Professional Documents
Culture Documents
مناهج البحث وفن اعداد الرسائل العلمية
مناهج البحث وفن اعداد الرسائل العلمية
2018/2017
1
مايو 2017
تنبني الحقائق العلمية التي تكفل لنا السيطرة على الطبيعة على قوانين هي نتيجة رصد العالقة
املطردة والثابتة بين مجموعة من الظواهر؛ فإذا توافرت نفس الشروط التي استخلصناها ألنطباق القانون،
يجب ان تحدث نفس النتائج ،فإذا حدث ذلك اطلق على هذه الظواهر اسم القوانين العلمية.
وفي مجال الاقتصاد يطلق على العالقات التي تتكرر بأستمرار بين عناصر العملية الاقتصادية ،والتي تكشف
عنها عمليات البحث والتحليل الاقتصادي اسم القوانين الاقتصادية ،تلك القوانين التي تمكننا من فهم حركة
النظام الاقتصادي بل والتنبؤ بما ستنتهي إليها بعض الوقائع ،كما انها تمدنا بالوسائل التي تساعدنا على
تحليل املشكالت الجديدة التي تحدث في الحياة الاقتصادية ،الامر الذي يمكننا من وضع السياسات الالزمة
ملواجهة تلك املشكالت.
قانون العرض والطلب :حيث يرتفع سعر السلع كلما زاد الطلب عليها او قل عرضها والعكس..
هل القوانين الاقتصادية قوانين حتمية كحتمية قوانين العلوم الطبيعية؟ ام ان القوانين الاقتصادية
قوانين نسبية قد تنطبق وقد تتخلف رغم تحقق الظروف التي يتوقع معها حدوث الظواهر؟
هنا انقسم الفكر الاقتصادي اقساما عديدة يمكن ان تندرج تحت احدي طائفتين:
الطائفة الاولى :تعتنق مبدأ عمومية القوانين الاقتصادية ،وهي طائفة مهجورة في الفكر الاقتصادي.
الطائفة الثانية :تجرد القوانين الاقتصادية من صفة العمومية والاطالق ،وهي الطائفة السائدة في الفكر
الاقتصادي.
2
ومن أنصار الطائفة الثانية اوجست كونت ،الذي رأي ان هناك تدرجا في مدى انطباق القوانين
العلمية؛ فقوانين العلوم الطبيعية قوانين من الدرجة الاولى؛ ألنها قوانين منضبطة الانطباق اي ال تحمل
الاستثناءات،
اما قوانين العلوم الاجتماعية ومنها الاقتصاد فهي قوانين من الدرجة الثانية؛ ألنها قوانين احتمالية
قد تنطبق وقد ال تنطبق ،فقانون الجاذبية من الحقائق الثابتة في العلوم الطبيعية ،في حين ان محل العملية
الاقتصادية سلوك بشري يخضع لتقدير يتفاوت مضمونه من شخص آلخر بل من وقت آلخر بالنسبة لذات
الشخص.
وقد القى هذا التفسير قبول العديد من الاقتصاديين ،فالراسخ في الفكر الاقتصادي املعاصر هو ان
القوانين الاقتصادية قد ال تنطبق رغم توافر الظروف الالزمة ،ليس لعدم صحة العالقات بين الظواهر،
وانما ألن الكائنات البشرية على عكس الكائنات الحية الاخرى واملواد الغير حية ،لها تفكيرها املستقل
وارادتها الخاصة مما يستحيل التأكد يقينا بردود الفعل في موقف معين في كل زمان ومكان
فالقوانين الاقتصادية ال تعبر عن حقائق مطلقة كقوانين العلوم الطبيعية وانما فقط يحتمل ان تكون
صحيحة بالنسبة الى العدد الاكبر من الافراد.
الصفة الاجتماعية لالقتصاد تحول بين الباحث وبين القدرة على الاعتماد على التجربة املعملية التي
تعتمد عليها العلوم الطبيعية؛ ألن الظاهرة الاقتصادية ال نستطيع التحكم فيها داخل املعمل ألن موضوعها هو
الانسان ذو الارادة.
مثال :إذا أردنا دراسة العالقة بين الطلب والثمن ،فال يمكن ان نعزل داخل املعمل كل العوامل املؤثرة على
الطلب من دخل ،وذوق ،واسعار السلع الاخرى ..فيما عدا ثمن السلعة موضوع البحث.
لهذا فإن القانون الاقتصادي الذي يتوصل إليه يقوم على افتراض بقاء ثبات العوامل الاخرى ،بحيث ال يعد
صحيحا إال اذا توفرت هذه الفروض؛ ألن موضوع البحث الاقتصادي هو الانسان املتغير ،لهذا يحاول الباحث
الاقتصادي الوصول لقوانينه من خالل عمليه التجريد بافتراض وجود متغير واحد من افتراض بقاء املتغيرات
او العوامل الاخرى على حالها،
3
فقانون الطلب الذي ينص على ان "عالقة الطلب والسعر عالقة عكسية" يفترض بقاء العوامل الاخرى
مثل الدخل والاذواق ..على ماهي عليه.
ال يصل القانون الاقتصادي في قوته ودقته الى مستوى القانون الطبيعي ،فإذا كنا نستطيع ان نحسب
بدقة قوة الدفع الناشئة عن احتراق كمية معينة من الوقود ،فإننا ال نستطيع ان نحسب بنفس الدقة،
النقص في الكمية املطلوبة من سلعة نتيجة الرتفاع سعرها بمقدار معين.
وعلى ذلك فإنه ال يمكن الاعتماد على القوانين الاقتصادية للحصول على نتائج دقيقة محددة ،وانما تعبر
القوانين الاقتصادية عن مجرد ميل أو اتجاه معين ،ويرجع ذلك الى كثرة وتشابك العوامل املؤثرة في الظواهر
الاقتصادية ،بحيث يكفي ان يتغير عامل واحد حتى ال ينطبق القانون بحذافيره.
وعلى الرغم مما تتصف به القوانين الاقتصادية من خصائص خاصة بها ،إال أن لها فوائد علمية واضحة،
فهي تعد أحد ادوات التنبؤ ملا يحتمل حدوثه في املستقبل ،كما انها تيسر السبل للوصول الى الحلول املالئمة
للمشاكل الاقتصادية.
* النظريات الاقتصادية :هي عبارة عن مجموعة قوانين اقتصادية وتعميمات ومبادئ تحاول إيضاح ظاهرة او
أكثر من الظواهر الاقتصادية ،والتنبؤ بسلوكها في املستقبل.
والنظرية الاقتصادية -شأن اي نظرية علمية -تهدف إلى محاولة تفسير أسباب حدوث ظاهرة معينة ،كمحاولة
تفسير تطورات الدخل القومي (نظرية الدخل القومي) ،فإذا تمكنت النظرية من تفسير هذه الظواهر وغيرها،
أصبح من املمكن استخدامها في التنبؤ بما سيكون عليه امر هذه الظاهرة ،وبالتالي مواجهة احتماالت
املستقبل.
ب -مجموعة الفروض الشرطية التي تحدد الظروف التي يجب توافرها حتى تنطبق النظرية.
ج -فرض او أكثر من الفروض الاحتمالية الذي يوضح الكيفية التي تتصرف الظاهرة محل البحث
4
د -اختبار صحة النظرية من خالل مضاهأة فروضها الاحتمالية باملشاهدات ،فإذا ايدتها املشاهدات قبلت،
وإال تم طرحها جانبا.
تقض ي نظرية الطلب بأن الكمية املطلوبة من سلعة ما في لحظة معينة تتناسب عكسيا مع سعرها،
فكلما انخفض السعر زاد الطلب ،وكلما زاد السعر انخفض الطلب ،فتتطلب هذه النظرية على هذا الاساس:
-1شرع التعريفات املتصلة بالطلب ،مثل الكمية املطلوبة وسعر السلعة .إلخ
-2توضيح الفروض الشرطية؛ أي الشروط التي يتعين توافرها حتى تنطبق النظرية ،مثل :بقاء دخل املستهلك
على ما هو عليه ،وإال تعذر انطباق النظرية؛ ألنه لو صاحب ارتفاع السعر ارتفاع في دخل املستهلك ،فليس من
الضروري ان ينخفض الطلب؛ ألن املستهلك أصبح أكثر يسرا ،اي تزايدت قوته الشرائية.
-3اختبار الفروض الاحتمالية ،وهي زيادة الطلب عند انخفاض الثمن ،او انخفاض الطلب عند ارتفاع الثمن،
من خالل مضاهأتها على املشاهدات والوقائع التي قد تؤيدها او تنفيها ،فإن ايدها الواقع اصبحت نظرية
اقتصادية وإال تم طرحها.
5
مايو 2015
أكتب بالتفصيل في أهمية مناهج البحث العلمي ،وفي سؤال آخر ذكر مع تعريف او ماهية املنهج العلمي.
مناهج جمع لكلمة منهج ،ويرجع أصلها إلى فعل "نهج" أي مسلك ،فنهج نهجه أي سلك مسلكه.
اما البحث اسم لفعل "بحث" وهو ينصرف إلى الطلب والتفتيش والاستقصاء عن الش يء ،فبحث عن الش يء؛
أي طلبه وفتش عنه ،فالبحث هو بذل املجهود في موضوع ما ،وجمع املسائل التي تتصل به.
هو الاسلوب الذي مكننا من دراسة وتحليل ظاهرة ما ،بغرض الكشف عن القوانين التي تحكمها ،او
هو الطريقة التي يتبعها العقل في البرهنة والتدليل على صحة حقيقة معلومة او الكشف عن حقيقة
مجهولة ،فمنهج البحث يهتم ببيان الخطوات التي يتعين على الباحث أن يتبعها في رصده لحركة الظواهر محل
البحث؛ كي يستخلص منها النتائج املنطقية التي تمثل تفسيرا لها؛ فالبحث ليس غايته بيان الواقع فقط ،بل
ايضا فهمه وتفسيره.
قد تعرض مفكري الاسالم لبيان املقصود بمنهج البحث ،وفي مقدمتهم ابن خلدون؛ فقد أكد على ان علم
الاجتماع الذي يكون الاقتصاد أحد فروعه ،ينحصر منهجه فيما يلي:
-3أن يتتبع الباحث حركة الظواهر وتغيرها ،باعتبار ان الاجتماع الانساني في تغير مستمر.
وقد تنبه العلماء املسلمين الاوائل إلى رحابة مجال البحث العلمي ،وأنه دوما في حلقة سلسة ال نهائية
للعلم واملعرفة ،فقد رتب العالمة الشيخ عبد الباسط بن محمد العلموى في كتابه " املعيد في أدب املفيد
واملستفيد" التأليف إلى سبعة:
6
-1استخراج ما لم يسبق إلى استخراجه.
-5طويل يبدد الذهن طوله ،يختصر من غير إغالق وال حذف ملا يخل حذفه بغرض املصنف الاول.
-7منثور غير مرتب ،يرتب ترتيبا يشهد صحيح النظر إن أولى في تقريب العلم للمتعلمين.
-ويمثل ذلك اعترافا ضمنيا من املفكرين املسلمين بأنه لوال لابحاث التي قام بها الباحثون السابقون ما
تمكن الباحثون التالون من أن يكملوا بحوثهم ،ومن هنا انتشرت مقولة "نحن أقزام تصعد على أكتاف
العظماء"
-إن مفهوم منهج البحث والتحليل الاقتصادي (في الفكر املعاصر) يدور حول الطرق التي يتبعها الباحث في
تناول ظاهرة اقتصادية من اجل اكتشاف القوانين والتعميمات واملبادئ التي تحكمها.
-أما منهج البحث في علم الاقتصاد (من منظور إسالمي) فتحكمه الغاية من دراسة علم الاقتصاد الاسالمي
التي تتميز بأنها ذات وجهين:
بحيث يهتم الباحث الاقتصادي بتفسير الظواهر الاقتصادية ،من خالل بيان الكيفية التي تجري عليها
وتتطور بمقتضاها ،والكشف عن القوانين التي تحكمها.
ب -وجه عملي :تقديم الحلول املستقاة من الاصول الاسالمية للمشاكل الاقتصادية:
بحيث يجب ان يسعى الباحث الاقتصادي إلى تقديم الحلول او السياسات املناسبة املستقاة من
الاصول الاسالمية للمشاكل الاقتصادية بحيث تقدم هذه الحلول نفعا حقيقيا لهذا الواقع الذي تعايشه
املجتمعات الاسالمية.
7
* أهمية مناهج البحث العلمي:
البحث العلمي تعبير عن مسعى إنساني يهدف إلى تفسير الظواهر املحيطة بنا ،من خالل وضع نسق
نظري ينطوي على بيان القوانين التي تسوس هذه الظواهر ،والتقدم في هذا البحث مرهون باملنهج والطريقة،
فإن غاب املنهج خضع البحث للعشوائية ،وأضحت املعرفة غير علمية ،وسادت السخافات الفكرية التي يتعذر
قبولها ال لش يء إال ألنها تتعارض مع ابسط قواعد التفكير العلمي :مثل ان احجبة معينة تمنع املرض وتجلب
الرزق!
وما انتكست مسيرة البحث العلمي إال بسبب غياب تطبيق املناهج العلمية ،وما انتقل الانسان من العصر
البدائي الى ما نحن فيه من حضارات إال بسبب استفادته من املحاوالت العلمية الجادة واملنظمة في صدد فهم
الطبيعة ،فاملعرفة الواعية بمناهج البحث العلمي تمكن الباحثين من اتقان البحث العلمي ،وتفادي كثيرا من
الاخطاء والخطوات املتعثرة التي ال تفيد في ش يء.
فاالنسان العادي تتطور حياته حينما يستبعد املحاوالت الفاشلة في الفهم والتفسير ويبقى على املحاوالت
الناجحة ،والباحث ال يختلف عن هذا الانسان إال في انه يتبع برنامجا محددا لتحصيل املعرفة والكشف عن
الحقيقة.
وفيما يخص مناهج البحث العلمي من منظور اسالمي ،فقد زكى هللا تعالي العلم ورفع منزلة العلماء ،ومن ادلة
ذلك:
-قوله تعالي "وقل ربي زدني علما" وقوله " اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الانسان من علق* اقرأ وربك
الاكرم* الذي علم بالقلم* علم الانسان مالم يعلم"
-قول الرسول صلي هللا عليه وسلم "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"
-كما احتل العلم في تراثنا العلمي والحضارة مكانة خاصة؛ فقد أحص ى حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون
(ت1067هـ) نحو 300علم وفن ،ومن الاقوال الصادرة عن صناعة:
أ -اطلب العلم؛ فإن افتقرت كان لك ماال ،وان استغنيت كان لك جماال.
ب -اطلبوا العلم؛ فإن كنتم سادة فقتم ،وان كنتم وسطا سدتم ،وإن كنتم سوقة عشتم.
8
-وقد حرص الفكر الاسالمي ان يولي نشر العلم كتابة اهمية أكثر من نشره شفاهه:
ويقول في ذلك الامام الزركش ي " :من فروض الكفاية تصنيف الكتب ملن منحه هللا فهما واطالعا..
والعلم ال يحل كتمه ،فلو ترك التصنيف لضيع العلم على الناس"
اما بخصوص مناهج البحث ،فإن في التراث الاسالمي الدر كامن ،ويشهد بذلك القاص ي
والداني ،فها هي اقوال املستشرقين تنطق بقدر العلماء املسلمين الاوائل في مناهج البحث ،فيقول
املستشرق الاملاني (فرانتز روزنتال ) Frantz Rosentahal -
إن :املؤلفين املسلمين قد عرفوا التدوين ،كما وضعوا آداب اقتناء الكتب وإعارتها ،ومقابلة ما يكتبه
الباحث بأصل صحيح موثوق به .ولقد عرفوا نظام الاختصارات ،ونظام الاقتباس ،والاشارة الى املراجع
املقتبس منها ،ونظام الهوامش إلثبات الاستطرادات التي ال تشكل ً
جزء رئيسيا من املتن"..
-وقد اتقن العلماء املسلمين طريقة املعالجة النقدية وعرفوا روح النقد وحدوده ،وقدروا اهل العلم،
واحترموا الثقات منهم ،وقد كان اهل الفكر الاسالمي اصحاب فطرة سليمة وسليقة قويمة؛ مما جعل
ضوابط العلم ومناهجه يتمثل في سلوكهم تلقائيا.
مايو 2015
وضح مع الشرح أنواع البحوث العلمية.؟
ينطوي مصطلح البحوث العلمية في الادب الاقتصادي على طائفتين اساسيتين من البحوث هما-:
-1البحوث النظرية:
تتمثل البحوث العلمية النظرية في مجموعة الاعمال التجريبية او النظرية التي ترمي – بصفة
اساسية -الى اكتساب معارف جديدة للظواهر والوقائع القابلة للمالحظة ،دون ان يقصد منها ان تطبق او
تستخدم في حاالت خاصة؛ فهي تهدف الى املعرفة من اجل املعرفة.
وتهدف أيضا البحوث النظرية الى تقدم العلوم من خالل توليد املعرفة العلمية ،باالعتماد على
مدخالت أي (رأس املال – العمل) ومعارف عامة أي (طرق واساليب علمية )..بقصد انتاج معارف جديدة أي
9
(الوصول الى شروح ،او قوانين ،او نظريات ،)..لكن النتيجة ليست مؤكدة او يقينية؛ إذ يمكن أال ينتهي املجهود
العلمي املبذول فيه الى اية اختراع.
والاكتشافات النظرية نتائجها غير مؤكدة للغاية؛ لذلك فإن الاصل ان التطبيقات العلمية لها تكون
غائبة ،حتى لو كان من املمكن ان تظهر هذه الاكتشافات يوما ما؛ ولذلك فقد نادى البعض باالهتمام
بالبحوث التطبيقية دون التركيز على البحوث النظرية ،ألن آثار الاولى تظهر بشكل اسرع كنتيجة لدورها املباشر
في تحديث الاساليب التكنولوجية املطبقة ،رغم ان املعارف العلمية النظرية تمثل املصدر الجزئي لالبتكارات،
إال ان لها دور كبير في خلق التقدم التكنولوجي بفضل دورها الهام في التنبؤ التكنولوجي املستقبلي.
وتنشر البحوث النظرية محليا او دوليا في املجالت العلمية املحلية او الدولية ،وبالتالي فإن املعارف
النظرية الجديدة املكتشفة تكون اموال عامة يمكن ان يستغلها آلاخرين ،وقد تحقق تلك البحوث عائدا
للباحثين الذين اشتركوا في تحقيقها (كالحصول على وسام او مكافأة او حتى اجر منتظم)..
-2البحوث التطبيقية:
تتمثل البحوث العلمية التطبيقية في مجموعة الاعمال التجريبية التي تتم بقصد توليد املعرفة
التكنولوجية لتحقيق اكتشافات تكنولوجية لها استخدام اقتصادي مباشر (بالوصول الى طرق تصنيع او
منتجات)
وتعتبر البحوث التطبيقية -التي ترمي الى تطبيق مبادئ نتائج البحوث النظرية على املشاكل الفنية –
بحوث غائية او نهائية تهدف الى تحقيق هدف محدد بدقة ،مشتق من ضرورات النظام الاقتصادي ،خاصة
فيما يتعلق باكتساب قدرات أكبر على التصنيع والاستجابة للحاجات التجارية ورغبات املستهلك ،وتنطوي
البحوث التطبيقية على نتائج نفعية وإيراديه؛ مما يعني انها تستجيب ملنطق السوق.
10
وهناك فرق بين البحوث النظرية التي تنتج النظريات واملبادئ العامة ،وبين البحوث التطبيقية التي
تركز على استخدام النظريات واملبادئ ،حيث ان ثمرة البحوث النظرية تتمثل في التوصل الى حلول ملشكالت
النشاط املادي ،منتجة بذلك الاختراعات املختلفة ،وبين استخدام هذه البحوث التطبيقية ،اي وضعها موضع
التنفيذ بتحويل الاختراع الى تجديد (كخلق سلع جديدة ،او اكتشاف مواد خام جديدة او تحسين استغالل
املوجود منها )..مما يعني ان العملية التي تقود الى التقدم الفني في املشروع تمر – عادة – بثالث مراحل هي :
بحوث نظرية – بحوث تطبيقية – نتفيد نتائج البحوث التطبيقية.
والهدف الرئيس ي للبحوث التطبيقية الخاص بالتفكير في استحداث طرق انتاجية او منتجات جديدة،
يستوجب ان يوجد تفاوت بينها وبين املنتجات القائمة من اجل خلق انواع جديدة من السلع تضاف الى السلع
القائمة ،وتحقق مزيدا من املنفعة كاستحداث قوائم جديدة من الجبن املصنع.
والشك او عدم التأكد من نتائج البحوث التطبيقية محدودا للغاية؛ ألنه يوجد دائما حال أكثر او اقل
قناعة للمشكلة املوضوعية ،وتشير الدراسات التجريبية املؤخرة الى زيادة درجة فاعلية البحوث التكنولوجية
والتي ترجمت في شكل زيادة معدل الاكتشافات التكنولوجية.
-والتمييز بين املجالين النظري – التطبيقي للبحوث ،ال يجعلهم منفصلين في الحياة العملية ،فهناك العديد
من الاختراعات التي تم اكتشافها مؤخرا كاختراع الدينامو على سبيل املثال ،كشفت عن بداية عالقة واضحة
بين البحوث النظرية والتطبيقية ،فالبحوث التطبيقية الجديدة التي تجريها املشروعات الصناعية تحتاج الى
توظيف آالف من النظريات والتجارب العلمية من جهة ،كما تحتاج الى باحثين متخصصين في مجال البحوث
النظرية لتوضيح كيفية الاستفادة منها وفي اي املجاالت ،من جهة اخرى.
-ولعل ما يؤكد التفاعل املشترك بين البحث والانتاج؛ ان الانتاج الصناعي يستوجب اجراء البحوث ،والبحوث
في حاجة الى دراسة الظواهر التي تتم اثناء عملية الانتاج؛ فالترنزيستور مثال لم يكن نموذجا ناشئا عن الفكرة
11
العلمية التي جسدته ،وانما تطلبت دوائر الصناعة نفسها وجود بحث يستخدم الترانزستور ذاته إلنتاج ظواهر
جديدة منه للدراسة.
-أن الترابط بين البحوث يتجه في عاملنا املعاصر نحو التوحد ،بالنظر الى انه في كل مرحلة يوجد اعتماد
متبادل للعلوم بعضها ببعض؛ ذلك الذي ثبت صحته في إطار البحوث النظرية ،حيث توجد رابطة ضيقة
تتمثل في اتحاد علم الفيزياء او الطبيعة في علم الفلك ،وعلم الكيمياء في علم ألاحياء ،..كما ثبت صحته في
إطار البحوث التطبيقية ،فالبحوث التطبيقية التي تجرى في إطار الطاقة النووية مثال ،يجري فيها اللجوء لعدد
كبير من العلوم ..وقد نتج عن عمق العالقة بين نوعي البحوث النظرية والتطبيقية تقدمات ملحوظة في
املعطيات العلمية املتاحة امام سائر الباحثين.
مايو 2015
يقوم الاستنباط املجرد في املنطق الصوري بدور نقل الحكم الكليات الفكرية التي يرغب الباحث في
نقل حكمها على الجزئيات ،ويقصد باالستنباط ذلك املنهج البحثي الذي ينتقل فيه التفكير العقلي من الحكم
الكلي العام الى الحكم الجزئي الخاص؛ اذ يقوم على وضع مقدمات عامة مفترض صحتها كي يستخلص منها
نتائج معينة تنطبق على حاالت جزئية؛ ولذلك يطلق عليها مصطلح الاستدالل الهابط؛ حيث ينتقل فيها
الباحث من قضايا عامة الى قضية فردية خاصة؛ فالنتائج تكون أكثر تخصصا من الفروض او املقدمات.
اما في املجال الاقتصادي ،فقد اعتمدت املدرسة التقليدية على التجريد والاستنباط ،ومن امثلة الطريقة
الاستنباطية في املجال الاقتصادي مايلي :
12
في دراسة ظاهرة الادخار يمكن للباحث ان يقيم نموذجا من مقدماته:
وقد اسقطت النظرية التقليدية كل البواعث التي تسير الانسان إال باعثا واحدا هو املصلحة
الشخصية؛ وانتهت الى أن الفرد هو خير من يدافع عن مصلحته الشخصية؛ لذلك نادت بالحرية ،فأسقطت
التدخل والاحتكار وانتهت بذلك الى فرض الحرية ألاقتصادية واملنافسة الحرة.
فاإلنسان الاقتصادي الذي استبقته املدرسة التقليدية هو ما تبقى من الانسان الحقيقي الذي يحتوي على
الانسان بكافة جوانب تصرفاته الاجتماعية والسياسية والاخالقية والدينية ..فاإلنسان الاقتصادي هو نوع من
التجريد تعتمده املدرسة في دراسة التصرفات الاقتصادية لإلنسان دون غيرها من التصرفات.
والاقتصاد التقليدي يعتبر علما افتراضيا ابعد ما يكون عن الواقع؛ ألنه ال يستند فكره الى اي دراسة واقعية
او حتى التحقق من نتائجه في ضوء الواقع ،فاملدرسة التقليدية انتهت بطريق التجريد الى عدة مقدمات ثم
استخلصت بطريقة الاستنباط عدة نتائج شكلت نظرتها الى الواقع ،دون الالتجاء الى هذا الواقع؛ فإذا تمت
املقابلة بين نتائج املقدمات والوقائع التي تحدث في املجتمع ،كانت املدرسة تفسر الواقع في ضوء النظرية في
حين انه كان يجب تفسير النظرية في ضوء الواقع.
-إن سالمة النتائج التي توحي بها الطريقة الاستنباطية تتوقف على عوامل ثالث:
ج -درجة الالتزام باملنطق العقلي اثناء التصرف في واقع الامر في املجال محل البحث.
-وإذا كان التقدم العلمي وقدم اتساع البحث في مجال الاقتصاد قد اديا الى تجنب الاستمرار فيما قد يحدث
من اخطاء منطقية في مجرى التفكير العقلي ،فإن الامر قد يختلف بشأن العاملين آلاخرين؛ ألنه يتعذر تقرير
مقدمات معينة تعد صحيحة صحة مطلقة في نطاق علم اجتماعي موضوعه الاساس ي هو إلانسان بكل ما
13
يتميز به سلوكه من تعقد ال حد له ،ومن جهة اخرى فإنه رغم افتراض صحة املقدمات الاصلية فكيف يمكن
التسليم بقيام الانسان بالتصرف في كل الاحوال في الاحداث التي تحيط به طبقا للمقتضيات املنطقية؟
-وعلى أية حال ،فإن هناك فرقا جوهريا بين درجة الصحة او اليقين في النتائج التي نحصل عليها عن طريق
الاستدالل في علم الرياضيات من جهة ،والنتائج التي نصل اليها باستخدام نفس املنهج في العلوم الاخرى..
ففي الرياضيات يمكن الاعتماد على منهج الاستدالل وحده للوصول الى نتائج يقينية من املقدمات؛ ألن هذه
املقدمات مسلم بها في احوال بالغة البساطة يخلقها العالم الرياض ي في ذهنه وحده؛ لهذا فهو ال يحتاج الى
التجربة إلثبات صحة النتائج التي استقاها من هذه املقدمات ،طاملا انه التزم بقواعد املنطق في استخالص
نتائجة.
اما في العلوم الاخرى فال يستطيع الباحث أن يسير على النهج السابق؛ ألن املقدمات التي يبدأ منها ال تتمتع
بدرجة اليقين الذي تتمتع به املقدمات الرياضية ،وانما تظل دائما مؤقته ونسبية ،وتحت رحمة التجارب
الجديدة التي قد تؤدي الى الغائها إذا تبين عدم صحتها؛ ومن ثم فإن نتائج هذه املقدمات تكون غير يقينية
ومحال للشك الدائم.
وقد كان املنهج الاستنباطي محل اعتراض؛ ألنه مصادرة على املطلوب ،باعتبار ان النتيجة تكون متضمنة قبال
في مقدمتيه ،فال جديد اذن في الاستنباط ،والعلم ال يتقدم إال بالكشف الجديد ،إال ان الغزالي يرى ان
الاستنباط يأتي بجديد؛ ألن العلم بالنتيجة علم ثالث زائد على العلم باملقدمتين ،فإذا قلنا بأن:
فإن الاستنباط يأتي بجديد بالفعل وهو النتيجة وهي :النبيذ حرام .ويشير الغزالي الى وجوب الترابط بين
الاستدالل والاستقراء حينما اوجب التحقق من صدق املقدمتين بالتجربة للتحقق من ان النبيذ مسكر.
14
اغسطس 2016
اغسطس 2015
مايو 2013
تعرف الطريقة الاستقرائية او طريقة مالحظة الوقائع باسم املنهج التجريبي باعتبار انها تقوم على
املالحظة والتجريب معا؛ فالباحث فيها يحاول التوصل الى الحقائق بواسطة مشاهدة واقع الحياة ومالحظة ما
يصادفنا من حقائق فيها ،او على ما نحصل عليه من حقائق عن طريق ما نجربه من تحارب في املختبر في ظل
ظروف يمكن التحكم فيها.
-1تعريف الاستقراء:
يدور التفكير الاستقرائي حول فحص الجزئيات من اجل الوصول الى الكليات التي تحكمها؛ اذ يمكن
تعريف املنهج الاستقرائي بأنه "ذلك املنهج البحثي الذي ينتقل فيه التفكير العقلي من الجزء الى الكل او
من الخاص الى العام".
ويعرف الغزالي في مؤلفه (معيار العلم) الاستقراء " :الاستقراء هو ان تتصفح جزئيات كثيرة داخلة تحت معنى
كلي ،حتى إذا وجدت حكما في تلك الجزئيات حكمت على ذلك الكلي به"
وتسمى الطريقة الاستقرائية باالستدالل الصاعد ،حيث ينتقل فيها الباحث من قضايا فردية او خاصة او
حاالت جزئية ،إلى قضايا اعم؛ فالنتائج أكثر تعميما من الفروض او املقدمات .مثال ذلك:
-حادثة البخار الذي ينفذ من ابريق الشاي (وهي حادثة فردية) ،إذ توصل منها وات إلى مبدأ (قوة
البخار) ،وكذلك حادثة املاء وهو يفيض حينما نستحم (وهي حالة فردية) ،إذ نبهت أرشميدس إلى مبدأ
(الازاحة)
15
-2أنواع الاستقراء:
وينصرف إلى أسلوب املعرفة الساذج الذي يشترك فيه جميع الناس ويعتمدون عليه في سلوكهم؛
فنحن نسير على الارض ألننا نثق أنها لن تنهار تحت قدمينا ،بينما ال نسير فوق ماء النهر ألننا نعرف أنه لن
يحملنا.
وهو التفكير املبني على املنهج التجريبي الذي يهدف إلى اكتساب معرفة مقصودة وشعورية ،باستخدام
كل الاساليب التي تساعدنا على تحقيق ذلك؛ فقد الحظ باستير أن التعفن يلحق باملواد الغذائية املعرضة
للهواء ،بينما يحول تعقيمها دون ذلك ،إذ ثبت له بالتجارب أن الهواء يحتوي على اجسام دقيقة ال ترى بالعين
املجردة ،وأن تلك الاجسام الطفيلية هي التي تتطرق إلى املواد الغذائية فتسبب تعفنها.
-3مراحل الاستقراء:
املرحلة الاولى فحص الظاهرة :ويتم ذلك باملالحظة والتجريب ،فمالحظة الظواهر تقوم على املشاهدة الدقيقة
على النحو الذي تبدو عليه بصفة طبيعية ،فمثال يتغذى الجسم البشري على اشياء مادية كالخبز والجبن؛
اي ان الخبز والجبن ينتج جسما بشريا وليس العكس؛ حيث يقوم العقل هنا بعزل الظاهرة املتكررة عن
غيرها من الظواهر حتى يتمكن من وصفها وتحليلها.
اما التجربة فتنصرف إلى املشاهدة بعد تعديلها بوضعها في ظروف مصطنعة مختلفة ،حيث تكشف الظاهرة
عن خصائصها التي ال تتوفر لنا مالحظتها في الظروف الطبيعية ،فمثال:
افترض عالم نبات ان ضوء الشمس يؤثر باإليجاب في نمو النبات ،فقام باختبار صدق هذا
الفرض تجريبيا ،بأن وضع نباتين من نواع واحد احدهما في مكان ظليل وآلاخر في ضوء الشمس ،بحيث
يحدث تغيير متعمد في كمية الضوء التي تسقط على النبات ،لينتهي من هذه التجربة إلى ان ضوء
الشمس يؤدي إلى نمو النبات ،بينما يعوق غيابه هذا النمو.
16
املرحلة الثانية :وضع الفروض العلمية:
الفرض العلمي عبارة عن تكهن او تخمين او تفسير مؤقت لوقائع معينة لظاهرة بعينها ،ثم يتحقق من
صدقها او خطأها عن طريق املالحظة والتجربة؛ فإما ان تصبح فرضا زائفا إن تبين خطؤها ،او قانونا يفسر
مجرى الظواهر،
فمثال اذا لم يض يء املصباح املوضوع على املكتب ،فإننا سنحاول اقتراح الحلول املمكنة
(الفروض) -1 :املصباح قد احترق.
عادة ما يثبت خطأ الغالبية العظمي من الفروض؛ ألنها مجرد تخمينات ،حتى ان اينشتين قد الحظ
ان %99من استنتاجاته كانت خاطئة ،فيتعين على الباحث ان يتخلى عن اي افتراض ال يؤيده الواقع؛ ألنه ال
جدوى من فرض ال يؤكد الواقع صدقه ،فالتحقق من الفروض مرحلة هامة لتضييق املجال الذي ينبغي أن
تقع فيه الاجابة ،حتى يمكننا في النهاية من ان نميط اللثام عن الظاهرة ،فاملثال السابق طبقا لهذه املرحلة
يتعين ان نفحص تلك الفروض بأن نطابقها بالواقع ليتثنى لنا الكشف عن الظاهرة.
يستخدم املنهج الاستقرائي التحليل والتركيب (عالوة على املالحظة والتجربة) بهدف تكوين فكرة
واضحة عن الظاهرة ،باختصار شديد التحليل هو طريقة كشف حقيقة الظواهر ،والتركيب طريقة عرضها
والتحقق منها.
أ -التحليل :ما نعرفه عن الظاهرة محل البحث ليست سوى قشور خارجية؛ لذا تأتي عملية التحليل لتكشف
لنا املكونات الاساسية للظاهرة فهو ينقلنا من املجهول الى املعلوم اي من الظاهرة الى الحقيقة ،فيقوم الباحث
بتجزئة املشكلة وعزل عناصر الش يء عن بعضها؛ بحيث يمكن إدراكة بوضوح ،وهناك نوعان من التحليل:
17
* التحليل العقلي :يقوم به الباحث للوصول إلى بعض املعاني الجزئية الواضحة التي تتكون منها الظاهرة
(الانتقال من املجهول إلى املعلوم) عن طريق عملية ذهنية فقط كتحليل فكرة الزمن إلى ماض ي وحاضر
ومستقبل ،وتحليل النوع الانساني إلى بعض املعاني الخاصة (ناطق-ضاحك-ماش ي-آكل)
* التحليل التجريبي :وهو عملية مادية تستخدم العزل وتفكيك الظاهرة؛ كتحليل املاء اكسجين وهيدروجين.
ب -التركيب:
هو العملية املكملة لعملية التركيب ،يستعين بها الباحث للتأكد من صحة نتائج التي انتهى إليها
التحليل ،فبعد ان يعرف الباحث (بالتحليل) املكونات الاساسية لظاهرة ما ،فيقوم الباحث بإعادة تركيب هذه
العناصر من جديد ،إما بنفس النسب والعالقات للتأكد من صدق املعلومات املكتسبة عن الظاهرة من خالل
اتباع نفس الخطوات املتبعة في التحليل (تركيب مقيد) ،او بنسب وعالقات جديدة تؤدي إلى ظواهر جديدة
(تركيب مطلق)
* التركيب العقلي :وهو عملية عقلية ينتقل فيها التفكير من بعض القضايا املسلم بصدقها إلى قضايا اشد منها
تركيبا؛ كالقياس الارسطي.
* التركيب التجريبي :هو عملية مادية تستخدم التأليف بين العناصر املنفصلة عن بعضها او التي سبق فصلها
بالتحليل ،للكشف عن ظواهر جديدة (باستخدام التركيب املطلق) بتغيير العناصر من الناحية الكمية
والكيفية مثل اضافة ذرة كبريت لألوكسجين والهيدروجين فنحصل على مركب جديد عن املاء.
-فنجد ان التحليل يبسط الظاهرة بتجزئتها وفصل املؤثرات الاخرى ،ثم يقوم الباحث بالتركيب والتأليف بين
العناصر من جديد بنفس الطريق للتأكد من النتيجة او التركيب بطرق مختلفة للوصول إلى نتائج اخرى ،وهذا
هو الهدف الاسمى للعلم.
شاع استخدام املنهج الاستقرائي في دراسة الظواهر الاقتصادية ،ولكي ينتقل الباحث الاقتصادي من الخاص
إلى العام لتعميم نتائجه البد من توافر عدة عناصر أهمها:
18
-1وجود ظاهرة كلية غير معروفة ومن غير املمكن مالحظتها تجريبيا( .زيادة كمية النقود)
-3وجود عالقة تبعية بين الظاهرة الجزئية والكلية( .وجود عالقة طردية بين زيادة كمية النقود وارتفاع
الاسعار)
-4قدرة الباحث على القيام بعملية التجريد املنطقي من عالم جزئي ملموس إلى عالم كلي خفي يستعص ى على
التجريب ،والوصول إلى نتائج تستند على اسباب تبرر استنتاجه ( .استطاع الباحث باستخدام املنهج
الاستقرائي الوصول إلى نتيجة ثابتة؛ ان زيادة كمية النقود مع مع ثبات كمية الانتاج خاصة يؤدي إلى ارتفاع
سعر السلع )
-فكثير من النتائج والتعميمات املتعلقة بالظواهر الاقتصادية التي نصل إليها وفقا للمنهج الاستقرائي قد ال
يتيسر الوصول إليها عن طريق التحليل الاستنباطي وحده كالكشف عن العالقات بين الدخل والطبقة
الاجتماعية وبين عادات الاستهالكية.
يمكن القول :ان الفكر الاسالمي قد سبق فالسفة ومفكرين مثل " روجر بيكون ،وديفيد هيوم ،وكانط،
وفرانسيس بيكون " ،في وضع اسس املنهج الاستقرائي الذي أصبح الاداة الرئيسية للعلم الحديث في الوصول
إلى الحقيقة؛ فقد كان لاصوليون (علماء التوحيد والاجتهاد) من أول من طبق مفهوم الاستقراء بمعناه
العلمي الحديث؛ إذا استخدموا القياس معتمدين على فكرتين:
أ -قانون العلية :اي ان لكل معلول علة ،فحكم او علة تحريم الخمر معلول باإلسكار.
ب -قانون الاطراد :اي اذا حدثت العلة تحت نفس الظروف انتجت نفس املعلول ،فإذا كان تحريم الخمر
معلول (مسبب) باإلسكار ،ثم وجدنا الاسكار في اي شراب آخر جزمنا بوجود التحريم فيه؛ فهناك اطراد في
وقوع الحوادث.
-فالقياس ألاصولي يوضح مدى عبقرية الفكر الاسالمي حيث توصل إلى املنهج الاستقرائي في أكمل صورة؛
فقد اقاموا القياس ألاصولي واملحدثون اقاموا الاستقراء مستندين على التجربة ألنها اساس القياس ،كما ان
الفالسفة وعلماء املسلمين من اول من اقر باألهمية البالغة للتجربة كمصدر لتقدم العلوم والاكتشافات
19
الجديدة؛ فابن خلدون كان من اول من استخدم الطريقة الاستقرائية؛ حيث ذكر ان املقصود بالتاريخ ليس
سرد الايام ،وإنما نظر وتحقيق وتعليل الاحداث السابقة ،وهو ما استلهمه الكاتب الانجليزي بيكون باالعتراف
بأهمية املنهج التاريخي.
-كما شهد القرن الثاني عشر امليالدي احد رواد املذهب التجريبي ،وهو ابن طفيل بعد ظهور رائعته "حي بن
يقظان" في الوقت الذي كان الفكر الاوروبي يحارب التجارب وينظر إليها كنوع من السحر والشعوذة.
-واملنهج الاستقرائي في الفكر الاسالمي يحدث ترجيحا ال تأكيدا؛ إدراكا منه للقيود التي ترد على العقل
والحواس ،فقد أكد جابر بين حيان أنه مبني على العادة ،وخرق العوائد ممكن ،تشهد بذلك املعجزات إلالهية،
فمن العادة ان النار تحرق ،ولكن ابراهيم ألقي في النار ،ولم يحترق.
-كما انتهى ابن طفيل إلى ان العقل النظري غير قادر على اثبات عالقة سببية ضرورية بين السبب والنتيجة،
والفكر الاسالمي بذلك يسبق رجال املنهج العلمي في العصور الحديثة الذين يكاد ينعقد اجماعهم على
احتمالية النتائج العلمية املبنية على الاستقراء فيما يعرف بـ "مشكلة الاستقراء" او "مشكلة هيوم"
-وقد انتبه علماء املسلمين إلى عقم املنهج اليوناني القائم على القياس الصوري (الاستنباط) املتمثل في
الانتقال من العام إلى الخاص؛ ومن ثم كان منهجا عقيم ال يكشف عن حقائق جديدة ،والتقدم العلمي ال
يحدث إال باكتشاف الجديد وهو ما يعزى للفكر الاسالمي الذي تمكن من التوصل إلى الاستقراء التجريبي ،وقد
اقر بريفليت Brifaultفي كتاباته ان الفضل في اكتشاف املنهج التجريبي في اوروبا ال يرجع إلى بيكون ولكن إلى
علماء املسلمين.
*وبذلك يمكن القول أنه اذا كانت العلوم الطبيعية عند اليونان دراسات فلسفية ميتافيزيقية تقوم على منهج
عقلي استنباطي ،فقد تحولت على أيدي املسلمين إلى دراسات علمية تستند إلى منهج تجريبي استقرائي.
20
اغسطس 2015
لم تولد العلوم من تلقاء نفسها ،وإنما كشفت عنها بحوث الافراد التي اجريت في املجاالت املختلفة،
ويتسم البحث نشاط البحث العلمي بالخطورة والتعقيد والتكاليف املرتفعة فضال عن استغراقه وقتا طويال،
وال يحقق املرجو منه إال بعد فترة زمنية طويلة ،ويتمثل الهدف الاساس ي للعمل البحثي في خلق املعارف والعمل
على نشرها وتطبيقها في الواقع العملي:
-1فالنظام البحثي يعمل على خلق املعارف العلمية ،التي لن تكون لها اهمية على الخريطة الاقتصادية إال إذا
اتخذت شكل مخترعات او منتجات جديدة او ساهمت في تطوير ما هو موجود فعال؛ ولذلك يقسم البعض
املعارف إلى اربعة انواع:
أ -معارف عامة :وهي تعتمد على فرق بحثية وتقبل التطبيق على كافة القطاعات الاقتصادية.
ب -معارف خاصة :وهي يحيط بها فريق بحثي معين وتتعلق بحرفة او صناعة معينة بحيث يتعذر أن يوجد لغير
هذا املجال.
ج -معارف فردية :وهي معارف متوفرة لدى فرد او عدد قليل من الفريق البحثي ،تتمثل في النتائج التي يكتسبها
الباحث من طول التمرس ،ومن الصعب قياس منافع هذا النوع من املعارف.
د -معارف هامشية :وهي املعارف التي تتخذ شكل افتراضات التي يظل الخبراء محتفظينها لعلها تكون نافعة
فيما بعد؛ لهذا فهي غير نافعة حاليا لكن قد تكون نافعة مستقبال.
-2النظام البحثي يسعى إلى نشر وتطبيق هذه املعارف؛ فأهمية البحوث تتحد بمقدار ما يكون لها من وزن
اقتصادي ،أي بمقدار توزيعها ونشرها على نطاق واسع ،وذلك هو املشاهد في املعارف التي افرزت التطورات
التكنولوجية السابقة والحالية ،ويمكن تقسيم املعارف التي يجرى نشرها إلى اربعة انواع:
أ -معارف موضوعية :كاملحاسبة واملنطق وقوانين الطبيعة ،وهي معارف واضحة وقابلة للتحول عبر الكالم،
وتتطور بدون توقف مع تطور العلم.
ب -معارف جماعية :مثل قواعد القيادة ،وهي معارف مشتركة بين الافراد ذات طبيعة ضمنية أصال ،وهي
توجه التصرف الفردي كما توجه التصرف الجماعي ،وهي تحول بالكالم والفعل.
21
ج -معارف واعية او مدركة :وهي املعارف املصاغة او املقننة ،وتكون ملكا للشخص الذي يلقنها ،وهي املحازة
بواسطة املهنيين (الاطباء والكيميائيين والاقتصاديين )..الذين يعرفون وسائل التصرف واستخدام املناهج
املصاغة ألداء مهنهم.
د -معارف آلية :وهي املعارف الضمنية الشخصية وغير الواعية والتي تسمح للشخص ان يفهم وأن يطور
املعارف املدركة ،والتي نتحصل عليها من خالل التعلم من خالل التمرس.
-ان الترابط بين خلق املعارف التكنولوجية ونشرها يرجع ببساطة إلى أن املعرفة التكنولوجية متراكمة تنبني
على اجيال متتابعة تنتمي إلى ذات نوع املعرفة املبتكرة ،ومن النادر أن يشهد الواقع العملي ابتكار فريد منفصل
عن املاض ي التكنولوجي" ،فنحن اقزام تصعد على اكتاف العظماء" كما عبر نيوتن عن هذه الحقيقة.
-ونشاهد هذه الحقيقة في شتى املجاالت العلمية ،فالعربات والطائرات مثال تطلبت من اجل التوصل إليها
عدد ال حصر له من املعارف العلمية املتنوعة ،فعلى خالف املهارة الخاصة لإلنسان التي تموت بموته ،نجد ان
املعرفة التي ينتجها إلانسان تظل باقية تخلد ثراه كاكتشاف قانون علمي او تصميم آلة او برنامج.
22
الكتاب الثاني
مايو 2017
وهي اول صفحة في الرسالة ،وتضم عنون الرسالة .اسم الباحث .الدرجة العلمية التي يرغب في
الحصول عليها .اسم الكلية او املعهد والقسم .العام الدراس ي .والبد ان يتناسب العنون مع املوضوعات التي تم
بحثها.
وهي الورقة التي تلي العنوان مباشرة ،وغالبا ما يكون عنوانها :تقدير واعتراف ،او شكر وتقدير او نحو
ذلك ،ويحرص فيها الباحث على الاعتراف باليد التي قدمت له مساعدات اثناء إعداد الرسالة ،ثم يتقدم
الباحث بالشكر للجنة الحكم على الرسالة ،ثم يأتي الشكر للمشرف بشكل مناسب له ،ثم فقره مجملة يشكر
فيها الاساتذة الذين ساعدوه واملكتبات والجهات التي ساعدته في الحصول على مراجع البحث.
ثالثا املقدمة:
وهي الواجهة الاولى للرسالة ،والغرض منها تحضير ذهن القارئ لتقبل موضوع البحث ،وال بد ان تكون
مسلسة الافكار بأسلوب واضح خالي من التفكك والتكلف ،ويفضل الانتقال من موضوع الى اخر بخفة ورشاقة
دون مواضيع جانبية بحيث يسترسل القارئ في القراءة دون ملل او تشتت ،وان تكون مختصرة ( من 3:6
صفحات) حتى ال تصبح بحثا داخل البحث ،فاملقدمة بمثابة مرشد امين للقارئ عن النقاط الرئيسية
للموضوع وأهميته وكيفية تناوله ..وغالبا ما تحتوي على العناصر التالية:
-1وصف موضوع البحث بدقه ،وتحديد إطار دراسته ببيان الى اي مدى تطورت قبل ان يعالجها هو ،والاشارة
الى الدراسات العلمية السابقة لنفس املوضوع ،وإلاضافات التي ستحققها الدراسة الجديدة للباحث.
-2الاشارة إلى اهمية املوضوع من الناحية العلمية او العملية ،وتوضيح اسباب اختيار موضوع البحث.
23
-3تحديد املنهج الذي اتبعه الباحث سواء في جمع املادة العلمية او في معالجة موضوعات البحث؛ ألن
املوضوع املعالج يتأثر باملنهج املستخدم ،وكل منهج يؤدي الى نتائج مختلفة.
-4تحديد مجاالت البحث الثالثة :البشري ،واملكاني (البيئة التي تتعلق بها الدراسة) ،والزماني (النطاق الزمني
للبحث)
-5تحديد فروض جوهرية ومحدودة للدراسة والتي تمثل الحلول املحتملة للمشكلة ،والتي يتعين ان تكون
مرتبة حسب خطة البحث ،فإذا كانت خطة البحث مكونة من 3فصول نضع على الاقل 3فروض موزعة على
الفصول الثالثة.
-6وصف املراجع الاساسية التي اعتمد عليها ،واهميتها ،ومدى الاستفادة منها ،ويفضل تقسيمها الى
مجموعات ،بحيث يربط بين كل مجموعة وبين دراسة نقطة معينة في الرسالة.
-8مشتمالت او خطة البحث ،اي العناوين الرئيسية للبحث( ،اهم محتوياته ومحاوره) بشكل مختصر ومترابط
حتى يكون القارئ صورة عامة عن مضمونه ،وعلى الباحث ان يحاول اقناع القارئ بمنطقية ومبررات تقسيم
البحث بهذه الصورة ،ويختتم الدراسة بخاتمة تحتوي على اهم الاستنتاجات التي توصل اليها ومقترحاته.
ويجب مراعاة ثالث اشياء اساسية عند كتابه محاور الدراسة وتمثل مفاصل البحث:
أ -ماهية املوضوع .ب -تحليل الواقع الحالي له .ج -إسهام الباحث في تطوير هذا الواقع.
وهو يمثل جوهر البحث؛ فهو املرحلة العلمية التي قضاها الباحث في ربوع املوضوع وتخومه ،ويشمل
عددا من ابواب الرسالة وتقسيماتها الفرعية مثل (فصل .مبحث .مطلب .فرع )..ويجب مراعاة ان يسلم كل
باب إلى ما يليه ،وكذلك كل فصل .فمثال (الباب الاول يحتوي على الافكار الاساسية في البحث ،وتحديد
املفاهيم العلمية للظواهر املدروسة ،والباب الثاني يتعرض لتطبيقاته الخاصة ،)..وعلى الباحث ان يستفتح
تقسيمات الفصول واملباحث بعرض يوضح النقاط الاساسية التي سيتناولها في الجزئية موضع الدراسة.
24
خامسا مكمالت البحث :وتشتمل على املوضوعات التالي:
-1الخاتمة والتوصيات:
وهي التقرير النهائي للبحث ،فهي تحتوي على خالصة أفكار البحث التي تبلورت بوضوح في نهاية الرحلة
العلمية ،فيجب ان تكون منظمة الصياغة وان يستبعد منها النتائج الخيالية التي ال تقبل التطبيق.
وكلما تعمق الباحث في موضوع بحثه بالتحليل والوصف واملقارنة ،كلما زادت استنتاجاته العلمية ومقترحاته
املنطقية القابلة للتطبيق ،وعادة ما تشتمل الخاتمة على ثالث عناصر:
أ -تلخيص موضوع البحث ومحاوره الرئيسية باختصار شديد بحيث ال يتجاوز الصفحة الواحدة.
ب -نتائج البحث :وهي الحقائق الاصيلة التي توصل اليها الباحث والتي تفرد بها الباحث من دون الدارسين
السابقين ،فترد في نهاية البحث تتويجا لكل مراحل البحث.
ج -التوصيات :وهي مجرد آراء للباحث تعرض بعد النتائج ،وهي مختلفة عن النتائج ،حيث ان النتائج هي ما
توصل إليه الباحث في بحثه ،اما التوصيات في نتاج عقلي تتعلق بموضوع البحث وتخدم النتائج ،ومنها
توصيات تطبيقية عملية تفيد صانعي القرار ،او توصيات علمية او اكاديمية تفيد باحثين آخرين.
أ -متن الرسالة :يقتصر على املوضوعات الهامة والجوهرية املتعلقة بموضوع الرسالة؛ وذلك لتفادي إلاطالة
والاستطراد واملحافظة على تسلسل الافكار املعروضة.
ب -تذاييل املتن (الهوامش) :وتوضع به املوضوعات غير الجوهرية املتعلقة بموضوع الدراسة ،وهي موضوعات
ال تحتوي على تفصيالت واسعة ،وليست حاسمة في قيمة البحث وصالحيته.
ج -املالحق :وهي معلومات غير جوهرية متعلقة بموضوع الدراسة وال يمكن وضعها في التذييل (الهامش)
الحتوائها على تفاصيل طويلة؛ لذلك يتم وضعها في ملحق مستقل في نهاية الرسالة ،وقد يشتمل امللحق رسوم
بيانية او احصائية او تقارير او وثائق رسمية وغير رسمية ..فهي بمثابة سجل إداري للبحث او ارشيف لوثائقه
ويأتي بعد الخاتمة.
-3الفهارس:
25
يجب ان يتقن الباحث عمل فهارسه؛ حتى يتحقق الغرض منها في تحقيق الاستفادة التامة للقارئ من كل
محتويات الكتاب بأقص ى سرعة ،وتنقسم الفهارس إلى نوعين:
وهي آخر ما يكتبه الباحث ،وهي عنوان شرف البحث وبراءته ودليل صدق الاصول التي افرزته ،وعلى الباحث
ان يدون املراجع طبقا ملا هو متعارف عليه بين الباحثين ،فال تشمل سوى املراجع التي استفاد منها الباحث
وذكرها في الهامش والتي اسهمت في تشكيل الرسالة وتغذيتها باملعلومات العلمية ،وهناك طريقتين لتوثيق
قائمة املراجع:
* الترتيب الهجائي للمراجع :بحيث ترتب املراجع حسب الحروف الهجائية ،بأن تكتب البيانات بالكامل (اسم
املؤلف ،اسم املترجم ،عنوان املؤلف ،الناشر ،مكان الناشر ،تاريخ النشر ،رقم الطبعة )..حتى يسهل على
الباحثين معرفتها والاطالع عليها عند حاجتهم إلى ذلك ،وتختتم القائمة بذكر املراجع التي ال يعرف مؤلفوها،
فاألحكام القضائية ،فاملجالت العلمية .وتأتي املراجع العربية قبل الاجنبية مع مراعاة التالي:
-ان يكون الترتيب هجائيا ال يعتد فيه بألفاظ التعريف مثل :أل التعريف كأسم السيد ..ولفظ بني،وأبي ،وابن.
وذى ..فيكتب ابن حزم في حرف ال الحاء ،والغزالي في حرف الغين وهكذا..
* الترتيب النوعي للمراجع :بأن ترتب املراجع حسب طبيعة او نوع املرجع ،مع مراعاة الترتيب الهجائي على هذا
النحو:
26
يكشف فهرس املحتويات عما في باطن البحث من خفيات قد يصعب الوصول ،فهي تكشف عناوين البحث في
صفحة او صفحتين ،وتشمل مايلي:
أ -املقدمة ،ويفضل استخدام الترقيم الابجدي لترقيم صفحات املقدمة واملالحق.
ب -فهرس املادة العلمية (الابواب< الفصول< املباحث< املطالب< الفروع< النقاط الرئيسية التي يود ذكرها في
الفهرس).
27
تكلم عن طرق الكتابة املبدئية.
تمهيد:
بعد وضع الخطة ،وبعد جمع املراجع وقراءتها ،تختمر افكارها في ذهننا ،ويتولد لدينا شعور بالرغبة إلى
الكتابة وتدوين ما يدور بالذهن من افكار ،هذه هي مرحلة البحث والتي تمثل مرحلة إلاخراج الفعلي ألفكار
الباحث وبلورتها؛ فهي الخطوة الضرورية إلبراز البحث من حيز التفكير إلى حيز الوجود.
-1طريقة إلافراغ املادي للمادة العلمية -2 .طريقة إلافراغ الفني للمادة العلمية -3 .طريقة إلافراغ املختلط
للمادة العلمية.
الخطوة لاولى :ترتيب الافكار ،وهي ان يقوم الباحث بتفريغ النصوص التي جمعها لكل جزء في مكانها ،بمعنى
ان ما يخص املطلب الاول مثال يوضع تحت املطلب الاول بشكل مرتب يوحي بتسلسل الفكرة وتطورها.
الخطوة الثانية :تربيط الافكار ،وهي ان يقوم الباحث بملء الفراغات التي توجد بين النصوص ،من خالل
الربط بين بعضها البعض ،او التعليق عليها.
الخطوة الثالثة :قراءة الافكار ،وهي ان يقرأ الباحث النصوص التي قام بكتابتها لينظر مدى الانسجام بينها
وبين ما اضافه الباحث ،فيعدل ويضيف ويلغي فيما كتب من اجل الوصول إلى أفضل صورة يخرج بها
البحث.
-وعلى الرغم من بساطة هذه الطريقة للمبتدئين إال إنها تنتهي بقتل إلابداع لدى الباحث ،فعلى املستوى
الفكري:
تقض ي على الابداع والابتكار فال مجال ألفكار ليس لها جذور في النصوص ،فال يضيف الباحث شيئا من
عصارة عقلة.
وعلى مستوى الشكل والصياغة ،تظهر لغة البحث في صورة مفككة؛ ألن مهمة الباحث اقتصرت على الربط
بين النصوص ،مما يظهر عدم التناسق بين النصوص.
28
والخالصة :أن دور الباحث يستوجب أن يركب املعلومات ذهنيا وهو ما يستوجب أن يلم بفحوى مادته ،اما
طريقة إلافراغ املادي لخليط غير منظم من الحقائق الخام في صورة رسالة ،فإنه يعدم الشخصية البحثية
للطالب وتصيب بحثه بآفة فقدان الطعم واللون.
الخطوة الاولى :ترتيب كل جزئية في الرسالة او البحث بشكل متسلسل يخدم الفكرة التي تحوم حولها.
الخطوة الثانية :قراءة هذه النصوص وهضمها ،بحيث ال يقوم بالكتابة إال بعد نضج معلوماتها في ذهنه.
الخطوة الثالثة :وهي ان يقرأ كل جزئية منفصلة (فصل او مبحث او مطلب )..قد انتهى من كتابتها ليرى مدى
انسجام الفقرات فيها ،والتأكد من ان الافكار املطروحة فيها أخذت مكانها املناسب في هيكل البحث.
-وتمتاز هذه الطريقة بأنها تجعل اسلوب البحث متماسكا حسن الصياغة من الناحية الشكلية ،كما ان
تسلسل ووضوح الفكرة في ذهن الباحث تقوده إلى وجهات نظر من بنات افكاره تغاير ماورد بالنصوص
املجمعة.
-1أن يبدأ الباحث بطريقة إلافراغ املادي بخطواتها املختلفة؛ فبذلك يتحقق له نوع من التحفيز املعنوي على
مواصلة البحث ،فكأنه يتعامل مع مرجع واحد بدال من التعامل مع مراجع عديدة متناثرة.
-2ثم يعقب إلافراغ املادي طريقة إلافراغ الفني ،بأن يعيد الصياغة التي أفرزتها طريقة إلافراغ املادي بأسلوبه
الخاص ،واستبعاد ما قد يتكرر منها من لفظ او جملة او فقرة ،وتجديد عرضه لها بما يراه أنسب وأكثر
إيضاحا ،وأال يقتبس نصا حرفيا لفقرة او أكثر إال مضطرا..
-3يتعين على الباحث أن يتسلح باألدوات التي تعينه على إخراج بحثه في احسن صورة أقرب إلى القبول ،وهي
التي تعارف على تسميتها اختصارا "لغة البحث" فاللغة هي وعاء الفكر والباحث الناجح يحسن التعبير عن
افكاره بلغة صحيحة دون ان يخنقها بمسائل هامشية او تكرار او إسهاب او اختصار مخل؛ ألن اللغة هي
النافذة التي يطل منها القارئ على محتوى افكار بحثه ،فهي لسان البحث وصوته املكتوب.
29
* بعض الاخطاء الشائعة التي يقع فيها الباحث مثل:
-أثر عليه ،والاصح :أثر فيه – .ينبغي عليه ،والاصح ينبغي له.
-انا واثق فيه ،والصواب :أنا واثق بك – .الكذب فعل مشين :شائن ، .وكلي آذن صاغية ،والصواب:
كلي آذن مصغية
-في بادئ ألامر :في بدء ألامر – .كلما اجتهدت كلما تفوقت ،الصواب :كلما اجتهدت تفوقت؛ ألن كلما
الشرطية ال تتكرر في الجملة – .تحققت من الامر :تحققت الامر.
-مما يؤسف له ،مما يؤسف عليه – .حوالي خمسين رجال ،الصواب :قرابة ،زهاء ،نحو ..خمسين
رجال – .من العيب نكران الجميل :من العيب إنكار الجميل.
-سقط إلى ادنى الدرجات ،الصواب :سقط إلى ادنى الدركات؛ ألن الدرجة في الصعود.
-ال أكترث بهذا ألامر :ال أكترث لهذا الامر – .نفس الش يء :الش يء نفسه.
-قد ال يعرف فالن كذا :قد يجهل فالن كذا؛ ألنه ال يحسن الفصل بين قد والفعل.
-ويتعين على الباحث ان يدون بحثه بأسلوب علمي ،إال ان ذلك ال يمنع من تطعيمه ببعض الادبيات،
فال مانع من استعارة بعض ألفاظ ومفاهيم العلوم الاخرى ،متى كانت ضرورية كي يرصع كتابته
ويبرزها ،وعلى الباحث ان يتخلص من عقده الذنب في التخلص من غير املفيد بسبب ما بذله من
مجهود في جمعه ،كما يجب ان يتجنب إلاسهاب والاستطراد بكل انواعه.
30