‫تعانقت بها السحاب وامطرت بها السماء‪ .

‬كنت اكتب واجباتي المنزلية و سمعت صوت المطر و هي تسقط في غرفتي‬

‫فخرجت ورايت المياه تنهمر بغزارة‪ .‬ذهبت الستنشق الورود وقطرات المطر التي تهطل برقة وهدوء‪ ،‬ألرى األشجار وهي‬
‫تبتسم وتنبت الورود‪ .‬رأيت السماء تبكي فبكيت معها وشممت رائحة الطهارة والنقاء كأنها طهرت قلبي من كل حزن وبعثت‬
‫‪.‬في قلبي البهجة السرور‬

‫شعرت ببرودة و تقشعر جسمي ثم نظرت الى قدمي و أرى المطر يحوم من بينها‪ ،‬تبلل شعري و ثيابي وشعرت باالنتعاش‪.‬‬
‫نظرت حولي و رأيت المطر يهطل على البيوت و الشوارع ‪ ،‬والحدائق لتغسلها و كانها تعيد و تبعث فيها الوان البهجة‬
‫وتحمل رائحة عذبة تختلط مع رائحة األرض النقية‪ .‬شعرت المطر كانها تغسل األرض وتزيل الحزن منها و‬
‫تبعث فيها الفرحة والسرور‪ .‬خرجوا األطفال كما الورود التي تتفح في االرجاء و ركضوا نحو المطر بضعهم يرفعون‬
‫أيديهم و هم يرون أيديهم تمتلئ من المياه والبعض االخر و هم يقفزون هنا و هناك ‪ ،‬شاهدت األهالي وافراد الحي وهم يبتسمون‬
‫على أوالدهم ويدعون ويشكرون لخالقهم ‪ ،‬تذكرت بالذكريات الماضية الجميلة فكنت العب واضحك والهو فيها و‬
‫تتساقط االمطار بهدوء كانها تهمس في اذني بصوت خافت‪ ،‬شاهدت الشمس تختفي و الغيوم تغطيها‪ ،‬و االودية‬
‫الجافة قد امتالت من الماء‪ ،‬والشوارع تمتلئ من مياه المطر‪ .‬أنهارً ا وبحارً ا وينابيع وشالالت باتت تهد ُر من أعالي‬
‫الجبال والسدود تمتلئ‪  ،‬العصافير تزقزق هنا وهناك وأخرى تبني عشها بكل احتراف‪ .‬االمطار مستمرة بالنزول و هي تودع‬
‫موسم الجفاف و نحن نستقبل فرحة موسم الرطوبة و البهجة كأن مشاعرنا تتغير حسب المواسم‪ .‬نظرت الى السماء وشاهدت‬
‫قوس القزح و هو يظهر مرة أخرى كانها تمثل درجات الفرح‪ ،‬السماء بالوانها المختلفة كانها تستعد لها الموسم الجديد‪،‬‬
‫‪،‬أصوات المطر تهبط بهدوء كانها صوت لحن الموسيقى الهادئ‬

‫بعدما عزفت قطرات المطر لحنها ‪ ،‬ومألت األرض بمائها و سقت األشجار بسقائها و جعلت األشجار مسكن للطيور‪ ،‬و‬
‫جعلت بعض الورود تتفتح و البعض االخر رائحة المسك التي ال تبور‪ .‬وجعلت الناس تفرح و تبعث فيهم السرور و هم‬
‫‪.‬يودعون بموسم الجفاف والتصحر و يستقبلون بموسم الرطوبة و السرور‬