O U o o o U o o U U U o U U U U U U o o o o o U Oyouu o o o U Oyo o o U o o U U o o o

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 32

‫التحديد المفاهيمي ومحطات اإلصالح اإلداري بالمغرب‬

‫ماستر القانون اإلداري وتدبير التنمية‬


‫إعداد‪:‬‬
‫محمد مرابط‬
‫وحدة التحديث اإلداري‬
‫حمزة أمغار‬ ‫اشراف األستاذ‪ :‬يوسف الشيهب‬
‫أسامة الحراقين‬
‫السنة الجامعية‪2020/2021 :‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫يرى بعض الباحثين أن ما اتفق على تسميته باإلصالح اإلداري يرجع جذوره الى الدول‬
‫الغربية‪ ،‬فأول حركة لإلصالح اإلداري قد ظهرت بداية في الواليات المتحدة االمريكية في‬
‫أوائل القرن العشرين داعية أجهزة اإلدارة العامة الى تحقيق الكفاءة في األداء واالقتصاد‬
‫في النفقات‪ ،‬ولقد كان من ثمار هذه الحركة فصل السياسة عن اإلدارة واعتبار األخيرة‬
‫مجاال مستقال‪.‬‬

‫وقد انتقل االهتمام باإلصالح اإلداري الى الوطن العربي منذ خمسينات القرن الماضي على‬
‫إثر االستقالل السياسي لمعظم الدول العربية منذ الفترة التالية للحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيث‬
‫اتجهت الحكومات العربية نحو بناء جهاز الدولة‪ ،‬وظل اإلصالح اإلداري في الوطن العربي‬
‫منذ ذلك التاريخ شعارا مرفوعا وحلما مطلوبا‪ ،‬عقدت من أجله المؤتمرات وشكلت اللجان‬
‫السياسية والفنية واستقطبت له الخبرات واإلمكانات‪ ،‬اال أن ما تحقق منه دون الطموحات‪.‬‬
‫فالجهد والموارد الكبيرة التي وجهت لعملية اإلصالح خالل ما يقارب نصف قرن قابلها تعثر‬
‫متزايد في أداء أوضاع األجهزة الحكومية‪.‬‬

‫وبما أن اإلصالح اإلداري يستند في مفهومه على ثالث منابع أساسية يجب أخذها بعين‬
‫االعتبار وهي النظرة السياسية والنظرة االجتماعية والنظرة الثقافية‪ ،‬فقد تبنى خبراء‬
‫اإلصالح والتنمية العرب تعريف الدكتور حسن الطيب لإلصالح اإلداري على أنه "جهد‬
‫سياسية واداري واقتصادي واجتماعي وثقافي وارادي هادف إلحداث تغيرات أساسية‬
‫إيجابية في السلوك والنظم والعالقات واألساليب واألدوات تحقيقا لتنمية قدرات وامكانيات‬
‫الجهاز اإلداري بما يؤمن له درجة عالية من الكفاءة والفعالية في انجاز أهدافه"‪ .‬ونشير‬
‫في هذا اإلطار الى أن هناك خلط كبير بين عدد من المصطلحات والمفاهيم التي تشير الى‬
‫عملية ادخال تعديل أو تحول في األجهزة اإلدارية‪ ،‬مثل إعادة التنظيم اإلداري‪ ،‬التنمية‬
‫اإلدارية‪ ،‬التحديث اإلداري‪ ،‬وغيرها من المفاهيم التي سنحاول تعريفها للتفريق بينها وبين‬
‫اإلصالح اإلداري‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬إعادة التنظيم اإلداري‪ :‬يعني التحسين في جزئيات الجهاز اإلداري بالمعنى الهيكلي أو‬
‫الميكانيكي‪ ،‬فيتم التركيز على اإلصالح دون االهتمام بتنمية عالقات عمل سلوكية وبمعزل‬
‫عن اإلطار البيئي الذي يحكم العملية اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬التنمية اإلدارية‪ :‬هي عملية واعية مخططة منظمة جماعية ديناميكية شاملة هادفة الى‬
‫التغيير‪ .‬تمثل الجهاز المسؤول عن النجاح اإلداري في المنظمة تشمل كل األنشطة الالزمة‬
‫الختيار وتهيئة العنصر البشري ألداء عمله بطريقة أفضل‪.‬‬

‫‪ -‬التحديث اإلداري‪ :‬هو عملية تهدف الى تطوير أو تغيير األدوات التقنية والنظم بحيث يتم‬
‫االنتقال من وضع اداري الى وضع اداري أفضل من حيث تالؤمه مع التقنيات واألساليب‬
‫التقنية الحديثة وبما يحقق أكثر كفاءة وفعالية في ممارسة العمليات وتسهيلها‪.‬‬

‫ومن خالل هذه التعاريف تتضح النقط التالية‪:1‬‬

‫‪ ‬التنمية اإلدارية هي عملية تقترن بتنمية العنصر البشري وهي بهذا المفهوم تحمل‬
‫معنى التبعية لإلصالح‪.‬‬
‫‪ ‬اعادة التنظيم اإلداري أو التطوير اإلداري فتعني التحسين في جزئيات الجهاز اإلداري‬
‫وبهذا المعنى يبدو وكأنه مؤطر ضمن عملية أكثر اتساعا‪ ،‬هي اإلصالح اإلداري‪.‬‬
‫‪ ‬التحديث اإلداري ينحصر غالبا في التركيز على تطوير أو تغيير األدوات التقنية‬
‫والنظم دون اإلحاطة بالخصائص البيئية المختلفة التي يعمل فيها‪.‬‬
‫‪ ‬وفق نظرة الباحثين‪ ،‬فان اإلصالح اإلداري مفهوم أشمل وأعم من حيث أنه يرتبط‬
‫بطموحات مستقبلية وتوقعات ومتطلبات متجددة يسعى لتحقيقها بدرجة عالية من‬
‫الكفاءة وفق عملية من التكيف مع التغيرات البيئية‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫‪ 1‬مصطفى يوسف كافي‪ ،‬اإلصالح والتطوير اإلداري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار ومؤسسة رسالن للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص ‪63‬‬
‫‪3‬‬
‫تكمن أهمية الموضوع في ضرورة تكريس اإلصالح اإلداري وتحقيق أهدافه كرافعة لتنمية‬
‫اإلدارة العمومية وخدمة المواطن‪ ،‬في ظل وجود مجموعة من المشاكل واالختالالت التي‬
‫تعاني منها اإلدارة‪ ،‬وخاصة في مجال التنمية اإلدارية التي تتمثل في مجموعة من العوامل‬
‫السياسية واالقتصادية واالدارية والثقافية واالجتماعية‪ .‬ومن أجل توضيح هذه األهمية‬
‫بشكل أعمق‪ ،‬سنركز في هذا العرض على وصف مراحل اإلصالح اإلداري بالمغرب‬
‫والوقوف عن د كل مرحلة من أجل التقييم وجرد أهم المكتسبات والنتائج التي تم إنجازها‪،‬‬
‫واثار كل محطة من محطات مسلسل اإلصالح اإلداري بالمغرب‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع‪:‬‬

‫وعليه‪ ،‬يمكن طرح وصياغة اإلشكالية المحورية لهذا الموضوع على الشكل التالي‪:‬‬

‫الى أي حد أصبحت الدولة واعية بأهمية اصالح اإلدارة العمومية؟ وهل عرفت اإلدارة في‬
‫ظل محطات االصالح اإلداري التي مرت منها انتقاال من حالة الجمود والتقليد الى حالة‬
‫التطور والتحديث؟‬

‫هذا وتتفرع عن اإلشكالية الرئيسية أعاله األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما المقصود باإلصالح اإلداري؟ وما هي أهدافه ودواعيه؟‬

‫‪ -‬وفيم تتجلى أهم محطات اإلصالح اإلداري التي عرفها المغرب؟‬

‫المنهج المعتمد‪:‬‬

‫لإللمام باإلشكاليات المطروحة أعاله ومقاربة الموضوع من مختلف جوانبه‪ ،‬تبرز أهمية‬
‫المنهج باعتباره السيرورة والكيفية المتبعة من أجل الكشف عن حقيقة علمية معينة‪ ،‬أي‬
‫مجموع الخطوات التي يجب اتباعها بغية البرهنة أو الوصول إلى حقيقة ما‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬فإن الموضوع الذي نتناوله فرض علينا االعتماد على المنهج الوصفي‬
‫التحليلي‪ ،‬والذي يهدف أساسا إلى جمع المعلومات وتصنيفها وتحليلها‪ ،‬واخضاعها‬
‫للدراسات الدقيقة‪ ،‬وذلك من خالل التعريف بمفهوم اإلصالح اإلداري وإبراز عالقته بتنمية‬

‫‪4‬‬
‫اإلدارة وتحديثها‪ ،‬ثم المنهج النسقي ألنه ينسجم وموضوع بحثنا‪ ،‬من خالل عمله على‬
‫ترتيب عناصر الموضوع في وحدة متجانسة ومترابطة خاصة واالهمية التي يحظى بها‬
‫اإلصالح اإلداري لدى اإلدارة العمومية والباحثين في مجال اإلدارة‪ ،‬أضف الى ذلك المنهج‬
‫التاريخي الذي سنعتمد عليه في عرض المحطات التاريخية لإلصالح اإلداري بالمغرب‪.‬‬

‫خطة العمل‪:‬‬

‫إن موضوع االصالح االداري يطرح عدة إشكاالت‪ ،‬مما استلزم منا تقسيم الموضوع إلى‬
‫مبحثين‪ ،‬وكل مبحث عملنا على تقسيمه إلى مطلبين‪ ،‬حاولنا فيها التدرج في المعطيات‬
‫والعناوين‪ ،‬من خالل الحديث عن أهم مراحل اإلصالح اإلداري التي عرفها المغرب‪ .‬لذلك‬
‫سنحاول معالجة هذا الموضوع وفق التقسيم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لإلصالح اإلداري‬


‫المبحث الثاني‪ :‬أهم محطات اإلصالح اإلداري بالمغرب‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لإلصالح اإلداري‬

‫لمفهوم اإلصالح اإلداري أهمية كبيرة كونه يشغل حيزا مهما من اهتمام مفكري اإلدارة‪،‬‬
‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تأثيره المباشر في حياة المواطنين المتعاملين مع األجهزة‬
‫اإلدارية والمنظمات الحكومية‪ ،‬وباألخص في مجال الخدمات العمومية‪ ،‬أين يشكل اإلصالح‬
‫اإلداري األساس الذي تقوم عليه السياسات العمومية ألي منظمة إدارية‪ ،‬فوظيفته هي‬
‫االستجابة لحاجيات المجتمع وتطوره كما وكيفا‪ ،‬لهذا وجب االهتمام باإلدارة ورفع‬
‫مردوديتها وتحسين نشاطها‪ ،‬وهذا عن طريق إدخال اإلصالحات المختلفة‪ ،‬لهذا نجد العديد‬
‫من الدول تبذل جهودا كبيرة وتنفق أمواال هائلة قصد إنجاح هذا المشروع وتقديم خدمات‬
‫نوعية وفعالة للمواطنين‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه في هذا المبحث الذي يعالج مطلبين‬
‫أساسيين‪ ،‬أحدهما يدور حول اإلطار العام لإلصالح اإلداري‪ ،‬والثاني يتعلق بمفهوم اإلصالح‬
‫اإلداري وأهدافه ودواعيه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلطار العام لإلصالح اإلداري‬

‫إن لتحديد المفاهيم أهمية بالغة في كل دراسة وبحث‪ ،‬لهذا نتطرق في هذا المطلب األول‬
‫إلى بيان العناصر الرئيسية لهذا الموضوع‪ ،‬وهذا بضبط مفهوم كل من اإلصالح (الفقرة‬
‫األولى) واإلدارة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم اإلصالح‬

‫يعد اإلصالح من أهم الموضوعات شيوعا في حقل اإلدارة‪ ،‬فلقد كان محل اهتمام من طرف‬
‫الباحثين ودارسي اإلصالح اإلداري‪ ،‬وتم نشر العديد من الكتب والمقاالت عنه‪ ،‬بهدف تحديد‬
‫مفهومه وبيان البرامج المؤدية لتحقيقه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلصالح لغة‬

‫‪6‬‬
‫اإلصالح في اللغة العربية من الصالح‪ ،‬وهو ضد الفساد‪ ،‬وأصله الفعل الثالثي صلح‪ ،‬وأصلح‬
‫أي إعادة الشيء إلى حالة حسنة‪ ،‬وإزالة ما هو فاسد أو تلف أو عطب‪ ،‬ونقول أصلح من‬
‫عمله أي أتى بما هو صالح ونافع‪.2‬‬

‫كما ورد مصطلح اإلصالح في القرآن الكريم بعدة معاني‪ ،‬منها ما يقابل الفساد في قوله‬
‫سبحانه‪{ :‬وال تفسدوا في األرض بعد إصالحها}‪ ،3‬وكذلك في قوله تعالى‪{ :‬وال تجعلوا الله‬
‫عرضة أليمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم}‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف اإلصالح اصطالحا‬

‫يعرف قاموس أكسفورد اإلصالح على أنه "تغيير أو تبديل نحو األفضل في حالة األشياء‬
‫ذات النقائص وخاصة في المؤسسات والممارسات السياسية الفاسدة أو الحائرة إزالة بعض‬
‫التعسف أو الخطأ"‪.‬‬

‫إذن هذا هو ما يوازي التقدم‪ ،‬وينطوي جوهريا على فكرة التغيير نحو األفضل‪ ،‬وهذا من‬
‫أجل تحقيق األهداف الموضوعية من قبل أصحاب القرار في حقل معين من حقول النشاط‬
‫اإلنساني‪ ،‬فهو اإلرادة الباعثة على الخير وتقويم االعوجاج‪.‬‬

‫ويمكن تعريفه أيضا على أنه تغيير قواعد عمل النظام المجتمعي‪ ،‬ومعالجة القصور‬
‫واالختالل الذي يعيق التنمية والنهوض بالمجتمع في جميع مناحيه االقتصادية والسياسية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وباألخص اإلدارية كونها حلقة الوصل بين كل تلك المجاالت المذكورة آنفا‪.5‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مفهوم اإلدارة‬

‫‪ 2‬محمد بن أبي بكر الرازي‪ :‬مختار الصحاح‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬المكتبة العصرية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،1993 ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪ 3‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية ‪.63‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.222‬‬
‫‪ 5‬رفيق بن مرسلي‪ :‬األساليب الحديثة للتنمية اإلدارية بين حتمية التغيير ومعوقات التطبيق ـ دراسة حالة الجزائر ‪ ،2001‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الماجستير في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪7‬‬
‫تلعب اإلدارة حلقة الربط بين السلطة والمواطن‪ ،‬لهذا فهي أصبحت مشروع عمل يسهر‬
‫على تنفيذ وتحقيق أهداف محددة ذات أبعاد اجتماعية‪ ،‬لهذا تبذل الدول جهودا حثيثة لتطوير‬
‫هياكلها اإلدارية وتحديد أهدافها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلدارة لغة‬

‫‪ -‬عند العرب‪ :‬جمع دور‪ ،‬المصدر إدارة‪ ،‬أدار العمامة على الرأس أي لفها‪ ،‬حيث كان‬
‫للعمامة مكانة وقيمة لإلمام أو قائد الجيش‪.6‬‬

‫‪ -‬عند الغرب‪ :‬اإلدارة مشتقة عن الكلمة الالتينية "‪ "Ministre Todd‬والتي يقال‬
‫عنها في اللغة الفرنسية "‪ ،"Administration‬أي تقديم العون لآلخر‪ ،‬أو تقديم‬
‫الخدمة للغير‪ ،‬ومعناها أيضا النظام والترتيب الذي يحقق هدفا ما‪ ،‬لهذا يؤكد الكثيرون‬
‫أن نجاح تسيير الدول هو تصور إدارة محكمة فكرا وتطبيقا‪.7‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف اإلدارة اصطالحا‬

‫لإلدارة عدة مفاهيم‪ ،‬وهذا بحسب المهتمين بدراستها وحسب المنظرين لها‪ ،‬فعرفها "فيغر"‬
‫في كتابه التنظيم اإلداري‪ :‬تنظيم وجيه للموارد البشرية والمادية لتحقيق أهداف مرغوبة‪.8‬‬

‫إذن فالنشاط اإلداري نشاط مميز عن باقي األنشطة‪ ،‬إنه ينصب على النشاط الجماعي ال‬
‫الفردي‪ ،‬وإن العملية اإلدارية تشتمل على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة‪ ،‬وتتضح‬
‫هذه الخطوات كاآلتي‪:9‬‬

‫‪ -‬التخطيط‪ :‬هو عملية ذكية وتصرف ذهني لعمل األشياء بطريقة منظمة للتفكير قبل‬
‫العمل‪ ،‬والعمل في ضوء الحقائق بدل التخمين؛‬

‫‪ 6‬محمد الصيرفي‪ :‬إدارة األعمال اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 7‬محمد الصيرفي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 8‬محمد الصيرفي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 9‬صبري أحمد شلبي‪ :‬دور الحوكمة في اإلصالح اإلداري ـ دراسة مقارنة بين الدانمارك ولبنان‪ ،‬رسالة لنيل الماجستير في العلوم‬
‫القانونية‪ ،‬األكاديمية العربية في الدانمارك‪ ،2016 ،‬ص ‪ 63‬ـ ‪.67‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬التنظيم‪ :‬هو تقسيم العمل إلى عناصر ومهمات ووظائف وترتيبها في عالقات سليمة‬
‫وإسنادها إلى أفراد وسلطات تسمح بتنفيذه بطريقة منظمة؛‬

‫‪ -‬التوجيه‪ :‬وهو الكيفية التي تمكن اإلدارة من مواجهة الفروق الفردية في بيئة العمل‬
‫وتحقيق التعاون بين العاملين وتحفيزهم للعمل بأقصى طاقاتهم مع توفير النية‬
‫إلشباع حاجاتهم وتحقيق أهدافهم؛‬

‫‪ -‬الرقابة‪ :‬أي اإلشراف والمتابعة من سلطة أعلى قصد معرفة كيفية سير األعمال‬
‫والتأكد من الموارد المتاحة ومدى استخدامها وفقا للخطة الموضوعة أم ال‪.‬‬

‫لذا فاإلدارة هي علم وفن إلبراز المؤهالت القيادية والمهنية التي ال يستطيع أن يمارسها إال‬
‫ذوي االختصاص والخبرة‪ ،‬ودون اإلدارة ال يمكن البدء بأي عملية تنموية‪ ،‬لذا نجد جميع‬
‫المدارس على اختالف مذاهبها قد أجمعت على أن اإلدارة هي فاعلية تتولى قيادة أي نشاط‬
‫إنساني تخطيطا وتنفيذا وتنظيما وتنسيقا‪.10‬‬

‫فاإلدارة هنا تعتبر استمرارا لإلمكانيات المادية والبشرية لتحقيق مختلف األهداف المنشودة‬
‫على أحسن وجه‪.‬‬

‫تصبح إذن اإلدارة لها معنى دقيق وهو مجموع الخطوات المتتالية والمتعاقبة التي تهدف‬
‫إلى توجيه الموارد البشرية والمادية نحو تحقيق األهداف المنشودة وذلك عن طريق تنسيق‬
‫الجهود والترتيب الهادف لعنصر اإلنتاج‪.11‬‬

‫وعلى ضوء هذا التعريف يمكن تحديد عدة صفات لإلدارة يمكن إجمالها فيما يلي‪:12‬‬

‫‪ -‬اإلدارة ضرورية وهذا بسبب تقييم العمل واالختصاص واألنشطة وتنوعها في‬
‫الجماعات والتجمعات البشرية واختالف إمكاناتها ومواردها‪ ،‬فال بد من التنسيق فيما‬
‫بينها للحصول على أفضل النتائج؛‬

‫عبد الرحمان تبشوري‪ :‬التنمية اإلدارية واإلصالح اإلداري‪ ،‬الحوار المتمدن‪ ،‬العدد ‪ ،2003 ،122‬ص ‪.1‬‬ ‫‪10‬‬

‫رايس حدة ولخضر مرغاد‪ :‬اإلدارة باألهداف واإلدارة بالقيم في منظمات األعمال‪ ،‬ابتراك للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.10‬‬ ‫‪11‬‬

‫أحمد عبد السالم دباس‪ :‬اإلصالح اإلداري كمدخل لإلصالح الشامل‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.6‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬اإلدارة موجودة في كل التجمعات البشرية على اختالف حجمها ونطاقها وهي قاسم‬
‫مشترك مساعد على تحقيق األهداف؛‬

‫‪ -‬تعتبر اإلدارة اختصاص للجميع في كل األصعدة والقطاعات والنشاطات مما يفرض‬


‫على الجميع أن يتقن علم اإلدارة إلى جانب إتقان اختصاصه‪ ،‬وهذا قصد التمكن من‬
‫أداء أعماله بكفاءة عالية؛‬

‫‪ -‬اإلدارة مهنة محلية تنشط في ظروف بيئتها وخصوصيتها المتنوعة الحضارية‬


‫والتراثية والثقافية واالجتماعية والعلمية واألعراف والتقاليد‪ ،‬وهي تعمل على‬
‫تحقيق أهدافها وطموحاتها في ضوء إمكانياتها المتاحة؛‬

‫‪ -‬اإلدارة حتمية لكون اإلنسان اجتماعي بطبيعته يعيش في جماعات متنوعة‪.‬‬

‫من خالل تحليلنا لهذه الصفات يمكن لنا استخالص أهمية اإلدارة عموما فيما يلي‪:13‬‬

‫‪ -‬اإلدارة تسعى إلى بلوغ األهداف عن طريق أسلوب متفق عليه بين الرؤساء‬
‫والمرؤوسين‪ ،‬وهذا يعني إثراء الخطة وتحفيز العمال وإظهار االستعدادات لتغيير‬
‫الهياكل غير المالئمة وتحقيق الفعالية وتحسين مستوى األفراد؛‬

‫‪ -‬تعد اإلدارة أداة فعالة لتنفيذ المشاريع وضمان نجاحها عن طريق الجهود والمشاركة‬
‫الفعالة‪ ،‬أي جعل األفراد يتحدون لهدف عام ومشترك ومحدد؛‬

‫‪ -‬تعتبر اإلدارة حافزا للجهود اإلنسانية‪ ،‬وهي المدبرة للعناصر الالزمة لإلنتاج من‬
‫معدات وموارد وأموال‪ ...‬إلخ؛‬

‫‪ -‬تعتبر اإلدارة عين المشروع الخارجية والداخلية‪ ،‬وهي محور النشاطات واألوامر‪،‬‬
‫وهي أساس دفع األفراد الستقبال القرارات وتنفيذها‪ ،‬وكما تعمل على جمع المعلومات‬
‫وتحليلها ورصد المشاكل ومحاولة حلها‪.‬‬

‫‪ 13‬رايس حدة ولخضر مرغاد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪10‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلصالح اإلداري‪ :‬مفهومه‪ ،‬أهدافه ودواعيه‬

‫المالحظ اليوم أن الجهاز اإلداري لدى كثير من الدول‪ ،‬وخاصة النامية منها والصاعدة‪،‬‬
‫يواجه مشكالت من حيث التخطيط والتنظيم وكذا التنفيذ‪ ،‬مما جعله غير قادر على تلبية‬
‫مستلزمات التطور ومتطلبات التنمية‪ .‬لهذا البد من إقرار سياسة اإلصالح اإلداري‪ ،‬وهذا ما‬
‫يدفعنا إلى ضرورة بيان مفهومه (الفقرة األولى) وكذا تحديد أهم دواعيه واألهداف التي‬
‫يسعى إلى تحقيقها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم اإلصالح اإلداري‬

‫من السمات األساسية التي يتصف بها علم اإلدارة وتطبيقاته المختلفة في كافة ميادين الحياة‬
‫هي الديناميكية والحركية وسرعة االستجابة للتطور والتقدم العلمي والتقني وبما يتماشى‬
‫مع التغييرات الحاصلة في البيئات السياسية واالجتماعية والثقافية وغيرها‪ .‬ولذلك كانت‬
‫وال تزال ت ظهر اتجاهات جديدة في مختلف دول العالم وخاصة المتقدمة منها تؤكد ضرورة‬
‫تحديث األنظمة والهياكل اإلدارية وأساليبها وأدوات وتقنيات عملها‪ ،‬وذلك من أجل رفع‬
‫وتحسين مستوى كفاءة األجهزة العامة لإلدارة‪.‬‬

‫لقد قدم علماء اإلدارة مجموعة كبيرة من المصطلحات الدالة على عمليات التحديث والتطوير‬
‫منها‪ :‬التنمية اإلدارية‪ ،‬اإلصالح اإلداري‪ ،‬التطوير اإلداري‪ ،‬إعادة الهيكلة‪ ،‬الهندرة‪ ...‬وغير‬
‫ذلك كثير من المصطلحات‪ ،‬لكن جميع هؤالء العلماء لم يتمكنوا من تقديم تعاريف موحدة‬
‫لهذه المفاهيم نظرا لتباين مدارسهم واتجاهاتهم الفكرية والعلمية والسياسية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المدلول اإلداري لمفهوم اإلصالح اإلداري‬

‫اإلصالح اإلداري وفقا لهذا المدلول يعني القيام على فكرة الثقة في أن "الدول الغربية قد‬
‫حققت أفاقا عالية من الكفاءة اإلدارية‪ ،‬تلك التي يكون نقلها إلى الدول النامية أمرا‬
‫ضروريا"‪ ،‬ويكون اإلصالح اإلداري طبقا لهذا التعريف هو "عملية نقل التكنولوجيا‬
‫الغربية"‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫كما عرف مؤتمر اإلصالح اإلداري في الدول النامية الذي عقدته هيئة األمم المتحدة بجامعة‬
‫"ساسكي" البريطانية سنة ‪ 1791‬عملية اإلصالح اإلداري على أنها "حصيلة المجهودات‬
‫ذات اإلعداد الخاص التي تستهدف إدخال تغييرات أساسية في المنظمة اإلدارية العامة من‬
‫خالل إصالحات على مستوى النظام جميعه‪ ،‬أو على األقل من خالل معايير لتحسين واحدة‬
‫أو أكثر من عناصرها الرئيسية مثل الهياكل اإلدارية واألفراد والعمليات اإلدارية"‪.‬‬

‫كما هو واضح من التعريفيين السابقين فإن األول تناول مسألة اإلصالح اإلداري على أنها‬
‫عملية نقل تقنيات فقط من الدول المتقدمة إلى الدول النامية متجاهال مسائل اإلصالح‬
‫المرتبطة بالهياكل والنظم اإلدارية وتخفيف المركزية وتطوير األطر البشرية وغيرها‪ .‬أما‬
‫التعريف الثاني فإنه لم يتطرق ألثر البيئة السياسية أو االقتصادية أو االجتماعية على‬
‫نشاطات اإلصالح وهذا يعني إنكار هذه المدلوالت الرئيسية في أية مسألة لإلصالح‬
‫االقتصادي أو اإلداري‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم يمكن التأكيد على أن المدلول اإلداري لمفهوم اإلصالح يجب أن يعالج‬
‫المسائل المتعلقة بكفاءة أجهزة اإلدارة العامة من خالل تبسيط اإلجراءات وإعادة هيكلة‬
‫الجهاز اإلداري وتطوير منظومة القوانين والتشريعات اإلدارية‪.‬‬

‫ويؤكد بعض الخبراء في اإلدارة ردا على المدلول اإلداري لمفهوم اإلصالح أن هناك مشاكل‬
‫معينة تعوق عمل المنظمات اإلدارية أي تعوق سبيل تحقيقها ألهدافها العامة وتلك المشكالت‬
‫أو المعوقات تحتاج لعالج أو إلصالح إداري كي تتمكن اإلدارة العامة من تأدية واجباتها في‬
‫تحقيق األهداف العامة‪ ،‬ومرد تلك المشكالت إلى أحد أمرين‪ :‬فإما أن تكون نابعة من داخل‬
‫أجهزة اإلدارة العامة‪ ،‬أي أن أسبابها كامنة داخل األجهزة أو المنظمات اإلدارية العامة‪،‬‬
‫وإما أن تكون نابعة من خارجها‪ ،‬أي من البيئة الخارجية واألجهزة السياسية واالقتصادية‪.‬‬
‫وهناك فريق من الباحثين يفند المدلول اإلداري لإلصالح على اعتبار أن هذا األخير له أبعاد‬
‫أوسع وأشمل من مجرد حصره في نطاق الجهاز اإلداري المحدود‪ ،‬حيث أن أي نظام يعتبر‬
‫جزءا ال يتجزأ من مجموعة نظم أخرى ذات طبيعة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية‬

‫‪12‬‬
‫تؤثر وتتأثر بالنظام اإلداري السائد‪ ،‬وهذا يعني أن أي تغيير إداري غير كاف ما لم يكن‬
‫جزءا من تغيير شامل بجميع نواحي الحياة االجتماعية والسياسية واالقتصادية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المدلول السياسي لمفهوم اإلصالح اإلداري‬

‫يربط العديد من الباحثين اإلداريين اإلصالح اإلداري باإلصالح السياسي أو بالنظام السياسي‪،‬‬
‫لدرجة أن البعض يؤكد أن اإلصالح اإلداري يقوم أساسا على اإلصالح السياسي وبدون هذا‬
‫األخير ال معنى لألول وخاصة في الدول النامية حيث عرف البعض اإلصالح اإلداري بأنه‬
‫"تلك العملية السياسية التي تصيغ من جديد العالقة ما بين السلطة اإلدارية والقوى المختلفة‬
‫في المجتمع"‪ ،‬وهذا يستتبع أن مشاكل الجهاز اإلداري هي باألصل سياسية وبالتالي فإن‬
‫معالجتها يجب أن تأتي من قمة الهرم السياسي‪ ،‬على اعتبار أن وظائف الدولة تتسع وتتعمق‬
‫أفقيا وعموديا‪.‬‬

‫يؤخذ على هذا المدلول أنه يوازن ما بين السلطة التنفيذية وباقي سلطات الدولة من حيث‬
‫ضرورة التوافق في برامج اإلصالح بالنسبة لمستويات التنظيم اإلداري والسياسي‪ ،‬ألن‬
‫تغليب اإلصالح اإلداري على السياسي سيقود إلى سيطرة الجهاز اإلداري على سياسة‬
‫الدولة‪ ،‬لهذا فإنه من المطلوب تحقيق التوافق في برنامجي اإلصالح اإلداري والسياسي‬
‫معا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المدلول االجتماعي لمفهوم اإلصالح اإلداري‬

‫ترجع أهمية هذا المدلول إلى نشأة علم اجتماع اإلدارة العامة‪ ،‬ذلك العلم الذي كان له أكبر‬
‫األثر في توجيه أنظار الباحثين إلى أهمية الوسط االجتماعي في دراسات اإلدارة بصفة عامة‬
‫وفي جهود اإلصالح اإلداري بصفة خاصة‪ ،‬حيث أن األساليب والمفاهيم اإلدارية ما هي إال‬
‫العناصر الالزمة لكي تحقق المنظمات اإلدارية أهدافها في إطار اجتماعي محدود لها في‬
‫ضوء الظروف والمعطيات االجتماعية‪ ،‬ولهذا فإن العملية اإلدارية ال يمكن استيعابها إال‬
‫بالفهم الكامل ألبعاد الوظيفة االجتماعية للمنظمة‪ ،‬حيث أن المنظمات اإلدارية ما هي إال‬
‫أنظمة اجتماعية فرعية تتكامل في نظام أكبر هو النظام االجتماعي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ويؤكد بعض الخبراء البعد االجتماعي لإلصالح اإلداري الذي يربطه بعملية ترشيد وإصالح‬
‫يساعد على التقدم والتحول في البناء االجتماعي وهو يعكس إلى حد ما إيديولوجية النظام‬
‫االقتصادي واالجتماعي السائد في الدولة‪.‬‬

‫ويرى فريق آخر من العلماء أن اختالف آراء الباحثين حول مفهوم اإلصالح اإلداري يعود‬
‫لعدة أسباب أهمها‪ :‬أن اإلصالح اإلداري له مفهوم معياري قيمي وله أبعاد أخالقية متعددة‬
‫ذات أهداف تختلف معايير قياسها (اإلصالح يمثل عملية تنموية وسياسية واجتماعية لها‬
‫جوانب تنفيذية واقتصادية) ليس عالجا فقط لسلبية إدارية بل هو مضامين سياسية‬
‫واجتماعية وارتباط بعملية تحول من وضع آلخر‪.‬‬

‫يعتبر "جيرالد كايدن" من أهم أنصار البعد االجتماعي لإلصالح اإلداري حيث يرى أن‬
‫"التغير االجتماعي يشكل اإلطار العام لإلصالح اإلداري‪ ،‬وال يمكن التحدث عنه بمعزل عن‬
‫التغير أو التطور االجتماعي إذ أن كليهما يساند اآلخر ويتداخل معه‪ ،‬هذا يعني بأن اإلصالح‬
‫اإلداري هو نتيجة حتمية وطبيعية لتطور القوى االجتماعية التي تسعى لتحقيق التطور‬
‫اإلداري المطلوب ليس بصورة تلقائية بل بصورة إرادية مدروسة"‪.‬‬

‫وهكذا فإن المدلول االجتماعي لإلصالح اإلداري ال يمكن تجاهله على اعتبار االرتباط القائم‬
‫بين النظام اإلداري من جهة والنظام االجتماعي من جهة أخرى‪ ،‬وهي حقيقة علمية تقوم‬
‫عليها نظرية اإلدارة العامة‪ ،‬وال مناص من األخذ بها كشرط أساسي لتطبيق األسلوب العلمي‬
‫لإلصالح اإلداري‪.‬‬

‫من خالل االستعراض السريع لمدلوالت اإلصالح اإلداري من النواحي اإلدارية والسياسية‬
‫واالجتماعية فإنه ال يمكننا إال أن نسلم بضرورة تكامل هذه األبعاد الثالثة مع بعضها البعض‬
‫لتشكل النسيج الشامل والمتوازن لمفهوم اإلصالح اإلداري الذي ال تكتمل مضامينه في ظل‬
‫غياب البعدين السياسي واالجتماعي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أهداف اإلصالح اإلداري ودواعيه‬

‫أوال‪ :‬أهداف اإلصالح اإلداري‬

‫‪14‬‬
‫إن لإلصالح اإلداري مجموعة من األهداف والغايات التي بدونها يفقد اإلصالح اإلداري‬
‫أهميته ومبرر مشروعيته‪ ،‬ويمكن حصر هذه األهداف في النقاط اآلتية‪:14‬‬

‫‪ -‬تبني اإلدارة االستراتيجية في مختلف مجاالت العمل من خالل تنمية قدرات الجهاز‬
‫اإلداري على التعامل مع البيئة الداخلية والخارجية؛‬

‫‪ -‬تبني األنماط والمداخل الحديثة في البناء النظمي وإعادة الهياكل التنظيمية لمنظمات‬
‫الجهاز اإلداري لتحقيق المرونة واإلنتاجية لمتطلبات التغير والتطور والتكيف مع‬
‫متغيرات البيئة؛‬

‫‪ -‬إشاعة مفاهيم الالمركزية اإلدارية واالبتعاد عن مركزية اتخاذ القرار وتنمية مهارات‬
‫التعويض لدى القيادات اإلدارية وتمكين اإلدارات من تحمل المسؤولية؛‬

‫‪ -‬اعتماد شمولية تقويم األداء للمنظمات من خالل األهداف المحددة لها مع التركيز‬
‫على المسؤولية االجتماعية‪ ،‬أي تقويم األداء واألعمال المنجزة والتكاليف المالية‬
‫وحجم االستثمار وربطه بمتطلبات المجتمع؛‬

‫‪ -‬العمل على تنمية االتجاهات اإليجابية نحو العمل واالعتماد عليه والتوسع في مجاالت‬
‫التأهيل والتدريب والتطوير؛‬

‫‪ -‬الرفع من مستوى اإلنتاج واإلنتاجية والنوعية واألداء وتطبيق إجراءات الجودة‬


‫واعتبارها مسؤولية الجميع؛‬

‫‪ -‬اعتماد أساليب تحقيق الكفاءة االقتصادية من حيث رفع اإلنتاج وتقليص الكلفة‬
‫وزيادة االستثمار؛‬

‫‪ -‬تطوير صيغ وأساليب العمل اإلداري والقوانين والتشريعات ذات العالقة بما يساهم‬
‫في تحقيق السرعة والدقة في اتخاذ القرارات؛‬

‫‪ 14‬صبري أحمد شلبي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪15‬‬
‫‪ -‬التوسع في اعتماد التقنيات الحديثة وصوال إلى اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وهذا تمهيدا‬
‫لبناء مشروع الحكومة اإللكترونية مع تقدير نشاط البحث والتطور؛‬

‫‪ -‬تنمية قدرات المؤسسات المعنية بإدارة برامج التنمية االقتصادية واالجتماعية‬


‫والثقافية ودعمها وتعزيز دورها في توجيه الموارد نحو االستثمار ذا المردود‬
‫األوسع؛‬

‫‪ -‬تكوين القدرات الذاتية لمنظمات األجهزة اإلدارية من أجل مسايرة التغير وتشخيص‬
‫وحل المشكالت ووضع الخطط للتطور المستقبلي ومواجهة المستجدات بكل‬
‫مرونة‪.15‬‬

‫لهذا يؤكد المفكرون أن اإلصالح اإلداري عموما هدفه يكمن في تعزيز عملية التحول‬
‫الديمقراطي‪ ،‬وتنشيط اإلجراءات اإلدارية وتحسين أساليب التعامل مع المواطن‪/‬المرتفق‪،‬‬
‫وهذا من منطلق تحسين مستوى األداء في الجهاز اإلداري‪ ،‬وترشيد اإلنفاق الحكومي لخدمة‬
‫الكل‪ ،‬وهذا عن طريق مالءمة اإلدارة العامة مع مهام الدولة‪ ،‬قصد إشباع حاجات المواطنين‪،‬‬
‫وهذا بواسطة تحديث وتفعيل الجهاز اإلداري ككل‪ ،‬وهذا يعرف تباينا من دولة إلى أخرى‪.16‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب ودواعي اإلصالح اإلداري‬

‫نتيجة تضاعف المؤسسات العامة وعدد الوظائف والموظفين‪ ،‬أصبح الجهاز اإلداري لبعض‬
‫الدول يواجه الكثير من المشاكل التخطيطية والتنظيمية وكذا التنفيذية‪ ،‬وهذا ما جعله غير‬
‫قادر على تلبية مستلزمات التطور الجديد ومتطلبات التنمية‪ ،‬لهذا البد من حصر ألهم‬
‫األسباب الدافعة لعملية اإلصالح اإلداري‪ ،‬والتي أرجعها الباحثون إلى عدة أسباب وعوامل‬
‫نجرد أهمها كاآلتي‪:17‬‬

‫‪ 15‬عبد القادر كأس‪ :‬اإلدارة العامة واإلصالح اإلداري في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪16‬‬
‫‪Arabic Britich Academy for Hiyher education, P 44.‬‬
‫‪ 17‬عاصم األعرجي‪ :‬نظريات التطور والتنمية اإلدارية‪ ،‬وزارة التعليم العالي‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪ ،1922 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬عوامل سياسية ‪ :‬وتتمثل في ضرورة تغيير دور الدولة‪ ،‬فالحكومة أصبحت مجرد‬
‫فاعل واحد ضمن فاعلين آخرين يسعون لخدمة المواطن؛‬

‫‪ -‬عوامل اقتصادية‪ :‬تتضمن الضغوط المالية واالقتصادية نتيجة تزايد اإلنفاق الحكومي‬
‫وعدم القدرة في الكثير من األحيان على مواجهة اإلنفاق المتزايد؛‬

‫‪ -‬عوامل دولية‪ :‬أهمها العولمة والضغوط من المنظمات الدولية‪ ،‬كمنظمة التجارة‬


‫العالمية والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬
‫وغيرها‪ ،‬والتي ساندت اإلصالح‪ ،‬وأحيانا أخرى اشترطت ضرورته مع تعيين الدول‬
‫قصد إعادة هيكلة حكوماتها وأجهزتها اإلدارية مقابل القروض المقدمة لها؛‬

‫‪ -‬عوامل فنية‪ :‬وباألخص التطور التكنولوجي وما طرحه من وسائل حديثة تعمل على‬
‫توفير الخدمات والحصول على المعلومات‪ ،‬وكذا توسيع المؤسسات العلمية التي‬
‫تعالج فكرة اإلصالح اإلداري وتسانده‪18‬؛‬

‫‪ -‬عوامل اجتماعية‪ :‬تعتبر الروابط االجتماعية عامال رئيسيا في الجانب اإلداري‪ ،‬أي‬
‫فكرة عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وعدم محاسبة المقصرين‪،‬‬
‫وهذا ما يدفع إلى هجرة األدمغة إلى الدول المتقدمة‪ ،‬األمر الذي ينعكس سلبا على‬
‫الجهاز اإلداري وينتج عنه ضعف وقلة الكفاءة‪.19‬‬

‫أما فيما يخص العوامل اإلدارية فتتمثل في غياب الكفاءات المؤهلة والمختصين في المراكز‬
‫القيادية العليا ألجهزة الدولة‪ ،‬وانتشار التقليد األعمى للدول المتقدمة في أساليبها اإلدارية‬
‫دون مراعاة الفوارق الموجودة بين دولة وأخرى‪ ،‬وكذا االستخدام غير المشروع لألموال‬
‫العامة وإهمال المصلحة العامة‪ ،‬زيادة على ذلك تعقيد اإلجراءات اإلدارية الذي يؤدي إلى‬
‫عرقلة األداء الجيد وإضاعة الوقت والجهد‪ ،‬دون نسيان أن بعض اإلداريين يرفضون‬
‫ويقاومو ن التغيير‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى تعثر الجهود المبذولة لإلصالح‪ .‬ونجد كذلك فكرة‬

‫ليلى مصطفى البرادعي‪ :‬االتجاهات المعاصرة في دراسة اإلصالح اإلداري ـ دراسة مسحية‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،2010 ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪18‬‬

‫عبد العالي ميرغي‪ :‬التطوير التنظيمي والخوصصة العربية‪ ،‬منظمة العلوم اإلدارية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1927 ،‬ص ‪.62‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪17‬‬
‫التقييم غير الموضوعي للموظفين حيث يتم التشديد مع البعض وغض النظر عن البعض‬
‫اآلخر‪ ،‬مع انتشار ظاهرة التسابق نحو المناصب العليا مما جعل البعض من اإلداريين يرتدي‬
‫ثوب اإلخالص والنزاهة واألمانة وباطنه عكس ذلك ليحقق غايته‪ .‬وعموما وإن تعددت‬
‫األسباب الدافعة فالهدف واحد وهو ضرورة اإلصالح اإلداري قصد تحقيق األفضل للدولة‬
‫والمواطن معا‪.20‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهم محطات اإلصالح اإلداري بالمغرب‬

‫سعى المغرب منذ استقالله إلى بناء دولة حديثة ولذلك فقد تم سن مجموعة من القوانين‬
‫إلى جانب تبني أول دستور مغربي مكتوب سنة ‪ .1791‬كما تم إحداث مجموعة من البنى‬
‫االدارية والمؤسسات السياسية‪.‬‬

‫وكما هو الشأن بالنسبة للمجال السياسي واالقتصادي‪ ،‬حظي المجال االداري بنوع من‬
‫االهتمام من طرف الدولة المغربية باعتبار المهمة الجسيمة التي تناط بالسلطة التنفيذية‬
‫وأجهزتها اإلدارية‪.‬‬

‫ولرصد التطورات التاريخية التي شهدها مجال التدبير العمومي بالمغرب‪ ،‬يجب التفريق بين‬
‫ثالث مراحل أساسية نظرا لما شكله هذا التقدير من كتابات واسعة شملت جميع الصحف‬
‫الوطنية‪ ،‬ولما استنهضه من قراءات همت مجاالت اصالح اإلدارة وتحديثها‪ ،‬المرحلة األولى‬
‫تمتد منذ حصولنا على االستقالل الى حدود بداية التسعينات وهي مرحلة عرفت بتأسيس‬
‫اإلدارة المغربية بعد االستقالل وعرفت كذلك بالمبادرات اإلصالحية المتفرقة‪ ،‬والمرحلة‬
‫الثانية تمتد من التسعينات الى حدود تجربة حكومة التناوب‪ ،‬وهي مرحلة اإلصالح اإلداري‬
‫الشمولي‪ ،‬والمرحلة الثالثة تمتد من نهاية التسعينات الى االن وهي مرحلة انتقلت فيها‬
‫اإلدارة المغربية من اإلصالح الى التحديث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلصالح اإلداري بالمغرب من ‪ 1791‬إلى دستور ‪1111‬‬

‫زكي راتب غوشي‪ :‬أخالقيات الوظيفة في اإلدارة العامة‪ ،‬مطبعة التوفيق‪ ،1926 ،‬ص ‪.63‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪18‬‬
‫تشكل اإلدارة الوسيلة القانونية والدستورية التي تستخدمها الدولة لتنفيذ برامجها‪ ،‬فهي‬
‫جوهر كل بناء ونماء في كافة واجهات الحياة العامة والمناخ العام للتنمية المستدامة‪.‬‬
‫وبالتالي فهي تتموقع في صلب عمل الدولة‪ ،‬كما أن تطورها يخضع لطبيعة عالقتها‬
‫بالمجتمع‪ ،‬ومدى قدرتها على أن يجعل منها أداة لخدمته ‪.‬‬

‫وعليه ؛ فالحديث عن اصالح اإلدارة يستلزم الوقوف عن الخلل و البحث عن مخرج له‪،‬‬
‫ومن هنا فإن اإلجابة عن اإلشكالية المحورية لهذه الدراسة‪ ،‬تتطلب إلقاء نظرة على الجهاز‬
‫اإلداري‪ ،‬حيث تبين أن هناك فرقا كبيرا بين الفعل والنوايا‪ ،‬هذه المفارقة التي تكشف عن‬
‫األزمة التي تطال الجهاز اإلداري‪ ،‬إذ تعتريه مجموعة من النواقص واالختالالت‪ ،‬كما تواجهه‬
‫الكثير من التحديات‪ ،‬تجعل من مسألة تطوير وتحديث اإلدارة ضرورة كانت وما زالت ملحة‪،‬‬
‫ألن اإلدارة العمومية تدخل في عالقة جدلية مع كافة مكونات المجتمع‪ ،‬فهي تتلقى األزمات‬
‫وفي نفس الوقت هناك ترقب مستمر لردود فعلها‪.‬‬

‫ورغم العديد من اإلصالحات التي حاولت السلطات العمومية القيام بها لتجاوز هذه‬
‫االختالالت؛ فإنها لم تؤت أكلها‪ ،‬وذلك إما بسبب عدم شموليتها واالقتصار على بعض‬
‫التعديالت الجزئية‪ ،‬أو بسبب غياب رؤية موحدة ومشتركة؛ نتيجة إلكراهات الواقع أو تحت‬
‫واقع الضغوط الخارجية‪.‬‬

‫من هذا المنطلق بات من الضروري التوجه نحو سياسة إصالحية جذرية تروم اصالح‬
‫اإلدارة وتحديثها وجعلها تستجيب لمتطلبات المواطن‪ ،‬ومواكبة التغيرات التي يعرفها العالم‪،‬‬
‫لهذا اهتم الخطاب السياسي الرسمي بسياسة االصالح اإلداري واتجه الى وضع سياسات‬
‫عامة تهم كل القطاعات‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تشكيل اللجنة الوطنية إلصالح اإلدارة العمومية سنة ‪1791‬‬

‫بدأت بوادر إصالح اإلدارة العمومية مع تشكيل المغرب سنة ‪ 1791‬لجنة وطنية لإلصالح‪،‬‬
‫إذ فحصت المشاكل التي تواجه اإلدارة‪ ،‬وأصدرت مجموعة من التوصيات إال أن غالبيتها‬

‫‪19‬‬
‫تمحورت حول المشاكل القانونية كمراجعة النظام األساسي للوظيفة العمومية‪ ،‬وإصالح‬
‫الهياكل اإلدارية‪.‬‬

‫وقد كان التقرير الذي أصدره البنك الدولي حول اإلدارة المغربية سنة ‪ 1771‬قد رصد‬
‫مجموعة من االختالالت البنيوية التي عرفتها اإلدارة أهمها عدم فعالية المساطر واإلجراءات‬
‫اإلدارية‪ ،‬التسيير الروتيني المتميز بالتأخر في مسلسل اتخاذ القرارات‪ ،‬تمركز الخدمات‬
‫وسلطة القرار بالعاصمة‪ ،‬ضعف اإلنتاجية‪ .‬إضافة على إشكاليات أخرى مرتبطة بنظام عدم‬
‫التمركز اإلداري‪ ،‬وتحديث نظام الوظيفة العمومية‪ ،‬وعقلنة الموارد البشرية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إقرار ميثاق حسن التدبير سنة ‪1777‬‬

‫بمجيء حكومة التناوب السياسي‪ ،‬عرف مسار اإلصالح منعطفا آخر حيث جاءت تلك‬
‫الحكومة بفكرة “ميثاق حسن التدبير” وذلك خالل سنة ‪ ،1777‬حيث تمركزت أهم أهدافه‬
‫حول المداخل األساسية التالية؛‬

‫تخليق المرفق العمومي‪ :‬عبر إنعاش ثقافة األخالق بالمرفق العمومي‪ ،‬من خالل‬ ‫‪‬‬

‫مقاومة كل أشكال االنحراف التي تعرفها اإلدارة العمومية والشطط والتعسف في‬
‫استعمال السلطة‪ ،‬والنهوض بمبادئ الشفافية وعقلنة المال العام‪ ،‬وأخيرا حسن‬
‫اإلنصات للمواطنين واستقبالهم‪.‬‬

‫عقلنة التدبير‪ :‬من خالل التخفيف من حدة البيروقراطية وإعادة تنظيم هياكل اإلدارة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وإقرار سياسة فعلية للتمركز إداري ولسياسة الالمركزية الفعلية‪ ،‬عبر منح‬
‫اختصاصات فعلية المصالح الخارجية ومدها بالموارد البشرية والمالية‪ ،‬في المقابل‬
‫إعطاء اإلدارة المركزية مهام الضبط والتأطير والتخطيط والتشريع والتقويم‪.‬‬

‫نهج سياسة فعالة للتواصل اإلداري مع المواطنين؛‬ ‫‪‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬عقد المناظرة الوطنية األولى حول اإلصالح اإلداري‬

‫‪20‬‬
‫نظرا لتنامي الدعوات الى ضرورة اصالح اإلدارة المغربية في ظل العراقيل والصعوبات‬
‫التي تواجه اإلدارة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى الى التغيرات التي عرفتها بنية المجتمع‬
‫المغربي اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا واداريا‪ ،‬فقد تم تنظيم المناظرة الوطنية األولى حول‬
‫اإلصالح اإلداري بالمغرب يومي ‪ 12‬و‪ 12‬ماي ‪ ،1111‬والتي رصدت مجموعة من مظاهر‬
‫القصور في أداء اإلدارة المغربية في النقط التالية؛‬

‫‪ -‬غياب رؤية شمولية لإلصالح‪ ،‬أي انعدام استراتيجية واضحة المعالم ؛‬

‫‪ -‬التمركز المفرط للمصالح والسلطات والوسائل وضعف اإلمكانيات؛‬

‫‪ -‬تضخم أعداد البنايات اإلدارية (قرابة ‪ 21‬وزارة في تلك الفترة)‪.‬‬

‫‪ -‬هزالة الخدمات اإلدارية وخصوصا بالعالم القروي؛‬

‫‪ -‬تفشي مظاهر الزبونية والمحسوبية والرشوة وإهدار المال العام؛‬

‫‪ -‬تعقد المساطر واإلجراءات اإلدارية وتشعب المسالك؛‬

‫‪ -‬إشكالية منظومة األجور؛‬

‫‪ -‬غياب المحاسبة والمساءلة وتقييم األداء اإلداري وقصور أداء التفتيش‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس ركزت المناظرة على سبعة مداخل لإلصالح ويتعلق االمر بما يلي‪:‬‬

‫دعم الالتركيز االداري واعادة تحديد مهام االدارة؛‬ ‫‪‬‬

‫دعم األخالقيات بالمرفق العام؛‬ ‫‪‬‬

‫تأهيل الموارد البشرية وتطوير أساليب تدبيرها؛‬ ‫‪‬‬

‫إصالح منظومة األجور في الوظيفة العمومية؛‬ ‫‪‬‬

‫تحسين عالقة االدارة بالمتعاملين معها؛‬ ‫‪‬‬

‫تبسيط المساطر واالجراءات االدارية؛‬ ‫‪‬‬

‫‪21‬‬
‫تنمية استعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وخالل سنة ‪ 1111‬ظهرت محاوالت أخرى إلصالح اإلدارة‪ ،‬انطالقا من المحاور التالية‬

‫عقلنة وإعادة تنظيم الهياكل اإلدارية؛‬ ‫‪‬‬

‫مواجهة إشكالية التعقيد والبطء اإلداري؛‬ ‫‪‬‬

‫محاربة كل األفعال المنافية لألخالقيات والعمل بمبادئ النزاهة والحياد؛‬ ‫‪‬‬

‫إقامة عالقات جيدة بين اإلدارة والمواطنين ترتكز على الشفافية وتحسين الجودة؛‬ ‫‪‬‬

‫تأهيل وتثمين الموارد البشرية؛‬ ‫‪‬‬

‫ترشيد التدبير العمومي‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلصالح اإلداري بالمغرب بعد دستور ‪1111‬‬

‫لقد أصبح خطاب إصالح اإلدارة وتحديثها أكثر جدية بعد دستور ‪ 1111‬الذي قام بتكريس‬
‫هذا التوجه‪ ،‬حيث حث على تغيير أنماط التدبير اإلداري والمالي‪ ،‬وااللتجاء إلى التقنيات‬
‫الحديثة للتنظيم المتمثلة في الحكامة الجيدة‪ ،‬واالستغناء عن الطرق البيروقراطية العتيقة‪.‬‬

‫ويرتكز إصالح اإلدارة على المبادئ والمقتضيات التي كرسها دستور ‪ ،1111‬والتي تتحدد‬
‫في التوجهات العامة للمملكة والقواعد المتحكمة في ميثاق المرفق العام والمبادئ الموجهة‬
‫للحكامة الجيدة‪.‬‬

‫وهكذا نص الفصل ‪ 119‬من دستور ‪ 1111‬على أنه يحدد ميثاق للمرافق العمومية قواعد‬
‫الحكامة الجيدة المتعلقة بتسيير االدرة العمومية والجماعات الترابية واالجهزة العمومية‪.‬‬

‫وتستهدف المقاربة اإلصالحية‪ ،‬وفقا للمقتضيات الدستورية‪ ،‬تحسين أداء اإلدارة العمومية‬
‫عبر دعم الحكامة الجيدة‪ ،‬وربط المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬وتحقيق مبادئ اإلنصاف المجالي‬
‫والحياد والشفافية والنزاهة‪ .‬ويستهدف أيضا تيسير ولوج المواطنين إلى المعلومات‬

‫‪22‬‬
‫وضمان استمرارية المرفق العام في أداء الخدمات والحرص على جودتها‪ ،‬مع احترام مبدأ‬
‫المساواة بين المواطنين ترسيخا للعدالة االجتماعية وتكافؤ الفرص الراهنة والمقبلة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إقرار برنامج عمل تحديث اإلدارة ‪ 1112‬ـــ ‪1119‬‬

‫تم اعتماد برنامج عمل تحديث اإلدارة لسنوات (‪ )1119-1112‬وذلك من خالل التدابير‬
‫والمحاور األساسية التالية؛‬

‫تثمين الرأسمال البشري من خالل تقوية اإلطار المؤسساتي وتطوير منظومة الموارد‬ ‫‪‬‬

‫البشرية… ‪،‬‬

‫تعزيز عالقة اإلدارة بالمواطن من خالل إعادة الثقة بين اإلدارة والمواطنين والرفع‬ ‫‪‬‬

‫من مستوى أدائها ومردوديتها‪ ،‬وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمرتفقين وتسهيل‬
‫الولوج إليها‪ ،‬تحسين االستقبال وتبسيط المساطر اإلدارية ودعم اإلدارة‬
‫اإللكترونية…؛‬

‫ترسيخ الحكامة من خالل تخليق المرفق العمومي ودعم الشفافية في التدبير‬ ‫‪‬‬

‫العمومي‪.‬‬

‫إعادة تنظيم هياكل اإلدارة من خالل اعتماد تصور استراتيجي إلدارة الممركزة تواكب‬ ‫‪‬‬

‫الجهوية المتقدمة وإعداد ميثاق للمرفق العمومي‬

‫ونشير الى أن جاللة الملك قد خصص خطابه يوم الرابع عشر من اكتوبر ‪ 1119‬لإلدارة‬
‫المغربية‪ ،‬حيث وقف على مجموعة من السلبيات اللصيقة بها‪ ،‬والتي تساهم في تعطيل‬
‫مؤشر التنمية ببالدنا‪ ،‬كما دعا جاللة الملك كل المسؤولين مركزيا جهويا محليا‪ ،‬ومختلف‬
‫الفاعلين في الشأن العام الى ضرورة اصالح االدارة المغربية‪ .‬مما استدعى خلق المزيد من‬
‫المشاريع التي تصب في ورش اإلصالح اإلداري‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬صدور الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري‬

‫‪23‬‬
‫في إطار مقاربة ترابية قائمة على الالمركزية والجهوية وتقريب اإلدارة من المواطنين‪ ،‬تم‬
‫إصدار المرسوم رقم ‪ 919-19-1‬بتاريخ ‪ 19‬ربيع اآلخر ‪ 19( 1221‬دجنبر ‪)1119‬‬
‫بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪ .‬ويحدد هذا المرسوم المبادئ التوجيهية لالتمركز‬
‫اإلداري وأهدافه وآليات تفعيله‪ ،‬وكذا القواعد العامة للتنظيم اإلداري للمصالح الالممركزة‬
‫للدولة‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬يؤطر الميثاق الوطني توزيع االختصاصات بين اإلدارات المركزية‬
‫والمصالح الالممركزة للدولة إضافة إلى القواعد المنظمة للعالقة بينها من جهة‪ ،‬وبين والة‬
‫الجهات‪ ،‬وعمال العماالت واألقاليم‪ ،‬والجماعات الترابية وهيئاتها‪ ،‬والهيئات والمؤسسات‬
‫األخرى ذات االختصاص الترابي‪.‬‬

‫ويهدف الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري إلى التطبيق األمثل لتوجهات العامة لسياسة الدولة‬
‫في مجال إعادة تنظيم مصالحها على الصعيدين الجهوي واإلقليمي‪ ،‬وتحديد المهام الرئيسية‬
‫الموكولة إلى هذه المصالح‪ ،‬وأيضا إلى “التوطين الترابي للسياسات العمومية من خالل‬
‫أخذ الخصوصيات الجهوية واإلقليمية بعين االعتبار في إعداد هذه السياسات وتنفيذها”‪.‬‬

‫وأيضا يهدف الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري إلى التنظيم الترابي الالمركزي للمملكة‪،‬‬
‫القائم على الجهوية المتقدمة‪ ،‬والعمل على ضمان نجاعته وفعاليته‪ ،‬وكذلك إرساء دعائم‬
‫راسخة ودائمة لتعزيز التكامل في الوظائف والمهام بين المصالح الالممركزة للدولة‬
‫والهيئات الالمركزية‪ ،‬وال سيما منها الجماعات الترابية‪ ،‬وذلك من خالل السهر على “تفعيل‬
‫آليات الشراكة والتعاون بينها‪ ،‬وتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة للجماعات الترابية‬
‫ومجموعاتها وهيئاتها‪ ،‬ومواكبتها في إنجاز برامجها ومشاريعها التنموية”‪.‬‬

‫ومن بين األهداف أيضا المحددة الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري‪ ،‬ضمان التقائية‬
‫السياسات العمومية وتجانسها وتكاملها على الصعيدين الجهوي واإلقليمي‪ ،‬وتحقيق الفعالية‬
‫والنجاعة في تنفيذ البرامج والمشاريع العمومية التي تتولى مصالح الدولة الالممركزة‪،‬‬
‫على الصعيدين الجهوي واإلقليمي‪ ،‬اإلشراف عليها‪ ،‬أو انجازها أو تتبع تنفيذها‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬إقرار الخطة الوطنية إلصالح اإلدارة ‪ 1119‬ــ ‪1111‬‬

‫‪24‬‬
‫أصبح إصالح اإلدارة العمومية مطلبا استعجاليا تفتضيه مستجدات السياق الراهن وتفرضه‬
‫تحديات المرحلة المقبلة‪ ،‬بما يمهد إلرساء ركائز النموذج التنموي الذي يطمح إليه المغرب‪.‬‬
‫فاإلصالح اإلداري‪ ،‬كما ارتضاه صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره الله‪ ،‬خيار‬
‫استراتيجي ضروري لضمان نجاعة السياسات العمومية‪ ،‬وإسناد المشاريع التنموية‪،‬‬
‫وتوفير مرفق عمومي فعال في خدمة المواطن‪ .‬واعتبارا لكون علة وجود اإلدارة في‬
‫المجتمعات المتقدمة رهينة بخدمة المواطن ورعاية المرفق العمومي والمصلحة العامة‪،‬‬
‫فإن دعوة صاحب الجاللة إلى إعمال المفهوم الجديد للسلطة شكل منعطفا حاسما في مسار‬
‫اإلدارة العمومية بالمغرب لكي تكون ساهرة على المصلحة العامة وفي خدمة المواطن‪.‬‬
‫ومن ثمة‪ ،‬أصبحت اإلدارة العمومية ملزمة بتقوية تدخالتها لكسب رهان الحكامة الجيدة‬
‫واالستجابة للحاجيات المتزايدة للمواطنين‪ ،‬بما يحقق العدالة االجتماعية ويضمن الكرامة‬
‫اإلنسانية‪.‬‬

‫وإذا كانت الخدمة العمومية المنطلق والمنتهى في أي تصور جاد إلصالح اإلدارة‪ ،‬فإن‬
‫الخطة الوطنية إلصالح اإلدارة تقترح مقاربة مندمجة تشاركية تؤسس لثقافة جديدة في‬
‫التعاطي مع المرفق العام‪ ،‬وتمكن من إرساء آليات جديدة للتدبير العمومي‪ .‬وتتحدد المالمح‬
‫الكبرى لهذه المقاربة الجديدة بالمرجعية المؤطرة للرؤية اإلصالحية المعتمدة التي تحكمها‬
‫مبادئ عامة وتتوجه نحو أهداف واضحة من أجل تحقيق التحوالت الهيكلية الالزمة‪:‬‬

‫‪ -1‬التحول التنظيمي‬
‫‪ -1‬التحول التدبيري‬
‫‪ -2‬التحول الرقمي‬
‫‪ -2‬التحول التخليقي‬

‫‪25‬‬
26
27
28
‫خاتمة‪:‬‬

‫من خالل معالجة موضوع اإلصالح االداري كرافعة لتنمية اإلدارة العمومية‪ ،‬يتبين أن الرهان‬
‫األساسي بشأن تحديث اإلدارة المغربية‪ ،‬متوقف باألساس على تفعيل مبادئ الحكامة الجيدة‬
‫التي جاء بها الدستور‪ ،‬والعمل على تأهيل العنصر البشري بالتكوين المستمر‪ ،‬وتكوينه على‬
‫تكنولوجيا المعلوميات الستخدامها في عالقته بالمواطنين‪ ،‬وتظافر جهود كل الفاعلين‬
‫والمهتمين على التفعيل األمثل والجدي إلدارة القرب واإلدارة المستقبلة والمتواصلة‬
‫والشفافة والمنتجة والمسؤولة‬

‫ويتمثل تطبيق مبادئ الحكامة الجيدة داخل اإلدارة العمومية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تكريس دولة الحق والقانون من خالل جعل اإلدارة محايدة وفي خدمة الجميع‪ ،‬ووضع حد‬
‫ألساليب الشطط والتعسف في استعمال السلطة‬

‫‪ -‬نهج ثقافة جديدة ترتكز على مبادئ الحق والعدل واالنصاف‪ ،‬ويسودها االحترام الكامل‬
‫لحقوق المواطنين مع تحسيسهم بالحقوق والواجبات اثناء تعاملهم مع اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة احترام اإلدارة لتطبيق مبادئ الحكامة الجيدة‪.‬‬

‫‪ -‬تسريع اصدار ميثاق للمرافق العمومية يحدد قواعد الحكامة الجيدة المتعلقة بتسيير‬
‫اإلدارات العمومية واألجهزة العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬تأمين تطبيق القانون وتنفيذ النصوص التنظيمية وممارسة المراقبة اإلدارية مع إخضاع‬
‫تسيير المرافق العمومية لمعايير الجودة والشفافية والمحاسبة والمسؤولية والمبادئ والقيم‬
‫الديمقراطية‪.‬‬

‫وختاما‪ ،‬فان اإلصالح اإلداري لكي ينجح ينبغي أال يتحرك في فلك منفصل أو مستقل عن‬
‫السياسات والبرامج التنموية‪ ،‬كما ال ينبغي أن يكون في منأى عن اإلصالح السياسي‬
‫واالقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫‪ ‬مؤلفات‪:‬‬
‫‪ -‬أحمد عبد السالم دباس‪ :‬اإلصالح اإلداري كمدخل لإلصالح الشامل‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‬
‫‪ -‬رايس حدة ولخضر مرغاد‪ :‬اإلدارة باألهداف واإلدارة بالقيم في منظمات األعمال‪ ،‬ابتراك‬
‫للنشر‪ ،‬الجزائر‪1119 ،‬‬
‫‪ -‬زكي راتب غوشي‪ :‬أخالقيات الوظيفة في اإلدارة العامة‪ ،‬مطبعة التوفيق‪1792 ،‬‬

‫‪ -‬عاصم األعرجي‪ :‬نظريات التطور والتنمية اإلدارية‪ ،‬وزارة التعليم العالي‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪،‬‬
‫‪1799‬‬
‫‪ -‬عبد العالي ميرغي‪ :‬التطوير التنظيمي والخوصصة العربية‪ ،‬منظمة العلوم اإلدارية‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪1799 ،‬‬

‫‪ -‬ليلى مصطفى البرادعي‪ :‬االتجاهات المعاصرة في دراسة اإلصالح اإلداري ـ دراسة‬


‫مسحية‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪1111 ،‬‬

‫‪ -‬محمد الصيرفي‪ :‬إدارة األعمال اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪1119‬‬
‫‪ -‬محمد بن أبي بكر الرازي‪ :‬مختار الصحاح‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬المكتبة العصرية للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬بيروت‪1779 ،‬‬
‫‪ -‬مصطفى يوسف كافي‪ ،‬اإلصالح والتطوير اإلداري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار ومؤسسة‬
‫رسالن للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪8102 ،‬‬
‫‪ ‬مجالت‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان تبشوري‪ :‬التنمية اإلدارية واإلصالح اإلداري‪ ،‬الحوار المتمدن‪ ،‬العدد ‪،048‬‬
‫‪8112‬‬
‫‪ ‬أبحاث‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬رفيق بن مرسلي‪ :‬األساليب الحديثة للتنمية اإلدارية بين حتمية التغيير ومعوقات التطبيق‬
‫ـ دراسة حالة الجزائر ‪ ،1111‬رسالة لنيل دبلوم الماجستير في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪1111 ،‬‬
‫‪ -‬صبري أحمد شلبي‪ :‬دور الحوكمة في اإلصالح اإلداري ـ دراسة مقارنة بين الدانمارك‬
‫ولبنان‪ ،‬رسالة لنيل الماجستير في العلوم القانونية‪ ،‬األكاديمية العربية في الدانمارك‪1112 ،‬‬
‫‪ -‬عبد القادر كأس‪ :‬اإلدارة العامة واإلصالح اإلداري في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم ماجستير‬
‫في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر‪8112 ،‬‬

‫‪31‬‬
‫الفهرس‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لإلصالح اإلداري‬
‫‪3‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلطار العام لإلصالح اإلداري‬
‫‪3‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم اإلصالح‬
‫‪7‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬مفهوم االدارة‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اإلصالح اإلداري‪-‬مفهومه‪ ،‬أهدافه ودواعيه‬
‫‪10‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم اإلصالح االداري‬
‫‪12‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬أهداف اإلصالح اإلداري ودواعيه‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أهم محطات اإلصالح اإلداري بالمغرب‬
‫‪19‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬تشكيل اللجنة الوطنية إلصالح اإلدارة العمومية سنة ‪1791‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬إقرار ميثاق حسن التدبير سنة ‪1777‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفقرة الثالثة‪ :‬عقد المناظرة الوطنية األولى حول اإلصالح اإلداري‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اإلصالح اإلداري بالمغرب بعد دستور ‪2011‬‬
‫‪26‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬إقرار برنامج عمل تحديث اإلدارة ‪ 2012‬ـــ ‪2013‬‬
‫‪26‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬صدور الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري‬
‫‪22‬‬ ‫الفقرة الثالثة‪ :‬إقرار الخطة الوطنية إلصالح اإلدارة ‪ 8102‬ــ ‪8180‬‬
‫‪29‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪60‬‬ ‫الئحة المراجع‬
‫‪62‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪32‬‬

You might also like