Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 34

‫جامعة محمد لمين دباغين سطيف ‪-2-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم العلوم السياسية‬

‫محاضرات في مقياس ‪ :‬األحزاب والنظم االنتخابية‬

‫الفئة المستهدفة‪ :‬طلبة السنة الثانية ماستر‬

‫تخصص‪ :‬إدارة محلية‬

‫أستاذ المحاضرة‪ :‬فاتح عمارة‬


‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫المحاضر رقم‪)1( :‬‬

‫المحور األول‪ :‬األحزاب السياسية‪.‬‬

‫األحزاب السياسية‪ ،‬ظاهرة واسعة االنتشار في جل األنظمة السياسية المعاصرة‪ .‬فال‬


‫يك اد يخل و أي نظ ام مهم ا ك ان ش كله (لي برالي‪ ،‬تس لطي ‪،‬اش تراكي‪ ،‬ش مولي‪ ،‬تع ددي أم‬
‫أحادي) من هذه الظاهرة‪ .‬إال أن أدوارها ووظائفها ونظمها تختلف من نظام سياسي إلى‬
‫آخ ر‪ .‬فه ذا الراب ط الواق ع بين النظم السياس ية والظ اهرة الحزبي ة لم يكن بمحص الص دفة‪،‬‬
‫وإ نم ا تبل ور من خالل األهمي ة البالغ ة ال تي تكتس بها األح زاب في حي اة أي نظ ام السياس ي‪،‬‬
‫وعلى ه ذا األس اس يمكن التس اؤل ح ول طبيع ة األح زاب السياس ية ومفه وم النظم ال تي‬
‫تحكمها وتنظمها واألدوار التي يقوم بها‪.‬‬

‫فما هو الحزب السياسي؟ كيف ظهرت الظاهرة الحزبية؟ وما الغاية منها؟ وما هي‬
‫أشكالها وصورها؟‬

‫لإلجابة على هذه التساؤالت يمكن االعتماد على المحاور التالية‪:‬‬

‫مفهوم األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫‪-I‬‬


‫تعريف األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫خصائص الحزب السياسي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عناصر الحزب السياسي‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ -II‬وظائف األحزاب السياسية‪.‬‬


‫المشاركة السياسية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫نشر الوعي والثقافة السياسية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫التعبئة والرقابة السياسية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫التداول على السلطة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ -III‬أنواع األحزاب السياسية‬


‫‪2‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫أحزاب القلة المختارة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫أحزاب الجماهير‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أحزاب المناضلين وأحزاب الناخبين‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫النظم الحزبية‪.‬‬ ‫‪-IV‬‬
‫النظم الحزبية التنافسية‬ ‫‪-1‬‬
‫النظم الحزبية غير التنافسية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ -I‬مفهوم األحزاب السياسية‪.‬‬


‫األح زاب السياس ية‪ ،‬مفه وم ال يق ل أهمي ة عن ب اقي المف اهيم األساس ية األخ رى في‬
‫ميدان العلوم السياسية‪ ،‬فالهتمام به لم يقتصر على جهود الباحثين والمفكرين المختصين‬
‫في العل وم السياس ية فق ط‪ ،‬ب ل تع دى ذل ك ليش مل اهتمام ات الب احثين في العدي د من‬
‫التخصص ات‪ ،‬بم ا في ذلك المختص ين في العل وم االجتماعي ة واإلنس انية‪ ،‬االقتص اد‪ ،‬وعلم‬
‫النفس وغيرها‪....‬الخ‪ .‬من هنا برزت العديد من الدراسات التي تناولت الظاهرة الحزبية‬
‫من مختلف المجاالت ما أدى إلى بروز اختالفات في معالجة الظاهرة الحزبية‪ .‬على هذا‬
‫األس اس ب ات من الض روري البحث في مفه وم البحث في مفه وم األح زاب السياس ية‪ ،‬من‬
‫خالل التطرق إلى التعريف‪ ،‬الخصائص‪ ،‬األهداف والشروط الواجب توفرها في األحزاب‬
‫السياسية حتى يمكن تمييزها عن غيرها من الفواعل‪.‬‬

‫تعريف األحزاب السياسية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫عن د البحث عن تعري ف لألح زاب السياس ية من خالل التص فح الكرونول وجي‬
‫للدراس ات واألبح اث ال تي رك زت على ه ذا المص طلح‪ ،‬يالح ظ االختالف بين الب احثين‬
‫الق دامى والمح دثين ح ول أهمي ة تق ديم تعري ف لألح زاب السياس ية‪ .‬فالب احثون الق دامى ال‬
‫يعط ون أهمي ة كب يرة في تحدي د تعري ف للح زب بق در م ا يهتم ون بجوانب ه األخ رى‪ .‬إال أن‬
‫البحثين المعاصرين يولون أهمية قصوى لتقديم لعريف له في دراساتهم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫ف إذا رجعن ا إلى كت اب المفك ر الفرنس ي م وريس ديفرجي ه الموس وم "ب األحزاب‬
‫السياسية" الذي صدر أول مرة سنة ‪ .1951‬ال يكاد يوجد تعريف واضح للحزب السياسي‪.‬‬
‫نفس المالحظة يمكن تسجيلها في مؤلف المفكر اإليط الي جيوفاني س ارتوري تحت عن وان‬
‫"األح زاب والنظم الحزبي ة" الص ادر ع ام ‪ ،1976‬إذ ق ام في ه باس تعراض التعريف ات ال تي‬
‫وضعها عدد من الدارسين وتساءل عن جدوى التعريف وأهميته‪.‬‬

‫وسبب عدم االهتمام بتقديم تعريف للحزب السياسي في دراسات الباحثين المحدثين‬
‫أو الق دامى‪ ،‬يع ود لطبيع ة األح زاب السياس ية ال تي ك انت تتم يز بالبس اطة والوض وح في‬
‫أدواره ا‪ .‬لكن م ع تط ور األوض اع لسياس ية‪ ،‬االجتماعي ة واالقتص ادية وتراج ع دور الدول ة‬
‫في القيام بالتزاماتها أمام شعوبها‪ ،‬برزت كيانات أو فواعل جديدة ليس لها نفس األهداف‬
‫ال تي تص بو إليه ا األح زاب السياس ية‪ ،‬إال أنه ا تتق اطع معه ا في العدي د من األدوار‬
‫والخصائص‪ .‬وبالتالي أصبح من الضروري البحث عن اتفاق جماعي لتقديم تعريف موحد‬
‫يمكن اإلجم اع حول ه للح زب السياس ي ح تى يمكن التفري ق بين ه وبين الفواع ل األخ رى‬
‫المشابهة له‪ ،‬وكان المفكر جيوفاني سارتوري من أبرز الباحثين الذين تراجعوا عن إهمال‬
‫أهمية تقديم تعريف للظاهرة الحزبية بعد تعقدها وتشابكها مع فواعل أخرى‪.‬‬

‫إال أن التعريف ات المقدم ة‪ ،‬ك انت مرتبط ة بحقب ة زمني ة معين ة‪ .‬فمواص فات الح زب‬
‫السياسي في القرن ‪ 19‬تختلف كثير عن ما هي عليه في الوقت الحالي‪ .‬وبالتالي يتوجب‬
‫عرض بعض من التعريفات في إطار الترتيب الزمني الذي عرضت فيه‪.‬‬

‫يع رف هارولد السويل وم ورتن ك ابالن الح زب السياس ي على أن ه‪" :‬مجموع ة من‬ ‫‪-1‬‬
‫األفراد تصوغ القضايا الشاملة‪ ،‬وتقدم مرشحين في االنتخابات" يالحظ من هذا التعريف‪،‬‬
‫أنه يستبعد الفواعل األخرى التي تؤثر في عملية صنع القرار وتعمل على التأثير في ص نع‬
‫السياس ات العام ة إال أنه ا ال تق دم مرش حين في االنتخاب ات وليس له ا ص الحية ص ياغة‬
‫الساسة العامة وال تسع للوصول إلى السلطة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫أم ا س يغمون نيوم ان ي رى أن الح زب ه و‪" :‬تنظيم للعناص ر السياس ية النش طة في‬ ‫‪-2‬‬
‫المجتم ع‪ ،‬وال ذي ع ادة م ا يتن افس س عيا للحص ول على التأيي د الش عبي‪ .‬أم ا ه ذا التعري ف‬
‫يضيف خاصية التنظيم للحزب السياسي الذي تفقده بعض المكونات االجتماعية األخرى‪.‬‬
‫إال أنه لم يحدد الغاية من التأييد الشعبي‪ ،‬وبهذا يمكن أن تشترك هذه الخاصية مع عدد من‬
‫الفواع ل األخ رى ك المجتمع الم دني ال ذي يس عى لخدم ة المجتم ع ب دون مقاب ل إال أن ه يس ع‬
‫لكسب ثقة الناس وتأييده حتى يستمر في تقديم أدواره‪.‬‬
‫في نفس التعري ف الس ابق‪ ،‬ي ذهب ك ل من كولم ان وروزب رغ إلى أن األح زاب‬ ‫‪-3‬‬
‫السياس ية هي‪" :‬اتح ادات منظم ة رس ميا‪ ،‬ذات غ رض واض ح ومعلن يتمث ل في الحص ول‬
‫على السيطرة الشرعية والحفاظ عليها (سواء بشكل منفرد أو بالتآلف أو التنافس االنتخابي‬
‫مع اتحادات مشابهة "‪ .‬إال أن هذا التعريف ال يتطابق مع الدول التي انتهج نظام الحزب‬

‫الواح د وبالت الي فه و يس تثني ه ذا الن وع من األح زاب السياس ية ألنه ا تُغيِ ُ‬
‫ب البيئ ة التنافس ية‬
‫النوع التنافسية التي من خاللها يدافع كل حزب عن توجهاته وآرائه‪.‬‬
‫وفق ا لمفه وم الح زب يعطي س ارتوري الح د األدنى لتعري ف الح زب السياس ي في‬ ‫‪-4‬‬
‫قوله‪ " :‬أنه أي جماعة سياسية تتقدم لإلنتخابات وتكون قادرة على أن تقدم من خالل تلك‬
‫االنتخابات مرشحين للمناصب العامة‪.‬‬
‫من مجم ل ه ذه التعريف ات يمكن تحدي د تعري ف إج رائي ش امل للح زب السياس ي من‬
‫خالل القول أنه عبارة عن تنظيم سياسي الذي يتميز االستمرار والديمومة ويضم عدد من‬
‫األف راد تتواف ق في األه داف والمب ادئ وال رؤى تمخض ها في مش روع سياس ي يك ون‬
‫كاس تراتيجية للح زب وبرنامج ا ل ه يتم ال ترويج ل ه لكس ب التأيي د الش عبي لتوس يع قاعدت ه‬
‫الش عبية ح تى يتمكن من الوص ول إلى الس لطة وممارس تها أو على األق ل الت أثير ومتابع ة‬
‫ومراقبة السياسة العامة للدولة والقيام بدور الوساطة بين السلطة والمجتمع‪.‬‬
‫المحاضر رقم‪)2( :‬‬
‫خصائص األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪5‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫مما سبق من تعريفات للحزب السياسي يمكن استخالص خصائصه في النقاط التالية‪:‬‬

‫أ‪ /‬هو تنظيم طوعي لمجموعة من األفراد لهم نفس التوجهات واألفكار والرؤى‪.‬‬

‫ب‪ /‬يتم يز ب التنظيم‪ :‬فه و هيك ل منظم تحكم ه ق وانين داخلي ة تض بطه وتح دد أدوار‬
‫أعضائه وتحدد عالقته وتوجهاته وتفاعالته مع البيئة الخارجية والفواعل األخرى‪.‬‬

‫ج‪ /‬يتميز باالستمرارية‪ :‬فهو ال يتوقف بمصير األعضاء المؤسسين له بل يستمر من‬
‫خالل تدريب أعضائه وإ عداد القادة بينها لحمل مشعلها بين األجيال‪.‬‬

‫د‪ /‬ه و ش ريك في العملي ة السياس ية‪ :‬س واء من خالل المش اركة في ص نع السياس ة‬
‫العامة وهو خارج السلطة‪ .‬أو من خالل تجسيد وتنفيذ برامجه على أرض الواقع وهو في‬
‫السلطة‪.‬‬

‫ه‪ /‬الح زب ل ه طم وح للوص ول إلى الس لطة‪ :‬وذل ك من خالل ع رض مش روعه‬


‫السياس ي وال ترويج ل ه وال دفاع عن ه من أج ل اس تقطاب التأيي د الش عبي وتوس يع قاعدت ه‬
‫الشعبية لكي يضمن وصوله للسلطة من خالل إعداد مرشحين عنه‪.‬‬

‫عناصر األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬


‫يحدد كل من البالومبارا ووينر عناصر الحزب السياسي في دراستهما عن األحزاب‬
‫السياسية في البلدان المتخلفة أربع عناصر ‪:‬‬
‫أ‪ /‬اس تمرارية التنظيم‪ :‬أي وج ود تنظيم ال يتوق ف الم دى العم ري المتوق ع ل ه على‬
‫المدى العمري للقادة المنشئين له؛‬
‫ب‪ /‬امت داد التنظيم إلى المس توى المحلي م ع وج ود اتص االت منتظم ة داخلي ة بين‬
‫الوحدات القومية والمحلية؛‬

‫‪6‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫ج‪ /‬ت وافر الرغب ة ل دى الق ادة على ك ل من المس تويين المحلي والق ومي للقي ام بعملي ة‬
‫ص نع الق رار س واء منف ردين أو بالت آلف م ع اآلخ رين‪ .‬وليس مج رد الت أثير على ممارس ة‬
‫السلطة؛‬
‫د‪ /‬اهتمام التنظيم بتجميع األنصار والمؤيدين في االنتخابات أو السعي بشكل أو بآخر‬
‫للحصول على التأييد الشعبي‪.‬‬
‫أما الدكتورة سعاد الشرقاوي تحدد عناصر الحز السياسي هي عنصرين‪:‬‬
‫أ‪ /‬عنصر التنظيم‪ .‬ب‪ /‬عنصر المشروع السياسي‪.‬‬

‫المحاضرة رقم‪)3( :‬‬

‫أدوار وظائف األحزاب السياسية‪:‬‬ ‫‪-II‬‬


‫تتجلى مظ اهر نش اط األح زاب السياس ية وأدواره ا‪ ،‬في العدي د من في العدي د من‬
‫الممارسات يمكن إجمالها في النقاط التالية‪:‬‬
‫المشاركة السياسية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫للمشاركة السياسية العديد من الصور واألشكال‪ ،‬فهي ال تقتصر فقط على األحزاب‬
‫السياس ية‪ ،‬ب ل تتع داها لتش مل ح تى المواط نين أف رادا وجماع ات س واء من خالل اإلدالء‬
‫بأصواتهم في االنتخابات أو من خالل التعبير عن آرائهم ومواقفهم حول السياسات العامة‬
‫للبالد من خالل العدي د من القن وات ( وس ائل التواص ل االجتم اعي‪ ،‬وس ائل اإلعالم‪،‬‬
‫الحضور في االجتماعات الدورية للمجالس المنتخبة‪ ،‬المظاهرات ‪ ...‬وغيرها)‪ .‬إال أنه في‬
‫الكث ير من المناس بات‪ ،‬تك ون لألح زاب السياس ية أدوار كب يرة في تحري ك المواط نين‬
‫للمش اركة‪ .‬وبالت الي يمكن تحدي د أدوار الح زب السياس ي في المش اركة السياس ية‪ ،‬في‬
‫العناصر التالية‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫أ‪ /‬مش اركة األح زاب في االنتخاب ات‪ :‬حيث تعم ل األح زاب على إع داد أعض ائها‬
‫للمواعيد االنتخابية المختلفة – سواء كانت رئاسية‪ ،‬تشريعية أو محلية‪ -‬وتقدم من يمثلها‬
‫في مثل هذه االستحقاقات كمرشحين لم من المؤهالت والصفات التي تمكنهم من الحصول‬
‫على ثقة المواطنين‪ ،‬وزيادة فرصها للوصول إلى السلطة‪.‬‬

‫ب‪ /‬مش اركة األح زاب السياس ية داخ ل المج الس المنتخب ة‪ :‬ويكمن ذل ك‪ ،‬من خالل‬
‫الن واب ال ذين ينتم ون إلى أح زاب سياس ية‪ ،‬وتم اختي ارهم من ط رف الن اخبين يمثل ونهم في‬
‫المجالس – المحلية أو البرلمان‪ -‬لتجسيد إرادتهم والدفاع عن مصالحهم وطرح انشغاالتهم‬
‫اليومية وإ يصالها للسلطة‪ ،‬باإلضافة إلى أنها تقوم بأدوارها التشريعية داخل البرلمان‪ ،‬من‬
‫خالل اق تراح مش اريع الق وانين ومناقش ة الق وانين والتص ويت عليه ا‪ .‬إض افة إلى األدوار‬
‫الرقابية التي تقوم بها األحزاب تجاه أداء الحكومة‪.‬‬

‫ج‪ /‬مش اركة األح زاب السياس ية في ت أطير المش اركة السياس ية للمواط نين وتنظيمه ا‪،‬‬
‫وذل ك من خالل تجني د أعض ائها وانخ راطهم بين المواط نين من أج ل ت وعيتهم وتحدي د‬
‫أهدافهم وتنظيم صفوفهم حتى تكون مشاركتهم أكثر فاعلية وجدية‪.‬‬

‫د‪ /‬مش اركة األح زاب السياس ية في المش اورات الك برى ال تي تعق دها الس لطة‪ ،‬ويك ون‬
‫ذل ك من خالل دع وة الس لطة لك ل الف اعلين السياس يين ح ول فتح ورش ة للمش اورات في‬
‫القضايا الكبرى للدولة‪ ،‬ومن هنا تقدم األحزاب السياسية آرائها وموقفها وتطرح انشغاالتها‬
‫من خالل هذه المشاورات في شكل تقارير تقدمها للسلطة‪.‬‬

‫ه‪ /‬مشاركة األحزاب السياسية في الدفاع عن قضايا األمة وثوابتها‪ ،‬ويتجلى ذلك من‬
‫خالل عقد التجمعات والقيام بحمالت تضامنية للدفاع عن مثل هذه األمور واإلعراب عن‬
‫قلقها حول الممارسات التي من شأنها تخل من موحدة األمة أو استقرارها أو تهدد ثوابتها‪،‬‬
‫وكذلك من خالل إصدار البيانات التي تعبر عن موقفها تجاه مثل هذه القضايا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫التجنيد السياسي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يمكن ذلك من خالل‪ ،‬إعداد القادة وتأهيلهم حتى يصبحوا قادرين على شغل مناصب‬
‫سياس ية علي ا في الدول ة‪ ،‬ح تى تتمكن من تقوي ة تواج دها في الحي اة السياس ية‪ .‬وذل ك من‬
‫خالل إع داد ال وزراء والن واب ورؤس اء الحكوم ات والس فراء وال والة وكب ار الم وظفين في‬
‫األجهزة الحكومية‪ .‬إال أن هذا الدور يتباين مداه من دولة إلى أخرى وذلك حسب طبيعة‬
‫كل نظام سياسية‪ ،‬ودرجة التنافسية الموجودة بين األحزاب‪.‬‬

‫التنشئة السياسية‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫تعت بر األح زاب السياس ية‪ ،‬ش ريك فع ال بج انب المؤسس ات ال تي تق وم ب دور التنش ئة‬
‫السياسية – كاألسرة‪ ،‬المجتمع‪ ،‬مؤسسات التربوية والمجتمع المدني‪ ،‬الجمعيات‪...‬وغيرها‪-‬‬
‫ف دوره ال يق ل أهمي ة من ه ذه الجه ات في إع داد المواط نين الص الحين‪ .‬فهن اك من يعت بر‬
‫الح زب ه و البن اء السياس ي األك ثر ت أثيرا في عملي ة التنش ئة وذل ك من خالل القن وات ال تي‬
‫يس مح به ا الق انون للقيم به ذا ال دور كالتجمع ات والن دوات والجامع ات الص يفية واللق اءات‬
‫والندوات الصحفية والنزول إلى الشارع وغيرها من القنوات‪.‬‬

‫التحديث والتنمية السياسية‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫تق وم األح زاب السياس ية أساس ا به ذه الوظيف ة من خالل إنع اش الحي اة السياس ية عن‬
‫طري ق دعم المعملي ة الديمقراطي ة في المجتم ع واالتج اه نح و اإلص الح السياس ي والتح ول‬
‫الديمقراطي في النظم السياسية‬

‫التداول السلمي على السلطة‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫من خالل االنتخاب ات الح رة والنزيه ة ال تي تس ود في ج و من الديمقراطي ة‪ .‬وبالت الي‬


‫تتقب ل األح زاب ال تي في السلطة نت ائج االنتخاب ات‪ ،‬في ح ال م ا إذ أس فرت عن ع دم رغبة‬

‫‪9‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫الن اخبين بقائه ا الس لطة‪ ،‬إذ ت نزل عن د اإلرادة الجماعي ة وتس لم الس لطة للح زب أو مرش ح‬
‫الحزب الذي كسب ثقة المجماهير‪.‬‬

‫المحاضرة رقم‪)4( :‬‬

‫أنواع األحزاب السياسية‪:‬‬ ‫‪-III‬‬


‫يمكن تحديد أنواع األحزاب السياسية في النقاط التالي‪:‬‬

‫أحزاب القلة المختارة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ه ذا النوع من األح زاب‪ ،‬ك ان الس باق في الظهور‪ .‬إذ يهدف إلى تجمي ع الشخصيات‬
‫البارزة ذات النفوذ والمؤثرة في المجتمع‪ .‬إذ تعتمد على انتقاء أعضائها‪ ،‬فهي تهتم بنوعية‬
‫أعضائها وال تهتم بعددهم‪.‬‬

‫أحزاب الجماهير‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ظه ر ه ذا الن وع من األح زاب في ب دايات الق رن العش رين‪ ،‬م ع انتش ار االش تراكية‬
‫والشيوعية في االتحاد السوفييتي ودول أوربا الشرقية والبلدان الحديثة االستقالل‪ .‬إذ يهتم‬
‫هذا النوع بتوسيع قاعدته الشعبية من خالل جمع أكبر قدر من األعضاء الذين ينتمون له‪،‬‬
‫إذ ال يعتم د على المك ان االجتماعي ة في اختي ار أعض ائه بق در م ا يعتم د على م دى تمس ك‬
‫منتسبيه بالفكر والعقيدة االشتراكية أو الشيوعية‪.‬‬

‫أحزاب المناضلين وأحزاب الناخبين‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫هذا النوع من األحزاب يشبه أحزاب الجماهير من حيث استقطابها ألكبر عدد ممكن‬
‫من الجماهير‪ ،‬إال أن هذه األخيرة تتمسك بإيديولوجية معينة يشترك فيها كل األعضاء‪ .‬أما‬
‫أح زاب المناض لين وأح زاب الن اخبين ال تقي د أعض ائها بإيديولوجي ة ثابت ة بق در م ا تهتم‬
‫ب البرامج والمش اريع السياس ية ال تي يمكن أن تق دمها للمجتم ع‪ ،‬وبالت الي ه ذا الن وع يتم يز‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫بالمرون ة أك ثر من س ابقيه‪ ،‬ويعم ل على كس ب التأيي د الش عبي من خالل ال نزول للمجتم ع‬
‫ورسم برامج وخطط إستراتيجية تعالج المشاكل الحقيقية للمجتمع‪ .‬على هذا األساس‪ ،‬يكون‬
‫الح زب األوف ر حض ا بثق ة الش عب ه و الح زب ال ذي يق دم ب رامج حقيقي ة تع الج األوض اع‬
‫العامة التي يعاني منها الشعب‪ ،‬ومن هنا يكون األجدر للوصول إلى السلطة بعد التصويت‬
‫على برامجه من قبل الناخبين‪.‬‬

‫النظم الحزبية‪:‬‬ ‫‪-IV‬‬

‫هناك العديد من التصنيفات التي حاولت تحديد أواع األحزاب السياسية‪ ،‬إال أنه يمكن‬
‫اعتماد التصنيف الموالي الذي يعتبر أدق التصنيفات التي تشمل مختلف أنواع األحزاب‪.‬‬
‫ويمكن تبسيطه في الشكل الموالي‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫‪12‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫أوال‪ :‬النظم الحزبية التنافسية‪:‬‬

‫النظم الحزبية التعددية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫أ‪ /‬نظام تعدد األحزاب الكامل والتام‪:‬‬
‫يعتمد هذا النوع على عدد من األحزاب الصغيرة التي ال تسعى للتكتل واالئتالف مع‬
‫غيره ا من األح زاب‪ .‬إذ يس عى ك ل ح زب للتمس ك بمواقف ه المتش ددة‪ .‬وك انت فرنس ا في‬
‫جمهوريته ا الرابع ة تتب نى ه ذا النظ ام‪ .‬إال أن ه ذا الن وع لدي ه العدي د من العي وب يمكن‬
‫إيجازها في ما يلي‪:‬‬
‫يعجز النظام السياسي على تجميع المصالح ويؤدي إلى إغفال المصالح العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشتيت الناخبين أمام عدد كبير من البرامج‬ ‫‪-‬‬
‫غياب أغلبية برلمانية يمكن أن تدعم الحكومة في تنفيذ برامجها‪ ،‬وبالتالي يؤدي‬ ‫‪-‬‬
‫إلى عدم استقرار الحكومات‪.‬‬
‫ب‪ /‬نظام تعدد األحزاب المعتدل‪:‬‬
‫هذا النوع عكس سابقه‪ ،‬فهو منفتح على غيره من األحزاب وله إمكانية العمل معها‬
‫إذا توافقت وجهات نظرها حول قضايا معينة من خالل إحداث تحالفات أو ائتالفات بينها‪.‬‬
‫نظام الثنائية الحزبية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أ‪ /‬نظام الحزبين الجامد ونظام الحزبين المرن‪:‬‬
‫نظ ام الح زبين الجام د يق وم بتنظيم تص ويت أعض ائه في البرلم ان‪ .‬بحيث يل زمهم‬
‫بالتص ويت على م ا تم االتف اق علي ه في الح زب‪ .‬وبالت الي ال يمكن للن ائم أن يخ رج على‬
‫التوج ه الع ام لحزب ه‪ ،‬وإ ذا م ا ق ام بالتص ويت ض د إرادة حزب ه يتع رض ه ذا الن ائب إلى‬
‫عقوب ات ص ارمة يح ددها الح زب في قانون ه ال داخلي‪ ،‬تص لي إلى درج ة التوفي ق والفص ل‬
‫النهائي من الحزب‪ .‬ويتجسد هذا النظام في النموذج البريطاني‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫أما نظام الحزبين المرن‪ ،‬ال يقيد أعضائه في عملية التصويت‪ ،‬إذ يعطي لهم الحرية‬
‫الكاملة في التصويت داخل البرلمان‪ ،‬حتى وإ ن كان صوته خارج اإلرادة الجماعية للحزب‬
‫ال يتعرض النائب إلى أي إجراء يقوض من حريته‬
‫‪ .‬ويتجسد هذا المثال في النموذج األمريكي‪.‬‬
‫ب‪ /‬نظام الحزبين التام ونظام الحزبين الناقص‪:‬‬
‫نظ ام الح زبين الت ام‪ ،‬يك ون في ه ح زبين كب يرين مس يطرين‪ ،‬والس يطرة هن ا تك ون من‬
‫خالل اتس اع قاع دتهما الش عبية أو من خالل س يطرتهما على دواليب الس لطة داخ ل الدول ة‬
‫بحيث ال تقل نسبة األصوات التي يتحصل عليها الحزبين مجتمعة ‪ %90‬وباقي تتقاسمها‬
‫أحزاب صغيرة ال يكاد يظهر لها أثر في الحياة السياسية‪.‬‬
‫أما نظام الحزبين الناقص‪ ،‬يقر بوجود حزبين كبيرين لكن ليس بنفس درجة السيطرة‬
‫التي يتميز بها نظام الحزبين التام‪ .‬بحيث تتراوح نسب األصوات التي يتحصل عليها كال‬
‫الحزب ان من (‪ %75‬إلى ‪ )%80‬كأقص ى تق دير وب اقي األص وات تتقاس مها أح زاب سياس ية‬
‫صغيرة‪ .‬وبالتالي يصعب في هذه الحالة أن يحصل أحد الحزبين على األغلبية المطلقة في‬
‫البرلم ان‪ .‬له ذا يلج أ كال الح زبين إلى تعزي ز تأثيرهم ا على الحي اة السياس ية في البالد من‬
‫خالل تشكيل ائتالفات حزبية مع األحزاب الصغيرة األخرى‪.‬‬
‫ج‪ /‬نظام الحزبين المتوازن ونظام الحزبين غير المتوازن‪:‬‬
‫يعتم د ه ذا التص نيف على حجم ووزن كال الح زبين س واء من خالل نس بة التأيي د‬
‫الشعبي أو القاعدة الشعبية‪ ،‬أو من خالل تداولهما على السلطة‪ .‬فنظام الحزبين المتوازين‪،‬‬
‫ه و نظ ام الح زبين الحقيقي‪ ،‬إذ يك ون حجم وق وة ك ل ح زب متس اوي تقريب ا بحجم الح زب‬
‫األخ ر‪ ،‬و يك ون ت داولهما على الس لطة متس اوي تقريب ا بحيث يص ل أح د األح زاب إلى‬
‫السلطة ويشغلها في فترة معينة ويكون الحزب اآلخر في المعارضة ويهيئ نفسه للمرحلة‬
‫القادمة وهكذا دواليك‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫أم نظام الحزبين غير المتوازن‪ ،‬فهو يقر بوجود حزبين‪ ،‬إال أن أحد الحزبين يكون‬
‫أكثر قوة وهيمنة‪ ،‬وبسالتي يصبح هو المسيطر على السلطة في الدولة لفترة زمنية طويل ة‪،‬‬
‫لهذا يتشابه هذا النظام مع نظام الحزب المسيطر‪.‬‬
‫المحاضرة رقم‪)5( :‬‬
‫نظام الحزب المسيطر‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أ‪ /‬نظام الحزب المسيطر العادي‪:‬‬

‫يالح ظ في ه ذا النظ ام‪ ،‬أن ه يعتم د على تع دد األح زاب‪ .‬إال أن أح د األح زاب يس يطر‬
‫فيه على الحياة السياسية لفترة زمنية ال بأس بها‪ ،‬كما ال يتعدى ما يحصل عليه من مقاعد‬
‫تمثيلية في البرلمان ‪ %40‬من المقاعد‪ ،‬إال في حاالت استثنائية نادرة يمكن أن يتعدى هذه‬
‫النسبة‪.‬‬
‫ب‪ /‬نظام الحزب المسيطر العادي‪:‬‬
‫أم ا ه ذا النظ ام‪ ،‬على ال رغم من أن ه يعتم د على تع دد األح زاب إال أن هن اك ح زب‬
‫يس يطر على الحي اة السياس ية بش كل كلي‪ ،‬كم ا أن ه دائم ا يحص ل على أغلبي ة أص وات‬
‫الن اخبين‪ ،‬وي ترجم ذل ك على حص وله على األغلبي ة المطلق ة من المقاع د التمثيلي ة في‬
‫البرلمان‪ ،‬ومن هنا يسيطر على كل دوائر السلطة داخل الدولة‪ .‬لهذا فإنه يش به كث يرا النظم‬
‫غ ير التنافس ية ألن ه ال يعطي المج ل لغ يره ح تى يص ل إلى الس لطة من خالل هيمنت ه‬
‫المطلقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النظم الحزبية غير التنافسية‪:‬‬

‫نظام الحزب الواحد الشيوعي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫يفس رها ك ل من م اركس ولي نين تفس ير سياس ي‪ ،‬إذ يعتم دون في تفس يرهم على‬
‫ضرورة توحد حزب واحد بعد توحد المجتمع وزوال الطبقية التي كانت نتاج الثورة على‬

‫‪15‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫الطبقي ة‪ .‬وذل ك فال م برر لوج ود ع دة أح زاب ألن المجتم ع تج اوز التقس يمات ال تي ك انت‬
‫تتكون منها هذه األحزاب للدفاع عم مصالحها‪.‬‬
‫نظام الحزب الواحد الفاشي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يختل ف تفس ير النظم الفاش ية للح زب الواح د عن تفس ير األح زاب الش يوعية‪ .‬ويتض ح‬
‫ذل ك من خالل تبريره ا للتحلي ال دولي عن مب دأ الحي اد السياس ي آلن الدول ة الفاش ية حس ب‬
‫تفس يرهم‪ ،‬هي دول ة له ا مث ل علي ا يجب التمس ك به ا وبالت الي ك ل المجتم ع يجب أن يلت ف‬
‫حول هذه المثل وال يجوز الخروج عنها‪.‬‬

‫نظام الحزب الواحد في الدول حديثة االستقالل‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫تختلف هذه البلدان في تبريرها تبني نظام الحزب الواحد‪ ،‬فهي تستند إلى الرغبة في‬
‫الحف اظ على الوح دة الوطني ة‪ .‬من خالل حش د ص فوف المجتم ع في كي ان ح زبي واح د‬
‫تتضافر فيه جهود كل من أجل بناء الوطن‪.‬‬

‫كما أنها تبرر كذلك‪ ،‬بعدم كفاية وكفاءة النخب السياسية واإلدارية على تسيير نظام‬
‫تعدد األحزاب‪ ،‬ألنه يشتت جهود الدولة التي تسعى للنهوض بالتنمية االقتصادية والخروج‬
‫من مخلفات االستعمار‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫المحاضرة رقم‪)6( :‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬النظم االنتخابية‪.‬‬

‫النظم االنتخابية هي أحد المقومات األساسية التي تقود عليها الديمقراطيات الحديث ة‪،‬إذ‬
‫تعمل هذه النظم على ترجمة أصوات الناخبين إلى مع ادالت يمكن من خاللها الفصل بين‬
‫المرشحين (أحزاب أو أشخاص) الذين يتنافسون في المعترك االنتخابي بطريقة عادة قدر‬
‫اإلمكان وذلك من خالل إشراك المواطنين في اختيار من يمثلهم‪ .‬وعند التدقيق وتمحيص‬
‫ه ذه النظم االنتخابي ة‪ ،‬يالح ظ ب أن لكن نظ ام خصوص يات ح تى وإ ن ك ان هن اك تق ارب أو‬
‫تش ابه في بعض الجزئي ات إال أنه ا تختل ف في جوهره ا‪ .‬على ه ذا األس اس تك ون النظم‬
‫االنتحابية ترجمة للمعطيات السياسية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬السياسية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬والدينية‪ ،‬وربما قد‬
‫تؤثر فيها حتى المخلفات االستعمارية للدولةـ وبالتالي‪ ،‬كل نظام له خصوصيات يمكن أن‬
‫تت واءم م ع مجتمع ات وال تناس ب مجتمع ات أخ رى‪ .‬على ه ذا األس اس تع ددت النظم‬
‫االنتخابية واختلفت‪.‬‬

‫أما الحديث عن أهمية النظم االنتخابية‪ ،‬فقد نالت أهميتها منذو بروز الديمقراطيات‬
‫العريقة‪ ،‬إال أن تزايد االهتمام بها كبر وزاد نيل العديد من المستعمرات الستقاللها وظهور‬
‫موجات التحول الديمقراطي التي شهدها العالم مع نهاية القرن العشرين‪.‬‬

‫على هذا األساس يمكن أن تتبادر في الذهن العديد من التساؤالت يمكن ترجمتها في‬
‫سؤالين محوريين‪:‬‬

‫وماهي أنواع النظم االنتخابية؟‬ ‫‪‬‬


‫ماهي العوامل المؤثرة في بناء وتبني النظم االنتخابية؟‬ ‫‪‬‬

‫‪17‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫‪ -I‬أنواع النظم االنتخابية‬


‫أوالً‪ :‬نظم األغلبية‪:‬‬

‫تقوم نظم األغلبية على مبدأ مفاده فوز المرشحين أو األحزاب ال يكتمل إال من خالل‬
‫حص وله على أك بر ع دد من األص وات أو م ا يس مى باألغلبي ة البس يطة‪ ،‬أو من خالل‬
‫حص وله على أك ثر من نص ف األص وات أي األغلبي ة المطلق ة‪ .‬وينبث ق من ه ذا الص نف‬
‫العديد من النظم الفرعية التي تندرج تحته‬

‫نظام الفائز األول‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يق وم ه ذا النظ ام على اس تخدام ال دوائر االنتخابي ة الفردي ة‪ ،‬إي يمنح للن اخب فرص ة‬
‫اختيار مرشح واحد فقط من مجموع المرشحين‪ .‬وأبرز الدول التي تعتمد على هذا النظام‬
‫نجد بريطانيا‪ ،‬كندا‪ ،‬الهند والواليات المتحدة األمريكية‪ .‬وبعد فرز األصوات يتم اإلعالن‬
‫عن الف ائر ال ذي تحص ل علال أك بر ع دد من أص وات الن اخبين أي باعتم اده على األغلبي ة‬
‫البسيطة‪ .‬إال أن هذا النظام له إيجابيات وسلبيات يمكن تحديدها في مايلي‪:‬‬

‫مزايا نظام الفائر األول‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬يس اعد على تبس يط العملي ة االنتخابي ة للن اخبين‪ ،‬حيث يح دد لهم قائم ة األف راد‬
‫المرش حين أو األح زاب المتنافس ة‪ .‬ومن هن ا يخت ار الن اخب بينهم ويص وت لص الح ف رد أو‬
‫حزب‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن هذا النظام من تواجد معارضة قوية داخل البرلمان‪ ،‬وذلك من خالل مراقبة‬
‫أعمال ونشاطات الحكومة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫‪ -‬كم ا يس اعد على تماسك عم ل الحكوم ة إذا م ا ن ال حزبه ا على األغلبي ة البرلماني ة‬
‫التي تعطيها مرونة في العمل من خالل االنسجام بين السلطة التنفيذية والتشريعية‪ ،‬فهي ال‬
‫تجد صعوبة أو معارضة ألعمالها من البرلمان‪.‬‬

‫‪ -‬يعمل هذا النظام لصالح األحزاب التي لها قاعدة شعبية واسعة‪ .‬وهذا ما يؤدي إلى‬
‫توحيد المجتمع بين هذه األحزاب‪.‬‬

‫‪ -‬س اعد ه ذا النظ ام على رب ط الص لة بين الن اخب والمنتخب‪ ،‬فه و يس هل التواص ل‬
‫ال دائم بينهم ا م ا يس اعد على التطل ع لمش اكل المواط نين وانش غاالتهم والعم ل على إيج اد‬
‫حلول لها من خالل إيصالها ألعلى مستويات السلطة‪.‬‬

‫‪ -‬باإلض افة إلى س هولة ه ذا النظ ام ويس ير الفهم‪ ،‬فه و ال يحت اج إلى ثقاف ة عالي ة أو‬
‫مستوى كبير حتى يسهل على الناخبين االختيار بين المرشحين‪.‬‬

‫عيوب نظام الفائر األول‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬يلغي ويضيق على األحزاب الصغيرة ويحد من وصولها إلى السلطة‪.‬‬

‫‪ -‬ال يت واءم النظ ام م ع المجتمع ات ال تي تتك ون من أقلي ات عرقي ة أو إثني ة‪ ،‬فه و‬


‫يحرمه ا من التمثي ل‪ ،‬وبالت الي ق د يه دد ه ذا النظ ام أرك ان الدول ة ويجعله ا أك ثر عرض ة‬
‫للصراعات اإلثنية كروندا والبوراندي مثال‪.‬‬

‫‪ -‬كم ا أن ه يقل ل من ف رص تمثي ل الم رأة ويح د من إمكاني ة التوص ل إلى مناص ب‬
‫سيادية في الدولة‪ ،‬ألن األحزاب المتنافسة ال تقد مرشحيها إال من الشخصيات النافذة والتي‬
‫لها صيت في المجتمع‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه الفئة من الجنس الذكوري والدليل على ذلك‬
‫النموذج األمريكي‪.‬‬

‫نظام الكتلة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫يعتم د ه ذا النظ ام على اس تخدام األغلبي ة النس بية في دوائ ر انتخابي ة تعددي ة‪ .‬ويتمت ع‬
‫الناخبون بعدد من األصوات يساوي عدد المقاعد‪ ،‬بحيث يمكنهم التصويت لص الح ع دد من‬
‫المرش حين على ورق ة االق تراع بغض النظ ر عن انتم اءاتهم الحزبي ة حيث ال يتج اوز ع دد‬
‫أصواته عدد المقاعد المخصصة للدائر االنتخابية التي ينتمي إليها‪ .‬ويفوز في االنتخابات‬
‫المرشحون الذين تحصلوا على أعلى عدد من األصواتويتم االعتماد على هذا النظام‪ ،‬في‬
‫البلدان التي تفتقر تركيات وأحزاب سياسية قوية‪.‬‬

‫تم االعتم اد على ه ذا النظ ام في ع دة دول‪ ،‬مث ل الك ويت‪ ،‬لبن ان‪ ،‬فلس طين‪ ،‬الووس‪،‬‬
‫المال ديف‪ ،‬س وريا‪ ،‬وك ذلك اعتمدت ه األردن س نة ‪ ،1989‬ومنغولي ا س نة ‪ 1992‬وك ل من‬
‫الفلبين وتايالندا حتى سنة ‪ ،1997‬إال أن هذه البلدان سرعان ما قامت بتغيير هذا النظام‬
‫نظرا لتضارب نتائجه‪.‬‬

‫مزايا نظام الكتلة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬يتيح للناخب حرية أكبر في اختيار مرشحيهم‪.‬‬

‫‪ -‬يعم ل على تقس يم البل د إلى دوائ ر انتخابي ة متعادل ة نس بيا مم ا يض من العدال ة في‬
‫التمثيل بين الدوائر‪.‬‬

‫عيوب نظام الكتلة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬يؤدي إلى انقسام الحزب وتجزئه نظرا لتنافس مرشحين الحزب الواحد فيما بينهم‬
‫لينالوا رضا الناخبين‪ ،‬بدال من التمسك باإلرادة الجماعية للحزب‪.‬‬

‫‪ -‬ل ه انعكاس ات غ ير متوقع ة وغ ير مرغوب ة على نت ائج االنتخاب ات‪ .‬فعن دما يق وم‬
‫الن اخبون ب االقتراع بمجم ل أص واتهم لص الح مرش حي أح د األح زاب‪ ،‬ق د ي ؤدي ذل ك إلى‬
‫تضخم االختالالت الناتجة عن نظام الفائر األول فيما يتعلق بالتناسب بين عدد األصوات‬
‫وما تفضي إليه من مقاعد‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫المحاضرة رقم‪)7( :‬‬


‫نظام الكتلة الحزبية‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫يعتمد هذا النظام على دوائر انتخابية تعددية‪ ،‬وللناخب صوت واحد يقوم من خالله‬
‫االختيار بين قوائم حزبية متنافسة‪ ،‬ويفوز الحزب الحاصل على أكبر عدد من األصوات‬
‫بكاف ة مقاع د ال دائرة االنتخابي ة‪ .‬وتم اس تخدام ه ذا النظ ام في ك ل من تش اد‪ ،‬الك اميرون‪،‬‬
‫سنغافورة‪ ،‬جيبوتي وغيرها‪.‬‬

‫مزايا نظام الكتلة الحزبية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬سهولة استخدام هذا النظام‪ ،‬فهو ال يكلف الناخب أي جهد في اختيار أحد القوائم‬
‫االنتخابية‪.‬‬

‫‪ -‬يعمل على تحفيز األحزاب السياسية‪ ،‬من خالل تمكينها ترشيح مجموعة مختلطة‬
‫من المرش حين‪ .‬وه ذا م ا يس مح له ا ب دمج العدي د من األقلي ات في القائم ة للحص ول على‬
‫تمثيل لها‪ .‬كما أنه يمكن من تخصيص حصة للمرأة لتنال حضها في التمثيل‪.‬‬

‫إخفاقات نظام الكتلة الحزبية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬ي ؤدي إلى نت ائج غ ير تناس بية‪ ،‬ويتجس د ذل ك من خالل تمكين الح زب الف ائر بكاف ة‬
‫المقاعد رغم حصوله على أغلبية بسيطة‪.‬‬

‫‪ -‬ي ؤدي إلى ع زوف المواط نين في الممارس ة االنتخابي ة‪ ،‬بحكم أن ه ال يعطي أهمي ة‬
‫ألغلبية األصوات التي صوتت لصالح أحزاب أخرى‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫‪ -‬يحدث شرخ بين الناخبين والنواب‪ ،‬حيث يميل الحزب الفائز بكل المقاعد‪ ،‬لخدمة‬
‫فئة قليلة من مواطني الدائرة االنتخابية التي تتمثل في من صوت عليه‪.‬‬

‫نظام الصوت البديل‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫يعتمد هذا النظام على الدوائر االنتخابية الفردية‪ .‬إال أنه يعطي للناخب حرية أوسع‬
‫في اختيار بين الناخبين عكس نظام الفائز األول‪ .‬إذ يقوم الناخبون في هذا النظام بترتيب‬
‫المرش حين حس ب األفض لية‪ .‬وذل ك من خالل إعط اء المرش ح المفض ل رقم (‪ ،)1‬ثم ال ذي‬
‫يلي رقم (‪ )2‬وال ذي بع ده (‪ )3‬وهك ذا‪ .‬وبه ذا الش كل يعطي نظ ام الص وت الب ديل الن اخبين‬
‫إمكانية التعبير عن أفضلياتهم بدالً من التعبير عن خيارهم األول فقط‪ .‬لهذا يعرف كذلك‬
‫بنظام الصوت التفضيلي‪.‬‬

‫ويتم عد األصوات في هذا النظام‪ ،‬من خالل احتساب األفضلية‪ ،‬فهو يشترط األغلبية‬
‫(أي أك ثر من ‪ %50‬من نس بة األص وات)‪ .‬وفي ح ال لم يحص ل أي مرش ح على ه ذه‬
‫النسبة‪ ،‬يتم إقصاء المرشح الحاصل على أدنى عدد من األفضليات األولى‪ ،‬ويتم احتساب‬
‫أوراقه وتوزيعها على باقي المتنافسين من خالل احتساب األفضلية الثانية‪ .‬وهكذا دواليك‬
‫حتى يحصل أحد المرشحين على األغلبية المطلقة ويفوز بالمقعد التمثيلي للدائرة‪.‬‬

‫ال دول ال تي اعتم دت على ه ذا النظ ام هي ك ل من أس تراليا‪ ،‬غيني ا الجدي دة‪ ،‬فيجي‬
‫وبابوا‪ ،‬كما يستخدم في إيرلندا لتنظيم االنتخابات الرئاسية‪.‬‬

‫إيجابيات نظام الصوت البديل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪22‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫‪ -‬يعم ل على تحف يز الن اخبين للمش اركة في االنتخاب ات نظ را لع دم إهم ال أص واتهم‪،‬‬
‫واالعتماد عليه في كل مراحل الفرز حتى تسفر النتائج على فوز أحد المرشحين باألغلبية‬
‫المطلقة‪.‬‬

‫‪ -‬يعم ل على تعزي ز مكان ة األح زاب السياس ية الص غيرة وتمكينه ا من الوص ول إلى‬
‫السلطة‪.‬‬

‫‪ -‬يتميز بالمرونة في تحويل األصوات من مرشح آلخر دون إضاعة أو إهمال أي‬
‫صوت من األصوات الصحيحة‪.‬‬

‫مساوئ نظام الصوت البديل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬يتطلب ه ذا النظ ام مس توى ع الي من النض ج وال وعي الثق افي والسياس ي للن اخبين‪.‬‬
‫ح تى يس هل ت رتيب المرش حين من خالل االعتم اد على كف اءاتهم وخ براتهم وب رامجهم‬
‫االنتخابي ة دون اعتب ارات قبلي ة أو عش ائرية أو ديني ة أو غيره ا‪ .‬له ذا ال يت واءم م ع‬
‫المجتمعات التي تفتقر للوعي وتتزايد فيها نسب الجهل واألمية‪.‬‬

‫نظام الجولتين‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫يعتم د ه ذا النظ ام على ش رط األغلبي ة المطلق ة‪ ،‬إذ يمكن االكتف اء بالجول ة األولى في‬
‫حال ما تحصل الحزب أو المرشح على األغلبية المطلقة من األصوات‪ .‬ويمكن االعتماد‬
‫في الجولة األولى في العملية االنتخابية على أحد من نظام الفائز األول‪ ،‬أو نظام الكتلة أو‬
‫نظ ام الكتل ة الحزبي ة‪ ،‬حيث يتن افس ك ل المرش حين في العملي ة االنتخابي ة وبع د ف رز‬
‫األص وات والتأك د من ع دم حص ول أي مرش ح أو ح زب على أغلبي ة مطلق ة يتأه ل‬
‫المرش حين أو الح زبين األك ثر أص وات في الجول ة األولى‪ .‬وتك ون الجول ة الثاني ة هي‬
‫الحاس مة بينهم ا‪ .‬إذ ال يتع د الف ارق الزم ني بين الجول ة األولى والثاني ة في غ الب الح االت‬
‫األسبوعين‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫تم اعتم اد ه ذا النظ ام في ك ل من فرنس ا‪ ،‬كم ا أن ه األك ثر ش يوعا في االنتخاب ات‬


‫الرئاسية‪ .‬كما اعتمدت أغلب الدول التي كانت مستعمرة من فرنسا هذا النظام‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى أن ه اعتم د في االنتخاب ات التش ريعية في ك ل من جمهوري ة إفريقي ا الوس طى‪ ،‬الكونغ و‬
‫برازافيل‪ ،‬الغابون‪ ،‬مالي‪ ،‬موريتانيا‪....‬الخ‪.‬‬

‫مزاياه‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬يعطي الفرصة للناخب من االقتراع لصالح مرشحه المفضل جديد أو تعديل رأيه‬
‫من الجولة األولى أو تغييره نهائيا‪.‬‬

‫‪ -‬يس اعد على خل ق تآلف ات واالتفاق ات وال دعم المتب ادل بين المرش حين لل دور الث اني‬
‫والذين تم إقصائهم في الدور األول‪.‬‬

‫‪ -‬يحد من انقسام األصوات‪ ،‬وهو ما تعاني منه نظم األغلبية‪ ،‬حيث تقسم األصوات‬
‫بين حزبين أو مرشحين متقاربين‪.‬‬

‫‪ -‬يساعد هذا النظام على إتاحة الفرصة للناخبين التفضيل بين المرشحين من جالل‬
‫جولتين خاصة في البلدان التي تحصي نسب عالية من األمية ومحدودية الثقافة السياسية‪.‬‬

‫مساوئ نظام الصوت البديل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬يكل ف الدول ة أعب اء مادي ة ولوجس تية كب يرة نظ راً النعق اد دورتين انتخ ابيتين‬
‫متقاربتين‪ ،‬كما يثقل كاهل اإلدارة المنظمة للعملية االنتخابية‪.‬‬

‫‪ -‬ق د يأخ ذ ف ترة طوي ل لإلعالن عن النت ائج النهائي ة‪ ،‬م ا يس فر عن ه الش غور وانع دام‬
‫االستقرار‪ ،‬خاصة في الدول التي تعاني من ظاهرة اإلرهاب أو تواجد مليشيات مسلحة‪،‬‬
‫قد تستغل الظرف إلحداث فتنة داخل الدولة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫‪ -‬يشكل عبء على الناخبين‪ ،‬وذلك من خالل القيام بالتصويت مرتين وهذا ما يؤدي‬
‫إلى ع زوفهم عن االق تراع في الجول ة الثاني ة‪ ،‬خاص ة في البل دان ال تي تفتق ر للميكانيزم ات‬
‫المسهلة للعملية االنتخابية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬نظم التمثيل النسبي‪:‬‬

‫نظام القائمة النسبية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يعتم د ه ذا النظ ام على ال دائرة االنتخابي ة التعددي ة‪ ،‬ويك ون التن افس بين الق وائم‬
‫االنتخابي ة لك ل دائ رة انتخابي ة‪.‬ومن هن ا تحص ل ك ل قائم ة انتخابي ة على ع دد من المقاع د‬
‫حسب النسبة التي حصلت عليها من األصوات من خالل تجسيد مبدأ العدالة التمثيلية التي‬
‫يقوم عليها هذا النظام‪ .‬ألنه يسمح بتمثيل األحزاب الكبرى والصغرى مع اً‪ .‬ومن هنا يتم‬
‫توزيع حصص المقاعد لكل قائمة حزبية وذلك بحسب ترتيبهم التسلسلي على القائمة‪.‬‬

‫إال أن اختي ار نظ ام القائم ة النس بية ال يح دد بمف رده ش كل النظ ام االنتخ ابي المعتم د‪.‬‬
‫حيث يتطلب ذلك االعتماد على أحد الطرق المعتمدة الحتساب وتوزيع المقاعد بعد حساب‬
‫األص وات‪ .‬وأش هر ه ذه الط رق‪ ،‬طريق ة المتوس ط األعلى وطريق ة الب اقي األك بر‪ .‬ويمكن‬
‫التفصيل في كلى الطريقتين فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬طريقة الباقي األكبر‪:‬‬

‫في غ الب األحي ان تف رز نت ائج االنتخاب ات نت ائج نس بية ال تت واءم م ع ع دد المقاع د‬


‫التمثيلي ة لل دائرة االنتخابي ة‪ ،‬ومن أج ل ض مان أك بر ق در من العدال ة في توزي ع ه ذه القاع د‬
‫على األحزاب المتنافسة تم االعتماد هذه الطريقة من خالل التركيز على البقاي ا الكبرى في‬
‫توزيع المقاعد المتبقية‪ .‬وتمكن هذه الطريقة في استخراج الحاصل االنتخابي‪ ،‬الذي يكون‬
‫حاص ل قس مة األص وات الص حيحة لل دائر االنتخابي ة على ع دد المقاع د التمثيلي ة الخاص ة‬
‫بالدائرة االنتخابية‪ .‬هذا الحاصل االنتخابي يكون بمثابة المعيار الذي مكن من خالله توزيع‬
‫‪25‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫المقاع د‪ .‬إذ يش ترط على ك ل قائم ة حزبي ة أن تتحص ل على م ا يس اوي ع دد أص وات‬
‫الحاص ل االنتخ ابي ح تى يمكن له ا الظف ر بمقع د تم ثيلي‪ .‬وإ ذا م ا تم توزي ع بعض المقاع د‬
‫ال تي تحص لت على قيم ة الحاص ل االنتخ ابي وبقي ع دد من المقاع د‪ ،‬يتم االعتم اد على‬
‫ت رتيب ب واقي األص وات لك ل األح زاب المتنافس ة ويتم توزي ع ه ذه المقاع د المتبقي ة على‬
‫األحزاب التي تحصل على أعلى البواقي من األصوات‬

‫على س بيل المث ال ل دينا دائ رة انتخابي ة حص تها من المقاع د التمثيلي ة مح دد في(‪5‬‬
‫مقاع د) وبع د ف رز أص وات الهيئ ة الناخب ة‪ ،‬تم إحص اء ‪ 80‬أل ف ص وت ص حيح ‪ ،‬وع دد‬
‫الق وائم الحزبي ة المتنافس ة في ه ذه ال دائرة (‪ 5‬ق وائم حزبي ة أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪ ،‬د‪ ،‬ه)‪ .‬الحاص ل‬
‫االنتخ ابي في ه ذه ال دائرة ه و (‪ .16000 =)80000/5‬إذا قيم ة ك ل مقع د تم ثيلي يس اوي‬
‫‪ 16000‬صوت‪.‬‬

‫والنتائج التي أسفرت عنها االنتخابات كانت من خالل توزيع األصوات كالتالي‪( :‬أ‪/‬‬
‫‪ 27000‬ص وت‪ ،‬ب‪ 23000 /‬ص وت‪ ،‬ج‪ 15000 /‬ص وت‪ ،‬د‪ 7600 /‬ص وت‪ ،‬ه‪/‬‬
‫‪ 7400‬صوت)‬

‫في هذه الحالة يتم توزيع المقاعد كالتالي‪:‬‬

‫مجموع‬ ‫المقاعد‬ ‫باقي‬ ‫المقاعد‬ ‫األصوات المتحصل‬ ‫القوائم‬


‫القاعد‬ ‫الموزعة‬ ‫األصوا‬ ‫المساوية‬ ‫عليها – قيمة‬ ‫الحزبية‬
‫باالعتماد على‬ ‫ت‬ ‫للحاصل‬ ‫الحاصل االنتخابي‬
‫الباقي األكبر‬ ‫االنتخابي‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪27000-16000‬‬ ‫أ‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪23000-16000‬‬ ‫ب‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪15000‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪15000-16000‬‬ ‫ج‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7600‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7600-16000‬‬ ‫د‬

‫‪26‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7400‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7400-16000‬‬ ‫ه‬


‫من خالل ه ذا الج دول يتض ح أن ك ل من الق ائمتين (أ‪ /‬ب) ال تين تحص لتا على مقع د‬
‫لكل منهما في المرحلة األولى ألن كال منهما تجاوز عدد أصواته قيمة الحاصل االنتخابي‬
‫المتمثل ‪ 16000‬صوت‪ ،‬إال أنه بقي ‪ 3‬مقاعد لم توزع بعد‪ .‬وعند طرح عدد األصوات‬
‫ال تي تحص لت عليه ا ك ل قائم ة حزبي ة على قيم ة الحاص ل االنتخ ابي ت بين أن الالئح ة (ج)‬
‫الملونة باألحمر كان لها أكبر البواقي وبالتالي يعطى لها مقعد تليها الالئحة (أ) الملونة‬
‫بالبرتق الي ويض اف له ا مقع د تليه ا‪ ،‬ثم في يعطى المقع د األخ ير لالئح ة (د) الملون ة‬
‫باألصفر‪ .‬وبالتالي تكون صحة كل الئحة من المقاعد كالتالي ( أ‪ /‬مقعدان‪ ،‬ب‪ /‬مقعد‪ ،‬ج‪/‬‬
‫مقعد‪ ،‬د‪/‬مقعد)‬

‫على ال رغم من محاول ة طريق ة الب اقي األك بر التق رب ق در اإلمك ان من أج ل ض مان‬
‫العدال ة بين المتنافس ين‪ ،‬لكن م ا يعيب عليه ا يالح ظ أنه ا تخ دم األح زاب الص غيرة على‬
‫حساب األحزاب الكبرى‪ ،‬والدليل على ذلك يتضح عند الرجوع للمثال السبق‪ .‬إذ يالحظ‬
‫أن ه ذه الطريق ة منحت لك ل من الالئح ة (ب‪/‬د) مقع دا واح دا لك ل منهم ا ب الرغم أنهم ال‬
‫يتس اوون في ع دد األص وات‪ ،‬إذ تحص لت الالئح ة ب على ‪ 23000‬ص وت والالئح ة د‬
‫تحصلت على ‪ 7600‬صوت‪.‬‬

‫‪ -‬طريقة المتوسط الحسابي‪:‬‬

‫تعتبر هذه الطريقة أحد الطرق شيوعا في احتساب البواقي التي تعتمد بالتوازي مع‬
‫نظ ام القائم ة الحزبي ة‪ ،‬إال أن ه ذه الطريق ة تس عى إلى ض مان عدال ة أك بر بين المتنافس ين‪.‬‬
‫وهن اك العدي د من الط رق الحتس اب المتوس ط الحس ابي‪ ،‬إال أن ه يتم ال تركز في ه ذه‬
‫المحاض رة على قاع دة ه ونت ‪ ،Hondt‬إذ تس مح ه ذه القاع دة بعملي ة واح دة إليج اد الع دد‬
‫اإلجم الي للمقاع د العائ دة لك ل الئح ة حزبي ة (مقاع د الحاص ل ومقاع د الب اقي)‪ .‬ويك ون ه ذا‬

‫‪27‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫من خالل‪ :‬أوال‪ ،‬تقسيم إجمالي األصوات كل اللوائح تتبعيا على ‪....،6،5،4،3،2،1‬حتى‬
‫ينتهي عدد اللوائح‪.‬‬

‫‪5/‬‬ ‫‪4/‬‬ ‫‪3/‬‬ ‫‪2/‬‬ ‫‪1/‬‬ ‫اللوائح‬


‫‪5400‬‬ ‫‪6750‬‬ ‫‪9000‬‬ ‫‪13500‬‬ ‫‪27000‬‬ ‫أ‬
‫‪4600‬‬ ‫‪5750‬‬ ‫‪7666‬‬ ‫‪11500‬‬ ‫‪23000‬‬ ‫ب‬
‫‪3000‬‬ ‫‪3750‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪7500‬‬ ‫‪15000‬‬ ‫ج‬
‫‪1520‬‬ ‫‪1900‬‬ ‫‪2533‬‬ ‫‪3800‬‬ ‫‪7600‬‬ ‫د‬
‫‪1480‬‬ ‫‪1850‬‬ ‫‪2466‬‬ ‫‪3700‬‬ ‫‪7400‬‬ ‫ه‬
‫نق وم ب ترتيب حواص ل القس مة تنازلي ا‪ ،‬حس ب ع دد المقاع د المخصص ة له ذه ال دائرة‬
‫وهي خمسة‪ .‬فالحواصل الخمسة الموجودة في الجدول تتمثل في الخانات الحمراء‪ ،‬وعند‬
‫ترتيبه ا تنازلي ا تك ون كالت الي‪.11500 ،13500 ،15000 ،23000 ،27000 :‬‬
‫والحاص ل األص غر المتمث ل في ‪ 11500‬يس مى ال رقم الم وزع أو القاس م المش ترك‪ .‬نق وم‬
‫بقس مة ع دد أص وات ك ل الئح ة انتخابي ة على ال رقم الم وزع أو القاس مة المش ترك لنحص ل‬
‫على عدد المقاعد التي يتحصل عليها كل حزب وتكون النتيجة كالتالي‪:‬‬

‫ب= (‪ 2 =)23000/11500‬مقاعد‪.‬‬ ‫أ= (‪ 2 =)27000/11500‬مقاعد‪.‬‬

‫ج= (‪ 1= )15000/11500‬مقعد‪.‬‬

‫المحاضرة رقم‪)8( :‬‬


‫نظام الصوت الواحد المتحول‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يعتبر هذا النظام أحد نظم التمثيل النسبي‪ .‬فهو يعتمد على الدائرة االنتخابية التعددي ة‪،‬‬
‫إال أن عملي ة االق تراع تتش ابه في ش كلها م ع نظ ام الص وت الب ديل‪ ،‬حيث يق وم الن اخب‬
‫ب ترتيب المرش حين في قائم ة انتخابي ة واح دة‪ .‬وتعطى للن اخب الحري ة في التفض يل بين‬
‫المرش حين‪ ،‬إال أن ه ال يش ترط علي ه أن ي رتب ع دد معين من المرش حين كم ا في نظ ام‬

‫‪28‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫الص وت الب ديل‪ .‬إذ ل ه الحري ة أن يخت ار مرش ح واح د فق ط ويمكن أن ل ه أن ي رتب ك ل‬
‫المرشحين حسب تفضيالته‪.‬‬
‫أما عملية احتساب األصوات‪ ،‬يتم من خالل االعتماد على قاعدة ‪ Droop‬التي تعمل‬
‫على تحدي د الحص ة االنتخابي ة ال تي يت وجب على ك ل مرش ح بلوغه ا لحص وله على مقع د‬
‫تمثيلي‪ .‬أما الحصة االنتخابية تحتسب من حالل االعتماد على المعادلة التالية‪:‬‬

‫مثال‪ :‬لنف ترض دائ رة انتخابي ة له ا (‪ )3‬مقاع د تمثيلي ة‪ ،‬وأحص ت ه ذه ال دائرة ‪100‬‬
‫صوت صحيح في االنتخابات فإن الحصة االنتخابية هي كالتالي‪:‬‬

‫أي يش ترط على ك ل مرش ح أن يحص ل على ع دد أص وات يس اوي أو يف وق ‪26‬‬


‫صوت حتى يحصل على مقعد تمثيلي‪.‬‬

‫نف ترض أرب ع مرش حين وهم (أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪ ،‬د) يتنافس ون على ثالث ة مقاع د مخصص ة‬
‫لهذه الدائرة االنتخابية‪ ،‬يتم احتساب األفضلية رقم (‪ )1‬التي تحصل عليها كل المرشحين‪.‬‬
‫وبالتالي كانت النتائج كالتالي‪:‬‬

‫أ= ‪ 33‬صوت‪ .‬ب= ‪ 24‬صوت‪ .‬ج= ‪ 23‬صوت‪ .‬د= ‪ 20‬صوت‪.‬‬

‫في ه ذه الحال ة يف وز المرش ح (أ) بمقع د ألن ه تج اوز الحص ة االنتخابي ة وتبقى ل ه ‪7‬‬
‫أصوات يتم توزيعها على باقي المرشحين من خالل احتساب األفضلية رقم (‪ )2‬وتضاف‬
‫إلى ع دد أص واتهم في األفض لية رقم (‪ .)1‬وإ ن لم يحص ل أي مرش ح على الحص ة‬
‫االنتخابي ة يتم ش طب المرش ح ال ذي تحص ل على أق ل األص وات (كأفض لية أولى) وتوزي ع‬

‫‪29‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫أوراقه على باقي المرشحين باالعتماد على األفضلية رقم (‪ )3‬وهكذا دواليك حتى يحصل‬
‫المرشحون على الحصة االنتخابية‪ .‬وإ ذا تم إقصاء كل المرشحون األقل أصوات وبقي فقط‬
‫مرش حون يتس اوون م ع ع دد المقاع د يتم منحهم المقاع د تلقائي ا ح تى وإ ن لم يحص لوا على‬
‫الحصة االنتخابية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النظم المختلطة‪:‬‬

‫يق وم ه ذا الن وع من النظم على األخ ذ بمزاي ا ك ل من نظم األغلبي ة ونظم التمثي ل‬
‫النس بي‪ ،‬وعلي ه ترتك ز النظم المختلط ة على نظ امين مختلفين عن بعض هما ويعمالن بش كل‬
‫متوازي‪ .‬ويندرج تحت هذه النظم نظ امين أساسيين وهما‪ :‬نظام النسبة المختلطة والنظام‬
‫المتوازي‪.‬‬

‫نظام النسبة المختلطة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يطبق هذا النظام من خالل إعطاء للناخب إمكانيتين للتصويت‪ ،‬حيث تتبع كل إمكانية‬
‫لواح د من النظ امين االنتخ ابيين‪ .‬فعلى س بيل المث ال تعتم د ك ل من ألماني ا ونيوزيلن دا على‬
‫نظام النسبة المختلطة‪ ،‬من خالل وضع ورقتي اقتراع واحدة يتم احتسابها من خالل أحد‬
‫نظم األغلبية واألخرى يتم احتسابها من خالل االعتماد على نظام القائمة النسبية‪ .‬كما أن‬
‫هن اك دول تق وم باالعتم اد على نظ ام النس بة المختلط ة من خالل إعط اء الن اخب الفرص ة‬
‫لخيار واحد فقط‪ ،‬إذ يقوم الناخب بالتصويت لصالح أحد المرشحين في دوائرهم االنتخابية‬
‫لك ل وك ل مرش ح يعت بر ممثال ألح د األح زاب‪ ،‬ويتم احتس اب األص وات ال تي حص ل عليه ا‬
‫كل حزب من خالل تجميع أصوات المرشحين في مختلف الدوائر االنتخابية‪.‬‬

‫وهنا تقسم المقاعد في البرلمان إلى قسمين‪ :‬قسم يستند إلى نظم األغلبية التي ينتخب‬
‫فيه ا مرش حون أف راد ينتم ون إلى أح زاب في دوائ ر انتخابي ة فردي ة –تعتم د معظم ال دول‬
‫المطبقة لهذا النظام على نظام الفائز األول في توزيع مقاعد الدوائر االنتخابية الفردية‪.-‬‬

‫‪30‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫أم ا القس م الث اني من المقاع د يس تند إلى نظ ام التمثي ل النس بي ويتم توزيعه ا من خالل م ا‬
‫تحص ل علي ه ك ل ح زب من أص وات مرش حيه وت وزع حس ب النس بة المئوي ة الوطني ة لك ل‬
‫حزب‪.‬‬

‫النظام المتوازي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫النظ ام المت وازي ه و أح د النظم االنتخابي ة المختل ط‪ .‬إذ يق وم على اس تخدام مرك بين‪،‬‬
‫أحدهما نظام انتخابي نسبي واآلخر يتبع نظم األغلبية‪ ،‬ولكن على عكس من نظام النسبة‬
‫المختلط ة‪ .‬ففي ه ذا النظ ام ال عالق ة للنظ امين ببعض هما البعض‪ ،‬حيث ال يعم ل النظ ام‬
‫النسبي على تعويض الخلل في تناسب النتائج الناتج عن نظام األغلبية المستخدم بموازاته‪.‬‬
‫وفي ظ ل ه ذا النظ ام يمكن أن يعطى للن اخب ورق ة اق تراع واح دة‪ ،‬كم ا في نظ ام النس بة‬
‫المختلطة‪ ،‬ويدلي بصوته لكل من مرشحه المفضل وللحزب الذي يختاره‪ ،‬على غرار ما‬
‫يحصل في جمهورية كوريا الجنوبية‪ .‬كما يمكن كذلك أن يعطى ورقتي اقتراع منفصلتين‪،‬‬
‫تخص واح دة منهم ا المقع د المنتخب بم وجب نظ ام األغلبي ة بينم ا يس تخدم الورق ة األخ رى‬
‫لالق تراع للمقاع د المنتخب ة بم وجب النظ ام النس بي‪ ،‬وه و م ا يعم ل ب ه الياب ان وليتواني ا‬
‫وتايالندا‪.‬‬

‫العوامل المؤثرة على اختيار وتصميم النظام االنتخابية‬ ‫‪-II‬‬

‫بع د اس تعراض ج ل النظم االنتخابي ة المعتم د في دول الع الم‪ ،‬ت بين س بب اختالفه ا‬
‫وتع ددها يع ود إلى مجل ة من العوام ل ال تي ت ؤثر على تص ميم ه ذه النظم االنتخابي ة‪ ،‬أم‬
‫اختيار أحدها وتطبيقها على أي دولة‪ .‬فالنظام االنتخابي يكون مناسب لدولة ما وال يتناسب‬
‫مع دولة أخرى‪ .‬ومن مجمل هذه العوامل يمكن عرض أهمها في العوامل التالي‪:‬‬

‫العوامل السياسية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪31‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫تعت بر العوام ل السياس ية من أهم المح ددات ال تي ت ؤثر بش كل مباش ر على تص ميم أو‬
‫النظام االنتخابي الذي يمكن أن تتبناه أي دولة‪ .‬وأهم هذه العوامل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلرادة السياسية‪ :‬تلعب اإلرادة السياسية عنصرا مهما في اختيار النظم االنتخابي ة‪،‬‬
‫ففي الكثير من البلدان التي اجتاحتها موجات التحول الديمقراطي بمختلف أشكاله – سواء‬
‫من األعلى أو من األس فل أو من خالل الض غوطات الخارجي ة‪ -‬عملت على تب ني نظم‬
‫انتخابي ة تك رس الديمقراطي ة داخ ل الدول ة‪ .‬إال أن اإلرادة السياس ية للنظ ام الح اكم ك ان له ا‬
‫أثر كبير في تحديد هذه النظم‪ .‬فالنخب السياسية التي كانت ترغب فعال في إحداث تحول‬
‫ديمق راطي حقيقي ك انت تق وم بمش اورات واس عة بين مختل ف التركيب ات السياس ية‬
‫واالجتماعي ة ح ول اختي ار النم وذج األنس ب من النظم االنتخابي ة ال تي تق وم على اإلرس اء‬
‫الحقيقي للديمقراطية للبالد‪.‬‬

‫أما النخب الحاكم التي لم تكن لها الرغبة في إحداث ديمقراطية حقيقية فكانت تمارس‬
‫ما يسمى بديمقراطية الواجهة‪ ،‬أي أنها تسعى لضمان استمرارية النظام السياسي بمختلف‬
‫عص به الحاكم ة بط رق يس ودها ج و من الديمقراطي ة المزيف ة‪ .‬وبالت الي ك انت تخت ار النظم‬
‫االنتخابية التي تضمن لها تواجدها واستمراريتها وضمان نفوذها داخل الدولة‪.‬‬

‫المكون ات السياس ية للدول ة‪ :‬في الكث ير من البل دان يالح ظ تف اوت في مكان ة وحجم‬ ‫‪-‬‬
‫وق وة المكون ات السياس ية المتمثل ة في األح زاب السياس ية‪ ،‬ه ذا باإلض افة إلى طبيع ة النظم‬
‫الحزبية التي تتبناها هذه الدول‪ .‬وبالتالي يعتبر عمال المكونات السياسية عنصر مهم في‬
‫اختيار النظام االنتخابي‪ .‬وهذا تم تم توضيحه في عرض أنواع النظم االنتخابية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫االس تقرار السياس ي‪ :‬يلعب االس تقرار السياس ي دورا مهم في عملي ة اختي ار النظم‬ ‫‪-‬‬
‫االنتخابي ة‪ ،‬ففي البل دان ال تي تش هد اس تقرارا سياس يا تعم ل على تص ميم أو تب ني أح د النظم‬
‫االنتخابية في ظروف أكثر أريحية من البلدان التي ينعدم فيها عامل االستقرار السياسي‪.‬‬
‫العوامل االجتماعية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تلعب العوامل االجتماعية دورا كبيرا في تصميم أو اختيار النظم االنتخابية‪ .‬فالبلدان‬
‫التي يسودها االنسجام والتوافق في تركيبتها االجتماعية‪ ،‬تختلف اختالفا كبيرا مع الدول‬
‫ال تي تتك ون من العدي د من األقلي ات واإلثني ات والتقس يمات الديني ة‪ .‬ففي حين يالح ظ‬
‫االستقرار في البلدان ذات التركيبة االجتماعية المنسجمة‪ ،‬يالحظ التوتر والصراع المزمن‬
‫في البلدان ذات التركيبة االجتماعية المتنوعة‪.‬‬

‫لذلك ما يصلح من نظم انتخابية في البلدان المنسجمة اجتماعيا ال ينسجم مع غيرها‬


‫من البلدان المركبة من عرقيات وأقليات‪ .‬لذلك يالحظ في اعتماد النظم االنتخابية‪ ،‬غالبا م ا‬
‫يتم االعتماد على نظم األغلبية التي ال تراعي هذه الفوارق االجتماعية ألنها تغيب عندها‪.‬‬
‫أما البلدان غير المنسجمة غالبا ما تعتمد على نظم التمثيل النسبي من أجل ضمان حق كل‬
‫المكونات االجتماعية في التمثيل‪.‬‬

‫إذ تؤدي النظم االنتخابية‪ ،‬في المجتمعات التي كانت تعاني صراعات داخلية إلى ما‬
‫يس مى باالنتخاب ات م ا بع د الص راع ‪ .Post Conflict Elections‬وتق وم ه ذه االنتخاب ات‬
‫بوظيف ة االن دماج االجتم اعي‪ .‬ألن المص لحة الوطني ة تتطلب لم ش مل الفئ ات والطبق ات‬
‫والمن اطق في المجتم ع وض مان تمثيله ا بش كل ع ادل مم ا يكف ل له ا المش اركة في الحي اة‬
‫السياسية والدفاع عن مصالحها بطرق سلمية‪.‬‬
‫العوامل االقتصادية‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪33‬‬
‫محاضرات في مقياس‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ األحزاب السياسية والنظم االنتخابية‬

‫إن األوضاع االقتص ادية ألي دولة تعتبر عامل حاسما ومؤثرا على باقي المجاالت‬
‫األخ رى‪ .‬ومن بين ه ذه المج االت‪ ،‬إش كالية اختي ار النظم االنتخابي ة‪ .‬وبع د اس تعرض ج ل‬
‫ه ذه النظم اتض ح أن هن اك نظم انتخابي ة تس تدعي إمكاني ات مادي ة ض خمة تره ق كاه ل‬
‫الدول ة‪ .‬وبالت الي فهي تص لح في ال دول االقتص ادية الك برى والغني ة وال تص لح في البل دان‬
‫الفقيرة‪ ،‬ألن إمكانياتها االقتصادية ال تسمح لها باعتماد هذا النوع من النظم وبالتالي تعمل‬
‫على اختيار أحد النظم االنتخابية األقل تكلفة‪.‬‬

‫العوامل الثقافية‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫كم ا س بق وم ا تم التط رق إلي ه‪ ،‬ن خالل اس تعراض النظم االنتخابي ة هن اك ع دد من‬


‫النظم االنتخابي ة ال تي تش ترط مس توى كب ير من الثقاف ة العام ة عموم ا والثقاف ة السياس ية‬
‫بالخصوص‪ .‬وبالت الي فالبل دان ال تي تعاني من ارتف اع نسبة األمي ة والجهل ال يناسبها ه ذا‬
‫الن وع من النظم ألنه ا أك ثر تعقي دا واالختي ار فيه ا بين المرش حين أو ت رتيب األفض ليات‪،‬‬
‫يعتمد فقط على الثقافة العالية للتمييز بين الناخبين‪.‬‬

‫الموروث االستعماري‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫يعتبر الموروث االستعمار عامل مهم لدى الدول التي كانت تحت وطأة االستعمار‪.‬‬
‫فعند نيل استقاللها‪ .‬تحافظ على نمط التسيير اإلداري والسياسي وحتى النظام السياسي في‬
‫بعض الدول التي توارثته عن االستعمار‪ .‬بل أكثر من ذلك‪ ،‬تحاف ظ على النظم االنتخابية‬
‫المعمل بها في الحقبة االستعمارية‪.‬‬

‫‪34‬‬

You might also like