Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬ ‫العدد الثامن‬

‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬


‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬


‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬
‫‪Le licenciement du fonctionnaire à la lumière de l›ordonnance n ° 06/03‬‬
‫‪qui contient la loi générale de base de la fonction publique en Algérie‬‬
‫تاريخ قبول املقال للنشر‪2017/12/02 :‬‬ ‫تاريخ إرسال املقال ‪2017/10/20 :‬‬

‫مرابط خديجة ‪ /‬املركزالجامعي نور البشير‪ -‬البيض‬


‫امللخص ‪:‬‬
‫تتمتع الوظيفة العامة بأهمية كبيرة نتيجة الدور الفعال الذي تضطلع به في تسييراملرفق‬
‫العام تحت اشراف االدارة العامة التي تنشط بغية تحقيق املصلحة العامة‪.‬‬
‫ان املوظف في نطاق عمله الوظيفي قد يتعرض للعقوبات التأديبية املنصوص عليها في‬
‫القانون والتي من بينها انهاء خدماته الوظيفية عن طريق التسريح‪ ،‬حيث ان قانون الوظيفة‬
‫العامة يحكم حياة الوظيفة ابتداء من صدور قرارتعيين املوظف مرورا ببيان حقوقه وواجباته‬
‫وانتهاء باملجاالت التي يترتب عليها انتهاء الرابطة الوظيفية بينه وبين االدارة‪ .‬وان تسريح املوظف‬
‫العام من قبل االدارة يأخذ منحيين أحدهما تسريح تأديبي اساسه الخطأ التأديبي واالخرتسريح‬
‫اداري اساسه حاالت محددة نص عليها القانون‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬تسريح ‪ ،‬موظف عام ‪.‬‬
‫‪Résumé:‬‬
‫‪La fonction publique a une grande importance en raison du rôle efficace‬‬
‫‪qu’elle joue dans la gestion de l’installation publique sous la supervision de l’admi-‬‬
‫‪nistration publique, qui est active pour atteindre l’intérêt public. L’employé peut‬‬
‫‪être assujetti aux sanctions disciplinaires prévues par la loi, y compris la cessation‬‬
‫‪de son service par le licenciement, Étant donné que la loi de la fonction publique ré-‬‬
‫‪git la vie du travail à partir de la délivrance de la décision de nommer l’employé par‬‬
‫‪l’entremise de l’énoncé des droits et des devoirs dans les domaines qui entraînent‬‬
‫‪la fin du lien fonctionnel entre lui et l’administration.‬‬
‫‪Le licenciement du fonctionnaire par l’administration prend deux directions,‬‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪244‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫‪dont l’une est un licenciement disciplinaire fondé sur une erreur disciplinaire et‬‬
‫‪l’autre est un licenciement administratif fondé sur des cas spécifiques prévus par la‬‬
‫‪loi.‬‬
‫‪Mots-clés: Démobilisation, officier public.‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫ان قانون الوظيفة العامة يحكم الحياة الوظيفية ابتداء من وضع شروط االلتحاق‬
‫بالوظيفة وبيان حقوق وواجبات املوظف وانتهاء ببيان الحاالت واالسباب التي تؤدي الى انهاء‬
‫خدماته الوظيفية من خالل الوسائل اللقانونية‪ .‬من هنا فان على املوظف العام التقيد بالنظام‬
‫القانوني الوارد في قانون الوظيفة العامة واال عرض نفسه للعقوبات التأديبية في حال تجاوزه‬
‫للحدود املحددة له في ممارسة مهام وظيفته‪ .‬فعلى املوظف العام االلتزام باوامر وتوجيهات‬
‫السلطة االدارية التي ترأسه بغية الوصول الى غايات االدارة في تحقيق املصلحة العامة وديمومة‬
‫املرافق العامة على اكمل وجه‪ .‬لذا يشكل موضوع التسريح احد املواضيع االساسية في بنية‬
‫النظام القانوني للوظيفة العامة؛ كونه يعد اق�سى انواع العقوبات التاديبية التي قد تفرضها‬
‫السلطة االدارية على املوظف العام ما ينتج عنه ابعاده عن السلك الوظيفي بصورة نهائية ‪.‬‬
‫لذا فقد تضمنت مختلف تشريعات الوظيفة العامة هذه العقوبة الى جانب بقية العقوبات‬
‫التأديبة‪ ،‬ومن هذه التشريعات التشريع الجزائري املتمثل باالمر رقم ‪ 03/06‬املتضمن القانون‬
‫االسا�سي للوظيفة العامة النافذ‪ .‬فقد تضمن هذا القانون اسباب ومبررات التسريح بشقيه‬
‫التسريح التاديبي والتسريح االداري املؤدي الى انهاء خدمات املوظف العام وقطع عالقته‬
‫بالوظيفة‪ ،‬حيث اقام التسريح التأديبي على الخطأ الوظيفي الذي يبلغ حدا معينا من الجسامة‬
‫في حين اقام التسريح االداري على توافر مجموعة من االسباب تؤدي في حال تحققها الى انهاء‬
‫العالقة الوظيفية بين املوظف العام واالدارة‪ ،‬كحالة عدم اللياقة الصحية او الكفاءة املهنية‬
‫والتخلي عن املنصب والغاء الوظيفة وفقدان الجنسية‪.‬‬
‫بهذا فان تسريح املوظف العام من قبل االدارة يتخذ شكلين احدهما تسريح تأديبي واالخر‬
‫تسريح اداري وهما يختلفان عن بعضهما البعض في جوانب عديدة‪ .‬اذ ليس لالدارة اتخاذ قرار‬
‫التسريح التأديبي للموظف العام اال بناء على توافر خطأ او مخالفة تأديبية تصل حدا معينا‬
‫من الجسامة وباتباع االصول القانونية التي تشكل ضمانا حاميا للموظف العام امام تعسف‬
‫االدارة في حين ان التسريح االداري ال يجري حسب هذا املنوال فهو في غالب االوقات يتم دون‬
‫اتباع االصول واالجراءات القانونية التي تقتضيها املتابعة التأديبية او قد يتم تبنيها بقدرضئيل‪.‬‬
‫ويشكل التسريح التأديبي للموظف العام الطريق العادي النهاء الرابطة الوظيفية بين املوظف‬
‫واالدارة في حين ان التسريح االداري يأخذ منجى استثنائي النهاء هذه الرابطة؛ كونه يتأصل في‬
‫اسباب محددة في القانون‪ .‬ورغم اتفاق كل من التسريح التأديبي والتسريح االداري في ترتيب األثر‬
‫‪245‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫املؤدي الى انهاء الرابطة الوظيفية رغما عن ارادة املوظف العام اال انهما يتميزان عن بعضهما في‬
‫ان التسريح التاديبي يدخل ضمن قائمة العقوبات التأديبية قانونا في حين ان التسريح االداري‬
‫يتأسس على مبدأ فاعلية االدارة وديمومة املرفق العام االمرالذي يعطي لالدارة سلطة تقديرية‬
‫في اختيارهذا الشكل من شكلي التسريح‪.‬‬
‫ولالحاطة بالجوانب املختلفة لهذا املوضوع فأننا سنتناوله في مبحثين نخصص املبحث‬
‫االول ملفهوم التسريح التأديبي للموظف العام وذلك من خالل مطلبين ونكرس املبحث الثاني‬
‫ملفهوم التسريح االداري للموظف العام وفي مطلبين ايضا وننهي املوضوع بخاتمة تتضمن أهم‬
‫االستنتاجات واملقترحات التي تمخضت عنه‪.‬‬
‫أهمية موضوع البحث ‪:‬‬
‫يمتاز موضوع التسريح في قانون الوظيفة العامة بأهمية بالغة؛ كونه يشكل أق�سى انواع‬
‫العقوبات التاديبية التي تفرض على املوظف العام والتي يترتب عليها انهاء الرابطة الوظيفية‬
‫بينه وبين االدارة‪ ،‬لذا فان دراسة شكلي التسريح وهما التسريح التاديبي والتسريح االداري‬
‫يمثل منبع هذه االهمية وذلك ملعرفة مضامين التسريح بنوعيه بصورة عامة وتوضيح مختلف‬
‫جوانبه واالسس القانونية التي يرتكزعليها‪ ،‬اي املبررات التي تمنح االدارة الحق في اصدارهكذا‬
‫قرارخطير إزاء املوظف العام‪.‬‬
‫مشكلة البحث ‪:‬‬
‫بما ان التسريح يعد من اشد واق�سى العقوبات التاديبية التي يواجهها املوظف العام والتي‬
‫يترتب عليها انهاء الرابطة الوظيفية فأن مشكلة البحث تتجلى في مجموع التساؤالت التالية ‪:‬‬
‫ ‪-‬ماهو مفهوم التسريح التأديبي في ضوء االمر رقم ‪ 03/06‬املتضمن القانون االسا�سي‬
‫للوظيفة العامة في الجزائر؟‬
‫ ‪-‬ماهو االساس القانوني الذي ترتكز عليه االدارة في اصدار قرارالتسريح التأديبي ؟‬
‫ ‪-‬ماهو مفهوم التسريح االداري في ضوء االمر رقم ‪ 03/06‬املتضمن القانون االسا�سي‬
‫للوظيفة العامة في الجزائر؟‬
‫ ‪-‬ما هو االساس القانوني الذي تعتمد عليه االدارة في اصدار قرار التسريح االداري ازاء‬
‫املوظف العام؟‬
‫منهجية البحث ‪:‬‬
‫انطالقا من مشكلة البحث التي أشرنا اليها فيما سبق فأنه سيتم تناول موضو ع البحث‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪246‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫من خالل اتباع املنهج التحليلي االستقرائي باالعتماد على مجموعة متنوعة من املصادر املتعلقة‬
‫بموضوع البحث اضافة الى نصوص األمر رقم ‪ 03/06‬املتضمن القانون االسا�سي للوظيفة‬
‫العامة في الجزائرونصوص أوامرأخرى ذات صلة باملوضوع‪.‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬مفهوم التسريح التأديبي للموظف العام‬
‫ال ريب ان العقوبات التأديبية التي ينص عليها املشرع في قانون الوظيفة العمومية والتي‬
‫تفرضها السلطة الرئاسية على املوظف العمومي تهدف الى ضبط سلوك املوظف في أداء‬
‫واجباته الوظيفية وتوجيهه للقيام بمهامه على اكمل وجه‪ ،‬اضافة الى كونها رادعا البعادهم عن‬
‫اقتراف االخطاء التاديبية وكل هذا بهدف ضمان املصلحة العامة التي ترنو االدارة الى تحقيقها‪.‬‬
‫وفي حال شذ املوظف عن السلوك الوظيفي السليم فأنه يرتكب خطأ تأديبيا سواء كان عمدا او‬
‫اهماال وبالتالي يتعرض الى فرض العقوبات التأديبية عليه بما يتناسب وجسامة الخطأ التاديبي‬
‫املقترف من جانبه‪ .‬ومن بين هذه العقوبات التي قد يتعرض لها املوظف العام عقوبة التسريح‬
‫التاديبي التي تعمل على انهاء الرابطة الوظيفية بينه وبين االدارة‪ .‬وللوقوف على مفهوم هذه‬
‫العقوبة القاسية اي عقوبة التسريح التأديبي نركز عليها فيما يلي من خالل مطلبين نخصص‬
‫املطلب االول منهما لتعريف التسريح التاديبي للموظف العام فيما نكرس املطلب الثاني لبيان‬
‫االساس القانوني الذي يرتكزعليه‪.‬‬
‫املطلب االول ‪ :‬تعريف التسريح التأديبي للموظف العام‬
‫يمتاز التسريح التاديبي بأهمية بالغة في اطار النظام التأديبي؛ كونه يشكل أخطر عقوبة‬
‫تأديبية من حيث الجسامة تفرض على املوظف العام وهو يقوم على أساس الخطأ التاديبي‬
‫الذي يرتكبه املوظف‪ .‬فيما يلي نتناول تعريف التسريح من خالل فرعين وكاالتي‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف التسريح في التشريع‬
‫يأتي مصطلح التسريح بمعاني اإلبعاد واإلخالل وقد استقر في القانون الجزائري بعد ان‬
‫تم نقله عن التشريع الفرن�سي واملعبر عنه بمصطلح ( التسريح ‪ ) licenciement‬النهاء الرابطة‬
‫الوظيفية من قبل الهيئة املستخدمة‪ . 1‬هذا ويالحظ التشابه الكبيرلالمررقم ‪ 133/66‬املتضمن‬
‫القانون االسا�سي للوظيفة العامة مع االمر رقم ‪ 244/59‬املتضمن القانون االسا�سي العام‬
‫للوظيفة العامة في فرنسا‪ ،‬حيث ان جل نصوص هذه املواد يستعمل مصطلح التسريح للداللة‬
‫على معنى التسريح غير التأديبي‪ ،‬ومصطلح ( عزل ‪ ) revocation‬للداللة على معنى التسريح‬
‫التاديبي‪ ،‬عدا بعض املواد التي تضمنت مصطلح عزل للتعبيرعن املعنيين معا ‪.2‬‬
‫وقد جاء ذكر مصطلحي التسريح والعزل في القانون االسا�سي العام للوظيفة العامة‬
‫الجزائري لسنة ‪ 1966‬امللغي حيث جاء في املادة ‪ 62‬ان “ انتهاء املهام الذي يترتب عليه فقدان‬

‫‪247‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫صفة املوظف ينتج عن ‪ -2...‬التسريح‪ -3 ،‬العزل” ‪ 3‬كما ورد في املرسوم ‪ 59/85‬الخاص بالقانون‬
‫االسا�سي لعمال املؤسسات واالدارات العامة بان العقوبات التي قد تفرض على املوظفين يتم‬
‫تصنيفها وفقا لخطورة االخطاء املرتكبة في ثالث درجات “‪ ...‬الدرجة الثالثة التسريح” ‪ 4‬وورد ذكر‬
‫مصطلح العزل ايضا في املرسوم التنفيذي رقم ‪ 54/93‬الذي تضمن بعض الواجبات الخاصة‬
‫التي تطبق بحق املوظفين واالعوان العمومين وعلى عمال املؤسسات العامة‪ ،‬حيث نصت املادة‬
‫‪ 11‬من هذا املرسوم انه “بغض النظر عن احكام التنظيم الجاري به العمل‪ ،‬يمكن كل عمل او‬
‫اهمال يرتكبه شخص من املوظفين العموميين واالعوان العموميين التابعين للهيئات واالدارات‬
‫العمومية وعلى عمال املؤسسات العمومية‪،‬قصد عرقلة تطبيق القوانين والتنظيمات او‬
‫عمل السلطات العمومية‪ ...‬ان يتعرض صاحبه ملا يأتي ‪ ... :‬العزل ‪ 5 ”...‬وكما نصت املادة ‪40‬‬
‫من املرسوم رقم ‪ 131/88‬الخاص بتنظيم العالقات بين االدارة واملواطن على ان “ يتعرض‬
‫املوظفون لعقوبات تاديبية قد تصل الى العزل مع الحرمان من حق املعاش في حالة اعتراضهم‬
‫لسبيل التدابيراملتخذة لتحسين العالقات بين االدارة واملواطن “‪.6‬‬
‫هذا ولقد جاء ذكر عقوبتي التسريح والعزل في االمر ‪ 03/06‬املتضمن قانون الوظيفة‬
‫العامة الجزائري النافذ بدون اي تعريف ملدلولهما حيث نصت املادة ‪ 163‬انه « تصنف العقوبات‬
‫التاديبية حسب جسامة االخطاء املرتكبة الى أربع ( ‪ ) 4‬درجات ‪ -4 .... :‬الدرجة الرابعة ‪:‬‬
‫ ‪-‬التنزيل الى الرتبة السفلى مباشرة‪.‬‬
‫ ‪-‬التسريح « ‪ 7‬فيما نصت املادة ‪ 184‬من نفس القانون على انه « اذا تغيب املوظف ملدة‬
‫خمسة عشر ( ‪ ) 15‬يوما متتالية على االقل‪ ،‬دون مبرر مقبول‪ ،‬تتخذ السلطة التي‬
‫لها صالحيات التعيين اجراء العزل بسبب اهمال املنصب‪ ،‬بعد االعذار‪ ،‬وفق كيفيات‬
‫‪8‬‬
‫تحدد عن طريق التنظيم»‬
‫من هنا يتبين ان املشرع الجزائري جعل التسريح عقوبة تأديبية للموظف العام يترتب‬
‫عليها انهاء عالقته بالوظيفة العامة في حين اعتبر العزل اجراء اداريا النهاء العالقة الوظيفية‪.‬‬
‫ولم يرد بصددهما اي تعريف تشريعي‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تعريف التسريح لدى الفقه والقضاء‬
‫في الفقه الجزائري هناك من عرف عقوبة التسريح بأنها « اجراء يترتب عنه فقد صفة‬
‫املوظف وتوقيف الحق في الحصول او التمتع باملنحة اذا ما تم تقريرها نتيجة تحويل اموال‬
‫عمومية‪ ،‬او خاصة‪ ،‬او اختالس اموال متعلقة بالخدمة »‪.9‬‬
‫وقد دأب الفقه املصري على استعمال مصطلح الفصل للداللة على انهاء الرابطة‬
‫الوظيفية سواء كان هذا االنهاء ناتجا عن اتخاذ االجراءات التاديبية او غيره من صور انهاء‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪248‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫الوظيفة‪.10‬‬
‫وعرف الفصل بأنه « قطع الرابطة الوظيفية بين املوظف املعاقب وجهة عمله وزوال‬
‫‪11‬‬
‫رابطته الوظيفية »‬
‫وعرف التسريح في الفقه الفرن�سي بأنه « اجراء اداري ينهي وظيفة املوظف العمومي‬
‫السباب غيرتاديبية دون الحصول على التقاعد «‪.12‬‬
‫وبخصوص القضاء االداري الجزائري فانه يلجأ غالبا الى استعمال لفظ التسريح للتعبير‬
‫عن حالة انهاء العالقة الوظيفية بالطريق التأديبي والشك ان هذا املوقف يتفق مع ما جاء‬
‫في قانون الوظيفة العامة رقم ‪ 03/06‬فقد ذهب القضاء االداري الجزائري في احدى قراراته‬
‫بانه « ينبغي على االدارة وهي ملزمة باعالم املوظف الذي صدرت ضده عقوبة التسريح بحقه‬
‫في الطعن وآجال رفع الطعن « ‪ 13‬وجاء في قرار اخر ان « عقوبة التسريح بسبب االزدواجية‬
‫‪14‬‬
‫الوظيفية الغيت من طرف لجنة الطعون ‪»....‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬األساس القانوني للتسريح التأديبي للموظف العام‬
‫يتمثل االساس القانوني للتسريح التاديبي للموظف العام في الخطأ التأديبي املرتكب‬
‫من قبل املوظف العام والذي يشكل الركيزة االساسية لكافة اجراءات التأديب التي تتخذها‬
‫ً‬
‫السطة االدارية ازاء املوظف آخذة في االعتباروقت فرض هذه العقوبة جسامة الخطأ املرتكب‪.‬‬
‫ولالحاطة باالساس القانوني للتسريح التأديبي نتطرق فيما يلي من خالل فرعين لكل من تعريف‬
‫الخطأ التأديبي وأركان الخطا التأديبي على التوالي وكاآلتي ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الخطأ التأديبي‬
‫جاء قانون الوظيفة العمومية الجزائري النافذ خاليا من اي تعريف للخطأ التأديبي‪،‬‬
‫وبهذا تأخذ االدارة على عاتقها مهمة تكييف الخطأ التأديبي بما يتناسب مع العقوبة التأديبية‬
‫وفقا للمادة ‪ 160‬من االمررقم ‪ 03/06‬التي نصت على انه « يشكل كل تخل عن الواجبات املهنية‬
‫او مساس باالنضباط وكل خطأ او مخالفة من طرف املوظف اثناء او بمناسبة تأدية مهامه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خطأ مهنيا ويعرض مرتكبه لعقوبة تأديبية دون املساس عند االقتضاء باملتابعات الجزائية »‬
‫لقد تكفل الفقه بتعريف الخطأ التأديبي فقد عرفه البعض بأنه « كل فعل او امتناع يرتكبه‬
‫العامل وينافي واجبات منصبه » ‪ 15‬وعرف ايضا بأنه « كل تصرف يصدر عن العامل اثناء اداء‬
‫الوظيفة او خارجها يؤثر فيها بصورة سلبية »‪ .16‬لقد قام املشرع الجزائري في قانون الوظيفة‬
‫العمومي النافذ بتصنيف بعض االخطاء التاديبية التي قد يرتكبها املوظف العام دون تعريفها‬
‫وفقا للمادة ‪ 177‬بقولها « تعرف االخطاء املهنية باحكام هذا النص‪ ،‬وتصنف االخطاء املهنية‬
‫دون املساس بتكييفها الجزائي كما يأتي ‪:‬‬

‫‪249‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫ ‪-‬اخطاء من الدرجة االولى‪.‬‬


‫ ‪-‬اخطاء من الدرجة الثانية‪.‬‬
‫ ‪-‬اخطاء من الدرجة الثالثة‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫ ‪-‬اخطاء من الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫ان تصنيفات االخطاء املهنية هذه وردت في القانون كما يلي‪:‬‬
‫ ‪-‬االخطاء املهنية من الدرجة االولى‪.‬‬
‫نصت عليها املادة ‪ 178‬من االمر رقم ‪ 03/06‬تتمثل باالخطاء التي تعمل على االخالل‬
‫باالنضباط العام والتي يمكن ان تمس بالسيرالحسن للمصالح‪.‬‬
‫ ‪-‬االخطاء املهنية من الدرجة الثانية‪.‬‬
‫نصت عليها املادة ‪ 179‬وتتمثل في ‪:‬‬
‫ ‪-‬املساس سهوا او اهماال بأمن املستخدمين او أمالك االدارة‪.‬‬
‫ ‪-‬االخالل بالواجبات القانونية االساسية غيرتلك املنصوص عليها في املادتين ‪.181 -180‬‬
‫ ‪-‬االخطاء املهنية من الدرجة الثالثة‪.‬‬
‫تكفلت ببيانها املادة ‪ 180‬وهي ‪:‬‬
‫ ‪-‬تحويل غيرقانوني للوثائق االدارية‪.‬‬
‫ ‪-‬اخفاء املعلومات ذات الطابع املنهي التي من واجبه تقديمها خالل تأدية مهامه‪.‬‬
‫ ‪-‬رفض تنفيذ تعليمات السلطة السليمة في اطارتأدية املهام املرتبطة بوظيفته دون مبرر‬
‫مقبول‪.‬‬
‫ ‪-‬افشاء او محاولة افشاء االسراراملهنية‪.‬‬
‫ ‪-‬استعمال تجهيزات او امالك االدارة الغراض شخصية او الغراض خارجة عن املصلحة‪.‬‬
‫ ‪-‬االخطاء املهنية من الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫وردت في املادة ‪ 181‬على النحو التالي ‪:‬‬
‫ ‪-‬االستفادة من امتيازات‪ ،‬من أية طبيعة كانت‪ ،‬يقدمها له شخص طبيعي او معنوي‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪250‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫مقابل تأديته خدمة في اطارممارسة وظيفته‪.‬‬


‫ ‪-‬ارتكاب اعمال عنف على اي شخص في مكان العمل‪.‬‬
‫ ‪-‬التسبب عمدا في أضرار مادية جسيمة بتجهيزات وامالك املؤسسة او االدارة العمومية‬
‫التي من شأنها االخالل بالسيرالحسن للمصلحة‪.‬‬
‫ ‪-‬إتالف وثائق ادارية قصد االساءة الى السيرالحسن للمصلحة‪.‬‬
‫ ‪-‬تزويرالشهادات او املؤهالت او كل وثيقة سمحت له بالتوظيف او الترقية‪.‬‬
‫ ‪-‬الجمع بين الوظيفة التي يشغلها ونشاط مربح آخر‪ ،‬غيرتلك املنصوص عليها في املادتين‬
‫‪ 43‬و ‪ 44‬من هذا االمر‪. 18‬‬
‫ان العقوبات التأديبية التي تطبق على االخطاء املهنية السابقة منصوص عليها في املادة‬
‫‪19‬‬
‫‪ 163‬من االمر رقم ‪ 03/06‬وهي مصنفة حسب جسامة االخطاء املهنية املرتكبة‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أركان الخطأ التأديبي‬
‫بغية تحقق مسؤولية املوظف التأديبية ينبغي توافر جميع اركانها وهي كما أشار اليها‬
‫الفقه‪ ،‬الركن الشرعي والركن املادي والركن املعنوي‪،‬نتناولها فيما يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الركن الشرعي‬
‫يتمثل الركن الشرعي للخطأ التاديبي في تطبيق مبدأ الشرعية املعروف في القانون الجزائي‬
‫اي ( الجريمة والعقوبة اال بنص ) في اطار التأديب على الخطأ التاديبي‪،‬اال ان هذا االمر يصعب‬
‫تحقيقه في هذا املجال وذلك لصعوبة تقنين االخطاء التأديبية مقارنة بالجرائم الواردة في‬
‫قانون العقوبات‪.20‬ادراكا لهذه الصعوبة عمد بعض الفقهاء الى ابعاد الركن الشرعي من االركان‬
‫املطلوبة للخطأ التأديبي من جهة ان مبدأ الجريمة والعقوبة اال بنص يضفي على جرائم قانون‬
‫العقوبات الثبات واالستقرا‪ ،‬اي ان السلوك الذي جرمه املشرع يحتفظ بهذه الصفة ما بقي‬
‫النص قائما دون اعتبار لتغيير الظروف االجتماعية عدا حالة الغاء نص التجريم‪،‬هذا بخالف‬
‫االمر من ناحية االخطاء التأديبية غير املقننة‪ ،‬حيث االمر فيها يرجع الى اسباب ايديولوجية‬
‫واجتماعية يؤمن بها افراد الجماعة‪،‬وحيث تعمل السلطة التاديبية بتقدير الخطأ االداري‬
‫الذي اقترفه املوظف في سياق مراعاة بعض العناصر االساسية التي تصب في بوتقة االخطاء‬
‫السلوكية‪ ،‬والتي تكون عرضة للتغيير تبعا لتغير الظروف‪ ،‬وبهذا فأن مايعد خطأ اداريا في زمن‬
‫محدد قد يتحول الى سلوك مشروع في زمن اخر‪.21‬‬
‫بخصوص قانون الوظيفة العمومية الجزائري رقم ‪ 03/06‬فأنه ذهب الى حصر االخطاء‬

‫‪251‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫التاديبية الى حد ما وذلك عندما صنف االخطاء املهنية الى اربع درجات في نص املادة ‪.177‬عدا‬
‫بعض االخطاء املهنية التي تركها القانون دون تقنين والتي تخل بالواجبات الوظيفية‪.‬الريب ان‬
‫هذه املعالجة التى أتى بها االمر‪ 03/06‬تعمل على تقييد السلطة التقديرية للسلطة التأديبية في‬
‫تكييف الخطأ املنهي‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الركن املادي‬
‫يتجسد الركن املادي للخطأ التاديبي في السلوك الذي يأتيه املوظف العمومي والذي‬
‫يشكل انتهاكا لواجباته الوظيفية‪ ،‬اي انه املظهر الخارجي للخطأالذي يرتكبه املوظف‪،‬بمعنى‬
‫النشاط املنحرف سواء كان نشاطا ايجابيا او سلبيا‪،‬بناء على ذلك فأنه يستوجب توافراالعمال‬
‫التنفيذية الصادرة من قبل املوظف لتمثل اخالال بالواجبات الوظيفية‪ ،‬وبالتالي العمل على‬
‫تشكيل االخطاء التأديبية‪ .22‬كما يتطلب ان يتجسد الخطأ التأديبي في شكل مادي وملموس‬
‫بمعنى ان يكون وجوده فعليا وليس مجرد افتراض وذلك حتى تكون السلطة االدارية قادرة على‬
‫بناء عقيدتها على اليقينالذي اليخالطه اي شك بخصوص وجود الفعل غير املشروع الذي‬
‫يؤدي الى ادانة املوظف‪ .23‬وبهذا فأن الركن املادي للخطأ التأديبي اليبنى على مجرد توافرالتفكير‬
‫الرتكاب فعل غير مشروع طاملا ان التفكير امر داخلي اليجسد املظهر الخارجي للخطأ التاديبي‬
‫وكذا الحال بخصوص االعمال التحضيرية التي يقوم بها املوظف فأنها ايضا التشكل الركن‬
‫املادي للخطأ التاديبي اال اذا كانت لذاتها تكفي لتشكيل جريمة او مخالفة مستقلة عن الخطأ‬
‫التاديبي‪ .‬جديربالقول ان مرحلة البدء في تنفيذ الفعل املكون للخطأ الذي يتخذ مظهراخارجيا‬
‫يعتبر خطأ تاديبيا يستوجب ترتيب العقوبة التاديبية على املوظف الذي قام به؛ كونه قد بادر‬
‫الى الخروج على مقتضيات الوظيفة العمومية‪.24‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الركن املعنوي‬
‫يتمثل الركن املعنوي للخطأ التاديبي في القصد الذي يتجسد في الفعل االداري الصادرمن‬
‫املوظف والذي يؤدي الى ادانته وترتيب املسؤولية التاديبية عليه‪ .25‬اوهوقيام املوظف العمومي‬
‫بتوجيه ارادته الى القيام بالنشاط االيجابي او السلبي املؤدي الى إحداث الخطأ التاديبي‪ .26‬هذا‬
‫ويالحظ اختالفا في موقف الفقه بخصوص القصد املكون للركن املعنوي للخطأ التاديبي‪ ،‬اذ‬
‫هناك من يرى بأن هذا القصد يتجسد في اخالل من جانب املوظف بواجب وظيفي اخالال‬
‫صادرا عن ارادة آثمة ترتب الخطأ الذي تبنى عليه املسؤولية التاديبية‪.‬وهناك من ينفي اشتراط‬
‫توافر ارادة آثمة في القصد املكون للركن املادي للخطأ التاديبي اال بالنسبة لطائفة معينة من‬
‫الجرائم التاديبية كالجرائم التي يعاقب عليها جنائيا‪ ،‬وكذا الحال بالنسبة للجرائم التي حددها‬
‫املشرع بنصوص قانونية خاصةاما بقية املخالفات التاديبية التي لم يتم حصرها فان قيام‬
‫املوظف بارتكاب الفعل االيجابي او السلبي بدون عذر مشروع يحقق في حقه الخطأ التاديبي‬
‫سواء كان حسن النية او سيئها‪ .27‬هذ وينبغي مراعاة كافة الظروف التي رافقت سلوك املوظف‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪252‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫اي املالبسات التي احاطت بالواقعة وكذلك مركزه القانوني وطبيعة عمله حيث اليسأل املوظف‬
‫في حال ما اذا كانت ارادته معيبة كما وتنتفي مسؤولية املوظف التاديبية في حاالت الضرورة‬
‫واالكراه املادي او املعنوي والقوة القاهرة والحادث الفجائي‪.28‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬مفهوم التسريح االداري للموظف العام‬
‫يعد التسريح االداري الى جانب التسريح التأديبي‪،‬الذي تطرقنا اليه في املبحث السابق‪،‬‬
‫أحد شكلي التسريح الواردة في االمر رقم ‪ 03/06‬يتم عادة اللجوء اليه وفقا للسلطة التقديرية‬
‫لالدارة السباب مختلفة تخص املوظف او شروط التوظيف‪ .‬واذا كان التسريح التاديبي يرتكز‬
‫على الخطأ التاديبي الذي يقترفه املوظف العمومي فأن التسريح االداري يتخذ شكال غير تأديبي‬
‫وال عالقة له بالخطأ التاديبي‪ .‬نخصص هذا املبحث لتناول مضامين التسريح االداري من خالل‬
‫مطلبين نبين في املطلب االول تعريف التسريح االداري ونعرج في املطلب الثاني على االساس‬
‫القانوني للتسريح االداري وكما يلي ‪:‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬تعريف التسريح االداري‬
‫ذهب الفقه بخصوص تعريف التسريح االداري في اتجاهين‪ ،‬اتجاه يوسع من نطاق‬
‫التعريف واتجاه آخريضيق من نطاقه‪ ،‬وهو مانتطرق اليه في فرعين وكاالتي ‪:‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬التعريف الضيق للتسريح االداري‬
‫يذهب هذا االتجاه الفقهي الى تضييق نطاق تعريف التسريح االداري بحيث يحصرمعناه‬
‫على حاالت محددة بعينها‪ .‬فهو حسب مفهوم هذا االتجاه « القرار الصادر بانهاء الخدمة إللغاء‬
‫الوظيفة أو إلغاء العمل املتصل بهذه الوظيفة «‪ .29‬او هو « اجراء اداري ينهي خدمة املوظف‬
‫السباب غير تأديبية االمر الذي يؤدي الى حرمانه من التقاعد‪ ،‬ان هذا االجراء االداري يتضمن‬
‫كمبدأ عام سببين وهماالتسريح اللغاء الوظيفة والتسريح لعدم الكفاءة املهنية‪ .30‬كما عرف‬
‫بأنه « استبعاد املوظف العمومي بصورة نهائية من الوظيفة العمومية على اثر إلغاء الوظيفة‬
‫وعلى ذلك اليوجد تسريح اال اذا وجد سلفا إلغاء للوظيفة واال عد تسريحا تأديبيا‪.31‬‬
‫هذا االتجاه‪ ،‬وكما يظهرمن هذه التعريفات‪ ،‬يضيق اطارالتسريح االداري بحيث يقصره‬
‫على حالتين فقط وهما الغاء الوظيفة او الغاء العمل املتصل بهذه الوظيفة االمر الذي يغفل‬
‫بقية الحاالت املعروفة للتسريح االداري‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التعريف الواسع للتسريح االداري‬
‫هذا االتجاه يعطي للتسريح االداري مدلوال واسعا مايغطي بقية الحاالت التي تنضوي‬
‫تحت مفهوم التسريح االداري والتي اغفل عن ذكرها االتجاه الفقي االول‪ .‬وفي هذا السياق‬

‫‪253‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫اتجه الفقه الجزائري اذ هناك من عرفه بأنه « قطع عالقة املوظف بالوظيفة العامة بسبب‬
‫عدم الصالحية الالزمة لضمان دوام حسن سير الوظيفة العامةبانتظام واطراد دون ان يكون‬
‫املوظف قد ارتكب خطأ تاديبيا تستوجب توقيع العقوبة التاديبية عليه وبالتالي فان التسريح‬
‫االداري للموظفين العموميين يترتب ملن يثبتون عدم امكانية صالحيتهم للوظيفة العامة لسبب‬
‫او الخروهي سلطة مقررة لالدارة املختصة تمارسها عندما تقدروتقتنع بذلك »‪ .32‬كما عرف بأنه‬
‫« الطريقة الغير عادية لقطع العالقة التي تربط الهيئة العامة باملوظف العام في الوقت الذي‬
‫اليعنى فيه اي اعتبار تاديبي »‪ .33‬وقد سار في نفس هذا االتجاه الفقه املصري حيث هناك من‬
‫عرفه بأنه « اجراء خوله القانون لالدارة البعاد من لم ترفيهم الصالحية للقيام باعباء الوظيفة‬
‫او من قامت بهم حالة تجعلهم غير اهل لشرف االنتماء اليها »‪ .34‬وعرف بأنه « انهاء خدمة‬
‫املوظف بقرار اداري في غير الحاالت العادية النهاء الخدمة التي يحددها القانون »‪ .35‬هذا وقد‬
‫اتجه غالبية الفقه الفرن�سي ايضا الى تعريف التسريح االداري بمفهوم واسع فهناك من عرفه‬
‫بأنه « االجراء الذي يؤدي الى استبعاد املوظف بصورة نهائية وهو لم يبلغ السن او االقدمية‬
‫الالزمة للتمتع بالحق في املعاش» وعرف ايضا بأنه « اجراء اداري باالستبعاد من الخدمة متخذ‬
‫بمعرفة االدارة »‪.36‬‬
‫يتضح من مضامين التعريفات السابقة انها كرست مفهوما واسعا للتسريح االداري عندما‬
‫تعدت في مفاهيمها حالة الغاء الوظيفة او الغاء العمل املتصل بهذه الوظيفة حيث امتدت الى‬
‫احتواء مختلف االجراءات غيرالتاديبية التي ينتج عنها ابعاد املوظف العام من عمله قبل بلوغه‬
‫السن القانونية للتمتع بالحق في املعاش‪.‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬االساس القانوني للتسريح االداري‬
‫يتمثل االساس القانوني للتسريح االداري باالسباب التي يقرها النظام القانوني للوظيفة‬
‫العمومية والتي بموجبها اعطى الحق لالدارة في اتخاذ قرارانهاء العالقة الوظيفية باجراء اداري‬
‫بشكل اليمت الى الخطأ التأديبي بأية صلة وانما تبرره اعتبارات تحقيق املصلحة العامة‪ .‬ان هذه‬
‫االسباب التي تبرر التسريح االداري تتجسد في كل من عدم القدرة اي عدم اللياقة الصحية‬
‫وعدم الكفاءة املهنية‪ ،‬والتسريح االداري بسبب التخلي عن الوظيفة والتسريح االداري بسبب‬
‫الغاء الوظيفة واخيرا التسريح االداري بسبب فقدان الجنسية وهو ما نتطرق اليه في أربعة‬
‫فروع مستقلة على التوالي وكما يلي ‪:‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬التسريح االداري بسبب عدم القدرة‬
‫التسريح االداري لعدم القدرة ينقسم الى قسمين ‪،‬تسريح اداري لعدم اللياقة الصحية‬
‫وتسريح اداري لعدم الكفاءة املهنية‪ ،‬وفيما يلي نلقي الضوء عليهما‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪254‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫أوال ‪ :‬التسريح االداري لعدم اللياقة الصحية‬


‫من املسلمات في نطاق الوظيفة العامة انه ينبغي ان يتمتع املوظف بالقدرة البدنية‬
‫والصحية التي تؤهله الداء واجبات وظيفته على أكمل وجه‪ ،‬لذا فانه ليس بامكان املوظف‬
‫العمومي اداء واجبات وظيفته في حال كان يعاني من عجز او عدم لياقة بدنية وبالتالي فان‬
‫هذا الوضع قد يبرر اتخاذ قرار انهاء خدمته‪ .‬لقد اشارت املادة ‪ 75‬من االمر رقم ‪ 03/06‬الى‬
‫اشتراط توافراللياقة البدنية وذلك ضمن مجموع شروط التوظيف فقد جاء فيها « ‪ ...‬ان تتوفر‬
‫فيه شروط السن والقدرة البدنية والذهنية وكذا املؤهالت املطلوبة لاللتحاق بالوظيفة املراد‬
‫االلتحاق بها »‪ .‬كما نصت املادة ‪ 76‬بأنه « يمكن لالدارة عند االقتضاء تنظيم الفحص الطبي‬
‫للتوظيف في بعض أسالك املوظفين »‪ .37‬يتبين مما سبق ان االمر ‪ 03/06‬لم يذكر التسريح‬
‫االداري بسبب عدم اللياقة الصحية حيث أشارفقط الى اشتراط توافراللياقة البدنية كشرط‬
‫للقبول في الوظيفة‪.‬هذا بخالف قانون الوظيفة العمومية لسنة ‪ 1966‬امللغي حيث أشارت‬
‫املادة ‪ 3/25‬الى شرط اللياقة الصحية كشرط للتوظيف واالستمرار في الوظيفة العمومية‪.‬‬
‫مع هذا فان االدارة املختصة قد تلجأ مضطرة الى اتخاذ قرار التسريح االداري ضد املوظف‬
‫املصاب بعجزجسماني دائم يحول دون ممارسته العمال الوظيفة بسبب عدم اللياقة الصحية‬
‫مع منحه منحة املعاش وريع العجز مع التكفل بمصاريف عالجه وذلك كله تحت رقابة هيئة‬
‫الضمان االجتماعي ‪.38‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التسريح االداري لعدم الكفاءة املهنية‬
‫ان ادارة املرافق العامة بشكل فعال تتطلب كادرا اداريا يمتاز بالكفاءة املهنية يهتدي الى‬
‫أنجع السبل واالساليب التي تتطلبها الوظيفة العامة‪ ،‬لذا فأن افتقار املوظف العام الدائمي او‬
‫املؤقت الى املهارات والكفاءات املهنية قد ينعكس سلبا على حسن سير املرفق العام؛ ذلك ان‬
‫فعالية املرفق العام او تدهوره مرهونة بحالة املوظف وسلوكه الشخ�صي الى حد بعيد‪ .‬عليه‬
‫فأنه يقصد بعدم الكفاءة املهنية في هذا املقام « عدم قدرة املوظف املهنية على القيام بالتزاماته‬
‫الوظيفية املوكلة اليه قياما حسنا‪ ،‬قيام الرجل املعتاد الشاغل لنفس الوظيفة بحيث اليعرقل‬
‫سيراملصلحة » بهذا فأن هناك فرقا أساسيا بين عدم الكفاءة املهنية وحالة التأديب‪ ،‬حيث ان‬
‫االخير يتحقق نتيجة خطأ منهي في حين ان االول اليستوجب الخطأ من املوظف بل هي سلوك‬
‫وحالة تبرهن عن مدى صالحية املوظف من عدمه ‪.39‬‬
‫من استقراء نصوص قانون الوظيفة العمومي الجزائري النافذ يتبين انه نص على امكانية‬
‫التسريح االداري استنادا لسبب عدم الكفاءة املهنية ضد املوظف املتربص فقط دون االشارة‬
‫الى حالة املوظف الدائم حيث منح القانون سلطة تقديرية لالدرة بخصوص تسريح املوظف‬
‫املتربص تسريحا اداريا لعدم الكفاءة املهنية فقد جاء في نص املادة ‪ 85‬أنه « بعد انتهاء مدة‬
‫التربص املنصوص عليها في املادة ‪ 84‬اعاله يتم ‪:‬‬
‫‪255‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫ ‪-‬إما ترسيم املتربص في رتبته‪،‬‬


‫ ‪-‬وإما إخضاع املتربص لفترة تربص آخرلنفس املدة وملرة واحدة فقط‪،‬‬
‫‪40‬‬
‫ ‪-‬وإما تسريح املتربص دون اشعارمسبق او تعويض “‬
‫ال ريب ان املعالجة التشريعية الواردة في املادة ‪ 85‬سالفة الذكرتشكل خطورة في مواجهة‬
‫املوظف املتربص ألنها أطلقت يد االدارة في اتخاذ قرار تسريح املوظف املتربص‪ ،‬الى جانب‬
‫الخيارين اآلخرين‪ ،‬دون اشعارمسبق وبدون اي تعويض‪ ،‬االمرالذي يخ�شى منه تعسف االدارة‪.‬‬
‫كان من االجدرعلى املشرع ان يسن مع ضمن هذه املادة ضمانات او معايير تحول دون تعسف‬
‫االدارة‪ .‬جدير بالقول انه ليس لالدارة تسريح املوظف الدائم تسريحا اداريا لعدم الكفاءة‬
‫املهنية في ظل قانون الوظيفة العمومية النافذ طاملا أنه لم يتطرق سوى لحالة امكانية تسريح‬
‫املوظف املتربص تسريحا اداريا دون ذكر لحالة املوظف الدائم‪ ،‬أي أن املوظف املتربص بعدما‬
‫ً‬
‫يتم ترسيمه في الوظيفة يغدو محصنا في مواجهة قرار التسريح االداري بناء على عدم الكفاءة‬
‫املهنية‪ .‬هذا بخالف االمر رقم ‪ 133/66‬امللغي حيث نصت املادة ‪ 68‬أنه “ املوظف الذي ثبتت‬
‫عدم كفاءته املهنية دون ان يرتكب خطأ مهنيا يستوجب عقوبة تأديبية‪ ،‬يمكن له إما ان ينصب‬
‫في وظيفة اقل درجة‪ ،‬وإما ان يقبل للمطالبة بحقوقه في التقاعد او يسرح‪ ،‬ويتخذ القرار بشأن‬
‫ذلك بعد استشارة اللجنة املتساوية االعضاء ومراعاة الشكليات املنصوص عليها في االجراءات‬
‫املتعلقة بالتاديب‪ ،‬ويجوز للموظف املسرح لعدم كفاءته املهنية قبض تعويض ضمن شروط‬
‫تحدد بمرسوم “‪ .41‬فالنص السابق جاء بصورة مطلقة بحيث يشمل املوظف املتربص والدائم‬
‫على حد سواء‪ .‬وبهذا يبدو ان املسلك التشريعي الذي سلكه املشرع بخصوص عدم الكفاءة‬
‫املهنية للموظف في االمر رقم ‪ 133/66‬امللغي كان أنجع من املسلك التشريعي ضمن قانون‬
‫الوظيفة العمومي النافذ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التسريح االداري بسبب التخلي عن املنصب‬
‫ينبغي على املوظف العام املواظبة على مهامه الوظيفية سواء كان متربصا او دائميا وعدم‬
‫التغيب عن العمل‪ ،‬مع ذلك فان املوظف العمومي يتمتع بأيام عطل وغياب مدفوع االجر من‬
‫ذلك ماورد في املادة ‪ 212‬من االمر رقم ‪ 03/06‬اذ جاء فيها « للموظف الحق في غياب خاص‬
‫مدفوع االجرمدته ثالثة ( ‪ ) 3‬أيام كاملة في احدى املناسبات العائلية االتية ‪:‬‬
‫ ‪-‬زواج املوظف‪ ،‬إزدياد طفل للموظف‪ ،‬ختان إبن املوظف‪ ،‬زواج أحد فروع املوظف‪،‬‬
‫وفاة زوج املوظف‪ ،‬وفاة احد الفروع او االصول او الحوا�شي املباشرة للموظف او‬
‫زوجه» بخالف ذلك فأن تغيب املوظف العام ملدة معينة دون مبرر مقبول يعرضه‬
‫لقرار التسريح االداري ففي هذا السياق نصت املادة ‪ 184‬من االمر ‪ 03/06‬أنه « اذا‬
‫تغيب املوظف ملدة خمسة عشر( ‪ ) 15‬يوما متتالية على االقل‪ ،‬دون مبرر مقبول‪ ،‬تتخذ‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪256‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫السلطة التي لها صالحيات التعيين اجراء العزل بسبب اهمال املنصب‪ ،‬بعد اإلعذار‪،‬‬
‫وفق كيفيات تحدد عن طريق التنظيم»‪ .42‬اي ان املشرع يعتبران غياب املوظف العمومي‬
‫غير املبرر هو بمثابة تخلي عن املنصب ما يجعل االدارة تتخذ منه سببا لتسريحه اداريا‬
‫وذلك بعد اعذاره‪ .‬بمعنى ليس لالدارة ان تبني قرارتسريح املوظف اداريا بناء على حالة‬
‫التخلي عن املنصب اال بعد اتباع االجراءات املرعية‪ ،‬اذ ينبغي ان تتريث االدارة الى ان‬
‫تنتهي مدة االعذار الصادر بحق املوظف الستئناف عمله الوظيفي وليس لها االعتماد‬
‫على اعذار شفوي بل ينبغي ان يكون في صيغة تحريرية ويجب ان يتم ابالغ املوظف‬
‫به والبد ان يتضمن ما يشير الى خطورة االثار التي ستترتب على املوظف في حال عدم‬
‫استجابته لالعذار وذلك بمحي اسمه من مالكات االدارة ودون اللجوء الى الضمانات‪.43‬‬
‫مع ذلك فان هناك قرارات صادرة عن مجلس الدولة الجزائري تشير الى خطأ االدارة‬
‫في تسريح املوظف اداريا بناء على حالة التخلي عن املنصب حيث ورد في احدى هذه‬
‫القرارات « من الثابت من اوراق امللف ان قرار التسريح قد اتخذ واملستأنف عليه في‬
‫حالة عطلة مرضية وقد اخبر املستأنف عن حادث العمل اال ان املستأنف لم يتبع‬
‫االجراءات القانونية للتصريح به لدى صندوق الضمان االجتماعي بل اعتبر املستأنف‬
‫عليه في غياب غير مبرر واتبع االجراءات التاديبية لينتهي بقرار العزل وبالتالي فان قرار‬
‫العزل قد اتخذ وعالقة العمل موقوفة بحادث العمل ومن ثم فان قرارالعزل قرارباطل‬
‫ومخالف للقانون»‪ .44‬في ضوء ماسبق‪ ،‬ولحماية املوظف من تعسف االدارة الواقع في‬
‫حاالت تسريحه اداريا بناء على التخلي عن املنصب وبدون اتباع االصول املرعية يتوجب‬
‫على جهازالقضاء القيام بدوره الرقابي على اكمل وجه‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬التسريح االداري بسبب إلغاء الوظيفة‬
‫مما الريب فيه ان املرافق العامة تتطور بشكل مستمر نتيجة التغير الذي يطرأع على‬
‫مفهوم الصالح العام وان هذا االمرقد يلقي بظالله على موضوع الوظيفة بأن ينتج عنه الغاء او‬
‫تغيير لوظائف قائمة وبالتالي تسريح كل او بعض املوظفين‪ .‬مع هذا يجب مالحظة انه ليس كل‬
‫تغييرفي الوظيفة يستتبعه الغاء للوظيفة وتسريح شاغليها بل يستوجب ان يكون هناك اساس‬
‫تشريعي لهذا االلغاء عن طريق صدور قوانين تق�ضي بالغاء الوظيفة العمومية وذلك تحقيقا‬
‫للصالح العام اوتحقيقا ملرام اقتصادية‪ .45‬بمعنى ينبغي ان تكون هناك اسباب موضوعية اللغاء‬
‫الوظيفة لها عالقة وثيقة باحتياجات املرفق ال السباب شخصية تخص املوظف لذاته حيث‬
‫يستلزم ان يكون فصل املوظف نتيجة اللغاء الوظيفة وليس سببا لهذا االلغاء‪.46‬‬
‫فيما يخص االمر ‪ 03/06‬فأنه لم يتضمن اية نصوص تشير الى الغاء الوظيفة العمومية‬
‫وبالتالي تسريح املوظف العام تبعا لذلك‪ .‬حسنا فعل املشرع بهذا الخصوص ومسلكه في هذا‬
‫يتفق مع ما تق�ضي به املباديء العامة للوظيفة من ديمومة واستقرار املراكز القانونية وترتب‬

‫‪257‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫الحقوق املكتسبة‪ .‬وقد تأطرهذا املفهوم في املادة ‪ 17‬من املرسوم ‪ 59/85‬بأن « يتمتع املوظفون‬
‫بضمان االستقرار واالمن في وظيفتهم « حيث يجب ان يتمتع املوظف بمجموعة من الضمانات‬
‫التي تضمن بقاءه في وظيفته وتحميه من التسريح التعسفي بحيث تعمل على تمييز الوظيفة‬
‫العامة عن نظام العمل في القطاع الخاص الخاضع لنظام القانون الخاص‪ ،‬لكن مع ذلك فأن‬
‫هذا ال يعني ضرورة منح املوظف حق مطلق في الوظيفة العمومية ومنع االدارة من ابعاده عن‬
‫وظيفته اوتركه لوظيفته بأرادته املستقلة؛ ذلك ان مسلك الوظيفة العمومية ال يمكن اعتبارها‬
‫كالخدمة العسكرية كما انه استثناء من ذلك ليس من حق املوظف ان يبرر بقاءه الدائم في‬
‫الوظيفة متمسكا بقاعدة الحق املكتسب في حال كان الغاء الوظيفة يجد أساسه في نصوص‬
‫تشريعية‪.47‬‬
‫اذا كان التسريح االداري بسبب الغاء الوظيفة العمومية بشكل عام وضعا غيروارد في االمر‬
‫‪ 03/06‬فأن الحال يختلف ازاء الوظائف العليا وكباراملوظفين حيث وضعت لهذه الفئة نصوص‬
‫خاصة فقد تضمن املرسوم التنفيذي رقم ‪، 226/90‬املعدل واملتمم باملرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ،04/94‬في املادة ‪ 27‬أنه “ تنتهي مهام اي عامل يمارس وظيفة عليا بإحدى الطريقتين اآلتيتين‬
‫‪ -1 :‬بمبادرة من السلطة املخولة صالحية التعيين ‪ -2‬بطلب من املعني “ وجاء في املادة ‪ “ 32‬اذا‬
‫الغيت الوظيفة العليا التي كان يشغلها احد العمال او ألغي الهيكل الذي كان يعمل فيه‪ ،‬فإنه‬
‫يحتفظ بمرتبه مدة سنة ثم يوضع بعدها في حالة عطلة خاصة‪...‬وينجم عن إلغاء الهيكل إنهاء‬
‫مهام االطار الدائم في الوظيفة العليا املرتبطة بهذا الهيكل “‪ .48‬اذن تسريح املوظف العمومي في‬
‫الجزائربناء على سبب الغاء الوظيفة يقتصرفقط على من يشغل وظيفة عليا اال ان هذا اليعني‬
‫انهاء ارتباطه مع الوظيفة بشكل كامل حيث يتم اعادة ادماجه في وظيفته االصلية كما ان له‬
‫حق االحتفاظ بمرتبه ملدة سنة كما هو وارد في النص السابق‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬التسريح االداري بسبب فقدان الجنسية‬
‫تشترط التشريعات الخاصة بالتوظيف تمتع الشخص املتقدم للوظيفة العمومية‬
‫بجنسية الدولة التي يروم التوظيف فيها‪ ،‬وقد استقر هذا الشرط في تشريعات الوظيفة على‬
‫املستوى العالمي؛ ذلك الن الوظيفة العمومية تعتبر من االمور التي لها عالقة وطيدة بالسيادة‬
‫الوظنية وأمنها الداخلي وبأنه يشكل مظهرا من مظاهر ممارسة الحقوق السياسية التي تكون‬
‫حكرا على املواطنين دون االجانب‪ ،‬اضافة الى اعتبارها إرثا وطنيا خاصا باملواطنين وان حرمان‬
‫االجنبي من االنخالاط في الوظيفة العمومية أساسه تحقيق كرامة املواطنين وليس باعتباره‬
‫تمييزا تعسفيا بين الناس‪.49‬مع مالحظة أنه استثناء بإمكان االجنبي تولي بعض الوظائف وذلك‬
‫بشكل مؤقت في صورة عقود خاصة فردية او جماعية وذلك بناء على نصوص قانونية خاصة‬
‫تنظم موضوع توظيفهم ودون ان يكون لهم الحق في التمتع بصفة املوظف العام‪.50‬‬
‫ُ‬
‫إنسجاما مع ما سبق‪ ،‬نصت املادة ‪ 75‬من االمر رقم ‪ 03/06‬بأنه « اليمكن ان يوظف أيا‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪258‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫كان في وظيفة عمومية مالم تتوفرفيه الشروط االتية ‪:‬‬


‫ ‪-‬أن يكون جزائري الجنسية ‪ 51».....‬فقانون الوظيفة العمومية الجزائري النافذ كغيره من‬
‫قوانين التوظيف في مختلف الدول اشترط ابتداء توافرالجنسية الجزائرية في الشخص‬
‫املتقدم للوظيفة‪ ،‬وهو في هذا لم يميز بين الجنسية الجزائرية االصلية واملكتسبة‪ .‬وفي‬
‫حال فقد املوظف جنسيته او جردت منه وفق احكام القانون فإنه يستوجب تسريحه‬
‫اداريا وهو ما نصت عليه املادة ‪ 216‬من االمر ‪ 03/06‬بقولها « ينتج انهاء الخدمة التام‬
‫الذي يؤدي الى فقدان صفة املوظف عن ‪:‬‬
‫ ‪-‬فقدان الجنسية الجزائرية أو التجربد منها ‪ .52».....‬بهذا يتبين ان املشرع الجزائري‬
‫إستوجب توافر الجنسية الجزائرية كشرط للدخول الى سلك الوظيفة العمومية وكذا‬
‫االستمرارفيها‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫يعتبر املوظف العام ركيزة اساسية في البنية الوظيفية لالدارة في مختلف انشطتها التي‬
‫تبغي تحقيق املصلحة العامة‪ .‬وان املوظف في معرض مهامه اليومية قد يشذ عن مساراالهداف‬
‫واالولويات التي حددت له من قبل االدارة بشكل خطيرما يجعله محال للمسائلة القانونية وانزال‬
‫عقوبة التسريح التأديبي ضده حيث ان التسريح التأديبي يقوم على اساس الخطأ التأديبي‪ ،‬وقد‬
‫يواجه عقوبة التسريح االداري في حال توافرت ضده احدى الحاالت املنصوص عليها في القانون‬
‫والتي تبرر إتخاذ قرار التسريح االداري كحالة عدم اللياقة البدنية او عدم الكفاءة املهنية‬
‫وغيرها‪ .‬والهمية هذا املوضوع كرسنا هذا البحث لدراسة التسريح بشقيه التأديبي واالداري في‬
‫ظل االمر‪ 03/06‬املتضمن القانون االسا�سي للوظيفة العمومية في الجزائر‪.‬‬
‫النتائج ‪:‬‬
‫في ضوء ماتم بحثه من خالل هذه الدراسة بدت لنا مجموعة من النتائج نشيرالى أهمها‬
‫فيما يلي ‪:‬‬
‫ ‪-‬يبنى قرار التسريح التأديبي ضد املوظف العمومي على أساس الخطأ التأديبي الذي‬
‫يرتكبه املوظف العمومي‪ ،‬ولتحقق هذا الخطأ البد من اجتماع جميع أركانه وهي الركن‬
‫الشرعي والركن املادي والركن املعنوي‪ .‬ولم يرد أي تعريف للخطأ التأديبي في االمر رقم‬
‫‪ 03/06‬ما يجعل االدارة تقوم بعملية تكييفه في نطاق املادة ‪.160‬‬
‫ ‪-‬من العسير إخضاع االخطاء التأديبية ملبدأ الجريمة وال عقوبة اال بنص وذلك لصعوبة‬
‫ً‬
‫إبتداء‪ ،‬بخالف الجرائم التي ترد في قانون العقوبات‪.‬‬ ‫حصروتقنين جميع االخطاء املهنية‬
‫وادراكا لهذه الصعوبة أبعد بعض الفقهاء الركن الشرعي من بين أركان الخطأ التأديبي‪.‬‬
‫‪259‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫ ‪-‬سجل الفقه اختالفا بشأن مدى ضرورة توفر االرادة اآلثمة لتحقق الركن املعنوي في‬
‫الخطأ التأديبي‪.‬حيث ذهب البعض الى عدم تطلب هذه االرادة اال في طائفة من االخطاء‬
‫املنصوص عليها في القانون‪ ،‬أما بقية االخطاء التأديبية التي لم ترد في القانون فأنها‬
‫تحقق الركن املعنوي في حال حصولها بغض النظر فيما اذا كانت نية املوظف حسنة‬
‫او سيئة‪.‬‬
‫ ‪-‬يعد التسريح االداري إجراء تتخذه االدارة إلنهاء خدمات املوظف العام دون أن يكون‬
‫قد إقترف خطأ تأديبيا‪ ،‬فهو يعتبررخصة منحها القانون لالدارة تنهي بوساطته الرابطة‬
‫الوظيفية بين املوظف العمومي واالدارة خارج إجراءات التأديب‪.‬‬
‫ ‪-‬يكمن االساس القانوني للتسريح االداري في االسباب القانونية التي تعطي االدارة حق‬
‫حق انهاء الرابطة الوظيفية بين املوظف العمومي واالدارة خارج نطاف الخطأ التأديبي‪،‬‬
‫وهذه االسباب هي عدم اللياقة الصحية وعدم الكفاءة املهنية والتخلي عن املنصب‬
‫وإلغاء الوظيفة وفقدان الجنسية‪.‬‬
‫ ‪-‬ال يمكن لالدارة في ظل االمر ‪ 03/06‬ان تتخذ قرارتسريح املوظف الدائم تسريحا اداريا‬
‫استنادا الى حالة عدم الكفاءة املهنية؛ ذلك النه لم يشرسوى الى حالة تسريح املوظف‬
‫املتربص دون التطرق لحالة املوظف الدائم‪ ،‬بمعنى ان ترسيم املوظف يحصنه من‬
‫التسريح االداري املبني على سبب عدم الكفاءة املهنية‪.‬‬
‫التوصيات ‪:‬‬
‫وفيما يخص التوصيات التي تمخض عنها البحث نوجزها فيما يلي ‪:‬‬
‫ ‪-‬عدم ترك الحرية لالدارة لتفسير مدلول االخطاء التأديبية عن طريق قيام املشرع‬
‫بضرورة صياغة معايير ثابتة ودقيقة لضبط أبعاد االخطاء التأديبية من أجل منع‬
‫االدارة من التعسف في اصدار قرارات التسريح التأديبي ضد املوظف العام متسترة في‬
‫ذلك وراء ستارامتيازات السلطة العامة‪.‬‬
‫ ‪-‬ضرورة قيام املشرع بوضع معاييرلضبط قرارات االدارة التي تؤدي الى التسريح االداري‬
‫بناء على عدم اللياقة الصحية والتخلي عن املنصب للحيلولة دون تعسف االدارة في‬
‫انهاء العالقة الوظيفية بناء على هذه الحاالت‪.‬‬
‫ ‪-‬ضرورة تدارك املشرع للثغرة القانونية الواردة بشأن عدم امكانية تسريح املوظف بعد‬
‫ترسيمه بناء على حالة عدم الكفاءة املهنية‪ ،‬اذ لم يشر االمر ‪ 03/06‬سوى المكانية‬
‫التسريح االداري ضد املوظف املتربص‪ ،‬وحيث ليس بمستبعد ان يغدو املوظف عديم‬
‫الكفاءة املهنية حتى بعد الترسيم‪ ،‬االمر الذي قد يقت�ضي تسريحه اداريا وإتاحة فرصة‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪260‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫التوظيف لغيره ممن يتمتع بالكفاءة املهنية شريطة ايجاد معيار يضبط مثل هكذا‬
‫حاالت للحيلولة دون إجحاف املوظف‪.‬‬
‫الهوامش ‪:‬‬
‫‪ 1‬نبالي فطة معاشو ‪ ،‬النظام القانوني للتسريح السباب اقتصادية‪ ،‬مذكرة ماجستيرفي القانون‪ ،‬معهد العلوم القانونية واالدارية‪،‬‬
‫جامعة تيزي وزو‪ ،1988 ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪ 2‬عطا هللا بوحميدة ‪ ،‬الفصل غيرالتاديبي في الوظيفة العامة والقانون االسا�سي العام للعامل‪ ،‬مذكرة ماجستيرفي االدارة واملالية‪،‬‬
‫معهد العلوم القانونية واالدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1990 ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪ 3‬املادة ‪ 62‬من االمررقم ‪ 133/66‬الخاص بالقانون االسا�سي العام للوظيفة العامة امللغي‪.‬‬

‫‪ 4‬املرسوم رقم ‪ 59/85‬الخاص بالقانون االسا�سي لعمال املؤسسات واالدارات العامة‪.‬‬

‫‪ 5‬املادة ‪ 11‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 54/93‬قي ‪ ،1993‬الذي تضمن بعض الواجبات الخاصة املطبقة على املوظفين واالعوان‬
‫العموميين وعلى عمال املؤسسات العمومية‪.‬‬

‫‪ 6‬املادة ‪ 40‬من املرسوم رقم ‪ 131/88‬في ‪ ،1988‬الخاص بتنظيم العالقات بين االدارة واملواطن‪.‬‬

‫‪ 7‬املادة ‪ 163‬من االمر‪ 03/06‬املتضمن القانون االسا�سي للوظيفة العامة‪.2006،‬‬

‫‪ 8‬املادة ‪ 186‬من االمر‪ 03/06‬مصدرسابق‪.‬‬

‫‪ 9‬سعيد مقدم ‪ ،‬الوظيفة العمومية بين التطور والتحول من منظور تسييراملوارد البشرية واخالقيات املهنة‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.438‬‬

‫‪ 10‬علي سهل يحيى قاسم ‪ ،‬فصل املوظف العام‪ ،‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪ 11‬عبد العظيم عبد السالم‪ ،‬منصور محمد احمد‪ ،‬القضاء االداري‪ ،‬قضاء التاديب‪ ،2004 ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪12‬‬
‫‪Jean marie Auby, Ader Robert Ducos, Droit administrative la function publique, les bien publics, les travaux publics,‬‬
‫‪5 eme edition, dalloz, paris, 1979, p 128.‬‬

‫‪ 13‬قرارصادرعن مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬الغرفة الثانية‪ ،‬رقم ‪ ،38361‬في ‪ ،2008‬غيرمنشور‪.‬‬

‫‪ 14‬قرارصادرعن مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬الغرفة الثانية‪ ،‬رقم ‪ ،2010 ،054548‬غيرمنشور‪.‬‬

‫‪ 15‬سليمان محمد الطماوي ‪ ،‬القضاء االداري‪ ،‬قضاء التاديب‪ ،‬دارالفكرالعربي‪ ،‬مصر‪ ،1995 ،‬ص ‪.501‬‬

‫‪ 16‬سعيد بوشعير‪ ،‬النظام التاديبي للموظف العام في الجزائر‪ ،‬ديوان املطبوعات الجزائرية‪ ،‬الجزائر‪ ،1991 ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪ 17‬املادة ‪ 177‬من االمررقم ‪ ،03/06‬مصدرسابق‬

‫‪ 18‬املواد ‪ 181 – 178‬من االمررقم ‪ ،03/06‬مصدرسابق‪.‬‬

‫‪ 19‬لالطالع على مضمونها يراجع املادة ‪ 163‬من االمررقم ‪ ،03/06‬مصدرسابق‪.‬‬

‫‪ 20‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪256‬‬

‫‪ 21‬أحمد سالمة بدر‪ ،‬التحقيق االداري واملحاكمات التاديبية‪ ،‬دارالنهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص ‪71‬‬

‫‪ 22‬مغاوري محمد شاهين‪ ،‬املسائلة التأديبية‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪261‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬ ‫العدد الثامن‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫‪ 23‬احمد سالمة بدر‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪ 24‬محمد اخضربن عمران ‪ ،‬النظام القانوني النقضاء الدعوى التاديبية في التشريع الجزائري‪ ،‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة باتنة‪ ،2007 ،‬ص ‪16‬‬

‫‪ 25‬كمال رحماوي‪ ،‬تأديب املوظف العام في القانون الجزائري‪ ،‬دارهومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪ 26‬مصطفى شطارة ‪ ،‬املسؤولية الشخصية للموظف العام في القانونين التون�سي والجزائري‪،‬بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا في‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1974،‬ص ‪.104‬‬

‫‪ 27‬احمد سالمة بدر‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬

‫‪ 28‬كمال رحماوي‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪ 29‬زكي النجار‪ ،‬اسباب انهاء الخدمة للعاملين بالحكومة‪ ،‬دارالفكرالعربي‪ ،1987،‬ص ‪.52‬‬
‫‪30‬‬
‫‪jean marie Auby , op cit, p 128‬‬

‫‪ 31‬علي سهل يحيى قاسم ‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪111‬‬

‫‪ 32‬عمارعوابدي ‪ ،‬مبدأ تدرج فكرة السلطة الرئاسية‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪،‬الجزائر‪ ،1984 ،‬ص ‪.368‬‬

‫عطا هللا بوحميدة ‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪33‬‬

‫مغاوري محمد شاهين‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪.612‬‬ ‫‪34‬‬

‫انور احمد رسالن‪ ،‬الوسيط في القانون االداري‪ ،‬القاهرة‪.651 ،2000 ،‬‬ ‫‪35‬‬

‫تعريفات االساتذة ‪ Debeyere- duez‬و ‪ Delau Badrer‬مشاراليها لدى محمد اخضربن عمران‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪.295-294‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪ 37‬املادتان ‪ 75‬و‪ 76‬من االمررقم ‪ ،03/06‬مصدرسابق‪.‬‬

‫محمد اخضربن عمران ‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪355‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪ 39‬عطا هللا بوحميدة ‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪ 40‬املادة ‪ 85‬من االمر‪ ، 03/06‬مصدرسابق‬

‫‪ 41‬املادة ‪ 68‬من االمررقم ‪ 133/66‬املتضمن القانون االسا�سي للوظيفة العامة امللغي‬

‫‪ 42‬املادتان ‪ 212‬و ‪ 184‬من االمر‪ ،03/06‬مصدرسابق‪.‬‬


‫‪43‬‬
‫‪Gustav .PEISER, Droit de la function publique, 20 eme edition, p 61‬‬

‫‪ 44‬قرارملجلس الدولة الجزائري‪ ،‬رقم ‪ 055901‬في ‪ ،2010‬غيرمنشور‬

‫‪ 45‬علي سهل يحيى قاسم ‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪.149‬‬

‫‪ 46‬محمد اخضربن عمران ‪،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪.322‬‬

‫‪ 47‬املصدرالسابق‪ ،‬ص ‪325‬‬

‫‪ 48‬املادتان ‪ 27‬و ‪ 32‬من املرسوم رقم ‪ 226/90‬املعدل واملتمم باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 04/94‬املحدد لحقوق وواجبات العمال‬
‫الذين يمارسون وظائف عليا في الدولة‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪262‬‬
‫العدد الثامن‬ ‫تسريح املوظف العام في ضوء األمر‪ 03/06‬املتضمن القانون‬
‫ديسمبر‪ 2017‬املجلد األول‬
‫األسا�سي العام للوظيفة العمومية في الجزائر‬

‫‪ 49‬سياسة التوظيف في الوظيف العمومي مقال متاح على العنوان االلكتروني التالي ‪:‬‬

‫‪http: www.google.123.st‬‬

‫محمد اخضربن عمران ‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪.385‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪ 51‬املادة ‪ 75‬من االمررقم ‪ ،03/06‬مصدرسابق‬

‫‪ 52‬املادة ‪ 216‬من االمر‪ ،03/06‬مصدرسابق‬

‫‪263‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬

You might also like