‬بيان معاناة أهلنا في القرى والهجر والعزب الفلسطينية ‪ ،‬وكيفية تشريدهم وت‪FF‬رحيلهم عن أراض‪FF‬يهم‬
‫وجبرا منذ سنة ‪1947‬م ‪ ،‬بمؤامرات وحجج وحشية ظالمة ‪.‬‬
‫ً‬ ‫وسكنهم قسراً‬

‫‪ .9‬تعريف بعشيرة القرعان – النسب – السكنى – العادات – والطقوس والأعمال الحياتية اليومية ‪.‬‬

‫‪ .10‬موت الكثير من كبار السن الذين عاصروا بدايات الإحتالل ووجود عدد قلي‪FF‬ل منهم م‪FF‬ا زال على‬
‫قيد الحياة ‪ ،‬والذين ما زالوا يحفظون تاريخ العشيرة من الذكور واالناث ( الختيارية ) الذين نع‪FF‬رف‬
‫منهم أحداث ووق‪FF‬ائع عايش‪FF‬وها وعاص‪FF‬روها وس‪FF‬معوا به‪FF‬ا عن ق‪FF‬رب بك‪FF‬ل أمان‪FF‬ة وإخالص وص‪FF‬دق‬
‫وموضوعية وواقعية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫‪ .11‬الرد على كل المتفوهين والمغرضين والمشككين بعشيرة القرعان وقبيل‪FF‬ة الحويط‪FF‬ات ‪ ،‬ونس‪FF‬بهم‬
‫وأصلهم الشريف في كل مكان ‪ ،‬والرد على ضعاف العق‪FF‬ول وقص‪FF‬يري النظ‪FF‬ر ‪ ،‬وعلى ك‪FF‬ل الجهل‪FF‬ة‬
‫ونسبا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫والساقطين أ ً‬
‫صال‬

‫‪ .12‬وضع األمور في نصابها بأن النكبة الفلسطينية عام ‪ 1948‬هي العنوان الحقيقي للقضية ‪ ،‬كما أن‬
‫قضية الالجئين المشردين عن أوطانهم يجب أن تبقى حية وال تسقط بمرور ال‪FF‬زمن ‪ ،‬وه‪FF‬ذا يف‪FF‬رض‬
‫علينا مسؤولية إثارتها في مختلف المحافل الدولي‪F‬ة سياس‪F‬يا ً ودبلوماس‪F‬يا ً وإعالمي‪F‬ا ً أم‪F‬ام ال‪F‬رأي الع‪F‬ام‬
‫العالمي ‪ ،‬وإبراز القضية الفلسطينية كجوهر الصراع في الشرط الوسط والعالم ‪.‬‬

‫‪ .13‬الضغط على مؤسسات المجتمع المدني في بريطانيا خاصة وأمريك‪FF‬ا وال‪FF‬دول األوروبي‪FF‬ة والع‪FF‬الم‬
‫أجمع إليض‪FF‬اح الظلم الت‪FF‬اريخي الواق‪FF‬ع على الش‪FF‬عب الفلس‪FF‬طيني ج‪FF‬راء تش‪FF‬ريده وط‪FF‬رده من أرض‪FF‬ه‬
‫واحالل الشعب اليهودي محله بحجج واهية ‪ ،‬وما حدث لهذا الش‪FF‬عب من تمي‪FF‬يز عنص‪FF‬ري وأح‪FF‬داث‬
‫مأساوية تتمث‪FF‬ل بالمج‪FF‬ازر والم‪FF‬ذابح واالغتي‪FF‬االت واالعتق‪FF‬االت ‪ ،‬لطمس وتش‪FF‬ويه وتزوي‪FF‬ر الت‪FF‬اريخ‬
‫والتراث الفلسطيني االصيل المتجذر‪.‬‬

‫ونعلمهم بأن أبناء عشيرة القرعان ال‪F‬واعين والمتفهمين والمتعلمين‪ F‬والمثقفين ي‪F‬رددون ق‪F‬ول الخليف‪FF‬ة‬
‫الراشدي الرابع علي بن أبي طالب رضي هللا عنه ‪ ( :‬عندما سكت أهل الحق عن أهل الباطل توهم‬
‫أهل الباطل أنهم على حق ) ‪ ،‬فالحق أبلج ناصع كضوء الشمس في وضح النهار ‪.‬‬

‫فالعشيرة لها جذور ممتدة ترجع لقبيلة الحويط‪FF‬ات العريق‪FF‬ة ‪ ،‬وأن للحويط‪FF‬ات ج‪FF‬ذور تص‪FF‬ل لألس‪FF‬رة‬
‫الهاشمية الشريفة ‪ ،‬وال أحد يزاود علينا في األصل والنسب ‪ ،‬وهلل الحمد والشكر ‪.‬‬

‫صعوبات ومشاكل الدراسة‬


‫‪ .1‬وف‪FF‬اة الكث‪FF‬ير من كب‪FF‬ار الس‪FF‬ن في عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان ال‪FF‬ذين عايش‪FF‬وا الأح‪FF‬داث ‪ ،‬وال‪FF‬ذين هم من موالي‪FF‬د‬
‫العشرينيات من القرن العشرين ولم يبق منهم إال القليل ‪.‬‬

‫‪ .2‬خوف كبار السن على أبنائهم من مخابرات الع‪FF‬دو الص‪FF‬هيوني إن أث‪F‬اروا ونش‪F‬روا ن‪F‬واح سياس‪FF‬ية أو‬
‫وطنية أو نضالية حول أبناء العشيرة ‪ ،‬فصدورهم أوسع لسرهم ومعلوماتهم ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫‪ .3‬قلة المصادر والمراجع العربية التي تتحدث عن القرى والهجر والعزب المدمرة والقبائل والحمائ‪FF‬ل‬
‫المهجرة عن أراضيها وأماكن سكناها ‪.‬‬

‫‪ .4‬نسيان كبار السن لمعظم الأحداث التاريخية المهمة والأحوال التي ك‪FF‬انوا عليه‪FF‬ا قب‪FF‬ل س‪FF‬نة ‪1948‬م ‪،‬‬
‫وكذلك جهل البعض للتفاصيل السياسية والنضالية قب‪FF‬ل النكب‪FF‬ة ‪ ،‬وتش‪FF‬تت أه‪FF‬الي العش‪FF‬يرة في داخ‪FF‬ل‬
‫الوطن فلسطين وخارجه وصعوبة الإتصال بهم ‪.‬‬

‫‪ .5‬ما يتفوه به ويتقوله بعض الشواذ في مدينة قلقيلية وغيرها ‪ ،‬ويطلقون صفات وس‪FF‬مات غ‪FF‬ير مقبول‪FF‬ة‬
‫والحقا ‪ ،‬وذلك لجهلهم بأصل ونسب العش‪FF‬يرة‬
‫ً‬ ‫وغير معقولة وغيرالئقة بأبناء عشيرة القرعان سابقاً‬
‫العريق والشريف الذي يرجع لقبيلة الحويطات األصيلة الشريفة ‪.‬‬

‫‪ .6‬النعرات العنصرية عند بعض الحماي‪FF‬ل بإلق‪FF‬اء التهم والكلم‪FF‬ات واألق‪FF‬وال غ‪FF‬ير المقبول‪FF‬ة ال‪FF‬تي تش‪FF‬وه‬
‫العادات والقيم عن‪FF‬د عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان ‪ ،‬وه‪FF‬ذا م‪F‬ا بث‪FF‬ه االس‪FF‬تعمار االنجل‪FF‬يزي والص‪FF‬هيوني ب‪FF‬النفوس‬
‫العربية الضعيفة بإثارة الفتن والقالقل والشبهات حول الشرفاء والأحرار في كل مكان (فرق تسد)‪.‬‬

‫‪ .7‬تغاير واختالف بعض الروايات عن نسب وأصول وتاريخ أبناء عشيرة القرعان من شخص ألخ‪FF‬ر‬
‫وصعوبة الحصول على الأصح من الروايات والأقوال والأحداث ‪.‬‬

‫فرضيات الدراسة‬
‫‪ .1‬هل نسب أبناء عشيرة عرب القرعان يرجع إلى الأصول الشريفة من آل البيت الكرام ؟‬

‫‪ .2‬هل يرجع أصل عشيرة القرعان لقبيلة الحويطات الكائنة في ش‪FF‬مال غ‪FF‬رب الجزي‪FF‬رة العربية ؟ وهل‬
‫لها امتداد في الأردن وفلسطين وبالد أخرى ؟‬

‫‪ .3‬متى وصل القرعان إلى فلسطين ؟ وكيف وصلوا ؟ وكيف كانت بدايات حي‪FF‬اتهم ؟ وه‪FF‬ل ج‪FF‬اءوا إلى‬
‫فلسطين بسبب الثأر والنزاعات أم بسبب حمالت محمد علي وابنه إبراهيم أم لأسباب أخرى ؟ ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫‪ .4‬احتكاك العشيرة بمن جاءوا من القرى والحمايل والقبائل الفلسطينية وتعاملها واختالطها ب‪FF‬الآخرين‬
‫في قضاء يافا وعربان المنطقة بأخالق عالية ‪.‬‬

‫‪ .5‬عالق‪FF‬ة القرع‪FF‬ان ب‪FF‬أبي كش‪FF‬ك وكيفي‪FF‬ة التعام‪FF‬ل مع‪FF‬ه في الص‪FF‬لحات والفزع‪FF‬ات والزراع‪FF‬ة وال‪FF‬رعي‬
‫والمقايضات والتعليم وغيرها ‪ ،‬وأيهما أسبق في السكنى القرعان أم أبو كشك ؟‬

‫‪ .6‬عالقة القرعان مع بعضهم البعض ساكني النهر ( العوجا ) قرعان النهر ‪ ،‬وساكني البح‪FF‬ر ( ع‪FF‬رب‬
‫السمك ) أو قرعان البحر ‪ ،‬قيمهم وعاداتهم وتعاونهم وفزعاتهم ‪.‬‬

‫‪ .7‬نقول بعد التحري والبحث أن العالقة هي في الأص‪FF‬ل عالق‪FF‬ة ال‪FF‬دم الواح‪FF‬د ‪ ،‬وأن القراب‪FF‬ة بينهم أبن‪FF‬اء‬
‫عمومة ‪ ،‬وأن أصلهم واحد يرجع الى قبيلة الحويطات الأصيلة عدا عن عالق‪F‬ة النس‪F‬ب الحميم‪F‬ة بين‬
‫القرعان جميعا ً بعضهم ببعض ‪ ،‬وعالقة الجوار والفزعات بينهم ‪.‬‬

‫‪ .8‬هل شارك القرعان في المقاومة والنضال الفلسطيني منذ س‪FF‬نة ‪1920‬م ؟ وه‪FF‬ل لهم تحالف‪FF‬ات وطني‪FF‬ة‬
‫ونضالية مع القرى والقبائل الفلسطينية المجاورة في منطقة يافا وغيرها من المناطق الفسطينية ؟‬

‫‪ .9‬الإشارة لأعمال أبناء عشيرة القرعان ( الرعي ‪ ،‬الصيد ‪ ،‬الزراعة ‪ ،‬الصناعة ‪ ،‬التج‪FF‬ارة ‪ ،‬الأعم‪FF‬ال‬
‫والوظائف الحكومية وغيرها ) ‪.‬‬

‫حدود ومنهجية الدراسة‬


‫لق‪FF‬د قمت ب‪F‬إجراء الدراسة عن عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان بك‪FF‬ل أفخاذه‪F‬ا نس‪FF‬بها وأص‪FF‬ولها وحياته‪FF‬ا العلمي‪FF‬ة والثقافي‪FF‬ة‬
‫والإجتماعية والإقتصادية ‪ ،‬وتهجير وترحيل العشيرة عن أراضيها وبساتينها سنة النكبة ‪ 1948‬م وسنة النكس‪FF‬ة‬
‫‪1967‬م ‪.‬‬
‫وتتكون هذه الدراسة من خمسة فصول دراسية هي كاالتي ‪:‬‬
‫الفص‪rr‬ل األول ‪ :‬تن‪FF‬اول عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان من حيث ‪ :‬الأص‪FF‬ل والنس‪FF‬ب والعالق‪FF‬ة وس‪FF‬بب التس‪FF‬مية والموق‪FF‬ع‬
‫الجغرافي والمساحة وعدد سكان العشيرة ‪.‬‬
‫الفص‪rr‬ل الث‪rr‬اني ‪ :‬الحي‪FF‬اة االقتص‪FF‬ادية ألبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان ‪ ،‬تن‪FF‬اول أعم‪FF‬ال الس‪FF‬كان من رعي وزراع‪FF‬ة‬
‫وصناعة وتجارة وأعمال ووظائف مدنية وحكومية ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الحياة الإجتماعية ألبناء عشيرة القرعان ‪ ،‬تن‪FF‬اول الحماي‪FF‬ل المحيط‪FF‬ة والمج‪FF‬اورة والمس‪FF‬كن‬
‫والمضافات والتعليم والصحة والطقوس والعادات في الأفراح والأحزان وأنماط التسلية عند أبناء العشيرة ‪.‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬وتناول فيه االحتالل لمناطق القرع‪FF‬ان وسياس‪FF‬ة وممارس‪FF‬ات الع‪FF‬دو ‪ ،‬والهب‪FF‬ة الوطني‪FF‬ة عن‪FF‬د‬
‫أبناء العشيرة ‪ ،‬ومسكن العشيرة قبل وبعد النكبة وحتى يومنا هذا ‪.‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬يتحدث عن عائلة العويصات بشكل موسع كمثال يفخر به كل أبناء عشيرة القرعان ‪.‬‬
‫وفي الختام ذكرت الخاتمة والمراجع والمصادر والمقابالت الميدانية المتعلقة بالعشيرة ‪ ،‬ذك‪FF‬وراً وإناثاً في‬
‫محافظة قلقيلية بالضفة الغربية ‪ ،‬وفي مخيم سوف بجرش ‪ /‬األردن ‪ ،‬وبينت المالحق ‪.‬‬
‫ومنهجية‪ r‬الدراسة تقوم على ‪ :‬أسلوب المقابلة الميدانية الشخصية ‪ ،‬والمكالمات الهاتفي‪FF‬ة ‪ ،‬وتص‪FF‬فح مواق‪FF‬ع‬
‫االنترنت ‪ ،‬وزيارة كبار السن في بيوتهم وأماكن عملهم والجلوس معهم ومناقشتهم بترو وتمهل وصدق وأمان‪FF‬ة‬
‫وقد اعتمدت على منهجية مشتركة بين المنهج التاريخي والوص‪FF‬في‪ ، F‬والت‪FF‬اريخ الش‪FF‬فوي من خالل المق‪FF‬ابالت ‪،‬‬
‫وبالرجوع الى المصادر والمراجع التاريخية والوثائقي‪FF‬ة مث‪FF‬ل كت‪FF‬اب بالدن‪FF‬ا فلس‪FF‬طين ‪ ،‬كي ال ننس‪FF‬ى ‪ ،‬الق‪FF‬اموس‬
‫الشعبي الفلسطيني وجهاد شعب فلسطين ومعجم بلدان فلسطين والمشجر الكشاف وغيرها من المراجع ‪.‬‬
‫وأن هناك أنماط اجتماعية واقتص‪FF‬ادية و أم‪FF‬ور تراثي‪FF‬ة تتم بالقي‪FF‬اس والخ‪FF‬برة والتجرب‪FF‬ة من كب‪F‬ار الس‪FF‬ن ‪ ،‬و‬
‫قياس الأحوال والظروف ‪ ،‬بأمور مشابهه لها عن‪FF‬د العش‪FF‬ائر والقبائ‪FF‬ل والحمائ‪FF‬ل والع‪FF‬ائالت والق‪FF‬رى الفلس‪FF‬طينية‬
‫األخرى المجاورة ‪.‬‬

‫مدينة يافا‬

‫هي مدينة فلسطينية من أجمل المدن في فلسطين والعالم ‪ ،‬و من أفضل الموانئ الفلسطينية ‪ ،‬كان‬

‫الكنعانيون أول من أطلق عليها هذا االسم ‪ ،‬بعد أن أسسوها منذ أكثر من خمسة أالف سنة مضت ‪.‬‬

‫والكنعانيون هم الذين أطلقوا على المدينة اسم يافي أي الجميلة ‪ ،‬أو ذات المنظر الجميل ‪ ،‬و قد احتفظت‬

‫يافا بهذا االسم على مر العصور‪ F‬بأسماء كثيرة ‪ ،‬جميعها تؤدي إلى معنى واحد ‪ ،‬مصدره الجمال الذي يعبر‬

‫عنها و عن طبيعتها الساحرة ‪ ،‬فهي حقا ً عروس الساحل الفلسطيني على شاطئ البحر األبيض المتوسط ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وتشير األدلة التاريخية إلى أن يافا كانت ذات حضارة ‪ ،‬تماثل المراكز الحضارية القديمة في مصر على‬

‫وادي النيل أو في العراق أو سوريا ‪.‬‬

‫كما كان لها دور مميز في النشاط التجاري البحري ‪.‬‬

‫ومن سكان قضاء مدينة يافا أبو كشك والقرعان والسوالمة والماللحة والسواركة والشوابكة والترابين‬

‫والمصاطفة واللبابدة والجرامنة والبالونة والعداوين والقطاطوة والرميالت‪ F‬وغيرهم ‪.‬‬

‫ويافا تزخر بالعلماء الذين سطروا المجد والشرف والعزة لفلسطين وتاريخها المشرف األصيل وما زالت‬

‫يافا صامدة رغم عمليات التهويد والطمس والتزوير لمعالمها األصيلة ‪ ،‬وينتظر أهلها المشردون بلهف وشوق‬

‫وحنين العودة إليها ‪.‬‬

‫المقدمة‬
‫قال تعالى ‪ "-:‬الذين أخرج‪FF‬وا من دي‪F‬ارهم بغ‪FF‬ير ح‪FF‬ق إال أن يقول‪FF‬وا ربن‪FF‬ا هللا ول‪FF‬وال دف‪FF‬ع هللا الن‪FF‬اس بعض‪FF‬هم‬
‫ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات‪ F‬ومساجد يذكر فيها اسم هللا كثيراً ولينصرنّ‪ F‬هللا من ينص‪FF‬ره إن هللا لق‪FF‬وي‬
‫من سورة الحج اآلية ‪. 40‬‬ ‫عزيز " ‪.‬‬

‫ذهبت السنين الماضية بالكثير من المعاناة التي ما زال وحتى اآلن يع‪FF‬اني منه‪FF‬ا الش‪FF‬عب الفلس‪FF‬طيني بأكمل‪FF‬ه‬
‫وهذه المعاناة هي الإحتالل الصهيوني الذي قام بطرد أهالي فلسطين بطرق وأساليب شتى وهدم مدنهم وق‪FF‬راهم‬
‫وهجرهم التي بلغ عددها في سنة ‪1948‬م أكثر من ( ‪ F) 531‬قرية ‪ ،‬وهي تشكل نسبة ‪ ٪ 85‬من أهالي فلسطين‬
‫والتي سميت بدولة اسرائيل على مزاعمهم ‪ ،‬أي ‪ ٪70‬من الشعب الفلسطيني أصبحوا الجئين ‪ ،‬أما اآلن فأصبح‬
‫عدد الشعب الفلسطيني ما يزيد عن ‪ 8‬مليون نسمة يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة وعرب فلس‪FF‬طين في‬
‫داخل منطقة ‪1948‬م ‪ ،‬وفي الشتات موزعين في كل أنحاء العالم ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫لقد تعرض قضاء يافا لحملة تهويد كبيرة كغيره من أقضية فلسطين األخرى المحتلة سنة ‪1948‬م ‪ ،‬وعانى‬
‫أهلها معاناة شرسة جراء عملية التهجير ‪ ،‬وهدم قراهم وعزبهم وهجرهم ‪ ،‬وبلغ عدد هذه القرى الم‪FF‬دمرة أك‪FF‬ثر‬
‫من ‪ 29‬قرية نذكر منها ‪ :‬إجليل الشمالية ‪ ،‬وإجليل القبلية ‪ ،‬وبيار عدس ‪ ،‬وحرم سيدنا علي ‪ ،‬وخريش‪FF‬ة ف‪FF‬وتيس‬
‫وخربة خريشة ‪ ،‬والعباسية ( اليهودية ) ‪ ،‬والجماسين الشرقي ‪ ،‬والجماسين الغ‪FF‬ربي ‪ ،‬وس‪FF‬اقية س‪FF‬لمة ‪ ،‬والش‪FF‬يخ‬
‫مونس ‪ ،‬ورنتسيه السافرية ‪ ،‬وعرب السوالمة ‪ ،‬وكف‪FF‬ر س‪FF‬ابا ‪ ،‬وكف‪FF‬ر عان‪FF‬ا ‪ ،‬والمس‪FF‬عودية ‪ ،‬وخرب‪FF‬ة العباش‪FF‬ية ‪،‬‬
‫وعرب أبوكشك ‪ ،‬وعرب القرعان ‪ ،‬وخربة الشيخ محمد ‪ ،‬وسارونة ‪ ،‬وطيرة دندن ‪ ،‬والمحمودية ‪،‬والم‪FF‬ويلح‬
‫ورابين والحشاشين والكعابنة وعيون قارة وغيرها‪.‬‬

‫وسوف يتم تسليط الضوء على عشيرة القرعان ‪ ،‬كحمولة ممتدة لها أص‪FF‬ولها ونس‪FF‬بها وعراقته‪FF‬ا وتاريخه‪FF‬ا‬
‫المشرق ‪ ،‬وبوصفها أنها تعرض أهله‪FF‬ا وأبن‪FF‬اء العش‪FF‬يرة للتهج‪FF‬ير الظ‪FF‬الم والش‪FF‬تات الم‪FF‬ؤلم والم‪FF‬ؤامرة‪ F‬الخبيث‪FF‬ة ‪،‬‬
‫وسأتحدث في هذه الدراسة عن الحياة الإقصادية والإجتماعية والسياسية والوطنية لهذه العشيرة في تلك المنطقة‬
‫الصغيرة الطيبة بأهلها ومزارعها من فلسطين ‪.‬‬

‫وسأسرد بعضا ً من التاريخ والوقائع واألحداث ‪ ،‬واألنساب ‪ ،‬والتعليم ‪ ،‬والصحة ‪ ،‬والعمل ‪ ،‬والعادات التي‬
‫انتهلتها وأخذتها خالل لقاءات مع كبار العشيرة وهم أحياء بكام‪FF‬ل ق‪FF‬واهم العقلية ونش‪FF‬اطهم الجس‪FF‬مي وذاك‪FF‬رتهم‬
‫الواعية ‪ ،‬وكنت في عملي لدراس‪FF‬تي ه‪FF‬ذا بعي‪FF‬داً عن العنص‪FF‬رية والتمي‪FF‬يز بين الع‪FF‬ائالت واألف‪FF‬راد ‪ ،‬وأن عن‪FF‬وان‬
‫دراستي هو عشيرة القرعان بين الماض‪F‬ي والحاض‪F‬ر ‪ ،‬ابتغي في‪F‬ه وج‪F‬ه هللا ‪ ،‬وخدم‪F‬ة لت‪F‬اريخ أبن‪F‬اء عش‪F‬يرتي ‪،‬‬
‫وكم‪FF‬ا يق‪FF‬ول الرس‪FF‬ول ص‪FF‬لى هللا علي‪FF‬ه وس‪FF‬لم ‪ " -:‬دعوه‪FF‬ا فإنه‪FF‬ا نتن‪FF‬ة " لكن يتس‪FF‬نى إب‪FF‬راز الت‪FF‬اريخ المطم‪FF‬وس‪F‬‬
‫والمطمور لعشيرة القرعان وإبعاد كل لفظ أو تشويه ينسب للعشيرة أو ما يلحق بها من تزييف وريب وتضليل‪.‬‬

‫توضح القضية الفلسطينية لكل العالم العربي واالسالمي ‪ ،‬ولكل القوى واللجان والجمعيات الحرة الش‪FF‬ريفة‬
‫ب‪FF‬أن الفلس‪FF‬طينيين هم أص‪FF‬حاب الح‪FF‬ق الش‪FF‬رعي ‪ ،‬واألرض المقدس‪FF‬ة أرض االس‪FF‬راء والمع‪FF‬راج أرض اآلب‪FF‬اء‬
‫واألجداد ‪ ،‬التي تدر لبنا ً وعس‪F‬الً ‪ ،‬أرض األنبي‪FF‬اء والرس‪FF‬ل والص‪FF‬حابة والص‪FF‬الحين ‪ ،‬أرض البط‪FF‬والت والع‪FF‬زة‬
‫والكرامة وأرض الشهداء ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫توحيد الجهد الفلسطيني بين كل القوى والفصائل والتنظيمات ضروري في كل الم‪FF‬دن والق‪FF‬رى والعش‪FF‬ائر ‪،‬‬
‫وتعزيز الثقة بالنفس بالعمل الموحد ‪ ،‬والتخطيط السليم ‪ ،‬وصدق االرادة وقوة العزيمة ‪ ،‬وال‪FF‬ترفع عن الدس‪FF‬ائس‬
‫وسفاسف األمور ‪ ،‬وتعزيز الصمود والثبات في الداخل والخ‪FF‬ارج الفلس‪FF‬طيني ‪ ،‬ح‪FF‬تى يس‪FF‬تبين الص‪FF‬بح لك‪FF‬ل ذي‬
‫عينين وفكر صائب سوي مع التمسك بأصالة األدب الشعبي والتراث الفلكلوري المميز لهوية شعبنا الصامد ‪.‬‬

‫من سورة التوبة اآلية ‪. 105‬‬ ‫قال تعالى ‪ " :‬وقل اعملوا فسيرى هللا عملكم ورسوله والمؤمنون‪" F‬‬
‫وقال تعالى ‪ " :‬وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان " ‪ .‬من سورة المائدة اآلية ‪. 2‬‬
‫هذا فإن أخطأت أو قصرت فمني ‪ ،‬وأرج‪F‬و المس‪F‬امحة والنص‪FF‬يحة لأن الكتاب‪FF‬ة أمان‪FF‬ة ‪ ،‬ومن يعم‪FF‬ل يخطئ ‪،‬‬
‫وجل من ال يسهو ‪ ،‬وإن أصبت فمن هللا ‪ ،‬وله الحمد والشكر والمنة ‪.‬‬

‫أ‪ .‬محمد محمود محمد عويصي‬

‫‪13‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫عشيرة القرعان ( قرعان البحر )‬

‫عشيرة القرعان ( قرعان النهر )‬

‫خريطة تبين أقضية مناطق يافا‬


‫مبينا ً عليها مواقع عشيرة القرعان‬

‫الفصل األول‬
‫‪14‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫(عشيرة القرعان )‬

‫‪ .1‬النسب واألصل لعشيرة القرعان ‪.‬‬

‫‪ .2‬سبب التسمية لعشيرة القرعان ‪.‬‬

‫‪ .3‬الموقع الجغرافي لعشيرة القرعان قبل النكبة ‪.‬‬

‫‪ .4‬المساحة والتضاريس لعشيرة القرعان ‪.‬‬

‫‪ .5‬المناخ ( النبات والطيور والحيوان والمياه ) في مناطق عشيرة القرعان ‪.‬‬

‫‪ .6‬عدد السكان لعشيرة القرعان ‪.‬‬

‫‪ .7‬الموقع الجغرافي لعشيرة القرعان بعد النكبة ‪.‬‬

‫النسب واألصل لعشيرة القرعان‬

‫‪15‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫العشيرة هي الشيء ال‪FF‬ذي بقي راس‪FF‬خا ً وص‪FF‬امداً على م‪FF‬ر األزم‪FF‬ان ‪ ،‬ولم ي‪FF‬زل ب‪FF‬زوال الجاهلي‪FF‬ة والعص‪FF‬ور‬
‫السالفة ‪ ،‬ولم ينته رغم الظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية ورغم التقدم العلمي وتع‪FF‬اطت م‪FF‬ع األفك‪FF‬ار‬
‫الجديدة ‪ ،‬ورغم كل هذا بقيت العشائرية قوية وصلبة وبقي معها ما تحمله لنا من إيجابيات ‪ ،‬كاألخالق واآلداب‬
‫الحص‪FF‬ينة والنخ‪FF‬وة والهم‪FF‬ة والك‪FF‬رم والش‪FF‬جاعة والبطول‪FF‬ة وع‪FF‬زة النفس والفزع‪FF‬ة ونص‪FF‬رة المظل‪FF‬وم واحتض‪FF‬ان‬
‫الملهوف وحفظ العهود ورباط المصاهرة والدم والغيرة على العرض والشرف والمشورة عند أهل الرأي ‪.‬‬
‫والعش‪FF‬يرة من‪FF‬ذ الق‪FF‬دم وعلى م‪FF‬دار العص‪FF‬ور‪ F‬بقيت هي المرجعي‪FF‬ة األولى في اتخ‪FF‬اذ أي ق‪FF‬رار ألي ف‪FF‬رد من‬
‫أفرادها ‪ ،‬فيجب تنفيذه بال ج‪F‬دال أو ت‪F‬ردد وال ت‪F‬وان ‪ ،‬لأن في‪F‬ه مص‪F‬لحة العش‪F‬يرة ‪ ،‬والفزع‪F‬ة ظه‪F‬رت بين أف‪F‬راد‬
‫العشيرة مع روح التعصب فيها ‪ ،‬وظهرت ما يسمى الفصائل التي نمت وتطورت مع تصاعد الحرك‪FF‬ة الوطني‪FF‬ة‬
‫والثورية الفلسطينية ونهوض الحركة الفكرية التي لها مرجعي‪FF‬ة في الق‪FF‬رارات‪ F‬ألفراده‪FF‬ا ومعتنقيه‪FF‬ا ‪ ،‬إال أن ك‪FF‬ل‬
‫هذا لم ينه العشائرية ومرجعيتها في اتخاذ القرارات حيث أثبتت جدارتها وقوتها في االنتخابات وص‪FF‬دق انتم‪FF‬اء‬
‫ووالء أفرادها لمن يصدقهم القول ‪ ،‬كما قال المثل ( الراي عند أهل الراي يحيي قبيلة )‪.‬‬
‫وقبيلة الحويط‪FF‬ات ال‪FF‬تي ترج‪FF‬ع إليه‪FF‬ا عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان أصالً ونس‪FF‬باً ‪ ،‬كم‪FF‬ا نقلن‪FF‬اه عن األج‪FF‬داد وكب‪FF‬ار السن‬
‫( الشياب ) وبعض المراجع والمصادر وصفحات اإلنترنت ‪ ،‬فإن سكنها ش‪FF‬مال غ‪F‬رب الجزي‪F‬رة العربي‪F‬ة وله‪F‬ا‬
‫بطون في االردن وفلس‪FF‬طين عن‪FF‬د قبائ‪FF‬ل ب‪FF‬ئر الس‪FF‬بع والنقب والجلي‪FF‬ل وتح‪FF‬ركهم في ع‪FF‬دة من‪FF‬اطق من فلس‪FF‬طين ‪،‬‬
‫وكذلك وجودهم في سيناء وصعيد مصر ومناطق اخرى من العالم العربي ‪.‬‬
‫ويؤيد هذا القول إجراء مكالمة هاتفية مع األس‪FF‬تاذ المستش‪FF‬ار الق‪FF‬انوني والم‪FF‬الي عب‪FF‬د المال‪FF‬ك نص‪FF‬ر هللا أب‪FF‬و‬
‫جراد من األردن ‪ ،‬والذي يرجع بأصله إلى قبيلة الحويط‪FF‬ات ‪ ،‬إذ يق‪FF‬ول ب‪FF‬أن القرع‪FF‬ان جميع‪F‬ا ً بك‪FF‬ل أفخ‪FF‬اذهم في‬
‫منطقة يافا ‪ ،‬هم أبناء عمومة وأقارب لزم لبعضهم البعض ‪ ،‬وال يجوز التش‪FF‬كيك بالص‪FF‬لة بينهم ‪ ،‬وبرابط‪FF‬ة ال‪FF‬دم‬
‫عندهم ‪ ،‬فهم جميعا ً يرجعون بأصلهم ونسبهم إلى الحويطات الذين يسكنون في شمال غ‪FF‬رب الس‪FF‬عودية ‪ ،‬وك‪FF‬ان‬
‫في السابق بينهم زيارات قربى ومودة ولقاءات في الصلح وزيارة القدس والمسجد النبوي والكعبة المشرفة ‪.‬‬
‫كم‪FF‬ا أي‪FF‬د ذل‪FF‬ك لق‪FF‬ائي في س‪FF‬نة ‪1993‬م عن‪FF‬دما كنت مدرس‪F‬ا ً في نج‪FF‬ران ‪ /‬الس‪FF‬عودية م‪FF‬ع الس‪FF‬يد عي‪FF‬د مط‪FF‬ير‬
‫السويحلي العمراني الحويطي ‪ ،‬وهو من منطقة حقل في السعودية ‪ ،‬إذ يقول ب‪FF‬أن القرع‪FF‬ان جميع‪F‬ا ً أق‪FF‬ارب لن‪FF‬ا‬
‫وأفخاذ أصيلة من عرب الحويطات ‪ ،‬لكنهم رحلوا إلى مناطق يافا ‪ ،‬عبر األردن ومناطق بئر السبع ‪ ،‬وعندما‬
‫نزلت عندهم وفود من الحويطات في فترة العشرينيات والثالثيني‪FF‬ات من الق‪FF‬رن العش‪FF‬رين ‪ ،‬وج‪FF‬دوا هن‪FF‬اك ك‪FF‬ل‬
‫احترام وتقدير و اكرام ‪ ،‬ويقول الحاج عبد العزيز محمد حمدان العويصي ‪ :‬أن والده أبو العبد الحم‪FF‬دان ذهب‬
‫إلى الشيخ حمد بن جازيه كبير الحويطات في األردن سنة ‪1949‬م عندما ضاق أه‪FF‬ل قلقيلي‪FF‬ة ذرع ‪F‬ا ً ب‪FF‬الالجئين‬
‫وخاصة عشيرة القرعان ‪ ،‬وأوصى بن جازيه أحد أقاربه الذي كان يعم‪F‬ل ب‪F‬الحرس الوط‪F‬ني الليلي في قلقيلي‪F‬ة‬
‫بالقرعان خيراً ‪ ،‬حيث أن محمد أبو العبد حمدان ك‪FF‬ان يحم‪FF‬ل مع‪FF‬ه مواثي‪FF‬ق ( قرمي‪FF‬ة النس‪FF‬ب ) ال‪FF‬تي تثبت ب‪FF‬أن‬
‫عشيرة القرعان هم امتداد للحويطات ‪ .‬ومن خالل المقابالت والمكالمات اقر كافة كبار عشيرة القرعان ب‪FF‬انهم‬
‫يرجعون باالصل الى جدهم بدران ابن الشيخ سعيد القرعاني وانهم وبكل فخر حويطات اصالً ونسبا ً ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫قبيلة الحويطات‬
‫الحويطات الجمامزة من أشراف أبناء الحسين بن علي رضي هللا عنه ‪ ،‬الذين هاجروا من المدين‪FF‬ة المن‪FF‬ورة‬
‫إلى بادية الشام ‪ ،‬واستوطنوا حول العقبة ‪ ،‬وفيما يلي نورد عمود النسب ‪ ،‬حوي‪F‬ط بن جم‪F‬از بن هاش‪F‬م بن س‪F‬الم‬
‫بن مهنا بن داود بن مهنا بن جماز بن قاسم بن مهنا األعرج بن الحسين بن المهنا بن داود أب‪FF‬و هاش‪FF‬م بن القاس‪FF‬م‬
‫أحمد بن عبيد هللا أبو علي األمير بن طاهر شيخ الحجاز بن يحيى النسابة بن الحسن أبو محمد جعفر الحج‪FF‬ة بن‬
‫عبيد هللا األعرج بن الحس‪F‬ين األص‪F‬غر بن اإلم‪F‬ام علي زين العاب‪FF‬دين بن اإلم‪FF‬ام الحس‪F‬ين بن اإلم‪F‬ام علي بن أبي‬
‫طالب رضي هللا عنه ‪.‬‬
‫بم‪F‬ا أن عش‪F‬يرة القرع‪F‬ان هي إح‪F‬دى ف‪F‬روع قبيل‪F‬ة الحويط‪F‬ات ‪ ،‬تل‪F‬ك القبيل‪F‬ة العربي‪F‬ة األص‪F‬يلة ذات الس‪F‬معة‬
‫والشهرة ‪ ،‬حيث لها صوالت وجوالت في ميادين الشرف والرفعة ‪ ،‬مثلها مثل باقي القبائ‪FF‬ل العربي‪FF‬ة األخ‪FF‬رى ‪،‬‬
‫فق‪FF‬د حباه‪FF‬ا هللا موقع ‪F‬ا ً جغرافي ‪F‬ا ً اس‪FF‬تراتيجيا ً مم‪FF‬يزاً ‪ ،‬فهي تقطن الج‪FF‬زء الش‪FF‬مالي الغ‪FF‬ربي من المملك‪FF‬ة العربي‪FF‬ة‬
‫السعودية ‪ ،‬وبالتحديد غرب منطقة تبوك القريبة من مدينة حق‪FF‬ل ‪ ،‬على ش‪FF‬اطئ البح‪FF‬ر األحم‪FF‬ر ‪ ،‬ويمت‪FF‬د م‪FF‬وطن‬
‫سكن القبيلة على البحر األحم‪FF‬ر وح‪FF‬تى جب‪FF‬ال الس‪FF‬روات ش‪FF‬رقاً ‪ ،‬ويمت‪FF‬د ش‪FF‬ماالً ح‪FF‬تى ح‪FF‬دود األردن الجنوبي‪FF‬ة ‪،‬‬
‫ويشكلون ثقل بشري وسياسي في األردن خاصة في منطقة معان ‪.‬‬
‫أما كيف وصلت عشائر الحويطات فلسطين ‪ ،‬فقد تنقلت هذه القبائل بحثا عن األمان والكلأ والعشب والم‪FF‬اء‬
‫وللرعي والتجارة ‪ ،‬فبعض الحويطات استوطن منطقة الحجاز ‪ ،‬لالستفادة من موسم الحج كأدالء و مرش‪FF‬دين ‪،‬‬
‫ومنهم من استوطن الصعيد في مصر واخذوا من هناك بعض ألفاظهم اللغوية وخشونة ص‪FF‬وتهم وتفخيم كالمهم‬
‫في بعض حروف اللغة العربية ‪ ،‬وتكلموا بالقاف المثقلة والجيم المثقلة والمفخمة وهي التي يتحدث بها القرعان‬
‫في فلسطين ‪ ،‬وهي أقرب اللهجات للغة العربية الفصيحة ( لغة القرآن الكريم )‪.‬‬
‫ويوجد في منطقة الحويطات في السعودية الكث‪F‬ير من المواق‪F‬ع األثري‪F‬ة والتاريخي‪F‬ة مث‪F‬ل م‪F‬دين ال‪F‬تي تس‪F‬مى‬
‫حالياً البدع ‪ ،‬وكذلك الكثير من القرى والهجر التي تحتوي على مناطق أثرية قديمة ‪ ،‬حيث تعاقبت فيها وعليه‪FF‬ا‬
‫الحضارات فأنشأت الموانئ مثل ميناء الشيخ حميد والخريبة والمويلح‪ F‬وظباء على شاطئ البحر األحمر ‪.‬‬
‫إن تسمية قبيلة الحويطات بهذا االسم يعود لمؤسسها حويط بن جماز بن هاشم الحسيني ‪ ،‬الذي غادر وال‪FF‬ده‬
‫هربا من البطش والقت‪FF‬ل وتخفى ش‪FF‬مال الحج‪FF‬از من‬ ‫ً‬ ‫إمارة المدينة المنورة ‪ ،‬والتي أسس‪FF‬ها ذوي‪FF‬ه من الجم‪FF‬امزه ‪،‬‬
‫المالحقة والقتل ‪ ،‬ثم انتقلت اإلمارة بسرية إلى ابنه حوي‪FF‬ط ‪ ،‬وانتق‪FF‬ل حوي‪FF‬ط إلى العقب‪FF‬ة في األردن ‪ ،‬وأق‪FF‬ام فيه‪FF‬ا‬
‫وتزوج منها ( من بني ش‪FF‬اكر ) ‪ ،‬وأنجب منه‪FF‬ا خمسة أبن‪FF‬اء هم ‪ :‬س‪FF‬ويعد وعل‪FF‬وان وعم‪FF‬ران وس‪FF‬الم ومنص‪FF‬ور‪،‬‬
‫والذين من أصالبهم تشكلت قبيلة الحويطات العريقة ‪ ،‬وأخذوا يتكاثروا ويفرضوا سيطرتهم على شاطئ البح‪FF‬ر‬
‫األحمر والطرق التي يسلكها الحجاج وصوالً إلى الحجاز وسيناء ومصر وغيرها ‪.‬‬
‫وعندما ج‪F‬اءت الحكوم‪F‬ة المص‪F‬رية الخديوي‪F‬ة دعمت قبيل‪F‬ة الحويط‪F‬ات أمالً في مس‪F‬اعدتها وتأيي‪F‬دها وبس‪F‬ط‬
‫نفوذها ‪ ،‬حيث أعطت لقب الباشاوية إلى رؤساء القبيلة ‪ ،‬كي تضمن عدم تمردهم عليها وتسهيل وتسليك ط‪FF‬رق‬
‫الحج ‪ ،‬ومساعدة الحكومة العثمانية في بسط سيطرتها على األقاليم الواقعة تحت سيطرتها في األردن وفلسطين‬
‫مروراً بمصر والشام ‪ ،‬و الجمامزه األشراف هم من أبناء الحسين بن علي رضي هللا عنهم ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫الحويطات ثالثة بطون‬


‫إن حوي‪FF‬ط بن جم‪FF‬از أعقب خمس‪FF‬ة أبن‪FF‬اء هم ‪ :‬س‪FF‬ويعد وعم‪FF‬ران وعل‪FF‬وان ومنص‪FF‬ور وس‪FF‬الم ‪ ،‬وان ك‪FF‬ل من‬
‫منصور وسالم لم يذكر لهما عقب ‪ ،‬أما باقي أبناء حويط بن جماز فنذكر بطونهم على النحو التالي ‪-:‬‬
‫األول ‪ :‬سويعد بن حوي‪FF‬ط بن جم‪F‬از ‪ ،‬ال‪FF‬ذين يس‪FF‬كنون الس‪FF‬عودية ‪ ،‬وبعض أبن‪FF‬اء القبيل‪F‬ة تنقل‪FF‬وا ورحل‪FF‬وا إلى‬
‫مصر ويعرفوا بحويطات مصر ‪ ،‬إضافة إلى حويط‪FF‬ات األردن وهم يرجع‪FF‬ون إلى رج‪FF‬ل واح‪FF‬د وه‪FF‬و س‪FF‬ويعد ‪،‬‬
‫ومن هؤالء الحويطات ظهرت عشائر عدة منهم عرب القرعان الذين هم موضوع الدراسة ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬هناك حويطات العلوين ‪ ،‬وهم أبناء علوان الحويطي وأغلب حويطات األردن يرجعون لهم ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬وأما أبناء عمران الحويطي ‪ ،‬فيعيشوا في السعودية على شاطئ البحر األحمر ‪ ،‬وفي جنوب األردن‬
‫وفي مصر ‪.‬‬

‫نسب عشيرة القرعان‪r‬‬


‫هم أبناء عمرو بن غالي بن سويعد بن حويط بن جماز بن هاشم بن سالم بن المهنا بن داود بن القاسم أحم‪FF‬د‬
‫بن عبيد هللا أبو علي األمير بن طاهر شيخ الحجاز بن يحيى النسابة بن الحسن ( أب‪FF‬و محم‪FF‬د جعف‪FF‬ر بن عبي‪FF‬د هللا‬
‫األعرج ) بن الحسين األصغر بن اإلمام علي بن زين العابدين بن اإلمام الحسين بن علي بن أبي طالب رض‪FF‬ي‬
‫هللا عنهم ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫سبب التسمية لعشيرة القرعان‬


‫يعود أصل العشيرة إلى أن عمرو بن غالي بن سويعد بن حويط الحسيني ‪ ،‬الذي أنجب ثالثة أبن‪FF‬اء ‪ ،‬وهم ‪:‬‬
‫محمد األقرع وعمير وموسى ‪ ،‬وكان لقب االقرع أو القرعاني يطلق على محمد بن عمرو بن غالي بن س‪FF‬ويعد‬
‫بن حويط ‪ ،‬وابنائه من بعده حملوا ه‪FF‬ذا اللقب واش‪FF‬تهروا ب‪FF‬ه وال زال إلى يومن‪FF‬ا الحاض‪FF‬ر يع‪FF‬رف نس‪FF‬لهم باس‪FF‬م‬
‫القرعان ‪ ،‬وتكاثر القرعان وانتشروا في عدة بلدان من العالم العربي ‪.‬‬

‫أبناء محمد األقرع‪ ( :‬القرعان ) وهم حمد وفياض وحسن وسعيد وعواد ومنص‪FF‬ور ‪ ،‬في المملك‪FF‬ة العربي‪FF‬ة‬
‫السعودية وقد رحل قسم منهم إلى مصر ‪ ،‬ورحل قسم منهم إلى فلسطين وما زالوا فيها ‪.‬‬

‫أبناء عمير‪ ( :‬العميرات ) وهم حمود وسلمان وعتيق وسالم ‪ ،‬وأبناء س‪FF‬الم يق‪FF‬ال لهم ‪ :‬النواق‪FF‬ة يعيش‪FF‬ون في‬
‫السعودية في مدينة وجه وضباء وتبوك ‪.‬‬

‫أبناء موسى‪ ( :‬الموسة ) يعيشون في جنوب السعودية مع قبيلة القحطان ‪ ،‬ومنهم في مصر في نجع حم‪FF‬اد‬
‫في محافظة قنا ‪ ،‬ومنهم في سورية ‪.‬‬

‫القرعان في فلسطين هم من أبناء محمد األقرع ( القرعاني) ‪ ،‬وتحديداً هم أبناء سعيد بن محمد القرع‪FF‬اني ‪،‬‬
‫حيث أن سعيد كان يعمل في التجارة بين أرض الحجاز وبالد الشام ‪ ،‬وهذا ما نقل‪FF‬ه لن‪FF‬ا كب‪FF‬ار الس‪FF‬ن من عش‪FF‬يرة‬
‫القرع‪FF‬ان نقالً مت‪FF‬واتراً وبم‪FF‬ا أن فلس‪FF‬طين موقعه‪FF‬ا اس‪FF‬تراتيجي ‪ ،‬فق‪FF‬د ك‪FF‬انت أغلب تج‪FF‬ارة س‪FF‬عيد بين الس‪FF‬عودية‬
‫وفلسطين ‪ ،‬وقد رزق سعيد بأبنائه بدران وعمران ‪ ،‬حيث استقرا على أرض فلسطين ‪ ،‬ونشأ وترعرع‪FF‬ا فيه‪FF‬ا ‪،‬‬
‫وكان مكان سكنهم في فلسطين على ساحل البحر األبيض المتوسط ‪ ،‬وتحدي‪FF‬داً في من‪FF‬اطق ع‪FF‬رفت باس‪FF‬م ع‪FF‬رب‬
‫الشيخ أبو كشك وعرب الشيخ مونس ‪ ،‬وقد أنجب بدران ابن الشيخ سعيد بن محمد القرعاني ‪،‬‬

‫ثالثة أبناء هم ‪ :‬مس‪FF‬لم ومحم‪FF‬د وعويض‪FF‬ه ‪ ،‬وق‪FF‬د أنجب ك‪FF‬ل منهم نس‪F‬الً كث‪FF‬يراً ح‪FF‬تى ص‪FF‬اروا مع‪FF‬روفين في‬
‫فلسطين باسم القرعان ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫مشجر عشيرة القرعان في فلسطين‬

‫ولتوضيح‪ F‬معرفة عمود النسب نورد على سبيل المثال نسب الباحث وهو كاآلتي ‪:‬‬
‫محم‪FFF‬د بن محم‪FFF‬ود بن محم‪FFF‬د بن س‪FFF‬الم (عويص‪FFF‬ي) بن حم‪FFF‬دان بن محم‪FFF‬د بن ب‪FFF‬دران بن س‪FFF‬عيد بن‬
‫محمد(القرعاني) بن عمرو بن غالي بن سويعد بن حويط بن جماز بن هاشم بن سالم بن المهنا بن داود بن مهنا‬
‫بن جماز بن القاسم أحمد بن عبيد هللا أبو علي األمير بن ط‪F‬اهر ش‪F‬يخ الحج‪F‬از بن يح‪F‬يى النس‪F‬ابة بن الحسن أب‪F‬و‬
‫محمد جعفر بن عبيد هللا األعرج بن الحسين األص‪FF‬غر بن اإلم‪FF‬ام علي بن زين العاب‪FF‬دين بن اإلم‪FF‬ام الحس‪FF‬ين بن‬
‫علي بن أبي طالب رضي هللا عنهم ‪ ...‬وهللا أعلى وأعلم ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫طريقة الوصول إلى فلسطين‬

‫وصل القرعان إلى فلسطين عن طري‪FF‬ق التج‪FF‬ارة وال‪FF‬رعي ‪ ،‬وتنقالتهم من من‪FF‬اطق قبيل‪FF‬ة الحويط‪FF‬ات ش‪FF‬مال‬
‫غرب الجزيرة العربية إلى صعيد مصر والنوبة ‪ ،‬ومنها إلى منطقة بئر الس‪FF‬بع في فلس‪FF‬طين ‪ ،‬وبع‪FF‬دها اس‪FF‬تقروا‬
‫في منطقة يافا ‪ ،‬حيث االستقرار والماء والعشب والحياة اآلمنة ‪ ،‬وذلك في زمن الشيخ سعيد القرعاني ‪.‬‬

‫والبعض قدم عن طريق حملة إبراهيم باشا ‪ ،‬حيث عملوا معه كرعاة للمواشي التي كانت تص‪FF‬احب الحمل‪FF‬ة‬
‫ومنهم عملوا كحمالين للغالل ‪ ،‬ومنهم أدالء ومرشدين للط‪FF‬رق ال‪FF‬تي يتحرك‪FF‬ون منه‪FF‬ا ‪ ،‬فوص‪FF‬لوا إلى بالد الش‪FF‬ام‬
‫واألردن وفلسطين ‪ ،‬واستقروا في منطقة يافا حيث الرعي والزراعة والتجارة والعمل واألمان ‪.‬‬

‫وهناك بعض الروايات التي تقول بان سبب هجرة القرعان من شمال غرب الجزيرة العربي‪FF‬ة ه‪FF‬و الث‪FF‬ارات‬
‫والنزاعات القبلية التي حدثت قديما ً ‪.‬‬

‫وكان أبناء عشرة القرعان يمتازون ببنية قوية وهيبة وش‪FF‬جاعة قلم‪FF‬ا تج‪FF‬دها عن‪FF‬د اآلخ‪FF‬رين ‪ ،‬ووج‪FF‬دوا في‬
‫منطقة يافا الجو المالئم والمعيشة الطيبة ‪ ،‬ولكن تحركاتهم بأي طريقة وأينما كانوا وكيفما وصلوا إلى فلس‪FF‬طين‬
‫وخاصة إلى منطقة يافا ‪ ،‬فأصلهم يرج‪FF‬ع إلى قبيل‪FF‬ة الحويط‪FF‬ات العريق‪FF‬ة ‪ ،‬فهم جميع‪F‬ا ً أبن‪FF‬اء ب‪FF‬دران بن س‪FF‬عيد بن‬
‫محمد القرعاني ‪.‬‬

‫وباختصار نقول أن ‪ :‬هناك رأي‪FF‬ان في كيفي‪FF‬ة وص‪FF‬ول ع‪FF‬رب القرع‪FF‬ان من الحويط‪FF‬ات إلى منطق‪FF‬ة ياف‪FF‬ا في‬
‫فلسطين ‪:‬‬
‫‪ -1‬منطقة عرب القرعان من الحويطات ـــ إلى معان والعقبة ـــ ومنها إلى منطقة الخليل ـــ ومنها إلى غ‪FF‬زة‬
‫وبئر السبع ـــ إلى منطقة يافا ‪.‬‬

‫‪ -2‬منطقة ع‪FF‬رب القرع‪FF‬ان من الحويط‪FF‬ات ـــ تحرك‪FF‬وا إلى مع‪FF‬ان والعقب‪FF‬ة ـــ ومنه‪FF‬ا إلى ص‪FF‬عيد مص‪FF‬ر ونوب‪FF‬ة‬
‫السودان ـــ ومنها إلى منطقة بئر السبع ـــ ومنها إلى منطقة يافا ‪.‬‬

‫الموقع الجغرافي لعشيرة القرعان‪ r‬قبل نكبة سنة ‪1948‬م‬


‫‪21‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫جاء عرب القرعان وكانوا أقلة معدودة كما أخبرنا األج‪FF‬داد ‪ ،‬م‪FF‬ع ق‪FF‬دوم حمل‪FF‬ة الخ‪FF‬ديوي إب‪FF‬راهيم بن محم‪FF‬د‬
‫علي باشا القادمة من صعيد مصر الى بالد الشام وفلس‪FF‬طين كرع‪FF‬اة وأدالء ومرش‪FF‬دين وحم‪FF‬الين وقص‪FF‬اص أث‪FF‬ر‬
‫وذلك سنة ‪1831‬م وعندما وص‪F‬لوا فلس‪FF‬طين ح‪F‬دث ك‪FF‬ر وف‪FF‬ر ومناوش‪F‬ات م‪FF‬ع الحمل‪F‬ة العثماني‪F‬ة المناوئ‪F‬ة لحمل‪F‬ة‬
‫الخديوي ابراهيم ولكن ابناء عرب القرعان من الحويطات أعجبتهم المعيشة واالستقرار السائد واألمن والسالم‬
‫في مناطق يافا وآثروا البقاء للعمل في الرعي والزراعة ( القطاني والحبوب ) ‪ ،‬بكواشين ( طابو ) واستوطنوا‬
‫في منطقة يافا بالقرب من الحرم ( سيدنا علي ) ‪ ،‬ثم انتقل البعض منهم إلى منطقة عرب أبو كش‪F‬ك الواقع‪F‬ة بين‬
‫مدينة اللد والرملة ويافا ‪ ،‬حيث كان البحث عن أماكن الكأل والعشب والمعيشة والبحث عن وفرة المياه ل‪FF‬يرعوا‬
‫دوابهم وبهائمهم ‪ ،‬فأقام البعض خيمهم عند نهر العوج‪FF‬ا ‪ ،‬حيث تك‪FF‬ثر األعش‪FF‬اب والنبات‪FF‬ات البري‪FF‬ة ال‪FF‬تي تتغ‪FF‬ذى‬
‫عليها دواب وماشية القرعان طوال أي‪F‬ام الس‪FF‬نة ‪ ،‬وس‪FF‬مي ه‪FF‬ؤالء بقرع‪F‬ان النه‪F‬ر أو بالقرع‪F‬ان الش‪F‬رقيين وتض‪F‬م‬
‫حمولة العويصات والحوامدة والعوامرة والعصبان وبعض العربان والعائالت الصغيرة‪. F‬‬
‫أما القرعان الغربيين الذين سكنوا بالقرب من الحرم ( سيدنا علي ) ‪ ،‬والشيخ مونس ‪ ،‬وبقوا هناك بمح‪FF‬اذاة‬
‫البحر األبيض المتوسط وهم ‪ :‬عرب مدينة يافا وسمو بعرب البحر أو قرع‪FF‬ان البح‪FF‬ر أو ع‪FF‬رب الس‪FF‬مك ‪ ،‬فك‪FF‬ان‬
‫غالبية أكلهم السمك عدا ما يربون من حالل ( أغنام وأبقار وجمال وخيل وطيور ) ‪.‬‬
‫وكان القرعان الشرقيين يبعدون عن مساكن القرعان الغرب‪FF‬يين مس‪FF‬افة م‪FF‬ا بين ‪ 12- 8‬كيل‪FF‬و م‪FF‬تر تقريب‪F‬ا ً ‪،‬‬
‫ومساحة أراضي‪ F‬القرعان بحدود ألفي دونم ‪ ،‬وكان القرعان الغربيين ( عرب البحر) يبعدون اقل من كيلو م‪FF‬تر‬
‫عن البحر األبيض ‪ ،‬أما القرعان الشرقيين فيبعدون مسافة ‪ 8‬كيلو متر تقريباً عن البحر األبيض المتوسط ‪.‬‬
‫في البداية كان القرعان يس‪FF‬كنون المض‪FF‬ارب والخي‪FF‬ام المص‪FF‬نوعة من األكي‪FF‬اس والخ‪FF‬رابيش أو الجل‪FF‬ود ‪ ،‬ثم‬
‫تطوروا وجعلوا بيوتهم من الطين واللبن والزنك ‪ ،‬ثم من الطوب والصفيح ‪ ،‬وكان هذا في الثالثيني‪FF‬ات ‪ ،‬وك‪FF‬ان‬
‫ذلك لألغنياء من القرعان ‪ ،‬ثم بنوا البيوت من الطوب ‪ ،‬س‪FF‬واء القرع‪FF‬ان الغرب‪FF‬يين أو الش‪FF‬رقيين عن‪FF‬دما ش‪FF‬عروا‬
‫باالستقرار ‪.‬‬
‫وكانت بيوتهم تبنى داخل بساتينهم ومزارعهم ‪ ،‬وكانت العائالت ممتدة حيث ك‪FF‬ان يس‪F‬كن الج‪FF‬د م‪FF‬ع أبنائ‪F‬ه‬
‫وأحفاده ليسهل العمل في المزارع ‪ ،‬وكذلك ليسهل حراسة بساتينهم وبيوتهم ودوابهم وحمايتها في كل األوق‪FF‬ات‬
‫وللوصول إلى المياه والمراعي بسرعة وسهولة وأمان ‪ ،‬وعند بناء البيوت تظهر الفزعة عن‪FF‬د أبن‪FF‬اء العش‪FF‬يرة ‪،‬‬
‫في العقدة ( الصبّة ) فيتبرعون بجمالهم ويجعلوها كالقاطرة ما بين ‪ 50 – 30‬جمل ويحمل‪FF‬ون عليه‪FF‬ا الزف‪FF‬زف‬
‫من شاطئ البحر االبيض المتوس‪FF‬ط لخلط‪FF‬ه باإلس‪FF‬منت والرم‪FF‬ل ‪ ،‬ويبتهج‪FF‬ون بالغن‪FF‬اء الش‪FF‬عبي الجم‪FF‬اعي أثن‪FF‬اء‬
‫العمل‪.‬‬

‫المساحة والتضاريس في منطقة عشيرة القرعان‪r‬‬

‫‪22‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫تبلغ مساحة أراضي عشيرة الفرعان في فلسطين قرابة ( ‪ 2000‬دونم ) من أراضي منطقة ياف‪FF‬ا ‪ ،‬موزع‪FF‬ة‬
‫بالقرب من منطقة حرم س‪FF‬يدنا علي وق‪FF‬رب الش‪FF‬يخ م‪FF‬ونس وبج‪FF‬وار أب‪FF‬و كش‪FF‬ك ونه‪FF‬ر العوج‪FF‬ا ‪ ،‬وه‪FF‬ذه المس‪FF‬احة‬
‫اش‪FF‬تراها األج‪FF‬داد بالم‪FF‬ال من أب‪FF‬و كش‪FF‬ك وبعض اإلقط‪FF‬اعيين في المنطق‪FF‬ة ‪ ،‬وهن‪FF‬اك مس‪FF‬احة زرعه‪FF‬ا القرع‪FF‬ان‬
‫بالمقايضة مع أبو كشك مقابل محاصيل من القطاني وما يزرع في األرض (على الحول) ‪.‬‬
‫وكان يرتبط القرع‪FF‬ان ببعض‪FF‬هم البعض عالق‪FF‬ات قوي‪FF‬ة ومتين‪FF‬ة حيث ت‪F‬ربطهم ببعض‪FF‬هم البعض وح‪FF‬دة ال‪FF‬دم‬
‫والنسب القوي والجيرة المحترمة والمصالح المشتركة ‪.‬‬
‫كما يرتبط القرعان بالعائالت والقرى المجاورة بعالقات وص‪FF‬الت قوي‪FF‬ة حيث العون‪FF‬ة والفزع‪FF‬ة والنس‪FF‬ب ‪،‬‬
‫فهم يد واحدة على من اعتدى عليهم أو الحق بهم تهماً باطلة وزائفة ‪.‬‬
‫وكان عدد بيوت سكان العشيرة من القرعان في سنة ‪1936‬م أكثر من ‪ 50‬بيت كلها من الزن‪FF‬ك أو الص‪FF‬فيح‬
‫وكان نمو العشيرة يميل إلى االتجاه الشمالي الشرقي من يافا ‪.‬‬
‫وزاد عدد البيوت السكنية المكونة من الزنك أو الطوب في أواخ‪FF‬ر الثالثيني‪FF‬ات ‪ ،‬زمن االنت‪FF‬داب البريط‪FF‬اني‬
‫إلى أكثر من ‪ 120‬بيت عند القرعان جميعا ً ‪.‬‬
‫أما تضاريس منطقة القرعان ‪ ،‬فهي مناطق رملية زراعية سواء كانت القريبة من البحر أم القريبة من نهر‬
‫العوجا ‪ ،‬وهي أرض مستوية وخصبة ‪.‬‬
‫أما موقع العشيرة ‪ :‬تقع بيوت العشيرة إلى الشمال الشرقي من مدينة يافا ‪ ،‬بالقرب من الجهة الغربية لقري‪FF‬ة‬
‫جلجولية ورأس العين وملبس ‪ ،‬وبالقرب من اللد والرملة ‪ ،‬وترتبط العشيرة بالقرى والعزب والهجر المج‪FF‬اورة‬
‫بطرق زراعية كبيار عدس وكفر سابا والشيخ مونس وسلمة وغيرها ‪.‬‬
‫تربعت عشيرة القرعان فوق رقعة زراعية منبس‪FF‬طة من الس‪FF‬هل الس‪FF‬احلي الفلس‪FF‬طيني ‪ ،‬للش‪FF‬رق من س‪FF‬احل‬
‫البحر المتوسط ‪ ،‬ويحدها نهر العوجا من الجنوب الغربي ‪ ،‬وتبعد مناطق عشيرة القرعان قراب‪FF‬ة ‪ 13‬كيل‪FF‬و م‪FF‬تر‬
‫من مركز محافظة يافا إلى الشمال الشرقي من المدين‪FF‬ة ‪ ،‬وتق‪FF‬ع على بقع‪FF‬ة كش‪FF‬ريط ممت‪FF‬د على الس‪FF‬هل الس‪FF‬احلي‬
‫األوسط ‪ ،‬والذي ينحدر نحو الجنوب الغربي على الطريق العام الساحلي ‪ ،‬ويمر ب‪FF‬القرب من‪F‬ه خ‪FF‬ط س‪FF‬كة حدي‪FF‬د‬
‫على بعد ‪ 2‬كيلو متر إلى الشرق منها ‪.‬‬

‫المناخ في منطقة عشيرة القرعان‬

‫‪23‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫يتميز مناخ فلسطين باعتداله بوجه عام كبقية مناطق البحر األبيض المتوسط ‪ ،‬إذ تتراوح درجات الح‪FF‬رارة‬
‫صيفا ً في المناطق الساحلية والتي منها مناطق عشيرة القرعان ما بين ‪ 30 – 25‬درجة مئوية ‪.‬‬

‫بينما تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى حوالي ‪ 14‬درجة مئوية فتهطل األمطار الغزيرة ش‪FF‬تاء‬
‫لتمأل اآلبار والبرك واألودية واألنهار ‪ ،‬ووفرة المياه الشتوية رفعت مستوى اإلنتاج الزراعي للدونم الواحد ‪.‬‬

‫لهذا فمناخ منطقة عشيرة القرعان في قضاء منطق‪FF‬ة ياف‪FF‬ا ‪ ،‬يمي‪FF‬ل لل‪FF‬برودة الدافئ‪FF‬ة بش‪FF‬كل ع‪FF‬ام ش‪FF‬تاء ويمي‪FF‬ل‬
‫للحرارة صيفاً ‪ ،‬أما في فصلي الربيع والخريف فدرجة الحرارة معتدلة ومقبول‪F‬ة ‪ ،‬والج‪F‬و يك‪F‬ون ممت‪F‬ع وجميل‬
‫حيث تكثر الزهور والطيور واألعشاب الخضراء وتكثر الرحالت والنزهات ويتغنى بها الشعراء ‪.‬‬

‫عدد سكان عشيرة القرعان‬


‫بلغ عدد سكان عشيرة القرعان قبيل سنة ‪1948‬م قرابة ألف نسمة ‪ ،‬موزعين على منطقتين تقبعان بقض‪FF‬اء‬
‫يافا ‪ ،‬فمنهم من يعيش بالقرب من الحرم (سيدنا علي) والش‪FF‬يخ م‪FF‬ونس ب‪FF‬القرب من ش‪FF‬اطئ البح‪FF‬ر المتوس‪FF‬ط من‬
‫جهة الشرق ‪ ،‬والنصف الآخر على ضفة نهر العوجا ‪.‬‬

‫أما اآلن فيبلغ عدد سكان العشيرة أكثر من ‪ 8000‬نسمة ‪ ،‬ففي محافظة قلقيلية أكثر من ‪ 4000‬نسمة ‪ ،‬وفي‬
‫مخيم بالطة بنابلس أكثر من ‪ 1000‬نسمة ‪ ،‬أما في مناطق الشتات باألردن أك‪F‬ثر من ‪ 2500‬نس‪F‬مة ‪ ،‬وفي ب‪F‬اقي‬
‫دول العالم أكثر من ‪ 500‬نسمة ‪ ،‬ويعيش البعض بأعداد قليلة في حبله وبديا ‪ ،‬وفي األردن يسكنون مخيم سوف‬
‫في ج‪FF‬رش ومخيم الحصن في اربد ‪ ،‬وفي منطق‪FF‬ة األغ‪FF‬وار وفي الرمث‪FF‬ا والزرق‪FF‬اء وعم‪FF‬ان وأرب‪FF‬د وغيره‪FF‬ا من‬
‫المدن األردنية ‪ ،‬والقرعان عشيرة مترابطة مزواجة ت‪FF‬ؤمن ب‪FF‬العزوة ‪ ،‬ويفرح‪F‬ون للب‪F‬نين حيث يعت‪FF‬بروهم الس‪FF‬ند‬
‫والذخيرة ورأس المال ‪.‬‬

‫الموقع الجغرافي وسكنى عشيرة القرعان‪ r‬بعد نكبة ‪1948‬م‬

‫‪24‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫بعد تهجير أبناء عشيرة القرعان ورحيلهم القسري والجبري على يد الصهاينة والعصابات اليهودية ‪ ،‬ومن‬
‫خبيثا مجرماً ‪ ،‬لترحيل السكان بك‪FF‬ل‬
‫ً‬ ‫أشهر هذه العصابات (الهاجاناة) واألرجون ‪ ،‬حيث عمل الصهاينة مخططاً‬
‫الطرق ‪ ،‬وتفريغ األرض من سكانها األصليين ‪ ،‬بحجة أن مناطق القرعان مناطق تدريب وتم‪FF‬ارين عس‪FF‬كرية ‪،‬‬
‫وأصدروا قوانين ج‪FF‬ائرة وك‪FF‬ل من يتواج‪FF‬د في المنطق‪FF‬ة يتحم‪FF‬ل المس‪FF‬ؤولية ‪ ،‬فرحل أهلن‪FF‬ا القرع‪FF‬ان إلى ك‪FF‬ل من‬
‫جلجولية ثم حبله ورأس عطية ‪ ،‬وإلى وادي قانا والكفري‪FF‬ات ‪ ،‬وبعض‪FF‬هم اس‪FF‬تقر في قلقيلي‪FF‬ة في الج‪FF‬زء الش‪FF‬مالي‬
‫الشرقي منها ‪ ،‬وإلى نابلس في مخيم بالطة التي اصطنعته وكالة الغوث لالج‪F‬ئين ‪ ،‬ومن العش‪FF‬يرة من توجه إلى‬
‫وادي غور األردن ‪ ،‬غرب نهر األردن وشرقية ‪ ،‬وما زالت عيونهم تنتظر العودة وقل‪FF‬وبهم تهف‪FF‬و إلى من‪FF‬اطقهم‬
‫وأراض‪FF‬يهم في منطقة ياف‪FF‬ا ‪ ،‬وال زالت مف‪FF‬اتيح بي‪FF‬وتهم بأي‪FF‬ديهم ‪ ،‬فك‪FF‬ان المخط‪FF‬ط اإلج‪FF‬رامي إلبع‪FF‬ادهم وتهوي‪FF‬د‬
‫أراضيهم وكانت وعودهم بلفورية استعمارية مجرمة ‪ ،‬وعن‪F‬د بداي‪F‬ة النكب‪F‬ة رفض‪F‬وا وم‪F‬ا زال‪FF‬وا يرفض‪F‬ون مب‪FF‬دأ‬
‫مقايضة األرض ‪ ،‬كما رفضوا بداية كرت المؤن واعتبروه مهزلة ‪ ،‬ألنهم شعروا أنها بداية المؤامرة‪ F‬ال‪FF‬تي تنب‪FF‬أ‬
‫بها الصالحون من أبناء عشيرة القرعان ‪ ،‬وبع‪FF‬د نكس‪FF‬ة ‪ 1967‬رحل البعض إلى األردن ‪ ،‬حيث من‪FF‬اطق ج‪FF‬رش‬
‫( مخيم سوف ) ‪ ،‬ومنهم من ذهب للعمل في مناطق عمان والزرقاء واربد ‪ ،‬وبعضهم استقر في األغ‪FF‬وار طلب‪FF‬ا‬
‫للرزق والعمل في الزراعة ‪ ،‬كم‪FF‬ا ذهب البعض إلى من‪FF‬اطق بنغ‪FF‬ازي في ليبي‪FF‬ا حيث الزراع‪FF‬ة إال أن ك‪FF‬ل أبن‪FF‬اء‬
‫العشيرة ينظرون العودة والرجوع للوطن األم فلسطين والمدينة الجميلة يافا مسقط رأسهم ‪.‬‬

‫كأننا عشرون مستحيل‪r‬‬


‫في اللد ‪ ،‬والرملة ‪ ،‬والجليل‬

‫‪25‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫هنا ‪ ..‬على صدوركم ‪ ،‬باقون كالجدار‬
‫وفي حلوقكم‬
‫كقطعة الزجاج ‪ ،‬كالصبار‬
‫وفي عيونكم‬
‫زوبعة من نار‬
‫هنا ‪ ..‬على صدوركم ‪ ،‬باقون كالجدار‬
‫نجوع ‪ ..‬نعرى ‪ ..‬نتحدى‬
‫ننشد األشعار‬
‫ونمأل الشوارع الغضاب بالمظاهرات‬
‫ونمأل السجون كبرياء‬
‫ونصنع‪ r‬األطفال ‪ ..‬جيال ثائرا ‪ ..‬وراء جيل‬
‫كأننا عشرون مستحيل‪r‬‬
‫في اللد ‪ ،‬والرملة ‪ ،‬والجليل‬
‫إنا هنا باقون‬
‫فلتشربوا البحرا‬
‫نحرس ظل التين والزيتون‬
‫ونزرع األفكار ‪ ،‬كالخمير في العجين‬
‫برودة الجليد في أعصابنا‬
‫وفي قلوبنا جهنم حمرا‬
‫إذا عطشنا نعصر الصخرا‬
‫ونأكل التراب إن جعنا ‪ ..‬وال نرحل‬
‫وبالدم الزكي ال نبخل ‪ ..‬ال نبخل ‪ ..‬ال نبخل‬
‫هنا ‪ ..‬لنا ماض ‪ ..‬وحاضر ‪ ..‬ومستقبل‬

‫‪26‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫كأننا عشرون مستحيل‪r‬‬
‫في اللد ‪ ،‬والرملة ‪ ،‬والجليل‬
‫يا جذرنا الحي تشبث‬
‫واضربي في القاع يا أصول‬
‫أفضل أن يراجع المضطهد الحساب‬
‫من قبل أن ينفتل‪ r‬الدوالب‬

‫شعر ‪ :‬توفيق زياد‬

‫الفصل الثاني‬
‫( الحياة االقتصادية عند عشيرة القرعان )‬

‫‪27‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫‪ .1‬الرعي عند عشيرة القرعان‪. r‬‬

‫‪ .2‬صيد السمك عند عشيرة القرعان ‪.‬‬

‫‪ .3‬الزراعة والحيوانات والطيور عند عشيرة القرعان‪. r‬‬

‫‪ .4‬المياه عند عشيرة القرعان‪. r‬‬

‫‪ .5‬الصناعة التقليدية البسيطة عند أبناء عشيرة القرعان‪. r‬‬

‫‪ .6‬التجارة عند أبناء عشيرة القرعان‪. r‬‬

‫‪ .7‬األعمال والوظائف المدنية والحكومية عند أبناء عشيرة القرعان‪. r‬‬

‫الرعي عند عشيرة القرعان‪r‬‬


‫هي مهنة األنبياء والرسل فق‪F‬ام األه‪F‬ل من القرع‪F‬ان برعاي‪F‬ة الغنم لق‪FF‬ولهم ( الغنم غنيم‪FF‬ة ) لأن منه‪FF‬ا المأك‪F‬ل‬
‫والمشرب والملبس ‪ ،‬ومنها التسلية والتجارة والنشاط والحيوية ‪ ،‬والتأمل في األف‪FF‬ق الواس‪FF‬ع والخي‪FF‬ال ال‪FF‬رحب ‪،‬‬
‫ومنها يتعلم اإلنسان الصبر والتحمل والجلد وبعد النظر ‪ ،‬فهي مهنة األنبياء عليهم السالم ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وكان أبناء العشيرة يفتخرون بعدد ماشيتهم ونوعها ‪ ،‬فاش‪FF‬تهروا برعاي‪FF‬ة الغنم ويس‪FF‬موها ب‪FF‬الحالل وعن‪FF‬دهم‬
‫الجمال واألبقار والخيل فتغنوا بها ‪ ،‬وعملوا مس‪FF‬ابقات للهجن ت‪F‬ارة وللخي‪FF‬ل ت‪F‬ارة أخ‪FF‬رى ‪ ،‬واهتم‪FF‬وا بالفروس‪FF‬ية‬
‫واقتناء أنواع مميزة من الخيول حيث يتباهى بها أبناء العشيرة في الحفالت والسهرات واألفراح والمناس‪FF‬بات ‪،‬‬
‫فالخيل معقود بنواصيها الخير ‪.‬‬
‫وبعض القرعان يملك ( الطروش ) عدد كبير من البقر أو الخيل بأنواعها أو الغنم ويفخر بها بين القبائ‪FF‬ل ‪،‬‬
‫ولكل من هذه الحيوانات أكله ومرعاه ‪ ،‬ويتفاخرون بإنتاج حليب أبقارهم البل‪FF‬دي والهولن‪FF‬دي‪ F‬وأغن‪FF‬امهم الش‪FF‬امية‬
‫والبلدية وصناعة األلبان بأنواعها المختلفة ‪.‬‬
‫ولموقع العشيرة ما بين البحر والنهر وكثرة األعشاب والنباتات والمي‪F‬اه ‪ ،‬ع‪F‬رف القرع‪F‬ان المواس‪F‬م الجي‪F‬دة‬
‫للرعي مع كيفية تحفيز الدواب في المرعى بالغناء والشبابة واليرغول ‪.‬‬
‫وللماشية بأنواعها أهمية كبيرة في األكل والشرب و التصنيع والتجارة وحراثة األرض ودراسة المحصول‬
‫وحمل المتاع والبضاعة ونقل اإلنت‪F‬اج من الم‪F‬زارع إلى أم‪F‬اكن التس‪F‬ويق في ياف‪F‬ا والق‪F‬رى المج‪F‬اورة ‪ ،‬واش‪F‬تهر‬
‫الرعي في مناطق القرع‪FF‬ان ل‪FF‬وفرة المي‪FF‬اه وك‪FF‬ثرة األعش‪FF‬اب واألراض‪FF‬ي الم‪FF‬يري الب‪FF‬ور ولطيب‪FF‬ة القل‪FF‬وب وحبهم‬
‫للحالل وكانت حدود رعيهم وتنقلهم في البداي‪FF‬ة من منطق‪FF‬ة هرتس‪FF‬يليا ورعنان‪FF‬ا ونتاني‪FF‬ا ( أم خال‪FF‬د ) وت‪FF‬ل الربي‪FF‬ع‬
‫ومناطق اللد والرملة حتى رأس العين وملبس ‪ ،‬ولكن في العشرينيات استقر األه‪FF‬ل في منطق‪FF‬ة ياف‪FF‬ا ‪ ،‬حيث ب‪FF‬دأ‬
‫االستقرار المعيشي ومال أكثر القرعان لتربية المواشي والزراعة والتجارة ‪ ،‬بسبب االستقرار والحياة الهادئة ‪.‬‬
‫وهناك تربية الطيور بأنواعها في البساتين وحول البيوت ‪ ،‬وأهمها الدجاج الذي يؤخذ منه ال‪FF‬بيض للتف‪FF‬ريخ‬
‫والمأكل وبيع الفائض منه ‪ ،‬وتنتقل هنا وهناك حيوانات بريّة عمل القرعان على تدجين بعضها ‪.‬‬
‫صيد السمك عند القرعان‬
‫نظراً لموقع عشيرة القرعان الإستراتيجي على بحر (سيدنا علي) البحر األبيض المتوسط حول بحر ياف‪FF‬ا ‪،‬‬
‫اهتم سكان البحر من أبن‪F‬اء عش‪F‬يرة القرع‪F‬ان بص‪F‬يد الس‪F‬مك بأنواع‪F‬ه فس‪F‬موا بع‪F‬رب الس‪F‬مك ‪ ،‬واقتن‪F‬وا الق‪F‬وارب‬
‫واللنشات والهواري‪ ، F‬فكانوا يبيعون ما تبقى منها عن مأكلهم وتوزيع الب‪FF‬اقي بينهم كه‪FF‬دايا وص‪FF‬دقات وعطاي‪FF‬ا ‪،‬‬
‫ويتفننون في طرق الص‪FF‬يد ‪ ،‬فعن‪FF‬دهم مه‪FF‬ارات وح‪FF‬دس في عملي‪FF‬ة الص‪FF‬يد والطهي حيث يؤك‪FF‬ل مقلياً ومش‪FF‬وياً أو‬
‫مطبوخا ً ‪ ،‬ومن أشهر صيادي الس‪FF‬مك أبو إب‪FF‬راهيم الش‪FF‬يخه وأب‪FF‬و ع‪FF‬وض الخزب‪FF‬ك وآخ‪FF‬رين وك‪FF‬ان هن‪FF‬اك فلوك‪FF‬ا‬
‫زغلول والقطاوي واتخذوا الصيد هواية وحرفة ‪ ،‬وعندهم معرفة في أيام وفرة وكثرة السمك في البح‪FF‬ر فيع‪FF‬دوا‬
‫له العدة الجيدة ‪.‬‬
‫الزراعة والحيوانات والطيور عند عشيرة القرعان‬
‫البعلية والتي تشمل ‪ :‬القطاني كالحمص والف‪FF‬ول‬‫ّ‬ ‫اشتهرت الزراعة عند عشيرة القرعان بنوعيها ‪ :‬الزراعة‬
‫والسمسم والعدس والقمح والش‪FF‬عير وال‪FF‬ترمس وال‪FF‬ذرة ‪ ،‬ففي ذل‪F‬ك يض‪FF‬رب المث‪FF‬ل ‪ ( :‬إن ش‪FF‬حت الض‪FF‬أني علي‪FF‬ك‬
‫بالقطاني ) وهناك زراعة الخيار والقثاء والبصل والثوم والفقوس ‪ ،‬وهناك الزراعة المرويّة وأهمها ‪ :‬الخضار‬
‫كالبن‪FF‬دورة والبامي‪FF‬ة والفاص‪FF‬وليا والب‪FF‬ازيالء والخي‪FF‬ار والبطيخ والش‪FF‬مام والباذنج‪FF‬ان ‪ ،‬وهن‪FF‬اك زراع‪FF‬ة األش‪FF‬جار‬
‫كالبرتقال بأنواعه والجوافة والموز والعنب والتين والرمان والجميز والشمام واللوزيات بأنواعها ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وبعض المزروعات يؤكل طازجا ً من فواكه وخضار ‪ ،‬وبعضها يجفف وينشف لالدخار ألوق‪FF‬ات أخ‪FF‬رى ‪،‬‬
‫وما زاد يكون غذاء للحيوانات التي يربيها الناس في بساتينهم وبجانب بيوتهم ( في حظائر خاصة ) ‪.‬‬
‫وكان القمح عندهم يسمى طعام األغنياء ( الخبز البلدي ) حيث يقدم كخبز لذيذ للضيوف والشخصيات ع‪FF‬دا‬
‫عن صناعة الفريكة والبرغل والجريشه والمفتول ‪ ،‬أما الشعير فهو طعام العام‪F‬ة وخ‪F‬بز الفق‪F‬راء ‪ ،‬وهن‪F‬اك خ‪F‬بز‬
‫الذرة والدخن أما العدس فيسمى لحمة الفقير‪.‬‬
‫وهناك النعنع والبابونج ورجل األسد والفقع والحلبة والهندباء والحنظل ورجل الحمامة والخب‪FF‬يزة والرجل‪FF‬ة‬
‫واألقحوان والعنجد وعين الجرادة والحندقوق والخردل والخلة والشبت والرشاد والطيون والبقوليات والش‪FF‬ومر‬
‫والحبق واليانسون والكراث ‪ ،‬وهذه أشهر النباتات العطرية التي تنبت في مناطق القرعان‬
‫والبعض يزرع الفستق والقرنبيط ( الزهرة ) والملف‪FF‬وف والملوخي‪FF‬ة والبطاط‪FF‬ا بنوعيه‪FF‬ا األحم‪FF‬ر ( الحل‪FF‬و )‬
‫والبطاطا للطبيخ والسلق والقلي والشي ‪ ،‬وكذلك الجزر واللوبي‪FF‬ا والفاص‪FF‬وليا ‪ ،‬فاألراض‪FF‬ي في منطق‪FF‬ة القرع‪FF‬ان‬
‫را للج‪F‬و المعت‪F‬دل وت‪F‬وفر الس‪F‬ماد الط‪F‬بيعي والمي‪F‬اه فق‪F‬د راجت الزراع‪F‬ة‬ ‫من أخصب الأراضي في فلسطين ونظ‪ً F‬‬
‫البعلية والمروية ‪ ،‬وكان اإلنتاج خصب ووفير ‪ ،‬ولخبرة األجداد وعملهم المتواصل في األرض بق‪FF‬وة وص‪FF‬البة‬
‫وصدق وإيمان زاد المحص‪FF‬ول ‪ ،‬وهن‪FF‬اك من النبات‪FF‬ات الحلف‪F‬ا والقص‪FF‬يب والعق‪FF‬ول والخ‪FF‬افور والحبل‪FF‬ق والس‪FF‬بيلة‬
‫والزوان والغبيره ‪ ،‬فأبناء عشيرة القرع‪F‬ان عرف‪F‬وا األعش‪F‬اب والنبات‪F‬ات بأنواعه‪F‬ا وأس‪F‬مائها الحقيقي‪F‬ة ‪ ،‬فمنطق‪F‬ة‬
‫عشيرة القرعان حباها هللا بهذه النباتات العطرية والطبية ‪ ،‬لذا أصبحت جزء من موروثنا الشعب الفلس‪FF‬طيني ‪،‬‬
‫ألنه يشكل جزء من المأكل والمش‪FF‬رب وال‪FF‬دواء كعالج وج‪FF‬زء منه‪FF‬ا إلطع‪FF‬ام الماش‪FF‬ية والحيوان‪FF‬ات األليف‪FF‬ة ال‪FF‬تي‬
‫يربوها في حظائرهم ‪ :‬كالحرمل والخرفيش والقصيب للدواب وبندورة الحيايا وعصاة الراعي وحنون الغ‪FF‬زال‬
‫( قرن الغزال ) وشقائق النعمان ( الحنون األحمر ) والغار والطيون والزعمطوط‪ F‬والمرار لألغنام والمواش‪FF‬ي‬
‫والنرجس والعكوب البصلي والسيسعة والجلبانة والقريص والحميض والفطر ورجل الحمامة والقن‪FF‬ديل والخل‪FF‬ة‬
‫والزعتمانة والكبار والنعنع البري والس‪FF‬نام والش‪FF‬ومر والل‪FF‬وف والخب‪FF‬يزة واللس‪FF‬ان والطيّ‪FF‬ون والنجي‪FF‬ل والس‪F‬عّيده‬
‫وغيرها من النباتات البرية ‪.‬‬
‫ومن أشهر المناطق الزراعي‪F‬ة ال‪F‬تي تس‪F‬مى بالقص‪F‬بة ‪ ،‬الف‪F‬الج ‪ ،‬الس‪F‬بخه ‪ ،‬الص‪F‬فحه ‪ ،‬الفروخي‪F‬ه ‪ ،‬البص‪F‬ه ‪،‬‬
‫البلوطه – حيث كانت مزرعة ومقبرة ( تربة اومجنة ) ‪ ،‬ومن المن‪FF‬اطق الظه‪FF‬رة ‪ ،‬العوج‪FF‬ه ‪ ،‬التل‪FF‬ه ‪ ،‬الج‪FF‬رف ‪،‬‬
‫الحمره ‪ ،‬وابصة ‪ ،‬والخيرية والنصرانية والجورة والبورة والغيالنة والسدره والكينيا وغيرها ‪...‬‬
‫وهناك حيوانات برية تزخر بها منطق‪FF‬ة القرع‪FF‬ان ‪ :‬ك‪FF‬الغزالن واألرانب البري‪FF‬ة والنيص‪FF‬ة والقناف‪FF‬ذ والكالب‬
‫البرية واألفاعي المختلقة والعقارب والسحالي والسالحف والثعالب ( الواويات ) والذئاب وغيره‪FF‬ا ‪ ،‬والقرع‪FF‬ان‬
‫يتعاملون معها حسب الفائدة منها والمصلحة ‪ ،‬فمنها المفيد ومنها المخرب والمفترس‪. F‬‬
‫أما الطيور البرية في منطقة عشيرة القرعان والتي تحلق في سماء المنطقة منها ‪ :‬الحجل ‪ ،‬الشنار ‪ ،‬السمن‬
‫الدرج ‪ ،‬الحمام البري ‪ ،‬القبر ‪ ،‬العصافير ‪ ،‬الحساسين ‪ ،‬الزرزور ‪ ،‬الدويري ‪ ،‬الزريقي ‪ ،‬الب‪FF‬ط ال‪FF‬بري ‪ ،‬ال‪FF‬وز‬
‫البري ‪ ،‬الشحرور والبلبل والالمي والكركس‪ F‬والهدهد والببغاء والرقطي وتمر عن سمائها الطي‪FF‬ور المه‪FF‬احرة ‪،‬‬
‫فكان بعض الناس يصيدونها بطرق مختلفة ‪ ،‬بغرض األكل أو التسلية أو لبيعها في أسواق يافا وغيرها ‪...‬‬
‫المياه في منطقة عشيرة القرعان‬
‫‪30‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫للمياه في مناطق عشيرة القرعان عدة مصادر منها ‪:‬‬
‫مي‪FF‬اه األمط‪FF‬ار ‪ :‬فهي غزي‪FF‬رة لك‪FF‬ون المنطق‪FF‬ة تق‪FF‬ع على الس‪FF‬احل الفلس‪FF‬طيني ‪ ،‬وخاص‪FF‬ة أي‪FF‬ام األربعيني‪FF‬ة‬
‫والخماسينية حيث السعودات ( سعد ذابح وسعد بلع وسعد سعود وسعد الخبايا ) ‪ ،‬ويبقى المطر غزيراً من شهر‬
‫‪ 11‬إلى شهر ‪ 4‬من كل عام ‪ ،‬حيث زراعة البقول والقطاني ‪ ،‬وبعد الشتاء يكون موسم الرعي خص‪FF‬يباً وف‪FF‬يراً ‪،‬‬
‫وعطاء المواشي مميزاً ‪ ،‬ويقوم الناس بملء أبارهم وبركهم ‪ ،‬وكان الناس يغنون للغيث وإطع‪FF‬ام مواش‪FF‬يهم عن‪FF‬د‬
‫رعايتها " ياهلل المطر ياهلل الغيث " ويكثرون كذلك من األمثال الشعبية عليها ( في كوانين هللا يعين ) ‪.‬‬
‫اآلبار االرتوازية ‪ :‬حيث حفرها األجداد منذ سنة ‪1935‬م ‪ ،‬وبدأ العمل بها وضخ الماء بواس‪FF‬طتها في س‪FF‬نة‬
‫‪1938‬م ‪ ،‬وزرعوا قربها حق‪F‬ول الحمض‪F‬يات بأنواعه‪F‬ا ‪ ،‬وزرع‪F‬وا الم‪F‬وز والعنب وال‪F‬تين والخض‪F‬ار والقط‪F‬اني‬
‫والقرنيات وأشجار الفواكه بأنواعها ‪.‬‬
‫ال‪FF‬برك ‪ :‬عمله‪FF‬ا األه‪FF‬الي في األراضي الزراعي‪FF‬ة لتوف‪FF‬ير وتجمي‪FF‬ع الم‪FF‬اء ألوق‪FF‬ات الحاجة ويس‪FF‬تعملونها في‬
‫الشرب والري وسقي الحيوانات وأغراض حياتية مختلف‪FF‬ة ‪ ،‬إال أن ال‪FF‬برك مرت‪FF‬ع خص‪FF‬ب للبع‪FF‬وض والحش‪FF‬رات‬
‫الضارة والبكتيريا والجراثيم ‪.‬‬
‫نهر العوجا ‪ :‬القريب من العويصات والقرعان الشرقيين ‪ ،‬ويسمى نهر اليرقون ويستعمله القرعان للشرب‬
‫والري وسقي الدواب والسباحة والصيد والتسلية والنزهات ‪ ،‬حيث تكثر األشجار والطيور المتنوعة والزهور‪.‬‬
‫وهناك األودية ‪ :‬التي تمتلئ بالماء في فصل الشتاء ‪ ،‬وتصب في البحر األبيض المتوسط ‪.‬‬
‫وهناك الينابيع والنزازات‪ F‬المائية ‪ :‬التي تبقى لمدة بسيطة وتجف بعدها ‪.‬‬
‫ويتم تخزين وحفظ المياه لالستعمال في الجرة والزي‪FF‬ر والرك‪FF‬وة وال‪FF‬دلو والكيل‪FF‬ة واالبري‪FF‬ق والش‪FF‬ربة والقل‪FF‬ة‬
‫والسطل والتنكة والربعية وغيرها ‪...‬‬

‫الصناعة التقليدية البسيطة عند أبناء عشيرة القرعان‬


‫نظراً لوضع الناس الصعب في الحصول على النقود ‪ ،‬فقد عمل بعض الناس من أبناء العش‪FF‬يرة في تص‪FF‬نيع‬
‫بعض األدوات البس‪FF‬يطة ‪ ،‬لس‪FF‬د ح‪FF‬اجتهم أو مقايض‪FF‬تها بمحاص‪FF‬يل زراعي‪FF‬ة الزم‪FF‬ة ‪ ،‬أو بيعه‪FF‬ا بنق‪FF‬ود قليل‪FF‬ة تس‪FF‬د‬
‫حاجتهم وأغراضهم‪ ، F‬أو ينتفعوا بها إال أن هذه الصناعات البسيطة و الخفيفة والضعيفة والبدائية قابلة للتط‪FF‬وير‬
‫والتجديد وتسد الحاجة والغرض ومالئمة للمرحلة التي صنعت ألجله‪F‬ا ‪ ،‬ومن ه‪F‬ذه الص‪F‬ناعات ال‪F‬تي اش‪F‬تهرت‬
‫به‪FF‬ا العش‪FF‬يرة الف‪FF‬ؤوس والط‪FF‬واري والقزم‪FF‬ات والمع‪FF‬اول وال‪FF‬دقارين ال‪FF‬تي تش‪FF‬به الكري‪FF‬ك والش‪FF‬رخات والبلط‪FF‬ات‬
‫والخناجر والشنشره والسكاكين ( الخوص ) والمفك‪FF‬ات والش‪FF‬باري والمفح‪FF‬ار والس‪FF‬نجات والس‪FF‬يوف والمخ‪FF‬ارز‬
‫واإلبر والمالقط والمحاريث الخشبية والمعدنية ‪ ،‬ويتم صناعتها من المع‪FF‬ادن المختلف‪FF‬ة بع‪FF‬د حرقه‪FF‬ا وتعريض‪FF‬ها‬
‫للنار القوية الشديدة وتطويعها وطرقها بقوة وتشكيلها ‪ ،‬وهناك عملية ح‪FF‬ذو الخي‪FF‬ل والس‪FF‬رج ‪ ،‬وعن‪FF‬دهم ص‪FF‬ناعة‬
‫المنشفات والمجففات ‪ ،‬والمخلالت من الفواكه والخضار ‪ ،‬وهناك صناعة أدوات الحصاد والزراع‪FF‬ة والحراث‪FF‬ة‬
‫من الخشب ‪ ،‬فكانوا يصنعون الدبسات والعكازات والمحاجن والمفراك والمغازل ‪ ،‬وعملي‪FF‬ة ح‪FF‬رق الخش‪FF‬ب من‬
‫‪31‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫الشجر وطمره في حفر تسمى الكبارات أو المطامر لصناعة الفحم الذي يستعمل للتدفئ‪FF‬ة ‪ ،‬وأحيان‪FF‬ا يتم بيع‪FF‬ه في‬
‫سوق مدينة ياف‪FF‬ا وغيره‪FF‬ا ‪ ،‬ومن الجل‪FF‬ود ك‪FF‬انوا يص‪FF‬نعون الغرب‪FF‬ال والنع‪FF‬ل والطب‪FF‬ل والقف‪FF‬اف وال‪FF‬دف والخي‪FF‬ام ‪،‬‬
‫والجاعد ( الفروة ) للجلوس عليه أو لبسه في الش‪FF‬تاء أي‪FF‬ام ال‪FF‬برد ‪ ،‬أو للص‪FF‬الة علي‪FF‬ه في فص‪FF‬ل الش‪FF‬تاء ‪ ،‬أو ل‪FF‬ف‬
‫المولود الجدي‪FF‬د وتغطيت‪FF‬ه من اإلنس‪FF‬ان أو الحي‪FF‬وان طلباً لل‪FF‬دفء ‪ ،‬ومن القش ( عي‪FF‬دان القمح والش‪FF‬عير وال‪FF‬ذرة )‬
‫يصنعون المكانس والحلس والبردعة وللتطري‪FF‬ز وص‪FF‬ناعة المهف‪FF‬ات ك‪FF‬المراوح والمناخ‪FF‬ل والزنابي‪FF‬ل واألكي‪FF‬اس‬
‫والخيام ‪ ،‬وهناك صناعة رب البندورة ( العصير أوالصلصة‪ ) F‬ورب الخروب الم‪FF‬ربى والخبيص‪F‬ة ورب التم‪FF‬ر‬
‫والعنب ‪ ،‬ومن التمر الدبس والمربيات والحلويات وتجفيف العنب ألخ‪FF‬ذ ال‪FF‬زبيب والقطين من ال‪FF‬تين والجم‪FF‬يز ‪،‬‬
‫وتصنيع السالح الخفي‪FF‬ف كالبلط‪FF‬ات والس‪FF‬نجات والش‪FF‬باري والس‪FF‬كاكين والف‪FF‬ؤوس والخ‪FF‬راطيش والجفت ‪ ،‬ومن‬
‫أش‪FF‬هر الص‪FF‬ناع من القرع‪FF‬ان ‪ :‬ف‪FF‬ارس أب‪FF‬و س‪FF‬لمان القرع‪FF‬اني حيث ك‪FF‬ان يعم‪FF‬ل نج‪FF‬اراً في ف‪FF‬ترة الثالثيني‪FF‬ات‬
‫واألربعينيات من القرن العشرين ‪ ،‬فكان يصنع الخزاين والطاوالت والكراسي واألسرة والطاوالت والكراس‪FF‬ي‬
‫ونظ‪F‬را الهتم‪F‬ام القرع‪F‬ان باألغن‪F‬ام واألبق‪F‬ار ‪ ،‬ل‪F‬ذا اش‪F‬تهروا بص‪F‬ناعة األلب‪F‬ان ومش‪F‬تقاتها ال‪F‬تي ك‪F‬انوا‬
‫ً‬ ‫وغيرها ‪،‬‬
‫يبيعونها في مدينة يافا ‪ ،‬ومن هذه الصناعة اللبن والزب‪FF‬ادي والقش‪FF‬طة والكش‪FF‬ك والجبن والجمي‪FF‬د المجف‪FF‬ف ال‪FF‬ذي‬
‫يستعمل في المناسف واألكالت الشعبية كالبحتيه والمهلبية والهيطلية ‪ ،‬والزبدة والس‪FF‬منة والش‪FF‬نينة ( المخيض )‬
‫واللبنة والإلبا ‪ ،‬وللرحى دور كبير في طحن الحبوب ( القمح والعدس والشعير والذرة ) وغيرها ‪...‬‬
‫وكان البعض يبيع روث دوابهم وحيواناتهم ( الزب‪FF‬ل \ الس‪FF‬ماد الط‪FF‬بيعي ) للفالحين اآلخ‪FF‬رين من أص‪FF‬حاب‬
‫البيارات والبساتين أو المستعمرات المجاورة ‪ ،‬التي أخذت بالتمركز بالقرب من مناطق القرعان شرقاً وغرباً ‪،‬‬
‫وك‪FF‬انوا يتقاض‪FF‬ون ب‪FF‬دل ال‪FF‬روث بعض المحاص‪FF‬يل الزراعي‪FF‬ة من خض‪FF‬ار وفواك‪FF‬ه أو قط‪FF‬اني وبع‪FF‬د الس‪FF‬تينيات ‪،‬‬
‫والتطور السريع الحاصل في العالم ‪ ،‬ترك القرعان ه‪FF‬ذه الص‪FF‬ناعات البس‪FF‬يطة وخاص‪FF‬ة بع‪FF‬د النكب‪FF‬ة وم‪FF‬الوا إلى‬
‫العمل بالزراعة والتجارة والوظائف المختلفة ‪ ،‬وكانوا يقولون ‪ " :‬الحرفة أمان من الفقر " و" الصنعة قلعة " ‪.‬‬

‫التجارة عند أبناء عشيرة القرعان‬


‫من األعمال التي زاولها القرعان التجارة ولو بشكل بسيط ‪ ،‬لكن كغيرهم من الفلسطينيين فقد كانوا ي‪FF‬بيعون‬
‫الفائض من محاصيلهم الزراعية البعلية والمروية ‪ ،‬فكانوا يبيعون الخضار المختلفة وتسويقها إلى مدينة يافا أو‬
‫ملبس أو اللد أو لسكان القرى المجاورة وال ننسى جد القرع‪FF‬ان الش‪FF‬يخ س‪FF‬عيد القرع‪FF‬اني فق‪FF‬د ك‪FF‬ان ت‪FF‬اجراً م‪FF‬اهراً‬
‫وحذقا ً يحضر بضاعته من السعودية وسوريا واألردن وفلسطين ذهابا ً وإيابا ً ‪.‬‬

‫ففي ياف‪FF‬ا يتم بي‪FF‬ع ال‪FF‬دواب والحمض‪FF‬يات والخض‪FF‬ار والفواك‪FF‬ه واأللب‪FF‬ان ومحاص‪FF‬يل القمح والش‪FF‬عير وال‪FF‬ذرة‬
‫والسمسم (القطاني) عن طريق الحسبة ( السوق الرئيسي ) وهناك ما يسمى بالداللة أو الباج أو الكمسيون ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫فالعويصات مثال يسوقون بضاعتهم إلى حسبة أبو كشك ‪ ،‬أم‪FF‬ا القرع‪FF‬ان الغرب‪FF‬يين فيس‪FF‬وقون بض‪FF‬اعتهم إلى‬
‫حسبة هارون ‪ ،‬كما يكثر عند القرع‪FF‬ان ال‪FF‬بيع بنظ‪FF‬ام المقايض‪FF‬ة ( المبادل‪FF‬ة ) وه‪F‬و بي‪FF‬ع س‪FF‬لعة بس‪F‬لعة ك‪F‬بيع القمح‬
‫والشعير والقطاني بخضار أو فواكه أو بدابة ( حيوان ) ‪ ،‬وكانوا أيضا يسوقون البيض بع‪FF‬د تجميع‪FF‬ه وبيع‪FF‬ه في‬
‫مدينة يافا أو سكان القرى المجاورة ‪.‬‬

‫غالبا أو الل‪FF‬د أو الرمل‪FF‬ة أو ملبس‬


‫ً‬ ‫فمنذ بداية األربعينات أخذوا يسوقون الحمضيات بكمية جيدة ألسواق ياف‪FF‬ا‬
‫أحياناً ‪ ،‬وك‪FF‬انوا يش‪FF‬ترون زيت الزيت‪FF‬ون ومخل‪FF‬ل الزيت‪FF‬ون من الفالحين والب‪FF‬ائعين من الق‪FF‬رى المج‪FF‬اورة ‪ ،‬ومن‬
‫غالبا م‪FF‬ا‬
‫ً‬ ‫التجار البسطاء ‪ ،‬أما بضائعهم وحاجاتهم فكانوا يشترون غالبيتها من مدينة يافا ‪ ،‬فعميلة البيع والشراء‬
‫تكون في مدينة يافا لقوله صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬التمسوا الرزق عند تزاحم األقدام " ‪.‬‬

‫ففي يافا يتواجد التجار واألغنياء واإلقطاعيين ‪ ،‬أما أهل القرى فوضعهم الم‪FF‬الي بس‪FF‬يط ( على ق‪FF‬د ح‪FF‬الهم )‬
‫فأحيانا يبيعون بعض المواشي ‪ :‬الغنم ‪ ،‬البقر ‪ ،‬الخيل ‪ ،‬أما صناعتهم البس‪FF‬يطة فهي لالس‪FF‬تهالك المحلي غالباً ‪،‬‬
‫ً‬
‫ألنها يدوية ضعيفة التصنيع والخامة بسيطة وعلى القد ‪ ،‬أي على قدر الحال ‪.‬‬

‫لكن محاصيلهم الزراعية الشتوية والصيفية ‪ ،‬فيبيعون الف‪FF‬ائض عن ح‪F‬اجتهم ‪ ،‬فك‪F‬انت قليل‪FF‬ة قب‪FF‬ل األربعيني‪FF‬ات ‪،‬‬
‫ولكن بعد سنة ‪1940‬م زادت المبيعات أضعافاً كثيرة ‪.‬‬

‫وكان القرعان يمتلكون أربع سيارات شحن ‪ ،‬لنق‪F‬ل الن‪F‬اس والبض‪F‬اعة من وإلى الق‪FF‬رى المج‪FF‬اورة ‪ ،‬وبعض‬
‫الناس كان يعمل في مدينة ياف‪FF‬ا بالعتال‪FF‬ة ( عم‪FF‬ال في المين‪FF‬اء أو البق‪FF‬االت وال‪FF‬دكاكين أو في الحس‪FF‬بة أو في ص‪FF‬يد‬
‫السمك ) أو تجارة الحالل ‪.‬‬

‫أما بعد سنة ‪1948‬م ( النكبة ) ‪ ،‬فكان القرعان يعملون بالزراعة ‪ ،‬حيث اشترى البعض قطعاً زراعي‪FF‬ة في‬
‫غور األردن وفي مدينة قلقيلية وقراها بفلس‪FF‬طين ‪ ،‬والبعض اش‪FF‬تغل بنق‪FF‬ل الس‪FF‬ماد الط‪FF‬بيعي للم‪FF‬زارع والبس‪FF‬اتين‬
‫والبيارات ‪ ،‬والبعض عمل في البنيان – المعامل – المحاجر – األسواق ‪ ،‬وغيرها ‪...‬‬

‫وفي الخمسينيات والستينيات ‪ ،‬كان البعض يعمل في البني‪F‬ان والعم‪F‬ران ‪ ،‬وفي بن‪F‬اء السالس‪F‬ل في الم‪F‬زارع‬
‫الجبلية ‪ ،‬والبعض يعمل في تجوير الشجر في البيارات والبساتين ‪ ،‬أو في الباطون ( البناء ) ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وبعد عام ‪ ( 1967‬النكسة ) ‪ ،‬توسع القرعان في األعمال وخاصة في الزراعة بأنواعها في قلقيلية وقراه‪FF‬ا‬
‫فأخذوا يبيعون ويشترون المحاصيل خضاراً وفواكه ‪ ،‬وأصبحوا من الملّاكين ‪.‬‬

‫والبعض منهم أخذ يعمل داخل الخط األخضر في فلسطين المحتلة سنة ‪1948‬م بكل األعمال ‪ :‬كالزراعة ‪،‬‬
‫الفنادق ‪ ،‬البناء والعمران وأعمال أخرى ‪.‬‬

‫وفي الثمانينيات اشتهر القرعان بالعمل بتجارة المستعمل حيث يش‪FF‬ترون البض‪FF‬اعة واألغ‪FF‬راض المس‪FF‬تعملة‬
‫من داخل فلسطين المحتلة سنة ‪1948‬م ‪ ،‬ويبيعونها إلى المواطنين أو التجار في كل فلسطين ‪ ،‬والبعض يجددها‬
‫ليحص‪FF‬ل على أثم‪FF‬ان أفض‪FF‬ل ‪ ،‬وفي ال‪FF‬وقت الحاض‪FF‬ر تن‪FF‬وعت التج‪FF‬ارة عن‪FF‬د القرع‪FF‬ان بس‪FF‬بب تحس‪FF‬ن األوض‪FF‬اع‬
‫والظروف المعيشية وصارت على مستوى عال ‪ ،‬نظ‪FF‬راً لوج‪FF‬ود رأس الم‪FF‬ال والمواص‪FF‬الت والعق‪FF‬ول التجاري‪FF‬ة‬
‫واأليدي العاملة والمنافسة الحرة الشريفة واالنفتاح التجاري ‪ ،‬والمعاملة الطيبة ‪ ،‬والخلق واالدب الرفيع ‪.‬‬

‫األعمال والوظائف المدنية والحكومية عند أبناء عشيرة القرعان‪r‬‬


‫أخذ البعض من أبناء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان يمي‪FF‬ل إلى التعليم ‪ ،‬للحص‪FF‬ول على الوظ‪FF‬ائف الحكومي‪FF‬ة فتخ‪FF‬رج من‬
‫أبناء القرعان ‪ :‬األطباء والمهندسين والمحامين واألساتذة و الممرضين وك‪FF‬ل التخصص‪FF‬ات ‪ ،‬وأخ‪FF‬ذوا يفخ‪FF‬رون‬
‫بشهاداتهم من الجنسين ذكوراً وإناثاً ‪ ،‬وبعضهم عمل داخل فلسطين في الضفة الغربية ‪ ،‬وبعض‪FF‬هم ذهب للعم‪FF‬ل‬
‫في الخليج العربي لتحسين أوضاعهم وتعويض أهاليهم ‪ ،‬ورغم كل هذا أو ذاك م‪FF‬ا زال أهلن‪FF‬ا وأبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرتنا‬
‫ينظرون إلى الوطن األم فلسطين – يافا سواء عرب البحر أو النهر وكلن‪FF‬ا أم‪FF‬ل وش‪FF‬وق لموئ‪FF‬ل اآلب‪FF‬اء واألج‪FF‬داد‬
‫"ولن يضيع حق وراءه مطالب" وهكذا يقول المثل ‪.‬‬

‫وهناك عدد من أبناء عشيرة القرعان عمل في ص‪F‬فوف الس‪F‬لطة الوطني‪F‬ة الفلس‪F‬طينية ‪ ،‬في س‪F‬لك العس‪F‬كرية‬
‫واألمن لخدمة الوطن والمواطن ‪ ،‬وبناء الدولة الفلسطينية والمؤسسات وهناك من عمل في الجيش األردني ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وكان نظرة جميع أبناء القرعان للعيش الحالل وللقم‪F‬ة الحالل وللكس‪F‬ب الحالل ‪ ،‬فك‪F‬انوا ي‪F‬أكلون من ع‪F‬رق‬
‫ج‪FF‬بينهم فوص‪FF‬ل األبن‪FF‬اء إلى ك‪FF‬ل دول الع‪FF‬الم تقريباً ‪ ،‬طلب‪FF‬ا للمعيش‪FF‬ة الطيب‪FF‬ة وطلباً لل‪FF‬رزق ‪ ،‬فحمل‪FF‬وا معهم دينهم‬
‫وأخالقهم وم‪FF‬ؤهالتهم العلمي‪FF‬ة وص‪FF‬فاتهم وم‪FF‬يزاتهم الحمي‪FF‬دة ال‪FF‬تي تغن‪FF‬وا به‪FF‬ا ‪ ،‬ورجع‪FF‬وا من الغرب‪FF‬ة والش‪FF‬تات‬
‫مرفوعي الرأس ‪ ،‬وأثبتوا بذلك أنهم أبن‪FF‬اء حس‪FF‬ب ونس‪FF‬ب وأدب ودين وخل‪FF‬ق ‪ ،‬أخ‪FF‬ذوها من أب‪FF‬ائهم ونقلوه‪FF‬ا إلى‬
‫أبنائهم ‪ ،‬فنعم الخلف أبناء السلف ‪ ،‬فبارك هللا في من يأكل من عرق جبينه وسيرته وسمعته حميدة ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫صورة الشيخ شاكر أبو كشك ومعه الحاج إبراهيم العويصي وعدد من شخصيات منطقة يافا‬

‫ربما أفقد ‪ -‬ما شئت ‪ -‬معاشي‬


‫‪36‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي‬
‫ربما أعمل حجاراً ‪ ،‬وعتاالً ‪ ،‬وكناس شوارع‬
‫ربما أبحث ‪ ،‬عن حبوب ‪ ،‬في روث المواشي‬
‫ربما أخمد عريانا ‪ ،‬وجائع‬
‫يا عدو الشمس لكن لن أساوم‬
‫وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم‬
‫ربما تسلبني آخر شبر من ترابي‪r‬‬
‫ربما تطعم للسجن شبابي‬
‫ربما تسطو على ميراث جدي‬
‫من أثاث وأوان وخواب‬
‫ربما تحرق أشعاري وكتبي‬
‫ربما تطعم لحمي للكالب‬
‫ربما تبقى على قريتنا كابوس رعب‬
‫يا عدو الشمس لكن لن أساوم‬
‫وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم‬

‫شعر ‪ :‬سميح‪ r‬القاسم‬

‫الفصل الثالث‬
‫( الحياة االجتماعية عند عشيرة القرعان )‬
‫‪37‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫‪ .1‬الحمايل والعائالت المحيطة بعشيرة القرعان‪. r‬‬


‫‪ .2‬المساكن والمضافات عند عشيرة القرعان ‪.‬‬
‫‪ .3‬الكتاتيب والتعليم عند عشيرة القرعان‪. r‬‬
‫‪ .4‬الصحة واألمراض عند عشيرة القرعان‪. r‬‬
‫‪ .5‬العادات والتقاليد واألعراف عند عشيرة القرعان‪. r‬‬
‫‪ .6‬نموذج من األغاني واألفراح عند عشيرة القرعان ‪.‬‬
‫‪ .7‬أنماط من األمثال والحكم الدارجة عند عشيرة القرعان‪. r‬‬
‫‪ .8‬المعرفة الثقافية في الصلح وحل المشاكل عند عشيرة القرعان ‪.‬‬
‫‪ .9‬ألفاظ ومصطلحات متداولة عند أبناء عشيرة القرعان ‪.‬‬
‫‪.10‬الطقوس الدينية والشعبية عند عشيرة القرعان‪. r‬‬
‫‪.11‬أنماط التسلية عند أبناء عشيرة القرعان ‪.‬‬

‫الحمايل والعائالت المحيطة بعشيرة القرعان‬


‫عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان تتك‪FF‬ون من ع‪FF‬دة أفخ‪FF‬اذ منه‪FF‬ا العويص‪FF‬ات والحوام‪FF‬دة والعص‪FF‬بان وال‪FF‬دالالت والس‪FF‬لمانين‬
‫والسحيمات والسوالمة ( حسان ) والعوامرة‪ F‬والعماويين والعويضات ‪ ،‬ويربط العائالت بعضها ببعض ‪ ،‬ص‪FF‬لة‬

‫‪38‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫الدم والنسب والجيرة والص‪FF‬داقات القوي‪FF‬ة ‪ ،‬وم‪FF‬ا بينهم من العون‪FF‬ة والفزع‪FF‬ات والهب‪FF‬ات ‪ ،‬ولق‪FF‬وة ع‪FF‬ادة الفزع‪FF‬ات‬
‫والعونة أثر كبير في ترابط العشيرة ‪ ،‬وبيان قوتها وعزتها وشجاعة أبنائها ‪ ،‬فكأنهم جسد واحد مترابط وك‪FF‬أنهم‬
‫أبناء رجل واحد ( رحماء بينهم أشداء على أع‪FF‬دائهم ) ‪ ،‬ول‪FF‬ديهم غ‪FF‬يرة قوي‪FF‬ة ومتناهي‪FF‬ة على الع‪FF‬رض والش‪FF‬رف‬
‫واألرض ‪ ،‬عدا أن هناك رابطة الدم التي تربطهم معاً في إرجاع أصلهم ونسبهم وانتمائهم إلى قبيلة الحويط‪FF‬ات‬
‫الذين يسكنون في شمال غرب السعودية ‪.‬‬

‫ومن الحماي‪FF‬ل والع‪FF‬ائالت المج‪FF‬اورة ألبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان ‪ :‬اللباب‪FF‬دة والماللح‪FF‬ة والجماس‪FF‬ين والكش‪FF‬وك‬
‫والسوالمة والحشاشين وآل ندى والع‪F‬داوين والش‪FF‬وابكة (الكنيش‪FF‬ات) والخمايس‪FF‬ة والعرايش‪FF‬ة والخطاطري‪FF‬ة وأب‪FF‬و‬
‫جراد والمعامرة والمالحة والهزيل والجوابرة والمهورة وعرب‪FF‬ان ص‪FF‬مويل وعرب‪FF‬ان البص ‪ ،‬وبعض الب‪FF‬دو من‬
‫ع‪FF‬ائالت مختلف‪FF‬ة ‪ ،‬وهن‪FF‬اك الحويط‪FF‬ات والعواي‪FF‬دة والعط‪FF‬اطوة والعبابش‪FF‬ة والبالون‪FF‬ة والمص‪FF‬اطفة وال‪FF‬رميالت‬
‫والسواركه وابو عابد والهويدات‪ F‬وابو سنينة وغيرهم ‪...‬‬

‫عدا قرى مجاورة لهم ‪ :‬كسلمة ومسكة وكفر سابا وبيار عدس والجماسين والشيخ م‪FF‬ونس وجريش‪FF‬ه وح‪FF‬رم‬
‫سيدنا علي واجليل والخيرية والعباسية وخربة العبابشة وغيرها ‪.‬‬

‫المساكن والمضافات عند عشيرة القرعان‬


‫كان القرعان يسكنون قبل العشرينيات في خيام مكونة من أكي‪F‬اس وش‪F‬وادر وطرابي‪F‬ل وجل‪FF‬ود ( خرب‪FF‬وش )‬
‫وعرش أو خشابية ‪ ،‬ومنذ الثالثينيات سكنوا بيوت من الطين والقش واللبن مغطاة بالصفيح والزينك‪FF‬و ‪ ،‬وك‪FF‬انت‬

‫‪39‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫ثابتة السكن واإلقامة في الشمال الشرقي من مدينة يافا ‪ ،‬سواء عند قرعان البحر أو قرعان النهر ‪ ،‬ومن‪FF‬ذ بداي‪FF‬ة‬
‫األربعينيات بنت العش‪F‬يرة بيوته‪F‬ا من البل‪F‬وك ‪ ،‬ولكن ك‪F‬انت ال‪F‬بيوت ض‪F‬من م‪F‬زارع أبن‪F‬اء العش‪F‬يرة وبس‪F‬اتينها ‪،‬‬
‫لحماية البساتين من المستوطنين واللصوص ‪ ،‬النفوس المريضة التي تسعى للنهب والسلب ‪ ،‬وتروي‪FF‬ع األمن‪FF‬يين‬
‫في بيوتهم ومنازلهم ‪ ،‬وعندما شعر القرعان بالخوف لما سمعوا من المج‪FF‬ازر والم‪FF‬ذابح ال‪FF‬تي ق‪FF‬ام به‪FF‬ا اليه‪FF‬ود ‪،‬‬
‫أخذوا يقاربون بيوتهم من بعضها البعض ‪ ،‬لغرض الفزعة والتحالف والتعاون معاً ضد الهجمات المحتملة ‪.‬‬

‫أم‪FF‬ا المض‪FF‬افة فك‪FF‬ان يس‪FF‬تعملها األج‪FF‬داد للمناس‪FF‬بات واألف‪FF‬راح والحفالت ‪ ،‬وض‪FF‬يافة الغ‪FF‬ريب أو التاي‪FF‬ه ‪ ،‬أو‬
‫الملهوف أو المطارد ‪ ،‬أو لحل المشاكل وال‪FF‬دماء والص‪FF‬لحات ‪ ،‬أو لالجتماع‪FF‬ات الوطني‪FF‬ة والس‪FF‬هرات الموس‪FF‬مية‬
‫وإلحياء رمضان والصالة فيها ‪ ،‬أو لإلعداد أو التخطيط لفزعات أو عونات أو هبات لمساعدة القرى المجاورة‬
‫أيام حدوث هجمات يهودية من قبل العصابات الصهيونية المسلحة واإلرهابية ‪ ،‬كاالرجون والهاجاناة وغ‪FF‬يرهم‬
‫فكان عند القرعان الشرقيين ( عرب النهر ) مضافة الحج إبراهيم العويصي – أبو العبد ‪ -‬ويض‪FF‬رب به‪FF‬ا المث‪FF‬ل‬
‫ومساحتها ‪10* 20‬م وهي مغطاة بالزنك أو الصفيح ‪ ،‬وجدرانها من الطوب ويضرب بما المثل في الوجاه‪FF‬ة‬
‫والصلح ‪ ،‬ثم تحول الشق الى ديوان بعد ‪ ، 1942‬وبني من االسمنت المسلح ( الصبة أو العقدة )‪.‬‬

‫وهناك عدة مضافات عند القرعان الغربيين ( قرعان عرب البحر أو ع‪FF‬رب الس‪FF‬مك ) ‪ ،‬وأهمه‪FF‬ا وأش‪FF‬هرها‬
‫مضافة محمد عوض أبو خزبك – أبو فايز ‪ -‬وكذلك مضافة مطير القرعاني وأبو عالوي ‪ ،‬وهي من الزنك أو‬
‫الصفيح ‪ ،‬وللمضافات أهمية كبيرة في إكرام الضيف ‪ ،‬وإيواء الط‪F‬نيب أو ال‪F‬دخيل ‪ ،‬ف‪F‬أظهرت الع‪F‬ادات البدوي‪F‬ة‬
‫األص‪FF‬يلة ‪ ،‬وللقه‪FF‬وة عن‪FF‬دهم أش‪FF‬كال وأل‪FF‬وان حس‪FF‬ب المناس‪FF‬بة ‪ ،‬ويتفنن‪FF‬ون في عمله‪FF‬ا وص‪FF‬بها وتق‪FF‬ديمها لأله‪FF‬ل‬
‫والضيوف ويقال للمضافة س‪FF‬ابقا ً ( الش‪FF‬ق ) ‪ ،‬وفي المض‪FF‬افة يقيم الغ‪FF‬ريب أو المله‪FF‬وف أو المط‪FF‬ارد ‪ ،‬ويق‪FF‬دم ل‪FF‬ه‬
‫أفضل الطعام الشعبي عند القرعان كالمنسف والمسخن والثريد والخضار بأنواعها واأللب‪FF‬ان بمش‪FF‬تقاتها ‪ ،‬ويلقى‬
‫فيها الغريب كل ترحيب وتقدير واهتمام ‪ ،‬وكانت مضافة الحاج إبراهيم العويصي مضرب مثل في ذلك ‪.‬‬

‫وإن غاب صاحب البيت ‪ ،‬فتقوم المرأة ( الحرمة أو الولية ) القرعانية بتقديم ال‪FF‬واجب الض‪FF‬يافي للض‪FF‬يف ‪،‬‬
‫فهي تمتاز بأنها امرأة مدبرة وشخصيتها قوية وصاحبة رأي ‪ ،‬فهي راعية البيت وراعية لحاللها ومواش‪FF‬يها بال‬
‫مضض وال شكوى ‪ ،‬أما بعد نكبة سنة ‪1948‬م ونكسة سنة ‪1967‬م ‪ ،‬فقد اشترى أبناء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان أراض‬
‫وبنوا عليها بيوتاً ودوراً وقصوراً ‪ ،‬وعمارات ذات طوابق وشقق وفلل على طراز ح‪FF‬ديث ‪ ،‬وجهزوه‪FF‬ا بأث‪FF‬اث‬
‫‪40‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫على أحسن وأفضل وجه وموضة ‪ ،‬حيث سكن أهلنا المدن في معظم مناطق الضفة الغربية والشرقية ‪ ،‬وهن‪FF‬اك‬
‫البعض من سكن المخيمات في الضفتين حيث سكنوا بداية األمر الخيام ثم بيوت مغطاة بالزنك والصفيح ‪ ،‬رغم‬
‫مساحة البيوت الضيقة في المخيمات ‪ ،‬ومن أشهر المخيمات مخيم بالطة وعسكر في منطقة ن‪FF‬ابلس في الض‪FF‬فة‬
‫الغربي‪FF‬ة ‪ ،‬ومخيم س‪FF‬وف ‪ /‬ج‪FF‬رش ومخيم الحص‪FF‬ن ‪ /‬إرب‪FF‬د في الض‪FF‬فة الش‪FF‬رقية لألردن ‪ ،‬وهن‪FF‬اك من اش‪FF‬ترى‬
‫مساحات زراعية في الضفة الغربية وغور األردن ‪.‬‬

‫أما بعد السبعينيات ‪ ،‬اشتهرت الدواوين وكثرت وانتشرت عند أبناء عشيرة القرعان عامة ‪ ،‬فكل عائلة له‪FF‬ا‬
‫جميعا ( القرع‪FF‬ان ) ي‪FF‬د واح‪FF‬دة وكلم‪FF‬ة واح‪FF‬دة على الخ‪FF‬ير والص‪FF‬لح والتف‪FF‬اهم‬
‫ً‬ ‫دي‪FF‬وان أو اث‪FF‬نين أو أك‪FF‬ثر ‪ ،‬ولكنهم‬
‫أوال وأخيراً أبناء عم أص‪FF‬ل واح‪FF‬د ونس‪FF‬ب واحد ‪ ،‬والف‪FF‬رع يق‪FF‬وى‬
‫والتعاون ‪ ،‬وذلك لمصلحة العشيرة فهم جميعاً ً‬
‫باألصل ‪ ،‬واألصل يفخر بالفرع الجيد الطيب ‪ ،‬والتقوى أقوى ‪ ،‬والتقوى لقوة ‪.‬‬

‫الكتاتيب والتعليم عند عشيرة القرعان‪r‬‬


‫برز في منطقة القرعان ما يسمى بالكتاتيب في العشرينيات والثالثينيات من القرن العشرين ‪ ،‬فكان عن‪FF‬دهم‬
‫المشايخ الذين يحضرون من القرى المجاورة ‪ ،‬كالطيرة والطيبة وكف‪FF‬ر س‪F‬ابا ‪ ،‬ويعلم‪FF‬ون أبن‪F‬اء ع‪FF‬رب القرع‪FF‬ان‬
‫تحت الشجر وفي الخيام ‪ ،‬و كانوا يعلمونهم القرآن الكريم ‪ ،‬حفظه وتالوته وكيفي‪F‬ة الوض‪F‬وء والص‪F‬الة وأرك‪F‬ان‬
‫بسيطا تقدر بعش‪FF‬ر ق‪FF‬روش فلس‪FF‬طينية‬
‫ً‬ ‫مرتبا‬
‫ً‬ ‫وبعضا من الفقه الديني ‪ ،‬وكان الشيخ أو المؤدب يتقاضى‬
‫ً‬ ‫اإلسالم ‪،‬‬
‫شهريا ً ‪ ،‬عدى عن الهدايا التي تقدم له عن‪FF‬د مغادرت‪FF‬ه أو ختم القرآن أو في موس‪FF‬م رمض‪FF‬ان ‪ ،‬من دج‪FF‬اج وكش‪FF‬ك‬
‫‪41‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وقطاني ‪ ،‬ومن الذين تلقوا الدراسة في الكتاتيب ‪ :‬الحاج محمد أب‪FF‬و عطي‪FF‬ة العويصي ( الهجين ) وعب‪FF‬د الك‪FF‬ريم‬
‫عويصي ومحمد إبراهيم العويصي وأبو أكرم عويصي وأبو موسى س‪F‬ويلم وأب‪F‬و أحم‪F‬د حم‪F‬دان قرع‪F‬ان وكام‪F‬ل‬
‫مسلم عويصي وإبراهيم عوض دالل ومحمد محمود سويلم ومحم‪FF‬د العج‪FF‬وري وأحم‪FF‬د أب‪FF‬و دي‪FF‬ه وحام‪FF‬د حم‪FF‬دان‬
‫العويصي وآخرين ‪.‬‬
‫ومن أشهر معلمي الكتاتيب الذين حض‪FF‬روا إلى منطق‪FF‬ة القرع‪FF‬ان ليعلم‪FF‬وا أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة ع‪FF‬رب القرع‪FF‬ان ‪:‬‬
‫الراتب السالمي وأحمد السفاريني وعمر الطيراوي وأبو ضمره وصالح اليافاوي وحسين أب‪F‬و لب‪F‬ده ‪ ،‬حيث ك‪F‬ان‬
‫يعلمون أبناء العشيرة في المضافة أو الشق أو تحت شجر الكينا او البلوط أو الجميز ‪ ،‬وكان األهل يق‪FF‬دمون لهم‬
‫علما أن البريط‪FF‬انيين لم يهتم‪FF‬وا بإنش‪FF‬اء الم‪FF‬دارس ‪ ،‬وذل‪FF‬ك‬
‫ً‬ ‫المأكل والمشرب والمبيت في الديوان أو المض‪FF‬افة ‪،‬‬
‫لرغبتهم في تجهيل الناس وحرصهم على عدم نظرتهم وتطلعهم إلى المستقبل ‪ ،‬وإبعادهم عن التحضر والتمدن‬
‫أو بمطالبتهم بالتحرر من االستعمار ‪.‬‬
‫وقد تعلم بعض كبار العويصات وهم في مرحل‪FF‬ة الش‪FF‬باب في مدرس‪FF‬ة س‪FF‬يدنا علي ‪ ،‬في الجه‪FF‬ة الش‪FF‬رقية من‬
‫م‪FF‬زار ومق‪FF‬ام ال‪FF‬ولي ‪ ،‬منهم ‪ :‬عب‪FF‬د الك‪FF‬ريم إب‪FF‬راهيم العويص‪FF‬ي وعب‪FF‬د الك‪FF‬ريم س‪FF‬ليمان العويص‪F‬ي‪ F‬ومحم‪FF‬د عطي‪FF‬ة‬
‫العويص‪FF‬ي ‪ ،‬ه‪FF‬ذا قب‪FF‬ل س‪FF‬نة ‪ ، 1930‬وهن‪FF‬اك من تعلم تحت ش‪FF‬جر الكين‪FF‬ا أو البل‪FF‬وط أو الجم‪FF‬يز ب‪FF‬ألواح خش‪FF‬بية‪.‬‬
‫فالكتاتيب والتعليم بصفة عامة كان مقتصر على االبناء الذكور حتى بداية فترة الخمسينيات ‪.‬‬
‫ومنذ بداية األربعينيات بدأ عدد من أبناء القرعان يذهبون إلى مدرسة أبو كشك أو مدرسة الشيخ مونس أو‬
‫إلى المدارس في يافا ‪ ،‬ولكن لبعد يافا عنهم ‪ ،‬وضعف المواصالت لم يهتموا في التعليم المميز ‪ ،‬ومن أشهر من‬
‫تعلم في مدرسة أبو كشك عبد العزيز محمد حم‪FF‬دان عويص‪FF‬ي (عزيّ‪F‬ز) وس‪FF‬الم مطل‪FF‬ق أب‪FF‬و ع‪FF‬امر وعب‪FF‬د الق‪FF‬ادر‬
‫حم‪FF‬دان وأحم‪FF‬د حم‪FF‬دان ومحم‪FF‬د مفلح أب‪FF‬و عص‪FF‬ب وس‪FF‬الم مفلح أب‪FF‬و عص‪FF‬ب واحم‪FF‬د مفلح أب‪FF‬و عص‪FF‬ب ومحم‪FF‬د‬
‫العجوري ورشيد عناب وغيرهم ‪ ،‬وجاءت النكبة ‪ ،‬ثم هاجر القرعان إلى مناطق قلقيلية ونابلس (مخيم بالطة )‬
‫فانخرط أبناء القرعان بالتعليم ودخلوا المدارس‪ ، F‬فحصلوا على درجات عالية من التعليم ولم يكتفوا باإلعدادي‪FF‬ة‬
‫( المترك ) ‪ ،‬بل انتقلوا للدراسة الثانوية ‪ ،‬ثم للكليات و المعاهد والجامعات ‪ ،‬للحصول على درج‪FF‬ات الليس‪FF‬انس‬
‫والبكالوريوس ثم الماجستير والدكتوراه ‪ ،‬حيث حصل الكثير منهم على ه‪FF‬ذه ال‪FF‬درجات في ك‪FF‬ل التخصص‪FF‬ات ‪،‬‬
‫وأخ ‪F‬ذوا يلتحق‪FF‬ون بس‪FF‬لك التربي‪FF‬ة والتعليم في األردن وفلس‪FF‬طين وبعض‪FF‬هم ذهب إلى الخليج الع‪FF‬ربي والمغ‪FF‬رب‬
‫العربي ‪ ،‬وذلك للحصول على المال بسرعة وتحسين أوضاع أهلهم والعودة لهم بوض‪FF‬ع جي‪FF‬د س‪FF‬واء في األردن‬
‫أو فلسطين ‪.‬‬
‫الصحة واألمراض عند عشيرة القرعان‬
‫امتاز أبناء عشيرة القرعان بالبشرة السمراء (اللون الحنطي)‪ ،‬وبالص‪FF‬حة الجي‪FF‬دة والهم‪FF‬ة والعزيم‪FF‬ة القوي‪FF‬ة‬
‫والبنية الخشنة الصلبة ‪ ،‬وذلك لحبهم للرياضة والنشاط والتجوال ‪ ،‬ولغذائهم الجيد ونسلهم المميز مقت‪FF‬دين بق‪FF‬ول‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس " ‪ ،‬و" اتخذ لولدك خاالً " ‪.‬‬
‫ولكن األمراض غزت أبن‪F‬اء العش‪F‬يرة ع‪F‬دة م‪F‬رات في العش‪F‬رينيات والثالثيني‪F‬ات ‪ ،‬حيث انتش‪F‬رت الحص‪F‬بة‬
‫وإناثا ‪ ،‬ولجه‪FF‬ل‬
‫ً‬ ‫والحمى والمالريا والج‪FF‬دري والس‪FF‬ل والتيفوئي‪FF‬د ‪ ،‬حيث م‪FF‬ات العدي‪FF‬د من أبن‪FF‬اء العش‪FF‬يرة ذك‪FF‬وراً‬
‫الناس بالتطعيم ضد هذه األم‪FF‬راض ‪ ،‬أو لفق‪FF‬رهم وس‪FF‬وء الم‪FF‬ادة عن‪FF‬دهم ‪ ،‬وإليم‪FF‬انهم الق‪FF‬وي ب‪F‬أن هللا ه‪FF‬و الش‪FF‬افي‬
‫‪42‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫والمعافي ‪ ،‬فتأخروا في عالج الحاالت المصابة ‪ ،‬مما أدى إلى العديد من الوفيات وخاصة بين النساء واألطفال‬
‫( الطنيات ) ‪ ،‬وعندما انتشر داء المالريا ‪ ،‬سارعوا للذهاب للحكمة والعالج عند ال‪FF‬دكتورة غزال‪F‬ة اليهودي‪FF‬ة في‬
‫كفر سابا ‪ ،‬أو بالذهاب لألطباء في ملبس ومستشفى يافا وهرتسيليا ورعنان‪FF‬ا ‪ ،‬وأحيان‪FF‬ا ك‪FF‬انوا يس‪FF‬قون الم‪FF‬ريض‬
‫شراب الكينيا وبعض النبات‪FF‬ات العطري‪FF‬ة الطبي‪FF‬ة ‪ ،‬أم‪FF‬ا الج‪FF‬دري وأب‪FF‬و دغيم فك‪FF‬ان يع‪FF‬الج بالحمي‪FF‬ات والوص‪FF‬فات‬
‫الشعبية الفلسطينية ‪ ،‬وكثيراً ما يتعامل كبار السن بالرقي والقراءات ‪ ،‬وبعضهم كان يتعام‪FF‬ل ب‪FF‬التخريج وزي‪FF‬ارة‬
‫األضرحة ‪ ،‬التي بنيت زمن العصر الفاطمي والعثماني ‪ ،‬إللهاء الن‪FF‬اس وإبع‪FF‬ادهم عن الحكوم‪FF‬ات وعن الت‪FF‬دخل‬
‫في السياسة أو التمرد ‪.‬‬
‫وكان بعض أفراد العشيرة يميل للعالج باألعشاب الطبية لوفرته‪FF‬ا في المنطق‪FF‬ة ‪ :‬كأش‪FF‬جار الكيني‪FF‬ا والرم‪FF‬ان‬
‫والب‪FF‬ابونج والميرامي‪FF‬ة والزع‪FF‬تر والنعن‪FF‬ع وورق الجواف‪FF‬ة والطي‪FF‬ون ورج‪FF‬ل األس‪FF‬د والحب‪FF‬ق والخل‪FF‬ة والخ‪FF‬ردل ‪،‬‬
‫وبعضهم كان يتعامل بالكي باّلنار كدواء لمعالجة األورام أو الحيوانات المريضة ‪.‬‬
‫وك‪FF‬ان الم‪FF‬ريض غالباً م‪FF‬ا يحم‪FF‬ل على ظه‪FF‬ر الحم‪FF‬ير أو الجم‪FF‬ال ‪ ،‬لنقل‪FF‬ه إلى األطب‪FF‬اء في ياف‪FF‬ا أو ملبس أو‬
‫الرعنانية أو كفر سابا ‪ ،‬لوج‪FF‬ود األطب‪FF‬اء والمختص‪F‬ين ‪ ،‬وأحيان‪F‬ا تس‪FF‬تعمل س‪F‬يارات الش‪F‬حن لنق‪FF‬ل المص‪F‬ابين من‬
‫المرضى أو الجرحى ‪ ،‬لذا كثر تداول األمثال الشعبية الفلس‪F‬طينية الطبي‪F‬ة في ك‪F‬ل فلس‪F‬طين ‪ ،‬وك‪F‬ذلك في منطق‪F‬ة‬
‫القرعان ‪ ،‬فمثال يقولون ‪ :‬الدفى عفا ‪ ،‬برد الصيف أح‪FF‬د وأش‪F‬د من الس‪FF‬يف ‪ ،‬إن ط‪F‬اب عيش‪FF‬ك كل‪F‬ه كل‪FF‬ه ‪ ،‬خ‪F‬بي‬
‫قرشك األبيض ليومك األسود ‪ ،‬والمرض أعيى ذياب بن غانم ‪ ،‬ونام بكير واصحى بكير وشوف الصحة كي‪FF‬ف‬
‫تصير ‪.‬‬
‫قويا بالعين والنظرة والحسد والسحر والس‪FF‬قي واللطم‪FF‬ة والهف‪FF‬ة ( ض‪FF‬ربة‬ ‫وكان أبناء العشيرة يؤمنون إيماناً ً‬
‫ملك ) والخرز والرصد ‪ ،‬لذا مالوا للرقي وزيارة األولياء واألضرحة والقبور والتبرك بها ‪ ،‬لكن ه‪FF‬ذه الع‪FF‬ادات‬
‫القديم‪FFF‬ة لعالج األم‪FFF‬راض اختفت وزالت من‪FFF‬ذ الس‪FFF‬تينات ‪ ،‬وذل‪FFF‬ك لزي‪FFF‬ادة ال‪FFF‬وعي والعلم ومعرف‪FFF‬ة األطب‪FFF‬اء‬
‫والمستشفيات عند أفراد العشيرة ‪.‬‬
‫ومن أسباب انتشار األمراض هو ‪ :‬كثرة البرك والمستنقعات في السهل الساحلي الفلس‪FF‬طيني ‪ ،‬إض‪FF‬افة إلى‬
‫جهل الناس بالعلم والتطعيم ضد األمراض ‪ ،‬ونتيجة الفقر وعدم العناية الالزمة في االهتم‪FF‬ام الص‪FF‬حي أص‪FF‬بحت‬
‫هذه البرك مصدراً لألوبئة واألمراض وانتش‪FF‬ار الحمّي‪FF‬ات والحش‪FF‬رات والفيروس‪FF‬ات وك‪FF‬ثرة اله‪FF‬وام والزواح‪FF‬ف‬
‫وانتشار الميكروبات والعدوى ‪.‬‬
‫وأكثر الحميات انتشاراً المالريا ال‪FF‬تي أص‪FF‬يب به‪FF‬ا ع‪FF‬دد كب‪FF‬ير في المن‪FF‬اطق الس‪FF‬احلية الفلس‪FF‬طينية ومنه‪FF‬ا م‪F‬ا‬
‫أصاب عشيرة القرعان ‪ ،‬في منطقتي عرب البحر وعرب النهر ‪ ،‬فانتقلت إليهم الفيروسات واألم‪FF‬راض مس‪FF‬ببة‬
‫الع‪FF‬دوى بين الن‪FF‬اس ‪ ،‬بس‪FF‬بب جهلهم ‪ ،‬وفق‪FF‬رهم ‪ ،‬وتح‪FF‬رك الري‪FF‬اح الحامل‪FF‬ة للم‪FF‬رض ‪ ،‬و لوج‪FF‬ود الزي‪FF‬ارات‬
‫والمصافحات ‪ ،‬فكانت هذه األمراض ‪ ،‬الحصبة والحميات والجدري تنهك وتفتك بالعديد منهم ‪.‬‬
‫وتعرض البعض من أبناء العشيرة ألم‪FF‬راض الج‪F‬دري والعمص ون‪FF‬زالت ال‪FF‬برد الش‪FF‬ديد ولم‪FF‬رض النق‪F‬رس‬
‫والتهابات ( مفاصل ) ‪ ،‬وكثيراً ما يهمل الن‪FF‬اس ه‪FF‬ذه األم‪FF‬راض ‪ ،‬ويتعرض‪FF‬ون بع‪FF‬دها لمض‪FF‬اعفات ش‪F‬ديدة وآالم‬
‫حادة ‪ ،‬ولكنهم يقولون ‪ ( :‬موكلين أمرنا هلل ) ويكثرون من التخريج والتمريج وزيارة األولياء والعرافين ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫أما الآن فهناك التعليم والوقاية والرعاية والعناية والوعي ‪ ،‬والحرص على الصحة الممتازة ‪ ،‬فالغذاء الجيد‬
‫المتوازن والتطعيمات واللقاحات ‪ ،‬ومراجعة المستشفيات واألطباء والمتخصصين والمراكز الصحية المنتش‪FF‬رة‬
‫في كل مكان ويؤمنون بأن ‪ ( :‬العقل السليم في الجسم السليم ) والصحة تاج على رؤوس الجميع ‪.‬‬

‫العادات والتقاليد و األعراف عند عشيرة القرعان‬


‫تتشابه العادات والتقاليد االجتماعية والشعبية بالنسبة لع‪F‬ادات األف‪F‬راح ‪ :‬ك‪F‬الزواج والطه‪F‬ور والحج وع‪F‬ودة‬
‫الغائب أو المفقود أو المشافى من األم‪FF‬راض ‪ ،‬وع‪FF‬ادات األح‪FF‬زان ‪ :‬ك‪F‬الموت والم‪FF‬رض الش‪FF‬ديد والس‪FF‬فر للغرب‪FF‬ة‬
‫ولسع األفاعي ‪ ،‬فهي عند أبناء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان للع‪FF‬ادات واألع‪FF‬راف والتقالي‪FF‬د والقيم مثل غ‪FF‬يرهم من العش‪FF‬ائر‬
‫والحمايل والقرى الفلسطينية المجاورة متشابهة ومتقاربة ‪.‬‬
‫ففي األعراس مثالً أكثر األمور سمعنا بها وأخبرنا بها ‪ ،‬أن بنت العم البن العم ‪ ،‬وابن العم بنزل عروس‪FF‬ته‬
‫( ابنة عمه ) عن ظهر الفرس او الجمل مهما كلف األمر وهو أولى بها ‪ ،‬فهي لحمته وعرضه وشرفه ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫والبعض أخذ يختار عروسته للحسب والنسب وذات الجمال والخلف والدين ‪ ،‬متمثال بق‪FF‬ول الرس‪FF‬ول ص‪FF‬لى‬
‫هللا عليه وسلم ‪ " :‬تنكح المرأة ألربع لحسبها وجمالها ومالها ودينها ‪ ،‬فاظفر بذات الدين ت‪FF‬ربت ي‪FF‬داك " ‪ ،‬وه‪FF‬ذا‬
‫أخذ يطبقه الناس ويسعون له بعد تطور ثقافاتهم وتعلمهم وبارك هللا في المرأة المطيعة والدابة السريعة ‪.‬‬
‫والبعض ينظر لأم العروس وخلقها وأدبها وخلفها ‪ ،‬فيقولون في األمثال ‪ " :‬طب ( حط ) الج‪FF‬رة على ثمه‪FF‬ا‬
‫وأحيانا يلزم األهل ابنهم بعروس معينة يختاره‪FF‬ا األب نتيج‪FF‬ة عالق‪FF‬ات وص‪FF‬داقة م‪FF‬ع أن‪F‬اس‬
‫ً‬ ‫تطلع البنت المها"‪،‬‬
‫آخرين سواء من جماعته أو غيرهم ‪ ،‬ويقول صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬العرق دساس " ‪.‬‬
‫ويظهر في األعراس الحداية واألهازيج والدبكة والدحية وس‪FF‬باقات الخي‪FF‬ل والهجن والزف‪FF‬ة والض‪FF‬رب على‬
‫الشبابة والقربة واليرغول ‪ ،‬وهناك إخراج طعام العريس للمدعوين والحضور ‪ ،‬وبعضهم يركب الع‪FF‬ريس على‬
‫حصان أو جمل مزركش ويغنون له ويزفونه وينقطونه ويقدمون له الهدايا ‪ ،‬ويباركون له الزواج السعيد ‪.‬‬
‫والعروس قبل الطلبة يذهب أهل العريس لنقدها ورؤيتها ‪ ،‬وفحصها عند اللبس أو األك‪FF‬ل أو الكالم ‪ ،‬ل‪FF‬يروا‬
‫فصاحتها ومالئمة لبسها وكيفية أكلها وتناولها الطعام ومدى نظافتها ‪ ،‬ورؤية شعرها وكعب رجلها ‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫يذهب الرجال لطلبها على كتاب هللا وسنة رسوله ‪ ،‬ويفنون الفيد ( المهر أو الساق ) ويش‪FF‬ربون القه‪FF‬وة إن وافق‬
‫أهل العروس على طلبهم ‪ ،‬ويقولون قهوتكم مشروبة وطلبكم مل‪FF‬بىّ ‪ ،‬ولم نج‪FF‬د أحس‪FF‬ن وال أنس‪FF‬ب منكم ‪ ،‬وعلى‬
‫بركة هللا نقرأ الفاتحة على نيّة التوفيق ‪ ،‬ومن العادات هدم الخال وهدم األم وكبر الجد وهدم الجدة ‪.‬‬
‫وهناك الطهور لألطفال الصغار والكبار ‪ ،‬حيث كانوا يؤخرون الطهور وكانوا يحضرون الطبيب ويس‪FF‬مى‬
‫الش‪FF‬لبي أو ي‪FF‬ذهبون بالول‪FF‬د إلى ياف‪FF‬ا ‪ ،‬وس‪FF‬ط أه‪FF‬ازيج وأف‪FF‬راح ورك‪FF‬وب على الخي‪FF‬ل أو الهجن ‪ ،‬والس‪FF‬ير بالطف‪FF‬ل‬
‫المطهر على الخيل المزركش ‪ ،‬وعمل والئم أكل وشرب وأفراح وأغاني لعدة أيام ‪.‬‬
‫أما اليوم فطهور األطفال عند الطبيب أو إحضاره إلى البيت ‪ ،‬مع فرح مجبول بدمع األم أو األب من غ‪FF‬ير‬
‫أفراح لقول الرسول ص‪FF‬لى هللا علي‪FF‬ه وس‪FF‬لم ‪ " :‬اخفوا الطه‪F‬ور " ‪ ،‬ويتم الطه‪FF‬ور بالكهرب‪FF‬اء أو الل‪F‬يزر وبأح‪F‬دث‬
‫الطرق ‪ ،‬ويقولون ‪ " :‬هللا يرحم أيام زمان " ‪ ،‬و " ساق هللا على هذيك األيام " ‪.‬‬
‫وهناك الفرح لميالد بقرة أو عنزة شامية أو نعجة بالتوم ‪ ،‬والفرح لنجاح موسم زراعي أو لقدوم ضيف ‪.‬‬
‫وعند ذهاب الحاج لمكة يحيون الحفالت ويودعونه بالغناء والمدح ‪ ،‬وعند عودة الحاج سالماً ‪ ،‬يذهبون إليه‬
‫ليهنئوه‪ ،‬ويوزع عليهم التمر وماء زمزم والدودح والمساويك والمس‪FF‬ابح والس‪FF‬جاد والقم‪FF‬اش والعب‪FF‬اءات وبعض‬
‫داعيا الحاج لهم بأن يطعمها هللا للجميع وأن يتقبل ربنا الطاعات واالعمال الصالحة ‪.‬‬
‫ً‬ ‫العطور والتوابل ‪،‬‬
‫وعند نجاح الطالب في المدرسة التي كانت للصف الرابع االبت‪FF‬دائي ‪ ،‬يعت‪FF‬برون الط‪FF‬الب ق‪FF‬د ختم العلم ه‪FF‬ذا‬
‫قبل سنة ‪1940‬م ‪ ،‬وبعدها كانت الفرحة كبيرة للمترك ( الثالث اإلعدادي ) ‪ ،‬ثم النج‪F‬اح في الت‪FF‬وجيهي ( الث‪F‬الث‬
‫الث‪F‬انوي ) ‪ ،‬حيث ك‪FF‬انوا يقيم‪FF‬ون األف‪FF‬راح واألع‪FF‬راس بمناس‪F‬بة النج‪FF‬اح ويوزع‪F‬ون الحل‪FF‬وى ويش‪FF‬ترون المالبس‬
‫المحترم‪FF‬ة ‪ ،‬ولكن الي‪FF‬وم ب‪FF‬رزت الش‪FF‬هادات العلمي‪FF‬ة العالية بأنواعه‪FF‬ا ‪ ،‬وي‪FF‬وزع الن‪FF‬اس عن‪FF‬د التخ‪FF‬رج الحل‪FF‬وى‬
‫والبساكيت والكنافة بأنواعها ‪ ،‬وللخريج احترام خاص عند الناس سواء ذكراً كان أم أنثى ‪.‬‬
‫وفي األعياد عيد الفطر (عيد رمضان ) أو عيد األضحى ( عيد اللحم ) ‪ ،‬يتجم‪FF‬ع الن‪FF‬اس في أم‪FF‬اكن خاص‪FF‬ة‬
‫إلحياء المناسبات السعيدة ‪ ،‬وتقديم الحلوى والشراب وتوزيع الهدايا والنقود على األطفال واألرحام قائلين ‪ :‬كل‬
‫‪45‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫عام وأنتم بخير ‪ ،‬ومن العايدين والفايزين إن شاء هللا ‪ ،‬وتقبل هللا الطاعات ‪ ،‬وعيدكم مب‪FF‬ارك ‪ ،‬وك‪FF‬ل س‪FF‬نة وأنتم‬
‫سالمين ‪ ،‬وتتم زيارة األرحام في البيوت ‪ ،‬وبعض الناس تذهب لزيارة المقابر للترحم على األموات ‪.‬‬
‫أما في األحزان فهناك العادات متقاربة عند كل أهل فلسطين بالبكاء عن‪F‬د النس‪F‬اء وتمزي‪F‬ق المالبس وتعف‪F‬ير‬
‫التراب ه‪FF‬ذا قب‪FF‬ل س‪FF‬نة ‪ 1940‬م ‪ ،‬ويتم الح‪FF‬داد على الميت وإخف‪FF‬اء الزين‪FF‬ة وتأجي‪FF‬ل األف‪FF‬راح واألع‪FF‬راس تق‪FF‬ديراً‬
‫واحتراما ً وواجبا ً ألهل الميت ‪ ،‬أما الآن فيتصبر الناس ألنهم وعوا وفهم‪F‬وا أم‪F‬ور دينهم وأخ‪F‬ذوا يتقبل‪F‬ون األم‪F‬ر‬
‫رضاء بقضاء هللا وقدره بالصبر والدعاء قائلين ‪ " :‬الحي أحوج وأبقى من الميت "‪ ،‬وكانت هن‪FF‬اك ع‪FF‬ادة الفق‪FF‬دة‬
‫وفك الوحدة والونيسة والصدقات والذبائح وتلقين الميت في حالة النزع أو على القبر ‪.‬‬
‫ومن الع‪FF‬ادات ق‪FF‬ديماً ك‪F‬انت زي‪FF‬ارة القب‪FF‬ور وق‪FF‬راءة القرآن وتالوة الفاتح‪F‬ة وتوزي‪FF‬ع الحل‪FF‬وى والكع‪FF‬ك والتمر‬
‫والحلقوم ( الراحة ) والمعمول والفطائر عند القبر ‪ ،‬ويتم الزيارات أيضاً بتلهف في األعي‪FF‬اد لبعض‪FF‬هم البعض ‪،‬‬
‫وعند السفر البعيد تلهج األلسن واألنفس بالدعاء لمسافر بالوصول بالسالمة والعودة الحميدة ‪.‬‬
‫ومن العادات التي كانت الوشم وخاصة للنساء ( الوجه والكفين ) للزينة ‪ ،‬وهناك عادة التخ‪FF‬وف من الع‪FF‬ثرة‬
‫والظالم والزعيق والك‪FF‬وابيس‪ F‬وبعض الطي‪FF‬ور ( أص‪FF‬واتها وأش‪FF‬كالها ) ‪ ،‬وك‪FF‬انت ع‪FF‬ادة االيم‪FF‬ان بطاس‪FF‬ة الرعب‪FF‬ة‬
‫( الرجفة ) وعادة ما تكون مصنوعة من الفخار أو النحاس ومكتوب عليها آيات قرآنية ‪ ،‬يوضع فيها ماء وتبقى‬
‫تحت النجم ‪ ،‬ويسقى منه المريض أو المسقي أو الخائف ‪.‬‬

‫نماذج من األغاني في األفراح عند عشيرة القرعان‬


‫الدلعونة ‪ :‬لون من الغناء الشعبي المشهور في بالد الشام ‪ ،‬وتأتي الدلعونة بعد العتاب‪FF‬ا وتتم على الش‪FF‬بابة أو‬
‫اليرغول‪ ،‬وهي منظومة على البحر البسيط لغة ‪ ،‬ومثال ذلك ‪:‬‬
‫صاروا يطلبوا في البنت ميه‬ ‫على دلعونة يا مدلعينيا‬
‫منين مصاري الم العيونا‬ ‫صاح العزابي يمه ويا بيه‬
‫ما اشقر رمانك يا أم العيونا‬ ‫وعلى دلعونا وعلى دلعونا‬ ‫ويغنون ‪:‬‬
‫العتابا ‪ :‬وهي معاتبة للحبيب على لوعة أو ألم أو بعد أو فراق وفيها تحسر وحرقة ‪ ،‬ومن أبياتها ‪:‬‬
‫ع باب الدار لزرعلك لموني‬
‫‪46‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وكل الناس في حبك لموني‬
‫وأنتي مهجتي وأنتي عيوني‬
‫وأنا الموقوف ليوم الحساب‬
‫الغزيل ‪ :‬وهي تصغير غزال وهي المحبوبة ‪ ،‬وتقال للتحبيب والدالل ومن أغانيها ‪:‬‬
‫والسمرا ظل اقتلها من الصبح للمغربا‬ ‫يا غزيل ال تغزلها والبيضة ال تزعلها‬
‫الجفرا وع اليادي ‪ :‬وتقال في المحبوبة ويغنى بها في األفراح واألعراس ‪ ،‬ومن أغانيها ‪:‬‬
‫من كثر ما أجي وأروح وترجع بحسراتي‬ ‫ما حمر حجر داركم من كثر خطواتي‬
‫ولقيت قاضي الهوى بشكي األمر ليا‬ ‫رحت لقاضي الهوى تشكي اموراتي‬
‫ومن أغاني جفرا ‪:‬‬
‫شعر البنية حبل جمال ما حلو‬ ‫جفرا وهي يا الربع وتقول ما حلو‬
‫وشوف قلعة حلب عليش مبنية‬ ‫وان قدر هللا يا بنت سروالك لحلو‬
‫يا زريف الطول ‪ :‬تقال في الغربة بعد سنة ‪ 1948‬م ‪ ،‬وما حل بالفلسطينيين من نكبة وتشريد وفراق وبعد ‪،‬‬
‫ومن أغانيها ‪:‬‬
‫رايح ع الغربة غمقت لجروح‬ ‫يا زريف الطول وين رايح تاروح‬
‫وتعاشر الغير وتنساني أنا‬ ‫خايف يا زريف بسري لتبوح‬
‫رايح ع الغربة وبالدك أحسنلك‬ ‫يا زريف الطول وقف تقلك‬ ‫ومنها ‪:‬‬
‫وتعاشر الغير و تنساني أنا‬ ‫خايف يا زريف تروح وتتملك‬
‫أغاني المواسم ‪ :‬مثل موسم الحصاد حيث يكثر فيها أغاني النساء ‪ ،‬ففي موسم السمسم يغنون ‪:‬‬
‫خلو السمسم عالموا‬ ‫يا زارعين السمسم‬
‫خلو السمسم عالموا‬ ‫يا زارعين السمسم‬
‫لخلي القرد يزمه‬ ‫والي بهوا وما بوخذ‬
‫خلي السمسم في اجرارو‬ ‫ومنها ‪ :‬يا زارعين السمسم‬
‫لخلي الهم في داروا‬ ‫والي بهوى وما بوخذ‬
‫خلي السمسم في مراسو‬ ‫يا زارعين السمسم‬
‫‪47‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫لحط السكن ع راسوا‬ ‫والي بهوى وما بوخذ‬
‫ومن األغاني الشعبية الدارجة ‪:‬‬
‫كنت أعزب داير مبسوط والعب بين الشبان‬
‫قلي عقلي واجوز واخزي عين الشيطان‬
‫قسمه ونصيب اخذت الزين‬
‫حبل الزين وجاب اغليم‬
‫وصار يقلي يا بابا‬
‫بدي حالوة منكوشه‬
‫مديت ايدي ع الجيبه‬
‫ال قيت الجيبه مكحوشه‬
‫مني ومنه صار الهوش‬
‫وعالسرايا سحبوني‬
‫والف عصاي ضربوني‬
‫سرت انادي يللي فوق‬
‫يللي فوق يللي فوق‬
‫ارحم عبيدك يللي فوق‬
‫درج يا غزالي و يا رزقي وحاللي‬ ‫ومن األغاني ‪:‬‬
‫عريس الزين يتهنى يأمر علينا ويتمنى‬
‫تلولحي يا دالية يا أم غصون العالية‬
‫تلولحي عرضين وطول تلولحي ما أقدر اطول‬
‫يا ام ثويب أنزم أنزم وزوميني وأنا بنزم‬
‫ويا ام ثويب طرزتيه حطيت البالوي فيه‬
‫وعن جويزك خبيتيه ويوم العرس طلعتيه‬

‫‪48‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وهون أربط باب الدار وتا تطلع بنت المختار‬
‫وهون واربط بالساحة ألم عيون الذباحة‬
‫ونخ يا جملنا يا شايل حملنا‬
‫الهيلمان الهيلمان على طوله ويا طوله مطرق رمان‬
‫الهيلمان على عيونه ويا عيونه وسع الفنجان‬
‫الهيلمان على خدوده ويا خدوده ورد وريحان‬
‫الهيلمان الهيلمان ساق هللا عايام زمان‬
‫اطلع يا عاشق يا بندوق‬ ‫هر السمسم من الصندوق‬
‫ملولحات براس عود‬ ‫يم عيون سود سود‬
‫خلقت هللا يا حسود‬
‫وهناك أغاني الدحية ‪،‬وأبو الزلف ‪،‬والمهاهاة ‪،‬وب ّدر ‪،‬ووين ع رام هللا ‪،‬وباهلل صبوا هالقهوة وغيرها ‪...‬‬
‫وهناك اغاني للفرح كما ان هناك اغاني للحزن ‪.‬‬
‫الحكم واألمثال التي يتداولها أبناء عشيرة القرعان‬
‫‪ .1‬القرعة بتتحالى بشعر أختها ‪ /‬بنت خالها ‪.‬‬
‫‪ .2‬ال يغرك طولها وال طراز قنعتها حلوة وغريرة ونص العقل فايتها ‪.‬‬
‫‪ .3‬اللي بدو يسير جمال بدوا يعلي بابه ‪.‬‬
‫‪ .4‬اللي بيته من كزاز ما برمي الناس بحجارة ‪.‬‬
‫‪ .5‬اللي ما بعرف الصقر بشويه‬
‫‪ .6‬عبال مين يلي بترقص بالعتمة ‪.‬‬
‫‪ .7‬اللي ما بعرف الرقص بقول األرض مايلة (عوجا ) ‪.‬‬
‫‪ .8‬اللي مالو كبير مالو تدبير بمشي وبطيح بالبير ‪ ،‬اللي مالو كبير يدورلوا على كبير ‪.‬‬
‫‪ .9‬أعمص وبجعمص وشايف حاله ‪.‬‬
‫أقعد أعوج واحكي صحيح ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫‪49‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫على قد فراشك مد رجليك ‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫جاي تدق السلك على السالك ‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫اللي إلك إلك واللي ما هو إلك محرم عليك ‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫العين ما بتعال على الحاجب ‪.‬‬ ‫‪.14‬‬
‫اللسان الحلو بطلع الحية من جحرها ‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫العيون مغاريف الحكي ‪ /‬الرجال ‪.‬‬ ‫‪.16‬‬
‫توضأ بدري بتصلي حاضر ‪.‬‬ ‫‪.17‬‬
‫قرشك األبيض ليومك األسود ‪.‬‬ ‫‪.18‬‬
‫قولة حي بتقوم كل الجمال ‪ ،‬الطلق اللي ما بصيب بدوش ‪.‬‬ ‫‪.19‬‬
‫اللي بوخذ أمي بصير عمي ‪.‬‬ ‫‪.20‬‬
‫ابني لك في كل بلد جامع ‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫اللي بنكب طحينه في النتش بصعب علي لمه ‪.‬‬ ‫‪.22‬‬
‫من طين بالدك حط ع خدادك ‪.‬‬ ‫‪.23‬‬
‫ما أتيس من واحد هت على بلد ‪.‬‬ ‫‪.24‬‬
‫لو رمى مجنون حجر في بير مئة عاقل ما بطلعه ‪.‬‬ ‫‪.25‬‬
‫جبر من بطن أمه للقبر ‪.‬‬ ‫‪.26‬‬
‫قيس قبل ما تغيص ‪.‬‬ ‫‪.27‬‬
‫الكلب أخو السلق ‪.‬‬ ‫‪.28‬‬
‫إذا كان صاحبك طماع خليك قليل حساب ‪.‬‬ ‫‪.29‬‬
‫صفي النية ونام في البرية ‪.‬‬ ‫‪.30‬‬
‫دعاوي الواليا بتهد الزوايا ‪.‬‬ ‫‪.31‬‬
‫صاحب الهمة بوصل للقمة ‪ ،‬العاقل وديه وال توصيه ‪.‬‬ ‫‪.32‬‬
‫أكل لرجال على قد أفعالها ‪ ،‬كل أكل الجمال وقوم قبل الرجال ‪.‬‬ ‫‪.33‬‬

‫‪50‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫لو بدها تشتي كان رشرشت\غيمت‪. F‬‬ ‫‪.34‬‬
‫الشهر اللي ما الك فيه ال تعد أيامه ‪.‬‬ ‫‪.35‬‬
‫قعدان بتنصب للفطر زحاليق ‪.‬‬ ‫‪.36‬‬
‫امشوا مليح إن هللا يراقبكم إن ما أجت فيكم بتيجي في عواقبكم ‪.‬‬ ‫‪.37‬‬
‫عنزة ولو طارت ‪.‬‬ ‫‪.38‬‬
‫ال للهدة وال للسدة ‪ ،‬خطية العميان في رقبة المفتحين ‪.‬‬ ‫‪.39‬‬
‫القيني وال تغديني ‪ /‬تعشيني ‪.‬‬ ‫‪.40‬‬
‫عند اشغيلي أنهد حيلي ‪.‬‬ ‫‪.41‬‬
‫من بره ها هللا ها هللا ومن جو يعلم هللا ‪.‬‬ ‫‪.42‬‬
‫القرد بعين أمه غزال ‪.‬‬ ‫‪.43‬‬
‫خذ فالها من أطفالها ‪.‬‬ ‫‪.44‬‬
‫ال تخبي سرك عند مرة ‪ /‬حرمة ‪.‬‬ ‫‪.45‬‬
‫من خير بالدك اطعم والدك ‪.‬‬ ‫‪.46‬‬
‫اللي بحضر ميالد عنزته بيجيه توم ‪.‬‬ ‫‪.47‬‬
‫وين ما بتقاقي بيض ‪.‬‬ ‫‪.48‬‬
‫ثوب العيرة ما بدفي ‪.‬‬ ‫‪.49‬‬
‫اللي بدلل على بضاعته بتبوز ‪.‬‬ ‫‪.50‬‬
‫إلي تحت القتل بعد العصي ‪.‬‬ ‫‪.51‬‬
‫خد معود على اللطم ‪ ،‬أجت المسكينة تفرح ما القت لها مطرح ‪.‬‬ ‫‪.52‬‬
‫أقرأ الرسالة من عنوانها\ المكتوب بنقرى من عنوانه ‪.‬‬ ‫‪.53‬‬
‫قبل ما تحلب البقرة اطلع على وجهها ‪.‬‬ ‫‪.54‬‬
‫اللقم بتزيل النقم ‪.‬‬ ‫‪.55‬‬
‫أجا يكحلها عورها ‪ /‬أبوي بجبرها قبل كسرها ‪.‬‬ ‫‪.56‬‬

‫‪51‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫إيد الحر ميزان ‪.‬‬ ‫‪.57‬‬
‫عفر يا ثور عفارك على راسك ‪.‬‬ ‫‪.58‬‬
‫رافق البوم بدلك على الخراب ‪.‬‬ ‫‪.59‬‬
‫عمر الزين ما اكتمل ‪.‬‬ ‫‪.60‬‬
‫الميه بتكذب الغطاس ‪.‬‬ ‫‪.61‬‬
‫أول الثمار بطول األعمار ‪.‬‬ ‫‪.62‬‬
‫مقاعد الرجال مالزم ‪.‬‬ ‫‪.63‬‬
‫الديك الفصيح في البيضة بصيح ‪.‬‬ ‫‪.64‬‬
‫اللي قرشه من أمه شو بهمه ‪.‬‬ ‫‪.65‬‬
‫يا بطخه يا بتكسر مخه ‪.‬‬ ‫‪.66‬‬
‫العين بصيرة واليد قصيرة ‪.‬‬ ‫‪.67‬‬
‫اللي معوش ما بلزموش ‪.‬‬ ‫‪.68‬‬
‫قرشك معك بقلك حاضر ‪.‬‬ ‫‪.69‬‬
‫ما بتعرف خيري إال لتجرب غيري ‪.‬‬ ‫‪.70‬‬
‫عمر ذيل الكلب ما بنعدل ‪.‬‬ ‫‪.71‬‬
‫لو ابني أمير وابنك أمير مين بده يسوق الحمير ‪.‬‬ ‫‪.72‬‬
‫دلع ابنك ينفعك ودلع بنتك تفضحك ‪.‬‬ ‫‪.73‬‬
‫امشي دغري يحتار عدوك فيك ‪.‬‬ ‫‪.74‬‬
‫بدك تستريح قول مليح ‪.‬‬ ‫‪.75‬‬
‫بدك عنب واال بدك تقاتل الناطور ‪.‬‬ ‫‪.76‬‬
‫ال يموت الذيب وال تفنى الغنم ‪.‬‬ ‫‪.77‬‬
‫مطرح ما قال صاحبه اربطه ‪.‬‬ ‫‪.78‬‬
‫حبل الكذب قصير ‪.‬‬ ‫‪.79‬‬

‫‪52‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫ان كبر ابنك خاويه ‪.‬‬ ‫‪.80‬‬
‫ان كبر ابنك زين دقنك ‪.‬‬ ‫‪.81‬‬
‫بياكل من الصحن وبيتف فيه ‪.‬‬ ‫‪.82‬‬
‫اجري جري الوحوش وغير رزقك ما بتحوش ‪.‬‬ ‫‪.83‬‬
‫صبرك على نفسك وال صبر الناس عليك ‪.‬‬ ‫‪.84‬‬
‫اللي اجو امبارح طردوا أهل المطارح ‪.‬‬ ‫‪.85‬‬
‫دقه عالحافر ودقه عالمسمار ‪.‬‬ ‫‪.86‬‬

‫المعرفة الثقافية في الصلح وحل المشاكل عند عشيرة القرعان‬


‫توضيح أنواع العطوة العشائرية في الوصول للصلح وهي ‪:‬‬
‫‪ .1‬عطوة اإلقرار أو االعتراف ‪.‬‬
‫‪ .2‬عطوة اإلنكار ‪.‬‬
‫‪ .3‬عطوة التفتيش ‪.‬‬
‫‪ .4‬عطوة تدفئة الوجوه في الوجوه ‪.‬وهناك العطوة االمنية وعطوة الشرف والعطوة الناقصة ‪.‬‬
‫يقول صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬الصلح جائز بين المسلمين إال صلحاً أحل حراماً أو حرم حالالً "‪.‬‬
‫توضيح األيمان العشائرية وهي ‪:‬‬
‫‪ .1‬يمين الخمسة رجال ( األمناء ) ‪.‬‬
‫‪ .2‬يمين اإلقبال ‪.‬‬
‫‪ .3‬يمين اإلقناع ‪،‬لقول النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ":‬البينة على من ادعى واليمين على من أنكر " ‪.‬‬
‫الكفالة العشائرية‬
‫الكفالة العشائرية أنواع وهي ‪:‬‬
‫‪ .5‬كفيل دفع ‪.‬‬ ‫‪ .3‬كفيل منع ‪.‬‬ ‫‪ .1‬كفيل وفى ‪.‬‬
‫‪ .6‬كفيل كفالء ‪.‬‬ ‫‪ .4‬كفيل قبض ‪.‬‬ ‫‪ .2‬كفيل جمع ‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وللمعرفة الثقافية اليك االتي ‪:‬‬
‫العطوة ‪ :‬هي الهدنة التي تسود بين الطرفين المتخاصمين الصالح ذات البين وتقدر بثالثة ايام وثلث ‪.‬‬
‫الجاهة ‪ :‬هي مجموعة من كبار الرجال المحايدين والمش‪FF‬هورين والمع‪FF‬روفين بالكلم‪FF‬ة الطيب‪FF‬ة والس‪FF‬معه‬
‫الحسنة ويقومون بحل الوئام بدل الخصام وشعارهم الصلح سيد االحكام ‪.‬‬
‫فنجان قهوة الجاهة ‪ :‬القهوة العربية السادة (المرة)‪ F‬التي تقدم ‪ ،‬وال يجوز تقديم القهوة الحلوا او الشاي ‪.‬‬
‫فراش العطوة ‪ :‬يؤخذ في حالة القتل العمد او االعتداء على العرض او في حالة تقطيع الوجه فقط ‪.‬‬
‫فورة الدم ‪ :‬من أصعب المراحل ‪ ،‬وهي هيجان أهل القاتل وجماعته ‪ ،‬فيقولون إذا فار دم اإلنسان فقد‬
‫عقله ووعيه ‪ ،‬فال يالم على فعله ‪ ،‬كما أن جميع الخسائر التي تحدث أثناء فورة الدم ال تحسب من الدية ‪.‬‬
‫شروة الدم ‪ :‬نوع من الطيبة ‪ ،‬يشتري فيه‪FF‬ا القات‪FF‬ل دم المقت‪FF‬ول ‪ ،‬على أن يك‪FF‬ون القات‪FF‬ل وخمس‪FF‬ته ‪ ،‬مل‪FF‬زمين‬
‫بدفع أي مبلغ يطلب كدية للمقتول ‪ ،‬ويكون االلتزام بجانب واحد بذلك ( أهل القاتل ) ‪.‬‬
‫البشعة ‪ :‬طريقة من طرق التقاضي ‪ ،‬مألوفة لدى العشائر والقبائل البدوية الظه‪FF‬ار الج‪F‬رم المنك‪F‬ور ‪ ،‬حيث‬
‫يقومون بتحمية محماس على نار متأججة ‪ ،‬والقاضي يظه‪FF‬ر المحم‪FF‬اس األحم‪FF‬ر المت‪FF‬وهج أم‪FF‬ام المتهم ليخيف‪FF‬ه ‪،‬‬
‫بريئا فيطلب البش‪FF‬عة وال ي‪FF‬تردد ‪ ،‬وهن‪FF‬ا يك‪FF‬ون‬
‫ً‬ ‫ويطلب القاضي منه أن يلحس المحماس بلسانه ‪ ،‬فإن كان المتهم‬
‫للقاضي رأيه الخاص في ذلك ‪.‬‬
‫و حددت الشريعة االسالمية العقوبة بثالثة انواع هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬الحدود ‪ :‬وتكون في الزنا وقذف المحصنات الغافالت وشرب الخمر والسرقة والردة ‪.‬‬
‫‪ .2‬القصاص ‪ :‬ويكون في القتل والقطع والجروح وفيه القتل او الدية ‪.‬‬
‫‪ .3‬التعزير ‪ :‬ويكون في الغش والربا والتالعب في الميزان وفيه الحبس او الجلد او النفي او التغريم ‪.‬‬

‫وفي اإلصالح بين الناس نستشهد بقوله تعالى ‪:‬‬


‫َت ِإحْ دَاهُ َما َعلَى اُأل ْخ َرى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَ ْب ِغي َحتَّى‬
‫َان ِم ْن ْال ُمْؤ ِمنِينَ ا ْقتَتَلُوا فََأصْ لِحُوا بَ ْينَهُ َما فَِإ ْن بَغ ْ‬
‫( َوِإ ْن طَاِئفَت ِ‬
‫ت فََأصْ لِحُوا بَ ْينَهُ َما بِ ْال َع ْد ِل َوَأ ْق ِسطُوا ِإ َّن هَّللا َ يُ ِحبُّ ْال ُم ْق ِس ِطينَ ) سورة الحجرات‪9 :‬‬ ‫تَفِي َء ِإلَى َأ ْم ِر هَّللا ِ فَِإ ْن فَا َء ْ‬
‫ويقول تعالى ‪ " :‬والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وهللا يحب المحسنين " ‪ .‬سورة آل عمران ‪. 134‬‬
‫ح بَ ْينَ النَّ ِ‬
‫اس َو َم ْن‬ ‫ُوف َأوْ ِإ ْ‬
‫ص‪F‬اَل ٍ‬ ‫ص‪َ F‬دقَ ٍة َأوْ َم ْع‪ F‬ر ٍ‬ ‫ير ِم ْن نَجْ‪َ F‬واهُ ْم ِإاَّل َم ْن َأ َم‪َ F‬‬
‫‪F‬ر بِ َ‬ ‫ويقول تعالى ‪ " :‬اَل َخي َْر فِي َكثِ ٍ‬
‫سورة النساء ‪. 114‬‬ ‫َظي ًما " ‪.‬‬ ‫ضا ِة هَّللا ِ فَ َسوْ فَ نُْؤ تِي ِه َأجْ رًا ع ِ‬
‫يَ ْف َعلْ َذلِكَ ا ْبتِغَا َء َمرْ َ‬
‫وفي الحديث الشريف يقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫‪54‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫" أال أخبركم بأفضل من درجة الصيام‪ ،‬والصالة‪ ،‬والصدقة ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬صالح ذات البين فإن فساد‬
‫ذات البين هي الحالقة " وزاد فيه ‪ " :‬ال أقول ‪ :‬الحالقة التي تحلق الشعر ‪ ،‬ولكن تحلق الدين " ‪.‬‬
‫كما قال – عليه السالم ‪ " : -‬كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " ‪.‬‬
‫ومن األمثال الشعبية التي تحث على اإلصالح والعفو والمسامحة ‪ " :‬العفو عند المقدرة " ‪ " ،‬الصلح‪ F‬سيد‬
‫األحكام " ‪ ،‬وللرجال مواقف مشرفة في تقبل الصلح وقعدات الحق ‪ ،‬لقوله تعالى ‪ " :‬فمن عفى وأصلح فأجره‬
‫على هللا " ‪ ،‬وقول الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬الكلمة الطيبة صدقة " ‪ ،‬ويقول المثل ‪ " :‬الرجوع عن‬
‫الخطأ فضيلة " وال يصح اال الصحيح من القول والفعل ‪.‬‬

‫ألفاظ ومصطلحات متداولة عند أبناء عشيرة القرعان‬


‫يكثر القول على ألسنة أبناء عشيرة القرعان وتتداول بينهم الكلمات والمصطلحات اآلتية ‪ ،‬ومنها ‪-:‬‬
‫جدا في المناسبات ‪ ،‬كاألعراس وعند‬
‫لأبو موزه ‪ :‬داللة على الكثرة ‪ ،‬حيث كان اللحم والرز والمرق كثيراً ً‬
‫عزومة الضيفان ‪ ،‬وهذا كان يحدث عند اكرام الحاج إبراهيم العويصي في مضافته ‪ ،‬ويقاس على أمور أخ‪FF‬رى‬
‫‪.‬‬
‫عونطجي ‪ :‬جمع عونطجية ‪ :‬أي نصابا ً يتالعب في كالمه مثل ‪ :‬هيلمجي أو خرّيط أو مقلّب ‪.‬‬
‫بيتنجان ‪ :‬يعني باذنجان ‪ ،‬وهي لفظة محلية عند العائلة يطبخ الكبير ويخلل الصغير و يعمل من‪FF‬ه المق‪FF‬دوس‬
‫‪ ،‬و المقدوس يحشى بالثوم والفلفل الحلو والحار والبقدونس‪ F‬أو المكسرات بعد سلقه ويش‪FF‬وى و يقلى ح‪FF‬تى يمكن‬
‫عمل منه سلطة ‪ ،‬والبعض يعمل منه حلويات م‪FF‬ربى ‪ ،‬وي‪FF‬دخل في بعض الطبخ‪FF‬ات مث‪FF‬ل ‪ :‬المقلوب‪FF‬ة و ص‪FF‬واني‬
‫الدجاج ‪ ،‬وللباذنجان ألوان عدة ‪.‬‬
‫جمل المحامل ‪ :‬الرجل الشهم ( على ق‪F‬د حال‪FF‬ه ) ‪ ،‬ال‪F‬ذي يحم‪F‬ل هم‪FF‬وم اآلخ‪F‬رين ويس‪F‬اعدهم على قض‪F‬ائها ‪،‬‬
‫ويقال ح ّمال األسية أي صبور جداً ‪ ،‬وفي العتابا ‪:‬‬
‫وحطوا القيد في ذراعك وناخوك‬ ‫جمل قادوك عالقلعة وناخوك‬
‫وأنا شيال حملك والضنى‬ ‫بتنخاني على الشدة وأنا أخوك‬
‫ويقولون ‪ :‬هللا يرحم ياسر عرف‪FF‬ات ( أب‪FF‬و عم‪FF‬ار ) ك‪FF‬ان جب‪FF‬ل المحام‪FF‬ل ‪ ،‬فحم‪FF‬ل القض‪FF‬ية الفلس‪FF‬طينية و الهم‬
‫والحلم الفلسطيني ‪ ،‬وكان يقول واصفا ً شعبه ‪ ( :‬يا جبل ما يهزك ريح ) ‪.‬‬
‫على الجهجهون ‪ :‬بالتخمين ‪ ،‬أو بالتقدير العشوائي أو بالتحزير ‪.‬‬
‫حبطرش أو خبطرش ‪ :‬الشيء موجود بكثرة – كثير جداً ‪.‬‬
‫تحركش – اتحفتن ‪ :‬احتك بخصمه ليثيره ‪ ،‬تعرض له بنظرة استهزاء أو بحركة مثيرة ‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫حمص ‪ّF‬يص ‪ :‬بق‪FF‬ل رملي ح‪FF‬امض ك‪FF‬ان ينبت في منطق‪FF‬ة العوج‪FF‬ا واألودي‪FF‬ة ‪ ،‬ويطبخ ويؤك‪FF‬ل ‪ ،‬ويعم‪FF‬ل من‪FF‬ه‬
‫المعجنات والفكاير ‪.‬‬
‫خرشوف ‪ :‬نبات أرضي شوكي شتوي ‪.‬‬
‫فالن بخمس وبستت ‪ :‬أي يضرب أخماس في أسداس ‪ ،‬يوسوس بالمخاوف ويعمل حسابات بتهجس ‪.‬‬
‫شهر الخميس ‪ :‬يعمل المسلمون في‪F‬ه خميس ال‪F‬بيض ‪ ،‬ال‪F‬ذي يص‪F‬بغ في‪F‬ه ال‪F‬بيض ويس‪F‬لق أحيان‪F‬ا م‪F‬ع البص‪F‬ل‬
‫ويوزع عن أرواح الموتى في أيام الخميس واألعياد ‪ ،‬وتتم فيه لعبة المطاقش‪FF‬ة على ال‪FF‬رأس‪ ، F‬ويقول‪FF‬ون ‪ :‬ع‪FF‬وام‬
‫الخميس جيب لي قميص واخوي عريس ‪ ،‬وفي المثل ‪ :‬في الخميس كل عود يبيس ‪.‬‬
‫دبس ‪ :‬وهو عصير العنب ‪ ،‬عن‪FF‬د طبخ‪FF‬ه وغلي‪FF‬ه على الن‪FF‬ار ح‪FF‬تى يعق‪FF‬د ‪ ،‬ويص‪FF‬بح م‪FF‬ربى وي‪FF‬دخل في عم‪FF‬ل‬
‫الحلويات ‪ ،‬وهناك دبس التين والتمر وفواكه أخرى ‪.‬‬
‫قهد الطفل ثدي أمه ‪ :‬رضع كل ما فيه من الحليب بقوة في وجبة واحدة أو مص بنهفة ونهم وشفط ما فيه ‪.‬‬
‫قنفذ ‪ :‬جمع قنافذ ‪ ،‬واسمه الش‪FF‬يهم ‪ ،‬وه‪FF‬و دويب‪FF‬ه مغطى أعلاه‪FF‬ا ب‪FF‬ريش ش‪FF‬وكي وإب‪FF‬ري ح‪FF‬اد ‪ ،‬وهي تخت‪FF‬بئ‬
‫بالنه‪FFFFF‬ار وتك‪FFFFF‬ثر حركته‪FFFFF‬ا باللي‪FFFFF‬ل ‪ ،‬ومن غن‪FFFFF‬اء األم لولي‪FFFFF‬دها الرض‪FFFFF‬يع وهي تهده‪FFFFF‬ده وتالعب‪FFFFF‬ه ‪:‬‬
‫بتخزق الحيط وتنفذ " ‪.‬‬ ‫" الزبرة زبرة قنفذ‬
‫الكعك ‪ :‬ن‪FF‬وع من الحلوي‪FF‬ات ‪ ،‬وه‪FF‬و فط‪FF‬ائر حل‪F‬وة الطعم ‪ ،‬يعم‪FF‬ل مس‪FF‬تدير أو مس‪FF‬تطيل ‪ ،‬يص‪FF‬نع من ال‪FF‬دقيق‬
‫والسمسم والتمر والحليب والسكر و تكعكت الحية يعني ‪ :‬التفت حول نفس‪FF‬ها كالكعك‪FF‬ة ‪ ،‬فمن هن‪FF‬ا ج‪FF‬اءت كلم‪FF‬ة‬
‫سابقا ‪،‬ومنه حلويات الكيك والقرشلة والكعكبان ‪.‬‬‫ً‬ ‫( أم قرص ) المشهور لفظها عند أبناء عشيرة عرب القرعان‬
‫الكعكوز ‪ :‬ومنه الكوز ‪ ،‬اإلبريق الصغير بالعامية المصنوع من الفخار وهناك الجره والزير والشربه ‪.‬‬
‫مجق المرأة ويمجّقها ‪ :‬أي قبلها قبلة حارة يسمع لها صوت عالي ‪.‬‬
‫الرشمة ‪ :‬ما يجعل في رأس الفرس ونحوها من الخيل أو الحمير وتصنع من الحديد كاللثام والبرقع ‪.‬‬
‫الرّب ‪ :‬ما يطبخ ويغلى على النار مثل رب البندورة ورب التمر ورب العنب والتين وغيرها من الفواكه ‪.‬‬
‫الزبدية ‪ :‬صحن من الخزف أو الفخار توضع فيه اللبن أو الزبدة ومنها الطقسية والدبسية والصينية‪. F‬‬
‫الزالبية ‪ :‬عجين يغلى بالسمن أو الزيت يضاف له الحلوى أو السكر وفي المثل ‪ :‬مش كل الوقعات زالبية‪.‬‬
‫الشبرية ‪ :‬أداة كالخنجر أال أنها أطول وأكثر استقامة منه ويتباهى بها في المناسبات سابقا ً ومنها أشكال ‪.‬‬
‫شن ‪ ،‬بحلق ‪ ،‬جحر ‪ ،‬جح ‪ ،‬بقلق ‪ ،‬حملق ‪ :‬وكلها تعني النظر بأشكال مختلفة ولكل منها معنى خاص ‪.‬‬
‫خربوش ‪ :‬بيت شعر أو البيت البسيط المتواضع ‪ ،‬والخرابيش ‪ :‬االفساد في الخط ‪.‬‬
‫خربط ‪ :‬غلط ‪ ،‬خلط الشامي عامي ومنها خربطيطه ‪ :‬أي فوضى ‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫دبزها ‪ :‬مألها أو عبأها ‪.‬‬
‫المسخمطة ‪ :‬المسخمة ‪ ،‬الحزينة ‪ ،‬المسكينة ‪ ،‬المتألمة لكثرة أحزانها وآالمها ‪.‬‬
‫فشق عنه ‪ :‬أي تجاوزه ‪ ،‬تخطاه برجليه ‪.‬‬
‫وهناك العديد من الكلم‪F‬ات واأللف‪F‬اظ المتداول‪F‬ة عن‪F‬د أبن‪F‬اء عش‪F‬يرة القرع‪F‬ان ‪ ،‬ونحن نفخ‪F‬ر به‪F‬ا ‪ ،‬ألن لهج‪F‬ة‬
‫القرعان جزء من الم‪FF‬وروث الش‪FF‬عبي الفلس‪FF‬طيني األص‪FF‬يل ‪ ،‬واللهج‪FF‬ة عن‪FF‬دنا أق‪FF‬رب للغ‪FF‬ة العربي‪FF‬ة الفص‪FF‬حى من‬
‫غيرها من اللهجات المحلية األخرى ‪.‬‬
‫الطقوس الدينية والشعبية عند أبناء عشيرة القرعان‪r‬‬
‫يوجد لعشيرة القرعان طقوساً وعادات شعبية ‪ ،‬شارك القرعان غيرهم من القبائل المجاورة وتش‪FF‬ابهوا فيها‬
‫وما زال هناك بعضهاً يتداول من الجد البنه ‪ ،‬ولكن بشكل مصغر ومختلف قليالً ‪ ،‬نظرا لتطور وتمدن الغالبي‪FF‬ة‬
‫من القرعان ‪ ،‬ونظرا لميلهم للثقافة والعلوم وابتعادهم عن الخرافات والش‪FF‬عوذة ال‪FF‬تي م‪FF‬ال لها األج‪FF‬داد قبل س‪FF‬نة‬
‫‪1948‬م ‪ ،‬ومن هذه الموروثات والطقوس ‪:‬‬
‫الخرزة الزرقاء والشبّة ‪ :‬التي هي في نظر القلة تبع‪FF‬د العين والنظ‪FF‬رة والقرين‪FF‬ة والتابع‪FF‬ة والحس‪FF‬د ‪ ،‬وهن‪FF‬اك‬
‫الإسوارة التي تصنع من النقود البيضاء أو الص‪FF‬فراء ‪ ،‬س‪FF‬واء األردني‪FF‬ة أو الفلس‪FF‬طينية أو اليهودية ال‪FF‬تي تقي من‬
‫التابعة أو السحر أو العمل ‪ ،‬وتصهر هذه النقود على شكل إسوارة ‪ ،‬وتلبس في اليد وغالبا ً ما يكون لونها فضي‬
‫وتجمع من كل شخص اسمه محمد أو عبد ‪ ،‬وهناك خيط الصوف الذي يربط على اليد كتميمة ‪.‬‬
‫المولد ‪ :‬ويكون عند االنتهاء من البناء ‪ ،‬وتحسن ذات اليد ‪ ،‬وعند سكن البيت أو ال‪FF‬دار ‪ ،‬و عن‪FF‬دما يرزق‪F‬ون‬
‫بمولود ‪ ،‬أو حل عقدة ما ‪ ،‬ويتم فيه قراءة القرآن وبعض األحاديث النبوية والتهاليل والطقوس الدينية ‪.‬‬
‫الختمة ‪ :‬بق‪FF‬راءة القرآن الك‪FF‬ريم وختمته عن‪FF‬د الوف‪FF‬اة ‪ ،‬أو عن‪FF‬د الطه‪FF‬ور ‪،‬أو بع‪FF‬د ال‪FF‬زواج ‪،‬أو الش‪FF‬فاء من‬
‫المرض ‪.‬‬
‫العقيقة ‪ :‬تذبح للمولود عند اليوم السابع اقتداء بسنة الرسول صلى هللا عليه وسلم وإتباع أثره ‪.‬‬
‫زيارة األولياء واألضرحة ‪ :‬وأهمها ضريح ومقام سيدنا علي والشيخ م‪FF‬ونس والن‪FF‬بي إلي‪FF‬اس والن‪FF‬بي ي‪FF‬امين‬
‫والشيخ سراقة والشيخ سعد والشيخ صالح وآخرين ‪ ،‬ويذهبون لهذه المزارات‪ F‬أو األضرحة للتفريج عن مظل‪FF‬وم‬
‫أو رد تايه أو طلباً لحاجة أو تيمناً لشفاء مريض أو لفك س‪FF‬حر أو إبع‪FF‬اد عين وللتوفي‪FF‬ق بين األزواج أو للتفري‪FF‬ق‬
‫بين المحبين أو لنشر العداوة بين الناس وطلباً لإلنجاب أو للرزق بمولود ذكر أو لنذر نذره شخص ما لحادثة ما‬
‫وكان القرعان يسوقون الذبائح لهذه األضرحة وخاصة عند الحرم (سيدنا علي ) ‪ ،‬وك‪F‬ان يأخ‪F‬ذون الراي‪F‬ات‬
‫الخضراء ‪ ،‬على شكل جماعات ويضربون‪ F‬الدفوف والطب‪FF‬ل ‪ ،‬وي‪FF‬رددون ال‪FF‬دعوات واأله‪FF‬ازيج الديني‪FF‬ة ‪ ،‬مث‪FF‬ل ‪:‬‬
‫( هللا اكبر‪ ،‬مدد ‪ ،‬ال اله اال هللا ) ‪ ،‬وكانوا يقوموا بإعداد الوالئم وتوزيع الحل‪F‬وى ويتم هن‪F‬اك المأك‪F‬ل والمش‪F‬رب‬
‫وذبح الذبائح واإلعداد للمناسبات ‪ ،‬ويهللون ويكبرون هللا ‪ ،‬وينفذون نذورهم خوفا ً من العاقبة ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وهناك طقوس عن‪FF‬د الع‪FF‬رس ‪ ،‬كلص‪FF‬ق العجين والريح‪FF‬ان وأوراق الت‪FF‬وت والعنب والبرتق‪FF‬ال على ب‪FF‬اب دار‬
‫العريس ‪ ،‬وكذلك طقوساً للطهور ‪ ،‬أو عند الذهاب للحج ‪ ،‬وعن‪FF‬د ال‪FF‬ذبح لألبن‪FF‬اء ‪ ،‬أو ق‪FF‬راءة ال‪FF‬رقي عن‪FF‬د ال‪FF‬زرع‬
‫والمش‪F‬ي غروباً عن‪FF‬د انحب‪F‬اس المط‪F‬ر بين األزقة ‪ ،‬أو رش‪F‬ق الم‪FF‬اء ليالً ‪ ،‬أو الم‪F‬رور بج‪F‬انب ق‪FF‬بر أو مزبل‪FF‬ة أو‬
‫مسكنة ويؤمنون بالرعشة والكبسة والسيم والطالسم والغروب والنجم والشهب وطاسة الرعبة واألعشاب ‪.‬‬
‫وهناك عمل المفتول وتوزيع الكعك والمعمول والفطاير والحل‪FF‬وى والحلق‪FF‬وم على القب‪FF‬ور أي‪FF‬ام الخميس من‬
‫كل أسبوع ‪ ،‬وفي رمضان ‪ ،‬وعلى األربعين لوفاة الميت أو على مرور سنة لوفاته وفي األعياد ‪.‬‬
‫وعندما تتأخر البنت في الزواج يذهبوا بها للعراف ‪ ،‬ليروا سبب التأخير أو الربط أو عدم التوفيق ‪ ،‬وكذلك‬
‫خوفا من التابع‪FF‬ة ‪ ،‬وين‪F‬ذروا الن‪F‬ذور ‪ ،‬ليبقى‬
‫ً‬ ‫الخوف من موت الجنين في بطن أمه ‪ ،‬فإما يعمل‪FF‬وا ل‪FF‬ه تحويط‪FF‬ة ‪،‬‬
‫مؤمنا بقض‪FF‬اء هللا وق‪FF‬دره ‪ ،‬وك‪FF‬ذلك إذا مرض‪FF‬ت‬
‫ً‬ ‫الجنين حياً ويولد سالماً ‪ ،‬والبعض يترك األمر على فيض هللا ‪،‬‬
‫الدابة عندهم فكانوا يرقونها ‪ ،‬وإن تأخر الش‪FF‬فاء يقوم‪FF‬ون بكيّه‪FF‬ا ‪ ،‬وهن‪FF‬اك غمس الي‪FF‬د بال‪FF‬دم ( دم الخ‪FF‬روف ) أو‬
‫الذبيحة ولطخها على باب الدار أو على الجدار كنوع من التبريك وإبعاد النظ‪FF‬رة أو العين ‪ ،‬كدالل‪FF‬ة على انته‪FF‬اء‬
‫البناء بالسالمة ولزيادة البركة ‪.‬‬
‫التحنين للحجاج ‪ :‬قبل الذهاب إلى المناطق الحجازية بقليل ‪ ،‬ويطلبوا منهم الدعاء لألقارب بالخير والبركة‬
‫والتوفيق ‪ ،‬فيلتفون على شكل جماعات وحلقات الذكور واإلناث كل على حدة ‪ ،‬ويطلبوا من الحاج التسليم على‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم وتكويم الرمال في عرفات ‪ ،‬ليتسنى لهم الحج في المستقبل إن شاء هللا ‪.‬‬
‫تس‪F‬كين وتلطيخ وج‪F‬ه المول‪F‬ود ‪ :‬وذل‪F‬ك للمول‪F‬ود الجمي‪F‬ل الحل‪F‬و ‪ ،‬بيقوم‪F‬ون بتس‪F‬كين وتلطيخ وجه‪F‬ه بالس‪F‬كن‬
‫والسخام إلبعاد العين عنه ‪ ،‬وتغطية يد الولد الحلو الناصح إلبع‪FF‬اد العين الحاس‪FF‬دة عن‪FF‬ه ‪ ،‬وتلبيس‪FF‬ه مالبس قديم‪FF‬ة‬
‫بالية خوفا ً من العين والحسد ‪ ،‬وهناك المصوقعة لألطفال وقطع الطنطاف والتحنيك ودهنه بالزيت ليشتد ‪.‬‬
‫تلقين المولود ‪ :‬عند والدته بتحنيكه بالتمر أو الحلوى ليطلع الولد فصيح ‪ ،‬وال‪FF‬تيمن بالمول‪FF‬د البك‪FF‬ر والف‪FF‬رح‬
‫الكبير له كعزوة ألبيه ‪ ،‬ويقولون ‪ :‬البكر هو الفكر ‪ ،‬ويقولون ‪ :‬أنه من الس‪FF‬عادة التبك‪FF‬ير بول‪FF‬د ذك‪FF‬ر ‪ ،‬ويفرح‪FF‬ون‬
‫أيضاً بأخر المواليد عندهم ‪ ،‬ويسمونه آخر العنقود ‪ ،‬ويقولون ‪ ( :‬آخر العنقود س‪FF‬كر معق‪FF‬ود ) ‪ ،‬والبعض يف‪FF‬رح‬
‫للبنت البكر قائلين ‪ ( :‬يا نيالها الي بتبكر بناتها قبل صبيانها ) ‪ ،‬لأن البنات يساعدن األمه‪F‬ات في ال‪F‬بيت والعم‪F‬ل‬
‫وتربية األوالد ‪ ،‬وهناك االحترام البالغ للرجل الكبير ‪ ،‬وعدم الجل‪FF‬وس قبل‪FF‬ه في المجلس ‪ ،‬وع‪FF‬دم مقاطعت‪FF‬ه عن‪FF‬د‬
‫حديث السمر أو في المجالس ‪ ،‬ويفرح األهل للولد الصغير عند بداية مشيه ‪ ،‬ويقول‪FF‬ون ‪ ( :‬ح‪FF‬ط الحمش ‪F‬ي خلي ‪F‬ه‬
‫يمشي ) ‪ ،‬ويضعونه في البطانية أو في هدم يالعبونه فيه ‪ ،‬وينشدون له ‪ ،‬وكذلك يفرح األهل عن‪F‬د خ‪F‬روج س‪F‬ن‬
‫الطفل ‪ ،‬ويقولون ‪ ( :‬إن طلع سنه خبوا الخبز عنه ) ‪ ،‬وقطع الخوفة وقطع الطنطاف ‪.‬‬
‫وفي شهر رمضان المبارك يحيون الحفالت والقراءة والدعاء وإخراج صدقة الفط‪FF‬ر ويس‪FF‬مونها الفط‪FF‬رة ‪،‬‬
‫وفي األعياد يقوموا بذبح الذبائح ‪ ،‬ففي عيد الفطر ( العيد الصغير ) وعيد األض‪FF‬حى ( العي‪FF‬د الكب‪FF‬ير ) ي‪FF‬زورون‬
‫فيها أرحامهم ويتبادلون الهدايا ‪ ،‬وكان األه‪FF‬ل يب‪FF‬اركون ال‪FF‬زواج المبك‪FF‬ر للول‪FF‬د ويقول‪FF‬ون ( ازرع ب‪FF‬دري بتج‪FF‬ني‬
‫وتحصد بدري ) وفي األعياد يقولون ‪ :‬كل عام وانتم بخير ‪ ،‬عيدكم مبارك ‪ ،‬تقبل هللا الطاعات ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫أما عند الم‪FF‬رض أو الحس‪FF‬د أو الس‪FF‬حر أو النك‪FF‬د أو األرق أو األحالم المزعج‪FF‬ة أو الك‪FF‬وابيس ‪ ،‬في‪FF‬ذهبوا إلى‬
‫المزارات والصالحين أو المشايخ للقراءة عليهم ورقيهم بالقران ‪ ،‬والتخريج بالملح والبخور والشبّه وأبو فسوخ‬
‫‪ ،‬وتوزيع الصدقات لتحصيل البركة والشفاء ومنهم من يذهب للعرافين والفتاحين إلبعاد األرواح الشريرة ‪.‬‬
‫وهناك زيارة النبي صالح فيقولون ‪ ( :‬يا نبي ص‪FF‬الح م‪FF‬ا أبيض حج‪F‬ارك ل‪F‬وال الع‪F‬ذارى م‪F‬ا ح‪F‬دا زارك ) ‪،‬‬
‫وعند دخول العروس لبيت الزوجية يتمنوا أن يكون كعب العروس أخضر ‪ ،‬ويتف‪FF‬اءلون عن‪FF‬د ن‪FF‬زول األمط‪FF‬ار ‪،‬‬
‫أو طيران الطيور البيضاء ‪ ،‬ويتشاءمون من نعيق البوم والغراب والكالب والقطط السود والقبور المهجورة ‪.‬‬
‫ومنهم من يتباهى بالعزوة بكثرة األبناء الذكور ‪ ،‬ويقولون ‪ ( :‬اللي خلف ما مات ) ‪.‬‬

‫أنماط التسلية عند عشيرة القرعان‬


‫األلعاب الشعبية كثيرة ومتنوعة ‪ ،‬أال أنها جزء من ال‪FF‬تراث الش‪FF‬عبي الفلس‪FF‬طيني عن‪FF‬د العش‪FF‬يرة ‪ ،‬وه‪FF‬ذا ي‪FF‬دل‬
‫على ارتباط اإلنسان الفلسطيني بأرضه وهويته وبماضيه وحاضره القرعاني األصيل ‪ ،‬وسنبقى متمسكين به‪FF‬ذا‬
‫التراث مهما حاول االحتالل طمس وتزييف وتحريف هذا التراث الفلسطيني العريق ‪ ،‬حيث كان أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة‬
‫القرعان يتس‪FF‬امرون في أوق‪FF‬ات ولي‪FF‬الي المناس‪FF‬بات الس‪FF‬عيدة ك‪FF‬األفراح ‪ ،‬فتق‪FF‬ام األغ‪FF‬اني فيه‪FF‬ا مث‪FF‬ل ( أب‪FF‬و الزل‪FF‬ف‬
‫والميجانا وزريف الطول وغزيل ودلعونه والمواويل‪ F‬وسافر دوله والمربع والمثمن والعتابا والدحي‪FF‬ة ) ‪ ،‬وك‪FF‬ان‬
‫وأحيانا ديني‪FF‬ة ‪ ،‬حس‪F‬ب المناس‪F‬بة وفيه‪FF‬ا ن‪F‬وع من الح‪F‬نين لل‪F‬وطن المليء ب‪F‬الحزن‬ ‫ً‬ ‫يس‪F‬ود األغ‪FF‬اني لمح‪FF‬ة وطني‪F‬ة‬
‫واللوعة حتى ولو كانت غزلية ‪.‬‬
‫وتبقى أفراح األعراس من الليل وحتى وجه الصباح أحيانا ً حسب الل ّمات والجماعات ‪ ،‬وتمتد لعدة أيام ه‪FF‬ذا‬
‫كان قبل النكبة ‪ ،‬وتقام الشبابة والدربكة واليرغول والقربة والدحية والمج‪F‬وز والس‪F‬حجة ‪ ،‬حيث ك‪F‬انت األف‪FF‬راح‬
‫تقام قبل أسبوعين من الدخلة ‪ ،‬وإن كان االبن وحيد ألهله ‪ ،‬فاألفراح تتم قبل شهر من الموعد المح‪FF‬دد للأخ‪FF‬ذه ‪،‬‬
‫ويكون السمر والسهر تحت شجر الدوم والجميز والكينا ‪ ،‬وهناك سمر المواسم والحفالت على البي‪FF‬ادر ‪ ،‬وتق‪FF‬ام‬
‫فيها األغاني واألهازيج تيمنا ً بالمحص‪FF‬ول واإلنت‪FF‬اج الوف‪FF‬ير ‪ ،‬كموس‪FF‬م حص‪FF‬اد القمح والش‪FF‬عير وال‪FF‬ذرة والسمس‪FF‬م‬
‫والترمس و تلقيط ( تلفيق ) البندورة و البطيخ و الشمام و البرتقال ‪ ،‬فيسهر الحبايب واإلخوان والق‪FF‬رايب ح‪FF‬تى‬
‫قرابة الفجر ‪ ،‬ويتم في المواسم العونة والفزعة وتقام أفراح السمر عند البناء أو صبة البيت وتكون العونة فيه‪FF‬ا‬
‫واضحة ‪ ،‬ويشكل األهل فيها جسد واحد مترابط ومتين وقوي وتظهر فيها النخوة والمروءة بالمال والحالل ‪.‬‬
‫ويسمر أبناء العشيرة في موسم شهر رمضان للصالة وتناول طعام اإلفطار سوياً ويدعون بالخير والبرك‪FF‬ة‬
‫وهناك سمر الحجاج حيث يحضرون للحجاج ويتب‪FF‬اركون منهم ‪ ،‬ويطلب‪FF‬وا منهم ال‪FF‬دعاء لهم بإطع‪FF‬امهم الحج‪FF‬ة ‪،‬‬
‫والمغفرة والتوفيق والسالم على سيدنا النبي صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫وهناك سمر السفر عندما يسافر األبناء إلى دول أو قرى أو مدن بعيدة نسبياً ‪ ،‬فيتواصون بأشياء وأغراض‬
‫تهم العشيرة أو األفراد ‪ ،‬وهناك سمر التسلية بالقصص الشعبية أو بالشعر أو الغناء أو الحزازي‪FF‬ر أو النك‪FF‬ات أو‬
‫تأليف القصص الخرافية فوراً ‪ ،‬مثالً عن الغول أو الغولة أو حديدون أو أبو رجل مس‪FF‬لوخة أوغريب‪FF‬ون والقتلى‬
‫من الجن بأشكالهم المختلفة ‪ ،‬وليلى والذيب وعنترة وتغريبة بني هالل وقصة ذياب بن غانم ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫فكان يتسامر الختيارية كبار السن أو الشياب لوح‪F‬دهم ويتس‪FF‬امر الش‪FF‬باب لوح‪F‬دهم ‪ ،‬ويتب‪F‬ادل الكب‪FF‬ار اآلراء‬
‫والشورى حول أركان اإلسالم والعبادات والزواج والزراعة وأماكن ال‪FF‬رعي األمن ‪ ،‬ويحض‪FF‬رون ل‪FF‬ذلك األك‪FF‬ل‬
‫ويتناولون القهوة في غالب مجالس السمر ‪ ،‬وفي القول ‪ :‬ابن بطني بيفهم رطني وكل جيل لجيله بطرب ‪.‬‬
‫ومن األطعمة التي تقدمها النساء ( الواليا ) للحضور والضيوف واألقارب الزالبية أو الكشكية أو المفتول‬
‫أو البحتية أو فتة العدس ‪ ،‬ويحضرون التسالي كبزر البطيخ أو الذرة المسلوقة أو الترمس أو البطاطا المس‪FF‬لوقة‬
‫أو المشوية وغيرها ‪ ،‬وهناك بعض من القرعان بعد سنة ‪1948‬م اش‪FF‬ترى رادي‪FF‬و الص‪FF‬ندوق ذو الحجم الكب‪FF‬ير ‪،‬‬
‫ويكون حال من اشتراه غني وموسر ‪ ،‬وك‪FF‬ان يجلس على الرادي‪FF‬و للس‪FF‬ماع له‪FF‬ا ع‪FF‬دد كب‪FF‬ير من أبن‪FF‬اء العش‪FF‬يرة ‪،‬‬
‫يستمعون للقرآن الك‪FF‬ريم وللأخب‪FF‬ار ‪ ،‬خاص‪FF‬ة عن الم‪FF‬ذابح والمج‪FF‬ازر الص‪FF‬هيونية ‪ ،‬وخطب الرؤس‪FF‬اء والزعم‪FF‬اء‬
‫والقادة العرب ‪،‬والمؤتمرات واللجان الخبيثة التي تقف مع اليهود وتدعمهم في اغتصاب الوطن الفلسطيني ‪.‬‬
‫وهناك ألعاب متنوعة يقوم بها أبن‪FF‬اء العش‪FF‬يرة ‪ ،‬كالدبك‪FF‬ة والدحي‪FF‬ة والش‪F‬بّابة للرج‪FF‬ال ‪ ،‬وال‪FF‬رقص والمهاه‪F‬اه‬
‫والغناء للنساء ‪ ،‬وكانت تتم مسابقات للشباب ‪ ،‬كفروسية الخيل والسباق عليها وإخراج العرس‪FF‬ان عليه‪FF‬ا وس‪FF‬باق‬
‫الهجن والجمال وسباق الحمير ‪ ،‬وهناك ألعاب شد الحبل ورمي الحجارة الثقيل‪FF‬ة وحم‪FF‬ل األثق‪FF‬ال من الحج‪FF‬ارة ‪،‬‬
‫وهناك السباق في األكل ( أكل الحالوة والحلقوم وأكل البيض المسلوق وعرانيس الذرة والمربيات مث‪FF‬ل ال‪FF‬دبس‬
‫أكل سمك الفسيخ وشرب الماء واللبن والحليب ) ‪ ،‬وكان هناك سباق الجري والوثب والمصارعة ( المباطحة )‬
‫وكسر األيدي وكسر الرؤوس ( المناطح‪F‬ة ) وعض األي‪F‬دي وكس‪F‬ر العص‪F‬ي ‪ ،‬ومن يص‪F‬مد ويتحم‪F‬ل أك‪F‬ثر فه‪F‬و‬
‫المنتصر والغالب ‪ ،‬وهناك تحديات لمن يخ‪FF‬رج إلى منطق‪FF‬ة موحش‪FF‬ة ش‪FF‬جرية أو حرجي‪FF‬ة أو ي‪FF‬ذهب إلى المق‪FF‬برة‬
‫والجلوس على قبر محدد أو وض‪FF‬ع إش‪FF‬ارة في بيت خ‪FF‬رب غ‪FF‬ير م‪FF‬أهول أو ق‪FF‬ريب من مزبل‪FF‬ة ‪ ،‬وهن‪FF‬اك التس‪FF‬لية‬
‫بالسحجة والسامري وصندوق العجب والحكواتي والتسلية بلعبة السيجة واألحجار وعيدان النخ‪FF‬ل ( الط‪FF‬اب ) ‪،‬‬
‫ويقولون ‪ ( :‬طاب يا عود ) وهناك لعبة الحاب والجعيلة والخباي‪FF‬ة والحي‪FF‬و والزقيط‪FF‬ه وص‪FF‬عود الش‪FF‬جر بس‪FF‬رعة‬
‫والسبع حجار والسبع جور وطابة الخيش والبنانير والشده بأنواعها أو بحضور المغنين في يافا ‪.‬‬
‫فعاش األهل قبل سنة ‪1948‬م في هداة بال وسعادة ح‪FF‬ال وس‪FF‬رور وهن‪FF‬اء في بالدهم وم‪FF‬زارعهم ودورهم ‪،‬‬
‫وبع‪F‬دها تط‪F‬ورت أنم‪F‬اط التس‪F‬لية ‪ ،‬وم‪F‬الت إلى التكنولوجي‪F‬ا وحض‪F‬ور الس‪F‬ينما ‪ ،‬واأللع‪F‬اب الرياض‪F‬ية ب‪F‬اختالف‬
‫أنواعها ‪ ،‬ووجدت التلفزيونات والراديوهات والكمبيوترات والحفالت الشعبية بأنواعها ‪.‬‬
‫حكاية القرعة وأوالد القرعة‬
‫نقل عن بعض الختياري‪FF‬ة قص‪FF‬ة القرع‪FF‬ة ‪ ،‬وأص‪FF‬ح الرواي‪FF‬ات أن ه‪FF‬ذا اللقب أطل‪FF‬ق على أح‪FF‬دى نس‪FF‬اء محم‪FF‬د‬
‫األقرع أو محمد القرعاني الذي يرجع للحويطات ‪ ،‬حيث كانت القرع‪FF‬ة ت‪FF‬رعى الغنم لزوجه‪FF‬ا بمه‪FF‬ارة وش‪FF‬طارة‬
‫وفن ‪ ،‬وتربي أوالدها على الشجاعة والصدق والفصاحة وعلو الهمة ‪ ،‬وعندما كبر زوجها وأص‪FF‬ابه الم‪FF‬رض ‪،‬‬
‫فشمرت عن ساعدها ‪ ،‬وكان من العيب مناداة المرأة باسمها الحقيقي الص‪FF‬ريح ‪ ،‬ل‪FF‬ذا ك‪FF‬انوا ين‪FF‬ادون عليه‪FF‬ا بلقب‬
‫زوجها األق‪FF‬رع ‪ ،‬ويقول‪FF‬ون له‪FF‬ا ‪ :‬ي‪FF‬ا قرع‪FF‬ة ( أجت القرع‪FF‬ة ‪ ،‬راحت القرع‪FF‬ة ‪ ،‬غنم القرع‪FF‬ة ‪ ،‬أوالد القرع‪FF‬ة ) ‪،‬‬
‫فلصق بها هذا اللقب وغلب عليها ( القرعة ) ‪ ،‬وهي ال‪FF‬تي وس‪FF‬مت ووش‪FF‬مت غنمه‪FF‬ا وحالله‪FF‬ا ب‪FF‬رقم ‪ ، 8‬وك‪FF‬ذلك‬
‫وسمت أوالدها على لوحة الكتف األيسر ‪ ،‬وبقي هذا اللقب وهذا الوسم إلى زمن طويل ‪ ،‬أما حالله‪FF‬ا ( حماره‪FF‬ا‬
‫وكلبها وغنمها ) فوسمتها على أعلى الفخذ أو الكتف األيسر ‪ ،‬وذلك لتعليمها وتمييزها إذا سرقت أو ضاعت أو‬
‫غابت أو ابتعدت عن الحي ‪ ،‬فامرأة محمد األقرع الحويطي هي الملقبة بالقرعة وأوالدها يسمون بأوالد القرعة‬
‫‪60‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫في حياتها ‪ ،‬وبعد موتها وموت زوجها ‪ ،‬وك‪FF‬انت القرع‪FF‬ة ام‪FF‬رأة عص‪FF‬امية ذات شخص‪FF‬ية وس‪FF‬معة طيب‪FF‬ة ‪ ،‬حيث‬
‫أعجب بصفاتها كل العربان والحمايل المجاورة ‪ ،‬وس‪FF‬مي نس‪FF‬لها ( أوالده‪FF‬ا) من بع‪FF‬دها ب‪FF‬أوالد القرع‪FF‬ة ‪ ،‬وعن‪FF‬د‬
‫الفزعة والعونة ين‪FF‬ادوهم ب‪F‬أعلى ص‪F‬وت وين راح‪FF‬وا أوالد القرع‪F‬ة ‪ ،‬فيهب‪F‬وا بك‪F‬ل فخ‪FF‬ر وش‪F‬جاعة كرج‪F‬ل واح‪FF‬د‬
‫ويقولوا ‪ :‬لبيك لبيك يا عم لبيك لبيك يا خال ‪ ،‬ولهذا امتاز أبناء عرب القرع‪FF‬ان ليومن‪FF‬ا ه‪FF‬ذا بالخش‪FF‬ونة والهم‪FF‬ة‬
‫والشجاعة وتلبية الواجب‪.‬‬
‫فلتسمع كل الدنيا ‪ ...‬فلتسمع‬
‫سنجوع ‪ ..‬ونعرى‬
‫نتقطع قطعا‬
‫ونسفّ ترابك‬
‫يا أرضا تتوجع‬
‫نموت ولكن‬
‫لن يسقط من أيدينا‬
‫علم األحرار المشرع‬
‫لكن ‪ ..‬لن نركع‬
‫للقوة ‪ ..‬للفانتوم ‪ ...‬للمدفع‬
‫لن نخضع‬
‫لن يخضع منا‬
‫حتى طفل يرضع‬

‫قصيدة للشاعر توفيق زياد‬

‫‪61‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫الفصل الرابع‬
‫( ترحيل واحتالل مناطق عشيرة القرعان )‬

‫‪ .1‬احتالل مناطق عشيرة القرعان سنة ‪1948‬م ‪.‬‬

‫‪ .2‬سياسة وأساليب االحتالل في مناطق عشيرة القرعان ‪.‬‬

‫‪ .3‬الناحية الوطنية والهبة الشعبية عند عشيرة القرعان ‪.‬‬

‫‪ .4‬التحالفات والفزعات عند عشيرة القرعان ‪.‬‬

‫‪ .5‬تهجير وترحيل أبناء عشيرة القرعان عن مناطقهم ‪.‬‬

‫‪ .6‬شهداء التسلل من أبناء عشيرة القرعان ‪.‬‬

‫‪ .7‬المستعمرات التي أقيمت حول مناطق عشيرة القرعان ‪.‬‬

‫‪ .8‬أماكن سكن أبناء العشيرة بعد النكبة والنكسة وحتى اليوم ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫احتالل مناطق عشيرة القرعان سنة ‪1948‬م‬


‫ثمة اختالف بسيط بين الروايات المتعلقة بالحوادث التي ش‪F‬هدتها من‪F‬اطق ياف‪F‬ا ‪ ،‬وخاص‪F‬ة في المنطق‪F‬ة ال‪F‬تي‬
‫يقطنها أبناء عشيرة القرعان الشرقيين والغربيين ( ساكني البحر وساكني النه‪F‬ر ) ‪ ،‬وه‪F‬ذا االختالف كغ‪F‬يره في‬
‫المناطق األخرى من القرى والهجر والعزب الفلسطينية في منطقة يافا ‪ ،‬فالرواية تق‪FF‬ول ‪ :‬ب‪F‬أن الإنجل‪FF‬يز طلب‪FF‬وا‬
‫إخالء منطقتي القرعان الشرقية والغربية من أهلها وسكانها ‪ ،‬لوجود تدريبات عسكرية إنجليزي‪FF‬ة يهودي‪FF‬ة قوية‬
‫وللخوف على الناس الساكنين لذا يجب إخراجهم من المنطقة لم‪FF‬دة أي‪FF‬ام إلى ش‪FF‬هر ‪ ،‬والرواي‪FF‬ة الثانية تق‪FF‬ول ‪ :‬أن‬
‫شخصية كبيرة ذات نفوذ طلبت من القرعان والعربان المجاورين لهم ‪ ،‬والعشائر المالصقة وجميع الحمايل في‬
‫منطقة القرعان ‪ ،‬بأن هناك أوامر ليتركوا أراضيهم ودوابهم ومزروعاتهم وأغراضهم‪ ، F‬ويبتعدوا عن بي‪FF‬وتهم ‪،‬‬
‫لمدة تدريب غير معروفة يمكن أيام ويمكن تطول اكثر وإلبعادهم عن خطر شديد على حياتهم ومواشيهم ‪ ،‬وأن‬
‫معهم مهلة بسيطة للخروج والرحيل بدون نقاش أو جدال ‪ ،‬لأن ال مسؤولية لليهود عن حياة أي إنسان يقت‪FF‬ل من‬
‫أبن‪FF‬اء المنطق‪FF‬ة من الفلس‪FF‬طينيين ‪ ،‬وأن الجيش الص‪FF‬هيوني يعت‪FF‬بر ه‪FF‬ذه المنطق‪FF‬ة منطق‪FF‬ة أمنية ممن‪FF‬وع البق‪FF‬اء أو‬
‫باتا ‪ ،‬وهن‪FF‬اك رواي‪FF‬ة تق‪FF‬ول ‪ :‬أن عص‪FF‬ابات الهاجان‪FF‬اة واألرغ‪FF‬ون واش‪FF‬تيرن م‪FF‬ع االنجل‪FF‬يز‬
‫المك‪FF‬وث فيه‪FF‬ا منعاً ً‬
‫والمنظمات الصهيونية‪ F‬األخرى ‪ ،‬زرعت الرعب والخوف في نفوس السكان عندما ق‪FF‬امت بالم‪FF‬ذابح والمج‪FF‬ازر‬
‫في القرى والهجر والعزب المجاورة ‪ ،‬وخاصة بعد مذبحة الش‪FF‬وابكة ( الكنيش‪FF‬ات ) القريب‪FF‬ة والمج‪FF‬اورة لع‪FF‬رب‬
‫القرعان ن والتي حدثت بتاريخ ‪22/11/1947‬م ‪ ،‬وراح ضحيتها عدد من الشوابكة بين شهيد وجريح ‪.‬‬

‫والبعض يقول بأن السكان من القرعان غادروا خوف‪F‬ا ً ورعب‪F‬ا ً منطقتهم وبي‪FF‬وتهم ( حيث انتق‪FF‬ل القرع‪FF‬ان من‬
‫منطقة البحر ) – عرب البح‪F‬ر – إلى أق‪F‬اربهم وأنس‪F‬ابهم من ع‪F‬رب النه‪F‬ر من العويص‪F‬ات والحوام‪F‬دة ‪ ،‬وجاؤوا‬
‫ومعهم األخبار غير السارة عن الهجمات والمذابح ‪ ،‬وأن الهجمة قوية وسوف يذبحوا كل من يقف في وجهوهم‬
‫وأمامهم ‪ ،‬فالبعض أخذ دوابه وحالله مع‪FF‬ه ‪ ،‬والبعض ب‪FF‬اع أبق‪FF‬اره وخيول‪FF‬ه للمس‪FF‬تعمرات ‪ ،‬والبعض ك‪FF‬ان ي‪FF‬بيع‬
‫بقرته صباحاً ويرجعه‪F‬ا مس‪F‬اء ‪ ،‬أو ترج‪F‬ع ل‪F‬ه لوح‪F‬دها ‪ ،‬لأن األبق‪F‬ار وال‪F‬دواب عش‪F‬قت وألفت أهله‪F‬ا وأص‪F‬حابها‬
‫وأماكن معشيتها فكانت البقرة تباع عدة مرات ‪ ،‬وأخذوا يتنقلون مع أهلهم ودوابهم من مكان آلخر ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫ولعل مذبحة دير ياسين في مايو س‪F‬نة ‪1948‬م ومذبح‪F‬ة الل‪F‬د وياف‪F‬ا ال‪F‬تي س‪F‬قط فيه‪F‬ا المئ‪F‬ات وغيره‪F‬ا ‪ ،‬وم‪F‬ا‬
‫حصل فيها من قتل متعمد بكل إرهاب ووحشية وقساوة ‪ ،‬قلب أمام كل العالم الذي يدعي الديمقراطي‪FF‬ة والحري‪FF‬ة‬
‫والسالم والتمدن والتحضر راح فيها العشرات من نساء ورج‪FF‬ال وأطف‪FF‬ال وش‪FF‬يوخ يكفي للح‪FF‬ديث عن م‪FF‬بررات‬
‫الهجرة الفلسطينية ‪ ،‬حيث زرعت الرعب في نفوس أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان ‪ ،‬فق‪F‬رروا الرحي‪FF‬ل خوف‪F‬ا ً وحرص‪F‬ا ً‬
‫على حياتهم ‪.‬‬

‫ورواية تقول ‪ :‬أن الهجاناة تتحرك بصورة متوحشة وبشكل إرهابي عشوائي في الليل ‪ ،‬وتطلق الن‪FF‬ار على‬
‫كل من ت‪FF‬راه أو تتخي‪FF‬ل ب‪FF‬ه على أق‪FF‬ل حرك‪FF‬ة ‪ ،‬فس‪FF‬قط قتلى وج‪FF‬رحى من الن‪FF‬اس وال‪FF‬دواب ‪ ،‬وعلى م‪FF‬ا ق‪FF‬امت ب‪FF‬ه‬
‫عص‪FF‬ابات األرغ‪FF‬ون والهاجاناة من م‪FF‬ذابح ومج‪FF‬ازر ‪ ،‬في بي‪FF‬ار ع‪FF‬دس وس‪FF‬لمه بت‪FF‬اريخ ‪1948\3\5‬م ‪ ،‬فس‪F‬ارع‬
‫القرعان لترك منازلهم وأراضيهم‪ F‬ومتاعهم بعد سماع سقوط المئات من الشهداء والجرحى في المجازر ‪ ،‬وهدم‬
‫القرى كامل‪F‬ة ‪ ،‬وس‪F‬لب ونهب م‪F‬ا فيه‪F‬ا وح‪F‬رق المزروع‪F‬ات وطم‪F‬ر اآلب‪F‬ار ‪ ،‬ك‪F‬ذلك اته‪F‬ام المنظم‪F‬ات اإلرهابي‪F‬ة‬
‫الصهيونية وحرس الحدود بأن أبناء عشيرة القرعان ‪ ،‬هم المسؤليين عن سرقة كيبوتسات يهودية قريبة منهم ‪،‬‬
‫أو إحراق كيبوتسات يهودية بما فيها من أعالف أو بقر أو خيول أو غالل من قمح أو شعير أو ذرة ‪.‬‬

‫كذلك مساعدة عرب القرعان للثوار والمتطوعين‪ F‬والفدائيين من عرب وفلسطينيين ‪ ،‬مما أثار الرعب في‬
‫نفوس أبناء عشيرة القرعان فخافوا من األوضاع المتقلبة والمذابح والمج‪FF‬ازر المحيط‪FF‬ة ‪ ،‬واجتمع‪FF‬وا وتش‪FF‬اوروا‬
‫في مضافة الحاج إب‪FF‬راهيم العويص‪FF‬ي وكب‪FF‬ار العش‪FF‬يرة ‪ ،‬وق‪FF‬رروا الرحي‪FF‬ل ولكن إلى من‪FF‬اطق قريب‪FF‬ة ومج‪FF‬اورة ‪،‬‬
‫وأملهم كبير بالعودة والرجوع إلى أراضيهم‪ F‬وبساتينهم وبياراتهم وبيوتهم وأغراضهم‪ F‬وممتلكاتهم ‪.‬‬

‫ولكن أيضا ً عن‪FF‬دما ص‪FF‬در ق‪FF‬رار التقس‪FF‬يم بت‪FF‬اريخ ‪1947\11\29‬م ‪ ،‬ش‪FF‬عر ع‪FF‬رب القرع‪FF‬ان ومن ح‪FF‬ولهم من‬
‫القبائ‪FF‬ل والحمائ‪FF‬ل والع‪FF‬ائالت وأه‪FF‬ل الم‪FF‬دن والق‪FF‬رى والع‪FF‬زب الفلس‪FF‬طينية ب‪FF‬الخطر المح‪FF‬دق الواق‪FF‬ع بهم قريب‪FF‬ا ‪،‬‬
‫والخوف الذي س‪FF‬يطر على حي‪FF‬اتهم وأبن‪FF‬ائهم فأخ‪FF‬ذوا بمش‪FF‬ورة بعض‪FF‬هم البعض وطرح‪FF‬وا أراءهم المختلف‪FF‬ة دون‬
‫حيرة أو تردد ‪ ،‬وأن البعض منهم أخذوا يسمعون للراديو وما فيها من تصريحات للقادة الفلسطينيين والع‪FF‬رب ‪،‬‬
‫وك‪FF‬ذلك تص‪FF‬ريحات االنجل‪FF‬يز واليه‪FF‬ود وعمالئهم على س‪FF‬واء وال‪FF‬دعايات واالش‪FF‬اعات اله ّدام‪FF‬ة من م‪FF‬وت وقت‪FF‬ل‬
‫وتدمير واغتصاب ونهب‪ ،‬فأخذ أبناء العشيرة كغيرهم يفكرون في النتائج المقبلة واأليام السوداء التي تنتظرهم‬
‫ويقولون ‪ ( :‬إن أمطرت على بالد بشر بالد ‪ ،‬وأكلت يوم أكل الثور األبيض ) ‪ ،‬وهللا يستر من اللي جاي ‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫ونكبة فلسطين سنة ‪1948‬م هي المحطة األبرز في تاريخ الشعب الفلسطيني ‪ ،‬وفي تاريخ األم‪FF‬ة العربي‪FF‬ة ‪،‬‬
‫والتي من خاللها تم تدمير البنية التحتية والسياسية واالجتماعية والثقافية للشعب الفلس‪F‬طيني ‪ ،‬وتم تحوي‪F‬ل أبن‪F‬اء‬
‫عش‪F‬يرة القرع‪F‬ان كغ‪F‬يرهم من الالج‪F‬ئين مبع‪F‬ثرين هن‪F‬ا أو هن‪F‬اك في ك‪F‬ل أص‪F‬قاع المعم‪F‬ورة ‪ ،‬ك‪F‬ذلك تم في س‪F‬نة‬
‫‪1948‬م تدمير ( ‪ ) 531‬قرية فلسطينية ‪ ،‬وتم تهجير أكثر من ‪ 800‬ألف فلسطيني من بي‪FF‬وتهم وأراض‪FF‬يهم‪ F‬وعن‬
‫ممتلكاتهم ‪ ،‬وشكلوا حينها أكثر من نصف الشعب الفلسطيني ‪.‬‬

‫وقامت م‪F‬ا تس‪FF‬مى ب‪F‬أرض إس‪FF‬رائيل على أنقاض الش‪F‬عب الفلس‪F‬طيني ‪ ،‬حيث س‪FF‬يطروا على نح‪F‬و ‪ %78‬من‬
‫مساحة فلسطين التاريخية ‪ ،‬وبعدها تم ضم الضفة الفلسطينية إلى األردن وسميت ( الضفة الغربية ) ‪ ،‬وتم ض‪FF‬م‬
‫قطاع غزة للسيطرة المصرية ‪ ،‬أي تفتيت فلسطين لهذا وذاك ‪.‬‬

‫ومن هنا نقول ‪ :‬تشكل نكبة فلسطين ليست فقط انعكاس لضخامة التطهير العرقي الذي أصاب الفلس‪FF‬طينيين‬
‫وخصوصا حقهم في الع‪F‬ودة إلى‬
‫ً‬ ‫ولكن أيضا انتهاك صارخ لحقوقهم السياسية واإلنسانية والفردي‪F‬ة والش‪F‬رعية ‪،‬‬
‫ديارهم األصلية التي هجروا منها ‪ ،‬وحقهم في تقرير المصير ‪.‬‬

‫ويعتبر المؤرخ اللبناني قس‪F‬طنطين زري‪FF‬ق ‪ ،‬وه‪FF‬و أول من اس‪FF‬تعمل مص‪FF‬طلح النكب‪FF‬ة ‪ ،‬ق‪FF‬د وص‪FF‬ف أح‪FF‬داث‬
‫ومذابح ومجازر سنة ‪ 1948‬م ‪ ،‬وذلك في كتابه ( معنى النكبة ) ‪ ،‬وهذا االس‪FF‬م ال‪FF‬ذي يطلق‪FF‬ه الفلس‪FF‬طينيون على‬
‫تهجيرهم وترحيلهم وهدم وطمس معظم معالم مجتمعهم ‪ ،‬وه‪F‬ويتهم وت‪F‬اريخهم وت‪F‬راثهم ‪ ،‬وأض‪F‬يف اس‪F‬م النكب‪F‬ة‬
‫الحقاً إلى العديد من القواميس األجنبية ‪ ،‬لإلشارة إلى هذه األحداث والمصائب والنكبات التي حلت ‪.‬‬

‫ولكن أهلنا من عرب القرعان نتيجة النكبة وما حل بهم ‪ ،‬ازدادوا ألماً وهماً ‪ ،‬ألنهم فقدوا م‪FF‬أواهم ومص‪FF‬در‬
‫رزقهم وأعمالهم وماشيتهم ودوابهم ‪ ،‬فتعرضوا كغيرهم للتشريد والجوع والضياع والفقر والمرض ‪.‬‬

‫لكنهم لم ييأسوا ( فالطلق اللي ما برميك ‪ ،‬يجعلك أكثر وعياً وص‪FF‬البة وهم‪FF‬ة وعزيم‪FF‬ة ) ‪ ،‬فبع‪FF‬د النكب‪FF‬ة ب‪FF‬دأ‬
‫أبناء القرعان بالعمل بكل همة ونشاط وعزيم‪F‬ة وص‪FF‬البة ‪ ،‬في م‪FF‬دن قلقيلي‪FF‬ة ون‪F‬ابلس والق‪FF‬رى المج‪FF‬اورة لهم‪FF‬ا ‪،‬‬
‫وصنعوا بأخالقهم وآدابهم وعاداتهم عالقات قوية وأخوية مع الجميع ‪ ،‬ليعوض‪FF‬وا‪ F‬حي‪FF‬اتهم الس‪FF‬الفة ‪ ،‬فعاش‪FF‬وا في‬
‫من‪FF‬اطق قلقيلي‪FF‬ة ون‪FF‬ابلس والق‪FF‬رى المج‪FF‬اورة بك‪FF‬ل محب‪FF‬ة وتع‪FF‬اون وتس‪FF‬امح ‪ ،‬فالقرع‪FF‬ان متح ‪F‬ابون ومتع‪FF‬اونون‬
‫ومتسامحون مع من يتعامل معهم بهذه األخالق والسمات ‪ ،‬وهم غالظ وأشداء على ك‪FF‬ل من ع‪FF‬اداهم ووق‪FF‬ف في‬
‫‪65‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وجههم ‪ ،‬أو أساء إليهم أو يتفوه عليهم بأقاويل وكلمات وادعاءات ليست من عاداتهم وال من شيمهم ‪ ،‬فهم أن‪FF‬اس‬
‫يحفظ‪FF‬ون العشرة والجمي‪FF‬ل لمن أحس‪FF‬ن إليهم وتعام‪FF‬ل معهم ‪ ،‬وهم رحم‪FF‬اء طيب‪FF‬ون فيم‪FF‬ا بينهم ‪ ،‬أش‪FF‬داء على من‬
‫عاداهم واتهمهم زوراً ولفق التهم لهم ‪.‬‬

‫إلى أين تأخذني يا أبي؟‬


‫إلى جهة الريح يا ولدي …‬

‫ومن يسكن البيت من بعدنا‬


‫يا أبي ؟‬
‫ـ سيبقى على حاله مثلما كان‬
‫يا ولدي !‬

‫تحسس مفتاحه مثلما يتحسس‬


‫له‬
‫أعضاءه ‪ ،‬واطمئن‪ .‬وقال ُ‬
‫وهما يعبران سياجاً من الشوك ‪:‬‬
‫اإلنجليز‬
‫ُ‬ ‫يا ابني تذ ّك ْر! هنا صلب‬
‫أباك على شوك صبارة ليلتين‪،‬‬
‫ولم يعترف أبداً‪ .‬سوف تكبر يا‬
‫ابني‪ ،‬وتروي لمن يرثون بنادقهم‬
‫ِ‬
‫الحديد …‬ ‫سيرة الدم فوق‬

‫ـ لماذا تركت الحصان وحيداً؟‬


‫ـ لكي يؤنس البيت ‪ ،‬يا ولدي ‪،‬‬
‫فالبيوت تموت إذا غاب سكانها …‬

‫الشاعر محمود درويش‬

‫سياسة وأساليب االحتالل في منطقة عشيرة القرعان‪r‬‬


‫تقوم سياسة العدو الصهيوني‪ F‬منذ نشأته على سياسة إرهابي‪FF‬ة عدواني‪FF‬ة متوحش‪FF‬ة ومتغطرس‪FF‬ة ‪ ،‬وهي تعت‪FF‬بر‬
‫أبشع أنواع االستعمار العالمي الحديث والقديم على سواء وتتمثل هذه السياسة الخبيثة بما يأتي ‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫‪ ‬مصادرة جميع أراضي و بساتين وبيارات وخوابي أهالي عشيرة القرعان من ساكني البحر والنهر ‪.‬‬

‫‪ ‬ط‪FF‬رد األه‪FF‬الي اآلم‪FF‬نين الع‪FF‬زل من دي‪FF‬ارهم وبي‪FF‬اراتهم وأراض‪FF‬يهم ومص‪FF‬ادرتها ‪ ،‬وجعله‪FF‬ا من‪FF‬اطق ت‪FF‬دريب‬
‫عسكرية للصهاينة واالنجليز ‪.‬‬

‫‪ ‬زج العدو الحاقد للكث‪FF‬ير منهم في الس‪FF‬جون ‪ ،‬وتق‪FF‬ديمهم لمحاكم‪FF‬ات ص‪FF‬ورية وش‪FF‬كلية بال أي ذنب أو س‪FF‬بب‬
‫اقترفوه ‪ ،‬وبحجج وهمية ملفقة ‪ ،‬كعدم االنصياع للتعليمات والق‪FF‬وانين اإلرهابية أو حي‪FF‬ازة أس‪FF‬لحة وذخ‪FF‬ائر‬
‫وادوات حادة وسالح ابيض أو إيواء ثوار ومتطوعين للثورة ‪.‬‬

‫مش‪F‬اعا وإهماله‪F‬ا وع‪F‬دم‬


‫ً‬ ‫‪ ‬تجريف األراضي الزراعية والبيارات والبساتين ‪ ،‬كي يبتعد الناس عنه‪F‬ا وتركه‪F‬ا‬
‫زراعتها ‪ ،‬ليتسنى للعدو مصادرتها والسيطرة عليها ‪.‬‬

‫‪ ‬نهب دواب وحالل ومواش‪FF‬ي أبن‪FF‬اء العش‪FF‬يرة بس‪FF‬رقتها أحياناً وتس‪FF‬ميمها وتس‪FF‬ميم المي‪FF‬اه ‪ ،‬لحرم‪FF‬ان الن‪FF‬اس‬
‫واألهالي من مصادر رزقهم ومعيشتهم ‪.‬‬

‫‪ ‬تسليط بعض العمالء والخونة لمقايضة الناس في بساتينهم وحقولهم وبث الرعب في النفوس باإلشاعات ‪.‬‬

‫‪ ‬إرهاب أبناء العشيرة ‪ ،‬بإطالق الن‪FF‬ار العش‪FF‬وائي على ال‪FF‬بيوت والبس‪FF‬اتين وال‪FF‬دواب ‪ ،‬له‪FF‬دف تخ‪FF‬ويفهم وبث‬
‫الرعب في قلوبهم ‪ ،‬وإجبار األهالي على الرحيل بقوة ‪ ،‬وتهجيرهم من أراضيهم باساليب خبيثة ‪.‬‬

‫‪ ‬حرق المحاصيل الزراعية واألشجار في أرضها ‪ ،‬أو وهي على البيادر ‪ ،‬كالقطاني واألعالف والغالل ‪.‬‬

‫‪ ‬زرع األلغام والمتفجرات حول أماكن س‪FF‬كن العش‪FF‬يرة ‪ ،‬وبج‪FF‬انب اآلب‪FF‬ار وال‪FF‬برك ‪ ،‬وذل‪FF‬ك لبث ال‪FF‬رعب في‬
‫نفوس الن‪F‬اس ‪ ،‬وإرغ‪F‬امهم على الهج‪F‬رة والرحي‪F‬ل ‪ ،‬لأن الن‪F‬اس بحاج‪F‬ة لأم‪F‬اكن واس‪F‬عة لل‪F‬رعي والزراع‪F‬ة‬
‫والحركة ‪ ،‬واأللغام تخيفهم وتعيق تحركاتهم وتمنع التواصل بينهم ‪.‬‬

‫‪ ‬المناورات والتدريبات العسكرية بالذخيرة الحية وخاصة في الليل ‪ ،‬مم‪FF‬ا أدى إلى بث ال‪FF‬ذعر وال‪FF‬رعب في‬
‫نفوس أبناء العشيرة ‪.‬‬

‫‪ ‬الهجمات الوحشية والتحركات الليلية بين البيوت والبيارات وعلى المزارع ‪ ،‬من قبل عصابات ومنظم‪FF‬ات‬
‫العدو اإلرهابية ‪ ،‬بحجة البحث عن متس‪FF‬للين أو ف‪FF‬دائيين ع‪FF‬رب يزرع‪FF‬ون األلغ‪FF‬ام ويق‪FF‬اومون المس‪FF‬تعمرين‬
‫والمستوطنين اليهود ‪ ،‬ويقاومون انشاء وبناء دولة إسرائيل ‪ ،‬لهذا أراد الصهاينة االنتقام من أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة‬
‫القرعان ‪ ،‬لمساعدتهم ودعمهم للفدائيين والمتط‪F‬وعين وإرش‪F‬ادهم لثكن‪F‬ات ومعاق‪F‬ل وأم‪F‬اكن وأس‪F‬لحة الع‪F‬دو‬
‫الغاصب المجرم الذي اليحرم والذي ال يأبه لنداء الضمائر الحية والصيحات االنسانية ‪.‬‬

‫‪ ‬هدم وتدمير القرى والهجر والعزب الفلسطينية كاملة ونهب ما فيها من خيرات وتدمير الممتلكات ‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫‪ ‬نشر الكالب المسعورة والمتوحشة في المناطق العربية ‪ ،‬لترويع السكان ودوابهم في كل من‪FF‬اطق العش‪FF‬يرة‬
‫الشرقية والغربية وبث الرعب في النفوس ‪.‬‬

‫‪ ‬نشر العدو للخنازير البرية لتخريب المزارع العربية وتخويف الناس وخاصة في مناطق العشيرة ‪.‬‬

‫‪ ‬توزيع النشرات المعادية للعرب ‪ ،‬وأن هناك وقت لمغادرة المناطق والقرى الفلسطينية ‪ ،‬وبأنها سلمت لهم‬
‫من قبل حكام العرب والشخصيات الفلسطينية ‪.‬‬

‫‪ ‬فرض الغرامات والضرائب الباهظ‪FF‬ة على الم‪FF‬زارعين وعلى المواش‪FF‬ي مم‪FF‬ا أثق‪F‬ل عبء أهلن‪FF‬ا في عش‪FF‬يرة‬
‫القرعان وجعلهم ال يحتملون ذلك وان الهموم احاطت بهم من كل جانب ‪.‬‬

‫‪ ‬العمليات التفتيشية الفجائية واإلرهابية الصهيونية في كل المناطق المدينة والريفية ‪ ،‬وش‪FF‬ملت ك‪F‬ذلك مدين‪FF‬ة‬
‫ياف‪FF‬ا وقراه‪FF‬ا وهجره‪FF‬ا وعزبه‪FF‬ا وعش‪FF‬ائرها ‪ ،‬وق‪FF‬امت بالقت‪FF‬ل والت‪FF‬دمير والنهب للممتلك‪FF‬ات واألم‪FF‬وال‬
‫والمزروعات والخوابي بما فيها من غالل ‪.‬‬

‫‪ ‬بث اإلشاعات المخيفة للفلسطينيين بأن هناك مجازر سيقوم بها العدو في كل مناطق يافا ‪ ،‬وأن يوم عشيرة‬
‫القرعان ب‪F‬ات قريب‪F‬ا ً ‪ ،‬مم‪F‬ا أح‪F‬دث بلبل‪F‬ه وخ‪F‬وف ش‪F‬ديد عن‪F‬د أبن‪F‬اء العش‪F‬يرة ‪ ،‬عن‪F‬دما س‪F‬معوا ه‪F‬ذه األخب‪F‬ار‬
‫واإلشاعات المفزعة والمؤامرات‪ F‬الخبيثة الحاقدة ضد االرض الفلسطينية وابناء الشعب الفلسطيني ‪.‬‬

‫الناحية الوطنية والهبة الشعبية عند أبناء عشيرة القرعان‪r‬‬


‫اجتمع ألول مرة كل طوائف الشعب الفلسطيني ‪ ،‬وعقد المؤتمر األول في الخامس من م‪FF‬ارس س‪FF‬نة ‪1919‬‬
‫واشترك في هذا المؤتمر مدن وقرى وعشائر فلسطينية ‪ ،‬معلنين رفضهم لالنت‪FF‬داب البريط‪FF‬اني على فلس‪FF‬طين ‪،‬‬
‫ورفض‪FF‬هم الق‪FF‬اطع لمعاه‪FF‬دة س‪FF‬ايكس بيك‪FF‬و ‪ ،‬ولوع‪FF‬د بلف‪FF‬ور ‪ ،‬وللهج‪FF‬رة اليهودي‪FF‬ة ال‪FF‬تي س‪FF‬تنهب األرض وتقت‪FF‬ل‬
‫المواطنين الفلسطينيين الشرعيين ‪ ،‬واحالل اليهود محل السكان الفلسطينيين الشرعيين‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫منذ بداية العش‪FF‬رينيات ت‪FF‬وجس القرع‪FF‬ان مم‪FF‬ا س‪FF‬معوه من أص‪FF‬دقائهم من م‪FF‬زارعين وتج‪FF‬ار ‪ ،‬في ياف‪FF‬ا والل‪FF‬د‬
‫والرملة والناصرة ‪ ،‬بأن قطعان من المستوطنين والإنجليز لديهم نية االستيطان في فلس‪F‬طين وش‪F‬راء أراض من‬
‫الفلسطينيين ‪ ،‬لغرض االستيطان واالحتالل ‪ ،‬وأحسوا بالخوف والقلق من هذا المخطط االستعماري ال‪FF‬رهيب ‪،‬‬
‫وكانوا يتساءلون ما العمل ؟ وماذا في امكاننا أن نعمل ؟ وهل أحد من العرب سينقذنا ويقف معنا ؟ ‪.‬‬
‫وكان القرعان يتشاورون فيما بينهم ومع من جاورهم ‪ ،‬بأن التعاون ضروري والتش‪FF‬اور مهم وأخ‪FF‬ذ اآلراء‬
‫الصائبة ضد كل طارئ وخارج عن العادة والمألوف ‪ ،‬والتحدي لكل المخاطر وبكل قوة ‪.‬‬
‫وفي الثالثينيات وخاصة في سنة ‪1936‬م أيام اإلضراب الفلسطيني الشامل ‪ ،‬والعصيان الم‪F‬دني ال‪F‬ذي س‪F‬اد‬
‫معظم من‪FF‬اطق فلس‪FF‬طين ‪ ،‬ومنه‪FF‬ا من‪FF‬اطق عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان ‪ ،‬ل‪FF‬ذا ش‪FF‬عر القرع‪FF‬ان ب‪FF‬الخوف الش‪FF‬ديد من االحتالل‬
‫وخاصة أن النف‪FF‬وذ الص‪FF‬هيوني توس‪FF‬ع وامت‪F‬د ليش‪F‬مل ياف‪F‬ا وحيف‪FF‬ا وغيره‪F‬ا من الم‪F‬دن والق‪F‬رى والع‪FF‬زب والهج‪F‬ر‬
‫الفلسطينية ‪ ،‬وكان يزداد خوف عرب القرعان من االحتالل عندما اقتنوا الراديوات‪ ، F‬وسمعوا أخبار التحركات‬
‫الص‪FF‬هيونية‪( F‬األرغ‪FF‬ون والهاجاناة) في المن‪FF‬اطق الفلس‪FF‬طينية ‪ ،‬وس‪FF‬ماع تص‪FF‬ريحات وخطب الزعم‪FF‬اء االنجل‪FF‬يز‬
‫والصهاينة ‪ ،‬وفشل اللجان والجمعيات االستعمارية وعلى رأسها االنجليز بفرض مشاريعهم الخبيثة كما يسميها‬
‫القرعان ‪ ،‬عدا عن بث العدو والخونة لإلشاعات اإلرهابية المجرمة ‪.‬‬
‫وكذلك رؤيا ومنامات وفراسة بعض الص‪FF‬الحين من القرع‪FF‬ان ‪ ،‬ب‪FF‬أن هن‪FF‬اك احتالل ق‪FF‬ريب لك‪FF‬ل البالد ال‪FF‬تي‬
‫يسكنوها ‪ ،‬وأن الص‪F‬هاينة س‪F‬يطردون ك‪F‬ل الع‪F‬رب من أم‪F‬اكنهم وتش‪F‬ريدهم وت‪F‬رحيلهم لأم‪F‬اكن بعي‪F‬دة ‪ ،‬وس‪F‬تحتل‬
‫بالدهم وتحطم وتصادر ممتلك‪FF‬اتهم ‪ ،‬وتنهب خ‪FF‬يراتهم وبس‪FF‬اتينهم ‪ ،‬وهم يس‪FF‬معون وي‪FF‬رون ذل‪FF‬ك بعي‪FF‬ونهم ‪ ،‬وق‪FF‬د‬
‫تحققت هذه األحالم والرؤى صدقاً ‪( ،‬لأن المؤمن الصادق يرى بنور هللا ) ‪ ،‬فماذا عمل القرعان يا هل ترى ؟‬
‫إنهم تضامنوا مع المدن والقرى الهجر والعزب الفلسطينية ‪ ،‬إلنجاح اإلضراب الشامل وعدم اإلخالل ب‪FF‬ه ‪،‬‬
‫وتفاهموا مع القرى والحمايل المجاورة ب‪FF‬أن يكون‪FF‬وا يداً واح‪FF‬دة وكلم‪FF‬ة واح‪FF‬دة ض‪FF‬د االحتالل والعمالء ‪ ،‬وض‪FF‬د‬
‫االنجليز ومن عاونهم وساعدهم ‪ ،‬وكان أبناء القرعان يهددون النفوس المريضة والمتخاذلة والساقطة ب‪FF‬االلتزام‬
‫باإلضراب ‪ ،‬وإال فالقتل مصيرهم والطرد من المنطقة لمن يخالف الرأي أو يتعاون مع األعداء ‪.‬‬
‫وقبيل النكبة أجتمع كبار عشيرة القرعان سراً لمقاوم‪FF‬ة الع‪FF‬دو الص‪FF‬هيوني ‪ ،‬والتخطي‪FF‬ط والتش‪FF‬اور لمجابه‪FF‬ة‬
‫الزحف الصهيوني‪ F‬والغطرسة الصهيونية‪ ، F‬فصرفوا حلي (ذهب) نساءهم وجمعوا ما لديهم من نقود ومدخرات‬
‫واش‪FF‬تروا به‪FF‬ا بواري‪FF‬د (بن‪FF‬ادق) لص‪FF‬د أي هج‪FF‬وم أو ع‪FF‬دوان م‪FF‬رتقب عليهم ‪ ،‬وللوق‪FF‬وف في وج‪FF‬ه الإره‪FF‬ابيين من‬
‫عصابات األرغون والهاجاناة ‪ ،‬ويقدر ع‪F‬دد البن‪F‬ادق ال‪F‬تي اش‪F‬تراها واقتناه‪F‬ا أبن‪F‬اء عش‪F‬يرة القرع‪F‬ان م‪F‬ا يق‪F‬ارب‬
‫عشرين بندقية ‪ ،‬عدا ما يملكون من مسدسات وخراطيش وطبنجات وغيرها ‪.‬‬
‫( إني معجب كل اإلعجاب بكفاح عرب فلسطين وبسالتهم ) ‪ ،‬هذا الكالم لهتلر في ح‪FF‬ديث م‪FF‬ع الس‪FF‬يد خال‪FF‬د‬
‫القرقني سنة ‪1935‬م ‪ ،‬وما يثبت ذلك أنه قد تحالف أبناء عشيرة القرعان مع من جاورهم من القرى والع‪FF‬ائالت‬
‫الفلسطينية المجاورة ‪ :‬كمسكه وبيار عدس وكفر سابا والش‪F‬وابكة والماللح‪F‬ة واللباب‪F‬دة والعرايش‪F‬ة وأب‪F‬و كش‪F‬ك ‪،‬‬
‫وذلك لصد الهجمات الصهيونية المحتمل‪FF‬ة من العص‪FF‬ابات الص‪FF‬هيونية إال إن الس‪FF‬الح ال‪FF‬ذي اش‪FF‬تروه ك‪FF‬ان غ‪FF‬الي‬
‫الثمن ونادر الوجود ‪ ،‬والذخيرة (الفشك) غال ونادر وشحيح وفاسد أحيانا ً ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وكان أبناء عشيرة القرعان يساعدون الفدائيين والث‪F‬وار والمتط‪FF‬وعين من ع‪FF‬رب وفلس‪FF‬طينيين ‪ ،‬في التوج‪FF‬ه‬
‫إلى مستعمرات المحتل وتخريب الممتلكات فيها أو نهبها ‪ ،‬وهذه الحياة المري‪FF‬رة عاش‪FF‬ها األه‪FF‬ل في منطق‪FF‬ة ياف‪FF‬ا‬
‫بفلسطين (يوم ل‪FF‬ك وي‪F‬وم علي‪FF‬ك) ‪ ،‬وفي المث‪FF‬ل (أن‪FF‬ا وابن عمي على الغ‪FF‬ريب)‪ ، F‬فتن‪FF‬ادى أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان‬
‫لمساعدة ج‪FF‬يرانهم وت‪FF‬أخير تح‪FF‬رك س‪FF‬يارات الع‪FF‬دو ‪ ،‬وتخ‪FF‬ريب الط‪FF‬رق ال‪FF‬تي يس‪FF‬لكها المس‪FF‬توطنون الص‪FF‬هاينة ‪،‬‬
‫بغرض تفويت الفرص عليهم ‪ ،‬وتأخير انجاز مهماتهم وعملياتهم اإلجرامية االنتقامية ضد شعبنا الفلسطيني في‬
‫كل مناطقه ‪ ،‬ومن أشهر المناضلين من عرب القرعان راجح سليمان القرعاني ‪ ،‬الذي مات متأثراً بلس‪FF‬عة أفعى‬
‫ربّاها على يديه ‪.‬‬
‫وكانت األعراس واألفراح الفلسطينية عند عشيرة القرعان ‪ ،‬تكون األغاني فيها ممزوجة ب‪FF‬الحس الوط‪FF‬ني‬
‫والح‪FF‬نين لل‪FF‬وطن ومحبت‪FF‬ه وعش‪FF‬قه ‪ ،‬م‪FF‬ع لوع‪FF‬ة وحس‪FF‬رة وألم ‪ ،‬وفي س‪FF‬نة ‪1948‬م أحس أهلن‪FF‬ا القرع‪FF‬ان بعظم‬
‫المصيبة وكبر النكبة وبالخيان‪FF‬ة الك‪FF‬برى من حكوم‪FF‬ات وجي‪FF‬وش قادم‪FF‬ة ش‪FF‬كالً لتحري‪FF‬ر فلس‪FF‬طين وتخليص‪FF‬ها من‬
‫االحتالل الصهيوني والمؤامرة‪ F‬االنجليزية العالمية بأنه ‪ :‬أجو الغرب يطحونا ‪.‬‬
‫وقبيل النكبة كانت العشيرة تجتمع بكل حمايلها في مضافة الحج إبراهيم العويصي للتشاور والتفاهم وطرح‬
‫اآلراء والسماع للراديو وتصريحات الزعماء والق‪FF‬ادة ‪ ،‬وحض‪FF‬ر بعض الشخص‪FF‬يات وع‪FF‬دد من الق‪FF‬ادة من جيش‬
‫اإلنقاذ والثوار لمضافة الحج إبراهيم العويصي ‪ ،‬ولكن المصيبة الكبرى أنهم كانوا يقولون ‪ :‬م‪FF‬اكو أوام‪FF‬ر ‪ :‬أي‬
‫ال يوجد أوامر معنا لمحاربة ومقاتلة اليهود ‪ ،‬وك‪FF‬ذلك ك‪FF‬انوا يقول‪FF‬ون ‪ :‬ال يوج‪FF‬د ل‪FF‬دينا س‪FF‬الح ك‪FF‬اف وال ال‪F‬ذخيرة‬
‫الوفيرة وال التخطيط الجيد ‪ ،‬وأن حضورنا لفلسطين ك‪FF‬ان اس‪FF‬ماً وش‪FF‬كالً ال فعالً ‪ ،‬ولكن الكث‪FF‬ير من الفلس‪FF‬طينيين‬
‫استبشروا خيراً بقدوم الجيوش العربية لمناطقهم ‪ ،‬وخاصة الجيش الع‪FF‬راقي ‪ ،‬وم‪FF‬ع ازدي‪FF‬اد الهجم‪FF‬ة الص‪FF‬هيونية‪F‬‬
‫على منطقة يافا وزحف الصهاينة الحتالل كل المناطق فيها ‪ ،‬ومنها مناطق القرعان ‪ ،‬ومع اإلشاعات المتزايدة‬
‫بأن مناطق القرعان س‪F‬تكون من‪F‬اطق ت‪FF‬دريب وتم‪FF‬رين للجيش الص‪F‬هيوني‪ ، F‬ولعص‪F‬ابات الم‪F‬ؤامرة‪ F‬االنجليزي‪F‬ة ‪،‬‬
‫ظا على حي‪FF‬اة الس‪FF‬كان‬‫وإعالم شخصيات موالية بأن المنطقة في خطر ويجب الرحيل منها بأقص‪FF‬ى س‪FF‬رعة حفا ً‬
‫اآلمنين ودوابهم وماشيتهم ‪ ،‬وأخذ أهلنا باألمثال ‪ :‬قيس قبل ما تغيص والكف ما بالطم مخرز ‪.‬‬
‫وكذلك ازدياد المذابح والمجازر الصهيونية في القرى المجاورة لهم ‪ ،‬رأى أهلنا الرحيل إلى مناطق قريب‪FF‬ة‬
‫مجاورة ‪ ،‬لكن قلوبهم بقيت مدمية وعيونهم باكية على أراضيهم وممتلكاتهم ودوابهم ‪ ،‬وكانوا يتساءلون بمرارة‬
‫إلى أين الرحيل ؟ وكم سنمكث بعيدين عن ت‪FF‬راب أرض‪FF‬نا الغالي‪FF‬ة ؟ ‪ ،‬لكن ال‪FF‬واجب الوط‪FF‬ني عن‪FF‬د أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة‬
‫القرعان حتم عليهم مساعدة إخوانهم وأصدقائهم في المثلث الفلسطيني واللد والرملة ومسكة وبيار عدس وكف‪FF‬ر‬
‫سابا وكل مناطق يافا وغيرها من المناطق الفلسطينية ‪ ،‬حيث ذهب بعض المتطوعين من أبناء عشيرة القرعان‬
‫لمقاومة االحتالل واالستيطان ‪ ،‬ومساعدة القرى المجاورة في صد الهجمات عنها سراً ‪ ،‬وكان الإنجليز يثيرون‬
‫الدس‪FF‬ائس والفتن والنع‪FF‬رات بين القبائ‪FF‬ل ‪ ،‬بغ‪FF‬رض االقتت‪FF‬ال وإلهائهم ببعض‪FF‬هم البعض ‪ ،‬ولكن ص‪FF‬حوة األه‪FF‬ل‬
‫ويقظتهم أمثال الحاج إبراهيم عويصي وإخوته وكبار عشيرة القرعان ‪،‬أفسد عليهم مخططاتهم الوحشية الخبيثة‬
‫وعند النكبة والقرار بالرحيل حمل أبناء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان الحماي‪FF‬ل المج‪FF‬اورة م‪FF‬ا يس‪FF‬تطيعون حمل‪FF‬ه عن‪FF‬دما‬
‫غادروا مناطقهم ‪ ،‬وكانوا على أم‪FF‬ل الع‪FF‬ودة القريب‪FF‬ة إلى أوط‪FF‬انهم ‪ ،‬كم‪FF‬ا وع‪FF‬دهم االنجل‪FF‬يز وبعض الشخص‪FF‬يات‬
‫المحلية ‪ ،‬وكانت مجرد تدريبات ومناورات بالذخيرة الحية تستمر لمدة أيام وقد تط‪FF‬ول إلى ش‪FF‬هر ‪ ،‬وك‪FF‬ان الك‪FF‬ل‬
‫حريص على حياته وممتلكاته ‪ ،‬فتركوا أرض‪FF‬هم وبالدهم وممتلك‪FF‬اتهم على مض‪FF‬ض وخ‪FF‬وف ‪ ،‬ونتيج‪FF‬ة ال‪FF‬رعب‬
‫‪70‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫والخوف لم يذهبوا بعيداً عن أوطانهم وسكناهم ‪ ،‬فصمموا المكوث عند أقرب بقعه عن أراضيهم وبس‪FF‬اتينهم في‬
‫قلقيلية وحبله ورأس عطية واللد والرملة والطيرة والطيبة وغيرها ‪ .‬ولكنهم كانوا يحملون معهم مف‪FF‬اتيح الع‪FF‬ودة‬
‫بأيديهم ‪ ،‬وما زال األبناء يلوحون بها أمالً ورغب‪FF‬ة وش‪FF‬وقاً إلى الع‪FF‬ودة إن ش‪FF‬اء هللا ‪ ،‬وها هي كلم‪FF‬ات الختياري‪F‬ة‬
‫التي ما زالوا يتفوهون بها ‪ ( :‬يا س‪FF‬قا هللا ‪ ،‬ق‪FF‬ربت ‪ ،‬بتف‪FF‬رج ‪ ،‬ف‪FF‬رج هللا ق‪FF‬ريب ‪ ،‬بكرة بطل‪FF‬ع الص‪FF‬بح ‪ ،‬الص‪FF‬بح‬
‫ناطره قريب ‪ ،‬والبد من طلوع الشمس ‪ ،‬صبراً آل ياسر ) ‪ ،‬وفي الوقت الحالي انخرط العديد من أبناء عش‪FF‬يرة‬
‫القرع‪FF‬ان في ص‪FF‬فوف الف‪FF‬دائيين الفلس‪FF‬طينيين ‪ ،‬وفي الث‪FF‬ورة الفلس‪FF‬طينية ‪ ،‬وك‪FF‬ذلك في أجه‪FF‬زة الس‪FF‬لطة الوطني‪FF‬ة‬
‫الفلسطينية ‪ ،‬وصوالً للدولة الفلس‪FF‬طينية المس‪FF‬تقلة وعاص‪FF‬متها الق‪FF‬دس الش‪FF‬ريف إن ش‪FF‬اء هللا ‪ ،‬وفي األردن دخ‪FF‬ل‬
‫العديد من الفلسطينيين في صفوف الجيش األردني بكل أقس‪FF‬امه ‪ ،‬مش‪FF‬كلين م‪FF‬ع اخ‪FF‬وانهم األردن‪FF‬يين وح‪FF‬دة قوي‪FF‬ة‬
‫صلبة ‪ ،‬وبناء مترابط ومتماسك وهدف الجميع العطاء واألمن والخير ‪.‬‬

‫التحالفات والفزعات عند عشيرة القرعان‬


‫ألبناء عشيرة عرب القرعان من عرب البحر وعرب النهر طيبة ال تص‪FF‬ور ‪ ،‬وروح وطني‪FF‬ة ص‪FF‬ادقة تع‪FF‬بر‬
‫عن حبهم لألرض والشجر والحجر ولكل البشر ‪ ،‬وإنهم رمز من شعب يحب الحياة والتع‪FF‬اون وص‪FF‬دق التراب‪FF‬ط‬
‫واإلخاء والوالء واالنتماء ‪ ،‬ومن عاداتهم إيواء المظلوم والدخيل والملهوف‪ F‬وإكرام الض‪FF‬يف والعون‪FF‬ة والفزع‪FF‬ة‬
‫عند اشتداد األمر ‪ ،‬وعندما زادت الهجمة الصهيونية بمستوطنيها ومنظماتها اإلرهابية ضد الفلسطينيين في ك‪F‬ل‬
‫مكان ‪ ،‬قرر أبناء عشيرة القرعان االلتحاق ب‪FF‬القوى الوطني‪FF‬ة لمقاوم‪FF‬ة االحتالل والمس‪FF‬توطنين‪ F‬المتوحش‪FF‬ين من‪FF‬ذ‬
‫العش‪FF‬رينيات وح‪FF‬تى األربعيني‪FF‬ات من النكب‪FF‬ة ‪ ،‬بط‪FF‬رق وأس‪FF‬اليب ع‪FF‬دة منه‪FF‬ا مقاطع‪FF‬ة المس‪FF‬توطنات ‪ ،‬وتروي‪FF‬ع‬
‫المستوطنين في المستعمرات المجاورة لهم ‪ ،‬وسد وتخريب الطرق المؤدية للمستعمرات ‪ ،‬بالتعاون م‪FF‬ع الث‪FF‬وار‬
‫والمتطوعين من عرب وفلسطينيين ‪ ،‬وتقديم المعونة واإليواء لهم ‪ ،‬وإيصالهم إلى أهدافهم المنشودة ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وقام أبناء عشيرة القرعان بشراء السالح والذخيرة ‪ ،‬م‪FF‬ع الت‪FF‬دريب والتم‪FF‬رين على مقارعة الع‪FF‬دو بالس‪FF‬الح‬
‫األبيض بالتعاون مع القرى المجاورة على صد الهجمات المباغتة ‪ ،‬وقام القرعان بالفزعة للقرى المجاورة عند‬
‫محاولة األعداء تدمير بيوتها وقتل أبنائها ‪ ،‬كمذبحة الشوابكة ‪ ،‬وبيار عدس ‪ ،‬وسلمة ‪ ،‬وكفر س‪FF‬ابا ‪ ،‬والط‪FF‬يرة ‪،‬‬
‫والطيبة ‪ ،‬واللد ‪ ،‬والرملة ‪ ،‬وكان أبناء عشيرة القرعان يقومون بإبالغ الق‪FF‬رى المج‪FF‬اور والع‪FF‬ائالت الفلس‪FF‬طينية‬
‫األخرى بتحركات العدو العسكرية وت‪FF‬دريباتهم بال‪FF‬ذخيرة الحي‪FF‬ة وأن‪FF‬واع س‪FF‬الحهم ‪ ،‬كم‪FF‬ا تض‪FF‬امن أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة‬
‫القرعان وتحالفوا مع العائالت المجاورة لهم في الطيرة والطيبة ويافا واللد والرملة وغيرها ‪.‬‬
‫انضم أفراد من عشيرة القرعان كمتطوعين في الهجمة مع أبي كشك على مدينة ملبس ( بتاح تكفا ) س‪FF‬نة‬
‫‪1921‬م ‪ ،‬وبعدها أخذ الناس بالنشيد ‪ ( :‬يوم الخميس خزينا إبليس خلينا ملبس حراي‪FF‬ق ) ‪ ،‬وبع‪FF‬د النكب‪FF‬ة مباش‪FF‬رة‬
‫دخل أفراد من أبناء عشيرة القرعان في الحرس الوطني الليلي في مدينة قلقيلية لحماية الناس وممتلكاتهم س‪FF‬واء‬
‫مواطنين أو الجئين ‪.‬‬
‫دخ‪FF‬ول أف‪FF‬راد من أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان إلى األردن والتح‪FF‬اقهم ب‪FF‬الجيش األردني ‪ ،‬وك‪FF‬ذلك االنض‪FF‬مام‬
‫واالنخراط بالمنظمات الفدائية الفلسطينية المختلفة ‪ ،‬لمقاومة العدو ومقارعت‪FF‬ه وإن‪FF‬زال أك‪FF‬بر الخس‪FF‬ائر ب‪FF‬ه ‪ ،‬أم‪FF‬ا‬
‫الآن فقد دخل العديد من أبناء القرعان في أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية بأنواعه‪FF‬ا المختلف‪FF‬ة ‪ ،‬ليش‪FF‬اركوا في‬
‫بناء واستقالل فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وبناء مؤسساتها الشعبية والرسمية ‪.‬‬
‫وكذلك انخراط بعض أبناء عشيرة القرعان في الجيش األردني لمقاومة العدو ‪ ،‬وت‪FF‬أمين الح‪FF‬دود العربي‪FF‬ة ‪،‬‬
‫وحماية األمن والنظام والوطن والمواطن‪. F‬‬

‫تهجير وترحيل القرعان عن مناطقهم في يافا‬


‫كانت عملية تهجير المواطنين الفلسطينيين عن مدنهم وق‪FF‬راهم وع‪FF‬زبهم وأراض‪FF‬يهم وبس‪FF‬اتينهم وممتلك‪FF‬اتهم‬
‫مؤلمة ومهلكة ومرهقة بطرق عدة منها ‪ :‬التحايل بأنها أراض مباعة ‪ ،‬أو أنها مناطق مشاع للدولة العثماني‪FF‬ة ‪،‬‬
‫أو ألنه‪FF‬ا من‪FF‬اطق تابع‪FF‬ة لألوق‪FF‬اف اإلس‪FF‬المية ( أرض وقف ) ‪ ،‬أو بس‪FF‬بب عملي‪FF‬ة إره‪FF‬اب المواط‪FF‬نين وتخ‪FF‬ويفهم‬
‫بالت‪FF‬دريبات العس‪FF‬كرية والمن‪FF‬اورات المباغت‪FF‬ة والمفاجئ‪FF‬ة ‪ ،‬أو بس‪FF‬بب قت‪FF‬ل مواط‪FF‬نين أبري‪FF‬اء ب‪FF‬دون س‪FF‬بب وعم‪FF‬ل‬
‫المجازر والمذابح في القرى وبين العائالت والحمائل ليالً ‪ ،‬أو بسبب عم‪FF‬ل كم‪FF‬ائن ‪ ،‬أو زرع ألغ‪FF‬ام ومتفج‪FF‬رات‬
‫حول بيوت الناس اآلمنيين وحول بساتينهم ‪ ،‬أو بسبب تدمير ممتلكات وبساتين األهالي ليالً ونهاراً ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫مما دب الرعب والخوف في قلوب مواطني وس‪FF‬اكني أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان البح‪FF‬ريين والنه‪FF‬ريين‪ ، F‬ولكن‬
‫الحمل كان ثقيالً على أبناء العشيرة ‪ ،‬فالبيارات والبساتين محملة بالثمار ‪ ،‬والبي‪FF‬ادر مليئ‪FF‬ة ب‪FF‬الغالل والقط‪FF‬اني ‪،‬‬
‫والمخازن والخوابي تحوي كميات من قمح وش‪FF‬عير وذرة وسمس‪FF‬م ومحاص‪FF‬يل أخ‪FF‬رى ‪ ،‬وأن هن‪FF‬اك بس‪FF‬اتين من‬
‫الخضار والفواكه والحبوب لم تقطف بعد ولم تحصد ألنه اقترب وقت الحصيدة وقبيل انتهاء المدارس ‪.‬‬

‫ولكن األوامر جاءت مفاجئة وظالمة على أبناء عشيرة القرع‪FF‬ان ب‪FF‬إخالء مس‪FF‬اكنهم والرحي‪FF‬ل من أراض‪FF‬يهم‬
‫فوراً ‪ ،‬بأمر من أبو كشك وشخصيات أخرى ‪ ،‬وبحجج واهي‪FF‬ة غ‪FF‬ير مقنع‪FF‬ة ‪ ،‬بأن‪FF‬ه يجب ت‪FF‬رك المنطق‪FF‬ة بس‪FF‬رعة‬
‫ولمدة بسيطة ‪ ،‬لأن الإنجليز وعصابات اليهود سيقومون بعمل مناورات بالذخيرة الحية ‪ ،‬وأنه‪FF‬ا س‪FF‬تقتل ك‪FF‬ل من‬
‫تجده بعد مهلة محددة أعطوها ألبناء عشيرة القرعان ‪ ،‬فبعض الن‪FF‬اس من القرع‪FF‬ان أخ‪FF‬ذوا دوابهم معهم ‪ ،‬ألنه‪FF‬ا‬
‫مصدر حياتهم ‪ ،‬فمنها المأكل والمشرب ‪ ،‬وبعض األهالي باعوا أبقارهم ودوابهم لسكان المستعمرات‪ F‬المجاورة‬
‫أو لبعض العائالت اليافاوي‪FF‬ة بأس‪FF‬عار زهي‪FF‬دة وبس‪FF‬يطة ‪ ،‬والبعض ك‪FF‬ان يبيعه‪FF‬ا نه‪FF‬اراً ويتس‪FF‬لل ويحض‪FF‬رها ليالً ‪،‬‬
‫فاألهل تركوا بساتينهم وأراضيهم‪ F‬وممتلكاتهم ‪ ،‬ورحلوا لمدن وقرى فيها األمن واألم‪F‬ان ‪ ،‬مث‪FF‬ل قلقيلي‪F‬ة ون‪F‬ابلس‬
‫وجلجوليا وخريش وحبله ورأس طيرة ووادي التين ورأس العين ووادي قان‪FF‬ا وكف‪FF‬ر الق‪FF‬ف وكف‪FF‬ر جم‪FF‬ال وكف‪FF‬ر‬
‫عبوش والى مناطق في األغوار ‪ ،‬وهناك عدد من أبناء العش‪F‬يرة لج‪F‬أ إلى منطق‪F‬ة الط‪F‬يرة والطيب‪F‬ة وغيره‪F‬ا من‬
‫آمال بالعودة والرجوع ‪ ،‬ولكن حجم المؤامرة كان كب‪FF‬يراً والنكب‪FF‬ة ك‪FF‬انت‬
‫المناطق القريبة من مناطقهم األصلية ‪ً ،‬‬
‫عظيمة ومفزعه ‪ ،‬وما زال أبناء العشيرة صغاراً وكباراً ‪ ،‬ذكوراً وإناثا ً يحلم‪FF‬ون ب‪FF‬العودة ‪ ،‬وكلهم أم‪FF‬ل وش‪FF‬وق‬
‫وحنين إلى أراض‪FF‬يهم وبس‪FF‬اتينهم ومن‪FF‬ازلهم مهم‪FF‬ا ك‪FF‬انت ‪ ،‬والبعض من الختياري‪F‬ة كب‪FF‬ار الس‪FF‬ن م‪FF‬ا زال متمس‪FF‬كاً‬
‫بمفاتيح بيته ‪ ،‬ليعود إليه‪FF‬ا بع‪FF‬زة وأنف‪FF‬ة وكرام‪FF‬ة وش‪FF‬رف ‪ ،‬لأن ع‪FF‬رقهم ودم‪FF‬اءهم وأجس‪FF‬ادهم اختلطت ب‪FF‬األرض‬
‫الفلسطينية الطاهرة الطيبة ‪ ،‬واالرض امانة يجب المحافظة عليها ‪.‬‬

‫ففي أواخر حزيران يونيو قرر الصندوق‪ F‬القومي اليه‪FF‬ودي والوكال‪FF‬ة الص‪FF‬هيونية‪ F‬ط‪FF‬رد الع‪FF‬رب من من‪FF‬اطق‬
‫سكناهم من القرى والعزب والهجر الحمايل والعائالت ومنهم عرب القرعان ( من عرب البحر وعرب النهر )‬
‫وان العسكريين والسياسيين الصهاينة ‪ ،‬صمموا على جعل المنطقة الساحلية بين تل أبيب وج‪FF‬ديرة بأنه‪FF‬ا تش‪FF‬كل‬
‫قلب الدولة اليهودية المنتظرة ‪ ،‬وبالتالي يجب أن تكون خالية من السكان العرب ‪ ،‬وك‪FF‬ذلك تس‪FF‬وية جمي‪FF‬ع بي‪FF‬وت‬
‫العشيرة وغيرها من الهج‪FF‬ر والع‪FF‬زب والحماي‪FF‬ل المحيط‪FF‬ة بع‪FF‬رب القرع‪FF‬ان ب‪FF‬األرض ‪ ،‬وذل‪FF‬ك باله‪FF‬دم والت‪FF‬دمير‬
‫‪73‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫والطمس ‪ ،‬وأن جميع القرى العربية يجب أن تهدم وتسوى باألرض وتصادر بحج‪FF‬ة أنه‪FF‬ا أمالك غ‪FF‬ائبين ‪ ،‬وق‪FF‬د‬
‫قال الشاعر عمر أبو ريشة يتحدث عن هموم النكبة وتردي حال االمة العربية في قصيدته ( أمتي ) ‪:‬‬

‫ملء أفواه الصبايا اليتم‬ ‫رب وا معتصماه انطلقت‬


‫لم تالمس نخوة المعتصم‪F‬‬ ‫المست أسماعهم لكنها‬
‫إن يك الراعي عدو الغنم‬ ‫ال يالم الذئب في عدوانه‬
‫وفي قصيدة فلسطين للشاعر علي محمود طه يقول فيها ‪:‬‬
‫ق ال ِجهَا ُد و َح َّ‬
‫ق الفـــــِدَا‬ ‫فح َّ‬
‫َ‬ ‫جاو َز الظالمونَ ال َمدَى‬ ‫َأ ِخي َ‬
‫ةَ مـــَج َد اُألبَــ َّو ِة والسُّؤ َددَا‬ ‫ُروب‬
‫غصبون الع َ‬ ‫َأنتر ُكهُم يَ ِ‬
‫صوتا ً لنا أو صدى‬ ‫يُ ِجيبُونَ َ‬ ‫ُّيوف‬‫ليل الس ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫بغير َ‬‫ِ‬ ‫وليسُوا‬
‫فلــيس لــه بَع ُد أن يُغــ َمدا‬ ‫ك من ِغم ِد ِه‬ ‫فَ َج ِّرد ُح َسا َم َ‬
‫وعدَنا ال َغدَا‬ ‫َأ َرى اليوم َم ِ‬ ‫العربي اَأل ُّ‬
‫بي‬ ‫ُّ‬ ‫َأخي َأيُّهــا‬
‫ضالَ َل وتُحيي الهُدَى‬ ‫تَ ُر ُّد ال َّ‬ ‫ق في ُأ َّم ٍة‬ ‫َأخي َأقبَ َل ال َّشر ُ‬
‫أع َّد لها الذابحـــون ال ُمدى‬ ‫إن في القدس أختا ً لنا‬ ‫أخي َّ‬
‫و ُكنَّا لهُــــم قَـدَراً ُمرصدا‬ ‫صبَرنا على غَدرهم قا ِدرينَ‬
‫فطَارُوا هَبَا ًء وصارُوا ُسدَى‬ ‫طلَعنا عليهم طُلو َع ال َمنُ ِ‬
‫ون‬
‫والمسجدا‬
‫ِ‬ ‫لنَح ِمي الكنـيسةَ‬ ‫ين‬‫المشرقَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأخي قُم إلى قِبلَ ِة‬
‫شهداء التسلل من أبناء عشيرة القرعان اثر النكبة الفلسطينية‬
‫( ما بين ‪1950 – 1947‬م)‬
‫هذه الشهادة التي اعتبرها الكثير من المؤرخين بأنها نوع من أنواع المقاومة للعدو الصهيوني وإنزال اك‪FF‬بر‬
‫الخسائر به ‪ ،‬وكان هدف المتسللين من الوطنيين الفلسطينيين والعرب الش‪FF‬جعان ‪ ،‬إرب‪F‬اك الع‪F‬دو وقض مض‪FF‬جع‬
‫مستوطنيه ‪ ،‬وإشعارهم بأن هذه األرض الفلسطينية لها أصحاب شرعيين متأصلة جذورهم باألرض مهما طال‬
‫الزمن ‪ ،‬لذلك اعتبروا نهب كبوتسات اليهود وال‪FF‬تي تح‪FF‬وي أبق‪FF‬ار وخي‪FF‬ول وأغالل ‪ ،‬ونهب ممتلك‪FF‬ات الع‪FF‬دو من‬
‫فواكه وخضار ‪ ،‬الذي كان يتم ليالً هو من حقوقنا المسلوبة التي يجب استردادها ‪ ،‬مما أوق‪FF‬ع الخس‪FF‬ائر الكب‪FF‬يرة‬
‫في ميزانية العدو ومستوطنيه وجنوده ‪ ،‬وعرف من شهداء عشيرة القرعان اآلتية ‪:‬‬
‫صالح سالم أبو عصب ‪.‬‬
‫سعيد عطية أبو شاهين ‪.‬‬
‫سالم حمدان قرعان ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫محمود عطية العويصي ‪.‬‬
‫موسى أبو سلمي ‪.‬‬
‫وهناك العديد غيرهم الذين نحتسبهم عند هللا ش‪F‬هداء ‪ ،‬ونق‪FF‬ول أن التس‪F‬لل ظ‪F‬اهرة من نت‪F‬اج الح‪FF‬رب العربي‪FF‬ة‬
‫اإلسرائيلية ‪ ،‬أثر نكبة سنة ‪1948‬م ‪ ،‬بعد أن تجزأت أرض الوطن – فلس‪FF‬طين – ‪ ،‬وارتس‪FF‬مت ل‪FF‬ه ح‪FF‬دود جدي‪FF‬دة‬
‫تآمرية استعمارية صليبية خبيثة ‪ ،‬فالصهاينة سموا ذلك بالتسلل ‪ ،‬ولكن الحق أن العائد إلى وطنه إنسان شرعي‬
‫شريف ‪ ،‬فقام مجموعات من الفلسطينيين بالرجوع إلى مدنهم أو قراهم أو عربهم أو هجرهم أو أم‪FF‬اكن س‪FF‬كناهم‬
‫لمعرفة ما حل بها وبممتلكاتهم ‪ ،‬والبعض قام بالتقاط ثمار بس‪FF‬اتينهم وبي‪F‬اراتهم ‪ ،‬ال‪F‬تي زرعه‪F‬ا اآلب‪F‬اء واألج‪FF‬داد‬
‫ليأكلوا منها ويطعم‪F‬وا ع‪F‬ائالتهم ويوزعوه‪F‬ا على بعض‪F‬هم ‪ ،‬والبعض منهم ق‪F‬ام باس‪F‬ترجاع واس‪F‬ترداد ح‪F‬وائجهم‬
‫وأغراضهم ودوابهم وممتلك‪F‬اتهم ‪ ،‬وآخ‪F‬رين ق‪F‬اموا بس‪F‬لب أبق‪F‬ار الع‪F‬دو الهولندي‪F‬ة والخي‪F‬ول األص‪F‬لية ‪ ،‬والبعض‬
‫قطف الثمار من بيارات الكيبوتسات اليهودية ‪ ،‬وذل‪FF‬ك ب‪FF‬روح وطني‪FF‬ة جريئ‪FF‬ة وش‪FF‬جاعة ‪ ،‬والبعض ق‪FF‬ام بته‪FF‬ريب‬
‫متطوعين عرب وفلسطينيين لمقاومة وقتل أعداداً من العصابات اليهودية وأعوانهم ‪.‬‬
‫المستعمرات التي أقيمت حول مناطق عشيرة القرعان‬
‫هرتسيليا ‪ ،‬رعنانيا ‪ ،‬بيتاح تكفا ( ملبس ) ‪ ،‬جيتع‪F‬ام ‪ ،‬رم‪F‬ات حاي‪F‬ل ‪ ،‬ع‪F‬د يس‪F‬لم – ‪ 1950‬ب‪F‬القرب من بي‪F‬ار‬
‫عدس ‪ ،‬تساهال ‪ ،‬ابلم ميتشماع ‪ ،‬سبيا ‪ ،‬كلماني‪FF‬ا ‪ ،‬ش‪FF‬معون نافي‪FF‬ه ه‪FF‬دار ‪ ،‬ش‪FF‬اؤول ‪ ،‬مق‪FF‬ديل ‪ ،‬ه‪FF‬ار ش‪FF‬لوم ‪ ،‬ني‪FF‬تر‬
‫موليدت وغيرها ‪...‬‬

‫أماكن سكن أبناء العشيرة بعد النكبة والنكسة وحتى اليوم‬


‫بعد نكبة الشعب الفلسطيني التي حدثت بتاريخ ‪1948\5\15‬م ‪ ،‬كان التفكير يشغل بال الجمي‪FF‬ع أين ستس‪FF‬كن‬
‫عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان ؟ والى م‪FF‬تى ؟ ‪ ،‬ففك‪FF‬روا في ه‪FF‬ذا األم‪FF‬ر قب‪FF‬ل ح‪FF‬دوث النكب‪FF‬ة بس‪FF‬نوات حيث ك‪FF‬انوا يجتمع‪FF‬ون‬
‫ويتشاورون ‪ ،‬وكان لديهم بعد نظر بأن المستوطنين اليهود سيطردونهم ي‪FF‬وم م‪FF‬ا ‪ ،‬ع‪FF‬دا عن س‪FF‬ماعهم لإلذاع‪FF‬ات‬
‫بأن النكبة أص‪FF‬بحت ق‪FF‬اب قوس‪FF‬ين أو أدنى وأن الرحي‪FF‬ل س‪FF‬يلحق بهم ‪ ،‬فك‪FF‬ر أبن‪FF‬اء القرع‪FF‬ان بالس‪FF‬كن الق‪FF‬ريب من‬
‫بالدهم وأراضيهم ومسقط رأسهم يافا ومنطقتي البحر المتوس‪FF‬ط ونه‪FF‬ر العوج‪FF‬ا ‪ ،‬فق‪FF‬رروا اللج‪FF‬وء والرحي‪FF‬ل إلى‬
‫مدينة قلقيلية وقراها أو إلى مدينة نابلس وقراها ‪ ،‬حيث أن الحياة في قلقيلي‪F‬ة ومناطقه‪F‬ا تش‪FF‬به الحي‪F‬اة في من‪FF‬اطق‬
‫يافا ‪ ،‬حيث الجو والمعيشة وطيبة الناس ‪ ،‬وقربها من مناطقهم التي احتلها الع‪FF‬دو ‪ ،‬وس‪FF‬يكونون قري‪FF‬بين إن ك‪FF‬ان‬
‫هناك عودة أو رجوع إلى الوطن األم يافا وهذا ما بقي يحلم به كبار العشيرة ‪.‬‬
‫فبعض الناس اتجه إلى السكن والتحرك إلى جلجوليا وحبله ورأس عطية ووادي قانا وكف‪FF‬ر عب‪FF‬وش وكف‪FF‬ر‬
‫القف وع‪FF‬زون ‪ ،‬والبعض اخت‪FF‬ار الس‪FF‬كن في الط‪FF‬يرة أو الطيب‪FF‬ة ‪ ،‬والبعض س‪FF‬كن في الل‪FF‬د أو الرمل‪FF‬ة ‪ ،‬والبعض‬
‫الآخر من القرعان نأى بنفسه إلى مناطق أبعد في غور األردن ‪ ،‬وخاص‪FF‬ة وادي الص‪FF‬افي وأب‪FF‬و عبي‪FF‬دة وكريم‪FF‬ة‬
‫ووقاص ‪ ،‬وبعضاً من الجئي القرعان سكنوا في مخيم بالطة الذي استأجرته لهم وكالة الغوث ( االنروا ) على‬
‫حسابها الخاص حيث استأجرت مناطق المخيم لمدة ‪ 99‬سنة ‪ ،‬لكن أهلنا بقوا متأملين بالعودة الى وطنهم األم ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وهن‪FF‬اك بعض منهم ازداد بعداً ف‪FF‬ذهب ل‪FF‬دول س‪FF‬وريا ولبن‪FF‬ان والع‪FF‬راق ‪ ،‬والبعض األخ‪FF‬ر ذهب إلى ليبي‪FF‬ا‬
‫والكويت والخليج العربي كي يبحثوا عن قوت عيشهم وحياة أفض‪FF‬ل ‪ ،‬فيه‪FF‬ا أمن وأم‪FF‬ان ومعيش‪FF‬ة مقبول‪FF‬ة وأينم‪FF‬ا‬
‫وجد القرعان شمروا عن ساعد الجد وأخذوا يعمل‪FF‬ون ويش‪FF‬تغلون بهم‪FF‬ه ونش‪FF‬اط في المت‪FF‬اجر والم‪FF‬زارع والبن‪FF‬اء‬
‫والعمران والعتالة ومناجم الفوسفات وعمل السالسل الحجرية وتحميل وبيع الزبل والتبن ونقل الحجارة وجم‪FF‬ع‬
‫الحطب ‪ ،‬واشتروا األراضي وبنوا لهم مساكن على حسابهم الخ‪FF‬اص ‪ ،‬كالش‪FF‬قق والفل‪FF‬ل والعم‪FF‬ارات والقص‪FF‬ور‬
‫هذا في فترة الخمسينيات والستينيات وحتى اليوم واثثوها بافخم االثاث ‪.‬‬
‫أما اآلن أخذ أبناء عشيرة القرعان باالنخراط بالوظائف الحكومية في المملكة األردنية الهاشمية ‪ ،‬وحصلوا‬
‫على جوازات سفر أردنية ‪ ،‬ليسهل لهم السفر إلى كل بالد العالم ‪ ،‬بكل سهولة وحرية وامان ‪.‬‬
‫وتطورت المخيمات سواء في األردن أو في فلسطين ‪ ،‬لتصبح دوراً وعماير ‪ ،‬وتحس‪FF‬نت المعيش‪FF‬ة وتحس‪FF‬ن‬
‫الدخل عند بعض الفلسطينيين ‪ ،‬وشروا أراض لهم كملك شخصي ‪ ،‬وبنوا العم‪FF‬اير والفل‪FF‬ل والقص‪FF‬ور ‪ ،‬وعمل‪FF‬وا‬
‫المحالت سواء في األردن أو فلسطين ‪ ،‬واصبح لهم وضع مميز ‪.‬‬
‫ولكنهم مهما كانت حياتهم ال زالوا يحلمون ب‪F‬العودة إلى وطنهم األم فلس‪FF‬طين ‪ ،‬ومس‪FF‬قط رأس‪FF‬هم في من‪FF‬اطق‬
‫يافا ‪ ،‬وأملهم باهلل كبير والفرج من هللا والصبح ناظره قريب بعون هللا ‪.‬‬

‫قصيدة األستاذ إبراهيم محمد عويصي بعنوان يا ابن العويصي‪: F‬‬


‫وقــــــــــــل لكــ ّل الحاقـــدين ال ال‬ ‫قم لألوطـــــــان وفِّها اإلجالال‬
‫ففي الهيجا تراهم شموسا ورجاال‬ ‫أسود األوطان نعرفهم جميعا ً‬
‫كنــــــــــــور الشّمس نقا ًء وجالال‬ ‫يا د ّرهم عند الوقيـعة نورهم‬
‫خسئ من قـــــال في األمر اختالال‬ ‫قرعــــــان أص ٌل وفص ٌل وفخ ٌر‬
‫فانـــــــتم لـــــــــــها يمينا ً وشماال‬ ‫قرعان ُهبُّوا واصنعوا المعجزات‬
‫وبرهنتم للجميع أنكم كواكب‪ r‬تتالال‬ ‫قارعتم ونازلتم وخاصمتم عدى‬
‫شــــــــــــهيد واألسير واالبطاال‬
‫ال ّ‬ ‫ضحيــتم وناضلـــتم فقدمــــــتم‬
‫إن ج ّد الجــــــــ ّد وإن حكم النزاال‬ ‫قرعــــــان من لألوطان غيركم‬
‫مع العبـــــاس تخوضون النِّضاال‬ ‫عاهدتم الياسر منذ عه ٍد وما زلتم‬
‫وإخوةٌ ومحبةٌ ال تعـــرف المحاال‬ ‫نحن في قلقيلية اإليــــــــــاد أه ٌل‬
‫ســــــفينة لنبلغ المناال‬
‫نقـــــود ال ّ‬ ‫ع حصينٌ‬
‫نحن لسلطة العباس در ٌ‬

‫‪76‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫إن حمي الوطيس كنت بركانا ً وزلزاال‬ ‫يـــــا ابن الــــــــعويصي أنت لها‬

‫ونقـــــــــول لك ّل المتآمرين ال ال‬ ‫ســـــــنعيدها وندويها بـــــــــفخ ٍر‬

‫وقــــــــل لــــــك ّل الغاصبين ال ال‬ ‫قــــــم لألوطــــــان وفِّها اإلجالال‬

‫األستاذ‪ .‬إبراهيم محمد عويصي‬

‫الفصل الخامس‬
‫( العويصات )‬

‫‪ .1‬من مسميات عائلة العويصات ‪.‬‬

‫‪ .2‬سكن عائلة العويصات ‪.‬‬

‫‪ .3‬الطقوس الدينية عند عائلة العويصات ‪.‬‬

‫‪ .4‬المأكل والمشرب عند عائلة العويصات ‪.‬‬

‫‪ .5‬الملبس عند عائلة العويصات ‪.‬‬

‫‪ .6‬عادات وتقاليد عائلة العويصات ‪.‬‬


‫‪77‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫‪ .7‬تنقالت عائلة العويصات بعد النكبة ‪.‬‬

‫‪ .8‬أعمال عائلة العويصات قبل وبعد النكبة ‪.‬‬

‫‪ .9‬إحصائيات وحقائق عن منطقة العويصات ‪.‬‬

‫من مسميات عائلة العويصات‬


‫عويصي وعويص والعويصات والعويصي‪ F‬وآل عويصي وآل العويصي وعويس والعويس‪FF‬ي والعويس‪FF‬ات‬
‫لكن مهما تعددت المسميات واختلفت فيبقى المسمى واحد ‪ ،‬والأغلب في األوراق الرسمية والثبوتية ي‪FF‬تراوح م‪FF‬ا‬
‫بين اسم (عويصي‪ F‬وعويصات) ‪ ،‬وهذا االسم عرف قبل سنة ‪1831‬م بهذه الص‪FF‬يغة وم‪FF‬ا زال ليومن‪FF‬ا الحاض‪FF‬ر‪،‬‬
‫وس‪FF‬بب االختالف في اس‪FF‬م العائل‪FF‬ة أن وزارة الداخلي‪FF‬ة اإلس‪FF‬رائيلية أو م‪FF‬ا يس‪FF‬مى ب‪FF‬اإلدارة المدني‪FF‬ة واألح‪FF‬وال‬
‫الشخصية وتعداد السكان ودائرة اإلحص‪FF‬اء ق‪FF‬اموا بتحري‪FF‬ف مس‪FF‬مى العائل‪FF‬ة من ش‪FF‬خص آلخ‪FF‬ر إلث‪FF‬ارة النع‪FF‬رات‬
‫والتفريق بين أفراد العائلة الواحدة ‪.‬‬

‫وهذه التسمية للقرعان والعويصات به‪FF‬ذا االس‪FF‬م وج‪FF‬دت قبل زمن الخ‪FF‬ديوي إب‪FF‬راهيم س‪FF‬نة‪1831‬م ‪ ،‬وس‪FF‬بب‬
‫التسمية بذلك مختلف فيه هل هي أسماء أم ألقاب ؟ واألصل أنه ال يوجد سبب واض‪FF‬ح للتس‪FF‬مية ‪ ،‬وس‪FF‬بب تس‪FF‬مية‬
‫العويصات بذلك ألن سالم بن حمدان العويصي كان مش‪FF‬هوراً وم‪FF‬اهراً بتقلي‪FF‬د أص‪FF‬وات الطي‪FF‬ور والحيوان‪FF‬ات في‬
‫المنطقة ‪ ،‬لغرض إبعادها عن مزارعهم وأماكن سكناهم وتحذيراً للصوص واألعداء من االقتراب ‪.‬‬

‫والعويصي لغة ‪ :‬هو الشديد الصعب القاسي ‪ ،‬الذي يسهر على ممتلكاته ورزقه بكل رشاقة وهمة ومهارة‬

‫‪78‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫عمود النسب لعائلة العويصات‬

‫يبدأ من بدران الذي أنجب ثالثة أبناء هم ‪ :‬مسلم ‪ ،‬ومحمد ‪ ،‬وعويضه ‪.‬‬
‫وعائل‪FF‬ة العويص‪FF‬ات تع‪FF‬ود لحم‪FF‬دان بن محم‪FF‬د بن ب‪FF‬دران ‪ ،‬وق‪FF‬د أنجب حم‪FF‬دان ول‪FF‬دين هم‪FF‬ا ‪ :‬س‪FF‬الم الملقب‬
‫بالعويصي ومحمد ‪.‬‬
‫وقد أنجب سالم ستة أبناء هم ‪ :‬إبراهيم وعطية ومسلم وسليمان ومحمد ( أبو ديه ) وموسى ‪.‬‬
‫وقد أنجب محمد بعد فترة ابن وحيد أسماه مح ّمد وأبناء مح ّمد هم غياظ وأحمد وحمد وحمدان ‪.‬‬
‫وقد تكاثر أبناء العائلة وأنجبوا خلفا ً كثيراً حتى يومنا هذا ‪.‬‬

‫سكن عائلة العويصات‬


‫سكن العويصات قرب نهر العوجا طلبا للماء والكأل ‪ ،‬وذل‪FF‬ك إلطع‪FF‬ام ماش‪FF‬يتهم وحيوان‪FF‬اتهم ‪ ،‬واس‪FF‬تقروا في‬
‫هذا المكان منذ سنة‪1831‬م في منطقة قضاء يافا بالقرب من عائل‪FF‬ة أب‪FF‬و كش‪FF‬ك ‪ ،‬وك‪FF‬ان محم‪FF‬د ف‪FF‬ارس أبو كش‪FF‬ك‬
‫زعيماً في منطقة يافا ‪ ،‬له سلطته السياس‪FF‬ية واالجتماعي‪FF‬ة الناف‪FF‬ذة والمدعوم‪FF‬ة من الأغلبي‪FF‬ة ال‪FF‬ذين ب‪FF‬اركوا ذل‪FF‬ك ‪،‬‬
‫ويقرب منهم قرى الشيخ مونس واجليل والجماسين وغيرها ‪ ،‬ويرجع الفضل في احتضان الكشوك للعويصات‪.‬‬

‫وعائل‪FF‬ة العويص‪FF‬ات عائل‪FF‬ة عريق‪FF‬ة بنس‪FF‬بها الح‪FF‬ر الص‪FF‬ريح الش‪FF‬ريف ال‪FF‬ذي ال لبس في‪FF‬ه ‪ ،‬ففي كتب الت‪FF‬اريخ‬
‫والأنساب ‪ ،‬وعند االلتقاء بكبار السن من مختلف العائالت والحمايل أق‪F‬روا أنس‪F‬اب العائل‪FF‬ة األص‪FF‬يل ‪ ،‬ب‪FF‬أنهم من‬
‫ساللة الحويطات الذين يرجعون الى غالي بن سويعد بن حويط بن جماز‪ ،‬والعالقة بين أبن‪FF‬اء الحويط‪FF‬ات عالقة‬
‫وطيدة ‪ ،‬حيث كانت بينهم زيارات ووقفات في الثالثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي ‪.‬‬

‫وما يربط العويصات بباقي الحمايل والعوائل المحيطة بيافا هي عالقة دم ونسب وجيرة وصداقة وفزع‪FF‬ات‬
‫وخاصة قرعان البحر والحوامدة والعصبان والشهاينة والماللحة والعماوية والعرايشة والخمايس‪FF‬ة وتيم وحمي‪FF‬د‬
‫وغيره‪FF‬ا من القبائ‪FF‬ل والحماي‪FF‬ل والق‪FF‬رى والم‪FF‬دن ‪ ،‬واآلن توس‪FF‬عت الص‪FF‬الت والأنس‪FF‬اب والقراب‪FF‬ات لتش‪FF‬مل ك‪FF‬ل‬
‫ومحم‪FF‬د وحم‪FF‬دان وعن‪FF‬دهم عص‪FF‬بية في‬
‫ِ‬ ‫العائالت ‪ ،‬وكل من ج‪FF‬اورهم وعم‪FF‬ومتهم من أوالد غي‪FF‬اض – وحم‪FF‬د –‬
‫القرابة والنسب والجيرة والصداقة ‪ ،‬وكلها قائمة على المحبة وتبادل االخوة واالحترام ‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫ويمتازون بالحفاظ على العرض والش‪FF‬رف وإي‪FF‬واء الفق‪FF‬ير والط‪FF‬نيب وال‪FF‬دخيل وإك‪FF‬رام الض‪FF‬يف ‪ ،‬وامت‪FF‬ازوا‬
‫بالفضائل والأخالق والعادات والتقاليد والقيم العربية الأصيلة الموروثة عن اآلباء واألج‪F‬داد ‪ ،‬والموافق‪F‬ة لتع‪FF‬اليم‬
‫الدين االسالمي الحنيف ‪ ،‬وكذلك تمسكهم بجذورهم العربية العريق‪FF‬ة بقبيل‪FF‬ة الحويط‪FF‬ات ‪ ،‬وأنهم أش‪FF‬راف س‪FF‬كنوا‬
‫ش‪FF‬مال غ‪FF‬رب الس‪FF‬عودية ‪ ،‬وفي جن‪FF‬وب األردن على ش‪FF‬اطئ البح‪FF‬ر األحمر ومن‪FF‬اطق الحج‪FF‬از ( منطق‪FF‬ة المدين‪FF‬ة‬
‫المنورة ) ‪ ،‬ثم تنقلوا حتى وصلوا فلسطين واستقروا في منطقة يافا ‪.‬‬

‫كان ع‪FF‬دد مس‪FF‬اكن وبي‪FF‬وت العويص‪FF‬ات قراب‪FF‬ة الأربعين بيتاً ‪ ،‬وذل‪FF‬ك في عه‪FF‬د االنت‪FF‬داب البريط‪FF‬اني في س‪FF‬نة‬
‫‪1925‬م ‪ ،‬ويعيش‪FF‬ون على مس‪FF‬احة زراعي‪FF‬ة تق‪FF‬در ب‪FF‬أكثر من ‪ 500‬دونم ‪ ،‬قيس‪FF‬ت أيامها بالحب‪FF‬ال ‪ ،‬تج‪FF‬اورهم‬
‫مستعمرة يهودية ‪ ،‬وكانوا آنذاك يميلون لرعي ماشيتهم على ضفاف نهر العوجا المالصق لأراض‪FF‬يهم ‪ ،‬وك‪FF‬انت‬
‫الزراعة عندهم بسيطة لسد الحاجة فقط ‪ ،‬ثم تطوروا وأخذوا يتفننون في أنواع الزراعة المختلفة ‪.‬‬

‫ولكن في سنة ‪1948‬م بلغت مس‪FF‬احة أراض‪FF‬ي العويص‪FF‬ات أك‪FF‬ثر من ‪ 1500‬دونم ‪ ،‬حيث ق‪FF‬اموا بحف‪FF‬ر ب‪FF‬ئر‬
‫ارتوازي ومياهه غزيرة ويعود للحج إبراهيم العويصي ‪ ،‬وكان عدد س‪FF‬كان العويص‪FF‬ات س‪FF‬نة ‪1935‬م أك‪FF‬ثر من‬
‫طلبا للعزوة وزيادة الزريعة‬
‫ً‬ ‫مئة نسمة أخذوا بالتزايد والتكاثر لأن معظم الختيارية العويصات تزوجوا باثنتين ‪،‬‬
‫القوية ‪ ،‬وللمساعدة في زرع الأرض وحمايتها والسيطرة عليها وصد هجمات الطامعين في النهب والس‪FF‬لب من‬
‫عربان ولصوص وأعداء ‪.‬‬

‫وتبعد مناطق العويصات عن يافا قرابة ‪ 13‬كيل‪FF‬و م‪FF‬تر ‪ ،‬وبل‪FF‬غ مجم‪FF‬وع الالج‪FF‬ئين من العويص‪FF‬ات في س‪FF‬نة‬
‫‪2000‬م ‪ ،‬أكثر من ‪ 2000‬نسمة ‪.‬‬

‫وتحد منطقة العويصات من الناحية الشرقية اللد والرملة ‪ ،‬والتي تبعد عنها بمقدار ‪ 4‬كيلومتر ‪ ،‬وعن كف‪FF‬ر‬
‫سابا ‪ 4‬كيلو متر تقريباً ‪ ،‬وهذا أ‪F‬كسب عائلة العويصات سهولة االتصال وسرعة التواصل مع الحماي‪FF‬ل والق‪FF‬رى‬
‫المجاورة ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫الطقوس الدينية عند عائلة العويصات‬


‫كان أبناء العويصات حتى س‪FF‬نة ‪1940‬م ك‪FF‬ل واح‪FF‬د منهم يص‪FF‬لي في بيت‪FF‬ه أو في بس‪FF‬تانه ‪ ،‬ه‪FF‬ذا في األوق‪FF‬ات‬
‫العادية للصالة ‪ ،‬أما صالة الجمعة ‪ ،‬فكان البعض يصليها في جامع الشيخ مونس أو جامع س‪FF‬يدنا علي والبعض‬
‫يصلي في مساجد يافا أو ملبس ‪ ،‬وأحيانا يصلوها في مض‪FF‬افة الح‪FF‬اج إب‪FF‬راهيم العويص‪FF‬ي ‪ ،‬وفي ش‪FF‬هر رمض‪FF‬ان‬
‫كان الحاج إبراهيم العويصي يحضر شيخا ً من بلدة الطيرة ليك‪F‬ون لهم إ ً‬
‫ماما ومس‪F‬حراتي مقاب‪F‬ل مبل‪FF‬غ بس‪FF‬يط من‬
‫المال وبعض الهدايا والهبات والعطايا ‪.‬‬

‫وك‪FF‬انت عائل‪FF‬ة العويص‪FF‬ات كغيره‪FF‬ا من العرب‪FF‬ان ‪ ،‬ت‪FF‬ؤمن بالمش‪FF‬ايخ والكرام‪FF‬ات وال‪FF‬دراويش‪ F‬والص‪FF‬الحين‬
‫واألولياء واألضرحة ‪ ،‬وبالسحر والحسد والعين والخطوة والك‪FF‬ف وض‪FF‬رب الرم‪FF‬ل والفتح بالفنج‪FF‬ان والض‪FF‬رب‬
‫بالمندل والدفوف وزيارة القبور ‪ ،‬والخوف من اللي‪FF‬ل والعتم‪FF‬ة والغ‪FF‬روب‪ F‬والخ‪FF‬راب والقب‪FF‬ور والكه‪FF‬وف والهف‪FF‬ة‬
‫واللطمة والصدمة والجفلة واألشباح واألرواح وطنين األذن ورفة العين ونمنمة اليد ومفارق الطرق ‪.‬‬

‫ل‪FF‬ذا ل‪FF‬ديهم مس‪FF‬حة ص‪FF‬وفية ديني‪FF‬ة ألنهم يميل‪FF‬ون لالبته‪FF‬االت والط‪FF‬رق والجماع‪FF‬ات الديني‪FF‬ة وأه‪FF‬ل الكرام‪FF‬ات‬
‫وأضرحة األولياء والصالحين وزيارة القبور والرقي والتعاويذ هذا في القديم ولكن اآلن انتهت هذه العادات ‪.‬‬

‫وكان الحاج إبراهيم بمثابة المختار والكبير والشيخ المسموع الكلمة ‪ ،‬وص‪FF‬احب النف‪FF‬وذ واالح‪FF‬ترام في ك‪FF‬ل‬
‫مناطق يافا والمدن والقرى المجاورة ‪ ،‬وله احترام فائض عند جميع الحمايل والعائالت الفلس‪FF‬طينية ‪ ،‬وك‪FF‬ان ل‪FF‬ه‬
‫الكلمة الفاصلة بين إخوانه‪ :‬الحاج عطية وسليمان ومسلم ومحمد أبو ديه والحاج موس‪FF‬ى وك‪FF‬ان يش‪FF‬اورهم دائم‪F‬ا ً‬
‫هم وأبناء عمومته من القرعان ‪ ،‬وللعويصات نسل كبير من الذكور والإن‪FF‬اث ‪ ،‬وم‪FF‬ا زال‪FF‬وا يتك‪FF‬اثرون ويؤمن‪FF‬ون‬

‫‪81‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫بالعزوة ‪ ،‬وهم عصبة واحدة ويد واحدة وكلمة واحدة يس‪FF‬ود بينهم التراب‪FF‬ط والمحب‪FF‬ة والتف‪FF‬اهم ‪ ،‬وأورثوهم ه‪FF‬ذه‬
‫الع‪FF‬ادات الطيب‪FF‬ة من تس‪FF‬امح وأخالق ودين وعلم ومحب‪FF‬ة وتف‪FF‬اهم وتع‪FF‬اون وآداب وك‪FF‬رم وإص‪FF‬الح وس‪FF‬داد رأي‬
‫وتخطيط وشجاعة ‪ ،‬فكانوا خير سلف إلى خير خلف ‪ ،‬وكان كبارنا من الختيارية كشجرة ثابت‪FF‬ة ‪ ،‬أص‪FF‬لها ث‪FF‬ابت‬
‫وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ‪ ،‬وهلل الحمد والفضل والمنة ‪.‬‬

‫المأكل والمشرب عند عائلة العويصات‬


‫لقرب سكن العائلة من نهر العوجا ‪ ،‬اطلق عليهم ع‪FF‬رب النه‪FF‬ر أو قرع‪FF‬ان النهر أو الخض‪FF‬ر ‪ ،‬وللعويص‪FF‬ات‬
‫اح‪FF‬ترام كب‪FF‬ير في الق‪FF‬رى المج‪FF‬اورة ‪ ،‬والقبائ‪FF‬ل والحماي‪FF‬ل ال‪FF‬تي تع‪FF‬رفهم أو يتع‪FF‬املون معهم ‪ ،‬أو يناس‪FF‬بوهم أو‬
‫يجاوروهم ‪ ،‬أما مأكل العائلة فحسب المواسم ‪ ،‬فهن‪FF‬اك أكالت في الص‪FF‬يف ‪ ،‬كجمي‪FF‬ع أن‪FF‬واع خض‪FF‬ار الي‪FF‬وم ‪ :‬من‬
‫باميه وملوخية ولوبيا وفاصوليا وقرع ويقطين وكوسا وزه‪FF‬رة وملف‪FF‬وف والبطاط‪FF‬ا ‪ ،‬أم‪FF‬ا في الش‪FF‬تاء فالخض‪FF‬ار‬
‫قليلة وهن‪FF‬اك ص‪FF‬عوبة في الحص‪FF‬ول عليه‪FF‬ا اال أن هن‪FF‬اك نبات‪FF‬ات تنبت على مي‪FF‬اه االمط‪FF‬ار ‪ :‬ك‪FF‬الخبيزة والش‪FF‬ومر‬
‫والحميض واللوف والزعمطوط والفقع والرجلة ( البقلة ) غيرها ‪.‬‬
‫لكن المرأة العويصية دبرت نفسها ‪ ،‬واقتصدت في الطبخ لتدبر نفس‪FF‬ها فق‪FF‬امت بتنش‪FF‬يف وتجفي‪FF‬ف الملوخي‪FF‬ة‬
‫والباميه والبندورة والفول والعدس ‪ ،‬وصنعت البرغل والمفتول والكشك ‪ ،‬واستغلت النباتات الشتوية التي تنبت‬
‫بجانب السالل الحجرية والرملية ‪ ،‬وفي البساتين والبيارات ‪ :‬كالخبيزة والزعمطوط واللسينة والل‪FF‬وف والهن‪FF‬دبا‬
‫والكوس والحميضة والعكوب وغيرها ‪ ،‬ف‪F‬المراة العويص‪FF‬ية م‪F‬دبرة مقتص‪F‬دة متفهم‪FF‬ة للوض‪F‬ع الحي‪FF‬اتي ‪ ،‬وكم‪FF‬ا‬
‫يقول المثل ( الشاطرة بتغزل برجل حمار ) ‪ ( ،‬دور على الأم قبل البنت ) ‪ ،‬فهي بعي‪FF‬دة عن التب‪FF‬ذير والإس‪F‬راف‬
‫في المأك‪FF‬ل والمش‪FF‬رب ‪ ،‬ح‪FF‬تى في المناس‪FF‬بات والأعي‪FF‬اد والحفالت والطلع‪FF‬ات والزي‪FF‬ارات ‪ ،‬ويف‪FF‬رح أه‪FF‬ل ال‪FF‬بيت‬
‫للض‪FF‬يف الق‪FF‬ادم ‪ ،‬أو ألي إنس‪FF‬ان عزي‪FF‬ز على الختياري‪FF‬ة ‪ ،‬لأن معهم ي‪FF‬أتي الخ‪FF‬ير والك‪FF‬رم والبرك‪FF‬ة ‪ ،‬ويتم ال‪FF‬ذبح‬
‫للضيف القادم فيأكل الضيف ويأكل الجميع معه ‪ ،‬وإن رفض الضيف اكرامه بالذبح له فيغض‪FF‬ب أه‪FF‬ل ال‪FF‬بيت ‪،‬‬
‫لأنه حرمهم من موائد الكرم بما فيها اللحم والدسم ‪ ،‬ويقولون ‪ ( :‬اللهم اطعم من أطعمن‪FF‬ا واح‪FF‬رم من حرمن‪FF‬ا ) ‪،‬‬
‫والطبخ عادة يكون بالزيت بكل أنواعه أو بالدهن أو بالشحم أو بالسمن أو بالزبدة ‪ ،‬ويوصي رب البيت زوجت‪FF‬ه‬
‫بالإكثار من المرق والثريد والشوربات ‪ ،‬سواء كان من اللحم والعدس أو غيرها ‪.‬‬
‫كذلك يفرح الناس في الأعياد والمناسبات ‪ ،‬لأنه يتم فيها الذبح وعمل ال‪FF‬والئم واالجتم‪FF‬اع فيه‪FF‬ا معاً ‪ ،‬ك‪FF‬ذلك‬
‫يفرح الناس للأعراس والزواج ‪ ،‬لأنهم يذبحون فيها ويطبخون ويعمل‪FF‬ون المناس‪FF‬ف والفت والخ‪FF‬بز تحت ال‪FF‬رز ‪،‬‬
‫كذلك تكثر الذبائح والوالئم في المآتم أيضا ً ‪.‬‬
‫أما مشربهم ومشرب دوابهم فمن نهر العوجا غالباً ‪ ،‬ومن ماء ال‪FF‬برك والأودي‪FF‬ة والنب‪FF‬ع الق‪FF‬ريب منهم ‪ ،‬وفي‬
‫أواخر الثالثينيات حفر الحاج إبراهيم العويصي بئر ارتوازي ‪ ،‬واستورد آالته ومضخاته من ألماني‪FF‬ا ‪ ،‬وأص‪FF‬بح‬
‫جميع العويصات ومن جاورهم من الحمايل والعائالت يردونه ويشربون منه ويسقون دوابهم ‪ ،‬وكانوا يخزنون‬
‫ماء الشرب في جرار أو زيار فخارية أو قرب جلدية ‪ ،‬وعندهم اإلبريق والشربه والقله وكلها أدوات للشرب ‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫الملبس عند عائلة العويصات‬


‫بالنسبة األطفال ( الطنيات أو الصبيان ) عند الميالد ‪ ،‬يلف الطف‪FF‬ل بالكفول‪FF‬ة والمق‪FF‬اط الم‪FF‬زركش‪ ، F‬وأحيان‪FF‬ا‬
‫يكتب على المقاط ‪ :‬ص‪FF‬لي على الن‪FF‬بي ‪ ،‬ون‪FF‬وم العافي‪FF‬ة ‪ ،‬وأحيان‪F‬ا ً أس‪FF‬ماء هللا الحس‪FF‬نى ‪ ،‬وبعض‪FF‬ها آي‪FF‬ات قرآنية ‪،‬‬
‫ويكون المقاط مصنوع من قماش القطن ‪ ،‬ويلف ب‪FF‬ه المول‪FF‬ود الجدي‪FF‬د ‪ ،‬ويق‪FF‬وم ب‪FF‬ذلك ام‪FF‬رأة مجرب‪FF‬ة له‪FF‬ا خبرته‪FF‬ا‬
‫بالموالي‪FF‬د الج‪FF‬دد وتكفيلهم ولفهم ‪ ،‬وك‪FF‬ذلك تق‪FF‬وم بحمام‪FF‬ه وغس‪FF‬له والتش‪FF‬هد علي‪FF‬ه وتلبيس‪FF‬ه ‪ ،‬وهي تغ‪FF‬ني وت‪FF‬ردد‬
‫الترنيمات اللازمة ‪ ،‬ثم تعطيه لأمه ‪ ،‬كي ترضعه وتجشعه ‪ ،‬خوفاً من الشرقه أو الشردقه ‪ ،‬وعندما يكبر الصبي‬
‫أو الفتى سواء ذكر أو أنثى ‪ ،‬يكون له مالبسه الخاصة التي تالئمه ‪ ،‬وتدخل السرور على قلبه ‪ ،‬ويك‪FF‬ون ش‪FF‬راء‬
‫الألبسة من سوق مدينة يافا ‪ ،‬ويكون للكتاتيب والمدرسة لباسها الخاص الذي يفرح لها الأوالد ‪ ،‬والعيد له لباس‪FF‬ه‬
‫الخاص الجديد الذي يبهج الأطفال ‪ ،‬والشباب يلبسون في العيدين الفط‪FF‬ر واألض‪FF‬حى والمناس‪FF‬بات الس‪FF‬عيدة ‪ ،‬أم‪FF‬ا‬
‫في حاالت الوفاة ‪ ،‬فيلبسون مالبس الحداد السوداء ‪ ،‬والعريس يفصل هدم جديد وصدرية مزركشه وسروال أو‬
‫دمايه ‪ ،‬أو كبر مع كندرة أو حذاء يشترى من سوق مدينة يافا ‪ ،‬مما يدخل عليهم البهج‪FF‬ة والس‪FF‬رور ‪ ،‬أم‪FF‬ا كب‪FF‬ار‬
‫السن ( الختيارية أو الشيّاب ) فيلبسون الكبر أو العباءة أو الدماي‪FF‬ة م‪FF‬ع الس‪FF‬روال أو القمب‪FF‬از وأح‪FF‬ذيتهم الش‪FF‬روخ‬
‫( الكنادر )‪ ،‬وكلها تلبس في المناسبات أو الأعياد أو عند الزيارات أو الطلعات أو المسابقات وتكون لهم بهج‪FF‬ة‬
‫خاصة وعلى رؤوسهم الحطة والعقال أو اللفة أو العمامة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم وكان العقال عندهم‬
‫رمزاً للشرف والعزة ‪ ،‬فالحطة والعقال ميزان ثقيل وتراث أصيل يجب المحافظة عليها ‪ ،‬أما الم‪FF‬رأة ( الحرم‪FF‬ة‬
‫أو الولية ) العويصية فتلبس الثوب اليافاوي المزركش والمطرز ‪ ،‬في المناسبات والأعياد والطلعات والأفراح ‪،‬‬
‫وحذاؤها كندره خاصة ‪ ،‬هذا بعد الثالثينيات ‪ ،‬أما قبل الثالثينيات ‪ ،‬فكانت تمش‪FF‬ي حافي‪FF‬ة في البي‪FF‬ارة أو ال‪FF‬بيت ‪،‬‬
‫وكذلك الأوالد ‪ ،‬أما الرجال فلهم أحذية خاص‪FF‬ة ـ تص‪FF‬نع من الجل‪FF‬د أو الكاوش‪FF‬وك ‪ ،‬وفي فص‪FF‬ل الش‪FF‬تاء الق‪FF‬ارص‬
‫وفي الأربعينية والخمسينية ‪ ،‬يلبس الختيارية كبار السن من العويصات الجاعد (الف‪FF‬روة ) ال‪FF‬ذي يص‪FF‬نع محلي‪F‬ا ً ‪،‬‬

‫‪83‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫ويحاك ليلبس كفروة صوفية ‪ ،‬تحميهم من البرد أو الرياح الباردة ‪ ،‬وكذلك يس‪F‬تعملون الجاع‪F‬د للص‪F‬الة علي‪F‬ه أو‬
‫لف مولود جديد أو كغطاء دافئ يقي من البرد ‪ ،‬أما اليوم فقد تطور لبس الجميع ذكوراً وإناثاً ‪ ،‬أطف‪FF‬الا ً وص‪FF‬بيانا ً‬
‫وصبايا ‪ ،‬ورجاالً ونساء وختيارية ‪ ،‬ليواكبوا حركة التق‪FF‬دم والتم‪FF‬دن والحض‪FF‬ارة في الملبس ال‪FF‬راقي والعص‪FF‬ري‬
‫الحديث ‪.‬‬

‫من عادات وتقاليد عائلة العويصات‬


‫في الأفراح يش‪F‬ارك أبن‪F‬اء العائل‪F‬ة بعض‪F‬هم البعض في التهنئ‪F‬ة بالموالي‪F‬د ‪ ،‬ويفرح‪F‬ون للأبن‪F‬اء ال‪F‬ذكور ‪ ،‬لأنهم‬
‫يشكلون عزوة ‪ ،‬كما يفرحون لطهور الأبناء ‪ ،‬ولتخرج ونجاح الأبناء في المرحلة الثانوية والمعاهد والجامع‪FF‬ات‬
‫واالفراح وقع كبير في نفوس أبناء العائلة من شتى الأعمار ‪ ،‬والأعراس منها الطلبة ثم الخطبة والحنة والزف‪FF‬ة‬
‫لها فرحة وانبساط خ‪F‬اص ‪ ،‬فيتم في الأع‪F‬راس الس‪FF‬حجة والدحي‪FF‬ة والش‪FF‬بابة وال‪FF‬يرغول ‪ ،‬والك‪F‬ل يك‪F‬ون في ف‪F‬رح‬
‫ومرح وانبساط ‪ ،‬وفي نهاية الزفة تكون التهنئ‪FF‬ة والمبارك‪FF‬ة والنق‪FF‬وط ‪ ،‬وك‪FF‬ذلك النس‪FF‬اء يتحلقن للغن‪FF‬اء وال‪FF‬رقص‬
‫بحشمة وأدب ‪ ،‬وهن يلبسن أجمل الحلي والثياب ‪ ،‬وعليهن المكياج والزينة ‪ ،‬وكذلك يفرحون لشفاء م‪FF‬ريض أو‬
‫عودة غائب من سفر بعيد أو عند إتمام الصلح بين المتخاصمين أو لنجاح موسم أو محصول أو نزول المطر ‪.‬‬

‫سلبا ‪ ،‬ك‪F‬الأمراض الص‪FF‬عبة ال‪FF‬تي ألمت بأهلن‪FF‬ا في الثالثيني‪FF‬ات والأربعيني‪FF‬ات ‪،‬‬


‫أما الأحزان تؤثر في النفوس ً‬
‫ويكون الحزن شديداً عند الوفيات ‪ ،‬وخاصة التي تكون في مرحلة الشباب ‪ ،‬وإن حصلت الوفاة فج ‪F‬أة ‪ ،‬فالن‪FF‬اس‬
‫يمسكون الخاطر لبعضهم البعض ‪ ،‬ويؤجلون أعراسهم لمدة حول هذا كان في الثالثينيات ‪ ،‬ويخرج‪FF‬ون الطع‪FF‬ام‬
‫لأهل الميت ‪ ،‬لأنه جاء ما يش‪FF‬غلهم ‪ ،‬لكن ع‪FF‬ادة تأجي‪FF‬ل الف‪FF‬رح انتهت واختفت الي‪FF‬وم ‪ ،‬ويقول‪FF‬ون ‪ :‬الع‪FF‬رس س‪FF‬ابق‬
‫للموت ‪ ،‬والحي أحوج من الميت ‪ ،‬وعند العويصات الصغير يحترم الكب‪FF‬ير ويوس‪FF‬ع ل‪FF‬ه في المجلس ‪ ،‬ويح‪FF‬ترم‬
‫رأي الكبير ويسمع كالمه ويشاوره ال‪FF‬رأي ومن العيب أن يبص‪FF‬ق الش‪FF‬خص أمام‪FF‬ه او يتكئ أو يم‪FF‬د رجلي‪FF‬ه أم‪FF‬ام‬
‫الحضور ‪ ،‬واالحترام المتبادل وشعار الجميع باألخالق نعلو ‪.‬‬

‫وهناك فرحة رمضان وفرحة الحج واألعياد والشفاء والنجاح والعودة من السفر وفرحة المواسم ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫تنقالت عائلة العويصات ومحطات سكنهم قبل وبعد النكبة الفلسطينية‬


‫سكن أبناء عائلة العويصات شبه مستقر بالكامل منذ سنة ‪1920‬م منطقة يافا بمحاذاة نهر العوجا ‪ ،‬وعن‪FF‬دما‬
‫وصلت عائلة أبو كشك لمنطقة يافا استقبلهم واستضافهم القرعان واكرموهم ‪ ،‬وقد بنى العويصات بيوتهم داخل‬
‫بساتينهم الزراعية ‪ ،‬وكل كبير عائلة بيته داخل مزرعته ‪ ،‬وهذه المزارع أخذها بعضهم بالنقود بيعاً ‪ ،‬وبعض‪FF‬ها‬
‫كمقاضاة ‪ ،‬وبعضها استأجروها من أبو كشك ‪ ،‬وبعضها من األوقاف العثمانية ومقرها يافا ‪ ،‬أما الحاج إب‪FF‬راهيم‬
‫العويصي فبنى له مضافة ‪ ،‬تجمع إخوان‪FF‬ه وأبن‪FF‬اء عمومت‪FF‬ه حم‪FF‬د ومحمد وغي‪FF‬اظ وأحم‪FF‬د وحم‪FF‬دان وجيران‪FF‬ه من‬
‫الحمايل كالحوامدة والعماويين والعوامرة والعصبان وغيرهم ‪.‬‬

‫وبعد الهجمة الصهيونية‪ F‬الشرسة وما تبعها ‪ ،‬من أساليب خداعية إرهابي‪FF‬ة خبيث‪FF‬ة بتهدي‪FF‬د عائل‪FF‬ة العويص‪FF‬ات‬
‫بالترحي‪FF‬ل القس‪F‬ري من المنطق‪FF‬ة ‪ ،‬لأنهم اعتبروه‪FF‬ا منطق‪FF‬ة ت‪FF‬دريب عس‪FF‬كري للس‪FF‬الح الحي ‪ ،‬إض‪FF‬افة إلى تس‪FF‬لط‬
‫العصابات الصهيونية‪ F‬االجرامية ‪ :‬كالأرجون والهاجاناة على مناطق العويصات ‪ ،‬وإطالقهم النار عش‪FF‬وائياً ليالً‬
‫بال سبب بين بي‪F‬وت أبن‪F‬اء العائل‪F‬ة وم‪F‬زارعهم ‪ ،‬ك‪F‬ذلك نهب بس‪F‬اتين العائل‪F‬ة وممتلك‪F‬اتهم من قب‪F‬ل المس‪F‬توطنين ‪،‬‬
‫وكذلك حرق بيادر الغالل والقطاني لأبناء العائلة ‪ ،‬إضافة إلى الم‪F‬ذابح والمج‪F‬ازر ال‪F‬تي ح‪F‬دثت في ق‪F‬رى قريب‪F‬ة‬
‫وبين الحمائل المجاورة منها مذبحة الشوابكة ( الكنيشات ) القريب‪FF‬ة من عائل‪FF‬ة العويص‪FF‬ات ال‪FF‬تي ح‪FF‬دثت بت‪FF‬اريخ‬
‫‪22/11/1947‬م ‪ ،‬وكذلك المذابح والهجمات التي شنتها العصابات على مسكة وبيار ع‪FF‬دس والط‪FF‬يرة وخ‪FF‬ريش‬
‫ما بين س‪F‬نة ‪1947‬م_‪1948‬م ‪ ،‬اجتم‪F‬ع كب‪F‬ار العائل‪F‬ة من العويص‪F‬ات وكب‪F‬ار عش‪F‬يرة القرع‪F‬ان كلهم في مض‪F‬افة‬
‫الحاج إبراهيم العويصي‪ F‬وتشاوروا وتب‪FF‬ادلوا ال‪FF‬رأي ‪ ،‬فق‪FF‬رروا الرحي‪FF‬ل إلى من‪FF‬اطق قريب‪FF‬ة مثل ‪ :‬قلقيلي‪F‬ة وحبل‪FF‬ة‬
‫وراس العين وجلجولي‪FF‬ة وع‪FF‬زون والط‪FF‬يرة وعزب‪FF‬ة س‪FF‬لمان ‪ ،‬وق‪FF‬الوا ‪( :‬النج‪FF‬اة قب‪FF‬ل م‪FF‬ا تيجي الف‪FF‬اس ب‪FF‬الراس)‬
‫( وعمر الكف ما لاطم مخرز) ‪( ،‬وقيس قبل ما تغيص) ‪ ،‬وأخذوا يتنقلون من مكان آلخر ‪ ،‬ح‪FF‬املين معهم عظم‬
‫المص‪FF‬يبة وهول الكارث‪FF‬ة ال‪FF‬تي حلت بهم وبممتلك‪FF‬اتهم ‪ ،‬فص‪FF‬احبهم اليأس والب‪FF‬ؤس واإلحب‪FF‬اط والغرب‪FF‬ة والفرق‪FF‬ة‬
‫والحرقة والجوع والفقر ‪ ،‬فالبعض كان يملك قوت يومه ‪ ،‬والبعض تص‪FF‬احبه دواب‪FF‬ه وأبق‪FF‬اره ‪ ،‬والبعض يت‪FF‬داين‬
‫‪85‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫من إخوانه ‪ ،‬والبعض يتسلل إلى داخل الخ‪FF‬ط الأخض‪FF‬ر ليس‪FF‬لب الحالل والخض‪FF‬ار والفواك‪FF‬ه ‪ ،‬ويقيت أبنائه رغم‬
‫الخ‪F‬وف والن‪F‬ار ‪ ،‬وبعض أف‪FF‬راد عائل‪F‬ة العويص‪F‬ات ص‪FF‬مم على العم‪F‬ل في أي عم‪F‬ل ليس‪F‬د الج‪FF‬وع والفق‪FF‬ر ‪ ،‬فمن‬
‫العويص‪FF‬ات من لج‪FF‬أ الى غ‪FF‬ور االردن ( وق‪FF‬اص وكريم‪FF‬ة وأب‪FF‬و عبي‪FF‬دة ووادي الص‪FF‬افي ) ‪ ،‬لكن ‪ %90‬من‬
‫وحاليا تس‪FF‬مى منطق‪FF‬ة حديق‪FF‬ة الحيوان‪FF‬ات أو‬
‫ً‬ ‫العويص‪FF‬ات اس‪FF‬تقر في مدين‪FF‬ة قلقيلي‪FF‬ة من الجه‪FF‬ة الش‪FF‬مالية الغربية ‪،‬‬
‫الملعب البلدي أو منطقة المركز الق‪FF‬ديم والش‪FF‬هداء ‪ ،‬ثم تحرك‪FF‬وا بع‪FF‬دها إلى منطق‪FF‬ة غياظ‪F‬ة ب‪FF‬القرب من م‪FF‬دارس‬
‫وكالة الغوث حالياً ‪ ،‬وفي أواخر الخمسينات والستينيات اشترى أبناء العويصات أراض لهم في كل أنحاء مدينة‬
‫قلقيلية ‪ ،‬وخاصة في الجهة الشرقية في منطقة صوفين والمسلخ ‪ ،‬وبنوا العمارات والطوابق والشقق والقص‪FF‬ور‬
‫والفلل ‪ ،‬وأثثوها بأفخم األثاث العصري الحديث ‪ ،‬وكما يقول المثل ‪ ( :‬يا جبل ما يهزك ريح ) ‪.‬‬

‫وفي بداية الستينيات ذهب بعض العويصات إلى ليبيا ‪ ،‬وخاصة إلى منطقة بنغازي ليعملوا هناك بالزراعة‬
‫وبقوا في ليبيا حتى يومنا هذا ‪ ،‬لكن أكثرهم ترك ليبيا على أثر انهيار حكم القذافي ‪.‬‬

‫وبعد نكسة سنة ‪1967‬م نزح ع‪F‬دد كب‪FF‬ير من العويص‪F‬ات إلى الأردن ‪ ،‬ومعظمهم اس‪F‬تقر في مخيم س‪F‬وف –‬
‫جرش ‪ ،‬وقلة منهم ذهبوا إلى عمان وإربد والزرقاء والرمث ‪F‬ا ‪ ،‬وما زال‪FF‬وا يعيش‪FF‬ون في الأردن ح‪FF‬تى يومن‪FF‬ا ه‪FF‬ذا‬
‫حسب أعمالهم ومعيشتهم ورزقهم ‪.‬‬

‫وأبناء عائلة العويصات الموجودين في قلقيلية ومخيم سوف وباقي المناطق ‪ ،‬ما زالوا يحلمون بالوطن األم‬
‫يافا ‪ ،‬والختيارية ما زالوا يذكرون ضفاف نه‪FF‬ر العوج‪FF‬ا في منطق‪FF‬ة ياف‪FF‬ا ‪ ،‬وما زال‪FF‬وا متمس‪FF‬كين بمف‪FF‬اتيح الع‪FF‬ودة‬
‫القريبة بإذن هللا تعالى ‪ ،‬والصبح لناظره قريب ‪.‬‬

‫وحقاً أن أبناء العويصات قدموا البذل والعطاء داعمين للحركة الوطنية الفلسطينيىة منذ نشأتها بكل فصائلها‬
‫كغيرهم من أبناء حمايل القرعان الأخرى وأبناء قلقيلية وغيرها ‪ ،‬وهم أوائل مفجري االنتفاضة الثاني‪FF‬ة ‪ ،‬وك‪FF‬ان‬
‫لهم أول شهيد في محافظة قلقيلية ‪ ،‬وهو الشهيد سامر طالل طالب عويصي ‪ ،‬وسقط منهم عش‪FF‬رات الج‪FF‬رحى ‪،‬‬
‫واعتقل العديد منهم كأسرى في سجون االحتالل ‪ ،‬وما زالوا يقدمون للوطن بكل كرامة وصالبة وشرف ‪ ،‬أ ً‬
‫مال‬
‫في الحرية وبناء الدولة الفلسطينية وإقام‪FF‬ة المؤسس‪FF‬ات على أس‪FF‬اس م‪FF‬تين وفي األردن انخ‪FF‬رط العدي‪FF‬د من أبن‪FF‬اء‬
‫العائلة في صفوف القوات األردنية بكل أقسامها ‪ ،‬وفي قلوبهم يكنون لألردن كل الحب والوفاء‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫أعمال عائلة العويصات قبل وبعد النكبة‬


‫‪ .1‬عم‪FF‬ل أبن‪FF‬اء عائل‪FF‬ة العويص‪FF‬ات بداي‪FF‬ة في رعي الماش‪FF‬ية بأنواعه‪FF‬ا ‪ ،‬وفي تربي‪FF‬ة الأبق‪FF‬ار والخي‪FF‬ول‬
‫والجمال والأغنام بنوعيها ‪ ،‬ولكنهم كانوا يميلون لتربية الضأن ‪ ،‬عدا ت‪FF‬ربيتهم للطي‪FF‬ور كال‪FF‬دجاج واإلوز‬
‫والحمام ‪ ،‬لأن اعتمادهم عليها كان كبيراً ‪ ،‬فهي للمأكل والمشرب والتجارة والنقل والحرث ‪.‬‬
‫‪ .2‬عمل أبناء العويصات في ميناء يافا ‪ ،‬وفي تسويق الخضار والفواك‪F‬ة لأس‪F‬واق مدين‪F‬ة ياف‪F‬ا وملبس‬
‫واللد والقرى المجاورة ‪.‬‬
‫‪ .3‬عمل أبناء العويصات في الزراعة بأنواعها ‪ :‬البعلية والمروية ‪ ،‬والخضراوات بأنواعها ‪ ،‬وفي‬
‫زراعة األشجار والخضار المثمرة ‪ ،‬والحبوب بأنواعها ( القطاني ) ‪ ،‬فكان الحراثة والبذر والحصاد ‪.‬‬
‫‪ .4‬عمل البعض في صيد الحيوانات البرية ‪ ،‬وأهمها الأرانب والطيور ‪ ،‬بقصد الت‪FF‬دجين أو ال‪FF‬بيع أو‬
‫التسلية ‪ ،‬وعملوا لها الحظائر الخاصة داخل مزارعهم ( الزرايب ‪ /‬الحضائر ) ‪.‬‬
‫‪ .5‬البعض عمل في نقل السماد الطبيعي للبيارات والبساتين‪ ،‬أو نقل التبن والحج‪FF‬ارة وقط‪FF‬ع الحطب‬
‫والنتش وتسويقه للأفران والمخابز في مدينة قلقيلية ‪.‬‬
‫‪ .6‬هناك من عمل في التجارة البسيطة ‪ ،‬بيع وشراء ال‪FF‬دواب والحالل ومقايض‪FF‬ة الخض‪FF‬ار والفواك‪FF‬ه‬
‫والقطاني ‪.‬‬
‫‪ .7‬هناك من عمل بتجارة األثاث الجديد والمستعمل ‪ ،‬التي ظهرت منذ السبعينات وحتى اليوم ك‪F‬بيع‬
‫وشراء وتجديد ‪ ،‬ونقل من داخل المناطق المحتلة سنة ‪ 1948‬م إلى مناطق الس‪FF‬لطة الوطني‪FF‬ة الفلس‪FF‬طينية‬
‫والتجارة قد طغت على جميع الأعمال والوظائف ‪ ،‬لما فيه‪FF‬ا من فائ‪FF‬دة وحرك‪FF‬ة ونش‪FF‬اط ‪ ،‬كم‪FF‬ا زاد دخ‪FF‬ل‬
‫الناس ورغيد حي‪FF‬اتهم كغ‪FF‬يرهم من أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان ‪ ،‬ف‪FF‬راجت تج‪FF‬ارتهم لحس‪FF‬ن تع‪FF‬املهم وطيبتهم‬
‫وتسامحهم وصدقهم في البيع والشراء ‪ ،‬فكما قال الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬رحم هللا رجلا ً س‪FF‬محا‬
‫إذا باع سمحا ً إذا اشترى سمحا ً إذا اقتضى " ‪ ،‬وقال أيضا ً ‪ " :‬التاجر الصدوق األمين يحشر م‪FF‬ع النب‪FF‬يين‬
‫والصديقين والشهداء يوم القيامة " ‪ ،‬ويقولون ‪ :‬بارك هللا في القرش الحالل ‪.‬‬
‫‪ .8‬األعمال والوظ‪FF‬ائف الحكومي‪FF‬ة المدني‪FF‬ة والعس‪FF‬كرية ‪ ،‬حيث يوج‪FF‬د من أبن‪FF‬اء آل عويصي الأطب‪FF‬اء‬
‫والمهندسين والمحاميين والمعلمين والممرضين وغيرها ‪ ،‬وهن‪F‬اك من التح‪F‬ق بالوظ‪F‬ائف العس‪F‬كرية في‬
‫أجهزة الس‪FF‬لطة الوطني‪FF‬ة الفلس‪FF‬طينية بك‪FF‬ل أنواعه‪FF‬ا ‪ ،‬ومنهم من عم‪FF‬ل في الجيش األردني بك‪FF‬ل اخالص‬
‫ووفاء وأمانة ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫إحصائيات وحقائق عن منطقة العويصات‬


‫من ‪ 8‬إلى ‪ -15‬نيسان سنة ‪1948‬م ‪.‬‬ ‫تاريخ االحتالل الصهيوني لمنطقة العويصات ‪.‬‬
‫من‪ 8‬إلى ‪ 14‬كم شمال شرفي يافا تقريبا‪.‬‬ ‫البعد عن مركز مدينة يافا ‪.‬‬
‫من‪ 15‬إلى ‪45‬متر عن سطح البحر تقريبا‪.‬‬ ‫متوسط ارتفاع منطفة العويص‪FF‬ات عن س‪FF‬طح البح‪FF‬ر‬
‫االبيض المتوسط‬
‫عص‪FFFFFF‬ابات الأرج‪FFFFFF‬ون والهاجانا واش‪FFFFFF‬تيرن‬ ‫الكتيبة المنفذة للهجمات العسكرية ضد منطقة ع‪FF‬رب‬
‫والمس‪FFF‬توطنون من س‪FFF‬كان المس‪FFF‬تعمرات المج‪FFF‬اورة‬ ‫النهر ( العويصات )‬
‫يساندهم االنجليز وحرس الحدود اليهودي ‪.‬‬
‫االعتداء اإلرهابي المباش‪FF‬ر هجم‪FF‬ات العص‪FF‬ابات‬ ‫سبب النزوح والترحيل والتهجير من المنطقة ‪.‬‬
‫اليهودية المدعومة انجيلزيا على كل مناطق وعشائر‬
‫يافا بما فيها منطقة قرعان النهر( العويصات ) ‪.‬‬
‫دم‪FF‬رت ك‪FF‬ل بي‪FF‬وت ومح‪FF‬ال الحمول‪FF‬ة وممتلكاته‪FF‬ا‬ ‫مدى التدمير الحاصل نتيجة الهجمة الصهيونية ‪.‬‬
‫والبئر االرتوازي الخاص بالحاج إبراهيم العويص‪FF‬ي‬
‫وطمست معالم بيوت العائلة بحجج واهية وظالمة ‪.‬‬
‫الحاج إبراهيم العويصي‪ F‬وإخوانه وأبناؤهم ومعه‬ ‫المدافعون عن منطقة العويصات ‪.‬‬
‫كل أبناء عش‪F‬يرة القرع‪F‬ان بك‪F‬ل أفخاذه‪F‬ا ومتط‪F‬وعين‬
‫عرب وفلسطينيين من المناطق المجاورة ‪.‬‬
‫شمل كافة العشائر في منطقة يافا ومنه‪FF‬ا عش‪FF‬يرة‬ ‫التطهير العرقي ‪.‬‬
‫القرعان عامة وعائلة العويصات خاصة ‪.‬‬
‫‪ 150‬نسمة ‪.‬‬ ‫تعداد عائلة العويصات سنة ‪. 1948‬‬
‫‪ 2500‬نسمة ‪.‬‬ ‫تعداد العويصات سنة ‪. 2013‬‬

‫‪88‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫نبذة عن مضافة الحاج إبراهيم العويصي ( أبو العبد )‬


‫تعد المضافات مصدر مهم للحكايات والقصص والروايات الطيبة والأشعار ‪ ،‬والصلحات وحل المش‪FF‬اكل ‪،‬‬
‫والتخطيط للعمل ب‪FF‬الرعي والزراع‪F‬ة‪ F‬والبن‪FF‬اء ‪ ،‬ومك‪FF‬ان جي‪FF‬د لتش‪FF‬اور وتب‪FF‬ادل الآراء في أم‪FF‬ور ال‪FF‬زواج والطالق‬
‫والخطوبة والتعازي ‪ ،‬ومكان لتعلم وإيصال الحقوق لأصحابها وحماية الدخيل والغريب والطنيب وم‪FF‬بيت لهم ‪،‬‬
‫ويعتبر مكان للسمر والسهر والتسلية وشرب القهوة ‪ ،‬خاص‪FF‬ة في اللي‪FF‬ل وس‪FF‬ماع الن‪FF‬وادر الش‪FF‬عبية والحزازي‪FF‬ر ‪،‬‬
‫وسماع الراديو والأخبار وتعتبر أهم المضافات عند عشيرة القرعان هي مض‪FF‬افة وش‪FF‬ق الحج إب‪FF‬راهيم بن س‪FF‬الم‬
‫العويصي ( أبو العبد ) ‪ ،‬وكان رحمه هللا مثال للصلح والكلمة الطيبة ‪ ،‬حتى وإن ك‪FF‬انت على حس‪FF‬ابه الخ‪FF‬اص ‪،‬‬
‫كقيامه بحل مشكلة أب‪FF‬و ص‪FF‬افي م‪FF‬ع الش‪FF‬وابكة في حرق‪FF‬ة الخص وض‪FF‬ربة الك‪FF‬ف ‪ ،‬وك‪FF‬ان نم‪FF‬وذج حي في إك‪FF‬رام‬
‫الضيف ومقابلة القريب والبعيد من العائالت والحمائل والق‪FF‬رى الأخ‪FF‬رى ‪ ،‬وك‪FF‬ان معروفاً على مس‪FF‬توى عش‪FF‬ائر‬
‫النقب وبئر السبع وقطاع غزة ومنطقة يافا بأكملها ومدن اللد والرملة والناصرة وشمال الض‪FF‬فة الغربي‪FF‬ة وغ‪FF‬ور‬
‫الأردن ‪ ،‬وكانت مضافة الحج إبراهيم مضرب مثل للمضافات المشهورة ‪ ،‬فكانت واس‪FF‬عة الس‪FF‬يرة والص‪FF‬يت في‬
‫كل منطقة يافا ‪ ،‬ومن هذه المضافة حيث كان ال يرجع الطنيب أو الدخيل أو الملهوف خاوي الي‪FF‬دين أو الض‪FF‬يف‬
‫بدون تقديم الذبايح ‪ ،‬ومنها زادت عشيرة العويصات واشتهرت عشيرة القرع‪FF‬ان لص‪FF‬يت وس‪FF‬معة الحج إب‪FF‬راهيم‬
‫العويصي ومضافة العويصات ‪ ،‬وكان يتم في هذه المضافة تأديب االبناء العاصين لآبائهم والخارجين عن رأي‬
‫العائلة ‪ ،‬وذلك بحبسهم وتقييدهم وضربهم وارشادهم ‪ ،‬وكان الحاج إبراهيم مدعوما ً من اخوانه وعمومته ‪.‬‬
‫وظهر كرم عائلة العويصات عند احتضان الضيوف‪ F‬وإكرامهم ‪ ،‬وحل قضاياهم ومشاكلهم وسماع شكواهم‬
‫وآرائهم ‪ ،‬وإرجاع الدخالء والغرباء إلى أهاليهم س‪FF‬المين غ‪FF‬انمين ‪ ،‬ح‪FF‬تى يتح‪FF‬دثوا عن‪FF‬د رج‪FF‬وعهم إلى حم‪FF‬ائلهم‬
‫وعشائرهم عما وجدوه والقوه من تفهم وتعقل وبعد نظر وروية عند عائلة العويصات ‪ ،‬ممثلة بالح ‪F‬اج إب‪FF‬راهيم‬
‫العويصي وإخوان‪FF‬ه الحج عطي‪FF‬ة وس‪F‬ليمان ومس‪FF‬لم وموس‪FF‬ى والحج محم‪FF‬د ( أبو دي‪F‬ه ) ‪ ،‬وأبن‪FF‬اء عم‪FF‬ومتهم حم‪FF‬د‬
‫وغي‪FF‬اض ومحم‪FF‬د وحم‪FF‬دان ‪ ،‬والحج أحم‪FF‬د وأق‪FF‬اربهم من الحوام‪FF‬ده وآل عم‪FF‬اوي وآل أب‪FF‬و عص‪FF‬ب وآل اسحيم‬
‫والدالالت والسلمانين والعوامره‪. F‬‬
‫منا للدخيل أو الطنيب ‪ ،‬سواء ذكر أم أنثى ‪ ،‬وك‪FF‬ان يبقى آمنا‬
‫مكانا آ ً‬
‫ً‬ ‫وكانت مضافة الحاج إبراهيم العويصي‬
‫مكرماً ‪ ،‬وسره محفوظ عند الحاج إب‪F‬راهيم مهم‪F‬ا ك‪FF‬ان ‪ ،‬وك‪F‬ان يطيب خ‪F‬اطر الجمي‪FF‬ع وبش‪F‬تى الس‪F‬بل ب‪F‬النقود أو‬
‫بالأرض أو بالغالل أو بالكلمة الطيبة وبوسة اللحية ‪ ،‬وكان ال يرجعه خائباً خاسراً ‪ ،‬فك‪FF‬ان رحم‪FF‬ه هللا مض‪FF‬رب‬
‫مثل بالصبر وبعد النظر وسماع الرأي وسماع المشكلة من الطرفين عن‪FF‬د الح‪FF‬ل ‪ ،‬فك‪FF‬ان حالالً لمش‪FF‬اكل األرض‬
‫والشرف والطوشات ‪ ،‬كمشكلة أبو ص‪FF‬افي م‪FF‬ع الش‪FF‬وابكة في ح‪FF‬رق الخص وض‪FF‬ربة الك‪FF‬ف ‪ ،‬واستض‪FF‬افته ألبي‬
‫كشك وإخوانه واكرامهم ‪ ،‬وكان من المتعارف عليه عند عشيرة القرع‪FF‬ان أن الح‪FF‬اج إب‪FF‬راهيم العويص ‪F‬ي‪ F‬يكس‪FF‬ر‬
‫ويتشدد وأخيه الحاج عطية العويصي‪ F‬كان يجبر ويميل للص‪FF‬لح وتط‪F‬ييب الخ‪F‬اطر ‪ ،‬وك‪F‬ان مثلهم ( نجبره‪F‬ا قب‪FF‬ل‬
‫كسرها ) بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وكانت النار في شقه ال تنطفىء ‪ ،‬والقهوة ال تبرد ‪ ،‬وكان يستقبل ضيفه على مسافة من ش‪FF‬قه ( مض‪FF‬افته )‪،‬‬
‫فاتحا ذراعيه ومهلياً بضيفه ‪ ،‬وعند انتهاء مدة إقامة الض‪FF‬يف يمش‪FF‬ي مع‪FF‬ه الى مس‪FF‬افة موص‪FF‬يه ب‪FF‬الخير والس‪FF‬الم‬
‫ً‬
‫على من يجده أمامه ‪ ،‬وكانوا يغنون عند إيقاد النار في الشق أو المضافة أو الديوان أوغليهم للقهوة ‪-:‬‬
‫والقهوة العدنية ع باب الديوان‬ ‫علي نارك عليها يا ابن القرعان‬
‫والقهوة العدنية ع باب الديوان‬ ‫علي نارك عليها يا ابن القرعان‬
‫وكان الحاج ابراهيم أحيانا ً يحل مشاكل لعائالت وحمائل مجاورة ‪ ،‬بتكليف من الإنجليز وأبو كشك يص‪FF‬عب‬
‫عليهم حلها ‪ ،‬وكان الحاج إبراهيم يقول ‪ :‬أنا لها ‪ ،‬وكان الحاج إبراهيم يذهب الى صلحات عش‪F‬ائرية في منطق‪FF‬ة‬
‫بئر السبع وغور األردن ومناطق يافا ‪ ،‬وال يرج‪F‬ع إال بح‪F‬ل جمي‪F‬ع المش‪F‬اكل ‪ ،‬ويلقى الثن‪F‬اء والحم‪F‬د عن‪F‬د جمي‪F‬ع‬
‫القرى والعشائر والحمائل ‪.‬‬
‫وفي شق الحاج إبراهيم العويصي كان الختياري‪FF‬ة يجلس‪FF‬ون في الش‪FF‬ق لأي‪FF‬ام عدي‪FF‬دة ‪ ،‬يتس‪FF‬امرون ويش‪FF‬ربون‬
‫القهوة ‪ ،‬حيث تقدم باليد اليمين وتصب باليد اليسرى وتبدأ من جهة اليمين ‪ ،‬وكانوا يتناولون قه‪F‬وة الع‪F‬زاء بق‪F‬در‬
‫رش‪FF‬فة أو رش‪FF‬فتين في الفنج‪FF‬ان ‪ ،‬ومن العيب عن‪FF‬دهم أن تش‪FF‬رب ب‪F‬أكثر من ذل‪FF‬ك ‪ ،‬وفي مض‪FF‬افة الح‪F‬اج إب‪FF‬راهيم‬
‫العويصي يتبادلون الآراء والشورى مع أبناء القرى والحمايل والعشائر المتجاورة ‪ ،‬وكان الحاج إب‪FF‬راهيم ينق‪FF‬ل‬
‫هم ومشاعر الآخرين ‪ ،‬فكان دائم االستغفار والتهليل والتكبير وبصوت عال يلفت نظر الجميع ‪ ،‬وكان يتم اللقاء‬
‫في مضافة الح‪F‬اج إب‪F‬راهيم أي‪F‬ام اض‪F‬راب س‪F‬نة ‪1936‬م ‪ ،‬بغ‪F‬رض التع‪F‬اون والتش‪F‬اور والتف‪F‬اهم من أج‪F‬ل إنج‪F‬اح‬
‫الإضراب عند كل العربان والحماي‪F‬ل والعش‪F‬ائر الفلس‪F‬طينية في منطق‪F‬ة ياف‪F‬ا ‪ ،‬وفي ك‪F‬ل الأم‪F‬اكن الأخ‪F‬رى ‪ ،‬وفي‬
‫مضافة الحاج إبراهيم كانت تتم جلسات قبل نكبة سنة ‪1948‬م بأشهر ‪ ،‬للتشاور وأخذ الآراء حول ما يجري من‬
‫مذابح ومجازر حدثت بين الحمايل والعشائر والقرى المحيط‪F‬ة ‪ ،‬وللخ‪F‬روج من محن‪F‬ة الترحي‪F‬ل والتهج‪F‬ير ال‪F‬تي‬
‫أجبر عليها أبناء عشيرة عرب القرعان والقرى والحمائل والعش‪FF‬ائر في منطق‪FF‬ة ياف‪FF‬ا ‪ ،‬وبع‪FF‬د أش‪FF‬هر دم‪FF‬رت ك‪FF‬ل‬
‫بيوت العشيرة لئال يعود األهل إليها ‪ ،‬ولكن بعد عودة البعض وجدوها مدمرة حيث أصابهم الغم والهم والحزن‪.‬‬
‫وعمرت مضافة الحاج إبراهيم قريب ذهابه ألداء فريضة الحج وبعد رجوعه سالما ً سنة ‪1940‬م ‪ ،‬وك‪FF‬ذلك‬
‫بعد عودته من أعمال الفريضة ‪ ،‬وبقي المهنؤون يرتادون المضافة لعدة أسابيع ‪ ،‬حيث الوالئم وكرم الضيافة ‪.‬‬
‫وكانت مضافة الحاج إبراهيم العويص‪FF‬ي وش‪FF‬قه مح‪FF‬ل للض‪FF‬يافة والس‪FF‬مر ومف‪FF‬ك للمش‪FF‬اكل والقض‪FF‬ايا ومكان‪F‬ا ً‬
‫للعبادة الفردية والجماعية ‪ ،‬وأحيانا ً للجمع ففي رمضان كان يتناول الختياري‪FF‬ة الفط‪FF‬ور فيه‪FF‬ا ‪ ،‬حيث يحض‪FF‬رون‬
‫للشق ويحضروا معهم فطورهم ويشربون القهوة وبعدها ينصرفوا إلى بيوتهم ‪.‬‬
‫وفي مضافة الحاج إبراهيم ك‪F‬ان يتعلم أبن‪F‬اء من عش‪F‬يرة القرع‪F‬ان الق‪F‬راءة والكتاب‪F‬ة وحف‪F‬ظ الق‪FF‬رآن واآلداب‬
‫االسالمية ‪ ،‬لذا تسمى الكثير من أبناء عائلة العويصات والقرعان باسم إبراهيم تيمنا ً بالحاج إبراهيم العويصي‪،‬‬
‫وتأسيا ً بسيدنا ابراهيم الخليل عليه السالم ‪ ،‬واقتدا ًء بنبينا محمد ‪-‬صلى هللا علي‪FF‬ه وس‪FF‬لم ‪ -‬بتس‪FF‬ميته البن‪FF‬ه اب‪FF‬راهيم‬
‫ابن ماريا القبطية ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫عالقة أبو كشك بعائلة العويصات‬


‫كانت تربط أبو كشك وإخوانه عالقة جيدة مع عائلة العويصات عامة والحاج إب‪FF‬راهيم العويص ‪F‬ي‪ F‬خاص‪FF‬ة ‪،‬‬
‫حيث أنه اشتهر بكرمه وجوده و طيبته وحنكت‪FF‬ه وبع‪FF‬د رأي‪FF‬ه وإس‪FF‬راعه في ح‪FF‬ل المش‪FF‬كالت و المعض‪FF‬الت ال‪FF‬تي‬
‫تحدث في مناطق أبو كشك ‪ ،‬والمناطق الأخرى من يافا ‪ ،‬مث‪FF‬ل إس‪FF‬راعه في ح‪FF‬ل مش‪FF‬كلة مقت‪FF‬ل العرايش‪FF‬ي خط‪FF‬أ‬
‫على يد عبد هللا مسلم عويصي ‪ ،‬فسارع في حلها بمساعدة من الشيخ شاكر أبو كشك ومع األق‪FF‬ارب من عش‪FF‬يرة‬
‫القرعان ‪.‬‬

‫وللعويصات تقدير خاص عند أبو كشك ‪ ،‬لأنهم كانوا ميالين للعلم والعقل والحكمة وحسن التصرف في حل‬
‫المشكالت ‪ ،‬فكان أبو كشك يميل لهم ويحكمهم في حل بعض المشكالت الصعبة في منطقة ياف‪FF‬ا ‪ ،‬وال‪FF‬تي ك‪FF‬انت‬
‫حيانا ‪ ،‬ويقول الحاج إبراهيم ‪ :‬اتركوها علي وأنا لها ‪ ،‬وكان الحاج إب‪FF‬راهيم أحيانا‬
‫تصعب عليه وعلى الإنجليز أ ً‬
‫يحتاج إلى دعم من شاكر أبو كشك وإخوانه ‪ ،‬في حل بعض المشكالت والمعضالت الصعبة وإنجاح الصلحات‬
‫‪ ،‬لتعنت بعض األطراف ‪.‬‬

‫ومن العالقة الطيبة بين العويصات وأبو كشك ‪ ،‬أنهم ك‪FF‬انوا ي‪FF‬بيعون بض‪FF‬اعتهم ومحاص‪FF‬يلهم في حس‪FF‬بة أب‪FF‬و‬
‫كشك في يافا ‪ ،‬ويسوقون لها الخضار والفواكه والحمضيات والقطاني ‪.‬‬

‫وك‪FF‬ان بين أب‪FF‬و كش‪FF‬ك والعويص‪FF‬ات زي‪FF‬ارات متبادل‪FF‬ة ‪ ،‬وخاص‪FF‬ة في المناس‪FF‬بات ( الأع‪FF‬راس والأف‪FF‬راح ) ‪،‬‬
‫والأحزان وكانوا يشاركون أبو كشك بقوة وسخاء واح‪FF‬ترام ‪ ،‬وق‪FF‬د س‪FF‬مع الح‪F‬اج إب‪FF‬راهيم طلب ورأي أب‪FF‬و كش‪FF‬ك‬
‫برحيل وإخالء المنطقة التي يسكنها هو وإخوانه وأقاربه ‪ ،‬لأن الإنجل‪FF‬يز واليه‪FF‬ود اعتبروه‪FF‬ا منطق‪FF‬ة ح‪FF‬رام ‪ ،‬أي‬
‫منطقة تدريب بالسالح الحي ‪ ،‬ومن يقتل عندها ال دية له ‪ ،‬لأن أبو كشك أعلمهم بذلك ‪ ،‬فأستشار الحاج إب‪FF‬راهيم‬
‫العويصي جميع عشيرة القرعان ‪ ،‬وأخذوا بالرحيل واالبتعاد عن المنطقة حفاظًا على أرواحهم ودوابهم ‪.‬‬

‫أما عالقة أبناء أبي كشك بقرعان البحر فهي عالقة عادية بسيطة آلنه كان بمثابة صاحب الكلم‪FF‬ة العلي‪FF‬ا في‬
‫المنطقة فهو الذي يحفظ األمن والنظام وله احترام وتقدير عن‪FF‬د الجمي‪FF‬ع ‪ ،‬فك‪FF‬ان الح‪FF‬اج ش‪FF‬اكر أب‪FF‬و كش‪FF‬ك بمثاب‪FF‬ة‬
‫المختار والشيخ والكبير في منطقة يافا ‪.‬‬

‫وأغلب‬
‫ُ‬ ‫أمضى من القَد ِر المتاح‬ ‫بَرقَتْ له مسنونةً‪ r‬تتل َّه ُ‬
‫ب‬
‫‪91‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫بدم وال نح ُر الذبيح مخ ًّ‬
‫ضب‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫َح َّزتْ فال خد الحدي ِد مخ َّ‬
‫ض ٌ‬
‫بص ٌر يزو ُ‬
‫غ وال خط ًى تتن َّكب‬ ‫يصيح مصفّقا ً حينا فال‬
‫ُ‬ ‫وجرى‬
‫الح أم المنيَّةُ‪ r‬تكذب‬
‫س ُ‬ ‫خانَ ال ّ‬ ‫حتى َغلَتْ بي ريبة فسألتُه ْم‬
‫ص يُطرب‬
‫فأجبتهم ما ك َّل رق ٍ‬ ‫قالوا حالوةُ روحه رقصتْ به‬
‫ق يش ّرق تارة ويغ ّرب‬
‫صع ٌ‬
‫َ‬ ‫هيهاتَ دونكه قضى فإذا به‬
‫وز ّكيةٌ موتورةٌ تتصبَّ ُ‬
‫ب‬ ‫يزور مختلف الخطى‬
‫ُّ‬ ‫وإذا به‬
‫ويكاد يظفر بالحياة فتهرب‬ ‫يعدو فيجذبه العيا ُء فيرتمي‪r‬‬
‫متعلّ ٌ‬
‫ق بدَماِئه متوثب‪r‬‬ ‫متقلب‬
‫ٌ‬ ‫ق بدمائه‬
‫متدف ٌ‬
‫ْكم منطق فيه الحقيقةُ تُقلب‬ ‫روحه‬
‫ِ‬ ‫أعذابهُ يُدْعى َحالوةَ‬
‫ش َرها ً ليشرب ما الضحيَّةُ تسكب‬
‫َ‬ ‫متلمظ‬
‫ٍ‬ ‫إنَّ الحالوةَ في ٍ‬
‫فم‬
‫ب‬
‫ألم الحيا ِة وك ُّل عي ٍد طيّ ُ‬
‫ِ‬ ‫هي فرحةُ العي ِد التي قامت على‬

‫الشاعر إبراهيم طوقان‬

‫الخاتمة‬

‫‪92‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫كان لزاماً علينا أن نكتب لمحات مضيئة واضحة وصادقة ‪ ،‬وكلمات موجزة لكنه‪FF‬ا مفي‪FF‬دة ومع‪FF‬برة ‪ ،‬ربم‪FF‬ا‬
‫تكون مضيئة ومفي‪FF‬دة تن‪FF‬ير لألجي‪FF‬ال طريقه‪FF‬ا ومعرفته‪FF‬ا باألنس‪FF‬اب ‪ ،‬وتسلس‪FF‬لها كم‪FF‬ا في ب‪FF‬اقي القبائ‪FF‬ل والعش‪FF‬ائر‬
‫والحمائل والعائالت ‪.‬‬

‫واألنساب علم عرفه األولون والنسابون والمؤرخون ‪ ،‬وعلماء االجتماع وقصاص األثر وأهل الحل والعقد‬
‫واإلصالح واهتموا به ‪ ،‬وحفظه الرواة وبعض كبار السن ودون‪FF‬ه المؤرخ‪FF‬ون ونقل‪FF‬وه لألجي‪FF‬ال المعاص‪FF‬رة بك‪FF‬ل‬
‫أمانة وصدق و وفاء ‪.‬‬

‫وكان وما زال مدار حديثهم في المجالس والمضافات والدواوين والس‪FF‬هرات و في لي‪FF‬الي الس‪FF‬مر و أوق‪FF‬ات‬
‫العمل ‪.‬‬

‫وما زال يقدر ويثمن هذا الفن التاريخي والتراث الشعبي والنسبي كثيراً من الناس على مختلف مس‪FF‬توياتهم‬
‫الوظيفية والعائلية ‪.‬‬

‫وتح‪FF‬دث في ذلك الخاص‪FF‬ة والعام‪FF‬ة على سواء ‪ ،‬ولكن الن‪FF‬اس بس‪FF‬بب ظ‪FF‬روف حي‪FF‬اتهم المعق‪FF‬دة وأوض‪FF‬اعهم‬
‫المعيشية الصعبة وكثرة الفتن والمشاكل وأحوال الشتات والح‪F‬روب ‪ ،‬ولقم‪F‬ة العيش المري‪F‬رة المؤلم‪F‬ة ‪ ،‬وم‪F‬وت‬
‫الكثير من كبار السن ابتعدوا عن الخوض في األصول واألنساب والأحساب ‪.‬‬

‫ولكن من يبحث في علم األنساب واالجتماع يجد نفسه متلهفاً لمعرفة المزيد عن عائلت‪FF‬ه أو عش‪FF‬يرته أو عن‬
‫اآلخرين بسبب الرغبة أو الهواي‪FF‬ة الملح‪FF‬ة ‪ ،‬أو فض‪FF‬ولياً ‪ ،‬أو حباً في العلم والدراس‪FF‬ة والمطالع‪FF‬ة والمعرف‪FF‬ة ‪ ،‬أو‬
‫لكثرة األس‪FF‬ئلة عن ه‪F‬ذا الموض‪FF‬وع أو الغم‪FF‬وض الحاص‪F‬ل في األنس‪F‬اب ‪ ،‬أو لمقارن‪F‬ة نفس‪F‬ه ب‪F‬اآلخرين من حيث‬
‫النسب ‪ ،‬ويقول الرسول صلى هللا علي‪FF‬ه وس‪FF‬لم ‪ " :‬كلكم من آدم وآدم من ت‪FF‬راب " ‪ ،‬ولكن التفض‪FF‬يل ال يك‪FF‬ون إال‬
‫بالتقوى والخير والصالح لقوله تعالى ‪ " :‬إن أكرمكم عند هللا اتقاكم " ‪.‬‬

‫من هن‪FF‬ا وج‪FF‬دت في نفس‪FF‬ي وال‪FF‬واجب علي ‪ ،‬أن أق‪FF‬دم ش‪FF‬يئاً أو أعطي أو أوض‪FF‬ح ش‪FF‬يئاً عن أنس‪FF‬اب عش‪FF‬يرة‬
‫القرعان عامة وعائلة العويصات خاصة ‪ ،‬فتحسست وفتشت في الكثير من الكتب والمراجع والمصادر القديم‪FF‬ة‬
‫والحديثة والمعاصرة ‪ ،‬وعلى صفحات الإنترنت والقنوات الفضائية األخرى ‪ ،‬وطرقت أب‪FF‬واب اآلب‪FF‬اء واألج‪FF‬داد‬
‫من ك‪FF‬ل األفخ‪FF‬اذ ‪ ،‬ختياري‪FF‬ة ( كب‪FF‬ار الس‪FF‬ن ) ومثقفين و من ك‪FF‬ل المحيطين أيض‪FF‬ا لعش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان وأنس‪FF‬باءهم‬
‫‪93‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫وأصدقاءهم وك‪FF‬ل من يتعام‪FF‬ل معهم في محافظ‪FF‬ة قلقيلي‪FF‬ة وقراه‪FF‬ا وفي مخيم س‪FF‬وف في ج‪FF‬رش – األردن ‪ ،‬ولأن‬
‫األعمار بي‪FF‬د هللا وع‪FF‬دم اك‪FF‬تراث الغالبي‪FF‬ة من أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان في معرف‪FF‬ة النس‪FF‬ب والحق‪FF‬ائق المختلف‪FF‬ة عن‬
‫العشيرة ‪ ،‬وحياتهم العملية والثقافية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية ‪ ،‬فالمعرفة كنز ثمين لبيان قيم وت‪FF‬اريخ‬
‫ناصع وعادات وأعراف حميدة لعشيرة عرب القرعان عامة ولعائلة العويصات خاصة ‪.‬‬

‫والواجب على كل إنسان أن يدافع وبكل فخ‪FF‬ر واع‪FF‬تزاز عن نس‪FF‬به ونس‪FF‬ب عائلت‪FF‬ه وعش‪FF‬يرته ‪ ،‬لأن األص‪FF‬ل‬
‫الطيب كالشجرة الطيبة المثمرة المعطاءة ‪ ،‬ونتمثل في قول الرسول ص‪FF‬لى هللا علي‪FF‬ه وس‪FF‬لم ‪ " :‬تخ‪FF‬يروا لنطفكم‬
‫فإن العرق دساس " ‪ ،‬فعشيرة القرعان بما تمثله من قرابة قوية بين جمي‪F‬ع أفخاده‪F‬ا مهم‪F‬ا ابتع‪F‬دت ‪ ،‬ك‪F‬انت وم‪F‬ا‬
‫زالت تحيا فيها بعزة وكرامة وقوة و وحب و فزعة ‪ ،‬فعشيرة القرع‪FF‬ان بك‪FF‬ل عائالته‪FF‬ا وأفخاده‪FF‬ا تمث‪FF‬ل عموم‪FF‬ة‬
‫لبعضها البعض ‪ ،‬وأص‪FF‬لهم واح‪FF‬د يرجع‪FF‬ون بالنس‪FF‬ب إلى قبيل‪FF‬ة الحويط‪FF‬ات العريق‪FF‬ة األص‪FF‬يلة ‪ ،‬س‪FF‬واء ك‪FF‬انوا في‬
‫الس‪FF‬عودية أم في األردن أم في فلس‪FF‬طين ‪ ،‬ومث‪FF‬ال ذل‪FF‬ك ق‪FF‬ول هللا تب‪FF‬ارك وتع‪FF‬الى ‪ " :‬أص‪FF‬لها ث‪FF‬ابت وفرعه‪FF‬ا في‬
‫السماء" لذا فقد أوردت في دراستي نسب العش‪FF‬يرة وتواص‪FF‬لهم م‪FF‬ع ج‪FF‬يرانهم والق‪FF‬رى الفلس‪FF‬طينية المج‪FF‬اورة لهم‬
‫والحمايل والعائالت المالصقة ‪ ،‬كما بينت ماضي العشيرة العريق وتسلسل نس‪FF‬بها إلى وقتن‪FF‬ا الحاض‪FF‬ر ‪ ،‬لتقوي‪FF‬ة‬
‫أواصر القربى والدم والرحم والمصاهرة واألنساب بينهم ‪ ،‬ولتأليف القلوب جميعه‪FF‬ا على عم‪FF‬ل الخ‪FF‬ير وإحق‪FF‬اق‬
‫الخير والعدل والمساواة والتفاهم ‪ ،‬ونشر الكلمة الطيبة الصادقة المسؤولة بين أبناء العشيرة جميعها ‪.‬‬

‫َص‪ُ F‬موا‪ F‬بِ َحبْ‪ِ F‬ل هَّللا ِ َج ِميعً‪F‬ا َواَل تَفَ َّرقُ‪FF‬وا َو ْاذ ُك‪ F‬رُوا نِ ْع َم‪ F‬ةَ هَّللا ِ َعلَ ْي ُك ْم ِإ ْذ ُك ْنتُ ْم َأ ْع‪ F‬دَا ًء فَ‪َF‬ألَّفَ بَ ْينَ‬
‫قال تع‪FF‬الى ‪َ " :‬وا ْعت ِ‬
‫من سورة آل عمران اآلية ‪. 103‬‬ ‫قُلُوبِ ُك ْم فََأصْ بَحْ تُ ْم بِنِ ْع َمتِ ِه ِإ ْخ َوانًا " ‪.‬‬

‫وبم‪FF‬ا أن عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان هي إح‪FF‬دى ف‪FF‬روع قبيل‪FF‬ة الحويط‪FF‬ات العريق‪FF‬ة ‪ ،‬كم‪FF‬ا بينت المراج‪FF‬ع والمص‪FF‬ادر‬
‫والقنوات الفضائية قمت بالتعريج على أص‪FF‬ل عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان وهم الحويط‪FF‬ات وبينت س‪FF‬بب تس‪FF‬ميتهم وأم‪FF‬اكن‬
‫سكناهم وتنقلهم وتفرعهم وانتش‪F‬ارهم في ال‪F‬وطن الع‪F‬ربي ‪ ،‬س‪F‬واء في الجزي‪F‬رة العربي‪F‬ة وتحرك‪F‬اتهم إلى ص‪F‬عيد‬
‫مصر وغيرها ‪ ،‬وتحرك‪FF‬اتهم في األردن وفلس‪FF‬طين ‪ ،‬وبي‪FF‬ان نش‪FF‬اطهم الحي‪FF‬اتي ق‪FF‬ديماً وح‪FF‬ديثاً ‪ ،‬وق‪FF‬د بينت كيفي‪FF‬ة‬
‫ترحيلهم وتهجيرهم للضفة الغربية وقطاع غزة واألردن وكل أماكن الشتات ‪.‬‬

‫كم‪FF‬ا بينت أن في عه‪FF‬د االنجل‪FF‬يز ك‪FF‬انت تق‪FF‬وم دار اإلحص‪FF‬اء الإنجليزي‪FF‬ة بتجمي‪FF‬ع الق‪FF‬رى والهج‪FF‬ر والع ‪F‬زب‬
‫والعش‪F‬ائر إلحص‪F‬اء أع‪FF‬داد الس‪FF‬كان في س‪F‬نة ‪1931‬م وفي س‪FF‬نة ‪1945‬م ‪ ،‬وتس‪F‬ميتها بمس‪F‬مى واح‪FF‬د ‪ ،‬أو تجمي‪F‬ع‬
‫‪94‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫الحمايل والعائالت ووضعها في مسمى واحد أيضاً ‪ ،‬وهذا ما حصل مع عشيرة أبناء ع‪FF‬رب القرع‪FF‬ان بف‪FF‬رعيهم‬
‫سكان البحر وسكان النهر ( نهر العوجا ) ‪ ،‬بدمجهم معاً م‪FF‬ع مجموع‪FF‬ة حماي‪FF‬ل أخ‪FF‬رى تحت مس‪FF‬مى ع‪FF‬رب أب‪FF‬و‬
‫كشك ‪ ،‬إال أن أبناء عشيرة القرعان كانوا هم األكثرية بين والحمائل المحيطة في منطق‪F‬ة ياف‪F‬ا ‪ ،‬ولهم أوض‪F‬اعهم‬
‫الحياتية والمعيشية الخاصة بهم ‪.‬‬
‫كم‪FF‬ا أف‪FF‬ردت فصلا ً عن عائل‪FF‬ة العويص‪FF‬ات ‪ ،‬فهم من أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان ال‪FF‬ذين لهم ت‪FF‬اريخهم وه‪FF‬ويتهم‬
‫وتراثهم وع‪F‬اداتهم وأخالقهم ‪ ،‬ال‪F‬تي ح‪F‬افظوا عليه‪FF‬ا بك‪F‬ل أص‪F‬الة وش‪F‬رف واح‪FF‬ترام ‪ ،‬رغم ان‪F‬ف ك‪F‬ل المت‪FF‬آمرين‬
‫والمغرضين والمشككين ‪ ،‬ونقول لهم كما قال الشاعر ‪:‬‬
‫ألصبح ثمن الحجر بدينار‬ ‫لو كل كلب عوى ألقمته حجرا‬
‫والقرعان ال يزاود عليهم أحد في أصلهم وفصلهم ونسبهم وعاداتهم وأخالقهم ‪ ،‬واأليام أثبتت ذل‪FF‬ك للجمي‪FF‬ع‬
‫قاص‪FF‬يهم ودانيهم ‪ ،‬وال داع للتعص‪FF‬ب األعمى وإث‪FF‬ارة النع‪FF‬رات والخص‪FF‬ومات والبلبالت في األص‪FF‬ل والحس‪FF‬ب‬
‫والنسب ‪ ،‬فال يجهلن احد علينا ‪ ،‬ونحن لكل المزاودين بالمرصاد ‪.‬‬
‫كانت عملية التجميع التي قام بها الإنجليز ‪ ،‬بدعم من مخطط استعماري صليبي وصهيوني كب‪F‬ير وخ‪F‬بيث ‪،‬‬
‫وتآمر على أهل فلسطين عامة ‪ ،‬ليتسنى للصهاينة استمالك األرض وتهويدها ‪ ،‬وتهجير السكان وت‪FF‬رحيلهم ببث‬
‫وأحيانا لت‪FF‬دمير البني‪FF‬ة االقتص‪FF‬ادية واالجتماعي‪FF‬ة للس‪FF‬كان الفلس‪FF‬طينيين‪،‬‬
‫ً‬ ‫الرعب والخوف واإلرهاب بين الناس ‪،‬‬
‫وإحالل المستوطنين الص‪F‬هاينة الغرب‪FF‬اء مح‪F‬ل الس‪FF‬كان األص‪FF‬ليين والش‪F‬رعيين لألرض الفلس‪FF‬طينية ‪ ،‬م‪F‬ع ال‪FF‬دعم‬
‫المادي والسياسي والعسكري للصهاينة ‪ ،‬من كل دول العالم أو ما يسمى بالشعب اليهودي ‪ ،‬وأن هذا الدعم بكل‬
‫أنواعه و حجمه وأشكاله ما زال مستمراً أمام مرأى ومسمع كل الدول وكل ق‪F‬وى الع‪FF‬الم المتحض‪FF‬ر والمتم‪F‬دن ‪،‬‬
‫والذي يدعي الديمقراطية وحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫‪F‬ديثا ‪ ،‬ولكن ال‬
‫لذا يعتبر المشروع الصهيوني‪ F‬في فلسطين أنجح المشاريع االس‪FF‬تعمارية في الع‪F‬الم ق‪F‬ديماً وح‪ً F‬‬
‫يضيع حق وراؤه مطالب ‪ ،‬والصبح لناظره قريب ‪ ،‬وبعون هللا ستكون العودة للوطن األم مهم‪FF‬ا ط‪FF‬ال ال‪FF‬زمن ‪،‬‬
‫عــائــــــــــدون ‪ ...‬عــائــــــــــدون ‪ ...‬عــائــــــــــدون‪ ... F‬فالحدود لن تكون ‪ ...‬والقالع والحصون فاص‪FF‬رخوا‬
‫يا الجئون ‪ ...‬واصرخوا يا نازحون أننا عائدون ‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين ‪.‬‬
‫أ ‪ .‬محمد محمود محمد عويصي‬
‫أبو رياض‬
‫توصيات واقتراحات هامة لكل أبناء عشيرة القرعان‪r‬‬
‫قدم األستاذ ‪ .‬محمد محمود عويصي ( أبو رياض ) دراسته ولقاءاته مع كبار الس‪FF‬ن ‪ ،‬لكن‪FF‬ه يوص‪FF‬ي بإتب‪FF‬اع‬
‫األمور التالية ‪-:‬‬
‫‪ .1‬توعية الجيل الصاعد بحقائق عن نسب وأصل وسيرة وحياة وت‪FF‬اريخ وع‪FF‬ادات عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان‬
‫عام‪FF‬ة وعائل‪FF‬ة العويص‪FF‬ات خاص‪FF‬ة ‪ ،‬وأن جمي‪FF‬ع ع‪FF‬ائالت عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان ت‪FF‬ربطهم قراب‪FF‬ة دم وأنس‪FF‬اب‬
‫ومص‪FF‬اهرة ‪ ،‬ويش‪FF‬كلون أبن‪FF‬اء عموم‪FF‬ة لبعض‪FF‬هم البعض ‪ ،‬وجمي‪FF‬ع أبن‪FF‬اء عش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان بك‪FF‬ل أفخاذه‪FF‬ا‬
‫‪95‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫ونسبا وانتماءً إلى قبيلة الحويطات ‪ ،‬التي تسكن شمال غرب الجزيرة العربية ‪ ،‬وباتف‪FF‬اق‬
‫ً‬ ‫يرجعون أصالً‬
‫وإجماع كبار السن من مختلف عائالت عشيرة القرعان وشهادات آخرين من حمائل وعشائر مالصقين‬
‫ومجاورين للقرعان ‪.‬‬
‫‪ .2‬فضح وكشف السياسة الصهيونية الخبيثة ‪ ،‬المدعومة من كل الع‪FF‬الم الحتالل األرض الفلس‪FF‬طينية‬
‫عامة ومناطق العشيرة خاصة ‪.‬‬
‫‪ .3‬بث العزيم‪FF‬ة والص‪FF‬مود والثب‪FF‬ات في نف‪FF‬وس أبن‪FF‬اء العش‪FF‬يرة ‪ ،‬ليبق‪FF‬وا أع‪FF‬زاء ش‪FF‬رفاء مهم‪FF‬ا ك‪FF‬انت‬
‫الصعوبات والتحديات ‪ ،‬فالصبر والصمود حتى النصر والعودة إن شاء هللا ‪.‬‬
‫‪ .4‬موت كبار السن ال ينسي األجيال حقهم في العودة ‪ ،‬وس‪F‬نبقى متمس‪FF‬كين ب‪FF‬اإلرادة وال‪FF‬دين واألدب‬
‫واألخالق والع‪FF‬ادات والقيم النبيل‪FF‬ة ال‪FF‬تي ورثناه‪FF‬ا عن اآلب‪FF‬اء واألج‪FF‬داد ‪ ،‬فب‪FF‬ذلك نس‪FF‬ود الجمي‪FF‬ع ونف‪FF‬رض‬
‫احترامنا على الجميع ‪.‬‬
‫‪ .5‬وح‪FF‬دة العش‪FF‬يرة ي‪FF‬دل على قوته‪FF‬ا ‪ ،‬ونب‪FF‬ذ التفرق‪FF‬ة العنص‪FF‬رية والتم‪FF‬يز واالنقس‪FF‬ام الم‪FF‬ؤدي للتهلك‪FF‬ة‬
‫والضياع والضعف ‪ ،‬فاالتحاد قوة ويد هللا مع الجماعة ‪.‬‬
‫‪ .6‬العم‪FF‬ل على كس‪FF‬ب ودعم وتأيي‪FF‬د الحماي‪FF‬ل والع‪FF‬ائالت المج‪FF‬اورة للقرع‪FF‬ان في ك‪FF‬ل مك‪FF‬ان ‪ ،‬وذل‪FF‬ك‬
‫ب‪FF‬أخالقهم وأدبهم وص‪FF‬فاتهم النبيل‪FF‬ة ‪ ،‬ف‪FF‬االحترام يف‪FF‬رض على الغ‪FF‬ير ‪ " ،‬وال‪FF‬دين المعامل‪FF‬ة " ‪ ،‬كم‪FF‬ا ق‪FF‬ال‬
‫المصطفى صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ .7‬االنخراط للعمل في الوظائف الحكومية في كل مكان ‪ ،‬فاإلنسان يعل‪FF‬و بأخالق‪FF‬ه وأدب‪FF‬ه ومؤهالت‪FF‬ه‬
‫العلمية ‪ ،‬والعمل بقيم عربية أصيلة في كل األعمال التي يقوم بها أبناء العشيرة ‪ ،‬ونحن جزء من ش‪FF‬عب‬
‫فلسطين الكريم المعطاء ‪ ،‬وفق هللا الجميع لما يحبه ويرضاه ‪.‬‬
‫وكل من يجد في نفسه الهمة والنش‪FF‬اط فليبحث وليكتب في الت‪FF‬اريخ المش‪FF‬رق والناص‪FF‬ع لعش‪FF‬يرة القرع‪FF‬ان‬
‫عامة أو لعائلته خاصة ‪ ،‬بصدق وأمانة وله كل التقدير واالحترام ‪.‬‬

‫المصادر والمراجع ومواقع اإلنترنت والمقابالت‬


‫المصادر والمراجع ‪:‬‬
‫بالدنا فلسطين – مصطفى مراد الدباغ – ج‪ 2006 – 1‬م ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫جهاد شعب فلسطين خالل نصف قرن – صالح مسعود أبو يصير – ‪ 1987‬م ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ .3‬القاموس العربي الشعبي الفلسطيني – اللهجة الدارجة – د‪ .‬عبد اللطيف البرغوثي ‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫‪ .4‬قاموس العشائر في األردن وفلسطين – حنا العماري ‪.‬‬

‫‪ .5‬القضاء العشائري بين الماضي والحاضر ــ أحمد أبو خوصة ‪.‬‬

‫‪ .6‬كي ال ننسى ( قرى فلسطينية دمرتها إسرائيل ) – وليد الخالدي – ط‪ 1948 – 1‬م ‪.‬‬

‫‪ .7‬معجم بلدان فلسطين – محمد محمد حسن شراب ‪.‬‬

‫‪ .8‬الموسوعة الفلسطينية – هيئة الموسوعة الفلسطينية‪ -‬ط‪ 1948 – 1‬م ‪.‬‬

‫موسوعة المدن والقرى الفلسطينية – آمنة أبو حجر ‪.‬‬ ‫‪.9‬‬

‫‪ .10‬مخطوط رياض زهر النقب في أنساب قبائل العرب ‪ /‬محمد بهجت الدين الزعبي الحسيني ‪.‬‬

‫‪ .11‬المشجر الكشاف في معرفة أنساب السادة األشراف ‪ /‬حسين الساده الزعبي ‪.‬‬

‫‪ .12‬كتاب تحفة األزهار ‪ /‬ضامن بن شدقم الذي اثبت ذرية جماز بن هاشم ‪.‬‬

‫‪ .13‬كتاب موسوعة القبائل العربية ‪ /‬لألستاذ ‪ .‬محمد سليمان الطيب ‪.‬‬

‫‪ .14‬كتاب سكان مدينة تبوك ‪ /‬لألستاذ ‪ .‬محمد سليمان الطيب ‪.‬‬

‫مواقع االنترنت ‪:‬‬


‫‪www.padil.org .1‬‬
‫‪www.palstinremember.com .2‬‬
‫‪http://www.mahjoob.com .3‬‬
‫‪http://www.jo1r.com .4‬‬
‫‪http://www.dnaarab.com .5‬‬
‫‪http://www.alhowaitat.net .6‬‬

‫‪97‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫‪http://blog.amin.org .7‬‬
‫‪http://ar.wikipedia.org .8‬‬
‫‪http://www.alglba.com .9‬‬
‫‪http://al-hakawati.net .10‬‬

‫المقابالت الشخصية والزيارات الميدانية والمكالمات الهاتفية التي تمت ‪:‬‬


‫‪.1‬األس‪FF‬تاذ المح‪FF‬امي المستش‪FF‬ار الق‪FF‬انوني والم‪FF‬الي – عب‪FF‬د المال‪FF‬ك نص‪FF‬ر هللا أب‪FF‬و ج‪FF‬راد – المكالم‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ‬
‫‪ - 30/5/2014‬األردن ‪.‬‬
‫‪.2‬الحاج إبراهيم ع‪FF‬وض دالل – أب‪FF‬و ع‪FF‬زام خزب‪FF‬ك – العم‪FF‬ر ‪ 95‬س‪FF‬نة – المقابل‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ ‪– 2012\1\12‬‬
‫قلقيلية ‪ /‬فلسطين ‪.‬‬
‫‪.3‬الحاج أحمد حمدان قرعان – أبو إبراهيم أبو الشيخه – العمر ‪ 91‬سنة – المقابلة بتاريخ ‪– 2013\11\5‬‬
‫قلقيلية ‪ /‬فلسطين ‪.‬‬
‫‪.4‬الحاج اشتيوي حمدان قرعان – أبو مشهور – العمر ‪ 89‬سنة – المقابلة بتاريخ ‪ – 2013\3\8‬قلقيلي‪FF‬ة ‪/‬‬
‫فلسطين ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫‪.5‬الحاج حامد حمدان العويصي – أبو فارس – العمر ‪ 92‬سنة – المقابلة بت‪FF‬اريخ ‪ - 25/2/2012‬قلقيلي‪FF‬ة ‪/‬‬
‫فلسطين ‪.‬‬
‫‪.6‬الحاج حسن إبراهيم العويصي – أبو أكرم – العم‪F‬ر ‪ 87‬س‪FF‬نة المقابل‪F‬ة بت‪F‬اريخ ‪ – 2012\4\14‬قلقيلي‪FF‬ة ‪/‬‬
‫فلسطين ‪.‬‬
‫‪.7‬الحاج حسين أبو دية العويصي – أبو فيصل – العمر ‪ 88‬سنة – مكالمة هاتفية بتاريخ ‪– 2012\2\15‬‬
‫مخيم سوف –جرش ‪ /‬األردن ‪.‬‬
‫‪.8‬الحاج سالم حسين أب‪F‬و حام‪F‬د – أب‪F‬و خال‪F‬د – العم‪F‬ر ‪ 97‬س‪F‬نة – المقابل‪F‬ة بت‪F‬اريخ ‪ – 2012\4\3‬قلقيلي‪F‬ة ‪/‬‬
‫فلسطين ‪.‬‬
‫‪.9‬الحاج سالم مطلق أب‪FF‬و ع‪FF‬امر – أب‪FF‬و الولي‪FF‬د‪ -‬العم‪FF‬ر ‪ 77‬س‪FF‬نة – المقابل‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ ‪ -2012\6\30‬ج‪FF‬رش ‪/‬‬
‫األردن ‪.‬‬
‫‪.10‬الحاج سالم مفلح أبو عصب – أبو عطا‪ -‬العمر ‪ 78‬سنة – المقابلة بتاريخ ‪ – 2014\4\1‬مخيم سوف‬
‫– جرش ‪ /‬األردن ‪.‬‬
‫‪.11‬الحاج صابر هاني سليم سليمان – العمر ‪ 78‬سنة – المقابلة بتاريخ ‪ . 3/6/2014‬حبلة ‪ /‬فلسطين ‪.‬‬
‫‪.12‬الحاج صبحي محمود حمد – أبو علي – العمر ‪ 76‬سنة – المقابلة بت‪FF‬اريخ ‪ – 2013\12\21‬قلقيلي‪FF‬ة ‪/‬‬
‫فلسطين ‪.‬‬
‫‪.13‬الحاج صبري احمد حسين أبو حامد أبو محم‪FF‬د – العم‪FF‬ر ‪ 93‬س‪FF‬نة – المقابل‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ ‪– 28/7/2013‬‬
‫قلقيلية ‪ /‬فلسطين ‪.‬‬
‫‪.14‬الحاج طالب سالم عويصي – أبو طالل – العم‪F‬ر ‪ 84‬س‪FF‬نة – المقابل‪F‬ة بت‪F‬اريخ ‪ – 2013\5\9‬قلقيلي‪FF‬ة ‪/‬‬
‫فلسطين ‪.‬‬
‫‪.15‬الحاج عبد العزيز محمد حمدان عويصات – أبو محمد – العمر ‪ 84‬سنة – المقابلة بتاريخ ‪2013\4\3‬‬
‫– قلقيلية ‪ /‬فلسطين ‪.‬‬
‫‪.16‬الحاج محمد إبراهيم العويصي‪ – F‬أبو صالح – العمر ‪ 91‬سنة – المقابلة بتاريخ ‪ – 2012\3\2‬قلقيلية ‪/‬‬
‫فلسطين ‪.‬‬
‫‪.17‬الحاج محمد سليمان س‪FF‬لمي س‪FF‬المه – أب‪FF‬و ال‪FF‬راتب – العم‪FF‬ر ‪ 89‬س‪FF‬نة – المقابل‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ ‪–4/6/2014‬‬
‫قلقيلية ‪ /‬فلسطين ‪.‬‬
‫‪.18‬الح‪FF‬اج محم‪FF‬د مفلح أب‪FF‬و عص‪FF‬ب – أب‪FF‬و طلعت – العم‪FF‬ر ‪ 84‬س‪FF‬نة – المكالم‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ ‪- 15/5/2014‬‬
‫جرش ‪ /‬األردن ‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫‪.19‬الحاج محمد محمود حس‪FF‬ان س‪FF‬ويلم – أب‪FF‬و كاي‪FF‬د – العم‪FF‬ر ‪ 85‬س‪FF‬نة – المقابل‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ ‪– 2012\5\20‬‬
‫قلقيلية ‪ /‬فلسطين ‪.‬‬
‫‪.20‬الحاج محمود مزيون دالل – العمر ‪ 82‬سنة – المقابلة بتاريخ ‪ . 3/6/2014‬مخيم بالطه ‪ /‬فلسطين ‪.‬‬
‫‪.21‬الحاج موس‪FF‬ى محم‪FF‬د العم‪FF‬اوي – أب‪FF‬و ح‪FF‬اتم ‪ -‬العم‪FF‬ر ‪ 81‬س‪FF‬نة – المقابل‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ ‪ –2014\3\28‬مخيم‬
‫سوف – جرش ‪ /‬األردن ‪.‬‬
‫‪.22‬الحاج وديع موسى اشتيوي قرع‪FF‬ان – العم‪FF‬ر ‪ 82‬س‪FF‬نة – المقابل‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ ‪ . 3/6/2014‬مخيم بالط‪FF‬ه ‪/‬‬
‫فلسطين ‪.‬‬
‫‪.23‬الحاجة آمنة مسلم عويصات – أم محمد – العمر ‪ 83‬سنة – المقابلة بت‪FF‬اريخ ‪ – 2013\10\1‬قلقيلي‪FF‬ة ‪/‬‬
‫فلسطين ‪.‬‬
‫‪.24‬الحاجة آمن‪FF‬ة محم‪FF‬د غي‪FF‬اظ – أم طالل – العم‪FF‬ر ‪ 78‬س‪FF‬نة – المقابل‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ ‪ – 2013\11\7‬قلقيلي‪FF‬ة ‪/‬‬
‫فلسطين ‪.‬‬
‫‪.25‬الحاج‪FF‬ة حليم‪FF‬ة مس‪FF‬لم عويص‪FF‬ات – أم إب‪FF‬راهيم – العم‪FF‬ر ‪ 85‬س‪FF‬نة – المقابل‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ ‪– 2013\10\1‬‬
‫قلقيلية ‪ /‬فلسطين ‪.‬‬
‫‪.26‬الحاجة زينب سالم حمدان قرعان – أم نزمي – العمر ‪ 95‬سنة – المقابلة بتاريخ ‪ – 2013\1\2‬قلقيلية‬
‫‪ /‬فلسطين ‪.‬‬
‫‪.27‬الحاجة عالية سليمان أبو عصب – أم زكي العماوي – العمر ‪ 96‬سنة – المقابلة بت‪FF‬اريخ ‪2014\4\22‬‬
‫– مخيم سوف – جرش ‪ /‬األردن ‪.‬‬

‫‪.28‬الحاجة عايشة محمد موسى العويصي – أم فيصل – العمر ‪ 88‬سنة – المقابلة بتاريخ ‪– 2014\3\28‬‬
‫مخيم سوف – جرش ‪ /‬األردن ‪.‬‬

‫‪.29‬الحاج‪FF‬ة لطيف‪FF‬ة س‪FF‬ليمان العويص ‪F‬ي‪ – F‬أم أك‪FF‬رم – العم‪FF‬ر ‪ 87‬س‪FF‬نة – المقابل‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ ‪– 2013\3\17‬‬
‫قلقيلية ‪ /‬فلسطين ‪.‬‬

‫‪.30‬الحاجة مريم سالم العويصي – أم محمد – العم‪FF‬ر ‪ 86‬س‪FF‬نة – المقابل‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ ‪ – 2013\5\7‬قلقيلي‪FF‬ة ‪/‬‬
‫فلسطين ‪.‬‬

‫‪.31‬ضابط أمن منطق‪FF‬ة نج‪FF‬ران ‪ /‬الس‪FF‬عودية – عي‪FF‬د مط‪FF‬ير الس‪FF‬ويحلي العم‪FF‬راني الح‪FF‬ويطي – المقابل‪FF‬ة س‪FF‬نة‬
‫‪1993‬م ‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫‪.32‬الحاج‪FF‬ة ص‪FF‬بحة ( آمن‪FF‬ة ) أحم‪FF‬د عويص‪FF‬ات ‪ /‬أم ن‪FF‬زار العم‪FF‬اوي – العم‪FF‬ر ‪ 93‬س‪FF‬نة – المقابل‪FF‬ة بت‪FF‬اريخ‬
‫‪ – 20/5/2012‬قلقيلية ‪ /‬فلسطين ‪.‬‬

‫وأصحاب وجيران‬ ‫هناك كان لي أهل‬


‫وأفراح وأحزان‬ ‫هنالك كان لي أمل‬
‫ال كنا وال كانوا‬ ‫فأقصتنا صروف الدهر‬
‫سمار وخوان‬ ‫بالد باعها بالسحت‬
‫لوال الغدر ما هانوا‬ ‫وأهل شردوا في األرض‬
‫قيد الذل والعار‬ ‫غداً سيحطم األحرار‬
‫من طغمة فجار‬ ‫غدا ستطهّر األوطان‬
‫الغد المرجو بالثار‬ ‫غداً ال بد أن يأتي‬
‫أن يجلى باسفار‬ ‫وال بد لوجه الحق‬
‫ألرف َع راية الوطن‬ ‫سأقدم حامالً كفني‬
‫رغم فواجع المحن‬ ‫وأحمي موئل األجداد‬

‫‪101‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫واإلخالص للسكن‬ ‫فان مت شهيد الحق‬
‫وفوق شوامخ القُنَن‬ ‫فحطوا في العال جدثي‬
‫س ّي أرق ُد في مدى الزمن‬ ‫هنالك في الثرى القد‬

‫الشاعر ‪ :‬رفعت الصليبي‬

‫الباحث في سطور‬
‫‪ ‬محمد بن محمود بن محمد بن سالم (عويصي)‪ F‬بن حمدان بن محمد بن بدران بن سعيد بن محمد‬
‫( القرعاني ) بن عمرو بن غالي بن سويعد بن حويط (الحويطي) ‪.‬‬
‫‪ ‬ولد في مدينة قلقيلية عام ‪ 1/12/1953‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬درس االبتدائية واإلعدادية في مدارس وكالة الغوث لالجئين في مدينة قلقيلية ‪.‬‬
‫‪ ‬درس المرحلة الثانوية في مدرسة السعدية الثانوية في قلقيلية ‪.‬‬
‫‪ ‬درس دبلوم المعلمين في معهد خضوري (كلية الحسين الزراعية) في طولكرم ‪.‬‬
‫‪ ‬أكمل الدراسة الجامعية بدرجة بكالوريوس – تخصص أساليب لغة عربية بجامعة القدس المفتوح‪FF‬ة‬
‫في قلقيلية ونابلس ‪.‬‬
‫‪ ‬عمل عضواً في جمعية الهالل األحمر الفلسطيني في مدينة قلقيلية ‪.‬‬
‫‪ ‬عمل عضواً في نادي األسير الفلسطيني في قلقيلية ‪.‬‬
‫‪ ‬عمل بالتدريس عام ‪ 1975‬م في مدينة جدة بالسعودية في مدرسة خاصة ‪.‬‬
‫‪ ‬عمل بالتدريس عام ‪ 1980 -1976‬م في منطقة أوباري – سبها في ليبيا ‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫‪ ‬عمل معلما ً في السعودية في منطقتي جيزان ونجران ‪ 1998 – 1980‬م ‪.‬‬


‫‪ ‬عمل في سلك التربية والتعليم في محافظة قلقيلية ‪ 2014 – 1998‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬عمل عضواً في الجمعية العلمية في محافظة قلقيلية ‪.‬‬
‫‪ ‬كان عضواً في اتحاد الطلبة في معهد خضوري وفي جامعة القدس المفتوحة أثناء الدراسة ‪.‬‬
‫‪ ‬كان مرشحا ً النتخابات بلدية قلقيلية عام ‪ 2005‬م ولم يحالفه الحظ مع الكتلة الوطنية ‪.‬‬
‫‪ ‬عمل عضواً في اتحاد المعلمين الفلسطينيين فرع قلقيلية ‪.‬‬
‫‪ ‬عمل عضواً في جمعية المكفوفين الخيرية في محافظة قلقيلية ‪.‬‬
‫‪ ‬يعمل عضواً في جمعية المتقاعدين المدنيين في محافظة قلقيلية ‪.‬‬

‫قائمة المالحق‬

‫‪ .1‬مسجد ( سيدنا علي ) في يافا المطل على البحر األبيض المتوسط ‪.‬‬
‫‪ .2‬صورة عن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم‪ F‬سنة ‪1948‬م ‪.‬‬
‫‪ .3‬صورة عن المقاومة والهبة الشعبية الفلسطينية دفاعا ً عن أرض فلسطين ‪.‬‬
‫‪ .4‬صورة عن مخيمات الالجئين الفلسطينيين بعد نكبة سنة ‪1948‬م ‪.‬‬
‫‪ .5‬صورة مدينة يافا ‪2014‬م ‪.‬‬
‫‪ .6‬خريطة منطقة يافا قبل نكبة ‪1948‬م ‪.‬‬
‫‪ .7‬صورة لجزء من نهر العوجا في فلسطين ‪.‬‬
‫‪ .8‬نسخة من كتاب بالدنا فلسطين ‪ /‬د‪ .‬مصطفى مراد الدباغ ‪.‬‬
‫‪ .9‬خريطة تبين أقضية مناطق يافا ‪.‬‬
‫‪ .10‬صورة الشيخ شاكر أبو كشك والحاج إبراهيم العويصي ‪.‬‬
‫‪ .11‬صورة الحاج محمود محمد سالم عويصي ‪.‬‬
‫‪ .12‬صور الحاج محمود محمد سالم عويصي مع أوالده ‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫‪ .13‬مشجر يبيّن تسلسل عشيرة القرعان من قبيلة الحويطات ‪.‬‬
‫‪ .14‬مشجر عشيرة القرعان ‪.‬‬
‫‪ .15‬صور للباحث ‪ .‬أ ‪ .‬محمد محمود محمد عويصي ‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫مسجد ( سيدنا علي ) في يافا المطل على البحر األبيض المتوسط‬


‫وفي الجهة الغربية من المسجد توجد مقبرة باسم‪ :‬مقبرة الشيخ سعيد القرعاني‬

‫‪105‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫صورة عن تهجير الفلسطينيين‪ r‬من أراضيهم سنة ‪1948‬م‬


‫وما اصابهم من ذعر وهلع وفقر ومرض وضياع وبؤس ‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫صورة عن المقاومة والهبة الشعبية الفلسطينية دفاعا ً عن أرض فلسطين‬


‫فعين على الوطن ‪ ...‬وعين على الزناد ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫صورة عن مخيمات الالجئين الفلسطينيين بعد نكبة سنة ‪1948‬م‬


‫وتحمل معاناة حرارة الشمس الشديدة وشدة البرد القارص عدا الجوع والمرض والفقر والعذاب‬

‫فلسطين بالد الوحي والخير والجمال‬


‫‪108‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫فلس‪FF‬طين األرض الط‪FF‬اهرة ‪ ،‬األرض الطيب‪FF‬ة المس‪FF‬تباحة ‪ ،‬القطع‪FF‬ة الغالي‪FF‬ة المقدس‪FF‬ة من ال‪FF‬وطن الع‪FF‬ربي ‪ ،‬وال‪FF‬تي ال تزي‪FF‬د‬
‫مساحتها عن ‪ 10000‬ميل مربع ‪ ،‬تمتاز بروائع تكوينها‪ F‬وبجمالها الطبيعي‪ F‬الساحر الخالّب ‪ ،‬وبمناخها المطلوب ألي فصل من‬
‫الفصول ‪ ،‬وبأريج زهورها‪ F‬ورياحينها‪ F‬وبوجهها‪ F‬المخضوضر‪ F‬الذي يرتد البصر عن آفاقه حاس‪FF‬راَ وه‪FF‬و يرج‪FF‬و ل‪FF‬و عل‪FF‬ق ب‪FF‬ه الى‬
‫األبد ! فجبالها معاقل الجهاد ‪ ،‬ويتجلى فيها الجمال والخضرة فهي مترامية األطراف ‪ ،‬بعيدة اآلفاق‪ F‬تط‪FF‬ل على أجم‪FF‬ل م‪FF‬ا خلق‪FF‬ه‬
‫هللا من مناظر ‪ ،‬من البحر والسهول واألغوار‪ F‬والنجود كلها مشاهد طبيعية رائع‪FF‬ة ‪ ،‬تكمن فيه‪FF‬ا الفتن‪FF‬ة ويستش‪F‬ف‪ F‬منه‪FF‬ا الس‪FF‬حر ‪،‬‬
‫فالجمال بين يديك والخ‪F‬يرات أم‪FF‬ام ناظري‪FF‬ك واله‪FF‬واء النقي المنعش ي‪FF‬دخل رئتي‪FF‬ك ‪ ،‬ففيه‪F‬ا تس‪F‬مع خري‪FF‬ر المي‪F‬اه وتغري‪FF‬د الطي‪FF‬ور‬
‫وحفيف األشجار ‪ ،‬ومن أجمل ما تراه العين في الحقول المزروعة والسهول‪ F‬الخصبة والمرتفعات الجميل‪FF‬ة واألودي‪FF‬ة والش‪FF‬عاب‬
‫الخضراء والربى المزينة باألزهار‪ ، F‬بلد االسراء والمعراج بلد األنبياء والرسل والتي تغنى بها الشعراء لسحر جمالها ‪.‬‬

‫صورة مدينة يافا ‪2014‬م‬

‫‪109‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫خريطة منطقة يافا قبل نكبة ‪1948‬م‬


‫ويظهر عليها أسماء بعض الحمايل والعشاير والقرى والمدن العربية‪ r‬والمستعمرات اليهودية‬

‫نبذة عن نهر العوجا‬


‫‪110‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫تأنيث األعوج ويعرف أيضا ً باسم نهر يافا ينبع من رأس العين شمال شرق يافا وهو ثاني أنهار فلس‪FF‬طين ط‪FF‬والً‬
‫ويصب في شمال يافا ‪ ،‬وفي فصل الشتاء تكون مياه النه‪FF‬ر غزي‪FF‬رة وتق‪FF‬ل في الص‪FF‬يف ‪ ،‬ومن القبائ‪FF‬ل المس‪FF‬تقرة‬
‫على أطراف نهر العوجا ‪ :‬ع‪F‬رب الم‪F‬ويلح وأب‪F‬و كش‪F‬ك والس‪F‬والمة وع‪F‬رب القرع‪F‬ان ( العويص‪F‬ات ) ‪ ،‬ويس‪F‬ميه‬
‫الكنعانيون ( مياه اليرقون ) بمعنى المياه الصفراء وذلك ألنه يجر التربة الصفراء معه ‪.‬‬

‫صورة لجزء من نهر العوجا في فلسطين‬

‫‪111‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫نسخة من كتاب بالدنا فلسطين ‪ /‬د‪ .‬مصطفى مراد الدباغ‬

‫‪112‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫عشيرة القرعان ( قرعان البحر )‬

‫عشيرة القرعان ( قرعان النهر )‬

‫خريطة تبين أقضية مناطق يافا‬


‫مبينا ً عليها مواقع عشيرة القرعان‬

‫‪113‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫صورة للشيخ شاكر أبو كشك والحاج إبراهيم العويصي وبعض الشخصيات اليافوية‬

‫‪114‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫الحاج محمود محمد سالم عويصي ( أبو محمد )‬


‫( محمود أبو ديه )‬

‫‪115‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫الحاج محمود محمد سالم عويصي وأوالده‬


‫( محمود أبو ديه وأوالده )‬

‫مشجر يبيّن تسلسل عشيرة القرعان من قبيلة الحويطات‬


‫‪116‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫مشجر عشيرة القرعان‬

‫‪117‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫قائمة المحتويات‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪118‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬
‫‪1‬‬ ‫صورة خريطة فلسطين‬
‫‪2‬‬ ‫آية قرآنية‬
‫‪3‬‬ ‫اإلهداء‬
‫‪4‬‬ ‫شكر وتقدير وعرفان‬
‫‪5‬‬ ‫أهمية الدراسة‬
‫‪6‬‬ ‫أهداف وأسباب الدراسة‬
‫‪8‬‬ ‫صعوبات ومشاكل الدراسة‬
‫‪9‬‬ ‫فرضيات الدراسة‬
‫‪10‬‬ ‫حدود ومنهجية الدراسة‬
‫‪11‬‬ ‫مدينة يافا‬
‫‪12‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪14‬‬ ‫خريطة تبين أقضية مناطق يافا‬
‫‪15‬‬ ‫الفصل األول ‪ -:‬عشيرة القرعان‬
‫‪16‬‬ ‫النسب واألصل لعشيرة القرعان‬
‫‪17‬‬ ‫قبيلة الحويطات‬
‫‪18‬‬ ‫الحويطات ثالث بطون‬
‫‪18‬‬ ‫نسب عشيرة القرعان‬
‫‪19‬‬ ‫سبب التسمية لعشيرة القرعان‬
‫‪20‬‬ ‫مشجر عشيرة القرعان في فلسطين‬
‫‪21‬‬ ‫طريقة الوصول إلى فلسطين‬
‫‪22‬‬ ‫الموقع الجغرافي لعشيرة القرعان قبل نكبة سنة ‪ 1948‬م‬
‫‪23‬‬ ‫المساحة والتضاريس في منطقة عشيرة القرعان‬
‫‪24‬‬ ‫المناخ في منطقة عشيرة القرعان‬
‫‪24‬‬ ‫عدد سكان عشيرة القرعان‬
‫‪25‬‬ ‫الموقع الجغرافي وسكنى عشيرة القرعان بعد نكبة ‪1948‬م‬
‫‪119‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫‪26‬‬ ‫قصيدة للشاعر توفيق زياد‬


‫‪28‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ -:‬الحياة االقتصادية عند عشيرة القرعان‬
‫‪29‬‬ ‫الرعي عند عشيرة القرعان‬
‫‪29‬‬ ‫صيد السمك عند عشيرة القرعان‬
‫‪30‬‬ ‫الزراعة والحيوانات والطيور عند عشيرة القرعان‬
‫‪31‬‬ ‫المياه في منطقة عشيرة القرعان‬
‫‪32‬‬ ‫الصناعة التقليدية البسيطة عند أبناء عشيرة القرعان‬
‫‪33‬‬ ‫التجارة عند أبناء عشيرة القرعان‬
‫‪35‬‬ ‫األعمال والوظائف المدنية والحكومية عند أبناء عشيرة القرعان‬
‫‪36‬‬ ‫صورة الشيخ شاكر أبو كشك والحاج إبراهيم العويصي‬
‫‪37‬‬ ‫قصيدة للشاعر سميح القاسم‬
‫‪38‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ -:‬الحياة االجتماعية عند عشيرة القرعان‬
‫‪39‬‬ ‫الحمايل والعائالت المحيطة بعشيرة القرعان‬
‫‪40‬‬ ‫المساكن والمضافات عند عشيرة القرعان‬
‫‪42‬‬ ‫الكتاتيب والتعليم عند عشيرة القرعان‬
‫‪43‬‬ ‫الصحة واألمراض عند عشيرة القرعان‬
‫‪45‬‬ ‫العادات والتقاليد واألعراف عند عشيرة القرعان‬
‫‪47‬‬ ‫نماذج من األغاني في األفراح عند عشيرة القرعان‬
‫‪50‬‬ ‫الحكم‪ r‬واألمثال التي يتداولها أبناء عشيرة القرعان‬
‫‪54‬‬ ‫المعرفة الثقافية في الصلح وحل المشاكل عند عشيرة القرعان‬
‫‪56‬‬ ‫ألفاظ ومصطلحات متداولة عند أبناء عشيرة القرعان‬
‫‪58‬‬ ‫الطقوس الدينية والشعبية عند أبناء عشيرة القرعان‬
‫‪60‬‬ ‫أنماط التسلية عند عشيرة القرعان‬
‫‪62‬‬ ‫قصيدة للشاعر توفيق زياد‬
‫‪120‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫‪63‬‬ ‫الفصل الرابع ‪ -:‬ترحيل واحتالل مناطق عشيرة القرعان‬


‫‪64‬‬ ‫احتالل مناطق عشيرة القرعان سنة ‪1948‬م‬
‫‪68‬‬ ‫سياسة وأساليب االحتالل في منطقة عشيرة القرعان‬
‫‪70‬‬ ‫الناحية الوطنية والهبة الشعبية عند أبناء عشيرة القرعان‬
‫‪73‬‬ ‫التحالفات والفزعات عند عشيرة القرعان‬
‫‪74‬‬ ‫تهجير وترحيل القرعان عن مناطقهم‪ r‬في يافا‬
‫‪76‬‬ ‫شهداء التسلل من أبناء عشيرة القرعان أثر النكبة الفلسطينية ما بين ‪1947‬م‪1950 -‬م‬
‫‪76‬‬ ‫المستعمرات التي أقيمت حول مناطق عشيرة القرعان‬
‫‪77‬‬ ‫أماكن سكن أبناء العشيرة بعد النكبة والنكسة وحتى اليوم‬
‫‪78‬‬ ‫قصيدة لألستاذ إبراهيم محمد عويصي‬
‫‪79‬‬ ‫الفصل الخامس ‪ -:‬العويصات‬
‫‪80‬‬ ‫من مسميات عائلة العويصات‬
‫‪81‬‬ ‫سكن عائلة العويصات‬
‫‪83‬‬ ‫الطقوس الدينية عند عائلة العويصات‬
‫‪84‬‬ ‫األكل والمشرب عند عائلة العويصات‬
‫‪85‬‬ ‫الملبس عند عائلة العويصات‬
‫‪86‬‬ ‫من عادات وتقاليد عائلة العويصات‬
‫‪87‬‬ ‫تنقالت عائلة العويصات ومحطات سكنهم‪ r‬قبل وبعد النكبة الفلسطينية‬
‫‪89‬‬ ‫أعمال عائلة العويصات قبل وبعد النكبة‬
‫‪90‬‬ ‫إحصائيات وحقائق عن منطقة العويصات‬
‫‪91‬‬ ‫نبذة عن مضافة الحاج إبراهيم العويصي ( أبو العبد )‬
‫‪93‬‬ ‫عالقة أبو كشك بعائلة العويصات‬
‫‪94‬‬ ‫قصيدة للشاعر إبراهيم طوقان‬
‫‪95‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪121‬‬
‫عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر‬

‫‪98‬‬ ‫توصيات واقتراحات هامة لكل أبناء عشيرة القرعان‬


‫‪99‬‬ ‫المصادر والمراجع ومواقع االنترنت‪ r‬والمقابالت‬
‫‪99‬‬ ‫المصادر والمراجع‬
‫‪100‬‬ ‫مواقع االنترنت‬
‫‪101‬‬ ‫المقابالت الشخصية والزيارات الميدانية والمكالمات الهاتفية التي تمت‬
‫‪104‬‬ ‫قصيدة للشاعر رفعت الصليبي‬
‫‪105‬‬ ‫الباحث في سطور‬
‫‪106‬‬ ‫قائمة المالحق‬
‫‪121‬‬ ‫قائمة المحتويات‬

‫‪122‬‬

You might also like